Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫مفهوم الفهم القرائي وأهميته‪ ،‬وعملياته‪ ،‬ومستويات مهاراته‪ ،‬ووسائل تطويره‬

‫مفهوم الفهم القرائي‪:‬‬


‫يعتبر الفهم القرائي عملية معقدة تعتمد على اإلدراك العقلي للمتعلم‪ ،‬وما يتملكه من قدرات ومهارات ضرورية لعملية القراءة‪،‬‬
‫وتفاعل بين المتعلم والنص‪ ،‬وتنوع استنتاجات النص المختلفة لكل متعلم‪ ،‬وذلك طبقًا لخلفيته السابقة بالموضوع المقروء‪،‬‬
‫ودالالته اللغوية‪ ،‬والقدرة على التحليل واالستنتاج‪ ،‬والتفكير المنطقي‪ ،‬وكذلك دافعية المتعلم نحو القراءة‪.‬‬
‫إن مفهوم الفهم القرائي ال يخلو من التطرق للطبيعة العقلية لعملية الفهم القرائي‪ ،‬والجانب البنائي للفهم باالعتماد على الخبرات‬
‫السابقة للمتعلم فهو عملية عقلية خاصة يدرك فيها المتعلم المعنى المقترح من قبل كاتب النص‪ ،‬وتقويمه‪ ،‬واختيار المعنى‬
‫الصحيح‪ ،‬وهناك مهارات مختلفة للفهم القرائي تقوم على مدى تفاعل المتعلم مع النص‪ ،‬فالنص يحتوي على الرسالة المراد‬
‫إيصالها للمتعلم‪ ،‬والمتعلم لديه نظام معين للفهم‪ ،‬والتفاعل يحدث عن طريق االستجابة بين الرسالة ونظام المتعلم‪ ،‬كما أنه عملية‬
‫عقلية بنائية تفاعلية يمارسها القارئ من خالل محتوى قرائي‪ ،‬بغية استخالصه للمعنى العام للموضوع‪ ،‬ويستدل على هذه العملية‬
‫من خالل امتالك القارئ لمجموعة من المؤشرات السلوكية المعبرة عن هذا الفهم‪ ،‬ويتم هذا من خالل الدرجة التي يحصل عليها‬
‫القارئ في اختبارات الفهم القرائي المعدة لهذا الغرض‪ .‬إن المتعلم يعتمد على العملية البنائية للفهم‪ ،‬فهو يقوم ببناء المعاني معتمدًا‬
‫على خبراته السابقة عن النص المقروء‪ ،‬وعلى التوضيحات الشارحة للنص‪ ،‬ليقوم ببناء شبكة من العمليات المعرفية التي تؤدي‬
‫للوصول إلى المعنى‪ .‬كما أنه عبارة عن عملية استخالص المعنى من النص المكتوب‪ ،‬وهو الغاية األساسية من القراءة‪ ،‬ويحدث‬
‫أثناءها في الغالب تفاعل بين طرفين هما القارئ وكاتب النص‪ .‬وتبدأ عملية الفهم القرائي في ذهن القارئ بفك رموز الكلمات‬
‫المكتوبة‪ ،‬وصوًال إلى تفاعل خلفية القارئ المعرفية‪ ،‬وربطها بالنص؛ للوصول إلى مغزى النص‪ ،‬أو رسالة الكاتب‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول إن الفهم القرائي عملية عقلية معقدة تتضمن عددًا من مهارات التفكير‪ ،‬وتتميز هذه العملية بالتفاعل بين‬
‫القارئ والنص‪ ،‬وبين خبرات القارئ السابقة والمعلومات الجديدة في النص المقروء‪ ،‬كما أن للفهم القرائي مهارات فرعية تختلف‬
‫في مستوياتها‪ ،‬تبدأ من المستوى الحرفي وتنتهي بالمستوى اإلبداعي‪ ،‬والبد للمتعلم من إتقانها لكي يربط األفكار الجديدة بخبراته‬
