Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 82

‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامعة العقيد أمحد دراية * أدرار *‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم‪ :‬احلقوق‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬قانون المؤسسات اإلقتصادية‬

‫مذكرة بعنوان‬

‫إجراءات المنازعة الجبائية‬


‫ودورها في عملية التحصيل الجبائي‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبتين ‪:‬‬


‫‪ ‬د‪ .‬يامة إبراهيم‬ ‫‪ ‬بلعيد عائشة‬
‫‪ ‬زرقاط سيدة‬
‫لجنة المناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة أحمد دراية أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د يوسفات علي هاشم‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة أحمد دراية أدرار‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫د ‪ :‬يامة إبراهيم‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أحمد دراية أدرار‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د بن الطيبي مبارك‬

‫الموسم الجامعي ‪9191/9102 :‬‬


‫اإلهـ ـداء‬
‫إىل من أودعوا فينا روح العطاء واإلتقان‬
‫إىل من زرعوا يف أنفاسنا الرضا والعرفان‬
‫إىل مدرسة العلم والصفاء واحلنان‬
‫إىل من أعطونا دون تفضل وامتنان‬
‫إىل من وقفوا جبانبنا يف أصعب األحيان‬
‫إىل الوالدين الكرميني‬
‫إىل من هيئوا لنا الظروف واألحوال‬
‫وانتظروا معنا حلظة الفرح والكمال‬
‫إخواننا وأخواتنا‬
‫إىل مجيع أهالينا وزمالئنا‬
‫هنديكم مثرة اجلهد املتواضع‬
‫شكر وعرفان‬

‫]سورة إبراهيم اآلية‪[7:‬‬ ‫قال تعالى ﴿لَئِ ْن َش َك ْرتُ ْم َألَ ِزي َدنَّ ُك ْم﴾"‪.‬‬
‫الحمد هلل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مريده‪ ،‬ونشكره على توفيقه لنا‬
‫في إتمام هذا العمل‪.‬‬

‫نتقدم بأسمى معاني الشكر واالمتنان‪:‬‬

‫إلى األستاذ المشرف‪ :‬الدكتور "يامة ابراهيم" ونتمنى له التفويق‬


‫والنجاح في حياته‬

‫إلى زمالئنا في الدراسة طلبة الماستر قسم الحقوق تخصص‪ :‬قانون‬


‫المؤسسات االقتصادية ‪.‬‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع األساتذة الكرام الذين قدموا لنا‬
‫الكثير طيلة سنتي الدراسة ونتمنى لهم المزيد من النجاح والعطاء‪.‬‬

‫وفي األخير نسأل المولى عز وجل أن يجعلنا ممن يكثر ذكره‬

‫ويحفظ أمره وأن يغمر قلوبنا بمحبته ويرضى عنا‪.‬‬


‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬باللغة العربية‬

‫الكلمة‬ ‫الرمز‬
‫قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‬ ‫ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م‬
‫قانون اإلجراءات اجلبائي اجلزائري‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫قانون املالية‬ ‫ق‪.‬م‬
‫اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‪.‬‬ ‫ج‪.‬ر‬
‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫الطبعة‬ ‫ط‬
‫دينار جزائري‬ ‫دج‬
‫العدد‬ ‫ع‬
‫الفقرة‬ ‫ف‬

‫ثانيا اللغة الفرنسية‬

‫‪AVIS A PAYE :‬‬ ‫إشعار بالدفع‬

‫املتابعة‪DERNIER AVERTISSEMENT AVANT POURSUITES :‬‬ ‫أخر إنذار قبل‬

‫الصفحة‪P :‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تتغري األنظمة الضريبية بقصد مواكبة التغريات اليت حتصل يف اجملتمع‪ ،‬نتيجة للتطور‬
‫اإلقتصادي اإلجتماعي‪ ،‬السياسي و املايل‪ ،‬مما يؤدي إىل كثرة القوانني املنظمة للمجال الضرييب‬
‫واستحداثها بصفة مستمرة‪ ،‬وينتج عنه أحيانا صعوبة يف فهمها من طرف املكلفني بالضريبة‬
‫واإلدارة على حد سواء‪ ،‬وهذا التعقد قد ينجم عنه أخطاء يف فرض وربط وحتصيل الضريبة‪،‬‬
‫ومن هنا أتاح املشرع اجلزائري للمكلف بالضريبة احلق يف خماصمة اإلدارة الضريبية مىت تبني له‬
‫الظلم واإلجحاف يف حقه‪ ،‬فمادام لإلدارة الضريبية حق اإلطالع والرقابة فمن حق املكلف‬
‫منازعتها فيما فرض عليه من ضرائب‪.‬‬

‫وتنشأ املنازعات الضريبية نتيجة اختالف مصاحل طريف هذه العالقة‪ ،‬حيث أن كال الطرفني‬
‫يسعى إىل حتقيق احلد األقصى من أهدافه‪ ،‬مستخدما يف ذلك كافة الطرق القانونية املتاحة‬
‫أمامه‪ ،‬ومن مث يثور النزاع يف اجملال الضرييب سواء يف شرعية الضريبة أو يف طريقة حتصيلها‪.‬‬

‫وتنحصر املنازعات الضريبية يف قسمني هامني‪ :‬القسم األول متعلق مبنازعات الوعاء الضرييب‬
‫والقسم الثاين يتمثل يف منازعات التحصيل الضرييب‪.‬‬

‫نزاع الوعاء هو نزاع يف أساس الضريبة‪ ،‬أي هو الذي خيول للجهة اليت تبث فيه صالحية‬
‫البحث فيما إذا كانت الضريبة قد تأسست طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية‪ ،‬ويف حالة‬
‫ما إذا تبني العكس فمن سلطتها أن تقرر إسقاطا جزئيا أو كليا هلذه الضريبة‪ ،‬فالنزاع يف الوعاء‬
‫ال خيلو من احتمالني اثنني‪ ،‬إما أن املكلف ال ينازع مبدأ خضوعه للضريبة‪ ،‬وإما ينازع يف‬
‫العناصر الواقعية اليت اعتمدهتا اإلدارة الضريبية كأساس لتحديد الضريبة‪ ،‬وهنا يطالب بإسقاط‬
‫جزئي ملبلغها‪ ،‬ونكون هنا أمام نزاع الوقائع‪ ،‬وإما أن املكلف ينازع مبدأ خضوعه للضريبة‪ ،‬أي‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫أنه يعترب وضعه غري مشمول بنطاق تطبيقها وهنا يطلب إسقاطها كليا‪ ،‬ونكون أمام نزاع‬
‫قانوين‪ ،‬وعلى هذا األساس فالنزاع يف وعاء الضريبة يرتبط مبدى صحة وشرعية فرض الضريبة‪.‬‬

‫أما نزاع التحصيل يتعلق باملنازعة يف اإلجراءات املتخذة من طرف اإلدارة لضمان حتصيل‬
‫الضريبة‪ ،‬يف حالة رفض املكلف تسديدها وقت استحقاقها‪ ،‬ويتولد النزاع هنا بشأن الشريعة‬
‫اإلجرائية لعمليات املتابعة من طرف اإلدارة اجلبائية‪.1‬‬

‫وقد وضع املشرع اجلزائري كغريه جمموعة هامة من النصوص القانونية اخلاصة‪ ،‬سعيا منه‬
‫لفض وتسوية هذا النوع من املنازعات‪ ،‬وعلى هذا األساس راودتنا فكرة البحث حول اإلطار‬
‫القانوين للمنازعات اجلبائية وأثرها على التحصيل اجلبائي‪.‬‬

‫أهمي ـ ـ ـة الدراس ـ ـ ـ ـة‪ :‬تربز يف شقني‪ :‬األمهية النظرية واألمهية العملية‪.‬‬

‫األهمية النظرية‪ :‬تكمن من خالل دراسة وحتليل النصوص اليت أقرها املشرع اجلبائي يف خمتلف‬
‫القوانني اليت حتكم هذا النوع من املنازعات‪.‬‬

‫األهمية العملية‪ :‬الكشف عن اإلجراءات الكفيلة بتسوية النزاع الضرييب واليت تظهر يف مدى‬
‫تطبيق هاته النصوص واإلجراءات القانونية و جناعتها يف مرحليت التسوية اإلدارية والقضائية‪.‬‬

‫مبررات وأسباب اختيار الموضوع‪ :‬يتسم هذا املوضوع بالكثري من النوعية واخلصوصية‪ ،‬وعليه‬
‫فإن الدافع إلختيارنا له يرجع إىل مجلة من األسباب‪ ،‬بعضها ذايت والبعض اآلخر موضوعي‪.‬‬

‫األسباب الذاتية‪ :‬الرغبة الشخصية يف البحث يف جمال املنازعات الضريبية‪ ،‬املوضوع الذي يثري‬
‫اهتمام بالغ سواء حبكم الوظيفة‪ ،‬أو احلاجة إلكتساب خربة اضافية يف هذا اجملال و مواكبة‬
‫التطورات الراهنة بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ 1‬بدايرية حيي‪ ،‬اإلطار القانوين لتسوية النزاع الضرييب يف ظل التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري يف العلوم القانونية ختصص قانون‬
‫إداري وإدارة عامة‪ ،‬جامعة احلاج خلضر باتنة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬السنة ‪ ،1121/1122‬ص ‪.12-12‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫األسباب الموضوعية‪ :‬حماولة تسليط الضوء على هذا النوع من املنازعات لتميزه بإجراءات‬
‫خاصة وخمتلفة عن باقي املنازعات األخرى‪ ،‬باإلضافة إىل معرفة أهم التعديالت اليت جاء هبا‬
‫املشرع اجلزائري نظرا للتغيري والتعديل املتسارع واملتالحق للنصوص الضريبية مبوجب قوانني املالية‬
‫املختلفة‪ ،‬مما زاد صعوبة استيعاهبا وعدم اإلملام هبا‪.‬‬
‫‪-‬كثرة املنازعات املتعلقة بالضرائب سواء تعلقت بالوعاء أو بالتحصيل‪.‬‬
‫أهداف البحث والدراسة ‪:‬‬
‫‪-‬إمجاال حماولة تكوين رصيد علمي للباحث‪ ،‬ولكل من يعنيه موضوع البحث واخلروج‬
‫مبجموعة من اإلستنتاجات والتوصيات تعين باخلصوص املشرع الضرييب واإلدارة الضريبية‬
‫واملكلف بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي الضرييب بني املكلفني بالضريبة‪ ،‬من خالل دراسة أهم اآلليات القانونية املمنوحة‬
‫هلم يف مواجهة إدارة الضرائب تطبيقا للنص اإلجرائي يف املادة الضريبية‪.‬‬
‫‪-‬حماولة تبسيط الشرح حول أهم املراحل اليت متر هبا تسوية النزاع الضرييب وحتليل مدى‬
‫فعاليتها‪.‬‬
‫‪ -‬بيان أطراف النزاع الضرييب وطرق فضه‪.‬‬
‫‪ -‬بيان األسباب اليت حيق للمكلف أن ينازع فيها‪ ،‬حىت تقبل شكواه‪ ،‬وكيفية تقدميها بالطرق‬
‫القانونية حىت ال تقع حتت طائلة البطالن‪ ،‬وطرق فضها‪.‬‬
‫الصعوبـ ـ ـ ــات‪:‬‬
‫‪ -‬النقص الكبري يف املراجع وباألخص الكتب‪ ،‬املتزامنة مع اإلجراءات اجلديدة املنصوص‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة البحث يف املوضوع نظرا لعدم اإلستقرار يف القوانني اجلبائية‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل‬
‫التعديالت املتكررة يف قوانني املالية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫‪-‬كثرة تشعب موضوع املنازعة الضريبية‪ ،‬وذلك من خالل اإلجراءات املعقدة‪ ،‬مما صعب علينا‬
‫دراستها وعدم اإلملام بكافة اإلجراءات املنوط هبا‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫لدراسة هذا املوضوع ‪ ،‬اقرتحنا اإلشكالية التالية‪:‬‬


‫‪ -‬ما مدى كفاية إجراءات القانون الجزائري المنظم لمادة الضرائب في تسوية المنازعات‬
‫الضريبية؟ وما دورها في عملية التحصيل الجبائي؟‬
‫المنهجية المتبعة‪:‬‬
‫ملعاجلة اإلشكالية املطروحة اعتمدنا املنهج التحليلي حيث قمنا بتحليل النصوص القانونية‬
‫ذات الصلة مبوضوع اإلجراءات اإلدارية والقضائية للمنازعات الضريبية‪.‬‬
‫خط ــة الدراس ــة‪:‬‬
‫مت تقسيم الدراسة إىل مقدمة‪ ،‬فصلني وخامتة‪ ،‬حيث مت التطرق يف الفصل األول إىل‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‪ ،‬و بالفصل الثاين إىل اإلجراءات القضائية للمنازعات‬
‫الضريبية‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫اإلجراءات اإلدارية‬
‫للمنازعات الضريبية‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‬

‫تتميز إجراءات الطعن يف املنازعات الضربية بنوع من اخلصوصية‪ ،‬كوهنا متر مبراحل التسوية‬
‫اإلدارية قصد فك النزاع وديا قبل اللجوء إىل القضاء‪.‬‬

‫ختص اإلجراءات اإلدارية اليت أقرها املشرع اجلبائي اجلزائري يف نزاع الوعاء إجراء الطعن‪،‬‬
‫الذي يتمثل يف خماصمة القرار الصادر أمام اجلهة اإلدارية املختصة املصدرة للقرار نفسها‪ ،‬كوهنا‬
‫الكفيلة بذلك‪ ،‬دون اخلروج عن إطار أحكام القانون والتنظيم خبصوص الشروط واآلجال‬
‫احملددة لتقدمي الشكوى‪ ،‬ويعد هذا اإلجراء إلزامي للمكلف‪.‬‬

‫أما خبصوص اإلجراءات اإلدارية اليت نص عليها املشرع يف حالة عدم حتصيل اإلدارة‬
‫للضرائب‪ ،‬تعتمد أوال على تسوية النزاع وديا مع املكلف‪ ،‬و يف حالة عدم استجابته لذلك‪،‬‬
‫يتابع عن طريق اإلجراءات التنفيذية املتمثلة يف الغلق املؤقت وحجز حمجوزاته مث بيعها‪ ،‬و له‬
‫حق تقدمي اإلعرتاض على هذه املتابعات يف شكل شكوى تكتسي شكال ومضمونا وآجاال‬
‫حمددة قانونا ‪ ،‬كما له مبطالبة اسرتداد حمجوزاته يف حالة تقدميه لوسائل اإلثبات و إلغاء البيع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات الخاصة بتسوية منازعات الوعاء الضريبي‪.‬‬


‫ينشأ النزاع يف وعاء الضريبة حني ترتكب اإلدارة الضريبية أخطاء يف حساب وتقدير الضريبة‬
‫املفروضة وفقا للقواعد املعتمدة يف تأسيسها‪ ،‬أو بشأن اإلستفادة من حقوق أو امتيازات يقرها‬
‫القانون الضرييب‪ ،‬فيبدأ أول إجراء ضروري إداري يقوم به املكف‪ ،‬و ذلك بتقدمي شكواه إىل‬
‫اجلهة املصدرة للقرار وهي اإلدارة الضريبية‪ ،‬باعتبارها هلا إمكانيات تعديله أو سحبه أو تثبيته‪،‬‬
‫وترتبط الشكوى بشروط شكلية ومواعيد وآجال حىت يتم قبوهلا والتحقيق والفصل فيها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشكوى‬
‫تشكل الشكوى املقدمة إىل نائب مدير الضرائب على مستوى الوالية املرحلة األوىل من‬
‫اإلجراءات التنازعية‪ ،‬وباملعىن الصحيح هي مرحلة إجبارية وإلزامية‪ ،‬ولقد إشرتط املشرع سبق‬
‫تقدمي طلب إىل نائب مدير الضرائب على مستوى الوالية‪ ،‬التابع له حمل ربط الضريبة‬
‫إلستصدار قرار صريح أو ضمين بشأن النزاع ليكون أساسا لرفع الدعوى أمام الغرفة اإلدارية‬
‫باجمللس القضائي‪.‬‬
‫تناولنا يف هذا الشأن‪ ،‬الشكوى يف نزاع الوعاء (فرع ‪ ،)12‬مث تعرضنا إىل شروطها (فرع‬
‫‪ ،)11‬وأخريا إىل إجراءات التحقيق يف الشكوى (فرع ‪.)10‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشكوى في نزاع الوعاء‪.‬‬
‫يتضمن حمتوى الشكوى يف املنازعات اجلبائية عموماً عرض الشاكي لطلباته ودفوعه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة للطلبات‪ :‬ختتلف الطلبات يف نزاع الوعاء عنها يف نزاع التحصيل‪ ،‬وتتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬طلب تصحيح اخلطأ املادي البسيط‪ ،‬وميكن هذا عرض األسباب موجزة لظهور خطأ‬
‫بصفة جلية‪.1‬‬

‫‪ 1‬فرجية حسني‪ ،‬اجراءات املنازعات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1112 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬طلب تصحيح األخطاء املرتكبة يف الوعاء أو يف حساب الضريبة أو تصحيح اخلطأ‬


‫املرتكب يف مكان فرض الضريبة‪.1‬‬
‫‪ -0‬طلب تصحيح األخطاء املرتكبة عند اإلقتطاع من املصدر أو عند تسديد الضريبة تلقائيا‬
‫مثل الدفع اجلزايف على الرواتب واألجور‪.2‬‬
‫‪ -4‬طلب اإلعفاء أو ختفيض من الضريبة املفروضة عليه أو خمتلف الغرامات والعقوبات من‬
‫دون طلب إرجاء الضريبة املسددة خطأ‪ ،‬أو إلغاء الضريبة املفروضة لعيب يف اإلجراء مثل‬
‫ذلك قيام إدارة الضرائب بفرض الضريبة تلقائيا بالرغم من تقدمي املكلف بالتصريح الالزم‪.‬‬
‫‪ -2‬طلب اسرتجاع املبالغ املدفوعة دون وجه حق بسبب خطأ من اإلدارة أو املكلف‪.3‬‬
‫‪ -2‬طلب اإلستفادة من حق ناتج عن نص تشريعي أو تنظيمي مثل حاالت التخفيض‬
‫املقررة قانوناً أو اإلستفادة من اإلمتيازات اجلبائية‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لعرض الدفوع‪:‬‬
‫الدفوع هي خمتلف احلجج واملربرات الواقعية و القانونية اليت تدعم الشكوى مع احلرص‬
‫على تقدمي أدلة اإلثبات يف حالة وقوع عبء اإلثبات على املكلف الذي جيب عليه إذا أراد‬
‫املعارضة يف الضريبة‪.5‬‬
‫فيجب أن حتتوى الشكوى على عرض موجز لألسباب اليت جعلت املكلف ال يقبل‬
‫بالضريبة‪ ،‬ويعرتض على تسديدها كأن يدفع أن الضريبة جاءت مرهقة ومبالغ فيها‪ ،‬أو أن‬

‫‪ 1‬املادة‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ن ‪.1122‬‬


‫‪ 2‬إهلام خرشي‪ ،‬املنازعات الضريبية يف املواد اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم القانونية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة فرحات عباس‬
‫سطيف‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬سنة ‪ ،1114‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 212‬من ق إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 11‬من ق ‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 5‬زاقي درين‪ ،‬النظام القانوين للمنازعة الضريبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري ختصص الدولة واملؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خذة‬
‫اجلزائر‪ ،‬السنة ‪،1121/1122‬ص‪.14‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫حساهبا خاطئ ال يتناسب ووضعية املكلف ونشاطه املهين أو التجاري‪ ،‬والبد للمكلف أن‬
‫يوضح طبيعة نشاطه املهين أو التجاري وتاريخ شروعه فيه‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تقديم الشكوى‪.‬‬
‫أوجب املشرع اجلبائي تقدمي الشكاية يف شكل معني‪ ،‬وأن حتتوي على معلومات وبيانات‬
‫معينة لنتمكن اإلدارة من اإلطالع عليها ودراستها‪ ،‬وقد اشرتط لقبول الشكاية توفري شروط‬
‫شكلية وأخرى موضوعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية للشكوى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫القواعد الشكلية املتعلقة بالشكاية وشروط قبوهلا‬ ‫وضحت املادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‬
‫املتمثلة يف ‪:‬‬
‫‪.2‬أن تكون الشكاوى فردية‪ :‬أي متعلقة مبكلف واحد فقط‪ ،‬إال إذا كانت الضريبة تشمل‬
‫مجاعة‪ ،‬كحالة عدم إمكانية القسمة أو أعضاء شركات األشخاص الذين ينازعون ضرائب‬
‫فرضت على عاتق الشركة فهؤالء ميكنهم تقدمي شكاية مجاعية بصفتهم شركاء يف الشركة‪.3‬‬
‫‪ .1‬جيب تقدمي شكوى مفردة بالنسبة لكل حمل ( ملف جبائي) خاضع للضريبة حيمل رقم مادة‬
‫خاص به‪.4‬‬
‫‪.0‬أن تتضمن الشكوى حتت طائلة عدم القبول بعض املعلومات األساسية‪ ،‬نوع الضريبة‬
‫املعرتض عليها‪ ،‬بيان رقم املادة يف اجلدول اليت سجلت حتتها الضريبة‪ ،‬باإلضافة إىل إسم ولقب‬

