Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

011-031 ‫ ص‬،)0505( 50 :‫ العـــدد‬/ 50 :‫المجلد‬ ‫مجلـة اقتصاديات االعمال والتجارة‬

‫بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬- ‫الرعاية الصحية في الجزائر‬


Health care in Algeria - between human development indicators and reality

‫ سعيدة طيب‬،0‫ محمد ساعد‬،0‫أحمد قداري‬


3

Ahmed KADARI1, Mohamed SAAD2, Saida TAYEB3


kadari15med@yahoo.fr ،)‫المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان (الج ازئر‬ 1

kadari15med@yahoo.fr ،)‫جامعة ابن خلدون تيارت (الجزائر‬ 2

Saidatayeb48@gmail.com ،)‫المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان (الجزائر‬ 3

2020-03-30 :‫تاريخ النشر‬ 2020-01-31 :‫تاريخ القبول‬ 2019-03-02 :‫تاريخ االستالم‬


:‫ملخص‬
‫ حيث تستخدم العديد من السياسات‬،‫تعد الرعاية الصحية من اهم اهداف الدولة الحديثة في خضم األلفية الثالثة‬
‫ لكن يحتاج ذلك الى مواجهة العديد من المشاكل التي يمكن ان‬،‫المختلفة للوصول الى خدمات صحية ذات جودة عالية‬
.‫تصادف اهداف الدولة كاألمراض واالوبئة‬
‫ لكن تبقى‬،‫فالجزائر تعد من الدول التي حققت قفزات نوعية في التنمية البشرية من خالل االهتمام بالقطاع الصحي‬
‫ والتي تحتاج الى سياسة اجتماعية‬،‫هذه المجهودات ضئيلة مقارنة مع االمكانات التي تزخر بها الجزائر المادية والبشرية‬
‫ وفي كافة مناطق الدولة الجزائرية مع مراعاة‬،‫رشيدة تمكن من الحصول تغطية شاملة للرعاية الطبية لكافة افراد المجتمع‬
.‫التكوين الذي ينبغي ان يخصص الكوادر الطبية وكذا المنشاة القاعدية الصحية وخاصة المستشفيات المتخصصة منها‬
‫ باعتبار أن الرعاية الصحية هي أحد أهم أوجه الرفاهية االجتماعية‬،‫لدراسة هذا الموضوع اتبعنا المنهج الوصفي التحليلي‬
‫ أما فيما يخص الرعاية الصحية في الجزائر فتعد‬.‫حيث نقيس من خاللها مدى توافق اإلنجازات مع مؤشرات التنمية البشرية‬
.‫من أهم األولويات لكن نسبة انفاقها من إجمالي االنفاق العام ضئيلة جدا مقارنة مع دول الجوار‬
.‫ الخدمة الصحية‬،‫ الرعاية الصحية‬،‫ التنمية البشرية‬:‫كلمات مفتاحية‬
.O15, I10 : JEL ‫تصنيفات‬
Abstract:
Health care is one of the most important goals of the modern state in the third
millennium: many different policies are used to achieve quality health services.
Algeria is one of the countries to have made a quantum leap in human development,
paying particular attention to the health sector, but these efforts remain limited compared to
the material and human Algeria that needs In all areas of the Algerian state, given the
composition of medical staff and health infrastructure, especially specialized hospitals. In the
light of what has been addressed, we raise the following question: What is the reality of
health care in Algeria under the indicators of human development?. In order to study this
topic, we followed the analytical descriptive approach to its relevance to the nature of the
subject, as health care is one of the most important aspects of social welfare, in which we
measure the compatibility of achievements with human development indicators. As for the
health care in Algeria, it is one of the most important priorities of human development in
Algeria, but its proportion of total public expenditure is very small compared to neighboring
countries.
Key words: HealthCare, Human Development, Health Service
JEL Classification Codes: O15 ,I10
________________________
Saidatayeb48@gmail.com :‫ اإليميل‬،‫ سعيدة طيب‬:‫المؤلف المرسل‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫‪ .0‬مقدمة‪:‬‬
‫تسعى كثير من الدول إلى تحقيق الحماية االجتماعية من خالل تفعيل وتطبيق سياسات مختلفة‬
‫يمكنها أن تحقق أكبر قدر ممكن من التغطية على أفراد المجتمع حيث تستهدف الدولة في ذلك معدالت‬
‫التنمية البشرية التي يتبناها برنامج األمم المتحدة االنتمائي التابع لهيئة األمم المتحدة‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫مؤشرات التنمية البشرية بارومتر يقاس من خالله مدى تحقيق الدولة للتنمية االجتماعية من عدمها‬
‫فالجزائر تعد من الدول التي تجند كل أدوات السياسة االقتصادية لديها‪ ،‬وهذا من أجل الوصول إلى‬
‫معدالت مرتفعة من الرفاه االجتماعي‪ ،‬وهذا مع مراعاة مختلف األبعاد من الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬المستوى‬
‫المعيشي الالئق‪ ،‬ونجاح أدوات السياسة االقتصادية في الجزائر مرهون بمدى توافق هذه األخيرة مع‬
‫مؤشرات التنمية البشرية حيث تسعى إلى إنشاء البنى التحتية والهياكل القاعدية في مجال التعليم‪ ،‬الصحة‬
‫ومن خالل هذه الدراسة نود الوصول إلى وضع مقاربة بين اإلنجازات المحققة في مجال الصحة ومدى‬
‫توافقها مع مؤشرات التنمية البشرية والتساؤل المطروح‪:‬‬

