Moralization of The Moroccan Administration PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..

‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫التخليق باإلدارة املغربية‪ :‬املقاربات واآلليات املعتمدة‬


‫‪Moralization of the Moroccan Administration: Approachs and Mechanisms‬‬
‫أحمد املالكي‬
‫‪Ahmed EL MALKI‬‬
‫األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني مالل‪-‬خنيفرة‪ ،‬بني مالل (املغرب)‬
‫‪malki.arefta@yahoo.fr‬‬
‫محمد الزبير‬
‫‪Mohammed EZOUBAIR‬‬
‫األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني مالل‪-‬خنيفرة‪ ،‬بني مالل (املغرب)‬
‫‪ezoubairmed@gmail.com‬‬

‫تاريخ النشر‬ ‫تاريخ القبول‬ ‫تاريخ االستالم‬


‫…‪2022/…/‬‬ ‫…‪2022/…/‬‬ ‫…‪2022/…/‬‬

‫‪DOI :‬‬

‫ملخص‬
‫تعرف اإلدارة العمومية املغربية مجموعة من االختالالت الهيكلية التي تقف عائقا أمام لعب أدوارها في التنمية‬
‫املستدامة والشاملة‪ .‬ولتجاوز هذه اإلشكاالت‪ ،‬عملت الدولة املغربية منذ مدة وعبر مراحل على بلورة مجموعة من‬
‫اإلصالحات‪ ،‬وذلك بإدخال مجموعة من التعديالت‪ ،‬والتغييرات‪ ،‬واملستجدات‪ ،‬من أجل أن تواكب املستجدات‬
‫الداخلية والخارجية‪ ،‬وتالئم األرضية الجذابة الستقطاب املستثمرين‪ ،‬وأن تكون أكثر حداثة وعصرنة‪ ،‬وتلبي حاجيات‬
‫ومتطلبات املواطنين‪ .‬وتتجلى أهم التعديالت في تخليق املرفق العمومي من خالل اعتماد مقاربات‪ ،‬وآليات وأدوات‪،‬‬
‫ووسائل‪ ،‬حديثة‪ ،‬تعتبر الركيزة األساسية للنهوض بها‪ ،‬كالتصريح اإلجباري باملمتلكات‪ ،‬واإلعالن عن الهيئة املركزية‬
‫للوقاية من الرشوة‪ .‬كما تم العمل على تخليق الحياة العامة والسياسية‪ ،‬عبر األحزاب السياسية واملجتمع املدني‪،‬‬
‫وتبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وجعل اإلدارة العمومية املغربية أكثر انفتاحا على املرتفقات واملرتفقين‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬اإلدارة ؛ التخليق ؛ املواطنة ؛ مقاربات وآليات التخليق اإلداري‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪The Moroccan public administration is experiencing a set of structural imbalances that‬‬


‫‪prevent it from playing its role in sustainable and global development. In order to‬‬
‫‪overcome these problems, the Moroccan State has worked for some time and in stages to‬‬
‫‪crystallize a set of reforms, introducing changes, in order to keep pace with internal and‬‬
‫‪external developments, to adapt to the conditions of attractive investment, be more modern,‬‬
‫‪and meet the needs and demands of citizens. The most important changes for the‬‬
‫‪moralization of the public administration are: adoption of modern approaches,‬‬
‫‪mechanisms, tools and means, which are the pillar of its advancement, such as the‬‬
‫‪1‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫‪mandatory declaration of ownership and the announcement of the central authority for the‬‬
‫‪prevention of corruption, also the moralization of public and political life, through political‬‬
‫‪parties and civil associations, to simplify procedures and administrative procedures, and to‬‬
‫‪make Moroccan public administration more open to public services and citizens.‬‬

‫‪Keywords: Administration; Moralization; Citizenship; Approved Approaches.‬‬

‫مقدمة‬
‫والعصرية عنصرا من عناصر التنمية‪ ،‬وذات تأثير مهم على الحياة اليومية للمواطنات‬ ‫الحديثة‬ ‫لقد أصبحت اإلدارة‬
‫واملواطنين‪ ،‬لتلبية متطلباتهم اآلنية واملستقبلية‪ ،‬كما يمكن اعتبارها أحد الركائز األساسية للدولة الحديثة‪ ،‬ومظهرا من‬
‫مظاهر السيادة‪ ،‬وآلية لتنزيل املخططات والبرامج الحكومية‪ ،‬باإلضافة إلى كونها أداة لتأمين سير املرافق العمومية املختلفة‪.‬‬
‫فدور اإلدارة "يزاوج بين تقديم الخدمات واالستماع ملتطلبات املرتفق ذاتيا كان أو معنويا وبين تحقيق أهداف بعيدة‪ ،‬منها‬
‫مطلب الديمقراطية والتنمية" )موالي محمد البوعزاوي‪ ،2015 ،‬ص ‪ ،(13‬لذلك تمت إحاطتها بمفهوم التخليق الذي يكون‬
‫"مبنيا على تيسير عالقة املواطنات واملواطنين باإلدارة‪ ،‬وخدمة مصالحهم املشروعة‪ ،‬وحل دراسة مشاكلهم بما يلزم من‬
‫العناية‪ ،‬وحمايتهم من التعسف والشطط في استعمال السلطة" (تقرير مجموعة العمل بشأن دور الرقابة في التخليق‬
‫وتوصياتها‪ ،2008 ،‬ص ‪.)80‬‬
‫واإلدارة الفعالة ‪ ،‬والجيدة‪ ،‬والخدومة‪ ،‬هي التي تنهج سياسة القرب من املواطنين (ات)‪ ،‬وتعمل جاهدة على توفير الخدمات‬
‫العمومية لهم‪ ،‬وتضطلع إلى استعمال ظروف مالئمة الستقبالهم وإرشادهم‪ ،‬والبحث عن اهتماماتهم‪ ،‬واألجوبة عن أسئلتهم‬
‫واستفساراتهم‪ ،‬بكل جدية وحزم‪ .‬وقد حاولت الحكومات املتعاقبة القيام بإصالحات جذرية وعميقة لتخليق املرفق العمومي‬
‫ليكون في خدمة الصالح العام‪ ،‬لكن هذه اإلصالحات باءت بالفشل‪ ،‬مما زاد من تعميق الهوة بين الطالب للخدمة والحاجة‬
‫واإلدارة العمومية املغربية‪ ،‬ألن اإلدارة املغربية عرفت وال تزال تعرف البيروقراطية‪ ،‬باعتبارها بناء أجوف أو آلية جامدة ال تقوم‬
‫على العقالنية‪ ،‬بل تتحكم فيها آليات تقليدية وعالقات شخصانية تطغى على معظم أعمالها (محمد أمين بن عبد هللا‪،‬‬
‫‪ ،1996/1995‬ص ‪.)7‬‬
‫ونستنتج أن الوقت الحاضر يتطلب القيام بثورة على العقليات الكالسيكية السائدة من أجل التغيير‪ ،‬والتحديث‪،‬‬
‫والعقلنة‪ ،‬والتخليق‪ ،‬لإلدارة املغربية واملنشآت العمومية‪ ،‬لكي تكون منسجمة مع ذاتها ومع املواطن‪ ،‬بهدف تحقيق التنمية‬
‫الشاملة واملستدامة‪ .‬وقد كانت الندوة حول "دعم األخالقيات في املرفق العام" من تنظيم وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح‬
‫اإلداري يومي الجمعة والسبت ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر سنة ‪ ،1999‬الطريق نحو تخليق اإلدارة عن طريق إصدار العديد من القوانين‪،‬‬
‫بحيث وجه من خاللها ملك املغرب رسالة تقول ‪ ..." :‬فإن أول واجبات املرفق العام أن يلتزم باألخالق الحميدة‪ ،‬وأن يخدم‬
‫املواطنين باإلخالص الجدير بالشأن العام واملصلحة العليا‪ ،‬على النحو الذي يقتضيه االختيار الديمقراطي في دولة الحق‬
‫والقانون‪ ."...‬ونالحظ أن الرسالة امللكية كانت واضحة‪ ،‬ومؤطرة‪ ،‬وموجهة‪ ،‬لإلدارة العمومية املغربية‪ ،‬إذ تدعو إلى ترسيخ‬
‫التخليق‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والديمقراطية‪ ،‬وخدمة املواطن‪ ،‬ومحاربة كل أشكال الفساد‪ ،‬واالنخراط في الالمركزية أو اإلدارة املحلية‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫باإلضافة إلى التحلي باالستقامة‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬واملواطنة الحقيقية‪ ،‬وبترشيدها‪ ،‬وعقلنتها‪ ،‬وتأهيلها وتأهيل مواردها البشرية‪،‬‬
‫وإستصدار النصوص والتشريعات‪ ،‬ملعالجة األعطاب واالختالالت التي تعاني منها اإلدارة املغربية‪.‬‬
‫إن دراسة وتحليل موضوع التخليق اإلداري باإلدارة املغربية‪ ،‬يتطلب طرح اإلشكالية املحورية ملوضوعنا كما يلي ‪ :‬ماهي‬
‫آليات تخليق اإلدارة املغربية والحياة العامة واملقاربات التي تم اعتمادها لالنفتاح على املرتفقين ؟‬
‫وقبل أن نتطرق لدراسة حيثيات هذه اإلشكالية‪ ،‬ال بد أن نقوم بتوضيح موجز لبعض املفاهيم األساسية املؤطرة‬
‫ملضمونها‪.‬‬

