Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫المبحث األول ‪ :‬في فضل صيام التطوع وأنواعه ‪.

‬‬
‫باب ‪ :‬فضل صوم التطوع ‪،‬‬
‫فصل ‪ :‬يحسن أن أبدأ بتعريف صيام التطوع ‪..‬‬
‫الصيام ‪ :‬لغة ‪ :‬مصدر صام وهو اإلمساك عن الكالم واألكل والشرب قال تعالى ‪ِ :‬إِّني‬
‫َنَذ ْر ُت ِللَّر ْح مِن َصْو ًم ا أي اإلمساك عن أي قول أو فعل ‪.‬‬
‫شرعًا ‪ :‬التعريف األول ‪ :‬هو إمساك بنية عن أشياء مخصوصة ‪ ،‬في زمن معين ‪ ،‬من‬
‫شخص مخصوص ‪.‬‬
‫التعريف الثاني ‪ :‬اإلمساك عن المفّطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس‬
‫بالنية‪.‬‬
‫التطوع لغة ‪ :‬من طوع والتطوع بالشيء التبرع به و َطَّو َعْت له نفسه فقتل أخيه رَّخصت‬
‫وسَّلت ‪.‬‬
‫اصطالحًا ‪ :‬فعل الطاعة مطلقًا ‪ ،‬وأطلقه الفقهاء على نوافل العبادات من صالة وصدقة‬
‫وحج ‪.‬‬
‫و الَّنْف ُل و الَّناِفَلُة ‪ :‬هي عطية التطوع ومنه َناِفَلُة الصالة ‪.‬‬
‫فصل ‪ :‬وفيه أن صوم التطوع فضل عظيم لما يحصل به من الثواب وتكفير السيئات‬
‫وترقيع الواجبات قال تعالى ‪ ( :‬فمن تطوع خيرًا فهو خير له ) أي ‪ :‬من زاد عن الواجب‬
‫بنوافل العبادات فهو أعظم ‪ ،‬ألن الخير اسم جامع لكل أمر نافع ‪.‬‬
‫وقال ‪َ( :‬و َم ا َتْف َعُلوْا ِم ْن َخ ْيٍر َيْع َلْم ُه الّلُه) (‪. )5‬‬
‫وقال ‪َ{ :‬فَم ن َيْع َمْل ِم ْثَق اَل َذَّر ٍة َخ ْيًر ا َيَر ُه}(‪.)6‬‬
‫وقال ‪َ{ :‬مْن َعِم َل َص اِلًح ا َفِلَنْف ِس ِه}(‪.)7‬‬
‫وقال ‪{ :‬ومن َعِم َل َص اِلًح ا ِّم ن َذَك ٍر َأْو ُأنَثى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفُأْو َلِئَك َيْد ُخ ُلوَن اْلَج َّنَة ُيْر َز ُقوَن‬
‫ِفيَه ا ِبَغْيِر ِح َس اٍب }(‪.)8‬‬
‫وقال تعالى في الحديث القدسي ‪ ( :‬وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) (‬
‫‪)9‬‬
‫قال اإلمام أحمد ‪ :‬الصيام أفضل ما تطوع به ألنه ال يدخله الرياء ‪ .‬في بلوغ المرام ‪.‬‬
‫نواع صوم النفل‬
‫‪‬‬ ‫صوم شهر شعبان‬
‫‪‬‬ ‫صوم شهر احملرم‬
‫‪‬‬ ‫صوم عاشوراء‬
‫‪‬‬ ‫صوم ست من شوال‬
‫‪‬‬ ‫صوم تسعة أيام من أول ذي احلجة‬
‫‪‬‬ ‫صوم يوم عرفة لغري احلاج‬
‫‪‬‬ ‫صوم اإلثنني واخلميس‬
‫‪‬‬ ‫صوم ثالثة أيام من كل شهر‬
‫المسألة األولى‪ :‬ما يسن صيامه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬ثالثة أيام من كل شهر ‪1-‬‬
‫‪‬‬ ‫من صام ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬يحصل له أجر صوم الدهر‪ ،‬وهو سنة الصيام ال تي ك ان يحاف ظ‬
‫‪.‬عليها النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬ويدل على ذلك‬
‫‪‬‬ ‫حديث عبدهللا بن عمرو رضي هللا عنه قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪(( :‬ص وم ‪1-‬‬
‫‪.‬ثالثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله))؛ [متفق عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫حديث عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا علي ه وس لم‪(( :‬ك ان يص وم من ك ل ش هر ‪2-‬‬
‫‪.‬ثالثة أيام‪ ،‬ولم يكن يبالي من أي الشهر يصوم))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أوصى النبي صلى هللا عليه وسلم بصيام ثالثة أيام من كل شهر أب ا هري رة رض ي هللا عن ه؛ ‪3-‬‬
‫كما في الصحيحين‪ ،‬وأبا الدرداء رضي هللا عنه كما في مسلم‪ ،‬وأبا ذر رض ي هللا عن ه؛ كم ا في‬
‫‪.‬النسائي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واألفضل أن يجعل هذا األيام الثالثة هي أي ام اللي الي ال بيض؛ وهي‪ :‬الي وم الث الث عش ر من •‬
‫‪.‬الشهر‪ ،‬والرابع عشر‪ ،‬والخامس عشر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على مشروعيتها‪ :‬حديث أبي ذر رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا علي ه وس لم ق ال ل ه‪:‬‬
‫((إذا صمت من الشهر ثالثة أيام‪ ،‬فُصْم ثالثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر))؛ [رواه الترمذي‬
‫وحسنه‪ ،‬ورواه أحم د‪ ،‬والنس ائي‪ ،‬وه ذا الح ديث م داره على موس ى بن طلح ة‪ ،‬وق د اخُت ل ف‬
‫‪.‬عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬فائدة‪ :‬سميت األيام البيض بهذا االسم؛ البيضاض لياليها بنور القمر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬اإلثنين والخميس ‪2-‬‬
‫‪‬‬ ‫أما صيام يوم اإلثنين‪ ،‬فثابت في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم‬
‫ُس ئل عن صوم يوم اإلثنين‪ ،‬فقال‪(( :‬ذاك يوم ُو ل دت في ه‪ ،‬وي وم ُب عثت في ه‪ ،‬أو ُأن زل علَّي في ه))‪،‬‬
‫فكأن النبي صلى هللا عليه وسلم بَّين أن صيام يوم اإلثنين مطلوب لما فيه من الفضائل‪ ،‬ول ذلك‬
‫‪.‬الدليل في صوم اإلثنين قوي جًّد ا‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وأم ا ص يام ي وم الخميس‪ ،‬فق د ج اء في ه أح اديث اختل ف فيه ا؛ من أش هرها م ا رواه أب و داود‬
‫والنسائي عن أسامة بن زيد رضي هللا عنه لما ُس ئل النبي ص لى هللا علي ه وس لم عن ي ومي‬
‫اإلثنين والخميس قال‪(( :‬هما يومان تعرض فيهم ا األعم ال على رب الع المين‪ ،‬وأحب أن يع رض‬
‫عملي وأنا صائم))‪ ،‬لكن جاءت شواهد عديدة لهذا الحديث؛ منه ا ح ديث أبي هري رة رض ي هللا‬
‫عنه عند الترمذي وابن ماج ه‪ ،‬وح ديث عائش ة رض ي هللا عنه ا عن د الترم ذي والنس ائي وابن‬
‫ماجه‪ ،‬وحديث حفصة رضي هللا عنه ا عن د أبي دواد والنس ائي‪ ،‬ومجم وع ه ذه األح اديث ي دل‬
‫‪.‬على االستحباب‪ ،‬واستحباب صيام اإلثنين والخميس محل اتفاق عند الفقهاء‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬ستة أيام من شوال ‪3-‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على استحبابها حديث أبي أيوب األنصاري رضي هللا عنه عند مسلم أن الن بي ص لى هللا‬
