Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
1
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
وتكون نافذة المفعول بالجزائر العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها وفي النواحي
األخرى في نطاق كل دائرة بعد مضي يوم كامل من تاريخ وصول الجريدة الرسمية إلى مقر
الدائرة ويشهد على ذلك تاريخ ختم الدائرة الموضوع على الجريدة".
تبريرات المبدأ
هناك من يبرر المبدأ على أنه بتحديد تاريخ واضح يصبح القانون نافذا في مواجهة الجميع
تتحقق المساواة بين الناس ،فال يستطيع الشخص مهما كان نفوذه إستبعاد تطبيق القانون ،لكن يرى
البعض أن فكرة المساواة ال تتحقق بتطبيق مبدأ عدم جواز االعتذار بالجهل للقانون ،ذلك ألنه إذا
كا ن الجهل من رجل متخصص فال جزاء عليه ،مثال ذلك جهل القضاة للقانون أحيانا ،والدليل على
ذلك أنه كثيرا ما تقر المحكمة العليا سوء تطبيق القانون من طرف المحاكم الدنيا ،وال يمكن تبرير
ذلك على إعتبار الطعن بالنقض جزاء على مخالفة القضاة للقانون ألنه قد ييأس األشخاص وال
يطعنون بالنقض فيصبح الحكم الصادر عن جهل القاضي للقانون نهائيا و بالتالي ال يوجد جزاء
حقيقي لسوء تطبيق القاضي للقانون.
لكن يظل المبدأ أساسيا ،تبرره الضرورة االجتماعية فما الفائدة من وضع قوانين إذ أمكن
لألشخاص إستبعادها ،فالمبدأ مرتبط بالفائدة واألهمية من وجود القانون ذاته ،فإستقرار المجتمع
يفرض وضع تاريخ معين يعتبر فيه القانون ساري المفعول ،إذ من المستحيل حمل القانون إلى علم
األفراد واحدا واحد ،كما أن تطبيق القانون يتعطل لو تركنا المجال لكل شخص إلثبات جهله به .
ثانيا :نطاق تطبيق هذا المبدأ :يسري هذا المبدأ في نطاقي القانون العام والخاص ،ويسري
كذلك على جميع القوانين أيا كان مصدرها ،سواء التشريع أو العرف أو الشريعة اإلسالمية ،فال
يستطيع الشخص االعتذار بجهله بقواعد الشريعة اإلسالمية إلستبعاد تطبيقها عليه ،وكذلك القواعد
العرفية متى إستقرت وصارت ملزمة ،فال يمكن إستبعاد تطبيقها إال باالتفاق المسبق بين
المتعاقدين على عدم تطبيقها ،إال أنه ال يمكن الدفع بالجهل بها عند تطبيق القاضي لها في حالة عدم
االتفاق على إستبعادها.
ويطبق المبدأ بالنسبة للقواعد القانونية اآلمرة والمكملة ،وهناك من يرى جواز االحتجاج
بالجهل بالقواعد المكملة وهذا الرأي مؤيد للرأي القائل بعدم إلزامية القواعد المكملة ،ولكن هذا
القول يؤدي إلى فقد القاعدة المكملة أهميتها ،إذ ما الفائدة من وجود قواعد مكملة إذا أمكن لألفراد
استبعادها في أي وقت ،سواء قبل اإلتفاق أو بعده ،والحقيقة أن القاعدة المكملة يجوز للمتعاقدين
االتفاق على خالفها وقت التعاقد ولكن ال يجوز لهم استبعادها بعد التعاقد.
فإذا قام نزاع بين المتعاقدين ولم يكنا قد اتفقا على مسألة ترك لهم المشرع الخيار في االتفاق
بصددها ،كمکان أو زمان تسليم البضاعة ،فتكون المفاضلة للشخص الذي يتمسك بتطبيق القاعدة
المكملة من غيره وإال فما الداعي إلى وجود هذه القاعدة أصال ،ففي حالة عدم إتفاق المتعاقدان
2
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
على ما هو مخالف للقاعدة المكملة تطبق هذه القاعدة إلزاميا وال يجوز ألحدهما بعد ذلك االدعاء
بجهله لها.