‫‪ -‬اإلدارة ‪ :‬تعني" القيام بتحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين بشكل صحيح‪ ،‬وبأفضل الطرق وأقل التكاليف‪ ،‬كما تدل‬
‫على أنها وظيفة يتم بموجبها القيام برسم السياسات والتنسيق بين أنشطة اإلنتاج والتوزيع واملالية‪ ،‬والقيام بأعمال الرقابة‬
‫النهائية على كافة أعمال التنفيذ‪ ،..... ،‬من خالل عملية اجتماعية تقع عليها مسؤولية التخطيط الفعال ووضع اللوائح املتعلقة‬
‫بعمل املشروع" (عمر محمد دره‪ ،2009 ،‬ص ‪ .)17‬وتعني أيضا‪" ،‬عملية تخطيط وتنظيم وصنع قرار وقيادة ورقابة أنشطة‬
‫األعضاء‪ ،‬واستخدام كل املوارد التنظيمية ‪ -‬البشرية واملالية واملادية واملعلوماتية ‪ -‬بغرض إنجاز األهداف بكفاءة وفعالية‪ ،‬وهي‬
‫عمليات فكرية تنعكس في الواقع العملي بشكل ممارسات في مجال التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة للموارد البشرية‬
‫واملادية واملعلوماتية" (عمر محمد دره‪ ،2009 ،‬ص ‪ ،)18‬بمعنى أن اإلدارة "ترسم الخطط وتضع السياسات واإلجراءات وتنظم‬
‫وتراقب وتوجه األفراد العاملين الوجهة الصحيحة لتحقيق األهداف" (عمر محمد دره‪ ،2009 ،‬ص ‪.)18‬‬
‫‪ -‬التخليق ‪ :‬هناك من ذهب إلى اعتباره مؤشر من مؤشرات القضاء على كل األسباب الخاصة بالفساد‪ ،‬واالجتهاد أكثر إلى ترسيخ‬
‫قيم النزاهة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والديمقراطية‪ ،‬الكتساب اإلنسان الحقوق والحريات على قدم املساواة‪ .‬وهناك من ذهب إلى أنه مسألة‬
‫تتعلق بتطبيق أساليب وأهداف تتعلق بالتدبير والتسيير‪ ،‬وآخرون اعتبروه تضافر للجهود والتشارك بين الدولة وفعاليات املجتمع‬
‫املدني‪ ،‬لكي تكون الجهود واألهداف موحدة ومشتركة ملواجهة آفة الفساد‪ ،‬والرشوة‪ ،‬واملحسوبية‪ ،‬والتسلط‪ ،‬واستغالل النفوذ‪،‬‬
‫لتكون اإلدارة أكثر جرأة على التخليق والتحلي بمبادئ القيم اإلنسانية واألخالقية‪ ،‬وكما يعرف االستاذ إدريس جردان األخالقيات‬
‫من التدبير العمومي على أنها مزيج من القوانين ذات املصدر االخالقي‪ ،‬وهناك شبه إجماع على ان أخالقيات املرفق العام يقصد‬
‫به املنظومة املشكلة من الضوابط واملبادئ التي تنظم تسيير وتدبير الشأن العام‪ ،‬وتوجه الحياة العامة واملمارسة املهنية‬
‫للموظف العمومي‪ ،‬وبعبارة أخرى هي مجموعة من السلوكيات واملسلكيات التي يقوم بها املوظف في إطار عرفي أو قانوني‪ .‬وإن‬
‫االلتزام بإعادة االعتبار لألخالقيات‪ ،‬والعمل على تقريب اإلدارة أكثر فأكثر من املواطنين يقتض ي مقاربة جديدة تعتمد الحكامة‬
‫الجيدة كمنهاج يقوم على ربط املسؤولية باملحاسبة‪ ،‬وفق مبادئ العدالة‪ ،‬واملساواة‪ ،‬والكفاءة‪ ،‬والجودة‪ ،‬ويعصمها من‬
‫السقوط في براثن الفساد واستغالل املنصب أو املتاجرة به (محمد الزاهي‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪ ،)225‬وأن منطق الحكامة‬
‫اإلدارية يظل في األساس منطلقا أخالقيا يتسم بغياب مظاهر الغش‪ ،‬والرشوة‪ ،‬وكل مظاهر الفساد ‪(Emmanuel OKOMBA,‬‬
‫)‪ ،2010, P 31‬خاصة وأن من مؤشرات أزمة اإلدارة املعاصرة‪ ،‬تتمثل في ضعف أخالقيات املرفق العمومي‪ ،‬وفشل البنيات‬
‫اإلدارية التقليدية بمختلف األمراض التي خلقتها وعلى رأسها انعدام الشفافية (محمد الهيني‪ 18 ،‬و ‪ 19‬ماي ‪ ،2003‬ص ‪.)4‬‬
‫‪ -‬املواطنة ‪ :‬هو مصطلح قديم حديث‪ ،‬يضع األسس والقواعد الناظمة للتعايش والتكامل والوحدة بين مكونات املجتمع‬
‫الواحد‪ ،‬وانعدام املواطنة في مجتمع ما‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى الفوض ى وغياب العدالة االجتماعية‪ ،‬ومع الوقت يمكن أن‬
‫يؤدي إلى حروب أهلية أو طائفية بين مكونات املجتمع الواحد (حزب البعث العربي االشتراكي‪ ،‬سلسلة الدراسات‪ ،‬عدد ‪ ،65‬ص‬
‫‪3‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫‪ ،)30 :‬وقد اتجهت إرادة مغرب العهد الجديد نحو ترسيخ ثقافة جديدة لحقوق اإلنسان‪ ،‬مبنية على عدة مبادئ سامية‬
‫وتوجهات أساسية‪ ،‬والتي أصبحت تتبلور بشكل فعلي وملموس‪ ،‬من خالل اتخاذ عدة تدابير تروم باألساس تحقيق األهداف‬
‫التالية ‪ :‬تحديد املفهوم الجديد للسلطة قوامه رعاية مصالح املواطن وصون كرامته والحفاظ على حقوقه‪ ،‬وتنمية التواصل‬
‫بين املواطن واإلدارة‪ ،‬ثم تحقيق مصالحة بين املواطن واإلدارة‪ ،‬والحد من البيروقراطية‪ ،‬باإلضافة إلى تخليق املرفق العام‪،‬‬
‫وتحقيق اإلدارة املواطنة (مصطفى التراب‪ ،2005 ،‬ص ‪.)29‬‬
‫‪ -‬مقاربات وآليات التخليق اإلداري‪ :‬ونعني باملقاربات التي تم اعتمادها لتخليق اإلدارات العمومية املغربية‪ ،‬كل من املقاربة‬
‫القانونية من خالل تطبيق النصوص التشريعية والقانونية ملحاربة الفساد والرشوة‪ ،‬واملقاربة اإلصالحية من خالل ترسيخ‬
‫العدالة القضائية النزيهة بإلزام اإلدارة بتعليل قراراتها السلبية أمام املحاكم اإلدارية واملحاكم املالية‪ ،‬ثم إصالح نظام‬
‫الصفقات العمومية لتعزيز التنافسية والشفافية‪ ،‬باإلضافة إلى إصدار قانون رقم ‪ 06-99‬الخاص بتحرير األسعار واألثمان‪،‬‬
‫وتوفير الخدمة اإللكترونية‪ .‬ونعني باآلليات كل من القانون األول هو القانون رقم ‪ 25‬ـ ‪ 92‬املنفذ بظهير رقم ‪ 1.92.143‬املؤرخ‬
‫في ‪ 12‬جمادى الثاني ‪ 7( 1413‬دجنبر ‪ )1992‬املتعلق بالتصريح اإلجباري باملمتلكات على موظفو ومستخدمو الدولة‬
‫والجماعات املحلية‪ ،‬واملؤسسات العمومية‪ ،‬وأعضاء الحكومة‪ ،‬وأعضاء مجلس النواب‪ ،‬ومجلس الجماعات املحلية‪ ،‬والغرف‬
‫املهنية‪ ،‬وتتمثل في املمتلكات العقارية‪ ،‬والقيم املنقولة التي يملكونها أو يملكها أبناؤهم القاصرون‪ ،‬وأيضا من بين أهم اآلليات‬
‫الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة التي تم تغيير اسمها حسب الدستور املغربي الجديد بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من‬
‫الرشوة ومحاربتها‪ ،‬بهدف االنتقال من صالحيات الوقاية إلى وظيفة الوقاية والتتبع ومحاربة الرشوة‪.‬‬
‫وسنقوم معالجة إشكالية هذا املوضوع‪ ،‬وفق محاور تهم آليات وأسس تخليق اإلدارة املغربية والحياة العامة‪ ،‬ثم املقاربات‬
‫التي تم اعتمادها من أجل التخليق وانفتاح اإلدارة العمومية على املرتفقين‪.‬‬

‫املحوراألول ‪" :‬تخليق اإلدارة املغربية والحياة العامة ‪ :‬األهداف وآليات التطبيق"‬
‫شهد املغرب منذ فجر االستقالل إلى وقتنا الحاضر عدة برامج تهم إصالح اإلدارة‪ ،‬استهدفت هيكلتها من الناحية البشرية‪،‬‬
‫والقانونية‪ ،‬واملؤسساتية‪ ،‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإن "السياق الحالي لهذه اإلدارة‪ ،‬يفرض إعادة النظر فيها كجهاز وكنظام" (عبد‬
‫الواحد أورزيق‪ ،2003 ،‬ص ‪ 3‬و‪ .)9‬وقد كسب املغرب الرهانات عبر تطوير بنائه السياس ي‪ ،‬وتكرس تنافسيته االقتصادية‪ ،‬رغم‬
‫ما واجهه نموذجه التنموي من صعوبات حالت دون تحقيق التنمية البشرية واالجتماعية املنشودة‪ ،‬بما يستجيب لحاجيات‬
‫املواطنين‪.‬‬
‫‪ -1‬أهداف وآليات تخليق اإلدارة املغربية‬
‫لقد شكلت اإلدارة املغربية والحياة العامة إحدى اإلكراهات التي لم تساير وتيرة التغيرات واملتطلبات املجتمعية‪ ،‬ولم‬
‫تواكب مستلزمات التنمية الشاملة‪ ،‬بفعل العديد من الصعوبات البنيوية‪ ،‬املتمثلة نسبيا في افتقادها للكفاءة‪ ،‬والنجاعة‪،‬‬
‫والحكامة الرشيدة‪.‬‬
‫‪ -1.1‬أهداف تخليق اإلدارة املغربية‬
‫تبنت معظم الدول رؤية ومقاربة ونموذجا جديدا في تسيير وتدبير املرافق العمومية‪ ،‬تتجلى في النزاهة‪ ،‬والشفافية‪،‬‬
‫والفعالية‪ ،‬واملسؤولية‪ ،‬والجودة‪ ،‬وتكريس دولة الحق والقانون‪ ،‬وفق منطق الحكامة اإلدارية التي تسعى أخالقيا‪ ،‬ملحو كل‬