‫‪.‬عليه وسلم قال‪(( :‬من صام رمضان‪ ،‬ثم أتبعه سًّت ا من شوال كان كصيام الدهر))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قوله صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬من صام رمضان ثم أتبعه سًّت ا من شوال))‪ ،‬ظاهر الحديث أنه ال •‬
‫بد من إتمام صوم رمضان‪ ،‬وعليه‪ ،‬فمن كان عليه قضاء من رمضان‪ ،‬فيب دأ ب ه‪ ،‬ح تى ينتهي أي ام‬
‫القضاء‪ ،‬ليصدق عليه أنه صام رمضان كاماًل ‪ ،‬ثم يتبعه بست من شوال كم ا ه و ظ اهر الح ديث‪،‬‬
‫وعلى هذا فالمرأة إذا أفط رت أياًم ا من رمض ان بس بب حيض ها‪ ،‬فإنه ا تب دأ بالقض اء‪ ،‬ثم تتبعه ا‬
‫‪.‬بصيام ست من شوال‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وعلى هذا القيد يرد إشكااًل ‪ ،‬وهو معنى هذا أن عائشة رضي هللا عنها لم تكن تصوم ستة أي ام‬
‫من شوال دائًم ا؛ ألنها تقول‪(( :‬كان يكون على الصوم من رمضان فما أس تطيع أن أقض يه إال في‬
‫‪.‬شعبان))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والجواب على هذا نقول‪ :‬يحتمل أن عائشة رضي هللا عنه ا نقلت في ح ديث القض اء عن حاله ا‬
‫في سنة من السنوات‪ ،‬أو سنتين‪ ،‬ولم تستطع وقتها أن تصوم من شوال‪ ،‬وليس معنى هذا أن‬
‫ديدنها في القضاء كل سنة‪ ،‬ويحتمل أنها نقلت عن حالها في القضاء قبل مشروعية صيام ستة‬
‫‪.‬أيام من شوال‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال ش يخنا ابن ع ثيمين (في الممت ع ‪" :)466 /6‬ثم إن الس نة أن يص ومها بع د انته اء قض اء •‬
‫رمضان ال قبله‪ ،‬فلو كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القض اء‪ ،‬فإن ه ال يحص ل على ثوابه ا‪ ،‬ألن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪(( :‬من صام رمضان))‪ ،‬ومن بقي عليه شيء منه فإن ه ال يص ح‬
‫‪".‬أن يقال إنه صام رمضان‪ ،‬بل صام بعضه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يجوز صيام هذه األيام الستة في أي أيام شوال سواء كانت متتابعة أو متفرق ة‪ ،‬ويس تحب أن •‬
‫‪.‬تصام بعد يوم العيد مباشرة؛ ِلما في ذلك من المسارعة إلى الخيرات‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬شهر هللا المحرم ‪4-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬اإلكثار من صيام شهر هللا المحرم مستحب‪ ،‬وصومه أفضل الصيام بعد رمضان‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم ق ال‪(( :‬أفض ل‬
‫‪.‬الصيام بعد رمضان شهر هللا المحرم))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬وهذا الشهر آكد األيام فيه صوًم ا اليوم العاشر (عاشوراء)‪ ،‬ثم التاسع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬عاشوراء ‪5-‬‬
‫‪‬‬ ‫وه و الي وم العاش ر من ش هر هللا المح رم‪ ،‬وك ان ص يامه واجًب ا أول اإلس الم ثم نس خ وبقي‬
‫استحبابه فيسن صيامه؛ ((ألنه يوم نجى هللا فيه موسى علي ه الس الم وقوم ه وأهل ك فرع ون‬
‫‪.‬وقومه))؛ كما جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى‪ ،‬وثوابه أنه يكفر السنة التي قبله‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي قت ادة رض ي هللا عن ه أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم ُس ئل عن‬
‫‪.‬صوم يوم عاشوراء؟ فقال‪(( :‬أحتسب على هللا أن يكفر السنة التي قبله))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال ابن القيم في زاد المعاد ‪" :66 /2‬وأما صيام يوم عاش وراء فإن ه ك ان يتح رى ص ومه على •‬
‫سائر األيام‪ ،‬ولما قدم المدينة وجد اليهود تصومه وتعظمه‪ ،‬فقال‪(( :‬نحن أحق بموس ى منكم))‪،‬‬
‫فصامه وأمر بصيامه‪ ،‬وذلك قبل فرض رمض ان‪ ،‬فلم ا ف رض رمض ان ق ال‪(( :‬من ش اء ص امه‪ ،‬ومن‬
‫‪.‬شاء تركه))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬يستحب صيام اليوم التاسع مع العاشر •‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث ابن عباس رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وس لم ق ال‪(( :‬لئن‬
‫‪.‬بقيت إلى قابل ألصومَّن التاسع والعاشر))؛ [رواه مسلم]‪ ،‬و(قابل)؛ أي‪ :‬إلى عام قابل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وال يكره إفراد اليوم العاشر بالصيام خالًف ا للمذهب‪ ،‬وبإفراده ينال الثواب المترتب على صيامه؛ •‬
‫‪.‬لثبوت النص به‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال شيخ اإلسالم في االختيارات (ص‪" :)110 :‬وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة‪ ،‬وال يكره إف راده‬
‫‪".‬بالصوم‪ ،‬ومقتضى كالم أحمد أنه يكره‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فائدة‪ :‬حديث ابن عب اس رض ي هللا عنهم ا مرفوًع ا‪(( :‬خ الفوا اليه ود ص وموا يوًم ا قبل ه أو يوًم ا‬
‫بعده))؛ [رواه أحمد وابن خزيمة]‪ ،‬وعند البيهقي‪(( :‬يوًم ا بعده ويوًم ا قبله))؛ [وهو ح ديث ض عيف‬
‫‪.‬في سنده ابن أبي ليلى‪ ،‬وهو سيئ الحفظ]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ورواه عبدالرزاق والبيهقي موقوًف ا بس ند ص حيح عن ابن عب اس بلف ظ‪(( :‬ص وموا الي وم التاس ع‬
‫‪.‬والعاشر‪ ،‬وخالفوا اليهود))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬تسع ذي الحجة ‪6-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬والمقصود بها من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى اليوم التاسع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على استحبابها‪ :‬حديث ابن عباس رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وس لم ق ال‪:‬‬
