Professional Documents
Culture Documents
عن الدور الصيني
عن الدور الصيني
حاالت متنوعة
يعطي الكاتب أمثلة قائال “على سبيل المثال دخلت الهدنة في اليمن،
التي تم اإلعالن عنها في 2أبريل 2022شهرها الخامس في أعقاب
تمديدها للمرة الثانية في 2أغسطس ،2022وبذلك تصبح الهدنة في
شكلها الحالي األطول منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة
صنعاء ،األمر الذي ساهم في زيادة اآلمال الُم علقة على استثمار
الهدنة لتبني وقف شامل للعمليات العسكرية ينتهي بتسوية الصراع
والدخول في مفاوضات جادة بين الحكومة الشرعية والحوثيين ،في
ظل الرغبة الدولية في وضع حد للصراع اليمني”.
ويضيف “ال تزال عملية وقف إطالق النار في ليبيا ،التي دخلت حّيز
التنفيذ في أكتوبر ،2020قائمة من دون وقوع ارتدادات عكسية
ُتعيد الوضع العسكري والميداني لما كان عليه من قبل .ومع ذلك
تعثرت عملية االنتقال السياسي وتم إجهاضها ،ولم تتمكن ليبيا من
العبور نحو استكمال المسار السياسي وخارطة الطريق حتى وقتنا
الراهن”.
دوافع مختلفة
يوضح الكاتب أنه بالوقوف على اتفاقات الهدنة أو وقف إطالق النار
في عدد من دول الصراعات بالشرق األوسطُ ،يمكن توضيح أبرز
األهداف أو الدوافع التي حفزت األطراف الُم نخرطة في الصراعات
للجوء إلى مثل هذه االتفاقات.
كما يشير الكاتب إلى الحاجة إلى تقديم المساعدات اإلنسانية قائال
“تعتبر التهدئة مدخال تلجأ إليه األطراف المعنية لتقديم األعمال
اإلغاثية والمساعدات اإلنسانية للمناطق واألفراد الُم تضررين بسبب
استمرار أعمال القتال .ولعل دعوة األمين العام لألمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش في مارس ،2020لوقف إطالق النار بهدف
إنشاء ممرات إليصال المساعدات اإلنسانية وتوصيل اإلمدادات
الطبيبة تعتبر دليال على إمكانية تطويع وقف إطالق النار لخدمة
األغراض اإلنسانية”.
عقبات النجاح
يؤكد الكاتب أنه وفقا للمعطيات سالفة الذكرُ ،تعد الهدنة وما يعقبها
من وقف إلطالق النار بمنزلة ُم قدمة للوصول إلى سالم دائم ُيوقف
نزيف الصراعات وُيقلل من الخسائر البشرية ويحد من تفاقم
األوضاع اإلنسانية .بيد أن األمور قد ال تسير على هذا النحو
الُم ستهدف ،بل قد تذهب في تجاه معاكس ،وهذا ناجم عن جملة من
التحديات والعراقيل التي تواجه نجاح التهدئة وتثبيت عمليات وقف
إطالق النار بشكل دائم.
وتدل هذه الحالة وفق الكاتب على توظيف الميليشيا الحوثية للهدنة
األممية في استجماع قوتها العسكرية وتجاوز الخسائر الميدانية التي
ُم نيت بها قبل الهدنة ،وما ُيرجح هذه الفرضية هو رفض الحوثيين
مؤخرا تمديد الهدنة األممية لمدة 6أشهر إضافية بدًال من شهرين
فقط.
ويشير الكاتب إلى االرتهان إلرادة أطراف خارجية قائال “ال ُيمكن
أن ُتحقق عملية وقف إطالق النار أهدافها المرجوة من دون توافق
القوى الخارجية على وضع حد للصراع .فالصراعات الُم سلحة في
منطقة الشرق األوسط تتأثر بصورة واضحة بتفاعالت األطراف
الخارجية وأصحاب المصالح الُم نخرطين فيها ،وعليه فإن تثبيت
وقف إطالق النار يظل مرهونا بحدود التوافق بين تلك الدول،
خاصًة أن بعضها يستخدم ساحات الصراع للمساومة في ملفات
أخرى متشابكة.
ويقول الكاتب إنه في اليمن ُتعتبر إيران الُم سيطر على صناعة
القرار داخل ميليشيا الحوثي ،وبالتالي تظل تهدئة األوضاع ُم رتبطة
بموقف طهران من عدد من القضايا؛ وفي مقدمتها التوصل إلى اتفاق
نووي مع القوى الدولية ،بجانب ما قد تسفر عنه نتائج المحادثات
اإليرانية مع المملكة العربية السعودية .ومن شأن أي تقدم في هذا
االتجاه أن يدفع إيران للضغط على الحوثيين للقبول بوقف نهائي
إلطالق النار ،والجلوس على طاولة المفاوضات لبحث ُس بل تسوية
الصراع وإ نهائه بشكل سياسي بعيدا عن الحل العسكري.
أما سوريا فقد أصبحت حسب الكاتب ساحة لتقاطع المصالح الدولية
وتعارض األجندات ،ما يعني أن أي هدنة يحتاج استمرارها إلى
تقارب وجهات النظر الدولية ،خصوصا في ظل تنامي النفوذ الدولي
في سوريا والذي ُتعبر عنه نقاط االرتكاز واالنتشار العسكري للقوى
الخارجية التي وصلت حتى منتصف العام الجاري إلى ما يقرب من
753موقعا ،وفقا للتقديرات.