‫‪4‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫األمور املتعلقة بالغش والرشوة‪ ،‬واملغرب سعى جاهدا ملواكبة املستجدات من خالل تخليق اإلدارة‪ ،‬والتصدي ملظاهر الفساد‪،‬‬
‫من أجل الحصول على املساعدات املالية لتدعيم البرامج واملشاريع التنموية‪ .‬وإن تطبيق ما يفرضه قانون ‪ 03.01‬من ضوابط‬
‫قانونية ثابتة‪ ،‬وقواعد أخالقية راسخة‪ ،‬بتعليل القرارات اإلدارية الفردية‪ ،‬خصوصا تلك الواردة تعدادها حصرا في املادة‬
‫الثانية‪ ،‬سيساهم مساهمة فعالة وناجعة في تخليق املرفق العام‪ ،‬وترسيخ قيم املواطنة املسؤولة‪ ،‬ألن تعليل القرار اإلداري‪،‬‬
‫سيفرض االبتعاد عن ممارسة كل أشكال التعسف أو الشطط في حق املواطن‪ ،‬نتيجة لثقل البيروقراطية التي ولدت في نفسه‬
‫شعورا بعدم تواصل السلطة معه‪ .‬وحينئذ ستبرهن اإلدارة عن إرادتها الصلبة في تحقيق مصالحة بينها وبين املواطن عساه "أن‬
‫يمحو ما تخاذ في نفسه من رواسب سلبية تجاهها‪ ،‬بفعل ما يمكن أن يشعر به الحقا من دفء في العالقة التي تربطه بها"‬
‫(مصطفى التراب‪ ،2005 ،‬ص ‪ ،)35 :‬وقد عمل دستور فاتح يوليوز لسنة ‪ ،2011‬دورا محوريا وأساسيا في اإلصالح‪ ،‬وتأكيده على‬
‫دور الحكامة اإلدارية الجيدة‪ ،‬واملشاركة واإلشراك‪ ،‬وتكريس األهداف واملقومات التي جاء بها املفهوم الجديد للسلطة‪ ،‬والتي‬
‫يدخل ضمنها مبدأ التخليق اإلداري للمرافق العمومية‪ .‬فما هي آليات تخليق اإلدارة العمومية ومرافقها ؟‬
‫‪ 2-1‬آليات تخليق اإلدارة العمومية‬
‫تتمثل آليات تخليق اإلدارة العمومية في التصريح اإلجباري باملمتلكات وفي الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة‪.‬‬
‫أ‪ -‬التصريح اإلجباري باملمتلكات‬
‫إذا أردنا أن نقطع مع املاض ي فيما يخص أشكال الفساد والرشوة‪ ،‬فال بد من االرتكاز على آلية من آليات التخليق‪ ،‬والتي‬
‫تتعلق بقانون التصريح اإلجباري للممتلكات (القانون األول هو القانون رقم ‪ 25‬ـ ‪ 92‬املنفذ بظهير رقم ‪ 1.92.143‬املؤرخ في ‪12‬‬
‫جمادى الثاني ‪ 7( 1413‬دجنبر ‪ )1992‬يتكون من ‪ 9‬مواد‪ ،‬واملادة ‪ 1‬تتكلم عن الفئات التي يشملها أو يطبق عليها القانون والذين‬
‫يتعين عليهم التصريح بممتلكاتهم وهو موظفو ومستخدمو الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية وأعضاء الحكومة‬
‫وأعضاء مجلس النواب ومجلس الجماعات املحلية والغرف املهنية وتشمل املمتلكات العقارية والقيم املنقولة التي يملكونها أو‬
‫يملكها أبناؤهم القاصرون) كأسلوب من األساليب العصرية والحديثة التي تحد من تفاقم االرتشاء‪ ،‬واستغالل املناصب‬
‫واملسؤوليات الكبرى للحصول على األموال‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬البد من إلزام كل أعضاء الحكومة‪ ،‬والنواب‪ ،‬والقضاة‪ ،‬واملوظفون الساميون‪ ،‬ورؤساء مجالس الجهات‬
‫واألقاليم والجماعات‪ ،‬واملؤسسات العمومية‪ ،‬بالتصريح اإلجباري وامللزم للممتلكات‪ ،‬وذلك للحد من نزيف هدر املال‬
‫العمومي‪ ،‬وتفادي االنحرافات الخطيرة‪ ،‬ومظاهر الفساد‪ ،‬والرشوة‪ ،‬في اإلدارات واملنشآت واملرافق العمومية‪ ،‬وقد نص القانون‬
‫عدد ‪ 25/92‬بتاريخ ‪ 07‬دجنبر ‪ ،1992‬واملتعلق بإقرار موظفي الدولة‪ ،‬واملؤسسات العمومية‪ ،‬وأعضاء مجلس النواب‪،‬‬
‫واملستشارين‪ ،‬والجماعات املحلية‪ ،‬ومجالس الجماعات املحلية‪ ،‬واملؤسسات الحكومية‪ ،‬والغرف املهنية‪ ،‬بالتصريح باملمتلكات‬
‫الذي رصد املشرع بشأنه سنة ‪ 2008‬مجموعة من القوانين (الجريدة الرسمية تحت عدد ‪ 5679‬بتاريخ ‪ 03‬نونبر ‪ ،)2008‬تميزت‬
‫عن التشريع السابق (القانون رقم ‪ 25‬ـ ‪ 92‬بتاريخ ‪ 7‬دجنبر ‪ 1992‬املتعلق بإقرار موظفي ومستخدمي الدولة والجماعات املحلية‬
‫واملؤسسات العمومية وأعضاء الحكومة واعضاء مجلس النواب ومجالس الجماعات املحلية والغرف املهنية باملمتلكات‬
‫العقارية والقيم املنقولة التي يملكونها أو يملكوها أوالدهم القاصرون)‪ ،‬بدقة تحديد األشخاص امللزمين بالتصريح‪ ،‬وآليات‬
‫املراقبة والتتبع‪ ،‬وع ناصر الثروة الخاضعة للتصريح‪ ،‬ومسطرة اإلحالة على السلطات املعنية‪ ،‬ورصد العقوبات املترتبة عن‬
‫املخالفات في املوضوع‪ ،‬لتشكل إحدى اآلليات األساسية للحفاظ على نظافة الذمم املالية للمسؤولين عن تدبير الشأن العام‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫ونالحظ بمقابل ذلك‪ ،‬محدودية فعالية هذه القوانين على مستوى املمارسة‪ ،‬نظرا التساع دائرة امللزمين الذي حتم على املجلس‬
‫األعلى للحسابات االقتصار على تلقي التصاريح وتشكيل هياكل لتتبع تطورها (من الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة إلى الهيئة‬
‫الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها سنة ‪ ،2013/2012‬ص ‪.)39‬‬
‫ولتعزيز قيم النزاهة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والتخليق‪ ،‬فقد نص القانون على ضرورة تصريح هؤالء بممتلكاتهم مباشرة بعد تعيينهم‬
‫أو تنصيبهم‪ ،‬لترى الدولة تطور ثرواتهم ومصادرها‪ ،‬وذلك من أجل تكريس الجانب الوقائي لدعم األخالقيات والتخليق باملرافق‬
‫العمومية اإلدارية‪ ،‬وبغية توطيد حكامة إدارية فعالة وحيدة تتمثل في تفعيل آلية التصريح اإلجباري للممتلكات‪ ،‬كما نص‬
‫دستور سنة ‪ ،2011‬في الفصل ‪ 158‬على ما يلي ‪" :‬يجب على كل شخص منتخبا أو معينا في القانون‪ ،‬يمارس مسؤولية عمومية‬
‫أن يقوم طبقا للكيفيات املحددة في القانون‪ ،‬تصريحا كتابيا باملمتلكات واألصول التي في حيازته‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬
‫بمجرد تسليمه ملهامه وخالل ممارستها وعند انتهائها"‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة‬
‫لقد بادر املغرب إلى االنخراط الفعلي والتدريجي في دينامية مكافحة الفساد من خالل اعتماد برنامج عمل للحكومة في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬والتصديق على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪ ،2007‬والشروع في تعزيز اإلطار القانوني‬
‫واملؤسساتي ملكافحة الفساد‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬أحدثت الهيئة املركزية للرشوة لدى الوزير األول بموجب مرسوم بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ ،2007‬بتجاوب مع‬
‫مقتضيات املادة ‪ 6‬من اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ .‬ويرى بعض الخبراء واألساتذة الباحثين أن التصريح باملمتلكات‬
‫السالف الذكر غير قادر على محاربة كل املظاهر املشينة‪ ،‬واملخلة‪ ،‬بشفافية اإلدارة العمومية‪ ،‬من استغالل للنفوذ‪ ،‬والرشوة‪،‬‬
‫واملحسوبية‪ ،‬واإلفالت من العقاب‪ ،‬مما جعل املجتمع املدني يطالب بوجود آليات أخرى للحد من هذه اآلفات‪ ،‬بحيث برزت‬
‫الجمعية املغربية ملحاربة الرشوة (ترانسبارانس ي املغرب) باعتبارها جمعية حقوقية‪ ،‬تهدف إلى محاربة كل أشكال الرشوة‪،‬‬
‫واملحسوبية‪ ،‬واستغالل النفوذ‪ .‬وكان إحداث "الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة" بواسطة مرسوم بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪،2007‬‬
‫استجابة لتلميع صورة املغرب بانفتاحه وانخراطه في البعد الدولي ملحاربة الفساد‪ ،‬وأكد ذلك‪ ،‬من خالل املصادقة على اتفاقية‬
‫األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬التي تنص في مادتها السادسة على ضرورة وجود هيئة وطنية مستقلة‪ ،‬تتوفر على املوارد املادية‬
‫والبشرية الالزمة‪ ،‬وتتولى الوقاية من الفساد‪ ،‬ولها عدة صالحيات‪ ،‬أهمهما ‪ :‬أنها آلية لتبليغ السلطات القضائية عن جميع‬
‫األفعال التي تشكل رشوة يعاقب عليها القانون‪ ،‬وآلية لتتبع وتقييم املنجزات في هذا املجال‪ ،‬كما أنها رأي للهيئة املركزية للوقاية‬
‫من الرشوة‪ ،‬وهيئة لتنسيق سياسات الوقاية من الرشوة‪ ،‬ومنتدى لإلعالم والتواصل والتحسيس‪ .‬ثم أنها قوة استشارية‬
‫واقتراحية في مجال الوقاية من الرشوة‪ ،‬وأداة لرصد ظاهرة الرشوة وجمع املعلومات وتدبير قاعدة معطيات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تخويلها صالحية رفع تقرير سنوي إلى الوزير األول ووزير العدل‪.‬‬
‫ونشير في هذا الصدد‪ ،‬إلى أن الخطاب امللكي بمناسبة عيد العرش لسنة ‪ ،2005‬أقر ما يلي ‪ ..." :‬يجب اإلسراع بتحديث اإلدارة‪،‬‬
‫بما يكفل فعاليتها‪ ،‬حتى نجعل من خدمة الصالح العام‪ ،‬ومن القرب من املواطن الشاغل‪ ،‬وموازاة لذلك‪ ،‬نؤكد على وجوب تخليق‬
‫الحياة العامة‪ ،‬بمحاربة كل أشكال الرشوة‪ ،‬ونهب ثروات البالد واملال العام‪ ،‬إننا لنعتبر أي استغالل للنفوذ والسلطة‪ ،‬إجراما في‬
‫حق املواطن‪ ،‬ال يقل شناعة عن املس بحرماته‪ ،‬وفي هذا الشأن‪ ،‬نؤكد على االلتزام بروح املسؤولية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬واملراقبة‪،‬‬
‫واملحاسبة‪ ،‬والتقويم‪ ،‬في ظل سيادة القانون وسلطة القضاء"‪ .‬وغني عن التذكير أن االنتقال من هيئة مركزية للوقاية من الرشوة‬

