‫مفهوم التنازل عن الدعوى المدنية‬

‫لقد حرصت التشريعات نتيجة لخطورة إجراء التنازل وما ينتج عنه من نتائج وآثاار اانونياة ع ا‬
‫تحديد طرق معينة يثبت فيهاا اتاتعمال الخصاق حقاه بالتناازل وبهاا يماان إثباات إرادتاه الصاحيحة‬
‫وانصراف مقصده نحو هذا الخيار اإلجرائي لياون تصرفه بالنتيجة صحي ًحا‪،‬اما البد من اإلشارة‬
‫إل إن أحااما اانونية معينة تعالج متألة االختصاص في البات بالتناازل إذ الباد مان تحدياد الجهاة‬
‫التي يقدق إليها والجهة التي تم ك البت فيه‪.‬‬

‫وألن التنازل يقطع إجراءات خصومة اانت اائمة‪ ،‬أو ياتق مان خهلاه النازول عان حا مادع باه‬
‫اشاتراط المشار لتحقيا أثااره واالعتاداد بااه تارورة إتيانااه وفا طارق معينااة معبارة عاان إرادة‬
‫المدعي أو من يمث ه (‪.)1‬‬

‫والبد من معرفة ان مواف المشر العرااي اشترط طريقين ل تنازل‬

‫إن التنازل "ياون ذلك بعريتة يقدمها ل محامة ويؤديهاا‬ ‫فنص في اانون المرافعات المدنية ع‬
‫أمامها مع تب يغها إل الخصق اآلخر أو بإارار يصدر منه في الج تة ويدون بمحترها" (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬نص المادة (‪) 1/88‬من اانون المرافعات المدنية العرااي راق ‪ 83‬لتنه ‪-1, "1969‬ل مدعي أن يط ب إبطال عريتاة‬
‫نصاات ع ا "ياااون تاارك الخصااومة‬ ‫الادعو‪ ،"....‬واااذلك نااص الماادة (‪)141‬ماان اااانون المرافعااات المدنياة والتجاريااه المصاار‬
‫إنه التنازل يجب أن يتقدق به المدعي‪.‬‬ ‫بأعهن التارك ‪ "...‬وبهذا نجد إن مواف التشريعات جاءت متطابقة ع‬

‫‪ -2‬ينظر‪ :‬نص الفقرة (‪ )2‬من المادة (‪ )88‬من اانون المرافعات المدنية راق (‪ )83‬لتنة ‪.1969‬‬

‫‪1‬‬
‫والطريا الثاااني الااذ رتاامه المشاار العرااااي ل تنااازل بااإارار صااري يصاادر ماان المتنااازل فااي‬
‫الج تة يط ب فيه إبطال الدعو‪ .‬ويدون بمحترها (‪ .)1‬ان البحث في مفهاوق التناازل عان أجاراء‬
‫أو وراااه فااي الاادعو‪ .‬المدنيااة يتط ااب تعريااف هااذا التنااازل لغاةي ثااق اصااطهحا ً ثااق بيااان الطبيعيااة‬
‫القانونية ل تنازل وهذا ماتنعرته في المط بين األتيين‪:‬‬

‫المط ب األول ‪ :‬تعريف التنازل عن أجراء أو وراه في الدعو‪ .‬المدنية ‪.‬‬

‫المط ب الثاني ‪ :‬الطبيعية القانونية ل تنازل‪.‬‬

‫‪ -‬المط ب األول‬

‫التعريف بالتنازل عن أجراء أو وراه في الدعو‪ .‬المدنية ‪ ,‬تنقوق بتقتيق هذا المط ب إل فرعين‬
‫نتناول في الفر األول تعريف التنازل لغةي ‪ ,‬إما الفر الثاني تياون تعريفه اصطهحا ً‪.‬‬

‫الفر األول‬

‫تعريف التنازل لغةي ‪-:‬‬

‫التنااازل عاان أ جااراء او وراااه فااي الاادعو‪ .‬المدنيااة يتاااون ماان مقاااطع البااد ماان‬ ‫بمااا ان مصااط‬
‫حده‪:‬‬ ‫تعريف ال منها ع‬

‫التنازل لغة ‪ :‬بمعن يتنزل تنزيهً او نزل بحيث الشيء تنزل في مه ةي عن ح تراه‬

‫وايتا جاء بمعن حتق او نزل بحيث يحرق شخص نفته ت فا ً من نفع ما يزال احتماليا يماان ان‬
‫يطالب به يوميا اتنازل عن تقادق او اجراء وايتا يأتي بمعن التخ ي تد االدعاء (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عباس العبود ‪ ،‬شرح أحااق اانون المرافعات المدنية‪ ،‬مصدر تاب ‪ ،‬ص ‪.326‬‬