ويضيف الكاتب “األمر ذاته ينطبق على الحالة الليبية ،حيث أكدت
المبعوثة األممية السابقة في ليبيا ستيفاني ويليامز في ديسمبر
،2020وجود نحو 10قواعد عسكرية أجنبية تخضع إلدارة
أطراف خارجية ،وقد لعبت بعض القوى الخارجية دور الُم عرقل أو
الُم فسد لعملية التسوية وكانت سببا في عرقلة عملية االنتقال
السياسي”.
ويقول الكاتب إنه “في ما يتعلق باليمن ،ال تزال ميليشيا الحوثي
تفرض حصارها على تعز ،ما يزيد من المعاناة اإلنسانية لسكانها،
بالرغم من نص الهدنة األممية على رفع هذا الحصار وفتح الطرق
الرئيسية إلى المدينة ،األمر الذي يعني احتمالية إهدار فرص التسوية
في ظل غياب الضغوط الدولية على الحوثيين لتنفيذ كل بنود الهدنة
الحالية ،وهو ما قد يضع بالتالي قيدا على استمرارها ،خاصًة أن
الميليشيا ُتوظف حصار عدن وغيرها من الخروقات للحصول على
المزيد من المكاسب”.
ويختم الكاتب قائال “تظل اتفاقات التهدئة أو وقف إطالق النار مدخال
مهما يمكن البناء عليه إلسكات البنادق بشكل دائم وإ حالل السالم في
دول الصراعات بمنطقة الشرق األوسط .بيد أن األمر يتوقف على
عدد من االعتبارات التي قد تحول دون الوصول إلى ذلك الهدف،
خاصة في ظل الصراعات الُم ستعصية على الحل نتيجة اتساع
الفجوة بين أطرافها ،وهو ما قد يؤدي إلى تجدد دورات الصراعات
بشكل ُم ستمر ودون التوصل إلى تسوية حقيقية وكاملة إلنهاء هذه
الصراعات”.
تحتل الصين مكانة مركزية في النظام الدولي ،حيث تعتبر أكبر قوة
تجارية وسكانية ومصدرًا لإلقراض في العالم ،عالوة على أنها
أصبحت مركزًا عالميًا لالبتكار ولديها قوة عسكرية كبيرة ،كما
يتوقع العديد من المحللين أن الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي للصين
سيتجاوز الناتج المحلي اإلجمالي للواليات المتحدة بحلول عام
،2030وهو ما سيجعلها أكبر اقتصاد في العالم.
تبدأ منهجية الرئيس الصيني إلعادة تنظيم العالم بإعادة رسم خريطة
الصين ،وذلك من خالل تأكيد السيادة على المناطق المتنازع عليها
منذ فترة طويلة ،ال سيما تلك التي تصفها بكين بمصالحها األساسية،
مثل :هونغ كونغ ،وبحر الصين الجنوبي ،وتايوان .إذ تعاملت بكين
بالفعل مع هونج كونج .في عام ،2020حيث فرضت الصين قانونًا
لألمن القومي على المدينة أنهى فعليًا استقاللها الذاتي ،بموجب
نموذج الحكم "دولة واحدة ونظامان" الذي تم وضعه في عام ،1997
وفي غضون أشهر ،قوضت بكين التزام المدينة طويل األمد بحقوق
اإلنسان األساسية وسيادة القانون وحولت هونغ كونغ إلى مجرد
مدينة صينية أخرى.
اإلكراه الصيني:
ظهر طموح الرئيس شي جين بينغ – بحسب المقال -لتحقيق
مركزية الصين في النظام العالمي جليًا من خالل مبادرة الحزام
والطريق ،والتي أطلقها في عام ،2013وهي ال تقدم فقط مظهرًا
ماديًا لمركزية الصين من خالل ثالثة ممرات برية وثالثة ممرات
بحرية ستربط الصين بآسيا وأوروبا والشرق األوسط وأفريقيا ،لكنها
أيضًا تعيد إلى األذهان ذكريات تاريخية عن طريق الحرير ومركزية
الصين خالل العصر اإلمبراطوري .في مفهومها األصلي ،كانت
مبادرة الحزام والطريق وسيلة لتطوير البنية التحتية الصلبة بقيادة
الصين على طول الممرات الستة .اليوم ،تشمل فروع المبادرة ما
يسمى بطرق الحرير الرقمية والصحية والقطبية ،وجميع البلدان
مرحب بها للمشاركة.
التضحية بالحرب:
إن رغبة الصين في إعادة ترتيب النظام العالمي طموحة ،كما يرى
المقال ،بينما قيادة الواليات المتحدة للنظام العالمي ،ونظام التحالف
الديمقراطي ،والنظام الدولي الليبرالي بعد الحرب العالمية الثانية،
كلها أمور مترسخة بعمق .مع ذلك ،يجادل المسؤولون الصينيون بأن
القرنين الماضيين ،عندما لم تكن الصين هي االقتصاد المهيمن
عالميًا ،كانا بمنزلة انحراف تاريخي ،ويذهبون إلى أن قيادة الواليات
المتحدة آخذة في التراجع.
:المصدر