Professional Documents
Culture Documents
الإيرادات و النفقات العامة
الإيرادات و النفقات العامة
مذكرة بعنوان:
السنة2021 :
شـكر و تـقدير
شكر
اهداء
الفهرس
المقدمة
المطلب الرابـ ــع :خصـ ــائص و أهـ ــداف المؤسسـ ــة العموميـ ــة ...........................................
25
خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة .........................................................................................
26
المطلب الث ـ ــالث :تقس ـ ــيمات النفق ـ ــات العام ـ ــة ..........................................................
31
خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة .........................................................................................
38
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
المطلب الثاني :مهام و وظائف و أهداف بنك التنمية المحلية 42 .....................................
المطلب الثـ ــالث :الهيكـ ــل التنظيمي لبنـ ــك التنميـ ــة المحليـ ــة .............................................
44
الجداول:
األشكال:
مقدمة:
في النشاط االقتصادي ،وبعـد أن كـان علم الماليـة العامـة في المفهـوم التقليـدي مقتصــرا على البعـد المـالي
الحســـابي فق ــط ،أصـــبح هـــذا المفهـــوم في العصـــر الحـــديث لـــه أبع ــاد متع ــددة بعض ــها اقتص ــادية وأخـــرى
اجتماعي ــة و مالي ــة .و ع ــرفت المالي ــة العام ــة ق ــديما ب ــالمفهوم التقلي ــدي بأنه ــا " العلم ال ــذي يتن ــاول ب ــالبحث
نفقات الدولة وإ يراداتها أو بمعنى آخر هي العلم الذي يتناول تحليــل حاجــات الدولــة والوســائل الــتي تشــبع
بها هذه الحاجات.
و الماليــة العامــة في معناهــا الحــديث هي دراســة القتصــاديات القطــاع العــام ،كمــا عرفهــا آخــرون بكونهــا
العلم الذي يبحث في نشاط الدولـة عنـدما تسـتخدم الوسـائل واألسـاليب الماليـة بشـقيها اإليـرادي و اإلنفـاقي
لتحقيق أهداف المجتمع بمختلف اتجاهاتها االقتصادية واالجتماعية والمالية.
و يتضح من تعريف المالية العامة مدى ارتباطها الوثيق بتطور وظيفة الدولة من الدولة الحارسة للحيــاة
االقتصادية إلى دولة التـدخل في الحيـاة االقتصــادية ،حيث لم يعـد دورهـا يقتصــر فقـط على جمـع المـوارد
من أجل تمويل وظيفتهـا األساسـية و هي حراسـة و ضـمان الحريـة االقتصـادية و تحقيـق األمن و العدالـة
كمــا كــان في تصــور الفكــر الكالســيكي التقليــدي ،و إنمــا أصــبح دورهــا في الفكــر الحــديث تنظيم النشــاط
االقتص ـ ــادي من خالل سياس ـ ــتها المالي ـ ــة و النقدي ـ ــة و ال ـ ــتي ته ـ ــدف إلى تحقي ـ ــق الرفاهي ـ ــة االقتص ـ ــادية و
االجتماعية للمجتمع كما جاء في تعريف المالية بمعناها الحديث.
و تمثــل كــل من اإليــرادات و النفقــات العنصــر الــرئيس الــذي يعكس قــوة أو هشاشــة االقتصــاد ،لــذلك فــإن
تص ــنيفها وف ــق النم ــط ال ــذي يعكس الص ــورة الفعلي ــة لالقتص ــاد ومقدرات ــه يحت ــل مكان ــة هام ــة ض ــمن أدل ــة
الحسابات القومية لمختلف الدول.
و يتم تصنيف اإليرادات في مختلف الدول بحسب مصادرها التي قد تكون ضريبية أو مداخيل ممتلكات
الدولــة أو نتــاج أنشــطتها االقتصــادية و الخدميــة ،أو نتــاج مصــادر أخــرى مثــل التحــويالت و اإلعانــات و
األقساط وغيرها.
أمـ ــا النفقـ ــات ،فتصـ ــنف بـ ــدورها بحسـ ــب األغـ ــراض الـ ــتي تخـ ــدمها والـ ــتي قـ ــد تكـ ــون في شـ ــكل مكافـ ــآت
وتعويض ــات للع ــاملين أو في ش ــكل اس ــتخدام للس ــلع و اس ــتهالك ل ــرأس امالل أو في ش ــكل خ ــدمات ال ــدين
العام أو في شكل مصروفات متنوعة أخرى ،مثل اإلعانات و التحويالت وغيرها.
وم ــع تع ــدد الحاج ــات ال ــتي يتعين على الدول ــة أن تق ــوم بإش ــباعها في المجتمع ــات المعاص ــرة تتع ــدد أوج ــه
اإلنفاق العام ،باإلضافة إلى الحقيقة التي مؤداها أن النفقات العامــة ال تكــون كال متجانســا ،إذ هي تختلــف
أ
المقدمة
فيمــا بينهــا وفقــا لطبيعــة النفقــة و كيفيــة تحقيقهــا واآلثــار الــتي تتركهــا ،يفرضــان ضــرورة تقســيم النفقــات
العامة على نحو يسهل عملية التعرف على ماهية النفقات العامة والتي كــان نطاقهــا ومــا يــزال في اتســاع
مســتمر ،ســواء في المجتمعــات الرأســمالية المتقدمــة أو في البلــدان الناميــة ،و يســهل أيضــا عمليــة التعــرف
على أثار اإلنفاق العام خاصة االقتصادية منها .
وعليه فإن التساؤل المطروح يتمثل في :كيفية تخطيط هيكل لإليرادات و النفقـات العامــة كآليــة في إطــار
تحقيق أهداف التنمية االقتصادية ؟
فرضيات:
وجدت المؤسسات العمومية لتتمكن الدولة من التحكم التام في االقتصاد. -
تتمثل أهداف المؤسسة العمومية في تحقيق األرباح التي تذهب إلى الخزينة العمومية ،و بالتــالي -
إنفاقها في الصالح العام.
ب
الفصل األول
عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
تمهيد:
المحاسبة وليدة ظـروف اقتصـادية و قانونيـة و اجتماعيـة ،و لقـد تطـورت الحاجـة إلى البيانـات المحاسـبية
طوائف متعددة.
فالمحاســـبة علم من العلـــوم االجتماعيـــة الـــتي تعـــرف على أنهـــا العل ــوم الذهني ــة أو الثقافي ــة بنشـــاط الف ــرد
باعتباره عضو في المجتمع .إن تطور المحاسبة مـع تطـور الظـروف االقتصـادية و االجتماعيـة أدى إلى
ظه ــور ف ــروع متع ــددة ،فمن المحاس ــبة المالي ــة إلى المحاس ــبة اإلداري ــة بفروعه ــا المختلف ــة إلى المحاس ــبة
االجتماعية ،و كل من هذه الفروع يخدم فئة من الفئات التي تحتاج إلى البيانات المحاسبية.
التعري ــف األول :1عرفته ــا الجمعي ــة األمريكي ــة للمحاس ــبة بأنه ــا عملي ــة تحدي ــد و قي ــاس و تس ــجيل و نق ــل
للمعلومات و البيانات المالية و االقتصادية المعبر عنهــا بوحــدة النقـد ،لالســتفادة منهــا في اتخــاذ القـرارات
من قبل المستفيدين من البيانات.
التعري ــف الث ــاني :المحاس ــبة هي مجموعــة من المب ــادئ العلمي ــة المتع ــارف عليه ــا و ال ــتي تحكم تس ــجيل و
تب ــويب و تحلي ــل العملي ــات ذات القيم المالي ــة المتعلق ــة بالمش ــروع في مجموع ــة من ال ــدفاتر و الس ــجالت،
بقصد تحديد نتيجة أعمال المشروع من ربح أو خسارة في خالل مدة معينة و كذلك المركز المـالي لهـذا
المشروع في نهاية هذه المدة.
التعري ــف الث ــالث :و ق ــد عرفته ــا الم ــادة 03من الق ــانون 07/11الص ــادر بت ــاريخ 25نوفم ــبر 2007و
المتض ــمن النظ ــام المحاس ــبي الم ــالي ،المحاس ــبة المالي ــة نظ ــام التنظيم المعلوم ــة المالي ــة يس ــمح بتخ ــزين
معطيات قاعدية عددية و تصنيفها و تقييمها و تسجيلها و عرض قــوائم ماليــة تعكس صــورة صــادقة عن
الوضعية المالية و ممتلكات الكيان و نجاعته و وضعية خزينته في نهاية السنة المالية.
الم ــواد 08و 09و 10من الق ــانون رقم 17/02الم ــؤرخ في 11ربي ــع الث ــاني 1438المواف ــق لـ 10ين ــاير 2017 1
المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،02ص .04
5
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
المصالح القضائية تعتبر الوثائق و الدفاتر المحاسـبية دليـل إثبـات مـادي يمكن االسـتناد عليهـا في
الحكم ضد أو لصالح المؤسسة في حالة المنازعات.
الزبائن و الموردين و المتعاملين االقتصاديين ،كوسيلة جلب و جذب و تمتين العالقات معهم.
أ -محاسـ ــبة التكـ ــاليف :1هي المحاسـ ــبة الـ ــتي تهتم بتحليـ ــل التكـ ــاليف ،و تسـ ــتخدم مخرجاتهـ ــا من طـ ــرف
المستخدمين الداخليين فقط بهدف تحديد أسعار تكلفة المنتجات ،مراقبــة عناصــر التكــاليف ،وضــع معــايير
لعناص ــر التك ــاليف ،تفي ــد في التخطي ــط و الرقاب ــة ،و قي ــاس األداء ،و ت ــوفر المعلوم ــات المالئم ــة التخ ــاذ
القرارات ،توجد عالقة تبادلية بين كل من نظام المحاسبة المالية و نظام محاسبة التكاليف.