‫ومعلوماته‪ ،‬ويتفاعل معها‪.‬‬
‫أهمية الفهم القرائي‬
‫إن الفهم القرائي هو الغاية من القراءة‪ ،‬وهو الهدف الذي يسعى له كل متعلم‪ ،‬وينشده كل معلم لتنميته بمستوياته المختلفة لدى‬
‫تالميذه‪ .‬فالقارئ الذي يتمكن من مهاراته يحقق أهدافه التي يقرأ من أجلها‪ ،‬ويوسع من خبراته‪ ،‬ويزيد من مهاراته في اللغة‪ ،‬ومن‬
‫ثراء معلوماته‪ ،‬ومن اتساع أفكاره‪ .‬وهو ضروري للتلميذ ابتداء من دراسته االبتدائية‪ ،‬وحتى إنهاء تعليمه األساسي‪ ،‬فكل مجال‬
‫دراسي يعتمد على قدرة التالميذ على القراءة ومعالجة النص‪ .‬والفهم هو أساس التطور االجتماعي‪ ،‬والفكري والسياسي‪ ،‬ومن‬
‫يقرأ تاريخ العلماء‪ ،‬واألدباء‪ ،‬والفالسفة العظام يجد أن الصفة الجامعة بين هؤالء جميعًا هي الفهم القرائي‪ ،‬وإن أي إنسان يحاول‬
‫أن يتصدى للقيادة الفكرية‪ ،‬أو االجتماعية‪ ،‬أو السياسية البد أن يقرأ ويفهم‪ .‬والفهم القرائي يعتبر أمرًا حيويًا في عملية القراءة‪،‬‬
‫وهو ذروة مهاراتها‪ ،‬وأساس عملياتها‪ ،‬للسيطرة على مهارات اللغة كلها‪ .‬وهو هدف أساسي لتعلم اللغات األخرى كلغة ثانية‪،‬‬
‫وتمكن التالميذ من التفكير والرد على ما يقرأون‪ ،‬وهي من أهم المهارات لمتعلمي اللغات األجنبية إلتقان اللغة‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫أكدت بعض الدراسات على العالقة بين قدرة التلميذ على القراءة وبين التحصيل العلمي‪ ،‬وأن هناك عالقة إيجابية بين التفوق في‬
‫تعلم اللغة اإلنجليزية واستراتيجيات القراءة والتحصيل الدراسي للتالميذ‪ .‬إن الفهم القرائي ضمان لالرتقاء بلغة المتعلم‪ ،‬وتزويده‬
‫بأفكار ثرية‪ ،‬وإلمامه بمعلومات مفيدة‪ ،‬واكتسابه مهارات النقد في موضوعية‪ ،‬وتعويده إبداء الرأي‪ ،‬وإصدار األحكام على‬
‫المقروء‪ ،‬ومساعدته على مالحظة الجديد‪ ،‬لمواجهة ما يصادفه من مشكالت‪ ،‬وتزويده بما يعينه على اإلبداع‪ ،‬والمتعلم يضيف‬
‫إلى معلوماته وخبراته عن طريق القراءة‪ ،‬لذا فالفهم القرائي يؤدي إلى تحسين واقع المتعلم‪ ،‬ويجعله يضيف إلى العلم بمقدار ما‬
‫يقرأ ويطلع‪ ،‬والتعلم الذي يتم دون فهم يكون عرضة للنسيان‪ ،‬فهو يتم عن طريق الحفظ والتكرار‪ ،‬فالفهم عامل مساعد على تثبيت‬
‫المعلومات واالحتفاظ بها‪ ،‬وفي هذا الشأن يمكن القول أن التعلم عن طريق الحفظ تفقده ذاكرة المتعلم بسرعة‪ ،‬بينما يبقى التعلم‬
‫الناتج عن الفهم فترة أطول في ذاكرة المتعلم‪.‬‬
‫يعتبر الفهم القرائي هو األساس الذي يبدأ منه التلميذ لتعلم واستيعاب موضوعات اللغة العربية‪ ،‬والمواد الدراسية األخرى‪،‬‬
‫بدرجات مختلفة‪ ،‬لذا تأتي تنمية مهارات الفهم القرائي واحدة من األهداف األساسية التي يسعى لتحقيقها المعلمون والمربون‬
