24-Article Text-11-1-10-20201127

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫عبد هللا عزيز عمر‬


‫األستاذ المشارك قسم اآلدب العربي‪ ،‬جامعة األزهر اإلندونيسية ‪ -‬جاكرتا‬
‫‪azizomer74@gmail.com‬‬

‫مفهوم إستراتيجيات التعلم‬


‫إن تعليم اللغات األجنبية و تعليمها من املواضيع التي اهتم بها اللغويون كثيرا‪،‬فكتبت فيها كتب‪ ،‬وبحوث‪،‬‬
‫ومقاالت تتناول كيفية حدوث التعلم والعمليات العقلية التي يستخدمها املتعلم لتساعده على تسهيل عملية‬
‫التعليم‪ ،‬وفي هذا الصدد تناول الباحثون االختالفات بين املتعلمين في كيفية تعلمهم‪ ،‬أو االختالفات التي توجد لدى‬
‫املتعلم نفسه عند مباشرة التعليم في ظروف مختلفة‪ .‬واإلنسان عندما يتعلم شيئا ما ال يقوم بتعليم هذا الش يء‬
‫بطريقة عشوائية إنما يفكر في كيفية تعلم هذا الش يء أو هذا السلوك‪ ،‬وعلى الرغم من أن هنالك سمات فطرية‬
‫مشتركة للبشر إال أن لكل شخص استراتجيات و طرق معينة يباشر بها حل املشاكل التي تواجه‪ ،‬وعلى هذا يكون مهما‬
‫أن نعرف معنى اإلستراتجيات ومن ثم نعرف ماهية اإلستراتجيات التي يستخدمها الشخص في إتقان مهمة بعينها‪.1‬‬
‫ولذلك يورد الباحث فيما يلي مفهوم استراتيجيات التعلم‪ ,‬مبينا أقوال العلماء في ذلك ومقارنا بينها ومن ثم اختيار‬
‫التعريف األكثر شموال بينها وإيراد التعريف الذي يراه الباحث مناسبا الستراتيجيات التعلم‪.‬‬
‫استراتيجيات التعلم ‪Learning strategies‬‬
‫ملعرفة معنى استراتيجيات التعلم ينبغي أن نعود إلى كلمة استراتيجية‪ .‬هذه الكلمة مشتقة من اليونانية‬
‫استراتيجيا ‪ strategia‬والتي تعني القيادة العسكرية أو فن الحرب‪.‬بمعنى أن االستراتيجية تحتوي على أفضل قيادة‬
‫للفصائل أو السفن أو القوات الجوية في شكل حملة منظمة‪ .‬ويستخدم مصطلح اإلستراتيجيات في العديد من‬
‫املواقف غير العسكرية بمعنى خطة أو خطوة أو حدث إرادي نحو تحقيق هدف‪.‬وإن مفهوم استراتيجية أصبح‬
‫مستخدما في مجال التربية بعد استبعاد محظوراته العدوانية وأصبح له معنى تربويا وتحول إلى مصطلح استراتيجيات‬
‫التعلم‪.2‬‬
‫ّ‬
‫وبعد معرفة مصطلح استراتيجية نورد فيما يلي تعريفات الستراتيجيات التعلم‪ .‬فاستراتيجيات التعلم ‪”:‬أداءات‬
‫خاصة يقوم بها املتعلم ليجعل عملية التعلم أسهل وأسرع وأكثر إمتاعا وأكثر ذاتية التوجه‪ ،‬وأكثر فاعلية وأكثر‬
‫قابلية على أن تطبق في املواقف الجديدة“ (ربيكا أكسفورد‪ .)1996:‬ويقول كبشور كوكو‪ :‬هي“ العمليات العقلية التي‬
‫يوظفها أو يستخدمها املتعلم بقصد استقاء وتنظيم الخبرات وتخزينها واستدعائها واستثمارها استثمارا حسنا وفق‬
‫املوقف املعين‪“.‬وعرفها روبين (‪ )1975‬بأنها ”التقنيات أو األجهزة التي يستخدمها املتعلم للحصول على املعرفة‪“.‬ويرى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كل من ونيستنوماير (‪ )1986‬بأن استراتيجيات التعلم هي ”السلوكيات واألفكار التي يستخدمها املتعلم أثناء التعلم‬
‫بهدف التأثير اإليجابي على عملية االستيعاب‪.‬‬
‫ّ‬
‫كم ااا عا ا ّارف كا ا ّال ما اان أوماليوشا اااموت (‪)1990‬با ااأن اس ااتراتيجيات الا ااتعلم هي”األفكا ااار الخاصا ااة أو السا االوكيات التا ااي‬
‫ّ‬
‫يس ااتخدمها األف اراد ملس اااعدعهم ف ااي االس ااتيعاب‪ ،‬أو ال ااتعلم‪،‬أو االحتف ااام باملعلوم ااات الجدي اادة“ وم اان خ ااالل التعريف ااات‬
‫الس ااابقة يفه اام أن اس ااتراتيجيات ال ااتعلم ه ااي عملي ااات و س االوكيات وخط ااوات وخط ا وتقني ااات وإج اراءات يس ااتخدمها‬

‫‪1‬سيتوارت ه‪ .‬هولس وآخرون‪ ,‬ترجمة‪ ,‬فؤاد أبو حطب وآمال صادق‪ ,‬سيكلوجية التعلم (الرياض‪:‬دار ما كجروهيل‬
‫للنشر‪.405)1983,‬‬
‫‪2‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.22)1996،‬‬
‫‪| 2‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫املااتعلم فااي عملي ااة تعلمااه لتحسااين أدائ ااه فااي اكتس اااب اللغااة الثانيااة أو األجنبي ااة‪ ,3‬حيااث يسااتعين به ااذه االسااتراتيجيات ف ااي‬
‫اس ااتيعاب املعلوم ااات‪ ,‬وتخزينه ااا واس ااترجاعها واس ااتخدامها بس ااهولة وس اارعة وفعالي ااة‪ .‬وي اارى الباح ااث أن التعريف ااات الت ااي‬
‫أوردها العلماء مفيدة ومهمة إال أن بعضها ركز على جاناب معاين وأهمال جواناب أخارى فاروبين ركاز علاى الحصاول علاى‬
‫املعرفة واكتسابها ولم يذكر كياف يمكان ااحافظاة عليهاا وتطبيقهاا ألن مجارد الحصاول علاى املعرفاة اليكفاي وال سايما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فااي مجااال تعلام اللغااات فالهاادف ماان تعلام اللغااة ممارساانها وتطبيقها‪.‬كمااا أن التعريااف الااذي أورده كا ّال ماان وينسااتينوماير‬
‫ركز على جانب االستيعاب والفهم‪ ،‬وأهمل جانب االسترجاع واالستخدام‪ .‬ولذلك يرى الباحث أن التعريف الذي أورده‬
‫كبش ااوركوكوأكثر التعريف ااات ش ااموال ودق ااة ألن ااه بجان ااب االهتم ااام بالحص ااول عل ااى املعرف ااة واكتس ااابها اه ااتم ب ااالتطبيق‬
‫واالستثمار الحسن واالستخدام املناسب للغة في املواقف ااختلفة‪.‬‬
‫ولذلك يمكن القول أن استراتيجيات التعلم املفيدة ‪ :‬هي الوسائل واألساليب والطارق التاي يساتخدمها ماتعلم‬
‫اللغة للمحافظة على اللغة التي تعلمها وتثبينها حتى تصبح مألوفة لديه يستخدمها متى شاء بكل سهولة ويسر بمهاراعها‬
‫األرب ااع‪ .‬ولق ااد أص اابحت اس ااتراتيجيات ال ااتعلم متداول ااة عل ااى نط اااق واس ااع ف ااي مج ااال التربي ااة وتح اات مس ااميات كثي اارة منه ااا‪:‬‬
‫مهارة التعلم‪ ،‬ومهارات تعلم كيف تتعلم‪ ،‬ومهارات التفكير‪ ،‬ومهارات حل املشكلة‪ ،‬وكثرة هذه املسميات وتعددها دليل‬
‫على اهتمام الباحثين بها‪ ،‬وذلك ألهمينها في مجال تعليم اللغات‪.‬‬
‫و بعد معرفة مصطلح استراتيجيات التعلم ينبغي معرفة املالمح والخصائص التي تمتاز بها هذه االستراتيجيات‪،‬‬
‫وكذالك معرفة العوامل التي تؤثرعلى هذه اإلستراتيجيات‪ ،‬ألن معرفة هذه املالمح والعوامل مهمة لتطبيق‬
‫اإلستراتيجيات واستخدامها بصورة صحيحة وهذا ما يتناوله الباحث في الجزء التالي من هذا البحث‪.‬‬
‫املالمح الرئسية الستراتيجيات تعلم اللغة‬
‫لقد أوردت ربيكا اكسفورد (‪ )1996‬قائمة باملالمح الرئيسية نوردها فيما يلي‪4:‬‬

