Professional Documents
Culture Documents
التولي
التولي
التولي
االفتتاحية:
مقومات احلي��اة يف الدول العربية كم��ا حدث يف العراق و�س��وريا وليبيا ويحدث
اليوم يف اليمن وبال مربر �أو هدف �سوى خدمة الكيان ال�صهيوين وحمايته من �أي مت��ر علينا الذكرى ال�س��نوية ليوم الوالي��ة ،اليوم الذي �أكمل اهلل ب��ه الدين بوالية
يقظة �ش��عبية ،وما تعانيه �أمتنا اليوم من �أزمات وحروب طاحنة ب�أيدي حم�سوبة عليها �أمري امل�ؤمنني علي بن �أبي طالب (ر�ض��وان اهلل عليه) و�أمتنا متر مبرحلة ع�صيبة �أ�صبح
وب�أموالها لهو نتاج البعد عن تعاليم اهلل وعدم ا�ستيعاب وفهم ثقافة الوالية الإلهية الت��ويل لليهود والن�ص��ارى �أمر طبيعي بل جن��د بع�ض االنظمة العربي��ة ويف املقدمة
التي ر�س��مها اهلل يف كتابه وبلغها ر�س��وله (�صل��وات اهلل عليه و�آله). النظ��ام ال�س��عودي املج��رم يحاولون فر���ض والية اليه��ود والن�ص��ارى على كل
�إنن��ا ونحن نحتفل به��ذا اليوم العظيم يف مين الإميان واحلكم��ة ،ويف الوقت الذي ال�ش��عوب العربية والإ�س�لامية ويبذلون جهود جبارة و�أموال كبرية لتطويع الأمة
نواجه عدوان �إجرامي من �أ�سبابه الرئي�سية تعلقنا بكتاب اهلل ور�سوله وبالإمام علي لليه��ود والقبول به��م والتطبيع معهم وم��ا « �صفقة الق��رن» �إال دليل وا�ضح على
و�أع�لام الهدى لنجدد العهد والوالء هلل ولر�س��وله وللإمام عل��ي وملن �أمرنا اهلل �ضل��وع الأنظمة العربية اخلائنة يف بيع الق�ضية الفل�س��طينية والت�آمر على املقد�س��ات
بتوليهم من �أعالم الهدى وجنوم احلق مهما كان حجم التحديات فالتزامنا ووعينا ور�أينا العدو ال�صهيوين يتفاخر على ل�سان قادته ب�أن الدول العربية �أ�صبحت �رشيك
بثقافة الوالية كفيل ب��أن نكون املوفقني ب�إذن اهلل وحملة رايات الن�رص والغلبة. مهم لكيانه الغا�صب ،ومل تكتف هذه الأنظمة العملية بل �س��عت لتدمري ما تبقى من
معىن المواالة
�ون
يم� َ �ن ُيقِ ُ �م ال ّل � ُه َو َر ُ�س��و ُل ُه َوالَّذِ ي� َ
�ن � َآم ُن��و ْا الَّذِ ي� َ ﴿�إِنَّ َ��ا َول ُِّي ُك� ُ �س��واء كان��ت م��واالة لأولي��اء المــواالة معناه��ا :املعي��ة,
ون َو َمن َي َت َولَّ الل َّه َو َر ُ�سو َل ُه الز َكا َة َو ُه ْم َر ِاك ُع َ ون َّ ال َة َو ُي�ؤْ ُت َال�ص َ َّ
اهلل �أو م��واالة لأع��داء اهلل, املعي��ة يف املوق��ف ,املعي��ة يف
امل��واالة معناه��ا :املعي��ة امل��واالة
ون﴾ (املائدة:الآية)56-55 ُ َ ِبل ا ل
ْغَ ا م ه
ُ ُ ل
ّهِ ال ب ز ح
َّ ْ َِ ِن �
إ َ
ف ْ
ا و ن
َوال َ َ ُ
آم � �ن � ي َّذِ ه��ي حال��ة نف�س��ية واملع��اداة ه��ي
ال��ر�أي ,املعي��ة يف التوج��ه ,املعي��ة
يف النظ��رة ,ه��ذه ه��ي امل��واالة.