‫ما هو واقع الرعاية الصحية في الجزائر في ظل مؤشرات التنمية البشرية؟‬

‫ومن أجل اإلجابة على التساؤل تم اقتراح مجموعة من األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫‪ -‬ما مفهوم الرعاية الصحية؟‬


‫‪ -‬ما هو التطور التاريخي لمفهوم التنمية البشرية؟‬
‫‪ -‬ما واقع الرعاية الصحية في الجزائر"؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫من أجل اإلجابة على األسئلة الفرعية تم اقتراح الفرضيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الرعاية الصحية هي أهم أولويات التنمية البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقق الجزائر الرعاية الصحية المرتفعة‪.‬‬
‫‪ -‬لم تتخلى الجزائر عن نسبة اإلنفاق على الصحة من إجمالي اإلنفاق العام‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تظهر أهمية الموضوع في اعتبار أن الرعاية الصحية هي أحد أهم أوجه الرفاهية االجتماعية حيث‬
‫نقيس من خاللها مدى توافق اإلنجازات مع مؤشرات التنمية البشرية‪.‬‬
‫ومن أجل الوصول إلى اختبار الفرضيات تم اقتراح ثالث محاور‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬اإلطار التاريخي للتنمية البشرية والرعاية الصحية؛‬
‫المحور الثاني‪ :‬التنمية البشرية في الجزائر؛‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع الرعاية الصحية في الجزائر‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫‪ .2‬اإلطار التاريخي للتنمية البشرية والرعاية الصحية‬


‫سوف نتطرق من خالل هذا المحور إلى مفاهيم حول التنمية البشرية وكذا الرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪ .0.2‬التنمية البشرية‪:‬‬
‫لقد تنامى الوعي بأهمية النفس البشرية‪ ،‬حيث استمرت العديد من االجتماعات والمؤتمرات‬
‫والدراسات التي تهدف إلى الوصول إلى أبعاد التنمية البشرية‪ ،‬إذ شكلت وثيقة األهداف االستراتيجية‬
‫لتنمية إفريقيا خالل التسعينيات حرص الدول النامية إلى إعطاء دور هام وفعال للتنمية البشرية وقد‬
‫تضمنت هذه الوثيقة ما يلي‪:1‬‬
‫أ‪ -‬أن السلم وحسن اإلدارة واالستقرار من العناصر المهمة لتحسين التنمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعتبر السياسيات السكانية الفعالة ضرورة إلدماج هذه األخيرة في عملية التنمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬البد من إعطاء األهمية فيما يتعلق بالمسائل البيئية‪.‬‬
‫د‪ -‬تعتبر السياسة الهادفة إلى تحقيق النمو ضرورة للتخفيف من حدة الفقر‪.‬‬
‫ه‪ -‬إن تمكين المرأة من النهوض بدور أكبر أمر ضروري لتفعيل التنمية المستدامة‪.‬‬
‫عرف تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج األمم المتحدة اإلنمائي سنة ‪ 1990‬التنمية البشرية بأنها‬
‫ّ‬
‫تهدف إلى توسيع الخ يارات المتاحة أمام الناس‪ ،‬أما من حيث التطبيق فتنحصر الخيارات في ثالث وهي‬
‫أن يعيش الناس حياة طويلة خالية من العلل‪ ،‬وأن يكتسبوا معرفة وأن يحصلوا على الموارد الالزمة لتحقيق‬
‫‪2‬‬
‫مستوى حياة كريمة‪.‬‬
‫كما عرف تقرير التنمية البشرية لعام ‪ 1991‬على أن االستهالك اليومي ينبغي أن يوفر للناس حياة‬
‫أطول من حيث‪:‬‬
‫أ‪ -‬الغذاء والرعاية الصحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬النقل والطاقة مدخالت حيويان بالنسبة للعديد من األنشطة البشرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعليم المدرسي ووسائل اإلعالم تمكن من تعلم الكتابة واكتساب اللغة‪.‬‬
‫‪ .0.0.0‬مؤشرات التنمية البشرية‪ :‬تستند مؤشرات التنمية البشرية إلى قياس التنمية االجتماعية‪ ،‬وهي ما‬
‫‪3‬‬
‫يعود على أفراد من منافع‪.‬‬
‫أ‪ -‬المؤشرات االقتصادية‪ :‬تعد المؤشرات االقتصادية من بين المؤشرات التي يمكن أن تحقق التنمية‬
‫البشرية وتتشكل من عدة مؤشرات‪:‬‬
‫‪ -‬متوسط نصيب الفرد من الناتج الوطني اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬معدل النمو السنوي في الناتج الوطني اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬معدل النمو السنوي في نصيب الفرد في الناتج الوطني اإلجمالي‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫ب‪ -‬المؤشرات االجتماعية‪ :‬يعود االهتمام بالمؤشرات االجتماعية إلى النصف الثاني من الستينيات من‬
‫القرن العشرين‪ ،‬حيث ظهر كتاب بعنوان المؤشرات االجتماعية ‪ ،1911‬وبعد ذلك انتشر هذا الوعي إلى‬
‫‪4‬‬
‫أن أصبح محل دراسة لعديد كبير من علماء االجتماع واالقتصاديين‪.‬‬