ثالثا :اإلستثناءات من المبدأ :
أ -الغلط في القانون :لقد نص المشرع في المادة 83من القانون المدني الجزائري على أنه
يجوز للمتعاقد الذي وقع في غلط في القانون أن يطالب بإبطال العقد من كان هذا الغلط هو الدافع
الرئيسي إلى التعاقد.
فالعيب في اإلرادة يتحقق سواء كان الغلط في واقعة من الوقائع كمن يشتري تحفة ظنا أن لها
قيمة أثرية ثم إتضح له خالف ذلك ،وقد يكون الغلط في القانون أي غلط ينصب على جهل المتعاقد
لحكم القانون في مسألة معينة ،فيتعاقد وفقا لذلك كأن يبيع الزوج نصيبه في اإلرث ظنا أنه يرث
الربع ثم إتضح له أن نصيبه النصف لعدم وجود فرع وارث للزوجة ،فالمتعاقد تعاقد نتيجة غلط
في القانون ويكون له الحق في طلب إبطال العقد.
ب -دفع المسؤولية الجنائية بسبب الجهل بقوانين غير جنائية :إن الجهل بالقانون الجنائي
ال يؤدي إلى إنتفاء المسؤولية الجنائية عن الشخص فإذا صدر قانون جنائي يجرم فعال كان مباحا
معاقبا عليه ،فال يستطيع الشخص في نفي المسؤولية عن نفسه القول بأنه كان جاهال للقانون الذي
أصبح يعاقب على الفعل الذي قام به.
لكن هل يجوز للشخص دفع المسؤولية الجنائية عنه ألنه كن جاهال بالقاعدة المدنية التي
تتضمن أن من عثر على كنز في أرض الغير يملك نصف الكنز ومالك األرض يملك النصف
اآلخر ،وأن من إستولى عليه كله يعتبر قد إختلس؟
يبرر القضاء الفرنسي ذلك بأن الشخص لم يختلس الكنز كله معتمدا على جهله بالقانون
المدني أدى إلى إنتفاء القصد الجنائي لديه ،وبالتالي إنتفاء المسؤولية الجنائية عنه.
وهناك من إعتبر ذلك إ ستثناء من مبدأ عدم جواز االعتذار بالجهل بالقانون إذ أن الذي أوصل
المتهم إلى نفي القصد الجنائي عنه هو تمسكه بالجهل بالقانون المدني ولو كان مبدأ عدم جواز
االعتذار بالجهل بالقانون مطلقا لما أمكن للمتهم تمسكه بالجهل بالقانون ولكن يرى غالبية الفقهاء
أن ذلك ال يعتبر إستثناء من المبدأ ألن القصد الجنائي ركن من أركان الجريمة وبانتفاء هذا الركن
عند المتهم ترفع المسؤولية عنه.
المبحث الثاني :تطبيق القانون من حيث المكان
أوال -مبدأ إقليمية القوانين :
3
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على كل ما يقع داخل إقليم الدولة وعلى كل
األشخاص الموجودين فيه ،فيخضع لحكم هذه القاعدة كل من المواطن واألجنبي ،ويقابل هذا
المعنى عدم سريان هذه القاعدة القانونية في خارج حدود الدولة.
ونظرا لتعلقه بسيادة الدولة على إقليمها فيتسع بحاله في إطار القانون العام ألن قواعده تتعلق
بأمن الدولة وسيادتها ،لذا يسري هذا المبدأ في مجال القانون الدستوري والمالي واإلداري وقوانين
المرور واألمن.
كما يسري في مجال القانون الجنائي إذ تقضي المادة 1/3عقوبات " :يطبق قانون العقوبات
على كافة الجرائم التي ترتكب على أراضي الجمهورية".