ب -المحاســبة اإلداريــة و محاســبة التســيير :لهــا عالقــة وطيــدة بعمليــة اإلدارة ،فالمحاســبة اإلداريــة كــانت
تسـ ــمى المحاسـ ــبة التحليليـ ــة ،و تقـ ــوم بإعـ ــداد تقـ ــارير لإلدارة تختلـ ــف فتراتهـ ــا و محتوياتهـ ــا حسـ ــب طلب
اإلدارة ،يمكن توظيــف مخرجاتهــا في صــياغة التخطيــط االســتراتيجي ،الرقابــة ،و تقــييم األداء و اختيــار
البدائل ،تسـتخدم المحاسـبة اإلداريـة مخرجـات المحاسـبة الماليـة متمثلـة في البيانـات الغـير ماليـة كعـدد من
العمــال و عــدد المنتجــات و بيانــات كيفيــة ،كظهــور منــافس جديــد ،و تعــالج هــذه البيانــات كتقنيــات تقــييم و
تنبؤ و اتخاذ القرارات.
ت -المحاسبة العمومية :تهدف المؤسسـات العموميـة إلى تقـديم خدمـة اجتماعيـة لمختلـف أفـراد المجتمـع،
ل ــذلك فهي ال تس ــعى إلى ال ــربح االقتص ــادي عكس المؤسس ــات االقتص ــادية ،ل ــذلك تطب ــق نظ ــام محاس ــبي
خـاص يضــبط النفقـات حسـب االعتمـادات المخصصــة لهـا سـنويا في الميزانيـة العامـة المقـررة من طـرف
الدولة.
ث -المحاســبة الوطنيــة :تهتم بدراســة مجمــوع هيئــات الدولــة ،حيث تــزود هــذه الهيئــات بمعلومــات ماليــة
كافيــة تســاعدها في الرقابــة على صــرف أمــوال الدولــة ،و تعمــل على خدمــة أغــراض التخطيــط بتســجيل
عمليــات تحصــيل و صــرف المــوارد الحكوميــة ،و تهتم هــذه المحاســبة بحســابات القطاعــات و المجمعــات
االقتصادية من تراكم رأس المال ،الناتج الوطني ،الدخل الوطني الخام و غيرها.
الدكتورة رضوان حنان ،مدخل النظرية المحاسبية ،جامعة حلب ،جامعة عمان األهلية ،ص .20 1
6
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
7
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
يمكن إال تطبيق المعايير المحاسبية على العناصر قليلة األهمية.
مبدأ الحيطة و الحذر :ينص هذا على أنه ال يجب المخاطرة بتقديم حالة ال تعبر عن واقع المؤسســة، -
بحيث يجب تقــديم معقــول للوقــائع في ظــروف الشــك قصــد تفــادي خطــر التحــول لشــكوك موجــودة في
المســتقبل من شــأنها أن تثقــل بالــديون ممتلكــات الكيــان أو نتائجــه ،لــذلك ال ينبغي أن يضــخم في تقــدير
قيمة األصول و المنتجـات ،كمـا يجب أن ال يقلـل من قيمـة الخصــوم و األعبـاء ،و هـذا مـا تنص عليـه
المادة 14من المرسوم التنفيذي .08/156
مبدأ عـدم المقاصــة :ال يجب أن تكـون المقاصــة بين الحسـابات لألصـول و الخصــوم في الميزانيـة ،أو -
بين حس ــابات التك ــاليف و االي ــرادات في ج ــدول حس ــابات النت ــائج ،و ذل ــك لكي تظه ــر الحس ــابات في
القوائم المالية للداللة على طبيعتها.
مب ــدأ أس ــبقية الواق ــع االقتص ــادي على الج ــانب الق ــانوني :وفق ــا له ــذا المب ــدأ ينبغي تغليب الج ــوهر على -
الشكل ،فلكي تمثـل المعلومـات بصــدق العمليـات و األحـداث ،فإنـه من الضــروري المحاسـبة عن تلـك
العمليات و األحداث طبقا لجوهرها و واقعها االقتصادي و ليس فقط طبقا لشــكلها القــانوني ،و حســب
المادة 18من المرسوم التنفيذي 08/156تقيد العمليات في المحاسبة و تعرض ضمن كشوف ماليــة
طبقا لطبيعتها و لواقعها المالي و االقتصادي دون التمسك فقط بمظهرها القانوني.
المؤسسة هي مفهوم ذو طبيعة جد معقـدة تتمـيز بالشـمولية ،و يمكن النظـر إليهـا من زوايـا متعـددة ،حيث
تعبر المؤسسـة عن واقــع اقتصــادي و بشـري و اجتمـاعي كونهـا تعمـل في بيئـة مجتمعيـة محـددة ،و تمثـل
ج ــزءا من البني ــة االقتص ــادية و االجتماعي ــة له ــذا المجتم ــع ،فالمؤسس ــة بوظائفه ــا المختلفــة هي قلب البيئ ــة
االقتصادية الديناميكية ،التي ميزتهــا الرئيســية التطــور و التغــير ،فالمحيــط الحــالي للمؤسســات جــد معقـد و
غير مؤكد.
و قب ــل الخ ــوض في دراس ــة و تحلي ــل الوض ــعية المالي ــة و االقتص ــادية للمؤسس ــة ،يج ــدر بن ــا تق ــديم بعض
المفاهيم العامة الضــرورية حـول المؤسسـة و محيطهـا ،بحيث يعـرض المبحث الثـاني مفـاهيم عامـة حـول
8
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
المؤسسة ،مناهج و مداخل تحليل و دراسة المؤسسة ،باإلضافة إلى النظريات المفسرة لها ،و أخيرا أهم
أنــواع المؤسســات مــع توضــيح الخصــائص الممــيزة لكــل نــوع .و يتم التطــرق إلى وظــائف المؤسســة مــع
التركــيز على الوظــائف الرئيســية المتمثلــة في الوظيفــة الماليــة و اإلداريــة و الوظيفــة التموينيــة و الوظيفــة
اإلنتاجية و أخيرا الوظيفة التسويقية.
هناك تعاريف متعددة أعطيت للمؤسسة ،و كل منها يركز على جانب من الجوانب ،و االختيـار بين تلـك
التعاريف المختلفة يتوقف على الغرض من استعمالها و األهمية التي لكل جانب من الجوانب.
المؤسس ــة هي عب ــارة عن مفه ــوم و طبيع ــة ج ــد معق ــدة ،حيث تع ــبر عن واق ــع اقتص ــادي و بش ــري و -
اجتماعي.
المؤسســة هي كــل وحــدة قانونيــة ســواء كــانت شــخص مــادي أو معنــوي ،و الــتي تتمتــع باســتقالل مــالي -
1
في صنع القرار ،و تنتج سلع و خدمات تجارية.
المؤسسـ ــة هي عبـ ــارة عن مجموعـ ــة من العوامـ ــل المنظمـ ــة بكيفيـ ــة تسـ ــمح بإنتـ ــاج و تبـ ــادل السـ ــلع و -
الخدمات مع األعوان االقتصادية األخرى.
المؤسس ــة هي عب ــارة عن خلي ــة اقتصـــادية ،و ال ــتي تش ــكل عالق ــات و رواب ــط م ــع أع ــوان اقتصـــادية -
2
أخرى ،تتداخل معها في مختلف األسواق.
المؤسســة هي جميــع أشــكال المنظمــات االقتصــادية المســتقلة ماليــا و هي منظمــة مجهــزة بكيفيــة تــوزع -
فيهـ ــا المهـ ــام و المسـ ــؤوليات و تتخصـ ــص في إنتـ ــاج السـ ــلع و الخـ ــدمات الـ ــتي يتم بيعهـ ــا في األسـ ــواق
بغــرض تحقيــق أربــاح من وراء ذلــك ،و يمكن أن تعــرف كــذلك بأنهــا وحــدة اقتصــادية تشــمل المــوارد
المالية و البشرية الالزمة لإلنتاج.
المؤسسة هي عبارة عن خلية اقتصادية و بشرية و التي تشكل مركزا مستقال ماليا في صنع القــرار، -
بحيث إدارة و مراقبة هذا المركز تعتمد على شروط تقسيم رأس المال بين الشــركاء ،و كــذلك حســب
3
خصائص كل مؤسسة.
Jean LONGATTE, Jacques MULLER, Economie d’entreprise, Dunod, Paris, 2004, p 01 1
Pierre CONSO, La gestion financière de l’entreprise, 8 eme édition, Dunod, Paris, 2000 3
9
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
تهدف المؤسسة إلى تحقيق كل من رفع مستويات اإلنتاج ،و يقصد بها استغالل جميع الموارد العملية و
الم ــوارد المالي ــة و الم ــوارد البش ــرية بجمي ــع أش ــكالها ،لتحقي ــق أك ــبر منفع ــة ،س ــواء اس ــتهالكية أو خدماتي ــة
ض ــمن القي ــود الموض ــوعة في هيكل ــة المؤسس ــة و المعروف ــة بح ــدود الطاق ــة اإلنتاجي ــة ،و تحقي ــق ال ــبيع أو
توزيع الخدمات ،ألن المؤسسة تحاول تعظيم إنتاجها تبعـا للكفـاءات الفنيـة و االقتصــادية ،و تقسـم أهـداف
المؤسسة وفقا لطبيعة الحقل الذي تنتج فيه ،و هي على النحو التالي:
10
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
المخرج ــات ،بن ــاءا على اس ــتخدام الم ــوارد و الص ــورة المع ــبرة بالتك ــاليف ،للكف ــاءة تظه ــر في الكف ــاءة
المقابلة و تسمى الكفاءة االقتصادية ،هي مؤشر يفسر قياسا ماليا بين المدخالت و المخرجات.
-3-2تعظيم الــبيع :بمــا أن المؤسســة تقــوم بتعظيم إنتاجهــا وفــق الكفــاءة الفنيــة و االقتصــادية ،تحتــاج
إلى تعريف هـذه المنتجـات ،فــإذا كـان اإلنتـاج و التوزيـع خطيـان ،أي كـل مـا ينتج يبـاع ،فال يوجـد أي
مشـكل ،أمـا إذا كـان مـا ينتج أقـل ممـا يبـاع ،فـإن المشـكل يكمن في قسـم اإلنتـاج ،و إذا كـان ينتج أكـثر
مما يباع ،فتظهر مشكلتان :األولى تسويقية و الثانية تخزينية ،و في الثانية تحتاج إلى المحافظة على
المواد ضمن شروط السالمة إلى حيث استعمالها.