‫‪ -‬تسهم في تحقيق الهدف الرئيس ي وهو الكفاية االتصالية‪.‬‬


‫‪ -‬تتيح للمتعلم أن يصبح موجها ذاتيا لدرجة أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬موجهة نحو حل املشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬تتعلق بأبعاد عديدة للمتعلم وليست املعرفة فق ‪.‬‬
‫‪ -‬ليست دائما خاضعة للمالحظة‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم املتعلم بصورة مباشرة وغير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬غالبا مدركة وشعورية‪.‬‬
‫‪ -‬تزيد من أدوار املعلم‪.‬‬
‫‪-‬تتسم باملرونة‪.‬‬
‫‪ -‬تتأثر بعوامل كثيرة‪.‬‬
‫هذه بعض مالمح استراتيجيات التعلم‪ ,‬وال يمكن حصر مالمح استراتيجيات التعلم في النقاط السابقة‬
‫أوغيرها‪ ,‬فكل باحث حسب معرفته لالستراتيجيات أن يصفها بوصف ال ينتبه له غيره‪ ،‬ويرى الباحث قبول‬
‫كل املالمح السابقة و كلها فعال تمثل استراتيجيات التعلم‪.‬‬

‫‪3‬ناضلة بنت عبد الفيصل و ندوة بنت حاج داوود‪" ,‬استراتيجيات التعلم المستخدمة لدى الدّارسين في مهارة الكالم‪ :‬تمثيل‬
‫الحوار نموذجا" بحث مقدم إلى ندوة تجربة تعليم اللغة العربية في إندونيسيا ما لها وما عليها‪ ،‬جامعة موالنا إبراهيم‬
‫اإلسالمية الحكومية ماالنغ‪ 18-16،‬ديسمبر‪2011 .‬م‪ ,‬ص ‪.329‬‬
‫‪4‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.21)1996،‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪3‬‬

‫والباحث محمد الغالي (‪ )2001‬يرى قبول املالمح التي وردت في قائمة الدكتورة ربيكا إال أنه اعترض على‬
‫امللمح التاسع الذي يقول(غالبا مدركة و شعورية) ورأى تعديل هذا امللح إلى (غالبا مدركة وشعورية عند‬
‫استخدام املتعلم لها)‪ 5‬معلال ذلك بقوله‪ " :‬ألن املتعلم يستخدم اإلستراتيجية املعينة لحل مشكلة معينة في‬
‫البداية بطريقة ميكانيكية"‪.‬‬
‫أي أنه يوجه عقله نحو استخدام تلك االستراتيجيات لحل املشكلة املعينة‪ ،‬وبعد ذلك يعتاد على استخدام‬
‫هذه االستراتيجية في حل املشكالت‪.‬كما ورد في تعريف االستراتيجيات السابق‪ ،‬من خالل تطبيقها في املوقف‬
‫املشابهة‪ ،‬ولكن هناك استراتيجيات خاصة باملتعلمين ال يستطيع املتعلم تحديدها و تفسيرها بعد حل‬
‫املشكلة‪ ،‬مثال يجد الطالب نفسه أمام كلمة جديدة مرت عليه بصورة عامة في موقف ما وتجاوزها الطالب‬
‫ولم يستخدم أي استراتيجية لحفظ الكلمة و تذكرها فيما بعد‪ ،‬وتظل الكلمة مخزونة في ذهن الطالب‪ ،‬و‬
‫عند تعرض الطالب لنفس الكلمة فيما بعد مصادفة يتذكرالكلمة في املواقف الجديدة و غالبا ال يتذكر متى‬
‫وأين مرت عليه هذه الكلمة‪.‬‬
‫ويرى الباحث أن العبارة التي أوردعها الدكتورة ربيكا تعطي نفس املعنى الذي أورده الباحث محمد‬
‫الغالي بدون تغيير وذلك ألن كلمة غالبا التي وردت في امللمح التاسع من العبارة نفهم منها أنه نادرا ما تكون‬
‫غير شعورية‪ ،‬بمعنى أنه في حاالت نادرة تكون االستراتيجيات غير شعورية‪.‬‬
‫و يرى الباحث أن املالمح التي أضافها الباحث محمد الغالي‬
‫(‪ )2001‬مناسبة الستراتيجيات التعلم ولذلك نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يختارها املتعلم وفق درجة صعوبة املشكلة اللغوية املعينة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد في تنظيم الخبرات ورب بعضها ببعض‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تطبيقها في تعلم أكثر من لغة‪.‬‬
‫ويرى الباحث زيادة ملمح على هذه املالمح السابقة وهو‪:‬‬
‫أنها يمكن استخدامها في لغة املتعلم األولى أو في اكتساب لغة األم‪ ،‬كما يحدث ذلك لدى الطفل عند ما‬
‫يستخدم استراتيجية التعميم فيطلق على كل رجل(أب) وعلى كل امرأة (أم) حتى يتمكن من التمييز بين أمه‬
‫وغيرها‪ .‬وكذلك استراتيجية فرط االختصار عندما يقول الطفل (بابا) بدال من أبى و (ماما) بدال من أمي‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض موجز لبعض املالمح التي وردت في القائمة السابقة‪.6‬‬
‫أوال‪ :‬الكفاية االتصالية لهدف رئيس ي‬
‫إن الهدف األسمى من استراتيجيات التعلم هوالكفاءة االتصالية‪ ،‬وهذا يتطلب تفاعال واقعيا باستخدام‬
‫اللغة استخداما صحيحا‪ ،‬واستراتيجيات التعلم تساعد املتعلمين على املشاركة بصورة فعلية في عملية‬
‫االتصال‪ .‬وهذه اإلستراتيجيات تعمل في أشكال عامة‪ ،‬وخاصة لتطوير العملية االتصالية‪ ،‬أما من الناحية‬
‫االتصالية فنجد أن اإلستراتيجيات فوق املعرفية (ماوراء املعرفة) تساعد الطالب على تنظيم املعرفة‬
‫الخاصة بهم وعلى التركيز والتخطي والتقويم ملدى تقدمهم في الكفاءة االتصالية‪ ،‬واالستراتيجيات التأثيرية‬
‫تزيد من ثقة املتعلمين بأنفسهم وكذلك من مثابرعهم في تعلم اللغة‪ .‬واإلستراتيجية االجتماعية تتيح مزيدا من‬

‫‪5‬محمد خليل يوسف محمد الغالي‪،‬استراتيجيات التّعلم وتطبيقاتها في تعلّم اللغة العربية لغير الناطقين‪ ،‬بحث ماجستير غير‬
‫منشور معهد الخرطوم الدّولي(‪.)2001‬‬
‫‪6‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.21)1996،‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 4‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫االحتكاك وفهما عاطفيا أفضل مما يؤدي إلى كفاءة اتصالية أفضل‪ ،‬وقد الحظ ذلك الباحث من خالل‬
‫تعاملة مع عدد كبير من الطالب من مختلف الجنسيات في جامعة افرقيا العاملية‪ ،‬فالطالب الذين كانوا‬
‫يستخدمون اإلستراتيجيات االجتماعية بصورة أكبر كانوا أكثر مقدرة على االتصال مع اآلخرين وأكثر احتكاكا‬
‫من الذين اليستخدمونها‪ ،‬كما الحظ الباحث أيضا أن الطالب األفارقة أكثر استخداما لالستراتيجيات‬
‫االجتماعية من الطالب اآلسيويين‪.‬‬
‫وتعد بعض اإلستراتيجيات املعرفة‪ ،‬مثل (التحليل) وبعض اإلستراتيجيات التذكرية مثل (أسلوب‬
‫الكلمات املفتاحية) مهمة جدا لعمليات الفهم واستدعاء معلومات جديدة‪ ,‬وهذا الفهم واالستدعاء يعدان‬
‫من الوظائف املهمة للوصول إلى الكفاءة في اللغة الجديدة‪ .‬واإلستراتيجيات التعويضية تساعد املتعلم أن‬
‫يتغلب على الفجوات املعرفية وأن يستمر في االتصال‪.7‬‬
‫أما من ناحية عمل االستراتيجيات في شكلها الخاص فإنه نتيجة الزدياد كفاءة املتعلم فإن‬
‫االستراتيجيات تعمل بشكل خاص على دعم أشكل محددة من الكفاءة‪ ،‬املكونات القاعدية واالجتماعية‪،‬‬
‫واللغوية‪ ،‬والتحادثية‪ ،‬واالستراتيجية‪ ،‬فنجد أن اإلستراتيجيات التذكرية مثل (التصورية واملراجعة البنائية)‬
‫واإلستراتيجيات املعرفة مثل (االستنباطية واستخدام التحليل البيني) يزيدان من الدقة النحوية‪.‬‬
‫واإلستراتيجيات االجتماعية مثل (طرح األسئلة واالستعانة بمتحدث أصلي للغة و التعاون مع متحدثي اللغة‬
‫األصليين ويكون محتكا بهم يكون أكثر مقدرة على االتصال من غيره الذي ال يجد هذه الفرصة‪ .‬والعديد من‬
‫اإلستراتيجيات التعويضية مثل ( استخدام تلميحات في النص للتخمين ) كل هذه اإلستراتيجيات تزيد من‬
‫الكفاءة التحادثية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجه ذاتي أكثرللمتعلمين‬
‫تحث استراتيجيات التعلم على املزيد من التوجه الذاتي للمتعلمين‪ ،‬وهي ضرورية جدا للمتعلم ألنه يوجه‬
‫نفسه نحو التعلم األمثل ألن املعلم لن يتواجد طوال الوقت بجانب املتعلمين ليقوم بتوجيههم عندما‬
‫يستخدمون اللغة خارج الفصل‪ ،‬ولذلك إن املتعلمين املاهرين يقدرون أن يطوروا تلقائيا ذخيرة من‬
‫اإلستراتيجيات التعلمية الفعالة ‪ ،‬املعرفية‪ ،‬وفق املعرفية في أثناء تقدمهم الدراس ي في املدرسة ‪ ،‬من دون أي‬
‫تدخالت تصمم من أجل ذلك‪.8‬‬
‫ومفهم التوجه الذاتي للمتعلم ظاهرة تزداد تدريجيا كلما شعر املتعلمون باالرتياح لفكرة مسؤولينهم‬
‫الذاتية‪ ،‬وينتج عن ذلك الزيادة التدريجية للثقة بالنفس واملشاركة والبراعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التأكيد على دوراملعلمين‬
‫إن دور املعلم في العلمية التعليمية واضح فهو الركن األساس ي في العلمية التعليمية‪ ،‬ولكن عدم معرفة‬
‫بعض املعلمين لدورهم كامال يعيق علمية التعليم‪ ،‬ويؤدي إلى إخفاقات كبيرة قد تقود إلى الزهد في تعلم‬
‫اللغة‪ ,‬ويشعر املعلم بأنه فاشل في التدريس‪ ,‬ومن هنا يتضح ضرورة معرفة املعلم الستراتيجيات الطالب حتى‬
‫يقوم بتنمينها أو يضيف إليها استراتيجيات جديدة تتماش ى مع نفسية الطالب‪ 9.‬فدور املعلم ال يقتصر على‬