‫‪ 1‬طاهري حسني ‪،‬املنازعات الضريبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪،‬اجلزائر‪ ،1112 ،‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 10‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬فرجية حسني‪ ،‬منازعات الضرائب املباشرة يف اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،21-11 ،‬اجلزائر‪ ،‬ص‪. 02‬‬
‫‪ 4‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف اإلجراءات اجلبائية‪ ( ،‬األنظمة اجلبائية – الرقابة اجلبائية‪ -‬املنازعات اجلبائية)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪،1112 ،‬‬
‫ص‪.22‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعنوان الشاكي‪ ،‬كما ميكن إرفاقها بسند التحصيل أو اإلشعار باملتابعة إىل غري ذلك من‬
‫الوثائق اليت ميكن أن تبني بدقة الضريبة حمل النزاع‪.1‬‬
‫‪ .4‬تعيني موطن الشاكي‪ :‬حسب املادة ‪12‬ف‪ 4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ج على املدعى أن يذكر بدقة‬
‫موطنه يف اجلزائر‪ ،‬وإذا كان مقيما باخلارج عليه أن يتخذ موطنا يف اجلزائر‪ ،2‬أما إذا تعلق األمر‬
‫ملؤسسة أجنبية تقوم بعمليات مع اجلزائر وتكون هذه العمليات خاضعة للرسم على القيمة‬
‫املضافة‪ ،‬هنا وجب على هذه املؤسسات أن تعتمد على ممثل ينوهبا ويكون مقيم باجلزائر لدى‬
‫إدارة الضرائب ويقع على عاتقه االلتزام بكل التصرفات اليت تقوم هبا املؤسسة‪ ،‬أما فيما عدا‬
‫ذلك فتعود إىل اإلتفاقيات واملعاهدات الدولية تفاديا لالزدواج يف فرض الضريبة‪.3‬‬
‫‪.2‬حترير الشكوى‪ :‬مل تنص خمتلف قوانني الضرائب صراحة على أن تكون الشكوى مكتوبة‪،‬‬
‫لكن من خالل نص املادة ‪10‬ف‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج واليت تفيد عدم خضوع الشكاوى حلقوق‬
‫الطابع وأن تكون مكتوبة على ورق عادي‪.‬‬
‫‪.2‬توقيع الشاكي‪ :‬جيب أن تكون الشكوى ممضية من طرف املكلف شخصيا‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫عليه املادة ‪10‬ف‪ 4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬لكن ميكن توقيعها من طرف الغري شريطة تقدمي وكالة‬
‫قانونية حمررة على مطبوعة تسلمها اإلدارة اجلبائية وغري خاضعة للطابع وإجراءات‪ ،‬ويعفى‬
‫احملامني املسجلني يف نقابة احملامني من ذلك‪.4‬‬

‫‪ 1‬العمري زينب‪ ،‬النظام القانوين لتسوية النزاع الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت يف احلقوق ‪ ،‬ختصص قانون إداري‪ ،‬جامعة حممد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬السنة ‪،1124/1120‬ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪12‬ف‪ 4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬عزيز أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1112 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 4‬قطوش طارق‪ ،‬التسوية اإلدارية للمنازعات الضريبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت أكادميي‪ ،‬ختصص قانوين إداري‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‬
‫املسيلة‪ ،‬قسم احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬فرع قانون خاص‪ ،‬السنة‪ ،1122/1121:‬ص‪.2‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية للشكوى‪.‬‬


‫جيب على املكلف تفصيل شكواه وذلك بالعرض املفصل حملتواها و الدفوع اليت يتقدم هبا‬
‫وطبيعة اإلعرتاضات مبربراهتا وحجمها‪ ،‬وبالتايل يقع عبء إثبات سوء تقييم الوعاء واألخطاء‬
‫املادية املرتكبة من قبل املصلحة الضريبية على عاتق الشاكي‪.‬‬
‫وتتمثل الشروط املوضوعية اليت تتضمنها الشكوى يف‪:1‬‬
‫‪ -2‬ذكر الضريبة وحتديد القيمة املالية املتنازع عليها‪.‬‬
‫‪ -1‬بيان رقم الضريبة يف اجلدول يف حالة عدم تقدمي نسخة من اإلنذار‪.‬‬
‫‪ -0‬تقدمي وثيقة تثبت مبلغ اإلقتطاع أو الدفع يف صورة ما إذا كانت الضريبة ال حتصل‬
‫بواسطة اجلدول‪.2‬‬
‫‪ -4‬تقدمي املكلف ملخص لطبيعة النزاع والطلبات والدفوع‪ ،‬واليت يقدمها لتصحيح‬
‫األخطاء اإلدارية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شرط الميعاد‪ :‬أوجب املشرع مدة إلزامية لكي تقبل الشكوى‪ ،‬وذلك خالل مدة معينة‬
‫وأن تستوىف الشروط احملددة حىت يتم قبوهلا من طرف مدير الضرائب وإال كانت حمل رفض‪،3‬‬
‫وحدد املشرع اجلزائري هذه اآلجال يف املادة ‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬مبايلي‪:4‬‬
‫اآلجال العامة‪ :‬كقاعدة عامة تقبل الشكاوي إىل غاية ‪ 02‬ديسمرب من السنة الثانية اليت تلي‬
‫سنة إدراج اجلدول يف التحصيل أو حدوث األحداث املوجبة هلذه الشكاوى‪ ،‬مثال إدراج‬
‫جدول التحصيل يف شهر فيفري ‪ 1111‬يسري االجل احملدد لرفع الشكوى يف هذه احلالة إىل‬
‫غاية ‪ 02‬ديسمرب ‪.1112‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪10‬ف‪ 1-4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪10‬ف‪ 0-4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬فرجية حسني‪ ،‬إجراءات املنازعات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫اآلجال اإلستثنائية‪ :‬ينقضى أجل الشكوى يف‪:‬‬


‫أ‪ 02 -‬ديسم رب من السنة الثانية اليت تلي السنة اليت استلم خالهلا املكلف بالضريبة‬
‫إنذارات جديدة يف حالة أو إثر وقوع أخطاء يف اإلرسال‪ ،‬حيث توجه له مثل هذه‬
‫اإلنذارات من طرف مصلحة الضرائب اليت يتبعها‪.‬‬
‫ب‪ 02 -‬ديسمرب من السنة الثانية اليت تأكد فيها املكلف بالضريبة من وجود ضرائب‬
‫مطالب هبا بغري وجه حق‪.‬‬
‫ج‪ -‬عندما ال تستوجب الضريبة‪ ،‬وضع جدول تقدم الشكاوي‪:‬‬
‫‪ -2‬إىل غاية ‪ 02‬ديسمرب من السنة الثانية اليت تلي السنة اليت متت فيها اإلقتطاعات‪،‬‬
‫إن تعلق األمر باعرتاضات ختص تطبيق اقتطاع من املصدر‪.‬‬
‫‪ -1‬إىل غاية ‪ 02‬ديسمرب من السنة الثانية اليت تلي السنة اليت تدفع الضريبة برمسها‪ ،‬إن‬
‫تعلق األمر باحلاالت األخرى‪.‬‬
‫‪ -0‬جيب تقدمي الشكوى اليت تتضمن احتجاجاً على قرار صادر إثر طلب إسرتداد‬
‫قروض الرسم على القيمة املضافة يف أقصى أجل‪ ،‬قبل إنقضاء الشهر الرابع الذي يلي‬
‫تاريخ تبليغ القرار املتنازع فيه كأقصى حد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات التحقيق في الشكاوى والفصل فيها‪.‬‬
‫تقوم مصاحل إدارة الضرائب بوضع طوابع خاصة على الشكاوي املقدمة من طرف املكلفني‬
‫فور إستالمها‪ ،‬وحتدد من خالهلا تاريخ وصوهلا‪ ،‬ومن مث تقوم بتحويلها إىل مصلحة املنازعات‬
‫من أجل تسجيلها على دفرت خاص بذلك‪ ،‬كما يتم إرسال وصل يشري إىل إستالمها إىل‬
‫املعين‪ ،‬وبعد ذلك تبدأ املرحلة األولية لدراسة الشكاوي من قبل املؤهلني لذلك‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪:‬التحقيق من طرف الجهة المختصة‪ :‬يقوم املدير الوالئي للضرائب بإسناد املهام‬
‫للمفتش املختص إقليميا القائم بتسيري امللف اجلبائي للشاكي‪ ،‬على أساس أنه يتم النظر‬
‫والتحقيق يف الشكوى الضريبية من طرف املفتش الذي قام بتأسيس الضريبة‪ ،‬هذا ما نصت‬
‫عليـه املـادة ‪ 12‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫وميكن لرئيس املفتشية أن يلجأ إىل رئيس اجمللس الشعيب البلدي إلبداء رأيه يف موضوع‬
‫الشكوى خالل أجل ال يتعدى سمسة عشر (‪ )22‬يوماً وكذلك بإمكانه أن يستدعي صاحب‬
‫الشكوى للحصول على كل التوضيحات الضرورية إلجياد حل املنازعة املطروحة‪ ،‬كما ميكنه‬
‫إجراء حتقيقات يف عني املكان‪ ،‬وله أيضا حق اإلطالع لدى اإلدارات العمومية واملؤسسات‬
‫اجمللة على الوثائق اليت يرى أهنا تساعده يف حتقيقه وحىت لدى اخلواص املتعاملني مع هذا‬
‫املكلف بالضريبة‪.2‬‬
‫وبعد اإلنتهاء من التحريات والتحقيقات يعمل املفتش على حترير تقرير مبدئيا يتضمن‬
‫احللول املقرتحة املوافقة للمعطيات املوجودة لديه واملطابقة للنصوص القانونية‪ ،‬ويذكر أيضا يف‬
‫التقرير األدلة واحلجج اليت بين عليها التقرير‪ ،‬مث يقوم بإرساله إىل املدير الوالئي للضرائب الذي‬
‫يتخذ القرار املناسب‪ ،‬واملدير هنا ليس ملزماً مبا توصل إليه رئيس املفتشية‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬الفصل في الشكوى‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مدة الفصل في الشكوى‪ :‬إصدار القرار من طرف اجلهة الضريبية املعنية وتبليغه إىل‬
‫املعين به‪ ،‬يرتبط باعتبارات اآلجال اليت ال ميكن جتاوزها‪ ،‬وحتدد آجال البث يف الشكوى‬
‫النزاعية حسب اجلهة املختصة يف الشكوى‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 12‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج‪ .‬ج ‪.‬‬


‫‪ 2‬عزيز أمزيان ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬العمري زينب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬بالنسبة للشكاوى اليت يشوهبا عيب شكلي جيعلها غري جديرة بالقبول لدراستها يتم البث‬
‫فيها فوراً حني وصوهلا اىل اجلهة الضريبية حسب احلالة وال يتم النظر يف موضوعها إطالقاً‪.‬‬
‫‪ -‬وبالرجوع اىل نص املادة ‪ 12‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،1‬جند أن‪:‬‬
‫* الشكاوى املنظورة من طرف املدير الوالئي للضرائب فأجل البث حمدد بستة (‪ )12‬أشهر‪،‬‬
‫اعتبارا من تقدميها من طرف املكلف بالضريبة‪ ،‬وميدد األجل إىل مثانية(‪ )12‬أشهر يف حالة‬
‫األخذ برأي املوافق لإلدارة املركزية‪.2‬‬
‫* الشكاوى املختص فيها من طرف رئيس مركز الضرائب ورئيس املركز اجلواري للضرائب فأجل‬
‫البث فيها حمدد بأربعة (‪ )14‬أشهر من تاريخ استالم الشكوى‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجهة المختصة للفصل في الشكوى‪.‬‬
‫أ‪ -‬اختصاص المدير الوالئي للضرائب‪ :‬بالرجوع إىل نص املادة ‪ 12‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪:4‬‬
‫جند أّن املدير الوالئي للضرائب يفصل يف الشكاوى اليت ال يتجاوز مبلغها اإلمجايل ‪221‬‬
‫مليون دينار جزائري املتعلقة باحلقوق والغرامات‪ ،‬أما يف حالة جتاوز هذا املبلغ فيجب األخذ‬
‫بالرأي املطابق لإلدارة املركزية‪ ،‬كما يفصل يف طلبات اسرتداد قروض الرسم على القيمة املضافة‬
‫إذا كان املبلغ ال يتجاوز مائة وسمسون مليون دج (‪221.111.111‬دج)‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختصاص رئيس مركز الضرائب‪ :‬يفصل رئيس مركز الضرائب بإسم املدير الوالئي‬
‫للضرائب يف الشكاوى اليت يتجاوز مبلغها اإلمجايل سمسني مليون دينار جزائري‬
‫(‪21.111.111‬دج) من احلقوق والغرامات‪ ،‬كما يفصل يف طلبات اسرتداد قروض الرسم‬
‫على القيمة املضافة وهذا حسب نص املادة ‪ 11‬ف ‪ 1‬من ق‪ .‬إ‪ .‬ج‪.‬ج‪.5‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 12‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 12‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 12‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج‪ .‬ج ‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 12‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج‪ .‬ج ‪.‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪11‬ف‪ 1‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫ج‪ -‬اختصاص رئيس المركز الجواري‪ :‬لديه سلطة البث بإسم املدير الوالئي للضرائب يف‬
‫الشكاوي اليت يكون فيها مبلغها اإلمجايل للحقوق والغرامات يقل أو يساوي عشرون مليون‬
‫دينار جزائري (‪11.111.111‬دج) ‪.1‬‬
‫د‪ -‬اختصاص اإلدارة المركزية‪ :‬متارس سلطة البث يف الشكوى من طرف اإلدارة املركزية‬
‫بالنسبة للحقوق والغرامات اليت يتجاوز مبلغها اإلمجايل مائة وسمسون مليون دينار جزائري‬
‫(‪221.111.111‬دج)‪ ،‬وختتص كذلك بطلبات اسرتداد القروض والرسم على القيمة املضافة‬
‫اليت يتجاوز مبلغها اإلمجايل مائة وسمسون مليون دينار جزائري (‪221.111.111‬دج)‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬قرار المدير الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫يصدر املدير الوالئي قراره‪ ،‬وقد يتضمن إما رفض كلي لطلبات الشاكي أو ختفيض جزء أو كل‬
‫الضريبة حمل النزاع‪.‬‬
‫‪ -2‬الرفض الكلي للشكوى‪ :‬يستوجب أن يكون الرفض مسببا ومعلال حىت يتمكن‬
‫الشاكي من تقدمي دفوعه‪ ،‬إذا أراد أن يعرض نزاعه على جلان الطعن اإلداري أو رفع دعواه أمام‬
‫الغرفة اإلدارية باجمللس القضائي‪ ،‬حبيث تكون عبارات القرار واضحة ودقيقة ال حتتمل التأويل‪.3‬‬
‫‪ -1‬حالة التخفيض الجزئي أو الكلي‪ :‬ففي حالة التخفيض اجلزئي أي قبول شكوى‬
‫املكلف يف شق ورفضها يف الشق اآلخر‪ ،‬فإنه جيوز للمكلف اللجوء إىل العدالة خبصوص الشق‬
‫املرفوض إن أراد ذلك‪.‬‬
‫أما إذا كان التخفيض كلي‪ :‬فمعناه إعفاء املكلف من الضريبة املفروضة عليه إن مل يكن‬
‫قد سددها‪ ،‬فإذا مت التسديد فإنه يعوض املبلغ املسدود للمعين إذا تعلق األمر بالضريبة على‬

‫‪ 1‬املادة ‪11‬ف‪ 0‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج ‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪11‬ف‪ 0‬من ق ‪.‬إ ‪.‬ج ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪3‬عزيز أمزيان ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫الدخل اإلمجايل أو الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬أما ماعدا ذلك من الضرائب والرسوم فيتم‬
‫خبصوصها إجراء املقاصة‪.1‬‬
‫ويف كلتا احلالتني توجه نسخة من القرار الصادر عن املدير الوالئي لقابض الضرائب كي‬
‫يتخذ اإلجراءات الالزمة لوقف املتابعة سواءا كليا أو يف اجلزء املخفض‪.‬‬
‫‪ -‬أما يف حالة سكوت اإلدارة الضريبية وعدم ردها على الشكوى املقدمة أمامها من طرف‬
‫املكلف بالضريبة يف املواعيد احملددة هلا لذلك‪ ،‬يعترب رفضا ضمنيا للشكوى ميكن على أساسه‬
‫للمكلف بالضريبة أن يرفع أمره إىل جلان الطعن أو عرضه على اجلهات القضائية املختصة‪ ،‬هذا‬
‫ما نصت عليه املادة ‪21‬ف‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،2‬و ما أكد جملس الدولة يف قراره رقم‬
‫‪ 122104‬الصادر بتاريخ ‪.31111/10/20‬‬
‫رابعا‪ :‬تبليغ قرار المدير الوالئي‪.‬‬
‫تبلغ قرارات املدير الوالئي للضرائب اىل املكلف شخصيا أو من ينوب عنه إىل العنوان‬
‫املذكور يف الشكوى‪ ،‬وذلك مبوجب رسالة موصي عليها مع اإلشعار باالستالم‪ ،‬ويؤخذ هذا‬
‫التاريخ كبداية حلساب اآلجال املمنوحة للمكلف كي يطعن يف قرارات املدير الوالئي سواء‬
‫لدى اللجان الطعن اإلدارية أو لدى الغرفة اإلدارية باجمللس القضائي‪.4‬‬

‫‪ 1‬عزيز أمزيان ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 21‬ف‪ 1‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬بن شريف ليديه وبلقبة فريوز‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية والقضائية يف منازعات الضرائب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬ختصص القانون‬
‫العام لألعمال‪ ،‬جامعة عبد الرمحن مرية جباية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم قانون األعمال‪ ،‬السنة‪ ،1122/1122:‬ص‪.10‬‬
‫‪ 4‬عزيز أمزيان ‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.11-12‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلجراءات الخاصة بتسوية منازعات التحصيل الضريبي‪.‬‬


‫تعد عملية التحصيل الضرييب مقياسا لنجاح أي نظام ضرييب‪ ،‬ومن منطلق هذه األمهية‬
‫اليت حتظى هبا‪ ،‬خصها املشرع مبجموعة من اإلجراءات اإلدارية عن طريق وضع قواعد وضوابط‬
‫قانونية‪ ،‬ومتثلت يف إجراءين أوهلما ودي وثانيهما جربي‪ ،‬وإذا كان املكلف بالضريبة على درجة‬
‫كبرية من الوعي فإنه يسلك األسلوب األول ويلتزم بتسديد ما عليه من أموال ويف آجاهلا‬
‫احملددة‪ ،‬أما إذا مل يستجب لإلجراءات الودية وضمانا لتحصيل أموال الدولة لدى الغري منح‬
‫القانون ملديرية الضرائب صالحيات متابعته عن طريق جربه بإعتماد أعوان إدارة وحمضرين‬
‫قضائيني مكلفني قانونيا‪ ،‬إما باملتابعة عن طريق اإلغالق املؤقت أو املتابعة عن طريق تنفيذ‬
‫احلجز وبيع احملجوزات‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى منح املشرع احلق للمكلف يف االعرتاض على تلك اإلجراءات بتقدمي‬
‫شكواه أمام اإلدارة الضريبية‪ ،‬ويكون مضموهنا إما االعرتاض على شرعية شكل إجراء املتابعة‪،‬‬
‫أو االعرتاض على وجوب التحصيل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إجراءات التحصيل الودية‪.‬‬
‫التحصيل الودي للضريبة هو إجراء عادي يتضمن إستدعاء مباشر للمكلف قصد تسديد‬
‫مستحقاته الضريبية يف الوقت احملدد طبقا للتنظيمات اجلاري العمل هبا‪ ،‬وإن هذه العملية تعين‬
‫توجه املكلف من تلقاء نفسه إىل اإلدارة الضريبية‪ ،‬ويتوىل عملية دفع األموال املستحقة عليه‬
‫بنفسه ويف آجاهلا احملددة‪.1‬‬
‫وقد حددت مذكرة املديرية العامة للضرائب رقم ‪ 221‬املؤرخة يف ‪ 1‬ماي ‪ 2222‬أحكام‬
‫التحصيل الودي للضريبة‪ ،‬حيث أوجبت على القابض توجيه إستدعاءات ودية للمكلفني‬
‫بالضريبة قصد تسوية ديوهنم الضريبيةّ‪ ،‬وقد ركزت هذه املذكرة على فكرة اعالم اجلمهور وتعليق‬