كما تخضع المسائل المتعلقة بالحيازة والملكية والحقوق العينية األخرى لقانون موقع العقار،
ويخضع شكل العقود لقانون البلد الذي تمت فيه.
ويالحظ أيضا أنه يطبق مبدأ إقليمية القوانين في كل الحاالت التي يؤدي فيها تطبيق مبدأ
شخصية القوانين إلى تطبيق قانون أجنبي متى كانت أحكام هذا القانون األخير مخالف للنظام العام
واآلداب العامة في الجزائر وهذا ما تضمنته المادة 24من القانون المدني ،وترد على هذا المبدأ
إستثناءات منها:
-1جرى العرف الدولي على إعفاء رؤساء الدول األجنبية والممثلين الدبلوماسيين وزوجاتهم
وأفراد أسرهم المقيمين معهم كما يعفي مندوبو الدول في الهيئات الدولية من الخضوع للقانون
الوطن.
-2يجوز أن يكلف أجنبي بالحضور أمام المحاكم الجزائرية لتنفيذ االلتزامات التي تعاقد
عليها في بلد أجنبي مع جزائريين وهذا ما تضمنته المادة 2/10من قانون اإلجراءات المدنية.
-3إن بعض الحقوق المنصوص عليها في الدستور خاصة بالوطنيين فقط كحق االنتخاب
والتعليم والترشيح والحق النقابي ،وبعض االلتزامات أيضا كالتزام بدفع الضرائب ،وبأداء الخدمة
الوطنية ...إلخ ،فهذه المسائل تتعلق بسيادة الدولة لهذا وتخص الوطنيين دون األجانب الموجودين
في الدولة ،فال يطبق مبدأ إقليمية القوانين في هذا الصدد.
-4نجد في المجال الجنائي أن المشرع الجزائري في المادة 3من قانون العقوبات قد نص
على إمكانية المعاقبة على الجرائم التي تقع خارج الجزائر و كانت تدخل ضمن إختصاص المحاكم
الجزائرية ،و هو ما أكدته المادتيين 582و 583من قانون األجراءات الجزائية ،حيث وضعت
شروطا إذا تحققت إنعقد اإلختصاص للقضاء الجزائري و أمكنه متابعة مرتكب الجريمة على
الرغم من وقوعها خارج الجزائر ،و تتمثل هذه الشروط فيما يلي :
4
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
يجب أن تكون الواقعة المرتكبة تشكل جناية أو جنحة بالنظر إلى قانون الدولة التي
أرتكبت بها
أن يكون الفاعل حامال للجنسية الجزائرية
أن تكون الجريمة المرتكبة تشكل جناية أو جنحة بحسب قانون العقوبات الجزائري
عودة المتهم إلى الجزائر قبل إنقضاء الدعوى العمومية بالتقادم
أن ال يكون المتهم قد خضع لحكم في الخارج ،ألنه ال يجوز معاقبة الشخص على فعل
واحد مرتين
بخصوص الجنح يجب تقديم شكوى من الشخص المتضرر أو الجهات الرسمية للدولة
التي يحمل جنسيتها ،أما الجنايات فيمكن للنيابة العامة بإعتبارها ممثل الحق العام تحريك
الدعوى متى وصل إلى علمها ذلك و تحققت الشروط السابقة .
ثانيا -مبدأ شخصية القوانين :
إن إ حتفاظ الدولة بسلطتها على رعاياها الموجودين في الخارج يفرض تطبيق مبدأ شخصية
القوانين ،فتمتد القاعدة القانونية إلى الخارج لتسري على رعايا الدولة.
كما أن األخذ بمبدأ شخصية القوانين يقتضي عدم تطبيق القانون الوطني في مسائل معينة
على األجانب المقيمين داخل الدولة ،فيخضع األشخاص أينما وجدوا لقانونهم الوطني في مسائل
الحالة المدنية وأهليتهم العامة والزواج والنفقة واألحكام الخاصة بالوالية ،والوصاية ،والميراث
والوصية ،وهذا ما نصت عليه المواد من 10إلى 16من القانون المدني الجزائري.