‫ولعل من بين أهم المؤشرات االجتماعية نجد‪:‬‬

‫ج‪ -‬المؤشرات التعليمية‪ :‬حيث تتضمن التعليم األساسي والثانوي والتعليم العالي باإلضافة إلى محو‬
‫األمية للبالغين‪.‬‬
‫د‪ -‬المؤشرات الصحية‪ :‬تتضمن عدد األطباء لكل مائة ألف نسمة من السكان‪ ،‬وكذا عدد الممرضين‬
‫بالمؤشرات الصحية‪ ،‬تتضمن عدد األطباء لكل مائة ألف نسمة من السكان‪ ،‬وكذا عدد الممرضين‬
‫‪5‬‬
‫باإلضافة إلى المياه المأمومة‪.‬‬
‫ه‪ -‬المؤشرات السكانية‪ :‬تعتمد على المعدل السنوي للزيادة السكانية ونسبة سكان الحضر ومعدل‬
‫‪6‬‬
‫الخصوبة‪.‬‬
‫‪ .0.0.0‬حساب دليل التنمية البشرية‪ :‬تختلف مستويات استخدام مفهوم التنمية من دولة إلى أخرى‪،‬‬
‫وذلك على حسب االهتمامات المخصصة لمؤشر دون سواه‪.‬‬
‫فقد تم إنشاء دليل التنمية البشرية في الصورة التي ينبغي من خاللها أن يظهر أهم أبعاد التنمية‬
‫البشرية‪ ،‬والعتبار أن اإلنسان يحتاج إلى العيش لمدة طويلة‪ ،‬والتمتع بمستوى معيشي الئق‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فدليل التنمية البشرية يمكن أن يوضح مدى جهود الدولة في تحقيق تلك الخيارات األساسية لجميع الناس‪.‬‬
‫ولهذا فدليل التنمية البشرية‪ ،‬ال يمكن اعتباره مقياس للرطوبة وال حتى مقياسا للسعادة‪ ،‬بل هو مقياس‬
‫‪7‬‬
‫للتمكين‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الدراسة سنركز على التمكين في الرعاية الصحية وهذا ما سنراه في العنصر الموالي‪.‬‬

‫‪ .3.0.0‬التطور التاريخي لمفهوم التنمية البشرية‪ :‬عرف مفهوم التنمية البشرية تطو ار ملحوظا خالل‬
‫محطات فكرية مختلفة‪:‬‬