‫‪7‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.22)1996،‬‬

‫‪8‬محمد محمود الحيلة‪ ,‬التصميم التعليمي نظرية وممارسة ( دار الميسرة للنشر والتوزيع‪1999 ,‬ط‪.65)1‬‬
‫‪9‬جمسوري محمد شمس الدّين ومهدي بن مسعود‪" ,‬دور االستراتيجيات في تحسين تعلم اللغة العربية للطالب الماليزي نموذجا"‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪5‬‬

‫التلقين فحسب بل ميسر العلمية التعليمية و مساعد ومرشد‪ ،‬ومنظم وناصح إلى غير ذلك من الصفات‬
‫التي ينبغي أن يتصف بها املعلم‪ ،‬ويتطلب من املعلم في دوره على االستراتيجيات تحديد استراتيجيات تعلم‬
‫الطالب وتدريبهم على استخدام استراتيجيات التعلم وأن يصبحوا أكثر استقاللية واعتمادا على أنفسهم‪،‬‬
‫وفي هذه العلمية ال يفرط املعلم في أدوارة اإلدارية القديمة ومهامه التدريسية‪ ،‬بل تكون هذه األدوار واملهام‬
‫أقل سيطرة على عمل املعلم‪ ،‬وعلى هذا يكون وضع املعلم اليعتمد على تسلسل سلطاته ولكن على نوع درجة‬
‫عالقته بطالبه‪ ,‬وبهذا يمكن القول بأن تحمل الطالب مسؤولية أكبر لتعلمهم ينتج عنها تعلم أفضل ونجاح‬
‫أكبر لكل من املعلم واملتعلم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تعدد االستراتيجيات في حل املشاكل‬
‫إن استراتيجيات تعلم اللغة هي أدوات تستخدم عند وجود مشكلة معينة تحتاج إلى حل‪ ,‬أو‬
‫مهمة البد أن تؤدى‪ ،‬أو هدف ليحقق أو غرض ينبغي أن ينجز‪ ،‬وهذه األمور كلها ال تستخدم فيها استراتيجية‬
‫واحدة‪ ،‬ولذلك نجد املتعلم يستخدم اإلستراتيجيات االستداللية أو التخمينية للتغلب على صعوبة فهم‬
‫قطعة قراءة‪ ،‬وتستخدم االستراتيجيات التذكرية لتذكر ش يء ما‪ .‬أما االستراتيجيات التأثيرية فتستخدم‬
‫لتعين املتعلم على االسترخاء أو الحصول على مزيد من الثقة بالنفس يترتب على ذلك حدوث تعلم أفضل‪10.‬‬

‫وهذا يعني أن الطالب ال يستخدم جميع االستراتيجيات في آن واحد‪ ,‬فيستخدم لكل مهارة يريد إتقانها أو أي‬
‫معلومة يريد الحصول عليها‪ ,‬استراتيجية خاصة قد ال تصلح لغيرها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تتأثراالستراتيجيات بالعوامل الخارجية‬
‫استراتيجيات التعلم هي أداءات أو سلوكيات يؤديها الطالب ليزيدوا من تعلمهم‪ ،‬وهذه األداءات مثل‬
‫استراتيجيات تدوين املالحظات والتخطي ملهمة لغوية وتقويم الذات والتخمين الذكي‪ ,‬وهذه األداءات التي‬
‫يقوم بها املتعلمون تتأثر بالخصائص أو السمات العامة للمتعلمين وكذلك العوامل الخارجية مثل أسلوب‬
‫التعلم‪ ،‬والدافعية‪ ،‬واالستعداد‪ ,‬فالطالب الذين لديهم الدافعية لتعلم اللغة الثانية يستخدمون‬
‫استراتيجيات أكثر عددا من أولئك الذين تنعدم عندهم ّ‬
‫الدافعية‪ 11.‬كما تتأثر بأداء املعلمين واملنهج‬
‫املدرس ي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬االهتمام بما هو فوق املعرفة‬
‫ال تشتمل استراتيجيات تعلم اللغة على مجرد وظائف معرفية مثل االهتمام بالعمليات العقلية التي‬
‫وراء تعلم اللغة الجديدة بل تضم وظائف فوق معرفية وذلك مثل التخطي والتقويم وتنظيم الفرد عملية‬
‫تعلمه‪ ،‬ووظائف أخرى انفعالية (تأثيرية) واجتماعية وغيرها من الوظائف‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إمكانية مالحظة االستراتيجية‬
‫يمكن مالحظة االستراتيجيات التعاونية واالجتماعية وذلك يمكن مالحظة املتعلم وهو‬
‫يتحدث مع زمالئه أو مع متحدث أصلي لغة األجنبية‪ ,‬أما مالحظة العلميات العقلية التي يقوم بها املتعلم من‬
‫تفكير أو تصور وغيرها ال يمكن مشاهد عها‪.‬‬

‫الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا‪.‬‬


‫‪10‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.25)1996،‬‬
‫‪11‬جمسوري محمد شمس الدّين ومهدي بن مسعود‪" ,‬دور االستراتيجيات في تحسين تعلم اللغة العربية للطالب الماليزي نموذجا"‬
‫الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 6‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫ثامنا ‪:‬إمكانية تدريس االستراتيجيات‬


‫يمكن تدريب الطالب على االستراتيجيات التي تناسب مستوياعهم‪ ,‬ودوافعهم‪ ,‬واتجاهاعهم‪,‬‬
‫ويمكن حدوث ذلك بالتدريب االستراتيجي‪ ,‬وهو يعين الطالب على أن يصبحوا أكثر وعيا باستخدام‬
‫االستراتيجيات التي تالئمهم‪ . 12‬والفائدة الكبرى من التدريب اإلستراتيجي هو تدريب الطالب على معرفة ملاذا‬
‫ومتى وكيف تستخدم استراتيجيات بعينها وكيفية تطبيقها في مواقف جديدة‪.‬ويكون دور املدرب اإلستراتيجي‬
‫هو مساعدة كل طالب أن يعرف كيف يتعلم ومساعدته كذلك على االستفادة بأقص ى حد من‬
‫االستراتيجيات التي تالئم استعداده في داخل وخارج الفصل الدراس ي‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬املرونة‬
‫تتسم استراتيجيات التعلم باملرونة‪ ,‬وذلك ألن التعلم الفعال يتضمن على استحضار اإلستراتيجيات املهمة‬
‫من الذاكرة بمرونة‪ ,‬وهي فردية فكل متعلم يختار ويدمج االستراتيجيات بالطريقة التي يراها مناسبة‪13,‬‬

‫بمعنى أنه يعلم متى يستعمل استراجية معينة‪ ,‬ومتى يتخلى عنها ويختار غيرها تناسب املوقف التعليمي‪.‬‬

‫تصنيفات استراتيجيات التعلم‬


‫لقد تم تصنيف استراتيجات التعلم من قبل كثير من العلماء مثل‪:‬روبين (‪ ,)1987‬وأومالي (‪ )1985‬وأكسفورد‬
‫(‪ ,)1990‬وشتيرن (‪ ,)1992‬وإليس (‪ ,)1994‬وغيرهم‪ ,14‬وفي ذلك تباينت آراؤهم ولم يصلوا حتى اآلن إلى اتفاق واحد‬
‫لتصنيفات استراتيجيات التعلم ‪ -‬حسب اطالع الباحث ‪ -‬وتبين للباحث أن هذا االختالف ناتج من أن هذه التصنيفات‬
‫ما هي إال مجرد مقترحات خاضعة لالختبار من قبل األنشطة الفصلية والبحوث العلمية‪.‬‬
‫وفيما يلي يذكر الباحث بعض التصنيفات إلستراتيجيات التعلم‪ ,‬مركزا على التصنيف الذي أوردته‬
‫الدكتورة ربيكا أكسفورد نظرا لوضوحه وسهولته‪ ,‬واشتماله على جميع التصنيفات التي ذكرها العلماء‪ .‬فقد تتبع‬
‫الباحث هذا التصنيف مستعينا بمحاضرات الدكتور كبشور كوكو في علم النفس التربوي في معهد الخرطوم الدولي في‬
‫السودان ‪ ,‬وبعد الدراسات ذات العالقة بالبحث‪.‬‬
‫فقد صنف روبين)‪ ,) Rubin and Wenden 1987‬استراتيجيات التعلم املستخدمة من قبل الطالب‪ ,‬إلى ثالثة‬
‫أنواع وهي‪:‬‬
‫استراتيجيات التعلم‪ ,‬واستراتيجيات التواصل‪ ,‬واالستراتيجيات االجتماعية‪ .‬وكل استراتيجية من هذه االستراتيجيات‬
‫تتكون من عدد من الفئات‪ .‬ونظر ألن الباحث قد اعتمد في هذا البحث التصنيف الذي أوردته ربيكا أكسفورد‪ ,‬فإنه‬
‫يكتفي هنا بذكر التصنيفات الرئيسة لكل عالم من العلماء املذكورين‪ .‬فقد صنف أومالي)‪,O'Malley's (1985‬‬
‫االستراتيجيات أيضا إلى ثالثة استراتيجيات هي‪:‬‬
‫استراتيجيات ما وراء املعرفة‪ ,‬واملعرفية‪ ,‬واالجتماعية‪ .‬وصنف شيترين)‪ Stern(1992‬االستراتيجيات إلى خمس‬
‫استراتيجيات رئيسة هي‪:‬‬
‫استراتيجيات اإلدارة والتخطي ‪ ,‬واالستراتيجيات املعرفية‪ ,‬واستراتيجيات التواصل‪ ,‬واالستراتيجيات الشخصية‪,‬‬