‫((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى هللا من هذه األيام – يعني‪ :‬العشر – قالوا‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وال الجهاد في سبيل هللا؟ ق ال‪ :‬وال الجه اد في س بيل هللا‪ ،‬إال رج ل‬
‫‪.‬خرج بنفسه وماله‪ ،‬فلم يرجع من ذلك بشيء))؛ [رواه البخاري]‪ ،‬والصوم من العمل الصالح‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫هل هناك حديث ينص على تخصيص هذه األيام بالصيام؟‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬هناك حديثان متعارضان •‬
‫‪‬‬ ‫جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي هللا عنها أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم لم يكن ‪1-‬‬
‫‪.‬يصوم هذه األيام التسع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫جاء عند أحمد والنسائي عن حفصة رضي هللا عنها‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يكن ‪2-‬‬
‫‪.‬يدع صيام هذه األيام التسع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال اإلمام أحمد‪" :‬إن المثبت مقدم على النافي"‪ ،‬فحديث إثبات الصيام مق دم على نفي ص يام‬
‫‪.‬تلك األيام‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم‪" :‬تعارضا فتساقطا فيرجع إلى الحديث العام‪(( :‬ما من أي ام العم ل الص الح‬
‫‪".‬فيها أحب إلى هللا من هذه األيام العشر))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أجاب العلماء ‪ -‬ومنهم النووي ‪ -‬عن حديث عائشة رضي هللا عنها في عدم صوم الن بي ص لى •‬
‫‪:‬هللا عليه وسلم األيام التسع من ذي الحجة بأجوبة؛ منها‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يكن يصوم لعارض مَّر به منعه من الص يام كس فر أو م رض‬
‫‪.‬وغيرهما‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ -‬أن كون عائشة رضي هللا عنها نفت صيام النبي ص لى هللا علي ه وس لم له ذه ال يع ني أن ه‬
‫كان ال يصومها‪ ،‬وعائشة هنا حدثت بما رأت‪ ،‬فهي لم تره صائًم ا فيها‪ ،‬وال يعني هذا أن ه لم يكن‬
‫‪.‬يصومها‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى ‪" :287 /25‬أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر •‬
‫‪".‬من رمضان‪ ،‬وليالي العشر األواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فائدة‪ :‬قوله تع الى‪َ ﴿ :‬ي ْذ ُك ُر وا اْس َم الَّل ِه ِفي َأَّي اٍم َمْع ُلوَم اٍت ﴾ [الحج‪ :]28 :‬هي أي ام عش ر ذي‬
‫‪.‬الحجة عند أكثر المفسرين؛ [انظر تفسير الطبري‪]138 /9 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬يوم عرفة لغير الحاج ‪7-‬‬
‫‪‬‬ ‫ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحج ة‪ ،‬وه و آك د أي ام تس ع ذي الحج ة‪ ،‬وثواب ه أن ه يكف ر‬
‫‪.‬سنتين‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي قت ادة رض ي هللا عن ه أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم ُس ئل عن‬
‫صوم يوم عرفة فقال‪(( :‬أحتسب على هللا أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بع ده))؛ [رواه‬
‫‪.‬مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ما المراد بالتكفير في حديث أبي قتادة في يوم عاشوراء أو يوم عرفة؟‬
‫‪‬‬ ‫قال النووي‪" :‬المراد الصغائر لآلية؛ وهي قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إْن َتْج َتِنُب وا َك َب اِئَر َم ا ُتْنَه ْو َن َع ْن ُه ُنَك ِّف ْر •‬
‫َع ْن ُك ْم َس ِّيَئاِتُك ْم ﴾ [النساء‪ ،]31 :‬فإن لم تكن‪ُ ،‬ر جي التخفيف من الكبائر‪ ،‬ف إن لم تكن‪ُ ،‬ر فعت ل ه‬
‫‪.‬به الدرجات"؛ [شرح للنووي‪]51 /8 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الحاج ال يسن ل ه ص يام ي وم عرف ة‪ ،‬ب ل الس نة في حق ه أن يفط ر ذل ك الي وم؛ ِلم ا ثبت في •‬
‫الصحيحين من حديث أم الفضل بنت الحارث رضي هللا عنها‪(( :‬أنها بعثت للنبي ص لى هللا علي ه‬
‫وسلم لبًن ا في ذلك اليوم وهو حاج فشربه))‪ ،‬ولما في الفط ر من التق ِّوي على العب ادة وال دعاء‬
‫‪.‬في حق الحاج‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال ابن القيم في الهدي ‪" :77 /2‬وك ان من هدي ه ص لى هللا علي ه وس لم إفط ار ي وم عرف ة •‬
‫‪".‬بعرفة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪".‬قال في اإلفصاح ‪" :253 /1‬واتفقوا على أن صوم يوم عرفة مستحب لمن لم يكن بعرفة •‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬صوم يوم وإفطار يوم ‪8-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬وهذا أفضل الصيام وهو صيام داود عليه السالم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬ح ديث عبدهللا بن عم رو الع اص رض ي هللا عنهم ا‪(( :‬أن رس ول هللا ص لى هللا‬
‫عليه وسلم بلغه أن عبدهللا بن عمرو يسرد الصوم؛ فيصوم كل يوم‪ ،‬ويقوم الليل‪ ،‬فقال له الن بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فصم وأفطر‪ ،‬إلى أن ق ال ل ه الن بي ص لى هللا علي ه وس لم‪ :‬ص م يوًم ا‪،‬‬
‫وأفطر يوًم ا‪ ،‬وذلك صيام داود عليه السالم‪ ،‬وهو أعدل الصيام‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فإني أطي ق أفض ل من‬
‫‪.‬ذلك‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال أفضل من ذلك))؛ [رواه البخاري ومسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فبين النبي صلى هللا عليه وسلم أن هذا أفضل الصيام‪ ،‬فيك ون ه ذا أفض ل ممن يس رد الص وم‬
‫‪.‬فيصوم كل يوم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ولكن هذا الصوم مشروط بما إذا لم يضيع واجًبا أوجبه هللا علي ه؛ كالص الة‪ ،‬والعم ل ال ذي في ه •‬
‫نفقة أهله‪ ،‬وإعاشتهم‪ ،‬فإن ضيع م ا أوجب هللا علي ه‪ ،‬ك ان ص ومه منهًّي ا عن ه‪ ،‬ألن ه ال يمكن أن‬