‫‪ -‬التنمية البشرية في الخمسينات‪ :‬تعرف ظاهرة التنمية على انها من بين اهم الظواهر الحديثة‪ ،‬حيث‬
‫كان مفهوم التنمية يتراوح بين مفاهيم ومصطلحات عديدة‪ ،‬اذ كانت تطغى على ذلك التفسيرات‬
‫االقتصادية‪ ،‬ومن خالل هذا فقد تشابك مفهوم التنمية مع العديد من المفاهيم االخرى‪ ،‬حيث تشابهت‬
‫مفاهيم التنمية االقتصادية‪ ،‬التنمية والنمو وتم استخدامها دون تميز في وقت بات مفهوم التنمية متشابها‬
‫‪8‬‬
‫بمفهوم النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫ومن خالل ذلك تم االعتماد والتدقيق على تكوين راس المال الذي يمكنه ان يلعب دو ار مهما في الوصول‬
‫الى نمو مستقر في الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وكذا تحقيق نمو مستقر في دخل الفرد االجمالي وان النمو‬
‫‪9‬‬
‫قادر على توفير الحماية االجتماعية ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪-‬التنمية البشرية في الستينات‪ :‬تواصل الخلط فيما بين النمو والتنمية االقتصادية فعلى الرغم من‬
‫اختالف الحاصل بين النمو والتنمية كونها متغير نوعي وهذا نتيجة لتعدد االنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫التنمية البشرية في السبعينات‪ :‬على اثر المشاكل السياسية واالجتماعية التي صاحبت التركيز على‬
‫التنمية االقتصادية خالل مرحلة الخمسينات والستينات‪ ،‬حيث ارتفعت نسبة الفقر وعدم المساواة بين‬
‫الطبقات‪ ،‬الجريمة‪ ،‬مشاكل الصحة والتلوث وغيرها من المشاكل‪.‬‬
‫من خالل هذا تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة استراتيجية الدول للتنمية عام ‪ ،1990‬حيث ظهر في‬
‫‪10‬‬
‫ديباجة هذه االستراتيجية ان التنمية ينبغي ان توجه الى رفاهية االنسان‪.‬‬
‫وركز مؤتمر ستوكهولم ‪ 1992‬على التنمية البيئية حيث تطرق الى النمو االقتصادي‪ ،‬التنمية البشرية‬
‫وحماية البيئة‪ ،‬مرك از على ما يمكن ان يشكله النمو االقتصادي من خطر على البيئة‪ ،‬كذلك تطرق الى‬
‫الفقر وتهديداته اتجاه رفاهية المواطن‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ايضا طرح مؤتمر المنظمة الدولية الذي انعقد عام ‪،1992‬حيث قسم الحاجات االساسية الى‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجات االساسية المادية الفردية‪ :‬وتشمل عناصر الغذاء والملبس والمأوى‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجات االساسية المادية العمومية‪ :‬كالخدمات الصحية التعليمية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجات االساسية المعنوية‪ :‬كالحرية والمشاركة السياسية في حقوق االنسان‪.‬‬
‫‪-‬التنمية البشرية في الثمانينات‪ :‬عرف عقد الثمانينات بانه عقد التنمية الضائعة حيث ان ما شهدته‬
‫الدول النامية من مازق‪ ،‬والتي تعود الى التباطؤ الكبير الذي عرفة االقتصاد العالمي فضال عن االزمات‬
‫االقتصادية المختلفة من ازمة نفطية وكذلك االزمة المديونية ‪ ،1912‬وغيرها‪ ،‬وهذا ما اثر سلبا على‬
‫الدول النامية التي اصبحت تدفع الثمن غاليا على اثر ديونها المتراكمة‪.‬‬
‫‪ .0.0‬عموميات حول الخدمات الصحية‬
‫تعتبر الخدمات الصحية من اهم المخرجات التي تمكن قطاع الصحة من الرقي والوصول الى‬
‫معدالت مقبولة من التنمية البشرية‪.‬‬
‫‪ .0.0.0‬مفهوم الصحة‪:‬‬
‫تعرف الصحة على انها الحالة الصحية لإلنسان والتي تظهر من خالل النشاط الطبيعي ألعضاء‬
‫الجسم‪.‬‬
‫كما يعرفها من خالل علم الصحة على انها ايضا حفظ للصحة وهذا من خالل احد اهم اقسام‬
‫‪12‬‬
‫الطب‪ ،‬والذي يظهر جملة من التدابير الداعية لحفظ الصحة‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫‪ .0.0.0‬تعريف الخدمة الصحية‪ :‬تقوم الخدمة الطبية من خالل جهود فريق طبي داخل مستشفى او‬
‫عيادة كأن يقوم طبيب بمعالجة شخص مريض‪ ،‬حيث يمكن للرعاية الطبية ان تصبح رعاية صحية وقائية‬
‫‪13‬‬
‫وهذا من خالل االرشادات الوقائية التي يمكن ان يقدمها الطبيب للمريض‪.‬‬
‫تعرف الخدمة الصحية على انها مستوى االداء الذي يتوقعه المريض اتجاه الخدمة المقدمة له‪،‬‬
‫وهذا اشارة الى دور المريض في تقييم مستوى ما يقدم له من خدمات‪.‬‬
‫كما يمكن ان نعرف الخدمة الصحية ايضا‪ :‬على انها ما يقدم للمنتفعين حيث تصبو الى تغطية‬
‫‪14‬‬
‫حاجيات المستهلك النهائي اذ ال ترتبط ببيع سلعة او خدمة اخرى‪.‬‬
‫‪ .3.0.0‬تقسيم الخدمة الصحية ‪ :‬تقسم الخدمات الصحية الى جزئين‪:‬‬
‫اما الجزء األول فيتعلق بالخدمات الصحية العالجية والتي ترتبط بالخدمة الصحية الموجهة للفرد‬
‫بصورة مباشرة‪ ،‬والتي تشمل خدمات التشخيص وخدمات العالج سواءا كان ذلك من خالل العالج الدوائي‬
‫المباشر في المنزل او من خالل العالج السريري اومن خالل التدخل الجراحي‪.‬‬
‫اما القسم الثاني فيتعلق بالخدمات الصحية الوقائية والتي ترتبط بصحة المجتمع‪ ،‬حيث يمكن‬
‫تسميته بالخدمة الصحية البيئية حيث تهتم بالحماية من االمراض المعدية واالوبئة‪ ،‬وهذا بدوره يتضمن‬
‫‪15‬‬
‫عالقة غير مباشرة مع صحة الفرد‪.‬‬
‫‪ .1.0.0‬خصائص الخدمة الصحية‪:‬‬
‫تعتبر الخدمات الصحية من بين اهم الخدمات المنتجة والمقدمة وذلك كونها مرتبطة بصحة‬
‫االفراد‪ ،‬ولهذا فيمكن للخدمات الصحية ان تتميز بمجموعة من الخصائص أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬يتم تقديم الخدمات الصحية لكل افراد المجتمع وبدون استثناء؛‬
‫تهدف الخدمات الصحية الى تقديم منفعة عامة لمختلف االطراف سواء كانوا افرادا‪ ،‬هيئات‬ ‫‪-‬‬
‫او تنظيمات؛‬
‫ينبغي للخدمات الصحية ان تتوفر على معيار الجودة وذلك كونها مرتبطة بحياة افراد؛‬ ‫‪-‬‬
‫تخضع الخدمات الصحية للقوانين والتنظيمات الصادرة عن الدولة‪ ،‬وهذا فيما يخص طبيعة‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات المقدمة وبكيفية تقديمها؛‬
‫‪ -‬تختص الخدمات الصحية باالستم اررية وغير قابلة للتأهيل؛‬
‫‪ -‬تستوجب الخدمات الصحية الحضور الشخصي للمستفيد؛‬
‫‪ -‬يظهر معيار جودة الخدمات الصحية من خالل المريض‪ ،‬اذ ان ترابط بين جودة الخدمة‬
‫ومدى استوعاب المريض لتلك الجودة في الخدمة هي العامل الرئيسي للحكم على جودة الخدمة الصحية؛‬

‫‪531‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫‪ .3‬التنمية البشرية في الجزائر‬


‫‪ .0.3‬دليل التنمية البشرية‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)0‬ترتيب الجزائر ضمن دليل التنمية البشرية‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬

‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪93‬‬ ‫مرتبة الجزائر في دليل التنمية البشرية‬

‫المصدر‪ :‬تقارير التنمية البشرية ‪2019-2011-2012-2012-2013-2012‬‬

‫من خالل الجدول (‪ )1‬يظهر أن الجزائر عرفت ارتفاعا في معدالت التنمية البشرية خالل الفترة‬
‫‪ 2011-2012‬حيث قفزت الجزائر بـ ‪10‬مراتب وذلك من ‪93‬سنة ‪ 2012‬إلى ‪13‬سنة ‪ ،2012‬وهذا‬
‫راجع إلى مجهودات الدولة الجزائرية من خالل سياستها اإلنفاقية في كل من الصحة والتعليم والمستوى‬
‫المعيشي‪ ،‬لكن هذا المستوى يبقى بعيد كل البعد على ما تزخر به الجزائر من إمكانيات مادية ومعنوية‬
‫إلى تمكنها من الوصول إلى تنمية بشرية مرتفعة جدا‪.‬‬

