2021 Hattab 230722 003223

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

ULUSLARARASI II.

KIRAAT SEMPOZYUMU
0 3 - 0 5 K A S I M 2 0 1 7 İ S TA N B U L

TARİHTEN GÜNÜMÜZE
KIRAAT İLMİ

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 3 29.06.2021 10:35:43


Diyanet İşleri Başkanlığı Yayınları: 1936
İlmi Eserler: 265
Genel Koordinatör
Prof. Dr. Huriye Martı
Yayın Yönetmeni
Doç. Dr. Fatih Kurt
Koordinatör
Bünyamin Kahraman
Tashih
Mustafa Çoban
Grafik & Tasarım
Mücella Tekin
Emre Yıldız
Baskı
Türkiye Diyanet Vakfı Yayın Matbaacılık ve Ticaret İşletmesi
(0312) 354 91 31
1. Baskı, Ankara 2021
ISBN 978-625-7366-01-4
2021-06-Y-0003-1936
Sertifika No: 12930
Eser Yayın Kurulu Kararı
26.01.2021/06
© Diyanet İşleri Başkanlığı
İletişim
Dini Yayınlar Genel Müdürlüğü
Basılı Yayınlar Daire Başkanlığı
Tel: (0 312) 295 72 93 - 94
Faks: (0 312) 284 72 88
e-posta: diniyayinlar@diyanet.gov.tr

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 2 29.06.2021 10:35:43


‫‪TÜRKIYE’DE OKUTULAN KIRAATLERDE‬‬
‫‪İSNAD HALKASI‬‬
‫*‪Fuad HATTAB‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫وخ َّصها بحفظه وإسناده‪ ،‬والصالة‬ ‫شرف أمة اإلسالم بكتابه‪َ ،‬‬ ‫الحمد ل َّلـه الذي‬
‫َّ‬
‫القائل‪« :‬خيركم من تع َّلم القرآن وع َّلمه»‪ ،‬وعلى آله‬
‫ِ‬ ‫والسالم على نبينا محمد‬
‫وأصحابه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن النصح لكتاب اهلل تعالى واجب شرعي ال ينبغي لمن قدر عليه أن يرغب عنه‪،‬‬
‫وقد قال النبي ‪« : ‬الدين النصيحة» قلنا‪ :‬لمن؟ قال‪« :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة‬
‫المسلمين وعامتهم»‪.1‬‬
‫واهلل سبحانه قد تعهد بحفظ كتابه فقال سبحانه‪”:‬إ َِّنا َن ْح ُن َن َّز ْل َنا ال ِ ّذ ْك َر َوإ َِّنا َل ُه َل َح ِافظُ َ‬
‫ون”‬
‫ٍ‬
‫أساسية‪:‬‬ ‫يشمل ثالث َة أمورٍ‬
‫ُ‬ ‫[سورة الحجر‪ ،]9:‬وهذا الحفظ‬
‫طرقه الموص َل ِة إليها‪.‬‬
‫وحفظ ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حدوده‪،‬‬ ‫حفظ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حروفه‪،‬‬ ‫حفظ‬
‫َ‬
‫وعلوم الشريعة تصب في هذه الثالثة الجامعة الشاملة‪ ،‬ولما كانت أسانيد القرآن‬
‫ُ‬
‫هي الطريق الموصل لكتاب ال َّلـه‪ ،2‬كانت صيانتها وحفظها واجب شرعي‪ ،‬كحفظ‬
‫حدود القرآن وحروفه‪.‬‬

‫‪Öğretim Üyesi / Mısır‬‬ ‫*‬


‫صحيح مسلم‪ ،‬ت‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مرفوعا من حديث تميم‬ ‫‪1‬‬
‫الداري حديث رقم (‪.)55‬‬
‫ينظر‪ :‬لطائف اإلشارات أحمد بن محمد القسطالني‪ ،‬ط‪ :1‬مجمع الملك فهد‪1434 ،‬هـ (‪،)360/1‬‬ ‫‪2‬‬
‫غيث النفع في القراءات السبع أبو الحسن النوري الصفاقسي‪ ،‬ت‪ :‬أحمد لحفيان‪ ،‬ط‪ :1‬دار الكتب‬

‫‪359‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 359‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫أهل اإلسالم‪،‬‬
‫إذ األسانيد القرآنية هي الدليل على صحة تلقي الكتاب العزيز‪ ،‬وسم ُة ِ‬
‫الرجال‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والحدود؛ إذ‬ ‫ِ‬
‫الحروف‬ ‫حفظ‬
‫ُ‬ ‫الطريق الذي به‬
‫ُ‬ ‫وخصيصتهم دون األمم‪ ،‬وهي‬
‫وأوعيته فلوال مشايخ فضالء وعلماء أجالء عدول ضابطون قيضهم‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العلم‬ ‫مفاتيح‬
‫ُ‬
‫اهلل لكتابه لضاعت العلوم وإنما ضياع العلم بذهاب أهله‪.‬‬
‫وبفضل اهلل توجد في أيامنا هذه نهض ٌة قرآنية في كثير من البالد اإلسالمية من أهم‬
‫مظاهرها اهتمام وزارات األوقاف اإلسالمية بإنشاء دور تحفيظ القرآن الكريم ورعاية‬
‫أهلها‪ ،‬هذا إلى إنشاء كثير من جمعيات ودور القرآن األهلية‪ ،‬وزاد اإلقبال على‬
‫كتاب اللـه تعليما وتعلما‪ ،‬واهتم الناس بتحصيل اإلجازة القرآنية‪ ،‬بل تهافت الكثير‬
‫عليها‪ ،‬واتخذها البعض عمال ومهنة‪ ،‬حتى ال تكاد تخلو ساعة من مجاز برواية‬
‫أو قراءة‪ ،‬هذا مع اإلهمال في السند القرآني من جهة ضبطه وصياغته على الوجه‬
‫المرضي‪ ،‬مع التساهل في األداء‪ ،‬ووقوع الخلل في التلقي‪ ،‬وتصدر من لم يتأهل‪.‬‬
‫والغالب على األسانيد القرآنية المعاصرة كثرة األخطاء فيها‪ ،‬من تصحيف‪ ،‬وتحريف‬
‫وتصحيف في األسماء‪ ،‬وكثرة السقط في اإلسناد‪ ،‬واإلجمال في لفظ اإلجازة بما‬
‫ال يبين كيفية ومقدار المقروء‪ ،‬ومن ذلك عدم الدقة في ذكر الكتاب‪ ،‬أو الطريق‬
‫بمضمنه‪ ،‬بل والكذب أحيانا بـادعاء القراءة على شيخ لم تثبت قراءته عليه‪،3‬‬
‫َّ‬ ‫المقروء‬
‫أو اإلسناد عن شيخ قراءة بما رواه عنه إجازة‪ ،‬أو عدم التفريق في اإلسناد بين رواية‬
‫بمضمنها‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫المتون‪ ،‬والقراءة‬
‫وال يتصور أن هذه اإلشكاالت واألخطاء في األسانيد القرآنية وليدة عصرنا بل هي‬
‫قديمة نبه عليها العلماء وعلى رأسهم ابن الجزري‪ ،‬إذ قال‪“ :‬وقد وقع لكثير من‬
‫المتقدمين في أسانيدهم أوهام وغلطات عديدة من إسقاط رجال‪ ،‬وتسمية آخرين‬
‫بغير أسمائهم وتصاحيف وغير ذلك”‪ ،4‬يقول “وقع لكثير من المتقدمين” على‬

‫العلمية ببيروت‪ 2004 ،‬م (صـ‪.)16‬‬


‫كادعاء أحمد منصور عبد العال المسلماني أنه قرأ خمسة أجزاء بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية‬ ‫‪3‬‬
‫والدرة‪ ،‬على الشيخ‪ :‬بكري الطرابيشي‪ -‬رحمه اللـه‪ ،‬وأن الطرابيشي أجازه بما قرأ وبباقي القرآن‪،‬‬
‫ومن ذلك إدعاء متولي أحمد محمد السوهاجي بقراءة القراءات العشر على الشيخ الجامع المدقق‪:‬‬
‫رمضان نبيه عبد الجواد هدية الزياتي الغرباوي‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬منجد المقرئين‪ ،‬محمد بن محمد ابن الجزري‪ ،‬ط‪ :1‬دار الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪( ،‬صـ‪.)11‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪360‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 360‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫ما هم عليه من العلم والفهم‪ ،‬فما بالنا في هذه األيام مع تراكم هذه األخطاء عبر‬
‫القرون‪ ،‬وندرة المشتغلين بتحقيق األسانيد القرآنية وتنقيحها‪.‬‬
‫كما لم يُعتن باألسانيد القرآنية االعتناء الذي حظيت به األسانيد الحديثية على مر‬
‫جزءا من هذه القضية‪-‬‬ ‫ِ‬
‫العصور‪ ،‬نعم عالج اإلمام ابن الجزري ومن قبله الذهبي ً‬
‫بشكل فردي‪ ،‬لكن من عهد ابن الجزري ومنذ أكثر من خمسة قرون لم تلق قضية‬
‫المؤسسي‪ ،‬وال‬
‫َّ‬ ‫السند القرآني َمن يعيرها االهتمام الذي يستحقه على المستوى‬
‫الشمولية التي تعالج جميع قضاياه‪.‬‬
‫فمنذ قرون عديدة وغالب األسانيد القرآنية تتناقل بين المقرئين على ما فيها من‬
‫الخلط والتركيب في غالبها‪ ،‬أو االختصار دون بيان المقدار المقروء أواالقتصار‬
‫على العالي منها دون بيان التحمل واألداء‪ ،‬مع التصحيف والتحريف‪.‬‬
‫وما زاد األمر سوءا إهمال األثبات والفهارس الخاصة بعلم التجويد والقراءات‬
‫والعلوم القرآنية؛ وقد تسبب ذلك في انقطاع الصلة بين هذا الجيل المسلم المقبل‬
‫على كتاب اهلل وبين الكثير من كتب التراث القرآني‪ ،‬ولقد أدرك علماؤنا القدامى‬
‫‪5‬‬
‫أهمية هذا األمر؛ فكانوا يهتمون بها؛ إ ْذ كانوا يعتبرون األسانيد أنساب الكتب‪.‬‬
‫هذا إلى أن المشتغلين بتحقيق األسانيد القرآنية قلة تكاد تعد على األصابع ال‬
‫تتناسب مع الكثرة المتكاثرة في األسانيد القرآنية‪ ،‬كما أن المحققين من هؤالء‪ -‬ثل ٌة‬
‫قليل ٌة‪ ،‬منهم المشارك‪ ،‬ومنهم المتفرغ لهذه الصنعة‪ ،‬والمتفرغون لكل منهم وجهة‬
‫هو موليها‪.‬‬
‫لذا فإنه ينبغي على األمة أن تقوم وفي إطار مؤسسي على إعداد ثلة من المتخصصين‬
‫في تصحيح وتحقيق األسانيد القرآنية لمعالجة قضية هي من أهم القضايا القرآنية‬
‫في هذا العصر‪ -‬قضية السند القرآني‪.‬‬
‫كما ينبغي توفير مرجعية معتدلة المنهج في هذا المجال‪ -‬مجال األسانيد القرآنية‬
‫ومنحها‪ ،‬وتاريخ القراء‪ ،‬وطرق تحملهم وأدائهم‪ ،‬وذلك بالتأصيل لهذا الفن والرجوع‬

‫ينظر‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬أحمد بن حجر‪ ،‬ت‪ :‬نظر الفريابي‪ ،‬ط‪ :‬دار طيبة‪2005 ،‬م‬ ‫‪5‬‬
‫(‪.)5/1‬‬

‫‪361‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 361‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫في مسائله إلى علماء طال اهتمامهم به في هذا العصر‪ ،‬للوقوف على ما لديهم من‬
‫خبرات في هذا الباب‪.‬‬
‫ِ‬
‫السند القرآني البد أن تنال االهتمام؛ نظرا لما نرى من‬ ‫وتصحيح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقيق‬ ‫فمسأل ُة‬
‫ً‬
‫وأداء‪ ،‬مع اإلهمال في السند‬
‫ً‬ ‫تحمل‬
‫ً‬ ‫وتعليما‬
‫ً‬ ‫تعلما‬
‫اإلقبال الشديد على كتاب اهلل ً‬
‫القرآني‪ ،‬والخطأ في ضبطه وصياغته وطباعته‪ ،‬والتساهل في أدائه وتحمله‪.‬‬
‫ولذا كان هذا البحث الذي أردت به تجلية األمور ببيان واقع األسانيد القرآنية وما‬
‫فيها من إشكاالت‪ ،‬واألسباب التي أدت إلى ذلك‪ ،‬مقترحا بعض الحلول التي‬
‫يمكن أن ننصح بها ألسانيد كتاب ربنا‪ -‬عز وجل؛ كما أردت الدعوة بهذا البحث‬
‫لمزيد العناية بتصحيح األسانيد‪ ،‬وتدقيقها‪ ،‬والعناية بها على أتم الوجوه وأكملها‪،‬‬
‫المحدثين في هذا الباب‪ ،‬مراعين عرف القراء‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫واالستفادة من جهود‬
‫وقد قدمت أصل هذا البحث للندوة العالمية الثانية للقراءات في استانبول وألقيته بها‬
‫في نوفمبر ‪2017‬م‪ ،‬ثم هذبته وزدت عليه‪ ،‬وأحمد اهلل عز وجل أن وفقني لطباعته‪،‬‬
‫والمأمول من كل فاضل وقف على هفوة أو ذلة أن ينبهني‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫النبي وآله وصحبه‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫وكتبه‪ :‬فؤاد محمد خطاب الجابري‬

‫مقدمة حول السند واإلجازة القرآنية وأهميتهما‬

‫السند عند المحدثين والمقرئين لغة واصطالحا‬


‫يطلق السند لغة على عدة معان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫• ما ارتفع من األرض والجمع أَسناد‪.‬‬
‫• الصعود‪ :‬في حديث أحد‪« :‬رأيت النساء يُسندن في الجبل» أي يصعدن‪.‬‬
‫وكاتفته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرجل مساند ًة إذا عاضدتُه‬
‫َ‬ ‫وساندت‬
‫ُ‬ ‫• المعاضدة والمكاتفة‪:‬‬
‫سن ٌد‪ ،‬ويقال ساندته إلى الشيء‬ ‫ٍ‬
‫شيئا أو أسندته إلى شئ فهو ُم َ‬
‫أسندت إليه ً‬
‫َ‬ ‫شيء‬ ‫وكل‬
‫ُّ‬
‫‪6‬‬
‫وهو يتساند إليه أي أسندته إليه‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث واألثر ألبي السعادات الجزري‪ ،‬لسان العرب مادة (سند) الصحاح‬ ‫‪6‬‬
‫للجوهري مادة (سند)‪.‬‬

‫‪362‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 362‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪7‬‬
‫وأما عند المحدثين‪ :‬فقد قال الطيبي‪ :‬هو اإلخبار عن طريق المتن‪.‬‬
‫قال ابن جماعة‪ :‬وهو مأخوذ إما من السند‪ ،‬وهو ما ارتفع وعال عن سفح الجبل؛‬
‫ألن المسند يرفعه إلى قائله‪ ،‬أو من قولهم فالن سند‪ ،‬أي‪ :‬معتمد؛ فسمي اإلخبار‬
‫عن طريق المتن سندا العتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه‪ ،‬وأما اإلسناد‬
‫‪8‬‬
‫فهو رفع الحديث إلى قائله‪ ،‬والمحدثون يستعملون السند واإلسناد لشيء واحد‪.‬‬
‫سندا‪ ،‬ويمكن أن يقال‬
‫ورفع الحديث يكون ببيان طريق المتن برواية الحديث ُم َ‬
‫‪9‬‬
‫السند هو‪ :‬سلسلة الرواة التي حصل بها تل ِّقي الخبر‪.‬‬

‫ومثال السند عند المحدثين قول البخاري في صحيحه‪:‬‬


‫«حدثنا الحميدي عبد اهلل بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‬
‫األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي‪ ،‬أنه سمع علقمة بن وقاص‬
‫الليثي‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب ‪ ‬على المنبر قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪‬‬
‫يقول‪« :‬إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى دنيا‬
‫‪10‬‬
‫يصيبها‪ ،‬أو إلى امرأة ينكحها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه»‪.‬‬

‫وأما السند عند علماء القراءات‪:‬‬


‫فقد عرفه القسطالني في لطائف اإلشارات بقوله‪« :‬الطريق الموصل إلى القرآن»‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫وتابعه على هذا الصفاقسي في غيث النفع‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ويمكن أن يقال هو‪ :‬سلسلة الرواة الذين نقلوا القراءة‪ ،‬والرواية‪ ،‬والطريق‪ ،‬والوجه‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬الخالصة في معرفة الحديث‪ ،‬للحسين بن محمد الطيبي‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪2009‬م (صـ‪.)28‬‬
‫ينظر‪ :‬المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي‪ ،‬محمد ابن جماعة‪ ،‬ت‪ :‬محيي الدين عبد‬ ‫‪8‬‬
‫الرحمن رمضان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1406 ،2‬هـ‪( ،‬صـ‪.)28‬‬
‫ينظر‪ :‬تدريب الراوي للسيوطي (‪ ،)27،28/1‬تحرير علوم الحديث للجديع (‪.)23/1‬‬ ‫‪9‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه مرفوعا برقم (‪.)1‬‬ ‫‪10‬‬
‫ينظر‪ :‬لطائف اإلشارات (‪360/1‬ط‪ :‬مجمع المك فهد)‪ ،‬غيث النفع للصفاقسي (صـ‪ )16‬ط‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪11‬‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬اإلسناد عند علماء القراءات (صـ‪.)19‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪363‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 363‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫والقراءة‪ :‬هي ما اجتمعت عليه الروايات والطرق عن اإلمام بكماله فلم يختلف‬
‫الرواة عليه‪.‬‬
‫والرواية‪ :‬هي ما نسب إلى أحد الرواة عن اإلمام‪.‬‬
‫والطريق‪ :‬هو ما نسب إلى من دون الرواة عن اإلمام وإن س َفل‪.‬‬
‫والوجه‪ :‬ما نقل فيه التخيير عن اإلمام أو عن أحد رواته‪.‬‬
‫فإثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير‪ ،‬وقراءة الكسائي‪ ،‬وقراءة أبي جعفر‬
‫ورواية قالون عن نافع‪ ،‬وطريق األصبهاني عن ورش‪ ،‬وطريق صاحب الهادي عن‬
‫أبي عمرو‪ ،‬وطريق صاحب العنوان عن ابن عامر‪ ،‬وطريق صاحب التذكرة عن‬
‫يعقوب‪ ،‬وطريق صاحب التبصرة عن األزرق عن ورش ‪ ،‬ونقول‪ :‬لك في البسملة‬
‫بين السورتين لمن بسمل ثالثة أوجه‪ :‬وال نقل ثالث قراءات‪ ،‬وال ثالث روايات‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫وال ثالث طرق‪.‬‬
‫مثال السند القرآني‪ :‬قال ابن الجزري في كتابه النشر عند معرض بيان أسانيده‬
‫المتصلة بالتالوة من طريق الشاطبية‪:‬‬
‫«وقرأت بمضمنها القرآن كله على جماعة من الشيوخ‪ ،‬منهم الشيخ اإلمام العالم‬
‫التقي أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي ابن البغدادي المصري الشافعي‬
‫شيخ اإلقراء بالديار المصرية‪ ،‬وذلك بعد قراءتي لها عليه‪ ،‬قال‪ :‬قرأتها وقرأت‬
‫القرآن بمضمنها على الشيخ اإلمام األستاذ أبي عبد اهلل محمد بن أحمد بن عبد‬
‫الخالق المصري الشافعي‪ ،‬المعروف بالصائغ شيخ اإلقراء بالديار المصرية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قرأتها وقرأت القرآن العظيم بمضمنها على الشيخ اإلمام العالم الحسيب النسيب‬
‫أبي الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي بن موسى العباس المصري الشافعي‬
‫صهر الشاطبي شيخ اإلقراء بالديار المصرية‪ ،‬قال‪ :‬قرأتها وتلوت بها على ناظمها‬
‫اإلمام أبي القاسم الشاطبي الشافعي شيخ مشايخ اإلقراء بالديار المصرية‪ ،‬وهذا‬
‫إسناد ال يوجد اليوم أعلى منه تسلسل بمشايخ اإلقراء وبالشافعية وبالديار المصرية‬
‫‪14‬‬
‫وبالقراءة والتالوة»‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬النشر (‪.)200-199/2‬‬ ‫‪13‬‬


