Professional Documents
Culture Documents
2021 Hattab 230722 003223
2021 Hattab 230722 003223
2021 Hattab 230722 003223
KIRAAT SEMPOZYUMU
0 3 - 0 5 K A S I M 2 0 1 7 İ S TA N B U L
TARİHTEN GÜNÜMÜZE
KIRAAT İLMİ
359
أهل اإلسالم،
إذ األسانيد القرآنية هي الدليل على صحة تلقي الكتاب العزيز ،وسم ُة ِ
الرجال
ُ ِ
والحدود؛ إذ ِ
الحروف حفظ
ُ الطريق الذي به
ُ وخصيصتهم دون األمم ،وهي
وأوعيته فلوال مشايخ فضالء وعلماء أجالء عدول ضابطون قيضهمُ ِ
العلم مفاتيح
ُ
اهلل لكتابه لضاعت العلوم وإنما ضياع العلم بذهاب أهله.
وبفضل اهلل توجد في أيامنا هذه نهض ٌة قرآنية في كثير من البالد اإلسالمية من أهم
مظاهرها اهتمام وزارات األوقاف اإلسالمية بإنشاء دور تحفيظ القرآن الكريم ورعاية
أهلها ،هذا إلى إنشاء كثير من جمعيات ودور القرآن األهلية ،وزاد اإلقبال على
كتاب اللـه تعليما وتعلما ،واهتم الناس بتحصيل اإلجازة القرآنية ،بل تهافت الكثير
عليها ،واتخذها البعض عمال ومهنة ،حتى ال تكاد تخلو ساعة من مجاز برواية
أو قراءة ،هذا مع اإلهمال في السند القرآني من جهة ضبطه وصياغته على الوجه
المرضي ،مع التساهل في األداء ،ووقوع الخلل في التلقي ،وتصدر من لم يتأهل.
والغالب على األسانيد القرآنية المعاصرة كثرة األخطاء فيها ،من تصحيف ،وتحريف
وتصحيف في األسماء ،وكثرة السقط في اإلسناد ،واإلجمال في لفظ اإلجازة بما
ال يبين كيفية ومقدار المقروء ،ومن ذلك عدم الدقة في ذكر الكتاب ،أو الطريق
بمضمنه ،بل والكذب أحيانا بـادعاء القراءة على شيخ لم تثبت قراءته عليه،3
َّ المقروء
أو اإلسناد عن شيخ قراءة بما رواه عنه إجازة ،أو عدم التفريق في اإلسناد بين رواية
بمضمنها ،ونحو ذلك.
َّ المتون ،والقراءة
وال يتصور أن هذه اإلشكاالت واألخطاء في األسانيد القرآنية وليدة عصرنا بل هي
قديمة نبه عليها العلماء وعلى رأسهم ابن الجزري ،إذ قال“ :وقد وقع لكثير من
المتقدمين في أسانيدهم أوهام وغلطات عديدة من إسقاط رجال ،وتسمية آخرين
بغير أسمائهم وتصاحيف وغير ذلك” ،4يقول “وقع لكثير من المتقدمين” على
360
ما هم عليه من العلم والفهم ،فما بالنا في هذه األيام مع تراكم هذه األخطاء عبر
القرون ،وندرة المشتغلين بتحقيق األسانيد القرآنية وتنقيحها.
كما لم يُعتن باألسانيد القرآنية االعتناء الذي حظيت به األسانيد الحديثية على مر
جزءا من هذه القضية- ِ
العصور ،نعم عالج اإلمام ابن الجزري ومن قبله الذهبي ً
بشكل فردي ،لكن من عهد ابن الجزري ومنذ أكثر من خمسة قرون لم تلق قضية
المؤسسي ،وال
َّ السند القرآني َمن يعيرها االهتمام الذي يستحقه على المستوى
الشمولية التي تعالج جميع قضاياه.
فمنذ قرون عديدة وغالب األسانيد القرآنية تتناقل بين المقرئين على ما فيها من
الخلط والتركيب في غالبها ،أو االختصار دون بيان المقدار المقروء أواالقتصار
على العالي منها دون بيان التحمل واألداء ،مع التصحيف والتحريف.
وما زاد األمر سوءا إهمال األثبات والفهارس الخاصة بعلم التجويد والقراءات
والعلوم القرآنية؛ وقد تسبب ذلك في انقطاع الصلة بين هذا الجيل المسلم المقبل
على كتاب اهلل وبين الكثير من كتب التراث القرآني ،ولقد أدرك علماؤنا القدامى
5
أهمية هذا األمر؛ فكانوا يهتمون بها؛ إ ْذ كانوا يعتبرون األسانيد أنساب الكتب.
هذا إلى أن المشتغلين بتحقيق األسانيد القرآنية قلة تكاد تعد على األصابع ال
تتناسب مع الكثرة المتكاثرة في األسانيد القرآنية ،كما أن المحققين من هؤالء -ثل ٌة
قليل ٌة ،منهم المشارك ،ومنهم المتفرغ لهذه الصنعة ،والمتفرغون لكل منهم وجهة
هو موليها.
لذا فإنه ينبغي على األمة أن تقوم وفي إطار مؤسسي على إعداد ثلة من المتخصصين
في تصحيح وتحقيق األسانيد القرآنية لمعالجة قضية هي من أهم القضايا القرآنية
في هذا العصر -قضية السند القرآني.
كما ينبغي توفير مرجعية معتدلة المنهج في هذا المجال -مجال األسانيد القرآنية
ومنحها ،وتاريخ القراء ،وطرق تحملهم وأدائهم ،وذلك بالتأصيل لهذا الفن والرجوع
ينظر :فتح الباري شرح صحيح البخاري ،أحمد بن حجر ،ت :نظر الفريابي ،ط :دار طيبة2005 ،م 5
(.)5/1
361
في مسائله إلى علماء طال اهتمامهم به في هذا العصر ،للوقوف على ما لديهم من
خبرات في هذا الباب.
ِ
السند القرآني البد أن تنال االهتمام؛ نظرا لما نرى من وتصحيح
ِ ِ
تحقيق فمسأل ُة
ً
وأداء ،مع اإلهمال في السند
ً تحمل
ً وتعليما
ً تعلما
اإلقبال الشديد على كتاب اهلل ً
القرآني ،والخطأ في ضبطه وصياغته وطباعته ،والتساهل في أدائه وتحمله.
ولذا كان هذا البحث الذي أردت به تجلية األمور ببيان واقع األسانيد القرآنية وما
فيها من إشكاالت ،واألسباب التي أدت إلى ذلك ،مقترحا بعض الحلول التي
يمكن أن ننصح بها ألسانيد كتاب ربنا -عز وجل؛ كما أردت الدعوة بهذا البحث
لمزيد العناية بتصحيح األسانيد ،وتدقيقها ،والعناية بها على أتم الوجوه وأكملها،
المحدثين في هذا الباب ،مراعين عرف القراء. ِّ واالستفادة من جهود
وقد قدمت أصل هذا البحث للندوة العالمية الثانية للقراءات في استانبول وألقيته بها
في نوفمبر 2017م ،ثم هذبته وزدت عليه ،وأحمد اهلل عز وجل أن وفقني لطباعته،
والمأمول من كل فاضل وقف على هفوة أو ذلة أن ينبهني ،والصالة والسالم على
النبي وآله وصحبه ،والحمد هلل رب العالمين.
وكتبه :فؤاد محمد خطاب الجابري
ينظر :النهاية في غريب الحديث واألثر ألبي السعادات الجزري ،لسان العرب مادة (سند) الصحاح 6
للجوهري مادة (سند).
362
7
وأما عند المحدثين :فقد قال الطيبي :هو اإلخبار عن طريق المتن.
قال ابن جماعة :وهو مأخوذ إما من السند ،وهو ما ارتفع وعال عن سفح الجبل؛
ألن المسند يرفعه إلى قائله ،أو من قولهم فالن سند ،أي :معتمد؛ فسمي اإلخبار
عن طريق المتن سندا العتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه ،وأما اإلسناد
8
فهو رفع الحديث إلى قائله ،والمحدثون يستعملون السند واإلسناد لشيء واحد.
سندا ،ويمكن أن يقال
ورفع الحديث يكون ببيان طريق المتن برواية الحديث ُم َ
9
السند هو :سلسلة الرواة التي حصل بها تل ِّقي الخبر.
ينظر :الخالصة في معرفة الحديث ،للحسين بن محمد الطيبي ،المكتبة اإلسالمية ،القاهرة ،ط،1 7
2009م (صـ.)28
ينظر :المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ،محمد ابن جماعة ،ت :محيي الدين عبد 8
الرحمن رمضان ،دار الفكر ،ط1406 ،2هـ( ،صـ.)28
ينظر :تدريب الراوي للسيوطي ( ،)27،28/1تحرير علوم الحديث للجديع (.)23/1 9
أخرجه البخاري في صحيحه مرفوعا برقم (.)1 10
ينظر :لطائف اإلشارات (360/1ط :مجمع المك فهد) ،غيث النفع للصفاقسي (صـ )16ط :دار الكتب 11
العلمية.
ينظر :اإلسناد عند علماء القراءات (صـ.)19 12
363
والقراءة :هي ما اجتمعت عليه الروايات والطرق عن اإلمام بكماله فلم يختلف
الرواة عليه.
والرواية :هي ما نسب إلى أحد الرواة عن اإلمام.
