Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 243

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫كلية الحقوق و العلوم سياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شھادة الماجستير في الحقوق‬

‫تخصص ‪ :‬قانون األعمال‬


‫بعنــوان ‪:‬‬

‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫نوقشت وأجيزت علنا بتاريخ ‪17/06/2012:‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫عبد القادر عبد السالم‬ ‫مشري حم الحبيب‬

‫أمام اللجنة المكونة من السادة‬


‫الدكتور عزري الزين أستاذ محاضر جامعة بسكرة‪ ............................‬رئيسا‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور عبد السالم عبد القادر أستاذ تعليم عالي جامعة باتنة‪ ...............‬مشرف‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور شيتور جلول أستاذ محاضر ممتحنا جامعة بسكرة ‪ ..........‬عضوا مناقشا‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور مفتاح عبد الجليل أستاذ محاضرا ممتحنا جامعة بسكرة‪ ....‬عضوا مناقشا‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2010-2009 :‬‬


‫إﻫــــداء‬

‫إﻝﻰ‬

‫وﺸﻬداﺌﻬﺎ‪..............‬ﺴﻼﻤﺎً‬
‫َ‬ ‫اﻝﺠزاﺌر‬
‫ـﺎء‬
‫أﺴرﺘﻲ وأﺤﺒﺘﻲ‪ .....‬وﻓـ ـ ـ ً‬
‫ﺐ‬ ‫ﺸ َﻖ أرﺿﺎً‪ .........،‬ﻻ ﻳـﺮى ﻓﻲ رﺑ ِ‬
‫ـﻮﻋﻬﺎ ﻛﺎﻟﻐﺮﻳ ِ‬ ‫ﻛﻞ َﻣ ْﻦ ﺗَ َـﻌـ ‪‬‬
‫َُ‬ ‫وإﻟﻰ ُ‬

‫ﻤﺸري ﺤم اﻝﺤﺒﻴب‬
‫ﺸﻜر وﺘﻘدﻴر‬

‫ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻷﺴطر اﻝﻤﺘواﻀﻌﺔ أود أن أﺘﻘدم ﺒﺠزﻴل اﻝﺸﻜر واﻝﻌرﻓﺎن إﻝﻰ اﻝدﻜﺘور‬
‫ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر ﻋﺒد اﻝﺴﻼم اﻷﺴﺘﺎذ اﻝﻤﺸرف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺒﺤث ‪ ،‬ﺤﻴث ﻜﺎن ﻝﺘوﺠﻴﻬﺎﺘﻪ‬
‫اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻷﺜر اﻝﻜﺒﻴر ﻓﻲ اﻨﺠﺎز ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ‪ ،‬واﻝذي ﻜﺎن وراء ﻜل ﺤرف ﻤﻜﺘوب ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻜﻤﺎ أﺘﻘدم ﺒﺎﻝﺸﻜر اﻝﻜﺒﻴر إﻝﻰ رﺌﻴس ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر و اﻝﺴﻴد ﻋﻤﻴد ﻜﻠﻴﺔ‬
‫اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ ٕواﻝﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺴﺎﺘذة ﺒﺎﻝﻜﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤق ﺘﻌﺎوﻨﻬم ﻤﻌﻨﺎ‬
‫ﺨﻼل ﺴﻨوات اﻝدراﺴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ‪ ،‬ﺤﻴث ﻜﺎﻨوا ﻨﻌم اﻝﻌون ﻝﻨﺎ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻔوﺘﻨﻲ أن اﺸﻜر ﻤن ﺴﺎﻋدوﻨﻲ ﻤن ﻗرﻴب وﻤن ﺒﻌﻴد ﻹﻨﺠﺎز ﻫذﻩ اﻝرﺴﺎﻝﺔ‬

‫ﻤﺸري ﺤم اﻝﺤﺒﻴب‬
‫ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ دور ﻫﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺿراﺋب ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم‬
‫اﻟﻣﺻﺎدر ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺗﻘﻠﯾل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﺻدار اﻟﻧﻘدي ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻟﻌﺟز وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ذﻟك‬
‫ﻣن ﺿﻐوط ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﺿراﺋب ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط وﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﺳواء‬
‫ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻠﯾﺔ أو أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﻐرض زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﻐود اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ وﻣؤﺛ ار ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬إذ أن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺣﯾن ﯾﻘرر اﺧﺗﯾﺎر دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺈن اﺳﺗﻔﺳﺎرﻩ اﻷول ﺑﺟﺎﻧب اﺳﺗﻔﺳﺎرات أﺧرى‬
‫ﯾﻛون ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺳواء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أرﺑﺎﺣﻪ أو اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ أو ﻋﻠﻰ دﺧﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﺗﺣرص اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎط ﻟﺗﺿﻊ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣزاﯾﺎ و إﻋﻔﺎءات ﻣﺷﺟﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﻬﯾل ﻛﺎﻓﺔ إﺟراءات ﺗﺣﺻﯾل‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ اﻟﺣدود‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗم دراﺳﺔ اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﺳواء‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر أو ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﺗﻘرﯾر ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺟدوى اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬وﻫﻲ ‪ :‬ﻣﻘدار اﻟﻧﻔﻊ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗﻘرﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﺟﺎذب أو اﻟطﺎرد ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫إذ أﻧﻪ ﻋﻧد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدى اﺳﺗﻔﺎدة‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﺋد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وﺗﻧﺷﯾط اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻟﻠﺧﺎرج ‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻌﻬﺎ ذﻟك ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ وﺗوﻓﯾر‬
‫اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ أو اﻟﺣد ﻣن ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺗﺑﻌﺎ‬
‫ﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳﻌرى ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﯾن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ذﻟك أن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻌﺗﺑر اﻟطرﯾق اﻟﺳﻬل ﻓﻲ اﻟﻣدى ﻗﺻﯾر اﻻﺟل‬
‫وﻟﻛن ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻣﺗوﺳط واﻟطوﯾل اﻷﺟل ﻣﻛﻠﻔﺎ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ‪ ،‬إذ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل رؤوس اﻻﻣوال‬
‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻠﺧﺎرج‪.‬‬
‫وﻗد ﺗﺗﺎﻟت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻌدﯾﻠﯾﺔ وأﺧرى ﺟدﯾدة ﺗﻣس أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻣﺎزاﻟت ﺗﺻدر ﺗﺑﺎﻋﺎ إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻋﻣﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﺻﻼح ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻧﺢ إﻋﻔﺎءات وﺣواﻓز ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻫﺎﻣﺔ ‪ ،‬آﻣﻠﺔ ﻓﻲ أن ﯾﺣﻘق اﻹﺻﻼح اﻟذي أﻧﺗﻬﺟﺗﻪ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪1993‬م إﻟﻰ إﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗوطﻧﻬﺎ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وﺳﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث إﺑراز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻣدى‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻻﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫وﺗوطﻧﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق اﻟدوﻟﻲ ﺗزاﻣن اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﻋدة ﺗﺣوﻻت ﻫﺎﻣﺔ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﺷل اﻟﻧظﺎم اﻹﺷﺗراﻛﻲ وﺳﯾطرة اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺑﻘﯾﺎدة اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟذي‬
‫ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ إدارة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻛﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺛورة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ أﻓرزﺗﻪ ﻣن ﺗﺣوﻻت ﺟدﯾدة‬
‫ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ظﺎﻫرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺗزاﯾد ﻧﺣو اﻟﺗﻛﺗل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺗﻧﺳﯾق اﻵﻟﯾﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول‪ ،‬وﺗدﻋﯾم اﻟﻘدرات اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺳﺗﻣرار أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻧﺗﯾﺟﺔ أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ‬
‫ﻟﺿﻐوطﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌﻘد ﺷروط اﻻﻗﺗراض ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻧﻣو أﻋﺑﺎء اﻟدﯾون‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﺑروز ﻣﻌﺎﻟم ﻧظﺎم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺟدﯾد‬
‫ﻟﻪ ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣﻣﯾزة‪.‬‬
‫وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظروف أﺻﺑﺢ اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧﺳﯾق‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدول ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣن‬
‫أﻫم إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺻﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺳوف ﻧﺳﻌﻰ ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻟوطﻧﻲ واﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر؟‪ ،‬وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ؟‬
‫‪ ،‬ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﺣرﯾض اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﯾﺷﻛل أﺣد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﺗوﺟﯾﻪ وﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬وﻫل ﻧﺟﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن واﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ؟ ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻌﻧﺎ ﻷن ﻧﺣﻠل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ وﺗﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ‬
‫ﻷﻧواع ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌدد ﻟﺗﺷﻣل اﻻﺟﺎزات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺢ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻗواﻋد اﻻﺳﺗﻬﻼك‬
‫واﻻﻫﻼك اﻟﻣﻌﺟل ﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺣﺟم وﻧوﻋﯾﺔ وﻣﻛﺎن‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﺑﺳﺎطﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟك‪ ،‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت واﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌﻣﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎﻓز ﺿرﯾﺑﻲ ﻟذى ﻻ ﺑد ﻣن‬
‫دراﺳﺔ اﻷﺛر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺣواﻓز ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻣن ﺣﯾث‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻذﻋﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣﻣوﻟﯾن )اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر( واﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﻏوﺑﺔ‬
‫واﻟﻐﯾر اﻟﻣرﻏوﺑﺔ اﻟﻣﺗﻣﺧﺿﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫أﺳﺑﺎب إﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬
‫ﺗم إﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻷﺗﯾﺔ ‪ :‬أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﺣدى أداوات اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ‬
‫ﺟﻠب اﻟﻣﺷروﻋﺎت واﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻠﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺑﻼد ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋن طرﯾق دﻋوة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻻﺟﺎﻧب ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣظ ﻋدد ﻏﯾر‬
‫ﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻣﺗﻣرﻛزة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻧﻔﺗﺎح اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم‬
‫ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺿرورة ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك‪ ،‬وذﻟك ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث دوﻣﺎ ﻋن أﻧﺟﻊ اﻟﺳﺑل‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد ﺑﻣﻌزل ﻋن دول اﻹﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻛﺛرة اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻻزﻣﺎ إﺟراء ﺗﻘﯾﯾم واﻗﻌﻲ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﻘود ﻣن اﻟزﻣن ﯾﺧل ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻫدﻓﻬﺎ ﻣﺟزءة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث‪:‬‬
‫ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ‪:‬‬
‫ﻣﺟﯾﺋﻪ ﻓﻲ وﻗت ﺗﺷﻬد ﻓﯾﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺗﺣوﻻت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﺟﯾﺋﻪ ﻣﻊ ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺻﯾﻐﺔ ﺗدوﯾل وﺗرﺧﯾص وﺗوطﯾن ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﻣد‬
‫ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ إدﻣﺎج اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣن أداء‪.‬‬
‫‪ -‬ﺟﺎءت ﻣﻊ إﺗﺟﺎﻩ إدﻣﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﺷراﻛﺔ و‬
‫وﻣﺣﺎوﻻت اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪.‬‬
‫ﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣرﺗﺑط ﺑﻧﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻣول ﻣن اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬و اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋري ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣﺻﺎدر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل‬
‫اﻹﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إن زﯾﺎدة اﻹﯾراد ورﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة ﻫو أﻣر ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ وﻛل ذﻟك ﯾﺗﺄﺗﻲ ﺑﺈﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت‬
‫إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﻛﯾﻣﺔ وﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن وﻣن أﻫﻣﻬﺎ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣون اﻟﺿراﺋب أﺣد أﻫم اﻻدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫ﻟزﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ٕواﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ واﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‬
‫وﺗﺣرﯾرﻩ ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ‪.‬‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ واداﻣﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫اﻷﻫداف اﻟﻣﻧﺗظرة ﻣن اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬
‫ﯾﻬدف اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ واﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪-‬دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل أﺛﺎر اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻟﻸوﺿﺎع اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟظروف‬
‫اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬
‫‪-‬دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ودورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو إﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪-‬‬
‫‪-‬ودﻓﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺗﺳﺎرع ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺻور اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺄداة ﻟﺗﻣوﯾل وﺗوﺟﯾﻪ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺻور اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺣدد ﻋﺎﺋق أو ﻣﺣﺳن ﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺻور ﻟدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ إﻧﺟﺎﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك إﺻﻼح إﻗﺗﺻﺎدي وﺟﻠب إﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑدون ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﺣدﯾث وﻣواﻛب‬
‫ﻟﻠﺗطور اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬
‫‪-‬وﺿﻊ ﺣﻠول ٕواﻗﺗراﺣﺎت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﺑررات اﻟدراﺳﺔ‬
‫اﻋﺗﻣدت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑررات اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﺷﻌور ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺿراﺋب ‪ ،‬ﺣﯾث اﻧﻬﺎ أﻫم اﻟواردات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫وﺣﺗﻲ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻘوي اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن و اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس‬
‫ﻧﺷﺎطﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﻣﺳﺗﻘر وﻓﻌﺎل ﻟﻺﯾرادات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﯾل اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟﻧﻔط وﺗﻘﻠﺑﺎت‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻧﻔطﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧﺿوع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﺿرورﯾﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻬدف‬
‫إﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾد اﻟدوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟرﻛود واﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫طﺑﯾﻌﺔﺗﺧﺻﺻﻲ وﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺳﺑﻘﺎ ﻣﻣﺎ اﻛﺳﺑﻧﻲ ﺟزء ﻣﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‬
‫ٕواطﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻻوﺿﺎع اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋﻣل ﻋﻠﻰ رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺣدود اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟزﻣﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﻌد اﻹﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗوظﯾف ﺗوﺻﯾف اﻟدراﺳﺔ وﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ‪:‬‬


‫ﺑﻐﯾﺔ اﻹﻟﻣﺎم واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﻣوﺿوع وﺗﺣﻠﯾل اﺑﻌﺎدﻩ ‪ ،‬وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺑﺣث ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ واﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﻣﺻﺎدرﻫﺎ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻌد اﻟﺗﻣﺣﯾص واﻟﺗﺣﻠﯾل وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ‪ ،‬وﻟﻬذا اﻟﺑﺎﺣث ﺳﯾﻘوم ﺑدراﺳﺔ ادﺑﯾﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻧﺷورة وﻏﯾر اﻟﻣﻧﺷورة واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺄوراق ﻋﻣل‬
‫اﻟﻣؤﺗﻣرات وورﺷﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﻧدوات واﻟﻣﻘﺎﻻت إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪،‬وﻛذﻟك‬
‫اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺑر اﻷﻧﺗرﻧت واﻟﻣﻛﺗﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ إﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾﯾن‬
‫واﻟﻣراﺳﯾم ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ‪:‬‬
‫إن ﻣوﺿوع اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﯾس ﺑﺟدﯾد ‪ ,‬وﻟﻛن اﻟﺟدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ‬
‫وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟداﺧﻠﻲ و اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪ ,‬ﺗﺣت ﻟواء اﻟﻌوﻟﻣﺔ و اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‬
‫اﻟﺗﻰ أﻋطت ﻫدا اﻟﻣوﺿوع أﺑﻌﺎد ﺟدﯾدة ﻛﺎن إﺧﺗﯾﺎر ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ داﻓﻌﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﻣوﺿوع وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬
‫رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻟﻸﺳﺗﺎد ﻋﺑداﻟﻘﺎدر ﺑﺎﺑﺎ ﺗﺣت ﻋﻧوان ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻰ اﻟﺟزاﺋر و ﺗﺣدﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 2004 /2003‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺎﻣت‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﺑﺈﺑراز أﺛر اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻛﻣﺎ‬
‫إﺳﺗﻌرﺿت ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾز ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﻘواﻧﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻓﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﺟزاﺋر دون أن ﺗﺗطرق‬
‫ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎك رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗر أﺧرى ﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻷﺳﺗﺎد اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ﻋﺟﻼن ﺗﺣت ﻋﻧوان ﺗرﺷﯾد اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓب ﻣﺟﺎل اﻟوﻋﺎء واﻟﺗﺣﺻﯾل ‪ 2009/ 1992‬ﺣﺎﻟﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر ‪2006/2005‬‬
‫ﺗﻛﻠﻣت ﻋن أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ و ﺗﻌﺎظم دورﻫم ﺑﺗطور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت‬
‫اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ﺑﻬدف ﺿﻣﺎن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ وﻓر ظل‬
‫اﻟﻣﺳﻌﻰ ﺗرﺷﯾد اﻟﺣﻛم ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺷﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﺑﺣث ﺑﺟدﯾﺔ ﻋن ﺗطورﻩ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ دون أن ﺗﻣس ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬
‫ورﺳﺎﻟﺔ أﺧرى ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﺑوزﯾد ﺣﻣﯾد ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻧظﺎم اﻟظرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري‬
‫وﺗﺣدﯾﺎت اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ‪ 2004/1992‬ﻣﻘدﻣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪، 2006 /2005‬‬
‫ﺣﯾث ﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺄداة ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ رأس اﻟﻣﺎل ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺛم دراﺳﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗوﺿﯾﺢ‬ ‫واﻗﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري وﺗﺣﻠﯾل ﻣﺣدداﺗﻪ ‪2004/1992‬‬
‫اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺿم ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟزاﺋر ﺗﻣﯾزت ﻣﻧد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﻐﯾﺎب رؤﯾﺔ واﺿﺣﺔ ‪ ,‬وﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ دﻟك ﻛﺛرة اﻟﺗﻌدﯾﻼت ‪ ,‬و‬
‫اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯾﺎب اﻹﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن ﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻰ ‪ ,‬و ﻣﺑﺎدئ وﻓﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري و ﻧﺗﯾﺟﺔ ظﺎﻫرة اﻟﻐش و اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬إن‬
‫ﻋدم ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﻠﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ ظﻌف ﺗدﻓق اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻹﺟﻧﺑﻲ إﺳﺗﺧدام اﻟﺣواﻓز اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﺎﯾل و إﺳﺗراد ﻣﺑﻠﻎ ﻻﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬إن ﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﺣرﯾض اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﻔﻘد ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ إذا ﻟم ﺗﺻﺎﺣب ﺑﺗﺣﺳﯾﻧﺎت أﺧرى ﺗﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺎﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪ ,‬و ﻣوﻗف اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋن ﻣدى ﻗدرة‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠﻰ ﻋن اﻟﻛطﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت ‪ ,‬و ﻣدى ﻗدرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻧﺎع اﻟﻣﻧظﻣﺎت‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ,‬وﺗﺧﻔﯾف اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺧطط إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد ﺣر ‪.‬‬

‫ﻧﺎﺻر ﻣراد ) ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ٕواﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪,‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ( ‪ ,‬أطروﺣﺔ‬
‫دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ,‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ .2002‬ﻫدﻓت‬
‫اﻷطروﺣﺔ ل ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ دور اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ظل اﻟدور اﻟﻣﺗﻐﯾر ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻪ اﻟﻧظري ) اﻟﻣﻔﻬوم ‪ ,‬اﻷﺳﺑﺎب ‪ ,‬اﻷﺷﻛﺎل‬
‫‪,‬طرق اﻟﻘﯾﺎس (‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻊ إﺑراز ﺧطورﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﻠﯾل واﻗﻊ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻌد اﻹﺻﻼﺣﺎت ‪.‬‬

‫ﺣﯾث وﺻل اﻟﺑﺎﺣث ل ‪:‬‬


‫‪ -‬أن ﻋدم ﺗﻧظﯾم اﻟوطﻧﻲ واﻧﺗﺷﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوازي ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻣرار‪ ,‬وزﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﻬرب‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫو ﻧﺗﯾﺣﺔ ﻟﻌدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ,‬وأن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬ ‫ﻫدا اﻟﻧظﺎم ﺗﻛون‬

‫ﺑﺳﺎطﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ‪ ,‬واﻟﻣروﻧﺔ ‪.‬‬


‫ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻌدﻻت وأﺳس ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧدﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺗوﻓﯾر إدارة ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﻔﺄة ﻣن أﺟل ﺗﺳﻬﯾل اﻹﺟراءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ,‬ﻣن أﺟل ﻛﺳب ﺛﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫‪ -‬ﺻﺎﻟﺢ ﻣرزاق ) ﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ و ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ (‬
‫أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ,‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري‬
‫ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ﺳﻧﺔ ‪: 2003‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ د اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪. 1992‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬ﺗﺑﯾﺎن اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧدة ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻣﻧد ﺳﻧﺔ ‪ 1998‬إﻟﻰ ﻏﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪. 2002‬‬

‫ﺧﻠص اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻹﺳﺗﻘﻼل ﺑﻐﯾﺎب رؤﯾﺔ واﺿﺣﺔ ‪ ,‬وﻛﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ذﻟك‬
‫ﻛﺛرة اﻟﺗﻌدﯾﻼت ‪ ,‬واﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ‪.‬‬

‫ﻏﯾﺎب اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و ﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري و ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ظﺎﻫرة‬
‫اﻟﻐش و اﻟﺗﻬرب اﻟظرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ ﺿﻌف ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻵﺟﻧﺑﻲ و اﺳﺗﺧدام‬
‫اﻟﺣواﻓز اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﺎﯾل و اﺳﺗﯾراد ﻣﺑﻠﻎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﺧطﺔ وﻫﯾﻛل اﻟﺑﺣث‬


‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﺣﺎوﻟﻧﺎ رﺳم ﺧطوط ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻋﺑر دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﻣﺳﺗﺧﻠﺻﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺷﻛل ودور‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ظل ﺣدود‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ‪ :‬ﺗﻧﻘﺳم اﻟدراﺳﺔ ﻟﻔﺻﻠﯾن‬
‫ﯾﻬﺗم اﻟﻔﺻل اﻷول ) اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ (‬
‫ﺑﺗطور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧﯾﺎن اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻛذا‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﺷﺟﯾﻌﻪ ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺷﻛل ﻧظري ﻣﻊ واﻗﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬
‫وﯾﻧﺗﻘل ﻟﻠﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ )اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺟدة ( إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط وﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة ‪.‬‬
‫وﺗﺧﺗﺗم اﻟدراﺳﺔ ﺑطرح ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﺛم ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ إﻋﺗﻣدت‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‬

‫ﺗﺷﻬد اﻟﺟزاﺋر أﺣداﺛﺎ وﺗﻐﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ و اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬ﻟﺗدﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗوﺟﻬت‬
‫ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص وﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧظ ار ﻟدورﻩ اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل ‪.‬‬
‫إن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣﺟم ﻫذﻩ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو ﺳرﻋﺔ ﺗدﻓﻘﻬﺎ ﻓﺣﺳب ‪ ،‬ﺑل ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﻛﺎﻓﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧﻣو‬
‫اﻟﻣﺗوازن ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت واﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ داﺧل اﻟﺑﻠد ‪.‬‬
‫وﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺣدﯾد أﻫداف وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ‬
‫وﺿﻌﻬﺎ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫‪ ،‬ﻓﺳﻧت اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ووﺿﻌت اﻟﺿواﺑط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﻗدﻣﺗﻬﺎ وﺳوف ﻧﺗﻌرض ﻟذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺎﺣث اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‬

‫ﯾﺗطﻠب أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﻬدف اﻟذي‬
‫ﺗﻧﺷدﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق دورﻫﺎ اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬أﻻ وﻫﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟدول ٕوان ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﻋداد‬
‫واﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻻ ﺑد ﻣن ﺗدارﻛﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺟﻬﺎ اﻟدول وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫إطﺎر ﺗﺣدﯾﺎت ﻋدﯾدة ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺗم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﺳﺗﻌراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻣن‬
‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻧﻬﺟﻬﺎ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓق أوﻟوﯾﺎت ﺗﺣددﻫﺎ ظروف ﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدا ‪ ،‬إﻟﻰ‬
‫ﻗﺎﻋدة ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدور اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫)ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ووﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ(‬

‫إن اﻟﻬدف اﻟذي ﺗﻧﺷدﻩ اﻟدول ﻣن اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق أدوارﻫﺎ‬
‫اﻟﺗوﺟﯾﻬﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻫواﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ إطﺎر ﺑﯾﺎن أﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف‬
‫ﻧوﺿﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﻋﻼﻗﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺳﻧﻘوم ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻷرﻛﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻣﻘوﻣﺎﺗﻬﺎ وﻣﻌوﻗﺎﺗﻬﺎ ﺛم ﻧﺗﻧﺎول وﺳﺎﺋل‬
‫ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أداة ﻣﻬﻣﺔ وﻣﻣﯾزة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص وذﻟك وﻓق اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﻌوﻗﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬وﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﻋداد واﻟﺗﺧطﯾط ﺑﺣﯾث‬
‫ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟظروف وﻣﻌطﯾﺎت ﻛل دوﻟﺔ ‪ ،‬وﺳﻧﺗﻧﺎول ﺿﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬
‫‪ -‬أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫إن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﻔوﯾﺔ ﺑل‬
‫ﻻﺑد ﻣن إﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ‪ ،‬إن إﺳﺗﻌراض ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ - 1-‬ﻟﻐﺔ‪ :‬ﻣن اﻟﻧﻣﺎء وﻫﻲ اﻟزﯾﺎدة واﻟﻛﺛرة‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﻧﻣﺎء ‪.1‬‬
‫أ‪ - 2-‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﺻطﻼﺣﺎ‪ :‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓق ﺗوﺟﻬﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺣددة‪ ،‬ﺗﺳﻌﻰ أﺳﺎﺳﺎ ﻟرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟواﻧب‪.2‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾوﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺣﺳن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔردي ﻓﻲ‬ ‫ﺣﯾث ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺻﺑﺣﻲ ﻣﺣﻣد ﻗﻧوص "‬
‫ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻬﺎرة ‪ ،‬واﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺣرﯾﺔ اﻹﺑداع ‪ ،‬واﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫؛ وﺗﻌرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣرور ﺑﻠد ﻣﺎ ﻣن وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺗﺧﻠف إﻟﻰ‬
‫وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻘدم ‪.4‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﺗﻌرف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " إﺟراءات وﺳﯾﺎﺳﺎت وﺗداﺑﯾر ﻣﺗﻌﻣدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬
‫ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻧﯾﺎن وﻫﯾﻛل اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ‪ ،‬وﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدة ﺳرﯾﻌﺔ وداﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط دﺧل‬
‫اﻟﻔرد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﺑر ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻣﺗدة ﻣن اﻟزﻣن ‪ ،‬وﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻷﻓراد‬
‫" ‪.5‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺟب ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻫو اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻣو‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬واﻟذي ﯾدﻟﻧﺎ ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﻻ ﯾدﻟﻧﺎ ﻋن اﻟظروف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺳﻛﺎن ‪ ،‬رﻏم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن رﻓﻊ اﻟظروف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬وﺑوﺟود اﻟﻧﻣو ﻓﺈن ذﻟك ﻻﯾؤدي‬
‫‪6‬‬
‫ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬إﺑن ﻣﻧظور ‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد ‪ ، 6‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪) ،‬دت( ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 455‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬ﻟﻌﻣﺎرة ﺟﻣﺎل وأ‪ /‬ﺑن طﺑﻲ دﻻل وأ‪ /‬ﻧﺻﺑﺔ ﻣﺳﻌود ‪ ،‬اﻟزﻛﺎة وﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾوﻣﻲ ‪21‬و‪ 22‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2006‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.03‬‬
‫‪ -3‬ﺻﺑﺣﻲ ﻣﺣﻣد ﻗﻧوص ‪ ،‬أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ، 1999 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 97‬‬
‫‪ - 4‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺟﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬إﯾﻣﺎن ﻋطﯾﺔ ﻧﺎﺻف ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻧظرﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺳم اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2000 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 54-51‬‬
‫‪ - 5‬ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم ﺟﻣﻌﮫ ﻣﺣﻣود ﺣﺳن ‪ ،‬دور اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻹﺻﻼح اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪،‬ﻣﺻر ‪ ، 2000‬ص ‪. 33‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Bemard Bret , le tiers mond , croissance , développement , inégalité , paris , collection histege ,‬‬
‫‪2002 , page 7.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪7‬‬
‫وﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم واﻟﺳن ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻛذﻟك اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة‬
‫ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ‪ ،‬ﻣﻊ إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻣرﻓﻘﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻬﯾﻛل واﻟﺑﻧﯾﺎن اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﻛﺗﺷﺎف ﻣوارد إﺿﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﺟدﯾدة وﺗراﻛم رأس اﻟﻣﺎل ‪ ،‬ﻣﻊ إدﺧﺎل طرق ﻓﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻺﻧﺗﺎج ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫ﻻﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﯾن ﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ‬
‫اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد وزﯾﺎدة اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟدﺧل‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬وﯾﻣﯾل اﻟﺑﻌض إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ‬
‫ﻛﻣرادﻓﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻌﻧﻲ ﻛﻼﻫﻣﺎ اﻟﺗﻐﯾر ﻧﺣو اﻷﺣﺳن ‪ ،‬وﯾﺳﺗﺧدم ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻷﻗل ﺗﻘدﻣﺎ‪.‬‬
‫ب – ‪ -1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ " :‬ﺣدوث زﯾﺎدة ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ أو إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧل‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ "‪.8‬‬
‫" اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻷﺣد اﻷﻗطﺎر ﯾﻌﻧﻲ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء‬
‫‪9‬‬
‫اﻟﻘطر "‬
‫ﻫﻧﺎك ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻣو ‪ ":‬ﺑﺎﻟزﯾﺎدة‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن طرف اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻣﺣﯾط إﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن " ‪10‬؛‬
‫أﻣﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدي " ‪ " s.kuznets‬ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﻧﻣو واﻟﻬﯾﻛل اﻹﻗﺗﺻﺎدي " ﯾﻌرف اﻟﻧﻣو‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي ب‪ " :‬اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻫو أﺳﺎﺳﺎ ظﺎﻫرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺑﻠد‬
‫‪11‬‬
‫؛ وﯾﻌرﻓﻪ ﺟوان رﯾﻔوار ب ‪ " :‬اﻟﺗﺣول اﻟﺗدرﯾﺟﻲ‬ ‫ﻣﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻠﺳﻛﺎن واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻔردي "‬
‫ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻋن طرﯾق اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج أو اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ﺑﺣﯾث اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﻫﻲ ﻓﻲ إﺗﺟﺎﻩ واﺣد ﻧﺣو اﻟزﯾﺎدة ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة "‪12‬؛ وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ أﻛﺛر دﻗﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻣو ‪،‬‬

‫‪ -7‬ﻟﺘﻔﺼﯿﻞ أﻛﺜﺮ أطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺠﯿﻤﯿﺔ ‪ ،‬إﯾﻤﺎن ﻋﻄﯿﺔ ﻧﺎﺻﻒ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 53-52‬‬
‫‪ -‬ﻛﻤﺎل ﺑﻜﺮي ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت ‪ ، 1986 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 64‬‬
‫‪ -8‬أ ‪ /‬ﺣﻤﯿﺪاﺗﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ‪ ،‬اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﯿﺔ وﻣﺆﺷﺮاﺗﮭﺎ ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ دورﯾﺔ أﻛﺎدﻣﯿﺔ‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﻮادي ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻷول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ، 2008‬ﻣﺰوار ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻮادي ‪، 2008 ،‬‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪. 143‬‬
‫‪ -9‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪. 144‬‬
‫‪10‬‬
‫‪- Jean Arrous , les théories de croissance , paris, éditions , 1999, page 9.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-Réqis B2NICHI ,Marc Nouschi , la croissance aux XIXémé et XIXéme siécles , 2éme édition ,‬‬
‫‪Paris , edition marketing , 1990,page 44.‬‬
‫‪12-Jean Rivoire , L’économie de marché ,Que sais –je ? , alger ,ed dahleb , 1994, page 79 .‬‬

‫‪13‬‬
‫ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧل اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﺑﻠد ﻣﻊ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ‪.‬‬
‫وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻌﻧﻲ ﺗرك اﻟﺗﻘدم اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠظروف‬
‫دون إﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻣﻌﺗﻣدة ‪.‬‬
‫إن اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻻﺑد أن ﺗﻌﺗرﺿﻪ اﻷزﻣﺎت وﻗد ﺗﺣد‬
‫ﻣﻧﻪ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺣﺗﻰ ﯾﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎد ﻻﺑد ﻣن إﯾﺟﺎد وﺧﻠق اﻟظروف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﻣو‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ ﺗواﻓر ﻛﻣﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﻣد ﻛﻔﺎءة إﺳﺗﺧدام ﻋﻧﺎﺻراﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻراﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ‪،‬وﻟﻬذا‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻋﻧﺻ ار ﻟﺿﻣﺎن ﻛﻔﺎءة إﺳﺗﺧدام ﺗﻠك اﻟﻣوارد ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺷﺎﻣل ‪ :‬اﻟﺗﻐﯾر ﻫو ‪ " :‬ﺗﺣول ﯾط أر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻧظم داﺧل‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻣن أدوار ﻣﺗﻐﯾرة ﻋﺑر اﻟزﻣن ‪ ،‬وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﻣﺟﻣل اﻟﺧطوات اﻟواﺟب‬
‫إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻷﺧﻼﻗﻲ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻧﺿﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ وﻓق ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ "‪. 1‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻹﻧﺗﺎج ‪ :2‬ﺗﻧطوي ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺣور ﺣول اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ‪ ،‬وﺑﻣﺎ ﯾوﻓر ﺣدا أدﻧﻰ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺑﺔ ﺿﯾق ﻧطﺎق اﻟﺳوق واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻣن ﺗوﺳﻊ‬
‫اﻟﺳوق ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬أﺧذﯾن ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻧﺷر اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق ﻛﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﺳواء‬
‫اﻟرﯾﻔﯾﺔ أم اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وأﺧﯾ ار ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺑرﻧﺎﻣﺞ‬
‫اﻟﺗﺻدﯾر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺣدوث ﺗﺣﺳن ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن‬
‫د‪ -‬اﺧﺗﯾﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪ :‬ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔ وﻏﯾر ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﻧﺑؤ‬
‫وﯾﻛون اﺧﺗﯾﺎر ﺗﻠك اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرھﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة ‪ ، 2006 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 8‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪. 9‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف اﻟﺳﺎﺋدة ﺳواء اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻷﻫداف اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬واﻹطﺎر اﻟذي ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ‪.1‬‬
‫ﻫذﻩ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻧﻧﺗﻘل ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎت وﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﻌوﻗﺎﺗﻬﺎ‬

‫ﺗﻘوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻷﻗﻧﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز واﻟﻣﻘوﻣﺎت إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺗرﺿﻬﺎ‬
‫ﻋﻘﺑﺎت ﺗﻌرﻗل ﻣﺳﯾرﺗﻬﺎ و ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ‪:‬ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻘوﻣﺎت ﻓﻲ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻻ ﯾﺟد اﻟﺑﻌض ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﻫم ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ دون اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻌوض ﻗﺻورﻫﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫ورأس اﻟﻣﺎل واﻟﻣﻬﺎرات إﻻ أن ﻫذا ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﻧﺧﻔض ‪.‬‬
‫ﯾﺑدو دور اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﺎر از ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻛل ﻓﺈن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﻛﻔﺎءة آﻟﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذي ﯾﺧدم ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺟد ﺗﻧﻘل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون اﻷﺟﺎﻧب إﻟﻰ ﺑﻠدان أﺧرى ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن ﻓرص ﺗﻘﻠﯾل ﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫اﻹﻧﺗﺎج ﻧظ ار ﻻرﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠدﻫم اﻷﺻﻠﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ‬
‫اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون‬
‫اﻷﺟﺎﻧب ﯾﺑﺣﺛون ﻋن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﯾﻬﺎ أﻗل ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﺛل‪ :‬اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣوارد‬
‫اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ﻛﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟﻐﺎز‪(...‬‬

‫ب‪-‬دور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪: 3‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.9‬‬


‫‪ - 2‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 10‬‬
‫‪ -3‬ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻠﻣﺔ " ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ" اﻟﺗﻲ ﻛﺛرت ﺗﻔﺳﯾراﺗﮭﺎ وأﺣﺎطﮭﺎ اﻻﻟﺗﺑﺎس ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﺳﯾر ﺟدا ﺗﺣدﯾد ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑدﻗﺔ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ﯾﻠﻌب ﻋﺎﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ورﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺣداث وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺗﺣﺳﯾن‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺷروط ﺗﻘﻧﯾﺔ ‪،‬‬ ‫أداء اﻟﻣﻌدات واﻵﻻت وﺗﺣﺳﯾن ﻧظم اﻹدارة واﻟﺗﻧظﯾم‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ إطﺎرات ﻣدرﺑﺔ وﻣﺗﺧﺻﺻﺔ وﻣﺣﻔزة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءات واﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻘﺿﺎﯾﺎﻫﺎ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ وﺗطوﯾر اﻟﺳﻠﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣواﻛﺑﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‬ ‫وﺿﺑط ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟطرﯾق اﻟرﺋﯾس ﻧﺣو اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ‪.3‬‬
‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣرﻫوﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ‪ ،‬وﯾﺧطﺊ ﻣن ﯾﻌﺗﻘد أن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺣدﻩ‬
‫ﻛﻔﯾل ﺑﺈﺳراع ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺗﺟﺎوز ﻧطﺎق ﻧﻣو اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ورأس اﻟﻣﺎل وﺗﻌﻧﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت إﻻ أن ﻫذا اﻻﻧﺗﻘﺎل واﻟﺗﺣول ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬
‫ﯾﺟب أن ﺗﻌطﻲ ﻣردودا إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺑﻣﺟرد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﯾﺟب أن ﻧﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫إﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وذﻟك ﻓﻲ ظروف ﺑﯾﺋﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻬﯾﺄة أﺻﻼ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ أو‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻟﯾﺗم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺟدوى ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻣﺎء اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ داﺧل ﺗﻠك اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫ج‪ -‬اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻹﻧﺳﺎن أﺳﺎس ﻛل ﺗﻧﻣﯾﺔ وﻫو ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ووﺳﯾﻠﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻣﺛل رأﺳﻣﺎل وﻟﻛﻧﻪ ﺑﺷري ‪،‬‬
‫وﯾرﺗﺑط ﻣﺳﺗوى اﻷداء اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑﻣدى اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑوﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟﻠﺛروة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻬدف رﻓﻊ أداﺋﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم ﺣواﻓز ﻟرﻓﻊ ﻫذا اﻷداء وﻣن ﺧﻼل ﺗزوﯾدﻩ‬
‫ﺑﻣﻌﺎرف ﻻزﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪. 5‬‬
‫إذ ﻫو اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﯾﻛون ﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺗﯾب اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ٕواﻛﺳﺎﺑﻬﺎ اﻟﻣﻬﺎرات‬
‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋﺎداﺗﻪ وﺳﻠوﻛﻪ ﻟﺑذل ﺟﻬد ﻣﻣﯾز وﺣدود وﻣﺗﻘن ﻟﯾﻧﻌﻛس‬
‫‪6‬‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫د‪ -‬رأس اﻟﻣﺎل ‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ‪:‬‬


‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺧﺑرات واﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻧﺗﺞ ﻣﻌﯾن وإﻗﺎﻣﺔ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎﺟﮫ أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺻﻐﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟطرق ﻋﻠﻣﯾﺔ واﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﻓﮫ وﺧﺑراﺗﮫ وﻣﮭﺎراﺗﮫ وﺳﺧرھﺎ ﻟﺧدﻣﺗﮫ‪.‬‬
‫إذ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﺑﻣﻔﮭوﻣﻲ اﻟﻣﺑﺳط اﻷدوات‪ ،‬وطرق اﻟﻌﻣل‪ ،‬واﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﻟﮭذا ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻵﻟﺔ )اﻟﺟﺎﻧب‬
‫اﻟﻣﺎدي( وأﺳﻠوب اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ )اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺳﺗﺧداﻣﻲ( «‬

‫‪ - 1‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل ﺟزﺋﻲ وﻛﻠﻲ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،. ، 2006 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 471‬‬
‫‪ - 2‬ﻓرﺣﻲ ﻣﺣﻣد ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻘوﻣﺎت ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث دورﯾﺔ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﻋن‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدداﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ - 4‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ - 5‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -6‬أ ‪ /‬ﺣﻣﯾداﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎﺻر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.148‬‬

‫‪16‬‬
‫ﻫو اﻟﻣﺣرك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل‪ ،‬وﻫذا ﯾﺗطﻠب ﻣﻘﺎدﯾر ﻛﺑﯾرة ﻣن رأس اﻟﻣﺎل واﻟﻣدﺧرات وﻣﻌدﻻت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬واﻟﻣوارد اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻓﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣوارد اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ذات ﺗدﻓق ﺛﺎﺑت أو‬
‫ﻣﺳﺗﻣر و ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﺗﻣﺛل أﻋﺑﺎء ﻣؤﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ‪.‬‬
‫إن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻋﻣوﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أﺧذﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻟﻧﻘول إن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺣﻘﻘت‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ رﺑﻣﺎ ﻻ‬
‫ﺗوﺟد ﺑﺎﻟﻧﺳب اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻧﺳب ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﺧر وﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ‪.1‬‬
‫ﻫـ‪ -‬ﺣﺟم اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾؤﺛر ﺣﺟم اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﻓﺿل ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد‬
‫ﺗﻐﯾرﻩ وﺗﺣدﯾﺛﻪ ﻣﻣﺎ ﯾوﺳﻊ اﻷﻓق اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﯾطورﻩ وﯾﺣﺿرﻩ وﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.2‬‬
‫و‪ -‬اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻺﻧﺗﺎج ‪:‬‬
‫ﯾﺗوﻗف ﺗﻣﺎم اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻺﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼل اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻋﻘﻼﻧﯾﺎ‬
‫وﻋﻠﻰ ﺗﻧوع ﻫذﻩ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻷن اﻟﺗﻧوع ﻣن اﻟﻛم واﻟﻛﯾف ﯾﺛرى اﻟدﺧل وﯾﻧﻣﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و‬
‫ﯾﺣﻘﯾق زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.3‬‬
‫ر‪ -‬اﻟﺗﻧظﯾم‪ :‬وﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺧﺑرة اﻹدارﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻷن‬
‫اﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﺗوﺟﯾﻪ ﯾوﺟﻪ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم ﯾﻣﯾزﻫﺎ وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻧﻣﯾﺔ ذات ﻫدف‪.4‬‬
‫ز‪ -‬اﻹدارة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪:5‬‬
‫إن واﻗﻊ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﯾﺑﯾن ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط ‪ ،‬ﺗﻌﺑﯾ ار ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺳﻠوب ﻟﺗوﺟﯾﻪ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻬﺎ واﻋﯾﺎ ﻧﺣو أﻫداف ﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ ‪.‬‬
‫ز‪-1-‬اﻟﺗﺧطﯾط ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﻌروف أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط ﻛﺑﻧﯾﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺳﺟﯾل ﺗوازن ﺑﯾن‬
‫اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺳﻠﯾم ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ ﺗوﻓﯾر طرق أﻓﺿل ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﯾﺔ‬
‫وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﺑدأ واﺿﺢ ﻟﺗﻧظﯾم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻠدان ‪.‬‬
‫واﻟﺗﺧطﯾط ﺿروري ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازﻧﺎت ﺑﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ واﻟﻣﺣدودة ﻧﺳﺑﯾﺎ وﺑﯾن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌددة وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻔﺿﯾل ﺿﻣن أوﻟوﯾﺎت اﻟﺣﺎﺟﺎت ‪.‬‬
‫ز‪ -2-‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺧطﯾط ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 11‬‬


‫‪ -2‬أ ‪ /‬ﺣﻣﯾداﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎﺻر ‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.149.148‬‬
‫‪ -3‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.149 .148‬‬
‫‪ -4‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.149 .148‬‬
‫‪ -5‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪. 149.148‬‬

‫‪17‬‬
‫إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ اﻟﺗﺧطﯾط ﻏﯾر ﻣؤﺛر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻌﻲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎع اﻟﻬﯾﺎﻛل‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﯾﺎدﯾﻧﻬﺎ وﯾﻧﻘﺳم‬
‫اﻟﺗﺧطﯾط إﻟﻰ ‪:‬‬

‫ز‪ - 1-2-‬ﺗﺧطﯾط ﻫﯾﻛﻠﻲ ‪:‬‬


‫ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إﺟراء ﺗﻐﯾرات ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﻛﺳﻪ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﺗﺧطﯾط ﻣن‬
‫أﺟل ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺣﺳب اﻷﻫداف اﻟﻣﺳطرة ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑﺗﻌد ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﺗﺧطﯾط ﻣن‬
‫اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻬﺎدئ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﺗﻐﯾﯾرﻩ ‪.‬‬
‫ز‪ -2-2-‬ﺗﺧطﯾط ﺟزﺋﻲ ‪:‬‬
‫إن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط ﻫو وﺿﻊ أﺳﻠوب ﻣﻌﺎﺻر أﺛﻧﺎء إﺟراء اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وأن‬
‫ﯾﺷﻣل ﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﻓروﻋﻪ اﻟزراﻋﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻧﻘل‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪.‬‬
‫ز‪ -3-2-‬ﺗﺧطﯾط اﻧﺗﻘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺗوﻗف دور ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ وﺟدﯾﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺟرﯾﻬﺎ أي‬
‫ﺑﻠد ﻧﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫﯾﺎﻛﻠﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن أﺟل ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺻﯾرورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ وذﻟك ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻫداف ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻷﺳﺎﻟﯾب ﺗﺧطﯾط ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ‪.‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺧطﯾط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﺗﺗﺿﻣن ﻗ اررات واﺧﺗﯾﺎرات ﺑﯾن أﻫداف ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد‬
‫اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻬو أداة ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﺣدﯾد‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎرات اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﺣﺳب اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ‪ 1‬وﻫو‬
‫اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي ﯾرﺑط اﻟﺗﺧطﯾط ﺑطﺎﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن وﻻ ﯾرى ﻓﯾﻪ ﻓﻘط إطﺎ ار ﻋﺎﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻹطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺑل إن اﻟﺗﺧطﯾط وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا‬
‫وﻓﻧﺎ‪ ،‬وﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻬدف إﻟﻰ إﺣداث‬ ‫اﻟﻣﻧظور " أﺻﺑﺢ أﺳﻠوﺑﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎﺟﺎ ّ‬
‫ﺗﻐﯾرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻘﺻودة‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ"‪.2‬‬
‫ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗوﻓر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف ﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ إﻻ أن ﺗوﺟد ﻣﻌوﻗﺎت ﺗﻌﯾق‬
‫ﻣﺳﯾرﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:3‬‬

‫‪ 1‬ـ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل راﺟﻊ‬


‫‪Louis Dupont , La planification du développement à l’épreuve des faits, éditions‬‬
‫‪Publisud , Paris,1995,p2.‬‬
‫‪ 2‬ـ أﺣﻣد ﻛﻣﺎل أﺣﻣد‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ واﻟﻣدرﺳﯾﺔ‪ ،‬ج‪ .‬م‪.‬ع ‪ ، 1976،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.39‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 12 ، 11‬‬

‫‪18‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب ﻋرﻗﻠﺔ ﻣﺳﯾرﺗﻬﺎ وﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ‪-‬اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﺗﻛوﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﻓﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﺣدا ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻼدﺧﺎر ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺗوﺟﻪ اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﻬﻼك‬
‫وﻻ ﯾﺗﺑق إﻻ ﺟزء ﯾﺳﯾر ﯾوﺟﻪ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﻫذا ﺑدورﻩ ﻻ ﯾرﻗﻰ ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ‪ٕ ،‬وان ﺗوﻓر ﻫذا‬
‫اﻟﺗراﻛم ﻧﺟدﻩ ﺑﺷﻛل ﺧﺎطﺊ ﺣﯾث ﯾﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺧﺎرج ﻟﺷراء أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣرم اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺗﺧﻠف اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﻌد اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ أﺣد اﻷرﻛﺎن اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﻌود أﻫﻣﯾﺗﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻛﻣﺣدث ﻟﺗﻐﯾرات ﻣﻬﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻬﯾﻛل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺟﻧب ﺧﺳﺎرة اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﺟراء اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﺳﺗﺧدام اﻟﺧﺎﻣﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺗوازﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﯾن اﻟﺻﺎدرات‬
‫واﻟواردات وﯾﺷﻛل ﻋﻼﺟﺎ ﻧﺎﺟﺣﺎ ﻟﻌﺟز ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟذي ﺗﺷﻛو ﻣﻧﻪ أﻛﺛر اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﺷﻛل اﺳﺗﻘرار وﺗﻧوﯾﻌﺎ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻌدم ﺗﺄﺛرﻩ ﺑﻌواﻣل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ‪ ،‬وﺗﺧﻔﯾﻔﺎ ﻣن ﺣدة اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪،‬‬
‫وزﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻛﻣﺣﺻﻠﺔ ﻟﻛل ذﻟك ‪.‬‬
‫ج‪-‬اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻻ وﺟود ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﺳﯾطرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن اﻵﺧرﯾن ‪ ،‬ﻷن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺳﺗؤدي‬
‫إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗدﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻟذا ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻌﯾﺎ ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺣﻛم اﻟﺳوق اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﺻول اﻟرﺋﯾس ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﯾطرة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺑوﻋﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺳوق ﻣﻌﯾﻧﺔ )ﺗرﻛﯾز ﺟﻐراﻓﻲ (‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺳﻠﻊ أوﻟﯾﺔ زراﻋﯾﺔ ٕواﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ )ﺗرﻛﯾز ﺳﻠﻌﻲ (‬
‫د‪-‬اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻣﻌوﻗﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻧﺎك ﻣﻌوﻗﺎت إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل اﻷﻣﯾﺔ واﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪،‬‬
‫وﻓﻘدان اﻹدارة واﻟﺗﻧظﯾم ‪.‬‬
‫ﺟﻣﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌوﻗﺎت ﻫﻧﺎك ﻣﻌوﻗﺎت ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻬدد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﺗﻬدﯾد ﻟﻧﺟﺎح أي ﺗﻧﻣﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻓوﺟود اﻟدول اﻟﻐﻧﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﺧﻠق ﺿﻐوطﺎ دوﻟﯾﺔ ﺗﻌوق اﻟﻧﻣو‬
‫ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫وﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻣﺻدرﯾن إﺛﻧﯾن أوﻟﻬﻣﺎ وطﻧﻲ أو ﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ‬
‫ﯾﺣﺗﺟز ﻋن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻛﻲ ﯾﺗﯾﺢ ﻗد ار ﻣن اﻟﻣدﺧرات ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو‬
‫‪1‬‬
‫اﻟواﻓدة ﻣن اﻟدول اﻷﺧرى‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ ﺧﺎرﺟﻲ ‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻓرص اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺟدﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﺗﻛﻔل اﻟﻣﺻﺎدر اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗدﺑﯾر اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر‬
‫ﻣن رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣدﺧرات‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس اﺧﺗﯾﺎ ار ‪.‬‬
‫وﻻ ﻧﻌﻧﻲ ﺑذﻟك اﻟﻣدﺧرات ﺑذاﺗﻬﺎ ﺑل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻧﺗﺞ ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺳﺗﺛﻣر اﻟﻔرد‬
‫أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻪ اﻟﺧﺎص أو ﺑﺈﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻻدﺧﺎر وﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن ‪ ،‬أو أن ﯾﺑﺗﺎع‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪...‬إﻟﺦ ‪.‬‬
‫إن ﺟزءا ﻛﺑﯾ ار ﻣن ﻣوارد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ‪ ،‬ﻟم ﯾﺄت ﻣن اﻟﺧﺎرج رأس‬
‫اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ،‬ﺑل ﻣن اﻟﻣدﺧرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻣدﺧرات اﻟﻣﺷروﻋﺎت ‪ ،‬واﻗﺗﺻرت ﻣﻬﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗدﻋﯾم اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﯾﺳﻬل ﻣﻬﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻣن ﺟﺎﻧب أﺧر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن‬
‫ﺗؤدي دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻻدﺧﺎر اﻟﺟﺑري‬
‫‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أﺳﻌﺎر ﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو إﻋﻔﺎءات ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أو ذاك‪ ،‬ﻛﺎﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل و ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬واﻷﻣﻼك واﻷرﺑﺎح ‪ .‬إذ إن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻣن ﺗوﻓﯾر ﺟزء ﻣﻬم ﻣن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ ﻣن‬
‫أﺛر ﻓﻲ دﻓﻊ اﻷﻓراد إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣدﺧراﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﻠﻌب اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻧواﺣﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫دو ار ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺑﻔرض ﻗﯾود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ‬
‫إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺧﺻﯾص أو ﺣﺟز اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻬﻣﺔ ‪ ،‬أو ﺗوﺟﯾﻪ‬
‫اﻟﻌﻣل ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗﻌد اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﻬﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟواردات ﻟﻧوع‬

‫‪ -1‬ﻧﻘﺻد ﺑرأس اﻟﻣﺎل» ﺗﻠك اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎھم ﺑﻣرور اﻟزﻣن ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺗدﻓق ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل أﻧظر‪:‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺟﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،2003 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.216‬‬

‫‪20‬‬
‫ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ‪ .‬وﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ أو إﺣدى ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺣﺗﻛﺎر اﻻﺗﺟﺎر ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ذات‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬وﺗﺳﻬم ﻣن ﺧﻼل ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ‪. 2‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣدﺧرات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻣدﺧرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎص‬
‫واﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ 3‬وﻧوردﻫﺎ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫أ‪-‬ﻣدﺧرات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ‪:‬‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح وﺑﯾن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑر ﻣدﺧرات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣن أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﺄﺛر‬
‫ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو اﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣﺛل ﺣﺟم اﻟدﺧل واﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻧﺧﻔﺎﺿﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟدول ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن إرﺗﻔﺎع اﻟﻣﯾل اﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﻛوﯾن ﻓﺎﺋض ﻟﻼدﺧﺎر رﻏم‬
‫ﺣدوث زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن أن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ‪،‬‬
‫اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﻣدى إﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدﺧﺎرﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة أﻣوال ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أو ﻟﺑﻠوغ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻬﺎ أﺛر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻدﺧﺎر ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻷﺳرة اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟظروف اﻟواﺣدة ﺗﻔوق ﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳرة اﻟﺻﻐﯾرة وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻔﻲ ظل ﻛﺑر ﻋدد‬
‫أﻓراد اﻷﺳرة وﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻘل اﻻدﺧﺎر إن ﻟم ﯾﻧﻌدم‬
‫ﻟذا ﯾري ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻧﻬوض ﺑﻣدﺧراﺗﻬﺎ ﻟو أﺗﺑﻌت ﺳﯾﺎﺳﺔ رﺷﯾدة‬
‫ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم وأﻗﺎﻣت أوﻋﯾﺔ ادﺧﺎرﯾﺔ ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ‪.‬‬
‫إن ﻗﻠﺔ اﻹدﺧﺎر ﺗﺟﻌل اﻟﻣدﺧرون ﻏﯾر ﻣﺗﻣﻛﻧﯾن ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب إﻧﻌدام اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬
‫ﻓﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻹدﺧﺎر اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾس ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻌد ﻓﺟوة ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ‪.‬‬

‫ب‪-‬ﻣدﺧرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل ‪ :‬وﻫﻲ ﻧوﻋﺎن ‪:‬‬


‫ﻣدﺧرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺂت واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎدﺧﺎرﻩ ‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﻣدﺧرات ﻫذا اﻟﻘطﺎع أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ‪ ،‬وﯾﺗوﻗف ﺣﺟﻣﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺟد أن اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻷﺧرى ﺧﺎﺻﺔ اﻻﻗﺗراض ﻣن اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﺿﻌف اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻋدم وﺟودﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ‪،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﻌوﻗﺎت واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ - 3‬أ‪ /‬ﺑراھﻣﯾﺔ أﻣﺎل ‪ ،‬أ‪ /‬ﺳﻼﯾﻣﯾﺔ ظرﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ‪ :‬ﺗﻌزﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ھو اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ﯾوﻣﻲ ‪21‬و‪ 22‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2006‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻣﺧﺑر اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‬
‫ﺑﺳﻛرة ‪ ، 2006 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪ 6‬و ‪. 7‬‬

‫‪21‬‬
‫أﻣﺎ ﻣدﺧرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﻟﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﺑﻧﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ وﻟﻌدم ﻗدرة اﻷﻓراد وﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟطﻣوﺣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﻓﺷل اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻪ أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻌﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫ج‪-‬اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣواردﻫﺎ وﺿﺑط ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺎﺋض ﺗوﺟﻬﻪ إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ‬
‫أﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﺟز ﯾﺗم ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻣن ﻣدﺧرات اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى أو ﻋن‬
‫طرﯾق طﺑﻊ ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا اﻹﺟراء اﻷﺧﯾر ﯾؤدي ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول إﻟﻰ‬
‫ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ‪ ،‬ﻋدم ﻣﻘدرة أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻣﺣدودة ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ﻓﺿﻼ ﻋن أﺣﺟﺎم رؤوس‬
‫اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﻫروب اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﻋﺟز ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ذﻛرﻫﺎ ﻫﻧﺎك ﻣﺻﺎدر إدﺧﺎر إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺿراﺋب‬
‫واﻟﺗﺿﺧم ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن أداة ﻣﻬﻣﺔ ورﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬واﻹدﺧﺎر اﻹﺟﺑﺎري ذو اﻟﻣﺻدر اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻘدم ﻣﯾزﺗﯾن ‪ ،‬أﻧﻪ ﯾﻘدم‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗوظﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪. 4‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﯾول اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ وﻫو ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﺗﻣوﯾل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺷﻛل اﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد‬
‫إﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وزﯾﺎدة ﻋبء اﻟدﯾن اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺗزاﯾد ﺣﺟم إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري‬
‫ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧططﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ‬
‫ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻸزﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻛذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺎرك ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻌﺎﻣل ﺗوﺟﯾﻪ‬
‫ﻟﻺدﺧﺎر واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.5‬‬
‫أﻣﺎ اﻹدﺧﺎر ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺿﺧم واﻟذي ﯾﻣﺛل أﺣد أﺷﻛﺎل اﻹدﺧﺎر ﻣن أﺻل ﻧﻘدي ‪ ،‬وﯾﻧﺷﺄ ذﻟك‬
‫اﻟﺗﺿﺧم ﻋن طرﯾق ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻹﺻدار اﻟﺟدﯾد ﺣﯾث ﺗﻌﻣد اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﺗوﺟﻪ‬
‫ﻧﺣو اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ دون أن ﯾﻛون ﻟﻬذﻩ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣﻘﺎﺑل ﻣوﺟود ﻓﻲ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت وﺳﺑﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻫو إﻧﻔﺎق ﻗوة ﺷراﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻘﺗرﺿﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻬﺎز‬
‫اﻟﻣﺻرﻓﻲ وذﻟك ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز ﺗﺳﺗﺣدﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ زﯾﺎدة‬
‫ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺋﺗﻣﺎن ﺑﻣﻌدل أﻋﻠﻰ ﻣن إرﺗﻔﺎع اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺎﻟﺗﺿﺧم ﯾﻌد ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣراﺣﻠﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻟو‬

‫‪ - 4‬ﻣﻨﻰ ﻣﺤﻤﻮد إدﻟﺒﻲ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 21‬‬


‫‪ 5‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 22‬‬

‫‪22‬‬
‫ﺗﻣت ﺑﺳرﻋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﺟز اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ ﯾﻠزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫‪6‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﺿﺧم ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر‬ ‫‪ ،‬ﻓﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي‬
‫ﻣزدوج ﻋﻠﻰ اﻹدﺧﺎر واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻬو ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﻌف اﻹدﺧﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﺋﺔ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول‬
‫اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﻣﺣددة ﺣﯾث ﺗﻧﺧﻔض دﺧوﻟﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺟراء اﻟﺗﺿﺧم ‪ ،‬اﻣﺎ اﻟذﯾن اﻋﯾد ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‬
‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻬم ﻓﯾزﯾد إﺳﺗﻬﻼﻛﻬم ‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣن ﯾﻣﯾل ﻣﻧﻬم ﻟﻺﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗرﻓﻲ ‪ ،‬وﻛذﻟك ﯾوﺟﻬون‬
‫ﻣدﺧراﺗﻬم ﻧﺣو اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣرﺑﺣﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟﻸﺳف ﻏﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻛﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ‪.‬‬
‫ﻧﻛون ﺑﻬذا ﻗد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟﻣﺣﻠﻲ ‪ ،‬وﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺛر ﻛل أداة ﻣن‬
‫أدوات ﻫذا اﻟﺗﻣوﯾل ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ٕ ،‬واﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ اﻟﻌﻘﺑﺎت واﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻛل أداة‬
‫ﻟﻧﺳطﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﻧﻧﺗﻘل اﻻن ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﺳﺎﺋل‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل ﻏﯾر اﻟوطﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟوﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫إذا ﻛﺎن اﻷﺻل أن ﯾﻘوم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺷطر اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻣدﺧرات اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣدﺧرات ﻗد ﺗﻛون ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﻣﻧﺎص ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺗﻼﻓﻲ ﺿﻌف اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ‪ .‬إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾرﺗب‬
‫ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ‪ ،‬ﺑل إن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫رأس اﻟﻣﺎل اﻟواﻓد ﻗد ﯾﺻﺑﺢ ﺿرورة ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ إذا ﻛﺎن اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺿﺋﯾﻼ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﺂﻟﺔ‬
‫اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ أﺳﺎﺳﺎ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾﺳﺎﻋد اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘطﺑﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ‪ ،‬إذ ﯾﻣﻛن ﺑوﺳﺎطﺗﻪ‬
‫اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻣدة أطول وﺑﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺗﻠك اﻟﺑراﻣﺞ ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑرأس ﻣﺎل‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺗؤدي ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ .‬ذﻟك أن‬
‫اﻋﺗﻣﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣواردﻫﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗدﻫور ﻗﯾﻣﺔ ﻋﻣﻠﺗﻬﺎ‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ وارداﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ وﻗﯾﻣﺔ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ ‪ .‬ﻓﯾزداد‬
‫اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺻرف ﻋن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ‬
‫اﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺟذب رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻗد ﯾوﻓر‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘطﺑﺔ ﻟﻪ ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ‪. 7‬‬
‫وﯾﺗﻣﺛل اﻟﺗﻣوﯾل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ‪:8‬‬

‫‪ - 6‬ﻣﻨﻰ ﻣﺤﻤﻮد إدﻟﺒﻲ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 23‬‬

‫‪ - 7‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 89‬‬


‫‪ - 8‬ﺑراھﻣﯾﺔ أﻣﺎل ‪ ،‬أ‪ /‬ﺳﻼﯾﻣﯾﺔ ظرﯾﻔﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪ 7‬و ‪. 8‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻧﺢ واﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﻘروض ﻣن اﻟدول واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن اﻷﻓراد واﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫أ‪ -‬اﻟﻣﻧﺢ واﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧﺢ واﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟدﺧل‬
‫اﻟﻣﻧﺧﻔض ‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻗدر ﻣن ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻐذاء واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ واﻟﻣواﺻﻼت واﻟﻛﻬرﺑﺎء وﻏﯾرﻫﺎ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺣﺳن ﻣن اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬﺎ‬
‫ﻧظ ار ﻟﺻﻐر ﺣﺟﻣﻬﺎ ﻓﺿﻼ ﻋن اﻧﺗﺷﺎر ﺷﻛل اﻟﻣﻌوﻧﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ ﻟم ﯾﻌد ﯾﻠﻌب ﻫذا اﻟﻧوع‬
‫ﻣن اﻟﻣﻌوﻧﺎت واﻟﻣﺳﺎﻋدات دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑل وﻗل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻪ واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋدا اﻟﺷدﯾدة اﻟﻔﻘر‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﻘروض ﻣن اﻟدول واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ :‬ﻟﻌب ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض دو ار ﻣﻬﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻﻧﺗﺷﺎر ﻣوﺟﺔ اﻟﻌداء ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺧروج ﻫذﻩ اﻟدول‬
‫ﺣدﯾﺛﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻗﺎدﻫﺎ ﻟﻠوﻗوع ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺗﺑﺎع ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻛﯾف اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﻟذﯾن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ اﻟﺑﻧك وﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﯾﯾن ‪.‬‬
‫ج‪-‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻧظ ار ﻟﻘﺻور اﻟﻣوارد اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑداﺧل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺑق‬
‫أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳوى ﻫذا اﻟﻣورد اﻟذي أﺿﺣﻰ ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻧﻘﺳم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ‪:‬‬

‫‪-1‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪:‬‬


‫وﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻔظﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل أﺳﻬم وﺳﻧدات اﻟﺷرﻛﺎت ﺧﺎرج اﻟﺣدود‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻻ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻹدارة ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗراءى ﻟﻧﺎ ﻣﺣدودﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻻﻓﺗﻘﺎرﻫﺎ ﻟﺳوق ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺗطور ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪:‬‬
‫ﻫو اﻟذي ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﻣطﻠق ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن طرف اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﻬو ﻣوﺟودات اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻻ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﯾﻠﺗزﻣون ﻋﺎدة ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى‬
‫اﻟطوﯾل ‪ ،‬وﻣﻊ أﻧﻪ ﯾﻛون ﻋﺎدة أﻗل ﺗﻘﻠﺑﺎ ﻣن اﻟدﯾون واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬

‫‪24‬‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﺳﺗﻘ اررﻩ أﻣ ار ﻣﺳﻠﻣﺎ ﺑﻪ ﻧظ ار ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء‬
‫ﯾﻌﺗﻣدان ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎر إﯾﺟﺎﺑﻲ ‪.‬‬
‫ﻟذا ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺣﻛﻣﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﻧﺷرح ﻣﻔﻬوم‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺗﻔﺻﯾل ﻷﻧﻪ ﯾﻌد أﺣد ﻣﺣﺎور ﺑﺣﺛﻧﺎ ‪.‬‬
‫إﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟرﻛﺎﺋز اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻻﺑد ﻟﻧﺎ ﻣن‬
‫إﺳﺗﻌراض دور اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗطور ﻫذا اﻟدور وﻓق اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻗوة ﺗوﺟﯾﻬﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣددﻩ ظروف ﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدﻩ ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫دور اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫إن اﻟﺳﻠطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ‪،‬ﻗد ﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻟدور‬
‫اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء‬
‫واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة وﻟﻠدور اﻟﻣﺳﯾطر ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ إدارة ﺷؤون‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬وﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟداﺧﻠﻲ )اﻟوطﻧﻲ‬
‫( ٕواﻓ ارزات اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛل ﻫذا ﯾﺗطﻠب ﺗﻛﯾﯾف ﻟﻠدور اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺣدﯾد دورﻫﺎ ﻓﻲ ظل اﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﺳوق واﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻛﻣﺎ إن ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﺑﻧك‬
‫اﻟدوﻟﻲ وﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ 9‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻟدول‬
‫اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺑﯾﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫دور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫ﻣن ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺢ أو ﻗروض ﺑﻔواﺋد ﻣﺧﻔﺿﺔ وﻓﺗرات ﺳﻣﺎح طوﯾﻠﺔ وﻛذﻟك ﺑﺂﺟﺎل إﯾﻔﺎء طوﯾﻠﺔ‬
‫وﯾﺗﺿﺢ اﻟدور اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺧﻼل أﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻟذي ﻟﻌﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد ﻋﻘدي اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت‬
‫واﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أظﻬرت اﻟﺗطورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ دور ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ‬
‫ﻣﺳﺎﻧدة اﻟدول ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﺑﻌد اﻟﺧﻠل اﻟذي أﺻﺎب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺗﺧطﯾط؛ واﻟواﻗﻊ أن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌﺑت دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﻬﺎت‬
‫ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻧد ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدات ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺗرﺑط ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣﻌوﻧﺎت ٕواﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬إن "اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ واﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﻣﻣﻧوح‬
‫ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻗد ﺳﻣﺣت ﻟﺣﻛوﻣﺎت "اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث" ﺑﺎن ﺗﺗﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﻧﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟدى اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟدى اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﯾظﻬر ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻘب دورﺗﻬﺎ اﻟﺣﺎدﯾﺔ واﻷرﺑﻌﯾن ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر‪ ،1986‬اﻟذي ﯾوﺿﺢ أن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣق ﻫﻲ‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن‬
‫ﺑﺄﺳرﻫم واﻷﻓراد ﺟﻣﯾﻌﻬم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم اﻟﻧﺷطﺔ واﻟﺣرة واﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻌﺎدل‬
‫ﻟﻠﻔواﺋد اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ـ ‪ Comité d’Aide au Développement‬وھﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ‬ ‫‪9‬‬

‫ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟدول اﻟﻐﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺳب ﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻣن ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ اﻟوطﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أي أن ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﯾﺗﺟﺳد ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد‬
‫ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ﺗﻛوﯾن اﻟﻘدرات اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛل ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬وﺗطوﯾر اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻣﻬﺎرات‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﺷر ﻟﺗﻠك اﻟﻘدرات ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬أو ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬أوﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وأن ﯾﺣﻘق اﻟﺑﺷر ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟرﻓﺎﻩ‪ ،‬ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺿﻣون ﻣﺎ ﺳﺑق‪.‬‬
‫ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر‪1986‬أﺻدرت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة " إﻋﻼن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ"‪ ،‬ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ ‪ 146‬ﺻوﺗﺎً‬
‫وﻋﺎرﺿﺗﻪ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬وﯾﻔﻬم ﻣن "اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ"‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ذات أﺑﻌﺎد‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺣﺳن اﻟﻣﺗواﺻل ﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ﻛل اﻟﺳﻛﺎن‬
‫وﻛل اﻷﻓراد‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،10‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن‬
‫اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗرى أن ﻟﻠدوﻟﺔ دو ار ﺣﺎﺳﻣﺎ وﻓﺎﻋﻼ ﯾﺟب أن ﺗﻘوم ﺑﻪ‪ ،‬ذﻟك أن ﻣﺑﺎدرات اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺷراﻛﺎت ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫وﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﺿﻣﺎن ﺗواﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ٕوادارﺗﻬﺎ ﺑﻛﻔﺎءة‪ ،‬وﺣﯾث أن اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ﯾﺷﻛل أوﻟوﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﻟﺟﻬود اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗؤﻛد اﻟدور اﻟﻣﺣوري ﻟﻠدول ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ‪ ،11‬إذ أن اﻷﻓراد ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻘط‪.‬‬
‫ﻛذﻟك ﯾﺗﺄﻛد دور اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻧظر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﻌﺗﺑر)ﺣﻘﺎً( ﻣن‬
‫ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻟﯾﺳت ﻣﺟرد )طﻠب( ﯾطﺎﻟب ﺑﻪ اﻷﻓراد ﻗد ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺎت أو ﻻ ﺗﺳﺗﺟﯾب‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ )اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ( ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ أن ﻫذﻩ اﻟدول أﺻﺑﺣت‬
‫ﻣﺳؤوﻟﺔ أﻣﺎم ﺷﻌوﺑﻬﺎ ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﻪ ذﻟك ﻣن أﺑﻌﺎد اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻓﺎن اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ أن ﻫذﻩ اﻟدول‬
‫أﺻﺑﺣت ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ‬
‫إن "اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ" ﻫو اﻻﺳم اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﺳﺗﺧدم ﻟوﺻف اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر‬
‫)‪ ،12(BIRD‬ووﻛﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ )‪ ،13(AID‬واﻟﻠﺗﺎن ﺗﺷﻛﻼن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل‬

‫‪ 10‬ـ إﻋﻼن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬إﺻدار اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬إدارة ﺷؤون اﻹﻋﻼم‪ ،‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1990‬‬
‫‪ 11‬ـ طﺎﻟﻊ ﺗﻘرﯾر اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ‪10‬ﺳﯾﺑﺗﻣﺑر‪ ،2002‬اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟدورة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺧﻣﺳون‪،‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم‪ ( A/57/1 )1‬ﻧﯾوﯾورك‪ ،2002‬اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺗﻌﺎون ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ ‪Banque Internationale pour la Reconstruction et le Développement‬‬
‫‪ 13‬ـ ‪ Association Internationale de Développement‬وﺗﻌﺗﺑر ذراع اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ اﻟذي أﻧﺷﺊ ﻓﻲ‪ ،1960‬ﻟﯾﺿطﻠﻊ‬
‫وﻣﻧﺢ‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﻣﺳﺎﻋدة أﺷد ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻘراً؛ وﺗﮭدف وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض أﻋداد اﻟﻔﻘراء‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم ﻗروض ﺑدون ﻓواﺋد‬

‫‪27‬‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ‪ ،14‬وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ أﺣد أﻛﺑر ﻣﺻﺎدر‬
‫أﺷد ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻘ اًر ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ّ‬
‫وﻟﻛن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗراض ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺗﺗﺄﺛر ﺑواﻗﻊ ﺳﯾطرة‬
‫اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﻰ أﻛﺛر اﻷﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻧك ووﻛﺎﻻﺗﻪ‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗطور رؤﯾﺔ اﻟﺑﻧك ﻟﻠﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻹطﺎر‪ ،‬اﻟذي أوﺿﺢ اﻟﺑﻧك ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻪ‪،‬‬
‫وﯾﻌﻣل ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻧﺎﻫﺎ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺗزاﯾد ﻋدد اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد ﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ؛ إن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻹطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣل اﻟذي ﯾﻌﺗﻣدﻩ‬
‫اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:15‬‬
‫ـ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺑﻠد ﻟﻺطﺎر‪ ،‬أي اﻋﺗﻣﺎد اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ داﺧل ﻛل ﺑﻠد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄوﻟوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ـ رؤﯾﺔ واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﻪ ﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد‪.‬‬
‫ـ ﺷراﻛﺔ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺣﺗﻰ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت ﯾرى أن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل اﻟزﯾﺎدة اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬أو ﻣﻌدل ﻧﻣو‬
‫ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل أو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ؛ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻﺣظ أن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺟﻬودﻩ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ ذوي اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط أو اﻟﻣرﺗﻔﻊ‪ ،‬وأﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻔﻘراء‪ ،‬ﻓﻛﺎن‬
‫أن ﺗﺣول ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺑﻣوﺟب إﻋﻼﻧﻪ ﺿﻣن ﺗﻘرﯾرﻩ‬
‫ﻋن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳﻧﺔ‪ 1991‬ﻣن أن اﻟﺗﺣدي أﻣﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫو ﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم‬
‫ﺟﯾدا وﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن‬‫وﺗﻌﻠﯾﻣﺎ ً‬
‫ً‬ ‫اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة‪ ،‬وأن أﻓﺿل ﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺗﺗطﻠب دﺧوﻻً ﻋﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻓﻘر أﻗل‪ ،‬وﺑﯾﺋﺔ ﻧظﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻋداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرص‪ ،‬وﺣرﯾﺔ أﻛﺛر ﻟﻸﻓراد وﺣﯾﺎة ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻐذﯾﺔ واﻟﺻﺣﺔ ًا‬
‫ﻏﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﺷك ﻓﻲ أن ﻫذﻩ ِ‬
‫اﻟرؤﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺗﻐﯾرات ﻟﯾﺳت ﻣﺎدﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻣﺛل ﺗﺣوﻻ ﺑﺎر از ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻛﻣﻔﻬوم وﻣﻣﺎرﺳﺔ‪ ،‬ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻠدان‬
‫اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧت ﻣن اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت واﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣوي اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺧﻼل ﻋﻘود‬
‫اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت واﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ‪.‬‬

‫ﻟﺑراﻣﺞ ﺗﺳﺗﮭدف ﺗﻌزﯾز اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺗﺧﻔﯾف ﺣدة اﻟﺗﻔﺎوت وﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة‪ ،‬وﺗﺣﺳﯾن اﻷﺣوال اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﺷﻌوب اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ؛‬
‫ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺈﻗراض اﻷﻣوال ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾُﻌرف ﺑـ )اﻻﻋﺗﻣﺎدات ﺑﺷروط ﻣﯾﺳرة(‪ .‬وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻋﺗﻣﺎدات وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ُﺗﻘدم‬
‫ﺑدون ﻓواﺋد‪ ،‬وﺗﻣﺗد ﻓﺗرة اﻟﺳداد إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 35‬إﻟﻰ ‪ 40‬ﺳﻧﺔ ﺗﺷﻣل ﻓﺗرة ﺳﻣﺎح ﻣدﺗﮭﺎ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ ﯾﺟب أن ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﯾس "ﺑﻧﻛﺎً" ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺑل ھو أﺣد اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬وھو ﻣﻛون ﻣن‬
‫‪ 184‬ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﺑﺻورة ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻرف أﻣواﻟﮭﺎ‪ .‬و ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ‬
‫ﺗﺗﺷﻛل ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻧظﻣﺎت أﺧرى ھﻲ‪ :‬ـ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻋن طرﯾق ﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺑﻠدان واﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧطورة‪ ،‬ـ وﻛﺎﻟﺔ ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫وﺗﻘدم ﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺿد اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﺿﻣﺎﻧﺎت( ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان "اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ" )اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف( وﻟﻠﻣﻘرﺿﯾن ﻟﮭﺎ‪ .‬ـ‬
‫اﻟﻣرﻛز اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب واﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺳﺗﺿﯾﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣول ھذه اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺗﺻﻔﺢ اﻟﻣوﻗﻊ‪http://site resources.Worldbank.org/styles/wbi :‬‬

‫‪28‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد ﺗﺣوﻟت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم أوﺳﻊ ﻟﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻣن ﻣﺳﺗوى دﺧل وﺗﻌﻠﯾم وﺻﺣﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى ﻫﺎﻣﺔ وﻣرﺗﺑطﺔ‬
‫ﺑﺗﻠك‪ ،‬ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻔرص واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺣدد‬
‫اﻟﻬدف اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﺣﺗرام اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻛل اﻷﻓراد‪ ،‬دون ﺗﻔرﻗﺔ‬
‫ﺑﺳﺑب اﻟﺟﻧس أو اﻟدﯾن‪ ،‬وﻻ ﺷك ﻓﻲ أن ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷدﻫﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‬
‫ﻣﻧذ أواﺋل ﻋﻘد اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت وﺣﺗﻰ اﻟوﻗت اﻟراﻫن‪.‬‬
‫ورﻏم أن اﻟﺑﻧك ﯾﺳﺗﺧدم اﻟدﺧل ﻛﻣؤﺷر ﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟدول إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ‬
‫ﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻏﯾر ﻣﻌﺑر ﻋن ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺳم ﻛﺑﯾر‬
‫ﻣن اﻟﻔﻘراء‪ ،‬وأن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻣو اﻟدﺧل‪ ،‬ﻗد ﻻ ﺗﻌﻛس اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻏذاء وﺗﻌﻠﯾم ورﻋﺎﯾﺔ ﺻﺣﯾﺔ وﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻔرص واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪،‬‬
‫وﻫﻛذا ﯾﺗﺑﯾن وأن ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺿﺎﻣﯾن أﺧرى ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟدى ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‬
‫إن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺻﻧدوق ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة‬
‫وﻫو اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي ﯾﻌد ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ ﻣﻧﺳﺟﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﻧظور اﻗﺗﺻﺎد ﻟﯾﺑراﻟﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣوﯾل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺳوق؛ وﻫﻛذا ﺗﺻﺑﺢ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﺑﻧﻲ‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻟﻧﻣط ﻣرﺟﻌﻲ ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻻﻧدﻣﺎج اﻟﺗدرﯾﺟﻲ‬
‫ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺿﻣن إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾوﺣﻲ أن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺳوق ﺗﻘدم أﻓﺿل‬
‫ﻋﻼج ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺳوق ﻫو اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻛفء ﻟﻠﻣوارد وﻟﯾس‬
‫دور ﻓﻲ ﻫذا وﻟذﻟك ﺗﺑﻊ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﺗﯾﺎر ﯾﻧﺎدي ﺑﺗﻘﻠﯾص دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت ا‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.16‬‬
‫وﯾﻘﺳم اﻟﺻﻧدوق ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾرى ﻓﯾﻪ أﻧﻪ ﯾوﻓر ﻣؤﺷ ار ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻣو وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ‪ ،17‬اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎس ﺑدﺧل اﻟﻔرد‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم رﻏم ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻣﻧطق إﻻ أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾﻌﺑر ﺑدﻗﺔ ﻋن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺑﻠﻐﻬﺎ ﻣﺛﻼ ﺑﻠدان ﺗﺳﺎوت ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻌدﻻت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻸﻓراد‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟرﻓﺎﻩ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺑﻠدان‬

‫‪ 16‬ـ ﺳﻧﺷﯾر ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣوﻻت وأھﻣﯾﺔ ھذا اﻟدور ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﮭﺎم اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫"اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ" إﺑﺎن ظروف ھﻲ أﺣﺳن ﺣﺎﻻ ﻣن ظروف اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﯾوم‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ إذا ﻋرﻓﻧﺎ أن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ھﻲ أﺳرع ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻠﱢﺢ اﻟﺗﺳﺎؤل‬
‫ﻋن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻧﻣو ﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻘﻠص اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﻟﯾس ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟراھﻧﺔ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣﻧﻬﺎ اﻋﺗﺑﺎرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وأﺧرى اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑل‬
‫وﺣﺗﻰ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌد ﻓﻲ ذات أﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫رﻏم ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛم وﻟﻣدى اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﺳﺎد‪،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﻔق‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛم اﻟﺿﻌﯾف واﻟﻔﺳﺎد ﻻ ﯾﺳﺑﺑﺎن ﻓﻘط ﻓﻘدان اﻹﯾرادات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﯾﺳﺎﻫﻣﺎن ﻓﻲ ﺣدوث اﺧﺗﻼﻻت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻘﻠﻼن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺻﺣﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬ﺑل ﻛذﻟك ﯾﻌرﻗﻼن أﯾﺿﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻧﺟد أن‬
‫ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت ﺗﺣذر ﻣن أن ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﺳﻠﯾﺑﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ وداﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﻣو "إن اﻟﻔﺳﺎد اﻟذي ﯾﻧﺧر ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﻧظﺎم ﯾﻔﺳد اﻟﺣواﻓز وﯾﻘوض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﯾﻌﯾد ﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻟﺛروة واﻟﺳﻠطﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن‪ ،‬وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوض اﻟﻔﺳﺎد ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون‪،‬‬
‫وﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ" ‪.18‬‬
‫ٕواذا ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗطﺑﯾق ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ أن ﺗﺗﺧﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌد ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻌدم ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت‬
‫ﻣﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ورأس اﻟﻣﺎل اﻟﺑﺷري وﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻘر وﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﺟب أن ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻘراء‪ ،‬ذﻟك أن إﻣﻛﺎﻧﺎت ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدورﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد ﯾوﺟﻪ اﻧﺗﻘﺎدا ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪،‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﯾرى أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋدم اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﻋواﻣﻠﻪ‪.‬‬
‫إن اﻟﺗﺣوﻻت ﻟم ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ دور اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل أﻧﻪ ) ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾوﺿﺢ رورك ‪ Rourek‬و ﺑوﯾر ‪ Boyer‬ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣرﻣوﻗﺔ ﻟﻠدول ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ﺗواﺟﻪ‬
‫ﻣؤﺧ ار ﺗﺣدﯾﺎت ﻣن ﺟﺑﻬﺗﯾن‪ :‬إﺣداﻫﻣﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ـ وﻫﻲ ﻧزﻋﺔ ﺗﺧطﻲ اﻟﺣدود اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ أو‬
‫اﻟﻛوﻛﺑﯾﺔ ـ واﻷﺧرى داﺧﻠﯾﺔ ـ اﻟﺗﺟزؤ أو اﻟﺗﻔﺗت ـ(‪ .‬ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ اﻟﻣراﻛز اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺿﻐوطﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺄﻣﯾن ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺿﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﯾود واﻟﻌراﻗﯾل ﻟﻣﻧﻊ اﻧﺗﻘﺎل ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻣن‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق‬
‫ﻣﺣﻠﯾﺎ وﺧﺎرﺟﯾﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﺛﺑﯾت واﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ وﻗد أدى ﻛل ذﻟك إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺔ‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدة دول وﺣرﻣت اﻟﺷﻌوب ﻣن ﻣﻛﺎﺳب ﺗﺣﻘﻘت ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺳﻧوات‪.‬‬