تخفيض التك ــاليف بص ــفة عام ــة :تبحث المؤسس ــة عن مواق ــع ال ــوفر من أج ــل اس ــتنفاذها ،و بالت ــالي -4
اس ــتغالل االحتياط ــات اس ــتغالال أمث ــل ،أو الوص ــول إلى تك ــاليف بأق ــل مس ــتوى ممكن ،و ه ــذا يع ــني
تحويل مواقع الوفر.
تكـ ـ ــاليف تخفيض النفـ ـ ــاذ بصـ ـ ــورة خاصـ ـ ــة :إذا حـ ـ ــدث انقطـ ـ ــاع في التمـ ـ ــوين تتجـ ـ ــه المؤسسـ ـ ــات إلى -5
المخزونــات ،و إذا لــزم األمــر و اســتعملت مخــزون األمــان و هــو مخــزون احتيــاطي ضــد العشــوائية
لمواجهة فترة العجز لطارئ مـا ،قـد يكـون تـأخير وصـول المـدخالت أو توسـيع االسـتخدام أي زيـادة
معامل االستخدام بالنسبة للزمن ستجد المؤسسة نفسها في حالتين:
مخزون األمان كافي لتغطية فترة االنقطاع ،في هذه الحالة ال يوجد مشــكل للمؤسســة ،لكن يجب -
أن تعوضه فيما بعد.
مخـزون األمـان غـير كـافي لتغطيـة االسـتخدام ،هنـا تتوقـف عمليـة اإلنتـاج و بالتـالي يحـدث عجـز -
داخلي في المؤسس ــة ،و تظه ــر تكلف ــة العج ــز ال ــداخلي و هي تكلف ــة متغ ــيرة متزاي ــدة تمام ــا بدالل ــة
زمن االنقطاع ،و على المؤسسة أن تتحمل هذه التكلفة أو تحملها للمستهلك.
إذا لم يتوق ــف االنقط ــاع في التم ــوين س ــوف تك ــون هن ــاك خط ــورة على ص ــورة المؤسس ــة خاص ــة
المؤسس ــة ال ــتي تنتج إنتاج ــا وظيفي ــا ،فلم ــا ينف ــذ مخ ــزون األم ــان للم ــدخالت تتج ــه المؤسس ــة إلى
مخ ــازن األم ــان للمخرج ــات ،فتج ــد نفس ــها في ح ــالتين :مخ ــزون أم ــان ك ــافي أو غ ــير ك ــافي ،في
الحالة الثانية يتحول العجز الداخلي إلى عجز خارجي و تظهر تكاليف العجز الخارجي و هي:
ربح غير محقق و هي تكلفة ثابتة.
تكلفة النفور و هو حجم السوق المحول من المؤسسة إلى المؤسسات األخرى.
تكلفـ ــة الفرصـ ــة البديلـ ــة بالنسـ ــبة للمؤسسـ ــات اإلنتاجيـ ــة ،ألنـ ــه ال توجـ ــد التزامـ ــات بينهـ ــا و بين
العمالء.
تكاليف العجز الداخلي +تكاليف العجر الخارجي = تكاليف النفاذ.
تعظيم الربح: -6
الربح = اإليرادات – التكاليف
11
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
مســتويات المؤسســة :يختلــف عــدد مســتويات المؤسســة حســب األنظمــة الــتي تتفــرع إليهــا و حســب أهــداف
التحليل و يمكن أن توزع إلى أربعة مستويات أساسية كالتالي:
12
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
المستوى األول مستوى االستغالل :دوره ضمان استعمال مسـتمر لعوامـل النظـام المـادي ،لتحقيـق المهـام
الموكلة إليه من المستوى األعلى أو التسـيير ،و في إطـار أهـداف االسـتغالل يجب أن يتكيـف مـع السـياق
و يصـ ــحح االنحرافـ ــات المؤقتـ ــة و يعمـ ــل نظـ ــام االسـ ــتغالل حسـ ــب الـ ــوقت الحقيقي ،أي في نفس الوتـ ــيرة
للظاهرة اإلنتاجية و التجارية التي تقوم بمراقبته.
المس ــتوى الث ــاني مس ــتوى التس ــيير :دوره يتمث ــل في التس ــيير و تحدي ــد اإلج ــراءات المطل ــوب تنفي ــذها في
مس ــتوى االس ــتغالل ،و ال ــتي تك ــون مناس ــبة لوس ــائله ثم مراقبته ــا في التنفي ــذ ،و عن ــد ظه ــور عوام ــل غــير
م ــأخوذة في الحس ــبان ،ت ــؤثر على نش ــاط االس ــتغالل ،و إن ه ــذا األخ ــير ال يمل ــك إمكاني ــات كافي ــة إلع ــادة
الحركة إلى أصلها بتدخل نظام التسيير.
المســتوى الثــالث مســتوى اإلدارة :في هــذا المســتوى يتم تحديــد األهــداف طويلــة األجــل ،تغيــير الهياكــل،
اتخاذ قرارات االستثمار ،و من جهة اخرى ،إعادة النظر في نظام االستغالل في حالة الحاجة إلى ذلك.
المســتوى الرابــع مســتوى التحــول :و هــو أعلى مســتوى ،و يعمــل على الربــط بين المؤسســة و محيطهــا و
يستقر فيه ،حتى وجود المؤسسة و تحوالتها األساسية ،اندماج احتواء و تطــور ،توســع و اختفـاء ،و هــذا
يعني حماية المؤسسة ضد االضطرابات االقتصادية بتحويلها جذريا عند الحاجة.
-2وظائف المؤسسة:
يمكن تصنيف وظائف المؤسسة الصناعية إلى وظائف رئيسية و أخرى ثانوية ،نقتصــر في هــذا المبحث
على دراسة الوظائف الرئيسية للمؤسسة و المتمثلة فيما يلي:
الوظيفة المالية و اإلدارية. -
الوظيفة التموينية. -
الوظيفة اإلنتاجية. -
الوظيفة التسويقية. -
وظيفة التخزين. -
-2-1الوظيفة المالية:
-2-1-1مفهوم الوظيفة المالية:
ترتبط الوظيفة المالية في المؤسسـة بشـكل كبـير بالعمليـات الماليـة و الـتي تشـكل الحيـاة الماليـة للمؤسسـة،
باعتبار أن كل نشاط اقتصادي يعتمد على الموارد المالية ،و تتمثل مهام الوظيفة الماليــة في هــذا اإلطــار
في التفــاوض و في إعــداد ب ــرامج لتموي ــل المؤسس ــة و اإلش ــراف على تنفي ــذها و تتمث ــل المهم ــة الرئيس ــية
لهذه الوظيفة في إدارة و تسيير الخزينة.
13
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
من جهة أخرى ترتبط الوظيفة المالية بوظيفة أخرى و هي مساعدة المديرية العامة للمؤسسة و التنســيق
معهــا من خالل الخــدمات الــتي يمكن تقــديمها لهــا بفضــل الخــبرة و المهــارة الــتي اكتســبها القــائمون على
إدارة الوظيف ــة المالي ــة ،و ه ــذا ال ــدور المتم ــيز للوظيف ــة المالي ــة في عالقته ــا م ــع اإلدارة العلي ــا للمؤسس ــة
أكســبها تــأثير و نفــوذ كبــيرين في المؤسســة مقارنــة بالوظــائف األخــرى ،و تتمثــل مهامهــا في هــذا اإلطــار
في التوفيـ ــق بين المـ ــوارد الماليـ ــة المتاحـ ــة للمؤسسـ ــة و حاجياتهـ ــا مـ ــع األخـ ــذ في الحسـ ــبان إمكانياتهـ ــا و
مواردهـ ــا الحقيقيـ ــة ،و كـ ــذلك المالئمـ ــة بين أهـ ــداف المؤسسـ ــة و أهـ ــداف المسـ ــاهمين ،فالهـ ــدف الرئيسـ ــي
للمؤسســة هــو تحقيــق القــدرة على تعظيم القيمــة الســوقية لألســهم و هــو الهــدف االســتراتيجي الــذي تســعى
لتحقيقه معظم المؤسسات و تدور حوله جميع القرارات المالية.
1
-2-2-2مهام الوظيفة المالية و اإلدارية:
* الوظيف ــة المالي ــة :بص ــفة عام ــة الوظيف ــة المالي ــة هي عب ــارة عن مجموع ــة من المه ــام و المس ــؤوليات و
العمليــات المرتبطــة بــالبحث عن المــوارد الماليــة من مصــادرها الممكنــة ،و في إطــار محيطهــا المــالي ،و
هــذا بعــد تحديــد الحاجــات الضــرورية من خالل إعــداد برامجهــا و خططهــا االســتثمارية ،و كــل مــا يتعلــق
بالتمويل ،ثم يتم اتخاذ التدابير و االجراءات الالزمة الـتي تسـمح بتحقيـق برامجهـا و خططهـا ،و لضـمان
اس ــتمرار نش ــاطها بصـــفة عادي ــة وصـــوال إلى تحقي ــق أه ــدافها المتعلق ــة باإلنتاجي ــة و التوزيعي ــة و تعظيم
أرباحها في ظل الظروف االقتصادية المحيطة بها ،مع األخـذ بعين االعتبـار العامـل الزمـني بغيـة تغطيـة
احتياجاتها المالية بصفة دائمة.
و لضمان فعالية الوظيفة المالية يجب تسجيل جميع العمليات التي تم تحقيقها كعمليات الشراء و البيع ثم
تلخيص هــذه العمليــات الماليــة في نهايــة الســنة المالــة في شــكل قــوائم ماليــة تتمثــل في الميزانيــة ،و جــدول
حسابات النتائج و الجداول الملحقة األخرى ،و هي عبارة عن مخرجات نظام المحاسبة في المؤسسة.
تح ــدد الوظيف ــة المالي ــة بمتغ ــيرين أساس ــيين هم ــا الس ــيولة و ال ــربح ،فالس ــيولة تع ــد مؤش ــرا يع ــبر عن م ــدى
احتمال تعرض المؤسسة لمخـاطر اإلفالس ،و الـتي تنجم عن ضـعفها في تسـديد مـا عليهـا من التزامـات،
أمـــا الربحيـــة فهي انعكـــاس للكف ــاءة و لفعاليـــة اإلدارة الماليـــة في اس ــتغالل األم ــوال المس ــتثمرة في خلـــق
14
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
األرب ــاح ،ليت ــوج ك ــل ه ــذا األداء بق ــدرة اإلدارة المالي ــة على تحقي ــق ه ــدفها األساس ــي و ه ــو تحطيم القيم ــة
السوقية ألسهمها في السوق.