‫‪12‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.25)1996،‬‬
‫‪13‬محمد محمود الحيلة‪ ,‬التصميم التعليمي نظرية وممارسة ( دار الميسرة للنشر والتوزيع‪1999 ,‬ط‪.65)1‬‬
‫‪14‬نونجلكسنأكاما‪ ",‬استراتيجيات تعلّم اللغة وأساليب تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها" المؤتمر العالمي لتعليم اللغة العربية لغير‬
‫الموقع‬ ‫من‬ ‫‪2010-25-24‬م‪.‬تنزيل‬ ‫ماليزيا‪,‬من‬ ‫كلنتان‪-‬‬ ‫بها‪،‬‬ ‫الناطقين‬
‫‪ http://www.researchgate.net/publication/265466 047.‬بتاريخ ‪2015-7-26‬م‪,‬الساعة الواحدة صباحا‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪7‬‬

‫واالستراتيجيات الوجدانية‪ .15‬أما ربيكا أكسفورد)‪ 16,Oxford's (1990‬فقد قسمت االستراتيجيات إلى قسمين هما‪:‬‬
‫استراتيجيات التعلم املباشرة وغير املباشرة‪ ,‬وفيما يلي يورد الباحث هذين القسمين بش يء من التفصيل ألهمينهما‪،‬‬
‫فقد اعتمدت كل البحوث التي وقف عليها الباحث على هذا التصنيف ألنه أشمل التصنيفات وأوضحها وأسهلها‪ ,‬إال‬
‫أن الباحث الحظ أن هذه التصنيفات كلها اهتمت باستراتيجيات التعلم التي يستخدمها املتعلم أثناء التعلم‪ ,‬ولم‬
‫تذكر االستراتيجيات التي ينبغي أن يستخدمها بعد تعلم اللغة ألن أي تعلم القصد منه البقاء واالستفادة من أثره‪,‬‬
‫فإن لم يبق ولم يحدث أثرا يبقى لفترة طويلة‪ ,‬فليس تعلما نافعا‪ ,‬أو يعد تعلما ناقصا‪ ,‬ولذلك رأى الباحث أن يقترح‬
‫تصنيفا جديدا الستراتيجيات التعلم لعله أهم من التصنيفات السابقة وذلك ألنه يركز على االستراتيجيات التي‬
‫ينبغي أن يستخدمها املتعلم بعد تعلمه للغة‪ .‬وسيورد الباحث‪-‬بعد ذكره لتصنيف ربيكا الستراتيجيات التعلم‪-‬‬
‫التصنيف الذي يقترحه الستراتيجيات التعلم‪.‬‬

‫تصنيف ربيكا أكسفوردالستراتيجيات التعلم‬


‫تنقسم استراتيجيات التعلم إلى قسمين رئيسين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬استراتيجيات تعلم اللغة املباشرة ب‪ -‬استراتيجيات غير املباشرة‪.‬‬
‫ويضم كل قسم من هذين القسمين ثالث استراتيجيات‪ ,‬وتنقسم كل مجموعة من ااجموعات الست الستراجيات‬
‫التعلم إلى مجوعة من االستراتيجيات التي يستخدمها الطالب‪ 17.‬ويرى الباحث أن يورد هذه االستراتيجيات مرتبة على‬
‫أشكال بيانية ليسهل فهمها واستيعابها‪ .‬وفيما يلي نورد األشكال ‪:‬‬

‫‪15‬نونجلكسنأكاما‪ ",‬استراتيجيات تعلّم اللغة وأساليب تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها" المؤتمر العالمي لتعليم اللغة العربية لغير‬
‫الموقع‬ ‫من‬ ‫تنزيل‬ ‫‪2010-25-24‬م‪.‬‬ ‫ماليزيا‪,‬من‬ ‫كلنتان‪-‬‬ ‫بها‪،‬‬ ‫الناطقين‬
‫‪ http://www.researchgate.net/publication/265466 047.‬بتاريخ ‪2015-7-26‬م‪,‬الساعة الواحدة صباحا‪.‬‬
‫‪ 16‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.29)1996،‬‬
‫‪ 17‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية‪.29)1996،‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 8‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫استراتيجيات تعلم‬

‫اإلستراتيجيات‬ ‫استراتيجيات التعلم‬


‫غير المباشرة‬ ‫المباشرة‬

‫اإلستراتيجيات‬
‫اإلستراتيجيات‬ ‫اإلستراتيجيات‬ ‫اإلستراتيجيات‬ ‫اإلستراتيجيات‬ ‫اإلستراتيجيات‬
‫التأثيرية‬
‫فوق المعرفة‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫التعلم التذكرية‬ ‫المعرفية‬ ‫التعويضية‬
‫(الوجدانية)‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬يوضح تصنيف استراتيجيات التعلم إلى فئتين وست مجموعات‪ .‬يتضح من الشكل أن‬
‫استراتيجيات التعلم تنقسم إلى فئتين‪ :‬استراتيجيات تعلم مباشرة وغير مباشرة‪ .‬وكل فئة تحتوي على ثالث‬
‫مجموعات‪ ,‬كل مجموعة بها عدد من االستراتيجيات‪ .‬وفيما يلي سنبين هذه االستراتيجيات على شكل أشكال‬
‫توضيحية‪.‬‬

‫أ‪ -‬االستراتيجيات املباشرة‪:‬‬

‫استراتيجيات‬
‫تذكرية‬

‫القيام بأداء‬ ‫استخدام الصور‬


‫المراجعة جيدة‬ ‫عمل روابط‬
‫حركي‬ ‫واألصوات‬

‫الشكل رقم (‪ )2‬يوضح االستراتيجيات التذكرية‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪9‬‬

‫استراتيجيات‬
‫معرفية‬

‫تنسيق المدخالت‬ ‫التحليل‬ ‫استقبال وإرسال‬


‫الممارسة‬
‫والمخرجات‬ ‫واالستدالل‬ ‫المعلومات‬

‫الشكل (‪ )3‬يوضح االستراتيجيات املعرفية‪.‬‬

‫استراتيجية‬
‫تعويضية‬

‫التغلب على‬
‫القصور في التكلم‬ ‫التخمين‬
‫و الكتابة‬

‫الشكل (‪ )4‬يوضح االستراتيجيات التعويضية‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 10‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫ب‪ -‬االستراتيجيات غيراملباشرة‪:‬‬

‫استرتيجية فوق‬
‫المعرفية‬

‫تركيز عملية‬
‫تقويم التعلم‬ ‫التخطيط والتنظيم‬
‫التعلم‬

‫الشكل رقم (‪ )5‬يوضح استراتيجيات فوق املعرفية‪.‬‬

‫استراتجيات‬
‫تأثيرية‬

‫تحديد مستوى‬ ‫خفض مستوى‬


‫تشجيع الذات‬
‫االنفعال‬ ‫القلق‬

‫الشكل رقم (‪ )6‬يوضح االستراتيجيات التأثيرية‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪11‬‬