‫ينظر‪ :‬النشر البن الجزري (‪.)63/1‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪364‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 364‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫واصطالحا‬
‫ً‬ ‫اإلجازة القرآنية لغة‬
‫أما لغ ًة‪ :‬فمادة (ج و ز) تدل لغويا على معان عدة‪:‬‬
‫وسط الشيء‪ ،‬العبور‪ ،‬االستخالف‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬التسويغ‪ ،‬العطية‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫والسقاية‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذه المعاني قد نستشعرها في معنى اإلجازة إذ المجيز وسط في‬
‫السلسلة اإلسنادية‪ ،‬يعبر بالمجاز‪ ،‬ويستخلفه‪ِ ،‬‬
‫وينف ُذه‪ ،‬ويسوغ له التصدر‪ ،‬ويأذن له‬
‫‪16‬‬
‫فيه‪ ،‬بل يمنحه عطية العلم ليسقي بها غيره‪.‬‬
‫وأما اصطالحا‪:‬‬

‫ِّ‬
‫المحدثين هي‪ :‬إذن في الرواية لف ًظا أو خ ًّطا‪.‬‬ ‫فاإلجازة في اصطالح‬
‫‪17‬‬

‫أحد من المقرئين‬‫وأما في اصطالح القراء فلم أقف على تعريف لها محدد عند ٍ‬
‫المتقدمين‪ ،‬وإن كان صنيعهم فيها ال يخرج عن صنيع المحدثين‪ ،‬من اإلذن بالرواية‬
‫لمن تأهل‪.‬‬
‫وقد عرفها من المحدثين د‪ .‬محمد بن فوزان العمر في كتابه إجازات القراء بقوله‪:‬‬
‫له في اإلقراء»‪ ،‬وهذا‬
‫للمجاز ُ‬
‫المجيز ُ‬
‫«واإلجاز ُة في اصطالح ال ُق َّراء هي‪ :‬شهاد ٌة من ُ‬
‫السيوطي في‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ولعل ما أشار إليه ّ‬
‫َّ‬ ‫التعريف االصطالحي مأخوذ عن طريق االستقراء‪،‬‬
‫فجعلت اإلجازة‬ ‫اإلتقان عند حديثه عن شرطية اإلجازة في اإلقراء وهو قولُه‪ُ « :‬‬
‫‪18‬‬
‫للمجاز‪.»...‬‬ ‫كالشهادة من الشيخ ُ‬
‫وعرفها د‪ .‬فهد الميموني في كتابه اإلجازة القرآنية‪ ،‬بقوله‪:‬‬

‫ينظر‪ :‬مقاييس اللغة البن فارس (‪ ،)494/1‬القاموس المحيط(صـ‪ ،)506‬لسان العرب البن منظور‬ ‫‪15‬‬
‫(‪.)326/5‬‬
‫ينظر‪ :‬ينظر‪ :‬اإلجازة القرآنية لفهد الميموني (صـ‪.)13‬‬ ‫‪16‬‬
‫ينظر‪ :‬تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (صـ‪ ،)44‬كشاف اصطالحات الفنون لمحمد بن علي‬ ‫‪17‬‬
‫التهانوي (صـ‪ ،)295‬معجم مصطلحات أصول الفقه‪ ،‬د‪ .‬قطب سانو (صـ‪.)26‬‬
‫ينظر‪ :‬إجازات القراء‪ ،‬د‪.‬محمد بن فوزان العمر في كتابه (صــ‪.)18‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪365‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 365‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪19‬‬
‫«إثبات أهلية المجاز في نقل أداء القرآن»‪.‬‬
‫وعرفها د‪ .‬إبراهيم الدوسري‪“ :‬اإلذن للقارئ بإقراء رواية أو أكثر‪ ،‬ويشترط لها‬
‫‪20‬‬
‫المشافهة‪ ،‬ألن في القراءات ما ال يحكم إال بالمشافهة”‪.‬‬

‫التعريف المختار‬
‫التعريفان األوالن ال فرق بينهما فالمضمون واحد إذ طريق إثبات أهلية المجاز هي‬
‫شهادة المجيز للمجاز‪.‬‬
‫وهما غير جامعين من جهة أن اإلجازة إذن بالرواية والتصدر لمن تأهل‪ ،‬ولم ينصا‬
‫أس في تعريف اإلجازة القرآنية‪.‬‬
‫على ذلك‪ ،‬واإلذ ُن ٌّ‬
‫كما لم يأخذا في االعتبار عرف القراء في طريقة وكيفية التلقي المعتبر عندهم‪.‬‬
‫وأما التعريف الثالث فلم يفرق بين اإلذن بالتصدر واإلذن بالرواية‪ ،‬ومعلوم أنه ال‬
‫ِ‬
‫اإلذن بالتصدر اإلذ ُن بالرواية‪.‬‬ ‫يلزم من‬

‫والذي رأيته بعد كثرة النظر في إجازات المقرئين أنها تشتمل على أمور‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إثبات أهلية المجاز‪ ،‬بعد تلقيه القرآن بطريقة وكيفية معتبرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلذن له في التصدر كنتيجة ألهليته‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلذن له في الرواية من طريق الشيخ المجيز‪.‬‬

‫ولذا فالتعريف المختار عندي أن اإلجازة القرآنية هي‪:‬‬


‫إذن بالرواية والتصدر لمن كملت أهليته في نقل األداء القرآني بالطرق المعتبرة‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬اإلجازة القرآنية لفهد الميموني (صـ‪.)21‬‬ ‫‪19‬‬


‫ينظر‪ :‬مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات‪ ،‬إبراهيم الدوسري‪ ،‬دار الحضارة للنشر ‪،‬‬ ‫‪20‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪ 2008 ،1‬م (صـ‪.)13‬‬

‫‪366‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 366‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫وبيان ذلك أنها شهادة يكتبها أو يتلفظ بها الشيخ المجيز للمجاز يشهد فيها بأنه قد تلقى‬
‫عليه القرآن الكريم بطريقة وبكيفية معتبرة عند المقرئين‪ ،‬وأن المجاز قد تأهل بذلك‬
‫ألن يتصدر ويؤدي هذا الذي تلقاه إلى غيره من غير زيادة وال نقص‪ ،‬ويأذن المجيز‬
‫في هذه الشهادة للمجاز أن يروي عنه ما تلقاه منه بأسانيده الموصلة إلى النبي ‪.‬‬

‫وتعتبر اإلجازات القرآنية المكتوبة وثائق هامة وتراث قرآني نادر متناثر في المكتبات‬
‫وبجمعها‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬وبالرجوع ألصول اإلجازات القرآنية التي بين أيدينا‪َ ،‬‬
‫وسبرِ ها‪ ،‬والمقارنة بينها وتحقيقها؛ نقف على ما بها من األغاليط واألوهام‪،‬‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫ونصحح‬ ‫والتصحيفات واالنقطاعات‪ ،‬وغير ذلك من األخطاء‪ ،‬فنصل المنقطع‪،‬‬
‫ّ‬
‫األوهام‪ ،‬ونح ِّقق اإلسناد‪ ،‬كما يتضح لنا عرف القراء وطريقتهم في منح إجازتهم‪،‬‬
‫مع ما تحويه اإلجازة من معلومات هامة حول المجيز والمجاز‪ ،‬والمقدار المتلقى‪،‬‬
‫وكيفية التحمل واألداء‪ ،‬وغير ذلك مما تحل به إشكاالت كثيرة في أسانيدنا المعاصرة‪.‬‬

‫الفرق بين السند واإلجازة‬


‫مما سبق يتبين لنا أن هناك فروق بين اإلجازة القرآنية والسند‪:‬‬

‫فالسند هو سلسلة الرواه الذين نقلوا لنا القرآن بقراءاته‪.‬‬

‫واإلجازة العلمية في األصل هي إذن بالتصدر لمن تأهل‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬

‫األول‪ :‬مقرونة باإلذن بالرواية‪،‬كما هو الحال في إجازات القرآن‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬غير مقرونة باإلذن بالرواية‪ ،‬وتبقى مجرد شهادة من قبل المجيز بالتأهل وإمكان‬
‫التصدر سواء كان فردا أو مؤسسة كمعهد أو جامعة‪.‬‬

‫فاإلجازة أعم من السند؛ فقد يقرن معها اإلذن بالرواية عن المجيز‪ ،‬وقد ال تقرن‬
‫بذلك فتبقى مجرد شهادة بالتأهل وجواز التصدر‪ ،‬ال الرواية‪ ،‬وعلى ذلك فال يحق‬
‫لمن تخرج من معاهد القراءات وكليات القرآن الكريم أن يجيز بالشهادة التي‬
‫يمنحها له المعهد أو الكلية‪ ،‬ما لم ِ‬
‫يج ْزه الشيوخ بالطرق المعتبرة‪.‬‬

‫‪367‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 367‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫أما السند‪ :‬فهو تسمية مسلسلة تُسرد ضمنها أسماء من ُحمل عنهم هذا العلم المسند‪،‬‬
‫فالسند قد يصاحب اإلجازة‪ ،‬وقد ال يصاحبها فتبقى مجرد شهادة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أهمية السند القرآني‪ ،‬وفائدته بعد استقرار التدوين في القراءات‬
‫تبرز أهمية اإلسناد القرآني في تر ُّتب ثبوت القرآن وصحة المقروء وثبوت الشريعة‬
‫ركن من أركان القرآن‬
‫وأحكامها المستنبطة على صحته وضعفه‪ ،‬فالسند الصحيح ٌ‬
‫وشرط من شروط َقبول القراءة‪ ،‬قال مكي بن أبي طالب في اإلبانة‪« :‬ما صح سنده‪،‬‬
‫ٌ‬
‫واستقام وجهه في العربية‪ ،‬ووافق لفظه خط المصحف‪ ،‬فهو من األحرف السبعة‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬ولو رواه سبعون ألفا‪ ،‬متفرقين أو مجتمعين‪ ،‬فهذا هو األصل‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫الذي بني عليه من قبول القراءات عن سبعة أو سبعة آالف‪ ،‬فاعرفه‪ ،‬وابن عليه»‪.‬‬
‫وقال ابن الجزري‪« :‬كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه‪ ،‬ووافقت أحد المصاحف‬
‫العثمانية ولو احتماال‪ ،‬وصح سندها فهي القراءة الصحيحة‪ ،‬التي ال يجوز ردها‬
‫وال يحل إنكارها‪ ،‬بل هي األحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس‬
‫‪23‬‬
‫قبولها»‪.‬‬
‫فأهمية السند القرآني قديما في عصر التدوين واالختيار للقراءات ترجع إلى كونه‬
‫فعرف‬
‫السبب الرئيس لقبول القراءة‪ ،‬وأما بعد هذا العصر وقد استقرت القراءات ُ‬
‫المقبول منها والمردود‪ ،‬ولم تعد األسانيد إلثبات قراءة‪ ،‬وال رواية‪ ،‬ولم نعد نُقرئ‬
‫إال من طريق الشاطبية والدرة والطيبة‪ ،‬وما يعرف عند أهل المغرب من الطرق‬
‫النافعية‪ -‬كما هو الواقع في عصرنا؛ فقد أصبح السند القرآني ترجع أهميته لعدة أمور‪:‬‬

‫ينظر‪ :‬اإلسناد عند علماء القراءات‪ ،‬محمد بن سيدي محمد األمين‪ ،‬دار الحضارة‪ ،‬ط‪1435 ،1‬هـ‬ ‫‪21‬‬
‫ِ‬
‫المسندين‪ ،‬إعداد فريق تحقيق األسانيد القرآنية‬ ‫(صـ‪ ،)20‬شذا الرياحين بذكر قراء جائزة الكويت‬
‫بمركز ابن الجزري‪ ،‬إدارة شئون القرآن الكريم بدولة الكويت‪ ،،‬ط‪2017 ،3 :‬م‪ ،)23/1( ،‬اإلرشاد‬
‫إلى أهمية اإلسناد‪ ،‬للشيخ‪ :‬عبد الرازق علي إبراهيم‪2008 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬غراس (صـ‪ ،)29‬أوضح الدالالت‬
‫في أسانيد القراءات‪ ،‬د‪ .‬ياسر المزروعي‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م (‪.)267‬‬
‫ينظر‪ :‬اإلبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب‪ ،‬ت‪ :‬عبد الفتاح إسماعيل شلبي‪ ،‬ط‪ :‬دار‬ ‫‪22‬‬
‫نهضة مصر للطبع والنشر (صـ‪.)91-90‬‬
‫ينظر‪ :‬النشر لإلمام ابن الجزري‪ ،‬ت‪ :‬الضباع‪ ،‬المطبعة التجارية الكبرى (صـ‪.)15‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪368‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 368‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪ .1‬إثبات التلقي والمشافهة الموصالن إلى صحة األداءات والكيفيات القرآنية‬


‫وكونها منقولة نقال متصال ال خطأ فيها وال خطل‪.‬‬

‫‪ .2‬الحفاظ على خصيصة هذه األمة والتي هي اتصال السند‪.‬‬

‫‪ .3‬التبرك بالتسلك في سلك المقرئين‪.‬‬

‫‪ .4‬وأيضا إلظهار المدعين والكاذبين‪ ،‬والمدلسين والمتشبعين زورا‪ ،‬فهذه‬


‫طبيعة األسانيد وفائدتها في هذا العصر‪.‬‬

‫قال ابن الصالح‪ ”:‬اعلم أن الرواية باألسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا‬
‫وكثير من األعصار قبله إثبات ما يُروى ‪ ...‬وإنما المقصود بها إبقاء سلسلة اإلسناد‬
‫‪24‬‬
‫التي خصت بها هذه األمة زادها اهلل كرامة”‪.‬‬

‫ولذا ففي إهمال السند القرآني تصحيحا‪ ،‬وتحقيقا ومنحا على الوجه‬
‫الالئق‪ -‬مفاسد كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬فتح باب للطاعنين في القرآن الكريم من المستشرقين وغيرهم في أسانيد‬
‫القرآن‪.‬‬

‫‪ .2‬ظهور المدعين والكذابين‪ ،‬والمدلسين‪ ،‬وتصدر من لم يتأهل‪.‬‬

‫‪ .3‬إهمال التلقي الصحيح ألداءات وكيفيات األحرف القرآنية كالروم واإلشمام‬


‫واإلمالة‪ ،‬والتسهيل‪ ،‬مما ال يدرك إال بالتلقي والمشافهة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى التصحيف‬
‫والتحريف في كتاب ال َّلـه تعالى؛ فيقرأ الناس القرآن من المصحف غير معتمدين‬
‫‪25‬‬
‫على المشافهة‪ ،‬كمن يقرأ (ألم‪ ،‬كهيعص‪ ،‬عسق) غير مقطعة بل كلمات‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬يحيى بن شرف النووي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬ ‫‪24‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1392 ،2‬هـ‪.)13/1( ،‬‬
‫ِ‬ ‫ينظر‪ :‬شذا الرياحين ِ‬
‫بذكرِ قراء جائزة الكويت المسندين (‪.)23/1‬‬ ‫‪25‬‬
‫َّ‬

‫‪369‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 369‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪ .4‬انقطاع إسناد كتاب رب العالمين‪ ،‬وذهاب خصيصة األمة اإلسالمية بهذا‬


‫الشرف‪.‬‬
‫‪ -‬قال اإلمام األوزاعي‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪ :‬ما ذهاب العلم إال ذهاب اإلسناد‪.26‬‬
‫وأخرج الخطيب بسنده إلى أبي بكر محمد بن أحمد قال‪“ :‬بلغني أن اهلل خص هذه‬
‫األمة بثالثة أشياء لم يعطها َم ْن قبلها من األمم‪ :‬اإلسناد واألنساب واإلعراب”‪.27‬‬
‫وقال ابن حزم‪“ :‬نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي ‪ ‬مع االتصال؛ خص اهلل به‬
‫المسلمين دون سائر األمم‪ ...‬وأما مع اإلرسال واإلعضال فيوجد في كثير من‬
‫اليهود ولكنهم ال يقربون فيه من موسى كقربنا من محمد ‪ ،‬بل يقفون بحيث‬
‫يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثالثين عصرا في أزيد من ألف وخمسمائة عام‪،‬‬
‫وإنما يبلغون بالنقل إلى شمعون ونحوه‪ ،‬وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا‬
‫النقل إال تحريم الطالق وحده‪ ،‬على أن مخرجه من كذاب قد ثبت كذبه‪...،‬وأما‬
‫قول الصحابة ‪ ‬والتابعين فال يمكن لليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصال وال‬
‫إلى تابع له‪ ،‬وال يمكن للنصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولس‪ .‬اهـ‪.28‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪« :‬اإلسناد من خصائص هذه األمة‪،‬‬
‫َّ‬
‫السنة» ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫وهو من خصائص اإلسالم‪ ،‬ثم هو في اإلسالم من خصائص أهل ُّ‬