‫‪ُ.‬تضاع فريضة من أجل نافلة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى ‪" :272 /25‬فمتى كانت العبادة توجب له ض رًرا يمنع ه •‬
‫عن فعل واجب أنفع له منها‪ ،‬كانت محرمة مثل أن يصوم ص وًم ا يض عفه عن الكس ب ال واجب أو‬
‫‪...".‬يمنعه عن العقل أو الفهم الواجب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فائدة‪ :‬صوم التطوع للمرأة ال بد أن تستأذن فيه زوجها‪ ،‬وأما الفرض ال يستأذن فيه زوج‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬وال غيره‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي هري رة رض ي هللا عن ه أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم ق ال‪(( :‬ال‬
‫‪.‬تصوم المرأة وبعلها شاهد إال بإذنه))؛ [متفق عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬صوم شهر شعبان ‪9-‬‬
‫‪‬‬ ‫والمقصود اإلكثار من الصوم في شهر شعبان؛ فقد كان الن بي ص لى هللا علي ه وس لم يك ثر من‬
‫‪.‬الصوم فيه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬كان رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‬
‫يصوم حتى نقول‪ :‬ال يفطر‪ ،‬ويفط ر ح تى نق ول‪ :‬ال يص وم‪ ،‬وم ا رأيت رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬
‫‪.‬وسلم استكمل صيام شهر إال رمضان‪ ،‬وما رأيته أكثر صياًم ا منه في شعبان))؛ [متفق عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وعن أسامة بن زيد رضي هللا عنهما قال‪(( :‬قلت‪ :‬يا رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،‬لم أرك‬
‫تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك شهر تغف ل الن اس عن ه‪ ،‬بين رجب‬
‫ورمضان‪ ،‬وهو شهر ترفع فيه األعمال إلى رب العالمين‪ ،‬وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))؛ [رواه‬
‫‪.‬النسائي‪ ،‬وصححه األلباني]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬اختلف أهل العلم في أسباب كثرة صيامه صلى هللا عليه وسلم في شعبان على عدة أقوال‬
‫‪‬‬ ‫قيل‪ :‬إنه كان يشتغل عن صوم الثالثة أيام من كل شهر لسفر أو غ يره‪ ،‬فتجتم ع‪ ،‬فيقض يها في‬
‫‪.‬شعبان‪ ،‬وكان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا عمل بنافلة أثبتها‪ ،‬وإذا فاتته قضاها‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقيل‪ :‬إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان‪ ،‬فك ان يص وم ل ذلك؛ كم ا ورد عن‬
‫عائشة رضي هللا عنها أنها تؤخر قض اء رمض ان إلى ش عبان؛ لش غلها م ع رس ول هللا ص لى هللا‬
‫‪.‬عليه وسلم عن الصوم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقيل‪ :‬ألن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان‪ ،‬لئال يدخل في صوم رمض ان على مش قة‬
‫‪.‬وكلفة‪ ،‬بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقيل‪ :‬ألنه شهر يغفل الناس عنه؛ لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه‪(( :‬ذل ك ش هر يغف ل‬
‫‪.‬الناس عنه بين رجب ورمضان))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال ابن رجب الحنبلي رحمه هللا‪" :‬صيام شعبان أفضل من صيام األشهر الحرم‪ ،‬وأفض ل التط وع‬
‫ما كان قريًب ا من رمضان قبله وبعده‪ ،‬وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض‬
‫قبلها وبعدها‪ ،‬وهي تكملة لنقص الفرائض‪ ،‬وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده‪ ،‬فكم ا أن الس نن‬
‫الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصالة‪ ،‬فكذلك يكون صيام م ا قب ل رمض ان وبع ده أفض ل من‬
‫‪.‬صيام ما بعد عنه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مسألة‪ :‬اختلف أيهما أفضل في صوم التطوع شهر هللا المحرم أو شعبان؟‬
‫‪‬‬ ‫فقيل‪ :‬شهر هللا المحرم؛ لحديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم ق ال‪:‬‬
‫‪((.‬أفضل الصيام بعد رمضان شهر هللا المحرم))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقيل‪ :‬شهر شعبان إلكثار النبي صلى هللا عليه وسلم من الصوم فيه؛ كم ا في ح ديث عائش ة‬
‫‪.‬المتفق عليه‪ ،‬وقد سبق‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واألظهر وهللا أعلم‪ :‬القول األول‪ ،‬وأن يقال كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬أفضل الص يام‬
‫‪.‬بعد رمضان شهر هللا المحرم))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وهو نص وصريح في هذه المسألة م ع س نية اإلكث ار من الص وم في ش عبان‪ ،‬وقول ه ص لى هللا‬
‫‪.‬عليه وسلم مقدم على فعله‪ ،‬كما هو معروف من القواعد األصولية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فإن قيل‪ :‬لماذا أكثر النبي صلى هللا عليه وسلم من الصيام في شعبان دون المحرم؟‬
‫‪‬‬ ‫فالجواب‪ :‬م ا قال ه الن ووي‪" :‬أفض ل الص يام بع د رمض ان ش هر هللا المح رم"‪ ،‬تص ريح بأن ه أفض ل‬
‫الشهور للصوم‪ ،‬وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى هللا عليه وسلم من ص وم ش عبان دون‬
‫المحرم‪ ،‬وذكرنا فيه جوابين‪" :‬أحدهما‪ :‬لعله إنما علم فضله في آخر حيات ه‪ ،‬والث اني‪ :‬لعل ه ك ان‬
‫‪.‬يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرها"؛ [انظر‪ :‬شرح مسلم المجلد (‪ ،)8‬حديث (‪])1163‬‬
‫‪‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬ما نهي عن صيامه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬إفراد رجب بالصيام ‪1-‬‬
‫‪‬‬ ‫يكره إفراد رجب بالصيام؛ ألن فيه إحياء لشعار الجاهلية؛ فقد كان العرب يعظمون ه في الجاهلي ة‬
‫وال يستحلون فيه القتال‪ ،‬ويقال‪ :‬رجب مضر؛ ألن مض ر ك انوا أش د الن اس تعظيًم ا ل ه‪ ،‬وأم ا في‬