والطريق :هو ما نسب إلى من دون الرواة عن اإلمام وإن س َفل.
والوجه :ما نقل فيه التخيير عن اإلمام أو عن أحد رواته.
فإثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير ،وقراءة الكسائي ،وقراءة أبي جعفر
ورواية قالون عن نافع ،وطريق األصبهاني عن ورش ،وطريق صاحب الهادي عن
أبي عمرو ،وطريق صاحب العنوان عن ابن عامر ،وطريق صاحب التذكرة عن
يعقوب ،وطريق صاحب التبصرة عن األزرق عن ورش ،ونقول :لك في البسملة
بين السورتين لمن بسمل ثالثة أوجه :وال نقل ثالث قراءات ،وال ثالث روايات،
13
وال ثالث طرق.
مثال السند القرآني :قال ابن الجزري في كتابه النشر عند معرض بيان أسانيده
المتصلة بالتالوة من طريق الشاطبية:
«وقرأت بمضمنها القرآن كله على جماعة من الشيوخ ،منهم الشيخ اإلمام العالم
التقي أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي ابن البغدادي المصري الشافعي
شيخ اإلقراء بالديار المصرية ،وذلك بعد قراءتي لها عليه ،قال :قرأتها وقرأت
القرآن بمضمنها على الشيخ اإلمام األستاذ أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عبد
الخالق المصري الشافعي ،المعروف بالصائغ شيخ اإلقراء بالديار المصرية ،قال:
قرأتها وقرأت القرآن العظيم بمضمنها على الشيخ اإلمام العالم الحسيب النسيب
أبي الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي بن موسى العباس المصري الشافعي
صهر الشاطبي شيخ اإلقراء بالديار المصرية ،قال :قرأتها وتلوت بها على ناظمها
اإلمام أبي القاسم الشاطبي الشافعي شيخ مشايخ اإلقراء بالديار المصرية ،وهذا
إسناد ال يوجد اليوم أعلى منه تسلسل بمشايخ اإلقراء وبالشافعية وبالديار المصرية
14
وبالقراءة والتالوة».
364
واصطالحا
ً اإلجازة القرآنية لغة
أما لغ ًة :فمادة (ج و ز) تدل لغويا على معان عدة:
وسط الشيء ،العبور ،االستخالف ،التنفيذ ،التسويغ ،العطية،
15
والسقاية.
والمالحظ أن هذه المعاني قد نستشعرها في معنى اإلجازة إذ المجيز وسط في
السلسلة اإلسنادية ،يعبر بالمجاز ،ويستخلفهِ ،
وينف ُذه ،ويسوغ له التصدر ،ويأذن له
16
فيه ،بل يمنحه عطية العلم ليسقي بها غيره.
وأما اصطالحا:
ِّ
المحدثين هي :إذن في الرواية لف ًظا أو خ ًّطا. فاإلجازة في اصطالح
17
أحد من المقرئينوأما في اصطالح القراء فلم أقف على تعريف لها محدد عند ٍ
المتقدمين ،وإن كان صنيعهم فيها ال يخرج عن صنيع المحدثين ،من اإلذن بالرواية
لمن تأهل.
وقد عرفها من المحدثين د .محمد بن فوزان العمر في كتابه إجازات القراء بقوله:
له في اإلقراء» ،وهذا
للمجاز ُ
المجيز ُ
«واإلجاز ُة في اصطالح ال ُق َّراء هي :شهاد ٌة من ُ
السيوطي في ِ
ُّ ولعل ما أشار إليه ّ
َّ التعريف االصطالحي مأخوذ عن طريق االستقراء،
فجعلت اإلجازة اإلتقان عند حديثه عن شرطية اإلجازة في اإلقراء وهو قولُهُ « :
18
للمجاز.»... كالشهادة من الشيخ ُ
وعرفها د .فهد الميموني في كتابه اإلجازة القرآنية ،بقوله:
ينظر :مقاييس اللغة البن فارس ( ،)494/1القاموس المحيط(صـ ،)506لسان العرب البن منظور 15
(.)326/5
ينظر :ينظر :اإلجازة القرآنية لفهد الميموني (صـ.)13 16
ينظر :تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (صـ ،)44كشاف اصطالحات الفنون لمحمد بن علي 17
التهانوي (صـ ،)295معجم مصطلحات أصول الفقه ،د .قطب سانو (صـ.)26
ينظر :إجازات القراء ،د.محمد بن فوزان العمر في كتابه (صــ.)18 18
365
19
«إثبات أهلية المجاز في نقل أداء القرآن».
وعرفها د .إبراهيم الدوسري“ :اإلذن للقارئ بإقراء رواية أو أكثر ،ويشترط لها
20
المشافهة ،ألن في القراءات ما ال يحكم إال بالمشافهة”.
التعريف المختار
التعريفان األوالن ال فرق بينهما فالمضمون واحد إذ طريق إثبات أهلية المجاز هي
شهادة المجيز للمجاز.
وهما غير جامعين من جهة أن اإلجازة إذن بالرواية والتصدر لمن تأهل ،ولم ينصا
أس في تعريف اإلجازة القرآنية.
على ذلك ،واإلذ ُن ٌّ
كما لم يأخذا في االعتبار عرف القراء في طريقة وكيفية التلقي المعتبر عندهم.
وأما التعريف الثالث فلم يفرق بين اإلذن بالتصدر واإلذن بالرواية ،ومعلوم أنه ال
ِ
اإلذن بالتصدر اإلذ ُن بالرواية. يلزم من
والذي رأيته بعد كثرة النظر في إجازات المقرئين أنها تشتمل على أمور:
أوال :إثبات أهلية المجاز ،بعد تلقيه القرآن بطريقة وكيفية معتبرة.
ثانيا :اإلذن له في التصدر كنتيجة ألهليته.
ثالثا :اإلذن له في الرواية من طريق الشيخ المجيز.
366
وبيان ذلك أنها شهادة يكتبها أو يتلفظ بها الشيخ المجيز للمجاز يشهد فيها بأنه قد تلقى
عليه القرآن الكريم بطريقة وبكيفية معتبرة عند المقرئين ،وأن المجاز قد تأهل بذلك
ألن يتصدر ويؤدي هذا الذي تلقاه إلى غيره من غير زيادة وال نقص ،ويأذن المجيز
في هذه الشهادة للمجاز أن يروي عنه ما تلقاه منه بأسانيده الموصلة إلى النبي .
وتعتبر اإلجازات القرآنية المكتوبة وثائق هامة وتراث قرآني نادر متناثر في المكتبات
وبجمعها
العامة والخاصة ،وبالرجوع ألصول اإلجازات القرآنية التي بين أيديناَ ،
وسبرِ ها ،والمقارنة بينها وتحقيقها؛ نقف على ما بها من األغاليط واألوهام،
َْ
ِ
ونصحح والتصحيفات واالنقطاعات ،وغير ذلك من األخطاء ،فنصل المنقطع،
ّ
األوهام ،ونح ِّقق اإلسناد ،كما يتضح لنا عرف القراء وطريقتهم في منح إجازتهم،
مع ما تحويه اإلجازة من معلومات هامة حول المجيز والمجاز ،والمقدار المتلقى،
وكيفية التحمل واألداء ،وغير ذلك مما تحل به إشكاالت كثيرة في أسانيدنا المعاصرة.
ثانيا:غير مقرونة باإلذن بالرواية ،وتبقى مجرد شهادة من قبل المجيز بالتأهل وإمكان
التصدر سواء كان فردا أو مؤسسة كمعهد أو جامعة.
فاإلجازة أعم من السند؛ فقد يقرن معها اإلذن بالرواية عن المجيز ،وقد ال تقرن
بذلك فتبقى مجرد شهادة بالتأهل وجواز التصدر ،ال الرواية ،وعلى ذلك فال يحق
لمن تخرج من معاهد القراءات وكليات القرآن الكريم أن يجيز بالشهادة التي
يمنحها له المعهد أو الكلية ،ما لم ِ
يج ْزه الشيوخ بالطرق المعتبرة.
367
أما السند :فهو تسمية مسلسلة تُسرد ضمنها أسماء من ُحمل عنهم هذا العلم المسند،
فالسند قد يصاحب اإلجازة ،وقد ال يصاحبها فتبقى مجرد شهادة.
21
أهمية السند القرآني ،وفائدته بعد استقرار التدوين في القراءات
تبرز أهمية اإلسناد القرآني في تر ُّتب ثبوت القرآن وصحة المقروء وثبوت الشريعة
ركن من أركان القرآن
وأحكامها المستنبطة على صحته وضعفه ،فالسند الصحيح ٌ
وشرط من شروط َقبول القراءة ،قال مكي بن أبي طالب في اإلبانة« :ما صح سنده،
ٌ
واستقام وجهه في العربية ،ووافق لفظه خط المصحف ،فهو من األحرف السبعة
المنصوص عليها ،ولو رواه سبعون ألفا ،متفرقين أو مجتمعين ،فهذا هو األصل،
22
الذي بني عليه من قبول القراءات عن سبعة أو سبعة آالف ،فاعرفه ،وابن عليه».
وقال ابن الجزري« :كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ،ووافقت أحد المصاحف
العثمانية ولو احتماال ،وصح سندها فهي القراءة الصحيحة ،التي ال يجوز ردها
وال يحل إنكارها ،بل هي األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس
23
قبولها».