‫ـ روﺑرت ﻛﻠﯾﺗﺟﺎرد ‪ Robert Klitgaard‬ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﮫ ﺣول "اﺳﺗﺋﺻﺎل ﺷﺄﻓﺔ اﻟﻔﺳﺎد" ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد‬ ‫‪18‬‬

‫اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ 2‬ﯾوﻧﯾﺔ‪ ،2000‬ص‪ .2‬ﯾذﻛر أن ﻛﻠﯾﺗﺟﺎرد ھو أﺳﺗﺎذ ﻣﺗﻣﯾز ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن وﻋﻣﯾد ﻣدرﺳﺔ راﻧد ﻟﻠﺧرﯾﺟﯾن‪ ،‬ﺳﺎﻧﺗﺎ‬

‫ﻣوﻧﯾﻛﺎ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ﺑﻌد ﺷرﺣﻧﺎ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺳﻧﻘوم ﺑﺷرح ﻓﻲ إطﺎر دراﺳﺗﻧﺎ‬
‫ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﻟﻘد ﺗطور دور ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ‪ ،‬ﺛم إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ‪ ،‬واﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻧظﺎم ﻛﺑﯾر ﯾﺗﻛون ﻣن ﺑﺷر وأﺟﻬزة وﻗواﻧﯾن وﻟواﺋﺢ ‪...‬إﻟﺦ وﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ‬
‫داﺋﻣﺔ ﻟﻘدر ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷﻣوال ﺗﺗواﻓر ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﺑدورﻫﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗﻘوم‬
‫ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ إﻧﻔﺎق ﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧظﺎم ﻣﺣﻛم ﯾﺗﺟﺳد ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻧظﺎم ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ‪ ،‬وﻣوازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ‪.19‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ‬
‫إﻧﻬﺎ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻧظﯾم ‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻓﺋﺎت أو اﻟطﺑﻘﺎت‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛوﻣﺔ ‪ ،‬وﻫو ﺗﻧظﯾم ظﻬر ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن‬
‫‪20‬‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﺗرﻛﯾب اﻟدوﻟﺔ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ‬
‫ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن ﻫذا اﻟدور ﻟﻠدوﻟﺔ ﻗد ﺗطور ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧد ﺗﺗﺑﻊ دور‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺳﺎد ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر واﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ ظل ﺳﯾﺎدة أﻓﻛﺎر‬
‫اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗرك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد دون ﺗدﺧل ﻣن‬
‫اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬أي أن اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﻓراد دون ﺗدﺧل ﻣن اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ظل ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣذﻫب‬
‫اﻟﺣر ﻫﻲ اﻟﻣﺳﯾر واﻟﻣﺣرك ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫو ﻣﺑدأ " اﻟﺣﯾﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ " أي ﺗﺣدﯾد اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻠوﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻷداء وظﯾﻔﺗﻬﺎ دون اﻟﺣﺻول أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ‪ ،‬أن ﻫدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻫو إﺣداث اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻘط وﺗرك اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل ﯾد‬
‫ﺧﻔﯾﺔ ﺗواﻓق ﺑﯾن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫‪21‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﻻ ﯾذﻛر‬

‫‪ -19‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 420‬‬


‫‪ - 20‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.420‬‬
‫‪ - 21‬ﻋﺑد اﻟﻣطب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 422 ، 421‬‬

‫‪31‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪:‬اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﺗﺿﺢ ﻣن اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﺿرورة اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﺣﺎرﺳﺔ واﻧﺗﺷر ﻣﻔﻬوم ﺑدﻻ ﻣﻧﻪ ﻫو اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن ﺳﺎدت اﻟﻌﺎﻟم اﻷزﻣﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑرى أو اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻋﺎم ‪ 1929‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ ) ‪ ، ( 1932 – 1929‬ﻓﻲ‬
‫ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑرزت ﻓﯾﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺿرورة ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣرك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي‬
‫ﻗد ﯾﺣدث ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺗم ﺗﺣرﯾك ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺿﺧﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻧﺷط اﻟدورة اﻟدﻣوﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﯾظل ﻓﺷل ﻣذﻫب ﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﻓراد ﻟﻠﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى رؤى ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫو اﻟﺗﺧﻠﻲ‬
‫ﻋن اﻟﺣﯾﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ ٕواﺣﻼﻟﻪ ﻣﺣﻠﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟذي ﯾﻘر ﺑﺿرورة ﺗﺣدﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﻣطﻠوب‬
‫أوﻻ واﻟذي ﯾﺣﻘق أﻫداف أﻛﺛر ﻣن اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻘط ‪ ،‬وﻻ ﻣﺎﻧﻊ أن ﯾﺗﺣدد إﻧﻔﺎق أﻛﺑر ﻣن اﻹﯾراد‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﺣدوث ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻛﻲ ﺗواﺟﻪ‬
‫ذﻟك أن ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ " اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز " أو ﺗﻘوم ﺑﺈﺻدار ﻧﻘود ﺟدﯾدة ‪،‬‬
‫أو اﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن ﻣﺎﻟﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أﻋﺑﺎء ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﯾرادات‬
‫أﻛﺑر ﻣن اﻟﻧﻔﺎق ‪.‬‬
‫إن ﻫدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻫو إﺣداث اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ وأﯾﺿﺎ إﺣداث اﻟﺗوازن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬واﻟﺗوازن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗدﺧل ﻹﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺳﺎد أو ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم‬
‫ٕواﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ‪ ،‬وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد زاد ﺑﺻورة ﻛﺑﯾرة‬
‫ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺣت ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ذات وزن ﻛﺑﯾر ‪. 22‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪:‬اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻣﻊ ازدﯾﺎد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻟﺑﻠﺷﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ، 1917‬وازدﻫﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ واﻟﻧزﻋﺎت ﻧﺣو اﻟﺗﺄﻣﯾم وﻏﯾرﻫﺎ ‪،‬‬
‫ﺑدأ ﯾﻧﺗﺷر ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ أو اﻟدوﻟﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛﺗف ﺑوﺟود دور اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺣد‬
‫ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻘط ‪ ،‬ﺑل ﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻟوﺳﺎﺋل‬
‫اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬وأﺻﺑﺣت اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ اﻷﻓراد ﺑدرﺟﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب درﺟﺔ اﻻﻗﺗراب‬
‫إﻟﻰ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ اﻟﻧﻣوذج ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﯾﻘﺗرب ﻣن ﺳﯾطرة ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج واﺧﺗﻔﻰ ﺗﻘرﯾﺑﺎ دور اﻷﻓراد ﻣن ﺳﯾطرة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻣﺗﻼك وﺳﺎﺋل‬

‫‪ - 22‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 423 – 421‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫو اﻟرﺑط اﻟﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﺧطﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺷﺎﻣل ‪ ،‬وأﺻﺑﺢ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺟ أز ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻧﺷﺎطﻬﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎط ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺗﺧطﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ وﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ٕواﻋﺎدة‬
‫ﺗوزﯾﻌﻪ وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻧﺣو ﻣﺧﺗﻠف اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﻪ إن ﻫدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻫو ﻣﺣﺎوﻟﺔ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﻋدد ﻣن اﻷﻫداف وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواﻓق ﺑﯾﻧﻬم وﻫﻲ ﻫدف إﺣداث اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻫدف إﺣداث‬
‫اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫدف إﺣداث اﻟﺗوازن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫدف إﺣداث اﻟﺗوازن اﻟﻌﺎم‬
‫وﯾﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن اﻟدوﻟﺔ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺎرس دو ار ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط ﻛﺎد أن ﯾﺻل إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ‪ % 100‬وﻫو‬
‫ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ذﻟك ﻟﻔﺷل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟدور ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫‪23‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣراﺟﻌﺔ ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ دول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ واﻹﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ اﻟﺳﺎﺑق وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗوﺳﻌت ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وظﻬور ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣول ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾﺻﯾﺔ أو اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﺷرت ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ 1979‬ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻋﻧد ﻣﺎ‬
‫طﺑﻘﺗﻬﺎ إﻧﺟﻠﺗ ار ﺛم ﺑدأ اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم وﯾﺑدو أن ﺗﻠك اﻟﻣراﺟﻌﺔ ﺳﺗﺳﻔر ﻋن‬
‫اﻧﺗﺷﺎر ﻣﻔﻬوم ﺟدﯾد ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻋﺻر ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة أﺣد اﻷدوار‬
‫اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻻن اﻟظروف اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺛل‬
‫‪24‬‬
‫ﺗﻠك اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم وﻟﻛل دوﻟﺔ ظروﻓﻬﺎ وأوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‬
‫ﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻹﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧظ ار ﻟﻧطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ واﺟﻪ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺻﻌوﺑﺎت ﺑﻌد اﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻌﺎم ‪ 1986‬اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ‬
‫ﻋن اﻹﻧﺧﻔﺎض اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن إﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎﺋدات‬
‫اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ وﺗزاﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔﺎﻗم أﻋﺑﺎء ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻟﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫ﺗﻧﻣوﯾﺔ وﻓﺗﺢ اﺳواﻗﻬﺎ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻣﺟﻣل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺣوﻻت‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ دور اﻟدوﻟﺔ ﻧﺑﯾن ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪:‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -23‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 424‬‬


‫‪ - 24‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 425‬‬

‫‪33‬‬
‫ﺗﻣﺛل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطور اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﺗﺢ أﻓﺎق ﻟﻠﻧﻣو واﻻﻧدﻣﺎج‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻧظﺎم دوﻟﻲ ﺟدﯾد ﻧﺣو ﺗوﺣﯾد ﻗواﻋدﻩ وﻗﯾﻣﻪ وأﻫداﻓﻪ ‪،‬إن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺣﻣل‬
‫ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﻗﺻﺎء ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪،‬وﺗﺣوﯾﻼ ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺛروة ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ دول اﻟﻣرﻛز ‪،‬‬
‫ﻓﺑدﻻ ﻣن ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﺈن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﺳم أﺳواﻗﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺗدﻓﻘﺎت ﻣن أﺟل دﻋم ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدول ﻓﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺟﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪.25‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪،‬وﺗﻘدﯾم وﺻﻔﺎت ﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺑﻌض ﺑراﻣﺞ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪،‬ﻧظ ار ﻟﻠﺧوﺻﯾﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺗﺣدﯾﺎت وﺗوﻓر ﻟﻪ ﻓرص ‪،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن أﺳواق ﺗﻌﻣل‬
‫ﺑدون ﻗﯾود وﺣدود ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﻘﻠص دور اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺿﻐوطﺎت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺿﻌف اﻟﻘﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﯾؤدى إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺎت ﻟﻼﻧدﻣﺎج ﻓﻲ‬
‫ﻣﺳﺎر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬ﻟﺗﻘﻠص اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺿﻌف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪ ،‬وﺿﻌف‬
‫ﺑﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ‬ ‫اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ‪،‬ﺣﯾث أن اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﯾﺑﻘﻲ ﻣرﺗﺑط‬
‫وﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ‪،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎطر ‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌدة ﺷروط ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾﺻﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬دور اﻟدوﻟﺔ وﺗﺄﺛرﻩ ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫إن اﻟﺳﻠطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ‪،‬ﻗد ﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻟدور‬
‫اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء‬
‫واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة وﻟﻠدور اﻟﻣﺳﯾطر ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻓﻲ إدارة ﺷؤون‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬وﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوي اﻟداﺧﻠﻲ )اﻟوطﻧﻲ‬
‫( ٕواﻓ ارزات اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛل ﻫذا ﯾﺗطﻠب ﺗﻛﯾﯾف ﻟﻠدور اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺣدﯾد دورﻫﺎ ﻓﻲ ظل اﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﺳوق واﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣدﯾث ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ - 25‬ﻋﯿﺴﻰ ﻣﺮازﻗﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬أطﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة دﻛﺘﻮراه اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺴﻢ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺎج ﻟﺨﻀﺮ ﺑﺎﺗﻨﺔ ‪ ، 2007/2006 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 179‬‬

‫‪34‬‬
‫إن اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻷي دوﻟﺔ ﯾﺗﺣدد ﺑﻣدي ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟذا ﻧﺟد اﻟﺗﯾﺎر اﻟذي‬
‫ﯾدﻋو ﻟﺗدﺧل أﻛﺛر ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﯾﺳﺗﻣد أﻓﻛﺎرﻩ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ‪،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﻓﻬو ﯾﺿﻊ ﻧﻣوذج ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪،‬ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺎت ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت وﻓروع اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل اﺣﺗﻛﺎرﻫﺎ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫إن أﻓﻛﺎر ﻫذا اﻟﺗﯾﺎر ﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺑروز ﺗﯾﺎر ﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻣﻲ ﺑﺗﯾﺎر اﻟﻌﺎﻟم‬
‫اﻟﺛﺎﻟث‪ ،‬اﻟذي رﻛز أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ ودور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬وطﺎﻟب ﺑﺗﻘﻠﯾص اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻣﻊ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻣؤﯾدو ﻫذا اﻟﺗﯾﺎر ﺑﺄن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ إﻧﺷﺎء ﺷﺑﻛﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬
‫وطﻧﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣواﺟز اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻧﺟد ﺗﯾﺎرﯾن‪ ،‬ﺗﯾﺎر ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺗدﺧل أﻛﺛر ﻟﻠدوﻟﺔ وﺗﯾﺎر ﯾدﻋو‬
‫إﻟﻰ ﺗدﺧل أﻗل‪.‬‬
‫ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﯾﺎر اﻟذي ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺗدﺧل أﻛﺛر ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟذي ﯾﺳﺗﻣد أﻓﻛﺎرﻩ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ ‪،‬اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗري ﺑﺄن اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻣواد اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ووﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﯾﺣدد ﻣﺳﺗوي اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺷﻐل ‪،‬ﻛﻣﺎ أن‬
‫اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳوق ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻫﻲ إﺣداث اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻫﻣﯾﺔ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬إن اﻟدوﻟﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗدﺧل ﻛﻣﻧظم ‪.‬‬
‫إن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﯾﻛون ﻣن أﺟل ﺑﻌث إﻧﻌﺎش اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ أي‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻧزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺣﻣﻲ ‪،‬ﻗد أﻋطت ﻧﺗﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ‪،‬إﻻ أﻧﻬﺎ‬
‫ظﻬرت إﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﺟد ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﺗﺻدﯾر ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ‪،‬ﻓﺈن وارداﺗﻬﺎ ﺗﺑﻘﻲ‬
‫أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﺑﻔﻌل ﺗدﻫور ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل ‪،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻷﻛﺛر ﺗﻘدﻣﺎ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر ﻣﻧﺗوج واﺣد وﻫو اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺄﺛر‬
‫ﺑﺎﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺑﺗﻘﻠﺑﺎت اﻷﺳﻌﺎر وﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪،‬ﯾﻌﺗﺑر‬
‫أﯾﺿﺎ ﻋﺎﺋق أﻣﺎم ﻣﺣﺎوﻻت ﺗطﺑﯾق ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﺑﺎدئ‪ ،‬اﻟﺗﻲ طﺑﻘت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪،‬وﻣﻌﺎودة اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷن أوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت‬
‫ﺳﺎﺋدة ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻘد ﺗﺟدد اﻟﻔﻛر اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺗﯾﺎراﺗﻪ ﻓﺑﻌد إﺧﻔﺎق اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﻛﻧزي ﻓﻲ إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﺳﺗﺟدة ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪،‬ظﻬرت ﺗﯾﺎرات اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺔ ٕواﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻘوى اﻟﺳوق ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻘﻠﯾص دور‬
‫اﻟدوﻟﺔ وﺗﺻﻔﯾﺔ ﻗطﺎﻋﻬﺎ اﻟﻌﺎم ‪ٕ ،‬واﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪،‬وأن ﺗﺣوﯾل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‬

‫‪35‬‬
‫‪26‬‬
‫‪".‬وﻟﻘد أﺻﺑﺣت ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻗطﺎع اﻟﺧﺎص ﻫو أﻗﺻر طرﯾق ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗوى اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب‬
‫اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل ‪،‬ﻛﻣﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺔ اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗوازﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪27‬‬
‫واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ "‬
‫إن ﻫذا اﻟﺗﯾﺎر اﻟذي ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺗدﺧل أﻗل ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬ﻗد ظﻬر ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت طﺎﻟب ﺑوﺿﻊ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻛﺛر ﺻراﻣﺔ ‪،‬ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻌﺟز اﻟﻌﻣوﻣﻲ وذﻟك ﯾﻛﺑﺢ ﻛل ﻣن‬
‫اﻹﺻدار اﻟﺗﻘدﻣﻲ ‪،‬وﻋدم اﻟﻠﺟؤ إﻟﻰ اﻟﻘروض وﺗﺟﻣد اﻷﺟور ﻣن أﺟل ﺗﺟﻧب اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺎﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫ﻋن زﯾﺎدة اﻟطﻠب ‪،‬وأن ﻧﻘص اﻟﺗﻣوﯾل ﯾﺟب أن ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻋن طرﯾق ﺳوق اﻟﻣﺎل ‪،‬وﻟﯾس ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻬدف ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﻫو إﻋطﺎء اﻟﺣرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ٕواﻟﻐﺎء ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل اﻻﺣﺗﻛﺎر وﯾدﻋم ﻣؤﯾدو ﻫذا‬
‫اﻟﺗﯾﺎر ﻓﻛرﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﺑﺄن ﻛل واﺣد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫‪،‬ﻣؤﺳﺳﺎت أو أﻓراد ‪،‬ﯾﻌرف ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ‪،‬‬
‫وأن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔردﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺳوق ﻣن‬
‫ﺧﻼل اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ‪.‬إن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﻫﻲ وﺣدﻫﺎ‬
‫ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬
‫وﯾرﻛز أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ أن اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺛﺎﻧوي ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣن أﺑرز ﻣؤﯾدي ﻫذا اﻟﺗﯾﺎر ﻓﯾردﻣﺎن ‪،‬اﻟذي أﻋطﻲ ﻧﻣوذج ﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﺳوق ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻣﯾل ﻧﺣو‬
‫اﻟﺗوازن اﻟﺗﺎم وﺗوﻓر ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻠﻪ ‪،‬وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد ﻣن طرف‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ‪،‬ﻣدﻋﻣﺎ أﻓﻛﺎرﻩ ﺳوء اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻟﻠﻣﻬﺎم اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻛﺈدارﺗﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﺑرﯾد واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣؤﻣﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ‪،‬واﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺿﺋﯾﻠﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ دول‬
‫اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﺟراء ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬واﻟﻰ ﻓﺷل‬
‫‪28‬‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد "‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪،‬ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﻻ ﺗﺗدﺧل ﺑوﺿﻌﻬﺎ اﻟﺣواﺟز ﺑﻣﺧﺗﻠف‬
‫أﻧواﻋﻬﺎ ‪،‬ﺑل ﯾﺟب أن ﺗﺗﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬وأن ﺗﺗرك ﻗوى اﻟﺳوق ﺗؤدي دورﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪ - 26‬ﻋﯿﺴﻰ ﻣﺮازﻗﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 190‬‬


‫‪- 27‬ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﻟﺤﻲ ‪ ،‬اﻷﺛﺎر اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻹﻧﻀﻤﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ودور اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄھﯿﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻷول ﺳﻨﺔ ‪ ، 2001 ، 2001‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 48‬‬
‫‪ - 28‬ﺣﺴﯿﻦ ﺣﺠﺎج ‪ ،‬اﻷﺳﻮاق أم اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻹﺧﺘﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺜﺎﻟﯿﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺘﯿﺴﯿﺮ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪ ، 1996 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 17‬‬

‫‪36‬‬
‫إن ﻣﺑدأ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪،‬اﻟذي ﯾدﻋم ﺣرﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻓراد ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟداﺧل‪ ،‬ﻫو‬
‫ﺻﺎﻟﺢ أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول ‪،‬ﻣن ﺧﻼل ﺣرﯾﺔ ﻣرور اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻣﺎﺑﯾن ﺣدودﻫﺎ ‪،‬أي اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺣر‬
‫ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺣرﯾﺔ ﺣرﻛﺔ اﻷﺷﺧﺎص ‪،‬ﻟﻬذا ﻓﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺣﺑذة ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻣزاﯾﺎ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ رﻏم أﻧﻪ ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ أﻗل ‪،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾدﻋم ﻓﻛرة ﻋدم‬
‫ﻗدرة اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗوازن اﻟﻣطﻠوب أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺟزاﺋر ‪،‬ﻓﺈن إﺧﻔﺎق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل اﻟﺗﺧطﯾط ‪،‬ﺣﯾث ﺳﺟل ﻋﺟز ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺧططﺎت ‪،‬أو‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫أو ﺗﻠك اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻣن أﺟل ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‬
‫وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﺟﻬوي وﺧﻠق اﻟﺛروة واﻟﺗراﻛم اﻟﻼزﻣﯾن ﻟﻺﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻧﻣو‪،‬ﻗد‬
‫ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺎت إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ‪،‬ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬إﻋﺎدة‬
‫اﻟﻧظر ﻓﻲ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬وأن ﯾﻛون دورﻫﺎ اﻟﺟدﯾد ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﺗطﻠﺑﺎت‬
‫اﻗﺗﺻﺎد ﻟﻌﻣل وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳوق ‪.29‬‬
‫رﺑﻌﺎ ‪ :‬دور اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﻧظم و ﻣﻧﺷط ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬
‫إن اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺧﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺑﺳط ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟوطﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻛل ﻗطﺎع أو ﻓرع وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﺧطﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن دور اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗﺿﺎءل ﻋﻧد اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺗﻐﯾر ﻷن ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺗرك اﻷﻣور ﺑدون ﺗﺄطﯾر ﯾﺳﻣﺢ ﺑوﺿﻊ‬
‫اﻟﺿواﺑط و اﻟﻘﯾود اﻟﺿرورﯾﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ‪ ،‬ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن وﺿﻊ اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺧﺗﻠف‬
‫اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻻ‬
‫ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺿﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ‪.‬‬
‫إن اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق إذا ﻛﺎن ﯾﻌﻧﻲ ﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﻻﺑد أن ﯾﻛون‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺣددة‪ ،‬ﻟذا ﻓﺎﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﺿﻌﺎف دور اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬ﺑل ﻻ ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟﺢ إﻻ ﺑوﺟود دوﻟﺔ ﻗوﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﻌﻣل‬
‫ﺑﻛل ﻣﺎ ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺧروج ﻋن ﻫذا اﻹطﺎر ﻓﻬﻲ ﺑﻬذا ﺗﻌﻣل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺷروط و اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﺧواص اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ أي أن ﻧﺷﺎطﻬم ﻟﯾس‬

‫‪ - 29‬ﻋﯿﺴﻰ ﻣﺮازﻗﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 194‬‬

‫‪37‬‬
‫ﻣطﻠﻘﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻘواﻧﯾن وﻗواﻋد ﻣﺣددة‪ ،‬وﯾﺗﺟﻪ دورﻫﺎ أﻛﺛر إﻟﻰ اﻹﺷراف و اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن‬
‫ﻣن أﺟل اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻧﺷطﺗﻬم‪.‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﻣل ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﻧﺳق‬
‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑوﺿﻊ وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧظﯾم و اﻟﺿﺑط و اﻟﻣراﻗﺑﺔ و اﻹﻋﻼم اﻟﺿرورﯾﺔ‬
‫ﻷداء ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ‪ ،‬إن ﻫذا اﻟدور ﻗد ﺗزاﯾدت أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪،‬و ذﻟك ﺑوﺿﻊ‬
‫اﻟﻘواﻋد و اﻟﻣواﺻﻔﺎت و ﺷروط ﻣﺑﺎﺷرة اﻷﻧﺷطﺔ و اﻟﻣﻬن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺳﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ‬
‫ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗطورات ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳواق ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن إﯾﺟﺎد اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻹﺧﺗﻼﻻت‬
‫ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫إن أﻫﻣﯾﺔ وﺿﻊ ﻧظﺎم اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺗطور ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺧﺗﻠف ﻫﯾﺎﻛل اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬ﯾﻌﺗﺑر‬
‫أﻣر ﺿروري ووﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣن ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣراﻗﺑﺔ ﺗطور‬
‫اﻟﻣؤﺷرات و اﻷﺳواق ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺳواء اﻟوطﻧﯾﯾن أو‬
‫اﻷﺟﺎﻧب ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻧظﺎم اﻹﻋﻼم ﻣن إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت و ﻣؤﺷرات‪.‬‬
‫إن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺣﺗﻰ و إن ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣﺛل اﻟدﯾوان‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎرك ‪ ،‬اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬إدارة اﻟﺿراﺋب اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎن‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﻣراﻛز اﻟﺑﺣث و اﻟﺗوﺛﯾق‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﻟﺗﺟﻣﯾﻊ و ﺗﺣﻠﯾل‬
‫اﻟﻣﻌطﯾﺎت ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺑر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت‬
‫اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ و اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻘﻧﻲ ﯾﻌود ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻏﻠﻰ ﻏﯾﺎب ﻣﻌﺎﻫد ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻬﺎ و أن ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن‬ ‫إن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺟب‬
‫اﻹﻗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﺗﻧظﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﯾﻛون اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة و ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﺳوق‪ ،‬و أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻧظﯾم و ﺗﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﺎر اﻷﺳواق ‪،‬‬
‫ﻟﻛﻲ ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إن أداء دور اﻟﻣﻧﺷط ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻛون ﺑﻬﺎ ﻣوارد‬
‫ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ذﻟك ‪ ،‬ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗﺳﺧﯾر و‬
‫اﻟﺗﺄﻣﯾم ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ و ﻟﻛﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻣل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف‬
‫أﻧواﻋﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗطورت ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻣﻊ ﺗطور اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬و أﺻﺑﺣت ﻻ ﺗﻔرض إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ‪ ،‬و إن ﺗﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ اﻟﻛﻔﺎءات اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪.30‬‬

‫‪ - 30‬ﻋﯿﺴﻰ ﻣﺮازﻗﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 196‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻫذا اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻻﺑد ﻣن ﺗدﻋﯾﻣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪" ،‬ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن‬
‫ﺗﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﻟﻌب دورﻫﺎ ﻛﻣﻧﺷط و ذﻟك ﺑﺗوﺟﻪ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬
‫إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﯾد ﺗدﻋﯾﻣﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬ﺳواء‬
‫ﻧﺣو اﻟﻘطﺎﻋﺎت أو اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻧﺟد ﻫذا ﻓﻲ ﻛل ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣواﻓز ﻗد ﺗزﯾد ﻣن ﺗوﺳﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺧﻠق ﻓرص ﻋﻣل و زﯾﺎدة اﻟﻣداﺧﯾل" ‪.31‬‬
‫إﺳﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻣﻔردات اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ٕواﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫دورﻫﺎ وﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﻧﻬﺟﻬﺎ اﻟﻣﺗﺑﻊ وﻓق أوﻟوﯾﺎت ﺗﺣددﻫﺎ ﻛل دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣدا ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻘﺻد ﻛل دوﻟﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻼ ﺗزال اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ذﻟك اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ‬
‫إﻟﯾﻪ اﻟدول ﻗﺎطﺑﺔ ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻹﻋداد ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال‬
‫ﺗﺷﻛو ﻣن ﻗﺻور ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ‪ ،‬وﻣﺎزاﻟت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﻛﻼت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗدارﻛﻬﺎ ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻣﺟﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺣدﯾﺎت ﻋدﯾدة ﺗواﺟﻬﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﺑﺈﺳﺗﻌراﺿﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟرﻛﺎﺋز اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻧﺟد اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺑﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫﻧﺎ ﻫﻲ ﺟﻠب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪-‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻔﻬوم واﻟﺗطور اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪-‬وﺗﺣﻔﯾزﻩ واﻟﺗﺎﺛﯾر‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل دورﻫﺎ اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺳﺗﻌرﺿﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث وﺑﻬﺎ ﻧﻛون ﻗد وﺿﻌﻧﺎ اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺳﺗﻧد‬
‫إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻓﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث ‪ ،‬وﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣددﻧﺎ اﻟﻣﺿﻣﺎر‬
‫اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻧﺎول أدوات ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺟﻠب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻪ ‪.‬‬

‫‪ - 31‬ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺑﻮزاﯾﺪة ‪ ،‬اﻟﻤﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻜﻠﯿﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ ﺗﻘﯿﯿﻤﯿﺔ ‪ ،‬دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪،‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪. 24-21‬‬

‫‪39‬‬
40
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻣﺣدداﺗﻪ‬

‫ﻟﻘد إﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟواﻧب ﻓﻲ‬


‫ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺗﻬدف ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻣﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣﻧذ إﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻔﺗﺎح اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻗد إﻛﺗﺳﺑت ﺧﺑرة ﻻ‬
‫ﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺗﺷرﯾﻊ وﺗﻧظﯾم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﯾﺄﺧذ‬
‫أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻗﯾﻣﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻋﻧد ﻣﻧﺣﻪ اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻫو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎدرات أو ﻣواﻛﺑﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﻌدﻣﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬

‫‪41‬‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬ﻣن اﻟﻌﺎدة أن ﯾﺳﺗﻌرض اﻟﻣﻔﻬوم ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﻠﻐوي‬
‫و اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻓﻔﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﺗﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬و ﻫﻲ ﻣﺻدر إﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬أي وظف‬
‫ﻣﺎﻟﻪ ﻟزﯾﺎدة دﺧﻠﻪ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻷﻣوال ﻟﻠﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح‪ .‬ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺄن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺧﺻﯾص ﺑﻌض اﻟﻣوارد ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﻛﻠﻣﺔ إﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻧد اﻟﻣﻔﻛرﯾن واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ‪ ،‬ﻟذﻟك‬


‫ﻛﺛرت اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺑﺧﺻوﺻﻪ وﺗﻌددت ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻌدد اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺗرك ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﺻﻔﺎت واﻟﻣظﺎﻫر اﻟداﻟﺔ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﯾﻌرف اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ب ‪ " :‬اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻣﻧﻔﻌﺔ ﺣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن إﺷﺑﺎع إﺳﺗﻬﻼك ﺣﺎﻟﻲ ‪ ،‬وذﻟك ﺑﻘﺻد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺑﯾﺔ أﻛﺑر ﯾﻣﻛن‬
‫‪32‬‬
‫ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن إﺷﺑﺎع إﺳﺗﻬﻼك ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ "‬
‫ﻟذﻟك ﻓﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن اﻵن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﺎﺋد ﻣﺗوﻗﻊ ﺣدوﺛﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﺑذﻟك ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣﻣﺛﻼ ﺑﺛﻣن اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ واﻟﺣرﻣﺎن واﻹﻧﺗظﺎر طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﺗوظﯾف اﻟﻣﺎل ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﺎﺋد أو اﻟرﺑﺢ واﻟﻣﺎل ﻋﻣوﻣﺎ ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﺎدي ﻣﻠﻣوس أو ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺎدي ‪.33‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻹﺻطﻼح اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬
‫ﻫو ‪ " :‬ﺗوظﯾف اﻟﻧﻘود ﻷي أﺟل ﻓﻲ أي أﺻل أو ﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺷﺎرﻛﺎت‪ ،‬ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل أو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺳواء ﺑﺄرﺑﺎح دورﯾﺔ أو ﺑزﯾﺎدات ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣوال ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣدة‪،‬‬

‫‪ - 32‬ﺣرﺑوش ‪ ،‬ﺣﺳﻧﻲ وأرﺷﯾد ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻣوﯾل ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪ ،‬اﻹردن ‪،‬‬
‫‪ ، 1997‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 9‬‬
‫‪ -33‬طﺎھر ﺣﯾدر ﺣردان ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻹردن ‪ ، 1997 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 30‬‬

‫‪42‬‬
‫أو ﺑﻣﻧﺎﻓﻊ ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ "‪ ،34‬أو ﻫو‪ " :‬إﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻹدﺧﺎر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ‬
‫ﻋﻣل أو ﺗﻔﺎﻋل ﻣﻧﺗﺞ "‪.35‬‬
‫وﻋرف أﯾﺿﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟدي اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺄﻧﻪ ‪ " :‬ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل‪ٕ ،‬واﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑﻬدف‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘرﯾب أو اﻟﺑﻌﯾد ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻣل إﻧﺷﺎء ﻧﺷﺎط‬
‫إﻧﺗﺎﺟﻲ‪ ،‬أو ﺗوﺳﯾﻊ طﺎﻗﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ‪ ،‬أو ﺣﯾﺎزة ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو إﺻدار أﺳﻬم أو ﺷراﺋﻬﺎ ﻣن‬
‫‪36‬‬
‫‪ ،‬أو أﻧﻪ ‪ " :‬ﻛل إﻧﻔﺎق – ﻋﺎم أو ﺧﺎص‪ -‬ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻊ أو‬ ‫اﻵﺧرﯾن "‬
‫ﻋﻧﺎﺻر أو ﺧدﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج " ‪.37‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻷي إﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷرﺑﺎح‬
‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻬدف ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧﺷﺂت‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻌظﯾم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت أو اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺧﺳﺎﺋر ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح ﻣﻊ وﺟود ﻫﺎﻣش ﻟﻠﻣﺧﺎطرة ‪،‬‬
‫وﯾﻣﯾل ﻫﻧﺎ ﻣﻌظم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ إﻋﺗﺑﺎر اﻟرﺑﺢ ﻋﺎﺋدا إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎطرة ‪.‬‬
‫وﯾﻧﻘﺳم ﻫذا اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﻔذة ﻟﻪ إﻟﻲ ﻧوﻋﯾن ‪ ،‬وﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص وﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‬
‫‪ -‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم وﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‬
‫واﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾت ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ داﻓﻊ‬
‫اﻟرﺑﺢ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم ﻟﺳد إﺣﺗﯾﺎﺟﺎت إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻫو ﻣﺎ ﺗﻧﻔﻘﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺳﻠﻊ إﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﻠزم‬
‫‪38‬‬
‫‪.‬وﯾﺗﻣﺛل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺳﺗﻬدف زﯾﺎدة ﺗﻛوﯾن رأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أوﺟﻪ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬أو ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻟﻠﻣواطن ‪.‬‬
‫إذن ﻫﻲ‪ " :‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬وﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ "‪. 39‬‬

‫‪ -34‬د‪.‬ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر أﺑو ﻋزة‪ ،‬اﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻧﺷورة ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﺑﻧك‬
‫دﺑﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻋدد‪ ،1995 ،173‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -35‬أﺣﻣد ﻗﺎﺳم ‪ ،‬أﺛر ﻗﺎﻧون ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷردﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ -‬اﻷردن‪ ،1980 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -36‬د‪ /‬ﻋﺑد ﷲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ‪ ،‬اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷردن‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻋﻣﺎن‪ -‬اﻻردن‪ ،1974 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -37‬د‪ /‬ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﺻﻘر‪ ،‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة‪ ،1998،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -38‬اﻟطﺎھر ﻋﺑد ﷲ ‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ‪ ، 1984 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 14‬‬
‫‪ -39‬ﻗﺣطﺎن ﺳﺑوﻗﻲ ‪ ،‬إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار طراﺑﻠس ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗرﺟﻣﺔ ‪ ، 1998 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 305‬‬

‫‪43‬‬
‫أﻣﺎ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ‪ :‬ﻓﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻣول اﻟرﺋﯾس ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم وﻓﻲ دول اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗطﺑق ﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ‪ ،‬وﻫذا ﺑﻌﻛس ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟدوﻟﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻫﻲ اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾس ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻪ اﻟدور اﻟﺛﺎﻧوي ‪.‬‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻫو ‪ " :‬اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘوم ﺑﻬﺎ وﺣدة ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺳواء ﻛﺎﻧت وطﻧﯾﺔ او أﺟﻧﺑﯾﺔ أو ﻣﺷروع ﻣﺷﺗرك وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺷروع إﺳﺗﺛﻣﺎري ﺧﺎص ﺑﻬدف‬
‫‪40‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أﺳﺎﺳﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ "‬
‫وﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑطﺎﺑﻊ اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺗوﻗﻌﻪ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻣن وراء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪،‬‬
‫وﻫﻲ ﺗﻧﺟز ﻣن طرف اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫وﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوطن ﻧﺟد اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﻧﻘﺳم ﻟﻘﺳﻣﯾن ‪ ،‬ﻫﻧﺎﻟك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬و‬
‫ﺗﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﺣدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت‪ .‬و ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ‬
‫اﻣﺗﻼك اﺣد اﻷﻓراد أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻷﺻول ﺗﻌﻣل ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى‪ .‬و ﺗﻌﺗﺑر‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إﺣدى طرق ﺳد ﻓﺟوة اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت‪ .‬و ﯾﻧﻘﺳم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫‪41‬‬
‫إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن‪:‬‬
‫أ ‪ : -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻣﺗﻼك اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻟﺑﻌض اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺳﻬم وﺳﻧدات ﻟﻣؤﺳﺳﺎت وطﻧﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى‪ .‬دون أن‬
‫ﯾﻘوم ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ إي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟرﻗﺎﺑﺔ أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ٕوادارة اﻟﻣﺷروع‬
‫ﻋﺎﺋد ﻧظ ار ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻬم‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫واﻟﺳﻧدات‪ .‬و ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ أﺳواق اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻌدم‬
‫وﺟود أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﺑﻛﻔﺎءة و ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ .‬و ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫ﻟﯾس ﻣﺣل دراﺳﺗﻧﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟزاﺋر ﻻ ﺗﻣﻠك ﺳوق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺷطﺔ أو ﻣﺎزاﻟت ﻓﻲ طور اﻟﺗﻛوﯾن‪.‬‬
‫ب‪ : -‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ و ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ‬
‫)اﻣﺗﻼﻛﺎ ﻛﻠﻲ أو ﻟﻧﺻﯾب ﻣﻧﻬﺎ( و ﯾدﯾرﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ و‬
‫ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ﻧﻘدي‪ .‬اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻗد ﯾﻛون ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ أو ﻓرﻋﺎ ﻹﺣدى‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ .‬و ﯾﻔﺿل أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال اﺗﺧﺎذ أﺳﻠوب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻣﺎ ﯾﺗﯾﺣﻪ‬
‫ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ و اﻹﺷراف ﺷﺑﻪ اﻟﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوظﯾف اﻷﻣوال و ﺧﻠق اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻطﻣﺋﻧﺎن‬
‫ﻟدﯾﻬم‪.‬‬

‫‪ -40‬ﻏدﯾر ﺑﻧت ﺳﻌد اﻟﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ﻹﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ‪ ، 2004 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 12‬‬
‫‪41 Rache Macdculloch, Foreign Direct Investment In The USA , Finance & Development,‬‬

‫‪March 1993, p14.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻟﺷرح و ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺗﻌدد‬
‫اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻠك اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣن ﻣﻧظﻣﺎت دوﻟﯾﺔ أو أﺷﺧﺎص ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪42‬‬
‫ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺣوﯾﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗرد ﻣن اﻟﺧﺎرج ﻓﻲ ﺻورة‬ ‫ﺗﻌرﯾف ‪: DUNNING J.H‬‬
‫طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ﺑﻬدف إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع إﻧﺗﺎﺟﻲ‪ ،‬ﺗﺳوﯾﻘﻲ إداري ﻓﻲ اﻷﺟل‬
‫اﻟطوﯾل‪ ،‬ﺑﻬدف اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن‬
‫اﻷرﺑﺎح ﻋن طرﯾق إدارة اﻟﻣﺷروﻋﺎت‪.43‬‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف‪" :44‬ﯾﻧطوي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﺟزء أو ﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻌﯾن ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﺎﻣﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺷروع ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺷﺗرك‪ .‬أو ﺳﯾطرﺗﻪ‬
‫اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة و اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﻗﯾﺎم‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺗﺣوﯾل ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ‬
‫‪.45‬‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻻت إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ"‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ )‪ :(BIRD‬ﻗدﻣت دراﺳﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹدارة )ﻏﺎﻟﺑﺎ ‪ 10‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن‬
‫أﺻوات اﻹدارة( ﻓﻲ ﻣﺷروع ﺗم ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى ﺑﺧﻼف دوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر )اﻟﺗﻌرﯾف وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ( و اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﯾرﻏب أن ﯾﻛون ذا ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻟﻠﻣﺷروع وﻟﻪ ﺣﺻﺔ ﻣﺣددة‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪.46‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ،John Harry Dunning‬وﻟﺪ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟﻮان ‪ 1927‬و ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ‪ 29‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،2009‬اﻗﺘﺼﺎدي و ﺑﺎﺣﺚ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﻲ‪ ،‬اھﺘﻢ ﻣﻨﺬ‬
‫‪ 1950‬ﺑﺎﻷﺑﺤﺎث و اﻟﺪراﺳﺎت ﺣﻮل اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ واﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﯿﺎت‪ .‬وﻓﻲ ‪ ، 1980‬ﻧﺸﺮ ﻧﻈﺮﯾﺘﮫ‬
‫اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﯿﺔ ﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪Dunning J.H. Studies in International Investment. London .1984. Pp4-5‬‬
‫‪44‬‬
‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻣﺤﻤﻮد أﺑﻮ ﻗﺤﻒ‪ ،‬ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﯿﺪ ‪ 15‬ﻣﺎي ‪ ،1951‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬أﺳﺘﺎذ إدارة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﮫ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت و اﻟﻤﻘﺎﻻت ﺣﻮل اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪.‬‬
‫‪ 45‬د‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم أﺑﻮ ﻗﺤﻒ‪ ،‬ﻧﻈﺮﯾﺎت اﻟﺘﺪوﯾﻞ و ﺟﺪوى اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪.1989‬‬
‫‪46‬‬
‫‪World Bank, The Role of Foreign Direct Investment in Development, Development Committee‬‬
‫‪meeting, Washington D.C, (1991) P5‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺗﻌرﯾف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )‪ (OECD‬و ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ )‪(IMF‬‬
‫‪ :‬ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ‪ 1996‬اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣول ﺗﻌرﯾف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﻋرف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻟرواﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ و ﺷرﻛﺔ ﻣﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻬذا اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺗﺄﺛﯾ ار ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ‬
‫اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺔ ﻋن طرﯾق‪ :‬ﺧﻠق أو ﺗوﺳﯾﻊ ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻣﻠﺣﻘﺔ‪ ،‬اﻣﺗﻼك ﻛﺎﻣل‬
‫ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 100‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة أو‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 10‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ‪.47‬‬
‫ﺗﻌرﯾف ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ)‪ :(UNCTAD‬ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻟﺗدﻓق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟواﻓد و ﻫو ﺣﯾﺎزة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﺔ ﻷﺻول ﻣﺣﻠﯾﺔ‪ .‬و ﯾﻌرف ﺑﯾﻊ اﻷﺻول اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﻪ ﺗدﻓق ﺳﻠﺑﻲ ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟواﻓد‪ .‬ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺷﯾر ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗدﻓق رأس اﻟﻣﺎل اﻟواﻓد إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﻘﺗﻧﯾﺎت ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺻول اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾﻌﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﺔ‪.48‬‬
‫ﯾﻌرف ﺑﻌض اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺄﻧﻬﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرات واﻓدة ﻣن‬
‫اﻟﺧﺎرج ﻟﻺﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗﻌﺟﯾل ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ و ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﻣﻌدات اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ و‬
‫ﯾﻣﻛن ﻷﺻﺣﺎﺑﻬﺎ إﻋﺎدة ﺗﺻدﯾر اﻷرﺑﺎح اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ إﻟﻰ‬
‫ﺑﻼدﻫم‪.49‬‬
‫و ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻓﺎن ﺗﻠك اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻔﯾد أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو‪ :‬اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗدﺧل ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻣراﻗﺑﺔ و اﻟﺗﺳﯾﯾر و اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫ﻣﻧﺷﺎة ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد أﺧر‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ :‬وﻫو ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ‬
‫اﻧﺗﻘﺎل اﻷﻣوال اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬دون أن ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺷروع‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ أو اﻟﺳﯾطرة واﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﻛل ﻣن‬
‫أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬
‫وﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺻور ﻣﺗﻌددة وﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ‪ :‬ﺷراء اﻟﺳﻧدات اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺷﻬﺎدات اﻹﯾداع‬
‫اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺷراء اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ وﺳﻧدات اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‪ ،‬وﺷراء اﻟذﻫب‬

‫‪47 Organization for Economic Cooperation and Development (OECD) 1996, Benchmark Definition of‬‬
‫‪foreign direct investment, 3rd Edition, Paris‬‬
‫‪ 48‬اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﺘﺠﺎرة و اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ )‪ ،1999 (UNCTAD‬أﻣﺎﻧﺔ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺠﺎرة و اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ‪ ،‬ﻧﯿﻮﯾﻮرك و ﺟﻨﯿﻒ‪،‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪159‬‬
‫‪ 49‬د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ذﻛﻲ ﺷﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة‪ 1970 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.48-33‬‬

‫‪46‬‬
‫واﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻋطﺎء ﻗروض ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ أو ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ أو ﻟﻸﻓراد‬
‫ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل أم ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل أم طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل‪.50‬‬
‫وﻣن أﻫم ﺳﻣﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻻ ﯾﻔﺿﻠﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة‪ -‬إن ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗﺟﻪ ﻋﺎدة ﻧﺣو اﻹﻏراض اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻘل‬
‫اﻟﺧﺑرات اﻟﻔﻧﯾﺔ أو ﻧﻘل اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬وأﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر‪.‬‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣذﻛورة ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻠﻛﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل‬
‫وﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻول ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠطرف اﻟﻣﺣﻠﻲ ‪.‬‬
‫ﻗدﻣﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وأﻧواﻋﻪ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو أﺣد وﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺷﻘﯾﻪ اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻫﻧﺎ ﻣﻔﻬوﻣﻪ‬
‫وأﻧواﻋﻪ ‪ ،‬ﺛم ﻧﻧﺗﻘل ﻟﻠﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻌرض ﻣﺣدداﺗﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬

‫إن داﻓﻊ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن ﯾﻌد اﻟداﻓﻊ اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟﻣﺣدد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻧظم‬
‫ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗ اررﻩ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣﻧظم ﻻ ﯾرﻛز ﻓﻘط ﻋﻠﻰ داﻓﻊ اﻟرﺑﺢ‪ ،‬ﺑل إﻧﻪ ﯾﻧظر‬
‫إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻌواﻣل أو اﻟﻣﺣددات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘل ﻓﻲ ﻧظرﻩ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗ اررﻩ‬
‫اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧﻌرض ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣﺑﺎﺷ ار ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﺗﻠﻌب اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ دوﻟﺔ دون أﺧرى‪،‬‬
‫وﺗﺗﻣﺛل أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﺣددات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:51‬‬
‫‪-1‬ﺣﺟم اﻟﻔرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻠﻌب اﻟﻔرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧﻣط واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻣﺎ داﻣت‬
‫ﺗﻔﻲ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرﺑﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﺗوﺟﯾﻪ أﻣواﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗظر‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋد ﻣﺗوﻗﻊ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻔرص‬

‫‪ -50‬د‪ /‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪،‬ط‪ ،1991 ،2‬ص‪.21‬‬
‫‪ -51‬ﺳﯾد اﻣﺎم‪ ،‬اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،345‬ﯾوﻧﯾو ‪ ،1976‬ص ‪.203‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟدﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎﺳب أﻣﺎم‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ ﻗ ارراﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.52‬‬
‫‪-2‬اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن أﻫم اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﯾﺗوﻗف ﺑدورﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻠﯾن‪:‬‬
‫أ‪-‬ﻋﺎﻣل اﻟﻣﺧﺎطرة‪ :‬وﻫو اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟظروف اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻘرار اﻟﺧﺎص‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﺎﺋد اﻟﻣﺧﺎطرة ﻣرﺗﻔﻊ ﻛﺎن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻼزم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑدورﻩ ﻣرﺗﻔﻊ‬
‫واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪ ،‬وﺗﺟد اﻟﻣﺧﺎطرة ﻣﺻد ار ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫أو ﺑﺳﺑب ﻋدم دﻗﺔ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺳﯾر اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﻛﺄن ﺗﺗﻐﯾر‬
‫أذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن وﻗت ﻵﺧر‪ ،‬أو ﺗﺷﻬد أﺳواق اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﺗﻘﻠﺑﺎت ﺣﺎدة ﺗﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر‬
‫ﻣدﺧﻼت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬أو ﺣدوث أزﻣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗ ارراﻩ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫ب‪-‬ﻋﺎﻣل اﻟﺗﻔﺿﯾل اﻟﻧﻘدي‪ :‬وﯾﻌرف ﺑﺟزاء اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﺣوﯾل‬
‫اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ أﺻول أﻗل ﺳﯾوﻟﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص ﻓﺈن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﺗﻌرض ﻟﻧﺎ‬
‫ﺛﻼث دواﻓﻊ ﻻﺣﺗﻔﺎظ اﻷﻓراد ﺑﺄﺻوﻟﯾﻬم اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‪ :‬وﻫو اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑرﺻﯾد ﻧﻘدي ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣطﺎﻟب اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬داﻓﻊ اﻻﺣﺗﯾﺎط‪ :‬وﻫو اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء ﻣن اﻷﺻول ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻌض اﻷﺧطﺎر‬
‫اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺣدوﺛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬
‫‪ -‬داﻓﻊ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ‪ :‬وﻫو اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺻورة ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻷﻏراض اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻐﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬طﺑﯾﻌﺔ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ودرﺟﺔ ﺗطورﻫﺎ‪:‬‬
‫إن ﺿرورة ﺗﺣرﯾر وﺗﻌﻣﯾق اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إزاﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻘﺎﺋدة ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻗد ﺗﺑﻧت ﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻛﯾف اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﻟﻣطﺑﻘﺔ‬
‫ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﺗﻠك اﻟدول وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻧﺎدت ﺑﺈﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ‬

‫‪ -52‬ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل أﻧظر‪:‬‬


‫‪-‬د‪ /‬ﺣﺳﯾن ﻋﻣر‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪.2000‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﯾﻔﻲ ﺣﺎﺗم‪ ،‬اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺟدﯾدة طرﯾق ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎم ‪ ،1992‬ص ‪.184‬‬

‫‪48‬‬
‫أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﯾم ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﻬدف زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺟﺎﻧب‪ ،‬ورﻓﻊ ﻛﻔﺎءﺗﻪ‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟم ﯾﺳﻔر ﻋن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺟوة‪ ،‬وﺗﺑﯾن ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﺗﺟﺎرب ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻗد أﺛر ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬
‫‪ -‬رﻓﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗراض ﻣن اﻟﺑﻧوك‪.‬‬
‫‪ -‬رﻓﻊ ﻋﺎﺋد اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻼﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﺗﺟزة ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت ﻓﻲ ﺷﻛل ودواﺋر ﺑﻧﻛﯾﺔ‬
‫ﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻰ ارﺗﻔﺎع‬
‫ﺗﻛﻠﻔﺔ اﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم وﻣﺳﺗوى اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺳﺗوﯾﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة وﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﺧﺎص ﺗزداد أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﻗﺗراض ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗف ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺧﻼل اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﺗﺟزة ﻣن ﺟﺎﻧب‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻣن‬
‫‪53‬‬
‫ﺧﻼل ﺑﯾﻊ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ )اﻷﺳﻬم(ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‬
‫‪ -4‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‪:‬‬
‫أﻧﻪ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻌواﻣل ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻫو ﺣﺟم وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﻛﺷﻔت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ إرﺗﺑﺎط ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص واﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﺣدﯾد‬
‫طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ أم ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت وأﻧﺷطﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﺈن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻛﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪،‬‬
‫وﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﻓﺗراض أن اﻷول ﯾﻣﺎرس أﺛ ار ﺗزاﺣﻣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺳﺗﺋﺛﺎرﻩ ﺑﺟزء‬
‫ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﻓرض اﻟﺿراﺋب أو اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺛﻣري اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪،‬‬
‫ﻓﺎﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﻌﺎم وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻣﺎرس أﺛ ار‬
‫ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺎ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﻣزج ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن‬
‫‪54‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟرﻓﻊ اﻟﻘدرات اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻪ‬

‫‪-53‬د‪/‬ﻟﯿﻠﻰ اﻟﺨﻮاﺟﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺤﺪدات اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻜﻠﯿﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪ ،‬اﻟﻌﺪدان ‪ 429،440‬ﯾﻮﻟﯿﻮ أﻛﺘﻮﺑﺮ‬
‫‪،1995‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.129‬‬
‫‪54 - ASCHAUER ,D. « Docs public capital crowd out private capital ? » Journal of‬‬

‫‪monctary economics, Vol,24, 1989, P 171.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -5‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻣﺛل اﻟﺿراﺋب أﺣد ﻋواﺋق زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺷروع اﻟﺧﺎص ﻋﻧﺻر ﺟذب ﻟﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي‬
‫دﻋﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧظﻣﺗﻬﺎ ﺗﺿﻣﯾن ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ﺗﻘرﯾر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﻣﻧﺢ‬
‫وﺧﺎﺻﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﺎﻣل ﻫﺎم ﻓﻲ ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻌواﻣل اﻷﺧرى‪.‬‬
‫‪-6‬اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺷﯾر اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺷﺎﻫد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ‬
‫ﻗد أﺛرت ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗراﺟﻊ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ اﻟﺣﻘﯾق‪ ،‬وﯾزﯾد ﻣن ﻗوة ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫أﺛر اﻟﺗوﻗﻌﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﺗدﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن إﻟﻰ ﺗﺄﺟﯾل ﻗ ارراﺗﻬم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫اﻧﺗظﺎ ار ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﺗﺄﺟﯾل ﺧروج اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌﻧﻲ‬
‫ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻟرﻛودﻩ واﺳﺗﻣ اررﻩ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﺗوازﻧﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺳﺑب ﺳﯾﺎدة‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﺎؤم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ -7‬ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﺻرف‪:‬‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺳﻌر اﻟﺻرف ﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق ﻣن ﺟﺎﻧب ‪ٕ ،‬واﻋﺎدة ﺗﺧﺻﯾص ﻣوارد‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‪ ،‬ﻟذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب‪-‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل‬
‫اﻟﻘﺻﯾر‪ -‬ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾر ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر اﻟﺻرف ﺷدﯾد اﻟوﺿوح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺣدﺛﻪ ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫ﻣن ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﺻول‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬم إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم إﻧﻔﺎﻗﻬم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ طﻠﺑﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻷوﺿﺎع ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ اﻟﺣد‬
‫‪55‬‬
‫ﻣن ﺣﺟم اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﺟدﯾدة‬

‫‪-8‬ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬


‫ﯾؤدي ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣﺗوﻗﻊ وﻋدم‬
‫اﺳﺗﻘرار ﻧظم اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪ ،‬إﻟﻰ ﻋدم إﻗدام اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن‬

‫‪55 -LIZONDO,J.S.& MONTTEL,P.“Comtractionny devahuation in developingcountries:An‬‬

‫‪analytical overview „ IMF staff papers do :36, 1989 ;P182.‬‬

‫‪50‬‬
‫واﻷﺟﺎﻧب ﺑﺈﻧﻔﺎق اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺛﺎﺑﺗﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺟدﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣواﺻﻠﺔ ﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‬
‫‪56‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺔ رواج أو اﻧﺗﻌﺎش ﺣﯾث‬
‫ﯾﺗﺳم اﻟطﻠب ﺑﺎﻟﺗزاﯾد‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص إﻟﻰ زﯾﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻪ‪ ،‬وﻻ ﺷك أن‬
‫اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﺗﻛون ﻓورﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك طﺎﻗﺎت ﻋﺎطﻠﺔ‪.‬‬
‫وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻟﻬﺎ‬
‫ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺣﺎدة وﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﻼل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن ﻫﯾﻛل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ وﺗزﯾد ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫طوﯾل اﻷﺟل‪ ،‬وﻛذا اﻟﺗﻐﯾرات ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺑﺎدل اﻟدوﻟﻲ‪،‬أو اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺷدﯾد ﻓﻲ‬
‫أﺳﻌﺎر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل ﻋبء اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﺎﻻ إﺿﺎﻓﯾﺎ ﻟﻌدم اﻟﯾﻘﯾن‬
‫ﺑﺷﺄن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ وﺟود ﺣﺟم ﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟدﯾن اﻟﺧﺎرج إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﺣددات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﺗﻠﻌب اﻟﻣﺣددات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ دو ار ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫وﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل أﻫﻣﻬﺎ‪:57‬‬
‫‪-1‬درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟك ﻣن أﺳﺗﻘراراﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن اﺳﺗﻘ ارراﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص واﺣﺗﻣﺎﻻت ﻧﻣوﻩ‪ ،‬وﯾﺗم اﻟﺗﻌرف‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺗﻘرار ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪-‬اﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﺣروب‪:‬‬
‫أن وﺟود أﯾﺔ ﻧزاﻋﺎت داﺧﻠﯾﺔ أو ﻋدم اﺳﺗﻘرار داﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺣﺗﻣﺎل‬
‫ﻧﺷوب ﺣروب أﻫﻠﯾﺔ أو ﻗﯾﺎم ﺛورات‪ ،‬وأﯾﺿﺎ وﺟود ﻧزاﻋﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺗوﻗﻊ ﻗﯾﺎم ﺣرب‪ ،‬ﻛل‬
‫ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﻋﻧﺻر اﻟﻣﺧﺎطرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬ﻟﺗﺄﺛﯾر ﺗﻠك اﻟﺣروب ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋد‬
‫اﻟﻣﺣﺗﻣل ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ‪:‬‬

‫‪56‬‬‫‪-PINDYCK ,R « Irreversibility, uncertainly and investment » WORLD BANK :Striving‬‬


‫‪for growth after adjustment, THE ROLE OF CAPITAL FORMATION,WASHINGTON‬‬
‫‪D.C.1993,p31.‬‬
‫‪ -57‬د‪ /‬ﻣراد ﻣﺟدى وھﺑﮫ‪ ،‬ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺳﻧوي اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺻرﯾن‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺣﺻﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ ،‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪،1988‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.28‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﺳﺗﻘرار اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ووﺟود ﺳﯾﺎﺳﺔ واﺿﺣﺔ وﻣدروﺳﺔ ﺗم‬
‫اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣرة وﻟﯾﺳت ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓردﯾﺔ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر اﻷﻓراد‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻋﻧﺻر اﻷﻣﺎن واﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺿﻣﺎن ﻷﻣواﻟﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة‪.‬‬
‫‪-2‬ﻣدى اﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫ﯾﺛﯾر اﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺧﺎوف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺳم ﺑﻪ ﺑﻌدم‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة وﺳوء اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺄﻣﯾم أو اﻟﻣﺻﺎدرة أو ﻓرض‬
‫اﻟﺣراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت أو اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾ ار ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﻌدل زﯾﺎدﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺗﺄﺛﯾر ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﯾﺗﺄﺛر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺳﯾﺎﺳﺎت‬
‫اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣطﺑﻘﺔ وﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫واﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻧﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪:58‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫ﺗﻠﻌب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪ -‬ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر‪ -‬دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ إدارة‬
‫اﻟطﻠب وﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم‪ -‬ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل‪ -‬ﺑدور ﺣﯾوي ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫وﺗﻣﺎرس ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن‬
‫ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ٕواﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫أ‪-‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬
‫ﻓﻲ ظل ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣرﯾر ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻛذا‬
‫ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺣددان ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﺑﻣدى وﻓرة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻗراض‪.‬‬
‫إن اﻟﺳﺑﯾل ﻟزﯾﺎدة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻗراض ﻫو رﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣوﺟﺑﺔ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط اﻻدﺧﺎر طردﯾﺎ ﺑﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي ﺑدورﻩ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺣﻘق‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾرﺗﻔﻊ‬
‫‪59‬‬
‫ﺑدورﻩ‬

‫‪58‬‬
‫» ‪-IMF « The oretical aspects of the design of fund supported adjustment programs‬‬
‫‪IMF,occasional paper n° :55,WASHINGTON,D.C.1987 ,p33.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪-CERARDOM M.& GONZALES ARRITA « Interest rates, saving, and growth in ldcs, an‬‬
‫‪asscssment of precent cmpirical rescarch, WORLD DEVELOPMENT,VOL :16 ,NO :5, GREAT‬‬
‫‪BRITAIN, 1988,p592.‬‬

‫‪52‬‬
‫إذا ﻛﺎن ﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾؤدى إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾؤدي‬
‫ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ آﺧري إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﺣﻘق‪ ،‬وﻫو اﻷﺛر اﻟﻬﺎم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﯾرﺗﺑط طردﯾﺎ‬
‫ﺑﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻗراض‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬
‫إن ﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إدارﯾﺎ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺳﺎﻟﺑﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﺻﯾص‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر رﺷﯾدة وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻔﺎءة‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﻌﺎر ﻻ ﺗﻘدم‬
‫ﻣؤﺷ ار ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﺗﻛﻠﻔﺔ رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر‬
‫ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻌﺎﺋد‬
‫واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑدو ﻣرﺑﺣﺔ ﻓﻲ ظل أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾرﺗﻔﻊ ﻣﺗوﺳط ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام‬
‫رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑدورﻩ ﻣن ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻻ ﯾﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص وﻣن ﺛم‬
‫ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل‪ ،‬إذ ﺗؤدي ﺳﯾﺎﺳﺔ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ ﻗﯾم ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣوﺟﺑﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺛﺎر اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺗﻘﻠﯾل اﺗﺟﺎﻩ اﻷﻓراد إﻟﻰ اﻻﻗﺗراض ﻟﺗﻣوﯾل اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﯾﻧﻲ‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻣوارد ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ‪.‬‬
‫‪-2‬ﺗﻐﯾﯾر ﺷﻛل وﻧﻣط ﺗوزﯾﻊ اﻻدﺧﺎر ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﻣرة واﻟﻌﻘﺎرات واﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ واﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟدى اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ زﯾﺎدة‬
‫ﻋرض اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺗﻘﻠﯾل اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻟﻼﻗﺗراض ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣﺧزون ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ أو ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎج اﻟوﺳﯾطﺔ أو اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم‪ ،‬ﻓﺗﻘل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺗﻣوﯾل‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺛﺎﺑت‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻧﺧﻔﺎض ﺳرﻋﺔ دوران ﻟﻧﻘود‪ -‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼدﺧﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ -‬ﻓﺗﻘل ﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟﺗﺿﺧم وﯾزداد اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻻدﺧﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -5‬ﯾؤدي رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻌدﻻت أﻋﻠﻰ ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل‬
‫ﻫروب رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج وزﯾﺎدة ﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج إﻟﻰ داﺧل اﻟﺑﻼد ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي‬
‫إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋرض اﻷرﺻدة اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻗراض‪.‬‬
‫‪ :2‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺗؤدي اﻹﺟراءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻹﯾرادات وﺗﺧﻔﯾض اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣن أﺟل ﺧﻔض‬
‫ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬إﻟﻰ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟرﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺣﯾث ﯾؤدي‬
‫ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل‬

‫‪53‬‬
‫ذﻟك اﻟﻌﺟز ﻣﺣررة ﺑذﻟك اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻹﺻدار‬
‫اﻟﺟدﯾد ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾل ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻧﻘل اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ وﺗرﺗﻔﻊ اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﯾزداد ﺗﺑﻌﺎ‬
‫ﻟذﻟك اﻻدﺧﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ إﻟﻰ إﺗﺎﺣﺔ ﻣﺟﺎﻻت وﻓرص اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ أﻛﺛر أﻣﺎم اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫‪ :3‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫ﺗؤدي ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻏﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ظﺎﻫرة ﻫروب رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗدﻓﻊ‬
‫ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ أو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑدو ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق ﻏﯾر ﻣرﺑﺣﺔ‪.‬‬
‫وﻗد أﻛدت أﺣدى اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻋن أﺛر ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‬
‫ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾث أوﺿﺣت أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻗد ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ‪ ،‬إﻻ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻏﯾر أﻛﯾد ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻣروﻧﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟودة اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‬
‫وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺷﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺗﻛﺗﻼت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪60‬‬
‫إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ﻣن ﻧزﻋﺎت ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ وﻏﯾر ﻛﻣﯾﺔ‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج‬
‫اﻟﻣﺳﺗوردة واﻟﻣﻌدات اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن‬
‫ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺣﻘق وﻫو ﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو إﻓﻼﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻪ‬
‫ﯾﺿﻌف اﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وأﺧﯾ ار ﻓﺈن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻗد ﯾﻌرض اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟذي ﯾﻌﻣل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ظل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ‪،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﻣن‬
‫ﻓرص دﺧول ﻣﺷروﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻸﺳواق وﯾﻘوي ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت ﺗﺣول اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن إﻻ‬
‫وﻛﻼء ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة‪.‬‬
‫‪ :4‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ‬
‫ﺗؤﺛر ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼح اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻣﺛل ﺗﺣرﯾر أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻠﯾل اﻟطﻠب اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ وزﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة‬

‫‪ -60‬د‪ /‬ﺳﻤﯿﺤﺔ اﻟﺴﯿﺪ ﻓﻮزي‪ ،‬اﻧﻌﻜﺎس ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻻﺻﻼح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪ ،‬اﻟﻌﺪد رﻗﻢ )‪(421‬ﯾﻨﺎﯾﺮ ‪،1992‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪.42-40‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻔﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﺗﻘﻠﯾل وزﻧﻪ اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ‬
‫ﯾؤدي ﻻﻧﺳﺣﺎﺑﻪ ﻣن ﻣﺟﺎﻻت اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﯾﻘل طﻠﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻗد ار‬
‫أﻛﺑر ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻹﺟراءات واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‬
‫ظل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗدﻋﯾم اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣﻔز ﺑدورﻩ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻫﻧﺎ ﻧﻛون ﻗد أﻧﻬﯾﻧﺎ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﻠﺑﺎ ٕواﯾﺟﺎﺑﺎ وﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ ﻫﻧﺎ إﻻ‬
‫أن ﻧﻘول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن ﺗوﻓﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻘول اﻟﻔﺻل‬
‫ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ إﻧﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ ﻗﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ورأﯾﻪ دون ﻏﯾرﻩ ﻻ إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻓﻘط ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻋﻧد وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬم وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم دراﺳﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﻔﺗﺎح‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗطورﻫﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺿوء ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻔﺗﺎح اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﺗﺷﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﺳﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ و ﻣﺣل ﺧﻼف ﺑﯾن‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﻫداف و اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣزﯾد ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻓﺈن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺣﺎول اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ و ﻟﻘد ازدادت ﻫذﻩ اﻟﺧﻼﻓﺎت‬
‫ﺣدة ﺑﺳﺑب ﺗﺷﺎﺑك اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺗﻣﺛل إﺣدى ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻛﺛر ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ و اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺑﻧت اﻟﺟزاﺋر ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻧﻬﺟﺎ اﺷﺗراﻛﯾﺎ ﻣﺑﻧﯾﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎرات و ﻣﺑﺎدئ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻧﺎﻫﺿﺔ ﻟﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗدﺧل اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﺗﻌﺗﺑرﻩ وﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﺟدﯾدة ﻟﻠﻬﯾﻣﻧﺔ و اﻻﺳﺗﻐﻼل و ﻣﻧﺎﻫﺿﺎ ﻟﻸﻫداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻋﺗﺑرت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻫو‬
‫اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذاﻟك ﻛﺎﻧت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻘﯾدة و ﻣﻬﻣﺷﺔ‬
‫ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﺑﻌدأن اﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻧظ ار ﻟﻠﺗطورات ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬واﺟﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺻﻌوﺑﺎت ﺑﻌد اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻌﺎم‬
‫‪ 1986‬اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ و ﺗزاﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﻔﺎﻗم أﻋﺑﺎء ﺧدﻣﺔ اﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ .‬ﻣﻣﺎ‬

‫‪55‬‬
‫دﻓﻊ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺟدﯾدة و ﻓﺗﺢ أﺳواﻗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة و ﻣﻧﺢ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎزات و اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺷرطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪.‬‬
‫ﻓﻘﺎم اﻟﻣﺷروع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻗﺎم‬
‫ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻹﻧﻔﺗﺎح اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫إن اﻟﺟزاﺋر و ﺑﻌد ﺧروﺟﻬﺎ ﻣؤﻟﻣﺔ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎر اﻣﺗد طوال ‪ 132‬ﺳﻧﺔ و ﺣدت ﻧﻔﺳﻬﺎ‬
‫ﻣﺣطﻣت اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ و اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و ﻟذا رﻓﻌت اﻟﺗﺣدي ﺑﺗﺣوﯾل‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﻲ ﻋﻘب ‪ 132‬ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر‪ ،‬وﺟدت اﻟﺟزاﺋر ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺣوﯾل‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ورﺛﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﻌﻬد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري‪ .‬و ﺗﻣﺛﻠت ﻫذﻩ اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر اﻟﻌﺎدل اﻟذي أﺳﺳﺗﻪ اﻹدارة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ‪ .‬ﻛﺎن ﯾﺟب ﻓﻲ‬
‫اﻟﺑداﯾﺔ ﺗﻘوﯾﺔ أﺳس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔﺗﯾﺔ ﻹﻋطﺎﺋﻬﺎ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹدراج اﻟﺗﺣول اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﯾﻣﻛن‬
‫ﺗﻘﺳﯾم ذﻟك إﻟﻰ ﻓﺗرﺗﯾن اﻷوﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻣوﺟﻪ ‪ ، 1988-1962‬و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪.2006 -1988‬‬
‫‪ - 1‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ذو اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ‪1988-1962‬‬
‫ﺗﻣﯾزت اﻟﻔﺗرة ﺑﺗﺣوﻻت و ﺗﻐﯾرات ﻫﺎﻣﺔ أﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟظروف و اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﺎﺣﺗﯾن اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟدوﻟﯾﺔ و ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ و اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ رﻏم ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺗرة‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ﺟوان ‪ 1962‬أول اﻟﻧﺻوص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم‬ ‫طراﺑﻠس‬ ‫وﺿﻌت ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ 1-1‬ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ :‬اﻋﺗﻣﺎد اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻛﻧظﺎم أﺳﺎﺳﻲ ﻟﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻛﺎﻧت ﻣﺑﺎدئ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ ﺑرﻧﺎﻣﺞ طراﺑﻠس ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﯾﻛون اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺿد اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ –اﻟﻌﻣل‬
‫ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ –‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺻﻼح اﻟزراﻋﻲ وﺗﺣدﯾث اﻟﻔﻼﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺄﻣﯾم‬
‫اﻟﻘروض‪ ،‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟطﺎﻗﺔ و إﻧﺷﺎء ﻗﺎﻋدة ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 61‬اﻧﻌﻘﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ طﺮاﺑﻠﺲ ﺑﻠﯿﺒﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻤﺘﺪة ﺑﯿﻦ ‪ 27‬ﻣﺎي إﻟﻰ ‪ 04‬ﺟﻮان ‪ 1962‬ﺣﻀﺮﺗﮫ ﻗﯿﺎدات اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ‬
‫ﻛﺄﻋﻀﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ واﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻤﻔﺮج ﻋﻨﮭﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﯾﻔﯿﺎن اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬وﺧﻼل ھﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ‬
‫اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 2-1‬ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ :‬اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ﻟرﻓﻊ‬
‫ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻣﯾﺔ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﻛن واﻟوﺿﻊ اﻟﺻﺣﻲ ‪.‬‬
‫و ﺑذﻟك اﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر اﻟﻧﻣوذج اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﻧﻲ ﻧﻣوذج اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ‬
‫‪62‬‬
‫‪ .1963‬و‬ ‫ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ و ﺗﺧﻔﯾض اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ رﻏم ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﯾﻘوم ﻫذا اﻟﻧﻣوذج أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ )اﻟﻣﺧطط اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ‬
‫و اﻟرﺑﺎﻋﯾﺔ(‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻋﻣدت اﻟﺟزاﺋر أﻧداك ﻋﻠﻰ إرﺳﺎء ﻗواﻋد اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾم اﻟذي ﻣس ﺟل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺎﺟم ﺳﻧﺔ ‪ 1966‬و ﻗطﺎع‬
‫اﻟﺑﻧوك ﺳﻧﺔ ‪ 1967‬و اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺳﻧﺔ ‪.1971‬‬
‫وﺗم اﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫اﻟﺛورة اﻟزراﻋﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪،1971‬‬ ‫ﻓﻧﺟد ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ﺗﻣت إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺗﻪ و ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻣن ﺧﻠل ﻣﯾﺛﺎق‬
‫ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﺎدا اﻟﻘطﺎع ﯾﺳﯾر وﻓق ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟذاﺗﻲ ﺳﻧﺔ ‪ .1963‬أﻣﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺗﻣت‬
‫ﻫﯾﻛﻠﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل إﺻدار ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﻧﺔ‪.1971‬‬
‫و ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻛﺎﻣل ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻣﻌظم‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت و اﻟﺧداﻣﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻟﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ ﺧطﺗﻬﺎ اﻟﺳﻧوﯾﺔ‪ ،‬و ﻛﺎﻧت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‬
‫ﻣن ﻟوازم اﻹﻧﺗﺎج و ﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪ ،‬و‬
‫ﺧﺿﻌت ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ‪ ،‬و ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻣول ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن‬
‫اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت أظﻬر اﻟﻧﻣوذج ﺑﻌض اﻟﻧﺟﺎح ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل‬
‫ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ .‬و ﻗد ﺗﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﯾرادات ﺻﺎدرات اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت‬
‫ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻛﺑﯾر ﺑﻔﻌل ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺳﻧﺔ ‪ 1978‬ﺣﯾث ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪96.1‬‬
‫‪%‬ﻣن ﺻﺎدرات اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺟﺎءت ﻋﺷرﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣﻊ اﻧطﻼق اﻟﻣﺧطط اﻟﺧﻣﺎﺳﻲ اﻷول )‪ (84-80‬ﻣﻌﻠﻧﺔ ﺑداﯾﺔ‬
‫إﺻﻼﺣﺎت ﺟذرﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻛون اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑدأ ﯾﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻣﺎت ﻣن اﻟﺿﻌف ﻓﻘد ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ إﺻﻼح ﺷﺎﻣل ﻧﺿ ار ﻟﻛون اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺿﺧﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ ﻣﺳﺗوي اﻟطﻣوﺣﺎت‪ .‬ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن‬

‫‪ 62‬ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 277-63‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ ‪ 1963‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ رﻗﻢ ‪ 08 :‬ﺳﻨﺔ ‪1963‬‬
‫‪ 63‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﯿﺔ رﻗﻢ ‪ 73/71‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1971/11/18‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ‪ ،‬ﺳﻨﺔ‪،‬‬
‫‪ 1971‬رﻗﻢ‪47 :‬‬

‫‪57‬‬
‫ﯾﻧﺗظر ﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺿﺞ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻟم ﺗﻘم ﺑﺎﻟدور اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ‪ .‬ﻓﺑداﯾﺔ‬
‫‪64‬‬
‫‪ 242-80‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1980/10/14‬ﺧﺎص ﺑﺈﻋﺎدة‬ ‫اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎﻧت ﺑﺈﺻدار اﻟﻣرﺳوم رﻗم‬
‫ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1983‬ﺗﻣت ﺗﺟزﺋﺔ ﻧﺣو ‪ 100‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺗظم ‪ 3/4‬ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻲ ‪ 500‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻘرﯾﺑﺎ و ﺗﺗﻠﺧص أﺳﺑﺎب اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫ﺿﺧﺎﻣﺔ ﺣﺟم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ :‬ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻫذﻩ‬ ‫أ‪-‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ .‬وﻛذﻟك ﺗرﻛﯾز اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ أﯾدي ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن )ﻣرﻛزﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات(‪ .‬ﻛذﻟك‬
‫ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ وظروف ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺣﻛم أن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻛﺎن ﺗﺣت‬
‫إﺷراف اﻟﻣدﯾرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌدد ﻣﻬﺎم اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪ :‬ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺷرﻛﺎت ﻗﺑل إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ ﻣﺗﻌددة اﻟوظﺎﺋف‬ ‫ب‪-‬‬
‫ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗراﻛم ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻣﺛل‪:‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘص اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم‬
‫اﻟﻌﻣل‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘص ﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎج )ﻓﻣﺛﻼ ﺗﺧﺻﯾص ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻟﻧﻘل‬
‫ﻋﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻘط وﺗوﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب‬
‫اﻷوﻗﺎت‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟو أن ﻧﻔس اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺣت ﺗﺻرف ﺷرﻛﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﻘل ﻓﺈن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﻗﺻﻰ درﺟﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ(‪.‬‬
‫ت‪ -‬اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ) :‬وﻛﺎﻧت ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺧطﯾط‬
‫اﻟﻣرﻛزي( ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺷرﻛﺎت وطﻧﯾﺔ واﺣدة ﺻﻌب‬
‫ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟوﺣدات اﻟراﺑﺣﺔ )ذات ﻣرد ودﯾﺔ( ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﺧﺎﺳرة‪.‬‬
‫ث‪ -‬ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وطول ﻓﺗرة إﻧﺟﺎزﻫﺎ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﯾن اﻟوﺣدات ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬
‫ح‪ -‬اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟزاﺋدة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ‪ ...‬إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن‬
‫اﻷﺳﺑﺎب‪.‬‬
‫و ﺗﺗﻠﺧص اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إدﺧﺎل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻣﻬﺎم‬
‫اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﺗوزﯾﻊ و ﺗﻘﻠﯾص أﺣﺟﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ 64‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 242-80‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1980/10/14‬ﺧﺎص ﺑﺈﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1980‬اﻟﻌدد ‪41‬‬

‫‪58‬‬
‫ب ‪ -‬اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻗﺻد اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟﺟﻬوي و ﻫذا ﻣﺎ ﺟﺳدﻩ‬
‫إﺣداث ﻣﻘرات ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟوطن‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻛﺎن ﻻزﻣﺔ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﺳﻧﺔ ‪ 1986‬ﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﻣظﺎﻫر اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺿﻌف ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي أﻛﺛر‬
‫و وﺿوﺣﺎ اﻟﺷﻲء اﻟذي أدى ﺑﺎﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣوﺟﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﺄﺻدرت ﻗواﻧﯾن ﺟدﯾدة ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎﻣﻲ‬
‫‪65‬‬
‫رﻗم ‪ 19/87‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﻋﺎدة‬ ‫اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟذاﺗﻲ واﻟﺛورة اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1987‬ﺑﺈﺻدار ﻗﺎﻧون‬
‫ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ‪ .‬ووﻓق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﺻﺑﺣت اﻷ ارﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ﯾﺳﺗﻐﻠﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‬
‫ﺑﺷﻛل ﻓردي أو ﺟﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﺣواﻟﻲ ‪ 350‬ﻣزرﻋﺔ ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إﻟﻰ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ‬
‫و ﻣزارع ﻓردﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل و ﻫذا ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻧﻬوض ﺑﻬذا اﻟﻘطﺎع اﻟذي‬
‫ﻋﺎﻧﻰ اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻧﺟد أن ﻧﺻﯾب اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻣن اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻛﺎن ﺿﻌﯾﻔﺎ ﺟدا ‪ %20‬ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة )‪ (1969-1967‬و‪ %1‬ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة )‪(1973-1970‬‬
‫و‪ %7.3‬ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة )‪ .(1977–1974‬وﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ‪ 1987‬ﻣن‬
‫اﻟﺧطوات اﻷوﻟﻰ ﻧﺣو ﺗﺣول اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﻧظﺎم اﺷﺗراﻛﻲ ﻣوﺟﻪ ﻧﺣو ﻧظﺎم‬
‫اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟﺣر‪.‬‬
‫و ﻧظ ار ﻻن إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣرﺟو‪ ،‬و ازداد اﻟﺗدﻫور‬
‫اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣردودﯾﺗﻬﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﯾرون أن اﻟﺣل اﻟوﺣﯾد ﯾﻛﻣن ﻓﻲ إﺟراء‬
‫إﺻﻼح اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺗﺳﯾﯾر وﺿﻌﯾﺗﻬﺎ واﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻋﺎﻗت‬
‫ﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﺗﺟﺳدت ﻓﻛرة اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ‬
‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟذي ﺻدر ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻣرﺳوم ‪ 01-88‬ﻓﻲ ‪ 1988/01/12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪.66‬‬
‫وﺟﺎءت اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻧﻣط ﺟدﯾد ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث‬
‫ﻣﻧﺣت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﺳﺗﻘﻼل ﻣن اﻟوﺟﻬﺗﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﯾﺗﻠﺧص ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣزﯾداً ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﻓردﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻣن أﺟل اﺳﺗﻐﻼل طﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﯾﺢ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺣرﯾﺔ‬

‫‪ 65‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 19/87‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1987‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬اﻟﻌدد‪. 50‬‬
‫‪ 66‬ﻣرﺳوم رﻗم ‪ 01- 88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988/01/12‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﮭﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌدد ‪. 02‬‬

‫‪59‬‬
‫وﻓق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أﺧذت ﺷﻛﻼ آﺧر ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺣﺳب‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ )ﺷرﻛﺎت أﺳﻬم وﺷرﻛﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣدودة( ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﺷﺎطﻬﺎ‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟرﺑﺣﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻛون اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات‪ ،‬و اﻟﺗﺣﻛم‬
‫ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻷداء‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﺟت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت‬
‫ﻋرﻓت ﻓﺷل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوي اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟم ﺗرﻗﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻫداف اﻟﻣﻧﺗظرة ﺣﯾت ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﺗرة ‪ 1984‬و‬
‫‪ 1987‬ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ‪ 125‬ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر أو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪ 18,5‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻛﻣﺎ أن ظروف‬
‫اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬إذن أن اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺳﻧﺔ ‪ 1986‬و ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟدوﻻر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻣﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣروﻗﺎت أﻧﺗﺟﺎ اﻧﺧﻔﺎض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﯾرادات اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣن ‪ 13‬ﻣﻠﯾﺎر ﺳﻧﺔ ‪ 1985‬إﻟﻰ ‪ 7‬ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧﺔ ‪ 1986‬و ﺑﻔﻌل اﻻﺧﺗﻼل اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺑدا‬
‫ﯾﻌرﻓﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟو طﻧﻲ ﻛﺎن ﯾﺟب إﯾﺟﺎد اﻟﺑدﯾل ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل و ذﻟك ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻗﺻد ﺗﺣول ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣوﺟﻪ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪.‬‬
‫و ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1984‬و ﻣﻊ ﺗراﺟﻊ ﻣداﺧﯾل اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﺗﺻدﯾر‬
‫اﻟﻧﻔط وﺟدت اﻟﺟزاﺋر ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ دﻓﻊ اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫و ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1986‬و ﻣﻊ اﻧﻬﯾﺎر أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺗﺟﻠﻰ ﺿﻌف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻠﯾﺎ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ظل اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ‪2006-1988‬‬


