Professional Documents
Culture Documents
الرعاية الصحية في الجزائر بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
الرعاية الصحية في الجزائر بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
.0مقدمة:
تسعى كثير من الدول إلى تحقيق الحماية االجتماعية من خالل تفعيل وتطبيق سياسات مختلفة
يمكنها أن تحقق أكبر قدر ممكن من التغطية على أفراد المجتمع حيث تستهدف الدولة في ذلك معدالت
التنمية البشرية التي يتبناها برنامج األمم المتحدة االنتمائي التابع لهيئة األمم المتحدة ،حيث تعتبر
مؤشرات التنمية البشرية بارومتر يقاس من خالله مدى تحقيق الدولة للتنمية االجتماعية من عدمها
فالجزائر تعد من الدول التي تجند كل أدوات السياسة االقتصادية لديها ،وهذا من أجل الوصول إلى
معدالت مرتفعة من الرفاه االجتماعي ،وهذا مع مراعاة مختلف األبعاد من الصحة ،التعليم ،المستوى
المعيشي الالئق ،ونجاح أدوات السياسة االقتصادية في الجزائر مرهون بمدى توافق هذه األخيرة مع
مؤشرات التنمية البشرية حيث تسعى إلى إنشاء البنى التحتية والهياكل القاعدية في مجال التعليم ،الصحة
ومن خالل هذه الدراسة نود الوصول إلى وضع مقاربة بين اإلنجازات المحققة في مجال الصحة ومدى
توافقها مع مؤشرات التنمية البشرية والتساؤل المطروح:
فرضيات الدراسة:
من أجل اإلجابة على األسئلة الفرعية تم اقتراح الفرضيات اآلتية:
-الرعاية الصحية هي أهم أولويات التنمية البشرية.
-تحقق الجزائر الرعاية الصحية المرتفعة.
-لم تتخلى الجزائر عن نسبة اإلنفاق على الصحة من إجمالي اإلنفاق العام.
أهمية الدراسة:
تظهر أهمية الموضوع في اعتبار أن الرعاية الصحية هي أحد أهم أوجه الرفاهية االجتماعية حيث
نقيس من خاللها مدى توافق اإلنجازات مع مؤشرات التنمية البشرية.
ومن أجل الوصول إلى اختبار الفرضيات تم اقتراح ثالث محاور:
المحور األول :اإلطار التاريخي للتنمية البشرية والرعاية الصحية؛
المحور الثاني :التنمية البشرية في الجزائر؛
المحور الثالث :واقع الرعاية الصحية في الجزائر.
531
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
.0.2التنمية البشرية:
لقد تنامى الوعي بأهمية النفس البشرية ،حيث استمرت العديد من االجتماعات والمؤتمرات
والدراسات التي تهدف إلى الوصول إلى أبعاد التنمية البشرية ،إذ شكلت وثيقة األهداف االستراتيجية
لتنمية إفريقيا خالل التسعينيات حرص الدول النامية إلى إعطاء دور هام وفعال للتنمية البشرية وقد
تضمنت هذه الوثيقة ما يلي:1
أ -أن السلم وحسن اإلدارة واالستقرار من العناصر المهمة لتحسين التنمية.
ب -تعتبر السياسيات السكانية الفعالة ضرورة إلدماج هذه األخيرة في عملية التنمية.
ج -البد من إعطاء األهمية فيما يتعلق بالمسائل البيئية.
د -تعتبر السياسة الهادفة إلى تحقيق النمو ضرورة للتخفيف من حدة الفقر.
ه -إن تمكين المرأة من النهوض بدور أكبر أمر ضروري لتفعيل التنمية المستدامة.
عرف تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج األمم المتحدة اإلنمائي سنة 1990التنمية البشرية بأنها
ّ
تهدف إلى توسيع الخ يارات المتاحة أمام الناس ،أما من حيث التطبيق فتنحصر الخيارات في ثالث وهي
أن يعيش الناس حياة طويلة خالية من العلل ،وأن يكتسبوا معرفة وأن يحصلوا على الموارد الالزمة لتحقيق
2
مستوى حياة كريمة.