فأهمية السند القرآني قديما في عصر التدوين واالختيار للقراءات ترجع إلى كونه
فعرف
السبب الرئيس لقبول القراءة ،وأما بعد هذا العصر وقد استقرت القراءات ُ
المقبول منها والمردود ،ولم تعد األسانيد إلثبات قراءة ،وال رواية ،ولم نعد نُقرئ
إال من طريق الشاطبية والدرة والطيبة ،وما يعرف عند أهل المغرب من الطرق
النافعية -كما هو الواقع في عصرنا؛ فقد أصبح السند القرآني ترجع أهميته لعدة أمور:
ينظر :اإلسناد عند علماء القراءات ،محمد بن سيدي محمد األمين ،دار الحضارة ،ط1435 ،1هـ 21
ِ
المسندين ،إعداد فريق تحقيق األسانيد القرآنية (صـ ،)20شذا الرياحين بذكر قراء جائزة الكويت
بمركز ابن الجزري ،إدارة شئون القرآن الكريم بدولة الكويت ،،ط2017 ،3 :م ،)23/1( ،اإلرشاد
إلى أهمية اإلسناد ،للشيخ :عبد الرازق علي إبراهيم2008 ،م ،ط ،1غراس (صـ ،)29أوضح الدالالت
في أسانيد القراءات ،د .ياسر المزروعي ،ط2009 ،1م (.)267
ينظر :اإلبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب ،ت :عبد الفتاح إسماعيل شلبي ،ط :دار 22
نهضة مصر للطبع والنشر (صـ.)91-90
ينظر :النشر لإلمام ابن الجزري ،ت :الضباع ،المطبعة التجارية الكبرى (صـ.)15 23
368
قال ابن الصالح ”:اعلم أن الرواية باألسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا
وكثير من األعصار قبله إثبات ما يُروى ...وإنما المقصود بها إبقاء سلسلة اإلسناد
24
التي خصت بها هذه األمة زادها اهلل كرامة”.
ولذا ففي إهمال السند القرآني تصحيحا ،وتحقيقا ومنحا على الوجه
الالئق -مفاسد كثيرة منها:
.1فتح باب للطاعنين في القرآن الكريم من المستشرقين وغيرهم في أسانيد
القرآن.
ينظر :المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ،يحيى بن شرف النووي ،دار إحياء التراث العربي، 24
بيروت ،ط1392 ،2هـ.)13/1( ،
ِ ينظر :شذا الرياحين ِ
بذكرِ قراء جائزة الكويت المسندين (.)23/1 25
َّ
369
ينظر :التمهيد البن عبد البر النمري ،ط :وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية بالمغرب (/1 26
.)314
ينظر :شرف أصحاب الحديث ،ت :د .محمد سعيد خطي اوغلي ،ط :دار إحياء السنة النبوية بأنقرة 27
(صـ.)40
ينظر :الفصل في الملل واألهواء والنحل (.)70 69- /2 28
ينظر :منهاج السنة النبوية ،تحقيق :د .محمد رشاد سالم (.)24 /7 29
ينظر :اإلبانة عن معاني القراءات (صـ ،)91-90النشر (صـ.)15 30
370
371
واألداء المعتبرة عند القراء لتتحقق السنة في القراءة ،فعـن محمد بن المنكدر قال:
«القراءة سنة يأخذها اآلخر عن األول».34
وعن زيد بن ثابت « :القراءة سنة» ،35وأعقب البيهقي هذا األثر عـن زيد بن
ثابت بقوله« :وإنما أراد واهلل أعلم أن اتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات
سنة متبعة ال يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام وال مخالفة القراءات التي هي
سائغا في اللغة أو أظهر منها ...واألصل ما استقرت
ً مشهورة ،وإن كان غير ذلك
عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول اهلل بعد ما عارضه به جبرائيل عليه
السالم في تلك السنة مرتين ،ثم اجتمعت الصحابة على إثباته بين الدفتين».36
كتاب السبعة في القراءات البن مجاهد ،ط :دار المعارف (صـ.)50 34
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (.)385/2 35
المصدر السابق (.)385/2 36
372
ينظر :صحيح البخاري ،ط :طوق النجاة ،حديث رقم ( ،)3220صحيح مسلم ،حديث رقم ()2450 37
اإلتقان في علوم القرآن للسيوطي ،ت :محمد أبو الفضل إبراهيم ،ط :الهيئة المصرية العامة للكتاب،
1974م ( ،)343/1تلقي القرآن عبر العصور ومفهومه وضوابطه أيمن سويد ،ط :دارالغوثاني 2008م
(صـ.)30
ينظر :مسند اإلمام أحمد ،ط :دار الرسالة (.)395 /19 38
ينظر :فضائل القرآن ألبي عبيد القاسم بن سالم ،ت :مروان العطية ،ومحسن خرابة ،ووفاء تقي 39
الدين ،دار ابن كثير ،ط1995 ،1م (صـ.)358
373
وأما العرض بالقراءة على الشيخ فأصله فعل الصحابة مع النبي ،فعن عبد
اللـه بن مسعود قال :قال لي النبي « :اقرأ علي» قلت :آقرأ عليك وعليك
أنزل؟ قال« :فإني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء ،حتى بلغت:
“ َف َك ْي َف ِإ َذا ِج ْئ َنا ِم ْن ُك ّ ِل أُ َّم ٍة ب َِشهِ ٍيد َو ِج ْئ َنا ب َِك َع َلى َه ُؤ َل ِء َشهِ ً
يدا” [النساء]41 :
40
قال« :أمسك» فإذا عيناه تذرفان.
وقال معاذ بن جبل « :عرضنا على رسول اهلل فلم يعب أحدا منا ،وقرأت
41
عليه قراءة سفرتها».
كما عرض آخرون من الصحابة على رسول اهلل ،منهم :عثمان بن عفان ،
وعلي بن أبي طالب ،أبي بن كعب ،عبد اهلل بن مسعود ،زيد بن ثابت
42
،أبو موسى األشعري ،أبو الدرداء عويمر بن زيد .
الحظ
والعرض على الشيوخ هو المقدم عند القراء ،وإنما كان مقدما عندهم؛ ألنه يُ َ
فيه كيفيات األداء لألحرف القرآنية ،فليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على
األداء كهيئته ،وبتقديم العرض على السماع أخذ كثير من العلماء والمحدثين،43
44
قال مالك“ :قراءتك علي أصح من قراءتي عليك”.
وقال ابن فارس“ :قال بعض أهل العلم :إن قراءة العالم على السامع أعلى مراتب
اإلبالغ واألداء ،وذلك أن يقول المحدث حفظاً أو من كتاب“ :ثنا فالن” ،وقال
آخرون :بل قراءتك على العالم أفضل من قراءته عليك ،فروى محمد بن العباس
بن محمد بن أبي مطيع ،قال :سمعت اليسع ،قال :سمعت أبا مطيع يقول :كان مالك
بن أنس وأبو حنيفة والحسن بن عمارة وابن جريج وغيرهم يقولون :قراءتك على
جأشا وأوعى قلبا،
العالم أفضل من قراءته عليك ،وبذلك نقول؛ ألن السامع أربط ً
ً
أخرجه البخاري في صحيحه رقم ( ،)4582ومسلم في صحيحه رقم ( ،)800مرفوعا. 40
فضائل القرآن وتالوته ألبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرىء ،ت :عامر حسن صبري، 41
دار البشائر اإلسالمية ،ط 1994 ،1م (صـ .)59
معرفة القراء الكبار ،محمد بن أحمد الذهبي ،دار الكتب العلمية ،ط1997 ،1م (صـ.)19-9 42
األخذ والتحمل عند القراء ،محمد بن سيدي محمد األمين ،مجلة البحوث اإلسالمية ،السعودية، 43
عدد رقم ( ،)70لسنة 1424هـ( ،صـ.)329
اإللماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ،عياض بن موسى اليحصبي السبتي ،ت :السيد 44
أحمد صقر ،دار التراث ،القاهرة ،ط 1970 ،1م (صـ.)70
374
وشغل القلب وتوزع الفكر إلى القارئ أسرع فلذلك قال العلماء الذين ذكرناهم
45
ما قالوه”.
شغلت
ُ وقال موسى بن داود“ :القراء ُة أثبت من الحديث ،وذلك أنك إذا قرأت علي
َّ
46
غفلت عنك”.
ُ حدثتك
ُ نفسي باإلنصات لك وإذا
وأما السماع من لفظ الشيخ دون العرض عليه ،فهو وإن يحتمل أن يقال به؛ ألن
الصحابة إنما أخذوا القرآن من ِفـي النبي ،لكن لم يأخذ به غالب القراء،
خاصة في حق المبتدئ ،وغير المتقن ،وقد وقع من بعضهم لضرورة أو حاجة ،مع
متقن ،كما وقع من اإلمام محمد بن الجزري لما قدم القاهرة وازدحم عليه ٍ متأهل
ٍ
الناس لم يتسع وقته لقراءة الجميع والسماع من كل منهم ،فكان يقرأ عليهم اآلية
47
ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة فلم يكتف بقراءته عليهم.
ولعل ابن الجزري أراد بفعله هذا أحد أمرين:
أولهما :أن يحصل للجميع السماع من لفظه وهو أحد مراتب األخذ والتحمل ،فال
تفوت من حضر هذه الميزة فيعد من تالميذ الشيخ الذين سمعوا منه وإن لم يكن
مجيدا ضابطا للفظ الشيخ.