‫ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣول اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻣن أﺳﻠوب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﻰ‬
‫أﺳﻠوب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣر ‪ ،‬وﻣن ﻣظﺎﻫر ذﻟك ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻧﺎزل اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧواص‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌد ﻓﺷل ﻣﺣﺎوﻻت ﺗطﻬﯾرﻫﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ‬
‫رﻓﻊ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ﻓﺗﺢ اﻷﺑواب أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ‪.‬‬
‫وﻗد ﺗم ﻫذا ﻛﻠﻪ وﻓق ﺗوﺟﯾﻬﺎت ﺧﺑراء ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪ FMI‬اﻟذي أﻣﺿت ﻣﻌﻪ‬
‫اﻟﺟزاﺋر اﺗﻔﺎﻗﯾﺗﯾن ﻟﺟدوﻟﺔ دﯾوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺗﻲ ‪ 1993‬و ‪. 1996‬‬
‫‪ -1‬إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )‪(1994 – 1988‬‬
‫و ﻧظ ار ﻻن إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣرﺟو‪ ،‬و ازداد اﻟﺗدﻫور‬
‫اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻣردودﯾﺗﻬﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﯾرون أن اﻟﺣل اﻟوﺣﯾد ﯾﻛﻣن ﻓﻲ إﺟراء‬
‫إﺻﻼح اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺗﺳﯾﯾر وﺿﻌﯾﺗﻬﺎ واﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ أﻋﺎﻗت ﺳﯾرﻫﺎ‪،‬‬

‫‪60‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﺗﺟﺳدت ﻓﻛرة اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟذي ﺻدر ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻣرﺳوم ‪ 01-88‬ﻓﻲ ‪ 1988/01/12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪.‬‬
‫ﻓﺟﺎءت اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻧﻣط ﺟدﯾد ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث‬
‫ﻣﻧﺣت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ اﺳﺗﻘﻼل ﻣن اﻟوﺟﻬﺗﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﯾﺗﻠﺧص ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣزﯾداً ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﻓردﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻣن أﺟل اﺳﺗﻐﻼل طﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﯾﺢ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺣرﯾﺔ‬
‫وﻓق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أﺧذت ﺷﻛﻼ آﺧر ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺣﺳب‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ )ﺷرﻛﺎت أﺳﻬم وﺷرﻛﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺣدودة( ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﺷﺎطﻬﺎ‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟرﺑﺣﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻛون اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات‪ ،‬و اﻟﺗﺣﻛم‬
‫ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﺗﻘﯾﯾم اﻷداء‪.‬‬
‫ﻛﺎن ﻣن أﻫداف اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪-‬اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻣﻔﻬوم ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺗﺻرف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺗدﺧل ﺑواﺳطﺔ‬
‫ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻣ ّﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣﻼﻛﻬﺎ وﺗﺳﯾﯾر‬
‫ﻣواردﻫﺎ ﻟﻛن ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ أﺻﺑﺣت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻟدوﻟﺔ‬
‫وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺎﻟﯾﺎ ٕوادارﯾﺎ ‪.‬ﺣﯾث ﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01-88‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1988/01/12‬ﻟﺗﻛرﯾس‬
‫ﻫذا اﻟﻬدف‪.‬‬
‫ب ‪-‬ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﺳﯾرﯾن‪ ،‬ﻷن ﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﯾدﻓﻌﻬم إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻣردودﯾﺔ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ﺗﺣدد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ وﺗطورﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫د‪-‬ﺗﻌﻣد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻗ اررات ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ‬
‫وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ﯾﺧول ﻟﻬﺎ ﺻﺣﺔ إﻋﺎدة اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ه‪ -‬اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺈدارة اﻷﻋﻣﺎل ّ‬
‫و‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻌﻣوم ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01 – 88‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1988/01/12‬ﻋرض أﻫم‬
‫اﻷﻫداف‪.‬‬
‫وﻗد اﻋﺗﻣدت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺧﺗﻠف ﻋن‬
‫وﻣﻛﻣﻠﺔ وﻗد‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻌدﻟﺔ‬
‫اﻟﻔﺗرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن‪ ،‬ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن ﺟدﯾدة وأﺧرى ّ‬
‫ﺑدأ ﺻدورﻫﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ ‪ ، 1988‬وﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وذات اﻷوﻟوﯾﺔ‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫أ‪ -‬ﻗﺎﻧون ﺗوﺟﯾﻬﻲ ﺣول اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ 01-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬اﻟذي اﻋﺗﺑر‬
‫أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣواد واﻟﺧدﻣﺎت وﺗراﻛم رأس‬
‫اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻷﻣﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻓق اﻟدور واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻗﺎﻧون‪ 67‬ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ‪ 03-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪. 1988-01-12‬‬
‫ج‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻣﻌدل وﻣﻛﻣل ﻟﻸﻣر رﻗم ‪ 59-75‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1975‬واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻠﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺻﺎدر‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1988-01-12‬‬
‫وﻣﻛﻣل ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 84‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 14‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،1984‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻌدل‬
‫د‪ -‬ﻗﺎﻧون ّ‬
‫رﻗم ‪ 05–88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1988-01-12‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣراﺳﯾم وﻗواﻧﯾن أﺧرى‪.‬‬
‫وﻗد اﻧطﻠق ﻓﻌﻼ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺎص ﺑﺗطﺑﯾق اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ‪ 1988‬ﻣﻊ‬
‫ﺻدور أوﻟﻰ اﻟﻘواﻧﯾن وﻗد ﺗﻣﯾزت ﺑﻔﺗرﺗﯾن‪.‬‬

‫اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬إﻧﺷﺎء ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪.‬‬


‫أ( إﻧﺷﺎء ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬إﻧﺷﺎء ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫ّ‬ ‫ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟم‬
‫ﺣﯾث ظﻬر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 03-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪.‬‬
‫وﺻﻧدوق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻣﺎرس اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﺳﻧدت ﻟﻪ ﻣﻬﻣﺔ‬
‫ﺗﺳﯾﯾر اﻷﺳﻬم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح‪ .‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم ﺑﻘﯾت‬
‫ﻣﺣﺗﻛرة ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﯾن اﻟﺧواص‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻘرر ﺣﻠﻬﺎ‬
‫ّ‬ ‫واﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻓﻘط‪ .‬وﺑﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎدﯾق ﻟم ﺗﺣﻘق اﻷﻫداف‬
‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ٕ 1995‬واﻧﺷﺎء اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ‪.‬‬
‫ب( إﻧﺷﺎء اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫‪68‬‬
‫‪ 04-88‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬ﻟﺗﺣدﯾد ٕواﺗﻣﺎم‬ ‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺟﺎء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‬
‫ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ .‬وأﻫم ﻧﻘطﺔ ﻓﯾﻪ ﻫﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺷرﻛﺎت أﺳﻬم ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗرار ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا ﻓﻘد ﺣدد ﻫذا‬

‫‪ 67‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 03-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،1987‬اﻟﻌدد ‪. 02‬‬
‫‪68‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 04-88‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬ﻟﺗﺣدﯾد وإﺗﻣﺎم ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌدد ‪02‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬و طرﯾﻘﺔ دﻓﻊ اﻷﺳﻬم‪ ،‬وﻣن ﻫم اﻟﻣﺷرﻓون ﻋﻠﻰ‬
‫إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻛذا طرﯾﻘﺔ ﻋﻣﻠﻬم‪.‬‬
‫اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬وﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼّ زﻣﺔ‪ٕ ،‬واﻧﺷﺎء وﺳﺎﺋل ﺗﻧظﯾم وﺗوﺟﯾﻪ و ﺗﺄطﯾر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻗد ﺑدأت ﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﺣﯾث ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر وﺑﺷﻛل ﻣﺗﺳﺎرع‪ ،‬ﺑﺈﻋداد اﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﺗﻲ رأﺗﻬﺎ ﺿرورﯾﺔ وأﻫم ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻗﺎﻧون ﺣول اﻷﺳﻌﺎر ﺳﻧﺔ ‪ :1989‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑرﻓﻊ اﻟدﻋم ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗدﻋﻣﻬﺎ وﺗﺣرﯾر اﻷﺳﻌﺎر‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ : 10-90‬ﻧﺟم ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺧﻼل ﺳﻧوات اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت‬ ‫ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض رﻗم‬ ‫ب‪-‬‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﺧﺗﻼﻻت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أوﺟﻪ ﻛﺛﯾرة ﻣن ﻋدم اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪،‬‬
‫ﻛﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ وﻧﻣو اﻟﺳوق اﻟﻣوازﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﺎﻧت أﺑرز ﻋواﺋق ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬
‫ﺗﺗﻣﺣور ﺣول ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﻏﯾﺎب ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟﺎدة ﻓﻲ ﺗوظﯾف اﻟﻘروض‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر وأﻣﺎم ﻋدم ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد‬
‫وﺗﺳﯾﯾرﻩ‪.‬‬ ‫ﺗﻧظﯾﻣﻪ‬ ‫إﻋﺎدة‬ ‫أﺟل‬ ‫ﻣن‬ ‫ﻋﻠﯾﻪ‬ ‫ﻋﻣﯾﻘﺔ‬ ‫ﺗﻌدﯾﻼت‬ ‫أدﺧﻠت‬
‫وﻣن أﻫم اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣﺎ أوﺿﺣﺗﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‪12-86 70‬‬
‫‪71‬‬
‫رﻗم ‪ 06-88‬اﻟﻣؤرخ‬ ‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1986-08-19‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻟﺑﻧك واﻟﻘرض‪ ،‬وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق اﻟذي أدﺧل إﺻﻼﺣﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫ﻓﻲ ‪ّ 1988-01-12‬‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ)‪ .(2‬وﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1990-04-14‬ﺗم ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01-90‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض‬
‫ﻣر ﺑﻬﻣﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎد‬‫اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺎل ﻋﻧﻪ أﻧﻪ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرﻗت ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن ّ‬
‫اﻟﺟزاﺋري إذ ﻛﺎن ﻧﻘطﺔ اﻧطﻼق ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أدوات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر‪ .‬وﺗﻣﻛن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪-‬إﻧﺷﺎء ﺳﻠطﺔ ﻧﻘدﯾﺔ وﺣﯾدة‪.‬‬

‫‪ 69‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﻘﺪ واﻟﻘﺮض رﻗﻢ ‪10-90‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 14‬اﻓﺮﯾﻞ ﺳﻨﺔ ‪ 1990‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ‬
‫‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1990‬اﻟﻌﺪد ‪16‬‬
‫‪70‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 12-86‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1986-08-19‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺒﻨﻚ واﻟﻘﺮض‪ ،‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1986‬اﻟﻌﺪد‪34‬‬
‫‪ 71‬اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 06-88‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬ﻣﻌ ّﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 12-86‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺒﻨﻮك واﻟﻘﺮض‪ ،‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ‬
‫ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬

‫‪63‬‬
‫‪-‬إﺑﻌﺎد اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻋن اﻹﺋﺗﻣﺎن‪.‬‬
‫وﻫﻛذا ﻓﻘد ﻗﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺈدﺧﺎل ﺗطور ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى آﻟﯾﺎت ﺗﻣوﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻐرض‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌراﻗﯾل اﻟﻣوروﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ :1991‬ﯾﻌﺗﺑر ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1990‬أول ﺧطوة ﻓﻲ‬ ‫ت‪-‬‬
‫اﺗﺟﺎﻩ إﻟﻐﺎء اﻟﻧظﺎم اﻟﻘدﯾم اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ .‬وﻫﻛذا ﻓﻔﻲ أوت‬
‫‪ 1990‬وﻋن طرﯾق اﻟﻣﺎدة ‪ 41‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1990‬ﺛم ﻓﻲ ﻓﯾﻔري ‪ 1991‬ﻋن‬
‫طرﯾق إﺻدار ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷروط ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ .‬وﺗﻘرر‬
‫ﺗﺣرﯾرﻫﺎ دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻣﻧذ ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺈن‬
‫اﻟﺑﻧك ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧظم اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪.‬‬
‫ث‪ -‬اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ :1992‬ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري طوال ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل‬
‫اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻣرﻫق وﻣﻌﻘّد‪ ،‬إذ ﻛﺎن ﻣﺛﻘل ﺑﻣﺋﺎت اﻟﺿراﺋب دون أن ﯾﺣﻘق ﻣﻧﻬﺎ أي ﻋﺎﺋد ﻛﺑﯾر‪.‬‬
‫ﻓﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ذﻟك أن وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﺳﻬل ﻧﺳﺑﯾﺎ‬
‫ﻣن أﺳﻠوب ﺧﻔض اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ .‬ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ أدرﻛت أﻧﻪ ﻣﺎ‬
‫دام اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﻗد أﺻﺑﺢ أﻛﺛر اﻧدﻣﺎﺟﺎ ﻣﻊ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ‬
‫ﺑﺻورة ﻣﻧﻌزﻟﺔ‪ .‬ذﻟك أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻷﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﯾﻘﺗﺿﻲ‬
‫إﺻﻼح ﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺟزء ﻫﺎم‬
‫ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ .‬ﻟذا ﺟﺎءت اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1992‬ﺣﯾث ﺗم‬
‫ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ّ‬
‫‪ : 2‬ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ‪1995 – 1994‬‬
‫ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺳﺎءت اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﺳﺑب ﺗراﺟﻊ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر و اﺳﺗﻣرار ﺗدﻫور‬
‫و ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ّ‬
‫ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻣﻊ اﻧﻌدام إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ‬
‫اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷوﺿﺎع دﻓﻌت اﻟﺳﻠطﺎت إﻟﻰ اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺣﺎزﻣﺔ‬
‫ﺑﺷﺄن اﻹﺻﻼﺣﺎت وأﺻﺑﺢ اﻟﻬدف ﻫو اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻗﺗﺻﺎد ﻣوﺟﻪ إدارﯾﺎ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد ﻣوﺟﻪ ﺑﺂﻟﯾﺎت‬
‫اﻟﺳوق‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺑداﯾﺔ ‪ 1994‬وﺟدت اﻟﺟزاﺋر ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﺎﺟزة ﻋن اﻟدﻓﻊ ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﺑﺣوزﺗﻬﺎ ﺳوى ‪08‬‬
‫ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻣﻣﺎ أﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﻣﺿﺎء اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ‪ Stand bay 1‬ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻣدﺗﻪ ﺳﻧﺔ‪،‬‬
‫ﻣن أﻓرﯾل ‪ 1994‬إﻟﻰ ﻣﺎرس ‪ .1995‬ﺣﯾث ﻣﻧﺢ اﻟﺻﻧدوق ﻟﻠﺟزاﺋر ﻗرﺿﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ ‪ 1,03‬ﻣﻠﯾﺎر‬
‫دوﻻر ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻘرض ﻛﺎن ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط‪.‬‬
‫*اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ أﻣﻼﻫﺎ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ :‬وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك اﻋﺗﻣدت اﻟﺳﻠطﺎت ﻋﻠﻰ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ -‬ﺗرﺷﯾد ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾز‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺟﻣﯾد رﻓﻊ اﻷﺟور‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺳﯾن إﯾرادات اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣردود اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ب ‪ -‬اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ‪ :‬ﺣﯾث ﻗﺎﻣت اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾﻧﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﻘدي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬وﻣن أﻫم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت ﻫﻲ‬
‫‪72‬‬
‫‪ 22-95‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬اﻟﻣﺗﻌﻠق‬ ‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺧوﺻﺻﺔ إذ ﺟﺎء اﻷﻣر رﻗم‬
‫ﺑﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻔﺎﺋدة أﺷﺧﺎص‬
‫طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وﺗﺗﻠﺧص أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧوﺻﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗؤدي ﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺿﻣﺎن ﻋﺎﺋدات ﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺗﺣرر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﺳوق‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ﺗﺳﺎﻋد اﻟﺧوﺻﺻﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﺳﻬم‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻣل ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ورﺷﺎد أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻪ ﺗﺳﻣﺢ ﺑوﻓرة‬
‫اﻟﻣوارد وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدل اﻗﺗﺻﺎدي ﺟﯾد‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺗدﺧل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ‬
‫اﻟﻣﺣددة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺎت داﺧل إطﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺳطّر وأﻫداﻓﻬﺎ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ‬ ‫خ‪-‬‬
‫ﻧظ ار ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪ ،‬إذ زادت ﻣن ﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬و ظﻬرت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺳوى ﻋون اﺣﺗﻛﺎري ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻓﻛرة‬
‫إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﯾﻬﺎ‪ .‬ﻓﻔﻲ ‪ 25‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1995‬ﺟﺎء اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 25-9573‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر‬

‫‪ 72‬اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 22-95‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻮﺻﺼﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪ ،1995‬اﻟﻌﺪد ‪48‬‬
‫‪ 73‬اﻟﻤﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ 25-95‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﺗﺴﯿﯿﺮ رؤوس اﻷﻣﻮال اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ‬
‫اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﺳﻨﺔ ‪،1995‬اﻟﻌﺪد ‪50‬‬

‫‪65‬‬
‫رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ .‬واﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ أﻧﻬﯾت ﻣﻬﺎم ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وﺗم اﺳﺗﺣداث‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ اﻟﺗﻲ أوﻛﻠت ﻟﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﺳﯾﯾر وﻣراﻗﺑﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬أو‬
‫أي ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي آﺧر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ : 3‬ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻣن أﻓرﯾل ‪1998 - 1995‬‬
‫اﻟرﻛود‪ ،‬ﻗﺎﻣت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﺑرﻧﺎﻣﺞ‬
‫ﻹﺧراج اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ّ‬
‫اﻟﻣوﺳﻊ ‪2‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﺑﺗداء ﻣن أﻓرﯾل ‪ 1995‬وﻟﻣدة ‪ 3‬ﺳﻧوات‪ ،‬ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻣوﯾل‬
‫‪ Stand Bay‬اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ .‬وﯾدﺧل ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺟﺳﯾد‬
‫طرة ﻣن أﺟل إﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪ .‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻌﻰ‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳ ّ‬
‫ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻟﻰ ﻣواﺻﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺑدء ﺑﺧوﺻﺻﺔ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫*ﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‪:‬‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة اﻟﻣوارد ﻋن طرﯾق ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋن طرﯾق رﻓﻊ اﻟﻘﯾود اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطورات اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻔﻌل ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ و اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟﺟدﯾد‪ ،‬اﻧﺗﻬﺟت إﺻﻼﺣﺎت‪ ،‬ﻋرﻓت ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻬدف دﻋم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﻣﺣورت ﺣول ‪:‬‬
‫‪ :4‬اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‬
‫ﻣن أﺟل إﻧدﻣﺎج اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬وﻛذا اﻹﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ‪ .1990‬ﺣﯾث أﺳﻔرت‬
‫اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ اﻹﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﻋن إﺑرام ﻋﻘد اﻟ ّﺷراﻛﺔ اﻷورﺑﯾﺔ ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ‪ ،2001‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ‬
‫ﺗزال اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻣﺳﺗﻣرة و ﻣن اﺟل ذﻟك ﺗم ﻓﺗﺢ ورﺷﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺑﻼد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﺗﻌدﯾل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻧظﺎم‬
‫ﺗﺄطﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻷﺳواق‪.‬‬
‫‪ : 5‬ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﺣﯾط اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫ﻫو ﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﻗطﺎع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟذي ﯾﻌد ﻣﺣرﻛﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺷﻐل‪.‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ) ﻗﺎﻧون اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﺗوﺣﯾد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‬
‫اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن اﺳﺗﻬداف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫إﺻﻼح اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﺧوﺻﺻﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫إﺻﻼح اﻟﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ﯾﺳﺗﻬدف ﺗطﻬﯾر اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﻌﺎد رﺳﻣﻠﺗﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺗﺄﻫﯾل ﺗﻘﻧﻲ وﺗطوﯾر‬
‫و ﻋﺻرﻧﺔ ﻧظﺎم اﻟدﻓﻊ و اﻟﻣراﻗﺑﺔ و ﺑرﻣﺟﺔ ﻓﺗﺢ اﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑﻧوك أﻣﺎم اﻟرأﺳﻣﺎل‬
‫اﻟﺧﺎص واﻷﺟﻧﺑﻲ ‪.‬‬
‫ﺗﺣرﯾر اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌدﯾل اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺳﯾﺳﻣﺢ ﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ‬
‫ﻗطﺎع اﻟطﺎﻗﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺟم واﻟﻣﺣروﻗﺎت ) ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﺟم اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺔ‪2001‬‬
‫‪ 03/07/‬ﻗﺎﻧون اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﻓﯾﻔري ‪ 2002‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣﺎرس ‪.- 2005‬‬
‫ﻣﺗرو اﻟﺟزاﺋر وﻣطﺎر اﻟﺟزاﺋر اﻟدوﻟﻲ (‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺗطور اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﻟﻘد ﻋﺎﻟﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﻟﻛن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﺑداﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت و اﻧﻔﺗﺎح اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻟرأﺳﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ و اﻧﺗﻬﺎج ﻣﺳﺎر اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‬
‫و اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺣﺗم ﻋﻠﯾﻬﺎ إﯾﺟﺎد‬
‫وﻓق اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻟﻬذا ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻋرض‬ ‫اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم اﻻﻗﺗﺻﺎد و‬
‫اﻟﻣﻼﺋم ﻟﺟذب‬ ‫و إﯾﺟﺎد اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‬ ‫اﻻﻧطﻼﻗﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠت اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺳﺎدﻫﺎ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﻔظ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ رؤوس‬
‫اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻣﻣﺎ اﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺑوادر ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 277-63‬اﻟذي ﯾﻧظم ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أﺧذا ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗوﺟﻪ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ و ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻬﺎ و ﺗﻼﻩ ﻗﺎﻧون ‪ 274-66‬اﻟذي ﻛرس‬
‫ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻬﻣﺔ و ﻗﺎﻧون ‪ 25-88‬اﻟذي اﻋﺗﻧﻰ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫إﻻ أن ﺑظﻬور ﻣﻼﻣﺢ ﺟدﯾدة ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺑﺣث‬
‫ﻋن اﻟﺷراﻛﺔ و اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪.‬ﻓﻬر ﺑﻧﺎء ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻧﻘد واﻟﻔرض ‪ 10-90‬و اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12-93‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺛم اﻷﻣر رﻗم‬
‫‪ 2003 03-10‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣروﻗﺎت واﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟطﺎﻗﺔ ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوﺟﻪ ‪1988- 1963‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ‪ 1966-1963‬وﺟد ﻗﺎﻧون ‪ 277-63‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1963‬اﻟﻣوﺟﻪ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ‬


‫رؤوس اﻷﻣوال اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و أﻋطﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﻛل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب وﺑﻌض‬
‫ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻋن طرﯾق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫‪:‬‬
‫‪-‬ﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻸﺷﺧﺎص )ﻣﻌﻧوي أو طﺑﯾﻌﻲ ( وطﻧﻲ أو أﺟﻧﺑﻲ‬
‫‪-‬ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل واﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن و ﻣﺳﯾري ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫‪-‬اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ‬
‫‪-‬ﺿﻣﺎن ﺿد ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺎ إﻻ ﺑﻌد أن ﺗﺻﺑﺢ اﻷرﺑﺎح‬
‫و ﯾؤدي ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ إﻟﻰ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗوردة واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة‬ ‫اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ‬
‫ﺗﻌوﯾض ﻋﺎدل‬
‫ﻋﻣوﻣﺎ ﻟم ﯾﻌرف ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺑﺳﺑب أن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺷﻛﻛوا ﻓﻲ ﻣﺻداﻗﯾﺗﻪ وﻟم ﯾﺗﺑﻊ‬
‫ﺑﻧﺻوص ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻏﻲ ﻣطﺑق ﻟﻠواﻗﻊ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﺟزاﺋر ﺗﻘوم ﺑﺗﺄﻣﯾﻧﺎت )‪ (64-63‬ﻣن‬
‫ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺑﯾﻧت اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻧﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺣﯾث اﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺑﺎدر ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ أودﻋت ﻟدﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻌد ﻓﺷل ﻗﺎﻧون ‪ 277/63‬ﺳﻧت اﻟﺟزاﺋر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺗﺣدﯾد دور رأس اﻟﻣﺎل‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻣﻛﺎﻧﺗﻪ و إﺷﻛﺎﻟﻪ و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ 284/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1966/09/15‬ﻟﺳد اﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﺗﺷوب ﻗﺎﻧون‬ ‫ﺟﺎء ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ‬ ‫‪ 1963‬و ﻟﯾﻌرف اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺗدﺧل رأس اﻟﻣﺎل وﻟﺗﺣدﯾد‬

‫‪ 74‬ﻗﺎﻧون ‪ 284/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1966/09/15‬ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1966‬اﻟﻌدد ‪80‬‬

‫‪69‬‬
‫اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص و روﻋﯾت ﺿرورة ﺗﺑﺳﯾط إﺟراءات اﻟﺗرﺧﯾص و ﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻣﻬل‬
‫اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ -‬اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪:‬‬
‫ﻣﻧﺢ ﻟﻸﺷﺧﺎص )طﺑﯾﻌﻲ ‪ ،‬ﻣﻌﻧوي (‬ ‫ﻣن اﺟل ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬
‫ﺟزاﺋرﯾﯾن أو أﺟﺎﻧب إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ و ﻓﻲ اﻟﻔروع‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺷﺎرﯾﻊ‬ ‫ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺣق اﻟﻣﺑﺎدرة‬ ‫اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﺣﯾوﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟوطﻧﻲ و اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ )ﻗﺎﻧون ‪.(274/66‬‬
‫و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣﻛن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل ﻣﻧﺢ ﻗﺎﻧون ‪ 274/66‬ﺿﻣﺎﻧﺎت وﻣﻧﺎﻓﻊ ﻟﺗﺷﺟﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو‬
‫رأس اﻟﻣﺎل اﻟوطﻧﻲ ﺧﺻوﺻﺎ واﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻫﻧﺎك ﻣﻧﺎﻓﻊ ذات طﺎﺑﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺗﺎم أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن رﺳوم اﻻﻧﺗﻘﺎل ٕواﻋﻔﺎءات اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري وﻛذﻟك إرﺟﺎء اﺳﺗﻔﺎء‬
‫رﺳوم اﻟﺟﻣﺎرك ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺄﻣوال اﻟﺗﺟﻬﯾز اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‪ .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫ذﻟك اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺗﺎم أو اﻟﺟزﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻛل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺟﻠب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﺗﺳﻧﻰ اﻟﻣﺿﻲء ﻗدﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﻼد‪.‬‬
‫ﻏﯾرأن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻛون ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻛراﻣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫و ﻟﻬذا أﻧﺷﺋت ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺑدي رأﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻟﻠو ازرة اﻟوﺻﯾﺔ ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻗﺎﻧون ‪ 274/66‬ﻟم ﯾﺟﻠب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﻧص ﻛﺳﺎﺑﻘﻪ )‪ (1963‬ﻋﻠﻰ‬
‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾم و ﻻن اﻟﻔﺿل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻛﺎن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ ‪1988-82‬‬
‫ﺻدر ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1982‬ﻗﺎﻧون ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ و ﺳﯾرﻫﺎ و ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اطﻬرت اﻟﺟزاﺋر ﻧﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﻗﺑول اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر و ﻓﺿﻠت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﺷراﻛﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ 11-82‬وﻓرت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري أﺣﺳن ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ اﻟﺧﺎص‬ ‫ﺑﻬذا اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ .‬وﺟﺎء ﻟﯾﺟدد اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ‬
‫و اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ و ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﺣﺗﻰ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ‬

‫‪ 75‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 11-82‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 21‬اوت ﺳﻧﺔ ‪ 1982‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1982‬اﻟﻌدد ‪34‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و أن ﯾﻛون ﺟﺎﻟﺑﺎ ﻟﻠﻧﻔﻊ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﯾدﺧل ﺿﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ‬
‫ﺣﺳب ‪.11-82‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ 13-86‬اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻣﻌدل ﻟﻘﺎﻧون ‪11-82‬‬ ‫ﺑﻌد ذﻟك ظﻬر ﻗﺎﻧون‬
‫وﻟﻘد ﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎد ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن‬ ‫ﻋﻘب اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﺑﺗرول ‪1986‬‬ ‫ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺟﺎءت‬
‫اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ و اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ .‬اﺛر اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻋﻠﻰ ﻋﺟز ﻣﯾزان‬
‫اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﺿﻌف اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ طﻬرت اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و‬
‫وﺗﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد‪.‬‬
‫و ﻟﺗﺟﻌل ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻛﺛر ﺗﺣﻔﯾ از ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ و ﻫو ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣﻧﻪ)‪ (13-86‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻪ اﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ‪.‬‬
‫و ﻟﻛن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻼﺣظ رﻏم اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا‬
‫اﻟﻘﺎﻧون إﻻ اﻧﻪ ﻟم ﯾﻌﻣل إﻟﻰ ﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب إﻟﻰ ﺑﻼدﻧﺎ ‪ .‬ﻟﻣﺎذا؟ أﯾﻧﺎﻟﺧﻠل إذن؟‬
‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1988‬أﻓرزت اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة إﻟﻰ طﻬور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ذات اﻟطﺎﺑﻊ‬ ‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ )اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت( اﺳﺗﺧﻼﻓﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫و ﺣﺳب اﻟﻣﺧطط اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ‪ 1988‬ﺟﺎءت ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ داﻋﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫)‪ (25-88‬و )‪ (01-88‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﯾﺗوﺟﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات و ﺗﺳﻬﯾﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺣﯾوي‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 76‬ﻗﺎﻧون ‪ 13-86‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺳﯾرھﺎ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1986‬اﻟﻌدد ‪35‬‬

‫‪71‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح واﻟﺷراﻛﺔ‬

‫ﻟﻘد ﺟﺎء ﻗﺎﻧون ‪ 10-90‬اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻧﻘد و اﻟﻘرض ﻣن ﺑﯾن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺗﺣﺿﯾر ﻣﺣﯾط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺷراﻛﺔ و ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻋﻣوﻣﺎ و اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﺧﺻوﺻﺎ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري و ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم إﻧﺷﺎء اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﻐﯾر‬
‫اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺷروط ﺗﺣوﯾل رؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻌددة و ﻫذا ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾﺷﻛل ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول ﻫﺎﻣﺔ ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺑﻧوك‬
‫ﻧﺣو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻌﺎون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري و ﺗﻘدﯾم اﻻﺳﺗﺷﺎرة‬
‫اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻣوﻣﯾﯾن ﻛﺎﻧوا أو ﺧواﺻﺎ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺑﺗرﻗﯾﺔ ﻣﺣﯾط اﻟﺷﻐل وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى إطﺎرات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن‪ ،‬ﺟﻠب وﺳﺎﺋل ﺗﻘﻧﯾﺔ و ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻟﺑراءات اﻻﺧﺗراع و اﻟﻌﻼﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر طﺑﻘﺎ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ و ﺗوازن ﺳوق اﻟﺻرف‬
‫و ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻧﻠﺧص اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻣﺷروع ‪ 10-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬
‫‪ 1990/04/14‬اﻟﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض‪:‬‬
‫اﻟﻣﺑدأ اﻷول ‪ :‬ﺗوﻓﯾر اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﯾن و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ‬
‫إزاء اﻟﻘرض واﻟﻧﻘد واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻣﻧﺢ أي اﻣﺗﯾﺎزات ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﺑﻧوك ﻣﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن‬
‫و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ واﺿﺢ ﻫو اﻧﻪ ﻻ ﯾﺗم ﻣﻧﺢ أي اﻣﺗﯾﺎز إﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﺎوى اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺻﺎرف ﺳواء ﻓﻲ اﻟداﺧل أو‬
‫اﻟﺧﺎرج ‪.‬‬
‫و ﻋﻠﯾﻪ أﺻﺑﺢ ﻛذﻟك اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘرض و اﻟﺑﻧك ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣوال ﻻ ﯾﺣدﻫﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﯾﻛﻣن ﯾﺗﻣرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺎﻣل اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ إﺻدار اﻟﻧﻘد ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟﺧﺎرﺟﻲ أو ﺗﺳﯾﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫و ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻫﯾﺋﺔ ذات ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺧزﯾﻧﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓوري ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت و ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻘرض‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬ﻓﺗﺢ اﻟطرﯾق ﻋﺑر ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻟرﺳﺎ اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﻧﻪ ﯾﺷﺟﻊ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺷراﻛﺔ ﺑدون ﺗﺧﺻص‬
‫‪-‬إﻟﻐﺎء اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟوطﻧﻲ ‪ 49/51‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‬
‫و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺎ ﺑﻣﻌﯾﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪.‬‬
‫‪-‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻷﺟﺎﻧب إﻗﺎﻣﺔ ﺷرﻛﺎت داﺧل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر أو‬
‫اﻟﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ آو اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻋدا ﻣﺎ ﻫو اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ وﻫذا وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن‬
‫طرف اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺗﺢ اﻟﺷراﻛﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و إﻋطﺎء ﺣرﯾﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﯾﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ‬
‫ﻋن اﻹدارة و ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﻛﺎن ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻧﻘد و اﻟﻘرض ‪ ،10-90‬أن‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣﻔﺗوح ﻟﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺟل اﻟﻘطﺎﻋﺎت إﻻ أن اﻟﻔﺗرة ﺟﺎءت ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات‬
‫اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺗﺻﺎﻻت ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ و ﻫذا طﺑﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﺗﻧظﯾم ‪ ) 03-90‬ﻣﺎدة ‪ 2‬و‪.(3‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺎدة ‪ 183‬ﻣن ‪ 03-90‬ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﻧﺷﺎء‬
‫و ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺷﻐل ﻟﺗطوﯾر ﻛﻔﺎءات اﻹطﺎرات واﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺟﻠب اﻟﻣﻌدات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد ﻟﺛﻧﺎء ذﻟك رﺧص اﻹﻧﺗﺎج و ﻣﺳﻣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﻛذا اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺗﺑﺎدل‪.‬‬
‫إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﺻﺑﺢ ﯾﺄﺧذ ﺑﻘﺎﻋدﺗﯾن )ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻣﺧﺗﻠطﺔ‪ (.‬ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻣوﻻ و ﻣﻧﺟ از ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ﻋن طرﯾق ﻓرد ﻣﻌﯾن أو ﻋدة أﻓراد ﺳواء ﻛﺎﻧوا‬
‫طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن ﻣﻘﯾﻣﯾن أو ﻏﯾر ﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺟزاﺋر‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﯾﻛون ﻣﻣوﻻ و ﻣﻧﺟ از ﻣن‬
‫طرف ﻓرد أو ﻋدة أﻓراد ﻣﻌﻧوﯾﯾن ﻛﺎﻧوا أو طﺑﯾﻌﯾﯾن ﻏﯾر ﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ إطﺎر ﺷرﻛﺔ ﻣﺧﺗﻠطﺔ أﺳﺎﺳﺎ‬
‫ﺑﺣرﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﻣﺗﻌﺎوﻧﯾن اﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣﺣﻠﯾﯾن ﻣﺧﺗﺎرﯾن‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻘﯾﻣﺔ ‪ ،‬وﺗﻛون ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺣرﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎء و‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺣدد اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ أو اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫إن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻓرﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺟﻌﻠت اﻟﻔرص ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﻘﯾم ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ و ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ﺑدا ﯾظﻬر اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾن‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺗواﻩ و واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ و اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻣطﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ و ﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻓﯾم ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت ذات اﻷوﻟوﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ 1991‬ﻣﺛﻼ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺣروﻣﺔ‪.‬‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ إﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻣل‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ اﺧﺗﯾﺎري ﻟﻠﻣﺻدرﯾن‪.‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﻌدات و اﻟﺗﺟﻬﯾزات‬
‫ﻗﺻد ﺗﺧطﻲ اﻟﺗﺟﻬﯾز ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺿﺣﺔ ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ‪ 625‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪1992/08/18‬‬
‫ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ و ﺑﺎﻷﻣر رﻗم ‪ 92/58‬ﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر اﻟذي ﯾرﻋﻰ ﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب‪.‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺣﻣﺎﯾﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺷراﻛﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﺗرﺗﯾﺑﺎت داﺧﻠﯾﺔ وﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﺎﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ‪ 10-90‬وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺟﻠب رؤوس اﻷﻣوال‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﺗﺗم ﻋن طرﯾق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﻣﺗﻌددة‬
‫اﻷطراف ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‬
‫ﻟوﻛﺳﺑورغ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق اﻟدوﻟﻲ‬ ‫ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ‬ ‫‪-‬اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻻﺗﺣﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻗﻊ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر وﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ﻟوﻛﺳﺑورغ و ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات و‬
‫ﺗدﻋﯾم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺣﯾث اﻧﻪ ﯾﺣق ﻟﻛل طرف أن ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻊ وﺟود اﻟﺗﺳﺎوي واﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن ﻛل طرف وﺗؤﻣن ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم و ﻻ ﯾﺣق ﻷي طرف ﺗﺄﻣﯾم‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻻ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺄﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ أو ﺑﺳﺑب‬
‫ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ أو ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑدﻓﻊ ﺣﻘوق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن أي دوﻟﺔ ﻣن دول اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻔواﺋد‪ ،‬ﻣداﺧﯾل رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬ ‫ﻣﺛل اﻷرﺑﺎح‬ ‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣداﺧﯾل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫ﺑﺎﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻘروض‪ ،‬ﻣداﺧﯾل دﯾن ﺧﺎص ﺑﺗﺻﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬أو ﺟزء ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣﺗوﻟدة ﻣن‬
‫ﺣﻘوق اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إدارﯾﺔ أو ﺗﻘﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟزاﺋر أﻣﺿت اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻊ اﻟﺷرﻛﺎء اﻷﺳﺎﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﻋدم وﺟود ﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻣزدوﺟﺔ‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬ﻫﻧﺎك اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﯾطﺎﻟﯾﺎ ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﻣذﻛور ﺳﺎﺑﻘﺎ وﺟود ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫و ﺗدﻋﯾم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ‪28‬ﻣﺎي ‪. 1991‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻟﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫ﻛﻣﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻋﺿو ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ MIGA‬و ﻫﻲ وﻛﺎﻟﺔ أﻧﺷﺋت ﺳﻧﺔ ‪ 1985‬ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺳﯾول و ﻫﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ إدارﯾﺎ‬
‫ﻟﻣﺟﻠس ﻣﺣﺎﻓظﻲ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر‪ BIRD‬ﺗﺗﻣﺛل أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ و ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺗﺎﻣﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﺧرطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ CIRD‬و ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣرﻛز ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﺑﯾن اﻷﻋﺿﺎء ي ﺣﺎﻟﺔ ظﻬور‬
‫ﻧزاع ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻫذا اﻟﻣرﻛز ﯾﻣﻧﻊ ﻣﻧﻌﺎ ﺑﺎﺗﺎ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻟﺗﺄﻣﯾم‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟزاﺋر ﻋﺿو ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻣﻧظﻣﺔ اﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﺿﻣﺎﻧﻪ و ﺗﻘﯾﯾم ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻠدول‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫ﻧﻼﺣظ أن ﻗﺎﻧون و اﻟﺗﻘﻧﯾن ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻗد ﺗطور ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﻪ اﻟﺿرورة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون ‪.1990-1963‬‬
‫و ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﺟﺎءت ﻟﺗﺣﺳن ﻣن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠﺟزاﺋر ﺣﺳب اﻟﻣﺧططﺎت‬
‫اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺳطرة ﻓﻲ ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ إﻻ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺗﻐﯾر ﺣﺳب اﻟﻣرﺣﻠﺔ و‬
‫اﻟﺣﺳب اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻌﺎم ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12-93‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪77‬‬
‫‪12-93‬‬ ‫ﻣواﺻﻠﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗم إﺻدار اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1993/10/05‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻫو ﯾﻬدف أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪-‬ﻓﺳﺢ ﻣﺟﺎل اﻟﺷراﻛﺔ ﺑﯾن رأس ﻟﻣﺎل اﻟوطﻧﻲ ورؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻧﺗﻘﺎل رؤوس اﻷﻣوال‪.‬‬
‫‪-‬إﻋطﺎء ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣطﻣﺋﻧﺔ ﺑﻣﻌﯾﺔ ﺣواﻓز ﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪-‬إﻋطﺎء أوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ زﯾﺎدة ﻣوارد اﻟﺑﻼد ع اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ‬

‫‪ 77‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12-93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1993/10/05‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1993‬اﻟﻌدد ‪64‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ - 1‬اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻣوﻣﺎ اﻧﺟﺎز اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺿﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻧﺗﺎج‬
‫اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﺷرﯾطﺔ أن ﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﺻراﺣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻓروﻋﻬﺎ إﻻ أن‬
‫ﻋن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺗﺻﻔﯾﺗﻬﺎ أو ﺑﯾﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟﺗﺧﺻص ﻟﻠدوﻟﺔ ﺿﯾﻘﺔ ﺿرورة ﺗﺧﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ أو إﺷراك رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﯾﻬﺎ ‪ .‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت و‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪APSI‬‬
‫إن ﺗﺿﺎرب اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت و ﺗﻌدد اﻷﺟﻬزة ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌدد ﻣراﻛز اﻟﻘرار و‬
‫ﻫدر اﻟوﻗت ﻓﻲ آن واﺣد ﻣﻣﺎ ﯾﺑﻌث ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن إﺣﺑﺎطﺎ ﻟن ﻟم ﺗﻘل ﻋزوف ﻋن‬
‫اﻟدﺧول ﻓﻲ أي اﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬دﻓﻊ ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗوﺣﯾد ﺟﻬﺎز‬
‫ﻣرﻛزي ﻣﺧﺗص ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ وﻛﺎﻟﺔ ﺗرﻗﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫‪78‬‬
‫‪ 319-94‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪1994/10/17‬‬ ‫‪ APSI‬وﻓق اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت و ﺗﻧظﯾم اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و اﻟﺗﻲ ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‬
‫ﻣﺳﺎﻋدة و ﺗﺑﺳﯾط اﻹﺟراءات ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺳواء ﻛﺎن وطﻧﯾﺎ أو أﺟﻧﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺣد اﻟﺳواء و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫وﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ إذ ﻛل اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣﺗواﺟدة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫذﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺳﺳت وﻛﺎﻟﺔ ﺗرﻗﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺳﻧﺔ ‪ 1993‬ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﺎﻋدة و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن وﻟﯾﻛون ﻣدﺧﻼ ﺳﻬﻼ ﻟرﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل اﻟراﻏﺑﯾن ي اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻣﺛل ﺳﺎﺋر‬
‫وﻛﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﺗﻌﻣل اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﺷﺑﺎك وﺣﯾد ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﺑدﻻ‬
‫ﻣن أي ﯾﺿطر ﻫؤﻻء ﻟﻠﻣرور ﻋﺑر اﻷﺟﻬزة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ وﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ‬
‫ﻟﻠوﻗت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪ .‬ﺗﻘوم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻟﻬم ﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‪.‬‬
‫وﻛذﻟك ﺗﻘدم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﯾد اﻟﻌون ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ إﺟراء دراﺳﺔ اﻟﺟدوى‪.‬‬
‫و ﺟﺎء اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 319/54‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1994/10/17‬اﻟﻣﺗﺿﻣن‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎت وﺗﻧظﯾم وﻛﺎﻟﺔ ﺗرﻗﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫‪ -3‬اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪: 12-93‬‬

‫‪ 78‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‪ 319-94‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1994/10/17‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت و ﺗﻧظﯾم اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1994‬اﻟﻌدد ‪67‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ‪:‬‬
‫ﻫﻧﺎك اﻣﺗﯾﺎزات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻻﻧﺟﺎز و أﺧرى أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻣﺗﻼك ﻣﻧﺟز ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪-‬رﺳم ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 5‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﻟف ﺗﺧص اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ و‬
‫اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗوردة أو ﻣﺣﻠﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻣوﺟﻬﺔ ﻻﻧﺟﺎز‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗطﺑﯾق ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗﻘدر ب‪ 3‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ‬
‫اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣﺎ أﺛﻧﺎء اﻻﺳﺗﻼل ﻓﻣن ﺧل اﻟﻣﺎدة ‪18‬‬
‫ﻣن ‪ 12-93‬ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺑداﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 2‬إﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬اﻟدﻓﻊ‬
‫اﻟﺟزاﻓﻲ‪ ،‬اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣوﺟﻬﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﺻدﯾر‪.‬‬
‫‪-‬ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫﻧﺎك اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎص إذ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟذي ﺳﺑق ذﻛرﻩ و اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ و ﻛذا ﺗﺑﺎدل اﻟﺣر إذ ﺗم ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺗﯾن ‪ :‬ﻣﻧﺎطق اﻟﺗرﻗﯾﺔ‬
‫وﻣﻧﺎطق ذات اﻟﺗوﺳﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 321/94‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬ ‫أن ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻧﻔس‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق‬ ‫اﻟذي اﻗر ﺑﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة‬ ‫‪1994/10/17‬‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻷﺧرى‪.‬‬
‫اﻻﺧﺗﻼف ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﺎﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﻋﻔﺎء ﻣن‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪ ،‬اﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻔﺗرة‬
‫ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫذا ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺷﺟﯾﻊ‬ ‫ﻣن ‪ 5‬إﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﺑدﻻ ﻣن ‪ 2‬إﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق إذ ﻧﻼﺣظ رﺑط اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧﺢ أو اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزات‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻫداف اﻟﻣﻧﺗظرة ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪.‬‬

‫أ‪ -‬اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻧﺎطق‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق اﻣﺗﯾﺎزات ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‬
‫‪ 320/94‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1994/10/17‬ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺗم اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ‪:‬‬
‫و اﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و ﺷﺑﻪ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ‬ ‫‪-‬ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺳوم و اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻋدا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎ ارت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻛذا اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺎت و‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫اﻗر ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘد واﻟﻘرض ‪ 10-90‬وﻗﺎﻧون ‪ 12-93‬ﺑﺎن اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن و اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق او اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾﻛون ﻛذﻟك ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻛﺄﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﯾن أو‬
‫ﻣﻌﻧوﯾﯾن إﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑرم ﻣﻊ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻫؤﻻء اﻷﺷﺧﺎص ﻣن رﻋﺎﯾﺎﻫﺎ‬
‫ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر‬
‫ﻣن ﻗدرات ﻓﻧﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻔوق ﻗدرات اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫و ﻫﻧﺎك ﺿﻣﺎﻧﺎت اﺳﺗﻘرار أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ‪ ،‬أﻋطﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺑﻌدم ﺗطﺑﯾق اﻟﻣراﺟﻌﺎت أو اﻹﻟﻐﺎءات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗط أر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫إﻻ إذا طﻠب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ذﻟك ﺻراﺣﺔ أي ﺑﻘﺎء ﺗﺳﯾﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻣرﺳوم‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر أن ﯾطﻠب ﺻراﺣﺔ ﺑﺎن ﯾﺳﯾر وﻓق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد أن وﺟد أو ﻋدل دون‬
‫اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺿد اﻷﺧطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾم و ﺿﻣﺎن ﺣرﯾﺔ ﺗﺣوﯾل‬
‫اﻷرﺑﺎح‬
‫إن اﻟﻣﻼﺣظ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﺟﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﺟﯾد و ﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ أوﻟت ﺑﺎﻟدرﺟﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺑﻌث اﻻرﺗﯾﺎح ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺑﻧﺎء ﻣؤﺳﺳﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺷرﻋﯾﺔ‬
‫ﻣﺳﺗﻘرة ﻣن ﺟﻬﺔ و أﺑﻌدت ﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾم و اﻟﻣﺻﺎدرة واﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻹﺻﻼح ﻛﻠﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﺳﺧﯾر ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 12-93‬ﻋدا اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ .‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗرﺳﯾﺦ ﻗواﻧﯾن اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق و إﺻدار ﻗﺎﻧون اﻟﺧوﺻﺻﺔ ﻋﻠﻣﺎ‬
‫أن اﻟﺟزاﺋر ﺗﻘر ﺑﺄوﻟوﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ‪.‬‬
‫و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺣوﯾل أﻟﻐﻰ اﻟﻣﺷرع ﻛل ﺷروط اﻟﺗﺣوﯾل و اﻛﺗﻔﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣوﯾل ﻓﻘط‪.‬‬
‫ث‪ -‬اﻟﺗﻌوﯾض واﻟﺗﺣﻛﯾم‬

‫‪78‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻌوﯾض‪ :‬ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺣﻔ از أو وﺳﯾﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬رﻏم أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺿﻣون ﺿﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻬﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻊ اﻟﺟزاﺋر ﻧص اﻟﻣرﺳوم ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗرﺗب‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺧﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟﻔﻌﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﺣﻛﯾم‪ :‬ﻋﻣدت اﻟﺟزاﺋر ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ و ذﻟك ﺑﺈدﺧﺎل ﻓﺻل اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ ﺣﯾث ﻋرف ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻷﺗﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﻌد اﻟﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎﻟك ﻣﺻﺎﻟﺢ ﺗﻬم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ و إدراﻛﺎ ﻟﻠﻌﺟز اﻟﻣﻼﺣظ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ 09/93‬اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ أﺿﯾف ﺿﻣن اﻟﻣرﺳوم‬
‫‪79‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻋﻠﻰ‬ ‫‪ 12/93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 1993/10/ 05‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ‬ ‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
‫اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 41‬و اﻟﺗﻲ ﺗﻘر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫"ﯾﻌرض أي ﻧزاع ﯾط أر ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ و اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ إﻣﺎ ﺑﻔﻌل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫إﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺟراء اﺗﺧذﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺿدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك‬
‫اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو ﻣﺗﻌددة اﻷطراف أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ و اﻟﺗﺣﻛﯾم أو اﺗﻔﺎق‬
‫ﺧﺎص ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم أو ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻸطراف ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺧﺎص ‪.‬‬
‫ﻓﺎن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺻﺎدﻓت اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣرﻛز ﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻹظﻬﺎر ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ﻣن اﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري و ﻟزﯾﺎدة اﻟﺣواﻓز واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﺻدر أﻣر رﻗم‬
‫‪ 03-01‬اﻟﺧﺎص ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫‪-‬ﻓﺣدد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻬذا اﻷﻣر‪:‬‬
‫‪-1‬اﻗﺗﻧﺎء أﺻول ﺗﻧدرج ﻓﻲ إطﺎر اﺳﺗﺣداث ﻧﺷﺎطﺎت ﺟدﯾدة أو ﺗوﺳﯾﻊ ﻗدرات اﻹﻧﺗﺎج أو‬
‫إﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل أو إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ رأﺳﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺳﺎﻫﻣﺎت ﻧﻘدﯾﺔ وﻋﯾﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-3‬اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﺧوﺻﺻﺔ ﺟزﺋﯾﺔ او ﻛﻠﯾﺔ‬

‫‪ 79‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12/93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 1993/10/ 05‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1993‬اﻟﻌدد ‪64‬‬
‫‪ 80‬أﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﻣواﻓق ل ‪20‬اوت ‪ 2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2001‬اﻟﻌدد ‪47‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .1‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ‬
‫زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻛن ان‬
‫ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪1‬و‪ 2‬أﻋﻼﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺧﻔﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺟﻬﯾزات‬ ‫‪-‬ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗوردة و اﻟﺗﻲ ﻧدﺧل ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن دﻓﻊ رﺳم ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ‬ ‫‪-‬و ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﺧﺎﺻﺔ ﻛل ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟز‬
‫وﻛذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬ ‫ﺗﺗطﻠب ﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧد ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‬
‫وﺗﺣﻣﻲ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و ﻧدﺧر اﻟطﺎﻗﺔ وﺗﻔﺿﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﺑﻌﻧوان اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻣن دﻓﻊ ﺣﻘوق ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‬
‫‪-‬ﺗطﺑﯾق ﺣق ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻧﺳﺑﺔ ‪ 2‬ﻓﻲ اﻹﻟف‪ .‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘود اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ‬
‫و اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻛﻔل اﻟدوﻟﺔ ﺟزﺋﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺎ ﺑﻣﺻﺎرﯾف ﺑﻌد ﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ﻣن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷﺷﻐﺎل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺷﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺿرورﯾﺔ اﻻﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗورد أو ﻣﻘﺗﻧﺎة ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣوﺟﻬﺔ ﻻﻧﺟﺎز ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗطﺑﯾق اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﻔﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة و‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻣﺗﯾﺎزات ﺑﻌد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻧطﻼق اﻻﺳﺗﻐﻼل‬
‫‪ -‬اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت و‬
‫ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ وﻣن اﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ وﻣن اﻟرﺳم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ‪ 10‬ﺳﻧوات اﺑﺗداء ا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﻧﺎء ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫‪80‬‬
‫‪-‬ﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎزات إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺣﺳن و ‪/‬أو ﺗﺳﻬل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺛل ﺗﺄﺟﯾل‬
‫اﻟﻌﺟز و أﺟﺎل اﻻﺳﺗﻬﻼك )اﻻﻫﺗﻼﻛﺎت (‬
‫اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪-‬ﯾﻌﺎﻣل اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن و اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻌﺎﻣل ﺑﻪ اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾون و اﻟﻣﻌﻧوﯾون اﻟﺟزاﺋرﯾون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻊ‬
‫ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻊ دوﻟﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻻ ﺗطﺑق اﻟﻣراﺟﻌﺎت أو اﻹﻟﻐﺎءات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗط أر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻷﻣر إﻻ إذا طﻠب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ذﻟك ﺻراﺣﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة ﻣوﺿوع ﻣﺻﺎدرة إدارﯾﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎدرة ﺗﻌوﯾض ﻋﺎدل وﻣﻧﺻف‪.‬‬
‫‪-‬ﯾﺧﺿﻊ ﻛل ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ و اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﯾﻛون ﺑﺳﺑب إﺟراء‬
‫اﺗﺧذﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺿدﻩ ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫أو ﻣﺗﻌددة اﻷطراف أﺑرﻣﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود‬
‫اﺗﻔﺎق ﺧﺎص ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺑﻧد ﺗﺳوﯾﺔ أو ﺑﻧد ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠطرﻓﯾن ﺑﺎﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻛﯾم‬
‫ﺧﺎص‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓق اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﺧﺎص ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻗﺗراح إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و أوﻟوﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﯾﻘﺗرح ﺗداﺑﯾر ﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺳﺎﯾرة ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﻣﻠﺣوظﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣذﻛورة‪.‬‬
‫‪-‬ﯾﻔﺻل ﻋﻠﻰ ﺿوء أﻫداف ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ‬
‫‪-‬ﯾﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر و اﻟﻘ اررات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗرﺗﯾب دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫وﺗﺷﺟﯾﻌﻪ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ا ﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫و ﻫﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺣل ﻣﺣل اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺗرﻗﯾﺔ و دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗوﻟﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﯾدان اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ اﻹدارات و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص اﻟﻣﻬﺎم‬
‫اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬ﺿﻣﺎن ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و ﺗطوﯾرﻫﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن وﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن و إﻋﻼﻣﻬم وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت وﺗﺟﺳﯾد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑواﺳطﺔ ﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﺷﺑﺎك اﻟوﺣﯾد اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎزات ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺳﯾر اﻟﺻﻧدوق دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻔﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑﻌﻧوان أﺷﻐﺎل اﻟﻣﻧﺷﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺷﺑﺎك اﻟوﺣﯾد‬
‫وﯾﻧﺷﺄ ﺿﻣن وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺿم اﻹدارات و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﯾﺗﺄﻛد اﻟﺷﺑﺎك اﻟوﺣﯾد‬
‫ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ اﻹدارات و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﺧﻔﯾف وﺗﺑﺳﯾط إﺟراءات و ﺷﻛﻠﯾﺎت ﺗﺄﺳﯾس‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬أﻣر رﻗم ‪ 08-06‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪2006‬‬
‫‪81‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫ﺟﺎء ﻫذا اﻷﻣر ﻟﯾﻌدل و ﯾﻛﻣل اﻷﻣر رﻗم ‪03-01‬‬
‫و أﻫم اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 03-01‬ﺗﻌدل ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣدة اﻟرد ‪ 72‬ﯾوﻣﺎ ﺑﻌﻧوان اﻻﻧﺟﺎز و ‪ 10‬أﯾﺎم اﻟﻣﻘرر اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل‬
‫‪ -‬ﻓرض ﺗﻛﺎﻟﯾف دراﺳﺔ اﻟﻣﻠﻔﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﺳﺎﺑق‬
‫‪ -‬ﺗم اﻹﻋﻔﺎء ﻛﻠﯾﺎ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻠﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺷﺎة و اﻟﻣﺳﺗوردة و‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﻌﻧوان اﻻﺳﺗﻐﻼل ﺗﻘﻠﺻت اﻟﻣدة إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﺑﻌد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟذي ﺗﻌدﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑطﻠب ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪.‬‬
‫‪ - 1‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ 81‬أﻣر رﻗم ‪ 08-06‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ ،2006‬اﻟﻌدد ‪47‬‬

‫‪82‬‬
‫و ﻋﻣوﻣﺎ ﺟﺎء اﻷﻣر رﻗم ‪ 88-06‬ﻟﺗﻌزي ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﺑﺈﻋطﺎء‬
‫أﻛﺛر ﺣواﻓز ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب و إﻗرار اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﻗواﻧﯾن ﻗطﺎﻋﯾﺔ اﺧرى‬


‫‪ -1‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣروﻗﺎت )اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 28‬اﻓرﯾل ‪( 2005‬‬
‫وﻓق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻧﺷﺄ ﻫﯾﺋﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣروﻗﺎت و اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾم ﻣوارد اﻟﻣﺣروﻗﺎت )أﻟﻧﻔط( و ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﻋطﯾت ﺑﻌض اﻟرﺧص ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل و اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﻧﻘﯾط ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب‬
‫ﻣﻊ إﻋطﺎء ﻣزاﯾﺎ و ﺿﻣﺎﻧﺎت وﻫو ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ اﻟﻘدوم إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر‪.82‬‬
‫‪ -2‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﺟم‬
‫‪83‬‬
‫و ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 10-01‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 03‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪2001‬‬
‫ﻣوﻧﻪ ﯾﺳﻣﺢ ﻷول ﻣرة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷﺎف واﺳﺗﻐﻼل‬
‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ ﯾﺧﺻص أرﺑﻌﺔ ﻣﺑﺎدئ ﻛﺑرى ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷرض و ﻣﺎ ﺗﺣت اﻷرض‬
‫‪-‬ﻋدم اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣواد اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ‬
‫‪-‬اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺑﺣث و اﻻﺳﺗﻛﺷﺎف و اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻟﻛل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫‪-‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪.‬‬
‫‪-‬و أﻋطﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻋدة ﻣزاﯾﺎ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺈﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ أو اﻟﻣﺳﺗوردة ﻓﻲ‬
‫إطﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻧﺟﻣﻲ‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ﻛل اﻟﺿراﺋب‪.‬‬
‫ﺗﻘوم ﻓﻠﺳﻔﺔ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﻣﺎ ﯾطﻬر ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻸﺻول اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺣق اﻟﻛﺷف ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟذي ﯾﻛﺷف ﻣﻛﺎن‬
‫اﻟﻣﻌدن‪.‬‬

‫‪ 82‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 07-05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 2005‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ 2005‬اﻟﻌدد ‪03‬‬
‫‪ 83‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 10-01‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 03‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺟم ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ 2001‬رﻗم ‪35‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-‬اﺳﺗﻘرار اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟرﺧص ﻣﻧذ ﺑدء اﻻﺗﻔﺎق إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟرﺧﺻﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻘﯾود اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ) اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري‬
‫اﻟدوﻟﻲ(‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻗﺎﻧون اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‬
‫‪84‬‬
‫ﯾﻬدف اﻟﻘﺎﻧون ‪ 01-02‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻓﯾﻔري ‪ 2002‬ﺣول اﻟﻛﻬرﺑﺎء و ﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز‬
‫إﻟﻰ وﺿﻊ ﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻟﻠﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺣرة ﻟﻧﺷﺎطﺎت إﻧﺗﺎج اﻟﻛﻬرﺑﺎء‪ .‬أﻋطﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻓرﺻﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ‬
‫ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎء و اﻟﻐﺎز ﻓرأﺳﻣﺎل ﻓروع ﺳوﻧﻠﻐﺎز ﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻷﺳﻬم ﻣﻔﺗوح ﻟﻠﺷراﻛﺔ و‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ أو ﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ و إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎل ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻧظﺎم اﻻﺗﺻﺎﻻت‬
‫أﻓرزت اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﻧﻔﺗﺎح إﻟﻰ وﺟود ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻻﺗﺻﺎﻻت‬
‫وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ 03-2000‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪05‬‬ ‫اﺗﺻﺎﻻت اﻟﺟزاﺋر اورﺳﻛوم و اﻟوطﻧﯾﺔ وﻓق اﻟﻘﺎﻧون‬
‫أوت ‪ 2000‬اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺳﺳت ﻫﯾﺋﺔ ﻟﻠﺿﺑط ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ و اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻣﺷروﻋﺔ ﻫﻲ ﺳوﻗﻲ اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ‬
‫واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‬
‫ﻣﻊ اﺣﺗرام ﺣق‬ ‫‪-‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﺗﻘﺎﺳم ﻣﻧﺷﺎت اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﻧﺢ رﺧص اﻻﺳﺗﻐﻼل‬
‫‪-‬اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗوﺻﯾل اﻟﺳﯾﺊ‬
‫‪-‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن أو ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن‬

‫‪ 84‬ﻗﺎﻧون ‪ 01-02‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻓﯾﻔري ‪ 2002‬ﺣول اﻟﻛﮭرﺑﺎء و ﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز‪ ، ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2002‬اﻟﻌدد‪08‬‬
‫‪ 85‬ﻗﺎﻧون ‪ 03-2000‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 05‬أوت ‪ 2000‬اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،48‬ﺳﻧﺔ‪.2000 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﻣﺟﻬودات ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ .‬ﻧظ ار ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﻛﻣﺻدر ﺗﻣوﯾل ﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬أوﻟت اﻟﺟزاﺋر أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ‬
‫اﺳﺗﻘطﺎب اﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن ﺗدﻓﻘﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ .‬ﻓﺣﺎوﻟت ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد و ﺳن ﻗواﻧﯾن‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺗﻘدﯾم اﻟﺣواﻓز و اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‪ .‬ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘص اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‬
‫ﻧﺟد أن اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر ﻣﺣﻔزة أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻏﯾر ﺟذاب‪ ،‬و ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻧرى أن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ و ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن‬
‫ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻔﺎﻋل ﻣﺟﻣل اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ‪.‬‬
‫ﻫﻧﺎ ﻧﻛون ﻗد اﻧﻬﯾﻧﺎ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣﺎﻫﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ أﺣد وﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺗﻧﺎوﻟﯾن أﻧواع‬
‫ﻫذﻩ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻣﺣدداﺗﻬﺎ وﺗطورﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻧﻧﺗﻘل اﻷن ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺣد أدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻣن‬
‫ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣـث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫إن ﺟوﻫر اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻧﺻب أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد‬
‫أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺟزاﺋر ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺳﻌﻲ‬
‫ﺟﺎﻫدة ﻟﻠﺧروج ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﺗﻌﯾﺷﻪ ‪ ،‬اﻟﻣﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠف اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻓرﺿﻪ‬
‫اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﻘص ﻣواردﻫﺎ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻷﺟل ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ٕواﺣﻼل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ‪.‬‬
‫وأﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻓﺈن ﻣﺟﺎل اﻟﺧﯾﺎر ﻟﯾس واﺳﻌﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣﺧﯾرة ﺑﯾن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ وﺳﺎﺋل‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻗد ﺣرﺻت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺧروج ﻣن ﺿﺎﺋﻘﺗﻬﺎ ﺑﺈﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ودﻓﻊ إﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﻟﻸﻣﺎم ‪ .‬وﻛﺎن ﻣن أﺑرزﻫﺎ اﻟﺿراﺋب ﺑﺷﺗﻰ‬
‫أﻧواﻋﻬﺎ ﻛﺄﻧﺳب ﻣورد ﻣﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ أن دورﻫﺎ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ أداة ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ ﺑل ﻫﻲ‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك أداة ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺣﻠﻰ ‪ ،‬وﺗظﻬر ﻫذﻩ‬
‫اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ‬
‫أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻹدﺧﺎر واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ دﻓﻊ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻟﺟزاﺋر ﻗد ورﺛت ﻧظﺎﻣﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ ردﯾﺋﺎ ﻋن اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر‪ ،‬وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬
‫أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﺗﻣدت ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﻧﺟﺢ دون إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﺗدﻓﻊ ﺑﻌﺟﻠﺔ اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ‪.‬‬
‫وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻬﺎ دور رﯾﺎدي ﻓﻲ ذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗﺑﻘﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻓﻲ ﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗوﺟﯾﻪ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدى ﺑﺎﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫وﻗد إﻧﺗﻬﺟت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻌدﯾﻠﯾﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﯾزت ﺑﺄداة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﺟذرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﺑﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘﻧﯾﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻘﺻد اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ .‬وﻣن ﻫذا‬
‫اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟدوﻟﺔ ﻋﻣدت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻌدﯾﻼت ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻛررة ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻣﻧﺢ ﺣواﻓز ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل إﺳﺗﻘطﺎب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻬﺎ ﺑذﻟك ﺗﺧرج ﻣن‬
‫اﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﺷﻬدﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ﻓﺎﻟﺑﻧﯾﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﻛوﯾﻧﻪ ﻛﻛل ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺣﺎﻓ از ﺿرﯾﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﺎم وﻓق ﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫ﺣﻛﯾﻣﺔ وﻣدروﺳﺔ و ﺗﻼﺋم أوﺿﺎع اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ‬
‫وﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ وﻣﺣدداﺗﻬﺎ ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻫداﻓﻬﺎ ﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ‬

‫ﺗﻠﻌب اﻟﺿراﺋب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣؤﺛرة‬
‫ﺗؤﻫﻠﻬﺎ ﻷن ﺗﺧﻠق ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﺗؤﺛر وﺗﻘود وﺗﺧطط ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ‬
‫اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟم ﺗﻌد ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﻣوال اﻟﻸزﻣﺔ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻘط ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ أداة ﻫﺎﻣﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾد اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ‪ ،‬وﯾﺗم ذﻟك‬
‫ﻣن ﺧﻼل إﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﺗﻌرﯾف وﺗوﺟﻬﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪:‬‬


‫ﺗﻌرف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ب ‪ " :‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ﻣﺻﺎدرﻫﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ واﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ‪ ،‬ﻹﺣداث أﺛﺎر إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣرﻏوﺑﺔ ‪،‬‬
‫وﺗﺟﻧب أﯾﺔ أﺛﺎر ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫‪86‬‬
‫‪.‬‬ ‫واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ "‬
‫أﻣﺎ " ﻣورﯾس ﻟوﯾس " ﻓﯾﻌرﻓﻬﺎ ‪ " :‬ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓن اﻹﻗﺗطﺎع ﺑﺄﺣﺳن ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن‬
‫اﻟﺿراﺋب ﻣﺣدد ﻣﺳﺑﻘﺎ وﺗﻣﺗد ﻋﺑﺎرة أﺣﺳن ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﺟواﻧب ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌداﻟﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫‪87‬‬
‫وأﯾﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي‬ ‫‪ ،‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗطور اﻟﺗﻘﻧﻲ ‪ ، ...‬وﻛذﻟك ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدﺧﺎر "‬
‫ﺗﻌرف ﺑﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎرﻫﺎ اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و إﻛﺗﻔﻰ اﻟﻧﻘﺎد اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﺑﺗﻌرﯾف‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻘط ٕواﻋﺗﺑروا ﻗ اررات اﻟدوﻟﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﺿراﺋب ﻫﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧذﻛر‪:‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺧذة ﻟﺗﺄﺳﯾس وﺗﻧظﯾم وﺗطﺑﯾق اﻹﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫طﺑﻘﺎ ﻷﻫداف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.88‬‬

‫‪ -86‬اﻟﺣﺟﺎزي ﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 1998 ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ‪. 145‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪- M. LOURE , Influence de la fiscalité sur la formation de l’épargne , Revue des‬‬
‫‪sciences et législation financiéres , 1954 , page 290 .‬‬
‫‪88‬‬
‫‪- Brachet bernard , le systéme fiscal francais , lis , 7 eme editions , aout 1997 , paris , p 14 .‬‬

‫‪88‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ " ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧططﻬﺎ وﺗﻧﻔذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎدرﻫﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ واﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ‪ ،‬ﻹﺣداث أﺛﺎر إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣرﻏوﺑﺔ ‪ ،‬وﺗﺟﻧب أﺛﺎر ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.89‬‬
‫" اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﺧذة ﻟﺗﺄﺳﯾس و ﺗﻧظﯾم و ﺗطﺑﯾق اﻹﻗﺗطﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻸﻫداف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ "‪. 90‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗداﺑﯾر ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗﺻد اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬و اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫‪91‬‬
‫و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣﺳب اﻟوﺟﻬﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺧططﻬﺎ وﺗﻧﻔذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺻﺎدرﻫﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻣﺣﺗﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻹﺣداث أﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣرﻏوب‪،‬‬
‫وﺗﺟﻧب أﺛﺎر ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪" 92‬‬
‫وﺑذاﻟك ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻛون ﻣﺷروطﺔ ﺑﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧظﺎم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺗﻣﺛل أداة ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ وﺗﻛﯾﻔﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺑراﻣﺞ ﻣﺣدود ﻓﻲ ﺣﻘوق اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﺗﻌﻣﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ .‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋن أﺛرﻫﺎ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻘﺎﻋدة‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ ذاﻟك ﻷن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ﺿرورة اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن أﺟزاء ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺿﻊ‬
‫ﺗﺻﻣﯾﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗم اﻟﻧظر ﻟﻛل ﻣﻛون ﻋﻠﻰ ﺣدة ‪ ،‬ﺑل ﯾﻧﺿر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟزء ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫‪.‬‬
‫ﻛذاﻟك إن ﻋدم اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎرض ﻓﻲ‬
‫وﺳﺎﺋل و أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻷﻫداف وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺑﺂﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣﻧﻬﺎ ‪ .‬ﻓﻠﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ ﻫدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن طرﯾق اﻟرﻓﻊ ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟﺿراﺋب اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﻧﺗﺎﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوردات‬

‫‪89‬‬
‫‪- Pierre bel trame , le fiscalité en france , 10 aime edition , Hachette supérieur , paris , 2004 , p 163 .‬‬
‫‪90‬‬
‫‪-BRACHET Bernard . le système Fiscale Français. lis . 7 éme éditions . AOUT 1997 ; PARIS P .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪91‬‬
‫‪- PIERRE BEL TRAME , FiscalITé EN Françe , 10 AIME EDITION ; HACHETTE‬‬
‫‪SUPERIEUR ; PARIS ; 2004 P ; 163‬‬
‫‪-92‬د‪ /‬ﻋﺒﺪ ﻣﺠﯿﺪ ﻗﺪي ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻜﻠﯿﺔ ‪ ،‬دﯾﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ 2003 ،‬ص ‪139‬‬

‫‪89‬‬
‫اﻟﺑدﯾﻠﺔ ‪ ،‬ﻗد ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ أﺳﻠوب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﺿﻐط اﻹﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺗم ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﻛون ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬ ‫إذا ﺗم ﺗﺻﻣﯾم اﻟﻧظﺎم اﻟﺿراﺋب اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‬ ‫وﯾﺗﺣﻘق ذاﻟك‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﻋدم أﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺻﻣﯾم اﻟﻧظﺎم ﺿراﺋب اﻹﺳﺗﻬﻼك ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾر وﺗﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﺄن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ أداة ﻣن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬
‫و ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧططﻬﺎ وﺗﻧﻔذﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺻـﺎدرﻫﺎ اﻟﺿـرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾـﺔ واﻟﻣﺣﺗﻣﻠـﺔ‪ ،‬ﻹﺣـداث أﺛـﺎر اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ وﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻣرﻏوﺑـﺔ‬
‫‪93‬‬
‫وﺗﺑﺣث أﺛﺎر ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ"‪.‬‬
‫وﯾﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿـرﯾﺑﯾﺔ ﺑـﺄن ﯾﻣﺗـد ﻧطﺎﻗﻬـﺎ ﻟﯾﺷـﻣل اﻹﯾـرادات اﻟﺿـرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾـﺔ‬
‫واﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠـﺔ اﻟﻣرﺗﺑطـﺔ ﺑﻬـﺎ وﺑـذﻟك ﯾﻣﻛـن أن ﯾﻣﺗـد ﻧطـﺎق اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﺿـرﯾﺑﯾﺔ ﻟﯾﺷـﻣل‬
‫اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻷﻧﺷطﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗرﻏب ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر‬
‫أن ﻫذﻩ اﻟﺿـرﯾﺑﺔ إﯾـرادات ﺿـرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺣﺗﻣﻠـﺔ ﻣﺿـﺣﯾﺔ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺗـرة اﻟﻘﺻـﯾرة‪ ،‬ﻣﺣﺗﻣـل ﺗﻌوﯾﺿـﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻔﺗرة اﻟطوﯾﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ أداة ﻣن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ أﻫداف‬
‫ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﻧﺑﺛق ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪.‬‬
‫وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪ -93‬د‪ /‬ﺣﺎﻣد دراز‪ ،‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪،1988‬ص ‪.414‬‬

‫‪90‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﺑﺎدئ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ وﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻧد وﺿﻊ أﺳس ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻫﻲ ﻗواﻋد ذات ﻓﺎﺋدة‬
‫ﻣزدوﺟﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻟﻬﺎ دﻻﻻت وآﺛﺎر واﺿﺣﺔ وﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫رﻏم أن وﺟود ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ﻫو أﻣر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟﯾس‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻠﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺟودة ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻛﻔﺎءة‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫﻲ أﻫر ﻫﺎم ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣدى ﻋداﻟﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫو أﯾﺿﺎ ﻣن اﻷﻣور‬
‫اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ وﻋﻧد ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗواﻓق وﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾن أﻫداف اﻟﻛﻔﺎءة وأﻫداف اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﺗوﺟد أﯾﺔ ﻣﺷﺎﻛل أو ﺗﻌﺎرﺿﺎت ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻋﻧد ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺻﻣﯾم ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﺟدﯾد‪ ،‬وﻟﻛن‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫﻲ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن أﻫداف اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﻫداف اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ إﺻدار أﺣﻛﺎم ﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫‪94‬‬
‫وﺳﻧﻧﺎﻗش ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻘﺑول اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن‬
‫اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻠﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋداﻟﺔ ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺎ وﻣن أﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻔﺎع وﻣﺑدأ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ -‬ﻗﺎﻋدة اﻟﻌداﻟﺔ أو اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣﻘدرة‪:‬‬
‫ﺗﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣن اﻟﻘدرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟداﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ )اﻟﻣﻛﻠف( ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ دﺧوﻟﻬم‪.95‬‬
‫ﻓﻬﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﯾﻔرق ﻋﺎدة ﺑﯾن اﻟﻌداﻟﺔ ﻛﻬدف ﻣن أﻫداف اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺑﯾن اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫ﻛرﻛن أﺳﺎﺳﻲ ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ٕواذا ﻛﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘد ﺑﺿرورة اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن رﻛن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫدﻓﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺟب اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﻬدف ﻫو وظﯾﻔﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن‬
‫ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌد أداة ﻹﺣداث ﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول‬
‫واﻟﺛروات ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﺋﺎﺗﻪ وطﺑﻘﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﻘﺻد اﻟﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛرﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم أﺣﻛﺎم‬

‫‪ -94‬د‪ /‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬د‪ /‬ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺿراﺋب )ﺳﯾﺎﺳﺎت ‪ ،‬ﻧظم‪،‬ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﻌﺎﺻرة(‪،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،2007 ،‬ص ‪.256 ،257‬‬
‫‪ -95‬د‪ /‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب‪،‬د‪ /‬أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪،2005 ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪91‬‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻓرﺿﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﯾراﻋﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﻠﺗزم ﺑﻬﺎ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺣﯾث‬
‫ﺗﺗواﻓق اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣول‪.96‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -‬ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻔﺎع‪:‬‬


‫ﯾﻧص ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻓراد اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻹﻧﺗﺎج اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﯾﺟب أن‬
‫ﯾﻛوﻧوا ﻫم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن دﻓﻊ ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻫذا اﻹﻧﻔﺎق واﻹﻧﺗﺎج وﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب‬
‫ﻋﻠﯾﻬم ﺗﻣوﯾل ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬم‪.‬‬
‫وﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أن ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ اﻟﺳﻌر اﻟذي ﯾﺟب دﻓﻌﻪ ﻧظﯾر‬
‫اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺣدث ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻘطﺎع‬
‫‪97‬‬
‫اﻟﺧﺎص ودﻓﻊ أﺛﻣﺎن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻧﻪ‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ‪:‬‬
‫ﻣن ﺿﻣن ﺻﻔﺎت اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻓرﺿﻬﺎ وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ‪،‬ﻓﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﺎﻣل ﺿروري ﯾﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻪ وأﺧذﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻋﻧد‬
‫ﻓرض اﻟﺿراﺋب‪ .‬ذﻟك أن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻗﺗطﺎﻋﻪ ﻣن ﺿراﺋب ﻣن اﻟﻣﻣول ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ طﺎﻗﺔ اﻟﻣﻣول‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛل ﺗﺟﺎوز ﻟﻬذﻩ اﻟطﺎﻗﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﯾوﻟد ﻣﺷﻛﻼت ﻛﺛﯾرة‬
‫وﯾﻐﯾر ﻣن ﺳﻠوك اﻟﻣﻣول ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ .‬وﻣن ﺛم ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻣﺑدأ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ ﻣن أوﺳﻊ‬
‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻗﺑوﻻ ﻟدى اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن‪ ،‬وﺧﺻوﺻﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺣث أن‬
‫ﯾﺷﻛﻠﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ ‪ .‬وﯾدل اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻗدرة ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب ﻟدى اﻟﻣﻣول ﯾﻣﻛن‬
‫ﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ‪ ،‬وأن ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﻧظﻣﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟوﻋﺎء واﻟﻣﻌدل وطرق اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺗﻲ‬
‫‪98‬‬
‫ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ‬
‫راﺑﻌﺎ‪-‬ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن‪:‬‬
‫ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ‪ -‬اﻟذي ﯾﻠزم ﻛل ﻓرد ﺑدﻓﻌﻬﺎ‪ -‬أن ﺗﻛون ﯾﻘﯾﻧﯾﺔ‬
‫وﻟﯾﺳت ﻋﺷواﺋﯾﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻔﺗرة‪ ،‬اﻟﻧﻣط ‪ ،‬ﺣﺟم اﻟدﻓﻊ‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﯾﺟب أن ﯾﻛون واﺿﺣﺎ ودﻗﯾﻘﺎ ﺳواء‬
‫‪99‬‬
‫ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل دﻓﻊ آﺧر‬

‫‪ -96‬أ د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﻓرھود‪ ،‬اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻﻠﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﻧﺷر اﻟدراﺳﺎت‬
‫واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرون‪ ،‬دﯾﺳﻣﺑر ‪،2001‬ص ‪.17‬‬
‫‪-97‬د‪ /‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪،‬د‪ /‬ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.258-257‬‬
‫‪ -98‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -99‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺿراﺋب‪ ،‬دار ھوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﺑوزرﯾﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،2004 ،‬ص‬
‫‪.24‬‬

‫‪92‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻔروﺿﺔ‪ ،‬أن ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺣق اﻟﻌﻠم‪ ،‬ﻣن ﺣﯾث ﻣﻘدارﻫﺎ ‪،‬‬
‫وﻣوﻋد دﻓﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻫذا اﻟدﻓﻊ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺗﻌﺳف وﻋن اﻟﺗﺟﺎوز‪ ،‬وﺑذﻟك ﻻ‬
‫ﯾﺟوز ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أن ﺗﻛون ﻣﺑﻬﻣﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﺄوﯾﻼت اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﺣﻛﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻛل ﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﻌرف اﻟﻣﻛﻠف ﻣﻘدارﻫﺎ وزﻣﺎن ﺟﺑﺎﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻛﺎن دﻓﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ وﺗؤدي ﻟﺳوء اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺧﺗﻼس ٕوارﻫﺎق اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن‪ ،‬وﯾﺟب ﻋدم دﻓﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻘد اﻫﺗﻣت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑﻘﺎﻋدة اﻟوﺿوح واﻟﯾﻘﯾن‪ ،‬وﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧظم‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان ‪ ،‬إن أي ﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣﺣدد ﻓﻲ ﻣطﺎرﺣﻬﺎ‬
‫وﻣوﻋد ﻓرﺿﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺎرﯾﺦ وأﺳﺎﻟﯾب ﺟﺑﺎﯾﺗﻬﺎ‪.100‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪-‬ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ‪:‬‬
‫"ﯾﺟب أن ﺗﺣﺻل ﻛل ﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة وﺣﺳب اﻟﻧﻣط اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧراﻩ اﻷﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ"‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ أن ﺗﺟﺑﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر اﻷوﻗﺎت ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣﻛﻠف‪ ،‬وﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﺗﯾﺳﯾ ار ﻟﻪ‪،‬‬
‫وﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ دﺧﻠﻪ أﻛﺛر اﻷوﻗﺎت ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻛﺄن‬
‫ﺗﺟﺑﻲ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟرواﺗب واﻷﺟور ﻣن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ أوﻗﺎت اﺳﺗﻼم أﺟورﻫم‪ ،‬وﺗﺟﺑﻲ ﺿرﯾﺑﺔ اﻷرﺑﺎح‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدورة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻧد ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ‪ ،‬وﺗﺟﺑﻲ ﺿرﯾﺑﺔ رﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻣن‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﻌد دﻓﻊ ﺑدﻻت اﻹﯾﺟﺎر‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻘواﻋد اﺣﺗراﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺳواء أﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول أم ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ‪.101‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪-‬ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد‪:‬‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫﻧﺎ ﻫو أي اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻧﻔﻘﺎت اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔون ﻣن ﺿراﺋب وﻣﺎ ﯾدﺧل ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺧزاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﻗل ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻣﻛن‪ ،‬وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗطﻠب‬
‫ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺛر إﯾراداﺗﻬﺎ وﺗﻘل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫ﯾﺟب أن ﺗﺣﺻل ﻛل ﺿرﯾﺑﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺟﻌل‪ ،‬أﻗل ﺣﺟم ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻧﻘود ﯾﺧرج ﻣن أﯾﺎدي اﻟﺷﻌب‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾرد إﻟﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ"‬
‫‪102‬‬
‫ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻘواﻋد اﻷرﺑﻌﺔ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺗﺳﻣﺢ ﺑـ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ )ﻗﺎﻋدة اﻟﻌداﻟﺔ(‪.‬‬