كما عرف تقرير التنمية البشرية لعام 1991على أن االستهالك اليومي ينبغي أن يوفر للناس حياة
أطول من حيث:
أ -الغذاء والرعاية الصحية.
ب -النقل والطاقة مدخالت حيويان بالنسبة للعديد من األنشطة البشرية.
ج -التعليم المدرسي ووسائل اإلعالم تمكن من تعلم الكتابة واكتساب اللغة.
.0.0.0مؤشرات التنمية البشرية :تستند مؤشرات التنمية البشرية إلى قياس التنمية االجتماعية ،وهي ما
3
يعود على أفراد من منافع.
أ -المؤشرات االقتصادية :تعد المؤشرات االقتصادية من بين المؤشرات التي يمكن أن تحقق التنمية
البشرية وتتشكل من عدة مؤشرات:
-متوسط نصيب الفرد من الناتج الوطني اإلجمالي.
-معدل النمو السنوي في الناتج الوطني اإلجمالي.
-معدل النمو السنوي في نصيب الفرد في الناتج الوطني اإلجمالي.
531
أحمد قداري ،محمد ساعد ،سعيدة طيب
ب -المؤشرات االجتماعية :يعود االهتمام بالمؤشرات االجتماعية إلى النصف الثاني من الستينيات من
القرن العشرين ،حيث ظهر كتاب بعنوان المؤشرات االجتماعية ،1911وبعد ذلك انتشر هذا الوعي إلى
4
أن أصبح محل دراسة لعديد كبير من علماء االجتماع واالقتصاديين.
ج -المؤشرات التعليمية :حيث تتضمن التعليم األساسي والثانوي والتعليم العالي باإلضافة إلى محو
األمية للبالغين.
د -المؤشرات الصحية :تتضمن عدد األطباء لكل مائة ألف نسمة من السكان ،وكذا عدد الممرضين
بالمؤشرات الصحية ،تتضمن عدد األطباء لكل مائة ألف نسمة من السكان ،وكذا عدد الممرضين
5
باإلضافة إلى المياه المأمومة.
ه -المؤشرات السكانية :تعتمد على المعدل السنوي للزيادة السكانية ونسبة سكان الحضر ومعدل
6
الخصوبة.
.0.0.0حساب دليل التنمية البشرية :تختلف مستويات استخدام مفهوم التنمية من دولة إلى أخرى،
وذلك على حسب االهتمامات المخصصة لمؤشر دون سواه.
فقد تم إنشاء دليل التنمية البشرية في الصورة التي ينبغي من خاللها أن يظهر أهم أبعاد التنمية
البشرية ،والعتبار أن اإلنسان يحتاج إلى العيش لمدة طويلة ،والتمتع بمستوى معيشي الئق ،وعلى هذا
فدليل التنمية البشرية يمكن أن يوضح مدى جهود الدولة في تحقيق تلك الخيارات األساسية لجميع الناس.
ولهذا فدليل التنمية البشرية ،ال يمكن اعتباره مقياس للرطوبة وال حتى مقياسا للسعادة ،بل هو مقياس
7
للتمكين.
ومن خالل هذه الدراسة سنركز على التمكين في الرعاية الصحية وهذا ما سنراه في العنصر الموالي.
.3.0.0التطور التاريخي لمفهوم التنمية البشرية :عرف مفهوم التنمية البشرية تطو ار ملحوظا خالل
محطات فكرية مختلفة:
-التنمية البشرية في الخمسينات :تعرف ظاهرة التنمية على انها من بين اهم الظواهر الحديثة ،حيث
كان مفهوم التنمية يتراوح بين مفاهيم ومصطلحات عديدة ،اذ كانت تطغى على ذلك التفسيرات
االقتصادية ،ومن خالل هذا فقد تشابك مفهوم التنمية مع العديد من المفاهيم االخرى ،حيث تشابهت
مفاهيم التنمية االقتصادية ،التنمية والنمو وتم استخدامها دون تميز في وقت بات مفهوم التنمية متشابها
8
بمفهوم النمو االقتصادي.