‫استراتيجيات‬
‫اجتماعية‬

‫التعاطف مع‬ ‫التعاون مع‬


‫طرح األسئلة‬
‫اآلخرين‬ ‫اآلخرين‬

‫الشكل رقم (‪ )7‬يوضح االستراتيجيات االجتماعية‬

‫وفيما يلي يشرح الباحث االستراتيجيات هذه االستراتيجيات مع ايراد األمثلة لها لالستفادة منها في مجال تعلم‬
‫وتعليم اللغات بصفة عامة واللغة العربية بصفة خاصة‪.‬‬
‫أ‪ /‬االستراتيجيات املباشرة لتعلم اللغة‬
‫هي االستراتيجيات التي تتعلق بصورة مباشرة باللغة املقصود دراسنها‪ ,‬وهي تتطلب عمليات عقلية تختص باللغة‪.‬‬
‫وهذه اإلستراتيجيات تنقسم إلى ثالث مجموعات (تذكرية ‪ ,‬ومعرفية‪ ,‬وتعويضية ) تقويم كل منها بعمليات عقلية‬
‫تختلف عن األخرى بسبب اختالف الغرض من كل واحدة منها‪ .‬وفيما يلي نتناول كل مجموعة بالتفصيل‪:‬ا‬
‫أوال‪ :‬االستراتيجيات التذكرية‬
‫هي التي تساعد الطالب على تخزين املعلومات الجديدة واسترجاعها بسهولة‪ .‬وتنقسم هذه اإلستراتيجيات إلى أربع‬
‫فئات وهي‪:‬ا‬
‫‪2‬ا استخدام الصور و األصوات‬ ‫‪1‬ا عمل رواب ذهنية‬
‫‪4‬ا القيام بأداء حركى‬ ‫‪3‬ا املراجعة الجديدة‬
‫وفيما يلي عرض للفئات األربع السابقة‪:‬ا‬
‫الفئة األولى‪ :‬عمل رواب ذهنية‪:‬‬
‫وتضم هذه الفئة ثالث استراتيجيات هي‪:‬ا‬
‫ا التصنيف في مجموعات‪ :‬و هي تعني تصنيف أو إعادة تصنيف املعلومات في وحدات لها معنى سواء بداخل العقل أو‬
‫كتابيا‪ .‬وذلك لتسهيل تلك املعلومات بتصغير عدد العناصر التي سيتم تخرينها أواستدعاؤها‪ .‬وهذه ااجموعات يمكن‬
‫أن تكون على أساس نوع الكلمة مثال ‪ :‬األسماء في مجموعة و األفعال في مجموعة ‪ ,‬أو املوضوع مثال الكلمات التي‬
‫تختص بالطقس الجوي في مجموعة والتعدين في مجموعة أخرى‪ ,‬أو الوظيفة العملية‪ ,‬مثل كل املصطلحات التي‬
‫تختص بتشغيل السيارة و هكذا‪.‬‬
‫ا التداعي والتفصيل‪ :‬وهي تعني رب املعلومات الجديدة باملفاهيم املوجودة بالفعل بالذاكرة أو رب جزء من‬
‫املعلومات بآخر لخلق ارتباطات بالذاكرة‪ ,‬والراب يكون بين شيئين مثل الخبز و الفول أو يكون في شكل رب اجموعة‬
‫من األجزاء مثل املدرسة والكتاب والتعلم‪.‬‬
‫ا بناء جمل بالكلمات الجديدة‪ :‬و هي تعني أن يضع املتعلم كلمة أو عبارة ما في جمل متعددة‪ ,‬أو استخدام الكلمة في‬
‫محادثة أو قصة ذات معنى يمكن تذكرها‪ ,‬وهذه اإلستراتيجية تحتوى على شيىء من الرب و التفصيل حيث أن‬
‫املتعلم يرب املعلومة بسياقات معروفة لديه من قبل‪ ,‬وهي بهذا تختلف عن استراتيجية التخمين‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 12‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫الفئة الثانية ‪ :‬اإلستفادة من الصور واألصوات ‪:‬وتضم هذه الفئة أربع استراتيجيات هي‪ :‬ا‬
‫ا التصورية‪ :‬وهي رب املعلومات الجديدة بمفاهيم موجودة بالذاكرة باستخدام تصور بصري له معنى‪ ,‬وهذا إما أن‬
‫يكون بتصور موجود بالعقل أو بتصور مرسوم بالعقل أمام املتعلم‪ .‬والتصور قد يكون صورة أو مادة أو مجموعة‬
‫أماكن تسهل من تذكر عدد من الكلمات أو التعبيرات أو التمثيل العقلي لحروف كلمة ما‪ ,‬ويمكن استخدام هذه‬
‫اإلستراتيجية في تذكر الكلمات ااجردة بربطها برمز بصري أو صورة أو مادة حسية‪.‬‬
‫ا عمل رواب سمعية و بصرية‪ :‬وتعني هذه اإلستراتيجية تذكر كلمة جديدة باستخدام رواب ‪ ,‬وأول خطوة في هذه‬
‫اإلستراتيجية هي تحديد كلمة مألوفة موجودة في اللغة األم والتي لها نفس نطق الكلمة الجديدة وهذا هو الرب‬
‫السمعي‪ .‬والخطوة الثانية هي إنشاء تصور يبين العالقة بين الكلمة الجديدة و الكلمة املألوفة وهذا هو الرب البصري‬
‫‪ ,‬وينبغي أن يكون كال الرابطين السمعي والبصري لهما معنى بالنسبة للمتعلم‪.‬وأوردت الدكتورة ربيكا مثاال لهذا "فمثال‬
‫كلمة " ‪"feel‬وتعني يشعر باللغة اإلنكليزية تشبه نطق كلمة "فيل" باللغة العربية وهذا هو الرب السمعي ثم يكون‬
‫الرب البصري يتخيل الفيل يدوس على إنسان ويتخيل ما يشعر به اإلنسان في هذا الوقت"‪18‬‬

‫ا استغالل األصوات املوجودة في الذاكرة‪:‬وهي تعني تذكر املعلومات حسب صوعها‪.‬وهذا اإلستراتيجية عامة تشتمل على‬
‫العديد من األساليب التي ترب ا على األساس الصوتي ا بين املادة الجديدة واملادة املعرفة من قبل‪ ,‬وذلك كأن يرب‬
‫املتعلم كلمة من اللغة الجديدة مع أي كلمة من أي لغة تنطق مثلها‪ ,‬كما يمكن استخدام السجع لتذكر كلمة مثل‪cat‬‬
‫الق والفأر‪.rat‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬املراجعة الجيدة‪ :‬وفيها استراتيجية واحدة هي‪-:‬‬
‫املراجعة البنيائية‪ :‬وهي عهتم بعدم كفاية النظر إلى املعلومة الجديدة مرة واحدة فق بل يعني مراجعنها بشكل منظم‬
‫من أجل تذكرها‪ .‬وهي تشير إلى املراجعة في فواصل زمنية متقاربة في البداية ثم متباعدة بعد ذلك تدريجيا‪.‬‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬القيام بأداء حركي‪:‬‬
‫‪ -‬تمثيل املعنى ‪ :‬وتعني تمثيل التعبير الجديد مثل الخروج من الفصل ملعرفة معنى كلمة خرج‪ ،‬أورب التعبير الجديد‬
‫بالشعور الجسمي الفعلي لهذا التعبير مثل ملس ش يء بارد ملعرفة معنى كلمة بارد‪.‬‬
‫– استخدام طرق متعددة للتذكر‪ :‬وتعني استخدام أساليب إبداعية وطرق ابداعية تساعد املتعلم على التذكر‪ ،‬مثل‬
‫كتابة مجموعة من الكلمات على كروت وتحريك الكروت من موقع آلخر عندما يتم تعلم الكلمة‪ ,‬وكذلك تصنيف‬
‫الكروت حسب نوع املادة العلمية املتعلمة الخاصة باللغة الجديدة ووضع كل فئة في موضع مختلف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلستراتيجيات املعرفية‬
‫إن هذه االستراتيجيات ضرورية جدا لتعلم لغة جديدة‪ ,‬وهي تدور حول تكرار وتحليل املصطلحات التعبيرية‬
‫والتلخيص‪ ,‬ولكن رغم اختالف كل استراتيجية معرفية عن األخرى إال أنها تشترك في أداء وظيفة واحدة‪ ,‬وهي معالجة‬
‫اللغة الجديدة‪ ,‬وهذه االستراتيجيات كثيرة االستخدام لدى متعلمي اللغات األجنبية‪.‬‬
‫وهذه االستراتيجيات تتكون من أربع فئات هي‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬املمارسة وتشتمل هذه الفئة على خمس استراتيجيات هي‪:‬‬
‫‪ -‬التكرار‪ :‬وهي تكرار قول أو عمل ش يء ما عدة مرات‪ ,‬كأن يستمع املتعلم ملادة لغوية عدة مرات أويكررها قوال عدة‬
‫مرات‪ ,‬ويدخل في ذلك تقليد املتحدثين األصليين للغة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة النظام الصوتي والكتابي‪ :‬وهي ممارسة األصوات مثل النطق‪ ,‬والتنغيم‪ ,‬والتجويد‪ ,‬بطرق عديدة ولكنها لم‬
‫تصل إلى درجة اللمارسة الطبيعية‪ .‬كأن يتحدث املتعلم أو يحاول أن يتحدث باللغة الجديدة كما يتحدث بها املعلم‪.‬‬
‫وكذلك ممارسة النظام الكتابي‪.‬‬

‫‪18‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪46)1996،‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪13‬‬