‫‪ -100‬د‪ /‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎده اﻟﺧطﯾب‪ ،‬د‪ /‬أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪-101‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -102‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ ‬أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛون ﯾﻘﯾﻧﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻏﺎﻣﺿﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ )ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن(‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة وﺣﺳب اﻟﻧﻣط اﻟذي ﯾﻼﺋم ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن )ﻗﺎﻋدة‬
‫اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ(‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﺗﻛون اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺗﺟﻧب إﺧراج ﻧﻘود أﻛﺛر ﻣن اﻟﻼزم ﻣن ﺟﯾوب اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫)ﻗﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎد(‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﻣن ﺧﻼل إﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗﻣﻛن اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪ ،103‬ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺣﻘق أﻫداف اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺳﺗﻘرار‬ ‫إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪.‬‬
‫أ‪-‬ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺻﻣم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن ﺟواﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى‬
‫)ﻛﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور( وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻛﺎﻣل واﻟﺗﺷﺎﺑك‬
‫اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ .‬ﻟذا ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻷﻫداف اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻌﻣل ﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﯾﺻﻌب ﺟد ﻓﺻل دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﻋن دور ﺟواﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬ﻛﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻔﺎﻗﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﻻ ﺗﺻﻣم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻻﺳﺗﻘرار أو ﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻓﻘط ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺻﻣﯾم ﻋﺎدة ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف إﺿﺎﻓﯾﺔ أﺧرى ﻗد ﺗﻛون أﻛﺛر‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺄﻫداف ﺗﻣوﯾل اﻟﺑراﻣﺞ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻧﺗﺧﺎب‬
‫اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم ﻣرة أﺧرى‪ ،‬واﻟﺣد ﻣن ﺑﻌض اﻷﻧﺷطﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻛﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ أو اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺿﺎر ﺻﺣﯾﺔ أو أﺧﻼﻗﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪-‬اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪:‬‬
‫إن ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗد ﯾﺳﺗﻐل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪،‬‬
‫وﻣن أﻫم اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:104‬‬

‫‪ -103‬د‪ /‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2001 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪94‬‬
‫‪-1‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ :‬ﻓﻘد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة ﻋن‬
‫طرﯾق ﻓرض ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬وﻫذا ﺑدورﻩ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة‬
‫وﯾؤدي ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺧﻠق ظروف ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أﻓﺿل ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻣﺣﻠﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣرﻏوب ﺑﻬﺎ‪ :‬ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻋن طرﯾق‬
‫ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻧﺳب ﺗﻠك اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت أو اﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﺑﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى‪ .‬ﻓﺈذا ﻣﺎ ارﺗﺄت اﻟدوﻟﺔ أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗد‬
‫ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ إﻋﻔﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺗﺧﻔض ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻪ وﻫذا ﺑدورﻩ‬
‫ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻬذا اﻟﻘطﺎع ﻷن إﻟﻐﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻌﺎﺋد‬
‫اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ .‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﻧﺳﺑﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﺑزﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﻋن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬وﻫذا ﺑدورﻩ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻬذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت أﺧرى أﻗل اﺳﺗﺛﻣﺎرا‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧراﻩ واﺿﺣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﺣﯾث ﺗم إﻋﻔﺎء اﻟدﺧول ﻣن اﻟزراﻋﺔ إﻋﻔﺎءا ﻛﻠﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﺗم أﯾﺿﺎ ﻣﻧﺢ‬
‫ﻟﺑﻌض أﻧواع اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ‪ ،‬وﻫذا ﯾﻣﺛل إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬ ‫إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﺔ ﻋدﯾدة‬
‫اﻷردﻧﯾﺔ ﻟﻬذﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻧرى ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻧﻼﺣظ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬ﻓﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻗد ﺗﻛون إﺣدى اﻷدوات اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم واﻻﻧﻛﻣﺎش‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪-‬دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻟدﺧل ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﯾﺣﺗل ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳواء ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺳﺑب دورﻩ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ اﺗﺳﺎع اﻟﻔﺟوة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻘراء ‪ .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد‬
‫ﻣن ﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻗد اﺛﺑت ﻋدم ﺻﺣﺔ ﻓرﺿﯾﺔ ﻛوزﻧﺗس واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرح‬
‫أن ﺛﻣﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺳﺗﺗوزع ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ )أي ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻛﺎﻓﯾﺔ( ﺑﺻورة أﻛﺛر ﻋداﻟﺔ ﺑﯾن أﻓراد‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﻋﻛس ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻫو اﻟﻣزﯾد ﻣن درﺟﺔ ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ‬
‫ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‪ .‬وﻟﻌﻠﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن اﻟﻌواﻣل‪ ،‬اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﻋواﻣل ﺗﺳﺎﻋد‬
‫ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﺗرﻛﯾز اﻟﺛروة واﻟدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻛﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫‪ -104‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد أﺑو ﻧﺻﺎر‪ ،‬ﻣﺣﻔوظ اﻟﻣﺷﺎﻋﻠﺔ‪،‬ﻓراس ﻋطﺎ ﷲ اﻟﺷﮭوان‪ ،‬اﻟﺿراﺋب وﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫داﺋرة اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن اﻷردن‪ ،2003 ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪95‬‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺿﻌف اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬واﻧﺧﻔﺎض ﻣروﻧﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻣﻣﺎ أوﺟد ﺑﻬﺎ ﻣوﺟﺎت‬
‫ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺳﻛﺎن ﻟﻠﻔﺋﺎت اﻟﻔﻘﯾرة ﻋن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻐﻧﯾﺔ‪ ،‬وأﺧﯾ ار اﻫﺗﻣﺎم‬
‫ﻣﺧططﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻧد اﺧﺗﯾﺎر‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ ﻓﻲ ﺿﯾق ﻧطﺎق ﺿراﺋب اﻟدﺧل وارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪،‬‬
‫‪105‬‬
‫واﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﺻورة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿراﺋب اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻛﺑر‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -‬اﻟﻬدف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪:‬‬
‫إن اﻷﻫداف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﻫداف اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬدف ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻘر‬
‫ﻫدف إﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻬدف اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟﻔﻘﯾرة‬
‫وﻗد ﺳﻣﺣت ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪،‬ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫وذﻟك ﺑزﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔﺋﺎت ﻣﺣدودة اﻟدﺧل واﻟﺣد ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻔﺋﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ‬
‫اﻟدﺧل‪ ،‬وﻫﻛذا ﻧﺟد أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻌﺗﺑر أداة ﻣن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأن اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟم ﯾﻌد ﻫدﻓﻬﺎ اﻟوﺣﯾد‪ .‬ﻟﻛن‬
‫‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌدد أﻫداف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺻﺎﺣب اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻌﺎرض اﻷﻫداف‬
‫اﻷﺧرى ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪.106‬‬

‫‪ -105‬ﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪ -106‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.35-34‬‬

‫‪96‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻌﯾﻘﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻷﻫداﻓﻬﺎ و ﻛذا إﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﺷﻛﻼ و ﻣن‬


‫و ﻫﻲ ﻋواﺋق ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺑﻠوغ ّ‬
‫ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﺳوف ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻌﺿﻬﺎ و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻵﺧر‬
‫ﯾﺳﺎﻋد إذا أﺧذت ﻛﺈﻋﺗﺑﺎرات ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن إﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و ﺗدﻋﯾم اﻟﻘرار اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و‬
‫اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ و اﻟ ّﻐش و‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺣددات ﻣن ﻣظﻬرﯾن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫اﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ّ‬

‫إن ﻣﺎ ﯾﺣدﺛﻪ ﻓرض اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺗﻐﯾﯾرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻣﻘﺎ‬
‫واﺗﺳﺎﻋﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺣﺟم اﻻﺳﺗﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وﺻورة اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى‪ -‬ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ذﻟك اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي‬
‫ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.107‬‬

‫اﻟدﺧل أو ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬


‫ﺑﺎﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻹﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ ّ‬‫ّ‬ ‫ﻧﻘﺻد‬
‫ﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻗطﺎﻋﯾﺔ أو ﻓردﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌبء اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ و ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ّ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬

‫اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﻔﻛرة اﻟﻬروب ﻣن اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﻔﺎدي ﺗﺣﻣل‬


‫ﺗرﺗﺑط ظﺎﻫرة ّ‬
‫ﺑﺎﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن‬
‫ّ‬ ‫ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﻣﺣدد ّ‬
‫اﻟﻌبءاﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻫم ّ‬
‫اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺳﺗواﻩ إذا ﺗوﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك‪.‬‬
‫ّ‬

‫اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛل اﻟوﺣﯾد ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺣﯾث أن‬‫ﻛﻣﺎ أن ّ‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت و ﻻزاﻟت ﺗﺑﺣث ﻋن اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻹﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ‪ ،‬إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص‬
‫ﻣﻧﻬﺎ أو إﻟﻘﺎء ﻋﺑﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ " أن ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﻛﻠف ﺑطرﯾﻘﺔ أو‬

‫‪ -107‬د‪ /‬ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق‪،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪، 1978 ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪97‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ ،‬ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺧﻠﺻﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب‬ ‫ﺑﺄﺧرى ﻣن ﻋدم دﻓﻌﻬﺎ ‪ ،‬دون أن ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر "‬
‫ﺷرﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﻛﻠف ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺟﻧب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺧذ أﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻌﻧﻲ إﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﻣول ﻋن دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋن‬
‫طرﯾق إﻧﻛﺎر ﺣدوث اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو إﺧﻔﺎء ﺑﻌض أو ﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو‬
‫ﺑﺈﻧﻛﺎر ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم إﺳﻘﺎط اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺟﻧب اﻟﺿرﯾﺑﻲ أي إﺳﺗﻐﻼل‬
‫اﻟﻣﻛﻠف ﻟﺑﻌض اﻟﺛﻐرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﻋدم ﺗﺣﻘق اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺻورة ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻋدم اﻹﻟﺗزام‬
‫ﺑدﻓﻌﻬﺎ وﻫذا اﻟﺷﻛل ﻟﻠﺗﻬرب ﻻ ﯾﺗﺿﻣن أي ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻌﯾن اﻟﻣﻛﻠف ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺄﻫل اﻟﺧﺑرة واﻹﺧﺗﺻﺎص ﻹﺳﺗﻧﺑﺎط طرق اﻟﺗﺣﺎﯾل ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻧدﯾن ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ‬
‫‪109‬‬
‫إﺧﻼل أو ﺛﻐرة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻌطﯾﺎت ﯾﺟب ﺗوﻗﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ‬


‫ﻣﺣددات أو ﻣﻌﯾﻘﺎت ّ‬
‫ّ‬
‫اﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﻛم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋن ﻣﺳﺎرﻫﺎ و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ّ‬
‫اﻧﺣراف ّ‬
‫اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻫم‬
‫ﻓﯾﻬﺎ إذا ﺗوﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻛذﻟك ﻓﻲ ظﺎﻫرة ّ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﯾﺔ ﻟذﻟك‬
‫ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻷن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻋواﻣل ﻓﺷل و إﻓﻼس ّ‬‫ﻣﺣدد ّ‬‫ّ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ﺿرورة ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ - 108‬د‪ /‬رﻓﻌت اﻟﻣﺣﺟوب ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻹﯾرادات ‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ، 1975 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 318‬‬
‫‪ -109‬د‪ /‬ﯾوﻧس اﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 157‬‬

‫‪98‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫وﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﺗﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺟذب وﺗﺣﻔﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ودﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل أﻫم اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﻓﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬

‫وﯾﻌرف اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ ‪110‬ﻋﺑﺎرة إﺳﻘﺎط ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫اﻟواﺟب اﻟﺳداد ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن وﻓﻲ ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫داﺋﻣﺔ وﻣؤﻗﺗﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟداﺋم‪ :‬ﻫو إﺳﻘﺎط ﺣق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛﻠف طﺎﻟﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺑﺳﺑب اﻹﻋﻔﺎء ﻗﺎﺋﻣﺎ وﺗﻣﻧﺢ ﻫذﻩ‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﺗﺑﻌﺎ ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﻗت‪ :‬ﻓﻬو إﺳﻘﺎط ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﺑﺎﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‪ .‬وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻹﻋﻔﺎء ﻛﻠﯾﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ إﺳﻘﺎط اﻟﺣق طوال اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺈﻋﻔﺎءات اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫و اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون اﻹﻋﻔﺎء ﺟزﺋﯾﺎ‪ ،‬وﻫو‬
‫إﺳﻘﺎط ﺟزء ﻣن اﻟﺣق ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻛﺈﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟطوق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻛﺑﯾر‬
‫ﻣن ‪ %25‬ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﺗﻌﻧﻲ إﺧﺿﺎع اﻟﻣﻣول ﻟﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﺎﺋدة أو ﺗﻘﻠﯾص وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻣﻘﺎﺑل اﻻﻟﺗزام ﻟﺑﻌض اﻟﺷروط ﻛﺎﻟﻣﻌدل اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‪.‬‬
‫أو اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻧظﯾ ار اﻟﺗزاﻣﻬم ﺗﻘدﯾم ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ إﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻣﻌﻬم ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب‪.‬‬

‫‪- 110‬د‪ /‬ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻗدي‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.175 – 168‬‬

‫‪99‬‬
‫أوﻻ‪-‬ﻧظﺎم اﻻﻫﺗﻼك‪ :‬ﯾﻌرف اﻻﻫﺗﻼك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻧﻘص اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو اﻷﺻول‬
‫اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﺧدام أو ﻣرور اﻟزﻣن أو اﻹﺑداع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ ،‬وﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻘﺳط اﻟﺳﻧوي ﻣن‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻸﺻل ﺑﻘﺳط اﻻﻫﺗﻼك‪ ،‬وﯾطرح ﻫذا اﻟﻘﺳط ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﻗل ﻣﻘرﻧﺔ ﺑﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل اﻻﻫﺗﻼك‪ .‬أو ﯾﻌﺗﺑر‬
‫اﻻﻫﺗﻼك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪-‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗرﺣﯾل اﻟﺧﺳﺎﺋر إﻟﻰ اﻟﺳﻧوات اﻟﻼﺣﻘﺔ‪ :‬وﺗﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻻﻣﺗﺻﺎص اﻵﺛﺎر‬
‫اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﺧﺳﺎﺋر ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﺑﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧوات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ‬
‫ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﺗﺂﻛل رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺑﻘﻰ أن ﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻷدوات ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻠﯾن‪:‬‬
‫‪-‬اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺟزءا ﻣن ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﻋﺎم ﺗﺗداﺧل ﻋﻧﺎﺻرﻩ وﺗﺗﺷﺎﺑك إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‬
‫اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬اﺳﺗﻘرار اﻟﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻧطﺎق اﻟﺳوق‬
‫وﺣﺟﻣﻪ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟزﻣن اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻷدوات‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻣرﺗﻛزات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﺗرﺗﻛز اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:111‬‬


‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد أوﻟوﯾﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟدوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ‪ ،‬أﺧذا ﺑﻌﯾن‬
‫اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻟواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪ ،‬اﻹﻗﺗﺻﺎدي و اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟدوﻟﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗوﻟﯾف اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺑﯾن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد‬
‫‪ -‬اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺣﯾث أﻧواع اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬وأوزاﻧﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬وﻛذا ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻣﯾز ﻣن ﺣﯾث اﻻرﺗﻔﺎع و اﻹﻧﺧﻔﺎض‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻣوﻗﻌﻪ واﻟظروف اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣوﻟﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻧﺳﯾق و اﻟﺗوﻟﯾف ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻠﯾل ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﻗ اررات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ‪،‬‬
‫وذاﻟك ﺣﺳب اﻷوﻟوﯾﺎت اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻷﻫداف إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻗد ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻧظر أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺷرﻗﺎوي‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ‪ ،‬ﻣﻌﮭد اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻘوﻣﻲ ‪ ،‬ﺟوان ‪ 1981‬ص ص ‪11-1 :‬‬

‫‪100‬‬
‫ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺗﻛزات ‪ ،‬ﻣدى ﻗدرة اﻷداء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ذاﻟك أﻧﻪ ﺑﻧظر إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص‬
‫اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﻼﺣظ أن ﻧﺳﺑﺔ اﻹﻗﺗطﺎع اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻣﻧﺧﻔظﺔ ﺑﺣﯾث ﺑﻠﻐت ‪ % 16‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1991‬ﺑدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪% 24‬ﻋن ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ‪ 44‬وﻣرد ﻫذا‬
‫ﻟﯾس ﻓﻘط ﻧﻘص ﻗدرة اﻷداء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻘر واﻧﺧﻔﺎض اﻟدﺧل ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻗدرة اﻷداء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﺑﻠد ﻣﺎ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋض اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋن اﻟﺣد‬
‫اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺿروري ﻟﻣﺟﻣوع أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻣﻌﻧﺎﻩ دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب ﯾﻛون ﻣن‬
‫اﻟﻔﺎﺋض اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬أي ﻓﺎﺋض اﻹﻧﺗﺎج ﻋن ﺣد اﻟﻛﻔﺎف اﻟذي ﯾﺻﻌب ﻗﯾﺎﺳﻪ وﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻛوﻧﻪ‬
‫ﯾرﺗﺑط ﺑﻌﺎدات وﺗﻘﻠﯾد أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ وﻧﻣط اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﺳﺎﺋدان ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ‪،‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻗدرة اﻷداء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗوﻗف ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‬
‫اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﺣﺳب اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠدﺧل‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﺛل إﺣدى اﻷدوات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ وﻫﻲ إﺣدى ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﻧوﻋﯾﻪ اﻟﺗﺟﻬﯾزي واﻟﺗﺳﯾﯾري‪.‬‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾن‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﻣﻧﺎطق وﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣرﺳوﻣﺔ ﺳﻠﻔﺎ‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف ﺑﻠوغ أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺳﺗﻌﻣل ﻛذﻟك اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ذات اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺻف اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي أو‬
‫اﻻﻗﺗراض ﻛﺄﻣﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ وﻟﺧطورﺗﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺷﻛل ﻣن آﺛﺎر ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﺿﺎرة‪ ،‬وﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ‬
‫ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن ﺣﯾث ﺳد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻣوارد اﻷﺧرى واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫ﻛﻣﺎ‬ ‫اﻟﻘروض اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻟﻛوﻧﻬﺎ إﺣدى اﻟﺿواﺑط اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر إﺣدى اﻟﻣؤﺷرات ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋن طرﯾق اﻹﻋﻔﺎءات أو ﻣﺣﺎرﺑﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗرﻓﻲ واﻟﺗﺑذﯾري وﯾﻼﺣظ ﻫﻧﺎ أن ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟذي ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻧوﻋﻲ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ‬
‫إﺟراءﻩ ﻛﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وﻣﻔﺻﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﯾﺣﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻛﻣﻲ اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺿ ارﺋب ﺿﻣن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺿﻐط اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺷﻣوﻟﻲ أي اﻟﻛﻠﻲ أن ﯾﻛﺷف‬

‫‪101‬‬
‫ﻋن اﻟﻧﻘل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺿراﺋب اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻟﻺدراك ﻣداﻫﺎ وآﺛﺎرﻫﺎ‬
‫ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ أﺣﺳن‪.112‬‬

‫ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻛل ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر رﻛﯾزة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ٕواﺣد وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺎﺑق اﻟدول ﻗﺎطﺑﺔ ﻟﺟذﺑﻪ واﻟﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺈﺗﺑﺎع اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣن ﺑﯾن‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻧﺟد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري‬
‫وﻫﻲ ﻣﻧﺎط دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ رﻏم ذﻟك ﯾﺷوب ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص ﻛﻣﺎ ﻧﺟد إﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧب ذﻟك ﺑﻌض اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر وﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻹرﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟوﺛﯾق ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻷﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ وﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن‬
‫اﻟﺿﻐط اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺗﺑﺎع ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷدوات وآﻟﯾﺎﺗن ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وزﯾﺎدة‬
‫ﺣﺟﻣﻪ ﺑﺗﻧﺳﯾق اﻟﺟﻬود ﻟﻠوﺻول ﻟﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻌﺎل ‪.‬‬
‫ﻟﻛن ﺑﻧﺎء ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻌﺎل ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻔﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﺧﺿﻊ إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات واﻟﺗﻲ ﺑدورﻫﺎ ﺗﺄﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر وﻫذا‬
‫ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﺑﻠﻐرﺳﺔ ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ‬
‫ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺑرؤﯾﺔ واﻗﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻣداﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ،2003‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب‪ ،‬اﻟﺑﻠﯾدة‪ ،2003 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.240‬‬

‫‪102‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة‬

‫أﺻﺑﺣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻠﻌب دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬


‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وأﺻﺑﺢ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻧوﻋﯾﺗﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﻫداف رﺋﯾﺳﯾﺔ‪:144‬‬
‫‪ -‬ﻫدف ﻣﺎﻟﻲ‪ :‬ﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻛﺑر ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻫدف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ :‬ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول واﻟﺛروات ﺑﻘﺻد ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻔوارق ﺑﯾن‬
‫اﻟطﺑﻘﺎت‪.‬‬
‫ﻫدف اﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬ﺣﯾث ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ أو ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﺑﻌض أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫‪-‬‬
‫ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺟزاﺋر ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول ﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﺗطورات واﻟﺗﺣوﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻟم ﺗﻛن ﺑﯾﺋﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻘد ﺣﺎوﻟت ﻣﺳﺎﯾرة اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ﻻﺳﺗﻘطﺎب وﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺑراﻣﺞ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﻛﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ ﻗﺎﻋدة‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ظل ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗطورات واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﯾﺻﺑﺢ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣددة‬
‫واﻟﻣﺣﻔزة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻋﻠﻰ اﻷﺧص اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‬

‫‪ -144‬ﻧزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬اﻹﺛﺎرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،2007،‬ص ‪.98-97‬‬

‫‪103‬‬
‫اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫أﺛرت اﻟﻣﺳﺗﺟدات واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻣن ﺗﺄﺛﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻧﻬﺎ‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن أﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ و إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﺣﺗﻰ ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻘﺳم دراﺳﺗﻧﺎ إﻟﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣطﻠب أول‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫‪104‬‬
‫ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أﺛﺎر إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬و ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن‬
‫ﺗﺷﺟﻊ ﺗدﻓق ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬وﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﻔﯾف اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻣن ﺣواﻓز وﻣزاﯾﺎ ٕواﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺑﯾن دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫و أﺛﺎرﻩ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺟذب و ﺗﺣﻔﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﺗﺑﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋدة ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك إﯾﻣﺎﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺿرورة اﺗﺧﺎذ إﺟراءات‬
‫ﻋﺎﺟﻠﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﺗﻬﯾﺋﺔ ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬وﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺟذب ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺣواﻓز اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب واﻟوطﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر داﺧل‬
‫اﻟﺑﻼد إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن اﻟﺣواﻓز؛ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣواﻓز ﻏﯾر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،145‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﯾﻬﺎ دراﺳﺗﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻗد اﻋﺗﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧدم أﻫداف‬
‫وﻣطﺎﻟب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫ﯾﺳﺗﺧدم ﺗﻌﺑﯾر اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺷﯾﺋﺎ‬
‫ﻓﺷﯾﺋﺎ ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑﻌﻣوﻣﯾﺔ دون اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﻔﻬوﻣﻪ‪ ،‬ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫ﺑﺿرب أﻣﺛﻠﺔ دون إﻋطﺎء ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﺣددة ﻟﻪ‪.146‬‬
‫وﻗد ﺣﺎول اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون إﻋطﺎء ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﺣددة ﻟﻠﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ؛ ﻣﻧﻬﺎ أﻧﻬﺎ ‪ » :‬ﺗداﺑﯾر‬
‫ٕواﺟراءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﺑﻘﺻد‬

‫‪ -145‬وھﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﻣن واﻻﺳﺗﻘرار وﺗﻌظﯾم اﻟﻌﺎﺋد ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر وأس اﻟﻣﺎل ﻣﻌﺎ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل أﻧظر‪:‬‬
‫د‪ /‬ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﺻﻘر‪ ،‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،1998 ،‬ص ‪.121‬‬
‫أو ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ إﻧﺷﺎء وﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣﺷروﻋﺎت أو ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣزاوﻟﺔ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط ﻟﻣزﯾد أﻧظر‪:‬د‪ /‬ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﻛز اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،2000،‬ص‪.233-232‬‬
‫أو ھﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺎﺋد أو رﺑﻊ ﻣﺟز ﻟﻣزاوﻟﺔ اﻟﻧﺷﺎط دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑذات اﻟﻌﺎﺋد أو أﺻل رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻟﻣزﯾد‬
‫أﻧظر‪:‬د‪ /‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 8‬ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1997‬واﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 230‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﻋﻠﻰ ﺿوء آراء اﻟﻔﻘﮫ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،1998‬ص ‪.53‬‬
‫‪ - 146‬وﻟﯾ د ﺻ ﺎﻟﺢ ﻋﺑ د اﻟﻌزﯾ ز‪،‬ﺣ واﻓز اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر وﻓﻘ ﺎ ﻷﺣ دث اﻟﺗﺷ رﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ‪،‬دار اﻟﻧﮭﺿ ﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ﺔ ﻣﺻ ر‪،2005-2004،‬‬
‫ص‪55‬‬

‫‪105‬‬
‫ﻣﻧﺢ ﻣزاﯾﺎ واﻋﺗﻣﺎدات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ«‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻋرﻓت اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ‪» :‬‬
‫اﻟﺗﯾﺳﯾرات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ «‪.147‬‬
‫و ﺗﻌرف اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ‪ » :‬ﻧظﺎم ﯾﺻﻣم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﻬدف‬
‫‪148‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ وزﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻛﻠﻔﯾﺔ‬ ‫ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر«‬
‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬وزﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة أو اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ «‪ ،149‬وﯾﺗﻔﺎوت ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ﺣﺳب ظروﻓﻬﺎ وﻣن أﻫم أﺳﺑﺎب ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﺳﺗﺣداث ﻓرص ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﺻدﯾر واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ذات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق اﻷﻗل ﺣظﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو‪.‬‬
‫‪ -6‬ﺳﯾﺎﺳﺔ إﺣﻼل ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻣﺣل اﻟواردات‪.‬‬
‫واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺈﺣداث آﺛﺎر اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺷﺟﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫واﻟوطﻧﻲ وﺗدﻓﻌﻪ إﺻدار ﻗ اررﻩ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز‪ ،‬أن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾوازن ﺑﯾن اﻟﻌﺎﺋد اﻟذي ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ‪ ،‬وﺑﯾن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺣﺗﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﺎﺋد ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗدﻣت ﻟﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن ﻋﻧﺎﺻر‬
‫‪150‬‬
‫اﻟﻣوازﻧﺔ ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾرﺟﺢ ﻛﻔﺔ اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬دﻓﻊ رؤوس أﻣواﻟﻪ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧﻬﺎ أداة أو وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺗﻧﺎزل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓرض وﺗﺣﺻﯾل ﻓرﯾﺿﺔ ودﺧول‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬أي أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن ﺟزء ﻣن اﻟﻣواردﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺧروﺟﺎ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.151‬‬
‫وﻧرى أن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ »:‬ﻫﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل دﻓﻊ‬
‫اﻷﻓراد ﻧﺣو ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧطط اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ «‪.‬‬

‫‪ - 147‬وﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪55‬‬


‫‪ -148‬د‪ /‬ﺻﻔوت ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻋوض ﷲ‪ ،‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وآﺛرھﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻧﻣﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺻ ر دراﺳ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺿ وء ﺗﺷ رﯾﻌﺎت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 1‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1998‬ﺑﺷﺄن ﺿﻣﺎﻧﺎت وﺣواﻓز اﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻣﺟﻠ ﺔ اﻟﻌﻠ وم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ واﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ ﻣﺟﻠ ﺔ ﻣﺣﻛﻣ ﺔ ﯾﺻ درھﺎ‬
‫أﺳﺎﺗذة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻷرﺑﻌون‪ ،‬ﯾﻧﺎﯾو‪ ،2003 ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -149‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﻟﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -150‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪..113‬‬
‫‪ - 151‬ﺻﻔﺎ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد‪ ،‬آﺛﺎر ﺗرﺷﯾد اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺧﻔض اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻻﺳ ﺗﺛﻣﺎر ﻓ ﻲ ﻣﺻ ر‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺳوھﺎج – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻧوب اﻟوادي‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷرة‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ دﯾﺳﻣﺑر‪ 2001‬ص‪112-111‬‬

‫‪106‬‬
‫وﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺻور ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺑﯾن اﻟدول ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻧﻘﺳﻣﻬﺎ‬
‫ﻟﻘﺳﻣﯾن ‪ ،‬إﺟﺎزات ﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺧﻔﯾﺿﺎت ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺷﯾﻊ ﻓﯾﻪ ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬ﺗﺷﯾر اﻷدﻟﺔ إﻟﻰ أن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات إﺿﺎﻓﯾﺔ‬
‫– أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم ﻣﻧﺢ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز – ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ‬
‫ﺗﻛون ﻣوﺿﻊ ﺷك ‪ .‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻺﺳﺗﻐﻼل ﻣن ﺟﺎﻧب‬
‫ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧﺗﻔﻲ ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﺷرﻛﺎت ﺟدﯾدة ﺑﺈﺟراءات ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﺻورﯾﺔ ﻓﺈن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﯾراداﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪.‬ﻛذﻟك ﻓﺈن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ‪ ،‬وﻫم اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﻌظم اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺧذون‬
‫ﻗرار اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ) ﻛﺎﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫واﻹﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻫرة ( ‪،‬‬
‫وﻟﻛن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻛون أﻫم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺄي ﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن‬
‫‪ .‬وﯾﻣﻛن ان ﺗﻛون اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣوﺿﻊ ﺷك أﯾﺿﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻛون ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ إﻧﻣﺎ ﺧزاﻧﺔ ﺑﻼدﻩ ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن ان ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ أي دﺧل ﻣﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف‬
‫ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛن ﺗﺑرﯾر اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺷﻛﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻹﺧﻔﺎق اﻟﺳوﻗﻲ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ‬
‫اﻹﺧﻔﺎق اﻟذي ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ آﺛﺎر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ) اﻟﺗﺑﻌﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن‬
‫اﻟﺣﺎﻓز اﻟﺿرﯾﺑﻲ ( ‪ ،‬ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟواﻋدة ﺑﺈﺣداث آﺛﺎر ﺧﺎرﺟﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﻠﺣوظﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻗطﺎﻋﺎت‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ .‬وﯾﻌد أﻗوى اﻟﻣﺑررات ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻟﻣﻧﺢ ﺣواﻓز ﻣﺣددة اﻟﻬدف ﻫو اﻟوﻓﺎء‬
‫ﺑﺈﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻬدﻩ اﻟﺑﻠدان وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻠﯾﺳت ﻛل اﻟﺣواﻓز ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻷﻫداف وﺑﻌﺿﻬﺎ أﻗل ﻣن ﺳواﻫﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻣردودﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻟﻸﺳف ‪ ،‬ﻓﺈن أﻛﺛر‬
‫‪152‬‬
‫أﺷﻛﺎل اﻟﺣواﻓز ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أﻗﻠﻬﺎ ﻛﻔﺎءة‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪ - 152‬ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي ‪ ،‬ھﺎول زي ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ‪ ،‬واﺷﻨﻄﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ‪، 2001 ،‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪. 11‬‬

‫‪107‬‬
‫ﺻور ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﯾﻌد اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﺣد أدوات اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻹﺣداث أﺛﺎر ﻣﻘﺻودة‬
‫وﻣﺣددة ‪ ،‬واﻟﺣد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﺗﻧﺎزﻻ‬
‫ﻣﻘﺻودا ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺟزء ﻣن ﻣواردﻫﺎ‪ .‬وﻣن أﻫم ﺻور اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻹﺟﺎزة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪:153‬‬
‫ﻫﻲ إﺣدى ﺻور اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﻗد ﯾﻛون داﺋﻣﺎ أو ﻣؤﻗﺗﺎ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﻛﺎﻣﻼ أو ﺟزﺋﯾﺎ‪.‬‬
‫أ‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟداﺋم‪:‬‬
‫وﻫو إﺳﻘﺎط ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف طﺎﻟﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺳﺑب اﻹﻋﻔﺎء ﻗﺎﺋﻣﺎ‪ ،‬وﯾﺗم ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ .154‬ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻹﻋﻔﺎء‬
‫اﻟذي ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﻣﻧﺷﺄة طوال ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ دون ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ داﻣت ﺗزاول اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي‬
‫‪155‬‬
‫ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎﺋﻪ ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫أ‪-1-‬اﻹﻋﻔﺎءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪:‬‬
‫ﻣﻧﺣت ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟداﺋﻣﺔ إﻟﻰ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗطور ﺑﻌد‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ أوﻟﯾﺔ‬
‫ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ وﺗﻛوﯾن أطر ﻛﻔﺎءة ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‪.‬‬

‫أ‪-2-‬اﻹﻋﻔﺎءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬


‫ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول إﻟﻰ ﻣﻧﺢ ﻣﺛل ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﻲ‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺿﻣن ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت؛‬
‫ﻛﻘطﺎع اﻟﺗﺷﻐﯾل وﻣﺎ ﯾوﻓرﻩ ﻣن ﻣﻧﺎﺻب ﺷﻐل ‪ ،‬وﻗطﺎع اﻟﺗﺻدﯾر ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻠب اﻟﻌﻣﻠﺔ‬
‫اﻟﺻﻌﺑﺔ ‪ ،‬إذن ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﻬدف ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات إﻟﻰ ﺑﻌث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -153‬ﺗﻌرف» أﻧﮭﺎ اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﺎﻣل أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺟدﯾدة أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗوﺳﯾﻊ ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻔﺗرة‬
‫ﻣﺣددة « ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل أﻧظر ‪ :‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﻟﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫ﯾﺧﺗﻠف ﻣﻔﮭوم اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋن ﻣﻔﮭوم ﻋدم اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻋﻔﺎء ﯾﻣﺛل ﺗﺟﻧﯾب ﺟزء ﺧﺎﺿﻊ أﺻﻼ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺗواﻓر ﺷروطﮭﺎ‬
‫ﻓﯾﮫ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣﺷرع رأي ﻋدم إﻟزاﻣﮫ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧص ﺧﺎص وذﻟك ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﯾﻧﮭﻲ ﺑﺎﻧﺗﮭﺎﺋﮭﺎ ﻓﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ھﻧﺎ ﻟﮭﺎ وﺟود إﻻ أﻧﮫ ﻣﺗوﻗف ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻋدم اﻟﺧﺿوع ﻓﯾﻌﻧﻲ ﻋدم ﺟواز ﺗﺣدﯾد وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻟﻌدم ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻻﻟزام اﻟﺷﺧص‬
‫ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺷﺎط ﻏﯾر ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻗد ﯾﺧﺿﻊ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻟﮭﺎ‪ ،‬وھﻧﺎ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋبء ﺗﺑﯾﺎن وﺗﻣﯾﯾز اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎﺿﻊ‬
‫واﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻌﻔﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻓق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻧﺎﻓذة‪.‬‬
‫‪ -154‬ﻗدى ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -155‬اﻟوﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪108‬‬
‫أ‪-3-‬اﻹﻋﻔﺎءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪:‬‬
‫ﺗﻬدف اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺣداﺛﻬﺎ ﻹﻋﻔﺎءات ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻠدور اﻟﻬﺎم اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑﻼد‪،‬‬
‫و ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣن دور ﻓﻲ ﺗطوﯾر ذﻫﻧﯾﺎت اﻟﺷﻌوب‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﺳواء أﻛﺎﻧت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣؤﻗﺗﺔ‪:‬‬
‫وﻫﻲ إﺳﻘﺎط ﻟﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﺑﺎﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط‪ ،156‬وﯾﻛون ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻷﺧرى ﻓﻲ ظل‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﻗت وﯾدﻋﻰ ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﺎﻹﺟﺎزة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬو إﻋﻔﺎء زﻣﻧﻲ ﻣوﻗوت ﺑﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﻘرر ﺑﻌدﻩ اﻧﻘﺿﺎء ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣﻧﺷﺄة‬
‫‪ ،‬وﯾﻌود ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻫو ﻣﺎ ﺗﺟري ﻋﻠﯾﻪ أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗم‬
‫اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﺗزاول أﻧﺷطﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻟﻣدة أو ﻣدد ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻣن أول ﺳﻧﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪157‬‬
‫ﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﺑداﯾﺔ أو ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﺣﺳب اﻷﺣوال‬
‫ج‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﻛﺎﻣل‪:‬‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ إﺳﻘﺎط اﻟﺣق طوال اﻟﻣدة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺈﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻛﺑﯾر‬
‫ﺑﺎﻟﺟزاﺋر )وﻻﯾﺎت أدرار‪ ،‬ﺗﻧدوف‪ ،‬ﺗﻣراﺳت ‪ ،‬إﻟﯾزي( ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻟﻣدة ﻋﺷر ﺳﻧوات‪.158‬‬

‫ﺣﯾث ﯾﻌﻔﻰ اﻟﻣﺷروع ﺑﻣوﺟب اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿراﺋب طوال ﻓﺗرة اﻹﺟﺎزة وﻫذا‬
‫‪159‬‬
‫اﻷﺻل ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎء‬

‫ﻫـ‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺟزﺋﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻛون اﻹﻋﻔﺎء ﺟزﺋﯾﺎ‪ ،‬وﻫو إﺳﻘﺎط ﺟزء ﻣن اﻟﺣق ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻛﺈﻋﻔﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟطوق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺟﻧوب )وﻻﯾﺎت ‪ ،‬ﺑﺷﺎر‪ ،‬ورﻗﻠﺔ‪ ،‬اﻟوادي‪ ،‬اﻟﺑﯾض‪ ،‬اﻟﻧﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺳﻛرة‪ ،‬ﻏرداﯾﺔ‪،‬‬

‫‪ -156‬ﻗدي ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ -157‬اﻟوﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -158‬ﻗدي ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -159‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﻟﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪109‬‬
‫اﻷﻏواط‪ ،‬واﻟﺟﻠﻔﺔ( ﻣن ‪ %25‬ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.160‬‬
‫ﯾﻧﺻب اﻹﻋﻔﺎء ﺑﻣوﺟب اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺿراﺋب ﻣﻌﯾﻧﺔ دوﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺧرى‪ ،‬أو‬
‫‪161‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻣن ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﺣواﻓز اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺗﻌد اﻹﻋﻔﺎءت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ) أي اﻹﻋﻔﺎء ﻣن‬
‫دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ( ﻫﻲ اﻷﻛﺛر إﻧﺗﺷﺎ ار ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾوب رﻏم‬
‫ﺑﺳﺎطﺔ إدارﺗﻬﺎ ‪ .‬ﻓﺄوﻻ ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل إﻋﻔﺎء اﻷرﺑﺎح ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻘدارﻫﺎ ‪ ،‬ﺗﻣﯾل اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ إﻟﻰ إﻓﺎدة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟذي ﯾﺗوﻗﻊ ﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح ﻛﺑرى وﻣﺎ ﻛﺎن ﻏﯾﺎب ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز‬
‫ﻟﯾؤﺛر ﺑﺄي ﺣﺎل ﻋﻠﻰ ﻋزﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ .‬ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ ،‬إن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺗوﺟد ﺣﺎﻓ از‬
‫ﻗوﯾﺎ ﻟﻠﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت‬
‫إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻔﺎة ﻟﺗﺣوﯾل أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ‬
‫) ﻛدﻓﻊ ﺳﻌر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺷﺗراة ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ اﻷﺧرى ﺛم إﺳﺗردادﻩ ﻓﻲ ﺻورة ﻣدﻓوﻋﺎت‬
‫ﻣﺳﺗﺗرة ( ‪ .‬ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ ،‬ﻫﻧﺎك ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺣﺎﯾل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺎﻻﻟﺗﻔﺎف ﻋﻠﻰ ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣؤﻗت‬
‫وﺗﻣدﯾدﻫﺎ ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺷروع اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﻘﺎﺋم إﻟﻰ ﻣﺷروع ﺟدﯾد ) ﻛﺈﻏﻼق‬
‫اﻟﻣﺷروع ٕواﻋﺎدة ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﺗﺣت إﺳم ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻊ ﺛﺑﺎت ﻣﺎﻟﻛﯾﻪ ( ‪ .‬راﺑﻌﺎ ‪ ،‬ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ذات اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد إﺟﺗذاب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻏﯾر‬
‫ذات ﻧﻔﻊ ﻛﺑﯾر ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ‪ .‬ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪،‬ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﺗﻛون ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻋﻔﺎء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣؤﻗت ﻋﻠﻰ إﯾ اردات اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣطﺎﻟﺑﺔ‬
‫ﺑﺗﻘدﯾم إﻗ اررات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﯾﺟب أن ﺗﻧﻔق اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﻣواردﻫﺎ ﻋﻠﻰ إدارة‬
‫ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر ﻣدرة ﻟﻺﯾراد وﯾﺧﺳر اﻟﻣﺷروع ﻣﯾزة ﻋدم اﻻﺿطرار إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺟﻬﺎت‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪-‬اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻧﻲ إﺧﺿﺎع اﻟﻣﻣول ﻟﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﺎﺋدة أو ﺗﻘﻠﯾص وﻋﺎء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻻﻟﺗزام ﺑﺑﻌض اﻟﺷروط ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻌدل اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺗﺟﺎر اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻧظﯾر اﻟﺗزاﻣﻬم ﺗﻘدﯾم ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫‪162‬‬
‫ﺑﺎﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬم واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻧﺟﺎزﻫﺎ ﻣﻌﻬم ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب‬
‫أ‪-‬ﻧظﺎم اﻻﻫﺗﻼك‪:‬‬

‫‪ -160‬ﻓدي ﻋد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ -161‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﻟﺑﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -162‬ﻗدي ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪110‬‬
‫ﯾﻌرف اﻻﻫﺗﻼك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻧﻘص اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو اﻷﺻول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫اﺳﺗﺧدام أو ﻣرور اﻟزﻣن أو اﻹﺑداع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻋن اﻟﻘﺳط اﻟﺳﻧوي ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ‬
‫ﻟﻸﺻل ﺑﻘﺳط اﻻﻫﺗﻼك وﯾطرح ﻫذا اﻟﻘﺳط ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌبء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﻗل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻗﺑل اﻻﻫﺗﻼك ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﻻﻫﺗﻼك ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫ﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗف‬
‫ﺣﺟﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣرﺧص اﺳﺗﺧداﻣﻪ )ﺛﺎﺑت‪ ،‬ﻣﺗزاﯾد‪ ،‬ﻣﺗﻧﺎﻗص(‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ‪ 1989‬ﺗم‬
‫اﻟﺳﻣﺎح ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﺛﻼث أﻧﻣﺎط ﻟﻼﻫﺗﻼك ﺣﺳب ﺷروط وظروف ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون وﯾﻣﻛن ﺗﻌدد أﻧظﻣﺔ‬
‫‪163‬‬
‫اﻫﺗﻼك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻧظﺎم اﻷﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟظروﻓﻬﺎ‬
‫إذن ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك ‪،‬ﻛﺎﻓﺔ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻬﻼك ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‬
‫ﻟﻸﺻول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ أﻗل ﻣن ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،164‬اﻟﻣﻘدرة ﻟﻬﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ‪.‬‬
‫وﯾرى ﻫﯾﻛس ‪ ، Hicks‬أن أﺳﻠوب اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻌﺟل ﯾﻌد ﻣن أﻛﺛر اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻣن‬
‫ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘ اررات اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎت أو زﯾﺎدة اﻟﻌﺎﺋد وﻫﺎﺗﯾن‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷﻛﺛر ﺗوﻗﻌﺎ‪.165‬‬
‫‪-‬ب‪-‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗرﺣﯾل اﻟﺧﺳﺎﺋر إﻟﻰ اﻟﺳﻧوات‪:‬‬
‫‪166‬‬
‫‪،‬ﺧﻼل ﺳﻧﺔ‬ ‫وﺗﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻻﻣﺗﺻﺎص اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﺧﺳﺎﺋر‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺑﻔرﺿﻬﺎ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﺎرﻛﻬم اﻟرﺑﺢ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﺿرر اﻟﺧﺳﺎرة‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ اﺳﺗﻘرت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ‪،‬‬
‫ﻣﻊ اﺧﺗﻼف طرﯾﻘﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ‪ ،‬إذ اﻋﺗﺑرت اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﺑﺄي ﻣﻧﺷﺄة ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن‬
‫ﺧﺻﻣﻬﺎ ﻣن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪.167‬‬
‫ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول إن ﻫذا اﻟﺣﺎﻓز ﯾﻣﺛل ﺧروﺟﺎ ﻋن ﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟدول ﻓﻲ ﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣﻣول ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ أرﺑﺎﺣﻪ ﻓﺑﻌض‬
‫اﻟﻣﻧﺷﺂت ﻗد ﺗﺗﻌرض ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺧﺳﺎﺋر‪ ،‬وﻋﻧدﺋذ ﯾﺟب أن ﺗﺳﻣﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺧﺻم‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣن أرﺑﺎح اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻛﻠﻣﺎ زادت اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗرﺣﯾل اﻟﺧﺳﺎرة ﻓﻲ‬
‫ﺣدودﻫﺎ زاد اﻟﺣﺎﻓز ﻟدى اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪.168‬‬

‫‪-163‬ﻗدي ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪،‬ص ‪.174‬‬


‫‪ -164‬د‪ /‬ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ -165‬د‪ /‬ﺻﻔوت ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻋوض ﷲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -166‬أﻏﻠب اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ طﺎﻟت ﻣﻔﮭوم اﻟﺧﺳﺎرة ھﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻘﮭﯾﺔ ﻟﺧﻠو أﻏﻠب اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣن ﺗﺣدﯾد ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ‪ ،‬ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣدھﺎ أن‬
‫اﻟﺧﺳﺎرة ھﻲ ﻛل ﻧﻘص ﻣﺗﺣﻘق ﺑﺷﻛل ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺟودات‪ ،‬وﻻ ﺗﻧزل ھذه اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷﻋﻣﺎل إﻻ إذا ﻛﺎﻧت‬
‫ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وواﻗﻌﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع وﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺻل ﺑﻧﺷﺎط اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻠﻣزﯾد‪.‬‬
‫‪ -167‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﻟﺑﯾﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -168‬ﺻﻔوات ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻋوض ﷲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173-172‬‬

‫‪111‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ أﺣد أدوات اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻹﺣداث أﺛﺎر ﻣﻘﺻودة‬
‫وﻣﺣددة ‪ ،‬وﻟﻠﺣد ﻣن اﻷﺛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﺗﻧﺎزﻻ‬
‫ﻣﻘﺻودا ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺟزء ﻣن ﻣواردﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﻧطوي اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻓﻲ ﺷﻛل إﻫﻼك ﻣﻌﺟل ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻗدر ﻣن اﻟﻌﯾوب‬
‫اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻐﻠﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾوب اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻹﻋﺗﻣﺎدات‬
‫واﻹﻋﻔﺎءات ‪ .‬ﺣﯾث إن ﻣﺟرد اﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﺈﻫﻼك أﺣد اﻷﺻول ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة إﻫﻼﻛﻪ ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﺗﺟﺎوز ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﺗوﻟد ﻋﻧﻪ ﻣن ﺗﺷوﻩ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺻول اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى‬
‫ﻗد ار ﺑﺳﯾطﺎ ‪ .‬وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻣﯾزﺗﯾن إﺿﺎﻓﯾﺗﯾن ‪ .‬أوﻻ ‪ ،‬إﻧﻪ اﻷﻗل‬
‫ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻌﻣوم ‪ ،‬ﺣﯾث إن اﻹﯾراد اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷوﻟﻰ ) ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﺛﯾﻠﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم إﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻌﺟل ( ﯾﺗم إﺳﺗرداد ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن‬
‫ﻋﻣر اﻷﺻل ‪ .‬ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ ،‬إﻧﻪ إذا ﺗوﻓر إﺳﺗﺧدام اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻌﺟل ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻓﺣﺳب ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن‬
‫‪169‬‬
‫أن ﯾﺣدث ذﻟك طﻔرة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ‪:‬‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗﺳم ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ‪ .‬ﻓﺄﻫداﻓﻬﺎ أﻛﺛر ﺗرﻛﯾ از ﺑﻛﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ أﻧواع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛﻠﻔﺔ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻘدر أﻛﺑر ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ‪ٕ .‬واﺣدى‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ إدارة ﻧظﺎم اﻹﻋﺗﻣﺎد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻹﻋﺗﻣﺎد اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ٕواﯾداع ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب ﺿرﯾﺑﻲ ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻗﯾد ﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ‪ .‬وﺗﻌﺎﻣل‬
‫اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺟواﻧب اﻷﺧرى ﻛﺄي ﻣﻣول ﺿرﯾﺑﻲ ﻋﺎدي ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻛل اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻹﻟﺗزام ﺑﺗﻘدﯾم اﻹﻗرار اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ .‬أﻣﺎ اﻹﺧﺗﻼف اﻟوﺣﯾد ﻓﻬو أن‬
‫إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ﺗدﻓﻊ ﻣن اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺳﺣوﺑﺔ ﻣن ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ .‬وﺑﻬذﻩ‬
‫اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺗوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﻋن إﯾرادات اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ وﻗﯾﻣﺔ اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ‪ .‬وﯾﻣﻛن إدارة ﻧظﺎم اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺄﺳﻠوب ﯾﺷﺑﻪ إﻟﻰ‬
‫ﺣد ﻛﺑﯾر أﺳﻠوب إدارة اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﻧﻘطﺗﻲ ﺿﻌف ﻣﺣوظﺗﯾن ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ أن ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﺗﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺷوﯾﻪ اﻹﺧﺗﯾﺎر ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺻول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗوﻓﯾر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻹﻋﺗﻣﺎدات واﻹﻋﻔﺎءات ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ‬

‫‪ - 169‬ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي ‪ ،‬ھﺎول زي ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 13‬‬

‫‪112‬‬
‫إﺳﺗﺑدال أﺣد اﻷﺻول ‪ .‬ﺛﺎﻧﯾﺎ أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﻗد ﺗﺣﺎول إﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧظﺎم ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﻊ وﺷراء‬
‫ذات اﻷﺻول ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺈﻋﺗﻣﺎدات أو إﻋﻔﺎءات ﻣﺗﻌددة أو ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻛوﻛﯾل ﻣﺷﺗرﯾﺎت‬
‫ﻟﺷرﻛﺎت ﻏﯾر ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ‪ .‬ﯾﺟب ﺗﺿﻣﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗﻌد ﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫‪170‬‬
‫وﻗﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠوﺻول ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر إﻟﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻲ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪:‬‬
‫أن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬ﻛﺈﻋﻔﺎء اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ ﺣواﻓز ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻺﺳﺗﻐﻼل ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧﻔﻊ ﻣن وراء إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣوﺿﻊ ﺷك ‪ .‬وﺛﻣﺔ‬
‫ﻣﺑرر أﻛﺛر وﺟﺎﻫﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﻟﺗطﺑﯾق اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻹﺳﺗﯾراد ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺳﻠﻊ‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﺻﺎدرات ‪ .‬وﻟﻛن ﺻﻌوﺑﺔ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﺗﻛﻣن ‪ ،‬ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺿﻣﺎن إﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﻣﻌﻔﺎة ﺣﺳب اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺣﺎﻓز ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﺳﺑل اﻟﻣﻔﯾدة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذا اﻹﺳﺗﻐﻼل إﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎطق ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺻﺎدرات ٕواﺧﺿﺎع‬
‫ﺣدودﻫﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺟﻣرﻛﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ‪ٕ ،‬وان ﻟم ﺗﻛن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﻔﻌﯾل ‪:‬‬
‫ﻗد ﺗﻛون اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أو إﺳﺗﺻواﺑﯾﺔ ‪ .‬وﺗﺳﻣﺢ‬
‫آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﺻول اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺗﺿﺢ إﺳﺗﻔﺎءﻩ‬
‫ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ .‬وﯾﺑﻘﻰ دور اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﺣﺻو ار ﻓﻲ ﻣﺟرد ﺿﻣﺎن إﺳﺗﯾﻔﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ‪ .‬أﻣﺎ‬
‫آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻹﺳﺗﺻواﺑﯾﺔ ﻓﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻗرار طﻠب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز أو رﻓﺿﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫اﻟﺗﻘدﯾر اﻹﺳﺗﻧﺳﺎﺑﻲ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز ‪ ،‬دون وﺟود ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ‬
‫ﻣﺣددة ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ رﺳﻣﯾﺔ ‪ .‬ورﺑﻣﺎ ﺗﻔﺿل اﻟﺳﻠطﺎت آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻹﺳﺗﺻواﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﻟﯾﺔ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻬﺎ ﻗد ار أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ‪ .‬وﻟﻛن اﻟﻣرﺟﺢ أن ﺗﺗﺿﺎءل ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة أﻣﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف اﻹﺳﺗﺻواﺑﻲ ‪ ،‬وأﻫﻣﻬﺎ اﻹﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ‬
‫اﻟﻘرار ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﺟﻊ ﺑدورﻩ أﻋﻣﺎل اﻟﻔﺳﺎد واﻟﺗﺣﺎﯾل ﻟﻠﺗرﺑﺢ ‪ٕ .‬واذا ﻛﺎن ﻣﺑﻌث اﻟﻘﻠق ﻣن‬
‫إﺧﺗﯾﺎر آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻫو ﻓﻘدان ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﺻرف اﻹﺳﺗﺻواﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺣﺎﻻت‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن أﻓﺿل ﺿﻣﺎن ﻟذﻟك ﻫو ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ ﺑﺄﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟدﻗﺔ‬
‫واﻟﺗﺣدﯾد ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺗﺻر ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟدارة اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬

‫‪ - 170‬ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي ‪ ،‬ھﺎول زي ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 13‬‬

‫‪113‬‬
‫واﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس ‪ .‬وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻌﻣوم ‪ ،‬ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺗﻘﻠﯾل اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺳﺗﺻواﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز‬
‫‪171‬‬
‫إﻟﻰ أدﻧﻰ اﻟﺣدود اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬

‫ﺗﻌﺗﺑر ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ﻣن أﻫم أﻧواع اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ‬
‫ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻓﺗﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻬدف ﻣن‬
‫ﺗﺣدﯾد اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻫو ﻣﻧﻊ ﺗﻬرب ﺑﻌض ﻋﻧﺎﺻر اﻟدﺧل ﻣن اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪،‬‬
‫وﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ٕ ،‬واﺧﺿﺎع ﻋﻧﺎﺻر ﻟﻠدﺧل وﻫﻲ ﻏﯾر‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ‪:‬‬


‫ﺗﻌرف اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل وﻓق اﻟﻣﺎدة )‪ (1‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﺗﺄﺳس‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺳﻧوﯾﺔ وﺣﯾدة ﻋﻠﻰ دﺧل اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫وﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ " ‪.172‬‬
‫ﯾﺧﺗﻠف ﻣﻔﻬوم اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺗﺷرﯾﻊ ﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ أﺧر وﻣن ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ إﻟﻰ أﺧرى‬
‫« وﯾﺳﺗﻧد ﻣﻔﻬوم اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﻧظرﯾﺗﯾن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻدر ‪ :‬وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﻌرف اﻟدﺧل ﺑﺄﻧﻪ ‪ " :‬ﻛل ﺛروة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﻘوﯾم اﻟﻧﻘدي‪،‬‬
‫ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣول ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ‪ ،‬ﻣن ﻣﺻدر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺑﻘﺎء ‪ ،‬ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻪ‬
‫ﺑﺈﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻدرﻩ " ‪.173‬‬

‫إن ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺻدر ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ أﺿﯾق اﻟﺣدود ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻛل‬
‫ﻣن اﻟﻣﻛﺎﺳب واﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد أﺳﺗﻧد أﻧﺻﺎر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ ﻋدة إﻋﺗﺑﺎرات ‪:174‬‬

‫‪ - 171‬ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي ‪ ،‬ھﺎول زي ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 14‬‬


‫‪ - 172‬ﺑﻦ اﻋﻤﺎره ﻣﻨﺼﻮر ‪ ،‬اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺪﯾﻼت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ،2010‬دار ھﻮﻣﮫ ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ، 2010 ،‬ص‬
‫‪31‬‬
‫‪-173‬د‪ /‬ﻋﺜﻤﺎن ‪ ،‬ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ‪ ،‬اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ، 2000 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 272‬‬
‫‪ -174‬د‪ /‬اﻟﺒﻄﺮﯾﻖ ﯾﻮﻧﺲ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬أﺻﻮل اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺤﺪﯾﺚ ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ، 1966 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 81‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟدﺧل اﻟﺻﺎﻓﻲ ‪ ،‬ﻟﻌدم ﺗواﻓر ﺻﻔﺔ ﺗوﻗﻊ‬
‫اﻟﻛﺳب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬وﻋدم اﺗﺻﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗظﺎم واﻟدورﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﻌﻧﻲ‬
‫رأس اﻟﻣﺎل ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﯾﻪ ‪ ،‬وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﺑﯾر اﻟزﯾﺎدة اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻل ‪ ،‬زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدﺧول اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻧطوي إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ازدواج ‪ ،‬ﻟﺳرﯾﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺛم ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻣﺗزاﯾدة واﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘود ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾؤدي إﺧﺿﺎع اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻛﻣﯾﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺟﻬﺔ‬
‫ﻧﺣو اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺣد ﻣن ﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫اﻟﺟدﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺧﺎطرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾؤﺛر إﺧﺿﺎع اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺄﺛﯾ ار ﺳﯾﺋﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺣوال اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺑزﯾﺎدة ﺣدة‬
‫ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻻﻧﺗﻌﺎش‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺣﺟﺎم أﺻﺣﺎب رؤوس اﻻﻣوال ﻋن‬
‫اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺗﻬرب ﻣن اﻟﺧﺿوع ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘوﻧﻪ ﻣن ﻣﻛﺎﺳب رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪،‬‬
‫وزﯾﺎدة ﺣدة ﺗدﻫور اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎش ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧدﻓﺎع أﺻﺣﺎب رؤوس اﻻﻣوال‬
‫ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾق ﺧﺳﺎرة رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺧﺻم ﻣن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬم ‪.‬‬

‫وﻣن أﺷد اﺛﺎر اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬و ﻗﺻور‬
‫اﻹﯾرادات ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ أﻋﺑﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﺿطرت ﻣﻌﻪ اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة إﻟﻰ‬
‫‪175‬‬
‫‪:‬‬ ‫أن ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك ﻣﻧﻬﺟﯾن‬
‫‪ -‬زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﺿراﺋب أو زﯾﺎدة ﺣدة ﺗﺻﺎﻋدﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﻠدﺧل ‪ ،‬إﻟﻰ ﺣد إﻟﺣﺎﻗﻪ ﺑرأس اﻟﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫ب – ﻧظرﯾﺔ اﻹﺛراء ‪ :‬ﺗوﺳﻌت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﻔﻬوم اﻟدﺧل ‪،‬‬
‫وأﺻﺑﺢ اﻟدﺧل وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ " اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠزﯾﺎدة اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻟﻘوة اﻟﺷﺧص اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪176‬‬
‫‪ ،‬ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟدﺧل ﻛل زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ‬ ‫ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺧﯾن ) أو ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ( "‬
‫رأس اﻟﻣﺎل ﺗﺣدث وﻟو ﻟﻣرة واﺣدة ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋرﺿﯾﺔ دون أﻣل ﻓﻲ ﺗﻛرارﻫﺎ ‪.‬‬
‫واﻟدﺧل وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺛراء ‪ ،‬ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗراﻛﯾم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﻬﻼك ‪ ،‬واﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة اﻹﺛراء ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن دﺧل‬

‫‪ -175‬ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 83‬‬


‫‪ - 176‬د‪ /‬اﻟﺒﻄﺮﯾﻖ ﯾﻮﻧﺲ أﺣﻤﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 85‬‬

‫‪115‬‬
‫اﻟﻣﻣول اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺿﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻬﺑﺎت واﻟﻬداﯾﺎ واﻟﺗرﻛﺎت واﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫‪177‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻧﺗﻛﻠم ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫‪178‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ : 1‬اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟدﺧل اﻟﺻﺎﻓﻲ‬
‫ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻟدﺧل‬
‫اﻟﺻﺎﻓﻲ ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻼ ﺑد أن ﯾﻛون دﺧﻼ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ وﻟﯾس اﻓﺗراﺿﯾﺎ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬وأن ﯾزﯾد ﻫذا اﻟدﺧل ﻋن ﺣد اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪.179‬‬
‫‪ – 1 -1‬اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺟﻣوع دﺧل أو دﺧول اﻟﻣﻛﻠف اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣن ﻣﺻﺎدر‬
‫اﻟدﺧل اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪ ،‬أي ﻗﺑل ﺗﻧزﯾل اﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻧﻪ ‪.‬‬

‫‪ -2-1‬اﻟدﺧل اﻟﺻﺎﻓﻲ ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﺻﺎﻓﻲ ‪ ،‬اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﻌد ﺗﻧزﯾل اﻟﻣﺻﺎرﯾف‬
‫واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ أﻧﻔﻘت أو اﺳﺗﺣﻘت ﻛﻠﯾﺎ وﺣﺻ ار ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪ :‬ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ‪ ،‬أﻗﺳﺎط اﻻﺳﺗﻬﻼك ‪ ،‬ﻧﻔﻘﺎت اﻻﺳﺗﻐﻼل ‪.‬‬

‫‪ – 2 -2‬اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟدﺧل اﻟﺣﻛﻣﻲ ‪:‬‬

‫‪-1- 2-2‬اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ‪ :‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﻓﻌﻼ ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ أو ﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﻛﺎﺳب ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌﻣﻠﻪ وﺟﻬدﻩ ‪.180‬‬
‫‪ – 2-2-2‬اﻟدﺧل اﻟﺣﻛﻣﻲ ‪ :‬ﻫو اﻟدﺧل اﻟﺣﻛﻣﻲ أو اﻻﻓﺗراﺿﻲ ‪ ،‬اﻟذي ﻻ ﯾﻧظر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺟﯾب اﻟﻣﻛﻠف ﻣن أﻣوال ﻓﻌﻼ ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺣدد وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻧظرﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون اﻟدﺧل‬
‫اﻟﺣﻛﻣﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎ ‪ ،‬ﺑل ﻗد ﯾﻛون ﻫﻧﺎك دﺧل ﺣﻛﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﯾن ﻻ‬
‫ﯾﻛون ﻫﻧﺎك دﺧل ﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﺑﺗﺔ ‪.181‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪:‬‬

‫ﯾرﺗﺑط اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻠﻬﯾﻛل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺣﻛم ﻓرض‬
‫اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل أﺳﻠوﺑﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ ‪ ،‬أﺳﻠوب اﻟﺿراﺋب اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓروع اﻟدﺧل وأﺳﻠوب‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣوﺣدة ‪.‬‬

‫‪ - 177‬د‪ /‬ﻋﺜﻤﺎن ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 275‬‬


‫‪ - 178‬د‪ /‬ﺑﺮﻛﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﺎدق ‪ ،‬و د‪ /‬دراز ﻣﺤﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ) ،‬ﺑﺪون‬
‫ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ( ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 415‬‬
‫‪- 179‬د‪ /‬اﻟﺪﻗﺮ رﺷﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ‪ ،‬دﻣﺸﻖ ‪ ، 1962 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 90‬‬
‫‪ - 180‬د‪ /‬اﻟﺤﯿﺎري ﻋﺎدل ‪ ،‬اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻷھﺮام ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ، 1968 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 114‬‬
‫‪ - 181‬ﺧﺼﻤﺎوﻧﮫ ﺟﮭﺎد ﺳﻌﯿﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻀﺮﯾﺒﻲ ‪ ،‬دار واﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪. 269 ، 2000 ،‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -1-3‬ﻧظﺎم اﻟﺿراﺋب اﻟﻧوﻋﯾﺔ ‪ :‬وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻘﺳم اﻟدﺧل إﻟﻰ أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب ﻣﺻدرﻩ ‪،‬‬
‫وﺗﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻓروع اﻟدﺧل ﻣن ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺻﺎدرﻩ ‪ ،‬ﻓﯾﻔرق ﺑﯾن دﺧول اﻟﻌﻣل ورأس‬
‫اﻟﻣﺎل واﻟدﺧول اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻷﻧواع ﺣﺳب ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺷرع ﻟﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ‬
‫ﻟﻺﺧﺿﺎع ‪ ،‬ﻣﺳﺗﺗﺑﻌﺎ ذﻟك ﺗﻌدد اﻟﺿراﺋب اﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب إﯾراد ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر‪.1‬‬
‫وﯾﺟري اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻛل ﻣﺻدر دﺧل ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺳﻌر اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻗواﻋد رﺑطﻬﺎ‬
‫وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ‪. 2‬‬
‫و ﯾﻣﺗﺎز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ‪ 3‬ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪،‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺑﯾن‬
‫ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺟراء ﺗﻌدد اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻧظر إﻟﻰ ﻛل ﺿرﯾﺑﺔ‬ ‫وﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻪ‬
‫ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺗﻌدد اﻹﺟراءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻛﺛرﺗﻬﺎ ﯾؤدي ﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘدم‬
‫اﻟﻣﻛﻠف أﻛﺛر ﻣن ﺗﺻرﯾﺢ وﯾﺗﻌرض ﻷﻛﺛر ﻣن ﻓﺣص ‪.5‬‬
‫‪ -2-3‬ﻧظﺎم اﻟﺿراﺋب اﻟﻣوﺣدة ‪ :‬ﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل اﻟدﺧول اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن‬
‫اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻌد ﺧﺻم ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ؛ واﻷﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟدﺧول أﯾﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ وأﯾﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻊ وﺣدة ﺳﻌر اﻟﻣطﺑق وﺗوﺣﯾد أﺣﻛﺎم ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء ٕواﺟراءات‬
‫اﻟرﺑط واﻟﺗﺣﺻﯾل وﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣﻣول ﺑﺎﻟﺗﻘدم ﺑﺈﻗرار واﺣد ﻋن ﺟﻣﯾﻊ إﯾراداﺗﻪ ﻹدارة ﺿرﯾﺑﯾﺔ واﺣدة ‪. 6‬‬
‫‪.‬‬
‫ﯾﻣﺗﺎز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ‪ 7‬ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺄﺧذ ﺑﻣﺑدأ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬أي ﻣﻌرﻓﺔ اﻟوﺿﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﻛﻠف ‪.‬‬
‫وﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺻﺎﻋد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺷﻛﻠﻪ اﻟﺻﺣﯾﺢ ‪ ،‬ﻟﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻب اﻹﯾرادات‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﻓﻲ وﻋﺎء ﺿرﯾﺑﻲ واﺣد ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑر وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﺗﺳﻌت اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﻫذا اﻟﻧوع ﯾﺳﺗﻠزم وﺟود ﺟﻬﺎز إداري ﻛفء وﻣﺗطور ‪ ،‬ووﺟود ﺗﺷرﯾﻊ ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺗطور ‪.‬‬
‫ﻫﻛذا ﯾﻌرف اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻧﺎﻗﺻﺎ اﻟﺗﻧزﯾﻼت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺧﺗﻠف اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ‪ ،‬إذ ﺗﺄﺧذ اﻟﺗﻧزﯾﻼت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺻﯾﻐﺎ‬

‫‪- 1‬د‪ /‬ﺑﺮﻛﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﺎدق ‪ ،‬ود‪ /‬دارز ﻣﺤﺎﻣﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 416‬‬
‫‪- 2‬ﻓﮭﻤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ ‪ ،‬وﻋﺒﺪ ﷲ ﺳﯿﺪ ﻟﻄﻔﻲ ‪ ،‬اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪة ﻋﻠﻰ دﺧﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﯿﻦ وﺗﻄﺒﯿﻘﺘﮭﺎ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺐ ﻟﻄﻔﻲ ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ، 1999 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 12‬‬
‫‪ - 3‬د‪ /‬ﺷﺎﻣﯿﺔ أﺣﻤﺪ زھﯿﺮ ‪ ،‬و د‪ /‬اﻟﺨﻄﯿﺐ ﺧﺎﻟﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار زھﺮان ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪ ، 1997 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 159‬‬
‫‪ - 4‬د‪ /‬ﺑﺮﻛﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﺎدق ‪ ،‬ود‪ /‬دارز ﻣﺤﺎﻣﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 418-417‬‬

‫‪ -5‬د‪ /‬اﻟﺤﺎج طﺎرق ‪ ،‬اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار ﺻﻔﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪ ، 1999 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 62‬‬
‫‪ - 6‬د‪ /‬ﺑﺮﻛﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﺎدق ‪ ،‬ود‪ /‬دارز ﻣﺤﺎﻣﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 418‬‬

‫‪ -- 7‬د‪ /‬ﺷﺎﻣﯿﺔ أﺣﻤﺪ زھﯿﺮ ‪ ،‬و د‪ /‬اﻟﺨﻄﯿﺐ ﺧﺎﻟﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ، 1997 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪160.‬‬

‫‪117‬‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﺗﺳوﯾﺎت‪ ،‬واﻹﻋﻔﺎءات‪ ،‬واﻟﺳﻣﺎﺣﺎت ؛ اﻟﺗﺳوﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻓﻘرة‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻌﺎم وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﯾﺳرة ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن وﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑدﺧل‬
‫ﻣﺣدد ‪.‬‬
‫واﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺷﯾر ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺳب اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻟدﻓﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺣﺗﺳب ﻋن طرﯾق اﻟﻧﺳب اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬وﺗطرح اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺿرﯾﺑﺔ‬
‫اﻟدﺧل ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﺎﺗﺞ ‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪:‬‬
‫ﻟﻘد ﺗم إﺣداث اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺟدﯾد ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 36/90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1990/12/31‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻟﻘد ﺟﺎءت ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺗﺣل ﻣﺣل ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻔروﺿﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﺧﯾل واﻟﻣﺳﻣﺎة‬
‫ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ‪ :‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺟور واﻟرواﺗب ) ‪ ، ( I.T.S‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ‬
‫) ‪، (IBNC‬‬ ‫اﻟرﺑﺢ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري ) ‪ ، (IBIC‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣداﺧﯾل اﻟدﯾون واﻟوداﺋﻊ واﻟﻛﻔﺎﻻت ) ‪ ، (IRCDC‬اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ )‪ ، ( TF‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ) ‪. (ICR‬‬
‫إن إﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ‪ ،‬ﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ اﻟﻣرور ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ‪ ،‬واﻟذي ﻛﺎن‬
‫ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟﺗﺷﻌب وﻋدم اﻹﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪،‬إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟوﺣﯾدة ‪،‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺿرﯾﺑﺔ أﺧرى ﺗﺧص اﻟﺷرﻛﺎت ‪.‬‬
‫ﻫذا اﻹﺻﻼح ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻧﺷﻐﺎل اﻷﻓراد‬
‫واﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾدور ﺣول اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر اﻷرﺑﺎح واﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ‪.2‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﺗم إدﺧﺎﻟﻬﺎ‬
‫اﺑﺗداءا ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪، 1992‬ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ارﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪ IBS‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷرﺑﺎح واﻟﻣداﺧﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ‪.‬‬
‫إن اﻟﻐرض ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﻫو ﺗﺣﻔﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌبء اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺗم ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت‬

‫‪ -1‬اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﻮﺟﺰ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻘﺪﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن ﺿﺮﯾﺒﺔ اﻟﺪﺧﻞ وﻗﻮاﻧﯿﻦ ﺿﺮﯾﺒﯿﺔ أﺧﺮى‬
‫ﻟﻠﻌﺮاق ‪ ،‬اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدى اﻟﻌﺮاﻗﻲ ‪ ،‬ﻣﺴﻮدة ﻋﻤﻞ أﻋﺪت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎدر ‪ /‬اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺮاﻗﻲ‬
‫اﻟﻤﻤﻮل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ‪ ،‬ﺗﻤﺖ ﺻﯿﺎﻏﺘﮫ ﻓﻲ ﺷﺒﺎط ‪ ، 2006‬وﻣﺮاﺟﻌﺘﮫ ﻓﻲ ﺗﻤﻮز ‪ ، 2006‬ﺛﻢ ﺟﺮى ﺗﺤﺪﯾﺜﮫ ﻗﻲ‬
‫ﺷﺒﺎط ‪ ، 2008‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 13‬‬
‫‪ - 2‬د‪ /‬ﺑﻮﺧﺎوة إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ و أ‪ /‬دوﻣﻲ ﺳﻤﺮاء ‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻟﻀﺮﯾﺒﻲ وﻓﻖ ﻣﻌﺘﻘﺪات ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻼت اﻟﻤﻠﺘﻘﻲ اﻟﻮطﻨﻲ ﺣﻮل‬
‫اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ، 2003‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﺪ دﺣﻠﺐ اﻟﺒﻠﯿﺪة ‪،‬‬
‫‪ ، 2003‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 193‬‬

‫‪118‬‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪ %38‬إﻟﻰ ‪30‬‬
‫‪%‬ﻓﺈﺑﺗداءا ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1994‬أﺻﺑﺢ ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ارﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪)% 38‬‬
‫ﻛﺎن ‪ %42‬ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ( 1991‬واﺑﺗداءا ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1999‬ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع‬
‫إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ‪ ، %30‬أﻣﺎ ﻣﻌدﻻت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺎدة‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪ 33‬إﻟﻰ ‪ ،15‬وﻫو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺗﺣﻔﯾز ﻟﻠﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ‪.1‬‬
‫ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد أن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺗﻬدف ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻣﺣﻠﯾﺔ أو أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪.‬‬
‫ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗطور واﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري وﻓق ﻣراﺣل ﺗطور ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺻﻼﺣﺎت‬
‫ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﻲ‪:2‬‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻹﺳﺗﻘﻼل ) ﻗﺑل ‪: ( 1962‬ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ ﻓﺗرة اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر وﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻌﻬد‬
‫اﻟﺗرﻛﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﺿراﺋب ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺛل اﻟزﻛﺎة ‪ ،‬اﻟﻌﺷور ‪ ،‬اﻟﻠذان ﯾﻔرﺿﺎن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ ‪ ،‬وﻫﻧﺎك أﻧواع أﺧرى ﺑﺗﺳﻣﯾﺎت ﻣﺗﻌددة ﻛﺎﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟرﺣل ‪ ،‬وأﺛﻧﺎء اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر ﺑﻘت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول دون ﺗﻐﯾرات ﺑﺣﺟﺔ‬
‫ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻛﻣﺎ ادﻋﺗﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ إﻻ أن اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وراء ﻫذا اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻫو أن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ رأت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺣﻘق أﻫداﻓﻬﺎ أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺗﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺑﻘﯾﺎدة اﻷﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻣد ﺟزءا ﻫﺎﻣﺎ ﻣن دﺧﻠﻬﺎ اﻟوطﻧﻲ ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ‬
‫واﻧﻌﻛس ﻫذا اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺳﺎدت ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷوﻗﺎت اﻟﺿراﺋب‬
‫ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺿراﺋب اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺷرﻋﺔ إﺳﻼﻣﯾﺎ ﻣن ذﻟك‬
‫ﯾظﻬر أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﻛﺎن ﺷﺑﻪ ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ’ﻏﯾر أن اﻷﻫداف ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫‪,‬ﻓﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﻬدف إﺧراج اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣن أراﺿﯾﻬم ﻋﻧد اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟدﻓﻊ اﻟﻧﻘدي‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷﻣﯾر ﻋﺑداﻟﻘﺎدر ﻓﻛﺎن ﻫدﻓﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﯾﻐطﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ‬
‫ﻟﺿﻣﺎن واﺳﺗﻣرار ﺛورﺗﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻷﺧرى ﺑﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن واﺳﺗﻣرار‬
‫ﺛورﺗﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻷﺧرى ﻟﻠدوﻟﺔ واﺳﺗﻣر اﻟﺣﺎل إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ‪ 1949‬أﯾن أدﺧﻠت اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋدة إﺻﻼﺣﺎت ﺿرﯾﺑﺔ أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح واﻻﺳﺗﻐﻼﻻت ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﺑﻮﺧﺎوة إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ و أ‪ /‬دوﻣﻲ ﺳﻤﺮاء ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 195-194‬‬


‫‪ - 2‬ﺑﻦ اﻋﻤﺎره ﻣﻨﺼﻮر ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪ 38‬إﻟﻰ ‪. 46‬‬

‫‪119‬‬
‫‪-‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺗﺑﺎت واﻷﺟور‪.‬‬
‫‪-‬اﻟرﺳم اﻟﺑﻠدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﻫﻲ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﯾرادات رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ‪.‬‬
‫وﺑﻬذا ﺗوﻗﻔت إﺟراءات اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ وﺑدأت ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗﺳم ﺑﺳﯾطرة‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫اﻟﺗطور اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ‪ 1962‬إﻟﻰ ‪ : 1989‬ﻟم ﯾﻌرف اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼل‬
‫ﺗﺣول ﻛﺑﯾر أو ﻛﻠﯾﺎ ٕواﻧﻣﺎ اﺗﺑﻌت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺗﻣدﯾد ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل‬
‫ﺟواﻧﺑﻬﺎ ﻣﺎﻋد اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﺑﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ‪,‬ﻫذا اﻟﻘرار ﺿرورﯾﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻪ وذﻟك ﺑﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺿﻊ‬
‫ﻗواﻧﯾن ﺗﺣل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺣل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﺗﺣل‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺣل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم‪,‬وﻟﻛن ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋﺟز‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ’وﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻋﻣﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن وﺳﺎﺋل وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫ٕوادﻣﺎج ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﺗوﺳﯾﻊ‬
‫ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫﻛذا ﻛﺎن ﺳﻠم اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺗﺻﺎﻋدﯾﺎ ﻣﻊ ﻣرور اﻟﺳﻧوات وﯾﻣﻛن أن‬
‫ﯾﻠﺧص أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻣن ﺳﻧﺔ ‪ 1962‬إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫*ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪: 1963‬ﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوﻗف ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج‬
‫واﺳﺗﺑداﻟﻪ ﺑﻧظﺎم اﻟدﻓﻊ أو اﻟﺗﺳدﯾد اﻟﻣﺟزأ‪ ,‬ﺣﯾث ﯾﺗم دﻓﻊ اﻟرﺳم ﻋﻧد ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣوﯾل‬
‫ﻟﻠﻣﻠﻛﺔ وﯾﺑﻘﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪ 31‬ﻣﺎرس ‪.1992‬‬
‫* ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪: 1965‬ﺗم إدﺧﺎل ﻣﺑدأ اﻻﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر ‪ ,‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺟور ﻣﻊ‬
‫اﻟﻌﻠم أﻧﻪ ﻗﺑل ﺳﻧﺔ ‪ 1965‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺟور واﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻓﻲ أﺧر اﻟﺳﻧﺔ ‪.‬‬
‫* ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ :1970‬ﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن طرﯾﻘﺔ اﻹﻫﺗﻼك اﻟﺗﻧﺎزﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أﻧﻪ ﻣن ﺳﻧﺔ ‪ 1970‬إﻟﻰ‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ 1989‬اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻺﻫﺗﻼك اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻫﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﺑت‪.‬‬
‫* ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ : 1976‬ﺗﻣت اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻏﻠﻰ اﻷواﻣر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻗواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣر ‪ 102/76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1976-12-09‬واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﻣر ‪ 103/76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1976-12-09‬واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟطﺎﺑﻊ‬
‫‪ -‬اﻷﻣر ‪ 104/76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1976-12-09‬واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر‬
‫‪ -‬اﻷﻣر ‪ 105/76‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1976-12-09‬واﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺳﺟﯾل وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ﺗم‬
‫إﺣداث ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻼ ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أي أن ﻛﺎن ﻛل واﺣد‬

‫‪120‬‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن وﺣدات اﻟﺷرﻛﺔ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود أرﺑﺎح ﺑدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر إذا‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟﺷرﻛﺔ ﻗد ﻧﺗﺞ ﻋن ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺧﺳﺎرة ‪.‬‬
‫* ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ : 1979‬اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ‪ 07/79‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1979-07-21‬واﻟﻣﺗﺿﻣن‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك‪.‬‬
‫* ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1989‬إن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1989‬أﺣداث ﺗﻐﯾرات وﺗﻌدﯾﻼت ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان‬
‫اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ وﯾﻌد ﻛﻣؤﺷر ﻟﺑداﯾﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ أﯾن ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص ‪ ,‬أي أن اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻟم ﯾﻌد ﻟﻬﺎ أي وزن ﺑل طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎرس ﻫو‬
‫اﻟذي ﯾﺣث اﻟﻔرق وﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﺑﺎح ﺛﻼث )‪ (3‬طرق ﻟﻺﻫﺗﻼك ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬طرﯾق اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﺑت‪.‬‬
‫‪ -‬طرﯾﻘﺔ اﻟﻺﻫﺗﻼك اﻟﺗﻧﺎزﻟﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬طرﯾﻘﺔ اﻹﻫﺗﻼك اﻟﻣﺗزاﯾد‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أي إﻟﻐﺎء اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ‪ ,‬ﻛذﻟك‬
‫إﻋطﺎء إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗرﺟﺎع )ﺗﺻﻔﯾﺔ( اﻟﻌﺟز ﻋﻠﻰ ﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات ﻋوﺿﺎ ﻋن ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻧوات ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﺎﺑق أي ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻻ وﻫﻲ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣن ‪ 88/01‬إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪.88/05‬‬

‫ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت ‪ :‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺷﻬد اﻷﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري إﺻﻼح وﺗطورات ﻋدﯾدة وﺣﺎﺳﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧﺑﻪ ‪,‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺿﻐوطﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺣﯾث أن اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ‪1988‬م واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻣﻊ‬
‫ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ أﻟزﻣت اﻟﺳﻠطﺎت إﺟراء إﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‬
‫أﻟزﻣت اﻟﺳﻠطﺎت إﺟراء إﺻﻼﺣﺎت ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻣس ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻷﻓراد‪.‬‬
‫وﻗد ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣواﻛﺑﺔ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ‪),‬ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻘرض‪,‬واﻟﻧﻘد‪ 01‬أﻓرﯾل ‪(1990‬واﻟﺗطﻬﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ,‬ﺗم اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ‬
‫‪.1991‬‬
‫وﻧﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺟدري ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪,‬اﻟﺟدﯾدة ﺑﻬدف‬
‫ﺧﻠق ﻣردودﯾﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ وﺑدأت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ 01‬أﻓرﯾل ‪. 1992‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺑﺷﻛل أوﺳﻊ ﻓﻲ ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺑﺄﻧواع ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻟﻣﺳﺎﯾرة ﻫدﻩ اﻟﺗﻐﯾرات وﺿﻊ اﻟﻣﺷروع ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة وذﻟك ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪,‬وﻗد ﺗم وﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ إﺻﻼﺣﻲ ﻣﺣدد ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻗد ﻣس اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺿراﺋب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫إﺻﻼح اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪:‬‬
‫إن ﻧظﺎم اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﺎﺑق ﺗﻣﯾز ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد واﻟذي ﯾﻌود أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ أﻛﺛرة اﻟرﺳوم‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋق اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻋدﯾدة وﻣن ﻫﻧﺎ ﺟﺎءت اﻹﺻﻼﺣﺎت‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗدارك ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎوئ ﻣن ﻫﻧﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻧظﺎم ﺟﺑﺎﺋﻲ ﻣﻌﻘد إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻋﺻري وﺑﺳﯾط‬
‫ﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﺑﺈﺣداث ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺿراﺋب‪:‬‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ‪.IRG‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪.IBS‬‬ ‫‪-‬‬