531
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
ومن خالل ذلك تم االعتماد والتدقيق على تكوين راس المال الذي يمكنه ان يلعب دو ار مهما في الوصول
الى نمو مستقر في الناتج المحلي االجمالي ،وكذا تحقيق نمو مستقر في دخل الفرد االجمالي وان النمو
9
قادر على توفير الحماية االجتماعية ألفراد المجتمع.
-التنمية البشرية في الستينات :تواصل الخلط فيما بين النمو والتنمية االقتصادية فعلى الرغم من
اختالف الحاصل بين النمو والتنمية كونها متغير نوعي وهذا نتيجة لتعدد االنشطة االقتصادية.
التنمية البشرية في السبعينات :على اثر المشاكل السياسية واالجتماعية التي صاحبت التركيز على
التنمية االقتصادية خالل مرحلة الخمسينات والستينات ،حيث ارتفعت نسبة الفقر وعدم المساواة بين
الطبقات ،الجريمة ،مشاكل الصحة والتلوث وغيرها من المشاكل.
من خالل هذا تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة استراتيجية الدول للتنمية عام ،1990حيث ظهر في
10
ديباجة هذه االستراتيجية ان التنمية ينبغي ان توجه الى رفاهية االنسان.
وركز مؤتمر ستوكهولم 1992على التنمية البيئية حيث تطرق الى النمو االقتصادي ،التنمية البشرية
وحماية البيئة ،مرك از على ما يمكن ان يشكله النمو االقتصادي من خطر على البيئة ،كذلك تطرق الى
الفقر وتهديداته اتجاه رفاهية المواطن.
11
ايضا طرح مؤتمر المنظمة الدولية الذي انعقد عام ،1992حيث قسم الحاجات االساسية الى:
-الحاجات االساسية المادية الفردية :وتشمل عناصر الغذاء والملبس والمأوى.
-الحاجات االساسية المادية العمومية :كالخدمات الصحية التعليمية والثقافية.
-الحاجات االساسية المعنوية :كالحرية والمشاركة السياسية في حقوق االنسان.
-التنمية البشرية في الثمانينات :عرف عقد الثمانينات بانه عقد التنمية الضائعة حيث ان ما شهدته
الدول النامية من مازق ،والتي تعود الى التباطؤ الكبير الذي عرفة االقتصاد العالمي فضال عن االزمات
االقتصادية المختلفة من ازمة نفطية وكذلك االزمة المديونية ،1912وغيرها ،وهذا ما اثر سلبا على
الدول النامية التي اصبحت تدفع الثمن غاليا على اثر ديونها المتراكمة.
.0.0عموميات حول الخدمات الصحية
تعتبر الخدمات الصحية من اهم المخرجات التي تمكن قطاع الصحة من الرقي والوصول الى
معدالت مقبولة من التنمية البشرية.
.0.0.0مفهوم الصحة:
تعرف الصحة على انها الحالة الصحية لإلنسان والتي تظهر من خالل النشاط الطبيعي ألعضاء
الجسم.
كما يعرفها من خالل علم الصحة على انها ايضا حفظ للصحة وهذا من خالل احد اهم اقسام
12
الطب ،والذي يظهر جملة من التدابير الداعية لحفظ الصحة.
531
أحمد قداري ،محمد ساعد ،سعيدة طيب
.0.0.0تعريف الخدمة الصحية :تقوم الخدمة الطبية من خالل جهود فريق طبي داخل مستشفى او
عيادة كأن يقوم طبيب بمعالجة شخص مريض ،حيث يمكن للرعاية الطبية ان تصبح رعاية صحية وقائية
13
وهذا من خالل االرشادات الوقائية التي يمكن ان يقدمها الطبيب للمريض.