‫‪ .0.3‬قطاع التعليم في الجزائر‪:‬‬


‫يعتبر التعليم من أهم األبعاد التي يعتمد عليها دليل التنمية البشرية‪ ،‬حيث يشكل ذلك من خالل‬
‫التعليم في و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬وكذا التعليم والتمهين في و ازرة التكوين المهني وأخي ار التعليم العالي في‬
‫و ازرة التعليم العالي‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)0‬التعليم في مختلف األطوار والقطاعات في الجزائر‬

‫السنة الدراسية‬
‫‪2012-2012‬‬ ‫‪2012-2013‬‬ ‫‪2012-2011‬‬ ‫‪2009-2001‬‬
‫القطاع‬

‫‪9919221‬‬ ‫‪9132920‬‬ ‫‪9112299‬‬ ‫‪9.311912‬‬ ‫قطاع التربية الوطنية‬

‫‪921012‬‬ ‫‪112100‬‬ ‫‪119329‬‬ ‫‪139921‬‬ ‫قطاع التكوين المهني‬

‫‪/‬‬ ‫‪1213909‬‬ ‫‪1231291‬‬ ‫‪1111021‬‬ ‫قطاع التعليم العالي‬

‫المصدر‪ www.cnes.dz :‬التوقيت‪ 03:01 :‬التاريخ‪.0502/50/05 :‬‬

‫من خالل الجدول يظهر أن عدد الطلبة عرف أعدادا مرتفعة خالل الفترة ‪.2012-2001‬‬
‫حيث شهد قطاع التربية الوطنية أعدادا متزايدة من التالميذ‪ ،‬إذ ارتفعت نسبة التالميذ خالل السنة‬
‫الجامعية ‪ 2012-2011‬بما يقارب ‪ %3.12‬مقارنة بالسنة الجامعية ‪ ،2009-2001‬واستمر االرتفاع‬
‫إلى أن وصلت النسبة خالل السنة الدراسية ‪ 2012-2012‬بـ ـ ‪ %1.23‬مقارنة بالسنة الدراسية ‪-2001‬‬
‫‪ ، 2009‬وهذا راجع لجهود الدولة في توفير المقاعد البيداغوجية الالزمة التالميذ من أجل رفع من نسبة‬
‫التعليم داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫أما فيما يتعلق بالتعليم العالي فقد عرف بدوره قفزات نوعية‪ ،‬حيث عرفت نسبة زيادة الطلبة خالل‬
‫السنة الجامعية ‪ 2012-2013‬بما يقارب ‪ %1.23‬مقارنة بالسنة الجامعية ‪ ،2009-2001‬وهذا دليل‬
‫على أن الو ازرة الوصية تسعى نحو توفير مقاعد بيداغوجية إضافية لترقى بالتعليم الجامعي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)0‬يوضح اإلنفاق على التعليم كنسبة من إجمال اإلنفاق العام لسنة ‪0502‬‬

‫اإلنفاق على‬
‫التعليم‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪2019‬‬
‫عرف اإلنفاق على التعليم نسبة مستقرة خالل الفترة ‪ ،2012-2001‬حيث تنفق الجزائر ما يقارب‬
‫‪ % 11.2‬من إجمالي النفقات العامة‪ ،‬وتم ذلك من خالل نفقات التعليم والمتمثلة في أجور األساتذة‬
‫واإلداريين والعمال وكذا نفقات التجهيز‪ ،‬حيث تتم من خالل بناء مدارس والجامعات على العموم ال تزال‬
‫هذه النسبة ضئيلة مقارنة مع تزايد السكان‪ ،‬حيث أن نصيب التلميذ أو الطالب في انخفاض مستمر‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)53‬تطور الهياكل القاعدية في قطاع التعليم‪:‬‬
‫‪2019/2011‬‬ ‫‪2011/2012‬‬ ‫‪2012/2012‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫التعليم العالي‬
‫‪20‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الجامعة‬
‫‪13‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪01‬‬ ‫المراكز الجامعية‬
‫‪11‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫المدرسة العليا لألساتذة‬
‫‪21‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المدرسة العليا للتعلم المهني‬
‫‪01‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المدرسة التحضيرية‬

‫التربية والتعليم‬
‫‪2322‬‬ ‫‪2221‬‬ ‫‪2121‬‬ ‫الثانويات‬
‫‪2219‬‬ ‫‪2339‬‬ ‫‪2239‬‬ ‫عدد إكماليات التعليم المتوسط‬
‫‪11990‬‬ ‫‪11211‬‬ ‫‪11333‬‬ ‫عدد المدارس االبتدائية‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحثين بناء على ‪ ww.ons.dz‬الجزائر باألرقام‪ ،‬ص ‪ 21‬إلى ‪ 30‬التوقيت‪ 12:39 :‬بتاريخ‬
‫‪2019/09/20‬‬

‫من خالل الجدول(‪ )3‬يظهر أن الجزائر سحرت مبالغ صغيرة من ميزانية التجهيز‪.‬‬

‫‪545‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫فيما يتعلق بالتعليم العالي فقد عرف عدد الجامعات ارتفاعا حيث وصلت نسبة الزيادة خالل السنة‬
‫الجامعية ‪ 2011/2012‬بما يقارب ‪ %2‬مقارنة للسنة الجامعية ‪ 2012/2012‬وذلك بجامعتين‬
‫إضافيتين‪.‬‬