‫‪ 1‬مراد ميهويب‪ ،‬إجراءات حتصيل الضريبة‪ ،‬أي فعالية؟‪ ،‬جملة التواصل يف االقتصاد واإلدارة والقانون‪ ،‬جامعة قاملة‪ ،‬العدد‪ ،02‬سنة ‪،1124‬‬
‫ص‪.144-140‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫األحكام التنظيمية اجلديدة يف جمال إجراءات التحصيل الضرييب يف مقر البلدية واألماكن العامة‬
‫ومقر املصاحل الضريبية‪.‬‬
‫ونظرا لوجوب حتصيل الضريبة بإعتبارها إيراداً اسرتاتيجياً من موارد امليزانية السنوية‪ ،‬فقد‬
‫وضع املشرع بني يدي اجلهة املكلفة بالتحصيل جمموعة من اإلجراءات اليت على االدارة أن‬
‫تتبعها من خالل مراحل أساسية ‪ ،‬و تنص املادة ‪ 240‬الفقرة األوىل من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ «1‬حتصيل‬
‫الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة مبوجب اجلداول اليت يدخلها حيز التنفيذ الوزير املكلف‬
‫باملالية أو ممثله »‪.‬‬
‫وعليه متر مرحلة التحصيل الودي من خالل إصدار اجلداول وحتصيلها ( فرع ‪ )12‬مث إنذار‬
‫املكلف (فرع ‪ )11‬مث رسالة تذكري (فرع ‪.)10‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إصدار الجداول و تحصيلها‪.‬‬
‫مير حتصيل الضريبة بعدة مراحل تتخذها اإلدارة للوصول إىل التحصيل النهائي‪ ،‬ومن‬
‫مراحلها األولية إعداد جداول التحصيل اليت تعد كسندات للتحصيل ملختلف اإليرادات‬
‫اجلبائية اخلاصة باملكلفني بالضرائب والرسوم‪ ،‬ومن خالهلا تفرغ فيها كل ما خيص الضريبة‬
‫احملصلة‪ ،‬كما ختضع هذه السندات ألحكام مواد احملاسبة العمومية اليت تنص على أن أي‬
‫حتصيل لألموال العمومية ال ينفذ إال عن طريق سند قانوين‪ ،2‬ويكون القابض مسؤوال عن‬
‫حتصيلها والتكفل هبا عند وصوهلا اىل القباضة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 240‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف شرح اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1122 ،‬ص‪.204‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الجدول‬


‫هو عبارة عن وثيقة تنفيذية تضع فيها إدارة الضرائب املبالغ اليت تعتمد عليها لتأسيس وعاء‬
‫الضريبة‪ ،‬حيث تقوم حبساب النسب اليت يف حساب احلقوق املستحقة‪ ،‬كما توضع فيها مجيع‬
‫األداءات املتعلقة بالضرائب والرسوم‪ ،‬ويتم التحصيل يف مادة من اجلداول حسب ما تكون‬
‫عليه الوضعية من أول جانفي من سنة فرض الضريبة املعنية وطبقا للتشريع اجلاري يف ذلك‬
‫التاريخ‪ ،‬وأي تعديل جيري ضمن القانون خيص مادة من اجلدول يعترب ساري املفعول ابتداءً من‬
‫أول يناير من السنة اليت تفتح فيها السنة املالية‪.1‬‬
‫وتقسم اجلداول إىل نوعني‪:‬‬
‫الجداول العامة‪ :‬هي سجل إمسي يتضمن قوائم أمساء املكلفني اخلاضعني سواء كانوا أشخاصا‬
‫طبيعيني أو معنويني‪ ،‬تضم هذه اجلداول معلومات عن املكلف وتستلم قباضة الضرائب الورد‬
‫العام من مفتشية الضرائب مصحوبة بسندات اإلشعار بالدفع‪ ،‬كما ينبغي التقيد بالشروط‬
‫الالزمة املنصوص عليها قانونيا وإتباع اإلجراءات القانونية يف حتصيل القيم الضريبية املسجلة‬
‫ضمن جداول التحصيل دون فعل أخطاء متعلقة بالشروط واإلجراءات‪.‬‬
‫الجداول الفردية‪ :‬تصدر بصفة فردية ويف حالة خاصة كحالة اإلخضاع اإلضايف عند‬
‫اكتشاف الغش الضرييب يف التصريح أو تسوية وضعية بسبب خطأ يف اخلضوع‪ ،‬فهي ال ختص‬
‫ضريبة معينة وإمنا قد تشمل مجيع الضرائب‪ ،‬وتتضمن األوراد الفردية ورقتني متشاهبتني واحدة‬
‫بيضاء واألخرى محراء ترسل من مفتشية الضرائب إىل مديرية الضرائب للمصادقة عليها‬
‫وإعطائها الصيغة التنفيذية‪ ،‬مث ترسل إىل القباضة اليت ترسل الورقة البيضاء إىل املكلف وحتتف‬
‫بالورقة احلمراء كوثيقة إثبات ومعاينة اليت مبوجبها يتم متابعة املكلف‪ ،‬وتوضع اجلداول الفردية‬
‫قيد التحصيل بعد ترخيصها يف جدول يدعي سلسلة (‪ )42‬حمرر لكل بلدية من طرف رئيس‬

‫‪ 1‬سباح أمال‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية للتحصيل الضرييب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف احلقوق ختصص إدارة ومالية‪ ،‬جامعة أكلي حمند أوحلاج‪،‬‬
‫البويرة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون العام ‪،‬السنة‪ ،1122-1122 :‬ص‪.01‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫املفتشية مصادق عليها من طرف القابض‪ ،‬مث يرسل إىل املديرية الوالئية للضرائب للمعاينة‬
‫ووضعه قيد التحصيل‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنفيذ جداول التحصيل ‪.‬‬
‫تدخل الضريبة حيز التنفيذ بداية من آخر يوم من الشهر املوايل لتاريخ املصادقة على اجلدول‪،‬‬
‫وال تصبح مستحقة الدفع إال يف اليوم األخري من الشهر لتاريخ دخوهلا حيز التحصيل‪.2‬‬
‫وتنص املادة ‪240‬ف‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على أنه‪ « :3‬حيدد تاريخ إدراج هذه اجلداول يف‬
‫التحصيل ضمن نفس الشروط‪ ،‬ويبني هنا التاريخ يف اجلدول وكذا يف اإلنذارات املوجهة إىل‬
‫املكلفني بالضريبة»‬
‫باإلضافة إىل أن املادة ‪240‬ف‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج تنص على ما يلي‪ « :4‬عندما تالح‬
‫أخطاء يف صياغة اجلداول يوضع كشف هلذه األخطاء من قبل مدير الضرائب بالوالية‪ ،‬ويوافق‬
‫عليه ضمن الشروط اليت تتم وفقها املصادقة على تلك اجلداول‪ ،‬ويرفق هبا كوثيقة إثبات »‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إنذار المكلف‬
‫لقد ألزم املشرع اجلبائي قابض الضرائب بعدم اللجوء إىل إجراءات التنفيذ اجلربي‪ ،‬إال بعد‬
‫سلوك اإلجراءات القانونية الردعية أو اإلحرتازية‪ ،‬واملتمثلة يف إرسال إنذار إىل كل مكلف‬
‫بالضريبة مسجل يف جدول الضرائب‪ ،‬ويبني هذا اإلنذار زيادة على جمموع كل حصة‪ ،‬املبالغ‬
‫املطلوب آداؤها وشروط اإلستحقاق‪ ،‬وكذا تاريخ الشروع يف التحصيل‪ ،‬عمال بنص املادة‬
‫‪ 244‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،5‬ويشرتط يف اإلنذارات‪:‬‬
‫‪ -‬إرفاقها حبوالة للخزينة حمررة سلفا‪.‬‬

‫‪ 1‬سباح أمال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.02-01‬‬


‫‪ 2‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف شرح اإلجراءات اجلبائية املرجع السابق‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪240‬ف‪ ،1‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪240‬ف‪ ،0‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪244‬ف‪ ،2‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إرسال اإلنذارات املتعلقة بالضرائب والرسوم املذكورة يف املادة ‪ 122‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م‬


‫إىل املكلفني بالضريبة يف ظرف خمتوم‪.‬‬
‫أما بالنسبة للضرائب احملصلة من طرف قابض الضرائب املختص واملكلف‪ ،‬واليت ال تكون‬
‫حمل جداول إمسية جيب على قابض الضرائب أن يبلغ إشعار بوضع التحصيل وعلى هذه‬
‫الوثيقة تظهر خمتلف الضرائب واملبلغ الذي سيدفع‪ ،‬وإذا مل ينفذ املدين يرسل له إنذار بتنفيذ‬
‫اإللتزام بعلم املكلف باملتابعات اليت سيتعرض هلا إذا ختلف عن دفع الضريبة خالل أجل عشرة‬
‫أيام ويف حالة امتناعه عن التسديد تتخذ اإلدارة اجلبائية اإلجراءات الردعية‪.1‬‬
‫كما يتعني على قابض الضرائب املختلفة بتسليم على ورق حر لكل من يطلب‪ ،‬إما‬
‫مستخرجا من جدول الضرائب أو كشف للوضعية اخلاصة بالضرائب اخلاضع هلا‪ ،‬ضمن نفس‬
‫الشروط‪ ،‬لكل مكلف مسجل يف جدول الضرائب وفقا لنص املادة ‪244‬ف ‪ 1‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫أما بالنسبة لتسليم شهادة عدم اخلضوع للضريبة يبقى مشروط بتقدمي الشخص إذا كان غري‬
‫معوز‪ ،‬شهادة تعيني املوطن املسلمة له من قبل مصلحة الرقابة للضرائب املباشرة التابع هلا مكان‬
‫إقامة املعين مبني فيها مادة ومبلغ الضرائب املفروضة أو اليت ستفرض على هذا األخري‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬وتسلم هذه الوثائق املختلفة جماناً‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رسالة تذكير‪.‬‬
‫يقوم بإرساهلا قابض الضرائب للمدين بالضريبة‪ ،‬قبل سمسة عشر (‪ )22‬يوماً من التبليغ‬
‫بأول قرار متابعة‪ ،‬وهذا يف حالة عدم تسديد الضريبة أو الرسم يف األجل احملدد للدفع‪ ،‬مع‬

‫‪ 1‬خالف عالء الدين ومحودة وحيدة‪ ،‬إجراءات التحصيل الضرائب املباشرة ومنازعاهتا‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف القانون‪ ،‬ختصص قانون‬
‫عام ( منازعات إدارية)‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ 2242‬قاملة‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‪ ،1122-1122:‬ص‪.04‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪244‬ف‪ 1‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫غياب شكوى مرفقة بطلب التأجيل القانوين للدفع املنصوص عليه يف املادتني ‪ 14‬و‪1-21‬‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬حسب ما نصت عليه املادة ‪ 244‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫وتتضمن رسالة التذكري املعلومات اليت سبق وأن تضمنها اإلشعار بالدفع‪ ،‬وتعلم املكلف‬
‫املدين باملتابعات اليت سيتعرض هلا إذا ختلف عن الدفع‪ ،‬وتشكل إشعار قبل املتابعة‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات التحصيل الجبرية‪.‬‬
‫األصل أن يقوم املكلف بعد دخول الضريبة حيز التنفيذ بالتقدم إىل إدارة الضرائب املختصة‬
‫من أجل دفع ما عليه من ديون إجتاه اخلزينة العامة‪ ،‬ولكن إذا امتنع املكلف عن ذلك يلجأ‬
‫قابض الضرائب إىل اتباع اإلجراءات التنفيذية املخولة له قانوناً من أجل حتصيل الضريبة‪.‬‬
‫وعليه جتد اإلدارة الضريبية نفسها موضع التنفيذ اجلربي‪ ،‬وهي وسيلة فعالة تلجأ إليها يف‬
‫حالة عدم جناح االجراءات الودية للتحصيل‪ ،‬هتدف من خالهلا إىل إجبار املتهاونني على تأدية‬
‫واجباهتم الضريبية‪ ،‬وتناول املشرع اجلبائي عملية ممارسة املتابعات بالباب الثاين‪ ،‬وتطرق يف نص‬
‫املادة ‪ 242‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ 3‬إىل أهنا تتم على يد أعوان اإلدارة املعتمدين قانوناً أو احملضرين‬
‫القضائيني‪ ،‬كما ميكن أن تسند عند اإلقتضاء إىل احملضرين يف حالة احلجز التنفيذي‪ ،‬وتتم‬
‫املتابعات حبكم القوة التنفيذية املمنوحة للجداول من طرف الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫وسنتناول إجراءات املتابعة عن طريق اإلغالق املؤقت للمحل (فرع‪ )2‬مث املتابعة عن طريق‬
‫احلجز (فرع‪ )1‬وكآخر طريقة للمتابعة عن طريق بيع احملجوزات (فرع‪.)0‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المتابعة عن طريق إجراء اإلغالق المؤقت للمحل‪.‬‬
‫يعترب الغلق املؤقت أحد اإلجراءات التنفيذية اليت منحها املشرع لإلدارة الضريبية لتمكنها من‬
‫حتصيل ديوهنا يف حالة تعذرها بالطرق الودية‪ ،‬مع اتباع الشروط احملددة قانونا‪ ،‬فغلق احملل ال‬
‫يتم فيه نزع ملكية املكلف بالضريبة ‪ ،‬ولكن حرمانه من حق اإلنتفاع املؤقت من أجل حتصيل‬
‫‪ 1‬املادة ‪ 244‬مكرر من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Philippe Augé , Droit Fiscal Général, Edition Ellipses, Paris,2002, p180.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 242‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫الدين اجلبائي‪ ،‬كما أن املكلف بالضريبة الذي صدر يف حقه قرار الغلق املؤقت‪ ،‬الطعن فيه من‬
‫أجل رفع اليد‪.1‬‬
‫وتتمثل شروط إجراء الغلق املؤقت فيما يلي‪:‬‬
‫خيضع الغلق املؤقت للمحل التجاري أو املهين جلملة من الشروط واإلجراءات الصارمة‪ ،‬واليت‬
‫من شأهنا إرغام املكلف بالضريبة املدين على الوفاء‪ ،‬وميكن إمجاهلا يف النقاط التالية‪:2‬‬
‫‪ -‬أن يتخذ قرار الغلق املؤقت من طرف املكلف باملؤسسات الكربى ومدير الضرائب‬
‫بالوالية‪ ،‬كل حسب جمال إختصاصه‪ ،‬بناءً على تقرير يقدم من طرف احملاسب املتابع‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جتاوز املهلة احملددة قانوناً وهي ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يبلّغ قرار الغلق من طرف عون املتابعة املوكل قانوناً أو احملضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تنفيذ هذا القرار يف مهلة عشرة (‪ )21‬أيام ابتداءً من تاريخ التبليغ‪ ،‬من طرف‬
‫احملضر القضائي أو العون املتابع بتنفيذ قرار الغلق املؤقت‪ ،‬إذا مل يتحرر املكلف بالضريبة‬
‫سجال لإلستحقاقات يوافق عليه قابض الضرائب صراحة‪.‬‬
‫املعين من دينه اجلبائي أو مل يكتب ّ‬
‫‪ -‬جيب أن سبق إجراء الغلق املؤقت أخطار ميكن تبليغه بعد يوم كامل من تاريخ إستحقاق‬
‫الضريبة‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬المتابعة عن طريق إجراء الحجز‪.‬‬
‫يعترب اإلجراء الفعلي يف املتابعة اجلربية للتحصيل‪ ،‬إذ جيعل امللزم اجلبائي يشعر فعال أن هناك‬
‫نية جدية وحقيقية لدى اإلدارة اجلبائية ملتابعته يف هذا الشأن‪ ،‬من أجل ذلك أحاطه املشرع‬
‫مبجموعة من الضوابط األساسية اليت حتكمه‪.4‬‬

‫‪ 1‬عزيز أمزيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41-42‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪242‬ف (‪ ،)0-1-2‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،242‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 4‬يونس مليح‪ ،‬الضمانات املسطرية للملزم يف مواجهة اإلدارة الضريبية‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬ع‪،2‬السنة‪،1122:‬ص‪.22-21‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحجز وشروطه‪:‬‬


‫يعرف بأنه جمموعة من اإلجراءات اليت تقوم هبا إدارة الضرائب هبدف وضع املال حتت يدها‬
‫إلستيفاء حقوقها وذلك مبوجب قرار يصدره املدير الوالئي للضرائب‪ ،‬وقد وضعه املشرع‬
‫تسهيال لإلدارة اجلبائية لتحصيل ديوهنا من املكلف‪ ،1‬ويشرتط يف احلجز حسب نص املادة‬
‫‪ 242‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬مايلي‪:2‬‬
‫‪ -‬أن يكون صادراً من أعوان اإلدارة املعتمدين قانوناً أو احملضرين القضائيني‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسبق إجراء احلجز إخطار‪ ،‬وهذا األخري يتم تبليغه بعد يوم من تاريخ إستحقاق‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صور الحجز‪:‬‬
‫‪ -2‬الحجز التنفيذي‪ :‬األصل يف ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أن يكون احلجز تنفيذياً‪ ،‬ويعرف بأنه إجراء‬
‫يلجأ إليه الدائن بقصد استيفاء حقه من أموال املدين أو من مثنها بعد بيعها‪ ،‬ولذلك ال جيوز‬
‫هذا اإلجراء إال بناءً على طلب دائن بيده سند تنفيذي مستوف جلميع الشروط الشكلية‬
‫واملوضوعية‪ ،‬بأن يكون حمقق الوجود‪ ،‬معني املقدار وحال األداء‪ ،3‬وهناك نوعني‪:‬‬
‫‪ ‬الحجز التنفيذي على المنقول‪ :‬يتم من خالله احلجز على كل األشياء واألموال‬
‫املنقولة‪ ،‬اململوكة للمدين احملجوز عليه‪ ،‬سواء كانت يف حيازته أو يف حيازة الغري‪ ،‬ويهدف إىل‬
‫بيع األموال املنقولة لتمكني الدائن من احلصول على حقوقه وإستيفائها من ناتج بيعها‪ ،‬وقد مت‬
‫تنظيم قواعد احلجز التنفيذي على املنقول مبوجب املواد من ‪ 211‬اىل ‪ 111‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‬
‫رقم ‪.412/12‬‬

‫‪ 1‬فضيل كوسة‪ ،‬منازعات التحصيل الضرييب يف ضوء إجتهادات جملس الدولة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1122 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 242‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪3‬حساوي سليمة وياحي حنان‪ ،‬اآلليات القانونية للتح صيل اجلربي للضريبة يف ظل قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف‬
‫احلقوق‪ ،‬ختصص إدارة ومالية‪ ،‬جامعة زيان عاشور باجللفة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‪ ،1121/1122:‬ص‪.02‬‬
‫‪ 4‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬أصول التنفيذ واحلجز التنفيذي على املنقول والعقار‪ ،‬دار اهلدي‪ ،‬اجلزائر‪ ،1121 ،‬ص‪.14-22‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬الحجز التنفيذي على العقار‪ :‬جيوز للدائن احلجز على العقارات أو احلقوق العينية‬
‫ملدينه مفرزة كانت أو مشاعة‪ ،‬وإذا كان بيده سند تنفيذي وأثبت عدم كفاية األموال املنقولة‬
‫ملدينه أو عدم وجودها‪.1‬‬
‫‪-1‬الحجز التحفظي‪ :‬أجاز املشرع احلجز التحفظي وفقا ألحكام املادة ‪ 1/222‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬وذلك يف حاالت معينة‪ ،‬مثل حالة اخلشية من فقدان الضمان العام وهي األسباب‬
‫اجلدية وامللموسة بتهريب املدين ألمواله أو إخفائه‪ ،‬مبا يف ذلك التنازل عنها للغري أو يف حالة‬
‫عدم وجود موطن مستقر للمكلف بالضريبة باجلزائر‪.2‬‬
‫ثالثا إجراءات الحجز التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -2‬عمال بنص املادة‪ 241‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،3‬تباشر إجراءات احلجز بإستصدار سند احلجز‬
‫من املدير الوالئي للضرائب وتبليغ اإلنذار بالدفع وجيوز القيام باحلجز بعد يوم من تبليغ‬
‫التنبيه‪.‬‬
‫‪ -1‬إعالم املكلف بالضريبة مبحضر احلجز إذا كان غائبا‪ ،‬أما إذا كان حاضراً ووقع على‬
‫حمضر احلجز فال يلزم إعالمه‪.‬‬
‫‪ -0‬إعالم العامة باحلجز من خالل إلصاق نسخة من حمضر احلجز يف مكان املال احملجوز‬
‫يف لوحة اإلعالنات اخلاصة بإدارة الضرائب‪ ،‬أو نشره يف صحيفة يومية‪.4‬‬
‫‪ -4‬جيب أن تكون إجراءات احلجز يف املواعيد املسموح هبا وفقا ألحكام املادة ‪ 241‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج و املادة ‪ 024‬من ق‪.‬ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م واملادة ‪ 244‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم التعسف يف احلجز‪ ،‬فينبغي أن يكون احلجز ألموال املدين يف حدود مديونته‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬فضيل كوسة‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 241‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 4‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41-42‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬يشرع أوال يف حجز األموال املنقولة‪ ،‬فإذا مل تف بكل الدين حيجز على بقية األموال‬
‫املنقولة وغري املنقولة‪ ،‬لتسديد ما على املكلف بالضريبة من دين‪ ،‬مث حجز ما للمدين‬
‫لدى الغري‪.1‬‬
‫‪ -1‬إذا كان املكلف بالضريبة مفلسا أو يف حالة تسوية قضائية حتتف اخلزينة العمومية‬
‫باحلق يف أن تتابع مباشرة حتصيل دينها باإلمتياز على مجيع األصول اليت تقع حتت‬
‫إمتيازها حسب نص املادة ‪ 242‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫‪ -2‬وخبصوص حراسة املال احملجوز فتحدد مصاريف حراسة املنقوالت احملجوزة من قبل‬
‫إدارة الضرائب تبعا للتعريفات احملددة بقرار من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وميكن أن يستفيد احلارس‬
‫املعني زيادة على املصاريف املذكورة أعاله من إسرتداد كل املصاريف املربرة دوك أن يزيد مبلغ‬
‫هذه املصاريف نصف قيمة األشياء احملروسة‪ ،‬وإذا أوكلت احلراسة إىل حمشرة عمومية أو إىل‬
‫حمالت عامة متارس تعريفات خاصة فإن هذه التعريفات هي اليت يتم تطبيقها‪ ،‬وتقع على كاهل‬
‫املكلف بالضريبة مصاريف احلراسة ‪ ،‬حسب مانصت عليه املادة ‪ 221‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المتابعة عن طريق بيع المحجوزات‪.‬‬
‫يعترب البيع اجلربي للمحجوزات آخر إجراء تلجأ إليه إدارة الضرائب كآلية قانونية وضمانة‬
‫فعلية كرسها املشرع اجلبائي اجلزائري لتحصيل ديون اخلزينة العمومية‪ ،‬واهلدف من البيع هو‬
‫احلصول على مبالغ تستويف اجلهة احلاجزة – إدارة الضرائب‪ -‬حقها من مثن األموال احملجوزة‪،‬‬
‫ويتم ذلك ضمن إجراءات‪.‬‬