تعرف الخدمة الصحية على انها مستوى االداء الذي يتوقعه المريض اتجاه الخدمة المقدمة له،
وهذا اشارة الى دور المريض في تقييم مستوى ما يقدم له من خدمات.
كما يمكن ان نعرف الخدمة الصحية ايضا :على انها ما يقدم للمنتفعين حيث تصبو الى تغطية
14
حاجيات المستهلك النهائي اذ ال ترتبط ببيع سلعة او خدمة اخرى.
.3.0.0تقسيم الخدمة الصحية :تقسم الخدمات الصحية الى جزئين:
اما الجزء األول فيتعلق بالخدمات الصحية العالجية والتي ترتبط بالخدمة الصحية الموجهة للفرد
بصورة مباشرة ،والتي تشمل خدمات التشخيص وخدمات العالج سواءا كان ذلك من خالل العالج الدوائي
المباشر في المنزل او من خالل العالج السريري اومن خالل التدخل الجراحي.
اما القسم الثاني فيتعلق بالخدمات الصحية الوقائية والتي ترتبط بصحة المجتمع ،حيث يمكن
تسميته بالخدمة الصحية البيئية حيث تهتم بالحماية من االمراض المعدية واالوبئة ،وهذا بدوره يتضمن
15
عالقة غير مباشرة مع صحة الفرد.
.1.0.0خصائص الخدمة الصحية:
تعتبر الخدمات الصحية من بين اهم الخدمات المنتجة والمقدمة وذلك كونها مرتبطة بصحة
االفراد ،ولهذا فيمكن للخدمات الصحية ان تتميز بمجموعة من الخصائص أهمها:
-يتم تقديم الخدمات الصحية لكل افراد المجتمع وبدون استثناء؛
تهدف الخدمات الصحية الى تقديم منفعة عامة لمختلف االطراف سواء كانوا افرادا ،هيئات -
او تنظيمات؛
ينبغي للخدمات الصحية ان تتوفر على معيار الجودة وذلك كونها مرتبطة بحياة افراد؛ -
تخضع الخدمات الصحية للقوانين والتنظيمات الصادرة عن الدولة ،وهذا فيما يخص طبيعة -
الخدمات المقدمة وبكيفية تقديمها؛
-تختص الخدمات الصحية باالستم اررية وغير قابلة للتأهيل؛
-تستوجب الخدمات الصحية الحضور الشخصي للمستفيد؛
-يظهر معيار جودة الخدمات الصحية من خالل المريض ،اذ ان ترابط بين جودة الخدمة
ومدى استوعاب المريض لتلك الجودة في الخدمة هي العامل الرئيسي للحكم على جودة الخدمة الصحية؛
531
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
12 13 13 13 93 93 مرتبة الجزائر في دليل التنمية البشرية
من خالل الجدول ( )1يظهر أن الجزائر عرفت ارتفاعا في معدالت التنمية البشرية خالل الفترة
2011-2012حيث قفزت الجزائر بـ 10مراتب وذلك من 93سنة 2012إلى 13سنة ،2012وهذا
راجع إلى مجهودات الدولة الجزائرية من خالل سياستها اإلنفاقية في كل من الصحة والتعليم والمستوى
المعيشي ،لكن هذا المستوى يبقى بعيد كل البعد على ما تزخر به الجزائر من إمكانيات مادية ومعنوية
إلى تمكنها من الوصول إلى تنمية بشرية مرتفعة جدا.