‫أما المدارس الوطنية العليا فقد عرفت بزيادة فوق ‪ %20‬خالل الفترة ‪.2019-2012‬‬

‫أما بالنسبة لقطاع التربية والتعليم‪ ،‬فقد عرف بدوره نشأت جديد في األطوار الثالثة‪.‬‬
‫بالنسبة للثانويات فقد ارتفعت عدد الثانويات بنسبة تقارب ‪.%10‬‬
‫أما اإلكماليات فقد عرفت النسبة تزايدا وصل إلى ‪.%3.23‬‬
‫وكذلك االبتدائيات بدرها عرفت تزايدا وصل ‪ %2.31‬خالل السنة الدراسية ‪ 2019/2011‬مقارنة‬
‫بالنسبة الجامعية ‪2012./2012‬‬
‫‪ .3.3‬المستوى المعيشي في الجزائر‬
‫الجدول (‪ :)51‬سبب المياه المأمومة في الجزائر‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬

‫‪13.1‬‬ ‫‪13.1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪92.1‬‬ ‫نسبة المياه المأمومة في الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬تقرير التنمية البشرية ‪2003‬‬

‫الجدول (‪ :)50‬معدل البطالة في الجزائر‬

‫السنوات‬
‫‪0501‬‬ ‫‪0500‬‬ ‫‪0501‬‬ ‫‪0503‬‬ ‫‪0500‬‬
‫المعدل‬
‫‪10.2‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫معدل البطالة‬

‫المصدر‪ www.ons.dz :‬الجزائر باألرقام‪ ،‬ص ‪ 02‬التوقيت‪ 23:39 :‬التاريخ‪2011/09/20 :‬‬


‫من خالل الجدول يظهر أن معدالت البطالة في الجزائر عرفت مستويات متقاربة خالل الفترة‬
‫‪ 2011-2012‬حيث انخفضت خالل سنة ‪ 2013‬إلى ‪ 9.1‬وهذا على الرغم من األزمة النفطية ‪2012‬‬
‫والتي جعلت الجزائر تخفض من النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ .1‬الرعاية الصحية في الجزائر‬
‫تسعى الجزائر من خالل السياسة اإلنفاقية إلى النهوض بقطاع الصحة‪ ،‬ودلك بتوفير الخدمات‬
‫الصحية الالزمة للفرد‪ ،‬حيث يشعر باألمان الصحي‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫‪ .0.1‬اإلنفاق الصحي‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)51‬اإلنفاق الصحي نسبته من إجمالي اإلنفاق العام‪.‬‬
‫السنوات‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫النسبة‬
‫اإلنفاق الصحي كنسبة من‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫إجمالي اإلنفاق العام‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على التقرير االقتصاد العربي الموحد ‪.2019 ،2011 ،2012 ،2012‬‬
‫من خالل الجدول رقم ‪ 01‬يظهر أن الجزائر أنفقت على الصحة خالل الفترة ‪2019-2012‬‬
‫بنسب متساوية‪ ،‬ويعتبر ذلك غير كاف مقارنة بالدول المتقدمة‪ ،‬أو حتى الدول المجاورة‪ ،‬حيث يعرف فيها‬
‫قطاع الصحة انتعاشا سواء تعلق األمر بالقطاع العام أو القطاع الخاص‪ ،‬ومن خالل نسبة اإلنفاق على‬
‫الصحة‪ ،‬تبقى هذه النسبة ضئيلة مقارنة مع جهود تدفع إلى المضي بهذا القطاع إلى األمام من أجل‬
‫الرفع من مستويات التنمية البشرية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .0.1‬الرعاية الصحية‬
‫الجدول (‪ :)52‬نسبة التغطية لألطباء والممرضين‪.‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬
‫عدد األطباء لكل ‪ 100‬ألف‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪112‬‬
‫نسمة‬
‫عدد الممرضات لكل‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪223‬‬
‫‪ 100.000‬نسمة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث بناء على معلومات التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪،2012 ،2012 ،2013‬‬
‫‪ 2019 ،2011‬المالحق اإلحصائية‪.‬‬
‫من خالل الجدول يظهر أن تغطية األطباء والممرضين عرفت مستويات متذبذبة تراوحت من‬
‫االرتفاع واالنخفاض‪ ،‬حيث انخفضت نسبة التغطية فيما يتعلق باألطباء سنة ‪ 2013‬بما يقارب ‪% 22‬‬
‫وهذا ناتج عن الزيادة في عدد السكان التي تقابلها نفس النسبة للزيادة في توظيف األطباء لترتفع فيما بعد‬
‫النسبة سنة ‪ 2012‬بما يعادل ‪ % 12.91‬مقارنة ب ـ ‪ 2012‬وهذا على الرغم من أزمة التغطية التي‬
‫تعرض لها االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫أما عدد الممرضين فعرف بدوره انخفاضا وارتفاعا خالل الفترة محل الد ارسة‪.‬‬
‫لكن هذا يبقى غير كاف في ظل التوزيع غير العادل لهذه الكوادر الصحية‪ ،‬حيث تختفي المناطق‬
‫الصحراوية وتنخفض فيها نسبة التغطية لألطباء‪ ،‬وكذا الممرضين أو حي في المناطق الداخلية‪ ،‬حيث‬
‫نجد في كثير من مصالح االستعجاالت في المستشفيات العمومية طوابير االنتظار تفوق ‪ 200‬مريض‬
‫أمام طبيبين على األكثر‪ ،‬وهنا ننظر للرعاية الطبية على أنها غير متوازنة وتحتاج إلى تسيير فعال‪ ،‬حتى‬
‫تتمكن الجزائر من تغطية هذا القطاع على أكمل وجه ممكن‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫الشكل (‪ :)0‬السكان الذين يحصلون على الرعاية الصحية في الجزائر خالل ‪0500‬‬

