Professional Documents
Culture Documents
صفات المغول ومميزاتهم
صفات المغول ومميزاتهم
ص ات ول و ميزا م
1
خلق هللا عز وجل خلقه أطو ًارا خمتلفي اخللقة والطباع ،البيض ،والسود ،وامجليل ،والقبيح الطويل
والقصري ،القوى والضعيف ،والشجاع واجلبان مبقتىض حمكته ومعوم قدرته فاكن للطبيعة دور كبري يف
حتديد مالمح وصفات من يعيش بداخلها.
فلقد نشأ املغول يف بالد فقرية ذات بيئة قاس ية يف ظروفها الطبيعية واملناخية انعكست أاثرها عىل
صفات هذه الشعوب وتكويهنم اجلسمي والبدين وحىت النفيس ،فقد أمدمه هللا بصفات بدنية تناسب
البيئة اليت نشأوا فهيا ،فهم قوم أشداء أقوايء متوحشون رؤوسهم أقرب ما تكون للناظر الهيم كهنا
الصقة بأكتافهم وال اعناق هلم أشار ذكل ابن الوردي يف كتابه خريدة العجائب وفريدة الغرائب
قائال (:وغريب أرض الروس جزيرة دار موشة ،وأهلها يوقدون النار يف بيوهتم هنار ًا لبعد الشمس
عهنم وقةل الضوء .وهبذه اجلزيرة قوم مس توحشون يعرفون ابلرباري رؤوسهم الصقة بأكتافهم وال أعناق
هلم ،ودأهبم ينحتون الجشار الكبار ،ويتخذون أجوافها بيو ًات يأوون الهيا ،وألكهم البلوط) .وأبرز ما
مزي تكوين املغول اجلسامين أهنم ميتلكون برشة صفراء مسيكة وأنوفهم فسطاء ،قصار القامة رؤوسهم
عريضة ،جباههم مرتفعة ،شعورمه خش نة مرسةل ودلهيم أيضا س يقان مقوسة وأجسام ممتلئة عيوهنم
صغرية وضيقة وذقوهنم جرداء ،وجفوهنم ثقيةل ،والشفاه عريضة والس نان قوية وطويةل والفك العلوي
منخفض بعض اليشء وأخفاذمه مسيكة.
واملغول يندبون خدود أبناهئم حىت ال تنبت حلامه ،وأحياان يتجمع شعر اللحية يف خصةل حتت اذلقن،
والعضاء العليا خضمة مما يعطهيم ش ً
لك خميفا واملغويل عادة حليق تزينه يف الوسط خصةل من الشعر.
ولقد اكن للفقر الشديد وقةل الغذاء دور كبري يف قرص القامة وحناةل الوجه وبروز عظام اخلدين ،كام أن
اجلفون املتدلية اكنت تقهيم من الرايح الشديدة اليت يتعرضون لها يف بالدمه معظم أايم الس نة ،وكذكل
احلال يف البرشة السميكة ،أما اعوجاج الس يقان فسببه قضاء املغول معظم الوقت عىل صهوة اجلواد
2
وبعد امتالك املغول لهذه املكوانت الشلكية قيل عهنم (( :أوحش الناس الكما وطباعا والكهمم أش به
بصباح وزئري)) فدلهيم من القوة البدنية ما ميكهنم من السري يف الرض واجلبال اجملهوةل واخلربة وغري
املسلوكة لوعورهتا دون خوف أو تردد ،وقيل أيضا عن أثر البيئة علهيم (:ان تأثري لك بقعة يف النايم
من النبااتت وفامي ليس بناء كتأثري أرض الرتك يف وجوههم وصغر أعيهنم حىت اثر ذكل يف جامهلم
فقرصت قوامئها وغلظت رقاهبا وأبيض وبرها ).
