‫كل فلسفة تؤسس خارج اإلنسان وبمعزل عنه ال يمكن اعتبارها فلسفة"‪،‬كما عبرعن ذلك فيورباخ‪،‬لذلك نجد‬

‫موضوع االنسان وشروط وجوده وأبعاده‪،‬هي ضمن اهتمام الفلسفة وهذا مايسمى بالوضع البشري‪ /‬فاالنسان‬
‫يعيش وجوده ككائن بشري فرد أو شخص له مميزات باعتباره ذات واعية ‪....‬فاالنسان يوجد ككائن اجتماعي يعيش‬
‫مع الغير‪...‬‬

‫لقد شكلت املعالجة الفلسفية ملوضوع الوضع البشري احدى اهتمامات الفلسفة الحديتة واملعاصرة‪.‬ملا يتميزبه من‬
‫تعقيد وغنى؛وتتقاطع فيه عدة محددات وأبعاد مختلفة‪ .‬وقد تناول الفالسفة موضوع الوضع البشري ‪/‬في بعده‬
‫الذاتي عبرمفهوم الشخص‪..‬في بعده االجتماعي من خالل مفهوم الغير‪...‬‬

‫يشير مفهوم الوضع البشري الى مختلف الشروط واملحددات التي يتاطر ضمنها وجود االنسان ومصيره أي العوامل‬
‫التي تتدخل في تحديد طبيعة هذا الوجود وتسمح بفهم ومعرفة حقيقة الكائن البشري‪...‬والحديث عن الوضع البشري‬
‫يقتض ي إستحضارعدة مفاهيم من بينها ‪:‬مفهوم الشخص ‪/‬مفهوم الغير‬

‫إن الوضع البشري هو رصد ملجمل الشروط و املحددات الذاتية واملوضوعية التي تحكم هذا الوضع ‪،‬وفيما يخص‬
‫املحددات الذاتية فهي ترتبط باالساس باالنسان كذات واعية متفردة لها القدرة على الفعل والتجاوز وهذا ما يحيل الو‬
‫مفهوم فلسفي هو الشخص الذي‪ /..‬املحددات املوضوعية فاالنسان يعيش في العالم ومع االخرين‪،‬فهو كائن اجتماعي‬
‫وجوده رهين بوجود الغير ‪.‬فالغير‬

‫الوضع البشري هو مجال دراسة مختلف الشروط واألبعاد واملستويات التي یوجد عليھا اإلنسان في ھذا العالم‪ ،‬من أجل‬
‫الكشف عن طبيعة وماهية ھذا الوجود اإلنساني‪ ،‬ویمكن مقاربة مستوى من مستویات ھذا الوجود البشري من‬
‫خالل‪:‬عالقة الشخص بذاته باعتباره شخصا أي‪/‬عالقة الشخص باالغيار ‪.‬فالغير‬