السنة الدراسية
2012-2012 2012-2013 2012-2011 2009-2001
القطاع
من خالل الجدول يظهر أن عدد الطلبة عرف أعدادا مرتفعة خالل الفترة .2012-2001
حيث شهد قطاع التربية الوطنية أعدادا متزايدة من التالميذ ،إذ ارتفعت نسبة التالميذ خالل السنة
الجامعية 2012-2011بما يقارب %3.12مقارنة بالسنة الجامعية ،2009-2001واستمر االرتفاع
إلى أن وصلت النسبة خالل السنة الدراسية 2012-2012بـ ـ %1.23مقارنة بالسنة الدراسية -2001
، 2009وهذا راجع لجهود الدولة في توفير المقاعد البيداغوجية الالزمة التالميذ من أجل رفع من نسبة
التعليم داخل المجتمع.
541
أحمد قداري ،محمد ساعد ،سعيدة طيب
أما فيما يتعلق بالتعليم العالي فقد عرف بدوره قفزات نوعية ،حيث عرفت نسبة زيادة الطلبة خالل
السنة الجامعية 2012-2013بما يقارب %1.23مقارنة بالسنة الجامعية ،2009-2001وهذا دليل
على أن الو ازرة الوصية تسعى نحو توفير مقاعد بيداغوجية إضافية لترقى بالتعليم الجامعي.
الشكل ( :)0يوضح اإلنفاق على التعليم كنسبة من إجمال اإلنفاق العام لسنة 0502
اإلنفاق على
التعليم
المصدر :من إعداد الباحث بناء على التقرير االقتصادي العربي الموحد 2019
عرف اإلنفاق على التعليم نسبة مستقرة خالل الفترة ،2012-2001حيث تنفق الجزائر ما يقارب
% 11.2من إجمالي النفقات العامة ،وتم ذلك من خالل نفقات التعليم والمتمثلة في أجور األساتذة
واإلداريين والعمال وكذا نفقات التجهيز ،حيث تتم من خالل بناء مدارس والجامعات على العموم ال تزال
هذه النسبة ضئيلة مقارنة مع تزايد السكان ،حيث أن نصيب التلميذ أو الطالب في انخفاض مستمر.
الجدول ( :)53تطور الهياكل القاعدية في قطاع التعليم:
2019/2011 2011/2012 2012/2012
20 21 التعليم العالي
20
13 10 الجامعة
13
10 01 المراكز الجامعية
11
01 01 المدرسة العليا لألساتذة
21
20 20 المدرسة العليا للتعلم المهني
01
12 12 المدرسة التحضيرية
التربية والتعليم
2322 2221 2121 الثانويات
2219 2339 2239 عدد إكماليات التعليم المتوسط
11990 11211 11333 عدد المدارس االبتدائية
المصدر :إعداد الباحثين بناء على ww.ons.dzالجزائر باألرقام ،ص 21إلى 30التوقيت 12:39 :بتاريخ
2019/09/20
من خالل الجدول( )3يظهر أن الجزائر سحرت مبالغ صغيرة من ميزانية التجهيز.
545
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
فيما يتعلق بالتعليم العالي فقد عرف عدد الجامعات ارتفاعا حيث وصلت نسبة الزيادة خالل السنة
الجامعية 2011/2012بما يقارب %2مقارنة للسنة الجامعية 2012/2012وذلك بجامعتين
إضافيتين.
أما المدارس الوطنية العليا فقد عرفت بزيادة فوق %20خالل الفترة .2019-2012
أما بالنسبة لقطاع التربية والتعليم ،فقد عرف بدوره نشأت جديد في األطوار الثالثة.
بالنسبة للثانويات فقد ارتفعت عدد الثانويات بنسبة تقارب .%10
أما اإلكماليات فقد عرفت النسبة تزايدا وصل إلى .%3.23
وكذلك االبتدائيات بدرها عرفت تزايدا وصل %2.31خالل السنة الدراسية 2019/2011مقارنة
بالنسبة الجامعية 2012./2012
.3.3المستوى المعيشي في الجزائر
الجدول ( :)51سبب المياه المأمومة في الجزائر
2019 2011 2012 2012 2013 السنوات
السنوات
0501 0500 0501 0503 0500
المعدل
10.2 11.2 9.1 9.1 11.0 معدل البطالة
541
أحمد قداري ،محمد ساعد ،سعيدة طيب
.0.1اإلنفاق الصحي:
الجدول ( :)51اإلنفاق الصحي نسبته من إجمالي اإلنفاق العام.