ثانيهما :أن من كان من الحاضرين ضابطا متقنا واستطاع أن يعيد لفظ الشيخ كما
48
يجب حصل له العرض المطلوب والسماع وذلك أعلى المراتب.
وقد استظهر السيوطي المنع فيه 49فقال“ :والمنع فيه ظاهر ألن المقصود هنا كيفية
األداء وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على األداء كهيئته بخالف الحديث
مأخذ العلم ألحمد بن فارس (صـ ،)30ت :محمد بن ناصر العجمي ،دار البشائر اإلسالمية ،ط،2 45
2005م ،ضمن سلسلة لقاء العشر األواخر (.)47
اإللماع للقاضي (صـ ،)70المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ،الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، 46
ت :د .محمد عجاج الخطيب ،دار الفكر ،بيروت ،ط1404 ،3هــ (صـ ،)429الكفاية في علم الرواية،
للخطيب البغدادي ،ت :السورقي ،وإبراهيم المدني ،المكتبة العلمية ،المدينة المنورة (صـ.)278
اإلتقان في علوم القرآن للسيوطي (.)344/1 47
األخذ والتحمل عند القراء ،محمد بن سيدي محمد األمين ،مجلة البحوث اإلسالمية ،السعودية، 48
عدد رقم ( ،)70لسنة 1424هـ( ،صـ ،)329بتصرف.
القول بالمنع مطلقا ،غير ظاهر ،خاصة وأنه قد عمل به أساتذة اإلقراء من المتقدمين ،لكن البد من 49
أن يقيد الجواز بشروط ،وسيأتي الكالم على هذه المسألة ،ويحمل كالم السيوطي هنا على من لم
375
فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ ال بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن ،وأما الصحابة
فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على األداء كما سمعوه من
النبي ؛ ألنه نزل بلغتهم”.50
فالبد من المشافهة في القرآن؛ ألن للتحمل واألداء القرآني طبيعة تختلف عنها
في التحمل واألداء الحديثي ،إذ طرق التحمل واألداء عند أهل الحديث هي
السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه والسماع عليه بقراءة غيره والمناولة واإلجازة
والمكاتبة والوصية واإلعالم والوجادة 51فغير األولين ليس معتبرا في الحفاظ على
نقل القرآن بحروفه وما يعرِ ض لها من كيفيات ال ُتحكم إال بالمشافهة؛ قال ابن
الجــزري« :القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختالفها بعزو الناقلة ...
والمقرئ العالم بها من رواها مشافهة ،فلو حفظ “التيسير” مثال ليس له أن يقرئ
بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسال ألن في القراءات أشياء ال تحكم إال
بالسماع والمشافهة».52
376
فهذا هو األصل في الكيفية التي ينبغي أن يتصل بها السند القرآني لضمان صحة
النقل الصوتي للقرآن الكريم ،وأما ما خرج عن هذا األصل لعدم اتصاله بهذه الكيفية
فقد اختلفت أنظار العلماء إليه بين مجيز ومانع ،أومقيد بشروط.
فجوز العمل
ومن ذلك رواية القراءات باإلجازة المجردة عن العرض والسماع؛ َّ
بها مطلقا الجعبري ،ومنعها الحافظ أبو العالء الهمذاني وجعلها من أكبر الكبائر،
وقيد ابن الجزري الجواز بشروط هي:
وعرف
.1كمال األهلية لمن أحكم القراءة ،وأتقن الرواية ،وضبط الخالفُ ،
عنه التمكن في ذلك.
.2وجود الحاجة الداعية لذلك كعلو سند يطلبه.
53
.3أن يكون ذلك من باب المتابعة ألسانيده المتصلة بالتالوة.
وكالم ابن الجزري مفهوم أنه مع النص على أن هذا باإلجازة المجردة ،أما عدم
النص على ذلك بكتابة عبارات فضفاضة محتملة كقول تلقيت القراءات يوهم أنها
قراءة كاملة فتدليس ،أو كتابة أنه بالتالوة المتصلة فكذب ال يحل.
قلت :يُمكن القول بجواز التحمل بالسماع من لفظ الشيخ دون العرض عليه ،بنفس
شروط اإلجازة المجردة عن العرض والسماع ،بل التحمل بالسماع أولى بالجواز
مع هذه الشروط ،من اإلجازة المجردة عن العرض أو السماع.
وقد أجازها اإلمام ابن الجزري ال مطلقا ،فقال« :فإن قرأ الحروف المختلف فيها
أو سمعها فال خالف في جواز إقرائه القرآن العظيم بها بالشرط المتقدم ،وهو أن
54
يكون ذاكرا ،وما بعده».
وقوله“ :وما بعده” ،أشار به إلى قوله« :ذاكرا كيفية تالوته به حال تلقيه من شيخه
مستصحبا ذلك ،فإن شك في شيء فال يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ
377
بذلك الكتاب حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظن فإن لم ،وإال فلينبه على
55
ذلك بخطه في اإلجازة».
فأجازه ابن الجزري بشروط:
.1أن يكون ذاكرا كيفية ما سمع من شيخه.
.2استحضاره وقدرته على أداء ما سمع.
قلت :وهذا ال يكون إال ممن تأهل وأتقن ،وليس لمن لم يقرأ قط على شيخ.
وأما ما استظهره السيوطي وتابعه عليه القسطلَّ ني من كون المنع أظهر في السماع
َّ
من لفظ الشيخ ،فيحمل على من لم يقرأ مطل ًقا على شيخ ،ولم يتقن األداء ويُحكم
الرواية ،فهذا كيف له أن يتلقى بمجرد السماع من شيخه.
فإن قيل :سمع الصحابة من النبي ،قلنا ال يُقاس سماعه على شيخه على
سماع الصحابة من النبي ؛ لفصاحتهم وطباعهم السليمة التي اقتضت قدرتهم
على األداء كما سمعوه من النبي .
وعرف بذلك واشتهر ،فعرضت له حاجة كعلو إسناد ،أو ُو ِجدوأما من أتقن وتأهل ُ
نص على مقدار ئ لم يقدر معه أن يقرأ على شيخه فال إشكال من ذلك؛ إذا َّطار ٌ
وكيفيه تحمله ،ويكون هذا السند -وإن كان عاليا -من باب المتابعات فال يكون
هو عمدته في الرواية.
وقد أدى بعض أئمة اإلقراء بالسماع فقط عند الحاجة ككثرة الطالب عليهم ،منهم
اإلمام الكسائي ،قال الذهبي“ :قال أبو بكر بن األنباري“ :اجتمعت في الكسائي
أمور :كان أعلم الناس بالنحو ،وأوحدهم في الغريب ،وكان أوحد الناس في القرآن
،فكانوا يكثرون عليه حتى ال يضبط األخذ عليهم فيجمعهم في مجلس واحد
ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه
56
حتى المقاطع والمبادئ”
378
ومنهم يونس بن عبد األعـلى ،ففي معرفة القراء للــذهبي“ :قـال ابن عبد الرحيم:
وصار جماعة من القراء إلى يونس بن عبد األعلى وأنا حاضر ،فسألوه أن يقرئهم
اسا ليقرأ ،فاسمعوا قراءته علي ،وهي لكم إجازة، ِ
َّ مو ً
القرآن فامتنع ،قال :احضروا َّ
57
وسمعت قراءته عليه .»... ٍ
كثيرة، فقرأ عليه مواس القرآن ُك َّله في ٍ
أيام
ُ َّ
بن آدم عر ًضا
العليمي ويحيى ُ
ومنهم اإلمام شعبة ،قال ابن الجزري في النشر« :وقرأ ُ
ْ
الحناط-
َّ أطلقه كثير من أهل األداء على أبي بكر شعبة بن عياش بن سالم
ُ فيما
َّ
بعضهم إنهما لم يعرضا عليه القرآن وإنما سمعا
بالنون -األسدي الكوفي ،وقال ُ
سماعا ،وأن يحيى
ً بن آدم روى عنه الحروف منه الحروف ،والصحيح أن يحيى ُ ُ
58
العليمي عرض عليه القرآن». ُ
وصيغة اإلجازة في هذا النوع أن يقول الشيخ أجزت الطالب أن يُقرِ ئ بما سمع
59
مني ،ويقول الطالب في األداء سمعت من فالن.
ومما خرج عن األصل واختلفت فيه أنظار العلماء:
• اإلجازة بقراءة بعض القرآن الكريم وله صور عديدة منها:
-القراءة مناوبة بين اثنين أو أكثر ثم يجيزهم على ذلك بالقرآن كله.
-إقراء كل ربع بروا مثال أو كل جلسة براو ،واإلجازة بذلك.
• اإلجازة بأن يقرئ كل طالب بآية جمعا أو إفرادا وباقي الطالب يسمعون.
• قراءة ختمة واحدة مفرقة على أكثر من شيخ.
• إقراء اثنين في وقت واحد ثم يجيزهم على ذلك بالقرآن كله.
• السماع من الشيخ دون العرض عليه واإلجازة بذلك.
• إقراء القرآن الكريم بالقراءة نظرا من المصحف واإلجازة بذلك.