والحقيقة هي أن حق الدولة في السيادة على األشخاص الذين يحملون جنسيتها حق يفتقر إلى
الفاعلية كلما إصطدم بحق دولة أخرى في السيادة على إقليمها ،ولكن جرى تسامح الدول بعضها
البعض عن مبدأ إقليمية القوانين ذلك ألن هناك مسائل مثل مسائل األحوال الشخصية ال يمكن
تطبيقها على األجانب ألنها شديدة الصلة بتقاليد معينة وبالدين ،وثقافات معينة تالئم عادات وأخالق
كل مجتمع على حدى ،فيجري تطبيق قانونهم الشخصي بصددها ،غير أنه ال يجوز تطبيق القانون
األجنبي على األجانب المقيمين في الدولة إذا كان مخالفا للنظام العام أو اآلداب العامة وهذا ما
تضمنته المادة 24القانون المدني الجزائري.
ثالثا -مبدأ إمتداد القوانين أو التطبيق العيني للقانون :
يقضي هذا المبدأ بسريان القانون الوطني على األشخاص أو األفعال خارج إقليم الدولة سواء
كأن مرتكبوها وطنيين أو أجانب ،وذلك بالنظر إلى نوع الجريمة ،لهذا يسمى هذا المبدأ بالتطبيق
العيني للقانون ،إال أنه ال يأخذ بعين اإلعتبار جنسية األشخاص مرتكبي الجريمة بل يأخذ فقط بعين
االعتبار نوعا معينا من الجرائم ،فإذا كانت الجرائم تخل بأمن الدولة وإقتصادها ،کجرائم التزوير
في النقود واألوراق الرسمية فيطبق القانون الوطني بصددها ،ويعد هذا المبدأ إستثناء من مبدأ
5
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
إقليمية القوانين ألن الجريمة ترتكب في الخارج ولكن يطبق عليها قانون البلد المتضرر أو الذي
كان من الممكن أن يتضرر منها ،ويعد أيضا إستثناء من مبدأ شخصية القوانين إذ يطبق قانون
الدولة المتضررة على المجرم سواء كان أجنبيا أو وطنيا .
المبحث الثالث :تطبيق القانون من حيث الزمان
أوال -تطبيق القانون بأثر فوري :
إ ن األصل في تطبيق القوانين هو أن القانون يكون دائما واجب التطبيق من اليوم التالي
لنشره بالجريدة الرسمية.
والمألوف في كل مكان وزمان أن قواعد التشريع ال تستقر على حال واحد ،بل تلحقها يد
التغيير بإإللغاء أو اإلضافة ،فكلما إستجدت ظروف سياسية أو إجتماعية أو إقتصادية وغيرها،
إ قتضى األمر أن يتدخل المشرع لتعديل القانون القديم أو القاعدة القديمة وإستبدالها بقواعد جديدة
تالئم الوضع الجديد ،وبالتالي فإن تعاقب القوانين بشأن الموضوع الواحد يثير مشكلة تنازعها من
حيث الزمان ،ألن االختالف بين القاعدة القديمة والجديدة قد يكون جزئيا أو كليا.
لذلك نرى الكالم أوال عن إلغاء القاعدة القانونية ،ثم البحث بعد ذلك في تنازع القوانين من
حيث الزمان.
أ -مفهوم إلغاء القاعدة القانونية :يقصد بإلغاء القاعدة القانونية وقف العمل بها وتجريدها
من قوتها الملزمة ،فقد تعمد السلطة المختصة لسبب من األسباب إلى استبدال قاعدة قانونية بقاعدة
أخرى ،وقد تلجأ إلى االستغناء عنها كلية دون أن تضع بدال عنها قاعدة ثانية ،والقاعدة القانونية -
كما هو معروف -تنفذ من وقت نشرها في الجريدة الرسمية ،ولهذا تقرر المادة الرابعة من القانون
المدني الجزائري بقولها ((:تطبق القوانين في تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
إبتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية)) ،وتضل نافذة إلى أن يحصل إلغاؤها قانونيا ،ويترتب
على ذلك ،إما إحالل قاعدة جديدة محلها وإما يستبدلها بغيرها ،فيزول عنها وصف القاعدة القانونية
من تاريخ وقوع اإللغاء.