‫لتالميذهم‪ ،‬وأهمية الفهم القرائي تتجلى في قدرة المتعلم على الربط بين المواد الدراسية التي يكون بينها تشابه‪ ،‬وقدرته على بناء‬
‫خرائط معلوماتية من خالل الربط بين تلك المواد‪ ،‬والتوصل الستنتاجات عديدة‪ ،‬وحل مشكالت مختلفة‪ ،‬من خالل معرفة الغرض‬
‫الضمني للنص المقروء‪ ،‬كما يساعد على توفير وقت وجهد المتعلم؛ حيث إن اعتماد المتعلم على الحفظ يؤدي إلى نسيان‬
‫المعلومات وبالتالي يضطر للحفظ مرات عديدة‪ ،‬باإلضافة إلى أن الفهم القرائي يولد اإلحساس بالرغبة في مزيد من القراءة لدى‬
‫المتعلم‪ .‬وفي هذا الشأن يعتبر تنمية مهارات الفهم القرائي عامًال يساعد المتعلم على إدراك السبب والنتيجة‪ ،‬واستخدام األدلة‪،‬‬
‫وحل المشكالت‪ ،‬وتصنيف األفكار‪ ،‬ويزيد القدرة على التحصيل اللغوي‪ ،‬وينمي لدى المتعلمين القدرة على استخدام المعاجم‪،‬‬
‫والبحث عن الكلمات‪.‬‬
‫إن الضعف في الفهم القرائي يعتبر واحدًا من أهم األسباب التي تؤدي إلى الضعف الدراسي لكثير من التالميذ‪ ،‬ويؤثر على‬
‫انفعاالته ونفسيته‪ ،‬وهو سبب رئيس للتأخر الدراسي‪ ،‬فهو يؤثر على صورة الذات لدى التلميذ‪ ،‬وعلى شعوره بالكفاءة الذاتية‪ ،‬بل‬
‫قد يقوده التأخر الدراسي إلى القلق‪ ،‬وانحسار تقدير الذات‪ .‬وفي هذا المنحى يعتبر ضعف القدرة على قراءة المسألة الرياضية‪،‬‬
‫وفهمها يعيق المتعلم عند حلها ويقلل من تحصيله فيها‪ ،‬لذا البد من تكثيف التدريب على مهارات الفهم القرائي؛ ليتسنى للتالميذ‬
‫تحقيق التقدم‪ ،‬والتفوق في كافة المراحل الدراسية‪ ،‬حيث أن الفهم القرائي له أهمية كبيرة في العملية التعليمية‪ ،‬حيث انتقل التقويم‬
‫من التركيز على الحفظ والتسميع إلى قياس مستويات الفهم مما يتطلب التدرب على مهاراته‪ ،‬والتدرب على النقد والتحليل‬
‫والتفسير‪.‬‬
‫عمليات الفهم القرائي‪:‬‬
‫للفهم القرائي عمليات مختلفة‪ ،‬يندرج تحتها عمليات فرعية‪ ،‬وله مهارات‪ ،‬ومستويات متدرجة‪ ،‬تتداخل فيما بينها‪ ،‬وتساهم في‬
‫عملية الفهم القرائي للمتلقي حيث يتم من خالل ثالث عمليات‪ ،‬األولى هي الفهم كعملية تحصيل معلومات‪ ،‬تتطلب معرفة القارئ‬
‫للحقائق التي يحتويها النص‪ ،‬والثانية هي عملية فحص‪ ،‬وتأمل‪ ،‬وتفكير في المعلومات المكتسبة‪ ،‬والثالثة هي عملية قبول أو‬
‫رفض الرسالة التي يرسلها النص المقروء بعد فهمه في العمليتين السابقتين‪ ،‬فهي عملية تقويمية‪ ،‬وهناك نظريتان األولى تعتبر أن‬
‫فهم المادة المقروءة عملية كلية واحدة ال يمكن تجزئتها؛ أما النظرية الثانية فترى أن عملية الفهم عملية معقدة جدًا‪ ،‬يمكن تجزئتها‬
‫إلى عدة مهارات‪.‬‬
‫يتكون الفهم القرائي من بعد أفقي‪ ،‬وبعد رأسي؛ فالبعد األفقي يتناول فهم الكلمة‪ ،‬والجملة‪ ،‬والفقرة‪ ،‬واألفكار العامة والتفصيلية‪،‬‬