جامع البيان في القراءات السبع ،عثمان بن سعيد الداني ،جامعة الشارقة ،اإلمارات ،ط1،2007م، 57
( ،)301/1معرفة القراء الكبار ( ،)460 /1غاية النهاية (.)316/2
النشر البن الجزري (.)151/1 58
األخذ والتحمل عند القراء ،محمد بن سيدي محمد األمين ،مجلة البحوث اإلسالمية ،السعودية، 59
عدد رقم ( ،)70لسنة 1424هـ( ،صـ.)329
379
تعقــيب
-عند النظر في هذه اإلشكاالت نجد أن مرجعها هو الخروج عن األصل في
التلقي التام الصحيح.
380
-فبعضها خرج عن أصل التلقي الكامل للقرآن الكريم كإجازة ببعض القرآن،
أو ختمة مرقعة كل حزب ٍ
براو.
-وبعضها خرج عن أصل المباشرة في التلقي كختمة عبر الهاتف أو الشابكة
المعلوماتية ،ونحو ذلك من الوسائل الحديثة.
-وبعضها خرج عن أصل الختم غيبا كختمة نظرا من المصحف واإلجازة
على هذه الكيفية.
-وبعضها خرج عن أصل االتصال بالتالوة عرضا ،كإجازة مجردة عن العرض
والسماع.
فمن أجل ذلك اختلفت فيها أنظار العلماء ،بين مجيز ومانع ،أومقيد بشروط.
وإذا تبين لنا أن المقصود من هذا األصل هو الحفاظ على القرآن الكريم وحروفه
وكيفياتها ونقلها نقال صحيحا من جيل إلى جيل ،فحينئذ سنراعي كل شرط من
شأنه تحقيق هذا المقصود العظيم ،فال يطلق القول بالجواز في صورة خارجة عن
األصل عمل بها العلماء المتقدمون ،إال بشرط يُحقق كمال المقصود.
بتصرف من “اإلقراء بين الواقع والمأمول” لجمال القرش ،ورقة بحثية مقدمة للملتقى العلمي 60
بكلية القرآن الكريم بطنطا 2016/12م.
381
ثانيا :إشكاالت السند القرآني التي ترجع إلى علة إسنادية ظاهرة أو خفية
بفضل اهلل توجد في أيامنا هذه نهض ٌة قرآنية في كثير من البالد اإلسالمية من أهم
مظاهرها اهتمام وزارات األوقاف اإلسالمية بإنشاء دور تحفيظ القرآن الكريم ورعاية
أهلها ،هذا إلى إنشاء كثير من جمعيات ودور القرآن األهلية ،وزاد اإلقبال على
كتاب اللـه تعليما وتعلما ،واهتم الناس بتحصيل اإلجازة القرآنية ،بل تهافت الكثير
عليها ،واتخذها البعض عمال ومهنة ،حتى ال تكاد تخلو ساعة من مجاز برواية
أو قراءة ،هذا مع اإلهمال في السند القرآني من جهة ضبطه وصياغته على الوجه
المرضي ،مع التساهل في األداء ،ووقوع الخلل في التلقي ،وتصدر من لم يتأهل.
382
وفي حقيقة األمر نحن أمام ضرورة ملحة تقتضي العمل على إيجاد مؤسسات
قرآنية عديدة في كل قطر إسالمي ،تقوم على تحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية،
نصيح ًة لكتاب ربنا عز وجل.
وأقصد بتحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية:
التحقق والتثبت من اتصال السند القرآني بطرق التحمل واألداء القرآني المعتبرة
لقى في كل طبقة ،وكيفيته، الم َت َّ
عند المقرئين ،مع ضبط أسماء المقرئين والقدر ُ
والتأكد من صحة المعلومات الموجودة باإلجازة القرآنية ،ثم إعادة صياغة اإلجازة
القرآنية بصورة علمية صحيحة خالية من األخطاء.
وابتداء :أُقرر فأقول إن وقوع الخطأ في اإلجازات التي بين أيدينا في اسم قارئ أو
ً
سقط لقارئ معلوم في السند ،أو قلب ونحو ذلك من الخطأ ال يقدح في صحة
61
تلقي صاحبها عن شيوخه ،وإنما يقدح فيه الكذب والتدليس في التحمل واألداء،
ولذا لو وقع تصحيف في السند فعلينا تصحيحه ،62وهو مذهب ابن المبارك
واألوزاعي ،وغيرهم.
وغالبا ما يقع الخطأ في األسانيد القرآنية ألسباب ،منها:
.1عدم اهتمام المقرئين بعلوم األسانيد مما ال يمكنهم من ضبط وكتابة
أسانيدهم بصورة صحيحة ،أداهم إلى ذلك انشغالهم بنقل وجوه األداء ،والتدقيق
فيها حتى غلب ذلك عليهم؛ ولذا قال اإلمام ابن الجزري“ :وأكثر القراء ال علم
َ
لهم باألسانيد”.63
.2اإلخالل في صيغ األداء والتحمل ،وسياق األسانيد ،طلبا لالختصار.
إذ لو جهل الراوي الساقط في السند ولم نتبين من هو من خالل جمع طرق اإلجازة ال يعتد بهذا 61
السند من هذا الطريق النقطاعه.
اختلف المحدثون في تصحيح المحرف أو المصحف في المتن أو الحاشية على قولين ،فذكر ابن 62
الصالح عن ابن سيرين عدم جوازه ،وذهب ابن المبارك واألوزاعي ،إلى جواز تغييره وإصالحه
وروايته على الصواب ،واختار النووي تقريره في األصل والتضبيب عليه وبيان الصواب في الحاشية.
ينظر :الكفاية للخطيب (صـ ،)247فتح المغيث للسخاوي ،ت :علي حسين ،ط :مكتبة السنة بمصر،
ط2003 1م ( ،)173 /3تدريب الراوي للسيوطي ،ت :نظر الفاريابي ،ط :دار طيبة ،)543 /1( ،تحقيق
الرغبة لعبد الكريم الخضير ،ط :دار المنهاج1426 ،هـ (صـ.)149،150
ينظر :غاية النهاية ،البن الجزري (.)400/2 63
383
قال الحافظ السخاوي بعد أن ساق أسانيده شيوخ شيخ اإلسالم زكريا األنصاري
خصوصا وفيها من الخلط ما يحتاج
ً في القرآن“ :وفي إيراد أسانيد هؤالء طول،
إلى تحرير كبير”.64
.3إهمال المقرئ لحفظ أسانيده ،وتراجم شيوخه ،والتحصل على أسانيدهم
والعناية بها ،وعدم قراءة المجيز ألسانيده على المجاز وضبطها له.
قال ابن الجزري“ :وال بد من سماع األسانيد على الشيخ واألعلى أن يحدث الشيخ
بها لفظه” ،بل شدد ابن الجزري في ذلك فقال“ :فأما من لم يسمع األسانيد على
65
شيخه فأسانيده من طريقه منقطعة”.
قلت :أي منقطعة من هذه الحيثية ،وليس المعنى أنه لم يتلقى القراءات عن شيخه.
وقال أيضا“ :وال بد للمقرئ من التنبيه بحال الرجال واألسانيد مؤتلفها ومختلفها،
66
وجرحها وتعديلها ،ومتقنها ومغفلها ،وهذا من أهم ما يحتاج إليه”.
.4تصدي غير المختصين ومن ال دراية لهم باألسانيد لكتابتها كالخطاطين،
والطباعين ،وطالبي الكسب ،فال يراعون كونها أمانة ،متهاونين بحقها.
.5إهمال جمع تاريخ وتراجم المقرئين ،وأخبارهم ،وخاصة في القرون
الخمس المنصرمة.
.6ما ال يخلو منه إنسان من تصحيف أو سهو أو خطأ أثناء صياغته لألسانيد.
واألخطاء التي تقع في األسانيد القرآنية كثيرة ،وسأذكر بعضها من خالل خبرتي
في مجال تحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية:
.1السقط واالنقطاع في السند.
.2التصحيف والتحريف في أسماء المقرئين.
الم َت َل َّقي أكان مباشرة أو بوسيلة حديثة ،وهل كان
.3إغفال بيان كيفية ومقدار ُ
غيبا أو نظرا من المصحف ،وهل كان كامال أو بعض القرآن.
ينظر :ثبت زكريا األنصاري تخريج الحافظ السخاوي ،ت :محمد الحسين ،ط :دار البشائر 2010م 64
(صـ.)107
ينظر :منجد المقرئين (صـ.)16 65
ينظر :المصدر السابق (صـ.)11 66
384
385
386
.3إجازة السيد :الحاج عباس اآلمدي بالقراءات العشر ألحمد جميل كمالي
70
اآلمدي ،والمؤرخة في 1303هـ.
71
.4إجازة مصطفى علي أفندي الشهير بصحاف زادة العشر.
72
.5شجرة قراء تركيا لمحمد أمين.
النموذج الثاني:
إجازة السيد :الحاج عباس اآلمدي بالقراءات العشر لتلميذه السيد :أحمد جميل
كمالي اآلمدي من طريق قراء تركيا ،وفيها السقط في السند :إذ فيها أن محمد
جعفر أفندي قرأ على ناصر الدين محمد بن سالم الطبالوي ،بإسقاط الشيخ :أحمد
73
المسيري صهر الطبالوي.
النموذج الثالث:
74
.1إجازة السيد الشريف عزت بن مصطفى األيوبي بالقراءات (ل/2أ).