﴿إ َّن َما َو ِل ُّي ُك ُم َّ ُ
للا﴾
حال��ة نف�س��ية ،لكنه��ا تتح��ول �إىل ت�ش��عر ب�أن��ك يف ه��ذا اجلان��ب
ِ مواق��ف وتنعك���س ب�ش��كل مواق��ف ت�ؤي��د ه��ذا اجلان��ب متج��ه �إىل
وليك��م اهلل يت��وىل كل �ش��ؤونكم ،يت��وىل هدايتك��م ،يت��وىل ت�أييدك��م
ه��ذا اجلان��ب ,ه��ذه ه��ي امل��واالة
بالن�صر ،يتوىل رعايتكم ،يتوىل �أمركم يف كل �ش��أنكم ،فيما ير�س��مه
م��ن منه��ج ،فيم��ا يح��دده م��ن �أع�لام ،يف كل ما يدي��ر به �ش��أنكم كله.
ُ
﴿و َر ُسول ُه﴾
َ
والي��ة الر�س��ول �صل��ى اهلل علي��ه و�آل��ه و�س��لم ه��ي امت��دادٌ لوالي��ة
ني مِنْ �أَنْفُ �سِ �ه ِْم
اهلل �س��بحانه وتع��اىل واهلل ق��ال « ال َّن ِب ُّي َ�أ ْو َل ِبالْ ُ�ؤْ ِم ِن َ
« والي��ة الر�س��ول هادي� ًا ،قائ��د ًا للأم��ة ،زعيم� ًا للأمة ،مدير ًا ل�ش��ئون
الأمة ،يعمل على هدايتها ،وتزكيتها ،وبنائها ،و�إ�صالحها ،وتعليمها،
�ول َف َقدْ �أَ َطا َع َّ َ
الل . الر ُ�س� َ ول��ه احل��ق الطاع��ة وحق الوالء « مَنْ يُطِ ِع َّ
َ َّ َ ُ ْ
ين َآمنوا﴾ ﴿وال ِذ
الذي��ن �آمن��وا هن��ا ه��و الإمام عل��ي عليه ال�س�لام ،بدون والي��ة الإمام
عل��ي علي��ه ال�س�لام ل��ن تتحق��ق هداي��ة ،ول��ن يتحق��ق للأم��ة ولأي
جماع��ة و�ضعي��ة تك��ون عليه��ا جدي��رة ب ��أن ت�س��مى بـ(ح��زب اهلل)
فتحظ��ى بت�أيي��د اهلل فت�صب��ح ه��ي حزب��ه الغال��ب.
الوالية يف املنظور اإلسالمي
عندم��ا نحي��ي ذك��رى �إع�لان والي��ة الإمام علي (عليه ال�س�لام) ف�إننا نعلن �أن الدين -ح�س��ب مفهومنا ووف��ق ر�ؤيتنا وعقيدتنا
� -أن��ه دي��ن ودول��ة ،و�أن الر�س��ول (�صل��ى اهلل علي��ه وعل��ى �آل��ه و�س��لم) مل يغ��ادر ه��ذه احلي��اة �إال بع��د �أن �أعل��ن للأم��ة م��ن الذي
�س��يخلفه .فف��ي مث��ل ه��ذا الي��وم من ال�س��نة العا�ش��رة وبعد عودة الر�س��ول (�صلى اهلل عليه وعلى �آله و�س��لم) م��ن حجة الوداع
[خم] -منطقة بني مكة واملدينة وه��ي �أقرب ما تكون �إىل مكة -بعد م��ع ع�ش��رات الآالف م��ن جم��وع امل�س��لمني وق��ف يف وادي ُ
ل َت ْف َعلْ َف َما َبلَّغْتَ ِر َ�س��ا َل َتهُ َو َّ ُ
الل �أن ن��زل علي��ه ق��ول اهلل �س��بحانه وتع��اىلَ ﴿ :ي��ا �أَ ُّي َها ال َّر ُ�س� ُ
�ول َبلِّغْ َما �أُن ِْز َل ِ�إ َل ْي َك م ِْن َر ِّب� َ
�ك َو�إِنْ َ ْ
الل ال َي ْه��دِ ي ا ْل َق� ْو َم ا ْل َكاف ِِرينَ ﴾(املائ��دة .)67:وهن��اك �صع��د و رفع يد علي (عليه ال�س�لام) وخطب �ك ِم��نَ النَّا�� ِ�س �إِنَّ َّ َ
َي ْع ِ�ص ُم� َ
خطب��ة عظيم��ة ق��ال فيه��ا (( :-ي��ا �أيها النا���س �إن اهلل موالي ،و�أنا موىل امل�ؤمنني �أوىل بهم من �أنف�س��هم فمن كنت مواله فهذا
عل� ٌ�ي م��واله ،الله��م وَالِ م��ن َوااله ،وعا ِد من عاداه ،وان�صر من ن�ص��ره ،واخْ ُذل من َخ َذله)).