‫الُّس نة فلم يرد تعظيًم ا له‪ ،‬لكن إن أفطر بعض رجب أو ص ام م ع رجب ش هر آخ ر‪ ،‬زالت الكراه ة‬
‫‪.‬لزوال تخصيصه وتعظيمه‪ ،‬ولعدم مشابهته برمضان‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وورد عن عمر بن الخطاب أنه ك ان يض رب أي دي الن اس‪ ،‬ليض عوا أي ديهم في الطع ام في رجب‪،‬‬
‫‪.‬ويقول‪ :‬ال تشبهوه برمضان‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزاًنا للماء‪ ،‬واستعدوا للصوم‪ ،‬فقال‪ :‬ما ه ذا؟ فق الوا‪ :‬رجب‪،‬‬
‫‪.‬فقال‪ :‬أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال شيخ اإلسالم في مجموع الفت اوى ‪" :290 /25‬وأم ا ص وم رجب بخصوص ه‪ ،‬فأحاديث ه كله ا‬
‫‪".‬ضعيفة بل موضوعة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬إفراد الجمعة ‪2-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬يكره صيام الجمعة مفرًد ا‪ ،‬إال أن يصام قبله يوم‪ ،‬أو بعده يوم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي هريرة رضي هللا عن ه ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪(( :‬ال‬
‫‪.‬تصوموا يوم الجمعة إال وقبله يوم أو بعده يوم))؛ [متفق عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فإن صام يوًم ا قبل الجمعة أو يوًم ا بعده‪ ،‬أو واف ق ص ومه ص ياًم ا معت اًد ا ك ان يص ومه‪ ،‬ب أن ك ان •‬
‫يصوم يوًم ا ويفطر يوًم ا‪ ،‬ووافق ذل ك الجمع ة‪ ،‬أو ك ان لص يامه س بب كالقض اء‪ ،‬أو واف ق عرف ة أو‬
‫عاشوراء وما أشبهه‪ ،‬فإن الكراهة تزول • وهللا أعلم – ألنه لم يخص الجمعة ب ذلك‪ ،‬وإنم ا وافقت‬
‫‪.‬سبًبا عنده‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬ال تخصوا ليلة •‬
‫الجمعة بقيام من بين اللي الي‪ ،‬وال تخص وا ي وم الجمع ة بص يام من بين األي ام‪ ،‬إال أن يك ون في‬
‫‪.‬صوم يصومه أحدكم))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬فال يشرع تخصيص يوم الجمعة بالصيام؛ ألن هذا يؤدي إلى الغلو فيه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬إًذ ا النهي عن صيام يوم الجمعة ينتفي بأحد أمرين‬
‫‪‬‬ ‫األول‪ :‬إذا جمع مع يوم الجمعة يوًم ا قبله أو بعده؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬ال تص وموا ي وم‬
‫الجمعة إال وقبله يوم أو بعده يوم))‪ ،‬فإذا صام مع الجمعة يوم الخميس أو السبت‪ ،‬فصيامه جائز‪،‬‬
‫‪.‬وال نهي فيه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الثاني‪ :‬أن يوافق يوم الجمعة صياًم ا معتاًد ا عنده؛ لقول ه ص لى هللا علي ه وس لم‪(( :‬إال أن يك ون‬
‫‪.‬في صوم يصومه أحدكم))‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قوله‪(( :‬إال أن يكون في صوم يصومه أحدكم)) دليل على أن النهي للكراهة ال للتحريم؛ إذ إن ه •‬
‫‪.‬لو كان للتحريم لما استثنى‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال النووي‪" :‬الحكمة في كراهة صومه أنه يوم دعاء‪ ،‬وذكر وعبادة‪ ،‬فاستحب الفطر فيه ليكون •‬
‫أعون عليها‪ ،‬وألنه عيد األسبوع الذي هدى هللا إليه هذه األمة‪ ،‬حينم ا أض ل عن ه اليه ود ال ذين‬
‫‪".‬عظموا السبت‪ ،‬وأضل عنه النصارى الذين عظموا يوم األحد‪ ،‬فالحمد هلل على نعمته وهدايته‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬إفراد السبت ‪3-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬قال بعض أهل العلم‪ :‬يكره إفراد السبت بالصوم وهو قول المذهب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واستدلوا‪ :‬بحديث الصماء بنت بسر رضي هللا عنه ا أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم ق ال‪(( :‬ال‬
‫تصوموا يوم الس بت إال فيم ا اف ترض عليكم‪ ،‬ف إن لم يج د أح دكم إال ع ود عنب أو لح اء ش جرة‬
‫‪.‬فليمضغه))؛ [والحديث رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والقول الثاني‪ :‬أنه ال يكره صومه سواء صامه مفرًد ا أو صام مع ه يوًم ا‪ ،‬وه ذا الق ول ه و األظه ر‪،‬‬
‫وهللا أعلم‪ ،‬وه و اختي ار ش يخ اإلس الم ابن تيمي ة‪ ،‬وأم ا ح ديث الص ماء‪ ،‬فض عفه أه ل العلم؛‬
‫لسببين‪ :‬أوالهما‪ :‬لنكارة متنه؛ حيث إنه خالف أحاديث صحيحة كالحديث السابق في صيام يوم‬
‫الجمعة؛ فإن النبي ص لى هللا علي ه وس لم نهى أن يخص بالص يام‪ ،‬وت زول الخصوص ية ل و ص ام‬
‫اليوم الذي بعده‪ ،‬والذي بعده هو يوم السبت‪ ،‬ومخالف أيًض ا لح ديث جويري ة بنت الح ارث رض ي‬
‫هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة‪ ،‬فق ال‪(( :‬أص مِت‬
‫أمس‪ ،‬ق الت‪ :‬ال‪ ،‬ق ال أتري دين أن تص ومي غ ًد ا؟ ق الت‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أفطري))؛ [والح ديث رواه‬
‫البخاري]‪ ،‬فهذا الحديث في صوم التطوع بدليل أن النبي صلى هللا عليه وسلم أمرها أن تفط ر‪،‬‬
‫ولو كان ص وم ف رض‪ ،‬لم ا أمره ا أن تفط ر وتقط ع ص يامها‪ ،‬وأمره ا إن ك انت تجم ع م ع ص يامها‬
‫السبت‪ ،‬فال حرج‪ ،‬وه ذا يع ارض ح ديث الص ماء في النهي عن ص يام الس بت‪ ،‬فه ذان ح ديثان‬
‫‪.‬كالهما يدالن على جواز صيام يوم السبت‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والسبب الثاني‪ :‬االضطراب في سنده‪ ،‬فقد اضطرب الرواة فيه فت ارة يروي ه عبدهللا بن بس ر عن‬
‫أخته الصماء‪ ،‬وتارة يرويه عن النبي صلى هللا عليه وسلم كما عند النسائي وابن ماجه وأحم د‪،‬‬
‫وتارة عن أمه كما في الفوائد للرازي‪ ،‬وتارة عن عمته كما عند ابن خزيمة والنس ائي‪ ،‬وت ارة عن‬
‫خالته الصماء كما عند النس ائي أيًض ا‪ ،‬وممن ض عفه له ذين الس ببين جم ٌع من الحف اظ؛ منهم‬
‫اإلم ام أحم د‪ ،‬ومال ك‪ ،‬والنس ائي‪ ،‬ويح يى بن س عيد‪ ،‬والطح اوي‪ ،‬والزه ري‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬وابن‬
