Professional Documents
Culture Documents
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
بينما كان فرويد يعطي األهمية الكبرى لمراحل النمو الجنسي الثالث الفمي ،الشرجي ،القضيبي ،فإن
بارجوري في إطار التصنيف السيكوباتولوجي اسند أهمية كبرى للعالقة بالموضوع و مفاهيم الذات و
النزوة .و ينوه بأن ماضي البنية هو مراحل النمو (النرجسية ،االتكالية و الثالثية األوديبية ) .أما مستقبلها
.فهي الطبع أو المرض
:مفهوم البنية في علم النفس المرضي
يعرف بارجوري البنية النفسية على أنها ذلك التنظيم الثابت و النهائي لمكونات ميتاسيكولوجية
أساسية ،سواء كانت الحالة مرضية أو سوية .و ربط بارجوري مفهوم البنية في إطار علم النفس
المرضي التحليلي بمسألة السواء و الالسواء ،مركزا على فكرة هشاشة الخط الفاصل بينهما إذ أن الفرد
السوي يمكن أن يصبح في أي لحظة ال سويا وينتكس .و يشير بأن تشخيص السواء يتطلب فحصا
للطريقة التي يتالءم بها الشخص مع بنيته النفسية الخاصة .فمفهوم السواء لديه يتعلق بحالة التالؤم
الوظيفي الناجح ضمن بنية ثابتة فقط ،سواء كانت عصبية أو ذهانية ،في حين تناسب المرضية انقطاعا
.ضمن نفس الخط البنيوي
وقد أشار فرويد إلى البنية من خالل ظهور االضطراب النفسي تبعا للتصدعات و يقول في ذلك ( :إذا
سقط بلور من الكريستال ،فإنه ال ينكسر بأي حال من األحوال بل حسب خطوط الضعف والقوة التي
حدثت عند تكوينه ،وهي خاصة بكل جسم ،وهذه الخطوط تبقى خفية حتى ينكسر البلور ،أو يوضع تحت
.جهاز خاص ،وبالنسبة لبنية الشخصية فهي تسلك نفس المدرج )
:تكوين بنية الشخصية
:تتمثل مراحل تكوين البنية حسب باجوري كالتالي
المرحلة األولى :تبدأ من الوالدة ويكون األنا في حالة تمايز نفسي جسدي ،لكن سرعان ما يبدأ في التمايز
تدريجيا مع خروجه من الهو ،وهذا تحت تأثير النضج ،والعناية ،والعالقة مع األم ،وهنا إذا كانت
الظروف الداخلية والخارجية مضطربة ،فسيحدث تسجيل خطوط ضعف في هذه الفترة ونقطة تثبيت كما
.يقول فرويد
المرحلة الثانية :يتطور اللبيدو ويتقدم في سيرورته ،وتتطور العالقات بالموضوع مع تنظيم الدوافع
الجزئية ،واألنا يتطور ويستعين باآلليات الدفاعية ،وذلك حسب المحيط الخارجي وأخطاره ،وأخطار
:داخلية ناجمة عن النزوات مما يسمح بتكوين تدريجي للشخصية ،وهنا يتطور الليبيدو ويتقدم تبعا لـ
.العالقات مع الوالدين ،وخصوصا األم ثم العالقات مع أفراد المحيط-
.تسقط كل التجارب النفسية على شكل صراعات وصدمات وتقمصات إيجابية-
.تبدأ ميكانيزمات الدفاع النفسي تنتظم بطريقة تفاعلية-
.تنتظم تدريجيا نفسية الفرد-
المرحلة الثالثة :مع نهاية مرحلة البلوغ تكون البنية ثابتة وال تتغير في توجهها األساسي ،وما دام
صاحبها لم يتعرض إلى صدمات نفسية هامة فيبقى ذا بنية العصابية أو ذهانية سوية ،ولكن يمكن أي
.حدث أن يحدث شرخا في البنية ،وذلك حسب خطوط القوة والضعف الموجودة فيها
فالبنية العصابية يتمركز الصراع فيها ما بين األنا والنزوات ،أما البنية الذهانية فيقتصر ثباتها على
سيطرة اإلنكار على جزء من الواقع مع سيطرة الدفاعات القديمة ،وتوجد ما بين هاتين البنيتين ،ما