‫إﺻﻼح اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ‪:‬‬


‫* ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪: TVA‬‬
‫ﻟﻘد ﺟﺎءت ﻧﺻوص ﻣﺷروع اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪ TVA‬ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1992‬وﻫذا‬
‫ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج )‪(TUGP‬‬
‫واﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت)‪ (TUGP‬وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺑﺎب ﻫﻲ ‪:‬‬
‫ﻋﺟز اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺳﺎﯾرة اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾطرة اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻣوارد ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﺛﯾرة اﻟﺛﻐرات ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋوض‬ ‫‪.2‬‬
‫أن ﺗﻛون داﻓﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺣﺗﯾﺎج اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم واﻧﺿﻣﺎم‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻻﺑد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن إﺟراء ﺗﻐﯾﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ,‬وﻫﻛذا أﻟﻐﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق واﺳﺗﺑدال ﺑﻧظﺎم ﺟدﯾد ﯾﻧص ﺑﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪,‬ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻠرﺳم‬
‫اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت وﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﺈن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻻ ﯾﻣس اﻹﻧﺗﺎج وﻟﻛن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻘط‪.‬‬

‫إن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﻧص ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ وﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻣﺣﺎور أﺳﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﺗطﺑﯾق‬ ‫‪‬‬
‫ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺷروع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ أن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻻﯾﻛﺗﻔﻲ ﻓﻘط‬ ‫‪-‬‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺑل أﻧﻪ ﯾﺗﻌﻣداﻫﺎ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ,‬ﻧﻼﺣظ ﻣن‬
‫ﻫذا أن اﻟرﺳم ﻏﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﯾﻛﺗﺳﻲ طﺎﺑﻊ ﺣﯾوي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣﺳم )اﻟﺧﺻم(‬ ‫‪‬‬

‫‪122‬‬
‫ﻟﻘد وﺿﻊ اﻟﻣﺷروع اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ أﺳﻠوب ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت وﻫذا ﺑدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔاﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ,‬ﻻ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ وﻟم ﯾﺳﺗﺛﻧﻲ أي ﻗطﺎع ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻣﺛل اﻟﻘطﺎع اﻹداري واﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣﺳم‪,‬‬
‫ﻋﻛس اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺧﺻم اﻟرﺳم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺄدﯾﺔ‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠرﺳم ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺧﺻم ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻓﻲ اﻟﻣﻌدﻻت‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ﻟﻘد ﺟﺎء اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﻟﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟوﺿﻊ اﻟﺳﺎﺑق اﻟذي اﻣﺗﺎز ﺑﻛﺛﯾرة‬
‫اﻟﻣﻌدﻻت واﻟﻧﺳب اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ وﺗﻌدد إﺟراءات اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺑﻌض ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﺑﺈدﺧﺎل ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺟدﯾدة‪ .‬ﺣﯾث ﺗم ﺗﻘﻠﯾص ﻋدد اﻟﻣﻌدﻻت إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ‬
‫ﻣﻌدﻻت ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺛم ﺗم ﺗﺧﻔﯾﺿﻪ إﻟﻰ ﻣﻌدﻟﯾن ﺣﺎﻟﯾﺎ‪.‬‬
‫ﻧظرة ﻋن ﻧظﺎم اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﻗﺑل ‪1992‬‬
‫ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻗﺎﻣت اﻟﺟزاﺋر ﺑﺈﺗﺑﺎع ﻧظﺎم اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻬدف ﺗطوﯾر اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ وﻟﻛن‬
‫ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟم ﯾﻧﺞ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟﻣﺳطر ﻟﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن ﻋدة ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ أن‬
‫ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻣﺣدود ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود رﺳﻣﯾن اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج‬
‫)‪ (T.U.G.P.‬واﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت )‪(T.U.G.P.S.‬وﻋﻠﯾﻪ ﻧﻘدم ﻋرﺿﺎ ﻣوﺟ از‬
‫ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪.‬‬
‫اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج "‪"T.U.G.P.‬‬
‫وﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ‪ ,‬اﻧﺟﺎز اﻟﺗﺳﻠﯾﻣﺎت ﻟذات اﻟواردات اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﻠﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻋﻧد اﻹﻧﺗﺎج )ﻣﻧﺗﺟﯾن‪,‬ﻣﻘﺎوﻟﯾن( وﯾﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﻫذا ﻋﯾب ﺟوﻫري ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺑﻘﻰ‬
‫ﺻﻌﺑﺎ وﻣﺣدودا‪.‬‬
‫إن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺗطﻠب اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋدد ﻫﺎم ﻣن اﻟﻧﺳب )‪ (%17‬ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔظﺔ‬
‫‪ %7‬إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ‪ %80‬ﻫذﻩ اﻟﻧﺳب ﻻ ﺗﻌﻛس اﻟﺛﻘل اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﺎﻫل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪.‬‬
‫اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ‪T.U.G.P.S‬‬
‫ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ واﺳﻊ ﺟدا ﯾﺷﻣل اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻔوري وﻛذﻟك‬
‫أدوات اﻟﻔن واﻟﻌروض واﻷﻟﻌﺎب و اﻟﺗرﻓﯾﻬﺎت ﻣن ﻛل أﻧوﺗﻊ اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﺑﻧوك واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت‬
‫وﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟرﺳم ﻋدد ﻫﺎم ﻣن اﻟﻧﺳب )‪ (08‬ﺗﺗروح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ %2‬إﻟﻰ ‪. %50‬‬
‫ﻟﻛﻧﻪ رﺳم ﺟﺎﻣﻊ دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺧﺻم ﺣﯾث اﻧﻪ ﯾﺣﺳب وﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ ﻛل إﯾراد ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠرﺳم‬
‫وﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﺎن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﺗﻛون ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﺳم ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ إﻧﺟﺎز ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻊ‬

‫‪123‬‬
‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻹﯾراد ﻣن ﺧﺻم اﻟرﺳم اﻟذي ﯾد ﻓﻌﻪ ﻣؤدي اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻫﻣﺎ‬
‫ﻧظﺎﻣﺎن ﻣﻌﻘدان وأن ﻛل ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺗﯾن‪:‬‬
‫ﻧﺳﺑﺔ ﺷﺑﻪ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬ ‫أ(‬
‫ﻧﺳﺑﺔ ﺷﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫ب(‬

‫ﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن ﻧظﺎم اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت ﻛﺎن ﻏﯾر واﻗﻌﻲ ﺣﯾث ﯾﺣﺳب اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﻛﺎﻣل ‪ .‬ﺑﺣﯾث أن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‬
‫ﻫﻲ ﻣﻌدل اﻟرﺳم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺑﻪ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟزاﺋدة ‪,‬ﻓﻌوض ان ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺿرب اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ )ﻣﻌدل اﻟرﺳم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻌر ﺧﺎرج اﻟرﺳم( ﻓﺎن اﻟﻌﻛس ﻫو اﻟذي‬
‫ﯾﺣدث أي أن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧﺿرب اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﻛﺎﻣل‪.‬‬

‫اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﻌﻔﺎة ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋن اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻹﻋﻔﺎء اﻟداﺋم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻛل ﻣن ‪:‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺳﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌوﻗﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ وﻛذﻟك اﻟﻬﯾﺎﻛل‬
‫اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻹﯾراد اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔرق اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﻟﻣدة ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻛل ﻣن اﻟﺣرﻓﯾﯾن‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن وﻛذﻟك اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻧﺷﺎطﺎ ﺣرﻓﯾﺎ ﻓﻧﯾﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻻﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﺎﻧﺔ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗدﻋﯾم‬
‫وﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ﻣن إﻋﻔﺎء ﻛﺎﻣل ﻟﻣدة ‪ 3‬ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺑداﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج او‬
‫اﻹﺳﺗﻐﻼل ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺣدد ﻣدة اﻹﻋﻔﺎء ﺑﺳت ﺳﻧوات ‪ 06‬إﺑﺗداء ﻣن دﺧول اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻹﺳﺗﻐﻼل إذا‬
‫ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﯾﺟب ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت أو اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻺﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻋﺎﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟدﻋم اﻟﻘرض اﻟﻣﺻﻐر ﺣﺳب‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2009‬اﻟﻣﺎدة ‪. 08‬‬

‫‪124‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻧﺟد ﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟدﺧل ﻣﺛﻘﻠﺔ ﺑﺈﻧﺗﻬﺎﻛﺎت ﺧطﯾرة ﻟﻠﻣﺑدأﯾن‬
‫اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن ﺿﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ‪ ،‬وﻫﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎﻧس واﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ) وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن‬
‫أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﺟب أﯾﺿﺎ أن ﺗﺳﺗرﺷد ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎد واﻟﻌداﻟﺔ‬
‫واﻟﺑﺳﺎطﺔ( ‪ .‬وﯾﺷﯾر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺟﺎﻧس إﻟﻰ ﺗطﺎﺑق اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﺎﺳب واﻟﺧﺳﺎﺋر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷي‬
‫ﻣﺻدر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻛﺎﺳب ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺧﺳﺎﺋر‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾض ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻓﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺧﺿﺎع اﻟدﺧل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻧد ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣن‬
‫ﻣراﺣل ﺗدﻓﻘﻪ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل إذا أﻋﻔﻲ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣدﻓوع ﻟﻪ ﻓﻼ ﯾﺟب‬
‫اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﻣﺧﻔﺿﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟداﻓﻊ وﯾؤدي اﻹﺧﻼل ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم إﻟﻰ‬
‫ظﻬور ﺗﺷوﻫﺎت وﺣﺎﻻت ﻣن ﻋدم اﻹﻧﺻﺎف ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻌد اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠدﺧل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﻓﻲ ﻛل اﻟﺑﻠدان ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻣﺳﺄﻟﺗﺎن ﻣﻬﻣﺗﺎن ﻓﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﺻدد ﺗﺗﻌﻠﻘﺎن ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻔواﺋد وأرﺑﺎح اﻷﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫﻣﺎ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﻌﺎﻣل دﺧل اﻟﻔﺎﺋدة ﺿرﯾﺑﯾﺎ إذا ﻣﺎ ﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أﺻﻼ‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ دﺧﻼ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧﺻم ﻣن اﻟﻣﻧﺑﻊ ﺑﻣﻌدل أدﻧﻰ ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌدل‬
‫اﻟﺣدي اﻷﻗﺻﻰ ﻟﺿرﯾﺑﺗﻲ اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ ودﺧل اﻟﺷرﻛﺎت ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻟﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‬
‫اﻟذﯾن ﯾﺗرﻛز دﺧﻠﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻘﺎﺿوﻧﻪ ﻣن أﺟور ‪ ،‬ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺣﻼ وﺳطﺎ ﻣﻘﺑوﻻ‬
‫ﺑﯾن اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺟدوى اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟدﺧل اﻟﺗﺟﺎري ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ أﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗطوي‬
‫ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق وﻓورات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣراﺟﺣﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﺗﻌﻘﯾد‬
‫‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ ﺗوﺟﻲ اﻟﺣرص ‪ ،‬ﻓﯾﺗﻌﯾن ﻋدم ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﺧﺻم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ إدا ﻛﺎن‬
‫اﻟﻣﻣول دﺧﻼ ﺗﺟﺎرﯾﺎ ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت وﻣﻧﺷﺂﻫﺎ ‪:2‬‬


‫‪-1‬اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪1992‬‬
‫اﺑﺗدءا ﻣن ‪ 1992-01-01‬ظﻬر ﻧوع ﺟدﯾد ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻓرض ﻷول ﻣرة ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح‬
‫اﻟﺷرﻛﺔ وﺣﺳب اﻟﻣﺎدة "‪ "150‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺈﻧﻪ ﻗد ﺣدد ﻣﻌدل ﻋﺎدي ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪%42‬‬

‫‪ - 1‬ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي ‪ ،‬ھﺎول زي ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 09‬‬


‫‪ - 2‬ﺑﻦ اﻋﻤﺎره ﻣﻨﺼﻮر ‪ ،‬اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺪﯾﻼت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ، 2010‬دار ھﻮﻣﮫ ‪ ،‬ﺑﻮزرﯾﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪، 2010 ،‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪ 48‬إﻟﻰ ‪. 56‬‬

‫‪125‬‬
‫‪-‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻘد ﺣدد ﻣﻌدل ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺧﻔض ﺑﻧﺳﺑﻪ ‪. %5‬‬
‫‪-‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺑﻌض اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر ‪:‬‬
‫* ‪ %20‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة "‪ "54‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﺣﯾث أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﻘﯾم ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻻﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر ‪.‬‬
‫*‪ %15‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﺎﺋدات اﻟدﯾون ‪,‬اﻟوداﺋﻊ واﻟﻛﺎﻓﻼت‪.‬‬
‫*‪ %20‬ﻟﻠﻣدﺧل اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻋن طرﯾق آذﻧﺎن اﻟﺻﻧدوق ﻏﯾر اﻻﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫*‪ %10‬ﻟﻠﻣدﺧل اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪.‬‬
‫*‪ %20‬ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ‬
‫داﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إطﺎر ﺳوق ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت ﺣﯾث أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺗﻘطﻊ ﻣن اﻟﻣﺻدر‪.‬‬
‫*‪ %10‬ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑﺣري ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺣﻛم اﻟﺑﻠد‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻬذا اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑﺣري‪.‬‬
‫‪ –2‬اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪1994‬‬
‫اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1994/01/01‬ظﻬر ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫وأﺻﺑﺣت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎدي ﻣن ‪ %42‬إﻟﻰ ‪ %38‬اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1994/01/01‬ﻓﺈن اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻣﻌدل ‪ %38‬ﺑدﻻ ﻣن ‪ %42‬وﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض ﺳﻣﺢ ﺑﺻﻔﺔ آﻟﯾﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق إﯾرادات‬
‫إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت‪.‬‬
‫رﻓﻊ اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض ﻣن ‪ %5‬إﻟﻰ ‪.%33‬‬
‫‪-‬ﺣدد اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﻣطﺎﺑق ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ اﺑﺗداء ﻣن ‪1994/01/01‬م ﺑـ‪%33:‬ﺑدﻻ ﻣن ‪%5‬ﺑﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﺣﺎول ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺎﻷرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت أن ﯾرﻓﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣداﺧل وذﻟك ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺳﺎب ﻗﻣر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻌدل اﻟﺧﺎص ﺑﺄرﺑﺎح اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ %20‬اﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻌدل ﺑﻌواﺋد اﻟدﯾون‪ ,‬اﻟوداﺋﻊ اﻟﻛﻔﺎﻻت ﻫو ‪.%15‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن آذﻧﺎت اﻟﺻﻧدوق ﻏﯾر اﻻﺳﻣﯾﺔ ‪.%20‬‬
‫‪ -‬ﻣدا ﺧﯾل ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف ﻣؤﺳﺳﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻷﺷﻐﺎل اﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﺣﯾث أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻘﺗطﻌﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺻدر ﺣددت ﺑـ‪. %8:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ داﺋﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺳوق اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫ﺣددت ﺿرﯾﺑﺗﻬﺎ ﺑـ‪ %18:‬اﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑﺣري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ اذا ﻛﺎن اﻟﺑﻠد اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑﺣري ‪ ,‬ﺣددت ﺿرﯾﺑﺗﻬﺎ ﺑـ‪%10 :‬‬
‫‪ -‬ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف ﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻘد اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺿرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻫﻲ ‪%20‬‬
‫"اﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر"‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪.1999‬‬
‫إن اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣردود أﻓﺿل وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ أﺣﺳن ﺣﯾث ﯾﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1999‬ﻋﻠﻰ ﺗداﺑﯾر ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺟﻠب ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟوﻋﺎء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﯾدة ‪.‬‬
‫إن ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﺿﻐط اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗﺧﻠﻠﻪ‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔون ﻣن طرف اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫذا ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟدﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺷﻣل ﻣﺟﺎل ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل ورﺳم اﻹﺷﻬﺎر اﻟﻌﻘﺎري ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺧص اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎدي ﻣن ‪ %38‬إﻟﻰ ‪.%30‬‬
‫واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻓﺎﺗﺢ ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1999‬أﺻﺑﺣت اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻣﻌدل‬
‫اﻟﻌﺎدي ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %30‬ﺑدﻻ ﻣن ‪ %38‬ﻣﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎدي ﺑﻧﺳﺑﺔ‬
‫‪%30‬ﺑدﻻﻣن‪ %38‬ﻣﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻓواﺋد اﻷرﺑﺎح‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣﻛﻧت ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟذاﺗﻲ ‪.‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ إن ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻣﻊ ﺳوﻧﺎ طراك‪,‬وﻛذا ﻧﺷطﺎت اﻟﻧﻘل ﻋن طرﯾق أﻧﺎﺑﯾب اﻟﻣﺣروﻗﺎت وﻧﺷﺎطﺎت‬
‫اﻟﺗﻣﯾﯾﻊ واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ واﻟﻔﺻل ﻟﻠﻐﺎز ﻋن اﻟﺑﺗرول اﻟﻣﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﺧرج ﻣن اﻟﺣﻘول ﻗد ﺣدد ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪. %38‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض ﻣن ‪ %38‬إﻟﻰ ‪%15‬ﯾﺣدد اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض اﻟﻣطﺎﺑق ﻋﻠﻰ‬
‫إﻋﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪,‬‬
‫اﺑﺗداء ﻣن ‪ 01‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1999‬ﺑـ‪%15:‬ﺑدﻻﻣن ‪.%33‬‬
‫إن ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺧﻔض ﺳﯾﺷﺟﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻟﻸرﺑﺎح‬
‫اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﻠب إﯾرادات أﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻫذا ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﻠب‬
‫إﯾرادات إﺿﺎﻓﯾﺔ اﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻫذا ﻋن طرﯾق ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻐطﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.‬‬
‫وﯾﺟدر اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎدي ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ‪ %38‬إﻟﻰ‬
‫‪ %30‬واﻟﻣﻌدل اﻟﻣﻧﺧﻔض ﻣن ‪ %33‬إﻟﻰ‪%15‬ﺑﻠﻎ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %50‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﻔض اﻟﻣﻌدل‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾوﺣد ﺟدول اﻟﺗوارﯾﺦ اﻟﻘﺻوى ﻟدﻓﻊ‬

‫‪127‬‬
‫اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت وﻣﺗﺑﻘﯾﺎت اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن أﺟل وﺿﻊ ﺣد‬
‫ﻟﻠﺗﻧﺎﻗﺿﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺟدﯾدة ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1999‬ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺗوارﯾﺦ اﻵﺟﺎل ﻟدﻓﻊ اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت وﻣﺗﺑﻘﯾﺎت اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت وﻋﻠﯾﻪ إذا ﻛﺎﻧت إﺣدى اﻟﺗﺳﺑﯾﻘﺎت اﻷرﺑﻌﺔ أو ﻣﻧﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻟم ﺗدﻓﻊ‬
‫ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -4.‬اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪2007‬‬
‫ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2008‬ﺗﺻﺑﺢ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ %19‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺷطﺎت اﻟﺧدﻣﺎت ‪,‬اﻟﺑﻧﺎء ‪,‬اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪,‬وﻛذﻟك اﻟﻧﺷطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %25‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %12.5‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻧﺳﺑﺔ اﻹﻗﺗطﺎع ﻣن اﻟﻣﺻدر‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫*اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف ﺷرﻛﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻠك ﻣﻧﺷﺄة ﻣﻬﻧﯾﺔ داﺋﻣﺔ ‪:‬‬
‫‪) %25‬ﻣﺣررة ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ(‪.‬‬
‫* ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ‪) %24:‬ﻣﺣررة ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ(‬
‫*ﻣداﺧﯾل ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف ﻣؤﺳﺳﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑﺣري ‪:‬‬
‫‪ ) %10‬ﻣﺣررة ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ(‬
‫*ﻣداﺧﯾل اﻟدﯾوان واﻟوداﺋﻊ واﻟﻛﻔﺎﻻت ‪)%10:‬ﻗرض ﺿرﯾﺑﻲ(‬
‫* ﻣداﺧﯾل ﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﺳﻧدات ﻣﺟﻬوﻟﺔ اﻹﺳم وﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ‪) %40:‬ﻣﺣررة ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫‪ .-5‬اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫اﻹﻋﻔﺎءات واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻧﺷطﺎت اﻟﻣﻌﻠن ﻋن أوﻟوﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻣن‬ ‫‪-‬‬
‫طرف اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟدوﻟﺔ ﻣن إﻋﻔﺎء ﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات‬
‫إﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ دﺧوﻟﻬﺎ ﺣﯾز اﻟﻧﺷﺎط وﺗﻣﺗد ﻣدة اﻹﻋﻔﺎء إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﺷطﺎت ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧطﻘﺔ ﯾﺟب ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ إﻟﻰ ‪ 5‬ﺳوات اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺑدأ ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﺗرﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣدة إﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات إذا‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟﻧﺷطﺎت ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب‪ .‬وﻋﻧدﻧﺎ ﺗﻣﺎرس ﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﻠن ﻣن أوﻟوﯾﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧطﻘﺔ ﯾﺟب ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺗﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺗﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪.‬‬
‫– ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﺎﻧﺔ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻌدم‬
‫ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ﻣن إﻋﺎﻧﺔ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟدﻋم ﺗﺷﻐﯾل اﻟﺷﺑﺎب ﻣن إﻋﻔﺎء ﻛﻠﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻣدة )‪ (03‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺗﺄرﯾﺦ اﻧطﻼق اﻻﺳﺗﻐﻼل ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫إذا ﺗﻣت ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ وﺟﺑت ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ‪,‬ﯾﺗم ﺗﻣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳت)‪(06‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺗﺄرﯾﺦ اﻧطﻼق اﻻﺳﺗﻐﻼل ‪.‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺎرس ﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ وﯾﺳﯾرﻫﺎ‬
‫ﻫؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻣﺗوازﯾﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻧﺎطق اﻟواﺟب ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ واﻟﻣﺣددة ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﻋن‬
‫طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم وﻛذا ﺧﺎرج ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق ﻓﺈن اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﻌﻔﻰ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن رﻗم اﻷﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﻣﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟواﺟب ﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ورﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻌﻔﻰ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد أﯾﺿﺎ ﻣن إﻋﻔﺎء داﺋم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻛل ﻣن‪.‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌوﻗﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣدة وﻛذا اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺑﻠﻎ اﻹﯾرادات اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔرق واﻷﺟﻬزة اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﺳرﺣﻲ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗﻌﺎﺿدﯾﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ‪,‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻘط ﻣﻊ‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺷﺗرﻛﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾن واﻟﺷراء وﻛذا اﺗﺣﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻣن اﻋﺗﻣﺎد ﻣﻧﺣﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻣؤﻫﻠﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠو ازرة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم و اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾرﻫﺎ‬
‫ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن اﻟﻐﯾر ﻣﺷﺗرﻛﯾن‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج ‪,‬اﻟﺗﺣوﯾل‪,‬ﻟﻠﺗﺻﺑﯾر‪,‬وﺑﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ واﺗﺣﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗﻣدة‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﻧﻔس اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة أﻋﻼﻩ ‪ ,‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺳﯾرﻫﺎ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ ﻣﺣل ﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟزﺋﺔ ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﺣﺎل اﻟرﺋﯾﺳﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻐدﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣﯾوان أو ﺗﻠك‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎدة أوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻣﻧﺟزة ﻣﻊ ﻣﺳﺗﻣﻠﯾن ﻏﯾر ﻣﺷﺗرﻛﯾن واﻟﺗﻲ ﺗم ﺗرﺧﯾﺻﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت أو أرﻏﻣت‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﻬم‪.‬‬
‫ﯾطﺑق ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن طرف ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﺣﺑوب واﺗﺣﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟدﯾوان‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺣﺑوب واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷراء أو ﺑﯾﻊ أو ﺗﺣوﯾل أو ﻧﻘل اﻟﺣﺑوب ‪,‬ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد أﯾﺿﺎ ﻣن ﻫذا‬
‫اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن ﻗﺑل ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت اﻟﺣﺑوب ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﻌدة ﻣن طرف اﻟدﯾوان أو‬
‫ﺑﺗرﺧﯾص ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﻋﺷر )‪ (10‬ﺳﻧوات ﻛل ﻣن‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺣدﺛﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن اﻟﺗرﻗوﯾﯾن أو اﻷﺟﺎﻧب ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء وﻛﺎﻻت‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﺳﻔر وﻛذا ﺷرﻛﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ‪.‬‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﺧﻣس )‪ (05‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺳﻧﺔ ‪,2001‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ‬ ‫‪‬‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾر ‪,‬ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻧﻘل اﻟﺑري واﻟﺑﺣري واﻟﺟوي ٕواﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻣﯾن واﻟﺑﻧوك‪.‬‬

‫ﻻ ﯾﻣﻧﺢ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء إﻻ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﺈﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‬
‫ﺿﻣن ﻧﻔس اﻟﺷروط واﻵﺟﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة "‪"142‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬
‫واﻟرﺳوم اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪,‬اﻷﺳﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺑﺿﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ رأس‬
‫ﻣﺎل ﺷرﻛﺎت أﺧرى ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺟﻣوع‬
‫ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت اﻷرﺑﺎح اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن أﻧﺷطﺔ اﻟﺳﻛﻧﺎت‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺗرﻗوﯾﺔ و اﻟرﯾﻔﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط أو اﻷﻋﺑﺎء ‪.‬‬
‫ﻻ ﺗدرج ﻓﻲ وﻋﻰ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣدﺧﯾل اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﺗوزﯾﻊ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎ‬
‫إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت أو ﺗم إﻋﻔﺎءﻫﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫إﻻ اﻟﻣدﺧﯾل اﻟﻣﺻرح ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪.‬‬

‫ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪، 2003‬‬
‫ﺣواﺻل و ﻓواﺋض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﻧدات و اﻷوراق اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻪ اﻟﻣﺳﻌر‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗداوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﻷﺟل ادﻧﻲ ﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات و ﺻﺎدرة ﺧﻼل ﻣدة ‪5‬‬
‫ﺳﻧوﻟت اﺑﺗداء ﻛﻣن أو ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪. 2003‬‬
‫ﯾﺷﻣل ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻣدة ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﻧد اﻟﺻﺎدر ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة‬
‫ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﺧﻼل ﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪، 2003‬‬
‫ﺣواﺻل و ﻓواﺋض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷﺳﻬم و اﻷوراق اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﻌر‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ و ﻛذا اﻟﺣواﺻل أو اﻟﺣﺻص ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺗوظﯾف اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫* ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ وﻻﯾﺔ إﻟﯾزي ﺗﯾﻧدوف ادرار‬
‫ﺗﻣﻧراﺳت و اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﺟد ﻣﻘرﻫﺎ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ و ﺗﺳﺗﻘر ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ‪ ،‬ﻣن ﺗﺧﻔﯾض‬
‫ﻧﺳﺑﺔ ‪ % 50‬ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻔﺗرة ﻣؤﻗﺗﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ‪ 5‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول‬
‫ﺟﺎﺗﻔﻲ ‪ 2000‬ﻻ ﯾﻣس ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣداﺧﯾل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء‬
‫اﻧﺷطﺗﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ و اﻟﻐﺎزﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫* ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة و اﻟﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﻣﺗواﺟد و اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ وﻻﯾﺎت اﻟﺟﻧوب و اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن‬
‫اﻟﺻﻧدوق اﻟﺧﺎص ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻻﯾﺎت اﻟﺟﻧوب اﻟﻛﺑﯾر ‪ ،‬ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﺷطﺗﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %20‬ﻟﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪. 2004‬‬
‫ﺗﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣروﻗﺎت ‪.‬‬
‫* ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة و اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﻣﺗواﺟد و اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻬﺿﺎب اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬و‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺻﻧدوق اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻬﺿﺎب اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﺷطﺗﻬﺎ ‪ %15‬ﻟﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول ﺟﺎﻧﻔﻲ‬
‫‪. 2004‬ﻧﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣروﻗﺎت ‪.‬‬

‫إن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻘﻠﺔ ﺑﺿرﯾﺑﺔ دﺧل اﻟﺷرﻛﺎت ﻋدﯾدة وﻣﻌﻘدة ‪ ،‬وﻟﻛن وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ‬
‫ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌدد اﻟﻣﻌدﻻت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت ‪ ،‬وﻋدم‬
‫اﻟﺗﻣﺎﺳك ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم ﻧظﺎم اﻹﻫﻼك ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺟزاﺋر ﻛﺳﺎﺋر اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻛﺛر ﻋرﺿﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﻌدد اﻟﻣﻌدﻻت ﻋﺑر اﻟﻘطﺎﻋﺎت )ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺗﺎم ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻟﻘﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘطﺎع ﺷﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﻲ (‪ .‬رﺑﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﺗراث اﻟذي ﺧﻠﻔﺗﻪ اﻷﻧظﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟواﺿﺢ ان ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت‬
‫ﺗﻘﺗﺿﻲ إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑوظﯾﻔﺔ ﻗوى اﻟﺳوق ) أي ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺗﻌرض‬
‫ﻟﻠﺗﺷوﻩ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻟﻠﻔروق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ (‪ .‬وﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﯾﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻓﻲ إﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺗطﺑﯾق اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫ﯾﺻﺑﺢ ﺗوﺣﯾد اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ دﺧل اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن اﻷﻣور ذات اﻷوﻟوﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻌد إﻫﻼك اﻷﺻول اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻷﻏراض اﻟﺿراﺋب ﻋﻧﺻ ار ﻫﯾﻛﻠﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد‬
‫ﺗﻛﻠﻔﺔ رأس اﻟﻣﺎل ورﺑﺣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﯾوب اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻹﻫﻼك ﻟدى‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﺛرة ﻓﺋﺎت اﻷﺻول وﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻔﺋﺎت اﻷﺻول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬وﯾﺗﻌﯾن‬
‫أﯾﺿﺎ إﻋطﺎء أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﯾوب ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣﺎ ﯾﺟري ﻣن ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان‬
‫ﺑﺷﺄن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ ﻧظﺎم اﻹﻫﻼك ‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣن‬
‫ﺑﻌض اﻟﺧطوط اﻹرﺷﺎدﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﯾﻛون ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺻول إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ ﻓﺋﺎت أﻛﺛر ﻣن ﻛﺎف –‬
‫ﻛﺎن ﯾﺗم ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺻول اﻟﻣﻌﻣرة ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ‪ ،‬واﻷﺻول ﺳرﯾﻌﺔ اﻹﻫﻼك‬
‫ﻛﺄﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳب اﻵﻟﻲ ﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد ﻓﺋﺔ أو ﻓﺋﺗﯾن ﻣن اﻷﺟﻬزة‬
‫واﻟﻣﻌدات ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ ‬ﯾﺟب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل إﻫﻼك واﺣد ﻟﻛل ﻓﺋﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﺟب ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدﻻت اﻹﻫﻼك ﻋﻣوﻣﺎ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﻋﻣﺎر اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‬
‫ﻟﻸﺻول اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﻌوﯾض اﻓﺗﻘﺎر ﻣﻌظم اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻵﻟﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻌرﯾض أﺛر اﻟﺗﺿﺧم ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻷﺳﺑﺎب إدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺟب ﺗﻔﺿﯾل طرﯾﻘﺔ اﻟرﺻﯾد اﻟﻣﺗﻧﺎﻗص ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻹﻫﻼك ﺑدﻻ ﻣن‬
‫طرﯾﻘﺔ اﻹﻫﻼك اﻟﺧطﻲ ﻓطرﯾﻘﺔ اﻟرﺻﯾد اﻟﻣﺗﻧﺎﻗص ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻول ﺿﻣن‬
‫ﻧﻔس اﻟﻔﺋﺔ ورﺻد اﻟﻣﻛﺎﺳب واﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ رﺻدا ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺑﺳﯾط ﻣﺗطﻠﺑﺎت إﻣﺳﺎك اﻟدﻓﺎﺗر إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺿراﺋب اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪:‬‬


‫اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،TVA‬وﺣﺳب ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺧﻼل ﻛل‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﺎت اﻟوﺳﯾطﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬ﺗﺟﻣﻊ ﻣن طرف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ ﻓﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ‪.3‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪:‬‬
‫أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﺑﻌد ‪ «1991‬ﻫو اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﻺﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟوﻋﺎء ‪ ،‬وﻧظ ار ﻟﺷﻣوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻛﻠﯾﺔ وﻷﺳﻌﺎرﻩ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻛﺎن‬
‫اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺳﺎرع ﻛﺑﯾر ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻟدول اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﻪ‬
‫ﻧﻬﺎﯾﺔ ‪ 62- 1990‬دوﻟﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻹﺻﻼح اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻗد أدرج اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻠرﺳم اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدﺧل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬واﻟرﺳم اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟوﺣﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ‪ ،‬وﯾﺗﻣﯾز اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﯾﻧﺻب أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق أو اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﺣﻣل ﻋﺑﺄﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪ - 3‬د‪ /‬ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺮاد ‪ ،‬إﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻼت اﻟﻤﻠﺘﻘﻲ اﻟﻮطﻨﻲ ﺣﻮل اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯿﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ، 2003‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﺪ دﺣﻠﺐ اﻟﺒﻠﯿﺪة ‪ ، 2003 ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 157‬‬

‫‪132‬‬
‫‪-‬اﻟﺑﺳﺎطﺔ ﻧظ ار ﻟﻘﻠﺔ ﻣﻌدﻻﺗﻪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺷﻣول ‪،‬ﺣﯾث ﯾﺷﻣل ﻛل ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻌداﻟﺔ ‪،‬ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟوﻋﺎء )اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ( ﺑﯾن ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ وأﺧرى ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗراﺑط واﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪،‬وذﻟك ﻟﻠﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ طﺑﻘﺗﻬﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ ‪.1969‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳدﯾد واﻟﺗﺣﺻﯾل ﻟﺗﺟزﺋﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣراﺣل ﻋدﯾدة‪ ،‬وﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺳم ﻟﻠرﺳم اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓواﺗﯾر اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ‪.‬‬
‫‪-‬وﻓرة اﻹﯾراد اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ﻻﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ أوﻋﯾﺔ واﺳﻌﺔ‬
‫‪-‬ﻣﺷﺟﻌﺔ وﻣﺧﻔﻔﺔ ﻟﻠﻌبء اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ وﻋﺎءا وﺗﺳدﯾدا ‪.‬‬
‫ﺗم إدﺧﺎل اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ‪ ، 1991‬وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺑﺳﯾط‬
‫اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬ﺣﯾث ﺣﻠت ﻣﺣل اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ) ‪ (TUGP‬واﻟرﺳم‬
‫اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ) ‪ٕ ، (TUGPS‬وادﺧﺎل ﻫذا اﻟرﺳم ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﯾرﻣﻲ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺣﻔﯾز ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‪ٕ ،‬وان اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻣﻛن ﻣن وﺿﻊ‬
‫ﻗواﻋد اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺟﻧب ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت « ﺑل ﺷﺟﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻌﻧد اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻌﻘﺎرات ﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﺳﺗرﺟﺎع ﻗﯾﻣﺔ اﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﺗﻬﺎ ‪،‬‬
‫وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪.4‬‬
‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻌدﻻﺗﻪ ﻗد ﻋرﻓت ﺗطورات ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ اﻹﺻﻼح ﺣﯾث ﺑدأت ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﺑﺄرﺑﻌﺔ‬
‫ﻣﻌدﻻت ‪ % 7 ،% 13 ،% 21 ،%40:‬وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1995‬وﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ‬
‫ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺿﺎف ‪ %40‬وأﺻﺑﺣت اﻟﻣﻌدﻻت ﻫﻲ ﻓﻘط ‪، %7 ، %13، %21‬ﺛم ﻓﻲ‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ 1997‬أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻌدﻻت ﻫﻲ ‪،%7،%14،%21‬وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪، 2001‬أﺻﺑﺣت ﺑﻣﻌدﻟﯾن ﻓﻘط‬
‫ﻫﻲ‪ %17:‬و‪.%7‬‬
‫إن ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت وﻋﺎء اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻗد اﻛﺳﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟدﻓﻊ ﻧﺣو اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو« ﻣن ﺧﻼل ﻓرض اﻟﻌبء‬
‫اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻋﻔﺎء اﻟﺻﺎدرات ﻣن ﻫذا اﻟرﺳم‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ أداة ﺗﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ‪.5‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻹﻋﻔﺎءات أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺗطﻣﺢ إﻟﻰ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻌض‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻋﺎدة ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻫذﻩ‬

‫‪ - 4‬د‪ /‬ﺑﻮﺧﺎوة إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ و أ‪ /‬دوﻣﻲ ﺳﻤﺮاء ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.195‬‬


‫‪ - 5‬اﻟﻌﯿﺎﺷﻲ ﻋﺠﻼن ‪ ،‬ﺗﺮﺷﯿﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻮﻋﺎء واﻟﺘﺤﺼﯿﻞ ‪ – 2009-1992‬ﺣﺎﻟﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻤﺴﯿﻠﺔ ‪ ، -‬ﻣﺬﻛﺮة‬
‫ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﺮع اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪، 2006/2005‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪. 94‬‬

‫‪133‬‬
‫اﻹﻋﻔﺎءات ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ إﻋﺗﺑﺎرات إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ٕواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻔﺎة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻧذﻛر‪: 6‬‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﻔﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ اﻟداﺧل‬
‫اﻹﻋﻔﺎءات اﻟداﺋﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑـ‪:‬‬
‫* اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟذﺑﺢ‬
‫* ﻣﺳﺎﻟﺦ اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟذﺑﺢ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺑﯾﻊ اﻷول ﺑﻌد اﻟذﺑﺢ ﻓﻘط‪.‬‬
‫* اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻘل رﻗم أﻋﻣﺎﻟﻬم ﻋن ‪ 100.000‬دج أو ﯾﺳﺎوﯾﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣؤدي اﻟﺧدﻣﺎت وﻋن ‪130.000‬دج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ‪ ،‬ﯾﻛون رﻗم أﻋﻣﺎل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻛل ﺳﻧﺔ ‪ ،‬ﻫو‬
‫ذﻟك اﻟذي ﺗﺣﻘق ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ٕ ،‬واذا ﻟم ﯾﻣﺎرس اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻧﺷﺎطﻪ طﯾﻠﺔ اﻟﺳﻧﺔ ﻛﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﯾﻘدر‬
‫اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻧوي ﻟرﻗم أﻋﻣﺎﻟﻪ ﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺎ ﻣﻊ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺣﻘق طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة اﻹﺳﺗﻐﻼل وﺗﻌﻔﻰ أﯾﺿﺎ‬
‫ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑـ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺧﺑز ودﻗﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺻﻧﻊ ﻫذا اﻟﺧﺑز واﻟﺣﺑوب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ ﻫذا‬
‫اﻟدﻗﯾق ‪ ،‬وﻛذا اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻣﯾد‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣﻠﯾب وزﺑدة اﻟﺣﻠﯾب ﻏﯾر اﻟﻣرﻛزﯾن أوﻏﯾر اﻟﻣﻣزوﺟﯾن ﺑﺎﻟﺳﻛر أو اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﺑﻣواد أﺧرى‬
‫)ت ج رﻗم ‪.(04-01‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣﻠﯾب وزﺑدة اﻟﺣﻠﯾب اﻟﻣرﻛزﯾن أو اﻟﻣﻣزوﺟﯾن ﺑﺎﻟﺳﻛر أو اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن ﺑﻣواد أﺧرى ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺣﻠﯾب اﻷطﻔﺎل )ت ج رﻗم ‪.(04-01‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻸدوﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺧدﻣﺎت ﻫدﻓﻬﺎ ﺗﻧظﯾم ﻣطﺎﻋم وﺟﺑﺎت ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن أو ﺑﺄﺳﻌﺎر‬
‫ﻣﻌﺗدﻟﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﺣﺗﺎﺟﯾن واﻟطﻠﺑﺔ ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺣﻘق اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣطﺎﻋم أي رﺑﺢ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻫدﻓﻬﺎ اﻟوﺣﯾد إﻗﺎﻣﺔ ﻧﺻب ﺗذﻛﺎرﯾﺔ ﻟﺷﻬداء ﺛورة اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬أو‬
‫ﻟﺷرف ﺟﯾش اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﻘﺎﻋد اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ‪ ،‬واﻟﻌرﺑﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺟزﯾن ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻬزة ﺑﻣﺣرك‬
‫أو آﻟﯾﺎت أﺧرى ﻟﻠدﻓﻊ )رﻗم ‪ 87-13‬ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ( واﻟدراﺟﺎت اﻟﻧﺎرﯾﺔ واﻟدراﺟﺎت‬

‫‪ - 6‬ﺑﻦ اﻋﻤﺎره ﻣﻨﺼﻮر ‪ ،‬اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺪﯾﻼت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ‪ ، 2010‬دار ھﻮﻣﮫ ‪ ،‬ﺑﻮزرﯾﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪، 2010 ،‬‬
‫ﺻﻔﺤﺔ ‪60‬إﻟﻰ ‪. 74‬‬

‫‪134‬‬
‫ذات اﻟﻣﺣرك اﻹﺿﺎﻓﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻬﯾﺋﺔ ﺧﺻﯾﺻﺎ ﻟﻠﻌﺎﺟزﯾن ) رﻗم ‪ 87-12-00-90‬ﻣن‬
‫اﻟﺗرﻋﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣواد اﻟﺗﺟﻬﯾز واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﻣواد وﻛذا اﻷﺷﻐﺎل واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻗﺎﺋﻣﺗﻬﺎ ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻧﻘﯾب ﻋن اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ واﻟﻐﺎزﯾﺔ واﻟﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‬
‫وﺗﻣﯾﯾﻌﻬﺎ أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻷﻧﺎﺑﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﻧﯾﻬﺎ أو ﺗﻧﺟزﻫﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ "ﺳوﻧﺎطراك"‬
‫وﻛذﻟك ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة أو اﻟﻣﻧﺟزة ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﻌﻬﺎ وﻣﻘﺎوﻟوﻫﺎ ﻣن‬
‫اﻟﺑﺎطن اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﻓﻘط‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛل ﺣﻛم ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣن طرف ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر‬
‫واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻣﻬﻣﺗﻪ ﻓﻲ إﺻدار اﻟﻧﻘود وﻛذا اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣرﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑرﻋﺎت ﻟﻠﻬﻼل اﻷﺣﻣر اﻟﺟزاﺋري واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت أو ﻣﺻﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن أو‬
‫اﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن أو ﻟﻔﺋﺔ أﺧرى ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺣﻘون اﻟﻣﺳﺎﻋدة أو اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻐﺎﯾﺎت‬
‫ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت‬ ‫إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻛذا اﻟﺗﺑرﻋﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ أي ﺷﻛل ﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﺗدﺑﯾر ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗظﺎﻫرات اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أو اﻟﻔﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛل اﻟﺣﻔﻼت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬
‫اﻟﺣﻔﻼت اﻟوطﻧﯾﺔ أو اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون ﺑﻣﻧﺢ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﯾﺻدرﻩ اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺿراﺋب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻊ ﻣراﻋﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل‪ ،‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ وﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟﻐﺎز واﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗﺄﺟﯾر اﻟﻣﺣﻼت اﻟﻣؤﺛﺛﺔ أو‬
‫ﻏﯾر اﻟﻣؤﺛﺛﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﺑﺎﻟﺟزاﺋر أو‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ أﻋواﻧﻬﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن أو اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﯾن‪.‬‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻛذﻟك ﻣن ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ‪ ،‬اﻟﻣواد اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة‬
‫ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ أو أﻋواﻧﻬﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن أو‬
‫اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﯾن‪.‬‬
‫ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء وﻛذا اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﺳﻌر اﻟوﺣدة ﻟﻬذﻩ اﻟﻣواد‬
‫ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزﯾرﯾن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷؤون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑدأ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل‬
‫ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣواد اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻣوﯾن اﻟﺳﻔن اﻟوطﻧﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺟﻬزة ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣواﻧﺊ دوﻟﯾﺔ‬
‫ﻣﺣددة وطﺎﺋرات ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﺟوﯾﺔ ﻋن أداﺋﻬﺎ ﻟﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺟزة ﻋﻠﻰ ﺧطوط دوﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫أداء اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺳد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺳﻔن واﻟطﺎﺋرات اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ وﺣﻣوﻟﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -‬اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺳد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺳﻔن وﺣﻣوﻟﺗﻬﺎ‪ :‬ﻗطر أو ﺟر اﻟﺳﻔن‪ ،‬اﻟﻘﯾﺎدة‬
‫واﻹرﺳﺎء‪ ،‬وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺳﻔن‪ ،‬ﻣﺳك اﻟﺳﻔن‪ ،‬ورﺳو اﻟﺳﻔن ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻣواﻧﺊ وﻛﻧس اﻟرﺻﯾف‬
‫وﺳﺎطﺔ ﺣﺟز اﻟﺳﻔن‪ ،‬وﻋﻣوﻟﺔ ﺗﺄﺟﯾر اﻟﺳﻔن واﻟﻣﻬﺎﺗﻔﺔ ﻣن ﻋﻠﻰ ظﻬر اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ‪ ،‬واﻟﺧﺑرات‬
‫اﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾﺷﺎت‪ ،‬واﻷﺗﺎوى اﻟﻣﯾﻧﺎﺋﯾﺔ وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺳﻔن‪ ،‬وﺷﺣن أو ﺗﻔرﯾﻎ اﻟﺳﻠﻊ ﻣن اﻟﺳﻔن‬
‫إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﺣدﯾدﯾﺔ أو اﻟﺷﺎﺣﻧﺎت واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟﺳﻔن‬
‫واﻟﻧزول ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻛراء اﻟﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ )ﺣﺎوﯾﺎت( ﻟﺷﺣن اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺿﺦ ‪،‬‬
‫وﺗﺄﻣﯾن ﺗﺂﻛل اﻟﺳﻔن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺳد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠطﺎﺋرات واﻟﻧﻘل اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻫﺑوط ٕواﻗﻼع وﺧدﻣﺎت ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوﺻول اﻟطﺎﺋرات وﺑﺗوﻗﻔﻬﺎ ٕواﻗﻼﻋﻬﺎ‬
‫وﺗﺻﻠﯾﺢ وﺗﻧظﯾف وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟطﺎﺋرات وﻋﺗﺎدﻫﺎ وﺗﺟﻬﯾزاﺗﻬﺎ ‪ ،‬اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻧﺷﺂت‬
‫اﻟﻣطﺎرات ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟرﻛﺎب واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ‪ ،‬اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻣوﯾن‬
‫اﻟطﺎﺋرات وﺗوﻗﻔﻬﺎ ٕوارﺳﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺂرب ‪ ،‬اﻣﺗطﺎء اﻟرﻛﺎب وﺷﺣن أﻣﺗﻌﺗﻬم‬
‫وﻧزوﻟﻬم ﻣن اﻟطﺎﺋرات‪ ،‬وﺷﺣن اﻟطﺎﺋرات وﺗﻔرﯾﻐﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻘود ﺗﺄﻣﯾن اﻷﺷﺧﺎص ﻛﻣﺎ ﺣددﻫﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻘروض اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت ﻣن أﺟل اﻗﺗﻧﺎء أو ﺑﻧﺎء ﺳﻛﻧﺎت ﻓردﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺑرو‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺑوب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻣراض اﻟﻣﻌدة ذات اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ‬
‫رﻗم ‪.90-21-90-00‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻣﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻘود اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺧطﺎر اﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺎدة "‪ "42‬ﻣﻛرر ﻟﻘﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻟﻠﻣواد واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻓﻲ إطﺎر ﺻﻔﻘﺔ ﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن ﻣؤﺳﺳﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﻛﻠك ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺳﺎري ودون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة داﺋﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﻣﺗﻌﺎﻗد ﺷرﯾك ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم‪.‬‬
‫اﻟﻣﺎدة "‪ "52‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ أﯾﺿﺎ اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻟﻠﺗﺟﻬﯾزات واﻟﺧدﻣﺎت اﻟداﺧﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﻬذا اﻟرﺳم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻘﺗﻧﺎة ﻣن طرف اﻷﻓراد اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧظﺎم دﻋم إﺣداث‬
‫أﻧﺷطﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﻣﺳﯾرﯾن طرف اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾن ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة أو ذات أﻗدﻣﯾﺔ ﺛﻼث)‪ (3‬ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻔوق‬
‫ﺳﻌﺔ أﺳطواﻧﺗﻬﺎ ‪2000‬ﺳم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺷ اررة )ﺑﻧزﯾن(‬
‫و‪2500‬ﺳم ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺑﻣﻛﺑس )اﻟدﯾﺎزال( ﻛذا اﻟﺳﯾﺎرات‬
‫اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة أو ذات أﻗدﻣﯾﺔ ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر اﻟﺗﻲ ﯾﻘل وزن ﺣﻣوﻟﺗﻬﺎ ﻋن‬
‫‪3500‬ﻛﻠﻎ أو ﯾﺳﺎوﯾﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻛل ﺧﻣس )‪ (5‬ﺳﻧوات ﻣن طرف ﻣﻌطوﺑﻲ ﺣرب اﻟﺗﺣرﯾر‬
‫اﻟوطﻧﻲ اﻟذﯾن ﺗﺗﻌدى ﻧﺳﺑﺔ ﻋطﺑﻬم ‪ %60‬أو ﺗﺳﺎوﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﻌطوﺑون اﻵﺧرون اﻟذﯾن ﺗﻘل ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺟزﻫم ﻋن ‪ %60‬ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟرﺳوم‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﯾﺳﺎوي ﻧﺳﺑﺔ ﻋطﺑﻬم‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣﻬﯾﺄة ﺧﺻﯾﺻﺎ ‪ ،‬ذات أﻗدﻣﯾﺔ أﻗﺻﺎﻫﺎ ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻧوات وذات ﻗوة ﻻ ﺗﻔوق‬
‫ﺳﻌﺔ أﺳطواﻧﺗﻬﺎ ‪2000‬ﺳم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺷ اررة )ﺑﻧزﯾن(‬
‫و‪ 2500‬ﺳم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺑﻣﻛﺑس )اﻟدﯾزال(‪ ،‬اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻛل‬
‫ﺧﻣس )‪ (5‬ﺳﻧوات ﻣن طرف أﺷﺧص ﻣدﻧﯾﯾن ﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺷﻠل أو ﺑﺗر أطراﻓﻬم اﻟﺳﻔﻠﻰ‪،‬‬
‫وﻛذا اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺣرﻛﯾﺎ واﻟﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ ﺳﯾﺎﻗﺔ ﻣن ﺻﻧف "و" وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطرف أو‬
‫اﻷطراف اﻟﻣﻌوﻗﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة أو ذات أﻗدﻣﯾﺔ ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻔوق‬
‫ﺳﻌﺔ أﺳطواﻧﺗﻬﺎ ‪2000‬ﺳم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺑﻣﻛﺑس )اﻟدﯾﺎزال(‬
‫اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻛل ﺧﻣس )‪ (5‬ﺳﻧوات ﻣن طرف أﺑﻧﺎء اﻟﺷﻬداء اﻟﻣﻌوﻗﯾن اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﻣرض‬
‫ﻣزﻣن اﻟﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺣﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺑﻌد إﻋﺎدة دﻓﻊ اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﺿﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫إﻋﺎدة دﻓﻊ ﻛل اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻣﻧوح‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻲ أﺟل ﯾﻘل ﻋن‬
‫اﻟﺳﻧﺗﯾن )‪ (2‬إﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻗﺗﻧﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬
‫إﻋﺎدة دﻓﻊ ﻧﺻف اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻲ أﺟل ﯾزﯾد ﻋن‬
‫اﻟﺳﻧﺗﯾن)‪ (2‬وﯾﻘل ﻋن ﺛﻼث)‪ (3‬ﺳﻧوات أو ﯾﺳﺎوﯾﻪ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﻌﺎد دﻓﻊ أي ﻣﺑﻠﻎ ﺑﻌد ﺛﻼث )‪ (3‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻣﺎﻟك ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎزل اﻟﻣﺷروط ﻋن اﻟﺳﯾﺎرة‬
‫واﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ ‪ ،‬ﻣﺣل ارث أو ﺗﻧﺎزل ﺑﻌد اﻹرث‬
‫ﺑدون دﻓﻊ اﻟرﺳوم‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ﻻ ﯾﺣﺗﺞ ﺑﺷرط ﺧﻣس )‪ (5‬ﺳﻧوات اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﺑﻌد ﺣﺎدث أو ﺳﺑب آﺧر ‪ ،‬ﺑﻌد إﺛﺑﺎت‬
‫ﻋدم ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎرة ﻣن طرف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣﻬﯾﺄة ﺧﺻﯾﺻﺎ‪ ،‬وذات أﻗدﻣﯾﺔ أﻗﺻﺎﻫﺎ ﺛﻼث)‪ (3‬ﺳﻧوات وذات ﻗوة ﻻ ﺗﻔوق‬
‫ﺳﻌﺔ أﺳطواﻧﺗﻬﺎ ‪2000‬ﺳم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺷ اررة )ﺑﻧزﯾن(‬
‫و‪2500‬ﺳم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎرات ذات ﻣﺣرك ﺑﻣﻛﺑس ٕواﯾﻘﺎد ﺑﻣﻛﺑس )دﯾزال(‪ ،‬اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻛل‬
‫ﺧﻣس)‪ (5‬ﺳﻧوات ﻣن طرف أﺷﺧﺎص ﻣدﻧﯾﯾن ﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺷﻠل أو ﺑﺗرت أطراﻓﻬم اﻟﺳﻔﻠﻰ‪،‬‬
‫وﻛذا اﻟﻣﻌوﻗﯾن ﺣرﻛﯾﺎ اﻟﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ ﺳﯾﺎﻗﺔ ﻣن ﺻﻧف "و" وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطرف أو‬
‫اﻷطراف اﻟﻣﻌوﻗﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣظﺔ‪:‬ﻟﻘد أﻟﻐﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2005‬إﺳﺗﯾراد اﻟﺳﯾﺎرات ذات أﻗدﻣﯾﺔ ﺛﻼث‬
‫ﺳﻧوات إﺑﺗداء ﻣن ‪ 26‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪.2005‬‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد‪:‬‬
‫ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﯾرادﻫﺎ ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﻌﻔﻰ ﺑﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟداﺧل ﻣن‬
‫اﻟرﺳم اﻟﻣذﻛور‪ ،‬وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻔس اﻟﺷروط وﺑﻧﻔس اﻟﺗﺣﻔظﺎت‪.‬‬
‫ﺗﻌﻔﻰ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟرﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻋﻧد اﻻﺳﺗﯾراد‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت أﺣد اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣوﻗﻔﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﯾداع‬
‫واﻟﻘﺑول اﻟﻣؤﻗت واﻟﻌﺑور واﻟﻣﻧﺎﻓﻠﺔ واﻹﯾداع ‪ ،‬وﻫذا دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة "‪ "178‬ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻗﺑول اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻣﻊ اﻷﻋﺑﺎء ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد "‪"197‬و"‪"202‬و"‪ "213‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك‪.‬‬
‫رﻗم‬ ‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣﻘﯾدة‬ ‫اﻟﺑﺣرﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﻼﺣﺔ‬ ‫‪ ‬ﺳﻔن‬
‫اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ‬ ‫اﻟطﺎﺋرات‬ ‫وﻛذا‬ ‫‪،89.01،89.02،89.05،89.06،89.07،89.08‬‬
‫ﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﺟوﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣواد واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺧﺎم او اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ اﻟﻣﻌدة ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺳﻔن اﻟﻣﻼﺣﯾﺔ‬
‫واﻟطﺎﺋرات اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة"‪ "3‬ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ٕواﻋدادﻫﺎ وﺗﺟﻬﯾزﻫﺎ ٕواﺻﻼﺣﻬﺎ وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟطﺎﺋرات واﻟﻣﺣرﻛﺎت واﻟﻣﻌدات وﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر‪ ،‬واﻟﻌﺗﺎد واﻟوﻗود واﻟﺷﺣوم اﻟﻣﻌدة ﺣﺻ ار‬
‫ﻟﻠطﺎﺋرات واﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣدارس اﻟطﯾران وﻣراﻛز اﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﻌﺗﻣدة‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗرﻣﯾﻣﺎت اﻟﺳﻔن واﻟطﺎﺋرات اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ٕواﺻﻼﺣﻬﺎ واﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﺗﻲ أدﺧﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺧﺎرج‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟذﻫب ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘدي ذو اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ رﻗم ‪ ،71.08.20.00‬واﻟﻧﻘود‬
‫اﻟذﻫﺑﯾﺔ ذات اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ رﻗم ‪.71.18.90.10‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ ‬اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﺟﺎري ﺑﻬﻣﺎ اﻟﻌﻣل‪.‬‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻧد اﻟﺗﺻدﯾر ﺗﻌﻔﻰ ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺻﻧﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺻدرة‪ ،‬وﯾﻣﻧﺢ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ‪ ،‬ﺷرﯾطﺔ أن‪:‬‬
‫‪ -‬ﯾﻘﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﺻﺎﻧﻊ اﻹرﺳﺎﻟﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ‪ٕ ،‬واذا ﺗﻌذر ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻣﻧﺻوص‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 72‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﺣﺳب ﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ اﻟزﻣﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻊ ﺑﯾﺎن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﺟﯾل اﻟطرود وﻋددﻫﺎ وﻋﻼﻣﺗﻬﺎ وأرﻗﺎﻣﻬﺎ زﻧوع اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ‬
‫واﺗﺟﺎﻫﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﻘﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟذي ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻛذا ﻋﻼﻣﺎت اﻟطرود‬
‫وأرﻗﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﺛﯾﻘﺔ )ﺗذﻛرة اﻟﻧﻘل أو اﻟﺣﺎﻓظﺔ أو ورﻗﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك ‪(...‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗراﻓق اﻹرﺳﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وأن ﺗﻘﯾد ﻣﻊ ﻟﻘب اﻟﻣرﺳل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺟﻣرﻛﻲ ﻣن ﻗﺑل‬
‫اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﻘدﯾم اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﻟﻠﺗﺻدﯾر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﯾﻛون اﻟﺗﺻدﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ‪ .‬ﺗﺟري ﻛل اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻧد ﺧروج‬
‫اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑل ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎرك ‪ ،‬وﻟدى اﻟﺑﺎﻋﺔ أو اﻟﺻﻧﺎع‪ ،‬ﻣن ﻗﺑل‬
‫أﻋوان ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬اﻟذﯾن ﺗﻘدم ﻟﻬم وﺟوﺑﺎ‪ ،‬اﻟﺳﺟﻼت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﻘرة أﻋﻼﻩ‪ ،‬وﻛذا وﺻﻼت اﻟﻧﻘل وﺑوﻟﯾﺻﺎت اﻟﻧﻘل وﺳﻧدات اﻟﺷﺣن واﻟﻛﻣﺑﯾﺎﻻت‬
‫واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت‪ ،‬وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت‪.‬‬
‫ﻧرى أن ﻓرض ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﯾﻣﻛن أن ﻻ ﺗﺣﻘق ﻣﺑﺗﻐﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻓرض ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻗد ﺗرﺗﻔﻊ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﺿراﺋب اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن اﻟﻣﻛﻠف ﻓردا أم ﺷﺧﺻﺎ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣرﻣﻘﺎﺑل‬
‫دﺧل ﻣﻧﺧﻔض ﻧﺳﺑﯾﺎ وﻣﺗﻧﺎﻗص ﻧﺳﺑﯾﺎ ‪ ،‬وﻗد ﺗطور أﺛر ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺗﺻﺑﺢ‬
‫واﺣدة ﻣن أﺷد اﻟﻘﯾود اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺧط ار ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺳواء اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ أو اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أﻧﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺷوب ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻘﺻور ﻓﻲ‬
‫ﺟﺎﻧب أو آﺧر ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬رﻏم إﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدان ‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﻋدة ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﻬﻣﺔ ﻻ‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﻟﻌل أﺑرزﻫﺎ ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت وﻗطﺎع ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺟﻣﻠﺔ واﻟﺗﺟزﺋﺔ ‪ ،‬أو أن آﻟﯾﺔ‬
‫اﻹﻋﺗﻣﺎد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ) أي أن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت رﻓض أو ﺗﺄﺟﯾل ﻟﻣﻧﺢ اﻹﻋﺗﻣﺎدات‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج (‪.‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻣﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗﺿﺎﻋف اﻟﺿرﯾﺑﻲ ) ﻷي‬
‫زﯾﺎدة اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ( ﻓﻬﻲ ﺗﺣد ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ أﺻﻼ ﻣن‬

‫‪139‬‬
‫اﺳﺗﺣداث ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ وﯾﺗﻌﯾن إﻋطﺎء أوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أوﺟﻪ‬
‫اﻟﻘﺻور اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ٕوادارﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻗد اﻋﺗﻣد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻌدﻟﯾن أو أﻛﺛر ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ) ﻛﻣﺎ‬
‫ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺑﻠدان ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ .(OECD‬ورﻏم‬
‫ﺟﺎذﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ﻣن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻧظ ار ﻹﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ظﺎﻫرﯾﺎ – وﻟﯾس‬
‫ﺑﺎﻟﺿرورة ﻓﻌﻠﯾﺎ – ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣن أﻫداف اﻟﻌداﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓد ﺗدﻓﻊ ﺛﻣﻧﺎ إدارﯾﺎ‬
‫ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺗﺻدت ﻟﻌﻼج ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌداﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌددة ‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾﺗﻌﯾن دراﺳﺔ ﺗﻛﻠﻔﺔ أي ﻧظﺎم ﻟﻠﻣﻌدﻻت اﻟﻣﺗﻌددة ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ودﻗﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ أوﺿﺢ اﻟﻌﯾوب ﻓﻲ ﻧظﺎم رﺳوم اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ﻓﻬو ﻓرط إﺗﺳﺎع ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﺎت – وﻫو ﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﯾرادات وﻣن‬
‫اﻟﻣﻌروف ﺗﻣﺎم أن اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وراء ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻬﻼك ‪،‬‬
‫ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺳﺗﻬﻼك وﻋﺎءا واﺳﻌﺎ ﻟﻠوﺻول ﺑﺎﻹﯾرادات إﻟﻰ اﻟﺣد‬
‫اﻷﻗﺻﻰ ﻣﻊ ﻗﺻر اﻟﺗﺷوﻫﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ‪ ،‬ﯾﺟب أن ﺗﻛون رﺳوم اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ‬
‫ﺷدﯾدة اﻹﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗﻬدف ﺑﺿﻊ ﺳﻠﻊ ﯾﺗم إﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻛون اﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ‬
‫ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ آﺛﺎر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ) ﺑﻣﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﯾدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﺧدام اﻷﻓراد‬
‫ﻟﻬﺎ ( ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة إﻟﻰ رﺳوم اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ) اﻟﺗﺑﻎ واﻟﻛﺣوﻟﯾﺎت‬
‫واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎرات ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ( ﻓﻬﻲ ﻗﻠﯾﻠﺔ وﻏﯾر ﻣرﻧﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟطﻠب‪،‬‬
‫وﻧظﺎم رﺳوم اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻛفء ﻫو ﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺣﻘق إﯾرادات ) ﻛﻣﻧﺗﺞ ﻓرﻋﻲ( ﻣن‬
‫وﻋﺎء ﺿﯾق وﺑﺗﻛﻠﻔﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ‪.‬‬
‫وﯾﻌد ﺗﺧﻔﯾض ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻻﺳﺗﯾراد ﻛﺟزء ﻣن ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺣد‬
‫ﻛﺑﯾر ﯾواﺟﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻣﺳﺄﻟﺗﺎن ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻧﺎوﻟﻬﻣﺎ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ‬
‫‪ :‬أوﻻ‪ ،‬ﯾﺟب أﻻ ﯾؤدي ﺗﺧﻔﯾض ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت إﻟﻰ ﺗﻐﯾرات ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﻓﻲ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬واﺣد اﻟﺳﺑل اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺗﺟﻧب اﻟﻌواﻗب ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﻘﺻودة ﻫو ﺗﺧﻔﯾض ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻻﺳﻣﯾﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻛﻠﻣﺎ ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ‬
‫ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ‪ .‬ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ ،‬ﻣن اﻟﻣرﺟﺢ أن ﺗﺳﺗﺗﺑﻊ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻻﺳﻣﯾﺔ ﺧﺳﺎرة ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻓﻲ‬
‫اﻹﯾرادات ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺗﺟﻧب ﻫذﻩ اﻟﺧﺳﺎرة ﺑوﺿﻊ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﯾﺟري ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻧظر‬
‫ﻓﻲ ﺗداﺑﯾر ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺑدأ ﺑﺗﺿﯾﯾق ﻧطﺎق اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺛم ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض ﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﻰ اﻟواردات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﺳوم‬
‫اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﺑﺈﺟراء زﯾﺎدة ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت رﺳوم اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ‬

‫‪140‬‬
‫‪ ،‬وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺗﻌدﯾل ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ) ﻛﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ( ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻣﺎ‬
‫ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻟﻺﯾرادات ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗطﺑﯾق‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻟﻘواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠـب اﻟﺛﺎﻧـﻲ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﺗﻣﺛل ﻧﻬﺎﯾﺔ ‪1993‬م ﻣﻧﻌطﻔﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓﻘد ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﻓﻌﻼ‬
‫ﻣﻧذ ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ 12/93‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪1993/10/05‬م ﺑﻧظﺎم‬
‫ﺟدﯾد اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ إﺛرﻩ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺗم إﺻﻼح اﻹطﺎر‬
‫اﻟﺟدﯾد ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳوف ﻧﺗﻌرض اﻟﻰ أﻫم اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر رﻗم ‪277/63‬‬

‫ﺑدأ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ٕواﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻌﻪ ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت وﺗﺣدﯾدا ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ ،1963‬أﯾن‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ورؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﯾﺗم اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻗد‬

‫‪141‬‬
‫‪7‬‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪ ،‬وﻛﺎن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣوﺟﻬﺎ ﻟﻠﻘطﺎع اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ‬ ‫أﻫﻣل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪277/63‬‬
‫ﺣدود اﻟﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﺗرﻛزت ﻣﺟﻣل اﻟﺗﺣﻔﯾزات ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷرﺑﺎح اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣدة‬
‫أﻗﺻﺎﻫﺎ ‪ 05‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻟﺣﻘوق اﻟﺗﺣوﯾل ﻋﻧد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗرﺟﺎع ﺗﺎم أو ﺟزﺋﻲ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧد ﺷراء ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﻧﺷﺎط‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ‪ ،‬واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ ﻗدرات اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن ﻧظﺎم‬
‫ﺟﺑﺎﺋﻲ ﻣﺳﺗﻘر‪ ،‬ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻌدى ‪ 15‬ﺳﻧﺔ ‪ ،‬اﺑﺗداءا ﻣن إﯾداع ﻣﻠف‬
‫اﻻﻋﺗﻣﺎد ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻛل اﻟﺣﻘوق واﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﻣواد واﻟﺗﺟﻬﯾزات‬
‫اﻟﻣﺳﺗوردة‪.‬‬
‫ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﺗﺑرز ﻟﻠواﻗﻊ وﻟم ﺗﺑﻠﻎ اﻷﻫداف اﻟﻣﺳطرة‪ ،‬وﯾﻌود اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬
‫ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻬﻣﯾش اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ٕ ،‬واﻟﻰ اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌث ﻗطﺎع ﻋﺎم ﻣﺳﯾطر‪ ،‬زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗدﺧل ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟرؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻠﺟﺄ ﻟﻬﺎ ﻓﻘط ﻣن أﺟل ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬
‫وﺗﻛوﯾن اﻹطﺎرات‪.‬‬
‫ٕوان ﻓﺷل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 277/63‬ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﺻدار ﻗﺎﻧون ﺟدﯾد‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر رﻗم ‪284/66‬‬

‫ﺑﻌد ﺛﻼث ﺳﻧوات ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ‪ 284/66‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ، 1966/09/15‬و ﺗدارﻛﺎ ﻟﻧﻘﺎﺋص‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻣﻧﺣت ﻓرص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ أﺧذ ﻗدرات اﻟﻘطﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻗطﺎﻋﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ‪ ،‬واﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣن ﻛل أو ﺟزء ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫واﻟﺗﺣﻔﯾزات‪.‬‬
‫وﻗد ﺗﻣﺛﻠت أﻫم اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺗﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪ 284/66‬ﻓﻲ‪:8‬‬

‫‪ -7‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 277/63‬ﻟـ ‪ 1963/07/26‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪ ،53‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪.1963/08/02‬‬
‫‪ -8‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 284/66‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1966/09/15‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد رﻗم ‪ ،80‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1966/09/17‬‬

‫‪142‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻛﻠﻲ أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻣن ﺣﻘوق اﻟﺗﺣوﯾل ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻋﻧد اﻟﺷراء‪ ،‬واﻛﺗﺳﺎب ﻋﻘﺎرات ‪،‬ﻣوﺟﻬﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﻌﺗﻣد ‪ ،‬ﺑﻣﻌدل ﯾﺣدد ﺣﺳب ﻣﻛﺎن ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻧﺷﺎط‪ ،‬وﻛذا ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻟﻣدة ﻻ‬
‫ﺗﺗﻌدى ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ﻋﻠﻰ اﻟرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ‪TUGP‬‬
‫‪ -‬ﻣﻧﺢ آﺟﺎل ﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻫﺗﻼك اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﺟﻬﯾزات ‪ ،‬ﻟﺗﺳدﯾد ﺣﻘوق‬
‫اﻟﺟﻣﺎرك واﻟرﺳم ‪.TUGP‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ‪ ، IBIC‬ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز‬
‫‪ 05‬ﺳﻧوات وﺑﻣﺑﻠﻎ ﺳﻧوي ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻻ ﯾﺗﻌدى ‪ %20‬ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣد‪.‬‬
‫وﻗد ﻣﻧﺣت ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗدﻋﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧظر‬
‫إﻟﻰ ﺿﻌف ﻣردودﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ‪ٕ ،‬واﻟﻰ ﺛﻘل أﻋﺑﺎء ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن‬
‫أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ورﻓﻊ ﻣﻘدرة اﻟﺗﻣوﯾل اﻟذاﺗﻲ ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ ﻣﻧذ ﺻدور اﻷﻣر ‪ 284/66‬ﺑدأ‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﯾﻌرف ﻧﻣوا ﻣﺳﺗﻣ ار وﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬أﯾن ﺗﺟﺳد ذﻟك اﺑﺗداءا ﻣن‬
‫ﺳﻧوات اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت‪ ،‬ﺣﯾث اﻟﻣﺧطط اﻟرﺑﺎﻋﻲ اﻷول )‪ (1974-1970‬واﻟﻣﺧطط اﻟرﺑﺎﻋﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫)‪ ،(1978-1974‬أﻣﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻠم ﯾﺑرز إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺳواءا ﻣن‬
‫ﺣﯾث اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أو اﻟﺗﻣوﯾل إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل اﻟﺿﯾق ﻟرؤوس اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺷط ﻓﻲ‬
‫إطﺎر اﻟﻣﻌﺎﻫدات‪ ،‬وﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺧطط وﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻟم ﺗل ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف اﻟﻣﻧﺗظرة‬
‫‪ ،‬ﻣن ﺣﯾث ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات وﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﺗﻛوﯾن اﻹطﺎرات طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﯾﻌد‬
‫اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﻬﻣﯾش اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﺗﺿﯾﯾق اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر رﻗم ‪13/82‬‬
‫اﺳﺗدﻋﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻣرة أﺧرى ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﺑﺗداءا ﻣن ﺳﻧﺔ ‪ ، 1982‬وﻓق‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 13/82‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1982/08/28‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ‪ ،‬و اﻟذي‬
‫ﻛﺎن ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ ﻟﻺﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء ﺗﺎم ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣدة ‪ 03‬ﺳﻧوات اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ‪...‬؟‬
‫ﻣﻊ ﺗﺧﻔﯾض ﻟﻠرﺑﺢ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %50‬ﻓﻲ اﻟدورة اﻟراﺑﻌﺔ و‪ % 25‬ﻓﻲ اﻟدورة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪،‬‬

‫‪143‬‬
‫ﻣﻊ ﺗطﺑﯾق ﻧﺳﺑﺔ ‪ %20‬ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﻔﺎء‬
‫ﺗﺎم ﻟﻠدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ ﻟﻣدة ‪ 03‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻋﻧد اﻟﺷراء ﻟﻠرﺳم اﻟوﺣﯾد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ‪. TUGP‬‬
‫وﻗد ﻛﺎن اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أن اﻷﻫداف اﻟﻣﺳطرة ﻣن وراء ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﻔﯾزات ﻟم ﺗﻛﺗﻣل‬
‫طﺎﻟﻣﺎ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺷﻛل ﺷراﻛﺔ ﻟم ﺗﺣدد ﻣﻌﺎﻟﻣﻪ ﺑﻌد ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫اﺳﺗﻘطﺎب رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻔرﻗﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬واﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻫذا إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣﻊ‬
‫ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1990‬أﯾن أﺻﺑﺣت اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن‬
‫اﻟﻘﯾود‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ‪ ،‬ﺑل ﺗﻬﺗم ﻓﻘط ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﻣﻧﺎطق ﺗﻣرﻛزﻫﺎ ﻛﻣﺎ أﻟﻐﻰ‬
‫اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻣﺎح ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %49‬ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻟم‬
‫ﯾﻧص ﻫذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋﻠﻰ أي ﺗﺣﻔﯾزات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻫؤﻻء اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪.9‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﺟﺎء ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﻟﯾﺣدد اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﺗﺣﻔﯾز ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن دون‬
‫ﺗﻔرﻗﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻠﺧﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أ‪-‬ﺗﺣﻔﯾزات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل‬
‫اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬واﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ‪ ،‬ﻟﻣدة ﺗﺗراوح ﺑﯾن ‪ 03‬و‪ 05‬ﺳﻧوات ﻟﺻﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎت ذات أوﻟوﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﻣﻌدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﻔﺎءات ﻋﻧد اﻟﺷراء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪TVA‬‬
‫وأﯾﺿﺎ إﻋﻔﺎء ﺗﺎم ﻟﻣدة ﺗﻘﺟر ﺑـ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻟﻠرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ‪ ، TF‬واﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺧﻠق ﻣؤﺳﺳﺎت ﺟدﯾدة وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو‬
‫اﻟﻧﺷﺎطﺎت ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ ﺑﺎﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧطط اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟداﺋﻣﺔ وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ‪ %5‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷرﺑﺎح‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل ﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل إﻟﻰ ‪ %1‬ﻣن رأس اﻟﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺈﻧﺷﺎء أو رﻓﻊ‬
‫رأﺳﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ‪.‬‬

‫‪9 -Revue algérienne des relations internationales :« investissement en Algérie »édition‬‬

‫‪internationales, N 25.1994 P 28‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء داﺋم ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪ ،‬واﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﺻدﯾر‪.‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻛل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن أﻏﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟواردة ﻓﯾﻬﺎ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻧﺷﺄة‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺻر ﻣدة اﻹﻋﻔﺎء ﻣن‬
‫‪ 03‬إﻟﻰ ‪ 05‬ﺳﻧوات رﻏم أن أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﺣﻘق ﺧﺳﺎﺋر‪ ،‬وﻣردودﯾﺗﻬﺎ ﺗﻛون ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ‬
‫ﻧﺷﺎطﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﻌدى ‪ 05‬ﺳﻧوات‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺟد اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﻟﻬذا وﺟب إﯾﺟﺎد ﻧوع ﻣن اﻹﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻗواﻧﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد‬
‫ﺗواﻓق وﺗوازن وﺗطﺎﺑق ﺑﯾﻧﻬم ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر رﻗم ‪12/93‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ إﺻﻼﺣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺳﻌﺔ‪ ،‬ﺗﺟﺳد ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾزي‬
‫‪10‬‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 12/93‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪1993/10/05‬‬
‫واﻟذي ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﻔزة ﻧوﻋﯾﺔ ﻻﺳﺗدراك اﻟﺿﻌف اﻟذي اﺗﺳﻣت ﺑﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬وﻋﺟزﻫﺎ‬
‫ﻋن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﻣواﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪:‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺳﻧﺔ ‪1993‬‬
‫إن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻛﺎﻧت ﻣوﺣدة ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻛل ‪ ،‬ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن‬
‫ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬أو ﻣﺻدر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣﻧﻪ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻟﯾس‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻛﺎن ﻣوﺟﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺣل اﻟذي ﺗﺑﻧﺗﻪ‬
‫اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ‪ ،‬وﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت‬
‫وﻣﺎ زاﻟت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻗد اﻧطوى ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻋﻠﻰ ﻛم ﻫﺎﺋل ﻣن اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻠﻐت ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ‪ 45‬إﺟراء‪ ،‬ﺑﯾن إﻟﻐﺎء وﺗﻌدﯾل ٕواﺗﻣﺎم‪ ،‬ﯾﺗﻌﻠق ‪ 27‬ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬و ‪ 19‬ﺑﺎﻟرﺳم‬

‫‪ -10‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ 12/93‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1993/10/05‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ رﻗم‬
‫‪ 64‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1993/10/10‬‬

‫‪145‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪ ،11‬وﻗد ﻗﺳﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻣﺗﯾﺎزات ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وأﺧرى ﻟﻸﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫أ‪-‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:12‬‬
‫‪-‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗطﺑﯾق رﺳم ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗﻘدر ﺑـ ‪ 05‬ﻓﻲ اﻷﻟف ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻘود‬
‫اﻹﻧﺷﺎء ورﻓﻊ رأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوظف ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ إﻧﺟﺎز‬
‫اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﺳواءأ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗوردة أو ﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﺷرط أن ﺗوﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت إﻟﻰ إﻧﺗﺎج ﻣواد وﺧدﻣﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗطﺑﯾق ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗﻘدر ﺑـ ‪ %3‬ﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣﺎرك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣواد اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗوردة ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟوﻛﺎﻟﺔ‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟدﻋم وﺗرﻗﯾﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪. APSI‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﺳﻧﺗﯾن وﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ‪ IBS‬وﻣن‬
‫اﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ ‪ VF‬وﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ‪.TAIC‬‬
‫‪ -‬ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻣدة اﻹﻋﻔﺎء ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ﯾﻘدر ﺑـ ‪ %33‬ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﻋﻧد إﻋﺎدة‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺻدرة ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن إﻋﻔﺎء ﺗﺎم وداﺋم ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬واﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ‪ ،‬واﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﻗم اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻧد‬
‫اﻟﺻﺎدرات ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧﺳﺑﺔ اﺷﺗراﻛﺎت أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻘدرة ﺑـ ‪ ، %7‬رﺳم اﻷﺟور اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻌﻣﺎل ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣﺗراوﺣﺔ ﺑﯾن ‪ 02‬و ‪ 05‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟﻣودﻋﺔ ﻟدى اﻟﺟﻣﺎرك واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﺗﻣوﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‬
‫اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺗﺻدﯾر ﻣن إﻋﻔﺎء ﻟﻛل اﻟﺣﻘوق واﻟرﺳوم‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪:‬‬

‫‪ -11‬ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻗدي‪ ":‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺗﺄھﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ" اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺗﺄھﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣت ﻋﺑﺎس‪ ،‬ﺳطﯾف‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2001/10/30-29 ،‬‬
‫‪ -12‬ﻋﯾوش ﻗرﺑوع ﻛﻣﺎل ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪..60-59‬‬

‫‪146‬‬
‫ﯾطﺑق اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎص ﻟﻼﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺗرﻗﯾﺔ ‪ ،Zones à promouvoir‬ﻛذﻟك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس‬
‫ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة ‪. Zones granches‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺗرﻗﯾﺔ‬
‫ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻌدة ﻟﻠﺗرﻗﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧون‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1993‬ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫أ‪-‬ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻧﺟﺎز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ :‬ﻋﻧد إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺑداﯾﺔ اﻧﺟﺎز ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾﺳﺗﻔﯾد‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪) :‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔس اﻹﻋﻔﺎءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم(‬
‫‪-‬إﻋﻔﺎء ﻣن ﺣﻘوق اﻟﺗﺣوﯾل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ﯾﻘدر ﺑـ ‪ 5‬ﻓﻲ اﻷﻟف ﻋوﺿﺎ ﻋن ‪ %1‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻧد اﻹﻧﺷﺎء‬
‫ورﻓﻊ رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻋدﻟت ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ‪ 2‬ﻓﻲ اﻷﻟف وﻓﻘﺎ ﻟﻸﻣر ‪ 03/10‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ‬
‫ﺳﻧﺔ ‪.132001‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء داﺋم ﻣن اﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣددت اﻟﻣدة ﻫﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﺑـ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻧﺟﺎز‬
‫ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/01‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.2001‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋﻧد ﺷراء أو اﺳﺗﯾراد اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﻬﯾزات‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ﯾﻘدر ﺑـ ‪ %3‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣﺎرك‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻻﺳﺗﻐﻼل‪ :‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن‬
‫ﺗﺣﻔﯾزات ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وأﻛﺛر ﺗﺣﻔﯾ از ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺣﻔﯾزات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻋﻔﺎء ﻟﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ‪ 05‬ﺳﻧوات وﻻ ﺗزﯾد ﻋن ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣن‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬اﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ‪ ،‬وﻣن اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وﻗد‬
‫ﻋدﻟت اﻟﻣدة ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺣددة ﺑـ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻟﻸﻣر رﻗم ‪ 03/01‬ﻟﺳﻧﺔ ‪.2001‬‬
‫‪ -‬ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻗدرﻩ ‪ %50‬ﻣن‬
‫اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﻌﺎد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ واﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻣﻌدل ﻣﻧﺧﻔض ‪.%33‬‬
‫‪-‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬إﻋﻔﺎء داﺋم وﺗﺎم ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح‪ ،‬واﻟدﻓﻊ اﻟﺟزاﻓﻲ‪ ،‬واﻟرﺳم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻدر ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‬
‫وذﻟك ﺑﻌد ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪:‬اﻟﺗﺣﻔﯾزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺟزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطق اﻟﺣرة‬

‫‪ -13‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/01‬ﻟـ ‪ 2001/08/20‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ رﻗم ‪ 47‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‬
‫‪.2001/08/22‬‬