‫‪ 1‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 242‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 221‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪-‬اإلجراءات التمهيدية للبيع‪:‬ختضع اإلجراءات التمهيدية لبيع احملجوزات للشروط التالية‪:‬‬


‫‪-1‬الترخيص بالبيع‪ :‬خيضع تنفيذ املتابعات عن طريق البيع‪ ،‬لرخصة تعطى لقابض الضرائب‬
‫بالوالية بعد أخذ رأي الوايل أو أي سلطة أخرى تقوم مقامه‪ ،‬وفقا ألحكام املادة ‪ 242‬الفقرة‬
‫الثالثة من قانون اإلجراءات اجلبائية‪.1‬‬
‫ويف حالة عدم احلصول على ترخيص من طرف الوايل يف أجل ثالثني (‪ )01‬يوماً من تاريخ‬
‫إرسال الطلب إىل الوايل‪ ،‬أو إىل السلطة اليت تقوم مقامه‪ ،‬ميكن للمدير املكلف باملؤسسات‬
‫الكربى أو مدير الضرائب بالوالية حسب احلالة‪ ،‬أن يرخص قانوناً لقابض الضرائب املباشر‬
‫ملتابعة الشروع يف البيع‪.2‬‬
‫غ ري أنه إذا تعلق األمر مبواد أو سلع حمجوزة قابلة للتلف أو أي سلع أخرى قابلة للتعفن أو‬
‫للتحلل أو تشكل خطراً على اجلوار‪ ،‬ميكن الشروع يف البيع املستعجل بناءاً على ترخيص من‬
‫املدير املكلف باملؤسسات الكربى أو مدير الضرائب بالوالية‪ ،‬كل حسب جمال إختصاصه وفقا‬
‫ألحكام املادة ‪ 242‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.3‬‬
‫‪-2‬إجراءات اإلشهار‪ :‬جيوز عند اإلقتضاء‪ ،‬القيام بالبيع املنفرد لواحد أو عدة من العناصر‬
‫املادية املكونة للمحل التجاري احملجوز‪ ،‬وذلك بناء على الرتخيص املذكور يف املادة ‪242‬‬
‫أعاله‪ ،‬وميكن لكل دائن خالل العشرة أيام اليت تلي تبليغ احلجز التنفيذي يف املوطن املختار يف‬
‫تسجيالته‪ ،‬واملسجل قبل سمسة عشر (‪ )22‬يوماً على األقل من التبليغ املذكور‪ ،‬أن يطلب من‬
‫القابض املباشر للمتابعة أن جيري بيع احملل التجاي جبملته‪.4‬‬
‫وجيري البيع بعد عشرة (‪ )21‬أيام من إلصاق اإلعالنات املتضمنة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬بيان لقب كل من صاحب احملل التجاري والقابض املباشر للمتابعة وإمسيهما وموطنيهما‪.‬‬

‫‪ 1‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 242‬ف‪ 4‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪242‬ف‪ 2‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪222‬ف‪ 2‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬الرخصة اليت يتصرف هذا القابض مبوجبها‪.‬‬


‫‪ -0‬خمتلف العناصر املكونة للمحل التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬طبيعة عمليات احملل التجاري ووضعيته‪ ،‬وتقدير مثنه املطابق للتقدير الصادر عن إدارة‬
‫التسجيل‪.‬‬
‫‪ -2‬مكان ويوم وساعة فتح املزاد ولقب القابض الذي يباشر البيع وعنوان مكتب القباضة‪،‬‬
‫وتلصق هذه اإلعالنات وجوباً بسعي القابض املباشر للمتابعة وذلك على الباب الرئيسي‬
‫للعمارة ويف مقر اجمللس الشعيب البلدي حيث يوجد احملل التجاري‪ ،‬ويف احملكمة اليت يوجد احملل‬
‫التجاري يف إقليم إختصاصها ومكتب القابض املكلف بالبيع‪.1‬‬
‫ويدرج اإلعالن قبل عشرة (‪ )21‬أيام من البيع يف جريدة مؤهلة لنشر اإلعالنات القانونية‬
‫يف الدائرة أو الوالية حيث يوجد احملل التجاري‪ ،‬ويتم إثبات القيام باإلشهار من خالل اإلشارة‬
‫إليه يف حمضر البيع‪.‬‬
‫وإذا مل تراعى شكليات اإلشهار‪ ،‬ال جيوز إجراء البيع‪ ،‬وميكن وضع دفرت الشروط‪ ،‬وجيوز‬
‫لألشخاص املعنيني اإلطالع يف مقر القابض املكلف بالبيع على نسخة من عقد اإلجيار‬
‫للمحل التجاري احملجوز‪.2‬‬
‫ثانيا‪ -‬عملية البيع العلني‪ :‬تتم عملية البيع العلين ملنقوالت املكلف بالضريبة املتأخر عن دفع‬
‫ما عليه من ديون ضريبية‪ ،‬إما على يد أعوان املتابعات وإما على يد احملضرين القضائيني أو‬
‫حمافظي البيع باملزاد‪ ،‬طبقا لنص املادة‪ 222‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.3‬‬
‫بعد متام إجراء عملية بيع احملجوزات علنيا‪ ،‬يرسو املزاد على الثمن األعلى املعروض‪ ،‬والذي‬
‫جيب أن يساوي أو يفوق مثن السعر اإلفتتاحي ويلتزم الراسي بدفع الثمن نقداً ويف احلال‬
‫ولذلك إذا منحه القائم بالتنفيذ مهلة كان مسؤوال شخصيا عن الوفاء‪ ،‬بإضافة مجيع مصاريف‬
‫‪ 1‬املادة ‪222‬ف‪ 1‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪222‬ف‪ 1‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪222‬ف‪ 2‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫البيع‪ ،‬ويف حالة عدم دفع الثمن أو الفرق الناتج عن البيع احلاصل بعد مزاد آخر راغب فيه‬
‫متارس املتابعات من قبل القابض املختص‪ ،‬كما هو احلال يف جمال الضرائب املباشرة‪ ،‬وذلك‬
‫مبوجب حمضر بيع أو سند حتصيل يدرجه يف التنفيذ مدير املؤسسات الكربى ومدير الضرائب‬
‫بالوالية كل حسب جمال إختصاصه‪ ،‬عمال بنص املادة ‪ 222‬ف‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫ويف احلالة اليت ال تصل فيها العروض اليت تستقر عندها جلستا بيع باملزاد العلين إىل مبلغ‬
‫السعر االفتتاحي‪ ،‬جيوز لقابض الضرائب املباشر للمتابعات أن جيري البيع بالرتاضي مببلغ‬
‫يساوي مبلغ السعر اإلفتتاحي‪ ،‬وذلك بناءً على ترخيص من املدير املكلف باملؤسسات الكربى‬
‫أو املدير اجلهوي للضرائب أو مدير الضرائب بالوالية‪ ،‬وفقا لقواعد اإلختصاص احملددة مبوجب‬
‫قرار من املدير العام للضرائب‪.‬‬
‫وال جيري البيع بالرتاضي إال إذا مل يصدر أي عرض آخر يفوق العرض املسجل هلذا الغرض‬
‫يف غضون اخلمسة عشر (‪ )22‬يوماً‪ ،‬إعتباراً من تاريخ إعالن ثالث يتم عن طريق الصحافة‬
‫وإعالنات إلصاق على باب قباضة الضرائب املختلفة ومقر اجمللس الشعيب البلدي الذي يتبع له‬
‫مكان البيع‪ ،‬وتستلم طلبات املشرتين املعنيني يف األجل املذكور من قبل القابض املباشر‬
‫للمتابعة‪.2‬‬
‫ال يقبل أي عرض بغرض الشراء بالرتاضي‪ ،‬طبقا ألحكام الفقرة‪ 1‬أعاله إال إذا كان‬
‫مصحوباً بدفع وديعة يساوي مبلغها عشر (‪ )21/2‬هذا العرض لدى صندوق القابض‬
‫املكلف بالبيع‪ ،‬وال يقابل بتصرف إال وفقا للشروط املنصوص عليها يف الفقرة‪ 1‬املذكور أعاله‪،‬‬
‫وال ينتج عن سحب العرض قبل إنقضاء أجل اخلمسة عشر (‪ )22‬يوماً املذكورة أعاله‪ ،‬إرجاع‬
‫الوديعة اليت تبقى كسباً للخزينة‪.3‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪222‬ف‪ 0‬من ق إ ج ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪221‬ف ‪ 1‬من ق إ ج ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 221‬ف‪ 0‬من ق إ ج ج‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ -‬تحرير محضر البيع‪ :‬حيرر حمضر البيع من قبل القابض‪ ،‬وتسلم نسخة منه للمشرتي‬
‫وفقا ألحكام املادة ‪ 222‬فقرة‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬وجيب أن يشمل احملضر على البيانات‬
‫األساسية‪:‬‬
‫تاريخ البيع‪ ،‬ذكر السند التنفيذي‪ ،‬ذكر حمضر احلجز‪ ،‬تارخيه وإسم العون الذي حرره‪ ،‬تاريخ‬
‫اإلعالن والعون املكلف بالبيع‪ ،‬تاريخ إصدار التصريح بالبيع‪ ،‬تاريخ حترير حمضر التأكد من‬
‫األشياء احملجوزة‪ ،‬ذكر حضور أو عدم حضور احملجوز عليه يوم البيع‪ ،‬ذكر مكان البيع‪ ،‬ذكر‬
‫وسائل اإلشهار‪ ،‬ذكر شروط البيع‪ ،‬ذكر مثن األشياء املباعة‪ ،‬جمموع مثن املبيعات وكتاباهتا‬
‫باحلروف‪ ،‬وقت البيع‪ ،‬نفقات البيع‪ ،‬ونفقات األتعاب األخرى‪ ،‬وإمضاءات احلراس والقابض‬
‫واألعوان املكلفني بالبيع‪.1‬‬
‫رابعا‪ -‬صياغة عقد الملكية‪ :‬بعد قبض مثن البيع نقداً‪ ،‬تلجأ اإلدارة إىل اإلجراءات القانونية‬
‫لتحويل ملكية احملل التجاري‪ ،‬حيث تتم صياغة عقد حتويل امللكية على يد مفتش رئيس قسم‬
‫شؤون األمالك والعقارات بالوالية‪ ،‬باإلطالع على حمضر البيع ودفرت الشروط عند اإلقتضاء‬
‫وخيضع لشكليات التسجيل على نفقة املشرتي طبقا لنص املادة ‪ 222‬ف ‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ج‪،‬‬
‫مث يتم تسجيل العقد املتضمن حتويل امللكية ويكون ذلك وجوباً قبل اللجوء إىل النشر‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬نشر البيع‪ :‬ختضع عملية بيع احملجوزات للنشر‪ ،‬بسعي من طرف القابض املباشر‬
‫للمتابعة يف أجل شهر (‪ )12‬واحد‪ ،‬ابتداءً من تارخيه وذلك يف شكل مستخرج أو إشعار‬
‫يصدر يف جريدة مؤهلة لنشر اإلعالنات القانونية يف الدائرة أو الوالية‪ ،‬حيث يستغل احملل‬
‫التجاري على أنه يكون مكان اإلستغالل هو املكان الذي قيد فيه البائع يف السجل‬
‫التجاري‪ .2‬ويتضمن هذا املستخرج وجوباً وحتت طائلة البطالن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ 2‬خالف عالء الدين ومحودة وحيدة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21-42‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫بيان تاريخ التحصيل‪ ،‬مقداره ورقمه‪ ،‬املكتب حيث متت هذه العمليات‪ ،‬تاريخ العقد‪ ،‬إسم‬
‫ولقب كل من املالك السابق واجلديد‪ ،‬طبيعة احملل التجاري ومقره والثمن املشروط‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التكاليف أو التنفيذ الذي أسست عليه حقوق التسجيل‪ ،‬بيان األجل احملدد للمبادرة‬
‫باإلعرتاض‪ ،‬واختيار املوطن يف إقليم اختصاص احملكمة‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلعتراض على إجراءات المتابعة‬
‫أحاط املشرع اجلزائري منازعات التحصيل بإجراءات خاصة‪ ،‬وباملقابل منح للمكلف وسائل‬
‫يلجأ إليها لكي حياف على حقوقه لدى املصاحل اجلبائية‪ ،‬وهذا يظهر من خالل حقه يف‬
‫اإلعرتاض على إجراءات التحصيل وطلب إيقافها بإعتماده كمرحلة أولية إىل الشكاوي أمام‬
‫اإلدارة الضريبية قبل اللجوء إىل القضاء‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول الشكوى‬
‫لقد أوجب املشرع اجلبائي على املكلف بالضريبة تقدمي شكوى إىل إدارة الضرائب يف شكل‬
‫معني وحتتوي على بيانات ومعلومات‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جيب أن ترسل الشكاوي املتعلقة بتحصيل الضرائب والرسوم املعدة من طرف اإلدارة‬
‫اجلبائية‪ ،‬حسب احلالة إىل كل من مدير كربيات املؤسسات أو املدير الوالئي للضرائب أو رئيس‬
‫مركز الضرائب أو اىل رئيس املركز اجلواري للضرائب التابع له القابض الذي مارس املتابعات‪،‬‬
‫تبعا لنص املادة ‪ 220‬ف‪ 2‬من‪.‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬تدعيم اإلعرتاض بوسائل اإلثبات‪ :‬نصت الفقرة الثانية من نص املادة ‪ 220‬مكرر من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ 3‬على وجوب أن تدعم اإلعرتاضات على املتابعات بكل وسائل اإلثبات املفيدة‪،‬‬
‫ولكن مل حتدد وسائل اإلثبات يف هذا اجملال‪ ،‬ومن هنا ترك املشرع اجملال مفتوحا أمام املكلف‬

‫‪ 1‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12-11‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 220‬ف ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 220‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫املعرتض إلثبات عدم شرعية شكل إجراءات املتابعة أو عدم قانونية وجوب وإستحقاق‬
‫الضريبة‪ ،‬وذلك بكل الوسائل القانونية املتاحة‪ ،‬لذلك يتوجب على املكلف بالضريبة التأكد‬
‫والتحقق من كل الشروط الشكلية املتعلقة بإجراء املتابعة من حيث اآلجال واملواعيد والتبليغات‬
‫واإلختصاص‪ ،‬ومن الناحية املوضوعية حول التحصيل من حيث وجوب اإللتزام بالتسديد من‬
‫عدمه‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬ميكن أن ترفع الشكاوي املتعلقة باإلعرتاضات على املتابعات من طرف املكلف بالضريبة‬
‫نفسه أو من طرف الشخص املتضامن معه وختضع للشروط الشكلية املنصوص عليها يف املادة‬
‫‪ 12‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫رابعا‪ :‬ال ختضع الشكاوي حلقوق الطابع‪ ،‬وجيب أن تكون حتت طائلة عدم القبول‪: 3‬‬
‫‪ -‬حتتوي على املعلومات املتعلقة هبوية الشاكي‪.‬‬
‫‪ -‬تتضمن طبيعة املتابعة‪ ،‬موضوع اإلعرتاض‪.‬‬
‫‪ -‬تتضمن األسباب والوسائل اليت تربر موضوعها‪.‬‬
‫‪ -‬حتتوي على اإلمضاء اخلطي للشاكي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬شرط األجل‪ :‬نصت املادة ‪ 220‬مكرر يف فقرهتا األوىل من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أن الشكاوي‬
‫تقع حتت طائلة البطالن إن مل تقدم يف أجل شهرين (‪ ،)11‬ويسري ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬إعتباراً من تاريخ تبليغ اإلجراء احملتج به إذا كانت ختص االعرتاض على إجراء املتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬إعتباراً من تاريخ تبليغ أول إجراء للمتابعة يف حالة تقدميها يف شكل إعرتاض على‬
‫التحصيل اجلربي‪.‬‬

‫‪ 1‬بدايرية حيي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 220‬ف‪ 4‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 220‬مكرر ف ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون الشكوى في نزاع التحصيل‬


‫حيث نصت املادة ‪ 220‬من من‪.‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬تكتسي الشكوى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إما شكل إعرتاض على إجراء املتابعة عن طريق اإلحتجاج احلصري على قانونية شكل‬
‫إجراء املتابعة‪ :‬ميكن للمكلف بالضريبة أن يعارض كل إجراء يقوم به قابض الضرائب ضده‬
‫لغرض حتصيل ديون اخلزينة العامة لديه‪ ،‬ولكن هذا اإلعرتاض ال يكون مقبوالً إذا إقرتن بوجود‬
‫عيب شكلي يف إجراء املتابعة‪ ،1‬مثل اإلعرتاض على سند املتابعة شريطة أن يكون مستوفيا‬
‫للبيانات التالية‪:‬‬
‫إمضاء احملاسب‪ ،‬إسم ولقب عون املتابعة‪ ،‬إسم الشخص الذي سلم له السند وطبيعة‬
‫احملضر‪ ،2‬أو بأجل تبليغه‪ ،‬كأن يكون السند غري حمرر يف اآلجال أو حيرر السند من طرف عون‬
‫غري خمتص‪ ،‬وهي أسباب تتعلق بشكل اإلجراء كما جاء يف قرار جملس الدولة خبصوص امللف‬
‫رقم ‪ 112221‬يف جلسة ‪ 1112/11/01‬حول بطالن إجراءات التحصيل مايلي‪:3‬‬
‫« حيث أن املادة ‪ 041‬من قانون الضرائب املباشرة تنص على أن الضرائب املفروضة على‬
‫املكلف هبا‪ ،‬سرية وترسل للمعىن يف ظرف مغلق أنه غري أهنا بلغت للمعين بدون ظرف مغلق‬
‫مما جيعل اإلجراء باطل كما أنه بلغ للمستأنف عليها جدول التحصيل عن طريق مفتش‬
‫الضرائب ملدينه بودواو بينما يشرتط أن يبلغ عن طريق قابض الضرائب وأن مفتش ضرائب‬
‫مدينه بودواو غري خمتص ‪.» ...‬‬
‫كما يطال اإلعرتاض شكلية إجراء املتابعة وإجراءت احلجز‪ ،‬مما يرتتب عليه طلب إلغاء‬
‫احلجز وإسرتجاع احملجوزات بإجراء احلجز أن يطلب إلغاءه إذا تبني له بأن هناك أخطاء‬
‫إرتكبت أثناء تنفيذ احلجز‪.4‬‬