‫‪6‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫بمواصفات وإكراهات معينة إلى هيئة وطنية دستورية مستقلة‪ ،‬وبمقومات أساسية جديدة‪ ،‬يؤهلها للمساهمة في التأسيس للنقلة‬
‫الدستورية النوعية‪ ،‬شريطة أن يتم التفاعل اإليجابي للسلطات والفعاليات املجتمعية املعنية معها‪ ،‬لتمكينها من االضطالع باملهام‬
‫املوكولة لها وفق املقاربة الشمولية واملندمجة املعتمدة‪ ،‬من أجل املساهمة في االستجابة املثلى ملتطلبات التخليق الشامل‬
‫ومكافحة الفساد (من الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والرقابة من الرشوة‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.)10‬‬
‫سيساهم القيام بتخليق اإلدارة العمومية في تخليق الحياة العامة بشكل عام‪ ،‬وذلك بمحاربة كافة مظاهر الفساد التي‬
‫تفشت وتراكمت خالل عقود من الزمن‪ .‬فكيف يتم تخليق الحياة العامة ؟‬
‫‪ -2‬تخليق الحياة العامة‬
‫تتجلى محاوالت تخليق الحياة العامة سواء من جانب املؤسسات والهيئات الرقابية ذات الطابع التقليدي‪ ،‬أو من جانب‬
‫املؤسسات السياسية كالبرملان‪ ،‬أو القضائية كاملحاكم املالية واإلدارية كاملفتشيات العامة للوزارات‪ ،‬أو من جانب هيئات‬
‫املجتمع املدني كالجمعية املغربية ملحاربة الرشوة أو الهيئة الوطنية لحماية املال العام باملغرب‪ ،‬وكل هذه املحاوالت لم تكن‬
‫كافية لتخليق الحياة العامة (محمد الزاهي‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.)229‬‬
‫‪ 1-2‬تطبيق القانون مدخل أساس ي للتخليق‬
‫إن تخليق الحياة العامة بالبالد من املداخل املهمة واملحورية لتـأسيس مبادئ وقيم جديدة في تسيير وتدبير الشأن العام‪،‬‬
‫وتهذيب الحياة السياسية أيضا‪ ،‬وذلك من خالل مراقبة املسؤولية للمحاسبة والتتبع‪ ،‬ومن خالل الرجوع إلى تطبيق سيادة‬
‫القانون والقواعد العامة للنصوص التشريعية والقانونية‪ ،‬بالتشبث بمبادئ االستقامة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬ومحاربة الرشوة‪،‬‬
‫والفساد‪ ،‬واملشاركة الفعالة‪ ،‬والبناءة‪ ،‬للمواطنين في صناعة الرأي والقرار‪ ،‬من أجل ترسيخ القواعد الفعالة للديمقراطية‬
‫الحداثية البناءة‪ ،‬وتثبيت قواعد ومبادئ مواطنة راسخة ومتجذرة في املجتمع املغربي‪ ،‬وبناء نهج سياس ي عقالني مبني على‬
‫النقاش‪ ،‬والحوار‪ ،‬واالختالف‪ ،‬والتعارض‪ ،‬مما يمكن الفاعلين السياسيين والهيئة املنتخبة على التربية على الثقافة السياسية‬
‫املبنية على تخليق املرافق العامة لتخدم الحياة العامة والخاصة للمواطن‪ ،‬بتفعيل مقتضيات الظهير الشريف عدد ‪1.11.91‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬الذي أشار ألول مرة إلى تخليق الحياة العامة من خالل إلزام السلطات العمومية الوقاية‪ ،‬طبقا‬
‫للقانون من كل أشكال االنحراف املرتبطة بنشاط اإلدارات والهيئات العمومية‪ ،‬وباستعمال األموال املوجودة تحت تصرفها‪،‬‬
‫وبإبرام الصفقات العمومية وتدبيرها‪ ،‬والزجر عن االنحرافات‪ ،‬ومعاقبة الشطط في استعمال مواقع النفوذ واالمتياز‪،‬‬
‫ووضعيات االحتكار والهيمنة‪ ،‬واملمارسات املخالفة ملبادئ املنافسة الحرة واملشروعة في العالقات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬إسهام اإلرادة السياسية العليا في تطبيق مبادئ التخليق‬
‫استجابة للرغبة امللكية الراسخة في التعجيل باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتخليق الحياة العامة واإلدارة العمومية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬تم نسخ القانون رقم ‪ 25.92‬الذي ظل قاصرا عن تحقيق األهداف املرجوة بقانون ‪ 54.06‬املتعلق بإحداث‬
‫التصريح اإلجباري لبعض منتخبي املجالس املحلية والغرف املهنية وبعض فئات املوظفين أو األعوان العموميين بممتلكاتهم‬
‫(القانون رقم ‪ 54.06‬املتعلق بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي املجالس املحلية والغرف املهنية وبعض فئات املوظفين‬
‫أو األعوان العموميين بممتلكاتهم‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 5679‬الصادر يوم االثنين ‪ 3‬نونبر ‪ ،2008‬ص ‪ .)4014‬وقد ألزم‬
‫الفصل ‪ 155‬من الدستور جميع أعوان املرفق العمومي بأداء عملهم وفق احترام القانون‪ ،‬والتزام الحياد‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والشفافية‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫مع تقديم األشخاص املنتخبين أو الذين يمارسون املسؤولية العمومية تصريحات كتابية عن األصول واملمتلكات التي بحوزتهم‪،‬‬
‫سواء أثناء تسلم املهام أو عند االنتهاء منها‪ .‬ويعتبر املجلس األعلى للحسابات حسب الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 147‬من‬
‫الدستور املسؤول األول عن مراقبة وتتبع التصريح باملمتلكات‪.‬‬
‫ولتكريس ثقافة سياسية بناءة مبنية على ضمان الثقة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والولوج إسوة بالدول الديمقراطية الحداثية‬
‫التي لها حياة مرفقية جذابة وفعالة‪ ،‬فقد خول الدستور لسنة ‪ 2011‬الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة بمهام املبادرة‪،‬‬
‫والتنسيق‪ ،‬واإلشراف‪ ،‬وضمان تتبع تنفيذ سياسات محاربة الفساد‪ ،‬وتلقي ونشر املعلومات في هذا املجال‪ ،‬واملساهمة في‬
‫تخليق الحياة العامة‪ ،‬وترسيخ مبادئي الحكامة الجيدة‪ ،‬وثقافة املرفق العام‪ ،‬وقيم املواطنة املسؤولة (نظرا لألهمية التي تحتلها‬
‫الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة في تخليق الحياة العامة‪ ،‬جاء الدستور املغربي الجديد ليعرض التحوالت في هذا االتجاه‪،‬‬
‫حيث تم تغيير اسم الهيئة من الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة‪ ،‬إلى تسميتها بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة‬
‫ومحاربتها‪ ،‬هادفا من وراء الهيئة ذلك االنتقال من صالحيات الوقاية إلى وظيفة الوقاية والتتبع ومحاربة الرشوة‪ ،‬وللمزيد من‬
‫التفاصيل يراجع في هذا الصدد‪ :‬كريم لحرش‪ "،‬الدستور الجديد للمملكة املغربية‪ ،‬شرح وتحليل‪ ،‬سلسلة النصوص‬
‫التشريعية والعمل القضائي"‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪ ،2013‬ص ‪.)214‬‬
‫وقد أشار النظام الداخلي على مدونة السلوك واالخالق النيابية إلى "ترسيخ قيم املواطنة‪ ،‬وإيثار الصالح العام واملسؤولية‬
‫والنزاهة‪ ،‬وااللتزام باملشاركة الكاملة والفعلية‪ ،‬في جميع أشغال البرملان‪ ،‬واحترام الوضع القانوني للمعارضة البرملانية ولحقوقها‬
‫الدستورية‪ ،‬لجعل البرملان فضاء أكثر مصداقية وجاذبية‪ ،‬من شأنه أن يحقق املصالحة مع كل من أصيب بخيبة األمل في‬
‫العمل الساس ي وجدواه في تدبير الشأن العام‪ ."....‬وإذا كان التخليق مبدأ لدمقرطة اإلدارة العمومية وجعلها أكثر فاعلية في‬
‫خدمة املواطنات واملواطنين‪ ،‬فإنها تعتمد على مقاربات حديثة لتحقيق ذلك‪ .‬فما هي املقاربات التي تم اعتمادها لتخليق املرفق‬
‫العمومي ؟‬
‫املحورالثاني ‪ " :‬املقاربات املعتمدة لتخليق اإلدارة العمومية"‬
‫تسعى الدولة املغربية إلى محاربة كافة أشكال الفساد املادي واملعنوي‪ ،‬عبر تخليق اإلدارة العمومية وترسيخ قيم النزاهة‬
‫والشفافية والديمقراطية الكتساب املواطنات واملواطنين الحقوق والحريات على قدم املساواة‪ ،‬فما هي املقاربات التي تم‬
‫اعتمادها بهدف تحقيق التنمية في شتى املجاالت ؟‬
‫‪ -1‬سياق تطبيق مقاربات التخليق اإلداري‬
‫يعتبر املغرب من بين الدول التي اتبعت مقاربة شمولية لتحديث الجهاز اإلداري وتعزيز وتنمية االستثمار وتشجيع النمو‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬من أجل اإلحاطة بتدني الخدمات والحاجيات الخاصة باملرافق العمومية باإلدارة املغربية‪ ،‬نظرا‬
‫النهيار وغياب القيم واألخالقيات‪.‬‬
‫‪ 1-1‬املتدخلون في مجال التخليق اإلداري‬
‫ينهج املغرب كما هو معلوم‪ ،‬مقاربة شمولية‪ ،‬وخالقة‪ ،‬وممتازة‪ ،‬وفاعلة‪ ،‬لتخليق الجهاز اإلداري‪ ،‬بمشاركة كل الفعاليات‬
‫واملتدخلين في الشأن العام ؛ الدولة‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬والنقابات‪ ،‬واملجتمع املدني‪ ،‬والرجال والنساء‪ ،‬والفاعلين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬والجمهور‪ ،‬وكما يعرف الجميع‪ ،‬فإن الدولة انتقلت من الدولة الحارسة أو الدركي إلى الدولة الراعية أو املنتجة‪،‬‬
‫ثم إلى الدولة الضابطة من خالل التنسيق‪ ،‬وذلك بالتخلي تدريجيا عن الدولة الكنزية املتدخلة (حسن طارق‪ ،2016 " ،‬ص‬
‫‪8‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫‪ ،)94‬من خالل هيئات مكلفة (باعتبار أن السلطة السياسية أصبح يصعب عليها شيئا فشيئا مواكبة العمل واملراقبة في العديد‬
‫من القطاعات بسبب تشعب أعمالها‪ ،‬مثل‪ :‬القطاع السمعي البصري‪ ،‬والهجرة واملهاجرون‪ ،‬واملعلوماتية‪ ،‬والشباب والرياضة‪،‬‬
‫والقطاعات االقتصادية‪ ،‬واملالية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬والتأمينات)‪.‬‬
‫ويتعلق األمر هنا بهيئات الضبط والهيئات اإلدارية املستقلة‪ ،‬ومن أهم أهدافها‪ :‬اإلصالح‪ ،‬والتحديث‪ ،‬والتخليق‪ ،‬وخلق‬
‫مفهوم جديد للسلطة‪ ،‬عبر استعمال مبادئ الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وذلك تفاديا للنهج التقليدي البيروقراطي‪ ،‬بهدف‬
‫تحسين املردودية‪ ،‬وجعل اإلدارة في خدمة املواطنين‪ ،‬وإضعاف املنطق اإلداري املخزني التقليدي‪ ،‬في مقابل تحديث وعصرنة‬
‫دور الدولة في املجال اإلداري‪ ،‬وذلك من خالل دور التنسيق والضبط الذي تقوم به هذه اآلليات (غزالن املجاهد‪ ،2019 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪ 142‬و ‪.)143‬‬
‫ونالحظ حاليا‪ ،‬أن املغرب اعتمد مقاربة أكثر نجاعة للتخليق‪ ،‬تتجلى في تكوين وتأهيل العنصر البشري‪ ،‬وأيضا في تعميم‬
‫التحفيز والتشجيع‪.‬‬
‫‪ 2-1‬مقاربات التخليق املعتمدة باإلدارات العمومية املغربية‬
‫إن أهم املقاربات التي استعملت أو تلزم أن تكون باإلدارات العمومية املغربية‪ ،‬تتمثل في ‪ :‬املقاربة القانونية التي تتعلق‬
‫بتطبيق النصوص التشريعية والقانونية بالجهاز اإلداري املغربي ملحاربة الفساد والرشوة عن طريق التخليق‪ .‬واملقاربة‬
‫اإلصالحية تتجلى في إعادة الثقة بين اإلدارة واملرتفق ومعالجة التفاوتات في األجور وترسيخ العدالة القضائية النزيهة بخلق‬
‫املحاكم اإلدارية واملحاكم املالية وإلزام اإلدارة بتعليل قراراتها السلبية‪ .‬وأجرأة اإلدارات العمومية بتعليل قراراتها السلبية في‬
‫حق موظفيها وأعوانها‪ .‬ثم إصالح نظام الصفقات العمومية بمرسوم رقم ‪ )1998/12/20( 482-98-2‬لتعزيز التنافسية‬
‫والشفافية‪ ،‬وإصدار قانون عدد ‪ 06-99‬الخاص بتحرير األسعار واألثمان‪ ،‬وتوفير ‪ 40‬خدمة إلكترونية ببعض اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى الرقم األخضر املتعلق بالتبليغ عن الرشوة ‪ ،080004747‬وقانون أكتوبر ‪ 2011‬املتعلق بحماية‬
‫الشهود واملبلغين بالرشوة‪ ،‬واالختالس‪ ،‬واستغالل النفوذ‪.‬‬
‫وقد ساعد تطبيق هذه املقاربات على ظهور واقع جديد بمواصفات متغيرة على ما كان عليه في السابق‪ ،‬فما هو واقع تخليق‬
‫اإلدارة العمومية ؟ واآلليات املساهمة في ذلك ؟‬
‫‪ -2‬و اقع تخليق اإلدارة العمومية‬
‫ينتج عن ضعف األخالقيات في اإلدارة والفساد اإلداري سلوك إداري سيئ‪ ،‬ينعكس باألساس على السير العادي للجهاز‬
‫اإلداري واملرافق العمومية‪ ،‬كما ينعكس على عالقات اإلدارة باملواطن الذي أصبح يفقد ثقته فيها‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لالرتشاء‪ ،‬واستغالل النفوذ‪ ،‬واالختالس‪ ،‬وأيضا‪ ،‬بالنسبة للتوظيف السلبي للسلطة التقديرية واستغالل املنصب ألغراض‬
‫سياسية وحزبية‪ ،‬واالستغالل الالمشروع للممتلكات العمومية‪ ،‬واملعاملة التفضيلية إزاء املواطنين‪ ،‬وغيرها‪ .‬فما هي اختالالت‬
‫اإلدارة العمومية ؟‬
‫‪ 1-2‬االختالالت التي تعرقل السيرالجيد لإلدارة العمومية‬
‫يظل أخطر سلوك مشين يلقي بظالله القاتمة على عالقة اإلدارة باملواطن‪ ،‬يتمثل في اإلرشاء واالرتشاء‪ ،‬الذي يضرب في‬
‫العمق االقتصادي الوطني‪ ،‬ويشوه وجه اإلدارة والدولة (فائزة بلعسري‪ ،2005 ،‬ص ‪ ،)70‬الش يء الذي يدعو إلى التأسيس‪،‬‬
‫والتحسيس‪ ،‬والتعبئة‪ ،‬لترسيخ قيم األخالق في تدبير الشأن العام‪ ،‬والتخلق في تسيير وتدبير الجهاز اإلداري املغربي‪ ،‬ألننا نالحظ‬
‫‪9‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫في الظروف الراهنة‪ ،‬أن هناك مجموعة من السلوكيات واالنحرافات التي توجد بعقليات املديرين واملسؤولين واملوظفين‬
‫باإلدارة‪ ،‬مما ينذر بواقع أخالقي وقيم جد خطيرة تسود بهذه اإلدارة‪ ،‬كالريع‪ ،‬والفساد‪ ،‬والرشوة‪ ،‬واملحسوبية‪ ،‬واستغالل‬
‫النفوذ‪ ،‬والسلطة‪ ،‬وعدم تطبيق مبادئ الحكامة الجيدة‪ ،‬واملراقبة‪ ،‬واالفتحاص‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬البد أن نشير إلى املشاكل التي تعيشها الوظيفة العمومية‪ ،‬والتي تنعكس على سلوك اإلدارة مع املتعاملين‬
‫معها‪ ،‬وأهمها ‪ :‬سوء توزيع املوظفين وعدم تحكم اإلدارة في أعدادهم‪ ،‬رغم االنفراج الذي حصل مؤخرا على إثر املغادرة الطوعية‬
‫لبعض املوظفين‪ ،‬وعدم انسجام بعض مقتضيات النظام األساس ي العام للوظيفة العمومية مع التطورات التي عرفتها اإلدارة‪ ،‬ثم‬
‫غياب سياسة توقعية للموارد البشرية‪ ،‬وإشكالية منظومة الترقي وتقييم أداء املوظفين‪ ،‬باإلضافة إلى عدم عدالة منظومة األجور‬
‫(فائزة بلعسري‪ ،2005 ،‬ص ‪ 70 :‬و‪.)71‬‬
‫كما نشير إلى أن التخليق باإلدارة العمومية املغربية ما زال بعيدا عن األهداف املسطرة‪ ،‬وما زالت تعتريه ترسبات إدارية‬
‫كإشكال االنحراف‪ ،‬ومظاهر الريع‪ ،‬والفساد اإلداري‪ ،‬وكل السلوكيات واملنحرفة واملخالفة للقيم األخالقية‪ ،‬والتي ترتبط بهذه‬
‫الظواهر التي ال زالت تشكل عائقا في وجه استكمال بناء معالم دولة الحق والقانون وتستدعي طرح أسئلة كبرى على جميع‬
‫املتدخلين‪.‬‬
‫‪ 2-2‬ترسيخ آليات التخليق باإلدارة العمومية‬
‫إن التخليق الحقيقي والواقعي منبعه النزاهة‪ ،‬وزجر املخالفين‪ ،‬والتحفيز‪ ،‬والتشجيع‪ ،‬في أفق ترسيخ القيم األخالقية‬
‫باإلدارات العمومية عن طريق املقاربات التشاركية واإلشراك‪ .‬وللتوضيح أكثر‪ ،‬نورد أهم آليات التخليق التي يجب ترسيخها‬
‫لتنمية اإلدارة املغربية‪.‬‬
‫أ‪ -‬املواطنة والتخليق‬
‫إن اإلدارة املغربية املواطنة ملزمة أن تكون عند حسن املواطن‪ ،‬باالستماع إليه وتقبل انتقاداته وتساؤالته‪ ،‬وأن تهيء له‬
‫األمكنة املالئمة واملناسبة ليكون اإلرشاد واالستقبال أرفع ما يكون‪ ،‬مما سيمهد إلدارة خلوقة ومتخلقة‪ ،‬تقوم بالواجب‪،‬‬
‫وتحافظ على الحق والقانون‪ ،‬وعلى مبادئ العدالة والحرية‪ ،‬كما أن اإلدارة املواطنة هي تحسيس‪ ،‬وتعبئة‪ ،‬وإلزام املوظف أو‬
‫املستخدم أو املسؤول بأن يقوم بالواجب وشعوره بتقديم خدمات جليلة وأكثر جودة إلى املواطن‪ ،‬وهذا يدخل ضمن الشعور‬
‫بالحس الوطني‪ ،‬ويؤدي إلى ترسيخ قيم األخالق‪ ،‬وقيم املواطنة‪ ،‬وقيم التخليق‪ ،‬وقيم الخلق الحميد‪.‬‬
‫وتظل املواطنة بشكل من األشكال إحدى نقط االرتكاز القيمية‪ ،‬لتجاوز النظرة التواكلية واالنتظار‪ ،‬بل والسلبية التي قد‬
‫تطبع سلوك الشعب املغربي‪ ،‬فمنذ اإلعالن عن مبادرة التنمية البشرية في خطاب ‪ 18‬ماي ‪ ،2005‬نجد امللك يجعل من بين‬
‫مرتكزات املبادرة "املواطنة الفاعلة والصادقة"‪ ،‬ويلح في خطاب افتتاح الدورة التشريعية الرابعة للبرملان في أكتوبر ‪2005‬‬
‫(خطاب ملك املغرب بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الرابعة للبرملان‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،)2005‬على ضرورة توعية كل‬
‫مغربي بأن مصيره يتوقف على مبادرته وإقدامه على العمل الجماعي‪ ،‬وفي خطاب العرش بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪( 2005‬خطاب‬
‫العرش الذي وجهه جاللة امللك محمد السادس إلى األمة بمدينة طنجة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،)2005‬يلح كذلك على ترسيخ قيم‬
‫املواطنة املسؤولة‪ ،‬باعتبارها الغاية والوسيلة للنهوض باألوراش الكبرى للبالد‪ .‬وهكذا يؤكد أن املواطنة الكاملة التي ننشد لكافة‬
‫املغاربة‪ ،‬بمرجعياتها الدينية‪ ،‬والوطنية‪ ،‬والتاريخية‪ ،‬املتمثلة في اإلسالم‪ ،‬وامللكية‪ ،‬والوحدة الترابية‪ ،‬والديمقراطية (‪،)...‬‬