‫‪147‬‬
‫ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة أﻫﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫اﻷﺧرى‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﻌﻔﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة ﺑﺳﺑب ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم‬
‫واﻻﻗﺗطﺎﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ واﻟﺟﻣرﻛﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء‪.‬‬
‫* اﻟﺣﻘوق واﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺷروع‪.‬‬
‫* ﻣﺳﺎﻫﻣﺎت اﻻﺷﺗراﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻔﻰ ﻋﺎﺋدات رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣوزﻋﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻧﺷﺎطﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻷﺟﺎﻧب ﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %20‬ﻣن ﻣﺑﻠﻎ أﺟورﻫم‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ داﻣت ﻓﺗرة اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ‪ 05‬ﺳﻧوات ﻗﺑل ﺻدور ﻗﺎﻧون‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1993‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‪ ،14‬إﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻊ وﻛﺎﻟﺔ ‪ ، APSI‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺑﻌد اﻗﺗﺻﺎدي واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫وﻷﻫﻣﯾﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺗوﻓﯾر ﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﯾؤﻛد أﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻣﻧﺢ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣواﻓز واﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ‪ ،‬وﺗﻛون أﺣد‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬وﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ إزدﯾﺎد ﻧﺻﯾب اﻟﺟزاﺋر ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘرﯾب ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺎﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪ -14‬اﻟﻣواد ﻣن ‪ 3‬إﻟﻰ ‪ 15‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12/93‬ﻟـ ‪.1993/09/05‬‬

‫‪148‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬

‫أﺻﺑﺣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻋرﺿﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻗد ﺗﺣدث آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﯾﻛون ﻧﺗﯾﺟﺗﻬﺎ إﺣﺟﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﺗوﺟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﻠدان ‪ ،‬وﻓﻲ ظل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﺿﺎﻋﻔت ﺣدة اﻟظواﻫر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ واﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗدﺧل‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول وﺗﻣﺳك ﻛل دوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺧﺿوع ﻟﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺗﻲ ﺻﺎرت ﺗﺳﺗﻧزف ﺑﻬﺎ اﻹﯾرادات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟواﻗﻌﺔ ﺗﺣت‬
‫ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﻌوﻗﺎﺗﻬﺎ ﻛﺷﻔت ﻋن ﺛﻣﺔ ﻋواﺋق ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺷﻛل آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣل طرد ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:15‬‬
‫‪-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.‬‬

‫‪ -15‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪149‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ‬

‫إن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺑﺳﯾط ﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻘﺗﺻر أن ﯾﺧﺿﻊ دﺧل اﻟﻣﻛﻠف ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪.16‬‬
‫وﻫذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﻣﺎ دام اﻟدﺧل ﻧﺎﺟﻣﺎ ﻋن ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗم ﺣدوﺛﻪ ﻓوق أراﺿﻲ دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪،‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺗطور اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﺳﺗدﻋﻰ ﺣدوث اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ‬
‫إﺳﺗﻠزﻣت ﻣد اﻟدوﻟﺔ ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ ﺧﺎرج ﺣدودﻫﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﺔ ‪ .‬ﻓﻘد ﺗﻔرض‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ دﺧول رﻋﺎﯾﺎﻫﺎ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج رﻏم أن دﺧوﻟﻬم ﺗﺣﻘﻘت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻣت ﺧﺎرﺟﻬﺎ ‪ ،17‬و ﯾﻧﺟم ﻋن ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺣﺎﻻت ازدواج ﺿرﯾﺑﻲ وﻫﻲ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺳوف ﻧﺗطرق ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻟﺗﻌرﯾف ﺷروط ﺗﺣﻘق ﻫذا اﻹزدواج وأﻧواﻋﻪ‬
‫وأﺳﺑﺎب ﺗﺣﻘﻘﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺷروط ﺗﺣﻘﻘﻪ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻹزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪:‬‬

‫‪ -16‬إن ﻣﺑدا إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺎﺟم ﻋن اﺳﺗﻘﻼل اﻟدوﻟﺔ وﺳﯾﺎدﺗﮭﺎ ﻓوق أرﺿﯾﮭﺎ ﻓﻛل دوﻟﺔ ﺗﻧظر ﻏﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪،‬‬
‫وھذا ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وھذه اﻟﺳﯾﺎدة ﺗﺄﺧذ أﻛﺛر ﻣن ﺷﻛل‪ :‬ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻘﯾﯾم ﻧظﺎﻣﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﮭﺎ‪ ،‬دون أن‬
‫ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ دول أﺧرى‪ ،‬وﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗطﺑق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﺗدد ﻧﻔوذھﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وھذا ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﮫ‬
‫أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺎﻷﻧﺎﻧﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺎ داﻣت اﻟدوﻟﺔ ﺗﻔرض ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ دﺧول اﻻﻓراد اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓوق أراﺿﯾﮭﺎ واﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﺻدرھﺎ‬
‫أرض ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل أﻧظر د‪ /‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾﺑود‪ /‬أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار واﺋل‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،2005 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -17‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.223-222‬‬

‫‪150‬‬
‫إزدواج اﻟﺿراﺋب أو ﺗﻌددﻫﺎ ﻫو‪ ":‬ﻓرض ﻧﻔس اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص ذاﺗﻪ‬
‫وﻋن ﻧﻔس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣدة ذاﺗﻬﺎ "‪.18‬‬
‫وﯾﻌرف ب ‪" :‬ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌدد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺄداﺋﻬﺎ ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﻋﺎء أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ‪ ،‬ﻷﻛﺛر ﻣن إدارة‬
‫ﺿرﯾﺑﯾﺔ "‪.19‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺷروط وأﻧواع اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫‪20‬‬
‫‪-1‬ﺷروطﻪ‪ :‬ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓر ﻋدد ﻣن اﻟﺷروط‬
‫‪ -1‬أن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﻠف واﺣد‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ﺗﻛون اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ واﺣدة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ﺗﻛون اﻟﺿراﺋب ﻣن ﻧوع واﺣد أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ﺗﻛون اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-2‬أﻧواع اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪:‬‬
‫اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗد ﯾﻛون داﺧﻠﯾﺎ وﻗد ﯾﻛون دوﻟﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣﻘﺻود وﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر‬
‫ﻣﻘﺻود‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ واﻟداﺧﻠﻲ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫أ‪ -1-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ أو اﻟداﺧﻠﻲ‬
‫ﻗد ﯾوﺟد اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟدول‪ ،‬أي ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣوﺣدة أو اﺗﺣﺎدﯾﺔ‬
‫وﺳواء ﺗﻌددت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو ﻛﺎﻧت ﻣوﺣدة‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣوﺣدة ﯾﺗﺣﻘق اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ إذا ﻓرﺿت أﻛﺛر ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذات اﻟﻣﻛﻠف‬
‫واﻟواﺣد وذات اﻟوﻋﺎء وذات اﻟواﻗﻌﺔ واﻟﻣدة اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو إذا ﻓرﺿت اﻟﻣﻛﻠف اﻟواﺣد وذات‬
‫اﻟوﻋﺎء وذات اﻟواﻗﻌﺔ واﻟﻣدة اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ أو إذا ﻓرﺿت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺛم‬
‫ﻓرﺿت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ )اﻟﺑﻠدﯾﺎت( اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ﯾﺗﺣﻘق اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬إذا ﻣﺎرﺳت ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ وﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب‪ ،‬ﻓﺗﻔرض اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺗﻔرض ﺣﻛوﻣﺎت‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت ﻧﻔس اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ‪:22‬‬

‫‪ -18‬د‪ /‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓوزي‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر‪،‬ص‬
‫‪.229‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪-Bernard Castagnede,Precis de fixalite internationale, Presses Universitines de‬‬
‫‪France, 1er Edition, Paris,2002,Page 12.‬‬
‫‪ -20‬د‪ /‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓوزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -21‬د‪ /‬ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﺳوﯾﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣوازﻧﺔ‪ ،‬ﺿراﺋب اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬طرﺑﻠس ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،2005‬ص ‪.242‬‬

‫‪151‬‬
‫اﻻزدواج اﻟدوﻟﻲ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﺣﻘق ﺷروطﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن أو أﻛﺛر‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن أو أﻛﺛر ﺑﺗطﺑﯾق ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺷﺧص وﻧﻔس اﻟوﻋﺎء‬
‫وﻋن ﻧﻔس اﻟﻣدة‪ ،‬وظﺎﻫرة اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻗد اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﺑﺳﺑب ﻧﻣو‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗﻧﻘﻼت رؤوس اﻷﻣوال ﺑﯾن اﻟدول‪.‬‬
‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻻزدواج اﻟدوﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺑدأ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ وأن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎدة داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣطﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﻣﺣددة‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻘﺻود واﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻏﯾر ﻣﻘﺻود‪:23‬‬
‫ب‪ -1-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻘﺻود‪:‬‬
‫ﯾﺄﺗﻲ اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﻘﺻود ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌﻣد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﺣداﺛﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻏراض‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻌل ﻣن أﻫﻣﻬﺎ زﯾﺎدة اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟزﯾﺎدات اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻣﺛل‬
‫ﻓرض ﺿراﺋب إﺿﺎﻓﺔ أو زﯾﺎدات ﻋداﻟﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﻔرض ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن أو ذوي دﺧول ﻣﻌﯾﻧﺔ دون ﻏﯾرﻫم ﺑﺣﯾث ﯾﻧﺷﺄ اﻻزدواج اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺎت‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺻود‪:‬‬
‫ﻗد ﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻻزدواج وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ دون ﻗﺻد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت وﺑﺻورة‬
‫ﻓﻌﻠﯾﺔ )اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي( ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳرﯾﺎن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﯾراد اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‬
‫)أرﺑﺎح اﻷﺳﻬم( ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺳرى ﻓﯾﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺧﺿﺎع اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬم ﻣرﺗﯾن اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻧد ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷرﺑﺎح ﻋﻧد ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن‬
‫اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟداﺧﻠﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻘﺻودا ﺑﻌﻛس اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﯾﻛون‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻏﯾر ﻣﻘﺻود‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫أﺛﺎر اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ .‬وان ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻌدد ﺑﻼ ﺷك ﯾزﯾد ﻣن ﻋبء اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد وﻟﻪ ﺑﺎﻟطﺑﻊ آﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫‪ -22‬د‪ /‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬طﺑﻌﺔ أوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ‪،‬‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،2006 ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ -23‬د‪ /‬ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق ‪ ،‬د‪ /‬ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز‪ ،‬د‪ /‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻋﻣر أﺑودوح‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺿراﺋب‬
‫واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر‪ ،‬ص ‪.136-135‬‬

‫‪152‬‬
‫واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻣرﻏوﺑﺔ أو ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ ‪ ،‬وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻣرﻏوﺑﺔ إذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟت‬
‫ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺈﺗﺎﺣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﯾن أو ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل‪ ،‬وﺗﻛون‬
‫اﻵﺛﺎر ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ إذا ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ إﯾﺟﺎد ﻋواﺋق ﻟﺗﺣرﻛﺎت ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾن اﻟدول واﻧﺧﻔﺎض‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪.24‬‬
‫ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗﺟﻧب اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻻ ﯾﺷﻛل ﺣﺗﻣﺎ ﺣﺎﻓ از ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻧﺻﺑﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال‪ ،‬واﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ﯾﻐﻠب أن ﯾﻛون‬
‫ﻣﻌوﻗﻔﺎ ﻻﻧﺻﺑﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ أن أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ‬
‫ﺳوف ﯾﺧﺿﻊ ﻋﺎﺋد ﻣﻧﻬﺎ ﻻزدواج ﺿرﯾﺑﻲ‪.25‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬


‫اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ " :‬ﻫو ﻋدم إﻗرار اﻟﻣﻛﻠف ﻟواﺟﺑﻪ ﺑدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺳواء‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﺿﻠﻠﺔ ﻟﻠدواﺋر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﻣﺷروﻋﺔ أو ﻏﯾر‬
‫‪26‬‬
‫‪ ،‬ﯾﻧﺟم ﻋن اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ آﺛﺎر ﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﺧزاﻧﺔ‬ ‫ﻣﺷروﻋﺔ إﻣﺎ ﺑﺷﻣل ﻛﻠﻲ أو ﺑﺷﻛل ﺟزﺋﻲ"‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻘﻠل ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿراﺋب وآﺛﺎرﻩ ﺳﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺗﻬرب أو‬
‫ﻻ ﯾﻘﺑﻠوﻧﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺗﺣﻣﻠون ﻋبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻔﻠت ﻣﻧﻪ آﺧرون ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺗطﺑﯾق ﻣﺑدأ‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ أن ﻧﻔرق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫اﻟداﺧﻠﻲ وﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻪ ﻣﺷروع وﻏﯾر ﻣﺷروع‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ ﻫو ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ﺗﻬرب ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن‬
‫اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺗﺧرج ﻋن إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون وﺣدودﻩ‪ ،‬أي أﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺎت‬
‫‪27‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻬو إذن ظﺎﻫرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻔرد واﻟﺳﻠطﺔ‬
‫أﻣﺎ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ﻓﻬو ﺗﻬرب اﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ ذو ﺗﺄﺛﯾر اﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺿﯾﺎع ﻣورد ﻣن اﻟﻣوارد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻬرب ﻣﺷروﻋﻪ أو ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺗﻬرب‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ ظﺎﻫرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫‪ -24‬د‪ /‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.102‬‬


‫‪ -25‬د‪/‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب‪ ،‬د‪ /‬أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.214-213‬‬
‫‪ -26‬د‪ /‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب‪ ،‬د‪ /‬أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -27‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.19-18‬‬

‫‪153‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺷروع واﻟﻐﯾر ﻣﺷروع‪ ،1‬اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﻻ ﺟرم ﻓﯾﻪ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﻛﻠف ﺗﺣﻣل اﻟﺿرﯾﺑﺔ أو اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ دون ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ذﻟك‬
‫ﺑﺎﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻣواطن اﻟﺗﻛﻠﯾف أو اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺑﻌض اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫واﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻋﻧد ﻣﺎ ﯾﻘدم اﻟﻣﻛﻠف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺳﻠك‬
‫طراﺋق اﻟﻐش واﻻﺣﺗﯾﺎل ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﺑذﻟك ﺟراﺋم ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪.2‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻛﺛﯾرة ﺑﯾن ﺣﯾن واﻵﺧر ﻋﻠﻰ ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻧظم ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪،‬ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻛﺛﯾرة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤدي وﻟو ﻋن طرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ‬
‫اﻻﻧﺣراف ﻋن اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ أي ﻧظﺎم‬
‫ﺿرﯾﺑﻲ ﺣدﯾث‪ ،‬ذﻟك أن ﻛﺛرة اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﺗﺟﻌل اﻟﻣﻣوﻟﯾن وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﺣدﯾﺛﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﻌون أن ﯾﻼﺣﻘوا ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أن ﯾﺗﻔﻬﻣوﻫﺎ ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾدﻓﻌﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﻬرب ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﻬرب ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﻣوﻟﯾن‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫وﻗد ﻋرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﺷوﻫﺎت وﺗﺗﻣﺛل ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺗذﺑذب ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻌرف دوﻣﺎ ﺗﻌدﯾﻼت ﺳواء ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ أو‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻧﯾن أﺧرى ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧﻠق ٕواﻟﻐﺎء ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﻟوﺿوح اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ أﺻﺑﺢ ﺻﻔﺔ ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻧظ ار اﻟﻛﺛرة‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣدﺧﻠﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻛﺎﻹﻋﻔﺎء‪ ،‬وﺗوﺳﯾﻊ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺿﯾف اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋدم‬
‫وﺟود رؤﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل‪.‬‬
‫وﻋدم اﻹﺳﺗﻘرار اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﻌﯾق اﻧﺳﯾﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺣﯾث ﻻ ﺷك أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟداﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻣن‬
‫اﻷﻧﺳب ﻟﻪ أن ﯾﻌﺗﺎد ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻧﺎل ﺣظﻪ ﻣن اﻟﺗطﺑﯾق واﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻌدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻐﯾﯾر ذﻟك اﻟﻧظﺎم ﺧﻼل ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺳﺑب ذﻟك ﻓﻲ ﺗذﺑذب ﺣوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.5‬‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺧﺿوع اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘطﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫‪ -1‬ھﻧﺎ ﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﯾن اﻟﻐش اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻷول ﻣرادف ﻟﻠﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع‪ ،‬أي‬
‫اﻟﺗﮭرب ﻣﻧظور إﻟﯾﮫ ﺑﻣﻔﮭوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﺻرف اﻟﺻﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺷروع ﻟﻠﻣزﯾد أﻧظر د‪ /‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد‪،‬‬
‫ظﺎھرة اﻟﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ وآﺛﺎره ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب‪ ،‬دا أﺣﻣد زھﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.216-215‬‬
‫‪ -3‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪.4‬أ‪/‬ﻋﯾﺳ ﺎوي ﻟﯾﻠ ﻰ وأ‪ /‬ﺣﻣ داوي اﻟط ﺎوس‪ ،‬ﺗﻧﺳ ﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾ ﺔ وﺗﺣ دﯾﺎت اﻟﻣﺣ ﯾط اﻻﻗﺗﺻ ﺎدي اﻟﻌ ﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾ د ﻣ داﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘ ﻰ‬
‫اﻟ وطﻧﻲ ﺣ ول اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾ ﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻟﻔﯾ ﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛ ﺔ ﻣ ﺎ ﺑ ﯾن ‪ 12-11‬ﻣ ﺎي ‪ ،2003‬ﻛﻠﯾ ﺔ اﻟﻌﻠ وم اﻻﻗﺗﺻ ﺎدﯾﺔ وﻋﻠ وم اﻟﺗﺳ ﯾﯾر ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب‪ ،2003 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -5‬د‪ /‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬د‪ /‬ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺿ راﺋب )ﺳﯾﺎﺳ ﺎت‪ -‬ﻧظ م‪ -‬ﻗﺿ ﺎﯾﺎ ﻣﻌﺎﺻ رة(‪ ،‬اﻟ دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ﺔ‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2007 ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪-6‬د‪ /‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪..125-124‬‬

‫‪154‬‬
‫ﯾﻌﺗرف اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﺑﺣق ﻛل دوﻟﺔ ذات ﺳﯾﺎدة ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‬
‫واﻷﻣوال اﻟﻣوﺟودة داﺧل إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬ﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﻠف وطﻧﯾﺎ أو أﺟﻧﺑﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻘﯾﻣﺎ أو‬
‫ﻏﯾر ﻣﻘﯾم‪ .‬ﻣﺎداﻣت ﻫﻧﺎك ﺻﻠﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻛﻠف )اﻟﻣﻣول( ووﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﻣﻠك ﻓﻲ‬
‫اﻟواﻗﻊ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب اﻟذﯾن ﯾﻘﯾﻣون ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻬم ﻓﯾﻪ وﻋﻠﻰ اﻟدﺧول‬
‫اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻣوارد ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أن ﺗﻠزﻣﻬم ﺑدﻓﻊ اﻟﺿراﺋب‬
‫واﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬
‫ﯾؤﺳس اﻟﻔﻘﻪ ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب واﻷﻣوال واﻟدﺧول اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻣوارد ﻓﻲ‬
‫إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺗﺣﻣل أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق‬
‫اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻋﺑﺎء ﻟذﻟك ﯾﻠﺗزم‬
‫اﻷﺟﺎﻧب ﺑدﻓﻊ ﻣﺎ ﺗﻔرﺿﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﯾﻬم أو ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬم ﻣن ﺿراﺋب‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾذﻫب ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ‬
‫إﻟﻰ أن اﻟﺗزام اﻷﺟﺎﻧب ﺑدﻓﻊ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻟﻰ أن ﺧﺿوع اﻟﻔرد‬
‫ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺈن اﻻﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﺷﺧص ‪ ،‬ﺑل إﻟﻰ‬
‫إﻗﺎﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أو ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣﺎﻻ أو ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻌﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘطﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻل ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب اﻟذﯾن ﯾﻣﺎرﺳون ﻧﺷﺎطﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺎ ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑل أن ﻟﻬﺎ أن ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻔوق ﺗﻠك اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوطﻧﯾﯾن‪ ،‬ﺑﺷرط ﻋدم اﺗﺳﺎﻣﻬﺎ ﺑطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺻﺎدرة ٕواﻻ ﻋد‬
‫ذﻟك ﺗﻌﺳﻔﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣق‪.‬‬
‫وﻧﻧﺗﻘل اﻷن ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﺑﻘﺎء أي ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ إﻟﻰ ﺧﻠق ﺗﻘﺎﻟﯾد ﻓﻧﯾﺔ ٕوادارﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻋﻧﺎﺻر‬
‫أوﻋﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺑﺈﺟراءات ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ورﺑطﻬﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﺑﺗﻧظﯾم إدارﺗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪،‬‬
‫وﯾﻧﺷﺄ ارﺗﺑﺎط ﻛل ﻣن اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن واﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب إﺣداث أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺳواء ﺑﻔرض ﺿراﺋب ﺟدﯾدة أو إﻟﻐﺎء وﺗﻌدﯾل ﺿراﺋب ﻗﺎﺋﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟﺟﻣود‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫‪1‬‬
‫ﺟﻣود اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬

‫ﯾﺷﻛل اﻟﺟﻣود اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻛﻌﺎﺋق ﻛﺑﯾر ﻹﺣداث أي إﺻﻼح ﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺟﻣود اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظﺎﻫرة اﻻﻋﺗﯾﺎد اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺳر ﺑطﺄ اﻹﺟراءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺟﻣود إﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﯾن‬
‫اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪-‬اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻔﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ إﺧﺿﺎع ﻧﻔس اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻷوﻋﯾﺔ اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﺻورة ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب إﺟراء ﻋﻠﯾﻬﺎ أي ﺗﻌدﯾل‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻪ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن‪،‬‬
‫وﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺣذﯾر اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﺿراﺋب اﻟﻘدﯾﻣﺔ أﻓﺿل ﻣن‬
‫اﻟﺿراﺋب اﻟﺟدﯾدة وذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﻌودوا ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺿراﺋب اﻟﺟدﯾدة وﺑﺳﯾطﺔ وﻻ ﺗﺷﻛل ﻋﺑﺋﺎ ﺛﻘﯾﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف‪ ،‬ﺑﻘﺻد‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻧﺎﺻر ﻣراد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.130-129-128‬‬

‫‪156‬‬
‫ﺗﺟﻧب ﻣﺎ ﻗد ﯾﺛﯾرﻩ ﻓرﺿﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن أو ﺻﻌوﺑﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب إدارة اﻟﺿراﺋب ‪ ،‬وﻋﻧد‬
‫اﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﯾﻣﻛن زﯾﺎدة ﻣﻌدﻟﻬﺎ أو ﺗوﺳﯾﻊ وﻋﺎﺋﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -‬اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻹدارﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻣل اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋرﻗﻠت أي ﺗﻌدﯾﻼت ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺣد‬
‫ﻣن آﺛﺎر اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻔﺳر اﻟﻐدارة اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﺿﻔﻲ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺎﺑﻌﺎ ﯾﺑﺗﻌد ﻛﺛﯾ ار ﻋن ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷرع وﻗد ﯾﺗﺧذ ﺗﺄﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻹدارﯾﺔ ﺷﻛل ﻣﻌﺎرﺿﺔ‬
‫اﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ إﻟﻐﺎء ﺑﻌض اﻟﺿراﺋب أو إﻧﺷﺎء ﺿراﺋب أﺧرى‪ ،‬وﻧﻔﺳر ذﻟك ﺑﻌدم ﺗوﻓر‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ وﻫﻧﺎ ﻧﺑرز أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﻔﻧﻲ ﻟﻣوظﻔﻲ إدارة اﻟﺿراﺋب ‪ ،‬ذا أن ﻣﺳﺗوى‬
‫ﻫذا اﻟﺗﻛوﯾن ﻫو اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗطﺑﯾق أي ﺿرﯾﺑﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﻛﻔﺎءة‪.‬‬
‫إن ﺟﻣود اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳوف ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﺻﻌوﺑﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‬
‫ﻛﺄداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ظرﻓﯾﺔ أو ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺗداﺧﻠﯾﺔ ﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟرﺻد اﻟﻣوارد اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﻋﺎدة‬
‫ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﺗﻌﻘﯾدات ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻬروب ﺑرأﺳﻣﺎﻟﻪ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻘد واﻟذي ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟﺟﻣود واﻟﻬروب إﻟﻰ ﺑﻠد ﯾﺗم ﻧظﺎﻣﻪ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟوﺿوح‪.‬‬
‫وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻻﺟﺗذاب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ إﻟﯾﻬﺎ أن ﺗﺟﻌل‬
‫ﺗﺷرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟوﺿوح وأن ﺗﺧﺗﺎر أﺑﺳط اﻟطرق وأﺳﻬﻠﻬﺎ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫إذن ﻓﺈن ﻋدم اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺧل ﺑﻘﺎﻋدة ﻫﺎﻣﺔ ﻣن ﻗواﻋد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻫﻲ‬
‫ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن‪ 1‬اﻟﺗﻲ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ وﻣﺣددة ﻟﻠﻣﻣول ﺑﺷﻛل ﯾﻘﯾﻧﻲ ﻻ ﻏﻣوض ﻓﯾﻪ‬
‫وﻻ إﺑﻬﺎم وﻻ ﻣﻔﺎﺟﺂت ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ .‬إذ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺧﺎطب ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أن‬
‫ﯾﻌرف ﻣﻘدﻣﺎ ﻣدى اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد وﺑﺻورة واﺿﺣﺔ‪ ،‬وﯾﻧﺻرف ذﻟك إﻟﻰ ﻛل ﻣﺎ‬
‫ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد وﻋﺎﺋﻬﺎ وﺳﻌرﻫﺎ وﻣوﻋد اﻟوﻋﺎء ﺑﻬﺎ وطرﯾﻘﺔ دﻓﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻗﺎﻋدة اﻟﯾﻘﯾن ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺣددة ﺗﺣدﯾدا واﺿﺣﺎ دون أي ﻏﻣوض‪ ،‬ﻓﻣن اﻷھﻣﯾﺔ أن ﯾﻌﻠ م اﻟﻣﻛﻠ ف ﺑﺎﻟﺿ رﯾﺑﺔ ﻣ دى اﻟﺗزاﻣ ﮫ‬
‫ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ وﻣواﻋﯾد دﻓﻌﮭﺎ وﺟزاءات اﻟﺗﺧﻠف ﻋ ن آداﺋﮭ ﺎ‪ ،‬وذﻟ ك ﺣﺗ ﻰ ﯾﻌﻠ م اﻟﻣﻛﻠ ف ﺑواﺟﺑﺎﺗ ﮫ اﻟﺿ رﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣ ن ﺛ م ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ‬
‫اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ ﺿد أي ﺗﻌﺳف ﻣن ﺟﺎﻧب إدارة اﻟﺿراﺋب‪ .‬أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟوﺿوح ﻓﺈن اﻟﻣﻛﻠف ﺳوف ﯾﻛون ﻋرﺿ ﺔ ﻟﻼﺟﺣ ﺎف‬
‫واﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣن طرف إدارة اﻟﺿراﺋب‪ ،‬ﻓﺣﺳ ب آدم ﺳ ﻣﯾث ﻓ ﺈن ﻋ دم اﻟﺗﺄﻛ د ﻓ ﻲ اﻟﺿ راﺋب ﯾﺷ ﺟﻊ اﻟﺗﻌﺳ ف واﻟرﺷ وة‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑ ر آدم ﺳ ﻣﯾث‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﯾﻘﯾن ﻣﮭم ﺟدا ﺣﯾث ﯾرى أن "درﺟﺔ ﻛﺑﯾ رة ﺟ دا ﻣ ن ﻋ دم اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻟﯾﺳ ت ﺷ را ﻛدرﺟ ﺔ ﺻ ﻐﯾرة ﺟ دا ﻣ ن ﻋ دم اﻟﺗﺄﻛ د"وﯾﺗطﻠب ﻣﺑ دأ‬
‫اﻟﯾﻘ ﯾن أن ﻻ ﯾﻛ ون أي ﻋﻧﺻ ر ﻟﻠ ﺗﺣﻛم ﻓ ﻲ اﻟﺿ رﯾﺑﺔ ﻣﻌروﻓ ﺔ ﻣﻣ ﺎ ﯾﺳ ﻣﺢ ﻟﻠﻣﻛﻠ ف اﻟﺗﻛﯾ ف ﻣ ﻊ اﻟﺿ رﯾﺑﺔ وﺗﻘﻠ ﯾص اﻧﻌﻛﺎﺳ ﺎﺗﮭﺎ اﻟﺳ ﻠﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻘدﯾر ﺣﺻ ﯾﻠﺔ اﻟﺿ راﺋب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ واﻟﻣﻘﺗ رح ﻓرﺿ ﮭﺎ واﻟوﻗ ت اﻟ ذي ﯾﺗوﻗ ﻊ ﻓﯾ ﮫ ذﻟ ك ﻣﻣ ﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭ ﺎ ﺗﻧﻔﯾ ذ‬
‫ﺑرﻧﺎﻣﺟﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ‪.‬أﻧظر‪:‬د‪ /‬ﻧﺎﺻر ﻣراد‪ ،‬ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪157‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﻬﺎ أﻣواﻟﻪ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار ﻛﺎﻧت دراﺳﺎت‬
‫ﺟدوى اﻟﻣﺷروﻋﺎت أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺻﺣﺔ وﻛﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﻠد أدﻋﻰ ﻟﻼطﻣﺋﻧﺎن واﻟﻌﻛس‬
‫ﺻﺣﯾﺢ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺳم اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾﻧﺗﻘل‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺄﻣواﻟﻪ إﻟﻰ ﺑﻠد آﺧر ﯾﺗﺳم ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻪ‬

‫ﯾﻌد اﻟﺗﻣﯾز اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺣول دون اﻧﺳﯾﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟدول ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟوطﻧﻲ أو ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺗﺣدد ردود اﻟﻔﻌل ﻋﻧد اﻟﻣﻣوﻟﯾن إزاء ﺗﺧﻔﯾض‬
‫دﺧوﻟﻬم اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬم ﯾﻌدﻟون ﻣن ﻗ ارراﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك أو اﻻدﺧﺎر‬
‫أو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ .‬ﺣﺗﻰ ﯾﺧﺿﻌوا ﻷﻗل ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺿراﺋب‬
‫أوﻻ‪ -‬اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺻل‪ ،‬ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ آﻧﻔﺎ‪ ،‬ﺣرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوطﻧﯾﯾن واﻷﺟﺎﻧب وﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬم ودﺧوﻟﻬم ‪ ،‬ﺑل إﻧﻬﺎ ﺗﻣﻠك‬
‫ﻛذﻟك اﻟﺣق ﻓﻲ ﻓرض ﺿراﺋب ﻋﺎﻣﺔ وﻣوﺣدة ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب ﺗﻔوق ﺗﻠك اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوطﻧﯾﯾن‬
‫ﺑﯾد أن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﺑﯾن اﻟوطﻧﯾﯾن واﻷﺟﺎﻧب ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎن ﻋﻣﻼ ﻣﺷروﻋﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﻧظر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻌوق ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﻣﯾﯾز‪ ،‬وذﻟك ﺧﺷﯾﺔ ﺗﺣﻣل أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻗد ﺗرﺗﺑﻬﺎ ﺗﻠك‬
‫اﻟﺿراﺋب‪.2‬‬
‫وﻟﯾﺳت اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻣﯾزة وﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺟذب رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑل أن اﻟﺿراﺋب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻫﻲ اﻷﺧرى ذات أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرى اﻟدوﻟﺔ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض‬
‫ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻋﻣوﻣﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻘدر أرﺑﺎﺣﻬم ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻓﻲ اﻷﻣد اﻟطوﯾل إﻟﻰ‬

‫‪-1‬د‪ /‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪158‬‬
‫ﺧروج ﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻣن إطﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺗزاوﻟﻪ أو ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻓروع إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ أﺧرى ﺗﻛون‬
‫اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻗل وطﺄة‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟوﻟوج إﻟﻰ‬
‫ﻫذا اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻗد ﺗﺗرﺗب ﻋﻧد ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻋﻠﻰ وﺟﻪ‬
‫اﻟﺧﺻوص ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ أﺛﻣﺎن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﻣن ﺛم ﺗﺧﻔﯾض اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻧﻛﻣﺎش‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ أﻣﺎم اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ‪ ،‬ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون أداة ﻣﻬﻣﺔ‬
‫ﻟﺗوﺟﯾﻪ واﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ظل ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻬدف اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‪.1‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻫﻧﺎ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﺑﯾن ﺗﻣﯾز ﻣﺳﺗﺗر وﺗﻣﯾز ﺻرﯾﺢ‪.‬‬
‫أ‪ :‬اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺳﺗﺗر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﻣﻠك ﻣوارد ﺿﺧﻣﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ وﯾﺣﺗﺎج اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ رؤوس‬
‫أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ ﻻ ﺗﺗواﻓر إﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻧد اﻧﺳﯾﺎب رأس اﻟﻣﺎل إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺟﻧﺳﯾﺗﻬﺎ وطﻧﯾﺔ أو أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ظﺎﻫرﻫﺎ ﻋﺎدﻟﺔ‬
‫إﻻ أﻧﻬﺎ ﺑﺎطﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ وﯾﻌد ﺗﻣﯾ از ﻷن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻌﻠم أن اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻘط ﻫم اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون ﻫذﻩ‬
‫‪2‬‬
‫اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫ب‪ :‬اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﻫﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ رؤوس اﻷﻣوال اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﯾﺗم ذﻟك‬
‫ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬
‫‪ -1‬اﺳﺗﺧدام ﺿراﺋب اﻟﺻﺎدرات واﻟواردات ورﺳوم اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻓرض ﺿراﺋب اﻟدﺧل ﺑﺳﻌر أﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧب‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻋدم اﺳﺗﻔﺎدة اﻷﺟﺎﻧب ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات‪.‬‬
‫‪ -4‬إﻋﺗﻣد ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣوﯾل اﻹﯾرادات‪.3‬‬
‫ﻟذﻟك ﻛﻠﻪ ﻓﺈن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﻌﻧﺻر ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﻧﺎخ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺗطﻠب‬
‫ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻧظرة ﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣن اﻟﺗوازن واﻻﻋﺗدال ﺑﯾن ﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ‬
‫وﻣردودﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﻹﺟراءات واﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ‬

‫‪-1‬د‪ /‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪.129-128‬‬

‫‪-2‬د‪ /‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬دا ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪307‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬دا ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪307‬‬

‫‪159‬‬
‫اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻫو ﻣدى وطﺄة وﺛﻘل اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣول أو ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﺎﺋدة ‪.1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻷﺧﺗﻼف ﺣول أﻫﻣﯾﺔ أﺛﺎراﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﺗﻌددت اﻵراء ﺣول آﺛﺎر اﻟﺣواﻓز‪ ،‬ﻓﻧظر اﻟﺑﻌض إﻟﯾﻬﺎ ﻧظرة إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﻟﻬم ﻣﺑرراﺗﻬم‪.‬‬
‫وﻧظر إﻟﯾﻬﺎ آﺧرون ﻧظرة اﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ وﻛﺎﻧت ﻟﻬم أﺳﺎﻧﯾدﻫم ﻛذﻟك ‪.‬‬
‫وﺳﻧﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺑررات ﻛل ﻓرﯾق‪ ،‬ﺑﻬدف إﺟراء وﻣوازﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ‪ ،‬ﺗﻛون أﺳﺎس ﻟدراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗرﺷﯾد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗوﺟﯾﻬﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣؤﯾد ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫إن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻬﻣﺔ وﺿرورﯾﺔ وﺗرد ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ‬
‫ﻏﻠﻰ ﻋدة ﻧﻘﺎط ﺗﺑرز وﺟودﻫﺎ وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬إن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻔﻌل ﺷﻲء ﻣﺎ ﯾﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﺗﺟد أن‬
‫اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻫﻲ أﺳﻬل ﺗﻠك اﻟﺳﺑل ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺳن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت‬
‫ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻬل وﺳرﯾﻊ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﯾﻌزى ذﻟك إﻟﻰ أن ﺑﻌض اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻻ ﯾﺗﻔﻘون‬
‫)ﺑﺑﺳﺎطﺔ( ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص‪. 2‬‬
‫‪ -‬ﯾرى ﺑﻌﺿﻬم أن ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﻧزﻟﺔ‬
‫ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر ﻋن ﻏرﺑﺔ رأس ﻣﺎﻟﻪ ﻋن ﻣوطﻧﻪ اﻷﺻﻠﻲ ‪ ،‬واﻧﺗﻘﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﻣوطن ﺟدﯾد‬
‫ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺛﻘﺎﻓﺗﻪ وأﯾدﻟوﺟﯾﺗﻪ ‪ ،3‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻟﻪ ﻋن اﻟﻌواﺋق واﻟﻌﻘﺑﺎت أﻣﺎم‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻧزﯾﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪- Holland, David & Vamn ,Richard J, Income Tax incentives For investm, Tax Law‬‬
‫‪design and drafing Cvolume 2, international Monetary Fund = 1998, chapter 23,p4.‬‬
‫‪ -3‬ﻓﻔﻲ ﻧظرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن وﺿﻊ ھذه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر واﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن‪ ،‬ﻧﺟد أن ﺗدﻓق رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣن اﻧﻛﻠﺗرا وأوروﺑﺎ ﻏﻠﻰ ﻛﻧدا واﻷﻣر ﯾﻛﺗﯾن ﺣﯾث اﻷراﺿﻲ اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺧﺻﺑﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓرص‬
‫اﻟﻛﺳب ﻻ ﺣدود ﻟﮭﺎ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ أن أﻏﻠب اﻟﻣﮭﺎﺟرﯾن ﻟﮭﺎ ﻛﺎﻧوا ﻣن أوروﺑﺎ واﻧﻛﻠﺗرا ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭم ﻣن ﻣﻌﺳﻛر ﺛﻘﺎﻓﻲ واﺣد وإﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ‬

‫‪160‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﺷﻛل ﻧﻣطﻲ‪ ،‬وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر‬
‫أﻧﻪ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺿﻌف اﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.1‬‬
‫‪ -‬إن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﺟراء اﻟﺣواﻓز رﺑﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﻓﺷل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق‬
‫وﺗﻘوﯾم اﻋوﺟﺎج‪ ،2‬ﻓﺎﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﺑﯾل ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻣﺎ‪ ،‬واﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻗد ﺗﻣﻧﺢ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺻﻐﯾرة‪ ،‬أو‬
‫ﻟﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ‪ ،‬أو ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﺎﻟﺳﻧدات‬
‫أو ﺑﺎﻷﺳﻬم‪.3‬‬
‫‪ -‬وارﺗﺄﯾﻧﺎ أن ﻧورد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﻌض اﻵﺛﺎر اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺣﻲ ﻋدﯾدة ﻛﻣﺎ‬
‫وردت ﻓﻲ آراء ﺑﻌض اﻟﻣﺑررﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أداة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫إن اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ﯾﺷﻛل ﻋﺑﺋﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬إذ إﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋبء اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﺗﺛﺑﯾط ﻟﺗوﺟﻬﻪ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري أو اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗﻼﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺳﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺗزﯾد ﻣن أرﺑﺎﺣﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺣﯾث ﺳﺗزﯾد اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻛون ذﻟك‬
‫ﻋﺑر اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻟﺗﻔﺎدي اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ)واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺣﺎﻓز ﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر(‪ ،‬وﻋﺑر‬
‫رﺻد ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾﻧﺗﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻫذا اﻻزدواج ﺑﺎﺳﺗﺧدام أدوات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﺷﻛل اﻻزدواج‬
‫واﻟﻬدف اﻟذي ﻧﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ‪.‬‬
‫أ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﻧﻼﺣظ ﻫذا اﻻزدواج ﺟﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺿراﺋب اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،4‬ﺣﯾث ﺗﻔرض ﺿراﺋب ﻋﻠﻰ‬
‫أرﺑﺎح ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻛﺿراﺋب دﺧل‬

‫واﺣدة‪ ،‬أﻣﺎ اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻓﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھﻲ ھدف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣواطﻧﯾﮭﺎ وأﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎﺗﮭم ﺗﺧﺗﻠف‬
‫ﻋن أﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺗم وﺟود ﻣﺎ ﯾﺟﻧﺑﮭم راﺟﻊ‪:‬‬
‫د‪ .‬ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫د‪ .‬ﻋطﯾﺔ ﺻﻘر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻣوﻟﻰ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ -2‬ﻛﺎﻷﺿرار اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ أو اﻟﺣد ﻣن ﻧﺷﺎطﺎت ﻻ ﺗﺿﯾف ﻗﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺑﺗﻛﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺳﺗﮭﻼك وﺗﺻﺣﯾﺢ ﺧﯾﺎرات‬
‫اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﺑﺄن ﺗرﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﺑﮭﺎ ﺻﺣﯾﺎ أو أﺧﻼﻗﯾﺎ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺣول واﻟدﺧﺎن‪،‬‬
‫واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺧﻔﯾﺿﮭﺎ وﻣﻧﺢ إﻋﻔﺎءات ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺳﻠﻊ أﺧرى‪...‬اﻟﺦ‪..‬‬
‫‪ -‬د‪/‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪3 .282‬‬

‫‪ -4‬ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر رواﺑط ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺣﻘﻘﺎ وھﻲ‪:‬‬


‫‪ -‬وﺣدة اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ‪ :‬ﺑﺄن ﺗﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﻧوع واﺣد ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻔﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣدة اﻟﺷﺧص اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣدة اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﺣدة اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ﻋﺎدﯾﺔ ‪ ،1‬وﺗﻐدو ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣﺣﻼ ﻟﻧﻔس اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣرﺗﯾن ﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻣﻌﻪ آﺛﺎ ار ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج‬
‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻷﻧﻪ ﯾزﯾد اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ‪ ،‬وﯾﺗم إﻋﺎدة‬
‫ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬إذ ﺗوﺟﻪ ﻣوارد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﻛﺑر‬
‫ﻧﺣو ﻗطﺎع ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ‪ ،‬أﺿف إﻟﻰ ذﻟك اﻓﺗﻘﺎد اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫اﻷﻓﻘﯾﺔ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ )ﺳواء أﻛﺎﻧت ﺷرﻛﺎت أﻣوال أم أﺷﺧﺎص( وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﻻ ﺗﺧﺿﻊ‬
‫ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻷﻓﻘﯾﺔ ﻣﻔﺗﻘدة‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺿﯾﻊ ﻣﻧﺎﻓﻊ وﺟود ﻣﺛل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬وﻫذا ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣول ﻋن طرﯾق اﻷﺳﻬم‪ ،‬وﻻ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ أدوات‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل اﻷﺧرى اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟدﯾن )اﻟﺳﻧدات(‪.‬‬
‫وﻫذا ﺑدورﻩ ﯾﺷﻛل ﺗﺷوﻫﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺣﯾز ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﻗل ﻣﺧﺎطرة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧوﻋﯾﺗﻬﺎ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺧﺳﺎرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،2‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة‬
‫ﻣﺧﺎطر اﻹﻓﻼس ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟدﯾن‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﺗدﻓﻊ ﻟﺣﺎﻻت ﺗﻬرب ﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻌواﺋد اﻷﺳﻬم‬
‫ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ ﻣدﻓوﻋﺎت ﻓواﺋد‪ ،‬ﻛذﻟك ﺗﻌﺗﺑر ﺑذﻟك ﺿد ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺑﺗدﺋﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﻻ ﯾﺗﯾﺳر ﻟﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟدﯾن ﻛﺎﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻛﺑﯾرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ب‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﺗﺟﺎوز ﺣﺎﻟﺔ اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋن طرﯾق اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺑﯾن اﻟدول ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺣﺎﻓ از ﻟﻺﻓﺎدة ﻣن ﺣواﻓز ﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﻧطﺎق اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻛل دوﻟﺔ‬
‫وﺗﺄﺧذ اﻟﺣواﻓز ﻫﻧﺎ ﻋدة أﺷﻛﺎل ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺧﻔض أﺳﻌﺎر اﻟﺿراﺋب‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗم اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻔض أﺳﻌﺎر اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺎ اﻟدول اﻷﺧرى‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻣوطن اﻟﻣﻛﻠف أن ﺗﻔرض ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﺳﻌر ﺑﺣﯾث‬
‫ﺗﺣﻘق ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣوردا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣن اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣواطﻧوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج‪.‬‬

‫‪ -1‬وﯾرى ﺑﻌﺿﮭم أن ھذا ﻻ ﯾﺷﻛل ازدواﺟﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺗرﺑط ﺑﺎﺳم اﻟﺷرﻛﺔ‬
‫ﻋن اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﮭﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺷﺧﺻﺎ اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﺳﺎھﻣﯾن ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻧﺗﻔﻲ اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺗﺣﻘق اﻻزدواج وھو‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑوﺣدة اﻟﺷﺧص اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬إﻻ أن آﺧرﯾن ﯾرون أن ﺣﺎﻟﺔ اﻻزدواج ﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎھﻣﯾن ‪،‬‬
‫ﻓوﺣدة اﻟﺷﺧص اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺗواﻓرة‪.‬‬
‫د‪.‬ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﻋﺑد ﷲ ﻋﯾد‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.321-320‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود ادﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.286‬‬

‫‪162‬‬
‫‪-2‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗم اﻹﻧﻔﺎق ﺑﯾن اﻟدول ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء اﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣواطﻧوﻫﺎ ﻣن أﻧﺷطﺗﻬم ﻓﻲ‬
‫اﻟدول اﻷﺧرى ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺷرط اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل ‪ ،‬وﻣﻊ أن ﻫذا ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻزدواج‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻻﻗﻰ اﻧﺗﻘﺎدات ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﺗﺿﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوارد وﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺑدأ‬
‫ﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزداد أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺑﺎزدﯾﺎد ﻣﻘدار اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻣول ﻣن ﻣﺻﺎدر وطﻧﯾﺔ وأﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﺳوﯾﺗﻪ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪: 1‬‬
‫‪ -‬اﻋﺗﺑﺎر اﻟدﺧل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻣﺻﺎدر أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻛوﻧﺎ ﻟﻠﺟزء اﻷول ﻣن اﻟدﺧل‪ ،‬واﻟدﺧل اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫ﻣن ﻣﺻﺎدر وطﻧﯾﺔ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺷراﺋﺢ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدﺧل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻋﺗﺑﺎر اﻟدﺧل ﻣن ﻣﺻﺎدر أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻫو اﻟﺟزء اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺷرﯾﺣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدﺧل اﻟﻌﺎم‪ ،‬واﻟدﺧل‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺷراﺋﺢ اﻟدﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫ﺗطﺑﯾق ﺳﻌر ﻣﺗوﺳط ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن ﻣﺻﺎدر وطﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺣدد ﻫذا اﻟﺳﻌر اﻋﺗﻣﺎدا‬ ‫‪-‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر اﻟﻣﺗوﺳط اﻟذي ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟدﺧل اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻣﻣول ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ذات اﻟﻣﺻدر اﻷﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬واﺧﺗﯾﺎر إﺣدى ﻫذﻩ اﻟطرق ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬ﺗﺣددﻩ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ أو اﻟﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﺎرج اﻟﺑﻼد‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﺣد اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺗﺷﺟﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ذﻟك‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬
‫ﻓﺗﻣﺛل ﺣدا وﺳطﺎ ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن‪.‬‬
‫‪-3‬ﺧﺻم اﻟﺿراﺋب اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫وﯾﻘوم اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق‬
‫ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ‪.2‬‬
‫وﻧﻘدم ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ازداد ﺣﺟﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻬﺎ ﻣﻊ‬
‫اﻟﯾﺎﺑﺎن اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﺟﻧب اﻻزدواج اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﻣﺢ اﻟﯾﺎﺑﺎن ﻟﺷرﻛﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺧﺻم ﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﻻﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو أﻛﺛر ﺗﺣﯾ از‬
‫ﻻﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ( وﻫذا ﯾﺟﻌل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑدي رﻏﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﺛر ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺿراﺋب اﻟﺣدﯾﺔ ﻛﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﻻدﺧﺎر‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫‪ -2‬وﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ أﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﻛﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻟذا اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﻻ‬
‫ﺗطﺑق ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ إﻻ ﺑوﺳﺎﺋل ﺗﻘﻠل ﻣن آﺛﺎرھﺎ ﺗﻠك‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎ ت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ وھوﻟﻧدا ﺣﯾث طﺑﻘﺎت اﻟﻘﺎﻋدة‬
‫اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن ﻧﻣوذج اﻟﻣﻛﺳﯾك اﻟﺗﻲ ﻧﺻت أن )ﺗﺣﺗﻔظ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﻣوطن اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻠﻣﻣول ﺑﺣق ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ دﺧوﻟﮫ ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن ﺑﻠده أم ﻣن إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أن ﺗﺧﺻم ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺟﻣوع اﻟدﺧل أﻗل اﻟﺿرﯾﺑﺗﯾن اﻵﺗﯾﺗﯾن‪:‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺿرﯾﺑﺗﮭﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫أو اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟدﺧل(‬
‫‪ -3‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.288‬‬

‫‪163‬‬
‫ﯾﺗﺄﺛر اﻻدﺧﺎر اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺑﻧﯾﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬ﻛذﻟك ﺑوﺟود أداة ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻣﯾزة‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،1‬ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﺣﺎﻓز ﯾوﺟﻪ اﻻدﺧﺎر ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫وﯾرى ﺑﻌﺿﻬم أن ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب ﺳﺗزﯾد اﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﻻدﺧﺎر‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬إﻻ أن ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻋﺗﺑرت أن أﺛر اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب‬
‫اﻟﺣدﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺗواﺿﻌﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻻدﺧﺎر اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬
‫ﻫذا اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﺗؤدي زﯾﺎدﺗﻪ ﺗوﻟﯾد ﻓﺎﺋض ﯾﺷﻛل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺎ ﺳﯾوﺳﻊ اﻹﻧﺗﺎج‬
‫ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪ ،‬ﻓﻣﻌدﻻت ادﺧﺎر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺳﺗؤدي ﻟﻣﻌدل اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣرﺗﻔﻊ‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌﻣﺎل‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺳﯾﻛون ﻟدﯾﻬم رأﺳﻣﺎل أﻛﺑر‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﻌﻣل وﻣزﯾدا ﻣن اﻹﻧﺗﺎج‬
‫واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أﻓﺿل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑرأي ﺑﻌﺿﻬم ﻗد ﺗزﯾد اﻻدﺧﺎر اﻟﺧﺎص وﺗﺣﻔز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺳﺗﺛﺑط اﻟﻌﻣل وﺳﺗﺧﻔض اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻋﺎﺋد ﻣﺎ ﺑﻌد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪،‬‬
‫واﺣﺗﻣﺎل أن ﯾﺧﻔض اﻟﻌﺎﻣﻠون ﻋﻣﻠﻬم ﺟزاء ذﻟك )ﻣﺎ دام أﻧﻬم ﺳﯾﺣﻘﻘون ﻧﻔس اﻟدﺧل ﺑطﺎﻗﺔ ﻋﻣل‬
‫أﻗل( ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﺑﻌﺿﻬم ﯾﻧﺎﻫض ﻫذا اﻟرأي وﯾﻌﺗﺑرﻩ ﻣﺟﺎﻧﺑﺎ ﻟﻠﺻواب‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾﺧﻠط ﺑﯾن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ واﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،2‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﯾن اﻵﺛﺎر اﻵﺗﯾﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ‪ ،‬واﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى‬
‫اﻟﺑﻌﯾد‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل زﯾﺎدة اﻟﻌﻣل واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﺑداع واﻟﻣﺧﺎطرة‪.‬‬
‫وﯾﻌرف ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺣدي ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ آﺧر وﺣدة ﻧﻘدﯾﺔ ﻣن اﻟدﺧل‬
‫اﻟﻣﻛﺗﺳب‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﻌدل اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻬو اﻟﺿراﺋب اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻛﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﻛﺗﺳب‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻷﻓراد ﺳﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﺗﺧﻔﯾﺿﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ ﺑوﻗت اﻟﻔراغ واﻟﻌﻣل‬
‫ﺑﺷﻛل أﻗل‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻟن ﯾﺗﻠﻘوا اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل )ﻣﺎ ﺑﻌد دﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ( ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻧﻘول‬
‫أﻧﻬم ﺳﯾﻌﻣﻠوا ﺑﺷﻛل أﻗل ‪ ،‬ﻣﺎ داﻣت اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ‪ ،‬واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة‬
‫ﻋﻧدﺋذ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻫو زﯾﺎدة اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﺎﻗب اﻟدﺧل اﻹﺿﺎﻓﻲ ‪ ،‬ﻻ ﺑد أﻧﻪ ﯾﻌﺎﻗب أﯾﺿﺎ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪- Hebbel , Klaus.S& Serven, Luis, The Economics of Saving and Gvowth‬‬
‫‪Theory,Evidence, and Implications for policy, the World Bank, Cambridge, University‬‬
‫‪press,United states, first published, 1999,P88-89.‬‬
‫‪2 - Reynolds,Alan,Marginal tax rates, the concies encyclopedia of economics, the library of‬‬

‫‪economics and liberty, p1.‬‬


‫‪See : http:// www.econlib. Org/library/ enc/marginal tax rate. Htm.‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 289‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪3 .‬‬

‫‪164‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪:‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ذات أﺛر ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺟدوى اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫إن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر وﻗﺑل إﻗداﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺧطوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ أي ﻣﺷروع ﯾﻘوم ﺑدارﺳﺔ اﻟﺟدوى‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻪ‪ ،‬وﻫذﻩ ﺧطوة ﺿرورﯾﺔ ﺟدا‪ ،‬إذ أن ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﻧﻔﺎق ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺿﺧﻣﺔ‪،‬‬
‫وﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ أﻋﺑﺎء ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﻬل ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ أو اﻟرﺟوع ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓدراﺳﺔ اﻟﺟدوى ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺗﺻور ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ‬
‫ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻗدرة اﻟﻣﺷروع ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺗوﻗﻊ‪ ،‬وﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة‪ ،‬وﻓﺗرة اﺳﺗرداد رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬
‫أﯾﺿﺎ ﻟﺗﺣدﯾد أوﻟوﯾﺎت اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﻣدى ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻋدة أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ ﻓﺗرة اﻻﺳﺗرداد‪ ،‬وطرﯾﻘﺔ ﻣﺗوﺳط اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وطرﯾﻘﺔ ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬وطرﯾﻘﺔ دﻟﯾل اﻟرﺑﺣﯾﺔ‬
‫وﺗﻌد اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ‬
‫ﺟدوى اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﯾظﻬر ﻫذا اﻷﺛر ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﯾن‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﺔ واﻟﺧﺎرﺟﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻧﺗﻘﺎص ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟداﺧﻠﺔ ﺑﻣﻘدار ﺗﻠك اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾت اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺣﺳب طرﯾﻘﺔ اﻹﻫﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد وﻋﺎﺋﻬﺎ‬
‫ﻣﻘدار‬ ‫)طرﯾﻘﺔ اﻟﻘﺳط اﻟﺛﺎﺑت أو اﻟﻘﺳط اﻟﻣﺗﻧﺎﻗص اﻹﻫﻼك أو ﻏﯾرﻫﺎ( إذ أن‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺧﺻص اﻹﻫﻼك اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺧﺻﻣﻪ ﻣن وﻋﺎء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫إذ ﯾﻼﺣظ أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻌر اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﺗوﻗﯾت ﺳدادﻫﺎ واﺣدا‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔروق ﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻣن ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻗﺑل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻔرق ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت ﺑﻌد ﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻔرق ﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ رﻓض‬
‫ﻣﺷروﻋﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻗﺑل ﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﯾﻘﺻد ﺑطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗرداد‪ :‬اﻟﻔﺗرة اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗرداد اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻔﺿل اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺗﺳﺗرد ﺗﻛﻠﻔﺗﮫ ﻓﻲ‬
‫أﻗﺻر وﻗت ﻣﻣﻛن‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ ﻣﺗوﺳط اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ :‬ﻓﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﯾﻌطﻲ أﻛﺑر ﻋﺎﺋد ﻣﻣﻛن ﯾﻌﺗﺑر أﻓﺿل اﻟﻣﺷروﻋﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود اﻵن ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﺗﺳﺎوﯾﮫ ﺑﻌد ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻘوم ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﯾﺟﺎد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻﻼت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺻم ھذه‬
‫اﻟﻣﺗﺣﺻﻼت ﺑﺳﻌر ﻓﺎﺋدة ﻣﻌﯾن ﯾﺣددھﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌدد اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻓﺈن اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع اﻟذي ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻗﯾﻣﺔ ﺣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻣوﺟﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬طرﯾﻘﺔ رد اﻟرﺑﺣﯾﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾﻘﯾس اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ‪ ،‬وھذا اﻟﻣﻌﺎﻣل ﯾﺗﺣدد ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﺣﺻﻼت‬
‫اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫د‪ .‬ﺟﻼل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺟدوى اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺛﺎﻣن‬
‫ﺑﻌﻧوان )دور اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﻓﯾر ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺷﺑﺎب(‪ ،‬دار اﻟدﻓﺎع اﻟﺟوي‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ،‬ﯾوﻣﻲ ‪23‬و‪ 24‬ﻣﺎرس‬
‫‪ ،19960‬ص ‪.4-3‬‬

‫‪165‬‬
‫وﻛذﻟك ﺗؤﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﻧﺷﺄة وﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد ﺑﺛﻼث طرق ‪:1‬‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻷول‪ :‬رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟد داﺧﻠﯾﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻧﺷﺄة ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻷرﺑﺎح ﻏﯾر اﻟﻣوزﻋﺔ واﻷﻣوال اﻟﻣﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻻﻫﻼﻛﺎت‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﺻدر ﺗدﻓﻘﺎ‬
‫ﻧﻘدﯾﺎ ﻣن ﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻣﺻدر داﺧﻠﻲ ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺻدرﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن ‪ ،‬وﯾﻠﻌب ارﺗﻔﺎع‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب دو ار ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻹﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷرﺑﺎح ﺑدﻻ ﻣن ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‬
‫ﻟﯾﺣﻘق ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﯾن أرﺑﺎﺣﺎ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ‪.‬‬
‫وﯾرى اﻟﺑﻌض إن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﯾﻔﺻل ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗراض‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ‬
‫ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ وﺟود ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺗدﻋﻰ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗوظﯾف اﻷرﺑﺎح‬
‫اﻟﻣوزﻋﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري آﺧر‪ ،‬أو ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬أو إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك‬
‫ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ذﻟك ﻣن ﻋﺎﺋد‪ٕ ،‬واﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ذاﺗﻪ ﯾﺣﻣل ﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﺎﺋد أو‬
‫ﺟزء ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻫذا ﯾؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﯾﺗﻣﺛل ﺑﺎﻻﻗﺗراض ﻣن ﻣﺻﺎدر أﺧرى ﻣﻘﺎﺑل ﻓواﺋد وﺟدوﻟﺔ ﺳداد‪ ،‬وﺗﺗوﻗف‬
‫ﺷروط اﻻﻗﺗراض ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺧطر اﻟﻛﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﻘرض‪ ،‬وﻫذا ﯾﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣﻘرض أن ﯾﺗﻌرف‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺳوف ﺗﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﻪ اﻷﻣوال اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ‪ ،‬واﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫)ﻧﺳﺑﺔ ﻗروﺿﻬﺎ إﻟﻰ أﺻوﻟﻬﺎ( ﻟﯾطﻣﺋن ﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺳداد وﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻔواﺋد‪ ،‬وﺷراء أي ﻓرد‬
‫ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﻟﺳﻧد أو أﻛﺛر ﯾﻌطﯾﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﺎﺋدة ﺑﺳﻌر ﺛﺎﺑت ﻟﻣدة ﻣﺣددة واﺳﺗﻌﺎدة‬
‫ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻧد ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﻏﯾر ﻣﺿطرة ﻟﺗوﺿﯾﺢ أﻫداف اﻟﻣﺷروع‬
‫ﻟﺟﻣﻬور‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻌب ﺷﻬرﺗﻬﺎ وﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ دو ار ﻓﻲ ﺟذب اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻟﻠﺳﻧدات‪ .‬وﻫﻧﺎ ﻧﺷﯾر‬
‫إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬وﻻ ﺑد ﻣن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫اﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري‪.‬‬
‫اﻟﻣﺻدر اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬إﺻدار اﻷﺳﻬم‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗدرة اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷﺳﻬم ﻣﻘﺎﺑل‬
‫ﻧﺻﯾب ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﻌﺎﺋد ﻷﺳﻬﻣﻬم‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻟﻌﺎﺋد‬
‫ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻻ ﺑد ﻣن أﺧذﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋﻧد ﺣﺳﺎب وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﺔ‪ ،‬أﺿف‬
‫أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻔروض و ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﺎﺋد واﻟذي ﯾﺗوﺟب أن ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻬم ﺑﻌد أن ﯾﻛون‬
‫ﻗد ﺗﺣﻣل ﺿرﯾﺑﺔ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻗﺑل ﺗوزﯾﻊ اﻷﻧﺻﺑﺔ ﻛﻣﺎ‬
‫رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺳﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾل ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﻬور‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﺿﻌﺎف ﻫذا اﻟﺷﻛل ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻓﮭﻣﻲ‪ ،‬ھﯾﻛل أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﯾﯾم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬دار اﻟراﻗب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،1985 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪166‬‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺗﻘوﯾم ﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺟواﻫﺎ ﻻ ﺑد أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣن‬
‫ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻣوﯾل‪ ،‬ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗراض أو ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻷﺳﻬم أو ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ‪ ،‬وﻫذا ﯾﺣدد‬
‫اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﺔ واﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫ﻟذا ﻓﺈن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﻠﻲ أو‬
‫ﺟزﺋﻲ ﺳﯾﻠﻌب دو ار ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻛﯾﺎن ﺗﻣوﯾل اﻟﺷرﻛﺔ وﺗﻘﺻﯾر ﻓﺗرة اﻻﺳﺗرداد دون أن ﺗرﺗﻔﻊ درﺟﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺎطرة ‪ ،‬ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﺗرة اﻻﺳﺗرداد إﻟﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض‬
‫ﻟدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر‪.1‬‬
‫ﻛذﻟك ﻓﺈن زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻹﻫﻼك وطول اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﯾطﺑق ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬أو ﻗﺻرﻫﺎ وﺗطﺑﯾق‬
‫طرﯾﻘﺔ اﻹﻫﻼك اﻟﺗﻲ ﯾرﻏﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ‪ ،‬ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ‪،‬‬
‫وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ اﺳﺗرداد رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪.2‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬أﺛر اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌدل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌدﻻت اﻻﺳﻣﯾﺔ )‪(Nominal Rates‬ﻟﻠﺿراﺋب ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول‪ ،‬أو‬
‫ﻛﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع أو اﻧﺧﻔﺎض اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ ﺿوء دراﺳﺎت‬
‫ﺗﻘﺎم ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻣﺟﺎﻧﺑﺎ ﻟﻠﺻواب‪ ،‬إذ أن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل ﻣﺗﺿﺎﻓرة ﻣﻊ ﺗﻠك‬
‫اﻟﻣﻌدﻻت اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﺗﻛون ﻣؤﺷ ار ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ وأﺛرﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﻌدل اﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ وﯾﻘﺻد ﺑﻪ )اﻟﻣﻌدل اﻟذي ﯾﻘﯾس اﻷﺛر اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﻟﺗزام اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﻣوﻟﯾن( وﯾﻼﺣظ ﻫﻧﺎ )وﺟود ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫وﺣﺎﻻت اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ(‪.‬‬
‫وﯾﺷﻣل اﻟﻣﻌدل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺟواﻧب ﻋدﯾدة ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎوﻟﻪ اﻟﻣﻌدل‬
‫اﻻﺳﻣﻲ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻷﺧرى‪،‬ﻛﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ‪ ،‬واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻛﻔﺎءة اﻹدارات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬وأﺳس اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛطرق ﺗﻘدﯾر اﻹﻫﻼك‪ ،‬وﻋواﻣل أﺧرى‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻷﺛر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻛﻬﯾﻛل اﻷﺻول‬
‫اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ‪ ،‬وﻛﯾﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻛل‪ ،‬وﻛذﻟك ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻛﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم‬
‫وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪.‬‬
‫وﺑﻛﻠﻣﺔ أﺧرى ﻫو )ﻣؤﺷر ﻣﺧﺗﺻر ﻟﻛل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن( ‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ ﻫذا‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب‪ ،‬دراﺳﺎت اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﻊ واﻟﻧﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2000 ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬ﺳﯾد إﻣﺎم أﺣﻣد‪ ،‬اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺳﺗون‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫)‪ ،(345‬ﯾوﻟﯾو ‪ ، 1921‬ص ‪.204‬‬

‫‪167‬‬
‫اﻟﻣﻌدل ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ أﻧظﻣﺔ أﺧرى‪ ،‬أو ﻣﻌﯾﺎ ار ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﯾﻪ ﻟﻣﻌرﻓﺔ أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻌواﻣل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﻗوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ‬
‫أن ﻧﺳﺗﻧﺑط أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻣوﻣﺎ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪،‬‬
‫ﻟذﻟك ﻧرى أن ﺑﺣث أﺛر ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ اﺳﺗﺧدم )ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺎ( ﻛﺄﺣد أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﺟﻣل وﺻﺎﻓﻲ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟﺑدﯾﻠﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻧﺳﺑﻲ‪ ،‬ﻓﻔﻠﺳﻔﺔ ﺗﺣدﯾد أﺛر اﻟﺣواﻓز ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض‬
‫ﻣﺧﺎطر اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن رﺑﺣﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﺗﻠﻌب اﻟﺣواﻓز‬
‫دو ار ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻣﻌدل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو‬
‫ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣرة‪ ،‬وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻣﻧﺢ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ )اﻹﻫﻼك‬
‫‪1‬‬
‫واﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺳﻣوﺣﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ(‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع‬
‫ﯾﻌرف ﻛل ﻣن )‪ (Tyson, Zyman‬اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻘوة اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺷرﻛﺎت دوﻟﺔ أﺧرى ﺗﻘوم ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻘطﺎع ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬إﻧﻬﺎ اﻟدرﺟﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل ظروف أﺳواق ﻋﺎدﻟﺔ وﺣرة أن ﺗﻧﺗﺞ ﺑﺿﺎﺋﻊ وﺧدﻣﺎت‬
‫ﺗﻼﻗﻲ اﻟﻘﺑول ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ وﻗت واﺣد ﺗوﺳﻊ اﻟدﺧول اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻣواطﻧﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻧﻬﺎ‬
‫ﻗدرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺗﺟﺎرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟواﻋدة ﺑﺣﯾث‬
‫ﺗؤﺳس ﻧﺻﯾﺑﺎ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،2‬وﯾﺛﺎر ﻫﻧﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻌﯾﺔ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷوﻩ ﻫذﻩ اﻟﻘدرة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺣددات اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:3‬‬
‫)اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺟودة‬
‫واﻟﻧوﻋﯾﺔ‪ ،‬دور اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻرﺗﻛﺎزﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗوﻓﯾر ﻗواﻧﯾن وﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟوﺿوح ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ(‪.‬‬
‫وﻗد ﺣدد اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ )‪ (Eu‬اﻟظروف اﻟﻣواﺗﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫‪:‬‬
‫اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.298‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪-Lowton,Thomas C,European industrial Policy and competitiveness., (concepts and‬‬
‫‪instruments),Macmillan Press LTD, great Britain, 1999, First published, P5.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻛﺎﻣل أﺑوھﺎن‪ ،‬د‪/‬ھﺎﺷم ﻣرزوك اﻟﺷﻣرى‪ ،‬اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﺗﺟﺎري وﺳﺑل دﻋﻣﮭﺎ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌراق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻎ واﻟﻌﺷرون‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة‪ ،‬ﯾوﻧﯾو )ﺣزﯾران(‪،2003‬‬
‫ص ‪.34-32‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ -1‬ﺿﺑط ﺑﻧﯾﺎﻧﻲ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻧظم ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت وﻓق اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺎت وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺻﻐﯾرة وﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺣﺟم‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺷﺂت‪.‬‬
‫‪ -4‬زﯾﺎدة اﻻﺧﺗراﻋﺎت واﻷﺑﺣﺎث اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻠﻌب اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ 1‬دو ار ﺑﺎر از ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺎت‬
‫واﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺿﻣﺎر‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻫﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﻟﺑﻧﺎء ‪،‬‬
‫وﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣدروس ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ‪ ،‬وﻛذﻟك اﺳﺗﺧدام اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﺧﻼت ﻟﺗﻘﻠﯾل ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫اﻟوطﻧﻲ ورﻓﻊ درﺟﺔ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻵراء اﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﻛﺛﯾر ﻣن ﯾرى أن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺑذات أﻫﻣﯾﺔ وأﺛر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﺗﺑروﻧﻬﺎ أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط وﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﯾﺳﺗﻧدون ﻓﻲ آراﺋﻬم ﺗﻠك إﻟﻰ ﻋدة‬
‫ﻧﻘﺎط ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﺗﺑﺎﻋﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أداة ﻣن أدوات إﺻدار اﻟﻣوارد دون ﺟدوى‬
‫ﻓﺎﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌد ﺑرأي اﻟﻛﺛﯾرﯾن داﻓﻌﺎ ﻟﻠﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻫذا اﻟرأي ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ‬
‫أﺳﺎﻧﯾد ﻛﺛﯾرة ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫أ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﻌﻘﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻹﺟراءات‬
‫ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗﺟﺎذب ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻋدة ﻗواﻧﯾن‪ ،‬وﻛﻧﺎ ﻗد ﻻﺣظﻧﺎ ذﻟك ﻋﻧد اﺳﺗﻌراﺿﻧﺎ ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻛل‬
‫ﻣن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺑﻌﺛرة ﻣﺷﺗﺗﺔ‪ ،‬وﯾرﺗب ذﻟك ﻓوﺿﻰ وﻋدم اﺳﺗﻘرار ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‪،‬‬
‫ٕوارﺑﺎك وﺗﻛﻠﻔﺔ ﻟﻺدارة اﻟﺗﻲ ﺗﺟد ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ‬
‫ذﻟك ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﺗﺗﻌدد ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺎﺗق اﻹدارات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺟراء ﺗﻘﯾﯾم ﺷروط اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺣﺎﻓز وﺗﻘﯾﯾم أﺛﺎرﻫﺎ ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﺛﯾرﻩ ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﻣﺛل )ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ( ‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺣﺎﻻت ﻣن اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺷﺗت واﻟﻐﻣوض‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻛﺎﻣل أﺑوھﺎن‪ ،‬د‪ .‬ھﺎﺷم ﻣرزوك اﻟﺷﻣرى‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪ ،300‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫واﻟﺛﻐرات ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺟﻣﻌون ﻋﻠﻰ أن ﺑﺳﺎطﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺿوﺣﻪ‬
‫ﯾﻌد أﺣد أﺳﺑﺎب ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ واﻹذﻋﺎن ﻟﻪ ﻣن اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫ب ‪ :‬ﻗد ﺗؤدي اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫ﺳواء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻟدﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺎل واﺳﻌﺎ ﻟﻠﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻزدواج‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣن ﻋدة ﻓروع ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول‪ ،‬ﻟذا ﻓﻬﻲ ﻗﺎدرة ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﺗﺣوﯾﻠﻲ‪ 1‬ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﻌﻘودة ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻷم واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ أن ﺗﺗﻬرب ﻣن‬
‫دﻓﻊ اﻟﺿراﺋب‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧﻠص أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ذات اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﺑر ﺻﻔﻘﺎت ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗﻧﻘل ﻫذا اﻟرﺑﺢ إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ أﺧرى‬
‫ﻓﻲ دوﻟﺔ ذات ﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻛﺛر اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ‪ ،‬أو اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺣواﻓز ﺿرﯾﺑﯾﺔ أﻛﺛر ‪ ،‬أو اﻟدول‬
‫اﻟﻣﺳﻣﺎة ﺑﺎﻟﺟﻧﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻗﯾﻣﺔ وﺟود اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻟدوﻟﺔ اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم ﻹﯾرادات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺣﺎل ﻟم ﺗﻌﺗرف اﻟدوﻟﺔ اﻷم‬
‫ﺑﻬذﻩ اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﯾرادات اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج دون أن ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﺋﺗﻣﺎﻧﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺎﻓز ﯾﺟرد ﻣن أي أﻫﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر وﻗﺗﺋذ ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺧﺳﺎرة ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻟﯾس إﻻ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل وﺟدت ﻣﺛل ﻫذﻩ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻓﺈن اﻹﻓﺎدة ﻣن اﻟﺣﺎﻓز ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ رﺻد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫اﻟدﺧول اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ذا ﻗﯾﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر أوﻻ‪.2‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾرى ﺑﻌﺿﻬم‪ 3‬أن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﺻورة إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﺧدﻣﺎت أﺧرى ﻣن اﻟﻛﺑر ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺿﺎءل ﺑﺟﺎﻧﺑﻬﺎ أي ﻋﺎﺋد‪ ،‬ﻓﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗﺳﺎﺑق ﻟﺟذب ﻫذﻩ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻟو ﺑﻣزاﯾﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻟﻣرﻛز اﻟﺗﻔﺎوﺿﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻓﺿﻠﻬﺎ ﺑﻛل اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس‪ ،‬وﯾﻘﻠل ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﻣن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺻﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ‬
‫اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧﺳﺎرة ﻋواﺋد ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة‪ ،‬وﻣﺻﺎرﯾف ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺷروﻋﺎت واﻟطﺎﻣﺔ اﻟﻛﺑرى ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﯾد ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻫذﻩ‬

‫‪ -1‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻧﯾوﯾورك وﺟﻧﯾف‪،1999 ،‬‬
‫ص‪.1‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﺻﻘر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.145‬‬


‫د‪ /‬ﯾوﻧس اﻟﺑطرﯾق‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬ﺧﻠﯾل ﻣﺣرم ﺧﻠﯾل‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫واﻹﺣﺻﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﺛﻣﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻌددان ‪ ،438-437‬ﯾوﻟﯾو‪ /‬أﻛﺗوﺑر‪ ،1994 ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪170‬‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات إﻟﻰ دوﻟﻬﺎ اﻷم‪ ،‬ﺑدﻻ ﻣن إﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣدث‬
‫ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى‪ 1‬أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﯾﺳت اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ ﺟذب‬
‫اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول‬ ‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬وﯾؤﯾدون رأﯾﻬم ﺑﺎﺳﺗﻌراض ﺑﻌض‬
‫اﻟﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻛﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻧظﺎﻣﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ ﻣﺗوازﻧﺎ ﯾﺗﺳم‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺗﻼﺋم ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾ ارت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،2‬وﻛذﻟك اﻟﺻﯾن اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﺳﯾﺎﺳﺔ )اﻟﺳوق‬
‫ﻣﻘﺎﺑل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر(‪ ،‬ﺑدﻻ ﻣن )اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻘﺎﺑل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر( ﻣﻌﺗﻣدة ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﯾزاﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻌﺔ اﻟﺳوق‪ ،‬أو اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣدرﺑﺔ ﻛﺟﺎذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﻌرﺿوا ﺑﻌض اﻟدول اﻟﺗﻲ أﻏدﻗت اﻟﻌطﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات واﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫دون أي ﺟدوى ﺗذﻛر‪ ،‬وﻣﺛﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت إﻋﻔﺎءات ﻣﺟزﯾﺔ‬
‫ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﺗزاﯾد ﺑل ﻓﻲ‬
‫ﻧﻘﺻﺎن‪ ،‬وﯾﻧﺎدي ﻫؤﻻء ﺑﺿرورة ﺗﺟﺎوز ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ‪ ،‬واﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﻧظم‬
‫ﺣواﻓز ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزات اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺻدر ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣرﻏوﺑﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ظﻬور ﻋدة اﺧﺗﻼﻻت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺷوﯾﻪ ﺧﯾﺎرات اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺳب ﻓﻲ ﻣﻧﺢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﺿﯾﻠﯾﺔ ﻟﻘطﺎع‬
‫ﻣﺣدد أو ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب آﺧر‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﻌداﻟﺔ وﯾﻌرﻗل ﻣن ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد وﯾﺷوﻩ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎي‪ ،‬ﻟذﻟك ﻧﺟد أن أﻏﻠب دول ‪ OECD‬ﺑﺎﺗت‬
‫‪.‬‬
‫ﺗﺧﻔض وﺗﻘﻠص ﻣن اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻧﺣو ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺟدﯾدة ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹدارﺗﻬﺎ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺑررة‪ ،‬وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت ﻏﯾر اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﻌد ﺳﺑﺑﺎ ﻟﺗوﺟﻪ رؤوس اﻷﻣوال ﺑﺎﺗﺟﺎﻫﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث اﻷرﺑﺎح اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ‬
‫ودورة رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺳرع واﻷﺿﻣن‪ ،‬واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾرى اﻟﺑﻌض أن‬
‫اﻟﻠﺟوء ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺳﺧﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻘﻼﻧﻲ رﺷﯾد‪ ،‬وﻋدم اﻟﺑﺣث‬
‫ﻋن اﻟطرق واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻷﻛﺛر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻗﺗل روح اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص‬

‫‪ -1‬د‪ .‬أﺷرف ﺣﻧﺎ ﻣﯾﺧﺎﻧﯾل‪ ،‬ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺣدھﺎ ﺗﻧﻣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺻر ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر دور اﻟﺿراﺋب‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ،‬ﯾوﻣﻰ ‪ 26 -25‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ ،2004‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﺑﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ .‬ص ‪. 302‬‬

‫‪171‬‬
‫ﺑﯾن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺻﺑﺢ ﺑﻌض اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻫﻲ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق ﻟﯾس ﻷﻧﻬﺎ‬
‫اﻷﻛﻔﺄ ﺑل ﻷﻧﻬﺎ اﻟﻣدﻟﻠﺔ‪.1‬‬
‫وﻛﻧﺎ ﻗد أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ رﺑﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗﺻﺣﺢ ﺗﺷوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﯾﺎن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺟزاء اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣطﺑق‪ ،‬وﻫذا ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻘف ﺑرﻫﺔ وﻧﺷﯾر ﻻﻋﺗﻘﺎدﻧﺎ أن أي‬
‫ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ رﺑﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﻧﺣراﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﻣن اﻟﻣﺷرع‪ ،‬ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾؤدي ﺗطﺑﯾق‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻟظﻬور أﻣور ﻟم ﺗﻛن ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎن ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع دﻗﯾﻘﺎ أو ﯾﻘظﺎ‪ ،‬ﻷن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻣوﻣﺎ‬
‫ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺷﺑﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺎﻟﺛواﺑت‪ ،‬وﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل‪ ،‬وأي اﻧﺣراف أو ﺗﺷوﯾﻪ ﺗﺳﺑﺑﻪ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻫو ﻛذﻟك‬
‫ظﺎﻫرﯾﺎ‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻪ أﺳﻠوب ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻧﺣراف أو ﺗﺷوﯾﻪ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣوﺟود ﻓﻌﻼ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﻘررﻩ اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾرى ﺑﻌﺿﻬم أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻗد ﺗدﻓﻊ اﻟدول إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻌبء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻧﻘص اﻟﻣﺗﺳﺑﺑﺔ ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات‪ ،‬أو ﻗد ﺗﻔرض‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻠك اﻹﻋﻔﺎءات ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺳﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫اﻹﻧﺗﺎج وﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ‪ ،2‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗذﻣر ﺑﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻹﻋﻔﺎء‪.‬‬
‫وأﺧﯾ ار ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻹﻋﻔﺎءات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء‬
‫اﻹﻋﻔﺎء‪ ،‬إذ إن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﺳﯾﺣﺎول ﺗﻌوﯾض اﻟﻧﻘص ﻓﻲ إﯾراداﺗﻪ ﺟراء ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن ﺟدﯾد‬
‫ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة إﻋﻔﺎﺋﻪ ﻋن طرﯾق ﻧﻘل اﻟﻌبء إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑرﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب‬
‫اﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪ ،‬أو ﻗد ﯾﺣﺎول اﻟﺗﻬرب ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺷﻛل ﺿﻌﻔﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل أن ﯾﻛون ﺿﻌﻔﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ‪،‬‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻧﺑﻪ ﻟﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺎت‪.‬‬
‫ﻟﻛل اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾرى اﻟﻛﺛﯾرون ﻋدم ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫ﻓﻲ ﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟذي ﯾرى أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار ووﺿوح اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ‪ ،‬وﺗواﻓر‬
‫اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﻣﻧﺎخ اﺳﺗﺛﻣﺎري ﺻﺣﻲ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﺳﻧوات اﻹﻋﻔﺎء ﻏﯾر ﻣؤﺛر‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻣدﻩ أو ﺣﺗﻰ ﻗﺻرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات ذات اﻷﻋﻣﯾﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﻘوﻣﻲ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻧﻔس ﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.304‬‬


‫‪ -2‬د‪/‬ﻋﺑد اﻟرﺳول ﻋﺑد اﻟﮭﺎدي‪ ،‬دور اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎءات ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﻧﺷﺎط اﻟﺗﺻدﯾري‪،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ‪،‬‬
‫ﺗطوﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻣﺎﯾو‪.2002 ،‬‬

‫‪172‬‬
‫إﻻ أﻧﻧﺎ وﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌراﺿﻧﺎ أراء ﻛل ﻣن اﻟﻣؤﯾدﯾن واﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧرى أن‬
‫اﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻬﺎ أﻛﺛر ﻣن ﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫وﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ ‪ ،‬ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻘﻠل ﻣن اﻷﺛر اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﺋد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻣﺗﺣﻔظﺔ ﺑﯾد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪ ،‬وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺧﯾﺎر ﻣﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫إﻧﻬﺎ ﺗﻔﺿل إﺳﺗﺧدام اﻹﺟﺎزات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺣواﻓز ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ وﻓق أﻫداف اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻟذﻟك ﻓﺈن دراﺳﺔ ﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺳﺑق اﻹﻋداد ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣواﻓز ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ‪ ،‬وﻻﺑد ﻣن إﻋﺎدة ﻧظر ﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن‬
‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳواء إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﻻﯾﻣﻛن ﻷي دوﻟﺔ إﺗﺑﺎع ﺣواﻓز ﺛﺎﺑﺗﺔ ‪ ،‬ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﺑدورﻩ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻔواﺋد ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﻔﺎدي ﺗﺳرب اﻟﻌواﺋد ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻔرطﺔ واﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ‪ ،‬ﻓﺗﺣدث ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣواﻓز وﻓق ﺗﻐﯾر اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻘدم ﻗﯾﻣﺔ‬
‫ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺟدد ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ إن إﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺟرد ﺑداﺋل ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﺳﺗﺧدام اﻛﺛر ﻣن وﺳﯾﻠﺔ ﺑﺂن واﺣد ‪،‬‬
‫ﻫذا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻬدف اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ ‪.‬‬
‫وﻧﻧﺗﻘل اﻵن ﻟدراﺳﺔ دور اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫دور اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﯾﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم ﺣﺎﻟﯾﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدول اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ‬
‫ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار وﻧﻣو اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ‪.‬‬
‫وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻋبء ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻐﯾرات‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺧﻔض اﻷﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ‪.‬‬
‫واﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻛن ﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺑل إﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وﻗدرﺗﻪ وﻣروﻧﺗﻪ ﻓﻲ ﻣواﻛﺑﺔ ﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﺗواﻓر ﻋددا ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ‪ ،‬وﻫو‬
‫اﻷﻣر اﻟذي إﺳﺗدﻋﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫دور اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﺗرﻛز اﻟدول اﻟﻌﺎﻟم وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻛﺗﺳﺎب وﺿﻌﯾﺔ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣن أﺟل ذﻟك ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن إﺳﺗﯾﻌﺎب ﻣﻔﻬوم اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫اﻟﻌوﻟﻣﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ، 1‬اﻟﺗﺣول ﻣن اﻟﻧطﺎق اﻟﻘوﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧطﺎق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أو اﻟﻛوﻧﻲ ‪.‬ﺣﯾث أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﻔﻬوم ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬اﻟﺗﻌﺎون اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ‬
‫ﻟﻣﺟﻣوع دول اﻟﻌﺎﻟم واﻟذي ﯾﺣﺗﻣﻪ ازدﯾﺎد ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﺣدود اﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺗدﻓق رؤوس اﻻﻣوال اﻟدوﻟﯾﺔ واﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣﺗﺳﺎرع ﻟﻠﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ"‪ . 2‬ﻓﺎﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫اﻟﻺﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻬوﻟﺔ إﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ) اﻷﻓراد ورؤوس اﻻﻣوال‬
‫( ‪ ،‬وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﺧم وﺗﺗﻌدد أﻧﺷطﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫واﻹﻧﺗﺎج واﻟﻧﻘل واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﺳوق واﺣد ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗﺗﺟﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗﺳﺎرع ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗدﻓﻘﺎت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﺗﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ‪ ،‬وﺗﻘﻠص دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬

‫‪ -1‬ﯾرى اﻟﺑﻌض إﻟﻰ ﺿرورة اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ إذ أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ )ھﻲ إﻧدﻣﺎج أﺳواق اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺣﻘول‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻧﺗﻘﺎل اﻷﻣوال واﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﺿﻣن إطﺎر ﻣن رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳواق وﺧﺿوع اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﻟﻘوى اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺧﺗراق اﻟﺣدود اﻟﻘوﻣﯾﺔ وإﻟﻰ اﻷﻧﺣﺳﺎر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ وأن اﻟﻌﻧﺻر اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ھذه‬
‫اﻟظﺎھرة ھﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻣﺗﺧطﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺎت(‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪ /‬ﻓﺿل ﷲ ﻣﺣﻣد ﺳﻠطﺢ‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺑﺳﺗﺎن اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ )،‬دون ﺑﻠد‬
‫ﻧﺷر ( ‪ ،2000‬ص ‪.11‬‬

‫‪175‬‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ٕ ،‬واﻧﺗﺷﺎر اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ‪ ،‬وﺗﻌﺎظم دور اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وﺗزاﯾد ﺣﺟم ﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻹﻧدﻣﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ إطﺎر إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣﺟم اﻟﻛﺑﯾر ‪. 1‬‬
‫وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻣﺣﺳن اﻟﺧﺿﯾري ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺗﺟﺎوز اﻟﺣدود اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﻟﻠدول إﻟﻰ أﻓﺎق‬
‫أوﺳﻊ وأرﺣم ﺗﺷﻣل اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﺳرﻩ وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺄﺧذ ﺟواﻧب ﻋدﯾدة ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪.2‬‬
‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻷﻓﻛﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﻏﻠﻰ ﻗرﯾﺔ ﻛوﻧﯾﺔ ﺑﻔﻌل ﺗﯾﺎر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ظﻬور ﻧﻔوذ وﺳﯾطرة اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ظﻬور آﻟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟدول‪.‬‬
‫‪ -‬ظﻬور ﻓﻛرة ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣﻧظﻣﺔ‬ ‫ﻛﻣﺎ ﺗﻬدف اﻟﻌوﻟﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ إطﺎر إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل أﻫداف ﻫذﻩ اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ ‪ " :‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إزاﻟﺔ‬
‫اﻟﻘﯾود واﻟﺣواﺟز اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض طرﯾﻘﻬﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺳﻬوﻟﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق وﻣﺻﺎدر‬
‫اﻟﻣوارد اﻷوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق دﺧول ﻗوﻣﯾﺔ ﻣﺗزاﯾدة ‪ ،‬ﺿﻣﺎن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل ‪،‬‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ " ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ " :‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪،‬‬ ‫وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﺗﺳﺗﺧدم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺗﺧﻔﯾض إﺳﺗﺧدام اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات ‪ ،‬ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﯾن اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺳﻠﻣﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻧﻊ‬
‫اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟدول ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة "‪.‬‬
‫إﻧﻌﻛﺳت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﻣﺣﺎوﻻت ﻣﺳﺗﻣرة ﻹﻧﻌﺎش إﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ‪ ،‬ﻣن‬
‫ﺧﻼل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ إﻋﺗﺑرت ﺿرورﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ إﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ‪ ،‬ودﺧوﻟﻪ ﻣن ﺑﺎﺑﻪ‬
‫اﻟواﺳﻊ ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾﻌﺗﺑر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺗﺎج اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‬
‫وﻣن ﺛم أﺟرت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة إﺻﻼﺣﺎت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺟﺳدت ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻗواﻧﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ 12/93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪05‬أﻛﺗوﺑر ‪1993‬‬
‫‪ .‬ﯾﻣﻧﺢ ﻫذا اﻟﻧظﺎم إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﺳﻧﺗﯾن إﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 330‬‬


‫‪ -2‬د‪ /‬ﻣﺣﺳن أﺣﻣد اﻟﺧﺿﯾري‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﺟﺗﯾﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص ‪.32/31‬‬
‫‪ -3‬ﺗﻌد اﻟﺟﺎت إﺣدى إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻣﺧﺿﺔ ﻋن ﺟوﻟﺔ اﻷرﻏواي ‪ 1993-1986‬وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻐﺎت ‪ ، 1994‬ﺗﻣﯾزا ﻟﮭﺎ ﻋن اﻟﻐﺎت ‪، 1947‬‬
‫واﻟذي ﯾﻣﺛل اﻹﺗﻔﺎق اﻷﺻﻠﻲ ‪ ،‬وﺗﻣﺧض ﻋن ھذه اﻟﺟوﻟﺔ أﯾﺿﺎ إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻺﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺟﺎت ‪، 1994‬‬
‫أﻧظر د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻣدﺣت ﻋزﻣﻲ ‪ ،‬اﻟواردات واﻟﺻﺎدرات واﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺷﻌﺎع ‪ ،‬ﻣﺻر ‪، 2002 ،‬‬
‫ﺻﻔﺣﺔ ‪. 27‬‬
‫‪ -4‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 330‬‬

‫‪176‬‬
‫اﻟذي ﯾﻌﻛس اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ‪ .‬ﻟم ﺗﻌد اﻹدارة ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وأﺻﺑﺣت اﻟﺧطط اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ‪ ،‬ﻟم ﺗﺣض اﻟﺟزاﺋر ﺑﺛﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫اﻟﻌرب ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ‪ 1995‬ﺑﻠﻎ ﻣﺟﻣوع اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ‪ 5.3‬ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻘط وﻫﻲ‬
‫إﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺧدﻣﺎت ‪. 1‬‬
‫إن دﺧول اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑدأ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎخ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣﺣﻔ از ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ‪ ،‬ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة‬
‫ﻛوﻛﺎﻟﺔ دﻋم وﺗرﻗﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻘدم اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون ﺗطوﯾر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﻧﺎﺧﻪ وآﻟﯾﺎت‬
‫ﻋﻣﻠﻪ ‪ ،‬واﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟذﻟك ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺛﺑت أن اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدة ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ ﻟﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ .‬ﺗﻘﯾﯾم وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺷر اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫رﻏم ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻣن إﺻﻼﺣﺎت إﺣﺗﻠت اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ ، 2008‬اﻟﻣرﺗﺑﺔ ‪ 102‬ﻣن‬
‫ﺑﯾن ‪ 157‬ﺷﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺷر ب ‪ 55.7‬ﻧﻘطﺔ ) ﻋﻠﻣﺎ ان اﻟﻣؤﺷر ب ‪ 100‬ﻧﻘطﺔ ( ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﻧﺔ‬
‫‪ 2009‬ﺟﺎءت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ ‪ 107‬ﻣن ﺑﯾن ‪ 183‬دوﻟﺔ و ب ‪ 56.6‬ﻧﻘطﺔ أي ﺑﺗﺣﺳن‬
‫طﻔﯾف أﻗل ﻣن ﻧﻘطﺔ واﺣدة ‪ .‬وﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر أﻗل ﻣن اﻟﻣﻌدل اﻟدوﻟﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ‬
‫‪.2‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫دور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﯾﺗﻛون ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻫﻲ ‪ :‬ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر ‪ ،‬وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﺈدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر ﯾﺧﺗص‬
‫ﺑﺈدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗص ﺑﺈدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﺿﺑط وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ ﺗوﻓرﻩ‬

‫‪ -1‬ﺻﺑﺎح ﻧﻌوش ‪ ،‬أزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟﻣدى ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻧﺷر ‪ ،‬ﺳورﯾﺎ ‪ ، 1998 ،‬ﺻﻔﺣﺔ‬
‫‪. 154‬‬
‫‪ - 2‬ﺗﻘرﯾر اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪http:// www.heritage . org ، 2009‬‬

‫‪177‬‬
‫ﻣن إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود واﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﻣﻌرﻗﻠﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﻟﻠﺗﻌرض‬
‫ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻻ ﺑد أوﻻ ﻣن اﻟﺗﻌرض ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف واﻷﻫداف‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪ 1FMI‬وأﺛرﻩ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﺑدأ ﯾﺗﻛون ﻣﻊ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ‪،‬‬
‫وﻫو أﺣد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺄﺗﻪ‬
‫وﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﻣﻪ وﻣواردﻩ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺗطور ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ )‪ (FMI‬ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬
‫)‪ (Bretton Woods‬اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﻘدت ﻓﻲ وﻻﯾﺔ )‪(New Hamchir‬‬
‫ﺑﺎﻟوةﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﺎم ‪.1944‬‬
‫وﺑدأ ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎطﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1947‬م ‪ ،‬ﺗرﺗﻛز اﻫداﻓﻪ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻧﻘدي اﻟدوﻟﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي وﺳﻌر اﻟﺻرف وﺗﯾﺳﯾر ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺻﺣﯾﺢ اﻹﺧﺗﻼل ﻓﻲ‬
‫ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎت دول اﻷﻋﺿﺎء ‪.2‬‬
‫ﻟﻛﻲ ﯾﺣﻘق ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ أﻫداﻓﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﯾذﻛر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺑراء ﺑﺷﺄﻧﻪ‪ ":‬اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻫو دور اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ‬
‫ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻘواﻋد واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻌﺛرة ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ وﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾﺎﺗﻬﺎ‪ .‬وﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك ﯾﺳﺗﻬدف‬
‫اﻟﺻﻧدوق ﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻼﺋﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﺳﺗﯾرادا وﺗﺻدﯾرا‪.‬‬
‫إن اﻟﺷﻐل اﻟﺷﺎﻏل ﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻫو اﻗرار ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﺧﻔض اﻟﻌﺟز ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺗﺟﺎﻫﯾن ﻣﺗوازﻧﯾﯾن وﻣﺗزاﻣﻧﯾن‪ ،‬أوﻟﻬﻣﺎ ﺧﻔض اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ زﯾﺎدة‬
‫اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻗرار ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ اﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣد‬
‫ﻣن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل‪ .‬وﻣن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺳﻘوف اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك‪ ،‬ورﻓﻊ‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة‪ٕ ،‬واﺻدار أذون اﻟﺧزاﻧﺔ‪ ،‬وﺗﺣرﯾر وﺗوﺣﯾد ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻓﻲ ﺳﻌر واﺣد واﻗﻌﻲ‬

‫‪1‬‬ ‫‪- FMI Fonds Monétaire Internationd‬‬


‫‪ -2‬إﻛرام ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ‪ ،‬اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻛﻧﻼت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬
‫ﻣدﺑوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ، 2002 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 138‬‬

‫‪178‬‬
‫ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﺗﻔﺎﻋل اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪ ،‬وﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻊ اﺗﺎﺣﺔ دور ﻣﺗﻌﺎظم ﻟﻠﻘطﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ظل آﻟﯾﺎت اﻟﻌرض واﻟطﻠب"‪. 1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﺟﺎﻻت ﺗدﺧﻠﻪ ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫أ‪ -‬ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ‬
‫ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول إﻟﻰ طﻠب ﻣﺳﺎﻋدة ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗواﺟﻪ ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت‬
‫وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗروض وﺗوﺻﯾﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﻣن ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗﺿﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر‬
‫ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻷداء اﻟذي ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺻول اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‪،‬‬
‫وﯾوﻓد اﻟﺻﻧدوق ﺑﻬﯾﺋﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻛل ﺳﺗﺔ أﺷﻬر ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم وﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى اﻟﺗزام اﻟدوﻟﺔ ﺑﺑﻧود اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‬
‫اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ‪ٕ .‬وان أﻫم ﻣﺣﺎور اﻹﺻﻼح اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻣﺣﺎور‪:‬‬
‫‪-1‬اﺻﻼح ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم وﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪-1-1‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت واﻟﻬدف ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻹﺟراء ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑطرق ﻣﺛﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺗﺟﻣﯾد اﻻﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت‪ ،‬ﺗﺧﻔﯾض ﻣن‬
‫ﻋدد ﻋﻣﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣططﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗﺟﻣﯾد ﻛل أﻧواع اﻻﻋﺎﻧﺎت واﻟدﻋم ﻟﻠﻣوارد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ‬
‫واﻟطﺎﻗﺔ ٕواﻋطﺎء اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﺎﺋدﯾﺔ واﻟﺟدﯾدة واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن آﻟﯾﺎت اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫‪-2-1‬اﺻﻼح اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺟور ﻣﻊ زﯾﺎدة‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪ ،‬رﻓﻊ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ دﺧول اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺗﻐﯾﯾر‬
‫ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻻرﺑﺎح ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب واﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب رﻓﻊ اﻟﺿراﺋب اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‬
‫واﻷﻣﻼك اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬رﻓﻊ اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻣﻊ ﺗﺷﺟﺣﯾﻊ‬
‫اﻟﺗﺧﻔﯾف أو ﺣذف ﺑﻌض رﺳوم اﻻﺳﺗﯾراد ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗطوﯾر إدارة اﻟﺿراﺋب ﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد اﻷﻛﺛر‪.‬‬
‫‪ -3-1‬ﺗﻬدف ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻻداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﺗطوﯾر اﻧﺗﺎﺟﻬﺎ وﻫﯾﻛل أﺳﻌﺎرﻫﺎ ٕواﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺻﺎﺣب اﻟﻛﻔﺎءة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺻﻔﯾﺔ وﻏﻠق اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﺟزة أو‬
‫ﺧﺻﺧﺻﺗﻬﺎ أو ﻓﺗﺢ رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﺳﻬﺎﻣﻬﺎ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻌﺟز اﻟﻌﺎم وﻋﻠﯾﻪ ﻻﺑد ﻣن إﺣداث‬
‫اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﺧﺻﺣﺻﺔ وﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻔﻠﺳﺔ وﺗﻘﻠﯾص ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻻﻧﺷطﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗرﺷﯾد اﻟدﻋم ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻣﺣﻣودي ﻣراد‪ ،‬اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣرة‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،2002 ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -2‬أ‪ /‬ﻣداﻧﻲ ﺑن ﺷﮭرة‪ ،‬وﺻﻔﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪،489‬‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺗﺳﻌون‪ ،‬ﯾوﻟﯾو ‪ ،2005‬اﻟﻘﺎھرة ﻣﺻر‪ ،2005 ،‬ص ‪.80-79-78‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ -2‬اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻣن ﻣﻣﯾزات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﺧﺗﻼﻻت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ وﺟود ﻧظﺎم ﺗﺷرﯾﻌﻲ وﺗﻧظﯾﻣﻲ‬
‫ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﻣرﻓﻘﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺑرﻧﺎﻣﺢ اﻟﺗﻌدﯾل‬
‫اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ‪:‬‬
‫‪-1-2‬ﺗﻌﺑﺋﺔ ﻣدﺧرات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو أﻛﺛر أﻧواع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗواﻓق ﺑﯾن ﺗﺣرﯾر اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ وأدوات اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وذﻟك ﺑﺳن ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬
‫ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﻧظم ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻻﻣوال اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬ﺗﺣﺳﯾن ﻧظﺎم اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ٕوادﺧﺎل إﺻﻼﺣﺎت ﻋﺻرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺧﻠف ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت‬
‫ﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ وﻣﻘﯾﺎس اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻐﺻﻼﺣﺎت ﺗﻣس اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﻌزﯾز اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﺳﺗﺧدام أﻧظﻣﺔ ﺟدﯾدة ﻣﺗطورة ﻻﺳواق اﻟﻣﺎل‬
‫واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻن ﻫذﻩ اﻻﺧﯾرة ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺧﻠف ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬إﺻﻼح ﻧظﺎم اﻟﻣدﻓوﻋﺎت‪:‬‬
‫إن اﻟﻣﺣور اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻫو ﻧظﺎم ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻫو ﺳﺟل ﻧظﺎﻣﻲ‬
‫وﻛﺎﻣل ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن واﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻫﻲ ﺳﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﺎﻓﺎ ﻓﻲ ظﻠﻬﺎ اﻟﻐﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﺻل ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن ﺻﺎدراﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫واﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ .‬وأن اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﺗﻛون ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﻠﺧﺎرج ﺑﻣﻘدار ذﻟك اﻟﻌﺟز وﺑذﻟك ﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ ﻟﻐﯾرﻫﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﻟﻬذا اﻟﻌﺟز ﯨﺛﺎر‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﻓﻘدان ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺑﻠد اﻟﻣدﯾن‪ ،‬واﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺿﻌﻔﻬﺎ ﺑﯾن‬
‫اﻟدول‪ ،‬اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺳﻣﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛل ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻟﻬﺎ‬
‫اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪..‬اﻟﺦ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔاﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻏن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﯾﺗطﻠب‬
‫إﺟراء ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻻﺳﻌﺎر وﻧظم اﻟﺻرف ‪ ،‬اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺻرف‪ ،‬وﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﻠوك‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ وﺗﺣﺳﯾن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﺗﺳﯾﯾر وﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪.‬‬
‫‪ -4‬اﺻﻼح ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﻌﺎر‪:‬‬
‫ﻣن ﺷروط اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ اﻟوﺻول ﻏﻠﻰ أﺳﻌﺎر ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾرﻫﺎ داﺧﻠﯾﺎ‬
‫وﺧﺎرﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻻﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻻﺳﻌﺎر وأن أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ظﺎﻫرة اﻟدﻋم اﻟﻛﺎﻣل أو اﻟﺟزﺋﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣواد اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺑﺎﺷر او اﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳطﯾﺔ‬
‫ﻟذﻟك ﻓﻐن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﯾوﺻﻰ ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-4‬رﻓﻊ اﻟدﻋم ﻻﺳﻌﺎر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟطﺎﻗوﯾﺔ‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ -2-4‬اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻼﻋﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻻﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬
‫‪ *3-4‬إﻟﻐﺎء ﻛل اﺷﻛﺎل اﻟدﻋم اﻟﻣﺑﺎﺷر أو اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻻﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ وﺗﺣرﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -4-4‬ﺗﺣرﯾر اﺳﻌﺎر واﻟﺧدﻣﺎت وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت واﻻﺗﺻﺎﻻت‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﺳﻌﻰ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ آﻟﯾﺎت ﺳﻌر اﻟﺻرف وﻏزاﻟﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺑﺎت أﻣﺎم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ واﻟﺧدﻣﺎت وذﻟك ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ أﻫداف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟذﻟك‬
‫ﻓﻐن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﯾوﺻﻰ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-5‬إﻧﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ واﻹﺻﻼﺣﺎت ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺣﯾث أن ﺳﻌر اﻟﺻرف‬
‫ﻟﻪ دور ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﯾرى اﻟﺻﻧدوق أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧﻰ‬
‫ﻣن اﻟﻌﺟز ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد اﺳﻌﺎر ﺻرﻓﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺣﻛوﻣﯾﺔ وﺗﺣﻛﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﻛس ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳوق‪ ،‬وﻫذﻩ‬
‫اﻻﺳﻌﺎر ﻋﺎدة ﯾﻛون ﻣﻐﺎﻟﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺿﯾﺎع اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺑﻠد ﻓﻲ‬
‫اﻻﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻻرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎرﻫﺎ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌرﻗل اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ ظﻬور‬
‫اﻟﺳوق اﻟﺳوداء أو اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﺳﻌرﯾن‪ ،‬اﻟﺳﻌر‬
‫اﻟﻣﻌﻠن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻬﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺳﻌر اﻟﺳوق ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ‪،‬‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﻫروب رؤوس اﻻﻣوال ﻟﻠﺧﺎرج ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻘد أﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺳوداء‪.‬‬
‫وﺗﻘﻠل ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ داﺧل اﻟﺑﻠد ﻟذا ﯾوﺻﻰ اﻟﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ إﺟراء ﻓﻲ‬
‫ﺗﺧﻔﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن اﺟل ﺗوﺣﯾد ﺳﻌر اﻟﺻرف ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﻣوازﻧﺔ إﻻ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات واﻟواردات وﻛذﻟك ﺗدﻓق رؤوس اﻻﻣوال واﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن اﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ وﯾﻛون ﺗدرﯾﺟﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-5‬ﺗﺣدﯾد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻣﻊ رﻓﻊ ﻛل اﻟﻘﯾود واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾق‬
‫ﺣرﻛﺔ ﺳﯾر اﻟواردات‪.‬‬
‫‪ -3-5‬اﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻏﺻﻼح اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﺗرﻛﻬﺎ ﺗﻠﻌب دور ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ ان ﯾﺗم‬
‫ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟدوﻟﯾﺔ وﻓق اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪.‬‬
‫‪ -4-5‬إﻟﻐﺎء ﻛل اﻻﺷﻐﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣد ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺎﻟﺗدرج‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر‪ 1BIRD‬واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪- BIRD Bonque Internationd pour Reconstruction et le Développement.‬‬

‫‪181‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر أﺣد اﻋﻣدة اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ظﻬر ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ -‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب‬
‫ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ -‬وﻫو ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﻌﻣﯾر أﻗﺎﻟﯾم دول اﻻﻋﺿﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻘﺎل‬
‫رؤوس اﻻﻣوال وﺗﺷﺟﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﯾﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗوازن ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫أ‪ -‬ﺗطور اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر ‪:‬‬
‫ظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺗﻣر " ﺑرﯾﺗون ودز " ﻋﺎم ‪ 1944‬م ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻹﺧﺗﻼﻻت ﻓﻲ ﻣوازﯾن‬
‫اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﺑﺎﻟذات طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺻﻧدوق ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻷن ﻣﻬﻣﺗﻪ‬
‫ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻹﺧﺗﻼﻻت اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ‪ ،‬ﻟﻬذا ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺣﺗﻲ ﯾﺗوﻟﻲ‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺗﻠك اﻹﺧﺗﻼﻻت ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت ‪ ،‬وﺑدأ اﻟﺑﻧك ﻋﻣﻠﻪ رﺳﻣﯾﺎ ﻓﻲ ‪ 25‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪. 1 1946‬‬
‫ب‪-‬اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ وﻣﺎﻫﯾﺔ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﻪ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻣﺻد ار ﻣﻬﻣﺎ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻧﺣﺎء‬
‫اﻟﻌﺎﻟم‪ .‬وﯾﺳﺎﻋد اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض أﻋداد اﻟﻔﻘراء ﻋن طرﯾق ﺗوﻓﯾر‬
‫اﻻﻣوال واﻟﺧﺑرات اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت‪،‬‬
‫اﻷﺟﻬزة‬ ‫ﻛﻣﺷﻠروﻋﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ واﻻﺗﺻﺎﻻت ٕواﺻﻼﺣﺎت‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬وأﻏراض أﺧرى ﻛﺛﯾرة ‪ .‬وﯾﺗﻔرع ﻋن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾرﻫﯾﺋﺎت وﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫ﺗرﺗﺑط اﺣداﻫﺎ ﺑﺎﻻﺧرى ﺑﺻورة وﺛﯾﻘﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻌﺎون ﻣﻌﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻋداد اﻟﻔﻘراء‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪ :‬اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫)‪ ،(IFC‬واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر )‪ ،(MIGA‬واﻟﻣرﻛز اﻟدوﻟﻲ ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر )‪(ICSID‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ‪:‬‬
‫ﺣﻘﻘت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﺛﺑﯾت اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ 1994‬ﺑﻣﺳﺎﻧدة ﻣن ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟﺣت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت‬
‫إﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ‪ ،‬وراﻓق ذﻟك اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ أرﺳت اﻷﺳﺎس اﻟﻼزم ﻹﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﻲ ‪ 12‬ﯾوﻧﯾو ‪ ، 2003‬ﻗﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻣدﯾرﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻧك‬
‫اﻟدوﻟﻲ ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺔ إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘطرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬وﺟرى ﻓﻲ ‪ 9‬أﻏﺳطس ‪2005‬‬
‫رﻓﻊ ﺗﻘرﯾر ﻋن اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻓﻠﯾﺢ ﺣﺳن ﺧﻠف ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوراق ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2001 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 310 – 309‬‬

‫‪182‬‬
‫ٕواﺳﺗﻬدﻓت ﻣﺳﺎﻋدات ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺳﻧوات ‪2006/2004‬‬
‫ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ :‬ﺗدﻋﯾم إﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ٕواﯾرادات اﻟﻧﻔط وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ ﻣن اﺟل ﺑﻧﺎء اﻷﺳﺎس اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻹﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻣو ‪ ،‬ﻏزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻌﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﻣو اﻟذي ﯾﺗﺻدرﻩ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬وﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ‪ ،‬واﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪،‬‬
‫وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺳﺎﻧدة ﺟﻬود اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟوﺿﻊ وﺗﻧﻔﯾذ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬدف ﺗﺣﺳﯾن ﺗﻘدﯾم‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت ‪.‬‬
‫وﺗﺳرﺷد اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎدئ ‪ :‬اﻹﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻹﻧﺧراط ﻓﻲ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت ‪ ،‬واﻹﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ﻷدوات اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻧﻬﺞ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﺑراﻣﺞ واﻟذي ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات ‪ ،‬واﻟﺷراﻛﺎت واﻟﺗواﺻل وﺗﺑﺎدل‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ، 2005‬ﻗررت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ إﺟراء ﺧﻔض ﻛﺑﯾر ﻓﻲ دﯾوﻧﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﻋدم‬
‫اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺻور اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ) ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻣوﯾل اﻟذي ﺗﻘدﻣﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ ( ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺟدﯾدة ‪ .‬ﯾذﻛر اﻧﻪ ﻟم ﺗﺗم اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﯾﺔ ﻗروض ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺑﺗك اﻟدوﻟﻲ‬
‫ﻣﻧذ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ 2003‬ﺣﯾن ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ‪95‬‬
‫ﻣﻠﯾون دوﻻر واﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺿﻌف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ أﻣﺎم اﻷﺧطﺎر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ )‬
‫‪ 88.45‬ﻣﻠﯾون دوﻻر ( ‪ .‬وﺣﺗﻰ ﻣﺎرس ‪ ، 2008‬ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﺳوى ﻣﺷروع واﺣد ﻗﯾد اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻫو‬
‫ﻣﺷروع ﺗﺣدﯾث ﻧظﺎم اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﺻﺎﻓﻲ إرﺗﺑﺎط ﯾﺑﻠﻎ ‪ 18.4‬ﻣﻠﯾون دوﻻر ‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻘرر إﻏﻼﻗﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻓﺑراﯾر ‪ . 2009‬وﻓﻲ ﺿوء إرﺗﻔﺎع ﻋﺎﺋدات اﻟﻧﻔط اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﻘرار ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻹﻗﺗراض اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪،‬‬
‫طﻠﺑت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ أن ﺗﻘﺗﺻر ﻣﺳﺎﻧدﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ واﻹﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻔﻧﯾﺔ ‪.1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗداﻋﯾﺎﺗﻬﺎ‬

‫ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﺻل اﻷزﻣﺔ ﻫو اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬ﻫﻲ أزﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ أي أزﻣﺔ‬
‫ﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻛﻛل وﻣن اﻟﺧطﺄ ﺗﺟزﺋﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﻟﻛن اﻷزﻣﺔ‬
‫إﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻷﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣوﺟز إﻋﻼﻣﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺟزاﺋر‬

‫‪183‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻷزﻣﺔ ‪ :‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم وﺟود ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ ان ﻣﻌظم‬
‫اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﻬﺎ إﺧﺗﻼﻻ ﻋﻣﯾﻘﺎ ٕواﺿطراﺑﺎ ﺣﺎدا وﻣﻔﺎﺟﺋﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗوازﻧﺎت‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ إﻧﻬﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣؤﺷرات أداﺋﻬﺎ ‪ ،‬وﯾﻣﺗد ذﻟك ﻛﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻷﺧرى ‪. 1‬‬
‫أﺳﺑﺎب اﻷ زﻣﺔ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻷول ‪ :‬ﯾرﺟﻊ ﻟﻠظرﻓﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺈرﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸرﺑﺎح ﻟﻛن‬
‫ﻻ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ إﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﯾﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ‪ .‬ﻫذﻩ‬
‫اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﻔرطﺔ ﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻷﺑﻧﺎك واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬ﻏﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎل‬
‫اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ وأﺻﺑﺢ اﻟﻌﺟز اﻟﺑﻧﯾوي ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﯾﻣول ﻣن‬
‫طرف ﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻫﺷﺎﺷﺔ اﻟﺷﻐل واﻟﺗﻔﺎوﺗﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻛم اﻟﻬﺎﺋل‬
‫ﻣن اﻟرﺑﺢ اﻟﻐﯾر ﻣﺳﺗﺛﻣر إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻫو اﻟذي ﯾﻐذي اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺗراﺟﻊ إذن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫ٕوارﺗﻔﺎع اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل اﻟﻌﻘود اﻻﺧﯾرة ‪.‬‬
‫ﻓﺄﺻل اﻷزﻣﺔ ﻫو اﻟﻔﺎرق اﻟﻣﺗزاﯾد ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺧﺎﺻﯾﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺑﺗﻌﺑﯾر أﺧر ‪ ،‬اﻟطﻠب اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ ﻻ ﯾﺗم إﻧﺗﺎﺟﻪ ﺑﺎﻛﺑر ﻣردودﯾﺔ واﻟراﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ إﻻ ﻣﺎ ﻫو‬
‫أﻛﺛر ﻣردودﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺎ ﺷﺑﻬﻬﺎ ‪.‬‬
‫ب‪-‬اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻧﻣوذج اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻠﻧﻣو ‪:‬‬
‫ﺗﻌﯾش اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع ﻋﺟزﯾن ﺑﻧﯾوﯾﯾن ‪ :‬ﻋﺟز ﺗﺟﺎري ﺧﺎرﺟﻲ وﻋﺟز‬
‫اﻹدﺧﺎر اﻟداﺧﻠﻲ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺗﻠﻌب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دو ار رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗدﺑﯾر ﻫذﻩ اﻟﻼﺗوازﻧﺎت داﺧﻠﯾﺎ ‪،‬‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ادت إﻟﻰ ﻧﻣو اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﺳواق اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري وﺧﺎرﺟﯾﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗوازن اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻘروض اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﻗروض اﻟرﻫن اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﺧﺎطرة ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺣدوث اﻷزﻣﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ‬
‫ﻗروض ﺗوزع ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ دون اﻟﺗﺎﻛد ﻣن ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳداد وﻟﻣدة ﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ‪30‬‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺗﯾن أو اﻟﺛﻼث ﺳﻧوات اﻻوﻟﻰ ﺗﻛون ﺑﺳﻌر ﻓﺎﺋدة ﺿﻌﯾف ‪ ،‬ﯾﻠﯾﻬﺎ ﺗﻔﺎوض أو ﺗداول ﺣول‬
‫ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة أﻋﻠﻰ وﺻل إﻟﻰ ‪ % 25‬ﺛم إﻟﻰ ‪ %40‬أﻛﺛر ﻣن اﻟﺳﻌر اﻷﺻﻠﻲ ‪ ،‬وﻫﻲ أﯾﺿﺎ‬
‫ﻗروض ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻣﺎﺳرة ‪ ،‬وﯾﻌﯾدون ﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﻧﺎك اﻷﻋﻣﺎل ﺑﻌد ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻧدات ﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺗﺑﺎع وﺗﺷﺗرى ﺣﺗﻰ ﺧﺎرج اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﺑر ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘروض ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ واﺣدة‬

‫‪ - 1‬د‪ /‬اﻟﺠﻮزي ﺟﻤﯿﻠﺔ ‪ ،‬أﺳﺒﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺟﺬورھﺎ ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻻزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وﻛﯿﻔﯿﺔ ﻋﻼﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﻨﺎن ‪ ،‬طﺮاﺑﻠﺲ ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪ ، 2009‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 01‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﺳﻧدات ﻟﺗﻔﺎدي اﻷﺧطﺎر ‪ ،‬ﺛم ﺑﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺷرﻛﺎت ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬وﻣﻊ‬
‫إﻧﺧﻔﺎض ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻧذ ﺧرﯾف ‪ 2006‬ظﻬرت ﺑوادر اﻷزﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻠم ﺗﻌد ﻻ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺳداد دﯾوﻧﻬﺎ وﻻ اﻷﺑﻧﺎك ﺑﺈﺳﺗطﺎﻋﺗﻬﺎ إﺳﺗرﺟﺎع أﻣواﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﺛﺎر اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ‪:‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﺟل اﻟﻧﻣو ﺑذﻟت ﻣﺟﻬودات ﺟﺑﺎرة طﯾﻠﺔ اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﺟل‬
‫ﺟذب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﺟﻧﺑﻲ إﻻ اﻧﻪ ﻣﻊ إﻧﺗﺷﺎر اﻻزﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ٕواﻧﺣﺻﺎر رؤوس اﻻﻣوال ﻓﻘد ﺟﻣد‬
‫ﻣﻌظم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻛﺑﺎر ﻣن ﻏﻧﺗﺷﺎرﻫم ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗﻌرف ﻣﻌظم اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‬
‫ﺟﻣودا ﻟم ﺗﻌرف ﻣدﺗﻪ ﺑﻌد ‪. 2‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳوف ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻷزﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎن ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟدول اﻷﺧرى وذﻟك ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋدم وﺟود ﺳوق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم وﺟود إرﺗﺑﺎطﺎت ﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾؤﺛر‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﻐﻼق اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﻛل ﻧﺳﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬ذﻟك أن اﻹﻧﺗﺎج‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر ﺑﺈﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣروﻗﺎت وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن أي‬
‫ﻛﺳﺎد ﻗد ﯾﺻﯾب اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات ﻗد ﺗﺗﺄﺛر‬
‫ﺑﺎﻟرﻛود واﻟﻛﺳﺎد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋﺗﻣﺎد اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوازﻧﺔ ﺑﺳﻌر ﻣرﺟﻌﻲ ﯾﻘل ﻛﺛﯾ ار ﻋن أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق وﻫذا‬
‫ﻣﺎ ﯾﺟﻧﺑﻬﺎ أي إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ‪.‬‬
‫رﻏم اﻻﺛر ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻗد إﻧﻌﻛﺳت إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب ﻓﻲ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻛﻣﺎ ﯾؤدي ﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‬
‫إﻟﻰ زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ﻓرﻛودﻩ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟﺟزاﺋر ﺑﻠد ﻣﺳﺗورد ﻟﻠﺳﻠﻊ ﻓﺎﻷزﻣﺔ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﻣد اﻟﻘرﯾب ‪.‬‬
‫‪ -‬إﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣواد اﻹﻧﺗﺎج ﻗد ﯾﺧﻠق دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬وﻣﺛﺎل إﻧﻬﯾﺎر أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﺣدﯾد ﺳﺎﻋدت ﻗطﺎع اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻬوض ﺑﻌد ﺗﻌﺛرﻩ إﺛر إرﺗﻔﺎع اﺳﻌﺎرﻩ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﯾﻣون اﻟرﺣﻣﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗداﻋﯾﺗﮭﺎ اﻹﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻐرﺑﻲ ‪ ،‬ﻣﺄﺧذ ﻣن ﻣوﻗﻊ أﺗﺎك ﻟﺑﻧﺎن‬
‫اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ‪. 2009/10/10‬‬
‫‪ - 2‬د‪ /‬اﻟﺪاوي اﻟﺸﯿﺦ ‪ ،‬اﻻزﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وإﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﮭﺎ وﺣﻠﻮﻟﮭﺎ ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻻزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وﻛﯿﻔﯿﺔ ﻋﻼﺟﮭﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﻨﺎن ‪ ،‬طﺮاﺑﻠﺲ ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪ ، 2009‬ﺻﻔﺤﺔ ‪.15‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -‬إﺧﺗﻼل اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑرى إن إﺳﺗﻣرت أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻓﻲ اﻹﻧﻬﯾﺎر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟرﻛود اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﺳﯾؤدي إﻟﻰ إﻓﻼس اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم ‪،‬‬
‫وﺑﻘﺎء ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى ﯾؤدي إﻟﻰ إﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر‬
‫ﻣﺟددا ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻزﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗد ﺗﺣد ﻣن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪.1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫واﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ اﻟﺗﺣول ﻣن وﺿﻊ إﻟﻰ وﺿﻊ آﺧر ﻣﺧﺗﻠف ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ ﻣرﺗﻛزاﺗﻪ‬
‫وأدواﺗﻪ وﺗوﺟﻬﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﺣر ‪ ،‬ﻣن اﻟﻘطﺎع‬
‫اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻣن ﺗوﺟﻬﺎت إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺣﻠﯾﺔ إﻟﻰ إﺷﺑﺎع‬
‫اﻟطﻠب واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟك ﯾﺟرى ﻓﻲ ظل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻌل‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻟﺗﺟﺎرة‪.‬‬
‫واﻟﺟزاﺋر ﻟم ﺗﻛن ﺑﻣﺑﺎدئ ﻋن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟدﯾدة ﻋن اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي اﺳﺗدﻋﻰ‬
‫إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﻫم ﺛﻼث ﺗطورات ﻟﻬﺎ أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ .‬وﻫﻧﺎ ﺳوف ﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻷﻫم اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ‬
‫ﻓرﺿت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دور اﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬دور اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ /‬ﻓﺮﯾﺪ ﻛﻮرﺗﻞ ‪ ،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وأﺛﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻻزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ وﻛﯿﻔﯿﺔ‬
‫ﻋﻼﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﻨﺎن ‪ ،‬طﺮاﺑﻠﺲ ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪ ، 2009‬ﺻﻔﺤﺔ ‪. 17-16‬‬

‫‪186‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‬
‫دور إﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻠﻰ إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ 1‬ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻟزﻣﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺿواﺑط وردت ﻓﻲ إﺗﻔﺎق‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ‪.‬‬
‫ﺗﻘوم إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت إﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎدئ ﺗﺄﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻫﻲ‬
‫‪:2‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻠﺗزم اﻟدول اﻟﻣوﻗﻌﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ أو‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ‪ ،‬وﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﺗﺿم ﻛل اﻟدول‬
‫اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺗم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﺎ‬

‫‪1‬ﻟﻘد ﺑرزت ﻓﻛرة إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻷول ﻣرة‪،‬ﺿﻣن ﻣؤﺗﻣر ھﺎﻓﺎﻧﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ .‬وﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻗد أﻋدت‬
‫ﻣﺷروﻋﺎ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ دوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺳﻧﺔ ‪ ،1945‬وذﻟك ﻗﺑل ﻋﻣل ﻣﻧظﻣﺔ ‪ .(*) GAAT‬ﻋﻠﻰ ﻏرار ظﮭور ﻣؤﺳﺳﺎت ﺑرﯾﺗون وودز‪.‬‬
‫وﻟﻛن ھذا اﻟﻣﺷروع ﻟم ﯾﻛﺗب ﻟﮫ اﻟﻧور ﻓﻲ ﺣﯾﻧﮫ‪.‬‬
‫وﯾرﺟﻊ ﻓﺷل ﻗﯾﺎم ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1947‬إﻟﻰ ﻣواﻗف اﻟدول ﻣن ذﻟك اﻟﻘرار‪ . 1‬وﺑﻣرور اﻟوﻗت وﺗﺷﻌب ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗطورھﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺎﻟت اﻷﺻوات وأﺻﺑﺢ اﻷﻣر أﻛﺛر إﻟﺣﺎﺣﺎ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ .‬وﺑرز ذﻟك ﺑﺷﻛل واﺿﺢ أﺛﻧﺎء ﻣﻔﺎوﺿﺎت‬
‫ﺟوﻟﺔ اﻟورﻏواي )‪. (1993-1986‬‬
‫ﺗﻌد ﺟوﻟﺔ اﻷورﻏواي ‪ 1993-1986‬ﻣن اﻟﺟوﻻت اﻷﺧﯾرة وأطوﻟﮭﺎ ﻣدة ﻓﻲ إطﺎر اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت‪ ،‬وﻗد اﻧﺗﮭت ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪1993‬‬
‫ﺑﻣراﻛش‪ ،‬وﻗد ﺗم ﻓﻲ ھذه اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣل اھﺗﻣﺎم اﻟﺟﺎت ﺳﺎﺑﻘﺎ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺣول اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ‬
‫وﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟﺎھزة وﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت وأﺧﯾرا ﻣوﺿوع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ‪ ،‬وھذه اﻟﺟوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻧﺷوء‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ .‬أﻧﺷﺋت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ أول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1995‬وھذا ﻟﺗﺣل ﻣﺣل اﻟﺟﺎت ﻟﻣزﯾد أﻧظر ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر‬
‫ﻧزال ﻋﯾدﻟﻲ‪ ،‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ )‪ (WTO‬واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ -‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،1999 ،‬ص‪.89 :‬‬

‫‪ -2‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺟﺎر ‪ ،‬إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت وأﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻧدوة ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻛوﯾت ‪ ، 1990 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 14-13‬‬

‫‪187‬‬
‫ﺗﻌرﺿﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣن إزاﻟﺔ أو ﺗﺧﻔﯾف ﯾﻛون ﻣﺷروطﺎ ﺑﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋروض ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟدول اﻷﺧرى ‪.‬‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻫو ﻣﻧﺢ ﺣﺎﻓز ﻟﻛل دوﻟﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺳﺗوردﻩ ﻣن ﺳﻠﻊ‬
‫ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾف ﻟﻠﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟدول اﻷﺧرى ‪ ،‬وﺑذﻟك‬
‫ﺗﺗﻌﺎدل اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻔﺎوﺿﺔ ﻣن اﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻣﺗﺑﺎدل ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺷرط اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺎ ) ﻣﺑدأ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ( ‪ ،‬وﯾﻌﻧﻲ أن أﯾﺔ ﻣﯾزة ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ‬
‫دوﻟﺔ ﻷﺧرى ﻻﺑد أن ﺗﻧﺳﺣب ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻟﻰ ﻛل اﻟدول اﻟﻣﺗﺎﺟرة دون اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑذﻟك ﻓﺈذا‬
‫ﻣﻧﺣت إﺣدى اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ إﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎ أو إﻋﻔﺎءا ﻣن‬
‫ﺿرﯾﺑﺔ ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺳﺗوردة ﻣن دوﻟﺔ ﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﺧﻔﯾض أو اﻹﻋﻔﺎء‬
‫ﯾﺳري ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن ﻛل اﻟدول اﻷﺧرى ‪ .‬ﻓﻣﺗﻰ ﺗم رﺑط أﯾﺔ ﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﺟﻣرﻛﯾﺔ وﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟداول اﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل دوﻟﺔ ﻓﺈن ﺣﻘوق ﺳﺎﺋر اﻟدول‬
‫ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟرﺑط ﻻ ﯾﻘف أﺛرﻩ ﻋﻧد اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﺳﺎﺋر اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟذي ﺗم‬
‫اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ‪ ،‬وﺑذﻟك ﺗﺗﺳﺎوى ﻛل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ‬
‫ظروف اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد ﻗواﻋد اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﻣﻠت إﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم ﻛل أﻧواع اﻟﺳﻠوك اﻟﺟﺎﺋر وﻣن ﺑﯾن ﻗواﻋد اﻟﺳﻠوك اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻹﻋﺗﻣﺎد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﻛﻣﯾﺔ إذا إﻗﺗﺿت اﻟﺿرورة ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺛل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ أو ﻋﻼج ﻋﺟز ﺷدﯾد ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻧظ ار ﻹﻧﻌﻛﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫إن اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة "اﻟﺟﺎت"‪،‬‬
‫وﻣﺷﺎرﻛﺗﻬﺎ ﻓﻲ دورة اﻻورﺟواي ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺿو ﻣﻼﺣظﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺻﺎدﻗﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎن اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ‬
‫ﻟﺟوﻟﺔ اﻻورﺟواي ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1994‬واﻟذي ﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻹﻋﻼن ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻼد اﻟﻣﻧﺿﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻫو ﺧﯾر دﻟﯾل ﻋن ﻧﯾﺗﻬﺎ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎﻫﺎ‪،‬‬
‫وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻗدﻣت اﻟﺟزاﺋر طﻠب اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺟوان ‪.11996‬‬
‫إن ﻣن ﺑﯾن اﻟﺿرورﯾﺎت أو اﻟﺣﺗﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ دﻓﻌت اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪1 Nichida M’hamsadji bouzidi, 5 E sais sur l'ouverture de l'économie algérienne, op-cit,‬‬

‫‪p.31.‬‬

‫‪188‬‬
‫اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺟزاﺋر ﻋﺿو ﻣﻼﺣظ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة )‪ (GAAT‬وﺑﻌد‬
‫ذﻟك ﻋﺿو ﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة )‪،(OMC‬ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺷﺟﻌﺎ وﻣﺳﺎﻋدا ﻟﻬﺎ‬
‫ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺟدﯾد ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري أي اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﯾؤﻫﻠﻬﺎ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﺟﺎرة ‪.‬‬
‫‪-‬اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻣن ﺧﻼل ﺗواﺟدﻫﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑرات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗزاﻣن ﻣﺳﻌﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻣﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﻘﻬﺎ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر‪،‬‬
‫وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺟﻣرﻛﻲ دﻓﻌت ﺑﺎﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ طﻠب اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ٕواذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن طﻠب اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻫذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺗطﺑﯾق ﺗوﺻﯾﺎت ﺻﻧدوق‬
‫اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻧظ ار ﻟوﺟود ﺗﻧﺎﺳق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪.1‬‬
‫إن اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳوف ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن وﯾﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗطوﯾر ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وزﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﺻدﯾر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ‪.2‬‬
‫إن اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ‪ OMC‬ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺿور ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬ ‫*‬

‫ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫*‬

‫أن دورة اﻷورﺟواي واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺗﻌود ﺑﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺣﺳوﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﺟزاﺋر ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ وﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﻠد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك‬
‫ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ وﻓق ﻣﺑدأ اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻷﻛﺛر رﻋﺎﯾﺔ‪) ،‬ﻣﺑدأ ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣزاﯾﺎ( ‪ ،3‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻊ ﻛل اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‬
‫دون ﺗﻣﯾﯾز‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻛذﻟك ﻟﺑﻠدﻧﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪،‬‬

‫‪ 1‬ﻣوﻟﮫ ﻋﺑد ﷲ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ واﻟﺗﺣدﯾﺎت‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﺣول اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬
‫واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻛﯾﻛدة ‪ 14-13‬ﻣﺎي ‪ ،2001‬ص‪.220.‬‬
‫‪ 2‬ﻓﺿل ﻋﻠﻲ ﻣﺛﻧﻰ‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ، ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ﺻﻔﺣﺔ‪.197-196‬‬
‫‪ 3‬ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺣﺳن اﻟﺳﺑﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻓراد‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار وﺳﺎم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪،1998 ،‬‬
‫ص‪.222.‬‬

‫‪189‬‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أن ﺻﺎدراﺗﻧﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻣؤﻣﻧﺔ ﻣن ﻛل إﺟراء ﺗﻌرﯾﻔﻲ أو ﻏﯾر ﺗﻌرﯾﻔﻲ‪ ،‬ﻛﺄن ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫رﺳوم ﺗﻌرﻗل ﻣن اﺳﺗﯾرادﻫﺎ‪.‬‬
‫إن اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﯾﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗطﺑﯾق ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط‪،‬‬
‫واﻟﺟزاﺋر واﺣدة ﻣن اﻟدول اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﺷروط‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن اﻟﺷروط واﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ‬
‫اﻷﻋﺿﺎء اﻟرﺳﻣﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﺳﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم ﻧﺟد ﻣﺎﯾﻠﻲ‪: 1‬‬
‫‪-‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ وﺗﺛﺑﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻘدﯾم اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻧﺎزﻻت ﻟدﺧول اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت إﻟﻰ أﺳواﻗﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ وﺗطوﯾر ﻗدرﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺣددة‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺟﺎﻧس اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ‬
‫اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗزام اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻣر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﺑﺈﺟراءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة‪،‬‬
‫ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻓﻲ ﻣدة ﻗﺻﯾرة‬
‫ﻻ ﺗﺗﻌدى اﻟﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟزاﺋر واﺣدة ﻣن ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺳﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﻗد ﺷرﻋت ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﻣﻔروﺿﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ وﻣراﻋﺎة‬
‫ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺷروط ﻻﻧﺿﻣﺎﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟدﺧول ﺑﻼدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪:‬‬
‫إن ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺣﻘوق اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ أول اﻷﻣر‪ ،‬وﻛذا ﻣراﻋﺎة ﻗواﻧﯾن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺗﺑﻧﺎة ﻣن ﻗﺑل ﻟﻘﺎء ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﺑﺎﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺳﺗﻌﺗﻣد إدارة اﻟﺟﻣﺎرك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 7‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣﻠﯾﺔ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾم‬
‫ﺟزاﻓﯾﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻘﯾﯾم ﺣﺳب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑروﻛﺳل‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟﻣرور إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪:‬‬
‫إن اﻟﻣرور إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﻬل ﻟذﻟك ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌدة‬
‫أﺷﻐﺎل‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أوﻻ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ إﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﺑﺻورة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻣﯾﺎدﯾن‪ ،‬وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق‪ ،‬وﺣﺳب أﺣد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﯾﯾن ﻓﺈن اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ﻻ‬
‫ﯾﺗﻼﺋم ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟذي ﯾﺟﻬل ﻗﺎﻧون اﻟﺳوق‪ ،‬وﻻ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي‪ ،‬ﻓﺎﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 1‬ﺟﻼطو ﺟﯾﻼﻟﻲ‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت ورھﺎﻧﺎت اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪،1‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،. 1998‬ﺻﻔﺣﺔ‪.67-66.‬‬

‫‪190‬‬
‫اﻟﺳوق ﻫو ﻧظﺎم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾوﻟﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳوق وﯾﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘوى‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ‬
‫ﻟﻘد ﺗوﺳﻌت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ ﻟﺗﺷﻣل ﻣﺟﺎﻻت ﺟدﯾدة‬
‫ﻣﺛل اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس ﻓﻲ وﻗت ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻪ ﻣﺣﺻورة‬
‫ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻘط‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾق ﺧطوات اﻟﺗﺣرﯾر ﺑﻣوﺟب اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﺿواﺑط واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣرﻛﺔ اﻧﺳﯾﺎب اﻟﺳﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ‪.‬‬

‫أ ‪ :‬اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ‬

‫‪-1‬اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻷﺳواق ‪:‬‬


‫‪-‬وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑدﺧول اﻷﺳواق ﺗم اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﯾود واﻹﺟراءات ﻏﯾر‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻣﺛل ﺣﺻص اﻻﺳﺗﯾراد واﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟوردات إﻟﻰ رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺗم ﺗﺛﺑﯾﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﺛم ﯾﺗم ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﺗﺳﺎﻗﺎ ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﺑدأ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺟﺎت‪ ،‬واﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻘﺻر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺳوق اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻓﻘط‪،‬‬
‫ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻬد ﺑﻌدم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود ﻏﯾر ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﺑﻌد إﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣوﯾل‪.1‬‬
‫‪-‬ﺗﺧﻔﯾض ﻛﺎﻓﺔ اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ‬
‫ﻋن إزاﻟﺔ اﻟﻘﯾود ﻏﯾر اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎط ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻘرر ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %24‬ﻋن‬
‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻗﺑل دﺧول اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻣدى ‪ 10‬ﺳﻧوات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن‬
‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أي ﺑﻣﻌدل ﺳﻧوي ﯾﻘدر ﺑـ‪ ،% 2.4‬ﻣﻘﺎﺑل ‪ %6‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم‬
‫ﺑﺗﺧﻔﯾض ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﻣﺗوﺳط إﺟﻣﺎﻟﻲ ﯾﻘدر ﺑـ‪ %36‬ﻋﻠﻰ ﻣدى ‪ 06‬ﺳﻧوات‪.2‬‬
‫‪-2‬ﺧﻔض اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺗﻠﺗزم اﻟﺟزاﺋر ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻧﺿﻣﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻣﺗوﺳط ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﻋم‬
‫اﻟداﺧﻠﻲ ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟزراﻋﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %13.3‬ﻋﻠﻰ ﻣدى ‪ 10‬ﺳﻧوات‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﻣﺟﺎل أن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋﻔﺎء اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ –واﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﻬﺎ‪-‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراھﯾم‪ ،‬اﻟﺟﺎت اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2003،‬ﺻﻔﺣﺔ‪. 44‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزال اﻟﻌﺑﺎدي‪ ،‬أﺛر ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ أورﺟواي ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣوث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‪ ،‬رﺑﯾﻊ ‪ ،2000‬ص‪.41.‬‬

‫‪191‬‬
‫ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﻣﺣﻠﻲ إذا ﻟم ﺗﺗﺟﺎوز ﻧﺳﺑﺔ اﻟدﻋم ‪ %10‬ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج‬
‫اﻟزراﻋﻲ ﻣﻘﺎﺑل ‪ %5‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.1‬‬
‫‪-3‬اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ دﻋم اﻟﺻﺎدرات ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺑدﻋم اﻟﺗﺻدﯾر ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﺟزاﺋر ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺗﺧﻔﯾض دﻋـم اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ إن وﺟدت ﺗﺧﻔﯾﺿﺎ ﻗﯾﻣﯾﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %24‬ﻣن ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣدﻋوﻣﺔ وﻛﻣﯾـﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %14‬ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣدﻋوﻣﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣدى ‪10‬‬
‫ﺳﻧوات اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن أول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪.21995‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم‬
‫اﻟﻣﻘدم ﻟﻠﺻﺎدرات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %36‬ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ وﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %21‬ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة‬
‫‪ 06‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫ب ‪ :‬اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ‬
‫وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﻣﺣﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣت ﺑﻬﺎ اﻟدول اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﺟب‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻧﺿﻣﺎﻣﻬﺎ وأﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ )واﻟﺟزاﺋر‬
‫واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدول (‪-‬ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء‪-‬ﻣن ‪ %6.3‬إﻟﻰ ‪ %3.9‬أي ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺧﻔض ﺗﺻل إﻟﻰ‬
‫‪ %40‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬وﻣن ‪ %6.8‬إﻟﻰ ‪ %4.3‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.3‬‬
‫‪-‬زﯾﺎدة ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟواردات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻔﺎة ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث اﻧﺗﻘﻠت ﺣﺻﺗﻬﺎ ﻣن ‪ %20‬إﻟﻰ ‪ ،%40‬وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﻧﺗﺟﺎت ﺛﻣﺎﻧﻲ‬
‫ﻗطﺎﻋﺎت ﻫﻲ‪ :‬اﻷدوﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌدات اﻟﺑﻧﺎء‪ ،‬اﻟﻌﺗﺎد اﻟطﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺑﯾرة اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ‪ ،‬اﻟﺻﻠب‪ ،‬اﻷﺛﺎث‪ ،‬اﻟﻌﺗﺎد‬
‫اﻟﻔﻼﺣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟروﺣﯾﺔ‪. 4‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﻠﯾص أو ﺧﻔض ﺷرﯾﺣﺔ اﻟواردات اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل أﺳواق اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻔوق اﻟﺣﻘوق‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ %15‬ﻣن ‪ %7‬إﻟﻰ ‪ %5‬ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة‪ ،‬وﻣن ‪ %9‬إﻟﻰ ‪%5‬‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺧﻔض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ‪ %64‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ واردات اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬و‪ %46‬ﻣن‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺧطوط اﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أي ﻣﺎ ﯾوازي ﺛﻠث وارداﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ‪.‬‬
‫ج ‪ :‬ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس‬

‫‪ 1‬أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟذوب‪ ،‬اﻟﺟﺎت وﻣﺻر واﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ھﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣراﻛش‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪،‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة‪،.2002 ،‬‬
‫ﺻﻔﺣﺔ‪.101-100‬‬
‫‪ 2‬ﻣﻮﻟﮫ ﻋﺒﺪ ﷲ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ﺻﻔﺤﺔ‪.214‬‬
‫‪3 Nachida M’hamsadji bouzidi, 5Essais sur l’ouverture de l’économie algérienne, op-cit,‬‬

‫‪p.38.‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراھﯾم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.54‬‬

‫‪192‬‬
‫ﺗﺣﺗل اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛﺑﯾرة‬
‫ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف‪ ،‬وﻗد ﺑﻠﻐت اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس ﻧﺣو ‪ 187‬ﻣﻠﯾون‬
‫دوﻻر ﻋﺎم ‪ 1992‬أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻧﺣو ‪%7‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﺎدرات اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ‪ ،‬وﺣواﻟﻲ ‪ %40‬ﻣن‬
‫ﻣﺟﻣوع ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.1‬ﻫذا وﯾﻌﺗﺑر ﻗطﺎع اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس أﺣد أﻫم اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺧﺿﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ﻷﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧذ ‪1962‬‬
‫ﻋرﻓت ﺑﺎﺳم "اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻟﯾﺎف اﻟﻣﺗﻌددة" واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺣدﯾد ﺣﺻص ﺗﺻدﯾر اﻟدول‬
‫اﻟﻣﺻدرة‪ ،‬وﺣﺻص اﺳﺗﯾراد اﻟدول اﻟﻣﺳﺗوردة وﻗد ﻣﺛﻠت ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣن‬
‫ﻗﺑل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺿد ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت واﻟﻣﻼﺑس اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك‬
‫اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪.2‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫ﻟﻘد ظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺄن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣرﯾر ﻫذﻩ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﺗﺣرﯾر ﺗﺟﺎرة اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﻗﯾود ﻫﻲ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻘ اررات واﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻛل دوﻟﺔ‪ ،‬وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺳﻌت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت إﻟﻰ إزاﻟﺗﻬﺎ وﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺑﺣﯾث‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻟﺣر ﻟﻠﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر‪.‬وﻣن‬
‫أﺟل إزاﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ‬
‫ﻟﻼﻧﺿﻣﺎم ﺗﺣت ﻟواء ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪-‬واﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﻬﺎ‪-‬أن ﺗﻠﺗزم ﺑﺗﻧﻔﯾذ وﺗﻘدﯾم ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪:3‬‬
‫‪-‬اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑدأ ﺷرط اﻟدوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ أي ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب ﻣن‬
‫ﺣﯾث اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻷﺳواق وﺷروط اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ ،‬وﺑﺣﺳب ﻫذا اﻟﺷرط ﯾﻠﺗزم ﻛل ﻋﺿو أن ﯾﻣﻧﺢ‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت وﻣوردﯾن اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن أي ﻋﺿو آﺧر ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﺗﻘل رﻋﺎﯾﺔ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﺎﺛﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت وﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن أي ﺑﻠد آﺧر‪.‬‬
‫‪-‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣراﻛز ﻟﻼﺳﺗﻌﻼم ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻹﺟراءات واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذﻫﺎ‬
‫أي طرف ﻣن أطراف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﺎﻣﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻊ إﻋطﺎء اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣروﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣراﻛز‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ أﺣﻛﺎم وﻣﺑﺎدئ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻫﻧﺎك ﻧوع آﺧر ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت وﻫﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺣددة‬

‫‪1‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراھﯾم‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ‪.57.‬‬


‫‪2‬ﺻﺎﻟﺣﻲ ﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬دور اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪، 2000 ،‬ﺻﻔﺣﺔ‪.122‬‬
‫‪ 3‬ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﻌﻔوري‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺟﺎت اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﻔرص‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ‪،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة‪ ،2000 ،‬ﺻﻔﺣﺔ‪.85‬‬

‫‪193‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻬدات اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣرﻓوﻗﺔ ﺑﺷروط اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق واﻟﺗﺄﻫﯾل ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،1‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد وﺿﻌت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‬
‫اﻟﺟﺎﺗس ﺳﺗﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدول اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺣﺻر ﻣﺟﺎﻻت ﻓﺗﺢ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣوردﯾن اﻷﺟﺎﻧب وﻫﻲ‪:2‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾد ﻋدد ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت أو ﻣوﺟودات ﻣوردات اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب‪.‬‬
‫‪-‬إﻟزام ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﻰ إﻧﺗﺎج ﻛﻣﯾﺎت وﻗﯾم ﻣﺣددة ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت‪.‬‬
‫‪-‬إﻟزام ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب ﺑﺎﻟﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺣددة )ﻣﺛﺎل ذﻟك‬
‫إﻟزام اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺢ ﻣﻛﺎﺗب ﻋوﺿﺎ ﻋن ﻓروع(‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾد ﻋدد ﻣﻧﺳوﺑﻲ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣوردة ﻟﻠﺧدﻣﺎت‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺷﺎرﻛﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻗﺻوى أو ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﺣددة‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟزاﺋر وﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺳﯾد زﻋﺎف اﻟﺷرﯾف اﻟﻣﻔﺎوض اﻟرﺋﯾﺳﻲ‬
‫ﻻﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﺧﻼل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟذي ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﺑﻣﺛﻠﯾﯾن ﻋن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﯾوم ‪ 26‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2003‬ﺑوﻫران أﺷﺎر إﻟﻰ أن اﻟﺟزاﺋر ﻗد ﻗدﻣت‬
‫ﻓﻲ ﻓﯾﻔري ‪ 2002‬ﻋروض ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺗﺳﻌﺔ ﻣﺟﺎﻻت ﻣن أﺻل ‪ 12‬اﻟﺗﻲ طﻠﺑﺗﻬﺎ‬
‫اﻟدول اﻟﻌﺿوة ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﺳﯾد زﻋﺎف أن ﻫﻧﺎك ﺗطور ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر‬
‫اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﺑدأت ﺗﻘﺗﻧﻊ ﻓﻌﻼ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎت‬
‫اﻟﺟزاﺋر ﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ .‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أﻛد اﻟﺧﺑﯾر اﻟﺟزاﺋري أن اﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺗﻌدى اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ٕواﻻ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺄزق ﻛﺑﯾر ﺑﻌد اﻷﺷواط اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ‬
‫ﻗطﻌﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﺳﺗﺿطر اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻧﺎزﻻت‪ ،‬ﺧﺻوﺻﺎ وأن‬
‫اﻟوﻓد اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻔﺎوض طﻠب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟوﻗت ﻛﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﺑﻬدف اﻟرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟدول اﻟﻣﻧﺧرطﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺗراوح ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻣن ﺛﻼث ﺳﻧوات إﻟﻰ ‪ 15‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻋم وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق‬
‫أ ‪ :‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ‪:‬‬
‫ﯾﻌرف اﻹﻏراق ﺑﺄﻧﻪ اﻟوﺿﻊ أو اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻌر ﺗﺻدﯾر اﻟﺳﻠﻌﺔ أﻗل ﻣن ﺳﻌر‬
‫ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳوق اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ أو اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬أو ﺑﺳﻌر ﯾﻘل ﻋن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ‬

‫‪ 1‬ﺻﺎﻟﺣﻲ ﺻﺎﻟﺢ‪ ،‬دور اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.128.‬‬
‫‪ 2‬ﺷﺎﯾب ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﺣول اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪،‬‬
‫‪ 30-29‬أﻓرﯾل ‪ ،.2002‬ﺻﻔﺣﺔ‪.311‬‬

‫‪194‬‬
‫أﺿرار ﺟﺳﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬أو ﯾﺣول دون إﻗﺎﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﻫو أن ﻣوﺿوع اﻹﻏراق ﻛﺎن ﻣن أﺑرز اﻟﻣواﺿﯾﻊ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ اﻷورﺟواي‪ ،‬ﺣﯾث أﻋطﻲ ﻟﻠدول اﻟﻣﺳﺗوردة اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ‬
‫اﻹﻏراق )ﺑﻌد ﺛﺑوﺗﻪ( وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻓرض رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻐرﻗﺔ ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺣﺟم اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺳﻌرﻫﺎ ﻋن اﻟﺳﻌر اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻗﺗﺋذ‪ .1‬ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻻ ﺗزﯾد‬
‫ﻫذﻩ اﻟرﺳوم ﻋن اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﺻدرة وﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺟوز اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻛﻌﺎﺋق ﻋﻠﻰ ﺗدﻓق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬أو ﺑﺻورة ﺗﺧل ﺑﻘواﻋد‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺧﺎص ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف اﻟﻔوري ﻷي ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت‬
‫اﻹﻏراق إذا ﻛﺎن ﻫﺎﻣش اﻹﻏراق أﻗل ﻣن ‪ %2‬ﻣن ﺳﻌر ﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻧﺗﺞ أو إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗوردة ﻣن دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺗﻬﻣﺔ ﺑﺎﻹﻏراق أﻗل ﻣن ‪ %3‬ﻣن اﻟواردات اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ﻫذا ﻣن‬
‫ﻧﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻘﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻟﺟﻧﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﻌﻧﻰ‬
‫ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق‪ ،‬وﺗﺗﺄﻟف ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬وﺗﻧﺗﺧب اﻟﻠﺟﻧﺔ‬
‫رﺋﯾﺳﻬﺎ وﺗﺟﺗﻣﻊ ﻣرﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺳﻧوﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧﻔذ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹﻏراق‪.2‬‬
‫ب ‪ :‬اﻟدﻋم واﻹﺟراءات اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺿوع اﻟدﻋم واﻹﺟراءات اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت وﻗد ﺗم‬
‫ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ووﺿﻊ ﺿواﺑط وأﺳس اﺳﺗﺧدام اﻟدﻋم واﻹﺟراءات اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ طوﻛﯾو ﻋﺎم‬
‫‪ ،1973‬ﺛم ﺟﺎءت ﺟوﻟﺔ اﻷورﺟواي ﻟﺗﺿﻊ ﺿواﺑط وأﺳس أﺷﻣل ﺑﻬدف ﺗﻘوﯾﺔ ﻧظﺎم ﻓرض اﻟرﺳوم‬
‫اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣدﻋﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ‬
‫اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣﺿﺎدة ﻟﻠدﻋم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺿ اررﻩ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟدول اﻷﺧرى‪ ،‬وﯾﻌرف اﻟدﻋم ﺑﺄﻧﻪ‪ ":‬أﯾﺔ‬
‫ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬أو أﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻣن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﺗﺄﺧذ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺷﻛل ﺗﺣوﯾل ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻸﻣوال أو ﺷﻛل ﺗﺣوﯾل ﻣﺣﺗﻣل ﻟﻸﻣوال ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎن‬
‫ﻟﻠﻘروض‪ ،‬أو ﺷﻛل ﺗﻧﺎزل ﻋن إﯾرادات ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‪ ،‬أو ﺷﻛل ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت أو ﺳﻠﻊ‪ ،‬أو أي دﻋم ﻋﯾﻧﻲ"‪.3‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻌﻔﻮري‪ ،‬اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﺠﺎت "اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت و اﻟﻔﺮص"‪ ، ، ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺪﺑﻮﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ،.2000‬ﺻﻔﺤﺔ‪.109‬‬
‫‪ 2‬ﻋﺎطف اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﺟﺎت واﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث دراﺳﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎت واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣواﺟﮭﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ رﻣﺿﺎن و أوﻻده ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫‪،‬ﺻﻔﺣﺔ‪79-78‬‬
‫‪ 3‬إﺑراھﯾم اﻟﻌﯾﺳﺎوي‪ ،‬اﻟﺟﺎت وأﺧواﺗﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت‬
‫اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،.1995 ،‬ﺻﻔﺣﺔ‪.68‬‬

‫‪195‬‬
‫ﻟﻘد ﻣﯾزت اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 3‬إﻟﻰ ‪ 9‬ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن اﻟدﻋم‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟدرﺟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ وطرق ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ‪:1‬‬
‫‪-1‬دﻋم ﻣﺣﺿور ‪ :‬وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟدﻋم اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات‪ ،‬أو ﺗﻔﺿﯾل اﺳﺗﺧدام‬
‫اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة‪ ،‬وأﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺑررات ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋم‪ ،‬إذا ﻟم ﺗﻘم اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻓو ار ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣددة‪ ،‬ﯾﺻرح ﻟﻠﻌﺿو اﻟﻣﺗﺿرر ﺑﺎﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣﺿﺎدة‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟدﻋم اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ‪ :‬وﻫو ﻻ ﯾﺳﺗوﺟب اﺗﺧﺎذ أﯾﺔ إﺟراءات ﺿدﻩ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ اﻟدﻋم‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﻲ )ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺳﻠﻌﺔ أو ﺻﻧﺎﻋﺔ أو ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن(‪ ،‬واﻟدﻋم اﻟﻣﻘدم ﻟﻸﺑﺣﺎث اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت أو ﺗﻌﻬد ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ وﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث طﺎﻟﻣﺎ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻻ ﺗﻐطﻲ أﻛﺛر ﻣن ‪ %75‬ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑﺣث و ‪ %50‬ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗطوﯾر‪.‬‬
‫‪-3‬اﻟدﻋم اﻟﺿﺎر ‪ :‬وﻫو اﻟدﻋم اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻸﻋﺿﺎء‬
‫اﻵﺧرﯾن‪ ،‬وﯾﻠﺗزم اﻟﻌﺿو اﻟذي ﯾﻘدم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدﻋم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﺛﺑﺎت أﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﺑب ﺿر ار‬
‫ﺷدﯾدا ﻟﻠﻌﺿو اﻟﺷﺎﻛﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺑﺷﺄﻧﻪ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت ﺗﻘدﯾم دوﻟﺔ ﻣﺎ دﻋﻣﺎ ﻣﺣظو ار ﻓﺈن اﻹﺟراء اﻟﻣﺿﺎد‬
‫ﻟﻬذا اﻟدﻋم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻓض رﺳوم إﺿﺎﻓﯾﺔ أﺧرى ﺗﻌرف ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ‪ ،‬أو أن ﺗﻘوم اﻟدول اﻟﺗﻲ‬
‫ﺛﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم اﺗﺧﺎذ إﺟراء ﻋﻼﺟﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻌوﯾض اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر‪ ،‬واﻟﻬدف ﻣن‬
‫ﻓرض اﻟرﺳوم اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻫو رﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻣدﻋوﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﻌر اﻟﺳﺎﺋد ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻼﺷﻰ‬
‫اﻷﺛر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﺗﺷوﻫﺎت اﻟﺳﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟدﻋم‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 24‬ﻓﻘرة )‪ (1‬ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟدﻋم ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل‬
‫ﻟﺟﻧﺔ ﻟﻠدﻋم ٕواﺟراءات اﻟﺗﻌوﯾض ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن ﻛل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻧﺗﺧب اﻟﻠﺟﻧﺔ رﺋﯾﺳﻬﺎ وﺗﺟﺗﻣﻊ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪ ،‬وﺗﺗوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﺗﻔﺎق اﻟدﻋم أو ﺑواﺳطﺔ اﻷﻋﺿﺎء‪ ،‬وﺗﺗوﻟﻰ أﻣﺎﻧﺔ ﻣﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أﻋﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ‪.2‬‬
‫وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﯾﺟب إﻟﻐﺎء ﻫذﻩ اﻟرﺳوم اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﺧﻼل ﺧﻣس ﺳﻧوات ﻣن ﻓرﺿﻬﺎ‪،‬‬
‫وﯾﺟوز ﻣدﻫﺎ إذا أﺛﺑت اﻟﺗﺣﻘﯾق أن إﻟﻐﺎء اﻟرﺳوم ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟﺿرر‪ .‬ﻫذا وﻗد ﻣﻧﺢ اﺗﻔﺎق‬
‫اﻟدﻋم ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘل ﻓﯾﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻔرد ﺳﻧوﯾﺎ ﻋن ‪ 1000‬دوﻻر وﻣن‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﺣق ﻣن ﻣﻧﺢ دﻋم اﻟﺗﺻدﯾر دون اﻟﺗﻌرض ﻟرﺳوم ﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫أﺳواق اﻟدول اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺟﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾد ﻣرﯾر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ‪ ،.2002،‬ﺻﻔﺣﺔ‪.325‬‬
‫‪ 2‬ﺟﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾد ﻣرﯾر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.327 .‬‬

‫‪196‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫دوراﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ظﻬور أﺷﺧﺎص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة وﻣﻧﻬﺎ‬ ‫ﻣن‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ أﻫﻠﺗﻬﺎ ﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫذﻩ ﺑﺄن ﺗﻛون طرﻓﺎ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وﻗد ظﻬرت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻛﻛﯾﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﺧطﯾرة ﻓﻲ آن واﺣد‪،‬‬
‫إذا أﻧﻬﺎ ظﻬرت ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺣدي ﻟﻧﺷﺎط اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻫم أﺷﺧﺎص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬وظﻬور‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﯾس ﺑﺣدﯾث‪،1‬ﻟﻛن ﺗﺣوﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﯾﺎﻧﺎت ﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟم ﯾظﻬر ﺑﺟﻼء‬
‫إﻻ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن‪ ،‬أﯾن ﺳﺟل ﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻟدورﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ أدوار‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى‪.‬‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟدور اﻟﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ‪ ،‬ﻓﻘد أﺻﺑﺣت ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﻧظم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺟزء ﺿﺧم ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ‪.‬‬
‫ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻠﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ‪ ،‬ﻋﻣﻠت ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ﻣﻧﻬﺎ‬
‫واﻟﻧﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ إﺳﺗﺛﻣﺎري ﻣﻼﺋم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأدواﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﺟذﺑﻬﺎ‬
‫وﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻻﺷك أن اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺣﺎﻓ از ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻫداف ﻣﺗﻌددة ‪ ،‬ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻲ ﺗزاول ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺷﺎطﻬﺎ ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر ﻓرص اﻟﻌﻣل ٕواﺳﺗﺧدام اﻷﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ وزﯾﺎدة ﺣﺟم‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪.‬‬
‫وﻗد ﻋﻣﻠت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻔﯾز اﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ‪ ،‬وﺗﺑﻧت اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫ﺻور اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن اﺟل ﺟذب وﺗﺣﻔﯾز ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺷﻛل إﻋﻔﺎءات‬
‫ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬أو ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ أو وﻗﻔﻬﺎ ‪ ،‬او اﻟﺧﺻم ﻣن وﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬او اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺳرﯾﻊ‬
‫ﻟﻸﺻول أو ﺗرﺣﯾل اﻟﺧﺳﺎﺋر ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رد اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬وﻣﻌوﻧﺎت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر أو ﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟﺗﻣﯾزﯾﺔ ‪ ،‬أو ﻧظﺎم ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬وﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ﻓﻘط ‪ ،‬ﺑل ﺗﺳﺎﺑﻘت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ‬

‫‪1‬‬ ‫» ‪- (SA) "Strategies mondiales " « http : //www.geoscopie.com/ acteurs/a 804 str.html‬‬

‫‪197‬‬
‫وﺗﻘرﯾر ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن وﻣﻧﻬﺎ ﻗواﻧﯾﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫اﻟذﻛر ‪.‬‬
‫إن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻣﻧﺎخ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻣﺎ ﺗﻔرﺿﻪ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻣن ﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬
‫ٕواﺿﻣﺣﻼل ﻟﻠﺣدود أﻣﺎم ﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌزز ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن‬
‫اﻷرﺑﺎح ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ‪ ،‬وأﻗل ﻋبء ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺗﺎح ‪ ،‬أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺻﻌب ﺣوﻛﻣﺗﻬﺎ ﺿرﯾﺑﯾﺎ ‪.1‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻣرﻛزﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن ذات اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻷﺟر واﻟﻣواد اﻟﺧﺎم‬
‫اﻟرﺧﯾﺻﺔ ‪ ،‬واﻟﺿراﺋب اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻘﯾم اﻷﻋﻣﺎل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻟدة ﻟﻸرﺑﺎح ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻣﺛل ﻣﻼﺟﺊ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘﺎم اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻣوﻟدة ﻟﻠرﺑﺢ أو ذات اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺗدﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟدول ذات اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ‪. 2‬‬
‫وﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﻬذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﺣﺳب ‪ ،‬ﺑل ﺗﻠﺟﺄ أﯾﺿﺎ ﻷﻟﯾﺎت‬
‫أﺳﻌﺎر اﻟﺗﺣوﯾل ﻟﻺﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣزاﯾﺎ إﺿﺎﻓﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻷﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ أو‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت ) ﺑﯾﻌﺎ أو إﯾﺟﺎ ار ( ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم إﻟﻰ ﺷرﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟوﻟﯾدة أو اﻟﻔروع ‪ ،‬أو ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻟوﻟﯾدة أو اﻟﻔروع ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗزﯾد ﻫذﻩ اﻷﺳﻌﺎر ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ أو ﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ‪ ،‬وﻫذا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ ارﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺻدرة ﻟرؤوس اﻷﻣوال واﻟﻣﺳﺗوردة ‪ ،‬وﺑﻬذﻩ‬
‫اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﺗم ﻧﻘل ﻟﻸرﺑﺎح اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﺣﯾث اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻷﻗل ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾوﻓر رﺑﺣﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻋﺎﺑرة‬
‫اﻟﻘوﻣﯾﺎت ﻛﻛﯾﺎن إﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺗﻛﺎﻣل ‪.‬‬
‫ﻗد ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﺗﻼﻋب ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺷﻛﻼ آﺧر ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت ‪3‬اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدﺗﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺗم ﺧﺻﻣﻬﺎ ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺗﺣدﯾد اﻟوﻋﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣﺛل ﻓواﺋد اﻟﻘروض ) ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻷم إﻟﻰ وﺿﻊ ﺳﻌر ﻓﺎﺋدة ﻣرﺗﻔﻊ ﯾﺷﻣﻠﻪ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﺟزء ﻣن‬
‫اﻷرﺑﺎح ( ‪ ،‬وأﺗﺎوت اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺣﻘوق ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺑراءات اﻹﺧﺗراع واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ٕواﺳﺗﺧدام‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ‪ ،‬واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﻘوﻻت واﻟﻌﻘﺎرات ‪ ،‬وﺗﻔﻘﺎت اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن واﻟﻧﻘل واﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪.‬‬
‫ﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻷﻟﯾﺎت ﺧط ار ﻋﻠﻰ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺳر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫ﻋواﺋدﻫﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺟراﺋﻬﺎ ‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ظل إﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺟﺎت ﺣﯾث اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟرﺳوم‬
‫اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻗﯾد ﻋﻠﻰ ﺗﺿﺧﯾم أﺳﻌﺎر اﻟﺗﺣوﯾل ﺑﻬدف‬
‫ﺗﺧﻔﯾض اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ) ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن إرﺗﻔﺎع اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟواردات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻋﺻﺎم ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺷﮭﺎﺑﻲ ‪ ،‬ﺿواﺑط اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﻧوراه ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪ ، 2005 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 317‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 469‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ‪ ،‬ظﺎھرة اﻟﺗﮭرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ وأﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراه ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 1998 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 95‬‬

‫‪198‬‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗﻼﻋب ﺑﺄﺳﻌﺎرﻫﺎ وﻓق آﻟﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻷﺳﻌﺎر ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟوﻟﯾدة واﻷم ‪،‬‬
‫ﺳﯾﺟﻌل اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻔﻛر ﻣﻠﯾﺎ ﻗﺑل اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻷن اﻟوﻓر اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﺟراء اﻟﺗﻬرب ﻣن ﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟدﺧل ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ﻛﺎن ﺳﯾﺳﺗﻌﺎض ﻋﻧﻪ ﺑﺈرﺗﻔﺎع اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ( ‪.1‬ﻓﺎﻟﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط ﺗﻠﺟﺄ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪ ،‬ﻟﺗﺣﺎﺷﻲ ﻣﺧﺎطر أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ‪،‬‬
‫وﻟزﯾﺎدة ﻗدرﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﺗﺧطﻲ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻟﻠوطن ‪ ،‬ﻟذا ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻣﻌدﻻت ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪. 2‬‬
‫ﻟذا أرى أن ﺑﻬدف ﺗﻔﻌﯾل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻻﺑد أن ﺗؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬذا‬
‫اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻧد إﻋداد ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌدة ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺑﺧﺻوص اﻟواﻓدة ﻟﻠﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‬
‫دور اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺣرﻛﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﺗﺷﻬد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋدة ﺗﺣوﻻت‪ ،‬إذ ﯾﻣﺛل ذﻟك ﻧﺗﺎﺋﺞ‬
‫ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻟﻌواﻣل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻋدة اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ .‬وﻣن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ظﻬور اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻣن أرﻗﻰ ﻣﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻪ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرات أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﺗﺗوﯾﺟﺎ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻠﺗﺟﺎرة‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋواﺋد ﺗرﺑطﻬﺎ ﺑﺷﺑﻛﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ واﺳﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺗﺟﺎوزة ﻋن ذﻟك‬
‫ﻛل أﻧواع اﻟﺣدود وﻻﻏﯾﻪ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻘﯾود‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أدى اﻟﺗطور اﻟﻣذﻫل ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻻﺗﺻﺎﻻت إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ أﻧﻣﺎط‬
‫اﻟﺣﯾﺎة واﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻓﻲ أﺷﻛﺎل اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي اﻋﺗﺑر ﻛﺄﻧﻪ ﺛورة‬
‫ﺟدﯾدة‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد‪ ،‬ظﻬر ﺷﻛل ﺟدﯾد ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري ﻛﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذا اﻟﺗطور ﯾﻣﺗﺎز‬
‫ﺑﺧﺻوﺻﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻋدم اﻟﺗواﺟد اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻫو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺟﻌل اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ‬
‫وﺿﻌت ﻟﻐرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﺗطﻠب اﻟﺗواﺟد اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻻ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ‬
‫ﻫذا اﻟﺷﻛل اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن ﻫذا اﻟﺷرط ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد‬

‫‪ -1‬د‪ /‬ﻣﺣﻣد ﻧﺟﯾب ﺟﺎدو ‪ ،‬ظﺎھرة اﻟﺗﺳرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ وأﺛﺎرھﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ( ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪ ، 2003 ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 313‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 470‬‬