‫صحة السند القرآني قبل وبعد عصر استقرار القراءات‬


‫اشترط ال ُقراء لقبول القراءة أن يتوفر فيها ثالث شروط‪:30‬‬
‫َّ‬
‫األول‪ :‬موافقة اللغة العربية‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬التمهيد البن عبد البر النمري‪ ،‬ط‪ :‬وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية بالمغرب (‪/1‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪.)314‬‬
‫ينظر‪ :‬شرف أصحاب الحديث‪ ،‬ت‪ :‬د‪ .‬محمد سعيد خطي اوغلي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء السنة النبوية بأنقرة‬ ‫‪27‬‬
‫(صـ‪.)40‬‬
‫ينظر‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل (‪.)70 69- /2‬‬ ‫‪28‬‬
‫ينظر‪ :‬منهاج السنة النبوية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رشاد سالم (‪.)24 /7‬‬ ‫‪29‬‬
‫ينظر‪ :‬اإلبانة عن معاني القراءات (صـ‪ ،)91-90‬النشر (صـ‪.)15‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪370‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 370‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫الثاني‪ :‬موافقة الرسم‪.‬‬


‫الثالث‪ :‬صحة السند‪.‬‬
‫قال ابن الجزري في طيبته‪:‬‬

‫اح ِت َماالً َي ْحوِ ي‬


‫ِللر ْس ِم ْ‬ ‫َف ُك ُّل َما َوا َف َق َو ْج َه َن ْحـوِ ‪ ...‬وكـــان‬
‫َ َ َ َّ‬
‫ــذ ِه َّ‬
‫الثــال َث ُة األَ ْر َكـــا ُن‬ ‫وصح إسناد ًا هو ا ْل ُقرآ ُن ‪َ ...‬فه ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َّ ْ‬
‫والمقصود بصحة السند‪“ :‬أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى‬
‫ينتهي‪ ،‬وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم‬
‫من الغلط أو مما يشذ بها بعضهم”‪.31‬‬
‫ولم يقصد ابن الجزري مطلق الصحة‪ ،‬وإنما أرادها مقيدة بشروط ثالثة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون القراءة مشهورة عند علماء القراءات‪ ،‬ويعبر عن هذا باالستفاضة‪.‬‬
‫‪ .2‬أال تكون معدودة عند أهل القراءات من الخطأ‪.‬‬
‫‪ .3‬أال تكون مما شذ به بعض القراء عن جمهور المقرئين‪.32‬‬
‫وأما ما وافق المعنى والرسم أو أحدهما بال نقل فال تسمى شاذة بل مكذوبة كالقراءة‬
‫المنسوبة إلى أبي حنيفة جمعها محمد بن جعفر أبو الفضل الخزاعي‪ ،‬ونقلها عنه‬
‫الهذلي‪ ،‬وال أصل لها‪.33‬‬
‫وقد انحصرت القراءة في زماننا في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة‬
‫والطيبة‪ ،‬وكذا العشر النافعية عند المغاربة‪ ،‬واستقر التدوين واالختيار بعد تأليف‬
‫ابن الجزري كتابه العظيم النشر في القراءات العشر‪.‬‬
‫وبهذا انحصرت في زماننا صحة اإلسناد في االتصال بطرق التحمل واألداء المعتبرة‬
‫عند القراء‪ ،‬مع العدالة والضبط؛ بأن يتلقى اآلخر عن األول بأحد طرق التحمل‬
‫ينظر‪ :‬النشر (صـ‪.)17‬‬ ‫‪31‬‬
‫ينظر‪ :‬منجد المقرئين (صـ‪ ، )16‬النشر (صـ‪.)17‬‬ ‫‪32‬‬
‫ينظر‪ :‬النشر البن الجزري (صـ ‪.)16‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪371‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 371‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫واألداء المعتبرة عند القراء لتتحقق السنة في القراءة‪ ،‬فعـن محمد بن المنكدر قال‪:‬‬
‫«القراءة سنة يأخذها اآلخر عن األول»‪.34‬‬
‫وعن زيد بن ثابت ‪« :‬القراءة سنة»‪ ،35‬وأعقب البيهقي هذا األثر عـن زيد بن‬
‫ثابت بقوله‪« :‬وإنما أراد واهلل أعلم أن اتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات‬
‫سنة متبعة ال يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام وال مخالفة القراءات التي هي‬
‫سائغا في اللغة أو أظهر منها‪ ...‬واألصل ما استقرت‬
‫ً‬ ‫مشهورة‪ ،‬وإن كان غير ذلك‬
‫عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول اهلل ‪ ‬بعد ما عارضه به جبرائيل عليه‬
‫السالم في تلك السنة مرتين‪ ،‬ثم اجتمعت الصحابة ‪ ‬على إثباته بين الدفتين»‪.36‬‬

‫أهم اإلشكاالت الواقعة في األسانيد القرآنية في عصرنا‪ ،‬نماذج وحلول‬


‫إجمال‪:‬‬
‫ً‬ ‫اإلشكاالت في األسانيد القرآنية ترجع إلى أمرين‬
‫األول‪ :‬ما يرجع إلى االتصال بطريق غير مرضي من طرق التحمل واألداء‪ ،‬إذ البد‬
‫من االتصال بطريق معتبر من طرق التحمل واألداء عند المقرئين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يرجع إلى علة إسنادية ظاهرة أو خفية‪ ،‬مما ال يتبين إال بجمع طرق اإلجازة‬
‫والنظر في أصولها‪ ،‬وفروعها‪ ،‬وما يوازيها من إجازات األقران‪.‬‬
‫فأما اإلشكاالت التي ترجع إلى االتصال بطريق غير مرضي من طرق التحمل‬
‫واألداء‪ ،‬فالكالم فيها من جهات‪:‬‬
‫أولها‪ :‬الطرق المعتبرة في التلقي القرآني‪ ،‬واألصل فيه‪ ،‬والمقصود منه‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬اإلشكاالت التي ترجع إلى االتصال بطريق غير مرضي‪ ،‬وسبب ذلك‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬حلول اإلشكاالت التي ترجع إلى االتصال بطريق غير مرضي‪.‬‬

‫كتاب السبعة في القراءات البن مجاهد‪ ،‬ط‪ :‬دار المعارف (صـ‪.)50‬‬ ‫‪34‬‬
‫أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (‪.)385/2‬‬ ‫‪35‬‬
‫المصدر السابق (‪.)385/2‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪372‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 372‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫الطرق المعتبرة في التحمل واألداء القرآني‪ ،‬واألصل في التلقي القرآني‬


‫طرق التحمل واألداء المعتبرة عند القراء تحافـظ على التلـقي الصحيح لألحرف‬
‫القرآنية‪ ،‬وتصان بها الكيفيات القرآنية من الخطأ‪.‬‬
‫والمتفق عليه من طرق التحمل واألداء عند القراء طريقان‪:‬‬
‫األول‪ :‬العرض على الشيخ والسماع منه ‪-‬كالهما معا‪ -‬أي معارضة القرآن‪ ،‬وهو‬
‫أعالهما‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬العرض بالقراءة على الشيخ فقط دون السماع‪ ،‬وهي المستعملة سل ًفا وخل ًفا‪.‬‬
‫وذلك في إطار فعل النبي ‪ ‬مع جبريل ‪ ‬بأن يكون ختمة كاملة غيبا عن ظهر‬
‫ً‬
‫قلب مشافهة بال واسطة مع اإلتقان والتحرير‪ ،‬من عدل ضابط لمثله‪.‬‬
‫فمعارضة القرآن هي سنة النبي ‪ ‬في تلقي القرآن إذ كان ‪ ‬يعرض على جبريل‬
‫‪ ،‬ويعرض عليه جبريل ‪ ‬كما ثبت في الصحيح من أنه ‪ ‬كان يقرأ على‬
‫جبريل ويعارضه القرآن في كل رمضان فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه‬
‫‪37‬‬
‫القرآن مرتين‪.‬‬
‫وعرض الرسول ‪ ‬على أصحابه ‪ ،‬وعرضوا عليه لتكون سنة متبعة‪ ،‬فعن أنس‬
‫بي بن كعب ‪ :‬أمرني ربي أن أقرأ عليك القرآن “‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ :‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال ألُ ِ‬
‫‪38‬‬
‫قال أُبي‪ :‬أوسماني لك؟ قال‪“ :‬نعم” ‪ ،‬فبكى أُبي»‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬
‫قال أبو عبيد القاسم بن سالم‪“ :‬معنى هذا الحديث عندنا أن رسول اهلل ‪ ‬إنما أراد‬
‫بذلك العرض على أُبي أن يتعلم منه القراءة ويتثبت فيها‪ ،‬وليكون عرض القرآن‬
‫‪39‬‬
‫سنة‪ ،‬وليس هذا على أن يستذكر النبي ‪ ‬منه شيئا بذلك العرض”‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬ط‪ :‬طوق النجاة‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)3220‬صحيح مسلم‪ ،‬حديث رقم (‪)2450‬‬ ‫‪37‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن للسيوطي‪ ،‬ت‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬ط‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪1974‬م (‪ ،)343/1‬تلقي القرآن عبر العصور ومفهومه وضوابطه أيمن سويد ‪ ،‬ط‪ :‬دارالغوثاني ‪2008‬م‬
‫(صـ‪.)30‬‬
‫ينظر‪ :‬مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ط‪ :‬دار الرسالة (‪.)395 /19‬‬ ‫‪38‬‬
‫ينظر‪ :‬فضائل القرآن ألبي عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬ت‪ :‬مروان العطية‪ ،‬ومحسن خرابة‪ ،‬ووفاء تقي‬ ‫‪39‬‬
‫الدين‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬ط‪1995 ،1‬م (صـ‪.)358‬‬

‫‪373‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 373‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫وأما العرض بالقراءة على الشيخ فأصله فعل الصحابة ‪ ‬مع النبي ‪ ،‬فعن عبد‬
‫اللـه بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال لي النبي ‪« :‬اقرأ علي» قلت‪ :‬آقرأ عليك وعليك‬
‫أنزل؟ قال‪« :‬فإني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء‪ ،‬حتى بلغت‪:‬‬
‫“ َف َك ْي َف ِإ َذا ِج ْئ َنا ِم ْن ُك ّ ِل أُ َّم ٍة ب َِشهِ ٍيد َو ِج ْئ َنا ب َِك َع َلى َه ُؤ َل ِء َشهِ ً‬
‫يدا” [النساء‪]41 :‬‬
‫‪40‬‬
‫قال‪« :‬أمسك» فإذا عيناه تذرفان‪.‬‬
‫وقال معاذ بن جبل ‪« :‬عرضنا على رسول اهلل ‪ ‬فلم يعب أحدا منا‪ ،‬وقرأت‬
‫‪41‬‬
‫عليه قراءة سفرتها»‪.‬‬
‫كما عرض آخرون من الصحابة ‪ ‬على رسول اهلل ‪ ،‬منهم‪ :‬عثمان بن عفان ‪،‬‬
‫وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬أبي بن كعب ‪ ،‬عبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬زيد بن ثابت‬
‫‪42‬‬
‫‪ ،‬أبو موسى األشعري ‪ ،‬أبو الدرداء عويمر بن زيد ‪.‬‬
‫الحظ‬
‫والعرض على الشيوخ هو المقدم عند القراء‪ ،‬وإنما كان مقدما عندهم؛ ألنه يُ َ‬
‫فيه كيفيات األداء لألحرف القرآنية‪ ،‬فليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على‬
‫األداء كهيئته‪ ،‬وبتقديم العرض على السماع أخذ كثير من العلماء والمحدثين‪،43‬‬
‫‪44‬‬
‫قال مالك‪“ :‬قراءتك علي أصح من قراءتي عليك”‪.‬‬
‫وقال ابن فارس‪“ :‬قال بعض أهل العلم‪ :‬إن قراءة العالم على السامع أعلى مراتب‬
‫اإلبالغ واألداء‪ ،‬وذلك أن يقول المحدث حفظاً أو من كتاب‪“ :‬ثنا فالن”‪ ،‬وقال‬
‫آخرون‪ :‬بل قراءتك على العالم أفضل من قراءته عليك‪ ،‬فروى محمد بن العباس‬
‫بن محمد بن أبي مطيع‪ ،‬قال‪ :‬سمعت اليسع‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا مطيع يقول‪ :‬كان مالك‬
‫بن أنس وأبو حنيفة والحسن بن عمارة وابن جريج وغيرهم يقولون‪ :‬قراءتك على‬
‫جأشا وأوعى قلبا‪،‬‬
‫العالم أفضل من قراءته عليك‪ ،‬وبذلك نقول؛ ألن السامع أربط ً‬
‫ً‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه رقم (‪ ،)4582‬ومسلم في صحيحه رقم (‪ ،)800‬مرفوعا‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫فضائل القرآن وتالوته ألبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرىء‪ ،‬ت‪ :‬عامر حسن صبري‪،‬‬ ‫‪41‬‬
‫دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬ط‪ 1994 ،1‬م (صـ ‪.)59‬‬
‫معرفة القراء الكبار‪ ،‬محمد بن أحمد الذهبي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م (صـ‪.)19-9‬‬ ‫‪42‬‬
‫األخذ والتحمل عند القراء‪ ،‬محمد بن سيدي محمد األمين‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪،‬‬ ‫‪43‬‬
‫عدد رقم (‪ ،)70‬لسنة ‪1424‬هـ‪( ،‬صـ‪.)329‬‬
‫اإللماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع‪ ،‬عياض بن موسى اليحصبي السبتي‪ ،‬ت‪ :‬السيد‬ ‫‪44‬‬
‫أحمد صقر‪ ،‬دار التراث ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1970 ،1‬م (صـ‪.)70‬‬

‫‪374‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 374‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫وشغل القلب وتوزع الفكر إلى القارئ أسرع فلذلك قال العلماء الذين ذكرناهم‬
‫‪45‬‬
‫ما قالوه”‪.‬‬
‫شغلت‬
‫ُ‬ ‫وقال موسى بن داود‪“ :‬القراء ُة أثبت من الحديث‪ ،‬وذلك أنك إذا قرأت علي‬
‫َّ‬
‫‪46‬‬
‫غفلت عنك”‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حدثتك‬
‫ُ‬ ‫نفسي باإلنصات لك وإذا‬
‫وأما السماع من لفظ الشيخ دون العرض عليه‪ ،‬فهو وإن يحتمل أن يقال به؛ ألن‬
‫الصحابة ‪ ‬إنما أخذوا القرآن من ِفـي النبي ‪ ،‬لكن لم يأخذ به غالب القراء‪،‬‬
‫خاصة في حق المبتدئ‪ ،‬وغير المتقن‪ ،‬وقد وقع من بعضهم لضرورة أو حاجة‪ ،‬مع‬
‫متقن‪ ،‬كما وقع من اإلمام محمد بن الجزري لما قدم القاهرة وازدحم عليه‬ ‫ٍ‬ ‫متأهل‬
‫ٍ‬
‫الناس لم يتسع وقته لقراءة الجميع والسماع من كل منهم‪ ،‬فكان يقرأ عليهم اآلية‬
‫‪47‬‬
‫ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة فلم يكتف بقراءته عليهم‪.‬‬
‫ولعل ابن الجزري أراد بفعله هذا أحد أمرين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن يحصل للجميع السماع من لفظه وهو أحد مراتب األخذ والتحمل‪ ،‬فال‬
‫تفوت من حضر هذه الميزة فيعد من تالميذ الشيخ الذين سمعوا منه وإن لم يكن‬
‫مجيدا ضابطا للفظ الشيخ‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن من كان من الحاضرين ضابطا متقنا واستطاع أن يعيد لفظ الشيخ كما‬
‫‪48‬‬
‫يجب حصل له العرض المطلوب والسماع وذلك أعلى المراتب‪.‬‬
‫وقد استظهر السيوطي المنع فيه‪ 49‬فقال‪“ :‬والمنع فيه ظاهر ألن المقصود هنا كيفية‬
‫األداء وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على األداء كهيئته بخالف الحديث‬
‫مأخذ العلم ألحمد بن فارس (صـ‪ ،)30‬ت‪ :‬محمد بن ناصر العجمي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ضمن سلسلة لقاء العشر األواخر (‪.)47‬‬
‫اإللماع للقاضي (صـ‪ ،)70‬المحدث الفاصل بين الراوي والواعي‪ ،‬الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي‪،‬‬ ‫‪46‬‬
‫ت‪ :‬د‪ .‬محمد عجاج الخطيب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1404 ،3‬هــ (صـ‪ ،)429‬الكفاية في علم الرواية‪،‬‬
‫للخطيب البغدادي‪ ،‬ت‪ :‬السورقي‪ ،‬وإبراهيم المدني‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬المدينة المنورة (صـ‪.)278‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن للسيوطي (‪.)344/1‬‬ ‫‪47‬‬
‫األخذ والتحمل عند القراء‪ ،‬محمد بن سيدي محمد األمين‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪،‬‬ ‫‪48‬‬
‫عدد رقم (‪ ،)70‬لسنة ‪1424‬هـ‪( ،‬صـ‪ ،)329‬بتصرف‪.‬‬
‫القول بالمنع مطلقا‪ ،‬غير ظاهر‪ ،‬خاصة وأنه قد عمل به أساتذة اإلقراء من المتقدمين‪ ،‬لكن البد من‬ ‫‪49‬‬
‫أن يقيد الجواز بشروط‪ ،‬وسيأتي الكالم على هذه المسألة‪ ،‬ويحمل كالم السيوطي هنا على من لم‬

‫‪375‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 375‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ ال بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن‪ ،‬وأما الصحابة‬
‫‪ ‬فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على األداء كما سمعوه من‬
‫النبي ‪‬؛ ألنه نزل بلغتهم”‪.50‬‬
‫فالبد من المشافهة في القرآن؛ ألن للتحمل واألداء القرآني طبيعة تختلف عنها‬
‫في التحمل واألداء الحديثي‪ ،‬إذ طرق التحمل واألداء عند أهل الحديث هي‬
‫السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه والسماع عليه بقراءة غيره والمناولة واإلجازة‬
‫والمكاتبة والوصية واإلعالم والوجادة‪ 51‬فغير األولين ليس معتبرا في الحفاظ على‬
‫نقل القرآن بحروفه وما يعرِ ض لها من كيفيات ال ُتحكم إال بالمشافهة؛ قال ابن‬
‫الجــزري‪« :‬القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختالفها بعزو الناقلة ‪...‬‬
‫والمقرئ العالم بها من رواها مشافهة‪ ،‬فلو حفظ “التيسير” مثال ليس له أن يقرئ‬
‫بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسال ألن في القراءات أشياء ال تحكم إال‬
‫بالسماع والمشافهة»‪.52‬‬