‫‪10‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫وستبقى املواطنة الحقيقية ناقصة‪ ،‬وصورية‪ ،‬وهشة‪ ،‬وغير مكتملة‪ ،‬ما لم يتم توطيدها بمضمون اقتصادي واجتماعي (حسن‬
‫طارق‪ ،2007 ،‬ص ‪.)10‬‬
‫ولترسيخ وتخليق قيم املواطنة باإلدارة العمومية املغربية‪ ،‬يجب أن تعمل الدولة جاهدة ما دامت هناك ضرائب‪ ،‬وعدم‬
‫توفر فرص شغل بكثرة‪ ،‬وتقلص الوظائف العمومية‪ ،‬أن توفر للمواطن الصحة الجيدة‪ ،‬والخدمات املمتازة‪ ،‬والتعليم املجاني‬
‫والفعال وذو املردودية‪ ،‬والعدالة النزيهة‪ ،‬بعيدة عن الرشوة‪ ،‬والزبونية‪ ،‬واملحسوبية‪ ،‬باإلضافة إلى توفير مالعب رياضية‬
‫للجميع‪ ،‬وبيئة ثقافية رزينة ومواتية‪ ،‬لكي يشعر املواطنون(ات) بأنهم يتمتعون باملواطنة وينعمون بالحياة الكريمة والسعادة‬
‫الدائمة‪.‬‬
‫وقد عمل املغرب خالل العقود األخيرة على ترسيخ األركان املتعلقة بدولة الحق والقانون‪ ،‬والرفع من قيمة اإلنسان بحقوقه‬
‫كاملة دون نقصان‪ ،‬من خالل التأسيس والبناء لدولة حديثة وعصرية‪ ،‬وذلك بإدخال تعديالت جذرية على املنظومة التشريعية‬
‫والقانونية لكي تكون مالئمة ومنسجمة مع املواثيق واملعاهدات العاملية‪ ،‬ومبادئ الشريعة اإلسالمية السمحة‪ ،‬وكذا التحوالت‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬التي تعرفها البالد‪ ،‬ثم إصدار مجموعة من الظهائر والنصوص القانونية‪ ،‬وهي كما يلي‬
‫‪ :‬ظهير ‪ 16‬يوليوز ‪( 1957‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.01‬الصادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير ‪ )2000‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،4777‬بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ ،2000‬الصفحة ‪ 417‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 98‬ـ ‪ 11‬املغير واملتمم بموجبه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.57.119‬الصادر في ‪ 18‬من ذي الحجة ‪ 16( 1376‬يوليوز ‪ )1957‬املتعلق بتأسيس الجمعيات) يهتم بالحريات العامة‪ ،‬وظهير‬
‫‪ 15‬نونبر ‪( 1958‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.02.206‬الصادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليوز ‪ )2002‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5046‬بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2002‬الصفحة ‪ 2892‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 00‬ـ ‪ 75‬املغير واملتمم بموجبه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.58.376‬الصادر في ‪ 3‬جمادى األولى ‪ 15( 1378‬نونبر ‪ )1958‬املتعلق بالنقابات املهنية) الذي ينص على الحق في تأسيس‬
‫التجمعات العمومية والجمعيات وقانون الصحافة‪ ،‬وظهير ‪( 1990/04/20‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.90.12‬الصادر في ‪ 14‬من‬
‫رمضان ‪ 20( 1410‬أبريل ‪ )1990‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4044‬بتاريخ ‪ 2‬ماي ‪ ،1990‬الصفحة ‪ ،759‬املجلس االستشاري لحقوق‬
‫اإلنسان) الخاص باملجلس االستشاري لحقوق اإلنسان‪ ،‬والقانون عدد ‪ 41/90‬الخاص بإحداث املحاكم اإلدارية (الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 18 ، 4227‬جمادى األولى ‪ 3( 1414‬نونبر ‪ )1993‬ص‪ ،69 :‬قانون رقم ‪90‬ـ‪ 41‬تحدث بموجبه املحاكم اإلدارية)‪ ،‬ثم‬
‫دساتير اململكة لسنوات ‪ 1992‬و ‪ 1996‬و ‪ ،2011‬املتضمنون على الحقوق املتعارف عليها دوليا‪ ،‬وإحداث املندوبية للوزارة‬
‫املكلفة بحقوق اإلنسان في أبريل ‪ ،1911‬مع اإلعالن عن املفهوم الجديد للسلطة سنة ‪ ،1999‬لتنمية التواصل بين اإلدارة‬
‫واملواطن والعمل على تحقيق مصالحة بين اإلدارة واملواطن ومحاربة البيروقراطية وتخليق املرفق العمومي وتعزيز ثقافة اإلدارة‬
‫املواطنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬املجتمع املدني والتخليق‬
‫يتمثل االلتزام العام للمجتمع املدني في تلقين أفراده قيم األخالق والشعور باملسؤولية‪ ،‬وأيضا‪ ،‬في رصده لالنحرافات‬
‫القانونية ومقاومتها بردود الفعل املناسبة‪ ،‬ولكي يتمكن املجتمع املدني من الوفاء بهذا االلتزام‪ ،‬يجب نشر الوعي بين أفراده عن‬
‫طريق تعميم التعليم والتوعية العامة‪ ،‬وسلوك سياسة االنفتاح بمختلف أنواعه من طرف األجهزة اإلدارية حتى يتمكن من أداء‬
‫دوره على الوجه املطلوب (آمنة حطان‪ ،2009-2008 ،‬ص ‪ .)259‬ويتطلب تخليق اإلدارة املغربية واملؤسسات العمومية‪ ،‬تظافر‬
‫الجهود وإشراك الجميع‪ ،‬بما فيهم املجتمع املدني‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬والنقابات‪ ،‬قصد محاربة كل األشكال املؤدية إلى‬