‫‪ 1‬بدارية حيي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ 2‬فضيل كوسة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 3‬جملة جملس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬خاص باملنازعات الضريبية‪ ،1110 ،‬ص‪.22-22‬‬
‫‪ 4‬عزيز أمزيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬إما يف شكل إعرتاض على التحصيل اجلربي عن طريق اإلحتجاج على وجود إلزام دفع‬
‫مبلغ الدين وإستحقاق املبلغ املطالب به أو غريها من األسباب اليت ال متس بوعاء وحبساب‬
‫الضريبة‪ ،1‬ويتعلق بوجود اإللتزام ككل أو جزء منه أو وجوب الوفاء به وبالتايل فاإلعرتاض هذا‬
‫يتعلق مبوضوع املتابعة ال بشكلها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات الفصل في الشكاوي‬
‫‪ -‬بعد تقدمي املكلف الشكوى ويف اآلجال احملددة قانونياً يسلم له وصل يثبت إستالم طلبه‪،‬‬
‫تبعا لنص املادة ‪ 220‬ف ‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.2‬‬
‫‪ -‬يبث يف الشكاية كل من مدير كربيات املؤسسات واملدير الوالئي للضرائب ورئيس مركز‬
‫الضرائب أو رئيس املركز اجلواري للضرائب التابع له املكلف بالضريبة‪ ،‬يف آجل شهرين(‪)11‬‬
‫ابتداءً من تاريخ تقدمي الشكوى حسب نص املادة ‪ 220‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.3‬‬
‫‪ -‬تقوم اإلدارة عن طريق رسالة موصى عليها مع إشعار باإلستالم بدعوة الشاكي إىل تسوية‬
‫طعنه‪ ،‬خالل أجل مثانية (‪ )12‬أيام ابتداءً من تاريخ اإلستالم‪ ،‬وتقدمي كل وثيقة إثبات‬
‫مشار إليها من طرفه ويف هذه احلالة فإن أجل البث املمنوح لإلدارة ال يسري إال ابتداءً من‬
‫إستالم اإلدارة جلواب املكلف بالضريبة‪ ،‬وإذا مل يتم إستالم أي رد خالل أجل الثمانية‬
‫(‪ )12‬أيام‪ ،‬أو أن الرد جاء غري مؤسس يقوم املسؤول عن البث يف الشكوى املذكور أعاله‪،‬‬
‫تبليغ حسب احلالة‪ ،‬قرار عدم القبول شكال للطعن املقدم أو قرار الرفض يف املوضوع لعنصر‬
‫املنازعة موضوع طلب تكلمه امللف‪.4‬‬
‫‪ -‬يبلغ القرار الذي جيب أن يكون مسبباً قانونا‪ ،‬إىل املكلف بالضريبة عن طريق رسالة‬
‫موصى عليها مع إشعار باإلستالم‪ ،‬وميكن للشاكي يف حالة عدم صدور قرار يف هذا األجل‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 220‬مكرر من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪220‬ف‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 220‬مكرر‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 220‬مكرر ف ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫أو إذا مل يرضه القرار الصادر أن يرفع دعوى أمام حملكمة اإلدارية يف أجل شهرين (‪)11‬‬
‫ابتداءً من تاريخ تبليغ قرار اإلدارة أو إنقضاء األجل املذكور سابقاً‪ ،‬وال توقف هذه الطعون‬
‫عمليات الدفع‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬طلب إسترداد األشياء المحجوزة‬
‫‪ -‬ميكن للمكلف أن يبادر بطلب إسرتداد األشياء احملجوزة يف حالة املنقوالت وغريها من‬
‫األثاث املنقول لدفع الضرائب واحلقوق والرسوم الواقعة حتت املتابعة شريطة أن حيرر هذا‬
‫الطلب مرفقاً جبميع وسائل اإلثبات املفيدة ويقدمه إىل مدير كربيات املؤسسات أو مدير‬
‫الضرائب بالوالية‪ ،‬كل حسب جمال إختصاصه‪ ،‬ويقع هذا الطلب حتت طائلة البطالن يف‬
‫أجل شهر واحد (‪ )12‬ابتداءً التاريخ الذي أعلم فيه صاحب الطلب باحلجز‪.‬‬
‫‪ -‬تسلم اإلدارة وصل عن الطلب إىل املكلف بالضريبة احملتج ويبث فيه كل مسؤول حسب‬
‫جمال ختصصه‪ ،‬يف أجل شهر واحد (‪ )12‬ابتداءً من تاريخ تقدمي الشكوى‪.‬‬
‫‪ -‬كما ميكن للشاكي يف حالة غياب القرار أو إذا كان القرار الصادر مل يرضه‪ ،‬أن يرفع‬
‫دعوى أمام احملكمة اإلدارية يف أجل شهر واحد (‪ )12‬ابتداءً من إنقضاء األجل املمنوح‬
‫ملدير الضرائب بالوالية للبث وإما من إبالغ قراره‪ ،‬لكن الطعن ال يوقف عمليات الدفع وال‬
‫جيوز إبالغ احملكمة اإلدارية قبل إنقضاء األجل املمنوح للمدير ألهنا تبث حصرياً يف الطعن‬
‫ووفقا للتربيرات املقدمة ملدير الضرائب وال يرخص للمحتج بتقدمي ثبوتية أخرى غري ذلك‬
‫املدعمة لطلبه أو تصريح بوقائع غري ذلك املعروضة يف طلبه‪.2‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 220‬مكرر‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 224‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الخامس‪ :‬طلب تأجيل الدفع‬


‫وفقا للمادة ‪ 222‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ 1‬الناصة يف فصلها األول من الباب الثالث حول‬
‫إستحقاقات الدفع‪ ،‬أنه ميكن لقابض الضرائب يف جمال التحصيل‪ ،‬منح كل مدين طلب تأجيل‬
‫للدفع‪ ،‬آجال الستحقاقات الدفع فيما خيص مجيع الضرائب واحلقوق والرسوم مبختلف أنواعها‪،‬‬
‫على أن يوافق ذلك مصاحل اخلزينة واإلمكانيات املالية لصاحب الطلب‪ ،‬بشرتط تقدميه‬
‫ضمانات كافية لتغطية مبلغ الضرائب اليت ميكن أن مينح من أجلها آجاال للدفع‪.‬‬
‫وهذا األجل أقصاه ‪ 02‬شهراً مع دفع مبلغ أويل أدىن يساوي ‪ %21‬من مبلغ الدين‬
‫اجلبائي‪.‬‬
‫أما يف غياب الضمانات جيوز القيام حبجز حتفظي على الوسائل املالية لصاحب الطلب‬
‫الذي حيتف مع ذلك حبق اإلنتفاع هبا‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬التقادم‬
‫تتقادم الدعوى اليت يباشرها القابضون ضد املكلف بالضريبة الذين مل يقوموا بأية متابعة‬
‫ضده طيلة أربع (‪ )14‬سنوات متتالية‪ ،‬إعتباراً من يوم وجوب حتصيل احلقوق‪.‬‬
‫كما توقف اإلستفادة من اإلرجاء القانوين للدفع املنصوص عليه يف املواد ‪14‬و ‪21‬ف‪1‬‬
‫و ‪21‬ف‪ 0‬من هذا القانون‪ ،‬تقادم أربع (‪ )14‬سنوات إىل غاية الفصل يف الطعن النزاعي‪.2‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 222‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 222‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‬
‫منح املشرع اجلبائي اجلزائري املكلف بالضريبة حق تقدمي شكوى أمام اإلدارة الضريبية‬
‫وأعتربها مرحلة إجبارية قبل اللجوء اىل القضاء‪ ،‬وحىت ال ترفض الشكوى جيب عليه إحرتام‬
‫مجيع شروطها القانونية وأجال رفعها من أجل التحقيق والفصل فيها من طرف اجلهة املختصة‪،‬‬
‫كما ضمن له حق تقدمي شكوى يف شكل إعرتاض على إجراءات املتابعة اجلربية وحددها‬
‫كذلك بشروط ومواعيد‪ ،‬كما مكنه من حق إسرتجاع األشياء احملجوزة مرفوقا بوسائل اإلثبات‪،‬‬
‫وحىت طلب تأجيل الدفع بتقدمي ضمانات‪.‬‬
‫لإلشارة أن املنازعات الضريبية ختضع إلجراءات خاصة قبل اللجوء إىل القضاء‪ ،‬بتدخل‬
‫جلان إدارية ختتص بدراسة الطعون املقدمة من طرف املكلفني بالضريبة أو من اإلدارة على حد‬
‫سواء‪ ،‬حددها املشرع يف تشكيلة مثالية من خالل ادراجه فيها ألعضاء متخصصني‪ ،‬هلم معرفة‬
‫بالقواعد واألحكام اجلبائية‪ ،‬وحاول ضبط اختصاص كل جلنة على حدى‪ ،‬إلعطائها أكثر‬
‫فعالية و جناعة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلجراءات القضائية‬
‫للمنازعات الضريبية‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫اشرتط املشرع اجلزائري إتباع طريق الشكوى إلدارة الضرائب قبل رفع الدعوى القضائية‪،‬‬
‫إلعطاء فرصة لإلدارة النظر يف قراراهتا اليت تصدرها وذلك للتقليل من القضايا املرفوعة امام‬
‫القضاء‪.‬‬
‫ويف حالة شعور املكلف بالضريبة بأنه متضرر يف القرارات الصادرة عن اإلدارة الضريبية أو مل‬
‫يقتنع بالقرار الصادر عن املدير الوالئي لضرائب أو رئيس مركز الضرائب أو رئيس املركز اجلواري‬
‫للضرائب أي جهة اليت رفع إليها شكواه ‪ ،‬وبعد استنفاذ كامل طرق الطعن االدارية‪ ،‬ميكن له‬
‫رفع نزاعه أمام اجلهات القضائية املختصة مبوجب دعوى قضائية يطالب فيها بإبطال القرارات‬
‫الصادرة عن اإلدارة ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬إجراءات الطعن أمام المحكمة اإلدارية‬


‫ختتص احملاكم اإلدارية بالنظر يف النزاعات املتعلقة جبميع أنواع الضرائب والرسوم سواء متت‬
‫مباشرة الدعوى من قبل املكلف أو من اإلدارة اليت يقع يف دائرهتا مقر اإلدارة الضريبية اليت‬
‫فرضت الضريبية هذا انطالقا من أحكام ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.1‬‬
‫كما أكدت ذلك النصوص اخلاصة يف خالل نص املواد ‪ 22-21‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬وعليه‬
‫يستند االختصاص القضائي بالنظر يف منازعات الضرائب والرسوم املماثلة للمحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫فإذا كان قرار املدير الوالئي للضرائب أم مدير كربيات املؤسسات غري مرضي للمكلف للضريبة‬
‫ميكنه أن يلجأ إىل القضاء‪.2‬‬
‫فلل قاضي دور كبري فهو يشارك بصفة فعالة يف جمريات الدعوى وسريها هذا ما يسمح له‬
‫غالبا يف ختفيف عبء عدم مساواة اليت ختنق املدعى يف مواجهة اإلدارة ‪ ،‬وعليه ميكن القول‬
‫الدعوى الضريبية كغريها من الدعاوى تتطلب مجلة من الشروط واإلجراءات إىل غاية صدور‬
‫القرار وتبليغه‪.3‬‬
‫تناولنا يف املطلب األول شروط رفع الدعوى الضريبية‪ ،‬مث تطرقنا يف املطلب الثاين اىل‬
‫خوصصة التحقيق يف الدعوى‪ ،‬أما يف املطلب الثالث اىل عوارض الدعوى الضريبية ‪.‬‬

‫‪ 1‬لكحل عائشة‪ ،‬املنازعات الضريبية أمام اجلهات ال قضائية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪،‬السنة ‪ ،1122- 1124‬ص‪. 21‬‬
‫‪ 2‬حممد بعلي الصغري‪ ،‬الوسيط يف املنازعات االدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ، 1112 ،‬ص‪. 142‬‬
‫‪ 3‬عزيز أمزيان ‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬ط ‪ ،1‬اجلزائر‪ ،1112 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول ‪:‬شروط رفع الدعوى الضريبية ‪.‬‬


‫إن رفع الدعوى أمام احملكمة اإلدارية يعترب اخلطوة األوىل يف املرحلة القضائية فيما خيص‬
‫املنازعات الضريبية خاصة وقد قيد املشرع اجلزائري هذه املرحلة جبملة من اإلجراءات القانونية‬
‫والشروط الضرورية لعرض قضية ما على القاضي اإلداري‪.1‬‬
‫وذلك بعد انقضاء اآلجل املمنوح للقاضي املختص للبحث يف املوضوع هو شهر كامل من‬
‫إيداع الطلب أو بعد انتهاء مهلة شهر يف تاريخ تلقيه قرار الرفض‪.2‬‬
‫حيث ميكن للمكلف أن يلجأ ويف مرحلة من املراحل اليت متر هبا الضريبة إىل العدالة قصد‬
‫إنصافه فيمكن له أن يطعن أمام احملكمة اإلدارية يف خمتلف القرارات الصادرة عن إدارة‬
‫الضرائب إذا مل ترضيه سواء يف جمملها أو يف جزء منها‪ ،‬وله كذلك حق اإلعرتاض على خمتلف‬
‫إجراءات التحصيل واملتابعة يف ذلك التحصيل القسري‪ ،‬إلغاء احلجز أو االعرتاض عليه وكذلك‬
‫االعرتاض على الغلق املؤقت للمحل التجاري لكن دعوى املكلف هذه والنظر فيها يبقى معلقا‬
‫بتوافر شروط‪. 3‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشروط العامة‬
‫من الشروط األساسية يف كل دعوى قضائية الواجب توافرها يف املدعى لرفع الدعوى‬
‫املتمثلة يف الصفة وأن يثبت وجود مصلحة له إلقامة الدعوى‪.4‬‬
‫والتمتع باألهلية القانونية للتقاضي‪ ،‬واحرتام اإلجراءات القانونية واالختصاص احمللى‬
‫والنوعي املنصوص عليهما يف ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وجيب أن تتوفر عريضة الدعوى اجلبائية على كافة‬
‫البيانات العامة الواردة بكافة الدعاوي املنصوص عليها واملقررة يف نص املادة ‪ 22‬و ‪ 222‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ إن إجراء وجوبية رفع الدعوى بواسطة حمامي أمام احملاكم اإلدارية متثل إمكانية كونه‬
‫‪ 1‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة املنازعات االدارية يف النظام القضائي اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ، 1114 ، 4‬ص ‪.122‬‬
‫‪ 2‬فضيل كوسة‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.212‬‬
‫‪ 3‬عزير أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ،1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 20‬من قانون رقم ‪ 12-12‬املؤرخ يف ‪ 22‬صفر عام ‪ 2412‬املوافق ‪ 12‬فرباير سنة ‪ ، 1112‬املتضمن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ينجم عن إلقاء مزيدا من الثقل على املتقاضي وإرهاقه بتحمل أعباء االستعانة مبحامي خاصة‬
‫وأن األمر يتعلق جبهة قضائية ابتدائية‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الخاصة‬
‫هناك شروط خاصة لقبول الدعوى الضريبية تضمنها التشريع الضرييب‪ ،2‬تتعلق أساسا‬
‫مبواعيد الطعن القضائي وشكل وحمتوى العريضة الضريبية وميكن إمجاهلا فيما يلي‪:‬‬
‫التظلم اإلداري املسبق الشكوى‪ :‬كأصل عام التظلم االدارى املسبق يعد شرطا جوازيا يف‬
‫املنازعات اإلدارية ولكن استثناءاً يعد إلزاميا يف املنازعات الضريبة كوهنا منازعة من نوع خاص‪.3‬‬
‫إن إلزامية هذا اإلجراء عاجلته املواد ‪ 242 – 10 – 11‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬بعد اإلطالع‬
‫على هذه املواد يتبني لنا أن التظلم اإلداري املسبق شرط أساسي لقبول الدعوى الضريبية أمام‬
‫القضاء‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مواعيد رفع الدعوى‬
‫ترتبط املنازعة الضريبة مبواعيد حمددة ومضبوطة واجبة االحرتام واال ال تقبل الدعوى‬
‫شكال‪ ،4‬فيبدأ حساب مدة الطعن خالل شهر من تلقي رد رئيس املصلحة إذا تعلق األمر‬
‫بطلب اسرتداد احملجوزات طبقا لنص املادة ‪ 220‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج أو من تاريخ تبليغ املكلف‬
‫بقرار مدير ال ضرائب بالوالية املختص يف حالة االعرتاض على الشرعية الشكلية إلجراءات‬
‫املتابعة أو التحصيل القسري أو من تاريخ انقضاء األجل املمنوح لإلدارة للرد من طلب‬
‫املكلف وهو شهر واحد‪.5‬‬
‫‪ -‬يعترب األجل القانوين بتحريك الدعوى اجلبائية أمام اجلهات القضائية املختصة من النظام العام‬
‫يثريه القاضي من تلقاء نفسه يف أي مرحلة كانت عليها الدعوى وهذا ما أقره جملس الدولة‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء يف اجلزائر ‪ ،‬وضعية حتليلية مقارنة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط ‪ ،1‬السنة ‪ ،1112‬ص ‪. 222‬‬
‫‪ 2‬العيد صاحلي ‪،‬الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪214‬‬
‫‪ 3‬بدايرية جيى‪ ،‬املرحع السابق‪ ،‬ص ‪242.‬‬
‫‪ 2‬حممد يعلى الصغري ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪5‬عطوي عبد احلكيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.224-220‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يف قراره ‪ 12422‬الصادر بتاريخ ‪ 1112/10/22‬واملتضمن حيث إن املادة ‪ 21‬من‬


‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج تنص على أنه « جيب ترك الدعوى يف مدة أربع أشهر ابتداء من استالم‬
‫اإلشعار الذي من خالله يبلغ مدير الضرائب املكلف بالضريبة بالقرار املتخذ بشأن‬
‫شكواه»‪ ،‬إن القضاء أول درجة قد أخطاوا يف تطبيق القانون بتصرحيهم بعدم قبول الدعوى‬
‫كون الدعوى احلالية تتعلق بالوعاء وليست دعوى حتصيل حىت يطبق من شأهنا مهلة شهر‬
‫مما يعرض قرارهم لإللغاء والفصل من جديد‪.1‬‬
‫‪ -‬آجال رفع الدعوى أمام المحكمة االدارية‪:‬يبث كل من مدير كربيات املؤسسات واملدير‬
‫الوالئي للضرائب ورئيس مركز الضرائب أو رئيس املركز اجلواري للضرائب التابع له املكلف‬
‫بالضريبة يف أجل شهرين (‪ )11‬ابتداءا من تاريخ تقدمي الشكوى وفقاً للفقرة االوىل من نص‬
‫املادة ‪ 220‬مكرر ‪.2‬‬
‫‪ -‬كما نصت املادة ‪220‬مكرر‪ 2‬ف‪ 0‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على ما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬ميكن للمشتكي يف حالة عدم صدور قرار يف هذا األجل أو إذا مل يرضه القرار الصادر‪،‬‬
‫أن يرفع الدعوى أمام احملكمة اإلدارية يف أجل شهرين (‪ )11‬ابتداءا من تاريخ تبليغ قرار‬
‫اإلدارة أو انقضاء األجل املذكور يف الفقرة أعاله ‪.‬‬
‫‪ -‬و نصت املادة ‪ 224‬يف نفس القانون على أنه ميكن للمكلف الذي قدم طلبا السرتداد‬
‫األشياء احملجوزة ومل يتلقى قرار اإلدارة يف أجل شهر (‪ )12‬أو إذا كان القرار الصادر مل‬
‫يرضه ‪،‬أن يرفع دعواه أمام احملكمة اإلدارية‪.3‬‬

‫‪ 1‬الغرفة الثانية ‪ ،‬جملس الدولة ‪ 12422 ،‬املؤرخ يف ‪ ، 1112/10 /22‬جملة جملس الدولة‪ ،‬ع ‪.2‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 513‬مكرر ‪ 5‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 3‬لكحل عائشة‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪.01‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬الشروط المتعلقة بشكل العريضة ومحتواها‬


‫حترك الدعوى الضريبية بعريضة افتتاح دعوى اليت جيب أن تتوفر على جمموعة من البيانات‬
‫الشكلية اليت هتدف إىل إعطاء املدعى عليه صورة كاملة عن رافع الدعوى الذي خياصمه‬
‫وموضوع الدعوى وغريها من املعلومات اليت حتتاج التعرف عليه‪.1‬‬
‫وختضع الدعوى إىل عدة شروط شكلية منها ما هو منصوص عليه يف التشريع اجلبائي ومنها‬
‫ما هو حمدد يف املواد ‪ 222-222-22‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 2‬على شروط قبول عريضة إفتتاح‬
‫الدعوى شكالً ‪.‬‬
‫‪ -‬كما جيب أن حترر على ورق مدموغ‪ ،‬وتوقع من قبل صاحبها ( املادة ‪20‬ف‪ 2‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج )‬
‫‪ -‬كل شخص يريد تقدمي شكوى حلساب الغري جيب عليه أن يستظهر وكالة قانونية غري أنه ال‬
‫يشرتط تقدميها للمحامني املسجلني قانونا يف نقابة احملامني‪ ،‬وال على األشخاص الذين‬
‫يستمدون من وظائفهم أو من صفاهتم حق التصرف باسم املكلف بالضريبة وفقاً للمادة‬
‫‪ 12‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬ان تكون العريضة مرفقة بنسخة من إشعار تبليغ القرار املعرتض عليه ‪.3‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خوصصة التحقيق في الدعوى‬
‫خالفا إلجراءات التحقيق العامة املتبعة يف جمال املنازعة االدارية عموما واليت نص عليها‬
‫املشرع اجلزائري يف الكتاب الرابع من القانون ‪ 12/12‬الذي يتضمن قانون االجراءات املدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬فإنه يف جمال منازعات الضرائب املباشرة فقد خصها املشرع بإجراءات خاصة‬
‫تتماشى واخلصوصيات التقنية والفنية اليت متيزها عن املنازعة االدارية العامة‪. 4‬‬