‫اإلشكاالت التي ترجع إلى االتصال بطريق غير مرضي‬


‫بعد ما مر من بيان سنة النبي ‪ ‬في تلقي القرآن وفعله مع جبريل عليه السالم في‬
‫مدارسته ومعارضته القرآن‪ ،‬ثم فعله ‪ ‬مع الصحابة ‪ ،‬وفعل الصحابة ‪ ‬مع‬
‫أتباعهم‪ ،‬وإتفاق القراء على ذلك‪ ،‬يمكن أن يقال‪:‬‬
‫إن األصل في التلقي الصحيح للقرآن الكريم‪ :‬أن يكون ختمة كاملة غيبا عن ظهر‬
‫ً‬
‫قلب مشافهة بال واسطة مع اإلتقان والتحرير‪ ،‬من عدل ضابط لمثله‪.‬‬
‫والمقصود من هذا األصل الحفاظ على القرآن وقراءاته‪ ،‬وما يعرض لحروفه من‬
‫كيفيات‪ ،‬ونقله نقال صحيحا من جيل إلى جيل‪.‬‬
‫يقرأ مطل ًقا على شيخ‪ ،‬ولم يتقن األداء ويُحكم الراوية‪ ،‬فهذا كيف له أن يتلقى بمجرد السماع من شيخه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬اإلتقان في علوم القرآن للسيوطي (‪ ،)343/1‬لطائف اإلشارات للقسطالني (‪ ،)378/1‬تلقي‬ ‫‪50‬‬
‫القرآن عبر العصور ومفهومه وضوابطه أيمن سويد (صـ‪ ،)30‬األخذ والتحمل عند القراء‪ ،‬محمد بن‬
‫سيدي محمد األمين‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ ،‬عدد رقم (‪ ،)70‬لسنة ‪1424‬هـ‪( ،‬صـ‪.)329‬‬
‫ينظر‪ :‬الكفاية في علم الرواية للخطيب (صـ ‪ ،)353-259‬معرفة أنواع علوم الحديث‪ ،‬البن الصالح‪،‬‬ ‫‪51‬‬
‫ت‪ :‬نور الدين عتر‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر ‪1986 ،‬م (صـ‪ ،)132‬اإلتقان في علوم القرآن (‪.)343/1‬‬
‫ينظر‪ :‬منجد المقرئين البن الجزري (صـ‪.)9‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪376‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 376‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:16‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫فهذا هو األصل في الكيفية التي ينبغي أن يتصل بها السند القرآني لضمان صحة‬
‫النقل الصوتي للقرآن الكريم‪ ،‬وأما ما خرج عن هذا األصل لعدم اتصاله بهذه الكيفية‬
‫فقد اختلفت أنظار العلماء إليه بين مجيز ومانع‪ ،‬أومقيد بشروط‪.‬‬
‫فجوز العمل‬
‫ومن ذلك رواية القراءات باإلجازة المجردة عن العرض والسماع؛ َّ‬
‫بها مطلقا الجعبري‪ ،‬ومنعها الحافظ أبو العالء الهمذاني وجعلها من أكبر الكبائر‪،‬‬
‫وقيد ابن الجزري الجواز بشروط هي‪:‬‬
‫وعرف‬
‫‪ .1‬كمال األهلية لمن أحكم القراءة‪ ،‬وأتقن الرواية‪ ،‬وضبط الخالف‪ُ ،‬‬
‫عنه التمكن في ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود الحاجة الداعية لذلك كعلو سند يطلبه‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ .3‬أن يكون ذلك من باب المتابعة ألسانيده المتصلة بالتالوة‪.‬‬
‫وكالم ابن الجزري مفهوم أنه مع النص على أن هذا باإلجازة المجردة‪ ،‬أما عدم‬
‫النص على ذلك بكتابة عبارات فضفاضة محتملة كقول تلقيت القراءات يوهم أنها‬
‫قراءة كاملة فتدليس‪ ،‬أو كتابة أنه بالتالوة المتصلة فكذب ال يحل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يُمكن القول بجواز التحمل بالسماع من لفظ الشيخ دون العرض عليه‪ ،‬بنفس‬
‫شروط اإلجازة المجردة عن العرض والسماع‪ ،‬بل التحمل بالسماع أولى بالجواز‬
‫مع هذه الشروط‪ ،‬من اإلجازة المجردة عن العرض أو السماع‪.‬‬
‫وقد أجازها اإلمام ابن الجزري ال مطلقا‪ ،‬فقال‪« :‬فإن قرأ الحروف المختلف فيها‬
‫أو سمعها فال خالف في جواز إقرائه القرآن العظيم بها بالشرط المتقدم‪ ،‬وهو أن‬
‫‪54‬‬
‫يكون ذاكرا‪ ،‬وما بعده»‪.‬‬
‫وقوله‪“ :‬وما بعده”‪ ،‬أشار به إلى قوله‪« :‬ذاكرا كيفية تالوته به حال تلقيه من شيخه‬
‫مستصحبا ذلك‪ ،‬فإن شك في شيء فال يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ‬

‫ينظر‪ :‬منجد المقرئين (صـ‪.)6‬‬ ‫‪53‬‬


‫ينظر‪ :‬المصدر السابق (صـ‪.)10‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪377‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 377‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫بذلك الكتاب حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظن فإن لم‪ ،‬وإال فلينبه على‬
‫‪55‬‬
‫ذلك بخطه في اإلجازة»‪.‬‬
‫فأجازه ابن الجزري بشروط‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون ذاكرا كيفية ما سمع من شيخه‪.‬‬
‫‪ .2‬استحضاره وقدرته على أداء ما سمع‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا ال يكون إال ممن تأهل وأتقن‪ ،‬وليس لمن لم يقرأ قط على شيخ‪.‬‬
‫وأما ما استظهره السيوطي وتابعه عليه القسطلَّ ني من كون المنع أظهر في السماع‬
‫َّ‬
‫من لفظ الشيخ‪ ،‬فيحمل على من لم يقرأ مطل ًقا على شيخ‪ ،‬ولم يتقن األداء ويُحكم‬
‫الرواية‪ ،‬فهذا كيف له أن يتلقى بمجرد السماع من شيخه‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬سمع الصحابة ‪ ‬من النبي ‪ ،‬قلنا ال يُقاس سماعه على شيخه على‬
‫سماع الصحابة ‪ ‬من النبي ‪‬؛ لفصاحتهم وطباعهم السليمة التي اقتضت قدرتهم‬
‫على األداء كما سمعوه من النبي ‪.‬‬
‫وعرف بذلك واشتهر‪ ،‬فعرضت له حاجة كعلو إسناد‪ ،‬أو ُو ِجد‬‫وأما من أتقن وتأهل ُ‬
‫نص على مقدار‬ ‫ئ لم يقدر معه أن يقرأ على شيخه فال إشكال من ذلك؛ إذا َّ‬‫طار ٌ‬
‫وكيفيه تحمله‪ ،‬ويكون هذا السند‪ -‬وإن كان عاليا‪ -‬من باب المتابعات فال يكون‬
‫هو عمدته في الرواية‪.‬‬
‫وقد أدى بعض أئمة اإلقراء بالسماع فقط عند الحاجة ككثرة الطالب عليهم‪ ،‬منهم‬
‫اإلمام الكسائي‪ ،‬قال الذهبي‪“ :‬قال أبو بكر بن األنباري‪“ :‬اجتمعت في الكسائي‬
‫أمور‪ :‬كان أعلم الناس بالنحو‪ ،‬وأوحدهم في الغريب‪ ،‬وكان أوحد الناس في القرآن‬
‫‪ ،‬فكانوا يكثرون عليه حتى ال يضبط األخذ عليهم فيجمعهم في مجلس واحد‬
‫ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه‬
‫‪56‬‬
‫حتى المقاطع والمبادئ”‬

‫ينظر‪ :‬المصدر السابق (صـ‪.)10‬‬ ‫‪55‬‬


‫معرفة القراء الكبار (‪ ،)123/1‬غاية النهاية‪ ،‬محمد ابن الجزري‪ ،‬عني بنشره ألول مرة عام ‪1351‬هـ‬ ‫‪56‬‬
‫ج‪ .‬برجستراسر‪ ،‬نشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬القاهرة (‪.)538/2‬‬

‫‪378‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 378‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫ومنهم يونس بن عبد األعـلى‪ ،‬ففي معرفة القراء للــذهبي‪“ :‬قـال ابن عبد الرحيم‪:‬‬
‫وصار جماعة من القراء إلى يونس بن عبد األعلى وأنا حاضر‪ ،‬فسألوه أن يقرئهم‬
‫اسا ليقرأ‪ ،‬فاسمعوا قراءته علي‪ ،‬وهي لكم إجازة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫مو ً‬
‫القرآن فامتنع‪ ،‬قال‪ :‬احضروا َّ‬
‫‪57‬‬
‫وسمعت قراءته عليه ‪.»...‬‬ ‫ٍ‬
‫كثيرة‪،‬‬ ‫فقرأ عليه مواس القرآن ُك َّله في ٍ‬
‫أيام‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بن آدم عر ًضا‬
‫العليمي ويحيى ُ‬
‫ومنهم اإلمام شعبة‪ ،‬قال ابن الجزري في النشر‪« :‬وقرأ ُ‬
‫ْ‬
‫الحناط‪-‬‬
‫َّ‬ ‫أطلقه كثير من أهل األداء على أبي بكر شعبة بن عياش بن سالم‬
‫ُ‬ ‫فيما‬
‫َّ‬
‫بعضهم إنهما لم يعرضا عليه القرآن وإنما سمعا‬
‫بالنون‪ -‬األسدي الكوفي‪ ،‬وقال ُ‬
‫سماعا‪ ،‬وأن يحيى‬
‫ً‬ ‫بن آدم روى عنه الحروف‬ ‫منه الحروف‪ ،‬والصحيح أن يحيى ُ‬ ‫ُ‬
‫‪58‬‬
‫العليمي عرض عليه القرآن»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وصيغة اإلجازة في هذا النوع أن يقول الشيخ أجزت الطالب أن يُقرِ ئ بما سمع‬
‫‪59‬‬
‫مني‪ ،‬ويقول الطالب في األداء سمعت من فالن‪.‬‬
‫ومما خرج عن األصل واختلفت فيه أنظار العلماء‪:‬‬
‫• اإلجازة بقراءة بعض القرآن الكريم وله صور عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬القراءة مناوبة بين اثنين أو أكثر ثم يجيزهم على ذلك بالقرآن كله‪.‬‬
‫‪ -‬إقراء كل ربع بروا مثال أو كل جلسة براو‪ ،‬واإلجازة بذلك‪.‬‬
‫• اإلجازة بأن يقرئ كل طالب بآية جمعا أو إفرادا وباقي الطالب يسمعون‪.‬‬
‫• قراءة ختمة واحدة مفرقة على أكثر من شيخ‪.‬‬
‫• إقراء اثنين في وقت واحد ثم يجيزهم على ذلك بالقرآن كله‪.‬‬
‫• السماع من الشيخ دون العرض عليه واإلجازة بذلك‪.‬‬
‫• إقراء القرآن الكريم بالقراءة نظرا من المصحف واإلجازة بذلك‪.‬‬
‫جامع البيان في القراءات السبع‪ ،‬عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬ط‪1،2007‬م‪،‬‬ ‫‪57‬‬
‫(‪ ،)301/1‬معرفة القراء الكبار (‪ ،)460 /1‬غاية النهاية (‪.)316/2‬‬
‫النشر البن الجزري (‪.)151/1‬‬ ‫‪58‬‬
‫األخذ والتحمل عند القراء‪ ،‬محمد بن سيدي محمد األمين‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪،‬‬ ‫‪59‬‬
‫عدد رقم (‪ ،)70‬لسنة ‪1424‬هـ‪( ،‬صـ‪.)329‬‬

‫‪379‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 379‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫• اإلجازة بإقراء القرآن الكريم عبر الهاتف أو الشابكة المعلوماتية‪.‬‬


‫• اإلجازة بالقرآن الكريم باالختبار‪ ،‬أو أن يجيز على إجازة غيره‪.‬‬
‫• إقراء الطالب القراءات دون حفظه لمتن كالشاطبية أو كتاب يؤدي منه كالتيسير‬
‫مثال‪ ،‬ومنحه السند على ذلك‪.‬‬
‫• إقراء الطالب القراءات من مصحف جمع القراءات أو من مذكرات لجمع‬
‫القراءات‪ ،‬أو جداول الختالفات القراء والطرق والروايات‪ ،‬وهو ال يحفظ القرآن‪،‬‬
‫أو يحفظ القرآن وال يحفظ متون القراءات‪ ،‬وإجازته على ذلك‪.‬‬
‫وهناك الكثير من المسائل التي تحتاج إلى نظر‪ ،‬للبت فيها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫• رجوع المجيز عن إجازته‪ ،‬أو اشتراطه دوام االستحضار‪.‬‬
‫• من توفى عنه المجيز قبل أن يتم‪ ،‬أو عرض طارئ فلم يتم قبل أن يجيزه‪.‬‬
‫• من توفي عنه شيخه وقد أتم عليه لكن لم يكتب له أو لم يتلفظ له باإلجازة‪.‬‬
‫• من أقرأ كل حزب بوجه من الوجوه الواجبة في الرواية‪.‬‬
‫• اإلجازة بعرض أحرف الخالف فقط‪.‬‬
‫• اإلقراء حال التعب والنعاس‪ ،‬أو االنشغال بشيء‪.‬‬
‫• حكم التلقي عن المبتدع إن كان ِ‬
‫متقنا‪ ،‬ومتى يمتنع‪.‬‬
‫• حكم من ختم على شيخه ولم يجزه من أجل المال‪ ،‬هل له أن يروي عنه؟‪.‬‬
‫• الحد الفاصل في العدالة التي يجوز معها التلقي‪.‬‬
‫• أخذ القراءات عمن نسي القراءات‪.‬‬
‫• قراءة الختمة في مدة وجيزة‪ ،‬متى تجوز ومتى تمتنع‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫تعقــيب‬
‫‪ -‬عند النظر في هذه اإلشكاالت نجد أن مرجعها هو الخروج عن األصل في‬
‫التلقي التام الصحيح‪.‬‬

‫‪380‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 380‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪ -‬فبعضها خرج عن أصل التلقي الكامل للقرآن الكريم كإجازة ببعض القرآن‪،‬‬
‫أو ختمة مرقعة كل حزب ٍ‬
‫براو‪.‬‬
‫‪ -‬وبعضها خرج عن أصل المباشرة في التلقي كختمة عبر الهاتف أو الشابكة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬ونحو ذلك من الوسائل الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬وبعضها خرج عن أصل الختم غيبا كختمة نظرا من المصحف واإلجازة‬
‫على هذه الكيفية‪.‬‬
‫‪ -‬وبعضها خرج عن أصل االتصال بالتالوة عرضا‪ ،‬كإجازة مجردة عن العرض‬
‫والسماع‪.‬‬
‫فمن أجل ذلك اختلفت فيها أنظار العلماء‪ ،‬بين مجيز ومانع‪ ،‬أومقيد بشروط‪.‬‬
‫وإذا تبين لنا أن المقصود من هذا األصل هو الحفاظ على القرآن الكريم وحروفه‬
‫وكيفياتها ونقلها نقال صحيحا من جيل إلى جيل‪ ،‬فحينئذ سنراعي كل شرط من‬
‫شأنه تحقيق هذا المقصود العظيم‪ ،‬فال يطلق القول بالجواز في صورة خارجة عن‬
‫األصل عمل بها العلماء المتقدمون‪ ،‬إال بشرط يُحقق كمال المقصود‪.‬‬

‫أسباب اإلشكاالت التي ترجع إلى التحمل واألداء‪ ،‬وسبل حلها‬


‫واإلشكاالت التي ترجع إلى التحمل واألداء‪ -‬سببها األكبر التساهل الغير مرضي‬
‫في حمل أمانة القرآن الكريم‪ ،‬وحين نتأمل السبب في ذلك‪ ،‬نجد أن من أهم أسباب‬
‫هذا التساهل‪:‬‬
‫• ذهاب األمانة‪ ،‬وتفشي الجهل بين المقرئين بطرق التلقي الصحيح‪.‬‬
‫• تهافت الناس على اإلجازة القرآنية طلبا للدنيا‪.‬‬
‫• السعي وراء اإلسناد العالي قبل اإلتقان‪.‬‬
‫• استغالل بعض المجيزين السند العالي للكسب المادي‪ ،‬وإن ضعف إتقان‬
‫‪60‬‬
‫الطالب‪ ،‬وهذا هو الواقع كثيرا في عصرنا‪.‬‬

‫بتصرف من “اإلقراء بين الواقع والمأمول” لجمال القرش‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للملتقى العلمي‬ ‫‪60‬‬
‫بكلية القرآن الكريم بطنطا ‪2016/12‬م‪.‬‬

‫‪381‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 381‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫وحل ذلك يكون على مستويين فردي ومؤسسي‪:‬‬