اكنت هناك مجموعة من املزااي يمتزي هبا املغويل مهنا الشجاعة فهو كسد ينقض عىل فريس ته فيطاردها
ويقتلها ويذحبها وال ميل احلروب والقتال فهو يعد يف حاةل حرب دامئة دليه اقدام وجرأة واكن بعضهم
بكره الزانء واللواط والرسقة ،وشهادة الزور ،واخليانة فامي بيهنم ،والسحر ،وعصيان القواد ،والاس تحامم
يف املاء اجلاري ،والناعات ادلموية داخل قبيلته فهم (موصوفون من قدمي الزمان ابلشجاعة والبطوةل
والفروس ية ومعاانة احلروب والصرب عىل ركوب اخليل واحلدق ابلريم وغري ذكل من المور .وبعض
املغول أيضا ال يعرفون الكذب واكنوا يعاقبون لك من يقدم عىل هذه الفعةل ابلقتل ،هذا جبانب امتالههم
عزمية جبارة تفوق سوامه يف حتمل الربد واحلر واجلوع ،فهم قوم مرهوبو اجلانب ال يقوى أحد عىل
التصدي هلم مبا دلهيم من جرأة واقدام ،والرصاحة يه مبدأمه فهم يقولون رأهيم دون مواربة وال تردد
فهم أشد الناس بأسا وأغلظهم أكباد ًا وأصربمه عىل البؤس أنفسا).
وشهد للمغويل بأنه من أشد امللزتمني بقوانينه ورشائعه وال خيرج علهيا ،ويطبق مبادهئا ويسعى دامئا من
أجل حتقيق نوعا من العداةل الاجامتعية والنظام املغويل يلزم ابلطاعة التامة ،ويذكر أن هيرب أحد من
صفوف اجلند أو يرتك زمي ًال عاجال أو أسريا يف يد العداء دون أن يقدم عىل انقاذه.
وقد عرف عن املغول اخلفة ورسعة احلركة واحلنكة وادلهاء والفكر واملهارات العسكرية الفائقة والتغلب
عىل املعوقات ،لهنم اكنوا ميتلكون ذهنا قادرا عىل حل املشالك وحتدى الصعاب ومما ال شك فيه أن
3
اختالط املغول ابلصينيني أكس هبم صفات وسلوكيات جديدة فعليت فضائلهم عىل رذائلهم وزاد متزيمه
احلريب من خالل اكتساب اماكنيات قتالية خضمة ورسعة حركة وارتداد.
ومن الطباع الطيبة دلى املغول الطاعة املطلقة للرئيس ،وأن تكل الطاعة اليت يمتتع هبا ذكل الرئيس ال
حيظى هبا أي رجل يف العامل ،أ ًاي اكن مذهبه ،أو علامني ًا اكن أم من املنقطعني للعبادة دينه.
كام أهنم قوم ال يتجادلون ،قوال أو فع ًال ،فامي بيهنم ،اال يف حاالت اندرة جد ًا .كام أن الاقتتال ،والتشاجر،
أو أحدمه ،أو قتهل ،لك هذه العامل تاكد تكون معدومة فامي بيهنم.
بعد أن وحدمه جنكزي خان كمة واحدة ،وحتمك أمم ًا وشعو ًاب متباينة الصول واحلضارات .فالفرد املغويل
حيسب ألف حساب وحساب لزميهل املغويل ،من حيث التقدير والاحرتام ،وقمية الانسان املغويل
عندمه وهذه القمية الكبرية احملسوبة للفرد املغويل ال ينظرون هبا اىل غريمه من أفراد اجملمتعات الخرى،
اذ أن قتل الفرد أو اللف من غري املغول ال تساوي شيئ ًا عندمه ،كام انه مل يكن يوجد ماكن بيهنم
لسارق .ونتيجة ذلكل ،فاهنم اكنوا يرتكون منازهلم ،وعرابهتم ،اليت يكون بداخلها ما ميلكونه من أش ياهئم
المثينة ،دومنا حام ،أو حارس يقوم عىل حفظها وصيانهتا أو حاميهتا من سارق أو لص ،كام أن أش ياءمه
المثينة مل يكن يقفل علهيا بأقفال من أي نوع اكن .أما اذا فقدت شاة ،أو عن ،أو أي حيوان لي خشص
اكن ،فانه يتحمت عىل الشخص اذلي جيدها اما أن يرتهها ،حيث اكنت ،وخيرب اهلها عن ماكهنا ،أو أن
يأخذها اىل ماكن ميكن لصاحهبا أن جيدها ،حبيث يمت هل العثور علهيا دون صعوبة لك فرد مهنم يُكن
تقدير ًا ،واحرتاما للفرد الخر ،ويبادهل عالقات ود وصداقة ،فهم يتقامسون الطعام فامي بيهنم ،ويدعو
بعضهم بعض وبلك رحابة صدر ،عىل ذكل الطعام ،حىت وان اكن قلي ًال ،وزهيد ًا.