‫‪11‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫السلوكيات واالنحرافات التي تس يء وتمس الجهاز اإلداري املغربي‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بمحاربة الريع‪ ،‬والرشوة‪ ،‬والفساد‪،‬‬
‫واملحسوبية‪ ،‬والتزوير‪ ،‬وخيانة األمانة‪ ،‬والحصول على منافع غير شرعية‪ ،‬واستغالل السلطة والنفوذ‪ ،‬واختالس ونهب املال‬
‫العمومي‪ .‬فالكل يجب أن يلتزم ويحارب كل تلك اآلفات املشينة‪ ،‬بالتعبئة‪ ،‬والتوعية‪ ،‬والتحسيس‪ ،‬لتسود القيم األخالقية‪،‬‬
‫والسلوكات الحميدة‪ ،‬واالستقامة‪ ،‬عن طريق فئات املجتمع املدني الذي له دور محوري في تحديث وعصرنة وتأهيل املرافق‬
‫واملؤسسات واملنشآت العمومية‪ .‬ويمكن أن نقول بأن املجتمع املدني يقوم بأدوار أساسية‪ ،‬تتمثل في السهر على تعبئة‬
‫وتحسيس التجمعات والساكنة باملظاهر املنافية لألخالق داخل اإلدارة‪ ،‬والقيام بدورات تكوينية وتأطيرية تهم األخالق وتحمل‬
‫املسؤولية‪ ،‬ثم محاربة كل أشكال الفساد والرشوة‪ ،‬وعدم السكوت عن انحرافات اإلدارة‪ ،‬وضرورة فضحها واإلخبار عنها‪،‬‬
‫باإلضافة ضرورة إشراكه والتشاور معه في اتخاذ القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫ج‪ -‬األحزاب السياسية والتخليق‬
‫أصبح تخليق الحياة العامة من بين الركائز األساسية داخل املجتمع املغربي‪ ،‬قصد النهوض بالديمقراطية الحداثية‪،‬‬
‫وتحقيق التنمية املستدامة والشاملة‪ ،‬ومحاربة كل اإلشكاالت املؤدية إلى الفساد والرشوة والزبونية‪ ،‬واألمر يزداد تعقيد عندما‬
‫تصبح هذه اآلفة داخل مؤسسات الدولة بما فيها العدالة والصحة والتعليم واإلعالم واألحزاب السياسية (هناك العديد من‬
‫التعاريف التي أعطيت للحزب السياس ي‪ ،‬ويمكن اإلشارة إلى تعريفين أساسين باعتبارهما األكثر تداوال بين علماء السياسة ‪:‬‬
‫األول تعريف ؛ واسع يعود ملاكس فيبر الذي عرف األحزاب السياسية بكونها "جمعيات تقوم على التزام بالشكليات‪ ،‬هدفها‬
‫هو مد مناضليها النشيطين بحظوظ مثلى أو مادية ملتابعة أهداف موضوعية أو الحصول على امتيازات شخصية أو تحقيق‬
‫االثنين معا"‪ .‬والتعريف الثاني ‪ :‬تعريف ضيق لكنه أكثر دقة من سابقه وهو يعود لـ البالومبارا وفينر‪ ،‬في مؤلفهما الشهير‬
‫األحزاب والتنمية السياسية‪ ،‬ويركز هذا التعريف على أربعة شروط حتى يمكن القول بوجود حزب سياس ي وهي ‪ .1 :‬تنظيم دائم‬
‫ومستمر‪ .2 ،‬تنظيم محلي وطيد‪ ،‬يقيم صالت منتظمة ومتنوعة على املستوى املحلي والوطني‪ .3 ،‬إرادة واعية للقادة الوطنيين‬
‫واملحليين ملمارسة السلطة لوحدهم أو مع الغير‪ .4 ،‬البحث عن دعم شعبي من خالل االنتخابات أو بطرق أخرى‪ .‬جان ماري‬
‫دانكان؛ علم السياسة‪ ،‬ترجمة محمد عرب صاصيال‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫سنة ‪ ،1995‬ص ‪ ،)212‬مما يستوجب ضرورة التوعية والتحسيس بالتخليق داخل األجهزة اإلدارية‪ ،‬وباحترام القانون‪ ،‬والحق‪،‬‬
‫واملشاركة الفعلية للجميع‪ ،‬لكي تسود الشفافية‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والترشيد‪ ،‬وتشجيع االستثمار‪ ،‬والتنافسية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬وتحقيق‬
‫التنمية الشاملة‪.‬‬
‫لقد أصبح التخليق داخل اإلدارة حاليا‪ ،‬ركيزة أساسية للبالد واألحزاب السياسية إلسهامه في تنظيم املواطنين في الحياة‬
‫العامة وتأهيل نخب قادرة على تحمل املسؤوليات العمومية وتنشيط الحقل السياس ي (راجع املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪36.04‬‬
‫املتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،5397‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ ،)2006‬وإذا أعطت الدساتير املغربية مكانة أساسية‬
‫ومهمة لألحزاب السياسية‪ ،‬ونصت في الدستور األخير على املهام املنوطة بها كمدرسة تعليمية تقوم بدور التربية والتأطير‬
‫والتحسيس والتعبئة والتكوين وترسيخ قيم األخالق واملواطنة‪ ،‬فقد أصبح مطلوب وبكل إلحاح من األحزاب بعدما وصلنا في‬
‫مسارنا الديمقراطي إلى مرحلة املشاركة في ممارسة السلطة انتهاج مبادئ الحكامة (أصبح األمر يقتض ي من األحزاب اعتماد مبادئ‬
‫الحكامة في تدبيرها اليومي وفي انتخاب أجهزتها الوطنية والجهوية واملحلية‪ ،‬وفي تصريف االختالف داخلها واقتران املسؤوليات فيها بناء‬
‫على عناصر االنتخاب والتعاقد التي تفسح املجال للتقييم واملحاسبة) حتى تكون مؤهلة كفاية ألداء الوظائف الجديدة التي باتت‬

‫‪12‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫مطلوبة منها‪ ،‬خاصة إذا علمنا أنه ال يمكن إسناد هذه الوظيفة ألية جهة أو منظمة أخرى غير األحزاب السياسية‪ ،‬لرفع‬
‫مستوى التحدي والرهان املطروح عليها‪.‬‬
‫إن األحزاب السياسية ملزمة اليوم بجعل التخليق داخل مؤسسات الدولة من بين املنابع الرفيعة واملهمة لترسيخ قيم‬
‫الوطن‪ ،‬والوطنية‪ ،‬واملواطنة‪ ،‬والحداثة‪ ،‬والديمقراطية‪ ،‬ومدعوة بكل روح وطنية للقيام بأدوارها ومهامها في ترسيخ‬
‫الديمقراطية والحداثة الفعلية‪ ،‬واملصالحة بينها وبين املواطن‪ ،‬وتأطيره وتكوينه ودعمه لإلشراك في تدبير الشؤون العامة‪،‬‬
‫وتأهيل وتنمية املشاريع االجتماعية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬وتقديم األطر والنخب الكفؤة لتقلد املسؤوليات داخل‬
‫مؤسسات الدولة واألجهزة اإلدارية‪ ،‬من أجل النهوض بترسيخ القيم األخالقية‪ ،‬والقضاء على مظاهر الفساد والريع‪ ،‬والفقر‪،‬‬
‫والتهميش‪ ،‬والبطالة‪.‬‬
‫د‪ -‬سياسة القرب وتبسيط املساطرواإلجراءات اإلدارية‬
‫إن تقريب اإلدارة من املواطنين يعتبر عمال دؤوبا وشموليا‪ ،‬عبر تبني استراتيجية لالنفتاح على محيطها‪ ،‬وهذا لن يتأتى إال‬
‫من خالل مجهودات متواصلة لتطوير اإلدارة وتحديثها‪ ،‬ليس فقط عبر تحسين مناهجها وطرق عملها‪ ،‬بل أيضا على مستوى‬
‫إدماج املرافق العمومية في وسطها االجتماعي‪ ،‬والرفع من قدراتها على إعالم مواطنيها وإقناعهم بجدوى املشاركة في مختلف‬
‫قراراته‪ ،‬وإقامة توافق حولها (محمد الزاهي‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪ ،)236‬ومنذ عقود واملغرب يعمل جاهدا على بناء دولة الحق‬
‫والقانون‪ ،‬وهذا رهين بأن تكون اإلدارة العمومية خدومة للمواطن واملقاولة‪ ،‬باعتبار أن املغرب مجبر أن يتحدى الرهانات‬
‫الداخلية والعاملية‪ ،‬فيما يخص امليادين االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬قصد جلب االستثمارات‪ ،‬واالرتكاز بالدرجة‬
‫األولى على املقاولة باعتبارها عنصرا حيويا وفاعال أساسيا في خدمة االقتصاد الوطني‪ ،‬لكن بشرط أن تكون األرضية مواتية لها‬
‫عن طريق تبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية داخل الجهاز اإلداري املغربي (هناك منشور الوزير األول عدد ‪ 99/31‬الصادر في‬
‫‪ 23‬نونبر ‪ 1999‬حول تبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كما نشير إلى أن مجلس النواب صادق في جلسته العمومية‬
‫املنعقدة بتاريخ ‪ 14‬يناير ‪ ،2020‬وباإلجماع على مشروع قان ــون رقم ‪ 55/19‬يتعلــق بتبسيـط املساطر واإلجراءات القانونية الذي‬
‫أعدته وزارة االقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة ووزارة الداخلية‪ ،‬والذي يهدف إلى وضع املبادئ العامة واألس ــس املنظمة للمساطر‬
‫واإلجراءات اإلدارية املتعلقة بالخدمات املقدمة للمرتفقين‪ ،‬وبالتالي تحسين جودة الخدمات املقدمة للمرتفقـين عموما‪،‬‬
‫واملستثمرين على وجه الخصوص)‪ ،‬لتكون العالقة بين اإلدارة واملرتفقين مبنية على الثقة‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬وروح املبادرة‪،‬‬
‫ألن تبسيط املساطر اإلدارية يعتبر أحد الرهانات واألولويات في تقريب وعصرنة اإلدارة‪ ،‬كما يأخذ أهمية أولى وطنية إلدخال‬
‫التعديالت لنصل إلى إدارة فعالة تساهم في تحسين مناخ األعمال واالستثمار‪.‬‬