‫‪ -‬استخدام صيغ وتراكيب متعددة والتعرف عليها‪ :‬وهي القدرة على استخدام التراكيب بصيغ مختلفة والوعي بصيغ‬
‫نمطية سواء كانت فردية أو وحدات ال تتجزأ مثل ( أهال ‪ ,‬وكيف حالك‪ ),‬أو كانت في أنماط ال تتجزأ مثل ( لقد حان‬
‫الوقت لكي نصلي‪).‬‬
‫‪ -‬إعادة الرب ‪ :‬وتشير هذه اإلستراتيجية إلى رب عناصر معروفة من قبل بطرق جديدة إلنتاج مخرجات أطول‪ ,‬كأن‬
‫يرب املتعلم عبارة بأخرى ليعطي عبارة كاملة مفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬املمارسة الطبيعية للغة‪ :‬وهي ممارسة اللغة الجديدة في مواقف طبيعية وواقعية‪ ,‬مثل إجراء محادثة أو قراءة كتاب‬
‫أو مقالة أو االستماع إلى محاضرة أو كتابة خطاب باستخدام اللغة الجديدة‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬استقبال وإرسال املعلومات‪:‬وتشتمل هذه الفئة على استراتيجيتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬املعرفة الخاطفة للفكرة‪ :‬وتكون باستخدام النظرة الخاطفة لتحديد الفكرة الرئيسية‪ ,‬أو بالبحث عن نقاط أو‬
‫تفاصيل أو اهتمامات معينة‪ ,‬وهي تساعد على الفهم السريع ملا يقرأه املتعلم أو يستمع إليه باللغة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام املصادر الستقبال وارسال املعلومات‪ :‬وهي من املصادر املطبوعة وغير املطبوعة التي من شأنها أن تساعد‬
‫املتعلم على فهم املعلومات املرسلة إليه‪ ,‬أوإنتاج معلومة في صورة إرسال مخرجات‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬التحليل واالستدال‪ :‬وهذه االستراتيجية تستخدم لفهم معنى مصطلح معين أو إنتاج مصطلح جديد‪.‬‬
‫وتنقسم هذه هذه الفئة إلى خمس استراتيجيات هي‪:‬‬
‫‪ -‬االستنباطية‪ :‬وتعنى باستخدام قواعد عامة وتطبيقها في املواقف التي تتعلق بتعلم اللغة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل املصطلحات التعبيرية‪ :‬هي تحديد معنى املصطلح الجديد بتحليله إلى أجزاء لفهم املعنى الكلي للمصطلح‪ .‬كأن‬
‫يقوم املتعلم بتقسيم الكلمة الجديدة إلى أجزاء مثل كلمة ( برمائي) يمكن للطلب التعرف على معناها من خالل‬
‫معرفته ملعنى ( بر) ومعنى (ماء)‪19.‬‬

‫‪ -‬تحليل العالقات اللغوية‪ :‬وهي مقارنة عناصر اللغة بمثيالعها في اللغة األم لتحديد التشابه واإلختالف بينهما‪.‬‬
‫والعناصر التي تتم مقارننها هي األصوات واملفردات والقواعد النحوية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام الترجمة‪ :‬وهي ترجمة اللغة األجنبية إلى اللغة األم أو العكس‪ ,‬وتكون بترجمة كلمة أو عبارة أو قطعة كاملة‬
‫وذلك للمساعدة على فهم الكلمة أو العبارة أو القطعة‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من معلومات سابقة‪ :‬وهي استخدام ما يعرفه املتعلم من كلمات أو مفاهيم أو قواعد خاصة بلغة معينة‬
‫وتطبيقها بصورة مباشرة على لغة أخرى من أجل فهم أو إنتاج مصطلح اللغة األجنبية‪.‬‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬تنسيق عملية التعلم‪ :‬وهذه الفئة تتضمن ثالث استراتيجيات وهي‪:‬‬
‫‪-‬كتابة مالحظات‪ :‬وهي كتابة الفكرة األساسية أو نقاط معينة يرى املتعلم أنها مهمة‪.‬‬
‫‪ -‬تلخيص الدروس‪ :‬وهي عمل ملخصات لقطع كبيرة يتناول املتعلم في دراسته للغة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد ماهو مهم‪ :‬وهي استرتيجية يتم فيها استخدام أساليب متعددة للتأكد والتركيز على املعلومات املهمة بداخل‬
‫قطعة ما‪ ,‬ومن هذه األساليب وضع خ تحت ما هو مهم أو وضع نجمة بجانب النقاط املهمة أو استخدام األقالم‬
‫امللونة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلستراتيجيات التعويضية‪:‬‬
‫وهذه اإلستراتيجيات تمكن املتعلم من استخدام اللغة الجديدة‪ ,‬سواء في فهمها أو إنتاجها‪ ,‬رغم قصور امكانياته‬
‫املعرفية‪" .‬وهذه االستراتيجيات تعيدنا إلى نظرية الجشتالت‪ ,‬التي تفسر لنا محاولة املتعلم الوصول إلى تعلم اللغة‬
‫الهدف رغم غياب بعض العناصر الضرورية لذلك"‪20‬‬

‫‪19‬محمد خليل يوسف محمد الغالي‪ ،‬استراتيجيات التّعلم وتطبيقاتها في تعلّم اللغة العربية لغير الناطقين ‪ ،‬بحث ماجستير غير‬
‫منشور معهد الخرطوم الدّولي (‪27.)2001‬‬
‫‪20‬كبشور كوكو‪ ،‬محاضرات في استراتيجيات التعلم فرقة الماجستير معهد الخرطوم الدّولي ‪2001‬م‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 14‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫وتشتمل اإلستراتيجيات التعويضية على عشر استراتيجيات تنقسم إلى فئتين‪21‬‬

‫األولى‪ :‬التخمين الذكي عند استماع القراءة‪ .‬والثانية ‪ :‬التغلب على القصور في التكلم والكتابة‪ .‬وهذه اإلستراتيجيات‬
‫تتيح للمتعلم فرص إنتاج تعبيرات منطوقة أو مكتوبة باللغة الجديدة بدون وجود دراية كاملة ملا ينتج من اللغة‪ ,‬أي‬
‫رغم وجود قصور في املعلومات التي ينبغي توافرها للحديث أو الكتابة في موضوع ما‪ ,‬وهي تجعل املتعلم في حالة‬
‫استخدام دائمة للغة‪ ,‬وتزيد من فرص احتكاكه وممارسته للغة الجديدة‪ .‬وفيما يلي نتعرف على هذه اإلستراتيجيات‪.‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬التخمين الذكي عند االستماع والقراءة‪.‬وهذه الفئة تشتمل على إستراتيجيتين هما‪-:‬‬
‫‪ -‬استخدام تلميحات لغوية‪ :‬وهي البحث عن تلميحات ذات أساس لغوي واستخدامها في تخمين ما يسمعه أو يقرأه‬
‫املتعلم من اللغة الجديدة‪ ,‬رغم عدم االملام بكل مفردات وقواعد الرسالة التي يسمعها أو يقرأها املتعلم‪ .‬وقد تستمد‬
‫هذه التلميحات اللغوية من معلومات يعرفها املتعلم من قبل سواء من اللغة الجديدة أو من اللغة األم أو من أي لغة‬
‫أخرى‪ ,‬كأن يقرأ الطالب قطعة فهم ويجد فيها كلمة ال يعرف معناها‪ ,‬وهذه الكلمة تشبه كلمة مألوفة لديه من قبل‪,‬‬
‫فيخمن الطالب أن هذه الكلمة معناها هو نفس معنى الكلمة املألوفة لديه‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام تلميحات أخرى‪ :‬وهي البحث عن تلميحات غير لغوية واستخدامها من أجل تخمين معنى ما يسمعه أو‬
‫يقرأه املتعلم من اللغة الجديدة‪ .‬وتستمد غير اللغوية من مصادر عديدة منها‪ :‬معرفة سياق الحديث أو املوقف نفسه‬
‫أو ا لتركيب العام للنص أو العالقات الشخصية أو املوضوع أو املعرفة العامة‪ ,‬كما يفهم املتعلم معنى كلمة ( كمبيوتر)‬
‫من سياق الحديث عن الكمبيوتر بأنه جهاز إلكتروني يخزن معلومات وبه شاشة‪ ,‬اخترع قريبا‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬التغلب على القصور في التكلم والكتابة‪:‬وتضم هذه الفئة ثمان استراتيجيات هي‪:‬‬
‫‪-‬اللجوء إلى اللغة األم‪ :‬وهي استعمال مصطلح ما‪ ,‬باللغة األم دون ترجمة‪ ,‬وقد تنجح هذه االستراتجيات في بعض‬
‫األحيان وتوفي بالغرض‪ ,‬كأن يعبر املتعلم عن كلمة (سكر) باللغة العربية أريد (شكر) فيفهم من كالمه أنه يريد سكرا‪.‬‬
‫‪ -‬طلب املساعدة‪ :‬وهذه االستراتيجية تعتمد على طلب املساعدة من اآلخرين بأن يتلعثم الفرد عند الكالم ‪ -‬طريقة غير‬
‫مباشرة‪ -‬أو بأن يقوم املتحدث بصورة قصدية – مباشرة‪ -‬بطلب العون من املستمع بأن يقدم له معنى الكلمة أو‬
‫التعبير املفقود‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التمثيل الصامت أو اإلشارات‪ :‬وتعني االستعانة بالحركات الجسدية مع التمثيل الصامت أو اإلشارات بدال‬
‫من الكلمات وذلك للتعبير عن املعنى املفقود‪.‬‬
‫‪ -‬التجنب الكلي أو الجزئي لالتصال‪ :‬وتستخدم عند توقع وجود صعوبات‪ ,‬وبالتالي إما أن يتجنب املتعلم الحديث أو‬
‫الكتابة عن هذا املوضوع‪ ,‬أو يتجنب استخدام بعض التعبيرات التي يعرف أنه قد يخطئ عند استخدامها‪ ,‬أو أنه ال‬
‫يستخدم جمال تامة‪ ,‬ويذكر إجابات قصيرة تجنبه الوقوع في الخطأ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار املوضوع‪ :‬وتعني اختيار املتعلم موضوعا معينا للحديث فيه‪ ,‬ويكون هذا االختيار نتيجة الهتمام املتعلم بهذا‬
‫املوضوع‪ ,‬وأنه يمكن أن يستخدم فيه كما كافيا من الكلمات والقواعد النحوية‪.‬‬
‫‪ -‬تطويع أوتقريب الرسالة‪ :‬وهذه اإلستراتيجية تشتمل على اإلبدال وذلك بحذف بعض املعلومات أو بتسهيل وتبسي‬
‫الفكرة أو بقول ش ي ما‪ ,‬يختلف إلى حد ما‪ ,‬عن املعنى األصلي أو على األقل يشير إليه‪ ,‬كأن يستخدم املتعلم كلمة‬
‫(فانلة) ليشير إلى كلمة قميص‪.‬‬
‫‪ -‬تخليق الكلمات‪ :‬وهي تأليف كلمات أو مصطلحات جديدة للوصول إلى املعنى املطلوب‪ .‬فقد يستخدم فرد غير‬
‫متحدث أصلي للغة العربية كلمة (الشوافة) يعني بها ( النظارة) فهو ال يعرف كلمة نظارة ولكن يعرف كلمة ( شاف)‬
‫بمعنى رأى ثم قام بوزنها على وزن فعالة‪ ,‬فأصبحت شوافة ثم أضاف ( ال) لتكون معرفة الشوافة‪ ,‬وفي هذه الحالة‬
‫سيفهم املتحدث األصلي للغة العربية ما يعنيه املتكلم بكلمة الشوافة‪ ,‬وبخاصة إذا استخدم املتعلم اإلشارات‪22.‬‬