‫فأما المستوى الفردي‪ ،‬فباآلتي‪:‬‬
‫• باستشعار عظمة القرآن واإلخالص في تحمله وأدائه‪.‬‬
‫• والتذكير بأن اإلقراء أمانة سنسأل عنها أمام اللـه تعالى‪.‬‬
‫• وااللتزام بآداب وشروط المقرئ‪ ،‬واإلقراء‪ ،‬ودوام التذكير بها‪.‬‬
‫الثاني على المستوى المؤسسي‪ ،‬ويكون باآلتي‪:‬‬
‫جهود العلماء إلرساء قواعد‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬بالعمل على إنشاء لجان علمية تتضافر فيها‬
‫ُ‬
‫التلقي الصحيح الوسط‪ ،‬دون تساهل أو تشدد‪.‬‬
‫‪ .2‬ونشر قواعد التلقي الصحيح بين المقرئين والجيل القرآني‪ ،‬بعقد الدورات‬
‫التوعوية‪ ،‬وإقامة المؤتمرات‪ ،‬وكذا المسابقات لنشر ثقافة التلقي الصحيح للقرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع آليات وقواعد وشروط لمنح اإلجازات واألسانيد القرآنية واالعتراف‬
‫بها‪ ،‬تمنع التساهل في التحمل واألداء‪.‬‬
‫‪ .4‬وأال يعتمد أي سند إال من قبل مشيخة اإلقراء بكل ُقطر؛ للحفاظ على‬
‫أمانة القرآن كما وصلتنا‪.‬‬
‫‪ .5‬ونُ ْصح المقرئين المتساهلين في منح اإلجازات‪ ،‬وإرشادهم إلى الصواب‬
‫والتنديد والتحذير من فعلهم عند عدم رجوعهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكاالت السند القرآني التي ترجع إلى علة إسنادية ظاهرة أو خفية‬
‫بفضل اهلل توجد في أيامنا هذه نهض ٌة قرآنية في كثير من البالد اإلسالمية من أهم‬
‫مظاهرها اهتمام وزارات األوقاف اإلسالمية بإنشاء دور تحفيظ القرآن الكريم ورعاية‬
‫أهلها‪ ،‬هذا إلى إنشاء كثير من جمعيات ودور القرآن األهلية‪ ،‬وزاد اإلقبال على‬
‫كتاب اللـه تعليما وتعلما‪ ،‬واهتم الناس بتحصيل اإلجازة القرآنية‪ ،‬بل تهافت الكثير‬
‫عليها‪ ،‬واتخذها البعض عمال ومهنة‪ ،‬حتى ال تكاد تخلو ساعة من مجاز برواية‬
‫أو قراءة‪ ،‬هذا مع اإلهمال في السند القرآني من جهة ضبطه وصياغته على الوجه‬
‫المرضي‪ ،‬مع التساهل في األداء‪ ،‬ووقوع الخلل في التلقي‪ ،‬وتصدر من لم يتأهل‪.‬‬

‫‪382‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 382‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫وفي حقيقة األمر نحن أمام ضرورة ملحة تقتضي العمل على إيجاد مؤسسات‬
‫قرآنية عديدة في كل قطر إسالمي‪ ،‬تقوم على تحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية‪،‬‬
‫نصيح ًة لكتاب ربنا عز وجل‪.‬‬
‫وأقصد بتحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية‪:‬‬
‫التحقق والتثبت من اتصال السند القرآني بطرق التحمل واألداء القرآني المعتبرة‬
‫لقى في كل طبقة‪ ،‬وكيفيته‪،‬‬ ‫الم َت َّ‬
‫عند المقرئين‪ ،‬مع ضبط أسماء المقرئين والقدر ُ‬
‫والتأكد من صحة المعلومات الموجودة باإلجازة القرآنية‪ ،‬ثم إعادة صياغة اإلجازة‬
‫القرآنية بصورة علمية صحيحة خالية من األخطاء‪.‬‬
‫وابتداء‪ :‬أُقرر فأقول إن وقوع الخطأ في اإلجازات التي بين أيدينا في اسم قارئ أو‬
‫ً‬
‫سقط لقارئ معلوم في السند ‪ ،‬أو قلب ونحو ذلك من الخطأ ال يقدح في صحة‬
‫‪61‬‬

‫تلقي صاحبها عن شيوخه‪ ،‬وإنما يقدح فيه الكذب والتدليس في التحمل واألداء‪،‬‬
‫ولذا لو وقع تصحيف في السند فعلينا تصحيحه‪ ،62‬وهو مذهب ابن المبارك‬
‫واألوزاعي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫وغالبا ما يقع الخطأ في األسانيد القرآنية ألسباب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم اهتمام المقرئين بعلوم األسانيد مما ال يمكنهم من ضبط وكتابة‬
‫أسانيدهم بصورة صحيحة‪ ،‬أداهم إلى ذلك انشغالهم بنقل وجوه األداء‪ ،‬والتدقيق‬
‫فيها حتى غلب ذلك عليهم؛ ولذا قال اإلمام ابن الجزري‪“ :‬وأكثر القراء ال علم‬
‫َ‬
‫لهم باألسانيد”‪.63‬‬
‫‪ .2‬اإلخالل في صيغ األداء والتحمل‪ ،‬وسياق األسانيد‪ ،‬طلبا لالختصار‪.‬‬

‫إذ لو جهل الراوي الساقط في السند ولم نتبين من هو من خالل جمع طرق اإلجازة ال يعتد بهذا‬ ‫‪61‬‬
‫السند من هذا الطريق النقطاعه‪.‬‬
‫اختلف المحدثون في تصحيح المحرف أو المصحف في المتن أو الحاشية على قولين‪ ،‬فذكر ابن‬ ‫‪62‬‬
‫الصالح عن ابن سيرين عدم جوازه‪ ،‬وذهب ابن المبارك واألوزاعي‪ ،‬إلى جواز تغييره وإصالحه‬
‫وروايته على الصواب‪ ،‬واختار النووي تقريره في األصل والتضبيب عليه وبيان الصواب في الحاشية‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الكفاية للخطيب (صـ ‪ ،)247‬فتح المغيث للسخاوي‪ ،‬ت‪ :‬علي حسين‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة السنة بمصر‪،‬‬
‫ط‪2003 1‬م (‪ ،)173 /3‬تدريب الراوي للسيوطي‪ ،‬ت‪ :‬نظر الفاريابي‪ ،‬ط‪ :‬دار طيبة‪ ،)543 /1( ،‬تحقيق‬
‫الرغبة لعبد الكريم الخضير‪ ،‬ط‪ :‬دار المنهاج‪1426 ،‬هـ (صـ‪.)149،150‬‬
‫ينظر‪ :‬غاية النهاية‪ ،‬البن الجزري (‪.)400/2‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪383‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 383‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫قال الحافظ السخاوي بعد أن ساق أسانيده شيوخ شيخ اإلسالم زكريا األنصاري‬
‫خصوصا وفيها من الخلط ما يحتاج‬
‫ً‬ ‫في القرآن‪“ :‬وفي إيراد أسانيد هؤالء طول‪،‬‬
‫إلى تحرير كبير”‪.64‬‬
‫‪ .3‬إهمال المقرئ لحفظ أسانيده‪ ،‬وتراجم شيوخه‪ ،‬والتحصل على أسانيدهم‬
‫والعناية بها‪ ،‬وعدم قراءة المجيز ألسانيده على المجاز وضبطها له‪.‬‬
‫قال ابن الجزري‪“ :‬وال بد من سماع األسانيد على الشيخ واألعلى أن يحدث الشيخ‬
‫بها لفظه”‪ ،‬بل شدد ابن الجزري في ذلك فقال‪“ :‬فأما من لم يسمع األسانيد على‬
‫‪65‬‬
‫شيخه فأسانيده من طريقه منقطعة”‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أي منقطعة من هذه الحيثية‪ ،‬وليس المعنى أنه لم يتلقى القراءات عن شيخه‪.‬‬
‫وقال أيضا‪“ :‬وال بد للمقرئ من التنبيه بحال الرجال واألسانيد مؤتلفها ومختلفها‪،‬‬
‫‪66‬‬
‫وجرحها وتعديلها‪ ،‬ومتقنها ومغفلها‪ ،‬وهذا من أهم ما يحتاج إليه”‪.‬‬
‫‪ .4‬تصدي غير المختصين ومن ال دراية لهم باألسانيد لكتابتها كالخطاطين‪،‬‬
‫والطباعين‪ ،‬وطالبي الكسب‪ ،‬فال يراعون كونها أمانة‪ ،‬متهاونين بحقها‪.‬‬
‫‪ .5‬إهمال جمع تاريخ وتراجم المقرئين‪ ،‬وأخبارهم‪ ،‬وخاصة في القرون‬
‫الخمس المنصرمة‪.‬‬
‫‪ .6‬ما ال يخلو منه إنسان من تصحيف أو سهو أو خطأ أثناء صياغته لألسانيد‪.‬‬
‫واألخطاء التي تقع في األسانيد القرآنية كثيرة‪ ،‬وسأذكر بعضها من خالل خبرتي‬
‫في مجال تحقيق وتصحيح األسانيد القرآنية‪:‬‬
‫‪ .1‬السقط واالنقطاع في السند‪.‬‬
‫‪ .2‬التصحيف والتحريف في أسماء المقرئين‪.‬‬
‫الم َت َل َّقي أكان مباشرة أو بوسيلة حديثة‪ ،‬وهل كان‬
‫‪ .3‬إغفال بيان كيفية ومقدار ُ‬
‫غيبا أو نظرا من المصحف‪ ،‬وهل كان كامال أو بعض القرآن‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬ثبت زكريا األنصاري تخريج الحافظ السخاوي‪ ،‬ت‪ :‬محمد الحسين‪ ،‬ط‪ :‬دار البشائر ‪2010‬م‬ ‫‪64‬‬
‫(صـ‪.)107‬‬
‫ينظر‪ :‬منجد المقرئين (صـ‪.)16‬‬ ‫‪65‬‬
‫ينظر‪ :‬المصدر السابق (صـ‪.)11‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪384‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 384‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪ .4‬عدم النص على مقدار المقروء في كل طبقة طلبا لالختصار‪.‬‬


‫‪ .5‬القصور في نص اإلجازة‪ ،‬أو التوسع في ألفاظها تدليسا‪.‬‬
‫‪ .6‬القلب في األسانيد بتقديم وتأخير‪.‬‬
‫بمضمنه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ .7‬عدم الدقة في ذكر الكتاب‪ ،‬أو الطريق المقروء‬
‫‪ .8‬الكذب أحيانا بـادعاء القراءة على شيخ لم تثبت قراءته عليه‪.‬‬
‫‪ .9‬اإلسناد عن شيخ قراءة بما رواه عنه إجازة‪.‬‬
‫ِ‬
‫بمضمنها‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪ .10‬أو عدم التفريق في اإلسناد بين رواية المتون‪ ،‬والقراءة‬
‫ّ‬
‫‪ .11‬تحميل السند ما اليحتمل‪ ،‬كأن يكون لشيخه أو له هو عدة أسانيد أحدها‬
‫بالسبعة من الشاطبية واآلخر بالثالث المتممة من الدرة مثال فيسوق إسناد الثالث‬
‫بسند القراءات السبع‪ ،‬أو العكس‪.‬‬
‫‪ .12‬االقتصار على اإلسناد العالي‪ ،‬وإن لم يكن متصال بالتالوة طلبا للعلو‬
‫وترك باقي أسانيده المتصلة بالتالوة‪.‬‬
‫‪ .13‬الخلط والتركيب في أسانيد القراءات كأن يكون السند بقراءة معينة فيسوق‬
‫إسناد غيرها من القراءات كأن تكون اإلجازة بقراءة عاصم من الشاطبية فيسوق‬
‫سند قراءة ابن كثير‪.‬‬
‫‪ .14‬الخلط والتركيب في أسانيد الطرق والروايات وكتب القراءات كأن يكون‬
‫السند برواية أو طريق أو من كتاب معين فيسوق إسنادا من غير هذا الطريق أوهذه‬
‫الرواية أو هذا الكتاب كأن تكون اإلجازة بحفص من الشاطبية فيسوق حفص من‬
‫المصباح‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ .15‬سوق األسانيد القرآنية من طريق المحدثين ال المقرئين‪.‬‬
‫‪ .16‬حذف رجال من السند ظنا أنه مكرر‪ ،‬كأن يرى حسن بن حسن بدير الصغير‬
‫عن أبيه حسن بدير الكبير فيحذفه ظنا أنه اسم مكرر‪.‬‬
‫‪ .17‬زيادة رجال أو أكثر في السند خطأ‪.‬‬
‫‪ .18‬ومن ذلك أن يجعل الرجلين رجال واحد أو العكس‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬ولهذا‬
‫كله أمثلة عديدة في اإلجازات القرآنية سواء القديم منها أو الحديث‪.‬‬

‫‪385‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 385‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪ .19‬جهالة عين بعض الرواة‪ ،‬للقصور في ذكر بياناتهم في اإلجازة‪ ،‬ولعدم‬


‫االعتناء بتراجم القراء وجمع أخبارهم‪.‬‬

‫نماذج من اإلشكاالت الواقعة في األسانيد القرآنية‬


‫سألقي فيما يلي الضوء على أهم األسانيد واإلجازات القرآنية في تركيا ومصر‬
‫والشام والعراق والتي عليها مدار غالب األسانيد القرآنية في هذه البالد وتعتبر‬
‫أصول لإلجازات فيها‪ ،‬مع بيان بعض األخطاء الواقعة في هذه األسانيد كنموذج‬
‫للواقع الذي عليه األسانيد القرآنية في العالم اإلسالمي‪ ،‬وليظهر لنا جليا ضرورة‬
‫التكاتف أفرادا ومؤسسات لصون أسانيد الكتاب العزيز من الخطأ والخلل؛ ألن‬
‫إهمال السند القرآني تصحيحا وتحقيقا فيه من المفاسد الكثير‪ ،‬من أهمها فتح‬
‫باب الطعن في صحة اإلسناد القرآني لما فيها من األخطاء‪ ،‬وهو باب للطعن في‬
‫صحة نقل القرآن تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫النموذج األول‪ :‬إجازة علي المنصوري لحسين بن حسين بن مراد األرضرومي‪.‬‬
‫وهي من أصول اإلجازات التركية‪ ،‬خاصة وأن الشيخ‪ :‬علي المنصوري من أهم طرق‬
‫قراء تركيا في القراءات‪ ،‬ومما وقع فيها الخلط بين شخصين بسبب كون شيخهما‬
‫واحد فيجعل أحدهما مكان اآلخر خطأ‪ ،‬إذ فيها أن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري‬
‫أخذ عن محمد بن محمد النويري شارح الطيبة (ت‪857‬هـ)‪ ،‬وهو خطأٌ‪ ،‬وإنما أخذ‬
‫الشيخ‪ :‬زكريا األنصاري عن‪ :‬طاهر بن محمد النويري (ت‪856‬هـ)‪ ،‬وكالهما أخذ‬
‫عن ابن الجزري‪ ،‬ومن هنا جاء الخلط بينهما‪ ،‬وقد انتقل هذا الخطأ في كثير من‬
‫إجازات أهل تركيا التي من طريق الشيخ‪ :‬علي المنصوري‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬إجازة عبد الرحمن كورسس الخندقي اإلمام األول في جامع السلطان بايزيد‬
‫‪68‬‬
‫لحافظ شاهين المؤرخة سنة ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ .2‬إجازة السيد إسماعيل حافظ حقي أفندي بالقراءات العشر من طريق الشاطبية‬
‫والدرة التحبير ثم بالطيبة والتقريب‪ ،‬لحافط محمد كامل أفندي اإلمام والخطيب‬
‫‪69‬‬
‫بجامع بريزاد خاتون العريف بفندقلي‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬مخطوط بجامعة اإلمام رقم (‪ ،)1432‬مرفق رقم (‪.)2‬‬ ‫‪67‬‬


‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري للحلقات واألسانيد القرآنية‪.‬‬ ‫‪68‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪386‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 386‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪ .3‬إجازة السيد‪ :‬الحاج عباس اآلمدي بالقراءات العشر ألحمد جميل كمالي‬
‫‪70‬‬
‫اآلمدي‪ ،‬والمؤرخة في ‪1303‬هـ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ .4‬إجازة مصطفى علي أفندي الشهير بصحاف زادة العشر‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ .5‬شجرة قراء تركيا لمحمد أمين‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫إجازة السيد‪ :‬الحاج عباس اآلمدي بالقراءات العشر لتلميذه السيد‪ :‬أحمد جميل‬
‫كمالي اآلمدي من طريق قراء تركيا‪ ،‬وفيها السقط في السند‪ :‬إذ فيها أن محمد‬
‫جعفر أفندي قرأ على ناصر الدين محمد بن سالم الطبالوي‪ ،‬بإسقاط الشيخ‪ :‬أحمد‬
‫‪73‬‬
‫المسيري صهر الطبالوي‪.‬‬
‫النموذج الثالث‪:‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ .1‬إجازة السيد الشريف عزت بن مصطفى األيوبي بالقراءات (ل‪/2‬أ)‪.‬‬
‫‪ .2‬إجازة حافظ إسماعيل أحمد المعلم بمكتب أبي الفتح السلطان محمد‬
‫‪75‬‬
‫خان‪ ،‬بالقراءات لتلميذه نصرت بن مصطفى‪ ،‬بالقراءات والمؤرخة في ‪1313‬هـ‪.‬‬
‫‪ .3‬إجازة السيد إسماعيل حافظ حقي أفندي لحافط محمد كامل أفندي اإلمام‬
‫‪76‬‬
‫والخطيب بجامع بريزاد خاتون العريف بفندقلي‪.‬‬
‫‪ .4‬إجازة حافظ سليمان سروري اإلسالمبولي بن خواجة عثمان بالقراءات‬
‫‪77‬‬
‫لتلميذه جعفر صدقي بن عبد اللـه الموستاري‪ ،‬والمؤرخة في ‪1320‬هـ‪.‬‬
‫أخذ زكريا األنصاري‬
‫وفيها‪ :‬زيادة تلميذ البن الجزري لم يأخذ منه‪ ،‬إذ ذكر فيها ْ‬
‫وأخذ الشيخ‪ :‬زكريا‬
‫عن‪ :‬علي بن محمد المخزومي البلبيسي‪ ،‬عن‪ :‬ابن الجزري‪ْ ،‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪70‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪71‬‬
‫تشستربيتي رقم (‪ ،)3681‬محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪72‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪73‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪74‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪75‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪76‬‬
‫مخطوط محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪387‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 387‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫األنصاري عن‪ :‬المخزومي ثابت‪ ،‬وأما أخذ‪ :‬علي بن محمد بن عثمان المخزومي‬
‫البلبيسي عن‪ :‬ابن الجزري فغير ثابت‪ ،‬ووقوعه في اإلجازات خطأ‪ ،‬ودليل ذلك‬
‫فصل فيه مروياته في‬
‫ثبت شيخ اإلسالم زكريا األنصاري تخريج السخاوي‪ ،‬فقد َّ‬
‫القرآن عن شيوخه‪ ،‬وكذا فصل مرويات شيوخ شيوخه‪ ،‬فلم يذكر أخذ البلبيسي‬
‫ابن الجزري‬
‫المخزومي عن ابن الجزري ‪ ،‬ولم يذكر السخاوي في الضوء الالمع َ‬
‫‪78‬‬