‫‪.‬القيم‪ ،‬وابن حجر‪ ،‬وأعله شيخ اإلسالم ابن تيمية بالشذوذ أو النسخ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬يوم الشك ‪4-‬‬
‫‪‬‬ ‫يوم الشك‪ :‬هو ليلة الثالثين من شعبان إذا كان في السماء م ا يمن ع رؤي ة الهالل كغيم أو ق تر؛‬
‫‪.‬أي‪ :‬غبار‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والقول الراجح وهللا أعلم‪ :‬أن صيامه محرم (وقد سبقت مباحثه في باب وقت صوم رمضان ورؤي ة‬
‫‪.‬هالله)‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬يوم العيدين ‪5-‬‬
‫‪‬‬ ‫يحرم صوم يومي العيد‪ :‬الفطر واألضحى‪ ،‬بإجماع أه ل العلم؛ [انظ ر م راتب اإلجم اع‪ :‬البن ح زم‬
‫‪).‬ص‪40 :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث أبي سعيد رضي هللا عنه‪(( :‬أن رسول هللا ص لى هللا علي ه وس لم نهى‬
‫‪.‬عن صوم يومين‪ ،‬يوم الفطر ويوم النحر))؛ [متفق عليه]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال في اإلفصاح ‪" :248 /1‬وأجمعوا على أن ي وم العي دين ح رام ص ومهما‪ ،‬وأنهم ا ال يجزي ان إن‬
‫صامهما ال عن فرض وال نذر‪ ،‬وال قضاء وال كفارة وال تطوع‪ ،‬إال أبا حنيفة‪ ،‬فإن ه ق ال‪ :‬إن ن ذر ص وم‬
‫‪".‬يوم العيد‪ ،‬فاألولى أن يفطره ويصوم غيره‪ ،‬فإن لم يفعل وصامه أجزأه عن النذر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬أيام التشريق ‪6-‬‬
‫‪‬‬ ‫أيام التشريق‪ :‬هي ثالثة أيام تلي عيد النحر؛ سميت بذلك‪ ،‬قيل‪ :‬من تشريق لح وم األض احي؛‬
‫‪.‬أي‪ :‬نشرها وبسطها لتجف‪ ،‬وقيل‪ :‬ألن الهْد َي والضحايا ال ُتنحر حتى تشرق الشمس‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬يحرم صوم أيام التشريق •‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬حديث نبيشة اله ذلي رض ي هللا عن ه أن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم ق ال‪:‬‬
‫‪((.‬أيام التشريق أيام أكل وشرب))؛ [رواه مسلم]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من حج قارًنا أو متمتًعا ولم يجد الهدي‪ ،‬فإنه يصوم ثالثة في الحج‪ ،‬وس بعة إذا رج ع إلى أهل ه‪،‬‬
‫فيجوز لمن عدم الهدي وكان قارًنا أو متمتًعا أن يصوم أيام التش ريق‪ ،‬وه ذا ق ول الم ذهب‪ ،‬وه و‬
‫‪.‬القول الراجح‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويدل على ذلك‪ :‬ح ديث عائش ة وابن عم ر رض ي هللا عنهم ا أنهم ا ق اال‪(( :‬لم ي رخص في أي ام‬
‫‪.‬التشريق أن يصمن إال لمن لم يجد الهدي))؛ [رواه البخاري]‬
‫‪‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬من دخل في فرض موسع حرم عليه قطعه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬مثاله‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ -‬في الصالة‪ :‬لما أذن لصالة الظهر قام يصلي الظهر‪ ،‬ثم أراد أن يقطع الصالة‪ ،‬ويصلي فيما بعد‪،‬‬
‫‪.‬فال يحل له ذلك‪ ،‬مع أن الوقت موسع إلى العصر؛ ألن صالة الظهر واجب قد شرع فيه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويستثنى من ذلك ما إذا كان لضرورة‪ ،‬أو لي أتي بم ا ه و أكم ل من ه‪ ،‬كمن فاتت ه ص الة الظه ر •‬
‫‪.‬وصلى وحده‪ ،‬ثم دخلت جماعة‪ ،‬فقطع صالته ليدخل معهم؛ فيدرك الجماعة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬ب‪ -‬في الصيام‬
‫‪‬‬ ‫سبق أن قضاء رمضان على التراخي؛ وي دل علي ه ح ديث عائش ة وفعله ا م ع الن بي ص لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬إًذ ا قضاء رمضان فرض موسع‪ ،‬فمن شرع فيه‪ ،‬فال يحل له قطعه إال بعذر‪ ،‬فل و ن وى‬
‫أن يصوم يوًم ا من األيام قضاًء لما أفطره في رمضان‪ ،‬فإذا شرع في صيامه‪ ،‬فال يحل له قطع ه إال‬
‫‪.‬بعذر‬
‫‪‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬من دخل في صوم نفل يجوز له قطعه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬وهذا هو قول المذهب‪ ،‬وهو الراجح‪ ،‬وهللا أعلم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬ويدل على ذلك‬
‫‪‬‬ ‫حديث عائشة رضي هللا عنها أنها قالت‪(( :‬يا رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪ُ ،‬أه دي لن ا ‪1-‬‬
‫حيس فقال‪ :‬أرنيه‪ ،‬فلقد أصبحت صائًم ا‪ ،‬فأكل))؛ [رواه مسلم]‪ ،‬والحيس‪ :‬هو الطعام المتخذ من‬
‫‪.‬التمر واألقط والسمن؛ [النهاية في غريب الحديث ‪]467 /1‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫حديث أبي جحيفة رضي هللا عنه وفيه‪(( :‬قال أب و ال درداء لس لمان‪ :‬ك ل ف إني ص ائم‪ ،‬فق ال ‪2-‬‬
‫سلمان‪ :‬ما أنا بآكل‪ ،‬حتى تأكل فأكل‪ ...‬فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم فذكر ل ه ذل ك‪ ،‬فق ال‬
‫‪.‬النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬صدق سلمان))؛ [رواه البخاري]‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬دل هذا على أن من دخل في نفل يجوز له قطعه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬من صام نفاًل ثم قطعه ال يلزمه أن يقضيه •‬
‫‪‬‬ ‫مثاله‪ :‬رجل نوى أن يصوم يوم اإلث نين فأص بح ص ائًم ا‪ ،‬ثم قط ع ص يامه ف أفطر‪ ،‬فإن ه ال يلزم ه أن‬
‫يقضى صيام يوم اإلثنين؛ ألنه صيام نفل‪ ،‬وهكذا كل نفل‪ ،‬ألنه لو لزم ه أن يقض يه للزم ه إتمام ه‬
‫وعدم قطعه‪ ،‬وهذا هو قول المذهب‪ ،‬وه و ال راجح‪ ،‬وهللا أعلم‪ ،‬ويس تثنى من ذل ك م ا إذا ش رع‬
‫في حج أو عمرة تطوع‪ ،‬فإنه يجب إتمامها إذا شرع فيهما‪ ،‬ول و أفس دهما‪ ،‬ل وجب قض اؤهما بال‬
‫‪.‬خالف بين أهل العلم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬ويدل على ذلك‪ :‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وَأِتُّموا اْلَحَّج َواْلُعْمَرَة ِلَّلِه ﴾ [البقرة‪]196 :‬‬
‫‪‬‬