* الوظيفة اإلدارية :يقصد بالوظيفة اإلدارية هيكلــة المؤسســة و تقســيم األدوار و المســؤوليات و التنســيق
بين مختلــف أجــزاء و أقســام المؤسســة ،و كــذلك تحديــد العالقــات و القنــوات التنظيميــة المختلفــة من أجــل
بلوغ األهداف المسطرة.
هنــاك تــداخل بين الوظيفــة الماليــة و الوظيفــة اإلداريــة ،بحيث األمــوال الالزمــة لتحقيــق أهــداف المشــروع
بكفاءة إنتاجية عالية و الوفاء بالتزاماته المستحقة في المواعيد المحددة و بأقل تكلفة.
-2-2الوظيفة التموينية:
-2-2-1مفهوم الوظيفة التموينية:
تعتبر هذه الوظيفة من الوظائف األساسية في المؤسسة و تشمل وظيفة الشراء و وظيفة التخزين.
تظهر األهمية التموينية من خالل تزويد المؤسسة باحتياجاتها الضرورية الالزمة لإلنتاج ،و تعرف هذه
الوظيفة في المؤسسة التجارية على أنها نشاط اقتصادي يستهدف الحصول على المنتوجات من الســلع و
الخــدمات الــتي ســوف يعــاد بيعهــا ،و إن كــان هــذا التعريــف متفــق عليــه بالنســبة للمؤسســة التجاريــة ،فــإن
األمــر ليس كــذلك للمؤسســة الصــناعية ،و هــذا يعــود إلى مفهــوم التمــوين الــذي يتمــيز بالشــمولية ،و يمكن
النظر إليه من زوايا مختلفة ،فيما يلي بعض التعاريف:
التمــوين يهــدف إلى تقــديم المنتــوج ليســتطيع القيــام بخدمــة معينــة في المؤسســة بالكميــة المحــددة ،و في -
األجل المحدد و بأدنى تكلفة عالية.
15
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
التمــوين في المؤسســة الصــناعية هــو عمليــة تهــدف إلى الحصــول على منتوجــات ســواء كــانت ســلع أو -
خدمات ضرورية لضمان السير العادي لعملية اإلنتاج.
وظيفة التموين تتمثل في تسيير التدفقات المادية و التدفقات الغير مادية و المالية. -
إن التمــوين في المؤسســة الصــناعية هــو عبــارة عن مرحلــة من مراحــل الــدورة التشــغيلية :التمــوين، -
اإلنتاج ،التوزيع ،و هو نشاط يتم في إطار منظم تربطه عالقــات بجميــع مراحــل الــدورة التشــغيلية ،و
تعتبر وظيفة الشراء مجرد مرحلة في نشاط التموين.
-2-3الوظيفة اللوجستية:
يمكن تعريف الوظيفة اللوجستية بالتدفقات المادية و التـدفقات المعلوماتيـة المصــاحبة للنشـاطات التموينيـة
و التي تمتد منذ وضع برنامج اإلنتاج إلى غاية وصول التموينات إلى المصلحة التجارية.
16
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
العمليات المادية :تسليم طلبيات الزبائن ،نقل و تحويل الموارد و السلع بين الورشات و استقبال
طلبات الموردين.
1
-2-3-2هيكل الوظيفة اللوجستية:
تحتل وظيفة اللوجستيك مكانة هامة في هيكل التنظيم في المؤسسة بسبب تأثير التطورات التالية:
المنظم ــات اإلنتاجي ــة الحديث ــة ال ــتي أص ــبحت تتم ــيز بالمرون ــة العالي ــة تعم ــل على التقلي ــل من تك ــاليف -
التموين ،و من الوقت الغير منتج المرتبط بحركة التــدفقات الماديــة المتعلقـة بنشــاط التمــوين ،تخــزين
السلع ،تنظيم السلع و المواد.
جودة الخدمات و السرعة في تلبية الحاجات الــتي أصــبحت تمــيز النشــاط االقتصــادي و هــذا لضــمان -
عالقة جيدة مع الزبائن ،و بالتالي تكـوين مـيزة تنافسـية للمؤسسـة في السـوق خاصــة في ظـل اشـتداد
المنافسة.
2
-2-4الوظيفة اإلنتاجية:
من الناحيــة االقتصــادية ،المؤسســة هي عبــارة عن توليفــة بين مجموعــة من العوامــل بغيــة إنتــاج و تبــادل
السلع و الخدمات مع أعوان اقتصادية أخرى ،يتمثل هدفها في تحويل السلع و الخدمات المتاحــة لهــا إلى
منتوجات موجهة لألعوان االقتصادية األخرى ،فالنشاط األساسي للمؤسسة قائم على اإلنتاج و التبادل.
وظيفــة اإلنتــاج هي عبــارة عن عمليــة تقنيــة تتمــيز بفــترة زمنيــة الــتي تتعلــق بتحويــل الســلع و الخــدمات و
كذلك بالجانب المتعلق بالعوامل الضرورية الستمرارية نشاطها كرأس المال و المواد األولية و العمل.
هــذه العمليــة التقنيــة تــؤثر في طبيعــة هيكــل رأس مــال المؤسســة و كــذلك على شــكل التبــادالت ،ســواء من
أعلى أو من أسفل مستويات النشاط اإلنتاجي.
رأس المال بالمعنى االقتصادي هو عبارة عن مجموعة من العوامل االقتصادية و الـتي تسـاهم في إنتـاج
السلع و الخدمات ،و يشمل موارد ماديـة و غـير ماديـة ،مثـل مجموعـة المعـارف المتراكمـة في المؤسسـة
و اإلطارات.
شــروط التبــادل مــع األعــوان األخــرى يختلــف حســب طبيعــة نشــاط اإلنتــاج ،و الــذي يتحــدد بمســتويات من
األعلى باألسـواق الـتي من خاللهـا تحصـل المؤسسـة على السـلع و الخـدمات الضـرورية الـتي هي بحاجـة
إليها ،و يتحدد من األسفل باألسواق التي من خاللها تصـرف منتوجاتهـا بعـد صـياغة المنتـوج سـواء كـان
ســلعة أو خدمــة المــراد إنتاجهــا ،يتم تصــنيعه ثم بيــع هــذه المجموعــة من العمليــات تشــكل مــا يســمى بــدورة
االستغالل التي تتجدد باستمرار.
Jean LONGATTE, Economie d’entreprise, op - cit, p 57 1
17
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
دورة االستغالل:
من الناحي ــة االقتص ــادية :1تع ــرف دورة االس ــتغالل من الناحي ــة االقتص ــادية بأنه ــا مجموع ــة من العملي ــات
الــتي تقــوم بهــا المؤسســة من أجــل تحقيــق هــدفها المتمثــل في إنتــاج الســلع و الخــدمات بغــرض تبادلهــا ،و
تتكون دورة االستغالل من ثالثة مراحل متعاقبة تتمثل في:
الحصول على السلع و الخدمات التي تدخل في عملية اإلنتاج. -
تحويل السلع و الخدمات إلى منتوجات تامة الصنع. -
بيع المنتوجات. -
من الناحية المالية :دورة االستغالل تعني من الناحية المالية شبكة من التدفقات الماليــة الــتي تضــمن ســير
العمليات التبادلية بين المؤسسة و األعوان االقتصادية األخرى.
يمكن تعريف الدورة المالية بأنها كل العمليـات الـتي تقـوم بهـا المؤسسـة انطالقـا من تحويـل األمـوال الـتي
بحوزتها أو التي تحصل عليها من خالل القـروض إلى منتوجـات سـواء كـانت سـلع أو خـدمات إلى غايـة
اللحظة التي تسترجع فيها أموالها.
ال ــدورة المالي ــة هي طريق ــة أو أداة للمؤسس ــة و ال ــتي من خالله ــا تض ــمن تحقي ــق الت ــوازن و التحكيم بين
حيازة األصول المادية ،األصول المالية و األموال ،لكي تضمن استمرار نشاطها و تطورها.
النظــام اإلنتــاجي :2أداء الوظيفــة اإلنتاجيــة لمهامهــا يســتدعي وجــود نظــام إنتــاجي ،و الــذي يمكن تعريفــه
كإطار تنظيمي لتدفقات اإلنتاج يأخذ بعين االعتبار متغيرين رئيسيين هما المدة الالزمة لإلنتاج ،و كذلك
عدد العمليات التي يجب القيام بها للحصول على المنتوجات النهائية ،و يهدف هذا النظام إلى ما يلي:
اإلنتاجية :و هي العالقة بين مستوى اإلنتاج و الوسائل المستخدمة في تحقيقه. -
المرونة :و هي قدرة الجهاز اإلنتاجي لالستجابة للتغيرات الكمية و النوعية للسوق. -
الجودة :التي تستدعي من المؤسسة إنتـاج منتوجـات ترضــي احتياجـات الزبـائن خاصــة في ظـل زيـادة -
المنافس ــة و اش ــتدادها بين المؤسس ــات ،فلم يع ــد الس ــعر و التكلف ــة هم ــا المتغ ــيران الرئيس ــيان في اللعب ــة
التنافســية ،بــل أصــبحت القــدرة على االســتجابة لالحتياجــات المتنوعــة بصــورة دقيقــة و ســريعة تشــكل
الميزة التنافسية للمؤسسة.
إض ــافة إلى العوام ــل ال ــتي س ــبق ذكره ــا ،ف ــإن الوظيف ــة اإلنتاجي ــة عليه ــا مس ــؤولية التوفي ــق بين األه ــداف
المختلفة للمؤسسة ،فالبحث عن تحقيق أقصى األرباح من خالل اإلنتاجية الكبيرة قد ال يتالءم مــع عامــل
المرونــة الديناميكيــة ،خاص ــة في ظــل التنــوع الكبــير في المنتجــات و الــتي تتطــور باســتمرار ،لــذلك ف ــإن
18
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
توسيع مجال اإلنتاج في المؤسسة ليشمل منتوجات أخرى قــد يــؤدي إلى اختالل اإلنتــاج في المؤسســة ،و
ينعكس سلبا على جودة المنتوجات.