السنوات
2019 2011 2012 2012 2013 2012
النسبة
اإلنفاق الصحي كنسبة من
1.1 1.1 1.1 1.1 1.1 1.1
إجمالي اإلنفاق العام
المصدر :من إعداد الباحث بناء على التقرير االقتصاد العربي الموحد .2019 ،2011 ،2012 ،2012
من خالل الجدول رقم 01يظهر أن الجزائر أنفقت على الصحة خالل الفترة 2019-2012
بنسب متساوية ،ويعتبر ذلك غير كاف مقارنة بالدول المتقدمة ،أو حتى الدول المجاورة ،حيث يعرف فيها
قطاع الصحة انتعاشا سواء تعلق األمر بالقطاع العام أو القطاع الخاص ،ومن خالل نسبة اإلنفاق على
الصحة ،تبقى هذه النسبة ضئيلة مقارنة مع جهود تدفع إلى المضي بهذا القطاع إلى األمام من أجل
الرفع من مستويات التنمية البشرية في الجزائر.
.0.1الرعاية الصحية
الجدول ( :)52نسبة التغطية لألطباء والممرضين.
2019 2011 2012 2012 2013 2012 السنة
عدد األطباء لكل 100ألف
/ / 113 193 120 112
نسمة
عدد الممرضات لكل
/ / 222 229 190 223
100.000نسمة
المصدر :من إعداد الباحث بناء على معلومات التقرير االقتصادي العربي الموحد ،2012 ،2012 ،2013
2019 ،2011المالحق اإلحصائية.
من خالل الجدول يظهر أن تغطية األطباء والممرضين عرفت مستويات متذبذبة تراوحت من
االرتفاع واالنخفاض ،حيث انخفضت نسبة التغطية فيما يتعلق باألطباء سنة 2013بما يقارب % 22
وهذا ناتج عن الزيادة في عدد السكان التي تقابلها نفس النسبة للزيادة في توظيف األطباء لترتفع فيما بعد
النسبة سنة 2012بما يعادل % 12.91مقارنة ب ـ 2012وهذا على الرغم من أزمة التغطية التي
تعرض لها االقتصاد الجزائري.
أما عدد الممرضين فعرف بدوره انخفاضا وارتفاعا خالل الفترة محل الد ارسة.
لكن هذا يبقى غير كاف في ظل التوزيع غير العادل لهذه الكوادر الصحية ،حيث تختفي المناطق
الصحراوية وتنخفض فيها نسبة التغطية لألطباء ،وكذا الممرضين أو حي في المناطق الداخلية ،حيث
نجد في كثير من مصالح االستعجاالت في المستشفيات العمومية طوابير االنتظار تفوق 200مريض
أمام طبيبين على األكثر ،وهنا ننظر للرعاية الطبية على أنها غير متوازنة وتحتاج إلى تسيير فعال ،حتى
تتمكن الجزائر من تغطية هذا القطاع على أكمل وجه ممكن.