‫ضمن شيوخ علي بن محمد المخزومي‪ ،79‬وال ذكر المخزومي ضمن تالميذ ابن‬
‫الجزري في ترجمة ابن الجزري‪.80‬‬
‫النموذج الرابع‪ :‬إجازة عبد الغفور أحمد القونوي لتلميذه‪ :‬محمد الحلمي بن أحمد‬
‫‪81‬‬
‫درامةوي‪ ،‬والمؤرخة في ‪1264‬هـ‪.‬‬
‫وفيها قلب وتركيب في األسانيد؛ إذ ُذكر فيها‪“ :‬محمد أوليا أفندي‪ ،‬عن‪ :‬علي‬
‫األعرج‪ ،‬عن أحمد أفندي‪ ،‬عن‪ :‬علي المنصوري‪.”...‬‬
‫ومعلوم أن أحمد أفندي المسيري المصري‪ ،‬لم يأخذ عن المنصوري‪ ،‬بل عن‬
‫الطبالوي‪ ،‬فالمنصوري في درجة تالميذ تالميذه‪ ،‬والجدول اآلتي يوضح ذلك‪:‬‬

‫ابن الجــــــــزري‬
‫رضوان العقبي‪ ،‬وطاهر بن‬
‫أحمد بن أسد األميوطي‬
‫محمد النويري‪ ،‬وأحمد القلقيلي‬
‫عبد الحق السنباطي‬ ‫محمد السمديسي‬ ‫زكريا األنصاري‬
‫علي بن محمد ابن غانم المقدسي‬ ‫ناصر الدين الطبالوي‬
‫عبد الرحمن بن شحاذ اليمني‬ ‫أحمد المسيري‬
‫سلطان‬ ‫علي الشبرملسي‬ ‫محمد بن‬ ‫علي األعرج‬
‫المزاحي‬ ‫قاسم البقري‬
‫علي المنصوري‬

‫‪388‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 388‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫نماذج ألسانيد مصر والشام والعراق‬


‫أوال‪ :‬إجازة أحمد بن رمضان المرزوقي لعبد اللـه قاؤقجي زاده والمؤرخة سنة‬
‫‪1230‬هـ‪:82‬‬
‫وهذه اإلجازة هي أصل إجازات أهل سوريا وما حولهم وعليها مدار أسانيدهم‪:‬‬
‫وسأذكر بعضا مما فيها من األخطاء‪ ،‬والتي تناقلتها فروعها من اإلجازات بعدها‪.‬‬
‫‪ .1‬ومما فيها‪ :‬التحريف في بعض األسماء ومن ذلك (ل‪/3‬ب)‪“ :‬وقرأ الشيخ‪:‬‬
‫أحمد سلطان‪ ،‬على‪ :‬يوسف الداني البصير‪ ،”...‬والصحيح‪ :‬أحمد سلطان المزاحي‪،‬‬
‫عن‪ :‬سيف الدين البصير بقلبه‪ ،‬وقد تصحفت من سيف الدين إلى يوسف الداني‪،‬‬
‫فلو بحثنا عن يوسف الداني هذا لن نجده وال نصل إلى شئ‪ ،‬وإنما هو تصحيف‪.‬‬
‫‪ .2‬وكذا فيها (ل‪/4‬أ) إثبات محمد النويري شارح الطيبة شيخا لزكريا األنصاري‪،‬‬
‫وهو خطأ تقدم بيانه‪.‬‬
‫‪ .3‬وكذا فيها (ل‪/4‬أ)‪...“ :‬وقرأ يوسف الداني على السنباعي‪ ،”..‬وكال االسمين‬
‫خطأ‪ ،‬وليس لهما وجود أصال‪.‬‬
‫والصحيح كما في سند المزاحي‪ ،‬المحفوظ بجامعة الكويت‪ ،‬كذا كما في‬
‫إجازة المنصوري لألرضرومي‪ ،‬وكما في ثبت إرشاد المريد ألبي نائلة عبد اللـه‬
‫ابن الكبرلي‪ -83‬الصحيح أن سيف الدين الفضالي أخذ األربعة عشر عن أحمد بن‬
‫أحمد بن عبد الحق السنباطي‪ ،‬فتحرف سيف الدين إلى يوسف الداني‪ ،‬وتحرف‬
‫السنباطي إلى السنباعي‪.‬‬
‫‪ .4‬وكذا (ل‪/3‬ب)‪“ :‬وأخذ عبد الرحمن اليمني‪ ،‬على‪ :‬والده شحاذة اليمني‪،‬‬
‫على‪ :‬أحمد بن عبد الحق السنباطي”‪ ،‬وهو قلب في اإلسناد‪ ،‬إذ الصحيح اآلتي‪:‬‬
‫• عبد الرحمن اليمني‪ ،‬عن والده شحاذة اليمني‪.‬‬

‫مخطوط بمكتبة غازي خسرو رقم (‪ ،)2873‬محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪82‬‬
‫ينظر‪ :‬ثبت إرشاد المريد إلى معرفة األسانيد لعبد اهلل ابن الكبرلي الجامعة اإلسالمية رقم (‪،)10001‬‬ ‫‪83‬‬
‫وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد (إدارة مخطوطات‬
‫الكويت‪ -‬قراءات‪ ،)72/‬وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي (ق‪/3:‬أ‪-‬مخطوط بجامعة‬
‫اإلمام رقم ‪.)1432‬‬

‫‪389‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 389‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫• (ح) عبد الرحمن اليمني‪ ،‬عن‪ :‬أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي‪ ،‬عن‪:‬‬
‫شحاذة اليمني‪.‬‬
‫وكذا فيها (ل‪/4‬أ)‪“ :‬وقرأ شحاذة علي الطبالوي‪ ،‬والسنباطي والطبالوي على‪:‬‬
‫شيخ اإلسالم زكريا األنصاري”‪ ،‬وهذا تكملة للخطأ قبله‪ ،‬ألن أحمد بن أحمد‬
‫بن عبد الحق السنباطي‪ ،‬لم يأخذ عن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري‪ ،‬وإنما أخذ‬
‫عن ابنه يوسف بن زكريا‪ ،‬ولكنه لما أثبت خطأ قراءة شحاذة اليمني عليه‪ -‬وصل‬
‫سنده بزكريا‪ ،‬وهذا قلب إلثباته أخذ الشيخ عن تلميذه‪ ،‬وتركيب لسند جديد خطأ‪.‬‬
‫وغير ذلك في هذه اإلجازة‪ ،‬وهذا يوضح الكم المتراكم من األخطاء في اإلجازات‬
‫من تحريف وسقط وقلب وتركيب‪ ،‬فضال عن إهمال مقدار وكيفية التحمل واألداء‬
‫في كل طبقة عن فوقها‪ ،‬وهذا باب شرحه يطول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجازة أحمد سلمونة إلبراهيم العطار والمؤرخة سنة‪1254‬هـ‪:84‬‬
‫هذه اإلجازة من أمهات إجازات أهل مصر‪ ،‬وعليها مدار الكثير من اإلجازات‬
‫القرآنية في مصر وما حولها‪ ،‬وأحمد سلمونة عمدته في القراءات الشيخ‪ :‬إبراهيم‬
‫حيا ‪1233‬هـ)‪.‬‬
‫العبيدي (كان ًّ‬
‫‪85‬‬

‫‪ .1‬وقع فيها خطأ أخذ عبد الرحمن اليمني‪ ،‬على‪ :‬والده شحاذة اليمني‪ ،‬على‪:‬‬
‫أحمد بن عبد الحق السنباطي”‪ ،‬وهو قلب في اإلسناد‪ ،‬وقد مر بنا في إجازة المرزوقي‪.‬‬

‫مصورة عن النسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية (‪/95‬مصطلح‪ ،‬تيمور)‪.‬‬ ‫‪84‬‬
‫شيخ قراء مصر في وقته‪ ،‬ومدار غالب األسانيد المعاصرة بمصر والشام‪ ،‬أخذ القراءات العشر‬ ‫‪85‬‬
‫وغيرها عن‪ :‬عبد الرحمن األُجهوري‪ ،‬وعلي البدري‪ ،‬ومحمد المنيِر السمنودي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وأخذ‬
‫ّ‬
‫عنه‪ :‬أحمد بن محمد َس َل ُمونة‪ ،‬وأحمد المرزوقي‪ ،‬وعلي الحدادي المالكي‪ ،‬وعبد الرحمن ابن‬
‫أيضا‪« :‬رسالة في مذهب أبي عمرو البصري‬ ‫المنتخبة» وله ً‬
‫َ‬ ‫حسن آل الشيخ من مؤلفاته‪« :‬التحارير‬
‫في اإلدغام الكبير والصغير»‪ ،‬وقد ذكر تلميذه المرزوقي في إجازته لعبد اهلل قاؤقجي أن‪ :‬العبيدي‬
‫من ذرية السيد‪ :‬عبد السالم بن مشيش‪ -‬وعبد السالم ابن مشيش حسني‪ ،‬ولم يوقف للعبيدي‬
‫الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن حسن آل‬ ‫ُ‬ ‫بيقين على غير ما ذكرت وال وقف له على تاريخ وفاة وقد ذكر‬
‫الشيخ أنه دخل مصر سنة ‪1233‬هـ‪ ،‬وأنه قابل فيها الشيخ المقرئ بالقراءات العشر الشيخ‪ :‬إبراهيم‬
‫حيا سنة (‪1237‬هـ)‬‫العبيدي‪ ،‬فاليقين أن العبيدي كان حيا في هذا الوقت وليس هناك مستندا أنه كان ًّ‬
‫إال التقدير والتخمين‪ ،‬وكذلك يقال فيمن جعل حياته إلى وقت خروج الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن‬
‫حيا سنة دخول الشيخ‪ :‬عبد الرحمن بن حسن‪.‬‬ ‫حسن آل الشيخ‪ ،‬فاليقين أنه كان ًّ‬
‫‪ -‬يُنظر‪ :‬كتاب مشاهير علماء نجد (صـ‪ ،)80‬إمتاع الفضالء (‪ ،)372/2‬وإجازة المرزوقي لعبد اللـه‬
‫قاؤقجي زاده‪ ،‬وإجازة سلمونة إلبراهيم العطار‪.‬‬

‫‪390‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 390‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪ .2‬وكذا فيها (ل‪/4‬أ)‪“ :‬وقرأ شحاذة علي الطبالوي‪ ،‬والسنباطي والطبالوي‬


‫على‪ :‬شيخ اإلسالم زكريا األنصاري”‪ ،‬وهذا تكملة للخطأ قبله‪ ،‬وقد مر بنا في‬
‫إجازة المرزوقي‪.‬‬
‫‪ .3‬وكذا فيها إثبات محمد النويري شارح الطيبة شيخا لزكريا األنصاري‪ ،‬وهو‬
‫خطأ تقدم بيانه‪.‬‬
‫‪ .4‬وفيها “ابن الجزري‪ ،‬عن‪ :‬إمام الجامع األزهر ابن اللبان‪ ،‬عن أحمد صهر‬
‫الشاطبي‪ ،”...‬وهنا أخطاء كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ابن اللبان هو محمد بن أحمد أبو المعالي الدمشقي (‪776-715‬هـ)‪ ،‬فلم‬
‫يكن إماما للجامع األزهر‪.‬‬
‫ب‪ -‬وأيضا صهر الشاطبي (ت ‪661‬هـ)‪ ،‬اسمه علي بن شجاع‪ ،‬وليس أحمد‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬وأيضا صهر الشاطبي توفي قبل والدة ابن اللبان كما هو واضح من التواريخ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نموذج إلجازات أهل العراق‪ :‬إجازة سعد الدين الموصلي البنه محمد أمين‬
‫مؤرخة سنة ‪1178‬هـ‪.86‬‬
‫وهي من اإلجازات التي عليها مدار أسانيد أهل العراق‪ ،‬وقد انفردت بمعلومات‬
‫وأسانيد‪ 87‬ال توجد عند المصريين أو غيرهم‪ ،‬ومما وقع فيها‪:‬‬
‫‪.1‬القراءة على الجان والعفاريت كما في (ق‪/6‬ب)‪ :‬ففيها إثبات قراءة عمر‬
‫الشوافي على ميمون العفريت‪ ،‬وهو‪ :‬عن الرسول ‪.‬‬
‫‪ .2‬وذكر فيها (ق‪/7‬ب)‪“ :‬محمد األميوطي عن ابن الجزري‪ ،”...‬وهو خطأ‬
‫وإنما الصحيح‪ :‬أحمد األميوطي‪.‬‬

‫محفوظ بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪86‬‬


‫ينظر‪ :‬المنح الفكرية (صـ‪ ،162‬ط ‪:‬العصرية)‪ ،‬عقد الجواهر والدرر للشلي (صـ‪ ،)111‬اللطائف السنية‬ ‫‪87‬‬
‫في أخبار المماليك اليمنية (صـ ‪ ،)275‬إجاز ُة داود بن سليمان الموصلي بالقراءات السبع لعبد الوهاب‬
‫البغدادي‪( ،‬ق‪ ،)5 ،4:‬وإجازة سعد الدين الموصلي البنه محمد أمين (ق‪/7 :‬أ)‪ ،‬وكذا إجازة عبد‬
‫اللطيف مفتي زاده لمحمد أحمد بالسبع (ق‪/7:‬ب)‪ ،‬وإجازة محمد بن الحاج حسن للحافظ عثمان‬
‫(ق‪ ،)12:‬كلها محفوظة بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬

‫‪391‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 391‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪ .3‬وفي (ق‪/7‬ب) إثبات قراءة ابن اللبان محمد بن أحمد على‪ :‬التقي بن‬
‫الصائغ‪ ،‬وهو خطأ‪.88‬‬
‫ومن ذلك قراءة العالمة‪ :‬عبد الرحمن اليمني‪ ،‬على‪ :‬نور الدين علي بن سلطان بن‬
‫محمد الهروي الحنفي الهروي ثم المكي (ت ‪1014‬هـ) المشهور بالمال علي القاري‪،‬‬
‫وهو على‪ :‬سراج الدين ُعمر الشوافي اليمني المكي (ت ‪991‬هـ)‪ ،‬وهو على‪ :‬العلَّ مة‬
‫المقرئ‪ :‬عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أَبي بكر الناشري اليمني‬
‫(‪ 848‬هـ)‪ ،‬على اإلمام‪ :‬ابن الجزري‪.‬‬
‫وعمر الشوافي المكي توفي سنة ‪991‬هـ كما ورد في اللطائف السنية في أخبار‬
‫المماليك اليمنية (صـ ‪ ،)275‬وعثمان الناشري توفي (‪848‬هـ) فبين وفاتهما (‪143‬سنة)‬
‫فاألمر يحتاج إلى تأمل وتحرير‪.‬‬
‫واألقرب أن بين الشوافي والناشري واسطة على األقل‪ ،‬كما أن المال علي القاري‬
‫ذكر في آخر كتابه المنح الفكرية أنه أخذ عن شيخ قراء مكة عمر اليمني الشوافي‪،‬‬
‫وهو قرأ على جماعة قرءوا على العالمة‪ :‬محمد بن القطان خطيب المدينة المنورة‪،‬‬
‫وهو على زين الدين عبد الغني الهيتمي المصري‪ ،‬وهو على اإلمام شيخ المقرئين‪:‬‬
‫ابن الجزري‪ ،‬فلم يذكر ما في اإلجازات السابقة‪ ،‬واألمر ال يزال في حيز التحرير‪،‬‬
‫فال يتعجل فيه‪.‬‬
‫ومما ورد فيها‪ :‬قراءة أحمد السنباطي‪ ،‬على أبي الحرم‪ ،‬عن‪ :‬محمد الغزي‪ ،‬عن زكريا‬
‫األنصاري‪ ،‬عن‪ :‬األميوطي‪ ،‬وقد بينا أن األُميوطي لم يأخذ عنه زكريا األنصاري‪،‬‬
‫وهي إجازة مفيدة‪ ،‬وفيها الكثير مما يحتاج إلى تحرير وتصحيح‪ ،‬وتمهل‪ ،‬واللـه‬
‫المستعان‪.‬‬
‫قد مثلت فيما مضى بإجازات قديمة نسبيا‪ ،‬وسأعرض نموذجا إلجازات حديثة‪،‬‬
‫فيها تركيب وخلط في الطرق؛ وغير ذلك من األخطاء‪ ،‬وفي خزانتي مئات من‬
‫اإلجازات الحديثة والتي يدمع القلب عند النظر فيها لكثرة األخطاء الواقعة فيها؛‬
‫ولذا فسأوجه العناية‪ -‬فيما بعد‪ -‬حول الحلول لمواجهة هذه اإلشكاليات‪.‬‬

‫يُنظر‪ :‬غاية النهاية (‪ ،)72/2‬جامع أسانيد ابن الجزري (صـ‪ ،)99‬والسالسل الذهبية د‪ .‬أيمن سويد‬ ‫‪88‬‬
‫(من صـ‪ 133-‬إلى صـ‪.)211‬‬

‫‪392‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 392‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:17‬‬