‫‪ 2‬سليم قصاص‪ ،‬املنازعات اجلبائية للضربية املباشرة يف القانون اجلزائري ‪ ،‬شهادة ماجستري يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة ‪ ،1112- 1111‬ص‪. 20‬‬
‫‪ 2‬املواد ‪ 222-222-22‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ 3‬فرجية حسني‪ ،‬إجراءات املنازعات الضريبة يف اجلزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫‪ 4‬عطوي عبد احلكيم ‪ ،‬منازعات الضرائب املباشرة يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستري يف القانون ختصص حتوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري تيزى وزو‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة ‪ ،1121‬ص‪.222‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث نصت املادة ‪22‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪« :‬أن إجراءات التحقيق اخلاصة الوحيدة اليت‬
‫جيوز االمر هبا يف جمال الضرائب املباشرة والرسوم على رقم االعمال هي مراجعة التحقيق‬
‫واخلربة»‪.‬‬
‫ويف حالة ما إذا رأت احملكمة االدارية ضرورة األمر مبراجعة التحقيق‪ ،‬فإن هذه العملية تتم‬
‫حبضور الشاكي أو وكيله‪ ،‬على يد أحد أعوان مصلحة الضرائب غري ذلك الذي قام باملراقبة‬
‫األوىل ‪.‬‬
‫‪ -‬يعني العون املكلف بإجراء مراجعة التحقيق من قبل املدير الوالئي للضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬حيدد احلكم القاضي هبذا االجراء مهمة واملدة اليت جيب عليه ان جيرى خالهلا مهمته‪.1‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬التحقيق االضافي‬
‫يتميز إجراء التحقيق االضايف بطابعه االلزامي يف املنازعة الضريبية كلما توافرت حاالته‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ولقد أقر املشرع حتديد هذه احلاالت باملوقف الذي يظهر به طريف الدعوى خالل السري فيها‬
‫وقبل صدور احلكم‪ ،‬فإذا تبني للقاضي املقرر متسك الطرفني بنفس الدفوع والطلبات اليت تقدم‬
‫عليها التحقيق‪ ،‬فإن له إهناء التحقيق وحتديد نتائجه اليت تفصل هبا التشكيلة اجلماعية للحكم‬
‫يف النزاع‪ ،‬لكن إذا الح استمرار الطرفني يف تقدمي وسائل جديدة خالل التحقيق فإن ذلك‬
‫يكون سببا يف إجراء حتقيق إضايف للملف‪.2‬‬
‫يكون التحقيق االضايف إلزاميا كلما قدم املكلف بالضريبة وسائل جديدة قبل احلكم‬
‫وعندما حيصل عليها بعد إجراء التحقيق االضايف أن يتذرع مدير الضرائب بالوالية بوقائع أو‬
‫أسباب مل يسبق للمكلف بالضريبة العلم هبا‪.3‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪22‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬العيد صاحلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ 3‬بدايرية حيي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 212‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مراجعة التحقيق‬


‫إذا رأى القاضي بأن املنازعة املطروحة عليه غري جاهزة للحكم فإنه ميكن له أن يأمر‬
‫مبراجعة التحقيق على يد أحد أعوان الضرائب غري ذلك الذي قام بالتحقيق اإلضايف وهذا‬
‫يكون حبضور املدعى أو وكيله وحضور رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو عضوين من جلنة الدائرة‬
‫للطعن يف الضرائب املباشرة‪.‬‬
‫أن الطابع الكتايب إلجراءات التحقيق يف املنازعة الضريبة يقتضى من العون اإلداري املكلف‬
‫بتنفيذ عملية مراجعة التحقيق بتحرير حمضر يتضمن جمموعة النتائج اليت توصل إليها خالل‬
‫أدائه املأمور به فضال عن إدراج رأي كل شخص من أقتضى القانون وجوب حضوره ملراحل‬
‫تنفيذ العملية‪. 1‬‬
‫حيرر العون املكلف مبراجعة التحقيق حمضراً‪ ،‬ويضمنه مالحظات املشتكي‪ ،‬وكذاعند‬
‫االقتضاء مالحظات رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪ ،‬يبدي رأيه ويرسل مدير الضرائب بالوالية‬
‫امللف اىل احملكمة االدارية مرفقا بإقرتحاته‪.2‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الخبرة‬
‫حيث نصت املادة ‪ 22‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج واملادة ‪ 222‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على إجراء اخلربة ‪.‬‬
‫تعترب اخلربة من أكثر إجراءات التحقيق املستعملة‪ ،‬ألهنا تتعلق مبسائل مالية وحسابية‬
‫دقيقة‪ ،‬وطريقة حساب الضريبة وتأسيسها وربطها‪ ،‬والقاضي ال يستطيع العلم هبا‪ ،‬و بالتايل ال‬
‫ميكن للمحكمة أن تقضي يف املسائل الفنية بعملها‪ ،‬بل جيب أن تكلف هبذه املهمة لذوى‬
‫االختصاص‪ ،‬ومتنح هلم مهمة تقنية أو فنية يقومون بإبداء مالحظاهتم وإعطاء تقديراهتم‬
‫الضرورية ملسائل املنازعات‪.3‬‬

‫‪1‬عزير أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.12-12‬‬


‫‪ 2‬طاهري حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ 3‬فرجية حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 22‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬تعيين الخبرة ورده‪.‬‬


‫‪-2‬تعيين الخبير‪ :‬شروط تعيني اخلرباء تتم اخلربة يف معظم احلاالت على يد خبري واحد تعينه‬
‫احملكمة اإلدارية‪ ،‬غري أنه يف حالة طلب أحد الطرفني ذلك يتم إسنادها إىل ثالثة خرباء حيث‬
‫يعني كل طرف خبريه‪ ،‬وتعني احملكمة اإلدارية اخلبري الثالث‪ ،‬وقد نص قانون اإلجراءات اجلبائية‬
‫على األحكام اخلاصة باخلبري يف احلالتني التاليتني‪:‬‬
‫‪ -‬من ال جيوز تعينهم كخرباء ‪ :‬نصت الفقرة الثالثة من املادة ‪ 22‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج على‬
‫األشخاص الذين الجيوز تعينهم كخرباء وهم ‪:‬‬
‫‪-‬املوظفون الذين شاركوا يف تأسيس الضريبة املعرتض عليها ‪.‬‬
‫‪-‬األشخاص الذين أبدوا رأيا يف القضية املتنازع عليها ‪.‬‬
‫‪-‬األشخاص الذين مت توكيلهم من قبل أحد الطرفني أثناء التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬كما أنه يف حالة ما إذا رفض خبري املهمة املسندة إليه أومل يؤدها يعني خبريا أخر بدال عنه‪. 1‬‬
‫‪ -2‬رد الخبير ‪ :‬حيق لكال طريف النزاع رد اخلبري سواء املعني من طرف احملكمة اإلدارية أو من‬
‫طرف اخلصم‪ ،‬يوجه طلب الرد هذا إىل احملكمة اإلدارية باجمللس يف أجل ‪ 12‬أيام كاملة اعتبارا‬
‫من اليوم الذي استلم فيه الطرف املعين بالتبليغ إسم اخلبري وعلى األكثر قبل بداية إجراء اخلربة‪.‬‬
‫وال يقبل رد اخلبري إال يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-2‬القرابة املباشرة والقرابة غري املباشرة لغاية الدرجة الرابعة ‪.‬‬
‫‪-1‬وجود مصلحة شخصية كأن يكون للخبري مصلحة يف النزاع ‪.‬‬
‫‪-0‬وجود سبب جدي على أن يبت يف هذا الطلب بتا عاجالً‪. 2‬‬

‫‪ 1‬العيد صاحلي ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ 2‬عزيز أمزيان ‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص‪.22‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬إجراءات الخبرة ‪:‬‬


‫يتم تعيني خبري من طرف احملكمة اإلدارية ليقوم بأعمال اخلربة‪ ،‬حيث يتم حتديد يوم‬
‫وساعة بدء العمليات ويعلم املصلحة اجلبائية املعينة وكذا املشتكي‪ ،‬وإذا أقتضى األمر اخلرباء‬
‫اآلخرين‪ ،‬وذلك قبل ‪ 21‬عشرة أيام على األقل من بدء العمليات يتوجه اخلرباء إىل مكان‬
‫إجراء اخلربة حبضور ممثل على اإلدارة اجلبائية‪ ،‬وكذالك الشاكي أو ممثله‪ ،‬حيث يقومون بتأدية‬
‫املهمة املنوطة هبم من قبل احملكمة اإلدارية‪ ،‬يقوم عون اإلدارة بتحرير حمضر مع إضافة رأيه فيه‬
‫ويقوم اخلرباء بتحرير إما تقرير مشرتك وإما تقارير منفردة يودع احملضر وتقارير اخلرباء لدى كتابة‬
‫الضبط للمحكمة اإلدارية‪ ،‬حيث ميكن لألطراف اليت مت إبالغها بذلك قانوناً‪ ،‬أن تطلع عليها‬
‫خالل مدة ‪ 11‬عشرون يوما كاملة ‪.‬‬
‫يقدم اخلرباء كشفا عن أمر تفرغهم ومصاريفهم وأتعاهبم‪ ،‬وتتم تصفية ذلك وحتديد الرسم‬
‫بقرار من رئيس احملكمة اإلدارية‪ ،‬طبقا للتعريفة احملددة بقرار من الوزير املكلف باملالية وهذا‬
‫مانصت عليه املادة ‪ 22‬ف ‪2-1-2‬و‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحكم المتعلق بالخبرة‬
‫للقاضي سلطة تقديرية املطلقة يف حتديد مهمة اخلبري من أجل رفع الغموض عن بعض‬
‫املسائل التقنية يف سبيل تنوير احملكمة وإجياد حل عادل للقضية املعروضة عليه ‪.2‬‬
‫هو ما يؤكده قرار جملس الدولة حتت رقم ‪ 2111‬الصادر بتاريخ ‪1111/21/20‬‬
‫واملتضمن حيث أن إدارة الضرائب طعنت يف مصداقية اخلربة وصحتها ونزاهتها كوهنا مل تشارك‬
‫فيها مع اخلبري مل يعتمد على امللف اجلبائي ومل يشارك معه يف اخلربة املفتش املصفي للضرائب ‪.‬‬
‫حيث أنه وفعال بالرجوع إىل القيمة اليت حددها اخلبري فإن الفرق شاسع وكبري ويفوق نسبة‬
‫كبرية مما جيعل حمل اخلربة حمل شك يف صحتها ‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 22‬ف (‪ )2-2-1-2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬عطوي عبد احلكيم ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقدم اخلرباء كشفا عن أمر تفرغهم ومصاريفهم وأتعاهبم‪ ،‬وتتم تصفية ذلك وحتديد الرسم‬
‫بقرار من رئيس احملكمة اإلدارية‪ ،‬طبقا للتعريفة احملددة بقرار من الوزير املكلف باملالية‪ ،‬وجيوز‬
‫للخرباء أو األطراف أن يعرتضوا على التصفية أمام هذه اجلهة القضائية اليت تبث يف املسألة‬
‫بصفتها غرفة إستشارية‪ ،‬ويتحمل الطرف الذي ترد دعواه مصاريف اخلربة‪ ،‬غري أنه عندما‬
‫حيصل أحد الطرفني على جزء من مطلبه‪ ،‬فإنه يشارك يف املصاريف حسب النسب اليت حيددها‬
‫القرار القضائي الصادر عن احملكمة اإلدارية ‪ ،‬مع مراعاة حالة اخلالف عند بداية اخلربة‪.‬‬
‫اللجوء إىل اخلربة ال جيب أن يتم إال يف حالة الضرورة ‪ ،‬ويف إطار تقين حمض ألن القرار‬
‫املتخذ اجتاه النزاع يعود اختاذه للقاضي وحده من دون أن يكون ملزم بنتائج اخلبري‪. 1‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬عوارض دعوى الضريبة‬
‫تطرق املشرع اجلبائي اجلزائري حلاالت عوارض الدعوى يف جمال ض‪.‬م‪.‬ر‪.‬م من خالل ما‬
‫تضمنه املادة ‪21‬و‪ 22‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ويتم توضيحها فيما يلى‪:‬‬
‫‪-‬أوال ‪ :‬سحب الطلب ‪ :‬نصت عليه املادة ‪21‬ف‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج « جيب على كل‬
‫مشتكي يرغب يف سحب طلب أن خيرب بذلك قبل صدور احلكم‪ ،‬برسالة حمررة على ورق‬
‫بدون دمغة‪ ،‬يوقعها بيده أو من طرف وكيلة»‪.2‬‬
‫‪-‬يف حالة ترك اخلصومة تكون املصاريف على عاتق املتخلي عنها مامل يتفق الطرفان على‬
‫خالف ذلك‪. 3‬‬
‫‪-‬ثانيا ‪ :‬طلب تدخل الغري من ذوي املصلحة‪ :‬نصت عليه املادة ‪ 21‬ف‪ 1‬بأنه جيب حترير‬
‫طلب التدخل يف طرف األشخاص الذين يثبتون وجود مصلحة هلم يف حل النزاع حصل يف‬

‫‪1‬لكحل عائشة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪22- 22‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 21‬ف ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬فرجية حسني‪ ،‬إجراءات املنازعات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 214‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جمال الضرائب والرسوم أو الغرامات اجلبائية على ورق بدون دمغة‪ ،‬وهذا قبل صدور احلكم‬
‫بشأن النزاع املطروح‪. 1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الطلبات الفرعية ملدير الضرائب بالوالية ‪:‬جيوز للمدير الوالئي للضرائب أن يقدم أثناء‬
‫التحقيق يف الدعوى طلبات فرعية‪ ،‬قصد إلغاء أو تعديل القرار الصادر يف موضوع الشكوى‬
‫االبتدائية ‪ ،‬وتبلغ هذه الطلبات إىل املشتكي‪. 2‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مسألة الصلح‬
‫لإلشارة أن مسألة حماولة الصلح ال ينبغي العمل هبا يف جمال املنازعات الضريبية ألن الغاية‬
‫النهائية من موضوع املنازعة الضريبية هو حتصيل مبالغ مالية تعترب ديوناً للخزينة العمومية‪ ،‬فال‬
‫ميكن إلدارة الضرائب أن تتصاحل مبا ميس هذه الديون وال جمال للمصاحلة‪ ،‬غري أنه جيب مع‬
‫ذلك على املصاحل الضريبية اإلستجابة إلستدعاءات القاضي بدون االلتزام بأي شيء‪ ،‬حسب‬
‫ما ذكرت به املديرية العامة للضرائب به أعواهنا يف تعليماهتا املتعلقة باإلجراءات اإلدارية‬
‫والقضائية للمنازعات الضريبية‪ ،‬ومنه مادامت الضريبة واجب عام لتحقيق نفع عام مؤسس‬
‫دستورياً يكرس واجبات وحقوق املواطنة فال ميكن التنازل عنه وال ميكن إلدارة الضرائب أن‬
‫تتصاحل مع املكلفني بالضريبة خمالفة القانون‪.3‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 21‬ف ‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 22‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 3‬لكحل عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.42-41‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات رفع الدعوى أمام مجلس الدولة‪.‬‬


‫ي عترب االستئناف طريق طعن عادي يف األحكام الصادرة من حماكم الدرجة األوىل يهدف‬
‫االستئناف إىل مراجعة أو إلغاء احلكم الصادر عن احملكمة‪.1‬‬
‫واالستئناف هو الوسيلة اليت تسمح بإتاحة الفرصة أمام املتقاضيني للحصول على حكم‬
‫أكثر عدالة‪ ،‬وهو ال جيوز إال مرة واحدة جتنباً إلطالة أمد التقاضي ووضع حد للمنازعات‪،‬‬
‫فأحكام االستئناف ال تستأنف‪.‬‬
‫لقد أنشأ املؤسس اجلزائري جملس الدولة مبوجب دستور ‪ 2222‬وهذا ما نصت عليه املادة‬
‫‪221‬منه‪ ،‬ونصه املشرع مبوجب القانون العضوي رقم ‪ 2222-12‬املتعلق باختصاصات‬
‫جملس الدولة وتطبيقه‪ ،‬وكذلك املواد ‪ 242‬إىل ‪ 221‬واملادة ‪ 211‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫إن اخلصومة املنعقدة أمام جملس الدولة ال جتد مصدر إجراءاهتا يف القوانني اإلجرائية العامة‬
‫فحسب وإمنا جتدها يف نصوص إجرائية أخرى متفرقة‪ ،‬ومثاله املنازعة الضريبية‪ ،‬حيث أسندت‬
‫املادة ‪ 21‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج جمللس الدولة إختصاص النظر يف اإلستئناف املرفوع ضد األحكام‬
‫والقرارات الصادرة عن اجلهات القضائية اإلدارية وبالتايل فإذا مل يرض االستئناف أمام جملس‬
‫الدولة وذلك ضمن شروط قبول الطعن باإلستئناف‪ ،‬وكذلك آثار اإلستئناف‪ ،‬وتنتهي اخلصومة‬
‫اإلدارية بإصدار قرار يف جملس الدولة‪.2‬‬
‫وعليه سنتناول شروط قبول االستئناف يف ) املطلب األول) وكذلك أثار األستئناف‬
‫( املطلب الثاين)‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،001‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬


‫‪ 2‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬اخلصومة‪ ،‬التنفيذ التحكيم‪ ،‬دار اهلدى اجلزائر‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط قبول االستئناف‬


‫تعترب شروط الطعن باالستئناف يف منازعات التحصيل الضرييب هي نفسها املقرر يف‬
‫الدعاوي اإلدارية العادية‪ ،‬فهي تتوزع بني تلك املتعلقة باحلكم املستأنف فيه‪ ،‬وتلك املتعلقة‬
‫بأشخاص اخلصومة‪ ،‬واملتعلقة باإلجراءات واملواعيد والشروط املتعلقة باحلكم املستأنف‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط المتعلقة بالحكم المستأنف‪.‬‬
‫يشرتط يف احلكم املستأنف فيه أن يكون قضائيا‪ ،‬وأن يكون إدارياً‪ ،‬وأن يكون إبتدائياً‬
‫أوال‪ :‬أن يكون احلكم املستأنف قضائياً‬
‫جيب أن يكون احلكم صادر عن جهة قضائية إدارية واملتمثلة يف احملاكم اإلدارية وهذا‬
‫تطبيقاً لنص املادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬فإن احملاكم اإلدارية اجلهة املختصة للنظر يف منازعات‬
‫الضرائب وأضاف ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ إمكانية االستئناف يف القضايا واألوامر الصادرة عن ذات اهليئة‪،‬‬
‫حبيث حددت املادة ‪ 211‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ القضاة اليت تفصل فيها احملكمة والقابلة لالستئناف‬
‫أمام جملس الدولة وهي تكون الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‬
‫طرفاً فيها‪.2‬‬
‫ثانيأ‪ :‬أن يكون احلكم صادر عن احملكمة اإلدارية طبقا لنص املادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬فإن‬
‫احملاكم اإلدارية هي املختصة كقاعدة عامة بالنظر يف املنازعات اإلدارية مبا فيها املنازعات‬
‫الضريبية وأحكامها قابلة لالستئناف أمام جملس الدولة‪.‬‬
‫أما اجملال اجلبائي فإن األحكام الصادرة عن احملاكم اإلدارية والفاصلة يف املنازعات الضرائب‬
‫املباشرة‪ ،‬هي وحدها جديرة باإلستئناف أمام جملس الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬عزيز أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص‪.21‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 211‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون احلكم ابتدائياً‬


‫إذا كان االستئناف ال ينصب إال على األحكام القضائية فهذا ال يعين أن أي حكم قضائي‬
‫ميكن إستئنافه‪ ،‬بل جيب أن يكون هذا احلكم ابتدائياً‪ ،‬فبخصوص منازعات التحصيل ختتص‬
‫احملاكم اإلدارية فالفصل فيها حكم قابل لالستئناف أمام جملس الدولة‪ ،‬وبالتايل فإن إعمال‬
‫هذا الشرط يهدف إىل استبعاد األحكام التحضريية يف هذا األجراء مثال األحكام التمهيدية‬
‫بتعني خبري يف القضية‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط المتعلقة بأشخاص الخصومة في اإلستئناف‬
‫يشرتط يف أشخاص اخلصومة املستأنف و املستأنف عليه وفقا ألحكام املادة ‪ 20‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬الصفة واألهلية‪ ،‬واملصلحة‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫أ‪ -‬الصفة‪ :‬جيب أن يرفع اإلستئناف من شخص تتوفر فيه الصفة واليت تعترب من النظام العام‬
‫والصفة يف التقاضي تعين الصالحية للرتافع أمام القضاء كطرف يف الدعوى‪ ،‬وهي احلالة اليت‬
‫يكون فيها املدعي يف وضعية مالئمة ملباشرة الدعوى‪ ،‬وأن يكون يف مركز سليم خيول له التوجه‬
‫اىل القضاء‪ ،‬فإذا قام املكلف برفع الدعوى أمام احملكمة اإلدارية ضد قرار املدير الوالئي‬
‫للضرائب يلتزم برفع الطعن باإلستئناف أمام جملس الدولة بنفسه وإال سوف ترفض الدعوى‬
‫لعدم رفعها من ذوي الصفة‪ ،‬استثناءاً يف حالة تقدميها من وكيل‪.4‬‬
‫كما ميكن للمدير الوالئي للضرائب أن يقدم الطعن ضد القرارات اليت تصدرها احملاكم‬
‫اإلدارية وذلك يف جمال الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة بإختالف أنواعها‪.‬‬
‫ب‪ -‬املصلحة‪ :‬أن شرط املصلحة وإن كان شرطاً عاماً يتطلب يف مجيع الدعاوي القضائية‬
‫تطبيقاً ملبدأ هام مفاده أنه ال مصلحة بال دعوى‪ ،‬فإننا نقول أنه ال يكفي لقبول االستئناف‬