المؤسسة مطالبة بوضع نظام متكامل لتخطيط اإلنتاج و إعداد برنــامج اإلنتــاج مســبقا و متابعــة تنفيــذ هــذا
البرنامج ثم الرقابة و التقييم.
-2-5الوظيفة التسويقية:
-2-5-1مفهوم التسويق:
كــل مؤسســة مطالبــة بإشــباع بعض الحاجــات من خالل بيعهــا لمنتوجاتهــا من ســلع و خــدمات للمســتهلكين
في مختل ـ ــف األس ـ ــواق ،و يمكن تحقي ـ ــق ه ـ ــذا الغ ـ ــرض عن طري ـ ــق التب ـ ــادالت ال ـ ــتي تتم بين المؤسس ـ ــة و
األسواق المختلفة ،و التسويق ال يختلف في مفهومه العام عن هذا اإلطار.
يمكن أن نعـ ــرف التسـ ــويق بأنـ ــه مجموعـ ــة من األفعـ ــال و األنشـ ــطة الـ ــتي تسـ ــاعد على معرفـ ــة و توجيـ ــه
الحاجـ ــات باسـ ــتمرار بين اإلنتـ ــاج و المسـ ــتهلكين ،و تسـ ــعى إلى إشـ ــباع رغبـ ــاتهم ،و كـ ــذلك إلى التكيـ ــف
باستمرار االستهالك.
-2-5-2دراسة التسويق:
معرفة السوق تمكن المؤسسة من التحكم في عدد معين من المتغيرات الرئيسية التي تتمثــل في المنتــوج،
السعر ،االتصال ،التوزيع ،من أجل تحقيق فعالية قصــوى لنشــاطات المؤسســة ،دراســة كيفيــة و توزيــع و
توجيه جهودها.
-2-6وظيفة التخزين:
-2-6-1المقصود بالمخزون:
19
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
التعريف الشامل للمخزون و الــذي وضــعته الجمعيــة األمريكيــة للرقابــة على المخــزون و اإلنتــاج في عـام
1984و هــو إجمــالي األمــوال المســتثمرة في وحــدات من المــادة الخــام و األجــزاء و الســلع الوســيطية ،و
كذلك الوحدات تحت التشغيل ،باإلضافة إلى المنتجات النهائية المتاحة للبيع.
يتمــيز هــذا التعريــف بأنــه يوضــح أن المخــزون مــا هــو إال أمــوال مســتثمرة ،و على ذلــك فــإن المخــزون
الزائد ما هو إال رأس مال معطل ،إال أننا نجد فيه أنه يتصف بالشمولية ،حيث أنه يتضــمن المجموعــات
المختلفة للمخزون بما فيها قطع الغيار و المنتجات الوسطية.
هنــاك من يعــرف المؤسســة على أنهــا نظــام ،و النظــام ذاتــه هــو مجموعــة من العناصــر تســتخدم بغــرض
تحقيق أهداف أو أهداف معينـة على أسـاس ارتباطـات و عالقـات فعالـة ،فالمؤسسـة مـا هي في الواقـع إال
مجموعة من العناصر البشرية و المادية.
و هنــاك من يعــرف المؤسســة على أنهــا انــدماج عــدة عوامــل بهــدف إنتــاج و تبــادل الســلع و الخــدمات مــع
أعوان اقتصاديين آخرين ،و هذا في إطار قانوني مالي و اجتماعي معين ضمن شروط تختلــف زمنيــا و
مكانيا تبعا لمكان وجود المؤسسة و حجم و نوع النشاط التي تقوم به المؤسسة.
20
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
و في تعريف أخر للمؤسسة هي منظمـة عامـة أو خاصـة تسـمح بفضـل مجموعـة من الوسـائل البشـرية و
المالية بتحقيـق أهـدافها المتمثلـة في إنتـاج منتجـات و خـدمات موجهـة لقـانون المنافسـة ،و هي تختلـف من
1
حيث طبيعتها ،فقد تكون إدارية ،تجارية ،أو صناعية.
-2أسباب اجتماعية:
و تش ــمل ه ــذه األس ــباب االتج ــاه نح ــو توف ــير بعض الخ ــدمات أو منتج ــات للمواط ــنين ،أو لبعض الطبق ــات
منهم بش ــيء من ال ــدعم أو ب ــدون مقاب ــل ،حيث ن ــرى أن الخ ــدمات المقدم ــة من أجه ــزة اإلعالم المرئي ــة و
المسموعة و قطاع التعليم مثال ،ال تتعلق فيها التكاليف باألسعار ،و بالتالي يغيب فيها مبدأ الربحية.
-3أسباب اقتصادية:
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية ،الجزائر ،الطبعة األولى 1998 ،ص .59 – 58 1
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،نفس المرجع ،ص .65 2
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،مرجع سابق ،ص .60 3
21
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
إن الدولة تتدخل أحيانا لشراء المؤسسات الخاصة التي تحقق خسائر أو ال تســتطيع الصــمود اقتصــاديا و
مالي ــا ،مث ــل قط ــاع البن ــوك و قط ــاع النق ــل ،و ذل ــك تفادي ــا لوق ــوع اض ــطرابات في القط ــاعين باعتبارهم ــا
أساسـ ــيين في االقتصـ ــاد بشـ ــكل عـ ــام ،كمـ ــا أن الدولـ ــة تقـ ــوم بتوفـ ــير ايـ ــرادات لميزانيتهـ ــا العامـ ــة بواسـ ــطة
االســتغالل في بعض القطاعــات مثــل الغابــات ،المعــادن و الطاقــة ،و البريــد و المواصــالت ،أو من أجــل
توفير المواد األولية بأسعار معقولة.
إال أن جهاز الدولة أحيانا يقـوم بإنشـاء مؤسسـات نموذجيـة من ناحيـة التنظيم و اإلنتـاج ،و قـد تنشـا أيضـا
مؤسســات في القطاعــات االقتصــادية الــتي يهــرب منهــا رأس المــال الخــاص ،ســواء لتكاليفهــا المرتفعــة أو
1
الستلزام التكنولوجيا العامة و انخفاض المردودية فيها مثل الطاقة النووية.
-1المؤسسات العمومية:
لقد رأينا أن هذا النوع من المؤسســات قــد انتشــر في الدولــة الرأســمالية أروبــا خاصــة لعــدة أســباب ،و هي
تعــبر عن مؤسســات رأســمالها تــابع للقطــاع العــام ،أي الدولــة ،و يكــون التســيير فيهــا بواســطة شــخص أو
أشخاص تختارهم الجهة الوصية ،و يجب التمييز بين النموذجين من هذه المؤسسات.
ابراهيم الغمدي ،السلوك في اإلدارة الحديثة ،دار الجامعة المصرية ،الطبعة األولى ،ص .02 1
22
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
لقد ظهرت هـذه الشـركات أول مـرة في المانيـا في القـرن التاسـع عشـر و انتشـرت فيمـا بعـد لتعم أروبـا و
بعض الــدول األخــرى ،و من األســباب األساســية لهــذه المؤسســات هي محاولــة مراقبــة بعض القطاعــات
االقتصـــادية و التحكم فيهـــا من طـــرف الدولـــة ،حيث تتكـــون ه ــذه المؤسس ــات من ط ــرفين ،األول و هـــو
الدولة و المتمثل في الـوزارة أو مؤسسـة عموميـة ،و الثـاني يتمثـل في القطـاع الخـاص ،و يتم إنشـاء هـذه
المؤسسات بطريقتين:
-2-1اإلنشاء من العدم:
أي االتفاق بين الطرفين للقيام بمشروع اقتصادي معين يتم تحديد أهدافه ،حجمه ،شروطه و مدة حياتــه،
ألن القــرارات تؤخــذ على أســاس عــدد األصــوات و الــتي تقــدر بــدورها بعــدد األســهم في رأس المــال لكي
تبقى المؤسسة نصف مصنعة تسير طبقا لألهداف العامة و للصالح العام.
-1المؤسسات اإلدارية:
هي تل ــك المؤسس ــات ال ــتي تم ــارس نش ــاطا ذا طبيع ــة إداري ــة محض ــة ،و تتخ ــذها الدول ــة كوس ــيلة إلدارة
مرافقتهــا اإلداريــة العامــة ،أي نشــاطاتها العامــة الــتي تتوالهــا لتقــديم خــدمات أساســية للمجتمــع ،كــالتعليم،
الصحة ،البريد و الخدمات.
-2المؤسسات المهنية:
هي عبارة عن مجموع من األشخاص لهم مصلحة مهنية معينة ،مثــل نقابــة المحــامين و نقابــة المهندســين
و نقابة األطباء ،يخول لهـا القـانون االسـتقالل في ممارسـة الشـؤون المهنيـة و األشـراف عن طريـق هيئـة
منتخبة من بين الممارسين لهذه المهنة ،و تملك هـذه المؤسسـة المهنيـة سـلطة الـتزام أعضــائها و ذلـك من
أجل تحقيق مصلحة ممارس المهنة و سياسة الدولة معا.
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،مرجع سابق ،ص .60 - 59 1
23
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
و لقد عرفت الجزائر هذا النوع من المؤسسات مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنظام القانوني الــذي كــان معمــوال
به في الجزائـر قبـل االسـتقالل تابعـة مباشـرة للنظـام القـانوني المطبـق على هـذا النـوع من المؤسسـات في
فرنسا مع وجود نوع االختالف في المؤسسات المهنية في الجزائر باعتبارها دولة اشتراكية.
-3المؤسسات االقتصادية:
كانت وظيفة الدولة الحاكمة تنحصر في ميدان إداري ضـيق ،غـير أنـه نظـرا لظهـور األفكـار االشـتراكية
ت ــدخلت الدول ــة في إدارة األنش ــطة االقتص ــادية ،األم ــر ال ــذي أدى لظه ــور مراف ــق عام ــة اقتص ــادية أس ــند
تسييرها إلى المنظمة العامة تسمى المؤسسة العامة االقتصــادية ،و هي تتمتـع باسـتقالل إداري يخـول لهـا
تحقي ــق اله ــدف ال ــذي أح ــدثت من أجل ــه ،و ذل ــك بقص ــد إش ــباع الحاج ــات العام ــة ،و منحت له ــا شخص ــية
معنوية و استقالل مالي و إداري عن الدولة.