BEŞİNCİ OTURUM
KIRAAT -II-

‫نماذج لألخطاء باألسانيد المعاصرة‬


:‫اإلجازة األولى‬

393

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 393 29.06.2021 10:36:18


ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ

:‫اإلجازة الثانية‬

394

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 394 29.06.2021 10:36:18


BEŞİNCİ OTURUM
KIRAAT -II-

:‫اإلجازة الثالثة‬

395

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 395 29.06.2021 10:36:18


ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ

396

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 396 29.06.2021 10:36:18


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪89‬‬
‫تعقيب على اإلجازة األولى‪:‬‬
‫اإلجازة األولى بقصر المنفصل من طريق الحمامي عن ابن البختري عن الفيل‬
‫بمضمن كتاب المصباح كما هو ظاهر من عنوانها‪ ،‬ومقدمة كالم المجيز‪ ،‬ولكنه ساق‬
‫اإلسناد عن صهر الشاطبي‪ ،‬عن‪ :‬الشاطبي إلى أبي عمرو الداني بسنده في التيسير‪.‬‬
‫والصحيح سوق السند عن‪ :‬علي بن شجاع ِصهر الشاطبي‪ ،‬عن‪ :‬أبي الفضل محمد‬
‫الش ْهر ُزوري البغدادي‪،‬‬ ‫الغ ْز َنوي‪ ،‬عن‪ :‬أبي الكرم المبارك بن الحسن‬
‫بن يوسف َ‬
‫َّ ُ‬
‫الحمامي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫عن‪ :‬أبي الحسين أحمد بن عبد القادر‪ ،‬عن‪ :‬أبي الحسن علي بن أحمد‬
‫الد َّقاق أحمد بن عبد الرحمن ابن الب ْخ َتري‪ ،‬عن‪ :‬أحمد بن محمد بن‬
‫عن‪ :‬الولي َّ‬
‫َ‬
‫الصباح البغدادي‪ ،‬عن‪ :‬حفص بن سليمان‬ ‫حميد المعروف ِ‬
‫بالفيل‪ ،‬عن‪ :‬عمرو بن‬
‫َّ َّ‬ ‫ُ‬
‫الن ُجود الكوفـي‪.‬‬
‫الكوفي‪ ،‬عن‪ :‬عاصم بن أبي َّ‬
‫كما أنه ساقها من طريق عبد الرحمن اليمني عن‪ :‬والده شحاذة اليمني‪ ،‬ومعلوم‬
‫أنه قرأ على والده بالقراءات السبع من طريق الشاطبية إلى قوله تعالى‪“ :‬فكيف إذا‬
‫جئنا من كل أمة بشهيد‪ ،”..‬ال من طريق الطيبة‪ ،‬ثم مات والده فاستأنف على تلميذ‬
‫والده‪ :‬أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد السنباطي‪ ،‬كما في غالب اإلجازات‪.‬‬
‫والصحيح كاالتي‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن شحاذة اليمني‪ ،‬عن‪ :‬علي بن محمد ابن غانم المقدسي‪ ،‬عن‪:‬‬
‫الس َم ِديسي‪ ،‬كالهما عن‪ :‬أحمد‬
‫السنباطي‪ ،‬ومحمد بن إبراهيم َّ‬
‫عبد الحق بن محمد ُّ‬
‫بن أسد األُميوطي‪ ،‬عن‪ :‬محمد بن محمد ابن الجزري‪.‬‬
‫وكذا‪ :‬قرأ عبد الرحمن بن شحاذة اليمني من طرق الطيبة على‪ :‬أبي الـحرم أحمد بن‬
‫محمد المدني‪ ،‬عن‪ :‬محمد بن إبراهيم السـمديسي‪ ،‬عن‪ :‬أحمد بن أسد األميوطي‪،‬‬
‫عن‪ :‬محمد بن محمد ابن الجزري‪.‬‬

‫محفوظة بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪397‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 397‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪90‬‬
‫تعقيب على اإلجازة الثانية‪:‬‬
‫وفيها أجاز الشيخ قدري عبد الوهاب الشيخ وفائي عبد الرازق بالقراءات العشر من‬
‫شك في تلقي الشيخ‪ :‬وفائي‪ ،‬عن‬‫طريقي الشاطبية والدرة بعد ختمة كاملة جمعا‪ ،‬وال َّ‬
‫الشيخ‪ :‬قدري‪ ،‬لكن وقعت أخطاء جسيمة عند تحرير هذه اإلجازة‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫أولها‪ :‬أن الشيخ قدري محمد عبد الوهاب المنياوي قرأ القراءات السبع من طريق‬
‫الشاطبية وقراءة أبي جعفر من طريق الدرة على الشيخ‪ :‬معزوز أبي ربيع األردني‬
‫نزيل الكويت‪ ،‬وليس العشر كما هو في اإلجازة‪ ،‬وإنما قرأ الشيخ قدري عبد الوهاب‬
‫العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ‪ :‬عبد العزيز فاضل العنزي الكويتي‪،‬‬
‫وهو بذلك عن‪ :‬الشيخ‪ :‬عبد الرزاق علي موسى بسنده المعروف عن الزيات‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫ثانيا‪ُ :‬ذكر أن شيخنا المقرئ المدقق‪ :‬رمضان نبيه عبد الجواد قرأ القراءات من‬
‫طرق الشاطبية والدرة والطيبة على جماعة‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ‪ :‬فهمي رمضان كساب‪،‬‬
‫والصحيح أن الشيخ‪ :‬رمضان نبيه قرأ بالسبعة من طريق الشاطبية على الشيخ‪ :‬فهمي‬
‫‪91‬‬
‫كساب‪ ،‬وليس العشر‪.‬‬
‫وأما العشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة فقرأها شيخنا‪ :‬رمضان نبيه‪ ،‬على‬
‫الشيخ‪ :‬محمد عبد الحميد السكندري‪ ،‬والشيخ‪ :‬حامد الجمسي‪ ،‬والشيخ‪ :‬محمود‬
‫بن محمد بن محمد شاهين السنفي‪ ،‬والشيخ‪ :‬محمد عبد الدايم خميس‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ذكر فيها أن الشيخ فهمي رمضان كساب تلقى عن‪ :‬الشيخ‪ :‬محمد محمد‬
‫زقزوق‪ ،‬والشيخ‪ :‬محمد مصطفى الحمامي‪ ،‬وهو عن‪ :‬محمد محمد هاللي األبياري‪،‬‬
‫وهنا خطأ واضح‪ ،‬وهو االنقطاع فبين الشيخ‪ :‬فهمي كساب والشيخين بعده‪ ،‬واسطة‬
‫هي شيخه‪ :‬أحمد علي عويس الدلجموني‪.‬‬
‫والصحيح كما يلي‪ :92‬قرأ الشيخ فهمي كساب القراءات السبع من طريق الشاطبية‬
‫على الشيخ‪ :‬أحمد علي عويس الدلجموني‪ ،‬وهو بذلك على الشيخ‪ :‬محمد محمد‬

‫ضمن مجموعة إجازات للشيخ‪ :‬وفائي عبد الرازق‪ ،‬بمكتبتي الخاصة‪.‬‬ ‫‪90‬‬
‫وقد أتحفني شيخنا المقرئ‪ :‬رمضان نبيه‪ ،‬بمصورات إجازاته‪ ،‬عن شيوخه‪.‬‬ ‫‪91‬‬
‫إجازة أحمد عويس لفهمي كساب‪ ،‬وترجمته‪ ،‬وإجازاته لبعض تالمذته أتحفني بها الشيخ المقرئ‪:‬‬ ‫‪92‬‬
‫خالد حسين تلميذ الشيخ‪ :‬فهمي كساب‪ ،‬وكذا المقرئ الدكتور‪ :‬أيمن الفخراني‪.‬‬

‫‪398‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 398‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫زقزوق‪ ،‬من أول القرآن إلى سورة الرحمن‪ ،‬ثم توفي الشيخ‪ :‬محمد زقزوق‪ ،‬فاستأنف‬
‫ختمة أخرى على الشيخ‪ :‬محمد مصطفى الحمامي‪.‬‬
‫كما قرأ كذلك الشيخ‪ :‬أحمد علي عويس الدلجموني‪ 93‬بالقراءات العشر من طري َقي‬
‫الشاطبية والدرة على الشيخ‪ :‬محمد محمد هاللي األبياري‪ ،‬وهو بالقراءات العشر‬
‫من طرق الشاطبية والدرة والطيبة عن‪ :‬أحمد شرف األبياري‪ ،‬عن الشيخ‪ :‬يوسف‬
‫عجور‪ ،‬بسنده المعروف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الشيخ‪ :‬عبد المنعم البنداري سقط بينه وبين‪ :‬مصطفى الميهي‪ ،‬واسطة‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫الشيخ‪ :‬سليمان الشهداوي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ذكر فيها‪“ :‬محمد السمنودي المنير‪ ،‬على شيخه‪ :‬علي الرملي شارح الدرة‪،‬‬
‫على الشيخ‪ :‬محمد البقري‪ ،‬وهو على شيخه‪ :‬أحمد الرشيدي‪ ،‬على شيخه‪ :‬أحمد‬
‫البقري‪ ،‬وهو على الشيخ‪ :‬محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ‪.”...‬‬
‫وفي هذا قلب وتركيب في اإلسناد‪ ،‬والصحيح‪ :‬أن الشيخ‪ :‬علي الرميلي‪ -‬وليس‬
‫الرملي كما في اإلجازة‪ -‬أخذ عن الشيخ محمد البقري‪ ،‬وأن الشيخ‪ :‬محمد السمنودي‬
‫المنير أخذ كذلك عن الشيخ‪ :‬أحمد الرشيدي‪ ،‬وهو عن‪ :‬أحمد البقري‪ ،‬وهو على‪:‬‬
‫محمد البقري‪ ،‬وغير ذلك مما يطول شرحه في هذه اإلجازة‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫تعقيب على اإلجازة الثالثة‪:‬‬
‫وفي هذه اإلجازة أخطاء منها‪ :‬التركيب كما في قوله‪ ...“ :‬الشيخ‪ :‬شحاتة اليمني‪،‬‬
‫وهو عن‪ :‬محمد بن جعفر‪ ،‬وهو عن‪ :‬شيخه‪ :‬أحمد المسيري المصري‪ ،‬وهو شيخه‪:‬‬
‫نصر الدين الطبالوي”‪.‬‬

‫كما هو ظاهر إجازة فهمي كساب عن‪ :‬أحمد عويس‪ ،‬وقد أكد لي شيخنا‪ :‬رمضان نبيه‪ ،‬أن الشيخ‪:‬‬ ‫‪93‬‬
‫أحمد عويس‪ ،‬تلقى القراءات على الشيخ‪ :‬األبياري‪ ،‬وأنه كان يقرئ طلبته بمضمن الفوائد المحررة‬
‫لشيخه‪ :‬محمد هاللي األبياري‪.‬‬
‫إجازة محمد محمد جمعة الباز تفضل بها ضمن مجموع إجازات كبير‪ -‬الشيخ المقرئ‪ :‬ياسر السيد‬ ‫‪94‬‬
‫حسين العطالي الدقهلي‪ -‬فجزاه اهلل عنا خيرا‪.‬‬

‫‪399‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 399‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫والصحيح‪ :‬شحاذة اليمني‪ ،‬عن‪ :‬ناصر الدين الطبالوي‪ ،‬وأما محمد بن جعفر‬
‫أخذه‬
‫األماسي فهو في طبقة تالمذة العالمة‪ :‬شحاذة اليمني‪ ،‬وليس شيخا له‪ ،‬وإنما ْ‬
‫عن الشيخ‪ :‬أحمد المسيري‪.‬‬
‫وأيضا التصحيف في األسماء كما في قوله‪“ :‬زكريا األنصاري‪ ،‬عن‪ :‬أحمد بن أسعد‬
‫األميوطي‪ ،‬وابن عباس أحمد بن أبي بكر القلتياي‪ ،‬وأبي نعيم النفيري‪ ،‬وطاهر بن‬
‫أحمد الشهير بالنوثري”‪.‬‬
‫والصحيح‪ :‬أحمد بن أسد األميوطي‪ ،‬وأبي العباس أحمد بن أبي بكر ال َق ْلقـيلي‪،‬‬
‫الن َو ْيري”‪ ،‬وغير ذلك كثير‬‫الع ْقبي‪ ،‬وطاهر بن محمد ُّ‬
‫وأبي نعيم رضوان بن محمد ُ‬
‫في هذه اإلجازة‪.‬‬

‫تعقيب حول األسانيد القرآنية اآلنفة‬


‫ما سبق نماذج من بعض ما وقع في هذه األسانيد القرآنية‪ ،‬ويالحظ اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم االهتمام بذكر كثير من التواريخ الهامة كتاريخ بدء القراءة‪ ،‬وانتهائها‪،‬‬
‫وتحريرها‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم ذكر مكان اإلقراء والختم‪ ،‬واإلشهاد عليها‪ ،‬ومحرر اإلجازة‪ ،‬ومعلوم‬
‫أهمية ذلك في تصحيح وتحقيق السند‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم النص على القدر المتلقى في كل طبقة غالبا‪.‬‬
‫‪ .4‬جهالة بعض المقرئين في أسانيدهم‪ ،‬وسببه‪:‬‬
‫أ‪ -‬إهمال جمع تراجم أخبار القراء في القرون الست المنصرمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختصار المخل في بيانات المجيز والمجاز‪.‬‬
‫وقوع التركيب‪ ،‬والقلب‪ ،‬والسقط‪ ،‬وغير ذلك من العلل ظاهر ًة كانت أو خفية‪ ،‬مما‬
‫ال يظهر إال بجمع طرق اإلجازة‪.‬‬
‫ولذا فعلى العلماء األفاضل والمختصين بعلوم القرآن حمل هذه األمانة والتكاتف‬
‫للقيام بتصحيح أسانيد القرآن‪ ،‬ومعرفة سبل ذلك‪ ،‬فإن هذا العمل ال يقل أهمية‬
‫عن غيره من علوم القرآن‪.‬‬

‫‪400‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 400‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫توصيات لحل إشكال األخطاء في األسانيد القرآنية‬


‫على المستوى الفردي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة اهتمام المقرئ بعلوم األسانيد مما يمكنهم من ضبط وكتابة أسانيده‬
‫بصورة صحيحة‪.‬‬
‫‪ .2‬حفظ المقرئ ألسانيده‪ ،‬وتراجم شيوخه‪ ،‬والتحصل على أسانيدهم والعناية بها‪.‬‬
‫‪ .3‬قراءة المجيز ألسانيده على المجاز وضبطها له‪.‬‬
‫على المستوى المؤسسي‪:‬‬
‫‪ .1‬أوصي بإنشاء لجان علمية ُتعنى بتحقيق األسانيد القرآنية‪ ،‬وتنقيتها من‬
‫األخطاء‪ ،‬حتى تمنح على الصواب‪.‬‬
‫‪ .2‬االهتمام بجمع تراجم وأخبار القراء خاصة كبار السن األحياء ممن فوق‬
‫الستين‪ ،‬والذين يُخشى موتهم‪ ،‬فيضيع تاريخهم‪ ،‬وتموت أسانيدهم‪ ،‬ثم جمع تراجم‬
‫قريبي الوفاة‪ ،‬ثم القرن الثاني والثالث والرابع عشر الهجري وصوال إلى زمن ابن‬
‫الجزري‪ ،‬وعرضها في موسوعات تاريخية تحفظ لنا سيرهم فهم أحق الناس باالحتفاء‬
‫والتأريخ لهم‪ ،‬وقد قال السخاوي‪ ”:‬من أرخ مؤمنا فكأنما أحياه”‪.‬‬
‫‪ .3‬كما أوصي بضرورة طرح الجامعات ألطروحات خاصة بتراجم القراء‪ ،‬يبدأ‬
‫فيها بتراجم شيوخ اإلقراء‪.‬‬
‫‪ .4‬كذلك االهتمام بحفظ نسخ من أسانيد القراء في كل قطر‪ ،‬وفهرستها‪،‬‬
‫وتحقيق بعض األسانيد الهامة التي عليها مدارات األسانيد القرآنية في كل قطر‪،‬‬
‫ونشرها؛ فبجمع األسانيد القرآنية وسبرها تعرف العلل ويظهر السقط والخلل‪ ،‬وقد‬
‫قال علي ابن المديني‪“ :‬الباب إذ لم تجمع طرقه ال تعرف علته”‪.‬‬
‫‪ .5‬إقامة دورات تعليمية لتعليم المقرئين كيفية تحرير إجازاتهم وأسانيدهم‬
‫على الوجه الصحيح‪.‬‬
‫‪ .6‬نشر المؤلفات والقيام على األبحاث التي تُعنى بتصحيح وتحرير اإلجازات‬
‫واألسانيد القرآنية‪.‬‬

‫‪401‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 401‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫‪ .7‬عمل قاعدة معلومات شاملة ألخبار القراء بطرق بحثية حديثة وسهلة‪.‬‬
‫‪ .8‬صنع األثبات وفهارس الكتب والمشيخات التي تتعلق بأسانيد كتب التجويد‬
‫والقراءات وعلوم القرآن ‪.‬‬
‫‪ .9‬عمل سجالت خاصة بتسجيل كامل بيانات التالميذ المجازين من الشيوخ‬
‫وضبط ما تلقوه منهم‪.‬‬
‫‪ .10‬إصدار مجلة أو دوريات لنشر فقه التلقي ومسائله وعرض األسانيد الهامة‪،‬‬
‫وكذا تراجم القراء‪.‬‬
‫‪ .11‬عدم السماح لغير المختصين ومن ال دراية لهم باألسانيد بكتابتها‬
‫كالخطاطين‪ ،‬والطباعين‪.‬‬

‫نموذج تحقيق ألهم األسانيد القرآنية في تركيا مع بيان مداراتها‬


‫سبق بيان أن من الحلول الهامة لحل مشكلة كثرة األخطاء الواقعة في األسانيد‬
‫القرآنية‪ ،‬تحقيق بعض األسانيد الهامة التي عليها مدارات األسانيد القرآنية في كل‬
‫قطر‪ ،‬ونشرها؛ فبجمع األسانيد القرآنية وسبرها تعرف العلل ويظهر السقط والخلل‪،‬‬
‫وقد قال علي ابن المديني‪“ :‬الباب إذ لم تجمع طرقه لم ُتعرف علته”‪.‬‬
‫وفيما يلي تحقيق ألهم األسانيد القرآنية في تركيا مع بيان مداراتها‬
‫تدور أسانيد أهل تركيا وترجع إلى ابن الجزري‪ ،‬ولم أقف على إجازة قرآنية تركية‬
‫ترجع إلى ما قبل ابن الجزري فمدار أسانيدهم فيما وقفت ترجع إليه‪ ،‬وتدور‬
‫عليه‪ -‬رحمه اللـه‪.‬‬
‫وبيان ذلك‪ ،‬أن أسانيد أهل تركيا ترجع إلى ابن الجزري‪ -‬رحمه اللـه‪ -‬من عدة‬
‫طرق‪ :‬أولها‪ :‬طريق الحجازيين بالسبعة من طريق الشاطبية‪ :‬من طريق الشيخ‪:‬‬
‫الحنفي (‪1066‬هـ)‪ 95‬بالقراءات السبع من‬ ‫الرومي‬ ‫بن عبد الرحمن‬
‫يوسف أفندي ِ‬‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫طريق الشاطبية‪ ،‬عن معلم السراي السلطاني المدعو بكجي (ت‪1054‬هـ)‪ ،‬عن‪ :‬المال‬
‫على القاري‪ ،‬عن‪ :‬عمر الشوافي‪ ،‬عن‪ :‬محمود ابن حميدان‪ ،‬عن‪ :‬محمد بن القطان‬
‫ينظر شجرة قراء تركيا لمحمد أمين تشستربيتي رقم (‪.)3681‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪402‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 402‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫خطيب المدينة المنورة‪ ،‬عن محمد بن شرف الدين التستري المدني‪ ،96‬عن محمد‬
‫الكيالني‪ ،‬عن ‪ :‬اإلمام‪ :‬محمد بن محمد ابن الجزري (ت‪ 833‬هـ)‪.‬‬
‫كما تلقى معلم السراي السلطاني المدعو بكجي‪ ،‬على الشيخ‪ :‬أحمد المسيري‬
‫المصري‪ ،‬وهو عن الشيخ‪ :‬ناصر الدين محمد بن سالم بن علي الطبالوي الشافعي‬
‫المعمر (ت‪966‬هـ)‪ ،‬وهو على شيخ اإلسالم‪ :‬زكريا بن محمد األنصاري (ت‪926‬هـ)‪،‬‬
‫الع ْقبي الشافعي‬
‫النعيم رضوان بن محمد بن يوسف ُ‬ ‫وهو على شيوخ عدة‪ ،‬منهم‪ :‬أبو َّ‬
‫الن َويري المالكي‪( 97‬ت‪ 56‬هـ)‪،‬‬
‫(ت‪852‬هـ)‪ ،‬والشيخ‪ :‬طاهر بن محمد ابن علي ُّ‬
‫والشيخ‪ :‬أحمد بن أبي بكر بن يوسف ال َقـ ْل ِـقـيلي السكندري الشافعي (ت‪ 857‬هـ)‪،‬‬
‫وقرأ هؤالء جميعا على‪ :‬ابن الجزري‪ ،‬وغيره بأسانيدهم‪.‬‬