.2إجازة حافظ إسماعيل أحمد المعلم بمكتب أبي الفتح السلطان محمد
75
خان ،بالقراءات لتلميذه نصرت بن مصطفى ،بالقراءات والمؤرخة في 1313هـ.
.3إجازة السيد إسماعيل حافظ حقي أفندي لحافط محمد كامل أفندي اإلمام
76
والخطيب بجامع بريزاد خاتون العريف بفندقلي.
.4إجازة حافظ سليمان سروري اإلسالمبولي بن خواجة عثمان بالقراءات
77
لتلميذه جعفر صدقي بن عبد اللـه الموستاري ،والمؤرخة في 1320هـ.
أخذ زكريا األنصاري
وفيها :زيادة تلميذ البن الجزري لم يأخذ منه ،إذ ذكر فيها ْ
وأخذ الشيخ :زكريا
عن :علي بن محمد المخزومي البلبيسي ،عن :ابن الجزريْ ،
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 70
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 71
تشستربيتي رقم ( ،)3681محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 72
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 73
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 74
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 75
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 76
مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 77
387
األنصاري عن :المخزومي ثابت ،وأما أخذ :علي بن محمد بن عثمان المخزومي
البلبيسي عن :ابن الجزري فغير ثابت ،ووقوعه في اإلجازات خطأ ،ودليل ذلك
فصل فيه مروياته في
ثبت شيخ اإلسالم زكريا األنصاري تخريج السخاوي ،فقد َّ
القرآن عن شيوخه ،وكذا فصل مرويات شيوخ شيوخه ،فلم يذكر أخذ البلبيسي
ابن الجزري
المخزومي عن ابن الجزري ،ولم يذكر السخاوي في الضوء الالمع َ
78
ضمن شيوخ علي بن محمد المخزومي ،79وال ذكر المخزومي ضمن تالميذ ابن
الجزري في ترجمة ابن الجزري.80
النموذج الرابع :إجازة عبد الغفور أحمد القونوي لتلميذه :محمد الحلمي بن أحمد
81
درامةوي ،والمؤرخة في 1264هـ.
وفيها قلب وتركيب في األسانيد؛ إذ ُذكر فيها“ :محمد أوليا أفندي ،عن :علي
األعرج ،عن أحمد أفندي ،عن :علي المنصوري.”...
ومعلوم أن أحمد أفندي المسيري المصري ،لم يأخذ عن المنصوري ،بل عن
الطبالوي ،فالمنصوري في درجة تالميذ تالميذه ،والجدول اآلتي يوضح ذلك:
ابن الجــــــــزري
رضوان العقبي ،وطاهر بن
أحمد بن أسد األميوطي
محمد النويري ،وأحمد القلقيلي
عبد الحق السنباطي محمد السمديسي زكريا األنصاري
علي بن محمد ابن غانم المقدسي ناصر الدين الطبالوي
عبد الرحمن بن شحاذ اليمني أحمد المسيري
سلطان علي الشبرملسي محمد بن علي األعرج
المزاحي قاسم البقري
علي المنصوري
388
مخطوط بمكتبة غازي خسرو رقم ( ،)2873محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري. 82
ينظر :ثبت إرشاد المريد إلى معرفة األسانيد لعبد اهلل ابن الكبرلي الجامعة اإلسالمية رقم (،)10001 83
وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد (إدارة مخطوطات
الكويت -قراءات ،)72/وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي (ق/3:أ-مخطوط بجامعة
اإلمام رقم .)1432
389
• (ح) عبد الرحمن اليمني ،عن :أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي ،عن:
شحاذة اليمني.
وكذا فيها (ل/4أ)“ :وقرأ شحاذة علي الطبالوي ،والسنباطي والطبالوي على:
شيخ اإلسالم زكريا األنصاري” ،وهذا تكملة للخطأ قبله ،ألن أحمد بن أحمد
بن عبد الحق السنباطي ،لم يأخذ عن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري ،وإنما أخذ
عن ابنه يوسف بن زكريا ،ولكنه لما أثبت خطأ قراءة شحاذة اليمني عليه -وصل
سنده بزكريا ،وهذا قلب إلثباته أخذ الشيخ عن تلميذه ،وتركيب لسند جديد خطأ.
وغير ذلك في هذه اإلجازة ،وهذا يوضح الكم المتراكم من األخطاء في اإلجازات
من تحريف وسقط وقلب وتركيب ،فضال عن إهمال مقدار وكيفية التحمل واألداء
في كل طبقة عن فوقها ،وهذا باب شرحه يطول.
ثانيا :إجازة أحمد سلمونة إلبراهيم العطار والمؤرخة سنة1254هـ:84
هذه اإلجازة من أمهات إجازات أهل مصر ،وعليها مدار الكثير من اإلجازات
القرآنية في مصر وما حولها ،وأحمد سلمونة عمدته في القراءات الشيخ :إبراهيم
حيا 1233هـ).
العبيدي (كان ًّ
85
.1وقع فيها خطأ أخذ عبد الرحمن اليمني ،على :والده شحاذة اليمني ،على:
أحمد بن عبد الحق السنباطي” ،وهو قلب في اإلسناد ،وقد مر بنا في إجازة المرزوقي.
مصورة عن النسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية (/95مصطلح ،تيمور). 84
شيخ قراء مصر في وقته ،ومدار غالب األسانيد المعاصرة بمصر والشام ،أخذ القراءات العشر 85
وغيرها عن :عبد الرحمن األُجهوري ،وعلي البدري ،ومحمد المنيِر السمنودي ،وغيرهم ،وأخذ
ّ
عنه :أحمد بن محمد َس َل ُمونة ،وأحمد المرزوقي ،وعلي الحدادي المالكي ،وعبد الرحمن ابن
أيضا« :رسالة في مذهب أبي عمرو البصري المنتخبة» وله ً
َ حسن آل الشيخ من مؤلفاته« :التحارير
في اإلدغام الكبير والصغير» ،وقد ذكر تلميذه المرزوقي في إجازته لعبد اهلل قاؤقجي أن :العبيدي
من ذرية السيد :عبد السالم بن مشيش -وعبد السالم ابن مشيش حسني ،ولم يوقف للعبيدي
الشيخ :عبد الرحمن بن حسن آل ُ بيقين على غير ما ذكرت وال وقف له على تاريخ وفاة وقد ذكر
الشيخ أنه دخل مصر سنة 1233هـ ،وأنه قابل فيها الشيخ المقرئ بالقراءات العشر الشيخ :إبراهيم
حيا سنة (1237هـ)العبيدي ،فاليقين أن العبيدي كان حيا في هذا الوقت وليس هناك مستندا أنه كان ًّ
إال التقدير والتخمين ،وكذلك يقال فيمن جعل حياته إلى وقت خروج الشيخ :عبد الرحمن بن
حيا سنة دخول الشيخ :عبد الرحمن بن حسن. حسن آل الشيخ ،فاليقين أنه كان ًّ
-يُنظر :كتاب مشاهير علماء نجد (صـ ،)80إمتاع الفضالء ( ،)372/2وإجازة المرزوقي لعبد اللـه
قاؤقجي زاده ،وإجازة سلمونة إلبراهيم العطار.
390
391
.3وفي (ق/7ب) إثبات قراءة ابن اللبان محمد بن أحمد على :التقي بن
الصائغ ،وهو خطأ.88
ومن ذلك قراءة العالمة :عبد الرحمن اليمني ،على :نور الدين علي بن سلطان بن
محمد الهروي الحنفي الهروي ثم المكي (ت 1014هـ) المشهور بالمال علي القاري،
وهو على :سراج الدين ُعمر الشوافي اليمني المكي (ت 991هـ) ،وهو على :العلَّ مة
المقرئ :عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أَبي بكر الناشري اليمني
( 848هـ) ،على اإلمام :ابن الجزري.
وعمر الشوافي المكي توفي سنة 991هـ كما ورد في اللطائف السنية في أخبار
المماليك اليمنية (صـ ،)275وعثمان الناشري توفي (848هـ) فبين وفاتهما (143سنة)
فاألمر يحتاج إلى تأمل وتحرير.
واألقرب أن بين الشوافي والناشري واسطة على األقل ،كما أن المال علي القاري
ذكر في آخر كتابه المنح الفكرية أنه أخذ عن شيخ قراء مكة عمر اليمني الشوافي،
وهو قرأ على جماعة قرءوا على العالمة :محمد بن القطان خطيب المدينة المنورة،
وهو على زين الدين عبد الغني الهيتمي المصري ،وهو على اإلمام شيخ المقرئين:
ابن الجزري ،فلم يذكر ما في اإلجازات السابقة ،واألمر ال يزال في حيز التحرير،
فال يتعجل فيه.
ومما ورد فيها :قراءة أحمد السنباطي ،على أبي الحرم ،عن :محمد الغزي ،عن زكريا
األنصاري ،عن :األميوطي ،وقد بينا أن األُميوطي لم يأخذ عنه زكريا األنصاري،
وهي إجازة مفيدة ،وفيها الكثير مما يحتاج إلى تحرير وتصحيح ،وتمهل ،واللـه
المستعان.