24
الفصل األول :عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية
خالصة:
ظهور المؤسسات العمومية لم يكن صــدفة ،بـل جـاء من أجـل متطلبـات اقتضــتها الضــرورة ،و أين كـانت
الدولــة هي المخــول لهــا بإدارتهــا باعتبارهــا مرفقــا عامــا ،لــذا لهــا االســتقاللية الماليــة ،بــل بقيت تابعــة لهــا،
كمـا أن تسـييرها ال يكـون عشـوائيا بـل من خالل أسـس مضـبوطة من قبلهـا ،حـتى تضـمن اسـتمراريتها و
بقائهــا باعتبارهــا أهم مصــدر من مصــادر دخــول األفــراد ،و لهــذا بــرز لنــا االختالف الواســع بينهــا و بين
المؤسســات الخاصــة ،حيث تهــدف األولى إلى خدمــة المصــلحة العامــة ،أمــا الثانيــة فهــدفها األساســي هــو
المصلحة الخاصة.
تعتبر المؤسسة العمومية أحد أجزاء القطاع العام ،كما للمؤسسة العمومية عـدة أنـواع من بينهـا المؤسسـة
العموميــة ذات الطــابع اإلداري ،الــتي تعــد محــور الحيــاة السياســية و االقتصــادية و االجتماعيــة ألي دولــة
مهم ــا ك ــانت توجهاته ــا الفكري ــة ،ذل ــك راج ــع لألهمي ــة ال ــتي تحظى به ــا ،فال ــدور المن ــاط به ــا يف ــرض على
المؤسســـة العموميـــة ذات الطـــابع اإلداري االســـتعانة بتقنيـــات و أس ــاليب إداري ــة متط ــورة حـــتى تســـتطيع
مواكبة التطورات الحاصلة في شتى المجاالت.
25
الفصل الثاني
التدفقات و اإليرادات
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
تمهيد:
تعتـبر النفقـات العامـة أداة هامـة من أدوات السياسـة الماليـة للدولـة ،حيث تسـتخدم من أجـل تحقيـق أهـداف
المجتمــع و إشــباع حاجاتــه العامــة ،فهي تعكس كافــة جــوانب األنشــطة العامــة ،و بــذلك فــإن الفكــر المــالي
الح ــديث أص ــبح ينظ ــر للنفق ــة العام ــة نظ ــرة مختلف ــة تمام ــا ،فهي نفق ــة إيجابي ــة اله ــدف منه ــا تحقي ــق آث ــار
اقتصادية و اجتماعية و سياسية ،إلى جانب آثارها المالية.
و النفقات العامة تمر بعدة مراحل تبدأ من عملية التحضير و المصــادقة ثم التنفيــذ ،فالرقابــة على التنفيــذ،
حيث يتولى تنفيذها عونين أساسيين همـا اآلمـر بالصــرف و المحاسـب العمـومي ،حيث يـراقب كـل منهمـا
اآلخر.
لم تع ــد الدول ــة تس ــتهدف من إنفاقه ــا مج ــرد تس ــيير المراف ــق األساس ــية ،ب ــل اس ــتخدمته كوس ــيلة للت ــدخل في
مختلف نواحي الحياة االقتصادية و االجتماعيـة ،بغـرض تحقيـق أهـداف معينـة ،و هـذا بعـد أن زاد تـدخل
27
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
الدولـة في النشـاط االقتصــادي و في الحيـاة االجتماعيـة مسـتخدمة في ذلـك مختلـف العناصــر الماليـة كـأداة
أساسية في هذا المجال.
فلم تع ــد النفق ــات العام ــة ت ــدرس من الناحي ــة الكمي ــة فحس ــب ،ب ــل أص ــبحت ت ــدرس من الناحي ــة النوعي ــة أو
الكيفية ،و من ناحية تأثيرها في المجاالت االقتصادية و االجتماعية المختلفة.
أي شخص عام له السـادة ،كـالوزارات و الجماعـات المحليـة ،و الـذين تفـوض لهم الدولـة القيـام باألعمـال
بدال عنها ،و حتى تكون النفقة عامة ال بد أن تتميز بالخصائص القانونية التالية:
أن تلتزم الدولة بدفع المبلغ النقدي من أجل القيام باإلنفاق العام. -
ال بد أن تحدد قيمة النفقة. -
مراقبة صرف النفقة و مدى تحقيقها للمنفعة التي أنفقت من أجلها. -
إن ظاهرة تزايد النفقـات العموميـة مسـتمرة يمكن إرجاعهـا إلى عـدة أسـباب و عوامـل ،يمكن التفرقـة بين
سببين من أسباب تزايد النفقات العمومية ،و هي أسباب حقيقية و أسباب ظاهرية.
فاألس ــباب الحقيقي ــة هي ال ــتي ت ــؤدي إلى تزاي ــد فعلي في القيم ــة الحقيقي ــة للنفق ــة ،كتزاي ــد ت ــدخل الدول ــة في
النشــاط االقتصــادي و السياســي ،كإنشــاء القنصــلية و الســفارات ،و زيــادة االهتمــام بــالتطور االجتمــاعي،
كالتعليم و الصحة ...الخ.
أمــا األســباب الظاهريــة ،فهي تلــك األســباب الــتي تــؤدي إلى التضــخم في القيمــة النقديــة للنفقــات العموميــة
دون أن يقابلها زيادة في المنفعة الحقيقية ،أي في كمية السلع و الخدمات الموجهة لسد حاجيات األفــراد،
كانخفاض في قيمة العملة الوطنية التي تؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
28
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
و قـ ــد تلجـ ــأ الدولـ ــة إلى أن تقـ ــدم مقـ ــابال نقـ ــديا و تكملـ ــه ببعض المزايـ ــا المعيشـ ــية كالسـ ــكن ،غـ ــير أن هـ ــذا
األســلوب العيــني قــد هجــر و لم يعــد شــائعا باإلنفــاق غــير النقــدي إال في حــاالت اســتثنائية هي حالــة تعــذر
حصول الدولة على ما يلزمها عن طريق اإلنفاق النقدي ،كأوقات الحروب و األزمات ،و ذلــك لصــعوبة
1
مراقبة المزايا فيما لو منحتها الدولة فضال عن إخالل هذا األمر بمبدأ المساواة.
و من هنـا يمكننـا القـول أن نشـاط الدولـة أصــبح غـير قاصــر على ممارسـتها لألنشـطة التقليديـة فقـط ،مثـل
إقامة المشاريع الخدمية كالطرق و المواصــالت ...الخ ،بـل أصــبح للدولـة أيضــا أعمـال متمـيزة في إدارة
2
بعض المشاريع االقتصادية التي قد يعجز عن إقامتها القطاع الخاص.
فتحي احمــد ذيــاب عــواد ،اقتصـاديات الماليــة العامــة ،الطبعــة األولى ،دار الرضـوان للنشـر و التوزيــع ،عمــان،2013 ، 1
ص .59
شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد ،أسس المالية العامة ،الطبعة الرابعة ،دار وائل للنشر و التوزيع ،عمان، 2
،2012ص .143
29
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
الحاجة العامة أمرا نسبيا يختلف من مجتمع آلخر حسب التطور الحضاري و االجتماعي و الثقافي لكــل
المجتمع ،و لهذا تركت هذه األمور للمجالس النيابية الـتي تمثـل الشـعب لتحديـد الحاجـات العامـة للشـعوب
1
من أجل عدم إساءة استعمال النفقات العامة و المحافظة على المال العام.
-1التقسيمات العلمية التي تستند إلى معايير واضحة و دقيقة ،نجد التقسيمات التالية:
-1-1تقسيم النفقات بحسب انتظامها و دوريتها:
تقسم النفقات إلى نفقات دورية (عادية) و نفقات غير دورية (غير عادية) ،و ذلك بحسب انتظامها.
-1-1-1النفقات العادية:
هي النفق ــات ال ــتي تتك ــرر بص ــفة دوري ــة منتظم ــة في الميزاني ــة العام ــة للدول ــة ،أي خالل ك ــل س ــنة مالي ــة.
و من أمثلتها أجور الموظفين و العمـال ،و أسـعار المـواد و اللـوازم الضـرورية لسـير المرافـق العامـة ،و
نفقات تحصيل الضرائب إلى غير ذلك.
و المقصود بالدورية و التكرار هنا ليس تكـرار كميتهـا أو حجمهـا ،و لكن تكـرار نوعهـا في كـل ميزانيـة
3
حتى و لو اختلف مقدارها من وقت آلخر.
ص .105
حم ــود القيس ــي أع ــاد ،المالي ــة العام ــة و التش ــريع الض ــريبي ،الطبع ــة التاس ــعة ،دار الثقاف ــة للنش ــر و التوزي ــع ،عم ــان – 2
،2008ص .78
30
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
و يس ــمى أيض ــا بالتقس ــيم ال ــوظيفي للنفقــات العام ــة ،أي تقس ــيم النفقــة بحس ــب أغراض ــها و أه ــدافها تقس ــيما
حديثا نسبيا ،فالتقسيم الوظيفي يظهر النفقات العامة حسب الوظائف و النشــاطات المختلفــة الــتي تقــوم بهــا
الدولـــة ،فيتم تبـــويب النفق ــات في مجموع ــات متجانســـة تخصـــص ك ــل مجموع ــة لوظيف ــة معينـــة من هـــذه
1
الوظائف.
-1-3-1النفقات الحقيقية:
و هي تمثـ ـ ــل المشـ ـ ــتريات الحكوميـ ـ ــة من سـ ـ ــلع و خـ ـ ــدمات إنتاجيـ ـ ــة (األرض – العمـ ـ ــل – رأس المـ ـ ــال)
ضرورية لقيام الحكومة بوظائفهـا التقليديـة ،من أمن ،دفـاع ،عدالـة ،المرافـق العامـة ،باإلضـافة إلى القيـام
بالدور الحديث للدولة في النشاط االقتصادي.