543
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
الشكل ( :)0السكان الذين يحصلون على الرعاية الصحية في الجزائر خالل 0500
السكان الذين
يحصلون على الرعاية
الصحية
المصدر :من إعداد الباحثين بناء على التقرير االقتصادي العربي الموحد 2019
من خالل الشكل يتضح أن نسبة التغطية الصحية في الجزائر لم تكتمل ،والسبب يعود إلى أن
الرعاية الصحية في الريف ال تزال منخفضة نوعا ما مقارنة ما يعيشه العالم من اهتمام بالجانب الصحي،
حيث وصلت نسبة التغطية الصحية في الريف الجزائري سنة 2012إلى ما يقارب %11هذا كله يشير
إلى أن الجزائر أمام تحدي في الوصول إلى نسبة تغطية %100مثلما هو موجود على األقل في بعض
الدول العربية
من خالل الجدول يفهم أنه هناك العديد من األمراض واألوبئة التي تقف أمامهم رعاية صحية
مرتفعة ،حيث عرفت الفترة 2011-2012العديد من األمراض ،فمثال نجد أن مرض التهاب السحايا
أرتفع بما يقارب % 21،19سنة 2011مقارنة بنسبة ،2012وهذا إشارة على أن الخدمات الصحية
544
أحمد قداري ،محمد ساعد ،سعيدة طيب
المستخدمة لم تستطع كبح جمال هذا الوباء نفس الشيء بالنسبة للتيفوئيد التي تنتج في الغالب على
انعدام النظافة وكذا تلوث المياه ،أو عدم الحصول على المياه المأمومة أما بالنسبة للحمى المالطية فقد
عرفت بدورها مستويات مرتفعة والتي تمركزت بدرجة كبيرة في األماكن الريفية .ومن اهم المشاكل:
-نقص المستشفيات المتخصصة :الزالت الجزائر تفتقر إلى المستشفيات المتخصصة خاصة العمومية
منها ،خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية منها ،حيث نجد أن المواطنين الذين مصابون بأمراض
السرطان ينقلون إلى الواليات الكبرى حيث تتواجد المستشفيات المتخصصة بأمراض السرطان وهذا ما
يجعل المرض في ....كبير نتيجة ما يتلقونه من مشاق ،كذلك نجد الكثير من المرضى يذهبون للعالج
إلى خارج الوطن نتيجة للنقص الفادح للمصحات المنخفضة في طب العيون وكذا أمراض المعدة وغيرها.
-نقص تكوين الكوادر الطبية :تختلف الكوادر الطبية الجزائرية عن مثيالتها في دول الجوار مثال :حيث
ينعدم الكادر الطبي الكادر الطبي الجزائري وفي كثير من الحاالت إلى المسؤولية ،ويعود إلى نقص في
التكوين وكذا الخبرة باإلضافة إلى عدم توفير الظروف المادية والمعنوية التي يمكن أن تزيد من مردودية
الكادر الطبي.
وفي األخير يبقى قطاع الصحة في الجزائر مترديا ما لم تكف سياسات فعلية تمكن لرفع من
مستوى الرعاية الصحية التي ينبغي أن تكون متوازنة عبر كامل التراب الوطني ووفق لجميع المستويات.
.0خاتمة:
يعتبر قطاع الصحة من أهم أبعاد التنمية البشرية حيث ال يمكن أن تصل إلى تنمية بشرية مرتفعة
ما لم تتمكن من تغطية فعلية وشاملة لقطاع الصحة ،ويبقى ذلك مرهون بمدى فعالية السياسات االنفاقية
التي نبغي أن يتخصص منها لقطاع الصحة مبالغ معتبرة كفيلة بتهيئة العديد من المنشآت الطبية ،وكذا
توظيف العديد من الكوادر والموظفين في مجال الصحة ،فالجزائر تعرف تطو ار في مجال الصحة من
حيث المنشآت وكذا الكوادر ،لكن يبقى ذلك غير كاف مقارنة مع ما تمتلكه الجزائر من إمكانيات مادية
ومعنوية ،وكذا نتيجة الت ازيد السكاني المعتبر من سنة إلى أخرى ولهذا من الضروري أن يتم مراعاة
التوزيع السكاني وذلك من اجل توفير رعاية صحية منتشرة عبر كافة أنحاء الوطن .
من خالل هذه الدراسة توصلنا إلى النتائج التالية:
-عرفت الجزائر قفزة نوعية في مجال التنمية البشرية .
-تحتاج الجزائر إلى إعادة توجيه الموارد نحو الخدمات االجتماعية بصفة عامة من صحة وتعليم
ومستوى مهني الئق.