‫‪21‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪،‬ترجمة محمد دعدور(دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية‪57.)1996 ,‬‬
‫‪22‬محمد خليل يوسف محمد الغالي‪ ،‬استراتيجيات ال ّتعلم وتطبيقاتها في تع ّلم اللغة العربية لغير الناطقين ‪ ،‬بحث ماجستير غير‬
‫منشور معهد الخرطوم الدّولي (‪30.)2001‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪15‬‬

‫‪ -‬استخدام الوصف املرادف‪ :‬وهذه االستراتيجية عهدف إلى توصيل املعنيى بشرح مفهومه‪ ,‬أو باستخدام كلمة مرادفة‬
‫ملعنى الكلمة‪ .‬كأن يقول املتعلم ملن يتحدث معه‪ ،‬ذلك الش يء الذي تستخدمه مع املاء لغسل اليدين‪ ,‬يقصد بذلك‬
‫الصابون‪ .‬وإذا لم يعرف املتعلم كلمة ( منضدة) فيمكنه استخدام كلمة ( طاولة)‬
‫ما تقدم كان شرحا مفصال إلستراتيجيات التعلم املباشرة‪ ,‬التي تعنى باستخدام اللغة‪ ,‬وهذه اإلستراتيجيات هي‪:‬‬
‫التذكرية‪ ,‬واملعرفية‪ ,‬والتعويضية‪ .‬وفي الجزء التالي سيتناول الباحث اإلستراتيجيات الفير مباشرة والتي تنقسم إلى‬
‫ثالث استراتيجيات هي‪ :‬فوق معرفية‪ ,‬وتأثيرية‪ ,‬واجتماعية‪.‬‬
‫ب – استراتيجيات التعلم غيراملباشرة‪:‬‬
‫وهي اإلستراتيجيات املتعلقة بتعلم اللغة‪ ,‬وهي تساعد على تعلم اللغة دون االستخدام املباشر للغة املقصودة في‬
‫أغلب األحيان‪ ,‬وهذه اإلستراتيجيات غي املباشرة تعمل بتناسق مع اإلستراتيجيات املباشرة‪ ,‬وهي مفيدة في مواقف تعلم‬
‫اللغة‪ ,‬كما أنها يمكن تطبيقها على املهارات اللغوية األربع‪ :‬االستماع والكالم والقراءة والكتابة‪.‬‬
‫وتنقسم هذه اإلستراتيجيات إلى ثالث مجموعات هي‪ :‬فوق معرفية‪ ,‬وتأثيرية‪ ،‬واجتماعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلستراتيجيات فوق املعرفية‪ :‬وهي تسمح للمتعلم أن يتحكم في عملية التعلم بأن يرب عملية التعلم بوظائف‬
‫أخرى مساعدة على التعلم‪ ,‬مثل التركيز والتخطي والتقويم‪ .‬وتشير كلمة فوق معرفية إلى أنها تكون وراء أو مع أو إلى‬
‫جانب ما هو معرفي وبذلك فإن اإلستراتيجيات فوق املعرفية تعنى بتلك األفعال التي تتخطى الحيل املعرفية‪ ,‬والتي‬
‫تتيح للمتعلم فرصا لتنظيم عملية تعلمه‪ ,‬وهي تشمل ثالث فئات هي‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬تركيز عملية التعلم‪ :‬وتشتمل هذه الفئة على ثالث استراتيجيات تعين املتعلمين على توجيه انتباههم‬
‫وقواهم نحو مهام وأنشطة ‪ ,‬أو مهارات لغوية بعينها‪.‬وهذه اإلستراتيجيات هي‪:‬‬
‫‪ -‬النظرة الشاملة ورب ما هو جديد بما هو معروف من قبل‪ :‬وتعني رب مفهوم أو مبدأ أو فئة ربطا مفهوما مع ش يء‬
‫معروف من قبل من نشاط يختص باللغة الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز اإلنتباه‪ :‬وهي تقرير املتعلم من البداية هل سيركز على مهمة محددة لتعلم اللغة ويغفل املشتتات‪ ,‬وهو ما يطلق‬
‫عليه ( االنتباه املوجه ) أم سيركز على بعض املالمح ااحدودة وهذا يطلق عليه( االنتباه االنتقائي) أم اإلثنين معا‪.‬‬
‫‪ -‬تأجيل التكلم والتركيز على االستماع‪ :‬وتعني اختيار املتعلم من البداية تأجيل إنتاج الحديث‪ -‬التكلم اللغة األجنبية‪-‬‬
‫سواء جزئيا أو كليا حتى تيم له تنمية مهارات الفن االستماعي بصورة كافية‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬التنظيم والتخطي للتعلم‪ :‬وتحتوي هذه الفئة على ست استراتيجيات تعين كلها املتعلمين على‬
‫التنظيم والتخطي لالستفادة بأكبر قدر ممكن من تعلم اللغة‪ .‬وتشتمل هذه الفئة على االستراتيجيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬فهم عملية التعلم‪ :‬وتشير إلى بذال الجهد ملعرفة كيف تحدث عملية تعلم اللغة عن طريق قراءة الكتب والحديث مع‬
‫اآلخرين‪ ,‬وذلك من أجل تحسين مستوى املتعلم في تعلم اللغة الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيم‪ :‬إلى فهم واستثمار الظروف املتعلقة بالتعلم األمثل للغة الجديدة‪ ,‬أي تنظيم جدول أعمال املتعلم اليومي‪,‬‬
‫وكذلك البيئة ااحيطة به‪ ,‬وكذلك تنظيم وترتيب ااحاضرات والتدريبات الخاصة باللغة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف العامة والخاصة‪ :‬وهي تتعلق بتحديد أهداف تعلم اللغة بالنسبة للمتعلم‪ ,‬بما في ذلك األهداف التي‬
‫تتحقق في فترة طويلة والتي تحدد مقدرة الطالب على إجادة مهارة معينة في نهاية العام‪ ,‬وكذلك األهداف القصيرة مثل‬
‫قراءة كتاب في أسبوع فق ‪.‬‬
‫‪ -‬فهم الغرض من املهمة اللغوية‪ :‬وتعني تحديد الغرض من القيام بمهمة لغوية معينة سواء في االستماع أو التكلم أو‬
‫القراءة أو الكتابة‪ ,‬مثل االستماع إلى املذياع ملعرفة التطورات السياسية في العالم‪ ,‬أو قراءة قصة بغرض املتعة‪ ,‬إلى‬
‫غير ذلك من األغراض املتعددة‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫‪| 16‬استراتيجيات التعلم وتصنيفاتها‬

‫‪ -‬التخطي ملهمة لغوية‪ :‬وتعني التخطي ملعرفة الوظائف الالزمة واملتوقع احتياجها عند أداء مهمة لغوية أو موقف‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن فرص املمارسة‪ :‬وتعني البحث عن فرص للممارسة اللغة في مواقف طبيعية وواقعية‪ ,‬مثل ذهاب املتعلم‬
‫إلى سينما بها فلم يستخدم اللغة الجديدة – دون ترجمة‪ -‬أو حضور حفلة بها متحدثون أصليون للغة الجديدة‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬تقويم التعلم‪ :‬وتحتوي هذه الفئة على استراتيجيتين هما‪:‬‬
‫‪-‬املراقبة الذاتية‪ :‬وهي عهتم بتحديد األخطاء في فهم وإنتاج اللغة الجديدة مع تحديد أي األخطاء تعد مهمة‪ -‬تسبب‬
‫سوء فهم أو تعد جارحة‪ -‬وكذلك عهتم بتتبع مصدر تلك األخطاء املهمة ومحاولة التقليل من حدوث هذه األخطاء‪.‬‬
‫‪ -‬التقويم الذاتي‪ :‬وتعني تقويم تقدم املتعلم في اللغة الجديدة‪ ,‬ويحدث ذلك عندما يجد املتعلم نفسه يجيد القراءة‬
‫والكتابة واالستماع والكالم أكثر من قبل‪ ,‬وعندئذ يعرف املتعلم أن مستواه في اللغة الجديدة قد تحسن وهذا يشجعه‬
‫على التعلم واالستمرار في تعلم اللغة الجديدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستراتيجيات التأثيرية‪ :‬وتشير كلمة تأثيرية إلى االنفعاالت واالتجاهات والدوافع والقيم‪ ,‬وهذه العوامل تؤثر في‬
‫تعلم اللغة‪ ,‬واالتجاهات التأثيرية تعمل على التحكم غي تلك العوامل‪ .‬وتتكون هذه االستراتيجيات من ثالث فئات هي‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬خفض مستوى القلق‪ :‬وتشتمل هذه الفئة على ثالث استراتيجيات‪ ,‬لكل منها مكون جسدي وآخر‬
‫عقلي‬
‫‪-‬االسترخاء اإليجابي أو أخذ نفس عميق أو التفكير مليا‪ :‬ويكون ذلك بإرخاء كل العضالت الرئيسية للجسم وكذلك‬
‫عضالت الرقبة والوجه من أجل االسترخاء‪ ,‬وأخذ نفس عميق‪ ,‬أو التفكير مليا‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام املوسيقى‪ :‬وتعني استخدام املوسيقى الهادئة كالكالسيكية كطريقة لالسترخاء ‪ .‬والباحث ال يرى‬
‫‪23‬‬