واذا ما دعي خشص اىل طعام ،حىت ان مل يكن هل معرفة بأحصاب ذكل الطعام ،فانه يتحمت عليه حسب
العرف والتقليد الاجامتعيني يف داخل اجملمتع املغويل أن يليب ادلعوة ،وال جيوز هل رفض ادلعوة .كام أن
4
أحصاب الطعام اذا مر هبم أي خشص ومل يدعوه للمشاركة معهم يف طعاهمم ذاك ،فان عادات املغول
وتقاليدمه قد جعلت هل احلق أن يذهب الهيم وجيلس معهم عىل مائدة الطعام ،ويألك ما يشاء ،دون
أن يس تأذهنم ،وال جيوز هلم حماوةل منعه من اجللوس معهم واملشاركة هلم يف طعاهمم.
والسبب يف هذا ،أن ذكل يعترب منقصة ،وعار ًا حني مينعون الغري من مشاركهتم الطعام ،كام اهنا قةل
أدب ،ومعرة عىل املرء أن يرفض ادلعوة ملشاركة ادلاعي اىل الطعام ،أو فامي يألكه.
كام ان الانسان املغويل يمتزي مبزيات ياكد ينفرد هبا عن غريه ،ويه الصرب وطول الانة ،فهو شديد
الصرب ،قوي التحمل واملاكبدة ،ومع ذكل فانه ال يرى عليه أي أثر مما يعانيه أو ياكبده .واذا ما تعذر
عليه احلصول عىل طعام ،فيس تطيع أن يظل يوم ًا أو يومني دون أن يألك ،ومع ذكل فهو ال يُرى عليه
أثر اجلوع ،أو نقاد الصرب ،بل جتده يغين ،وميرح ،وكنه حمتل البطن ،ش بع ًا ور ًاي ( مرتوي ).
كام أن يف اس تطاعة املرء مهنم مداومة ركوب اخليل لفرتة طويةل لعدة أايم وليال ،فنجده ينام ويستيقظ
وهو عىل صهوة جواده .وهل صرب يذهل يف حتمل شدة الربد القارس ،واحلرارة الشديدة الالحة.
مث يردف «جون» القول حمد ًاث حيث يذكر أن الشعور ابحلسد أو الغيظ جتاه أخيه املغويل ال ماكن هلام
شدة يف قلوهبم ،وياكد يكون معدوم ًا ،كام أن حياة الرتف والارساف والبذخ والسعي وراء احلياة املرتفة
ال وجود وال ماكن لها يف جممتعهم أما ما يتعلق بشعورمه ،جتاه هذه الناحية ،يف نظرهتم اىل غريمه من
المم الخرى ،فاننا جندمه عىل النقيض من ذكل العمل ،فهم حيتقرون غريمه من الشعوب واجملمعات
الانسانية الخرى ،فهم يظهرون اعزتاز ًا ابلنفس ،ويعتقدون بأهنم صفوة خمتارة من بني بقية اجملمتعات
الخرى.