واإللغاء ال يرد فقط على القواعد التشريعية ،وإنما يرد كذلك على جميع أنواع القواعد
القانونية أيا كأن مصدرها.
ب -السلطة التي تملك إلغاء القاعدة القانونية :
األصل أن السلطة التي تملك إلغاء القاعدة القانونية هي السلطة التي تملك إنشائها أو سلطة
أعلى منها وعليه يتم اإللغاء عن طريق قاعدة قانونية مساوية في الدرجة للقاعدة الملغاة أو أعلى
منها طبقا لمبدأ تدرج القانون.
6
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
وعلى ذلك ال يمكن إلغاء قاعدة تشريعية إال بقاعدة تشريعية تساويها في القوة أو أعلى منها
درجة ،وهذا ما تقرره المادة الثانية من القانون المدني بقولها ((:وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون
الحق ،)...وكما هو معروف أن التشريع على ثالثة أنواع ،التشريع األساسي (الدستور) والتشريع
العادي ،والتشريع الفرعي ،وبأن هذه األنواع من التشريعات تتفاوت من حيث قوتها ودرجتها،
وبالتالي فإن التشريع األساسي ال يلغي إال بتشريع أساسي مثله ،أما التشريع العادي فيجوز إلغاؤه
بتشريع عادي أو بالتشريع األساسي ،أما التشريع الفرعي فيجوز إلغاؤه بتشريع فرعي أو عادي أو
أساسي .
أما بالنسبة إلى مبادئ الشريعة اإلسالمية التي تعتبر المصدر الرسمي االحتياطي األول لهذا
القانون ،لكل من مسائل األحوال الشخصية والعينية ،فإنه إذا كانت القاعدة الدينية المطبقة نظرا
لخلو تقنين األسرة أو التقنين المدني من نص يحكم المسألة المعروضة ثم تدخل المشرع وإستبدل
قاعدة تشريعية -يترتب على ذلك إلغاء القاعدة الدينية بإعتبارها إحدى قواعد القانون الوضعي مع
بقاء صفتها الدينية.
أما بالنسبة إلى قواعد العرف الذي يعتبر المصدر الرسمي اإلحتياطي الثاني للقانون ،فيمكن
إلغاؤها بواسطة أحد طريقتين:
-1فقد يتم إلغاء القاعدة العرفية بقاعدة عرفية الحقة مخالفة لها ،وذلك نظرا لتطور ظروف
المجتمع.
-2وقد يتم إلغاء القاعدة العرفية بقاعدة تشريعية ،إذ األولى في التطبيق أن يعمل بالتشريع،
ألنه أعلى من العرف درجة ،وما وضع قاعدة تشريعية جديدة لحكم مسألة معينة إال إلغاء للقاعدة
العرفية التي ال يتم اللجوء إليها بعد ذلك .ج -أنواع إلغاء القاعدة القانونية :
نصت المادة الثانية من القانون المدني( :ال يسري القانون إال على ما يقع في المستقبل وال
يكون ل ه أثر رجعي وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة على هذا اإللغاء ،وقد
يكون اإللغاء ضمنيا إذا تضمن القانون الجديد نصا يتعارض مع نص القانون القديم أو نظم من
جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده القانون القديم)).