‫وتكمن أهمية تبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية في الوصول إلى الدقة والفعالية واملرونة في الجهاز اإلداري‪ ،‬والتحكم‬
‫والضبط في تعامل اإلدارة مع املرتفقين‪ ،‬وحماية حريات وحقوق األفراد ضد أي تالعب‪ ،‬ثم إضفاء الشرعية والعقالنية على‬
‫القرارات املتخذة‪.‬‬
‫وهذا ما أكده ملك املغرب بقوله‪" :‬إن هدف اإلجراءات العمومية‪ ،‬التسهيل والتيسير‪ ،‬وليس التعقيد والتعسير‪ ،‬وهو منهاج‬
‫لترسيخ روح االستقامة‪ ،‬والوضوح‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والتعجيل في إيصال النفع للناس‪ ،‬لذلك أمرنا بتبسيط اإلجراءات‪ ،‬وتحيين‬
‫النصوص اإلدارية‪ ،‬وتحديث وسائل التدبير‪ ،‬والعمل على التوقيع املستمر بين املقتضيات اإلدارية وروح العصر التي طبعت‬

‫‪13‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫اليوم كل العالقات البشرية" (الرسالة امللكية املوجهة إلى أشغال الندوة الوطنية لتخليق املرفق العام بتاريخ ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر‬
‫‪ 1999‬املنعقد بمدينة الرباط‪ ،‬من تنظيم وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح)‪.‬‬
‫فكيف ساهمت آليات التخليق في انفتاح اإلدارة العمومية على املرتفقين وفي خدمتهم ؟‬
‫املحورالثالث ‪ " :‬التخليق و انفتاح اإلدارة العمومية على املرتفقين "‬
‫لقد انخرط املغرب منذ سنوات في بناء الدولة الديمقراطية‪ ،‬وكانت املرافق العمومية هدفا للمطالب االجتماعية‪ ،‬من‬
‫مختلف حركات املجتمع املدني‪ ،‬كما يجد صدى له في مختلف املنشورات‪ ،‬والتصريحات‪ ،‬وتحاليل املنظمات الدولية املهتمة‬
‫بهذه القضايا‪.‬‬
‫‪ -1‬محاربة الفساد ومقومات اإلصالح‬
‫إن رفض "الفساد" بجميع أشكاله‪ ،‬من الرشوة‪ ،‬والزبونية‪ ،‬وتضارب املصالح‪ ،‬واالمتيازات‪ ،‬وغياب العدل‪ ،‬ورفض كل‬
‫أشكال الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬وتبديد األموال العامة‪ ،‬يسير في نفس االتجاه مع النهوض بثقافة الشفافية‪ ،‬واملسؤولية‪،‬‬
‫وتقديم الحساب‪ ،‬ومع إدارة املواطن لالنخراط في الحياة العامة‪ ،‬والتمتع بشكل كامل بحقوقه املدنية والسياسية واالقتصادية‬
‫(املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،2013 ،‬ص ‪ .)34‬وقدنهج املغرب تبعا لذلك سياسة تحسين استقبال املواطنات‬
‫واملواطنين‪ ،‬وكذا إعادة االعتبار والثقة بين اإلدارة واملرتفقين‪ ،‬لتكون بذلك اإلدارة العمومية املغربية قد اتجهت نحو اتباع‬
‫مناهج‪ ،‬وبرامج‪ ،‬وسلوكات االنفتاح اتجاه املرتفقين‪ ،‬والتعاطي مع أسئلتهم‪ ،‬واستفساراتهم‪ ،‬ومشاكلهم‪ ،‬بهدف أن يكون‬
‫األسلوب املتبع من طرفها مرن‪ ،‬وسلس‪ ،‬ويتشبع بروح املواطنة الحقة‪ ،‬واملتجذرة في التاريخ العميق للمغرب املبني على روح‬
‫التماسك والتضامن والتعاون‪.‬‬
‫وحسب املادة ‪ 156‬من دستور اململكة التي تنص على أن املرافق العمومية "تتلقى مالحظات مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم‪،‬‬
‫وتؤمن تتبعها"‪ ،‬فقد صدرت وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬تصورا ملشروع جديد يتعلق بانفتاح اإلدارة على املرتفقين‪،‬‬
‫وقد تجسد هذا التصور في ميثاق االنفتاح الذي يتضمن عشرة التزامات اتجاه املرتفقين‪ ،‬والتي تهتم بالجودة واالنفتاح واالستقبال‬
‫والتعامل الجاد والجيد مع املواطن‪ ،‬ملواجهة االنغالق‪ ،‬وضعف في التدبير والتسيير اإلداري‪ ،‬وغياب الحكامة اإلدارية التي تحول‬
‫دون تحقيق الخدمة العمومية في أحسن وأجود الظروف‪.‬‬
‫وكما هو معلوم‪ ،‬تعيش اإلدارة تحديات مهمة‪ ،‬مما يتطلب اتخاذ سياسة جريئة وبناءة للتخلص من الرواسب والسلوكات‬
‫التقليدية‪ ،‬واالنخراط في عملية اإلصالح‪ ،‬بهدف تحديث وتحسين الحكامة العمومية‪ ،‬كما تم التعبير عن ذلك بوضوح على أعلى‬
‫مستويات الدولة‪ ،‬وتندرج إرادة اإلصالح هذه‪ ،‬في سياق وطني وأيضا دولي‪ ،‬يتسم بالتفكير العميق حول السياسات العمومية‪،‬‬
‫وبالتالي حول إعادة تحديد مهام اإلدارة على ضوء الدور الجديد للدولة‪ ،‬وتقوية عدم التركيز اإلداري‪ ،‬وتبسيط املساطر‬
‫اإلدارية‪ ،‬وتحديث الوظيفة العمومية وتدبير املوارد البشرية لإلدارة‪ ،‬والنهوض بالحكومة االلكترونية‪ ،‬وتحديث نظام ميزانية‬
‫الدولة باالستفادة من عملية إصالح مهمة تتمحور حول النتائج واإلداء (املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.)41‬‬
‫‪ -2‬انفتاح اإلدارة واملر افق العمومية لخدمة املواطن‬
‫يسارع املسؤولون الحاليون الزمن إلدخال إصالحات وآليات تساهم في تطوير اإلدارة على التواصل مع املواطن‪ ،‬تماشيا مع‬
‫روح العصر الذي يتطلب االنفتاح‪ ،‬والحوار‪ ،‬والتشارك‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬مع الجميع‪ ،‬وكذا بإدخال أساليب جديدة وعصرية في‬
‫‪14‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫االستقبال‪ ،‬والحوار‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬لتمكين أكبر عدد من املواطنين (ات) من االستفادة من الخدمات العمومية بشكل شفاف‪،‬‬
‫ونزيه‪ ،‬وديمقراطي‪ ،‬بعيدا عن الزبونية‪ ،‬واملحسوبية‪ ،‬والرشوة‪ .‬وقد نص الفصل ‪ 27‬من دستور سنة ‪ 2011‬في هذا اإلطار‪ ،‬على‬
‫الحقوق املشروعة للمرتفقين للحصول على املعلومات وهي حقوق أساسية ومهمة‪ ،‬لكن يجب اعتماد تدابير قانونية فعالة‬
‫لتكون على أرض الواقع‪ ،‬ومن تم الوصول إلى إدارة منفتحة وغير معقدة ومتمتعة بالشجاعة والكفاءة‪ ،‬وأيضا‪ ،‬هناك أمور‬
‫يجب على اإلدارة اتباعها لتكون لها قدرة سياسية إدارية منفتحة على املجتمع املدني واألحزاب السياسية والنقابات والنساء‬
‫والرجال والصغار والكبار‪ ،‬منها إعادة االعتبار إلى القيم األخ ــالقية‪ ،‬والسل ــوك األخ ــالقي‪ ،‬وتـرسيخ قي ــم املــواطنة الخالقة‬
‫واملبدعة‪ ،‬عن طريق تدبير عمومي شفاف وناجع وذو مردودية عالية وممتازة‪.‬‬
‫وإن تحسين العالقة بين اإلدارة واملواطنين واملقاوالت‪ ،‬هو الشرط الضروري لخلق بيئة مناسبة لالستثمار والنمو‪ ،‬كما‬
‫يشكل جزءا أساسيا من التوجهات االستراتيجية التي حددها ميثاق حسن التدبير‪ ،‬والتي تسمح بضمان مستوى أكثر توافقا‬
‫لتطبيق جيد ملبدأ القرب (عبد العزيز أشرقي‪ ،2009 ،‬ص ‪ .)198‬وانفتاح اإلدارة واملنشآت واملرافق العمومية لن يكون بدون‬
‫وجود عنصر بشري متمكن‪ ،‬ومتمرس‪ ،‬ومكون قادر على روح التحدي اآلني والعصري واملستقبلي‪ ،‬بتطوير وعقلنة الجهاز‬
‫اإلداري امللبي لحاجيات ومتطلبات املرتفق عن طريق التشارك‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬واالنفتاح‪.‬‬
‫فلو أمعنا النظر جليا في السلطة والجهاز اإلداري‪ ،‬لوجدنا أنهما يشكالن أكبر جزء من املشاكل التي يواجهها املواطنون‪،‬‬
‫والدليل على ذلك‪ ،‬هو الشعور بالغربة واالبتعاد الذي يحس به الكثير من املواطنين اتجاه تلك اإلدارات‪ ،‬والشعور كذلك بعدم‬
‫الثقة ووجود العواقب الخانقة التي يفرضها السلوك البيروقراطي (ياسر العدوان‪ ،1987 ،‬ص ‪ ،)21‬كما نالحظ أن هناك بعض‬
‫املسؤولين باإلدارة العمومية ال زالوا يمارسون التسلط واستعمال السلطة اتجاه املرتفقين عوض أن يكونوا منفتحين ويأخذوا‬
‫الحاجيات والخدمات املتعلقة باملواطن فوق كل اعتبار‪ .‬وتدفعنا هذه األفعال إلى القول إن الدستور الجديد لسنة ‪،2011‬‬
‫ينص على خروج مؤسسة الوسيط للدفاع عن الحقوق‪ ،‬والحريات‪ ،‬ورفع الشكايات‪ ،‬والتظلمات ضد اإلدارة‪ ،‬مما سيؤدي إلى‬
‫التصالح بين اإلدارة واملواطن‪ ،‬وتفعيل املفهوم الجديد للسلطة‪ ،‬طبقا ملبدأ القانون‪ ،‬واإلنصاف‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والنزاهة‪،‬‬
‫واملصلحة العامة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫نستخلص من كل ما تم التطرق إليه في محاور هذه املقالة‪ ،‬أن املرافق العمومية تمثل هوية املجتمع ومعيار رقيه أو تأخره‪،‬‬
‫حتى باتت التعبير القانوني لفلسفة سياسة الدولة‪ ،‬واملرتكز األساس ي في تحديثها‪ ،‬فهي العمود الفقري للدولة الديمقراطية‪،‬‬
‫وأداة لتطبيق استراتيجية التنمية‪ ،‬وتنفيذ البرامج الحكومية‪ ،‬لذلك‪ ،‬نشهد بصوابية العالقة بين املرفق العمومي واملجتمع‪،‬‬
‫واملعبر عنها بكون كل تخليق في املرافق العمومية هو تخليق في املجتمع نفسه‪ ،‬ولهذا أولى الدستور املغربي الجديد أهمية خاصة‬
‫ملبادئ الحكامة الجيدة في تنظيم املرافق العمومية على أساس املساواة بين املواطنات واملواطنين في الولوج إليها‪ ،‬واإلنصاف في‬
‫تغطية التراب الوطني واالستمرارية في أداء الخدمات‪.‬‬
‫ونشير إلى أن تخليق الحياة السياسية والعامة‪ ،‬وإصالح املرافق واإلدارات العمومية‪ ،‬وعقلية اإلنسانة واإلنسان‪ ،‬واملسؤولة‬
‫واملسؤول‪ ،‬واملوظفة واملوظف‪ ،‬لن يتأتى إال مع وجود إرادة سياسية حقيقية وتظاهر كل الفاعلين في التدبير‪ ،‬ثم تأهيل العنصر‬
‫البشري‪ ،‬باإلضافة إلى استعمال آليات التحفيز‪ ،‬واملحاسبة‪ ،‬والعقاب‪ ،‬وتعميم اإلدارة االلكترونية لتسهيل الولوج إلى املعلومة‪،‬‬
‫واستغالل التكنولوجيا ملحاربة الرشوة والشطط في استعمال السلطة‪ ،‬وإدراج التربية على التخليق في املناهج الدراسية‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫وتنظيم حمالت للتوعية والتحسيس تنشر مبادئ األخالق وقيم السلوك الحسن‪ ،‬مما سيؤدي إلى ثورة إدارية فعالة‪ ،‬وناجعة‪،‬‬
‫وفعالة‪ ،‬ورقي في التدبير اإلداري إلى مكانة متميزة‪ ،‬مما يجعل عجلة االقتصاد والسياسة تخطو نحو تنمية شاملة ومندمجة تعم‬
‫أرجاء البالد جميعها‪.‬‬