5
ومازالت هذه النظرة ،وذاك الشعور – يف الفرد املغويل – تعيش معه حىت وقتنا احلارض ،حيث
يظهرون اعزتاز ًا ابلنفس ،واعتداد ًا ابملايض اجمليد ،ويتعنتون ،ويتكربون ،وينظرون اىل غريمه من
الشعوب الخرى ابحتقار وازدراء ،حىت وان اكنوا أهل حضارة وريق وعمل ،أو اكن املرء ملاكً.
ويف حقيقة المر ،فاهنم ال يعتربون غريمه من الناس ،وال حيس بون هلم أي حساب ،وال اىل مس توى
هبامئهم .ولعل أبرز ما تتجىل فيه هذه الصفة املقيتة ما اكن يظهره خاانهتم املغول من ترصفات رعناء ،يف
معامالهتم للزائر من أمه وشعوب أخرى ،ملاكً اكن أم سلطا ًان .فال يس تقبلونه مبا يليق مباكنته ،وال
يظهرون أي احرتام ذلكل الضيف أو الزائر.
لقد اكنت هذه النظرة اليت يعملها اخلاانت املغول جتاه غريمه من احلاكم أو امللوك من غريمه من المم
الخرى .ويه أن احلان املغويل اكن يعترب ذكل الانسان الزائر ،من غري املغول ،ملاكً أم سلطا ًان أو
رج ًال عاد ًاي ،مل يأت اىل منغوليا ،ومقابةل اخلان اال كواحد من رعااي أو أتباع احلان املغويل يف عاةمة بالده
قرا – قروم ،فيعتربه اخلان جاء صاغر ًا ليدفع هل الموال ،وما غال ثنه (واليت اكنت حتمل اىل خاانهتم
ههدااي يأيت هبا الزائرون اىل منغوليا) هجزء من الواجب املفروض اذلي حتمته التبعية للمغول ،وذكل ليك
يسمل هو بنفسه ،وتنجو أرضه من ويَأْ َم ُن هو وشعبه من أن يأيت علهيم املغول ،فينرشون بيهنم ادلمار
اذلي اش هتر به املغول ،خاصة يف عنفوان قوهنم أايم جنكزي خان ،وخالل الفرتة اليت تلت وفاته مبارشة.
كام أن هناك انحية اثنية ،ويه أن املغويل اكن يعتقد ،اعتقاد ًا راخس ًا ،بأن هللا مل خيلق العامل اال من
أجهل ،ذلكل ،فانه يتحمت عىل بقية المم والشعوب الخرى السمع والطاعة ،فمل ختلق (يف نظره) اال لتقوم
عىل خدمته ،وتنفيذ أوامره ،وما يراه احلان والقادة املغول .فقد اكن هذا الشعور هو الاعتقاد السائد
دلى املغول يف هذه الفرتة ابذلات .ذلكل ،جند أن الرجل املغويل اكن رسيع الغضب يف تعامهل مع غريه
من الشعوب واجملمتعات الخرى .فهو يثور ويغضب لتفه الس باب ،كام انه ال جيدها نقيصة يف خلقه
يف قوهل الكذب ،يف تعامهل املغويل .فتجد أن لسانه يكون يف البداية حلو اللكم ،عذب املنطق ،اال
6
أنه يف الهناية يلسع كام ت ََلس ُع العقرب ،فال جتد لصدق القول عنده أحصاب املكر ،والغش ،واخلداع،
وفوق هذا حيث املعامةل وفساد النية وسوء الرسيرة.
ذلكل فانه مىت اس تطاع الفرد مهنم ،أن يس تحوذ عىل ما عند الغري لقدم عىل ذكل بش ىت احليل
واخلدع.