�أن �إميانن��ا بوالي��ة اهلل� ،إميانن��ا مبب��د�أ الوالي��ة كم��ا قدمه اهلل يف القر�آن الكرمي ،وكما �أعلنه الر�س��ول يف مثل هذا اليوم على
امل�س��لمني� ،إميانن��ا به��ذا ه��و �إمي��ان بكم��ال الدين� ،إميان منا ب�أن دين اهلل كامل� ،أن الإ�س�لام دين ودولة� ،أن الإ�س�لام نظام كامل
للحياة ،الإ�سالم الذي قال اهلل عنه﴿ :ا ْل َي ْو َم �أَ ْك َملْتُ َلك ُْم دِي َنك ُْم َو�أَ ْ َ
ت ْمتُ َع َل ْيك ُْم ِن ْع َمتِي َو َر ِ�ضيتُ َلك ُُم الإ ِْ�س َال َم﴾(املائدة.)3:
�واء ال�ش��ؤون ال�سيا�س��ية� ،أو ال�ش��ؤونه��ذا الإ�س�لام ه��و كام��ل ،م��ن كمال��ه �أن ي�ش��مل كل جوان��ب احلي��اة بالن�س��بة للإن�س��ان �س� ً
االجتماعي��ة ،ال�ش��ؤون االقت�صادي��ة ،كل �ش��ؤون الإن�س��ان؛ لأن ه��ذا الدي��ن بحقيقت��ه بجوه��ره ه��و نظ��ام ،نظ��ام ي�س�ير علي��ه
الإن�س��ان ،نظام حلياة الإن�س��ان ،و�ش��مل كل جوانب حياة الإن�س��ان.
فنح��ن � -أيه��ا الأخ��وة � -إميانن��ا بثقاف��ة الوالية ،و�إمياننا مببد�أ الوالية هو �إميان بكمال الدين ،و�أن الدين لي���س بناق�ص ،من
يجعلون �أمر الدولة يف الإ�سالم ق�ضية غائبة مل يحدد فيها الإ�سالم منهج ًا ومل ترتبط باهلل هم ي�ضيفون النق�ص �إىل اهلل،
يجعلون يف دينه ثلمة ونق� ًصا خطري جداً ،يرتتب عليه �ضياع �ش�ؤون النا�س ،ويرتتب عليه �أال يقوم الدين.
أهمية ثقافة الوالية
أهم اجلوانب البارزة يف شخصية اإلمام اإلمام علي (عليه السالم ) ميثل االمتداد النقي للنهج احملمدي
علي (عليه السالم) الإم��ام عل��ي (علي��ه ال�س�لام) ه��و حام��ل القي��م الإمياني��ة الت��ي ت�ؤهل��ه
لقي��ادة الأم��ة ،و�أن يك��ون ه��و حلق��ة الو�ص��ل الأمين��ة والوثيق��ة والتام��ة
$جان��ب الكم��ال الدين��ي (عل��ي م��ع الق��ر�آن للأم��ة بنبيه��ا (�صل��ى اهلل علي��ه و�آل��ه و�س��لم) ،فالأم��ة اختلف��ت بع��د نبيه��ا
(علي م��ع احلق واحلق والق��ر�آن م��ع علي) �أ�ش��د االخت�لاف و�أم��ام ت�ش��عب الط��رق ،وتع��دد ال�س��بل ،واختالف امل�س��الك،
ٌ
م��ع علي ي��دور معه حيثما دار). علي
ف�إن االمتداد الأ�صيل والنقي والتام للنهج املحمدي واملو�صل �إليه هو ٌ
$جان��ب التف��اين والثب��ات (لأعط�ين ((علي
ٌ (عليه ال�سالم) كما قال ر�سول اهلل (�صلوات اهلل عليه وعلى �آله)
الراي��ة رج��ل يح��ب اهلل ور�س��وله ويحب��ه م��ع الق��ر�آن والق��ر�آن م��ع عل��ي)) وكم��ا ق��ال (�صل��ى اهلل علي��ه وعل��ى �آل��ه)
اهلل ور�س��وله ك��رار غ�ير ف��رار يفت��ح اهلل ((عل� ٌ�ي م��ع احل��ق واحل��ق مع علي)) وكما قال (�صل��ى اهلل عليه وعلى �آله)