‫‪199‬‬
‫ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻣﺗد إﻟﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل إﺧﺿﺎﻋﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن‬
‫اﻷﻧﺷطﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ‪:‬‬
‫إن اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻔﺎدت وﺑﺎﻟﺗﻘدم اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﺗﺳﺎع ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف‬
‫اﻟورق وﺳك اﻟﻧﻘود وﺗطوﯾر ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﻘل‪ ،‬اﻟﺷﺣن‪ ،‬اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟطﯾران اﻟﺗﺟﺎري وﺗﻐﯾﯾر‬
‫ﺛورة اﻻﺗﺻﺎﻻت أﺣدث‪ ،‬وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻠﯾﻔون واﻟﻔﺎﻛس‪ ،‬واﻧﺗﻬت‬
‫ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗرﻧت اﻟذي أﺧذ ﯾﻐﯾر ﺷﻛل اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘل‬
‫واﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﺗﺟﺎرة رﻗﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬أو ﺗواﻓر‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻣﺟرد اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﻟوﺣﺔ اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ‬
‫ﻟﺟﻬﺎز اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر‪ٕ ،‬واﺻدار أﻣر ﺑﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ٕ ،‬واﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت ﻣن ﺧﻼل‬
‫أﺷﻛﺎل ﺟدﯾدة وﻣﺑﺗﻛرة ﻣن اﻟﻌﻘود ووﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ واﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ .‬ﻓﻣﺎ‬
‫ﻫﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ؟ وﻣﺎ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ؟‬
‫أ – ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘد ﺗﻌددت ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺗﻌدد اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ إﻻ أﻧﻪ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺗﻌرﯾﻔﯾﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن‪:‬‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول‪" :‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣزاوﻟﺔ أﻧﺷطﺔ اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت"‪. 1‬‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ‪" :‬اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣزاوﻟﺔ أﻧﺷطﺔ اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫وﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣطﻠوﺑﺔ ﻹﺑرام ﺻﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ أو ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣطﻠوﺑﺔ ﻟذاﺗﻬﺎ‬
‫وﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑل‪. 2‬‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻟث‪ ":‬ﺗﻌرف اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺑﺎدل‬
‫اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺷﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت وزﺑﺎﺋﻧﻬﺎ"‪.3‬‬
‫إن ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻫو ﻛون اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺗﻌﻧﻲ ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋﺑر‬
‫وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل )اﻻﻧﺗرﻧت(‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﺑﻣﻘﺎﺑل‪ .‬وﻣـن ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ‬

‫‪ - 1‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،2001 ،‬ص‪-‬ص‪.20-19:‬‬
‫‪ - 2‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ - 3‬أﺣﻣد ﺑﺎﺷﻲ‪ ،‬واﻗﻊ وآﻓﺎق اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،2003 ،26‬ص‪.‬ص‪:‬‬
‫‪.67-66‬‬

‫‪200‬‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣراﺣﻠﻬﺎ‪ ،‬أو أن ﺗﺷﺗﻣل ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌض ﻣراﺣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر‪ ،‬أو أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب‬
‫ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت ﻣن ﺧﻼل اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ وطﺎﺑﻌﻪ ﻋﺑر‬
‫اﻟﺑرﯾد اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ،‬ودﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﺗﺣﻣﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز‬
‫اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر اﻟﺷﺧص ﻟﻪ‪ ،‬دون أن ﯾﺗطﻠب ذﻟك اﻧﺗﻘﺎل أي ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﺷﺗري إﻟﻰ ﻣﻛﺎن آﺧر‪،‬‬
‫ودون أن ﺗﻣر ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻋﺑر اﻟﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻟﻠﺣدود‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺗﻛون اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻗد أﻧﺟزت‬
‫اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫ﻛذﻟك ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣرﻛزي واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺣد ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺑﺣث ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ‬
‫وﻧﺳﺧﻬﺎ‪ ،‬واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻏراض اﻟﺷﺧﺻﯾﺔّ‪ ،‬أو ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﻣﺷﺗرﯾﺎت‪ .‬ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذا‪ ،‬أن‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺣدث أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﺧﺻﺎﺋص ﻋدﯾدة ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻷﺳواق ﺣﯾث ﯾؤدي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣن أي ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﯾﯾﺳر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳوﯾق ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم ﻣوﻓ ار ﺑذﻟك ﺳوﻗﺎ‬
‫أرﺣب أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺟود اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺄﻗل أﺳﻌﺎر ﻣﻣﻛﻧﺔ‪،‬‬
‫وﻣن ﺷﺄن ذﻟك ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺂت ﻋﻠـﻰ ﺟذب اﻟﻌﻣﻼء ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺟودة‪.1‬‬
‫‪ -2‬ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻬوﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾرى طرﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾـﺔ ﻛل‬
‫ﻣﻧﻬﺎ اﻵﺧر‪ ،‬وﻗد ﻻ ﯾﻌرﻓﺎن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ .‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك‪ ،‬ﻗد ﯾﺟد اﻟﺑﺎﺋﻌون ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت ﺻﻌوﺑﺔ‬
‫اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﯾﺷﻐل ﻫؤﻻء‬
‫اﻟﺑﺎﺋﻌون ذﻟك‪ ،‬ﻟﻠﺗﻬرب ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺑﻌدم ﺗﺳﺟﯾل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺛم اﻟدﻓﺎﺗر اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪.2‬‬
‫‪ -3‬ﺳرﻋﺔ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘواﻋد اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ رﻏم أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم ﺑﻌد وﺿﻊ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘواﻋد‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﻬذﻩ‬

‫‪ - 1‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫‪ - 2‬رأﻓت رﺿوان ‪،‬رﺷﺎ ﻋوض وﻻء اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻷﻋﻣﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،2000‬ﺻﻔﺣﺔ‪.12-11‬‬

‫‪201‬‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻣﻌدﻻت ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ إطﺎر ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﺗﺳم‬
‫ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ وﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻌدﯾل ﺣﯾث ﯾواﻛب ﻣﻧﺟزات اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪. 1‬‬
‫‪ -4‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬وطﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﺑﺎدل‪،2‬‬
‫ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸوﻟﻰ ﻓﻘد أﻋطت اﻷدوات اﻟﺣدﯾﺛﺔ دﻓﻌﺎ ﺟدﯾدا ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗروﯾﺞ وﻋرض اﻟﺳﻠﻊ‪،‬‬
‫ﺣﯾث أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﻣوﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺗرﻧت اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻛل أﻧﺣﺎء‬
‫اﻟﻌﺎﻟم‪ .‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻟﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺿﻐوط‬
‫واﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ إﻋﺎدة اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﻛﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻔروع ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻓرص ﺟدﯾدة وﺗﺣدﯾﺎت ﺟدﯾدة‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗﺗﺧذ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن اﻻﻧﺗرﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻐرض ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫ﻓﺈن اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ .‬وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن‬
‫اﻻﻧﺗرﻧت ﯾﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل آﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻠﯾس ﻟﻪ ﻛﻣﺑﯾوﺗر ﻣرﻛزي‪ ،‬أو ﻫﯾﻛل ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﻌﯾن‪،‬‬
‫وﻟﻛن ﯾدار ﻣن ﺧﻼل ﻋدد ﻣن ﺷﺑﻛﺎت اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت واﻷﻓـ ـراد ﯾﻘوم ﻛل ﻣﻧﻬم‬
‫ﺑﺗﺷﻐﯾل ﺟزء ﻣﻧﻪ وﯾﺗﺣﻣل ﺟزء ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻌﺎون ﻛل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻊ اﻷﺧرى ﻟﺗوﺟﯾﻪ‬
‫ﺣرﻛﺔ ﻣرور اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﺻل ﻟﻛل ﻣﻧﻬم‪ .‬وﻣن ﺷﺄن ذﻟك اﻓﺗﻘﺎد اﻟﺗﺟـﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬أو ﺗﺗﯾﺢ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﻌب اﻓﺗﻘﺎد ﻣن أﺛﺎرﻫﺎ‬
‫وﺣﺻر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﺑﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﺷﺗري إﻟﻰ أن ﯾﻧﺗﻘل أﯾﻬﻣﺎ ﻟﻶﺧر ﻹﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺑل ﯾﻛﺗﻔﯾﺎن‬
‫وﻟﻛن ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﺑر ﺷﺎﺷﺎت اﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر‪ .‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﺳﻊ اﻟﺳوق اﻟذي ﺗﻌرض ﻣن‬
‫ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ ،‬وﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻗﯾﺎم اﻷﺳواق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺳواق‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺗﺗﺎح اﻟﻔرص ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ أن ﺗﺟد ﻟﻬﺎ ﻣﺟﺎﻻ ﻟﺗﺳوﯾق ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﯾـﺎ‪ ،‬أي اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺟز ﻋن ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ذﻟك ﻟﻧﻘص ﻣﻘدرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻓﺗﺗﺎح اﻟﻔروع وﺗوظﯾف اﻟﻌﻣﺎل واﻟﺗدﻓق اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﺎﺋﻘﺎ دون أن ﯾﺣﺻل اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدﻫﺎ ﻣن أي ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻣﺟرد‬
‫اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣرﻛزي وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة أي ﺟﻬﺎز اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬أو اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺳﻠم رﻗﻣﯾﺎ دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻧﻘل واﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎدي ﻋﺑر اﻟﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ اﻟﻛﺗب‬
‫واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻛﺎﻷﻓﻼم وأﺷرطﺔ اﻟﻔﯾدﯾو‪:3‬‬

‫‪ - 1‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‪ ،‬ص‪.12 :‬‬


‫‪ - 2‬أﺣﻣد ﺑﺎﺷﻲ‪ ،‬واﻗﻊ وآﻓﺎق اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪ -3‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬

‫‪202‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗؤﺛر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﯾد ﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟظروف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺛﯾر‬
‫ﻣﺧﺎوف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن أن ﺗؤﺛر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺣدودﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﺳﻠﻌﻬﺎ‪ ،‬وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪- 1-‬آﺛﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺳﺎﻋد اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟﯾد ﻟﻠوﻗت اﻟﻣدﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳرﻋﺔ إﻧﺟﺎز‬
‫‪ -‬اﻟﺻﻔﻘﺎت وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻛﻔﺎءة اﻟﻣﻧﺷﺂت ﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛن أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻼﺋم ﻛﻣﺎ ﺗزداد إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرص ﻟزﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾق ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗزﯾد اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺷﺂت ‪:‬‬
‫إن ﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﺳﻌﻲ اﻟﻣﻧﺷﺂت إﻟﻰ ﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺟذب اﻟﻌﻣﻼء‪،‬‬
‫وﺗﻘدﯾم أﻓﺿل ﻋروض ﻟﻠﺑﯾﻊ وﺑﺳﻌر أﻗل‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻔﻘد اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻷﻗل ﻛﻔﺎءة ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ)‪.(1‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬
‫إن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗزﯾد ﺑﺳﺑب اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت وﺗﻘﻠﯾل اﻟﻘﯾود ﻟﻠدﺧول إﻟﻰ اﻷﺳواق واﻟﻣﻘدرة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ ﻧﺟد اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ إﻫﻼك ﻧﻣو‬
‫اﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل‪ :‬إن أﻛﺛر اﻟﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻫﻲ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪،‬‬
‫وذﻟك ﺑﺎﻧﺿﻣﺎم ﻓﺋﺔ ﺟدﯾدة إﻟﻰ ﻓﺋﺔ اﻟﻌﺎطﻠﯾن‪ ،‬ﻫﻲ ﻓﺋﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﻬرة‪ ،‬واﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ‬
‫ﻗطﺎﻋﺎت ﺗﺄﺛرت ﺳﻠﺑﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫وﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن ﯾﻘﻠل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻷﺛر‪ ،‬وﯾﻔﺳر ذﻟك ﺑﺄن اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ‪،‬‬
‫ﻫﻲ ﺑطﺎﻟﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﺗزول‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻧظرة ﺗﺷﺎؤم ﻟﻛن وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ‬
‫ﻛﺎﻧت وﺳرﻋﺎن ﻣﺎزاﻟت‪ ،‬وﻛﺎن ذﻟك إﺑﺎن اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻧد اﻧﺗﺷﺎر اﻷﻟﺑﺳﺔ وﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﻘطﺎع‬
‫اﻟزراﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗوﻓرﻩ اﻟظروف اﻟﺟدﯾدة ﻣن ﻓرص ﻋﻣل‪ ،‬وﺧﻠق ﻣﻬﺎم ﺟدﯾدة ﺗﺟذب اﻟﻘوى‬
‫اﻟﻌﺎطﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻔزﻫﺎ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﻣل ﻣرة أﺧرى‬
‫‪-2‬آﺛﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﯾﻣﺛل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺳوﻗﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌددة‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا‬
‫اﻟوﺿﻊ ﻻ ﯾدوم طوﯾﻼ‪ ،‬وﺗﺑﻘﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟدول إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓرﺻﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن اﻗﺗﻧﺎﺻﻬﺎ‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺗطورات ﺗﺣدﯾﺎت ﯾﻠزم ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻣزاﯾﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻓر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓرﺻﺎ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻓرﺻﺎ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺗﻧوع ﻣﺟﺎﻻت وأوﺟﻪ اﺳﺗﻔﺎدة اﻟدول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻌظم اﻟﻣﻧﺷﺂت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺗوﺳطﺔ واﻟﺻﻐﯾرة‬
‫ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرة ﺑﺎﻟﻔرص اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وزﯾﺎدة ﺣﺟم ﻣﺑﯾﻌﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺷﺗرﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺗﻘﻠل ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﺗﺗﺿﺎءل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺣﺟم اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺷروع‬
‫ﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧﺷﺂت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺧﻔض اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻛوﻧﺎت اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬واﻟﻣدﺧﻼت ﻋﺑر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﺑﺳﺑب اﺗﺳﺎع ﺣﺟم اﻟﺳوق‪ ،‬وﻗدرة اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻌﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻔض ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫وﯾوﻓر ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓرﺻﺔ ﺗﺧﻔﯾض أﺳﻌﺎر ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬﺎ ﻗد ار ﻣن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﺻدﯾر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺗﯾﺢ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓرﺻﺔ ﺗﺳوﯾق ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﯾدوﯾﺔ واﻟﺣرﻓﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﺗراث ﻫذﻩ اﻟﺷﻌوب‪ ،‬أو ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﯾدوي‬
‫ﻟﻠﺣرﻓﯾن‪ ،‬أو اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻣﻼت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزل واﻟﺗﻲ ﺗﺟذب اﻟﺳﺎﺋﺣﯾن ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﻣﺄﻣول أن ﺗﺗﻣﻛن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﻛﺳر اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺷرﻛﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾق اﻟﻣواد‬
‫اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدول‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾوﻓرﻩ اﻻﻧﺗرﻧت ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﯾﺢ‬

‫‪ - 1‬رﻣﺿﺎن اﻟﺻدﯾق‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص‪.32-28 :‬‬

‫‪204‬‬
‫ﻟﻬﺎ ﻛﺳر اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎرﻫم واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗورﯾد واﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻣﺎء واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻗﻧوات اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻛون ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓرﺻﺔ‬
‫اﻟﺗﻌرف وطﻠب اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟودة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻌف اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ اﻟردﯾﺋﺔ وﻣن ﺛم ﺗﻛون‬
‫ﻟدى اﻟﻣزارﻋﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﺣﺎﻓز ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬم ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺗﯾﺢ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻟﻘطﺎع اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫وﺟذب أﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺳﺎﺋﺣﯾن ﺗﻔوق ﻣﺎ ﺗﺗﻣﻛن ﻫذﻩ اﻟدول ﻣن ﺟذﺑﻪ ﺣﺎﻟﯾﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻗﻧوات اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻟدى اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وأﺻﺣﺎب اﻟﻔﻧﺎدق‬
‫ٕواﺑرام اﻟﻌﻘود ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣرﻛزي دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﺳﯾط‪ ،‬أو ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻣﺧﺎطر‪:‬‬
‫ﺗؤدي اﻟﻔﺟوة اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫إﻟﻰ إﺛﺎرة اﻟﺷك ﻓﻲ ﻣدى ﻗدرة اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗطورة‪ ،‬وذﻟك ﻟﺿﻐط اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺑدورﻫﺎ‬
‫اﻟﻌﻣود اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻼﻧﺗرﻧت ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻧﺎك اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن‬
‫اﻟﺑﺷر اﻟذﯾن ﯾﺟﻬﻠون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﻧﺗرﻧت‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌﻠﻣون ﺷﯾﺋﺎ ﻋﻧﻬﺎ وﻫم أﻓراد ﻣﻌظﻣﻬم‬
‫ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟدول ذات اﻟدﺧل اﻟﻣﻧﺧﻔض وﺧﺎﺻﺔ اﻷﻗﺎﻟﯾم واﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘد إﻟﻰ‬
‫اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺗﺻﺎﻻت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠدﺧول إﻟﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻌوق اﺳﺗﺧدام‬
‫اﻻﻧﺗرﻧت ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟدﺧل اﻟﺿﻌﯾف ﺻﻌب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣرﺗﻔﻌﺔ‬
‫ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻋﺟز ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣدى اﺳﺗﻔﺎدة ﻫذﻩ اﻟدول ﻣن ﺧدﻣﺎت‬
‫اﻻﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﻗد ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻷﺧرى ﻫو ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬وﻋﻣر اﻟﻔرد‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﻼﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز‪،‬‬
‫وﺧﺎﺻﺔ ﻟﺧرﯾﺟﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت‪ ،‬أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪ ،‬ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗﻌﻠﯾم ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ ارﺗﻔﺎع اﺳﺗﺧدام‬
‫اﻻﻧﺗرﻧت‪.‬‬
‫وﻫذا اﻷﺧﯾر‪ ،‬ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻌدﻻت اﻷﻣﯾﺔ‬
‫وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻧﺧﻔض‪ ،‬أو اﻟﻣﺗوﺳط اﻟذي ﯾﻘل ﻋن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪:‬‬


‫ﺗﻌﺗرض ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺧﺿﺎع اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎز أﻫﻣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪205‬‬
‫أ‪ -‬ﻏﯾﺎب آﻟﯾﺎت إﺧﺿﺎع اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗﻔﺗﻘد اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ‬
‫ﻣن اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﻔرض وﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻋدم ﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ٕواﺷﻛﺎﻟﯾﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ)اﻟﺑﻌد‬
‫اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ(‪ :‬ﻻ ﺗﺗطﻠب اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎن ﺗﺣﻘق اﻟدﺧل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرة‪ ،‬اﻟذي ﯾﺧول ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﯾﺎدة ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻔﺗﺢ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت آﻓﺎﻗﺎ ﺟدﯾدة ﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﺑرة ﻟﻠﺣدود‪،‬‬
‫ووﺿﻌت اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻣﺎم إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻋدم ﻣﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺛﯾر إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗواﺟد ﻧﻣط ﺗﺟﺎري ﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ اﻻﻓﺗراﺿﯾﺔ‬
‫واﻟرﻗﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺟﺎﻧب ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻧﺷﺄ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺗطﻠب اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬وأن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺻدى‬
‫ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت وﻏﯾرﻩ ﻣن‬
‫ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﻣﺗﺟﺎوزة ﺣدود اﻟدول‪ ،‬وﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﻋن ﺿرورة اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ‪ ،‬أو‬
‫ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬وﻣﻬددة اﻹﯾرادات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟدول‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺧﺳر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻫذﻩ اﻹﯾرادات‪ ،‬إذا ظﻠت ﻗواﻋدﻫﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻫﻲ‬
‫اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻣزاوﻟﺔ اﻟﻧﺷﺎط وﺗﺣﻘﯾق اﻟدﺧل‪.‬‬
‫إن ﻋدم اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت وﺻﻌوﺑﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ ورﻗﺎﺑﺗﻬﺎ إدارﯾﺎ ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﺳﯾﺎدة‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻏﯾﺎب اﻟﺻﻠﺔ‪ ،‬أو ﺿﻌﻔﻬﺎ ﺑﯾن ﻋﻧﺎوﯾن اﻻﻧﺗرﻧت‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ أن ﺗﺳﺟل ﻋﻧواﻧﺎ ﺑرﯾدﯾﺎ‪ ،‬أو ﻣوﻗﻌﺎ‬ ‫واﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻛﺗروﻧﯾﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛون إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﺗزاول ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻓﻲ دول أﺧرى‪ .‬وﺣﺗﻰ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﯾن اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ واﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﺻﻌب إﺛﺑﺎت أن‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻗد زاوﻟت اﻟﻧﺷﺎط ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ وﻟﯾس ﻣن ﻣﻛﺎن آﺧر ﻓﻲ‬
‫دوﻟﺔ أﺧرى‪.1‬‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺻدر ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺳﻠطﺎت اﻹﺧﺿﺎع‬ ‫ج‪ -‬ﺗﺣدﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻣﺻدر اﻟدﺧل‪:‬‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻣول ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻰ ﻣﺻدر إﯾراداﺗﻪ أﻧﺷطﺔ ﯾﺗم ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ‬
‫داﺧل اﻟﺣدود اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﻣول‪ ،‬أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺧل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫اﻟﺛﺎﻟث‪ ،‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ ،2002‬ص‪.257 :‬‬

‫‪206‬‬
‫وﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدول ﻓﺈن ﻗﺎﻋدة ﻣﺻدر اﻟدﺧل ﺗﻌد ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻟﻘواﻋد اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺷﯾوﻋﺎ‬
‫واﺳﺗﺧداﻣﺎ‪.1‬‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺄﺗﻰ اﻟدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﺷﺎطﺎت ﺗﺗم ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق‪ ،‬أو‬
‫ﺑﻠدان ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﺗم إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﻲ دوﻟﺔ وﯾﺗم إﺗﻣﺎم ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ‪ ،‬أو دول أﺧرى‪،‬‬
‫وﯾﺗرﺗب ﻋن ﻫذا ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺻدر اﻟدﺧل ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻧﺎزع اﻟدول ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد‬
‫ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ دﺧل ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓرض ﺿراﺋب ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ‬
‫ﻋرﺿﺔ ﻟﻔرض ﺿراﺋب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻزدواج‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ)‪.2‬‬
‫د ـ اﺧﺗﻼل واﺣد ﻣن أﻫم ﻣﺑﺎدئ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﻫو اﻟﻌداﻟﺔ وﯾﺗﺟﻠﻰ ﻫذا اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ‬
‫ﻋﺑر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺟﻼت‪ ،‬اﻷﺷرطﺔ‬ ‫ﻛون ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗداوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﺻوﺗﯾﺔ‪،‬أﺷرطﺔ اﻟﻔﯾدﯾو‪ ،‬اﻟﻛﺗب ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﻧﺄى ﻣن أي ﺣواﺟز ﺟﻣرﻛﯾﺔ‪ ،‬أو ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر اﻟﺣدود ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﺑر ﻧﻘﺎط اﻟﻌﺑور اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿراﺋب واﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أو اﻟﻣﺻدر‪.3‬‬
‫ﻫـ ‪ -‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ :‬ﺗواﺟﻪ اﻹدارة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻋﻧد‬
‫ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺗﺗﻌﺎظم ﻣﻌﻪ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻣوﻟﯾن وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‪ :‬إن اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺷﻛل‬
‫اﻟﻣﺎدي واﻟظﺎﻫري ﻟﻠﻬوﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﯾن أطراف ﻻ ﯾﻌرﻓون‬
‫ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ وﻫﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﯾﺳت ﺿرورﯾﺔ ﻹﺗﻣﺎم ﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺻﻔﺎت‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ إذ أن اﻧﺗﺷﺎر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾزﯾد ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ‬
‫)*(‬
‫ﻟﺗطﺑﯾق‬ ‫اﻟﺗﺣﺻﯾل‪ ،‬وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا ﺻﻌوﺑﺔ اطﻼع إدارة اﻟﺿراﺋب ﻋل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋل اﻟدﺧل‪ ،‬أو اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت‪ ،‬أو ﻏﯾرﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟدﺧل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻵﻓﺎق واﻟﺗﺣدﯾﺎت‪27-25،‬‬
‫ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،2002‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ -307‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺧل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.272-262 :‬‬
‫‪ -3‬ﻣرازﻗﺔ ﺻﺎﻟﺢ ‪،‬ﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه دوﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ﺳﻧﺔ‪ ،2003‬ص‪.229 :‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻطﻼع ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﺑﯾﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬أو إﺧﻔﺎﺋﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻔﺣص واﻟرﻗﺎﺑﺔ‪ ،‬أي ﻋدم ﻗدرة إدارة اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻻطﻼع ﻟدى ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟدﻓﺎﺗر واﻟﻣﺳﺗﻧدات واﻟﺳﺟﻼت ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗوﻓرﻩ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت‬
‫واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ذﻟك ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﺗﺗﺑﻊ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﻣوﻟﯾن واﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻﺳﺗرداد اﻟدﯾن اﻟﺿرﯾﺑﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﺗﻬرﯾب اﻟﻧﻘود‪ ،‬أو ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﺑﻧوك ﺧﺎرج اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳرﯾﺔ اﻟذي ﺗﻔرﺿﻪ ﻫذﻩ اﻟﺑﻧوك‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻋﻣﻼﺋﻬﺎ‪ .‬وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﻧﺧﻔض اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ ﻣﻊ ﻏﯾﺎب دور اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺷﺄة‬
‫واﻟﻌﻣﻼء ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻹدارة اﻟﺿراﺋب ﻣن وﺳطﺎء‬
‫اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻋن طرﯾق اﻟﺣﺟز ﻣن اﻟﻣﻧﺑﻊ ﻗد ﺗﻘل‪ ،‬أو ﺗﺧﻔﻰ ﺗﻣﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻔﻘد اﻹدارة ﺑﻐﯾﺎب‬
‫اﻟوﺳﯾط ﻣﺻد ار ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋن اﻟﻣﻣوﻟﯾن وﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬم‪.1‬‬

‫إن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن واﻗﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري وظروﻓﻪ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر أن ﺗﺳﺎﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗطور‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﯾﺟب أﻻ ﯾﺣدث ذﻟك ﺑﻌﯾدا ﻋن واﻗﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬إذ ﻗد ﯾﻣﺛل ذﻟك‬
‫ﻣﺧﺎطرة ﻛﺑﯾرة ﻏﯾر ﻣﺣﻣودة اﻟﻌواﻗب ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﯾطﺑق ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾوﺟد ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻋﺎم ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ دول اﻟﻌﺎﻟم وﻓﻲ ﻛل اﻻﺣوال ‪.‬‬
‫ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن أن اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ‪ ،‬أﻟﻘت ﺑظﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬وأﺛرت ﻫذﻩ اﻟﺗطورات ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ ‪ ،‬أن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم اﻹﻋداد اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ أﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻷﺧص اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟظﺎﻫرة اﻟﻠﺻﯾﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻫﻲ ظﻬور ﻛﯾﺎﻧﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻣﻼﻗﺔ ﺗﻣﻛﻧت‬
‫ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ‪ ،‬وﻫﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط ‪.‬‬

‫رﻣﻀﺎن ﺻﺪﯾﻖ‪ ،‬اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.237:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪208‬‬
‫ﺧــﺎﺗﻣﺔ‬
‫رﻛزت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟذي‬
‫ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ ﺑدورﻧﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ‪ ،‬ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ‬
‫ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة ‪.‬‬
‫إن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺣدد ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻧﻌزﻟﺔ وﻟﻛن ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻛل اﻟﻣﺗﻐﯾرات واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن‬
‫أﻫداف ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻷﺧرى ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‬
‫‪.‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻧﺟد إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﻣﺛل ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ وﻻ ﺗزاول‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﺣدى اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺟذب وﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات رﻏم ﻣﺎ‬
‫ﯾﺛﺎر ﻣن ﺟدل ﺣول ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻧﺟد إن اﻟﺟزاﺋر ﺗﻔﺗﻘد ﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻧﻣوﯾﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم ‪،‬‬
‫ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟذي ﯾﺷﻛو ﻣن اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ وﻋدم اﻟﺗﺧطﯾط ‪ ،‬وﻧﺷﯾر ﻫﻧﺎ إﻟﻰ ﺿرورة‬
‫ﺗطﺑﯾق إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾر ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻹﺻﻼح إﻧﺗﺎﺟﻲ داﺧﻠﻲ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺣﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن‬
‫ﺗﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدول ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘوم ﺑﺎﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﺑﺗﻣﻛﯾن ﻛﯾﺎﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺑل أن ﯾﺳﺗﻔﺣل‬
‫اﻟﺗﺣرﯾر ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إن اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم دون اﻋﺗﻣﺎد‬
‫ﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻬداف ﻻﻧﺗﻘﺎء أﻧواع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ ‪،‬‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ أﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬدر اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ‬
‫أﻣﺎ ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ وﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻫذا ﻓﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ أن ﺗرﺷﯾد ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣﻠﻬﺎ إﺳﺗﺛﻣﺎ ار‬
‫وأدوات ﯾﺗطﻠب اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎط اﻟﺧﻠل واﻟﺿﻌف ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺷﯾﻊ ﻓﯾﻪ ﻣﻧﺢ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬ﺗﺷﯾر اﻷدﻟﺔ إﻟﻰ أن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر إﺿﺎﻓﯾﺔ وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﻛون‬
‫ﻣوﺿﻊ ﺷك ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﻣن ﺟﺎﻧب ﺑﻌض اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻔﻲ ﺗﺣت ﺳﺗﺎر ﺷرﻛﺎت ﺟدﯾدة ﺑﺈﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم ﺻورﯾﺔ ‪ ،‬ﻛذﻟك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫اﻷﺟﺎﻧب ‪ ،‬وﻫم اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﻌظم اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﺧذون ﻗرار اﻟدﺧول ﻟﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫اﺳﺎس طﺎﺋﻔﺔ اﺧرى ﻣن اﻟﺣواﻓز ﻏﯾر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ) ﻛﺎﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪،‬‬

‫‪209‬‬
‫واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ( ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻛون أﻫم ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻌواﻣل ﺑﺄي ﺣﺎل ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣوﺿﻊ ﺷك أﯾﺿﺎ ﻣن‬
‫ﺣﯾث ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﺧزاﻧﺔ ﺑﻼدﻩ ‪،‬‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ أي دﺧل ﻣﻌﻔﻰ ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﺿﯾف ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ‬
‫اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ‪.‬‬
‫ﻛم ﻧﺟد ان اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أﻧواع ﻣن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻹﻋﻔﺎءات‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ) أي اﻹﻋﻔﺎء ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ( ﻫﻲ اﻷﻛﺛر إﻧﺗﺷﺎ ار ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫﻲ‬
‫ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾوب رﻏم ﺑﺳﺎطﺔ إدارﺗﻬﺎ ‪ .‬ﻓﺄوﻻ ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل إﻋﻔﺎء اﻷرﺑﺎح ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﻘدارﻫﺎ ‪،‬‬
‫ﺗﻣﯾل اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ إﻟﻰ إﻓﺎدة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟذي ﯾﺗوﻗﻊ ﺗﺣﻘﯾق أرﺑﺎح ﻛﺑرى وﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫ﻏﯾﺎب ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻟﯾؤﺛر ﺑﺄي ﺣﺎل ﻋﻠﻰ ﻋزﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ .‬ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ ،‬إن اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺗوﺟد ﺣﺎﻓ از ﻗوﯾﺎ ﻟﺗﺟﻧب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺿراﺋب اﻟدﺧول‬
‫ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻔﺎة ﻟﺗﺣوﯾل أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ‪ .‬ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ ،‬ﻫﻧﺎك ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺣﺎﯾل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﺎﻹﻟﺗﻔﺎف ﻋﻠﻰ ﻓﺗرة اﻹﻋﻔﺎء‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣؤﻗت وﺗﻣدﯾدﻫﺎ ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺷروع اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﻘﺎﺋم إﻟﻰ ﻣﺷروع ﺟدﯾد‬
‫‪ .‬راﺑﻌﺎ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ذات اﻟوﻗت اﻟﻣﺣدد إﺟﺗذاب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗﺻﯾرة‬
‫اﻷﺟل ‪ .‬ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ ،‬ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﺗﻛون ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻹﻋﻔﺎء اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﻣؤﻗت ﻋﻠﻰ إﯾرادات اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻘدﯾم إﻗ اررات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔق‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﻣواردﻫﺎ ﻋﻠﻰ إدارة ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر ﻣدرة ﻟﻺﯾراد ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪ ،‬ﻛﺈﻋﻔﺎء اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن‬
‫ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻫﻲ ﺣواﻓز ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻺﺳﺗﻐﻼل ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧﻔﻊ ﻣن وراء إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣوﺿﻊ‬
‫ﺷك ‪ ،‬ﺻﻌوﺑﺔ ﻫذا اﻹﻋﻔﺎء ﺗﻛﻣن ‪ ،‬ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ‪ ،‬ﻓﻲ ﺿﻣﺎن إﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﻣﻌﻔﺎة ﺣﺳب‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺣﺎﻓز ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻺﻧدﻣﺎج اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‬
‫ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻣﺳﺗوى ﺿرﯾﺑﻲ أﻋﻠﻰ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ دور أﻗرب إﻟﻰ دور‬
‫ﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق إﯾرادات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط إﻟﻰ ﺿﻌف ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾض إﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺿراﺋب اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﺧﻔﯾﺿﺎ‬
‫ﺣﺎدا ‪ ،‬دون ان ﯾﺳﻔر ذﻟك ﻋن ﺣواﻓز ﺳﻠﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ ﻣزﯾد ﻣن اﻹﯾرادات ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ‬
‫اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ اﻟﺗﺻدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺣدﯾﺎت ‪ ،‬ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺗﺣدﯾد‬
‫أوﻟوﯾﺎﺗﻬم ﺑدﻗﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ واﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻹدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟرﺷﯾدة واﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ‪ ،‬ﻛذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻌزﯾز‬
‫اﻹدارات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗواﻛب اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻣن ﺧﻼل ﺗﻔﻌﯾل اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ إﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ أو‬
‫إﺳﺗﺻواﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺣﺻول اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺗﺿﺢ‬
‫إﺳﺗﻔﺎؤﻩ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ‪ ،‬وﯾﺑﻘﻰ دور اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﺣﺻو ار ﻓﻲ ﻣﺟرد‬
‫ﺿﻣﺎن إﺳﺗﯾﻔﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ‪ ،‬اﻣﺎ أﻟﯾﺔ اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻹﺳﺗﺻواﺑﯾﺔ ﻓﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻗرار طﻠب اﻟﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز ‪ ،‬دون وﺟود ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﺣددة ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ رﺳﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺷﻛوك‬
‫ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻣن ﺣﯾث ﻣردودﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن أﻓﺿل إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﻣﺳﺗﻣر ﻫﻲ ﺗوﻓﯾر إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﺳﺗﻘر وﺷﻔﺎف وﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم‬
‫ﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻷﻋراف اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺻﻣم ﻻﻗﺗﺻﺎد داﺧﻠﻲ ﻣﺳﯾطر ﻋﻠﯾﻪ ﻣرﻛ از إﻟﻰ‬
‫ﺣد ﻛﺑﯾر ‪.‬‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗرﺳم اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺷرح ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﺑﺷﻛل‬
‫واﺿﺢ وﺗﻣﻧﺢ ﻣوظﻔﻲ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺣرﯾﺔ ﺗﻘدﯾر واﺳﻌﺔ وﺗطﺑﯾق ﻏﯾر ﻣﻧﺳﺟم‬
‫ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧﻠل ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ واﻹﻟﺗزام‬
‫ﺑﻬﺎ اﻣ ار ﺻﻌﺑﺎ إن ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻘﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻟﻲ ‪.‬‬
‫ﻏﻣوض ﻗﺎﻋدة اﻟﺿرﯾﺑﺔ‬
‫إﻓﺗﻘﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺣﯾﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﻌدد اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫ﻋدم وﺟود اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟدﻗﯾق‬
‫وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺧﻠل إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺟزءة اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻌﺷواﺋﯾﺔ ﺧﻼل ﻋﻘود ﻣن اﻟزﻣن ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺳﺎﻗﻧﺎ ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﺑرزﻫﺎ ‪:‬‬
‫ﺿرورة ﻣﻐﺎدرة اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪211‬‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺿراﺋب وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺗﺷﺟﻊ واداﻣﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون‬
‫ﻫﻧﺎك إﺻﻼح إﻗﺗﺻﺎدي وﺟﻠب وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑدون ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﺣدﯾث وﻣواﻛب ﻟﻠﺗطور‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ إﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن واﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺻدر ﻣﺳﺗﻘر وﻓﻌﺎل ﻟﻺﯾراد اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻟﺗﻘﻠﯾل اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟﻧﻔط وﺗﻘﻠﺑﺎت‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻧﻔطﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧﺿوع اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﺿرورﯾﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾد اﻟدوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟرﻛود واﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﯾﺟب إﻋﺗﻣﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد ﺗﺻﻣﯾم اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪:‬‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾؤﻛد اﻹﺻﻼح ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﺗﺑﺳﯾط ﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺑﺈﺗﺟﺎﻩ رﻓﻊ اﻹﯾرادات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ وﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم‬
‫اﻟدﻗﯾق ﻗواﻧﯾن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻻ ﯾﻛون اﻷﻣر ﻋﺎﺋد إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﻘرﯾر ﻣن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻣﺎﻫو ﻏﯾر‬
‫ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ‪ ،‬ﺑل ﯾﺟب اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ﺑدﻗﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﺗﺻﻣﯾم ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﺑﺻورة ﻣﺗﻘﻧﺔ ﯾﻠﺑﻲ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺣﯾﺎد واﻟﺑﺳﺎطﺔ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ إن ﺣﯾﺛﯾﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗد ﺗﺗﻐﯾر ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷي ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ واﻟﻣﺗﺟﺳدة ﻓﻲ اﻟﻬﯾﻛل‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺗوازن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ‪.‬‬
‫اﻟﺗﺣدي اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻫو ﺗﺻﻣﯾم ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻋﺎدل وﻓﻌﺎل وﺑﺳﯾط ﯾﺣﻘق‬
‫اﻷﻫداف اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫إﺻﻼح اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﺗﺗطﻠب ﻋﻣوﻣﺎ ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ ﻧواﺣﻲ ﻋدة ‪ ،‬ﺑداء ﻣن اﻹدارة‬
‫اﻟﺿرﯾﺑﻲ و اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻧﺑﺛق اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻗواﻧﯾﯾن ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘرة ﻗد اﻹﻣﻛﺎن ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻠﯾل‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﺗﻛررة‪.‬‬
‫اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺗﻛرر ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺧﯾب أﻣل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن وﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﯾﻬم ﻓﻬم‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن واﻹﻟﺗزام ﺑﻬﺎ وﺗﺳﺗﻐل اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ واﻟﺗﺣﺎﯾل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﺑﻌض اﻷﺳﺑﺎب ﻣﻠﺣﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻧﺎﻣﻲ أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﺿرورة ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﺣﯾﺎد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ﺿرورة أن ﺗﻌﺗﻣد ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻓﻲ‬
‫دوﻟﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ إﻋﺗﻣﺎدات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻷﺧر ‪.‬‬
‫ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻫو وﺿﻊ ﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ ﻣﻊ ﻧﺳب ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬إن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺣﺎﻓ از‬
‫ﺣﯾث ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻷرﺑﺎح ‪.‬‬
‫ﻫذا ﯾﻌطﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ان اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﺳوق ﺣرﯾﺔ إﺧﺗﯾﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﻛﺛر رﺑﺣﯾﺔ‬
‫ﺑدون ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻏﯾر اﻟﻼزم وﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺣﯾﺎد اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗرﺟم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ٕواﻟﻰ إﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﻛﻠﻔﯾن وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻐﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬


‫اﻟﻛﺗب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻣراﺟﻊ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ‪:‬‬

‫‪ .1‬أﺣﻣد ﻗﺎﺳم ‪ ،‬أﺛر ﻗﺎﻧون ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷردﻧﻲ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ -‬اﻷردن‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺣﺟﺎزي ﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪1998 ،‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺣﯾﺎري ﻋﺎدل ‪ ،‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣطﺎﺑﻊ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻫرام ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪1968 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .4‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .5‬ﺑن اﻋﻣﺎرﻩ ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺣﺳب ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ،2010‬دار ﻫوﻣﻪ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ - .6‬ﺑن اﻋﻣﺎرﻩ ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﺣﺳب ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ، 2010‬دار ﻫوﻣﻪ ‪ ،‬ﺑوزرﯾﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ - .7‬ﺑن اﻋﻣﺎرﻩ ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﺣﺳب ﺗﻌدﯾﻼت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ ، 2010‬دار ﻫوﻣﻪ ‪ ،‬ﺑوزرﯾﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ .8‬ﺣرﺑوش ‪ ،‬ﺣﺳﻧﻲ وأرﺷﯾد ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻣوﯾل ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾق ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪ ،‬اﻹردن ‪. 1997 ،‬‬
‫‪ .9‬ﺣﺳﯾن ﻋﻣر‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪. 2000‬‬
‫‪ .10‬ﺧﺻﻣﺎوﻧﻪ ﺟﻬﺎد ﺳﻌﯾد ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪،‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪ .11‬درﯾد ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ‪،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﻌوﻗﺎت واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .12‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر دراﺳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 8‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1997‬واﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 230‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﻋﻠﻰ ﺿوء‬
‫آراء اﻟﻔﻘﻪ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪.1998‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ .13‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬د‪ /‬ﺷﻛري رﺟب اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺿراﺋب )ﺳﯾﺎﺳﺎت ‪،‬‬
‫ﻧظم‪،‬ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﻌﺎﺻرة(‪،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2007 ،‬‬
‫‪ .14‬طﺎﻫر ﺣﯾدر ﺣردان ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻹردن ‪،‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪ .15‬ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر أﺑو ﻋزة‪ ،‬اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻧﺷورة ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﺑﻧك دﺑﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻋدد‪.1995 ،173‬‬
‫‪ .16‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف‪ ،‬ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗدوﯾل و ﺟدوى اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪1989‬‬
‫‪ .17‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻓﻬﻣﻲ‪ ،‬ﻫﯾﻛل أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘﯾﯾم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬دار اﻟراﻗب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪،‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪.1985 ،‬‬
‫‪ .18‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ‪ ،‬اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷردن‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻋﻣﺎن‪-‬‬
‫اﻻردن‪.1974 ،‬‬
‫‪ .19‬ﻋﺛﻣﺎن ‪ ،‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪2000 ،‬‬
‫‪ .20‬ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﺻﻘر‪ ،‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1998،‬‬
‫‪ .21‬ﻓﻬﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ ‪ ،‬وﻋﺑد اﷲ ﺳﯾد ﻟطﻔﻲ ‪ ،‬اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣوﺣدة ﻋﻠﻰ دﺧل اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن وﺗطﺑﯾﻘﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻛﺗب ﻟطﻔﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1999 ،‬‬
‫‪- .22‬ﻓﯾﺗو ﺗﺎﻧزي ‪ ،‬ﻫﺎول زي ‪ ،‬اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑوﻋﺎت ﺻﻧدوق‬
‫اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬واﺷﻧطن اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .23‬ﻟﯾﻠﻰ اﻟﺧواﺟﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺣددات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪،‬‬
‫اﻟﻌددان ‪ 429،440‬ﯾوﻟﯾو أﻛﺗوﺑر ‪.1995‬‬
‫‪ .24‬ﻣﺣﻣد أﺑو ﻧﺻﺎر‪ ،‬ﻣﺣﻔوظ اﻟﻣﺷﺎﻋﻠﺔ‪،‬ﻓراس ﻋطﺎ اﷲ اﻟﺷﻬوان‪ ،‬اﻟﺿراﺋب وﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻬﺎ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬داﺋرة اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن اﻷردن‪.2003 ،‬‬
‫‪ .25‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ واﻟﺿراﺋب‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫‪ ،‬ﺑوزرﯾﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .26‬ﻣﺣﻣد ﻧﺟﯾب ﺟﺎدو ‪ ،‬ظﺎﻫرة اﻟﺗﺳرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ وأﺛﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) دراﺳﺔ‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ( ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .27‬ﻧزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬اﻹﺛﺎرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2007،‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ .28‬وﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪،‬ﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓﻘﺎ ﻷﺣدث اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬دار‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻر‪.2005-2004،‬‬
‫‪ .29‬ﻧزﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﻘﺻود ﻣﺑروك‪ ،‬اﻹﺛﺎرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2007،‬‬
‫‪ .30‬وﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪،‬ﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻓﻘﺎ ﻷﺣدث اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬دار‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺻر‪.2005-2004،‬‬
‫ب‪ -‬ﻣراﺟﻊ ﻋﺎﻣﺔ ‪:‬‬
‫‪ .31‬إﺑراﻫﯾم اﻟﻌﯾﺳﺎوي‪ ،‬اﻟﺟﺎت وأﺧواﺗﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪.1995 ،‬‬
‫‪ .32‬إﺑن ﻣﻧظور ‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد ‪ ، 6‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪) ،‬دت( ‪. .‬‬
‫‪ .33‬أﺣﻣد ﻛﻣﺎل أﺣﻣد‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ واﻟﻣدرﺳﯾﺔ‪ ،‬ج‪.‬‬
‫م‪.‬ع ‪. 1976،‬‬
‫‪ .34‬أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﺟذوب‪ ،‬اﻟﺟﺎت وﻣﺻر واﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣراﻛش‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬
‫‪،‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .35‬إﻛرام ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ‪ ،‬اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﺗل اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻛﻧﻼت‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ .36‬اﻟﺣﺎج طﺎرق ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار ﺻﻔﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ .37‬اﻟدﻗر رﺷﯾد ‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ‪ ،‬دﻣﺷق ‪. 1962 ،‬‬
‫‪ .38‬اﻟطﺎﻫر ﻋﺑد اﷲ ‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ‪1984 ،‬‬
‫‪ .39‬ﺑرﻛﺎت ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺻﺎدق ‪ ،‬و د‪ /‬دراز ﻣﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ) ،‬ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر ( ‪.‬‬
‫‪ .40‬ﺟﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾد ﻣرﯾر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟدار‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ‬
‫‪.2002،‬‬
‫ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‬ ‫‪.41‬‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.1988‬‬
‫‪ .42‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب ود‪ /‬أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار واﺋل‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪.2005 ،‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ .43‬ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة اﻟﺧطﯾب‪،‬د‪ /‬أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار‬
‫واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .44‬رﻓﻌت اﻟﻣﺣﺟوب ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻹﯾرادات ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪،‬‬
‫‪. 1975‬‬
‫‪ .45‬ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﯾﻔﻲ ﺣﺎﺗم‪ ،‬اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺟدﯾدة طرﯾق ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﻣﺻرﯾﺔ‬
‫اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎم ‪.1992‬‬
‫‪ .46‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺟﺎر ‪ ،‬إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻧدوة ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ ‪،‬‬
‫اﻟﻛوﯾت ‪.1990 ،‬‬
‫‪ .47‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬‬
‫طﺑﻌﺔ أوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .48‬ﺷﺎﻣﯾﺔ أﺣﻣد زﻫﯾر ‪ ،‬و د‪ /‬اﻟﺧطﯾب ﺧﺎﻟد ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬‬
‫ﻋﻣﺎن ‪. 1997 ،‬‬
‫‪ .49‬ﺻﺑﺎح ﻧﻌوش ‪ ،‬أزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟﻣدى‬
‫ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻧﺷر ‪ ،‬ﺳورﯾﺎ ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ .50‬ﺻﺑﺣﻲ ﻣﺣﻣد ﻗﻧوص ‪ ،‬أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫‪.1999 ،‬‬
‫‪ .51‬ﺻﻼح اﻟدﯾن ﺣﺳن اﻟﺳﺑﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻓراد‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪،‬‬
‫دار وﺳﺎم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.1998 ،‬‬
‫‪ .52‬ﻋﺎطف اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﺟﺎت واﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث دراﺳﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎت واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ‪،‬‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ رﻣﺿﺎن و أوﻻدﻩ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .53‬ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﻋﺑد اﷲ ﻋﯾد‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .54‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺑو ﻗﺣف‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪،‬ط‪،2‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ .55‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل ﺟزﺋﻲ وﻛﻠﻲ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .56‬ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب‪ ،‬دراﺳﺎت اﻟﺟدوى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﻊ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2000 ،‬‬
‫‪ .57‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓوزي‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ‬
‫واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫ﻋ‬ ‫‪.58‬‬
‫ﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزال ﻋﯾدﻟﻲ‪ ،‬ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ )‪ (WTO‬واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ -‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.1999 ،‬‬
‫اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﻔرص‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ‪،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬ ‫‪ .59‬ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﻌﻔوري‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺟﺎت‬
‫ﻣدﺑوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .60‬ﻋﺑد اﻟواﺣد اﻟﻌﻔوري‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺟﺎت "اﻟﺗﺣدﯾﺎت و اﻟﻔرص"‪ ، ، ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬
‫ﻣدﺑوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.2000‬‬
‫‪ .61‬ﻋﺑد ﻣﺟﯾد ﻗدي ‪ ،‬ﻣداﺧل إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ‪ ،‬دﯾون اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .62‬ﻋﻠﻲ ﻟطﻔﻲ ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة ‪.2003 ،‬‬
‫‪ .63‬ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﺳوﯾﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣوازﻧﺔ‪ ،‬ﺿراﺋب اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬طرﺑﻠس ‪،‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن ‪.2005‬‬
‫‪ .64‬ﻓﺿل اﷲ ﻣﺣﻣد ﺳﻠطﺢ‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬
‫ﺑﺳﺗﺎن اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ )،‬دون ﺑﻠد ﻧﺷر ( ‪.2000‬‬
‫‪ .65‬ﻓﺿل ﻋﻠﻲ ﻣﺛﻧﻰ‪ ،‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ، ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.2000 ،‬‬
‫‪ .66‬ﻓﻠﯾﺢ ﺣﺳن ﺧﻠف ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوراق ‪ ،‬اﻷردن ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ .67‬ﻗﺣطﺎن ﺳﺑوﻗﻲ ‪ ،‬إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار طراﺑﻠس ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗرﺟﻣﺔ ‪،‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪ .68‬ﻛﻣﺎل ﺑﻛري ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪. 1986 ،‬‬
‫‪ .69‬ﻣﺣﺳن أﺣﻣد اﻟﺧﺿﯾري‪ ،‬اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﺟﺗﯾﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .70‬ﻣﺣﻣد ذﻛﻲ ﺷﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪. 1970،‬‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪،‬‬ ‫‪ .71‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺟﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .72‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺟﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬إﯾﻣﺎن ﻋطﯾﺔ ﻧﺎﺻف ‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻧظرﯾﺔ‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺳم اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 2000 ،‬‬

‫‪218‬‬
‫‪ .73‬ﻣﺣﻣد ﻋﻣر أﺑودوح‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺿراﺋب واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر‪.‬‬
‫‪ .74‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ إﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟﺟﺎت اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﺎت ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 2003،‬‬
‫‪ .75‬ﻣﺣﻣد ﻣدﺣت ﻋزﻣﻲ ‪ ،‬اﻟواردات واﻟﺻﺎدرات واﻟﺗﻌرﯾﻔﺔ اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪،‬‬
‫ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺷﻌﺎع ‪ ،‬ﻣﺻر ‪. 2002 ،‬‬
‫‪ .76‬ﻣﺣﻣودي ﻣراد‪ ،‬اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎطق‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣرة‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .77‬ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق ‪ ،‬د‪ /‬ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد دراز‪ ،‬د‪ /‬اﻟﻣرﺳﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺟﺎزي‪،‬‬
‫ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق‪،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬دار ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪1978 ،‬‬
‫‪.‬ﯾوﻧس أﺣﻣد اﻟﺑطرﯾق ‪ ،‬أﺻول اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻣﺻري اﻟﺣدﯾث ‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 1966 ،‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت واﻟﺑﺣوث ‪:‬‬


‫أ‪/‬اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت ‪:‬‬
‫‪ .1‬أﺷرف ﺣﻧﺎ ﻣﯾﺧﺎﻧﯾل‪ ،‬ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﺗﻧﻣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺻر ‪،‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر دور اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ‪ ،‬ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ﯾوﻣﻰ ‪ 26 -25‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪.2004‬‬
‫‪ .2‬اﻷوﻧﻛﺗﺎد‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻧﯾوﯾورك وﺟﻧﯾف‪.1999 ،‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺟوزي ﺟﻣﯾﻠﺔ ‪ ،‬أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺟذورﻫﺎ ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺗﻣر اﻻزﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺟﻧﺎن ‪ ،‬طراﺑﻠس ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪.2009‬‬
‫‪ .4‬اﻟداوي اﻟﺷﯾﺦ ‪ ،‬اﻻزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ٕواﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ وﺣﻠوﻟﻬﺎ ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر‬
‫ﻣؤﺗﻣر اﻻزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻐرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﻧﺎن ‪ ،‬طراﺑﻠس ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪. 2009‬‬
‫‪ .5‬ﺑراﻫﻣﯾﺔ أﻣﺎل ‪ ،‬أ‪ /‬ﺳﻼﯾﻣﯾﺔ ظرﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ‪ :‬ﺗﻌزﯾز اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻫو اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟدوﻟﻲ ﺣول‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫‪219‬‬
‫ﯾوﻣﻲ ‪21‬و‪ 22‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2006‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻣﺧﺑر اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .6‬ﺑﻠﻐرﺳﺔ ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺑرؤﯾﺔ واﻗﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻣداﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ،2003‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب‪ ،‬اﻟﺑﻠﯾدة‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .7‬ﺑوﺧﺎوة إﺳﻣﺎﻋﯾل و أ‪ /‬دوﻣﻲ ﺳﻣراء ‪ ،‬اﻹﺻﻼح اﻟﺿرﯾﺑﻲ وﻓق ﻣﻌﺗﻘدات ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد‬
‫اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬ﻣداﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ اﻟوطﻧﻲ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﯾن‬
‫‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ، 2003‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب‬
‫اﻟﺑﻠﯾدة ‪. 2003،‬‬
‫‪ .8‬ﺟﻼل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‪ ،‬أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺟدوى اﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺛﺎﻣن ﺑﻌﻧوان )دور اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗوﻓﯾر ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻟﻠﺷﺑﺎب(‪ ،‬دار اﻟدﻓﺎع اﻟﺟوي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ﯾوﻣﻲ ‪23‬و‪24‬‬
‫ﻣﺎرس ‪.1960‬‬
‫‪ .9‬ﺷﺎﯾب ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﺣول اﻟﺟزاﺋر‬
‫واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪ 30-29 ،‬أﻓرﯾل ‪.2002‬‬
‫ﻋﺑد اﻟرﺳول ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي‪ ،‬دور اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ اﻹﻋﻔﺎءات ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎط‬ ‫‪.10‬‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﻧﺷﺎط اﻟﺗﺻدﯾري‪،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ‪ ،‬ﺗطوﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء‬
‫اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻣﺎﯾو‪.2002 ،‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻗدي‪ ":‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ" اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول‬ ‫‪.11‬‬
‫ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣت‬
‫ﻋﺑﺎس‪ ،‬ﺳطﯾف‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2001/10/30-29 ،‬‬
‫ﻋﯾﺳﺎوي ﻟﯾﻠﻰ وأ‪ /‬ﺣﻣداوي اﻟطﺎوس‪ ،‬ﺗﻧﺳﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ وﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺣﯾط‬ ‫‪.12‬‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣداﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪ ،2003‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب‪.2003 ،‬‬
‫ﻓرﯾد ﻛورﺗل ‪ ،‬اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ورﻗﺔ‬ ‫‪.13‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺗﻣر اﻻزﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟﻐرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﻧﺎن ‪ ،‬طراﺑﻠس ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ 14/13 ،‬ﻣﺎرس ‪. 2009‬‬

‫‪220‬‬
‫ﻟﻌﻣﺎرة ﺟﻣﺎل وأ‪ /‬ﺑن طﺑﻲ دﻻل وأ‪ /‬ﻧﺻﺑﺔ ﻣﺳﻌود ‪ ،‬اﻟزﻛﺎة وﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫‪.14‬‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣول ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت دراﺳﺔ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر واﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾوﻣﻲ ‪21‬و‪ 22‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪. 2006‬‬
‫ﻣراد ﻣﺟدى وﻫﺑﻪ‪ ،‬ﺗطور اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺳﻧوي‬ ‫‪.15‬‬
‫اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺻرﯾن‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺣﺻﺎء‬
‫واﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ ،‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1988‬‬
‫ﻣوﻟﻪ ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧظﺎم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ‪ :‬اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ‬ ‫‪.16‬‬
‫واﻟﺗﺣدﯾﺎت‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﺣول اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻛﯾﻛدة‬
‫‪ 14-13‬ﻣﺎي ‪.2001‬‬
‫ﻧﺎﺻر ﻣراد ‪ ،‬إﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣداﺧﻼت اﻟﻣﻠﺗﻘﻲ‬ ‫‪.17‬‬
‫اﻟوطﻧﻲ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺑﯾن ‪ 12-11‬ﻣﺎي ‪، 2003‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب اﻟﺑﻠﯾدة ‪. 2003 ،‬‬

‫اﻟﻣﺟﻼت واﻟدورﯾﺎت ‪:‬‬


‫‪ .1‬أﺣﻣد ﺑﺎﺷﻲ‪ ،‬واﻗﻊ وآﻓﺎق اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫ﻟﻺدارة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.2003 ،26‬‬
‫‪ .2‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺷرﻗﺎوي‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﺗﺧطﯾط‬
‫اﻟﻘوﻣﻲ ‪ ،‬ﺟوان ‪. 1981‬‬
‫‪ .3‬ﺟﻼطو ﺟﯾﻼﻟﻲ‪ ،‬ﺗﺣدﯾﺎت ورﻫﺎﻧﺎت اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫‪،1‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪. 1998‬‬
‫‪ .4‬ﺣﺳﯾن ﺣﺟﺎج ‪ ،‬اﻷﺳواق أم اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻹﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل ﻏﯾر ﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺗﯾﺳﯾر ‪،‬‬
‫ﻋﻣﺎن ‪.1996 ،‬‬
‫‪ .5‬ﺣﻣﯾداﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎﺻر ‪ ،‬اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣؤﺷراﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دورﯾﺔ أﻛﺎدﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟوادي‬
‫‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ، 2008‬ﻣزوار ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟوادي ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ .6‬ﺧﻠﯾل ﻣﺣرم ﺧﻠﯾل‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪،‬‬
‫اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻹﺣﺻﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‬
‫واﻟﺛﻣﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻌددان ‪ ،438-437‬ﯾوﻟﯾو‪ /‬أﻛﺗوﺑر‪.1994 ،‬‬
‫‪221‬‬
‫‪ .7‬رأﻓت رﺿوان ‪،‬رﺷﺎ ﻋوض وﻻء اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺿراﺋب ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻷﻋﻣﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪.2000‬‬

‫ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺧل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ واﻟﺣﻠول‬ ‫‪ .8‬رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ﻣﺣﻣد‪،‬‬
‫اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث‪ ،‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪.2002‬‬
‫‪ .9‬ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟدﺧل اﻟﺗﺟﺎرة اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر اﻟﺗﺟﺎرة‬
‫اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻵﻓﺎق واﻟﺗﺣدﯾﺎت‪ 27-25،‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،2002‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳﻣﯾﺣﺔ اﻟﺳﯾد ﻓوزي‪ ،‬اﻧﻌﻛﺎس ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺻﻼح ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬ ‫‪.10‬‬
‫ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻌدد رﻗم )‪(421‬ﯾﻧﺎﯾر ‪.1992‬‬
‫ﺳﯾد اﻣﺎم‪ ،‬اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر‬ ‫‪.11‬‬
‫اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،345‬ﯾوﻧﯾو ‪.1976‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﻟﺣﻲ ‪ ،‬اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻹﻧﺿﻣﺎم اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‬ ‫‪.12‬‬
‫ودور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫اﻷول ﺳﻧﺔ ‪2001 ، 2001‬‬
‫ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﻟﺣﻲ ‪ ،‬دور اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‬ ‫‪.13‬‬
‫اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2000 ،‬‬
‫ﺻﻔﺎ ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد‪ ،‬آﺛﺎر ﺗرﺷﯾد اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺧﻔض اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ‬ ‫‪.14‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺳوﻫﺎج – ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺟﻧوب اﻟوادي‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷرة‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ دﯾﺳﻣﺑر‪. 2001‬‬
‫ﺻﻔوت ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻋوض اﷲ‪ ،‬اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وآﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬ ‫‪.15‬‬
‫واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 1‬ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪1998‬ﺑﺷﺄن ﺿﻣﺎﻧﺎت وﺣواﻓز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺻدرﻫﺎ أﺳﺎﺗذة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‬
‫واﻷرﺑﻌون‪ ،‬ﯾﻧﺎﯾو‪.2003 ،‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻛﺎﻣل أﺑوﻫﺎن‪ ،‬د‪/‬ﻫﺎﺷم ﻣرزوك اﻟﺷﻣرى‪ ،‬اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻠﺻﺎدرات‬ ‫‪.16‬‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﺗﺟﺎري وﺳﺑل دﻋﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌراق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟوﺣدة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻎ واﻟﻌﺷرون‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة‪ ،‬ﯾوﻧﯾو‬
‫)ﺣزﯾران(‪.2003‬‬

‫‪222‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑوزاﯾدة ‪ ،‬اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ‬ ‫‪.17‬‬
‫ﺗﻘﯾﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻧزال اﻟﻌﺑﺎدي‪ ،‬أﺛر ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ‬ ‫‪.18‬‬
‫أورﺟواي ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدات اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺑﺣوث اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺑﺣوث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‪ ،‬رﺑﯾﻊ ‪.2000‬‬
‫ﻓرﺣﻲ ﻣﺣﻣد ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻘوﻣﺎت ‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث دورﯾﺔ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﻋن ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ورﻗﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدداﻟﺛﺎﻧﻲ ‪. 2003 ،‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد ﻓرﻫود‪ ،‬اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻﻠﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﻧﺷر اﻟدراﺳﺎت واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرون‪ ،‬دﯾﺳﻣﺑر ‪.2001‬‬
‫ﻣداﻧﻲ ﺑن ﺷﻬرة‪ ،‬وﺻﻔﺔ ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ‬ ‫‪.21‬‬
‫اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺻر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،489‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺗﺳﻌون‪ ،‬ﯾوﻟﯾو‬
‫‪ ،2005‬اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر‪.2005 ،‬‬

‫‪ ‬اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪:‬‬


‫‪ .1‬اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ﻋﺟﻼن ‪ ،‬ﺗرﺷﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوﻋﺎء واﻟﺗﺣﺻﯾل‬
‫‪ – 2009-1992‬ﺣﺎﻟﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ‪ ، -‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓرع‬
‫اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪. 2006/2005‬‬
‫‪ .2‬ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ‪ ،‬ظﺎﻫرة اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟدوﻟﻲ وأﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ .3‬ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم ﺟﻣﻌﻪ ﻣﺣﻣود ﺣﺳن ‪ ،‬دور اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻹﺻﻼح اﻹﻗﺗﺻﺎدي‬
‫واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪،‬ﻣﺻر ‪. 2000‬‬
‫‪ .4‬ﻋﺻﺎم ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺷﻬﺎﺑﻲ ‪ ،‬ﺿواﺑط اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .5‬ﻋﯾﺳﻰ ﻣ ارزﻗﺔ ‪ ،‬اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة‬
‫دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ﺑﺎﺗﻧﺔ ‪. 2007/2006 ،‬‬
‫‪223‬‬
‫‪ .6‬ﻏدﯾر ﺑﻧت ﺳﻌد اﻟﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ إطﺎر‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻹﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ .7‬ﻣ ارزﻗﺔ ﺻﺎﻟﺢ ‪،‬ﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ‬
‫دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‬
‫ﺳﻧﺔ‪.2003‬‬
‫‪ .8‬ﻣﻧﻰ ﻣﺣﻣود إدﻟﺑﻲ ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟدول‬
‫اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ‪. 2006 ،‬‬
‫اﻟﺗﻘﺎرﯾر ‪:‬‬
‫‪ .1‬إﻋﻼن اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬إﺻدار اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬إدارة ﺷؤون اﻹﻋﻼم‪ ،‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1990‬‬
‫‪ .2‬اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )‪ ،1999 (UNCTAD‬أﻣﺎﻧﺔ ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫ﻟﻠﺗﺟﺎرة و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻧﯾوﯾورك و ﺟﻧﯾف‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻣوﺟز ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣراﺟﻌﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل وﻗواﻧﯾن ﺿرﯾﺑﯾﺔ أﺧرى ﻟﻠﻌراق ‪ ،‬اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدى‬
‫اﻟﻌراﻗﻲ ‪ ،‬ﻣﺳودة ﻋﻣل أﻋدت ﻣن ﻗﺑل ﻛﺎدر ‪ /‬اﻟﻣﺷروع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌراﻗﻲ‬
‫اﻟﻣﻣول ﻣن ﻗﺑل اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﺑﺎط ‪، 2006‬‬
‫وﻣراﺟﻌﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻣوز ‪ ، 2006‬ﺛم ﺟرى ﺗﺣدﯾﺛﻪ ﻗﻲ ﺷﺑﺎط ‪.2008‬‬
‫‪ .4‬روﺑرت ﻛﻠﯾﺗﺟﺎرد ‪ Robert Klitgaard‬ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻪ ﺣول "اﺳﺗﺋﺻﺎل ﺷﺄﻓﺔ اﻟﻔﺳﺎد" ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ 2‬ﯾوﻧﯾﺔ‪ ،2000‬ص‪ .2‬ﯾذﻛر أن‬
‫ﻛﻠﯾﺗﺟﺎرد ﻫو أﺳﺗﺎذ ﻣﺗﻣﯾز ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻷﻣن اﻟدوﻟﯾﯾن وﻋﻣﯾد ﻣدرﺳﺔ راﻧد ﻟﻠﺧرﯾﺟﯾن‪ ،‬ﺳﺎﻧﺗﺎ‬
‫ﻣوﻧﯾﻛﺎ ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫‪ .5‬طﺎﻟﻊ ﺗﻘرﯾر اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ‪10‬ﺳﯾﺑﺗﻣﺑر‪،2002‬‬
‫اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟدورة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ واﻟﺧﻣﺳون‪ ،‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم‪ ( A/57/1 )1‬ﻧﯾوﯾورك‪،2002‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺗﻌﺎون ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻘواﻧﯾن واﻷواﻣر واﻟﻣراﺳﯾم ‪:‬‬


‫أ‪/‬اﻟﻘواﻧﯾن ‪:‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ .1‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 277-63‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 1963‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ رﻗم ‪ 08 :‬ﺳﻧﺔ ‪1963‬‬
‫‪ .2‬ﻗﺎﻧون ‪ 284/66‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1966/09/15‬ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1966‬اﻟﻌدد ‪80‬‬
‫‪ .3‬ﻗﺎﻧون اﻟﺛورة اﻟزراﻋﯾﺔ رﻗم ‪ 73/71‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1971/11/18‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪ 1971 ،‬رﻗم‪47 :‬‬
‫‪ .4‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 11-82‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 21‬اوت ﺳﻧﺔ ‪ 1982‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟﺧﺎص اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ،1982‬اﻟﻌدد ‪34‬‬
‫‪ .5‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 12-86‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1986-08-19‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻟﺑﻧك واﻟﻘرض‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1986‬اﻟﻌدد‪34‬‬
‫‪ .6‬ﻗﺎﻧون ‪ 13-86‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬أوت ‪ ،1986‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘ ارطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ،1986‬اﻟﻌدد ‪35‬‬
‫‪ .7‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 19/87‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1987‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1987‬اﻟﻌدد‪. 50‬‬
‫‪ .8‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 03-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،1987‬اﻟﻌدد ‪02‬‬
‫‪ .9‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 04-88‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1988-01-12‬ﻟﺗﺣدﯾد ٕواﺗﻣﺎم ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌدد ‪02‬‬
‫ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم‬
‫‪1‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 06-88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ّ 1988-01-12‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ 12-86‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧظﺎم اﻟﺑﻧوك واﻟﻘرض‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌدد ‪02‬‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض رﻗم ‪10-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 14‬اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 1990‬اﻟﺟرﯾدة‬ ‫‪.11‬‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1990‬اﻟﻌدد ‪16‬‬
‫ﻗﺎﻧون ‪ 03-2000‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 05‬أوت ‪ 2000‬اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬ ‫‪.12‬‬
‫ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،48‬ﺳﻧﺔ‪.2000 ،‬‬

‫‪225‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 10-01‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 03‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺟم ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬ ‫‪.13‬‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 2001‬رﻗم ‪35‬‬
‫ﻗﺎﻧون ‪ 01-02‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﻓﯾﻔري ‪ 2002‬ﺣول اﻟﻛﻬرﺑﺎء و ﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز‪، ،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2002‬اﻟﻌدد‪08‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 07-05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬اﻓرﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 2005‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ 2005‬اﻟﻌدد ‪03‬‬
‫ب‪/‬اﻷواﻣر ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 22-95‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺧوﺻﺻﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،1995‬‬
‫اﻟﻌدد ‪48‬‬
‫‪ .2‬أﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﻣواﻓق ل ‪20‬اوت ‪ 2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2001‬اﻟﻌدد ‪47‬‬
‫‪ .3‬أﻣر رﻗم ‪ 08-06‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 2006‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم ‪ 03-01‬اﻟﻣﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ،2006‬اﻟﻌدد ‪47‬‬
‫‪ .4‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 284/66‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1966/09/15‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد رﻗم ‪ ،80‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪.1966/09/17‬‬
‫‪ .5‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/01‬ﻟـ ‪ 2001/08/20‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ رﻗم ‪ 47‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪.2001/08/22‬‬
‫ﺟـ‪ /‬اﻟﻣراﺳﯾم ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 242-80‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1980/10/14‬ﺧﺎص ﺑﺈﻋﺎدة ﻫﯾﻛﻠﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1980‬اﻟﻌدد ‪41‬‬
‫‪ .2‬ﻣرﺳوم رﻗم ‪ 01- 88‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1988/01/12‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ‬
‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1988‬اﻟﻌدد ‪. 02‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪ 12/93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 1993/10/ 05‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1993‬اﻟﻌدد ‪64‬‬

‫‪226‬‬
‫ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت و‬1994/10/17 ‫ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬319-94‫ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‬.4
‫ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ‬،‫ﺗﻧظﯾم اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ و ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
67 ‫ اﻟﻌدد‬،1994 ‫ ﺳﻧﺔ‬، ‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬
‫ اﻟﺟرﯾدة‬، ‫ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺳﯾﯾر رؤوس اﻷﻣوال اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬25-95 ‫ اﻟﻣرﺳوم رﻗم‬.5
50 ‫اﻟﻌدد‬،1995 ‫ ﺳﻧﺔ‬، ‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬
: ‫ﻣواﻗﻊ اﻻﻧﺗرﻧﯾت‬ 
http://site :‫اﻟﻣوﻗﻊ‬ ‫ﺗﺻﻔﺢ‬ ‫اﻟﻣﺳﺎﺋل‬ ‫ﻫذﻩ‬ ‫ﺣول‬ ‫اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل‬ ‫ﻣن‬ ‫ ﻟﻣزﯾد‬.1
resources.Worldbank.org/styles/wbi
See : http:// www.econlib. Org/library/ enc/marginal tax rate. .2
Htm.
http:// www.heritage . org ، 2009 ‫ ﺗﻘرﯾر اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬.3
‫ اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗداﻋﯾﺗﻬﺎ اﻹﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ‬، ‫ ﻣﯾﻣون اﻟرﺣﻣﺎﻧﻲ‬.4
. 2009/10/10 ‫ ﻣﺄﺧذ ﻣن ﻣوﻗﻊ أﺗﺎك ﻟﺑﻧﺎن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬، ‫اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻐرﺑﻲ‬
04)- « http : //www.geoscopie.com/ "Strategies mondiales "(SA) .5
acteurs/a 804 str.html
. ‫ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬: ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‬

1. ASCHAUER ,D. « Docs public capital crowd out private


capital ? » Journal of monctary economics, Vol,24, 1989.
2. Bemard Bret , le tiers monde , croissance , développement ,
inégalité , paris , collection histege , 2002 .
3. Bernard Castagnede,Prècis de fixalite internationale, Presses
Universitaires de France, 1ere Edition, Paris,2002.
4. BRACHET Bernard . le système Fiscale Français. lis . 7 éme
éditions . AOUT 1997 ; PARIS .
5. Brachet bernard , le systéme fiscal francais , lis , 7 eme
editions ,paris ; aout 1997 .
6. CERARDOM M.& GONZALES ARRITA « Interest rates, saving,
and growth in ldcs, an asscssment of precent cmpirical

227
rescarch, WORLD DEVELOPMENT,VOL :16 ,NO :5, GREAT
BRITAIN, 1988.
7. Dunning J.H. Studies in International Investment. London
.1984.
8. Hebbel , Klaus.S& Serven, Luis, The Economics of Saving and
Gvowth Theory,Evidence, and Implications for policy, the
World Bank, Cambridge, University press,United states, first
published, 1999.
9. Holland, David & Vamn ,Richard J, Income Tax incentives For
investm, Tax Law design and drafing Cvolume 2, international
Monetary Fund 1998.
10. IMF « The oretical aspects of the design of fund
supported adjustment programs » IMF,occasional paper
n° :55,WASHINGTON,D.C.1987 .
11. Jean Arrous , les théories de croissance , paris, éditions ,
1999.
12. Jean Rivoire , L’économie de marché ,Que sais –je ? ,
alger ,ed dahleb , 1994.
13. LIZONDO,J.S.& MONTTEL,P.“contradictory devaluation
in developingcountries:An analytical overview „ IMF staff
papers do :36, 1989.
14. Louis Dupont , La planification du développement à
l’épreuve des faits, éditions Publisud , Paris,1995.
15. Lowton,Thomas C,European industrial Policy and
competitiveness., (concepts and instruments),Macmillan
Press LTD, great Britain, 1999, First published.
16. M. LOURE , Influence de la fiscalité sur la formation de
l’épargne , Revue des sciences et législation financiéres , 1954 .
17. Nachida M’hamsadji bouzidi, 5Essais sur l’ouverture de
l’économie algérienne, op-cit.
228
18. Nichida M’hamsadji bouzidi, 5 E sais sur l'ouverture de
l'économie algérienne, op-cit.
19. Organization for Economic Cooperation
and Development (OECD) 1996, Benchmark Definition of foreign
direct investment, 3rd Edition, Paris.
20. PIERRE BEL TRAME , Fiscalitè en
Françe , 10 àme EDITION ; HACHETTE SUPERIEUR ; PARIS ;
2004 .
21. Pierre Bel Trame , le fiscalité en france , 10 aime edition ,
Hachette supérieur , paris , 2004 .
22. PINDYCK ,R « Irreversibility, uncertaintly and
investment » WORLD BANK :Striving for growth after
adjustment, THE ROLE OF CAPITAL
FORMATION,WASHINGTON D.C.1993.
23. Rache Macdculloch, Foreign Direct Investment In The
USA , Finance & Development, March 1993.
24. Réqis BENICHI ,Marc Nouschi , la croissance aux XIXémé
et XIXéme siécles , 2éme édition , Paris , edition marketing ,
1990.
25. Revue algérienne des relations
internationales :« investissement en Algérie »édition
internationales, N 25.1994 .
26. Reynolds,Alan,Marginal tax rates, the concise
encyclopedia of economics, the library of economics and liberty.
27. World Bank, The Role of Foreign Direct Investment in
Development, Development Committee meeting, Washington
D.C, (1991) .

229
‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬

‫اإلھداء‬
‫شكر و تقدير‬
‫‪8-1‬‬ ‫المقدمة العامة‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ودور اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ واﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‬
‫‪9‬‬ ‫مقدمة الفصل األول‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ودور اﻝدوﻝﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ‬
‫‪11‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ )ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ووﺴﺎﺌل ﺘﻤوﻴﻠﻬﺎ(‬
‫‪11‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﻘوﻤﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﻤﻌوﻗﺎﺘﻬﺎ‬
‫‪20‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬وﺴﺎﺌل ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‬
‫‪26‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬دور اﻝدوﻝﺔ واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ‬
‫‪26‬‬
‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬دور اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫‪31‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬دور اﻝدوﻝﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬
‫‪34‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﺘﺄﺜﻴر اﻝﺘﺤوﻻت اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﺠزاﺌري‬
‫‪41‬‬ ‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر وﻤﺤدداﺘﻪ‬
‫‪42‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻤﻔﻬوم اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪42‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪47‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺤددات اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝﺨﺎص‬
‫‪55‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ﻀوء ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﻨﻔﺘﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫‪69‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺘطور اﻹطﺎر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻼﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫‪70‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر اﻝﻤوﺠﻪ ‪1988- 1963‬‬
‫‪73‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﻨﻔﺘﺎح واﻝﺸراﻜﺔ‬
‫‪87‬‬ ‫اﻝﻤﺒﺤـث اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪89‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ أﻫداﻓﻬﺎ ﻤﺒﺎدﺌﻬﺎ‬
‫‪89‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺘﻌرﻴف وﺘوﺠﻬﺎت اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪92‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺒﺎدئ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪95‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬أﻫداف اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪98‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺤددات اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪98‬‬ ‫اﻝﻀﻐط اﻝﻀرﻴﺒﻲ‬
‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ّ :‬‬
‫‪98‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﻐش اﻝﻀرﻴﺒﻲ‬
‫‪100‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬وﺴﺎﺌل اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪100‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻹﻋﻔﺎء اﻝﻀرﻴﺒﻲ‬
‫‪100‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺘﺨﻔﻴﻀﺎت اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪101‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﻤرﺘﻜزات اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪103‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪104‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬السياسة الضريبية وتشجيع االستثمار في ظل التطورات العالمية المستجدة‬
‫‪104‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاني‬
‫‪105‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اﻵﺜﺎر اﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ واﻝﺴﻠﺒﻴﺔ ﻝﻠﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪106‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻵﺜﺎر اﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻝﻠﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪106‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻝﺤواﻓز اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻝﺘﺸﺠﻴﻊ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪109‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺼور ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻹﻋﻔﺎءات اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪115‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻀراﺌب اﻝﻤﺒﺎﺸرة وﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة‬
‫‪133‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝراﺒﻊ ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﻤﻀﺎﻓﺔ‬
‫‪143‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻗﺎﻨون اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫‪143‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر رﻗم ‪277/63‬‬
‫‪144‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر رﻗم ‪284/66‬‬
‫‪145‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر رﻗم ‪13/82‬‬
‫‪147‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝراﺒﻊ ‪ :‬ﻗﺎﻨون اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر رﻗم ‪12/93‬‬
‫‪151‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اﻵﺜﺎر اﻝﺴﻠﺒﻴﺔ ﻝﻠﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات‬
‫‪152‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻻزدواج اﻝﻀرﻴﺒﻲ اﻝدوﻝﻲ‬
‫‪152‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻻزدواج اﻝﻀرﻴﺒﻲ وﺸروط ﺘﺤﻘﻘﻪ‬
‫‪154‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬أﺜﺎر اﻻزدواج اﻝﻀرﻴﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬
‫‪158‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﻌواﻤل اﻝﻤﻘﻴدة ﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪158‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺠﻤود اﻝﻨظﺎم اﻝﻀرﻴﺒﻲ‬
‫‪160‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺘﻤﻴﻴز ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ واﻝﻌبء اﻝﻀرﻴﺒﻲ اﻝﻤﺒﺎﻝﻎ ﻓﻴﻪ‬
‫‪162‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻻﺨﺘﻼف ﺤول أﻫﻤﻴﺔ أﺜﺎر اﻝﺤواﻓز اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪162‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤؤﻴد ﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺤواﻓز اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪171‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻵراء اﻝﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺤواﻓز اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪176‬‬ ‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬دور اﻝﻤﺴﺘﺠدات اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪177‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬دور اﻝﻌوﻝﻤﺔ واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪177‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻝﻌوﻝﻤﺔ وأﺜﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫‪179‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬دور اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬
‫‪185‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻷزﻤﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ وﺘداﻋﻴﺎﺘﻬﺎ‬
‫‪188‬‬ ‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺘﻐﻴرات ﻓﻲ اﻝﻤﺴﺘﺠدات اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ وﺘﺄﺜﻴرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻲ‬
‫‪189‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬دور اﺘﻔﺎﻗﺎت ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﺠﺎرة اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪199‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬دور اﻝﺸرﻜﺎت دوﻝﻴﺔ اﻝﻨﺸﺎط ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ‬
‫‪201‬‬ ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬دور اﻝﺘﺠﺎرة اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻀرﻴﺒﻴﺔ وﺤرﻜﺔ اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر‬

‫‪211‬‬ ‫ملخص الفصل الثاني‬


‫‪212‬‬ ‫الخاتمة العامة‬
‫‪217‬‬ ‫المراجع‬
‫فھرس المحتويات‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣﺷري ﺣم اﻟﺣﺑﯾب‬: ‫إﻋداد‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋﺑد اﻟﺳﻼم‬:‫إﺷراف اﻟدﻛﺗور‬
‫اﻟﻣﻠﺧص‬
، ‫ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺿرﯾﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري‬
‫واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ دور ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺟﻠب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات وﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ ﻟﺗوطن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟظروف‬
. ‫اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ‬
‫وﻗﺳﻣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ودور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔاﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
. ‫ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﺣﻔﯾزﻩ‬
‫وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺟدة ﺗم دراﺳﺔ اﻻﺛﺎر‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗطورات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
. ‫ﺿراﺋب اﻟدﺧل واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻛذﻟك اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗواﻧﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫وﻗد ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻫﻣﻬﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن إﺣدى أدوات اﻟﺗﺧطﯾط وﺗوﺟﯾﻪ‬
‫ ﻛذﻟك ﻓﺈن ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﺗم ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬، ‫ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد‬
‫واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗرﺷﯾد اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻟﻠوﺻول ﻟﺗﻧﺳﯾق اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻫذا‬
. ‫اﻟﻣﺟﺎل‬
‫ اﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬، ‫ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ‬، ‫ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ‬، ‫ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ‬: ‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟداﻟﺔ‬
La politique fiscale et son impact sur l'investissement en Algérie
Elaboré par MECHRI Hamma Elhabib
Supervisé par : Dr. ABDELKADER Abdesslam
La présente étude a pour objet d'identifier la politique fiscale appliquée en Algérie à
travers l'étude du système fiscal algérien, ainsi que le rôle de ces politiques dans la
création du développement, l'attraction et l'encouragement des investissements à
s'installer en Algérie dans les circonstances actuelles et internationales, notamment
les changements que connaît l'économie internationale.
La présente étude est divisée en deux chapitres. Dans le premier chapitre nous avons
abordé le concept du développement économique ainsi que les concepts relatifs à
l'investissement et à la politique fiscale en ce qui concerne le développement de la
législation liée à l'attraction et à l'encouragement de l'investissement.
Au deuxième chapitre, nous avons abordé la politique fiscale et l'encouragement de
l'investissement à la lumière des changements internationaux, puis nous avons
étudié les conséquences positives et négatives de la politique fiscale et l'impact des
changements internationaux sur la politique fiscale et les privilèges accordés en
matière d'impôts sur le revenu et sur la valeur ajoutée ainsi que les autres incitations
accordées par la loi sur l'investissement.
En conclusion, nous avons constaté de nombreux résultats dont le plus important, est
que la politique fiscale n'est qu'un moyen pour la planification et l'orientation de
l'économie à l'effet de réaliser le développement économique. En outre, la conception
de la politique fiscale se fait en dehors de la situation politique, économique et
sociale, ce qui exige la rationalisation des incitations fiscales avec ce contexte afin
d'aboutir à la coordination internationale dans ce domaine.
Mots clés Politique fiscale, investissement national, investissement étranger,
incitations fiscales.

You might also like