املغول أانس قذرون ،قذرون يف الطريقة اليت يألكون ويرشبون هبا ،ويف ملبسهم ،ويف مسكهنم كذكل،
فان املغول قذرون يف معامالهتم لغريمه من المم ،فهم يغلقون خمططاهتم الرشيرة والش يطانية ،ضد
غريمه ،بطرق غاية يف التنظمي ،دلرجة يصبح معها من املتعذر عىل غريمه أن يكونوا يف وضع ميكهنم من
أخذ الاحتياطات املناس بة يف حماوةل الافساد ما عقد املغول العزم عىل تنفيذه ضد غريمه .اهنم قوم يف
منهتىى اجلشع والطمع ،فهم شديدو الاحلاح يف طلباهتم ،ويف طريقة اغتصاب وابزتاز ما دلى الغري ،يف
الوقت اذلي يكون املرء مهنم شديد المتسك والتشبث مبا ميكل .ومه قوم لخالء دلرجة التطرف ،حىت
ان املرء مهنم يبخل عىل غري املغويل برشبة ماء قد يكون فهيا انقاذ حياة ذكل الانسان.
لعل هذه الصفات اليت تتقزز مهنا النفس البيه (أي النفس الكرمية اليت تأىب اخلضوع واملهانة) ،وتبدو
السامت البغيضة ،قد تكون مما يتباىه به املرء يف ذكل اجملمتع ،وخاصة نظرهتم اىل ما دلى الغري وأعين
ابلغري ،غريمه من أفراد اجملمعات من خارج جممتعهم املغويل) عىل اعتبار أن ذكل اليشء عند غريمه هو
من حقهم ،مفن واجهبم بذل لك وس يةل ،والتحايل ،بش ىت س بل املكر والغش واخلداع ،والكذب حىت
حيصلوا عىل ذكل اليشء ،بل ويعترب يف نظرمه ،اس تعادة حق هلم اكن دلى الغري .وهذه عندمه تعترب
من المور عندان من اليت يتفاخرون هبا فامي بيهنم ،واهنا من الاعامل اليت تشري اىل املرء مهنم عىل أنه
ماهر ،وحاذق ،وذو دهاء وتبرص يف معاجلة المور ،حىت يس تعيد ذكل اليشء من غري أمم املغول.
ففي نظرمه أن املغول خلقوا لزعامة العامل وحمكه ،وأن العامل خلق ليسمع ويطيع ،هذه نظرهتم.
7
صفات املغول العسكرية واحلربية:
فقد هيأت هلم البيئة القاس ية الفروس ية فأصبحوا فرساان أشداء ومقاتلني ابلفطرة وأجادوا فنون القتال،
فهم ال يزرعون حق ًال أو حيرثون أرضا بل مه يف جتوال دامئ والقتال والفروس ية يه لك حياهتم ،واملغول
ال يقاتلون مشاة وامنا يركبون جيادمه الصغرية الرسيعة وكهنم ملتصقون علهيا ويضب املغويل ابلقوس
والسهم من أي اجتاه دون أن خيطئ.
وال شك أن الرصامة اكنت طابع حياة هؤالء املغول ،فاكن اجلندي مهنم ميتاز ابلنظام والطاعة العمياء
للرؤساء واذا خرج عن الصول املرعية اكن عقابه .شديدا ،واكن من عادة املقاتل املغويل أنه اذا سار
للقتال حيمل لك ما حيتاجه يف أثناء احلرب ،فيحمل أالت لشحذ رماحه ،كام اكن حيمل االبر واخليوط
الس تعاملها عند احلاجة ،وال يأخذ معه من املؤن اال قران من اللني وأنية من الفخار ليطهىي فهيا طعامه
وخمية صغرية وأةل حيفر هبا الرض وكيسا من اجلدل حيمل فيه مالبسه ويس تعمهل يف عبور الهنار.
يتبني مما سلف أن المتزي العسكري واملهارات احلربية اكنت أمه عنارص ومكوانت االمرباطورية املغولية
فاكنوا حماربني ال يشق هلم غبار ،سهاهمم ال ختطئ هدفها أجادوا الكرب والقر ،متزيوا يف فنون احلصار،
والرتويع والشدة والقسوة والقتل صفات الزمهتم يف لك حروهبم اخلارجية فمل يبقوا عىل أحد بل قتلوا
النساء والرجال والطفال وشقوا بطون احلوامل وقتلوا فقد صال معظم املغول يف س ياس هتم احلربية اىل
القتل والتدمري واخلراب والرشاسة والقوة والعنف وعدم الوفاء ابلعهود اليت يقطعوهنا عىل أنفسهم ،وعاش
بعضهم عىل قطع الطريق والسلب والهنب فمل يكن دلهيم قمي روحية أو أخالقية رفيعة فعرف عهنم سوء
أخالقهم وافرتاسهم للك يشء غري مبالني.