‫‪ 1‬عطوي عبد احلكيم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.242-244‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 20‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ " ال جيوز ألي شخص التقاضي مامل يكن له صغة وله مصلحة قائمة أو حمتملة يقرها القانون"‪.‬‬
‫‪ 3‬نبيل صقر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.044‬‬
‫‪ 4‬قصاص سليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.241‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن يكون من قام به طرفاً يف اخلصومة وذا أهلية‪ ،‬بل جيب أن تكون له عالوة على ذلك‬
‫مصلحة يف الطعن‪ ،‬فإذا مل تتوافر املصلحة الشخصية للطاعن فإن جملس الدولة سوف يقرر‬
‫بعدم قبول اإلستئناف ال حمالة‪.‬‬
‫ج‪ -‬األهلية‪ :‬هي شرط واجب التوافر يف رافع الدعوى اإلستئنافية‪ ،‬وختضع لألحكام اليت‬
‫تشرتط يف الدعاوي األخرى مثل دعوى اإللغاء‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط متعلقة بشكل العريضة‬
‫الطعن باالستئناف يرفع بواسطة عريضة تسجل بأمانة ضبط صندوق جملس الدولة‪ ،‬ويقوم‬
‫أمني الضبط بتقييد القضية حسب تاريخ االيداع والرقم التسلسلي يف سجل خاص‪ ،‬ويقدم‬
‫للمستأنف وصال باستالم العريضة مع إثبات دفع الرسم القضائي لتسجيل باالستئناف‬
‫وبالرجوع إىل نص املادة ‪ 241‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،2‬نصت على البيانات اليت جيب أن تتضمنها‬
‫عريضة االستئناف وهي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -2‬اجلهة القضائية اليت أصدرت احلكم املستأنف‪.‬‬
‫‪ -1‬إسم ولقب وموطن املستأنف واملستأنف عليه‪.‬‬
‫‪ -0‬عرض موجز للوقائع والطلبات واألوجه اليت أسس عليها اإلستئناف‪.‬‬
‫‪ -4‬ختم وتوقيع احملامي وعنوانه املهين‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬شروط متعلقة باآلجال‬
‫لقد حدد املشرع اآلجال حتديداً دقيقاً وواضحاً فرفع اإلستئناف خارج هذه اآلجال القانونية‬
‫يؤدي إىل رفض اإلستئناف من طرف جملس الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬بوجادي عمر‪ ،‬إختصاص القضاء اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة‬
‫‪ ،1122‬ص‪.001‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 241‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جيب أن تودع عريضة االستئناف لدى كتابة الضبط يف ميعادها احملدد بشهرين‪ ،‬والذي يسري‬
‫بالنسبة لإلدارة اجلبائية اعتباراً من اليوم الذي يتم فيه تبليغ املصلحة اجلبائية املعنية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار رفع االستئناف‬
‫يرتتب على االستئناف طرح النزاع الذي فصلت فيه احملكمة اإلدارية القضائية على جملس‬
‫الدولة باعتباره قاضي استئناف ليفصل فيه من جديد‪ ،‬فيصبح اجمللس خمتصا ببحث االستئناف‬
‫والفصل فيه على أنه يرتتب على رفع الطعن باالستئناف وفق تنفيذ احلكم إال إذا أمر اجمللس‬
‫بذلك‪ ،‬ويعترب طرح النزاع على جملس الدولة بإعتباره حمكمة إستئنافية نتيجة رئيسية ملبدأ‬
‫التقاضي على درجتني‪ ،‬وكذلك ال ميلك جملس الدولة يف االستئناف الفصل يف طلبات جديدة‬
‫تقدم إليه ألول مرة‪.‬‬
‫وينتج االستئناف آثاره فيما يلي‪ :‬بأنه ناقل لالستئناف وأنه متصدي للفصل يف املوضوع‬
‫وكذلك عدم قبول طلبات جديدة يف االستئناف‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن باالستئناف ليس له أثر موقف للتنفيذ‬
‫وينتج عن االستئناف أمام جملس الدولة بأحكام احملكمة اإلدارية عدم وقف تنفيذ احلكم‬
‫املستأنف فيه وهذا وفق املادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،3‬فاحلكم يبقى قابال للتنفيذ بالرغم من‬
‫الطعن فيه باالستئناف فبمجرد تلقي احلكم الصادر بالصيغة التنفيذية من طرف الذي صدر‬
‫احلكم لصاحله سواء كان املكلف بالضريبة أو إدارة الضرائب‪ ،‬ميكن مباشرة التنفيذ بواسطة‬
‫أعوان إدارة الضرائب أو احملضر القضائي دون تقيد أو شرط إال يف احلالة اليت من شأن تنفيذه‬
‫أن يسبب للمستأنف خسارة مالية ال ميكن تداركها‪.‬‬
‫يرتتب على قاعدة عدم وقف اإلستئناف لتنفيذ احلكم املستأنف يف املواد اإلدارية نتائج‬
‫معاكسة للقاعدة القاضية بأن لإلستئناف أثر موقف بالنسبة لألحكام املدنية‪ ،‬فبمجرد صدور‬
‫‪ 1‬املادة ‪ 22‬ف ‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ 2‬قصاص سليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫احلكم اإلداري ميكن للخصم الذي صدر احلكم لصاحله الشروع يف التنفيذ حىت قبل انتهاء‬
‫مواعيد الطعن‪ ،‬وسلطة وقف تنفيذ احلكم املستأنف ال ميلكها قاضي الدرجة األوىل‪ ،‬وإن‬
‫كانت له سلطة وقف تنفيذ القرارات اإلدارية املطعون فيها أمامه مبقتضى أحكام املادة ‪200‬‬
‫من ق إ م إ بل يقصر على جملس الدولة طبقا للمادة ‪ 220‬من نفس القانون‪ ،‬اليت متنحه‬
‫سلطة تقديرية واسعة عند الفصل يف طلبات وقف تنفيذ األحكام املستأنفة أمامه‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثر الناقل‬
‫يسمح االستئناف بتحويل النزاع اىل القاضي اإلداري ملراجعة احلكم الصادر عن احملكمة‬
‫اإلدارية والفصل يف النزاع ملرة ثانية‪ ،‬كما ال يسمح جملس الدولة صالحية الفصل يف الطلبات‬
‫اجلديدة‪ ،‬واليت يقصد هبا تلك الطلبات اليت ختتلف عن الطلبات األصلية سواء من حيث‬
‫أطراف الدعوى أو املوضوع أو السبب‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قرار مجلس الدولة‬
‫عندما تصبح القضية جاهزة للفصل فيها يودع املستشار املقرر تقريره وحييل امللف اىل‬
‫حماف الدولة‪ ،‬ولدى هذه األخرية مهلة شهر واحد لتقدمي تقريره الذي يودعه مع ملف الدعوى‬
‫مث يتم حتديد اجللسة للنظر يف الطعن بشرط إخطار اخلصوم أو حماميهم وحماف الدولة بتاريخ‬
‫اجللسة وذلك قبل ‪ 21‬أيام من تاريخ إنعقادها على األقل برسالة موصى عليها مع اإلشعار‬
‫باإلستالم‪.‬‬

‫‪ 1‬مسية كروان‪ ،‬أثار الطعن باالستئناف ضد أحكام احملاكم اإلدارية‪ ،‬أمام جملس الدولة يف ظل ق إ م إ‪ ،‬جملة الباحث للدراسات األكادميية‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪ ،2‬كلية احلقوق‪ ،‬ع‪ ،2‬ص‪.211‬‬
‫‪ 2‬رشيد خلويف‪ ،‬قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬الدعاوي وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬السنة ‪،1120‬‬
‫ص‪.121‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويكون النطق باحلكم يف اجللسة علنيا حىت وإن كانت إجراءات احملاكمة متت يف سرية وعليه‬
‫يصدر جملس الدولة قراره يف الدعوى الضريبية حبيث جيب أن يتضمن هذا القرار بيانات نصت‬
‫عليها املادة ‪ 112‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.1‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬دور إجراءات التسوية في عملية التحصيل الجبائي‬
‫يتوقف دور التحصيل اجلبائي على مدى جناعة اإلجراءات اليت أحدثها النظام اجلبائي يف‬
‫تسوية املنازعات الضريبية ومسامهتها يف حتقيق التوازن والوضوح يف العالقة بني املكلف بالضريبة‬
‫واإلدارة الضريبية‪ ،‬مما ينعكس على فعالية التحصيل ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العوامل المؤثرة على التحصيل الجبائي‬


‫إن عملية التحصيل اجلبائي تكتسي أمهية بالغة بالنسبة ملداخيل امليزانية العامة للدولة‪ ،‬فلها أثر‬
‫مباشر على العالقة بني املكلف بالضريبة واإلدارة‪ ،‬ونظراً إلختالف نظرة كل منهما فاملكلف‬
‫ينظر دوما لإلدارة الضريبية على أهنا جتىن أمواله بطرق تعسفية‪ ،‬دون حصوله على مقابل‪ ،‬فهذه‬
‫العالقة تتحكم هبا عدة عوامل تؤثر فكال الطرفني وباألخص على مردودية الضريبة وبالتايل على‬
‫حجم التحصيالت‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 112‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬


‫جيب أن يتضمن احلكم البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اجلهة القضائية اليت أصدرته‪.‬‬
‫‪ -‬أمساء وألقاب وصفات القضاة الذين تداولو يف القضية‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ النطق به‪.‬‬
‫‪ -‬أمساء وألقاب ممثل النيابة العامة عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬إسم ولقب أمني الضبط الذي حضر مع تشكيلة احلكم‪.‬‬
‫‪ -‬أمساء وألقاب اخلصوم وموطن كل منهم‪ ،‬ويف حالة الشخص املعنوي تذكر طبيعة وتسميته ومقر االجتماعي وصفة ممثله القانوين أو‬
‫االتفاقي‪.‬‬
‫‪ -‬أمساء وألقاب احملامني أو أي شخص بتمثيله أو مساعدة اخلصوم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إىل عبارة النطق باحلكم يف جلسة علنية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من بني هذه العوامل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوعي الضريبي للمكلف‪ :‬يعكس مدى إلتزامه وتطبيقه للنصوص القانونية‪ ،‬مبعىن إدراكه‬
‫ملسؤوليته إجتاه اجملتمع والدولة يف إطار التكامل والتضامن‪ ،‬وإقتناعه أن التماطل والتهرب من‬
‫دفع الضريبة يرتتب عنه مشاكل يف غىن عنها‪ ،‬ويف كل األحوال مواجهته لإلدارة ال تلغي إلتزامه‬
‫بالدفع‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬كفاءة اإلدارة الضريبية‪:‬بإعتبارها اجلهز املكلف بتطبيق الضرييب‪ ،‬وتظهر جودهتا من‬
‫خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬النزاهة والتجرد‪:‬فالبد أن تظهر اإلدارة الضريبية مستوى عايل من اإلنسجام واملوضوعية‬
‫يف معاجلة املشكالت‪ ،‬حيث تؤدي إىل حتديد سليم وصحيح للضريبة‪.1‬‬
‫‪ -‬إنتهاج اإلدارة الضريبية منطق التسويق والعالقة العامة أي إعتبار املكلف زبوناً‬
‫ومستهلكاً تسعى إىل رضاه‪ ،‬حيث توفر له جمموعة من اخلدمات على أهنا حقوق‪:‬‬
‫كاحلق يف اإلعالم واملساعدة‪ ،‬اإلستماع إليه‪ ،‬احلق يف الطعن‪ ،‬احلق يف عدم دفع أكثر من املبلغ‬
‫العادل للضريبة‪ ،‬احلق يف املعرفة الدقيقة للوضعية الضريبية‪ ،‬احلق يف ضمان السرية‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬إستقرار التشريع الضريبي‪:‬ألن عدم إستقرار القواعد الضريبية اليت تنظم األسس‬
‫ال ضريبية ترتك جمال لتأويالت كبرية خاصة أثناء التطبيق‪ ،‬فاحلجم اهلائل يف النصوص القانونية‬
‫اليت حتكم خمتلف أنواع الضرائب تشكل تعقيدات ختلق مشاكل لإلدارة اجلبائية من ناحية‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب منصورية‪ ،‬دور أمهية مصلحة الضرائب يف التحصيل الضرييب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت أكادميي يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬ختصص‬
‫مالية‪ ،‬نقود وتأمينات‪ ،‬السنة ‪ ،1122/1122‬ص‪.44‬‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب منصورية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تسيري مالفات املكلفني وفض املنازعات اجلبائية حيث الميكن للعناصر اجلبائية وال موظفي‬
‫اإلدارة الضريبية من استيعاب مضمون النظام اجلبائي‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم حصيلة الشكاوي المسجلة والمفصول فيها‪:‬‬
‫ملعرفة مدى فعالية إجراءات التسوية اإلدارية والقضائية ودورها يف التحصيل اجلبائي‪ ،‬قمنا‬
‫بإعداد إحصائيات مسجلة للشكاوي املقدمة واملفصول فيها‪ ،‬بناءا على معطيات صادرة عن‬
‫مديرية الضرائب لوالية أدرار ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)11‬إحصاء عدد الشكاوي املسجلة واملفصول فيها مبديرية الضرائب لوالية‬
‫أدرار‬

‫الشكاوي املفصول‬ ‫الشكاوي املفصول‬ ‫الشكاوي املفصول‬ ‫الشكاوي املفصول‬ ‫الشكاوي‬


‫العدد‬
‫فيها بالقبول‬ ‫فيها بالرفض اجلزئي‬ ‫فيها بالرفض الكلي‬ ‫فيها‬ ‫املسجلة‬
‫السنة‬
‫‪%20,71‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%52,85 14 %26,42‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪%87,50 241‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪1122‬‬
‫‪%26,99‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%21,68 42 %51,32 222 %87,25 112‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪1121‬‬
‫‪%33,76‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%23,80 22 %42,42‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%90,59 102‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪1122‬‬
‫‪%60,21 212 %26,05 14 %13,73‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪%82,31 124‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪1122‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتني‬
‫من خالل حتليلنا ملعطيات اجلدول يف السنوات األربع األخرية إستنتجنا ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تسجيل عدد كبري من الشكاوي املقدمة من طرف املكلفني يدل على حتسن من جهة‬
‫ثقافة املكلف‪ ،‬ووعيه بالقيام بإلتزماته اجلبائية هذا من جهة‪ ،‬و ثقته يف االدارة بأن توفيه حقه‬
‫من جهة ثانية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تراوحت نسبة الشكاوي املفصول فيها بني ‪ %21‬و‪ % 21‬هي نسبة البأس هبا تعكس‬
‫حضور اإلدارة اجلبائية وإهتمامها وشفافيتها يف معاجلة أغلب الشكاوي املقدمة‪.‬‬

‫‪ 1‬عمور فاطمة وداود سوالف‪ ،‬أثر العالقة بني املكلفني بالضريبة وإدارة الضرائب على مردودية الضريبة ( دراسة حالة – مديرية الضرائب‬
‫لعني متوشنت )‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬ختصص حماسبة وجباية‪ ،‬املركز اجلامعي بلحاج بوشعيب عني متوشنت‪ ،‬معهد العلوم اإلقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬السنة ‪ ،1122/1122‬ص‪.22-21‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬ارتفاع عدد الشكاوي املفصول فيها بالرفض الكلي أو اجلزئي مث إحنفاضها‪ ،‬ميكن أن‬
‫يكون راجعا إما اال نقص وعي أحد طريف العالقة ( املكلف أو اإلدارة) من حيث إطالعه على‬
‫النصوص القانونية املنظمة للقانون اجلبائي‪ ،‬كما أن دراسة ملفات الشكاوي و الفصل فيها‬
‫تقاص بقوة احلجج واملربرات القانونية وأدلة اإلثبات‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشكاوي اليت يشوهبا عيب شكلي ال تقبل وال تدرس فيتم البث فيها فوراً دون‬
‫النظر اىل موضوعها إطالقاً‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إرتفاع عدد الشكاوي املفصول فيها بالقبول يف كل سنة‪ ،‬تعترب نقطة إجيابية تسجل يف‬
‫جهة اإلدارة اجلبائية اليت تعمل على تقريب اإلدارة من املواطن وسعيها بني احلني واآلخر اىل‬
‫كسب ثقته بتقدميها له إعفاءات وإمتيازات‪ ،‬وليس هدفها فقط تعظيم اإلرادات الضريبية ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)12‬إحصاء عدد القضايا املسجلة املطروحة على القضاء مبديرية الضرائب‬
‫لوالية أدرار للسنوات األربع األخرية من ‪.1122-1122‬‬
‫القضايا‬
‫عدد القضايا املسجلة‬
‫السنة‬
‫‪10‬‬ ‫‪1122‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1121‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1122‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1122‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتني‬
‫‪-‬نالح من خالل اجلدول (‪ )11‬نقص الدعاوي املسجلة املطروحة أمام القضاء ما يعكس‬
‫جناعة اإلجراءات اإلدارية يف تسوية املنازعات أمام اإلدارةالضريبية قبل اللجوء اىل القضاء‪.‬‬
‫وبالتالي إن اإلجراءات اإلدارية والقضائية اليت أقرها املشرع لتسوية املنازعات الضريبية‬
‫تنعكس إجيابيا على كال الطرفني فاملكلف أصبح قادراً على الطعن يف القرار اإلداري إلزاماً أمام‬
‫اجلهة اليت أصدرته قبل اللجوء اىل القضاء‪ ،‬ما من شأنه املسامهة يف حل النزاع ودياً ويف أقرب‬
‫اآلجال‪ ،‬واإلدارة الضريبية أصبحت ال جتد صعوبات يف التحصيل الضرييب نتيجة الفصل يف‬
‫الدعاوي يف وقتها للتقليل من األعباء القضائية اليت تثقل كاهل اإلدارة‬

‫‪59‬‬
‫اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‬

‫يلجأ املكلف بالضريبة يف حال إستنفاذه لكامل اإلجراءات اإلدارية ومل يرضه قرار اإلدارة‬
‫اىل رفع دعوى ضريبية امام القضاء عن طريق تقدميه لعريضة بشروطها القانونية مع إحرتام‬
‫مواعيدها حىت تقبل ويتم التحقيق فيها‪ ،‬و يستعان إلزاميا بالتحقيق اإلضايف واخلربة كما‬
‫تستدعي أحياناً مراجعة التحقيق‪ ،‬و حيق له اإلستئناف جوازيا مرة واحدة أمام جملس الدولة‬
‫برفع دعوى ضد احلكم الصادر عن احملكمة ‪.‬‬

‫كما قمنا بتحليل ومقارنة إحصائيات عدد الشكاوي املقدمة واملفصول فيها أمام اإلدارة‬
‫والقضاء على مستوى مديرية الضرائب بوالية أدرار لتقييم دور تسوية اإلجراءات على‬
‫التحصيل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫حملاولة تسوية النزاع الضرييب والفصل فيه‪ ،‬يقتضي املرور مبرحلتني‪ ،‬أوالمها املرحلة اإلدارية‬
‫اليت تتضمن الشكاية و هي مرحلة مهمة بالنسبة للمكلف بالضريبة جيب عليه إتباعها أوال‪،‬‬
‫وتعد من بني اإلجراءات امللزمة للمكلف الواجب مباشرهتا‪ ،‬فإن مل يسرتجع حقه وبعد استنفاذ‬
‫كامل اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬تأيت املرحلة التالية و املتمثلة يف اخلصومة القضائية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫رفعه لدعوى قضائية أمام اجلهة القضائية اإلدارية املختصة من أجل إلغاء القرار اإلداري الصادر‬
‫عن إدارة الضرائب‪.‬‬
‫ومن خالل الدراسة نستخلص النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تقدمي الشكوى يف نزاع الوعاء‪ ،‬يكون بعرض الشاكي لطلباته وأسباب اعرتاضه على‬
‫الضريبة‪ ،‬مع تقدمي أدلة اإلثبات على املكلف‪ ،‬إذا وقع عبء اإلثبات عليه‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم الشكاوى يف الشكل القانوين‪ ،‬وفقا لشروط شكلية وموضوعية وخالل مدة زمنية‬
‫حمددة اآلجال‪.‬‬
‫‪ -‬متر الشكوى بإجراءات حتقيق إدارية قانونية منذ استالمها إىل غاية الفصل فيها وإصدار‬
‫القرار النهائي ب عد دراستها من طرف اجلهة املختصة بذلك وحيصل فيها املكلف إما على‬
‫الرفض الكلي لشكواه وإما على ختفيض جزئي أو كلي‪.‬‬
‫‪ -‬تتم التسوية اإلدارية ملنازعات التحصيل عن طريق إجراءات ودية تتمثل يف استدعاء مباشر‬
‫للمكلف بتسديد ما عليه من ديون بصفة تلقائية‪ ،‬مث إنذاره بتنفيذ اإللتزام يف حالة حتصيل‬
‫جداول بامسه أما يف غياب وجود جداول تقوم بإشعاره بوضع التحصيل وإن مل ينفذ التزامه‬
‫تقوم بإنذاره‪ ،‬وبعد مرور سمسة عشر ‪ 22‬يوما ويف غياب شكوى مرفقة بطلب التأجيل‬
‫القانوين‪ ،‬ترسل رسالة تذكري له بأول قرار ملتابعته‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬تتمثل اإلجراءات اجلربية يف تنفيذ الغلق املؤقت مع احرتام شروطه مث متابعته عن طريق‬
‫احلجز مبراعاة الضوابط األساسية اليت حتكمه‪ ،‬مث بيع احملجوزات كآخر مرحلة للمتابعة وال يتم‬
‫ذلك إال برتخيص بالبيع مث إشهاره‪ ،‬بعد ذلك يتم البيع العلين بعد عشرة ‪ 21‬أيام من ذلك‪،‬‬
‫وحيرر حمضر البيع ويتم إعادة حتويل امللكية عن طريق إعادة صياغة العقد‪ ،‬مث نشر البيع‪.‬‬
‫‪ -‬قصر أجل رفع الدعوى الضريبية يف مادة التحصيل الضرييب ‪ ،‬واليت حددها املشرع بشهر‬
‫واحد يسري ابتداءا من تبليغ قرار لإلدارة أو من تاريخ انقضاء األجل احملدد للفصل يف اعرتاض‬
‫املكلف بالضريبة‪ ،‬على الرغم من اآلثار الوخيمة من املكلف يف حال عدم تداركه هلذا األجل‬
‫القصري‪.‬‬
‫‪-‬تضارب التطبيق لقضاء جملس الدولة خبصوص جواز الطعن من عدمه يف آراء أو قرارات جلان‬
‫الطعن للضرائب املبلشرة والرسوم املماثلة والرسم على القيمة املضافة من طرف إدارة الضرائب‪.‬‬
‫‪-‬تعد اجراءات التحقيق يف الدعوى الضريبية و اجراء الفصل فيها واستثناءا املشرع للضرائب‬
‫غري املباشرة وحلقوق التسجيل والطابع من اإلجراءات اخلاصة بالتحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬اسناد مراجعة التحقيق أو باألحرى ما يعرف بالفحص املضاد إىل أحد أعوان إدارة الضرائب‬
‫أمر غري مربر وغري معقول بامتياز أن هذه األخرية طرف أساسي يف النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود قضاة متخصصني يف املادة الضريبية نتج عنه اعتماد القضاة اعتماد كبري أثناء‬
‫التحقيق على وسيلة اخلربة بالرغم من أن اخلرباء املعتمدين لدى احملاكم ليسوا خرباء جبائيني‪.‬‬
‫‪ -‬ويف األخري فإن فض النزاع الضرييب أمام جهة القضاء يتطلب وقتا طويال‪ ،‬خاصة حني تعدد‬
‫اخلربات اليت يأمر هبا القاضي‪ ،‬وبذلك ما يأثر سلبا على مصاحل املكلف بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬بعد تقييمنا حلصيلة الشكاوي املسجلة واملفصول فيها مبديرية الضرائب لوالية أدرار توصلنا‬
‫اال أن حسن تسيري معاجلة أغلب ملفات الشكاوي املقدمة من طرف املكلفني بالضريبة‪،‬‬
‫والوعي الضرييب‪ ،‬واإلجراءات املنصوص عليها‪ ،‬ونقص الدعاوي املسجلة أمام القضاء‪،‬‬
‫كلهاكان هلا الدور اإلجيايب يف جناعة إجراءات تسوية املنازعات الضريبية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خاتمة‬