‫أما البعد الرأسي فيتناول مستويات الفهم المختلفة؛ مثل الفهم الحرفي المباشر‪ ،‬والفهم الضمني‪ ،‬واالستنتاج‪ ،‬والنقد‪ .‬ومكونات‬
‫هذين البعدين تتفاعل مع بعضها في عالقة ثنائية تبادلية؛ فلكي تفهم الفقرة البد من الفهم الحرفي المباشر لمعاني الكلمات والجمل‪،‬‬
‫والربط بينها‪ ،‬واستنتاج الفكرة الرئيسة للنص‪ ،‬وربط األسباب بالنتائج‪ ،‬ونقد اآلراء‪ ،‬وتفسيرها في ضوء الخبرات السابقة‪،‬‬
‫وإضافة آراء جديدة‪ ،‬ومحاولة حل المشكالت‪ ،‬كما أن تصنيف بلوم (‪ )Bloom‬تطرق لعمليات الفهم القرائي في قائمة من أنماط‬
‫السلوك‪ ،‬أهمها التعليل؛ وهي محاولة اقتناع القارئ باألفكار التي قرأها في النص‪ ،‬وحل المشكالت؛ وهي محاولة القارئ إيجاد‬
‫حلول للتساؤالت التي تظهر له في النص‪ ،‬والفهم؛ وهي العمليات التي يقوم بها القارئ لتكوين المعرفة‪ ،‬وزيادة المعلومات‪،‬‬
‫والتعرف إلى عالقة السبب بالنتيجة في النص‪.‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فهناك خمس عمليات للفهم القرائي تتضمن عمليات فرعية أخرى‪،‬‬
‫جاءت كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عمليات جزئية‪ :‬وهي عمليات صغرى عبارة عن اختيار أجزاء صغيرة من الجملة‪ ،‬للتذكير بها‪ ،‬وتهتم بفهم الفكرة‪ ،‬واختيارها‬
‫من الجملة‪ ،‬وتقوم هذه العملية بدورها على عمليتين فرعيتين هما الربط أو التركيب؛ أي تكوين جملة مفهومة وصحيحة عبر ربط‬
‫الكلمات ببعضها‪ ،‬ويتم ذلك بفهم معنى الكلمات‪ ،‬أو فهم قواعد اللغة التي قام عليها تكوين الجملة‪ ،‬والعملية الثانية هي االختيار‬
‫الجزئي؛ أي اختيار الفكرة األساسية من النص ليتم تذكرها‪ ،‬وذلك يتم عبر اختيارها من أجزاء معينة من النص المقروء‪.‬‬
‫‪ -2‬عمليات تكاملية‪ :‬وهي عمليات فهم العالقات واألسباب المذكورة بالنص‪ ،‬وفهم عالقات الجمل ببعضها في السياق الواحد‪،‬‬
‫وتقوم هذه العملية على ثالث عمليات فرعية أخرى‪ ،‬األولى هي العائد؛ مثل الضمائر‪ ،‬وأسماء اإلشارة‪ ،‬واألسماء الموصولة‪،‬‬
‫والثانية هي الروابط؛ وهي ما يربط الجمل ببعضها مثل السبب والنتيجة‪ ،‬والتوضيح‪ ،‬وتأكيد المعلومات‪ ،‬أما الثالثة فهي‬
‫االستنتاج؛ أي تكوين معلومات جديدة من خالل ربط الجمل ببعضها‪.‬‬
‫‪ -3‬عمليات كلية‪ :‬وتهتم بتنظيم النص‪ ،‬وتلخيصه‪ ،‬وانتقاء األفكار المفيدة منه؛ ليسهل تذكرها‪.‬‬
‫‪ -4‬عمليات مكملة‪ :‬وهي تقدم للقارئ معلومات واستنتاجات تفصيلية مكملة بهدف اإلسهاب‪ ،‬وهي ال تتقيد بهدف الكاتب‪ ،‬وبدورها‬
‫تقوم على خمس عمليات فرعية هي توقع األحداث المقبلة‪ ،‬والتزود بمعلومات إضافية عن المقروء؛ وهذا يعتمد على الخلفية‬