وعندما دارت رىح احلرب بني املسلمني واملغول أكرث املغول من التشكيل ابملسلمني ووضعومه
أحياان يف اخلنادق لردهما ،وقاموا بوضع املؤلفات والكتب يف الهنار لعمل جسور ميرون علهيا ،وقتلوا
8
أهل املدن مجيعا ومل يبقوا مهنم اال القليل وأذاقوا الرسى أشد أنواع العذاب وحرقوا املدن واملساجد
واملدارس ومل تأخذمه رمحة مع الطفال والنساء والش يوخ فهم بذكل يعدون جمريم حرب افتقدوا
أخالق الفرسان.
يتبني مما س بق أن ما حتىل به املغويل من صفات طيبة وحس نة اكنت يف معظمها تصب خلدمة بىن
جنسه وعيوبه لكها اكنت مع الخرين .وعرف عن جنكزي خان اخلان العظم للمغول أنه اكن قوي
البنية حليق الوجه أبيض البرشة وعيناه هعيين القطط ،واكن يتحىل ابجلدل واذلاكء والعقل واكن ذا
وحماراي عنيدا متعطش لدلماء ،دليه مقدرة عالية عىل ضبط النفس ،شهد هل ابليقظة ورجاحة
هيئة ً
العقل ،واكنت دليه قناعة فعندما عرث رجاهل عىل وثيقة خترب بوجود كن يف احدى البقاع رد علهيم قائ ًال
ولس نا يف حاجة اىل كنوز الخرين ،وما متلكه من املال تؤثر به عباد هللا ورعاايان.
مما يكشف ان املغويل دليه متزي عريق عنرصي وما حيهل لنفسه حيرمه عىل الخرين فهو يعاقب ابلقتل
من يكتب وخيادع وحيل لنفسه الكذب واخلداع عندما يقطع عىل نفسه العهود فهو يسري وفق نظرية
شعب هللا اخملتار كهيود زماننا فهم يرون ان حاكهم دليه تعويض الهىي ومه جنود هللا عىل أرضه .والالفت
للنظر أن جنكزي خان اكن دليه هدوء وعدم فقدان الس يطرة عىل عواطفه همام اكنت الظروف ،واكن
يف مقدوره أن يس تأصل هبدوء اتم أالف الناس مىت رأى ذكل رضوراي لتوطيد أراكن ملكه .هذا جبانب
ادلهاء واملكر والقدرات العسكرية الفائقة وحسن تدبري ش ئون رعيته ،واكن صارما ال يتعامل برمحة مع
املهنزمني.
9
املصادر واملراجع
*******************
-ابن الوردي ،رساج ادلين أبو حفص معر بن املظفربن الوردي البكري القرييش( ،ت ،)852خريدة
العجائب وفريدة الغرائب ،مكتبة الثقافة االسالمية(،القاهرة ،)2008-ج ،1ص.180-179
-املسعودي ،أبو احلسن عىل بن احلسني بن عىل املسعودي (املتوىف346 :هـ) ،أخبار الزمان ومن
أابده احلداثن ،وجعائب البدلان والغامر ابملاء والعمران ،دار الندلس للطباعة والنرش والتوزيع-بريوت،
1416هـ1996-م ،ص.95
-الفوال ،صالح مصطفى ،سوس يولوجيا احلضارات القدمية دار الفكر( ،القاهرة 1982-م) ،ص.265
-ابراهمي محمد عيل محمد مرجونة ،املغول يف العامل االساليم دراسة س ياس ية حضارية.
10