عل��ى يدي��ه). علي وادي ًا فا�س��لك وادي علي)) . ((يا عمار �إذا �س��لك النا���س وادي ًا و�س��لك ٌ
$جان��ب االق��دام وال�ش��جاعة (ب��رز
الإ�س�لام كل��ه لل�ش��رك كل��ه). ميثل النموذج األرقى واملؤهل لقيادة األمة بعد الرسول
$جان��ب الكم��ال املع��ريف (�أن��ا مدين��ة العل��م ث��م ه��و النم��وذج الأرق��ى والأ�س��مى والأكم��ل ال��ذي يج��ب �أن تتطل��ع الأمة
وعل��ي بابه��ا فم��ن �أرد املدين��ة فلي�أته��ا م��ن �إلي��ه ملعرف��ة املعاي�ير وامل�ؤه�لات لقيادته��ا الت��ي ميك��ن �أن تقوده��ا يف م�س��ار
بابها). الوالية الإلهية ،فوالية �أمر الأمة وموقع قيادة الأمة هو من الأ�سا�سيات
$جان��ب الكم��ال الأخالق��ي } َو ُيطْ ع ُِم��ونَ يف اطار الوالية الإلهية التي حتقق للأمة ارتباطها بها وفوزها مبكا�سبها،
الط َعا َم َع َلى ُح ِّبهِ م ِْ�س�كِين ًا َو َيتِيم ًا َو َ�أ�سِ �ير ًا
َّ ه��ذا ه��و مبد�ؤن��ا ،ه��ذا ه��و فهمن��ا لتل��ك الن�صو���ص م��ن كت��اب اهلل وم��ن ب�لاغ
{ (الإن�س��ان.) 8 الر�س��ول (�صل��وات اهلل علي��ه وعلى �آله).
$جان��ب كم��ال القي��م الإمياني��ة (ي��ا عم��ار
�إذا �س��لك النا���س وادي��ا ف�أ�س��لك وادي ّجسد الكمال اإلمياني واملعريف داخل األمة
عل��ي). النب��ي ( �صل��وات اهلل علي��ه وعل��ى �آله ) حتى على امل�س��توى املعريف والعلمي
$جان��ب كم��ال الوع��ي والب�ص�يرة (�أيف ج�سد الكمال الإمياين يففعلي ّ
وعلي بابها ) ٌوهو يقول� ( :أنا مدينة العلم ٌ
�س�لامة م��ن دين��ي) . �أمة حممد على كل امل�س��تويات ،على م�س��توى املبادئ ،والأخالق ،والقيم ،
$جان��ب الع��دل (ل��و �أعطي��ت الأقالي��م والعل��م ،واملعرف��ة ،عل��ى م�س��توى امل�ؤه�لات الالزم��ة لطبيع��ة امل�س��ئولية
ال�س��بعة عل��ى �أن �أ�س��لب منل��ة جلب��ة �ش��عري الكبرية .
ظلم��ا م��ا فعل��ت).
ّ
جسد مبدأ الثبات والشجاعة يف مقارعة العدو
الإم��ام عل��ي (علي��ه ال�س�لام) ق��ال عنه الر�س��ول ( �صل��وات اهلل عليه وعلى
�آل��ه ) يف ق�ص��ة خي�بر ( لأعط�ين الراي��ة غ��د ًا رج�ل ًا يح��ب اهلل ور�س��وله ،
ويحب��ه اهلل ور�س��وله ،ك��را ٌر غ�ير ف��رار يفت��ح اهلل عل��ى يدي��ه ) مبحبتن��ا
للإم��ام عل��ي (علي��ه ال�س�لام) نحن نحب م��ن يحبه اهلل ور�س��وله �أفال نحبه
نحن؟ �أفال نحب من �أخربنا النبي ( �صلوات اهلل عليه وعلى �آله ) �أنه ٌ
رجل
يحظ��ى مبحب��ة اهلل وحمب��ة ر�س��وله ،وه��ذه دالل��ة قاطع��ة عل��ى �أن��ه ٌ
رجل
م�ؤم��نٌ �ص� ٌ
�ادق عظي� ٌ�م يف كم��ال الإميان .