‫المعرفية للقارئ‪ ،‬والتصور الذهني للتعبيرات المجازية والحقائق‪ ،‬واالستجابة الفاعلة واالنفعالية للمقروء‪ ،‬واستخدام مهارات‬
‫التفكير العليا للتفاعل مع النص المقروء؛ مثل التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم‪.‬‬
‫‪ -5‬عمليات ما وراء المعرفة‪ :‬أي إدراك القارئ لما يقرأ ويتعلم‪ ،‬واختيار استراتيجية القراءة المناسبة‪ ،‬وتكييف سلوك القراءة‪،‬‬
‫ومن ثم تقويمه‪ ،‬وتعديله‪ ،‬حتى يتحقق الفهم‪.‬‬
‫يعتبر الفهم القرائي عملية معقدة تتطلب توافر مهارات الزمة لربط المعلومات الجديدة بالخبرات السابقة‪ ،‬والبد من األخذ بعين‬
‫االعتبار الدور الهام الذي تؤديه العمليات المعرفية المختلفة أثناء فهم النصوص المقروءة‪ ،‬مثل الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة‬
‫طويلة المدى؛ حيث يخزن القارئ المعلومات الجديدة ويعالجها في الذاكرة العاملة‪ ،‬ويقوم ببناء وتكوين تمثيالت عقلية مترابطة‬
‫ومتصلة بمعرفته السابقة عن النص المقروء‪ .‬مما سبق يتضح أن عمليات الفهم القرائي تتم في مراحل مختلفة‪ ،‬ومتعددة‪،‬‬
‫ومتداخلة‪ ،‬مما يؤدي إلى تعدد مستويات ومهارات الفهم القرائي‪ ،‬مما يشير إلى ضرورة تطوير أسليب تعلم القراءة في التعليم‪،‬‬
‫وتدريب المعلمين على مهاراتها وعملياتها‪.‬‬
‫مستويات مهارات الفهم القرائي‬
‫للفهم القرائي مهارات تم توزيعها على مستويات متعددة التصنيفات والتقسيمات‪ ،‬حظيت باهتمام الباحثين والمختصين في القراءة‬
‫ومهاراتها‪ ،‬وأصبحت ميدانًا للبحث والدراسة‪ ،‬والتطوير‪ ،‬والتقويم‪ ،‬من أجل الوصول إلى أساليب تساعد المعلم على تدريس هذه‬
‫المهارات‪ .‬وقد تعددت وجهات النظر حول تصنيف هذه المستويات فمنهم من صنفها إلى مستويات عليا ودنيا‪ ،‬ومنهم من تناولها‬
‫بشكل عام دون تصنيف‪ ،‬ومنهم من صنفها إلى مستويات التفكير‪ ،‬إال أن هذه التصنيفات قد تشابهت فيما بينها على الرغم من‬
‫اختالف ترتيبها واختالف مستوياتها‪ .‬ويمكن القول إن الهدف من تعدد مستويات الفهم القرائي ليس فصلها عن بعضها‪ ،‬بل تسهيًال‬
‫لمهمة مصممي مناهج القراءة في اختيار المحتوى الدراسي‪ ،‬وما يتضمنه من أنشطة‪ ،‬وتسهل مهمة المعلم في تحديد أهداف‬
‫الدرس‪ ،‬واستخدام أفضل األساليب الدراسية لتقديمه‪ ،‬والقيام بالتقويم السليم في ضوء هذه المهارات‪ .‬وتصنيف هذه المهارات إلى‬
‫مستويات يسمح بتقديمها للتالميذ على مراحل تبدأ بتقديم المهارات األساسية في المرحلة االبتدائية‪ ،‬ثم تتدرج من المهارات الدنيا‬
‫إلى العليا في المرحلتين المتوسطة والثانوية‪ .‬إال أن مهارات المستويات العليا ال تلقى اهتمامًا كبيرًا من المعلمين لتنميتها في‬