فكافة المشتريات الحكومية من يلع و خدمات الزمة إلعداد و تجهيز جيش قــوي ،المحافظــة على األمن،
إقام ــة الط ــرق ،إقام ــة المستش ــفيات و تش ــغيلها ،إقام ــة و تس ــيير و تش ــغيل الم ــدارس و الجامع ــات ...الخ.
جميعها تعد نفقات حكومية حقيقية ،كما أنها تعد دخوال ألصــحابها في مقابـل مـا قــدموه للدولـة من سـلع و
4
خدمات إنتاجية ،و من المؤكد أن هذه الدخول الجديدة تمثل جزءا من الدخل القومي.
-1-3-2النفقات التحويلية:
حمود القيسي أعاد ،المالية العامة و التشريع الضريبي ،مرجع سابق ،ص .43 1
شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد ،أسس المالية العامة ،مرجع سابق ،ص .113 2
حسين الوادي محمود ،مبادئ المالية العامة ،مرجع سابق ،ص .121 – 120 3
دراز حامد عبد المجيد و آخرون ،مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2003 ،ص .265 – 264 4
31
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
هي ال ــتي ليس له ــا مقاب ــل مباش ــر ،و يتخ ــذ ه ــذا الن ــوع من النفقــات ش ــكل المس ــاعدات ال ــتي تقــدم للطبقــات
الفقيرة ،و عادة ما تقوم الدولة باقتطاع مبـالغ من أصـحاب الـدخول الكبـيرة و تحويلهـا ألصـحاب الـدخول
المنخفضة ،و هذا ما يطلق عليه بعلم المالية العامة بنفقات إعادة التوزيع.
و من أمثلـــة النفق ــات التحويليـــة اإلعانـــات الـــتي تمنح لألســـر الفق ــيرة ،كإعان ــات الض ــمان االجتمـــاعي ،و
خاصة عند حدوث الكوارث ،و في حاالت الشيخوخة و إعانات البطالة ...الخ.
-2-1التقسيم اإلداري:
تقسم النفقات العامة إداريا إما على أساس الجهة التي تقوم باإلنفاق و إما على أساس الوظــائف الرئيســية
ال ــتي تت ــولى الدول ــة القي ــام به ــا .ففي حال ــة تقس ــيم النفقــات العام ــة على أس ــاس الجه ــة ال ــتي تت ــولى عملي ــات
اإلنفاق العام ،فيتم في هذه الحالة تقسيم النفقات العامة حسب السلطات المخولة باإلنفاق.
-2-2التقسيم الجاري:
بموجب التقسيم الجاري يتم تبويب نفقات الدولة بحسب طبيعتها االقتصادية و المالية ،فتقسم النفقــات إلى
نفقات جارية و نفقات رأسمالية.
-2-2-1نفقات جارية:
1
و تتمثل في:
المستلزمات السلعية و الخدمية. -
النفقات الجارية للقوات المسلحة و الشرطة ألغراض خدمتي الدفاع و األمن. -
مشتريات الدولة من السلع و الخدمات ألغراض اجتماعية. -
تمويل عجز جاري لبعض الهيئات االقتصادية. -
-2-2-2نفقات رأسمالية:
أبو دوح محمد عمـر ،ترشـيد اإلنفـاق العـام و عجـز ميزانيـة الدولـة :دراسـة تحليليـة مقارنـة لميزانيـة االعتمـاد و البنـود، 1
األداء ،التخطيــط و البرمجــة ،األســاس الصــفري في ضــوء متطلبــات ترشــيد اإلنفــاق العــام ،الــدار الجامعيــة ،اإلســكندرية،
،2006ص .249
32
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
و هي تلك التي تخصص لتكوين رؤوس األمــوال العينيــة لتنميــة الــثروة القوميــة كــالقروض و الســلف إلى
1
الهيئات و المنشآت الوطنية و األجنبية ،و كالتحويالت حسب القطاعات االقتصادية.
-2-3التقسيم االقتصادي:
و هو تقسيم ينبـني على أسـس اقتصــادية إذ تتحـدد نوعيـة النفقـة و القسـم الـذي تنـدرج فيـه حسـب األثـر أو
اله ــدف االقتصـــادي ال ــذي تؤدي ــه ه ــذه النفق ــة تج ــاه االقتصـــاد الوط ــني أو الحي ــاة االقتص ــادية لألشـــخاص
المعنوية العامة أو الخاصة.
و قد قام فقهاء علم المالية و االقتصاد بتقسيم النفقات من حيث وجهتها االقتصادية إلى:
-2-3-1نفقات التسيير:
يقصد بنفقـات التسـيير تلـك النفقـات الضــرورية لسـير أجهـزة الدولـة اإلداريـة و المتكونـة أساسـا من أجـور
2
الموظفين و مصاريف صيانة البنايات الحكومية و معدات المكاتب ...الخ.
حمود القيسي أعاد ،المالية العامة و التشريع الضريبي ،مرجع سابق ،ص .48 1
محرزي محمد عباس ،اقتصاديات المالية العامة ،مرجع سابق ،ص .66 2
33
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
الدول ــة بتق ــدير نفقاته ــا ثم البحث عن مص ــادر مالي ــة لتغطيته ــا ،و ذل ــك لتحقي ــق مب ــدأ الت ــوازن وف ــق الفك ــر
المالي و التقليدي.
بينمـا في ظـل و وظيفـة الدولـة الحديثـة ،اكتسـبت اإليـرادات العامـة دورا هامـا ،حيث أصـبحت بمثابـة أداة
التوجــه االقتصــادي و االجتمــاعي ،و تحقيــق التــوازن االقتصــادي و االجتمــاعي بإعــادة توزيــع الــدخل و
توجي ــه االقتص ــاد حس ــب مخطط ــات الدول ــة للتنمي ــة االقتص ــادية و االجتماعي ــة ،و تبع ــا ل ــذلك ،تع ــددت و
تنوعت أنواع اإليرادات العامة و مصادرها.
تقســيم آخــر يتخــذ وجهــة نظــر الممــول كمعيــار للتقســيم ،فتقســم إلى هبــات (الهــدايا و التبرعــات) ،و مــوارد
تعاقدية (أثمان منتجات القطاع العام و موارد إجبارية ،الضرائب و الغرامات).
و مهما يكن من أمر هذه التقسيمات جميعا ،فهي ال تتعدى أن تكون محاوالت لجمع الموارد المتألفــة في
طبيعتهــا أو المتشــابهة في احكامهــا في أقســام متماثلــة تيســيرا لمهمــة البحث و الدراســة ،إال أنــه نظــرا لمــا
يشوب هذه التقسيمات جميعا من تداخل و تضارب ،فإننا نؤثر تركها جانبا.
و بناء عليه ،سوف نكتفي بسرد مصادر اإليرادات العامة للدولة على النحو التالي:
أمالك الدولة. -
الرسوم. -
الضرائب. -
اإلصدار النقدي. -
34
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
-1أمالك الدولة:
يقصد بأمالك الدولة جميع مصـادر الـثروات الـتي تمتلكهـا الدولـة و بواسـطتها يتم سـد نفقاتهـا ،و من هـذه
المصــادر :األراضــي الزراعيــة ،الغابــات ،المنــاجم ،العقــارات ،الطــرق ،الجســور ،المطــارات ،إضــافة إلى
ذلـــك مـــا أصـ ــبحت تملكـــه الدولـــة في العصـ ــر الحـــديث من مش ــروعات صـ ــناعية ،و تجاري ــة ،و أســـهم و
سندات.
-2الرسوم:
تعتبر الرسوم مصدرا من مصدر اإليرادات العامة ،حيث يقوم أفراد المجتمع بـدفع مبلـغ نقـدي للدولـة أو
أحـد أشـخاص القـانون العـام مقابـل خدمـة تقـدم لهم من قبـل الدولـة ،و الرسـم عبـارة عن مبلـغ نقـدي يدفعـه
جبرا مقابل خدمة معينة يحصل عليها من الدولة أو إحدى الهيئات العامة ،و تكــون هــذه الخدمــة فائــدة لــه
و للمجتمع في الوقت نفسه ،و من أمثلــة ذلــك ،رســوم الهــاتف ،رســوم إصــدار جــوازات الســفر و اإلقامــة،
رسوم تسجيل الوالدة.
-3الضرائب:
الضرائب كمصـدر لإليـرادات العامـة يعتـبر من الموضـوعات الـتي أثـارت اهتمـام و جهـود المتخصصـين
في حق ــل المالي ــة العام ــة ،و ه ــذا االهتم ــام ن ــابع من دور و أهمي ــة الض ــرائب في تلبي ــة احتياج ــات الدول ــة
الحديثة من الموارد المالية لمواجهة النفقات المتزايدة ،و الضريبة عبارة عن مبلـغ نقـدي تقتطعـه السـلطة
العامـة من األفـراد جـبرا و نهائيـا و بـدون مقابـل مشـاركة منهم في األعبـاء العامـة ،و يتناسـب مقـدار هـذا
االقتطاع مع القدرة المالية للممول.
هنــاك أنــواع متعــددة للضــرائب ،و كــل دولــة تحــدد أنــواع الضــرائب الــتي تفـرض على أفــراد المجتمــع مــع
األخــذ في االعتبــار كافــة األوضــاع االجتماعيــة و االقتصــادية و األهــداف الــتي تســعى لتحقيقهــا من جــراء
الحصــول على تلــك الضــرائب .النظــرة الحديثــة للضــرائب ترتكــز على نظريــة التضــامن الــتي نــادى بهــا
لوفبمرجر التي تقوم على أساس االعتقـاد بوجـود مصـلحة عامـة مشـتركة بين أفـراد المجتمـع تقـوم الدولـة
على رعايته ــا و تأمينه ــا ،ل ــذا فإنه ــا الب ــد للدول ــة من م ــوارد اقتص ــادية تتمكن بواس ــطتها من إش ــباع تل ــك
الحاجات العامة ،و على هذا ،فمن حــق الدولــة أن تفـرض الضــرائب على أفــراد المجتمــع كمشــاركة منهم
في تحمل األعباء العامة.