من النص أعاله يتضح أن لإللغاء صورتين هما اإللغاء الصريح واإللغاء الضمي:
-1اإللغاء الصريح :يكون اإللغاء صريحا إذا صدرت قاعدة جديدة تقضي صراحة هذا
اإللغاء ،مثال ما نصت عليه المادة 223من قانون األسرة بقولها(( :تلغي جميع األحكام المخالفة
لهذا القانون)) ،وأيضا ما نصت عليه المدة 41من قانون الجنسية بقولها(( :يلغي القانون رقم
63/96المؤرخ في 27مارس 1963والمتضمن قانون الجنسية الجزائرية)) .وما نصت عليه
7
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
المادة 77من األمر رقم 66/133المؤرخ في 2جوان 1966المتضمن القانون األساسي للوظيفة
العامة بقولها(( :تلغي جميع النصوص التشريعية والتنظيمية المخالفة لهذا األمر)).
فاإللغاء الصريح يفصح فيه المشرع صراحة عن نيته في تجريد القواعد القانونية من قوتهما
الملزمة وعادة ما يستبدلها بقواعد أخرى ،وقد يحدث اإللغاء الصريح بصورة أخرى كأن ينص
في التشريع على توقيف القاعدة القانونية بمدة معينة كأن يتعلق بظرف الحرب أو الزلزال مثال،
وقد ينص التشريع على العمل بقاعدة معينة إلى أن يتحقق أمر معين وفي هذه الحالة يصبح
التشريع ملغي إذا تحقق هذا األمر.
-2اإللغاء الضمني :ويقصد باإللغاء الضمي اإللغاء الذي يقع ألحد القواعد القانونية دون
التصريح به صراحة وإنما يستخلص من ظروف الحال ،كما في حالة ما تتعارض قاعدة قديمة مع
قاعدة جديدة أو صورة تنظيم نفس الموضوع من جديد وهذا ما عبرت عنه المادة الثانية من القانون
المدني الجزائري بقولها ((:وقد يكون اإللغاء ضمنيا إذا تضمن القانون الجديد نصا يتعارض مع
نص القانون القدم أو نظم من جديد موضوعا سبق أن قرر قواعده القانون القديم).
فاإللغاء الضمي وفقا لهذه المادة له صورتين:
الصورة األولى :التعارض بين قاعدة جديدة وقاعدة قديمة :عند صدور قاعدة جديدة
تتعارض في مضمونها مع قاعدة قديمة بحيث يتعذر تطبيق القاعدتين معا إلختالف مضمونهما،
فإن ذلك يعني ضمنيا أنه تم اإل ستغناء عن القاعدة القديمة ،والتعارض الضمني بين قاعدتين يأخذ
الحالتين:
أ -حالة التعارض الكلي بين القاعدتين :إذا كان التعارض كليا وتاما بين القاعدتين بحيث
يستحيل التوفيق بينهما وتطبيقهما معا أعتبرت في هذه الحالة القاعدة األولى ملغاة ضمنيا بالقاعدة
الجديدة.
ب -حالة التعارض الجزئي بين القاعدتين :أما إذا كان التعارض بين القاعدتين جزئيا ال
يتعلق إال بشق من القاعدة القديمة فال يقع اإللغاء إال في حدود هذا الشق الذي قام التعارض بصدده،
أي أن اإللغاء حينئذ يكون فقط في حدود التعارض مع القاعدة الجديدة.
الصورة الثانية :تنظيم الموضوع من جديد :قد تلجأ السلطة المختصة إلى إعادة تنظيم مسألة
معينة دون أن تشير صراحة إللغاء النصوص السابقة التي كانت تنظمها مما يفهم منه أن هذا
التنظيم الجديد يعني ضمنا االستغناء عن القواعد القديمة ،مثال إصدار تنظيم جديد لتسيير البلدية
يخالف التنظيم القديم ولم ينص المشرع في الجديد على إلغاء القديم صراحة.
ثانيا -مبدأ عدم رجعية القوانين.
8
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
9
-مدخل للعلوم القانونية -جامعة سطيف 1 د /فرجان الطيب
فيكون لها أثر على الماضي ،ألنها جاءت لتكشف عن مضمون النص األصلي فالتشريعات
التفسيرية ال تأتي بأحكام جديدة بل هي شارحة للنص القديم.
11