‫التالميذ‪ ،‬وال من الباحثين بسبب الخلط بين هذه المهارات‪ ،‬مما يوحي بصعوبة تطبيقها وتطويرها‪ ،‬وفي هذا اإلطار يرى الباحثون‬
‫أن االكتفاء بمستوى محدود من األداء في هذه المهارات‪ ،‬وتقديره كنسبة تقديرية يتطلب أن يصل إليها التلميذ تكفي لتطوير هذه‬
‫المهارات العليا مع تقدم التلميذ في المراحل الدراسية‪.‬‬
‫وفقًا لما سبق تناوله من استعراض لتلك المهارات‪ ،‬والمستويات‪ ،‬تم وضع قائمة مقترحة لمهارات الفهم القرائي في اللغة‬
‫اإلنجليزية للمرحلة المتوسطة‪ ،‬وتم تصنيفها إلى خمسة مستويات لكونه أقرب إلى مفهوم الفهم القرائي‪ ،‬ولتناسبه مع تصنيف بلوم‬
‫المطور لألهداف‪ ،‬وجاءت هذه المهارات كما يلي‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬مهارة الفهم الحرفي‬
‫‪ -1‬تحديد المعنى المناسب للكلمة من السياق‬
‫‪ -2‬تحديد الفكرة العامة للموضوع‬
‫‪ -3‬القدرة على تجريد الكلمة من اللواحق‬
‫‪ -4‬ترتيب األحداث حسب تسلسلها في النص‬
‫‪ -5‬تذكر التفاصيل المذكورة في النص‬
‫‪ -6‬تحديد مرادف الكلمة وضدها‬
‫‪ -7‬الربط بين الكلمات والصور واألصوات‬
‫ب‌‪ -‬مهارة الفهم االستنتاجي‬
‫‪ -1‬اختيار عنوان مناسب للنص‬
‫‪ -2‬استنتاج معاني الكلمات غير المألوفة من خالل السياق‬
‫‪ -3‬استنتاج سمات الشخصيات من خالل تلميحات النص‬
‫‪ -4‬استنتاج األفكار األساسية للموضوع‬
‫‪ -5‬استنتاج عالقة السبب بالنتيجة‬
‫‪ -6‬توظيف المعرفة السابقة في فهم النص‬
‫‪ -7‬استنتاج غرض المؤلف من الموضوع‬
‫ت‌‪ -‬مهارة الفهم الناقد‬
‫‪ -1‬القدرة على تمييز الحقيقة والرأي‬
‫‪ -2‬التمييز بين ما يتصل بأفكار النص المقروء وما ال يتصل به‬
‫‪ -3‬التمييز بين األفكار األساسية والثانوية‬
‫‪ -4‬التمييز بين المقبول وغير المقبول من األفكار‬
‫‪ -5‬تكوين رأي حول األفكار والقضايا المطروحة في النص‬
‫ث‌‪ -‬مهارة الفهم التذوقي‬
‫‪ -1‬القدرة على إعادة صياغة النص‬
‫‪ -2‬القدرة على تصنيف المفردات والصور‬
‫‪ -3‬القدرة على تلخيص النص‬
‫‪ -4‬القدرة على تحديد التعبير األجمل أو األقوى من بين التعبيرات المقدمة‬
‫‪ -5‬القدرة على تحديد الحالة المزاجية واالنفعالية التي اشتمل عليها النص‬
‫ج‌‪ -‬مهارات الفهم اإلبداعي‬
‫‪ -1‬ابتكار نهاية جديدة للقصة‬
‫‪ -2‬اقتراح حلول جديدة لمشكلة وردت في النص‬
‫‪ -3‬التنبؤ باألحداث بناء على مقدمات معينة‬
‫‪ -4‬تطوير أفكار جديدة من خالل أفكار سابقة في ضوء ما ورد في النص المقروء‬
‫‪ -5‬اقتراح عنوان جديد للنص‪.‬‬
‫مبادئ ووسائل تطوير مهارات الفهم القرائي‬
‫هناك بعض المبادئ الالزمة لتحقيق الفهم القرائي‪ ،‬منها سرعة قراءة المتعلم للنص خالل وقت معين‪ ،‬وتفعيل طاقات المتعلم‬
‫للوصول إلى الفهم‪ ،‬ومعرفة المتعلم لالستراتيجيات الالزمة لتفسير النص‪ ،‬وفهم معناه‪ ،‬وتوظيف الخبرة السابقة في فهم النص‪،‬‬