‫استخدام املوسيقى في تعلم اللغة ويكمن استبداله بأناشيد مسجلة باللغة الجديدة‪ .‬وأورد الباحث هذه االستراتيجية‬
‫نسبة لورودها في التصنيف الذي أوردته الدكتورة ربيكا في كتابها استراتيجيات التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من الفكاهة‪ :‬ويكون ذلك بمشاهدة فلم مضحك أو قراءة كتاب هزلي أو االستماع إلى نكات وما شابه ذلك‬
‫من أجل االسترخاء‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬تشجيع الذات‪ ,‬وتتكون هذه االستراتيجية من ثالث استراتيجيات هي‬
‫‪ -‬ذكر العبارات اإليجابية املشجعة‪ :‬وتكون بكتابة املتعلم عبارات مشجعة لنفسه ليشعر بثقة واطمئنان أثناء تعلمه‬
‫اللغة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬ااخاطرة بحرص‪ :‬وتكون هذه االستراتيجية في بحث املتعلم ااخاطرة في املواقف الستخدام اللغة األجنبية حتى وإن‬
‫كان املتعلم يعرف أنه سيرتكب أخطاء‪ ,‬وينبغي أن تخضع هذه ااخاطرة للحكمة املعقولة‪.‬‬
‫‪ -‬مكافأة الذات‪ :‬وتكون بإعطاء املتعلم نفسه مكافأة قيمة عندما يؤدي بصورة جيدة اللغة الجديدة‪ ,‬كأن يقول مثال‬
‫إذا أتقنت الحديث باللغة العربية في فترة ستة أشهر سأقوم برحلة إلى مكة ألداء العمرة‪ .‬وعندما يحقق هدفه وهو‬
‫اتقان اللغة العربية في الفترة ااحددة يكافئ نفسه برحلة إلى مكة‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬تحديد املستوى االنفعالي‪ ,‬وتضم هذه الفئة ثالث استراتيجيات‪ ,‬تساعد املتعلم على تحديد مشاعره‪,‬‬
‫واتجاهاته‪ ,‬ودوافعه‪ ,‬ويصعب على املتعلم أن يتحكم في جوانبه التأثيرية إذا لم يعرف ماذا يشعر؟ وملاذا يشعر بذلك؟‬
‫واالستراتيجيات التالية تساعد على التخلص من االتجاهات واالنفعاالت السبية‪.‬‬
‫‪ -‬االستماع إلى الجسد‪ :‬ونعني االنتباه إلى إشارات الجسم‪ ,‬وهذه اإلشارات قد تكون سلبية وتعكس التوتر والعصبية‬
‫والفزع والخوف والغضب‪ ,‬وقد تكون إيجابية وتشير إلى السعادة واالهتمام والهدوء والسرور‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام القوائم‪ :‬وهي تستخدم الكتشاف املشاعر واالتجاهات والدوافع املتعلقة بتعلم اللغة عامة‪ ,‬وكذلك لتعلم‬

‫‪23‬ربيكا أكسفورد‪ ،‬استراتيجيات التع ّلم‪ ،،‬ترجمة محمد دعدور (دمياط مصر‪ :‬مكتبة اإلنجلو المصرية ‪.126)1996،‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬


‫عبد هللا عزيز عمر| ‪17‬‬

‫مهام لغوية بعينها‪.‬‬


‫‪ -‬كتابة يوميات بتعلم اللغة‪ :‬وذلك لحفظ وتتبع األحداث واملشاعر املتغيرة واملتعلقة بتعلم اللغة الجديدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االستراتيجيات االجتماعية‪ :‬اللغة هي أحد أشكال السلوك االجتماعي‪ ,‬وهي عملية االتصال الذي يحدث بين‬
‫الناس‪ ,‬وعلى هذا فإن تعلم اللغة يتضمن وجود أفراد آخرين غير املتعلم وذلك يتطلب استخدام استراتيجيات‬
‫اجتماعية مناسبة للتأقلم مع اآلخرين‪ .‬وتتضمن االستراتيجيات االجتماعية ثالث فئات هي‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬طرح األسئلة‪ ,‬وتتضمن هذه الفئة توجيه األسئلة لشخص ما‪ ,‬قد يكون املعلم أو متحدث أصلي باللغة أو‬
‫زميل مستواه عالي في اللغة األجنبية‪ ,‬وتشمل هذه الفئة استراتيجيتين هما‪:‬‬
‫‪-‬طلب التوضيح أو التفسير‪ :‬وتعني توجيه رجاء للمتكلم أن يكرر ما قاله أو يعيد صياغته أو يشرحه‪ ,‬أو أن يتحدث‬
‫بب ء‪ ,‬وقد تعني أن يسأل املتعلم املستمع إذا ما كان نطقه لش يء ما صحيحا أم خاطئا أو إذا كان صحيحا من ناحية‬
‫القواعد أم ال‪ ,‬وقد تعني أن يكرر املتعلم ما سمعه أو يعيد صياغته ليحصل على تغذية راجعة تفيد صحة ما تعلمه‪.‬‬
‫‪ -‬طلب التصحيح‪ :‬وتكون في أثناء ااحادثة عندما يطلب املتعلم ممن هو أفضل منه في اللغة أن يصحح له أخطاءه‬
‫عندما يخطئ أثناء الكالم‪ ,‬وقد تستخدم هذه االستراتيجية في الكتابة أيضا وذلك كأن يكتب املتعلم تعبيرا في موضوع‬
‫من املوضوعات ويطلب من معلمه ممن أعلى منه في املستوى من الزمالء تصحيح التعبير الذي كتبه‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬التعاون مع اآلخرين‪ ,‬وتشتمل هذه الفئة على التفاعل مع شخص أو أكثر لتحسين مهارات اللغة‪ .‬وهذه‬
‫تقوم على أساسيات تعلم اللغة التعاوني‪ ,‬والذي يحسن من أداء املتعلم اللغوي‪ ,‬ويزيد من قيمة املتعلم وقبوله‬
‫االجتماعي‪ .‬وتشتمل الفئة على استراتيجيتين هما‪:‬‬
‫‪-‬التعاون مع الزمالء‪ :‬وتعني التعاون مع متعلمين آخرين لتحسين مهارات اللغة وقد يكون التعاون مع فرد واحد طوال‬
‫الوقت‪ ,‬أو لفترة محددة أو يكون التعاون مع مجموعة صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع مستخدمين أكفاء للغة‪ :‬وتعني التعاون مع متحدثين أصليين للغة‪ ,‬أو مع من هم متفوقون في اللغة‬
‫الجديدة‪ ,‬ويكون غالبا خرج الفصل ّ‬
‫الدراس ي‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬التعاطف مع اآلخرين‪ ,‬وتشتمل هذه الفئة على استراتيجيتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬الفهم الثقافي‪ :‬وهي محاولة التعاطف مع شخصية أخرى‪ ,‬وذلك بدراسة ثقافة اللغة الجديدة ومحاولة فهم تفاعل‬
‫هذا الشخص مع ثقافته‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة أفكار ومشاعر اآلخرين‪ :‬وتكون بمالحظة سلوك اآلخرين ملعرفة أفكارهم ومشاعرهم‪ ,‬ويقوم املتعلم بسؤالهم‬
‫إذا كان ذلك ممكنا‪.‬‬
‫هذه هي استراتيجيات التعلم غير املباشرة‪ ,‬التي تساعد املتعلم على التركيز على عملية التعلم والتخطي لها‬
‫وتنظيمها وتقويمها‪ ,‬كما تساعد هذه االستراتيجيات املتعلم على خفض مستوى القلق كلما شعر بخوف أو قلق من‬
‫تعلم اللغة‪ ,‬كما تساعده على االندماج مع اآلخرين والتفاعل معهم واالستفادة منهم‪ ,‬ولذلك فإن هذه االستراتيجيات‬
‫تسير جنبا إلى جنب مع االستراتيجيات املباشرة لتعلم اللغة‪ ,‬من أجل تحقيق أهداف املتعلم بسرعة وسهولة ويسر‪.‬‬

‫”‪“Multaqa Nasional Bahasa Arab (MUNASBA) ke- 1‬‬

You might also like