-يعتبر االنفاق على الصحة نسبة من إجمالي االنفاق العام ضئيال مقارنة مع دول الجوار.
-نقص فادح للمستشفيات المتخصصة العمومية في الجزائر.
-انتشار كبير للعديد من األمراض كالسل مثال الذي بات في سبيل الماضي لكثير من الدول
األخرى.
-نقص فادح في عدد األطباء والممرضين خاصة المناطق الداخلية و الجنوبية.
541
الرعاية الصحية في الجزائر -بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع
التوصيات:
-تخصيص أموال معتبرة لبناء مستشفيات متخصصة وكثير من الواليات.
-التكوين العالي لألطباء وذلك من خالل احتكاكهم باألطباء في الدول المعروفة في مجال الطب
وذلك لفترة تفوق السنة.
-توفير المواد الصيدالنية عبر كافة المصحات والعيادات الجوارية.
-الزيادة في اإلنفاق الصحي من إجمالي اإلنفاق العام في الجزائر.
-التكثيف من المؤتمرات والملتقيات في مجال الطب وذلك على مستوى المعاهد والجامعات
المختلفة.
-التحسين من أداء الخدمة الطبية بالنسبة للمستشفيات وذلك بتوفير كل عوامل الراحة للمريض
مثال :مراعاة عدم اكتظاظ المرضى في قاعة استشفائية حيث نجد وفي كثير من المستشفيات أن القاعة
الواحدة تستوعب أكثر من ستة مرضى.
.1اإلحاالت والمراجع:
1فرج عبد الفتاح :برنامج التكييف والتثبيت الهيكلي ومسار التنمية العربية ورقة مقدمة لمؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر االقتصادي المقربين
تحت عنوان التنمية العربية والتطورات اإلقليمية ،الدولية والجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع ،القاهرة 23 ،21 ،ديسمبر
.1992
2قداري أحمد ،فعالية النفق ات العامة في تحقيق الرفاهية االجتماعية في الجزائر خالل الفترة ،2001 ،2000ماجيستير ،جامعة تيارت ،ص .29
3إسماعيل صبري عبد اهلل ،التنمية البشرية ،المفهوم ،القياس والداللة بدون تاريخ ،ص .11
4تقرير التنمية البشرية لعام ،2003ص .11
5تقرير التنمية البشرية لعام ،2003ص .11
6
تقرير التنمية البشرية لعام 2003ص .19
7تقرير التنمية البشرية لعام 2003ص .11
8رياض عزيز الهادي ،المشكالت السياسية في العالم الثالث ،جامعة بغداد ،1919ص .111
9رياض عزيز الهادي ،المشكالت السياسية في العالم الثالث ،جامعة بغداد ،1919ص .111
10
محمد عابد الجادري ،واخرون ،التنمية البشرية في الوطن العربي ،مركز الدراسات للوحدة العربية لبنان ،1992ص.13 ،
11محمد عدنان وديع ،مفهوم التنمية جسر التنمية ،المعهد العربي للتحقيق ،الكويت ،العدد االول ،2002ص.2،
12حسين محمد العيد ،السياسة العامة الصحية في الجزائر ،دراسة تحليلية ،من منظور االقتراب المؤسسي الحديث ،2012-1990ماجيستير علوم
السياسية ،ورقلة ،ص . 29
13عتيق عائشة ،جودة الخدمات الصحية في المؤسسات العمومية الجزائرية دراسة حالة للمؤسسة العمومية االستشفائية لوالية سعيدة ،جامعة تلمسان
ص32،
14عتيق عائشة( ،مرجع سابق) ،ص.31
15الفاتح محمد عثمان مختار ،اقتصاديات خدمات الرعاية الصحية في الدول النامية واثرها على التنمية ،مجلة امراباك ،االكاديمية االمريكية العربية
للعلوم وتكنولوجيا ،مجلد الرابع العدد العاشر ،2013،ص . 122
541