‫السكان الذين‬
‫يحصلون على الرعاية‬
‫الصحية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناء على التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪2019‬‬

‫من خالل الشكل يتضح أن نسبة التغطية الصحية في الجزائر لم تكتمل‪ ،‬والسبب يعود إلى أن‬
‫الرعاية الصحية في الريف ال تزال منخفضة نوعا ما مقارنة ما يعيشه العالم من اهتمام بالجانب الصحي‪،‬‬
‫حيث وصلت نسبة التغطية الصحية في الريف الجزائري سنة ‪ 2012‬إلى ما يقارب ‪ %11‬هذا كله يشير‬
‫إلى أن الجزائر أمام تحدي في الوصول إلى نسبة تغطية ‪ %100‬مثلما هو موجود على األقل في بعض‬
‫الدول العربية‬

‫‪ .3.1‬المشاكل التي تعترض الرعاية الصحية في الجزائر‪:‬‬


‫الجدول (‪ :)52‬األمراض المسجلة في الجزائر خالل الفترة ‪0501-0500‬‬
‫األمراض‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫السنة‬

‫‪2021‬‬ ‫‪3919‬‬ ‫‪1213‬‬ ‫‪3313‬‬ ‫‪3222‬‬ ‫التهاب السحايا‬

‫‪139‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪232‬‬ ‫التيفوئيد‬

‫‪1292‬‬ ‫‪1221‬‬ ‫‪2233‬‬ ‫‪3931‬‬ ‫‪2200‬‬ ‫الحمى المالطية‬

‫‪119‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬ ‫مرض اإليدز‬

‫‪22221‬‬ ‫‪23212‬‬ ‫‪22229‬‬ ‫‪21993‬‬ ‫‪21213‬‬ ‫مرض السل‬

‫المصدر‪ www.ons.dz :‬الجزائر باألرقام‪ ،‬ص ‪ 29‬التوقيت‪ 19:20 :‬التاريخ‪.2011/09/21 :‬‬

‫من خالل الجدول يفهم أنه هناك العديد من األمراض واألوبئة التي تقف أمامهم رعاية صحية‬
‫مرتفعة‪ ،‬حيث عرفت الفترة ‪ 2011-2012‬العديد من األمراض‪ ،‬فمثال نجد أن مرض التهاب السحايا‬
‫أرتفع بما يقارب ‪ % 21،19‬سنة ‪ 2011‬مقارنة بنسبة ‪ ،2012‬وهذا إشارة على أن الخدمات الصحية‬