‫وعلى ضوء هذه النتائج‪ ،‬ورغبة منا في متابعة تطور المنظومة الجبائية للتكيف مع جميع‬
‫مستجدات المحيط العالمي المعاصر‪ ،‬نقدم اإلقتراحات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬حبذا ولو كان النظام اجلبائي مستقراً يف توحيد القوانني الضريبية من خالل إدماجها يف‬
‫قانون واحد‪ ،‬هي نقطة مهمة جيب مراعاهتا حىت تتمكن اإلدارة اجلبائية من جهة باإلملام بكل‬
‫ما خيص جمال إختصاصه واملكلف من جهة أخرى مبعرفة وتفادى اللبس وإدراكه ملاهية إلتزماته‪،‬‬
‫لذا نقرتح إعادة بناء نظام جبائي جزائري يف إطار إسرتاتيجية شاملة تأخذ بعني اإلعتبار مجيع‬
‫املتغريات‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تبسيط إجراءات تقدمي الشكوى أمام إدارة الضرائب من خالل توحيد مواعيد‬
‫تقدمي الشكاوي وخاصة يف مادة الوعاء الضرييب مع إعادة النظر يف اجملال الزمين هلذه اآلجال‬
‫خاصة تلك املتعلقة مبادة التحصيل الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬إسناد التحقيق يف الشكوى إىل جهة أو مصلحة من إدارة الضرائب غري تلك اجلهة أو‬
‫املصلحة اليت فرضت الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الرتكيز على تنمية الوعي الضرييب لدى املكلفني بالضريبة من خالل برجمة أبواب‬
‫مفتوحة على اجلباية‪ ،‬من أجل شرح التعديالت واألحكام الضريبية اليت تأيت بيها القوانني املالية‬
‫التكميلية‪ ،‬وحتسيسهم وتوعيتهم مبدى أمهية هذا النظام يف ترقية البالد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهتمام باملستوى الثقايف والتكويين لألعوان‪ ،‬حىت يتسىن هلم تأدية مهامهم بأكثر فعالية‬
‫وضرورة إحرتامهم ملواعيد وآجال التحصيل حىت ال تفقد الضريبة قيمتها املالية والعملية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم قضاء ضرييب سريع فعال من خالل إعادة النظر يف األحكام اإلجرائية املنظمة‬
‫للدعوى الضريبية‪ ،‬من حيث تسهيل إجراءات رفعها كتلك املتعلقة بتوحيد آجال رفعها‪ ،‬وكذا‬
‫العمل على حسن سريها خاصة أثناء مرحلة التحقيق فيها من خالل خلق ضمانات إجرائية‬
‫أكثر لصاحل املكلف بالضريبة يف مواجهة إدارة الضرائب على خالف تلك اإلجراءات اليت‬
‫تسند الفحص املضاد إلدارة الضرائب بإعتبارها خصما وحكما يف الوقت ذاته‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -‬باإلضافة إىل تكوين قضاة متخصصني يف املادة الضريبية (خلق املرونة الالزمة لسري الدعوى‬
‫والفصل فيها)‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض معدالت الضريبة من خالل خلق حوافز تشجيعية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل تأديتها يف‬
‫الوقت احملدد‪.‬‬
‫‪ -‬فتح قنوات إتصال لتدفق املعلومات من خالل إنشاء صفحة رمسية للفايسبوك خاصة‬
‫مبديرية الضريبة لكل والية‪ ،‬هدفها إطالع املكلفني عن كل جديد يطرأ‪ ،‬قصد تقريب اإلتصال‬
‫بني إدارة الضرائب و املكلف لتحقيق الشفافية والوضوح‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫النصوص القانونية‬

‫‪ .2‬قانون اإلجراءات اجلبائي اجلزائري‪ ،‬نشرة ‪.1122‬‬


‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 12-12‬املؤرخ يف ‪ 22‬صفر عام ‪ 2412‬املوافق ‪ 12‬فرباير سنة ‪،1112‬‬
‫يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬

‫الكتب‬

‫‪ .2‬رشيد خلويف‪ ،‬قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬الدعاوي وطرق الطعن اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬السنة ‪.1120‬‬
‫‪ .1‬طاهري حسني ‪،‬املنازعات الضريبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار اخللدونية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.1112 ،‬‬
‫‪ .0‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬أصول التنفيذ واحلجز التنفيذي على املنقول والعقار‪ ،‬دار اهلدي‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1121 ،‬‬
‫‪ .4‬عزيز أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط ‪ ،1‬السنة‬
‫‪.1112‬‬
‫‪ .2‬عزيز أمزيان‪ ،‬املنازعات اجلبائية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪.1112‬‬
‫‪ .2‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء يف اجلزائر ‪ ،‬وضعية حتليلية مقارنة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬السنة ‪.1112‬‬
‫‪ .1‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة املنازعات االدارية يف النظام القضائي اجلزائري ط ‪ ،4‬السنة‬
‫‪. 1114‬‬
‫‪ .2‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف شرح اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1112 ،‬‬
‫‪ .2‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف شرح اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1122 ،‬‬

‫‪65‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .21‬فرجية حسني‪ ،‬اجراءات املنازعات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1112‬‬
‫‪ .22‬فرجية حسني‪ ،‬اجراءات املنازعات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫سنة ‪.1112‬‬
‫‪ .21‬فرجية حسني‪ ،‬منازعات الضرائب املباشرة يف اجلزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪-11 ،‬‬
‫‪ ،21‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .20‬فضيل كوسة‪ ،‬منازعات التحصيل الضرييب يف ضوء إجتهادات جملس الدولة‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1122 ،‬‬
‫‪ .24‬حممد بعلي الصغري‪ ،‬الوسيط يف املنازعات االدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪. 1112‬‬
‫‪ .22‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬اخلصومة‪ ،‬التنفيذ‬
‫التحكيم‪ ،‬دار اهلدى اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .22‬يون س مليح‪ ،‬الضمانات املسطرية للملزم يف مواجهة اإلدارة الضريبية‪ ،‬مطبعة األمنية‬
‫الرباط‪ ،‬ع‪.2،1122‬‬

‫باللغة الفرنسية‬
‫‪1‬‬
‫‪Philippe Augé , Droit Fiscal Général, Edition Ellipses, Paris,2002, p180.‬‬

‫الرسائل والمذكرات الجامعية‬

‫‪ -1‬أطروحة الدكنوراه‪:‬‬
‫‪ .2‬بوجادي عمر‪ ،‬إختصاص القضاء اإلداري يف اجلزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه يف‬
‫القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة ‪.1122‬‬
‫‪ .1‬عطوي عبد احلكيم ‪ ،‬منازعات الضرائب املباشرة يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستري يف‬
‫القانون ختصص حتوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزى وزو‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة‬
‫‪.1121‬‬

‫‪66‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -2‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ .2‬إهلام خرشي‪ ،‬املنازعات الضريبية يف املواد اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬سنة ‪.1114‬‬
‫‪ .1‬زاقي درين‪ ،‬النظام القانوين للمنازعة الضريبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري ختصص الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خذة اجلزائر‪ ،‬فرع األغواط‪ ،‬السنة‬
‫‪.1121/1122‬‬
‫‪ .0‬بديرية حيي‪ ،‬اإلطار القانوين لتسوية النزاع الضرييب يف ظل التشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستري يف العلوم القانونية واإلدارية ختصص قانون إداري وإدارة عامة‪ ،‬جامعة احلاج‬
‫خلضر باتنة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬السنة ‪.1121/1122‬‬
‫‪ .4‬لكحل عائشة‪ ،‬املنازعات الضريبية أمام اجلهات القضائية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬السنة ‪.1122- 1124‬‬
‫‪ .2‬سليم قصاص‪ ،‬املنازعات اجلبائية للضربية املباشرة يف القانون اجلزائري ‪ ،‬شهادة ماجستري‬
‫يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‬
‫‪.1112- 1111‬‬
‫‪ -3‬مذكرات الماستر‪:‬‬
‫‪ .2‬العمري زينب‪ ،‬النظام القانوين لتسوية النزاع الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‬
‫يف احلقوق ‪ ،‬ختصص قانون إداري‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬السنة‬
‫‪.1124/1120‬‬
‫‪ .1‬قطوش طارق‪ ،‬التسوية اإلدارية للمنازعات الضريبة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت أكادميي‪،‬‬
‫ختصص قانوين إداري‪ ،‬جامعة حممد بوضياف املسيلة‪ ،‬قسم احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬فرع‬
‫قانون خاص‪ ،‬السنة‪.1122/1121:‬‬
‫‪ .0‬بن شريف ليديه وبلقبة فريوز‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية والقضائية يف منازعات الضرائب يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬ختصص القانون العام لألعمال‪ ،‬جامعة عبد الرمحن‬
‫مرية جباية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم قانون األعمال‪ ،‬السنة‪.1122/1122:‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .4‬سباح أمال‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية للتحصيل الضرييب‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف احلقوق‬
‫ختصص إدارة ومالية‪ ،‬جامعة أكلي حمند أوحلاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫قسم القانون العام ‪،‬السنة‪.1122-1122 :‬‬
‫‪ .2‬خالف عالء الدين ومحودة وحيدة‪ ،‬إجراءات التحصيل الضرائب املباشرة ومنازعاهتا‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف القانون‪ ،‬ختصص قانون عام ( منازعات إدارية)‪ ،‬جامعة ‪2‬‬
‫ماي ‪ 2242‬قاملة‪،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‪.1122-1122:‬‬
‫‪ .2‬حساوي سليمة وياحي حنان‪ ،‬اآلليات القانونية للتحصيل اجلربي للضريبة يف ظل قانون‬
‫اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسرت يف احلقوق‪ ،‬ختصص إدارة ومالية‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور باجللفة‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‪.1121/1122:‬‬
‫‪ .1‬عبد الوهاب منصورية‪ ،‬دور أمهية مصلحة الضرائب يف التحصيل الضرييب‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة ماسرت أكادميي يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬ختصص مالية‪ ،‬نقود وتأمينات‪ ،‬السنة‬
‫‪.1122/1122‬‬
‫‪ .2‬عمور فاطمة وداود سوالف‪ ،‬أثر العالقة بني املكلفني بالضريبة وإدارة الضرائب على‬
‫مردودية الضريبة ( دراسة حالة – مديرية الضرائب لعني متوشنت )‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاسرت‪ ،‬ختصص حماسبة وجباية‪ ،‬املركز اجلامعي بلحاج بوشعيب عني متوشنت‪ ،‬معهد‬
‫العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬السنة ‪.1122/1122‬‬

‫القرارات القضائية‬

‫‪ .2‬قرار الغرفة اإلدارية الثانية مبجلس الدولة رقم ‪ 22/12‬صادر بتاريخ ‪.1110/21 /12‬‬
‫‪ .1‬الغرفة الثانية ‪ ،‬جملس الدولة ‪ 12422 ،‬املؤرخ يف ‪ ، 1112/10 /22‬جملة جملس‬
‫الدولة‪ ،‬ع ‪.2‬‬

‫المجالت‬
‫‪ .2‬مرا د ميهويب‪ ،‬إجراءات حتصيل الضريبة‪ ،‬أي فعالية؟‪ ،‬جملة التواصل يف االقتصاد واإلدارة‬
‫والقانون‪ ،‬العدد‪ ،02‬جامعة قاملة‪ ،‬سنة ‪.1124‬‬
‫‪ .1‬جملة جملس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬خاص باملنازعات الضريبية‪.1110 ،‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .0‬مسية كروان‪ ،‬أثار الطعن باالستئناف ضد أحكام احملاكم اإلدارية‪ ،‬أمام جملس الدولة يف‬
‫ظل ق إ م إ‪ ،‬جملة الباحث للدراسات األكادميية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2‬كلية احلقوق‪ ،‬ع‪.2‬‬

‫‪69‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬
‫إهداء‬
‫شكر وعرفان‬
‫قائمة املختصرات‬
‫مقدمة‪1........................................................................................ :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلجراءات اإلدارية للمنازعات الضريبية‬

‫متهيد ‪2..........................................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلجراءات اخلاصة بتسوية منازعات الوعاء الضرييب‪1................................. .‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الشكوى ‪1........................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشكوى يف نزاع الوعاء‪1............................................................ .‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬شروط تقدمي الشكوى‪2.............................................................. .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إجراءات التحقيق يف الشكاوى والفصل فيها‪21 ..................................... .‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬اإلجراءات اخلاصة بتسوية منازعات التحصيل الضرييب‪21 ............................ .‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إجراءات التحصيل الودية‪21 ...................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إصدار اجلداول و حتصيلها‪22 ....................................................... .‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إنذار املكلف ‪11 .....................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬رسالة تذكري‪12 .................................................................... .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل اجلربية‪11 ...................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املتابعة عن طريق إجراء اإلغالق املؤقت للمحل‪11 ......................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬املتابعة عن طريق إجراء احلجز‪10 ...................................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املتابعة عن طريق بيع احملجوزات‪12 .................................................. .‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اإلعرتاض على إجراءات املتابعة ‪02 ..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط قبول الشكوى ‪02 .............................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مضمون الشكوى يف نزاع التحصيل ‪00 .................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات الفصل يف الشكاوي ‪04 ....................................................‬‬

‫‪70‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬طلب إسرتداد األشياء احملجوزة ‪02 .....................................................‬‬


‫الفرع اخلامس‪ :‬طلب تأجيل الدفع ‪02 .............................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬التقادم ‪02 ........................................................................‬‬
‫خالصة ‪01 .....................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلجراءات القضائية للمنازعات الضريبية‬

‫متهيد ‪02 ........................................................................................‬‬


‫املبحث األول ‪ :‬إجراءات الطعن أمام احملكمة اإلدارية ‪02 ............................................‬‬
‫املطلب األول ‪:‬شروط رفع الدعوى الضريبية ‪41 ................................................... .‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشروط العامة‪41 ...................................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬الشروط اخلاصة ‪42 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مواعيد رفع الدعوى ‪42 .............................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬الشروط املتعلقة بشكل العريضة وحمتواها ‪40 ............................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬خوصصة التحقيق يف الدعوى ‪40 ...................................................‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬التحقيق االضايف ‪44 ................................................................‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬مراجعة التحقيق ‪42 .................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اخلربة ‪42 ..........................................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬عوارض دعوى الضريبة ‪42 ............................................................‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬مسألة الصلح‪49……………………………………………….‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬إجراءات رفع الدعوى أمام جملس الدولة‪21 ......................................... .‬‬
‫املطلب األول‪ :‬شروط قبول االستئناف ‪22 .........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط املتعلقة باحلكم املستأنف‪22 ................................................. .‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الشروط املتعلقة بأشخاص اخلصومة يف اإلستئناف‪21 ....................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط متعلقة بشكل العريضة ‪20 .....................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬شروط متعلقة باآلجال ‪20 ............................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬آثار رفع االستئناف ‪24 .............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن باالستئناف ليس له أثر موقف للتنفيذ ‪24 ........................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬األثر الناقل ‪22 .......................................................................‬‬

‫‪71‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قرار جملس الدولة ‪22 ................................................................‬‬


‫املبحث الثالث‪:‬دور إجراءات التسوية يف عملية التحصيل اجلبائي ‪22 ..................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬العوامل املؤثرة على التحصيل اجلبائي ‪22 .............................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تقييم حصيلة الشكاوي املسجلة واملفصول فيها ‪22 ....................................‬‬
‫خالصة ‪22....................................................................................‬‬
‫خاتمة‪22 .......................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪22 .....................................................................‬‬

‫‪72‬‬
:‫الملخص‬
‫ تناولنا بنوع من التفصيل اإلجراءات اإلدارية والقضائية اليت متر هبا تسوية املنازعة‬،‫من خالل دراستنا للموضوع‬
‫ الذي يلزم جلوء املكلف بالضريبة‬،‫ واتبعنا من خالهلا منهجية حتليل نصوص قانون اإلجراءات اجلبائي اجلزائري‬،‫الضريبية‬
‫ وتقدم الشكوى مبضموهنا وشروطها و‬،‫أوال التنازع أمام اإلدارة كإجراء أساسي قبل رفع دعواه أمام القضاء كمرحلة ثانية‬
‫ كما‬،‫ وت كتسي شكل إعرتاض على اجراءات املتابعة إذا تعلق النزاع بالتحصيل‬،‫ إذا تعلق النزاع بالوعاء‬،‫آجاهلا القانونية‬
‫حيق له اللجوء إىل القضاء مع مراعاة املهلة القانونية برفع دعوى ضريبية يف شكل عريضة بشروطها القانونية وله حق‬
.‫إستئناف احلكم الصادر عن احملكمة االدارية أمام جملس الدولة‬
.‫ العريضة التحصيل اجلبائي‬،‫ الشكوى‬،‫نزاع التحصيل‬، ‫ نزاع الوعاء‬،‫ املنازعات الضريبية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé
À travers notre étude du sujet, nous avons traité en détail les procédures administratives
et judiciaires que le règlement des différends fiscaux est en cours, et nous avons suivi en
termes de méthodologie l'analyse des textes des procédures obligatoires algériennes, qui
oblige le contribuable à recourir au conflit d'abord devant l'administration comme
procédure de base avant de déposer son procès devant le tribunal dans un deuxième
temps, et la plainte est examinée Dans son contenu, ses conditions et ses délais légaux, si le
litige est lié au bol, et cela prend la forme d'une objection aux procédures de suivi si le
litige est lié à la collecte, et il a le droit de recourir à la justice dans le respect du délai légal
pour déposer une action en justice sous forme de pétition sur ses conditions légales, et il a
le droit de faire appel de la décision rendue par le tribunal administratif devant un conseil
Pays.
Mots clés: litiges fiscaux, litige relatif aux conteneurs, litige relatif à la collecte, plainte,
pétition, perception fiscale.

Abstract
Through our study of the subject, we dealt in some detail with the administrative and
judicial procedures that the tax dispute settlement is going through, and we have followed
in terms of methodology analyzing the texts of the Algerian compulsory procedures,
which the taxpayer must first resort to before the administration as a basic procedure
before filing his lawsuit before the court as a second stage, and the complaint is
investigated In its content, conditions and legal deadlines, if the dispute is related to the
bowl, and it takes the form of an objection to the follow-up procedures if the dispute is
related to collection, and he has the right to resort to the judiciary with due regard to the
legal time limit for filing a tax lawsuit in the form of a petition on its legal terms, and he
has the right to appeal the ruling issued by the administrative court before a council
Country.
Key words: tax disputes, container dispute, collection dispute, complaint, petition, tax
collection

You might also like