‫وتحديد الهدف من القراءة‪ ،‬والتركيز على األفكار األساسية أكثر من التركيز على األفكار الثانوية‪ ،‬واختيار التعامل األنسب عند‬
‫مالحظة عدم الفهم للقارئ‪.‬‬
‫كما أن هناك عوامل مختلفة تسهم في تنمية الفهم القرائي لدى التالميذ‪ ،‬مثل اختيار نوع المادة المقروءة‪ ،‬واختيار استراتيجيات‬
‫وطرق التدريس المناسبة‪ ،‬إال أن الواقع يشير إلى عدم تفعيل هذه االستراتيجيات؛ مما أدى إلى ضعف التالميذ في هذه المهارات‪.‬‬
‫ويعتبر االهتمام بالمهارات األساسية للقراءة نقطة االنطالق إلتقان مهارات أخرى‪ ،‬وتمكين التالميذ في المرحلة االبتدائية من‬
‫مهارات التعرف يجعل كل ما يتعلق بالقراءة بعد ذلك أمرًا سهًال؛ ألن التعرف على الكلمة ومعناها من المهارات الممهدة‬
‫لمهارات الفهم القرائي‪.‬‬
‫هناك بعض الوسائل المفيدة في تطوير الفهم القرائي لدى التالميذ‪ ،‬مثل استخدام الكتب والمواد القرائية المفيدة التي تنمي‬
‫المهارات والخبرات اللغوية‪ ،‬والتنوع في األسئلة‪ ،‬لتشمل أسئلة الفهم الحرفي‪ ،‬وأسئلة التفسير‪ ،‬وأسئلة القراءة النقدية واإلبداعية‪،‬‬
‫واألسئلة ذات المستويات التفكيرية المتعددة لها أثر في التدريب على مهارات الفهم القرائي وتنميتها‪ .‬كما أن هناك خمس خطوات‬
‫تزيد من فاعلية الفهم القرائي‪ ،‬ورمز له بالرمز (‪ ،)SQ3R‬وهي‪:‬‬
‫· تصفح ‪SURVEY‬‬
‫· اسأل ‪QUESTION‬‬
‫· اقرأ ‪READ‬‬
‫· استذكر ‪RECITE‬‬
‫· راجع ‪REVIEW‬‬
‫وهذه الطريقة تفترض خمس خطوات لتحقيق الفهم القرائي؛ تبدأ من التصفح السريع‪ ،‬ومن ثم طرح أسئلة يفترض أن يجيب عنها‬
‫بعد القراءة‪ ،‬ثم قراءة النص كامًال لفهمه‪ ،‬ثم استذكار التفاصيل وحفظها في الذاكرة‪ ،‬ثم المراجعة واسترجاع ما تم حفظه‪ ،‬وقد‬
‫تبين أثر هذه الطريقة في استيعاب تالميذ المرحلة الثانوية لما تم قراءته‪ ،‬كما أن فهم السياق يعد أمرًا مهمًا في فهم الجمل الصعبة‪،‬‬
‫فالقارئ عندما تواجهه مفردات غير مألوفة‪ ،‬يحاول ربطها بالسياق‪ ،‬وبالتلميحات النصية لكي يكتشف المعنى‪ ،‬وله فاعلية في‬
‫عالج صعوبات الفهم القرائي لدى تالميذ الصف الرابع‪.‬‬
‫إن مما يؤثر سلبًا على الفهم القرائي هو عدم فهم التالميذ للنص المقروء هو التركيز على التعرف إلى الكلمات والقراءة الجهرية‪،‬‬
‫وإهمال القراءة الصامتة‪ ،‬ونقص الخبرة لدى المعلم في طرح األسئلة الصفية‪ ،‬وفي هذا الصدد هناك بعض الطرق التي تساعد‬
‫على تنمية مهارات الفهم القرائي؛ منها تدريب التالميذ على القراءة الصامتة‪ ،‬وعلى القراءة الصحيحة‪ ،‬وعلى مواقف القراءة أمام‬
‫االخرين‪ ،‬وتدريبهم على التركيز‪ ،‬وتنظيم األفكار‪ ،‬وعلى النقد والتذوق‬

You might also like