قد مثلت فيما مضى بإجازات قديمة نسبيا ،وسأعرض نموذجا إلجازات حديثة،
فيها تركيب وخلط في الطرق؛ وغير ذلك من األخطاء ،وفي خزانتي مئات من
اإلجازات الحديثة والتي يدمع القلب عند النظر فيها لكثرة األخطاء الواقعة فيها؛
ولذا فسأوجه العناية -فيما بعد -حول الحلول لمواجهة هذه اإلشكاليات.
يُنظر :غاية النهاية ( ،)72/2جامع أسانيد ابن الجزري (صـ ،)99والسالسل الذهبية د .أيمن سويد 88
(من صـ 133-إلى صـ.)211
392
393
:اإلجازة الثانية
394
:اإلجازة الثالثة
395
396
89
تعقيب على اإلجازة األولى:
اإلجازة األولى بقصر المنفصل من طريق الحمامي عن ابن البختري عن الفيل
بمضمن كتاب المصباح كما هو ظاهر من عنوانها ،ومقدمة كالم المجيز ،ولكنه ساق
اإلسناد عن صهر الشاطبي ،عن :الشاطبي إلى أبي عمرو الداني بسنده في التيسير.
والصحيح سوق السند عن :علي بن شجاع ِصهر الشاطبي ،عن :أبي الفضل محمد
الش ْهر ُزوري البغدادي، الغ ْز َنوي ،عن :أبي الكرم المبارك بن الحسن
بن يوسف َ
َّ ُ
الحمامي،
َّ عن :أبي الحسين أحمد بن عبد القادر ،عن :أبي الحسن علي بن أحمد
الد َّقاق أحمد بن عبد الرحمن ابن الب ْخ َتري ،عن :أحمد بن محمد بن
عن :الولي َّ
َ
الصباح البغدادي ،عن :حفص بن سليمان حميد المعروف ِ
بالفيل ،عن :عمرو بن
َّ َّ ُ
الن ُجود الكوفـي.
الكوفي ،عن :عاصم بن أبي َّ
كما أنه ساقها من طريق عبد الرحمن اليمني عن :والده شحاذة اليمني ،ومعلوم
أنه قرأ على والده بالقراءات السبع من طريق الشاطبية إلى قوله تعالى“ :فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد ،”..ال من طريق الطيبة ،ثم مات والده فاستأنف على تلميذ
والده :أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد السنباطي ،كما في غالب اإلجازات.
والصحيح كاالتي:
عبد الرحمن بن شحاذة اليمني ،عن :علي بن محمد ابن غانم المقدسي ،عن:
الس َم ِديسي ،كالهما عن :أحمد
السنباطي ،ومحمد بن إبراهيم َّ
عبد الحق بن محمد ُّ
بن أسد األُميوطي ،عن :محمد بن محمد ابن الجزري.
وكذا :قرأ عبد الرحمن بن شحاذة اليمني من طرق الطيبة على :أبي الـحرم أحمد بن
محمد المدني ،عن :محمد بن إبراهيم السـمديسي ،عن :أحمد بن أسد األميوطي،
عن :محمد بن محمد ابن الجزري.
397
90
تعقيب على اإلجازة الثانية:
وفيها أجاز الشيخ قدري عبد الوهاب الشيخ وفائي عبد الرازق بالقراءات العشر من
شك في تلقي الشيخ :وفائي ،عنطريقي الشاطبية والدرة بعد ختمة كاملة جمعا ،وال َّ
الشيخ :قدري ،لكن وقعت أخطاء جسيمة عند تحرير هذه اإلجازة ،وهي كما يلي:
أولها :أن الشيخ قدري محمد عبد الوهاب المنياوي قرأ القراءات السبع من طريق
الشاطبية وقراءة أبي جعفر من طريق الدرة على الشيخ :معزوز أبي ربيع األردني
نزيل الكويت ،وليس العشر كما هو في اإلجازة ،وإنما قرأ الشيخ قدري عبد الوهاب
العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ :عبد العزيز فاضل العنزي الكويتي،
وهو بذلك عن :الشيخ :عبد الرزاق علي موسى بسنده المعروف عن الزيات ،وغيره.
ثانياُ :ذكر أن شيخنا المقرئ المدقق :رمضان نبيه عبد الجواد قرأ القراءات من
طرق الشاطبية والدرة والطيبة على جماعة ،منهم :الشيخ :فهمي رمضان كساب،
والصحيح أن الشيخ :رمضان نبيه قرأ بالسبعة من طريق الشاطبية على الشيخ :فهمي
91
كساب ،وليس العشر.
وأما العشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة فقرأها شيخنا :رمضان نبيه ،على
الشيخ :محمد عبد الحميد السكندري ،والشيخ :حامد الجمسي ،والشيخ :محمود
بن محمد بن محمد شاهين السنفي ،والشيخ :محمد عبد الدايم خميس.
ثالثا :ذكر فيها أن الشيخ فهمي رمضان كساب تلقى عن :الشيخ :محمد محمد
زقزوق ،والشيخ :محمد مصطفى الحمامي ،وهو عن :محمد محمد هاللي األبياري،
وهنا خطأ واضح ،وهو االنقطاع فبين الشيخ :فهمي كساب والشيخين بعده ،واسطة
هي شيخه :أحمد علي عويس الدلجموني.
والصحيح كما يلي :92قرأ الشيخ فهمي كساب القراءات السبع من طريق الشاطبية
على الشيخ :أحمد علي عويس الدلجموني ،وهو بذلك على الشيخ :محمد محمد
ضمن مجموعة إجازات للشيخ :وفائي عبد الرازق ،بمكتبتي الخاصة. 90
وقد أتحفني شيخنا المقرئ :رمضان نبيه ،بمصورات إجازاته ،عن شيوخه. 91
إجازة أحمد عويس لفهمي كساب ،وترجمته ،وإجازاته لبعض تالمذته أتحفني بها الشيخ المقرئ: 92
خالد حسين تلميذ الشيخ :فهمي كساب ،وكذا المقرئ الدكتور :أيمن الفخراني.
398
زقزوق ،من أول القرآن إلى سورة الرحمن ،ثم توفي الشيخ :محمد زقزوق ،فاستأنف
ختمة أخرى على الشيخ :محمد مصطفى الحمامي.
كما قرأ كذلك الشيخ :أحمد علي عويس الدلجموني 93بالقراءات العشر من طري َقي
الشاطبية والدرة على الشيخ :محمد محمد هاللي األبياري ،وهو بالقراءات العشر
من طرق الشاطبية والدرة والطيبة عن :أحمد شرف األبياري ،عن الشيخ :يوسف
عجور ،بسنده المعروف.
رابعا :الشيخ :عبد المنعم البنداري سقط بينه وبين :مصطفى الميهي ،واسطة ،وهو:
الشيخ :سليمان الشهداوي.
خامسا :ذكر فيها“ :محمد السمنودي المنير ،على شيخه :علي الرملي شارح الدرة،
على الشيخ :محمد البقري ،وهو على شيخه :أحمد الرشيدي ،على شيخه :أحمد
البقري ،وهو على الشيخ :محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري .”...
وفي هذا قلب وتركيب في اإلسناد ،والصحيح :أن الشيخ :علي الرميلي -وليس
الرملي كما في اإلجازة -أخذ عن الشيخ محمد البقري ،وأن الشيخ :محمد السمنودي
المنير أخذ كذلك عن الشيخ :أحمد الرشيدي ،وهو عن :أحمد البقري ،وهو على:
محمد البقري ،وغير ذلك مما يطول شرحه في هذه اإلجازة.
94
تعقيب على اإلجازة الثالثة:
وفي هذه اإلجازة أخطاء منها :التركيب كما في قوله ...“ :الشيخ :شحاتة اليمني،
وهو عن :محمد بن جعفر ،وهو عن :شيخه :أحمد المسيري المصري ،وهو شيخه:
نصر الدين الطبالوي”.
كما هو ظاهر إجازة فهمي كساب عن :أحمد عويس ،وقد أكد لي شيخنا :رمضان نبيه ،أن الشيخ: 93
أحمد عويس ،تلقى القراءات على الشيخ :األبياري ،وأنه كان يقرئ طلبته بمضمن الفوائد المحررة
لشيخه :محمد هاللي األبياري.
إجازة محمد محمد جمعة الباز تفضل بها ضمن مجموع إجازات كبير -الشيخ المقرئ :ياسر السيد 94
حسين العطالي الدقهلي -فجزاه اهلل عنا خيرا.
399
والصحيح :شحاذة اليمني ،عن :ناصر الدين الطبالوي ،وأما محمد بن جعفر
أخذه
األماسي فهو في طبقة تالمذة العالمة :شحاذة اليمني ،وليس شيخا له ،وإنما ْ
عن الشيخ :أحمد المسيري.
وأيضا التصحيف في األسماء كما في قوله“ :زكريا األنصاري ،عن :أحمد بن أسعد
األميوطي ،وابن عباس أحمد بن أبي بكر القلتياي ،وأبي نعيم النفيري ،وطاهر بن
أحمد الشهير بالنوثري”.
والصحيح :أحمد بن أسد األميوطي ،وأبي العباس أحمد بن أبي بكر ال َق ْلقـيلي،
الن َو ْيري” ،وغير ذلك كثيرالع ْقبي ،وطاهر بن محمد ُّ
وأبي نعيم رضوان بن محمد ُ
في هذه اإلجازة.
400
401
.7عمل قاعدة معلومات شاملة ألخبار القراء بطرق بحثية حديثة وسهلة.