‫‪.‬م الجمعة بالصيام‪ ،‬وكذلك صيام يوم الشك يوم ‪ 30‬شعبان اليوم الذي قبل رمضان‬

‫األيام المنهي عن الصيام فيها‬


‫أوال‪ :‬صيام يوم العيد عيد الفط‪Z‬ر وعي‪Z‬د األض‪Z‬حى‪ ،‬واس‪Z‬تدل جمه‪Z‬ور العلم‪Z‬اء على ذل‪Z‬ك بم‪Z‬ا‬
‫ِه‬ ‫ِهلل‬ ‫ِض‬
‫ورد َعْن َأِبي ُه َر ْيَر َة ‪َ-‬ر َي اُهلل َعْن ُه‪َ« :-‬أَّن َرُس وَل ا ‪َ-‬ص َّلى اُهلل َعَلْي َو َس َّلَم ‪َ -‬نَه ى َعْن‬
‫‪ِ.‬ص َياِم َيْو َم ْيِن ‪َ :‬يْو ِم اَأْلْض َح ى‪َ ،‬و َيْو ِم اْلِف ْطِر » أخرجه مسلم في صحيحه‬

‫ثانًيا‪ :‬الصيام في أيام التشريق‬


‫أي‪ZZ‬ام التش‪ZZ‬ريق وهي الح‪ZZ‬ادي عش‪ZZ‬ر والث‪ZZ‬اني عش‪ZZ‬ر والث‪ZZ‬الث عش‪ZZ‬ر من ش‪ZZ‬هر ذي الحج‪ZZ‬ة‪ ،‬ورد‬
‫عن رسول اهلل –صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أنه أوص‪ZZ‬انا بثالث‪ZZ‬ة أم‪ZZ‬ور في أي‪ZZ‬ام التش‪ZZ‬ريق المبارك‪ZZ‬ة‬
‫التي يؤدي فيها الحجاج مناسك الحج‪ ،‬ويحرم صيام أيام التشريق وهي األي‪Z‬ام الثالث‪Z‬ة بع‪Z‬د‬
‫ي‪ZZ‬وم عي‪ZZ‬د األض‪ZZ‬حى «الح‪ZZ‬ادي عش‪ZZ‬ر‪ ،‬والث‪ZZ‬اني عش‪ZZ‬ر‪ ،‬والث‪ZZ‬الث عش‪ZZ‬ر من ش‪ZZ‬هر ذي الحج‪ZZ‬ة»‬
‫لقول‪ZZ‬ه ص‪ZZ‬لى اهلل علي‪ZZ‬ه وس‪ZZ‬لم‪« :‬أي‪ZZ‬ام التش‪ZZ‬ريق أي‪ZZ‬ام أك‪ZZ‬ل وش‪ZZ‬رب وذك‪ZZ‬ر هلل» رواه مس‪ZZ‬لم (‬
‫‪)1141.‬‬

‫وقال الخطيب الشربيني في كتاب "مغني المحتاج إلى معرف‪Z‬ة مع‪Z‬اني ألف‪Z‬اظ المنه‪Z‬اج" (‪/2‬‬
‫‪([ :)163‬وال يصح صوم العيد) أي الفطر واألضحى ول‪Z‬و عن واجب للنهي عن‪Z‬ه في خبر‬
‫الص‪ZZ‬حيحين ولإلجم‪ZZ‬اع‪ ،‬ول‪ZZ‬و ن‪ZZ‬ذر ص‪ZZ‬ومه لم ينعق‪ZZ‬د ن‪ZZ‬ذره (وك‪ZZ‬ذا التش‪ZZ‬ريق) أي أيام‪ZZ‬ه‪ ،‬وهي‬
‫‪».‬ثالثة بعد األضحى ال يصح صومها (في الجديد) ولو لمتمتع للنهي عن صيامها‬