‫الشيخين‬
‫ِ‬ ‫ثانيها‪ :‬طريق المصريين بالشاطبية والدرة والطيبة والتقريب من طريق‬
‫المصريين‪:‬‬
‫• أحمد المسيري صهر ناصر الدين محمد بن سالم الطبالوي‪.‬‬
‫• الشيخ الشريف المقرئ‪ :‬علي بن سليمان المنصوري‪.‬‬
‫‪ .1‬فأما الشيخ‪ :‬أحمد المسيري صهر الطبالوي‪ ،‬فقد تقدم إسناده‪.‬‬
‫‪ .2‬وأما‪ :‬الشيخ الثاني‪ :‬شيخ القراء باألستانة محرر الطيبة‪ :‬علي بن سليمان‬
‫تلقى القراءات على كل من‪،‬‬
‫ابن عبد اللـه المنصوري المصري (ت‪1134‬هـ)‪ ،‬فقد َّ‬
‫‪98‬‬

‫حرر‪ :99‬أبي العزائم ضياء الدين سلطان بن أحمد بن سالمة بن إسماعيل‬‫العالمة الم ِ‬
‫ُ ّ‬

‫ينظر‪ :‬شجرة قراء تركيا‪ ،‬وإجازة عبيد اللـه بن محمد الفناري بالقراءات لصادق ين يوسف بتاريخ‬ ‫‪96‬‬
‫‪916‬هـ‪ ،‬مخطوط بأرشيف مركز اإلمام ابن الجزري‪.‬‬
‫وليس هو شارح الطيبة كما جاء في إجازات عديدة خطأ‪ ،‬وسيأتي بيان ذلك‪.‬‬ ‫‪97‬‬
‫ينظر‪ :‬ثبت إرشاد المريد إلى معرفة األسانيد لعبد اهلل ابن الكبرلي الجامعة اإلسالمية رقم (‪،)10001‬‬ ‫‪98‬‬
‫وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد (إدارة مخطوطات‬
‫الكويت‪ -‬قراءات‪ ،)72/‬وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي (ق‪/3 :‬أ‪-‬مخطوط‬
‫بجامعة اإلمام رقم ‪.)1432‬‬
‫قرأ المنصوري على المزاحي القراءات بجميع الروايات العشر وما فوقها‪ ،‬وأخذ عنه الشاطبية والرائية‬ ‫‪99‬‬
‫والطيبة ومقدمة في األربع عشر‪ ،‬وغير ذلك كما هو مذكور في إجازته لتلميذه حسين األرضرومي‬
‫(ق‪/3:‬أ‪-‬مخطوط بجامعة اإلمام رقم ‪ ،)1432‬ولذا قدمته على جميع شيوخه‪.‬‬

‫‪403‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 403‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫الـم َّـزاحي الشافعي المصري (ت‪1075‬هـ)‪ ،‬والعالمة‪ :‬أَبي الضياء نور الدين علي بن‬
‫َ‬
‫برام ّلسي الشافعي (ت‪1087‬هـ)‪ ،‬والعالمة‪ :‬شمس الدين محمد بن قاسم‬ ‫ِ‬
‫الش َ‬
‫علي َّ‬
‫الش َّناوي الشافعي (ت‪1111‬هـ)‪ -‬ثالثتهم عن‪ :‬الشيخ المقرئ‬‫بن إسماعيل البقري ِ ّ‬
‫الجامع‪ :‬العلَّ مة‪ 100:‬زين الدين عبد الرحمن بن شحاذة الشافعي المصري المعروف‬
‫بعبد الرحمن بن شحاذة اليمني (ت‪1050‬هـ)‪ ،‬وهو َع َلى‪ :‬علي بن محمد بن علي‬
‫ّ‬
‫بن خليل بن غانم المقدسي الخزرجي الحنفي القاهري (ت‪1004‬هـ)‪ ،‬وهو على‪:‬‬
‫الس ْنباطي (ت‪931‬هـ)‪ ،‬وهو على‪ّ ِ :‬‬
‫الشهاب أحمد‬ ‫شرف الدين عبد الحق بن محمد ُّ‬
‫بن أسد األُميوطي‪ ،‬وهو على‪ :‬اإلمام ابن الجزري‪.‬‬
‫كما قرأ‪ :‬علي بن محمد ابن غانم المقدسي‪ 101‬على‪ :‬أبي الـجود محمد بن إبراهيم‬
‫الس َـمديسي الحنفي (ت‪932‬هـ)‪ ،‬وهو على‪ :‬األُميوطي‪ ،‬وهو على‪ :‬ابن الجزري‪.‬‬
‫َّ‬
‫كما قرأ‪ :‬عبد الرحمن اليمني بطريق الطيبة على‪ :‬شيخ المقرئين بالمدينة النبوية في‬
‫الم َدني (ت‪1001‬هـ)‪ ،102‬وهو‬‫وقته‪ :‬أبي الحرم أحمد بن محمد بن محمد الشافعي َ‬
‫الس َـمديسي‪ ،‬عن‪ :‬األُميوطي‪ ،‬عن‪ :‬ابن الجزري‪.‬‬
‫على‪ :‬محمد بن إبراهيم َّ‬
‫سياق أسانيد عبد الرحمن بن شحاذة اليمني من إجازات عديدة أهمها‪ :‬إجازة داود بن سليمان‬ ‫‪100‬‬
‫الموصلي بالقراءات السبع لعبد الوهاب البغدادي‪( ،‬ق‪ ،)5 ،4:‬وكذا إجازة سعد الدين الموصلي البنه‬
‫رام ِّل ِسي ألبي العز العجمي (ق‪ ،)7 ،6 :‬وكذا إجازة عبد اللطيف‬
‫الش ْب َ‬
‫محمد أمين (ق‪/7:‬أ)‪ ،‬وإجازة َّ‬
‫مفتي زاده لمحمد أحمد بالسبع (ق‪/7:‬ب)‪ ،‬إجازة محمد حاجي زاده ألحمد الشهري‪ ،‬وإجازة‬
‫محمد بن الحاج حسن للحافظ عثمان (ق‪ ،)12:‬وإجازة أحمد سلمونة إلبراهيم العطار‪ ،‬والمرزوقي‬
‫لعبد اهلل قاؤقجي‪ ،‬وسند سلطان المزاحي المذكور ضمن أجوبته على أسئلة في القراءات والتجويد‬
‫(إدارة مخطوطات الكويت‪ -‬قراءات‪ ،)72/‬وإجازة علي المنصوري لتلميذه حسين األرضرومي‬
‫(ق‪/3:‬أ‪-‬مخطوط بجامعة اإلمام رقم ‪ ،)1432‬وغيرها من مجموع إجازات كثيرة‪ ،‬محفوظة بمركز‬
‫اإلمام ابن الجزري‪.‬‬
‫بدأت بأعلى أسانيد عبد الرحمن اليمني‪ ،‬ثم عطفت عليها ما هو أنزل منه‪.‬‬
‫ِ‬
‫العالمة‪ :‬أبي الجود محمد بن إبراهيم السمديسي (ت‪932‬هـ)‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬أَ ْخ ُذ على ابن غانم المقدسي‪ ،‬عن‬ ‫‪101‬‬
‫مثبت في كثير من التراجم كما في خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر (‪ ،)180/3‬وكذا مثبت‬
‫نصا في فوائد االرتحال للحموي (‪ )435/4‬أنه تال بالعشر على أبي الجود السمديسي‪ ،‬وهو المثبت‬ ‫ً‬
‫في ثبت األسقاطي‪ ،‬وهو المثبت في بداية تحريرات الطيبة لمحمد هاشم المغربي‪ ،‬وتابع على‬
‫ذلك صاحب فهرس الفهارس (‪ )892/2‬وكذا الشيخ‪ :‬البرماوي في إمتاع الفضالء‪ ،‬وكذا الشيخ‪:‬‬
‫المحقق أيمن سويد في السالسل الذهبية (صـ‪ ،)131‬وهو المثبت في إجازات عديدة وكثيرة من‬
‫أمهات اإلجازات واألسانيد‪ ،‬وهذا يبين خطأ من نفي ذلك‪.‬‬
‫شيخ المقرئين بالمدينة النبوية في وقته‪ ،‬ورد تلقي عبد الرحمن بن شحاذة اليمني عنه في إجازات‬ ‫‪102‬‬
‫عديدة منها‪ :‬إجازة داود بن سليمان الموصلي بالقراءات السبع لعبد الوهاب البغدادي (ق‪،)5 ،4:‬‬

‫‪404‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 404‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:18‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫السبع على والده العلَّ مة‪ :‬شحاذة اليمني‬


‫كما قرأ‪ :‬عبد الرحمن اليمني‪ ،‬بالقراءات َّ‬
‫ٍ‬
‫بشهيد ‪[ »...‬النساء‪]41:‬‬ ‫كل ٍ‬
‫أمة‬ ‫من ّ ِ‬
‫«فكيف إذا جئنا ْ‬
‫َ‬ ‫(ت‪987‬هـ)‪ ،‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬
‫جمعا للسبعة ثم للعشرة على تلميذ والده‪ :‬أحمد‬ ‫ً‬ ‫ثم توفي والده فاستأنف القراءة‬
‫الس ْنباطي (ت‪997‬هـ)‪.‬‬
‫بن أحمد ُّ‬
‫بمضم ِن الدرة والطيبة واألربعة‬
‫َّ‬ ‫كما قرأَ الشيخ العالمة‪ :‬أحمد بن أحمد ُّ‬
‫السنباطي‬
‫‪103‬‬
‫عشر على‪ :‬يوسف بن زكريا األَ ْنصاري‪ ،‬وهو علي‪ :‬زكريا األنصاري‪.‬‬
‫الم َدني‪ ،‬عن‪:‬‬
‫الـح َرم َ‬ ‫كما قرأَ‪ :‬أحمد بن أحمد ُّ‬
‫السنباطي‪ ،‬بمضمن الطيبة على‪ :‬أبي َ‬
‫األُميوطي‪ ،‬عن‪ :‬ابن الجزري‪.‬‬
‫فهذا ملخص ما تدور عليه أسانيد أهل تركيا وترجع إليه‪ ،‬ولم أقف على إجازة‬
‫قرآنية تركية ترجع إلى ما قبل ابن الجزري فمدار أسانيدهم فيما وقفت ترجع‬
‫إليه‪ -‬رحمه اللـه‪.‬‬

‫مشجرة إسناد لمدار أسانيد أهل تركيا‪:‬‬


‫ابن الجــــــــزري‬
‫أحمد بن أسد األميوطي‬ ‫محمد الكيالني العقبي‪ ،‬والنويري‪ ،‬والقلقيلي‬
‫محمد‬
‫عبد الحق السنباطي‬ ‫زكريا األنصاري‬ ‫محمد التستري‬
‫السمديسي‬
‫علي بن محمد ابن غانم المقدسي‬ ‫محمد بن سالم الطبالوي‬ ‫محمد بن القطان‬
‫محمود ابن‬
‫عبد الرحمن بن شحاذة اليمني‬ ‫أحمد المسيري‬
‫حميدان‬

‫وإجازة سعد الدين الموصلي البنه محمد أمين (ق‪/7:‬أ)‪ ،‬وإجازة عبد اللطيف مفتي زاده لمحمد‬
‫أحمد بالسبع (ق‪/7:‬ب)‪ ،‬وقد ورد اسم أبي الحرم بالزاي المعجمة في إجازة‪ :‬داود بن سليمان‬
‫الموصلي‪ -‬وهو تصحيف‪ ،‬والصحيح ما أثبته ألنه المذكور من ِقبل تلميذه‪ :‬عبد الحق بن سيف‬
‫َ‬
‫الدين الدهلوي في بداية شرحه على الجزرية (مخطوط بمكتبة الحرم المكي‪ -‬رقم‪409- :‬ق‪/2‬أ)‪،‬‬
‫وقد ذكر أن اسمه‪ :‬أحمد بن محمد بن محمد الشافعي المدني‪ ،‬وأنه توفي سنة (‪1001‬هـ)‪ ،‬وقد‬
‫وصفه بقوله‪« :‬شيخ شيوخ المقرئين في الحرمين الشريفين‪ ،‬وأستاذ الفقهاء والمقرئين بمدينة سيد‬
‫الع َلم» أهـ‪.‬‬
‫الثقلين ‪ ،‬تذكرة السلف وحجة الخلف‪ ،‬الشيخ اإلمام الحجة َ‬

‫‪405‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 405‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:19‬‬


‫‪ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ‬‬

‫محمد‬
‫الشبرملسي المزاحي‬ ‫عمر الشوافي‬
‫البقري‬

‫محمد جعفر أوليا أفندي‬ ‫المال على‬


‫علي المنصوري‬
‫القاري‬
‫معلم السراي‬
‫السلطاني‬
‫يــوسف بن عبد الرحمن‬
‫محمد نشانجي‬
‫‪10‬ص‪ ،‬ك‬
‫‪10‬ك‬
‫محمد بن يـوسف بن عبد الرحمن‬
‫أبو محمد عبد اللـه حلمي بن محمد بن يـوسف بن عبد الرحمن‪ ،‬المعروف بيوسف‬
‫أفندي زاده‬

‫مشجرة إسناد شيخ قراء تركيا عبد الرحمن كورسس‪ ،‬والذي عقد المؤتمر الدولي‬
‫‪104‬‬
‫الثاني للقراءات بمركزه للقراءات باستانبول‬

‫اإلمـــام ابن الجــــــــــــزري‬


‫‪1.‬‬ ‫أحمد بن أسد األُمي ِ‬
‫وطي‬
‫ُْ‬
‫‪2.‬‬ ‫شرف الدين عبد الحق السنباطي أبو الجود محمد بن إبراهيم السمديسي‬
‫‪3.‬‬ ‫أبوالحرم أحمد بن محمد المدني‬ ‫ٍ‬
‫محمد ابن غانم المقدسي‬ ‫علي بن‬
‫‪4.‬‬ ‫عبد الرحمن الي َم ِني المصري الشافعي‬
‫َ‬
‫‪5.‬‬ ‫محمد بن قاسم البقري‬
‫‪6.‬‬ ‫شيخ قراء اآلستانة في وقته‪ :‬علي بن سليمان المنصوري المصري‬
‫‪7.‬‬ ‫حسين بن حسين بن مراد األرضرومي‬

‫‪406‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 406‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:19‬‬


‫‪BEŞİNCİ OTURUM‬‬
‫‪KIRAAT -II-‬‬

‫‪8.‬‬ ‫محمد النعيمي الشهير بابن الكتاني‬


‫‪9.‬‬ ‫الو ِ ّديني‬
‫حسن َ‬
‫‪10.‬‬ ‫عمر بن خليل البولوِ ي المعروف ب َقره حافظ ُبستاني‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪11.‬‬ ‫مصطفى بن محمد الشهير بمؤ ِّقت أفندي‬
‫‪12.‬‬ ‫محمد سليم أفندي‬
‫‪13.‬‬ ‫الحاج حسين بن الحاج حمزة الشهير بالعياشي‬
‫‪14.‬‬ ‫حسين صبري أفندي بن إبراهيم اإلسبارطه وي‬
‫‪15.‬‬ ‫حافظ حسن فهمي بن إسماعيل حقي الشهير باألُ ْس َك َداري‬
‫‪16.‬‬ ‫عبد الرحمن كورسس ابن الحافظ محمد سعيد الخندقي‬
‫حافظ عثمان بن أحمد شاهين الحنفي التركي‬

‫الخاتمة‬
‫تبينت لنا الحاجة ألن يتكاتف العلماء األفاضل والمختصين بعلوم القرآن العظيم‬
‫لحمل هذه األمانة‪ -‬أمانة تصحيح أسانيد القرآن‪ ،‬وجمع تراجم القراء‪ ،‬وإخراجها‬
‫في تاريخ يؤرخ لهم فهم أولى الناس باالحتفاء والتخليد‪.‬‬

‫وكذلك حاجتنا‪ -‬نحن المسلمين‪ -‬لوجود مؤسسات وهيئات تعليمية وعلمية‬


‫متخصصة تقوم على رعاية عملية تلقي القرآن الكريم واالرتقاء بها‪ ،‬ومنح األسانيد‬
‫القرآنية على وجهها َوفق المعايير والضوابط التي ارتضاها أهل العلم‪ ،‬وتقوم على‬
‫المحافظة والرقابة على التراث القرآني‪.‬‬
‫وختاما أسأل اهلل الكريم أن يوفقنا لخدمة كتابه العظيم‪ ،‬ولحفظ أسانيده‪ ،‬وأن يجعل‬
‫ً‬
‫هذا البحث في ميزان أعمالنا وح ًّطا لسيئاتنا‪ ،‬وأن يغفر لنا به الزالت‪ ،‬ويرفع لنا به‬
‫الدرجات‪ ،‬اللهم آمين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪407‬‬

‫‪II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 407‬‬ ‫‪29.06.2021 10:36:19‬‬


ULUSLARARASI II. KIRAAT SEMPOZYUMU - TARİHTEN GÜNÜMÜZE KIRAAT İLMİ

‫وكتبه أبو أنس‬


‫فؤاد بن محمد بن خطاب الجابري الدمنهوري‬
‫الشهير بإسماعيل الجابري‬
‫عفا اهلل عنه‬

408

II. KIRAAT SEMPOZYUMU.indd 408 29.06.2021 10:36:19

You might also like