.يعرف بالتنظيمات الحدية أو البينية ،وتضم األمراض السيكوسوماتية ،السيكوباتية واالنحرافات
وتظهر هذه الحاالت كمنظمة هشة أي تنظيمات قابلة للتغير ،وليس كبنية ثابتة ألنها يمكن أن تطور إلى
.مسار الذهان أو العصاب
:مكونات بنية الشخصية
تتحدد المكونات الميتاسيكولوجية األساسية لبنية الشخصية حسب بارجوري في خمسة أبعاد ،على أساسها
:يكون التشخيص ،تلخصها في مايلي
:مستوى نكوص الليبيدو و األنا1-
البنية الذهانية :النكوص ال يتعدى المرحلة الشرجية األولى ،و األنا ينكص إلى مرحلة الالتمايز أو
.تمايز بدائي مما يجعله ضعيفا ،فهو ال يلعب دور الوسيط ،فيقع تحت سيطرة الهو
البنية العصابية :يرجع نكوص الليبيدو إلى الفترة الثانية من المرحلة الشرجية ،مثل :ما هو في العصاب
.اإلستحوادي والى المرحلة األوديبية أو القضيبية ،األنا تمايز كلية مع تمايز الموضوع
التنظيم البيني :يرجع النكوص أو التثبيت إلى المرحلة ما بين الشرجية األولى والثانية ،وقضيبية
األوديب لم تلعب دورها التنظيمي ،األنا تمايز لكن مازال اتكاليا ،وتلعب الصدمة دورها من حيث
.تهديدها للكيان النرجسي مما يؤدي إلى تبعية اتكالية للموضوع
:نوع القلق2-
البنية الذهانية :هو قلق التجزئة ،والتفكك ،واليأس ،والتالشي ،والموت ،ألن األنا تفكك وانشطر بعدما
.كانت وحدة األنا متماسكة
البنية العصابية :مهما كان نوع العصاب ،فإن قلق الخصاء هو المسيطر على هذه البنية ،أو قلق اإلثم
.والخطأ و يعاش في الحاضر ،وهو مركز على ماضي شهواني
.التنظيم البيني :هو قلق ضياع الموضوع (األم) واالنهيار
:العالقة بالموضوع3-
البنية الذهانية :نجد عالقة نرجسية كاملة ،ألنها مدمجة في نرجسية األم ،وتؤدي إلى التوحد واالنطواء
والتخلي عن الموضوع ،وتوظيف الواقع مع تكوين واقع جديد من خالل الهذيان والهلوسة ،فهي إذن
.عالقة أحادية حيث يعتقد أنه وأمه شخص واحد
.البنية العصابية :عالقة ثالثية تناسلية :طفل-أم-أب
.التنظيم البيني :عالقة ثنائية إتكالية" :طفل-أم" وليست عالقة اندماجية
طبيعة الصراع4-
البنية الذهانية :يكون الصراع بين الهو والواقع ،وال يكون بين األنا والواقع ،ألن أنا الذهاني غير
.موجود أو بدائي ،وال يقوى على دور الوسيط بين الواقع والهو الذي يرفض سيطرته
البنية العصابية :يكون الصراع جنسي بين األنا األعلى والدوافع "رغبات ونزوات" ،مما يؤدي إلى
.الشعور بالذنب وقلق اإلخصاء
التنظيم البيني :يكون الصراع بين مثال األنا والهو ،والذي لم يبلغ المستوى التناسلي ،أما األوديب لم
.يلعب دوره المنظم ،ويبقى ذو طابع نرجسي مع قلق فقدان الموضوع والتهديد باالنهيار
اآلليات الدفاعية األساسية5-
.البنية الذهانية :اإلنكار أو تجاهل الواقع مع ازدواج األنا
.البنية العصابية :هنا اآلليات متطورة أهمها :الكبت والتحويل
:التنظيم البيني :إزدواج الصورة الهوامية ،مع تقسيم الحقل العالئقي إلى جزأين
.األول :تقدير وفهم صحيح للواقع ،ويعني ذلك تكيف صحيح
.الثاني :تقدير مثالي للواقع ،وفي نفس الوقت نفي له
:المصادر و المراجع
.ليلى ميسوم ،البنية النفسية بين السواء و المرض،حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية و اإلنسانية ،العدد ، 22ديسمبر2017