‫‪544‬‬
‫أحمد قداري‪ ،‬محمد ساعد‪ ،‬سعيدة طيب‬

‫المستخدمة لم تستطع كبح جمال هذا الوباء نفس الشيء بالنسبة للتيفوئيد التي تنتج في الغالب على‬
‫انعدام النظافة وكذا تلوث المياه‪ ،‬أو عدم الحصول على المياه المأمومة أما بالنسبة للحمى المالطية فقد‬
‫عرفت بدورها مستويات مرتفعة والتي تمركزت بدرجة كبيرة في األماكن الريفية‪ .‬ومن اهم المشاكل‪:‬‬
‫‪-‬نقص المستشفيات المتخصصة‪ :‬الزالت الجزائر تفتقر إلى المستشفيات المتخصصة خاصة العمومية‬
‫منها‪ ،‬خاصة في المناطق الداخلية والجنوبية منها‪ ،‬حيث نجد أن المواطنين الذين مصابون بأمراض‬
‫السرطان ينقلون إلى الواليات الكبرى حيث تتواجد المستشفيات المتخصصة بأمراض السرطان وهذا ما‬
‫يجعل المرض في ‪ ....‬كبير نتيجة ما يتلقونه من مشاق‪ ،‬كذلك نجد الكثير من المرضى يذهبون للعالج‬
‫إلى خارج الوطن نتيجة للنقص الفادح للمصحات المنخفضة في طب العيون وكذا أمراض المعدة وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬نقص تكوين الكوادر الطبية‪ :‬تختلف الكوادر الطبية الجزائرية عن مثيالتها في دول الجوار مثال‪ :‬حيث‬
‫ينعدم الكادر الطبي الكادر الطبي الجزائري وفي كثير من الحاالت إلى المسؤولية‪ ،‬ويعود إلى نقص في‬
‫التكوين وكذا الخبرة باإلضافة إلى عدم توفير الظروف المادية والمعنوية التي يمكن أن تزيد من مردودية‬
‫الكادر الطبي‪.‬‬
‫وفي األخير يبقى قطاع الصحة في الجزائر مترديا ما لم تكف سياسات فعلية تمكن لرفع من‬
‫مستوى الرعاية الصحية التي ينبغي أن تكون متوازنة عبر كامل التراب الوطني ووفق لجميع المستويات‪.‬‬
‫‪ .0‬خاتمة‪:‬‬
‫يعتبر قطاع الصحة من أهم أبعاد التنمية البشرية حيث ال يمكن أن تصل إلى تنمية بشرية مرتفعة‬
‫ما لم تتمكن من تغطية فعلية وشاملة لقطاع الصحة‪ ،‬ويبقى ذلك مرهون بمدى فعالية السياسات االنفاقية‬
‫التي نبغي أن يتخصص منها لقطاع الصحة مبالغ معتبرة كفيلة بتهيئة العديد من المنشآت الطبية‪ ،‬وكذا‬
‫توظيف العديد من الكوادر والموظفين في مجال الصحة‪ ،‬فالجزائر تعرف تطو ار في مجال الصحة من‬
‫حيث المنشآت وكذا الكوادر‪ ،‬لكن يبقى ذلك غير كاف مقارنة مع ما تمتلكه الجزائر من إمكانيات مادية‬
‫ومعنوية‪ ،‬وكذا نتيجة الت ازيد السكاني المعتبر من سنة إلى أخرى ولهذا من الضروري أن يتم مراعاة‬
‫التوزيع السكاني وذلك من اجل توفير رعاية صحية منتشرة عبر كافة أنحاء الوطن ‪.‬‬
‫من خالل هذه الدراسة توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عرفت الجزائر قفزة نوعية في مجال التنمية البشرية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحتاج الجزائر إلى إعادة توجيه الموارد نحو الخدمات االجتماعية بصفة عامة من صحة وتعليم‬
‫ومستوى مهني الئق‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر االنفاق على الصحة نسبة من إجمالي االنفاق العام ضئيال مقارنة مع دول الجوار‪.‬‬
‫‪ -‬نقص فادح للمستشفيات المتخصصة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار كبير للعديد من األمراض كالسل مثال الذي بات في سبيل الماضي لكثير من الدول‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬نقص فادح في عدد األطباء والممرضين خاصة المناطق الداخلية و الجنوبية‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫الرعاية الصحية في الجزائر ‪-‬بين مؤشرات التنمية البشرية والواقع‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬تخصيص أموال معتبرة لبناء مستشفيات متخصصة وكثير من الواليات‪.‬‬
‫‪ -‬التكوين العالي لألطباء وذلك من خالل احتكاكهم باألطباء في الدول المعروفة في مجال الطب‬
‫وذلك لفترة تفوق السنة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير المواد الصيدالنية عبر كافة المصحات والعيادات الجوارية‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في اإلنفاق الصحي من إجمالي اإلنفاق العام في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التكثيف من المؤتمرات والملتقيات في مجال الطب وذلك على مستوى المعاهد والجامعات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬التحسين من أداء الخدمة الطبية بالنسبة للمستشفيات وذلك بتوفير كل عوامل الراحة للمريض‬
‫مثال‪ :‬مراعاة عدم اكتظاظ المرضى في قاعة استشفائية حيث نجد وفي كثير من المستشفيات أن القاعة‬
‫الواحدة تستوعب أكثر من ستة مرضى‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلحاالت والمراجع‪:‬‬

‫‪1‬فرج عبد الفتاح‪ :‬برنامج التكييف والتثبيت الهيكلي ومسار التنمية العربية ورقة مقدمة لمؤتمر العلمي السنوي التاسع عشر االقتصادي المقربين‬
‫تحت عنوان التنمية العربية والتطورات اإلقليمية‪ ،‬الدولية والجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬القاهرة‪ 23 ،21 ،‬ديسمبر‬
‫‪.1992‬‬
‫‪2‬قداري أحمد‪ ،‬فعالية النفق ات العامة في تحقيق الرفاهية االجتماعية في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2001 ،2000‬ماجيستير‪ ،‬جامعة تيارت‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪3‬إسماعيل صبري عبد اهلل‪ ،‬التنمية البشرية‪ ،‬المفهوم‪ ،‬القياس والداللة بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ ،2003‬ص ‪.11‬‬
‫‪5‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ ،2003‬ص ‪.11‬‬
‫‪6‬‬
‫تقرير التنمية البشرية لعام ‪ 2003‬ص ‪.19‬‬
‫‪7‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ 2003‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 8‬رياض عزيز الهادي‪ ،‬المشكالت السياسية في العالم الثالث‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،1919‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 9‬رياض عزيز الهادي‪ ،‬المشكالت السياسية في العالم الثالث‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،1919‬ص ‪.111‬‬
‫‪10‬‬
‫محمد عابد الجادري‪ ،‬واخرون‪ ،‬التنمية البشرية في الوطن العربي‪ ،‬مركز الدراسات للوحدة العربية لبنان ‪ ،1992‬ص‪.13 ،‬‬
‫‪11‬محمد عدنان وديع‪ ،‬مفهوم التنمية جسر التنمية‪ ،‬المعهد العربي للتحقيق‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد االول ‪ ،2002‬ص‪.2،‬‬
‫‪12‬حسين محمد العيد‪ ،‬السياسة العامة الصحية في الجزائر‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬من منظور االقتراب المؤسسي الحديث ‪ ،2012-1990‬ماجيستير علوم‬
‫السياسية‪ ،‬ورقلة‪ ،‬ص ‪. 29‬‬
‫‪ 13‬عتيق عائشة‪ ،‬جودة الخدمات الصحية في المؤسسات العمومية الجزائرية دراسة حالة للمؤسسة العمومية االستشفائية لوالية سعيدة‪ ،‬جامعة تلمسان‬
‫ص‪32،‬‬
‫‪14‬عتيق عائشة‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ 15‬الفاتح محمد عثمان مختار‪ ،‬اقتصاديات خدمات الرعاية الصحية في الدول النامية واثرها على التنمية‪ ،‬مجلة امراباك‪ ،‬االكاديمية االمريكية العربية‬
‫للعلوم وتكنولوجيا‪ ،‬مجلد الرابع العدد العاشر‪ ،2013،‬ص ‪. 122‬‬

‫‪541‬‬

You might also like