‫اقرأ أيًض ا‪ :‬صيام أيام التشريق ‪ ..‬شخص واحد يجوز له الصوم‬

‫صيام أيام التشريق للحج‪Z‬اج ثبت عن الن‪Z‬بي ‪-‬ص‪Z‬لى اهلل علي‪Z‬ه وس‪Z‬لم‪ -‬النهي عن ص‪Z‬وم أي‪Z‬ام‬
‫التش‪ZZ‬ريق‪ ،‬ولم ي‪ZZ‬رخص في ص‪ZZ‬ومها إال للح‪ZZ‬اج المتمت‪ZZ‬ع أو الق‪ZZ‬ارن ‪-‬ي‪ZZ‬ؤدي عم‪ZZ‬رة وحًج ا‪-‬‬
‫الذي لم يجد ذبح الهدي‪ ،‬وروى أحمد (‪َ )16081‬عْن َحْم َز َة ْبِن َعْم ٍر و اَألْس َلِم ِّي رض‪ZZ‬ي‬
‫ِه َّل‬ ‫ِب َّلِه َّل َّل‬ ‫ِبِم‬
‫اهلل عنه َأَّنُه َر َأى َرُج ال َعَلى َج َم ٍل َيْتَبُع ِر َح اَل الَّناِس ًنى‪َ ،‬و َن ُّي ال َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم‬
‫َش اِه ٌد ‪َ ،‬و الَّر ُج ُل َيُق وُل ‪« :‬ال َتُص وُموا َه ِذِه اَألَّياَم َفِإ َّنَه ا َأَّياُم َأْك ٍل َو ُش ْر ٍب » وروى أحم‪ZZ‬د (‬
‫‪ )17314‬وأب ‪ZZ‬و داود (‪َ )2418‬عْن َأِبي ُم َّرَة َم ْو َلى ُأِّم َه اِنٍئ َأَّن ُه َدَخ َل َم َع َعْب ِد الَّل ِه ْبِن‬
‫َعْم ٍر و َعَلى َأِبيِه َعْم ِر و ْبِن اْلَعاِص ‪َ ،‬فَقَّر َب ِإَلْيِه َم ا َطَعاًم ا‪َ ،‬فَق اَل ‪ُ :‬ك ْل ‪َ .‬ق اَل ‪ِ :‬إِّني َص اِئٌم‪َ .‬ق اَل‬
‫َعْم ٌر و‪ُ :‬ك ْل ‪َ ،‬فَه ِذِه اَألَّي اُم اَّلِتي َك اَن َرُس وُل الَّل ِه َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم َيْأُمُر َن ا ِبِف ْطِر َه ا‪،‬‬
‫‪َ.‬و َيْنَه ى َعْن ِص َياِم َه ا‪َ .‬قاَل َماِلٌك ‪َ :‬و ِه َأَّياُم الَّتْش ِر يِق‬
‫َي‬

‫وه ‪ZZ‬ذه األحاديث – وغيره ‪ZZ‬ا – فيه ‪ZZ‬ا النهي عن ص ‪ZZ‬يام أي ‪ZZ‬ام التش ‪ZZ‬ريق‪ ،‬ول ‪ZZ‬ذلك ذهب أك ‪ZZ‬ثر‬
‫العلماء إلى أنها ال يصح صومها تطوًعا‪ ،‬وأما ص‪Z‬ومها قض‪Z‬اًء عن رمض‪Z‬ان‪ ،‬فق‪Z‬د ذهب بعض‬
‫‪.‬أهل العلم إلى جوازه‪ ،‬وآخرون إلى عدم جوازه‬

‫ثالًثا‪ :‬صيام يوم الجمعة‬


‫يكره صيام يوم الجمعة منفرًد ا وثبت في الصحيحين من حديث َأِبي ُه َر ْيَر َة َر ِض َي الَّلُه َعْن ُه‬
‫َقاَل َس ِم ْع ُت الَّنِبَّي َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم َيُق وُل ‪« :‬ال َيُص وَمَّن َأَح ُد ُك ْم َيْو َم اْلُج ُم َع ِة ِإال َيْو ًم ا‬
‫َد ُه» رواه البخ ‪ZZ Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z‬اري (‪ )1849‬ومس ‪ZZ Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z Z‬لم (‪)1929‬‬ ‫ُه َأْو َبْع‬ ‫‪َ.‬قْبَل‬

‫ِه َّل‬ ‫ِب َّل َّل‬ ‫ِض َّل‬ ‫ِب‬


‫وروى مس‪ZZ‬لم في ص‪Z‬حيحه َعْن َأ ي ُه َر ْيَر َة َر َي ال ُه َعْن ُه َعْن الَّن ِّي َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم‬
‫ِة ِص ِم‬ ‫ِل‬ ‫ِة ِق ِم‬
‫َق اَل ‪« :‬ال َتْخ َتُّص وا َلْيَل َة اْلُج ُم َع ِب َي اٍم ْن َبْيِن الَّلَي ا ي َو اَل َتُخ ُّص وا َيْو َم اْلُج ُم َع ِب َياٍم ْن‬
‫‪َ.‬بْيِن اَأْلَّياِم ِإال َأْن َيُك وَن ِفي َصْو ٍم َيُصوُمُه َأَح ُد ُك ْم » ( الصيام‪)1930/‬‬

‫وذك‪Z‬ر ابن قدام‪Z‬ة في كتاب‪Z‬ه «المغ‪Z‬ني ج‪ 3/‬ص‪ُ« : »53/‬يْك َر ُه إْفَر اُد َيْو ِم اْلُج ُم َع ِة ِبالَّص ْو ِم ‪،‬‬
‫ِط‬ ‫ِم‬ ‫ِل‬
‫إال َأْن ُيَو اِف َق َذ َك َص ْو ًم ا َك اَن َيُص وُمُه‪ْ ،‬ث ُل َمْن َيُص وُم َيْو ًم ا َو ُيْف ُر َيْو ًم ا َفُيَو اِف ُق َص ْو ُمُه‬
‫َأَّو ِل ٍم ِم الَّش ْه ِر ‪َ ،‬أ آِخ ِر ِه‪َ ،‬أ ِم ِن ِفِه‬ ‫ِة‬
‫ْو َيْو ْص‬ ‫ْو‬ ‫َيْو ْن‬ ‫‪َ».‬يْو َم اْلُج ُم َع ‪َ ،‬و َمْن َعاَدُتُه َصْو ُم‬

‫اقرأ أيًض ا‪ :‬حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام ‪ ..‬فيديو‬

‫رابًعا‪ :‬صيام يوم الشك‬

You might also like