‫قائمة البيبليوغر افيا‬


‫❖ جان ماري دانكان‪ :‬علم السياسة‪ ،‬ترجمة محمد عرب صاصيال‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.1995 ،‬‬
‫❖ عمر محمد دره‪" ،‬مدخل إلى اإلدارة ‪ ،"Approach ToManagement‬ماجستير إدارة األعمال‪ ،‬كلية التجارة‪-‬جامعة عين‬
‫شمس‪ ،‬ایبال للعلوم السیاحیة والفندقیة‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬
‫❖ عبد العزيز أشرقي‪" ،‬الحكامة الجيدة‪ :‬الدولة الوطنية الجماعية ومتطلبات اإلدارة املواطنة"‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫الطبعة األولى سنة ‪.2009‬‬
‫❖ محمد الزاهي‪" ،‬إدارة القرب باملغرب"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬في القانون العام والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬سال‪ ،‬املوسم الجامعي ‪.2016-2015‬‬
‫❖ آمنة حطان‪ "،‬أسس اإلصالح اإلداري باملغرب"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪-‬الرباط‪ ،‬املوسم الجامعي ‪.2009 -2008‬‬
‫❖ موالي محمد البوعزاوي "تحديث اإلدارة الترابية باملغرب نحو ترسيخ الديمقراطية وكسب رهان التنمية" منشورات مجلة‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الطبعة األولى‪.2015 ،‬‬
‫❖ محمد أمين بن عبد هللا‪" ،‬إعادة التفكير في اإلدارة"‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،6‬سنة ‪.1996-1995‬‬
‫❖ عبد الواحد أو رزيق‪" ،‬التحديات الكبرى لإلدارة العمومية"‪ ،‬مجلة اإلدارة املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،1‬سنة ‪.2003‬‬
‫❖ مصطفى التراب‪ "،‬التزام اإلدارة بتعليل قرارتها تخليق للمرق العام وترسيخ لقيم املواطنة"‪ ،‬ديوان املظالم‪ ،‬مجلة متخصصة نصف‬
‫سنوية‪ ،‬اإلدارة املواطنة املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬دجنبر سنة ‪.2005‬‬
‫❖ كريم لحرش‪" ،‬الدستور الجديد للمملكة املغربية‪ ،‬شرح وتحليل‪ ،‬سلسلة النصوص التشريعية والعمل القضائي"‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2‬سنة ‪.2013‬‬
‫❖ محمد الهيني‪" ،‬دور هيئات النوظمة في ضمان حكامة إدارية واقتصادية فعالة"‪ ،‬بحث مقدم إلى امللتقى الدولي حول‬
‫اإلبداع والتغيير التنظيمي في املنظمات الحديثة‪ ،‬دراسة وتحليل تجارب وطنية ودولية‪ ،‬املقام في جامعة سعد حلب البليدة‪18 ،‬‬
‫و ‪ 19‬ماي ‪.2003‬‬
‫❖ حسن طارق‪" ،‬هيئات الحكامة في الدستور‪ :‬السياق‪ ،‬البنيات والوظائف"‪ ،‬املجلة املغربية لإلدارة والتنمية‪ ،‬العدد ‪،110‬‬
‫سنة ‪.2016‬‬
‫❖ غزالن املجاهد‪" ،‬اإلصالح اإلداري ورهانات التنمية"‪ ،‬منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬مكتبة دار السالم‪،‬‬
‫شارع دونكان عمارة ‪ 23‬رقم ‪ 2‬ديور الجامع‪ ،‬العدد ‪ ،146‬ماي ويونيو ‪.2019‬‬

‫‪16‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫❖ فائزة بلعسري‪" ،‬دور والي املظالم في صيانة الحقوق وتطوير اإلدارة"‪ ،‬ديوان املظالم‪ ،‬مجلة متخصصة نصف سنوية‪،‬‬
‫اإلدارة املواطنة واملبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬دجنبر ‪.2005‬‬
‫❖ حسن طارق‪" ،‬امللكية واإلصالح مالحظات أولية"‪ ،‬مجلة فكر ونقد‪ ،‬العدد ‪ ،87‬مارس سنة ‪.2007‬‬
‫❖ ياسر العدوان‪" ،‬دور اإلدارة في تحديد نمط عالقتها مع املواطنين وأثرها على االستجابة اإلدارية"‪ ،‬مجلة الشؤون اإلدارية‪،‬‬
‫العدد السابع‪ ،‬سنة ‪.1987‬‬
‫❖ حزب البعث العربي االشتراكي‪ ،‬القيادة القومية‪ ،‬مكتب الثقافة واإلعداد الحزبي‪" ،‬املواطنة والسيادة الوطنية"‪ ،‬سلسلة‬
‫الدراسات‪ ،‬عدد ‪.65‬‬
‫❖ الندوة الوطنية املنظمة من طرف وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة‬
‫محمد السادس حول موضوع "دعم األخالقيات باملرفق العام"‪ ،‬املنعقدة بالرباط وذلك يومي الجمعة والسبت ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر‬
‫‪.1999‬‬
‫❖ تقرير املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪" ،‬حكامة املرافق العمومية"‪ ،‬املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪،‬‬
‫إحالة ذاتية رقم ‪ ،13‬سنة ‪.2013‬‬
‫❖ تقرير الهيئة املركزية للوقاية من الرشوة إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها سنة ‪.2013-2012‬‬
‫❖ القانون رقم‪ 25‬ـ ‪ 92‬بتاريخ‪ 7‬دجنبر‪ 1992‬املنفذ بظهير رقم‪ 1.92.143‬املؤرخ في‪ 12‬جمادى الثاني‪.1413‬‬

‫❖ الرسالة امللكية املوجهة إلى أشغال الندوة الوطنية لتخليق املرفق العام بتاريخ ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر ‪ 1999‬املنعقد بمدينة‬
‫الرباط‪ ،‬من تنظيم وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح‪.‬‬
‫❖ خطاب ملك املغرب بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الرابعة للبرملان وذلك يوم الجمعة ‪ 14‬أكتوبر ‪.2005‬‬
‫❖ خطاب العرش الذي وجهه جاللة امللك محمد السادس إلى األمة بمدينة طنجة بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪.2005‬‬
‫❖ تقرير مجموعة العمل بشأن دور الرقابة في التخليق وتوصياتها‪ ،‬اإلصالح اإلداري باملغرب على ضوء التجارب األجنبية‪،‬‬
‫منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة‪ ،‬نصوص ووثائق‪ ،‬العدد‪ ،195 :‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬
‫❖ ظهير شريف رقم ‪ 1.00.01‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير ‪ )2000‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4777‬بتاريخ ‪ 13‬مارس‬
‫‪ 2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 98‬ـ ‪ 11‬املغير واملتمم بموجبه الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.119‬الصادر في ‪ 18‬من ذي الحجة ‪1376‬‬
‫(‪ 16‬يوليوز ‪.)1957‬‬
‫❖ ظهير شريف رقم ‪ 1.02.206‬صادر في‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليوز ‪ )2002‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5046‬بتاريخ‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪ 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 00‬ـ ‪ 75‬املغير واملتمم بموجبه الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.376‬الصادر في ‪ 3‬جمادى األولى‬
‫‪ 15( 1378‬نونبر ‪.)1958‬‬
‫❖ ظهير شريف رقم ‪ 1.90.12‬صادر في ‪ 14‬من رمضان ‪ 20( 1410‬أبريل ‪ )1990‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4044‬بتاريخ ‪ 2‬ماي‬
‫‪.1990‬‬
‫❖ القانون رقم ‪ 54.06‬بإحداث التصريح اإلجباري لبعض منتخبي املجالس املحلية والغرف املهنية وبعض فئات املوظفين أو األعوان‬
‫العموميين بممتلكاتهم‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 5679‬الصادر يوم االثنين ‪ 3‬نونبر ‪.2008‬‬
‫❖ القانون رقم ‪ 36.04‬املتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 5397 :‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪.2006‬‬
‫‪17‬‬
‫املجلد ‪ ،..‬العدد ‪2022 ،..‬‬ ‫‪ISSN: 2701-9233‬‬

‫❖ منشور الوزير األول عدد ‪ 99/31‬الصادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 1999‬حول تبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫❖ مشروع قانون رقم ‪ 55/19‬الذي أعدته وزارة االقتصاد واملالية وإصالح اإلدارة ووزارة الداخلية وتمت املصادقة عليه‬
‫بتاريخ ‪ 14‬يناير ‪ ،2020‬يتعلـق بتبسيط املساطر واإلجراءات القانونية‪.‬‬
‫❖ الجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬ـ ‪ 18‬جمادى األولى ‪ 3( 1414‬نونبر ‪ )1993‬ص ‪ ،69 :‬قانون رقم ‪90‬ـ ‪ 41‬تحدث بموجبه‬
‫محاكم إدارية‪.‬‬
‫❖ الجريدة الرسمية تحت عدد ‪ 5679‬بتاريخ ‪ 03‬نونبر ‪.2008‬‬
‫‪❖ Emmanuel OKomba, « la gouvernance une affaire de société, analyse mythivmétrique de la‬‬
‫‪performance », (l’harmattan 201).‬‬

‫‪18‬‬

You might also like