‫‪ -2‬ينظر ‪ :‬ع ي بن هادية وب حتن الي يش واخرون ‪ ،‬القاموس الجديد ‪ ،‬تقديق محمود التاعد ‪ ،‬الطبعاة الثانياة ‪ ،‬الشاراة التونتاية‬
‫ل توزيع ‪ ،‬تونس ‪ ، 1921 ،‬ص ‪. 222‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-2‬األجراء لغة ‪ :‬األجراء مشت من ا مه اجار‪: .‬اجار‪ .‬عماهً اانونياا ً (‪, )1‬وجااءت ايتاا هاذه‬
‫الا مه في االتينية القانونية (‪.)2‬‬

‫‪ -3‬الدعوى بالغة ‪ :‬هي االدعاء تاداعي القاوق ا دعاا بعتاهق بعتاا حتا يجتمعاوا وايال هاو‬
‫الدعاء ا النداء وادعيت الشيء زعمتاه لاي حقاا ااان او بااطهً (‪ , )3‬والادعو‪ .‬ايتاا تاأتي ط اب‬
‫(واِي َل َهذَا الَّ ِذ ُا ْنت ُ ْق ِب ِه تَ َّد ُ‬
‫عونَ ) (‪.)5‬‬ ‫الغير (‪ , )4‬واما اال هللا تعال َ‬ ‫ألنتان اثاب حقا له ع‬

‫الفرع الثاني‬
‫تعريف التنازل اصطالحا‬
‫التنازل يعني اتقاط الح اراديا في هذا األجراء او الورااه ‪ ,‬وياؤد ذلاك الا اعتباار األجاراء‬
‫ااان لااق تاان وال يمت ااك المتناازل ان يعااود فيماا اتااقط حقاه فيااه ‪ ،‬ويازول العماال الاذ يعتمااد ماان‬
‫األجراء او الوراي التي حصل النزول عنها(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬ينظر ‪ :‬جيرار اورنو ‪ ،‬معجق المصاط حات القانونياة ‪ ،‬ترجماة منصاور القاتاي ‪ ،‬الطبعاة األولا ‪ ،‬المؤتتاة الجامعياة ل نشار‬
‫والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪، 1992،‬ص ‪.265-262‬‬

‫‪ -2‬ينظر ‪:‬ع ي بن هاديه وب حتن الي يش‪،‬القاموس الجديد‪،‬مصدر تاب ‪،‬ص‪.12‬‬

‫‪ -3‬ينظر ‪ :‬لتان العرب ‪ ،‬ابن منصور ‪ ،‬المج د األول ‪ ،‬ط‪ ، 6‬دار صادر ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪262‬ص ‪.2008 ،‬‬

‫‪ -4‬ينظر ‪ :‬ع ي بن هادية وب حتن الي يش واخرون‪ ،‬مصدر تاب ‪ ،‬ص‪.351‬‬

‫‪ ( -5‬تورة الم ك ‪ ،‬اآلية ‪.) ٢٢‬‬

‫‪.http ://kenanan line.com/users/abrahim.khalil/p -6‬‬

‫‪3‬‬
 ‫اعطي المشر ل مدعي ح األلتجاء ال القتاء عن طري تقديق الدعو‪ .‬واجاز له بالمقابل‬
‫من مبدا حريه األرادة ويقصد بها‬ ‫التنازل عنها وعن الحاق فيها ‪ ,‬وع يه فان التنازل ينط‬
‫رغبه المدعي ‪ ,‬بأنهاء حقه في مباشرة الدعو‪ .‬او ا اجراء من اجراءاتها والذ يهمنا هو‬
‫التنازل عن اجراء معين او وراه من أوراق الدعو‪ .‬حيث اجازة المادة (‪ )89‬من اانون‬
‫المرافعات المدنية العرااي ل خصق ان يتنازل اثناء الدعو‪ .‬عن اجراء المرافعة اذ نصت ع‬
‫انه اذا تنازل الخصق اثناء الدعو‪ .‬عن اجراء من اوراق المرافعة صراحة اعتبر األجراء او‬
‫الوراه اان لق تان(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الطبيعة القانونية للتنازل ‪:‬‬