.8صنع األثبات وفهارس الكتب والمشيخات التي تتعلق بأسانيد كتب التجويد
والقراءات وعلوم القرآن .
.9عمل سجالت خاصة بتسجيل كامل بيانات التالميذ المجازين من الشيوخ
وضبط ما تلقوه منهم.
.10إصدار مجلة أو دوريات لنشر فقه التلقي ومسائله وعرض األسانيد الهامة،
وكذا تراجم القراء.
.11عدم السماح لغير المختصين ومن ال دراية لهم باألسانيد بكتابتها
كالخطاطين ،والطباعين.
402
خطيب المدينة المنورة ،عن محمد بن شرف الدين التستري المدني ،96عن محمد
الكيالني ،عن :اإلمام :محمد بن محمد ابن الجزري (ت 833هـ).
كما تلقى معلم السراي السلطاني المدعو بكجي ،على الشيخ :أحمد المسيري
المصري ،وهو عن الشيخ :ناصر الدين محمد بن سالم بن علي الطبالوي الشافعي
المعمر (ت966هـ) ،وهو على شيخ اإلسالم :زكريا بن محمد األنصاري (ت926هـ)،
الع ْقبي الشافعي
النعيم رضوان بن محمد بن يوسف ُ وهو على شيوخ عدة ،منهم :أبو َّ
الن َويري المالكي( 97ت 56هـ)،
(ت852هـ) ،والشيخ :طاهر بن محمد ابن علي ُّ
والشيخ :أحمد بن أبي بكر بن يوسف ال َقـ ْل ِـقـيلي السكندري الشافعي (ت 857هـ)،
وقرأ هؤالء جميعا على :ابن الجزري ،وغيره بأسانيدهم.
الشيخين
ِ ثانيها :طريق المصريين بالشاطبية والدرة والطيبة والتقريب من طريق
المصريين:
• أحمد المسيري صهر ناصر الدين محمد بن سالم الطبالوي.
• الشيخ الشريف المقرئ :علي بن سليمان المنصوري.
.1فأما الشيخ :أحمد المسيري صهر الطبالوي ،فقد تقدم إسناده.
.2وأما :الشيخ الثاني :شيخ القراء باألستانة محرر الطيبة :علي بن سليمان
تلقى القراءات على كل من،
ابن عبد اللـه المنصوري المصري (ت1134هـ) ،فقد َّ
98
حرر :99أبي العزائم ضياء الدين سلطان بن أحمد بن سالمة بن إسماعيلالعالمة الم ِ
ُ ّ
ينظر :شجرة قراء تركيا ،وإجازة عبيد اللـه بن محمد الفناري بالقراءات لصادق ين يوسف بتاريخ 96
916هـ ،مخطوط بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري.
وليس هو شارح الطيبة كما جاء في إجازات عديدة خطأ ،وسيأتي بيان ذلك. 97
ينظر :ثبت إرشاد المريد إلى معرفة األسانيد لعبد اهلل ابن الكبرلي الجامعة اإلسالمية رقم (،)10001 98
وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد (إدارة مخطوطات
الكويت -قراءات ،)72/وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي (ق/3 :أ-مخطوط
بجامعة اإلمام رقم .)1432
قرأ المنصوري على المزاحي القراءات بجميع الروايات العشر وما فوقها ،وأخذ عنه الشاطبية والرائية 99
والطيبة ومقدمة في األربع عشر ،وغير ذلك كما هو مذكور في إجازته لتلميذه حسين األرضرومي
(ق/3:أ-مخطوط بجامعة اإلمام رقم ،)1432ولذا قدمته على جميع شيوخه.
403
الـم َّـزاحي الشافعي المصري (ت1075هـ) ،والعالمة :أَبي الضياء نور الدين علي بن
َ
برام ّلسي الشافعي (ت1087هـ) ،والعالمة :شمس الدين محمد بن قاسم ِ
الش َ
علي َّ
الش َّناوي الشافعي (ت1111هـ) -ثالثتهم عن :الشيخ المقرئبن إسماعيل البقري ِ ّ
الجامع :العلَّ مة 100:زين الدين عبد الرحمن بن شحاذة الشافعي المصري المعروف
بعبد الرحمن بن شحاذة اليمني (ت1050هـ) ،وهو َع َلى :علي بن محمد بن علي
ّ
بن خليل بن غانم المقدسي الخزرجي الحنفي القاهري (ت1004هـ) ،وهو على:
الس ْنباطي (ت931هـ) ،وهو علىّ ِ :
الشهاب أحمد شرف الدين عبد الحق بن محمد ُّ
بن أسد األُميوطي ،وهو على :اإلمام ابن الجزري.
كما قرأ :علي بن محمد ابن غانم المقدسي 101على :أبي الـجود محمد بن إبراهيم
الس َـمديسي الحنفي (ت932هـ) ،وهو على :األُميوطي ،وهو على :ابن الجزري.
َّ
كما قرأ :عبد الرحمن اليمني بطريق الطيبة على :شيخ المقرئين بالمدينة النبوية في
الم َدني (ت1001هـ) ،102وهووقته :أبي الحرم أحمد بن محمد بن محمد الشافعي َ
الس َـمديسي ،عن :األُميوطي ،عن :ابن الجزري.
على :محمد بن إبراهيم َّ
سياق أسانيد عبد الرحمن بن شحاذة اليمني من إجازات عديدة أهمها :إجازة داود بن سليمان 100
الموصلي بالقراءات السبع لعبد الوهاب البغدادي( ،ق ،)5 ،4:وكذا إجازة سعد الدين الموصلي البنه
رام ِّل ِسي ألبي العز العجمي (ق ،)7 ،6 :وكذا إجازة عبد اللطيف
الش ْب َ
محمد أمين (ق/7:أ) ،وإجازة َّ
مفتي زاده لمحمد أحمد بالسبع (ق/7:ب) ،إجازة محمد حاجي زاده ألحمد الشهري ،وإجازة
محمد بن الحاج حسن للحافظ عثمان (ق ،)12:وإجازة أحمد سلمونة إلبراهيم العطار ،والمرزوقي
لعبد اهلل قاؤقجي ،وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد
(إدارة مخطوطات الكويت -قراءات ،)72/وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي
(ق/3:أ-مخطوط بجامعة اإلمام رقم ،)1432وغيرها من مجموع إجازات كثيرة ،محفوظة بمركز
اإلمام ابن الجزري.
بدأت بأعلى أسانيد عبد الرحمن اليمني ،ثم عطفت عليها ما هو أنزل منه.
ِ
العالمة :أبي الجود محمد بن إبراهيم السمديسي (ت932هـ)، قلت :أَ ْخ ُذ على ابن غانم المقدسي ،عن 101
مثبت في كثير من التراجم كما في خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر ( ،)180/3وكذا مثبت
نصا في فوائد االرتحال للحموي ( )435/4أنه تال بالعشر على أبي الجود السمديسي ،وهو المثبت ً
في ثبت األسقاطي ،وهو المثبت في بداية تحريرات الطيبة لمحمد هاشم المغربي ،وتابع على
ذلك صاحب فهرس الفهارس ( )892/2وكذا الشيخ :البرماوي في إمتاع الفضالء ،وكذا الشيخ:
المحقق أيمن سويد في السالسل الذهبية (صـ ،)131وهو المثبت في إجازات عديدة وكثيرة من
أمهات اإلجازات واألسانيد ،وهذا يبين خطأ من نفي ذلك.
شيخ المقرئين بالمدينة النبوية في وقته ،ورد تلقي عبد الرحمن بن شحاذة اليمني عنه في إجازات 102
عديدة منها :إجازة داود بن سليمان الموصلي بالقراءات السبع لعبد الوهاب البغدادي (ق،)5 ،4:
404
وإجازة سعد الدين الموصلي البنه محمد أمين (ق/7:أ) ،وإجازة عبد اللطيف مفتي زاده لمحمد
أحمد بالسبع (ق/7:ب) ،وقد ورد اسم أبي الحرم بالزاي المعجمة في إجازة :داود بن سليمان
الموصلي -وهو تصحيف ،والصحيح ما أثبته ألنه المذكور من ِقبل تلميذه :عبد الحق بن سيف
َ
الدين الدهلوي في بداية شرحه على الجزرية (مخطوط بمكتبة الحرم المكي -رقم409- :ق/2أ)،
وقد ذكر أن اسمه :أحمد بن محمد بن محمد الشافعي المدني ،وأنه توفي سنة (1001هـ) ،وقد
وصفه بقوله« :شيخ شيوخ المقرئين في الحرمين الشريفين ،وأستاذ الفقهاء والمقرئين بمدينة سيد
الع َلم» أهـ.
الثقلين ،تذكرة السلف وحجة الخلف ،الشيخ اإلمام الحجة َ
405
محمد
الشبرملسي المزاحي عمر الشوافي
البقري
مشجرة إسناد شيخ قراء تركيا عبد الرحمن كورسس ،والذي عقد المؤتمر الدولي
104
الثاني للقراءات بمركزه للقراءات باستانبول
406
الخاتمة
تبينت لنا الحاجة ألن يتكاتف العلماء األفاضل والمختصين بعلوم القرآن العظيم
لحمل هذه األمانة -أمانة تصحيح أسانيد القرآن ،وجمع تراجم القراء ،وإخراجها
في تاريخ يؤرخ لهم فهم أولى الناس باالحتفاء والتخليد.
407
408