‫التنازل عن الدعو‪ .‬يعني إتقاط المدعي دعاواه دون أن يتاأثر الحا المادع باه‪ ،‬الاذ مان أج اه‬
‫رفعت الدعو‪ ،.‬ودون أن يبرأ المدع ع يه من ذلك الح ‪ ،‬وفي هذه الحالة يحتفظ المتنازل بحقه‬
‫في تحريك الدعو‪ .‬مت شاء ‪ ,‬وهناك فرق بين التنازل عن الدعو‪ .‬والتنازل عن الح ‪..‬التنازل‬
‫عن الدعو‪ .‬هو عندما ينزل المدعي عن دعواه وجميع إجراءاتها مع احتفاظه بأصل الح ‪ .‬بحيث‬
‫يتتطيع المتناز عن الدعو‪ .‬رفع دعو‪ .‬جديدة ل مطالبة بهذا الحا ‪ .‬فهاو عباارة عان هاو إتاقاط‬
‫المدعي الدعو‪ .‬المنظاورة أمااق المحااق بصارف النظار عان المحاماة النااظرة فاي الادعو‪ , .‬لقاد‬
‫ظهرت العديد من األفاار التي من شأنها ان تبين طبيعة التنازل القانونية ‪ ،‬ع يه تنقوق بتقتيق هذا‬
‫المط ب إل فرعين ‪:‬‬

‫‪ -1‬ينظر ‪ :‬د‪.‬عباس العبود ‪ ،‬شرح احااق اانون المرافعات المدنية ‪ ،‬بدون طبعاة ‪ ،‬دار ابان األثيار ل طباعاة والنشار ‪ ،‬الموصال ‪، 2111 ،‬‬
‫ص‪.293‬‬

‫‪4‬‬
 ‫الفرع األول‬

‫التنازل تصرف قانوني باإلرادة المنفردة‬

‫التصرف القانوني هو اتجاه األرادة ال احداث اثر اانوني معين (‪ , )1‬اذ يتبين لناا ان التناازل هاو‬
‫تصرف اانوني باألراده المنفاردة حياث ان التناازل هاو مظهار لتا طان ارادة الخصاوق فاي مجاال‬
‫الحرية ل خصق في اثناء الدعو‪ .‬ل تنازل عن اجراء او‬ ‫الخصومه (‪ , )2‬حيث اعط القانون مط‬
‫ورااي فااي الاادعو‪, .‬فالتناازل ياااون بااإرادة المتناازل وحااده فهااو عمال احاااد الجانااب ‪ ,‬وال ي اازق‬
‫لصحة التنازل او ألتمامه ان يصادف ابول من جانب المدعي ع يه او الخصق االخار ‪ ,‬ألناه لايس‬
‫له ا مص حه في رفض التنازل (‪.)3‬‬

‫حتن النيداني‪ ،‬مصدر تاب ‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪ -1‬د‪.‬ادق وهيب النداو ‪ ،‬ف تفة اجراءات التقاتي ‪ ،‬مصدر تاب ‪ ،‬ص‪ 21‬؛ االنصار‬

‫‪ -2‬ينظر‪ :‬د‪.‬وجد راغب ‪ ،‬مبادئ الخصومة المدنية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفار العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1922 ،‬ص‪.322‬‬

‫‪ ،‬ص‪.563‬‬ ‫اانون المرافعات ‪ ،‬مصدر تاب‬ ‫‪ -3‬ينظر ‪ :‬القاتي معوض عبد التواب ‪ ،‬المرجع في التع ي ع‬

‫‪5‬‬
 ‫الفرع الثاني‬

‫التنازل أسقاط حق‬

‫التنازل باعتباره أتقاط لح وليس انشاء اإللتزاق‬

‫ان التناااازل هاااو اعاااهن الخصاااق بإرادتاااه فاااي النااازول عااان اجاااراء او ورااااي فاااي الااادعو‪ .‬وبماااا‬
‫ان التناااازل هاااو اتاااقاط لحااا الخصاااق فاااي اجاااراء او ورااااي فاااي الااادعو‪ , )1( .‬فاناااه يتعاااين ان‬
‫يحصااال التناااازل مااان شاااخص اهااا يل ل تقاتاااي حياااث يشاااترط فياااه ذات الشاااروط المط وباااة فاااي‬
‫األه ياااة االزماااة لممارتاااة الحقاااوق وهاااي األه ياااة الاام اااه ‪ ,‬وااااذلك ان التناااازل مااان الوايااال ال‬
‫يصااا اال اذا ااااان مفوتاااا ً تفويتاااا ً خاصاااة باااه اذ يجاااب أن يااااون التناااازل عااان الحااا فاااي‬
‫األجااراء او الااوراي مماان يم ااك حاا التنااازل ‪ ,‬فاااذا اااان وااايه ً عاان احااد الخصااوق وجااب ان‬
‫ياون مفوتا ً تفويتا ً خاصا ً بالتنازل عنه(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬فتحي والي ‪ ،‬الوتيط في اانون القتاء المدني ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬دار النهتة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1922 ،‬ص‪.612‬‬

‫‪ -2‬د‪.‬احمد ابو الوفا ‪ ،‬اصول المحاامات المدنية ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬الدار الجامعية ل طباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1923 ،‬ص ‪. 292‬‬

‫‪6‬‬