-4اإلصدار النقدي:
قد تلجأ الدولة لإلصدار النقدي كمصدر من مصادر اإليرادات العامة لتغطية نفقاتهــا العامــة ،و اإلصــدار
النقدي يعـني إصـدار كميـة إضـافية من النقـود تسـتخدمها الدولـة في تمويـل نفقاتهـا العامـة ،و تسـتند الدولـة
35
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
به ــذا الص ــدد على س ــلطتها في اإلش ــراف على النظ ــام النق ــدي و توجيه ــه ،و تحدي ــد القواع ــد ال ــتي يس ــير
بمقتضاها مع تعيين الكميات الــتي يمكن إصــدارها من النقـود .إن لجــوء الدولــة لهــذا النــوع من اإليــرادات
تتــأثر حولــه كثــير من المحــاذير ،لــذلك يكــون في أضــيق الحــدود ،ألن عمليــة التوســع في اإلصــدار النقــدي
يترتب عليه مضاعفات ،منها ارتفاع مستوى األسعار ،انخفاض القـوى الشـرائية للنقـود ،و هـذا مـا يـؤدي
إلى التضخم ،لذلك نجد بعض المفكرين االقتصاديين يطلقون على هذه الوسيلة التضخم المالي.
-5القروض العامة:
تعتبر القـروض من مصـادر اإليـرادات العامـة الـتي تلجـأ إليهـا الدولـة لتغطيـة نفقاتهـا ،و يقصـد بـالقروض
العامــة المبــالغ النقديــة الــتي تســتدينها الدولــة أو هيئاتهــا العامــة من البنــوك أو الهيئــات الخاصــة أو األفــراد
داخ ــل الدول ــة أو خارجه ــا ،م ــع التعه ــد ب ــرد أص ــولها و فوائ ــدها من ــذ الحص ــول عليه ــا ح ــتى إعادته ــا إلى
مقرضيها وفق الشروط المتفق عليها ،أي العقد الذي تم القرض بموجبه.
خالصة:
تكــون النفقــة العامــة في شــكل مبلــغ مــالي أو نقــدي ،حيث تقــوم الدولــة بــدورها في اإلنفــاق العــام باســتخدام
مبلـغ نقـدي ثمنـا لمـا تحتاجـه من منتجـات سـلع و خـدمات من أجـل تسـيير المرافـق العامـة و ثمنـا لـرؤوس
األمـ ــوال اإلنتاجيـ ــة الـ ــتي تحتاجهـ ــا للقيـ ــام بالمشـ ــاريع االسـ ــتثمارية الـ ــتي تتوالهـ ــا ،و لمنح المسـ ــاعدات و
اإلعانات االقتصادية منها و االجتماعية و الثقافية.
36
الفصل الثاني :التدفقات و اإليرادات
37
الفصل الثالث
دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
تمهيد:
إن بنــك التنميــة المحليــة باالختصــار هــو بنــك عــام شــبكة من 152وكالــة ،أوال و قبــل كــل شــيء هــو بنــك
الشـ ــركات الصـ ــغيرة و المتوسـ ــطة و التجاريـ ــة في مفهومـ ــه األوسـ ــع ،ثم بنـ ــك المهن و األفـ ــراد و األسـ ــر
الليبيراليــة ،طموحــه هــو المشــاركة بنشــاط في تنميــة االقتصــاد الوطــني و خاصــة في إنعــاش االســتثمارات
للشـ ــركات الص ـ ــغيرة و المتوسـ ــطة في جميـ ــع القطاعـ ــات ،من ناحيـ ــة أخـ ــرى تشـ ــارك في جميـ ــع أنظمـ ــة
المســاعدة الوظيفيــة المحــددة الــتي وضــعتها الســلطات العامــة ،كمــا أن تلبيــة االحتياجــات التمويليــة لألفــراد
هي إحدى أولوياتها.
39
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
تم إنشاء بنك التنمية المحلية بموجب مرسوم رقم 85 – 85المؤرخ في 30أفريل ،1985و هو يمثل
مؤسسة مالية اقتصادية عامة برأس مال قدره 7.140.000.000دينار جزائري.
ورثت في إنش ــائها تس ــعة و ثالثين وكال ــة و ف ــرع و مكتب رئيس ــي ،و ق ــوة عامل ــة من س ــبعمائة عمي ــل،
انبثقت من القرض الشعبي الجزائري كجزء من إعادة هيكلة القطاع المالي.
ب ــدأ نش ــاطها في 01جويلي ــة ،1985في أوت من نفس الع ــام ت ــولى البن ــك أنش ــطة االتح ــادات االئتماني ــة
البلدي ـ ــة في الجزائ ـ ــر و وه ـ ــران و قس ـ ــنطينة ،مقس ـ ــمة إلى ثماني ـ ــة ش ـ ــبكة وك ـ ــاالت ،بم ـ ــا في ذل ـ ــك خمس ـ ــة
متخصص ـ ـ ــة في عملي ـ ـ ــات ال ـ ـ ــرهن ،في ع ـ ـ ــام 1986و في ذل ـ ـ ــك ال ـ ـ ــوقت لم يكن ل ـ ـ ــديها أداة تكنولوجي ـ ـ ــا
المعلومــات ،ســواء على المســتوى المركــزي أو على مســتوى الوكالــة ،لــذا تمت معالجــة العمليــات يــدويا،
من ناحي ــة أخ ــرى ،ت ــزامن إنش ــاء ه ــذا البن ــك م ــع األزم ــة االقتص ــادية ال ــتي ه ــزت البالد في ع ــام ،1986
بسبب االنخفاض المفاجئ في أسعار النفط ،مما جعل تطورها غير مؤكد.
تحــولت إلى حكم ذاتي ،و شــهدت تحــوال في وضــعها القــانوني إلى شــركة مســاهمة على النظــام األساســي
الصادر في 20فبراير .1989
و م ــع خمس ــة و ثالثين عام ــا من الوج ــود ،ف ــإن بن ــك التنمي ــة المحلي ــة هي أص ــغر بن ــوك الش ــبكات العام ــة
الجزائري ــة ال ــتي تض ــع نفس ــها الي ــوم في الس ــوق المص ــرفية الجزائري ــة ،باعتباره ــا الش ــركات الص ــغيرة و
المتوسطة و المهن الحرة و األفراد.
و هي موجـودة في السـوق الوطـني مـع مجموعـة واسـعة من المنتجـات المصــرفية المتخصصــة للشـركات
و األفراد من خالل:
تمويل الشركات. -
التمويل في إطار مخططات المشاريع الصغيرة. -
تمويل اإلسكان. -
تقديم خدمات مصرفية الكترونية. -
40
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
يمتلك بنك التنمية المحلية شبكة من 152وكالة تم تأسيسها و توزيعها في جميع أنحاء التراب الوطني.
إن البنك هو نظام مالي يعمل و بصفة عادية ،و ذلـك وفــق إسـهامات بشـكل إيـداع ألجـل و ذلـك من أجـل
مردودية أفضل.
تتمثل مهمة هذا البنك في تنفيذ جميـع العمليـات المصــرفية طبقـا للقـوانين المعمـول بهـا في منح التسـليفات
و القروض بمختلف األشكال و المسـاهمة في تنميـة الجماعـات المحليـة تنميـة اقتصــادية و اجتماعيـة وفقـا
لسياسة الحكومة ،و في حدود المخططات الوطنية للتنمية تسرد فيما يلي:
العمليات التي لها صلة بالقروض على الرهن. -
العمليات االستثمارية المنتجة المخططة التي تبادر بها الجماعات المحلية. -
المؤسسات الخاصة الفالحية و هذا بطريقة البنوك التجارية األخرى بنفسها. -
يقدم كل شخص طبيعي أو معنوي و حسب الشروط و األشكال المسموح بها تسبيقات و سلفات على -
سندات عمومية تصدرها الدولة إلى الجماعات المحلية و الهيئات العمومية.
يقوم بتمويل عمليات التجارة الداخلية الجهوية و المحلية. -
يقوم بتنفيذ المخططات و البرامج التنموية الوطنية القطاعية. -
يعالج جميع عمليات البنك و القرض و الصرف التي لها عالقة بأعمال تسيير موجوداته المالية. -
1
* وظيفة بنك التنمية المحلية:
إن وظيف ــة بن ــك التنمي ــة المحلي ــة ت ــتربع على أنح ــاء ال ــوطن في إط ــار س ــنوات من النش ــاط ،و ال ــتي م ــرت
بــاختالف المراحــل ،و ذلــك باإلنعــاش من خالل عمليــات تحققت بســرعة و الــتي ســمحت بتــأمين خــدمات
ذات نوعيــة و جــودة ،و بفضــل نظــام مؤهــل يأخــذ على عاتقــه مجموعــة من العمليــات البنكيــة و الزبــائن
الش ــريفي زوليخ ــة – يخل ــف كريم ــة ،الق ــرض العق ــاري و دوره في تنمي ــة قط ــاع الس ــكن ،م ــذكرة تخ ــرج لني ــل ش ــهادة 1
الليسانس التطبيقي في التجارة الدولية ،كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير -جامعة الجزائر.2002 ،
41
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
بمختل ــف أن ــواعهم ،و زي ــادة على ذل ــك ،الطلب المتزاي ــد ،حيث أص ــبحت تق ــوم بتق ــديم النص ــائح و ممثل ــة
للخدمات ألن حصته من قروض الزبائن هم موارد تقوم بتطوير عمليات القرض و زيادة الفائدة.
1
* أهداف بنك التنمية المحلية:
تتمثل أهداف بنك التنمية المحلية في:
تعبئ ــة ك ــل القــروض ال ــتي له ــا عالق ــة م ــع مؤسس ــات أخ ــرى عام ــة و المش ــاركة في القــروض و حش ــد -
مؤسســات أخــرى ،كــل تمويــل يكــون وفقــا لمخططــات تمويليــة وطنيــة قطاعيــة ،و تلقي ايــداع لطلب و
اي ــداع ألج ــل من ك ــل ش ــخص ط ــبيعي أو معن ــوي ،القي ــام باالكتت ــاب ،الحي ــازة ،الحف ــظ ،ال ــرهن ،القي ــام
بمعامالت كل األوراق الحكومية ،الضمانات و تأمين قسم التمويل.
معالجة كل عمليات البنـك ،القـرض ،و القيـام بالتبـادل مـع مختلـف النشـاطات من أجـل تسـيير القـدرات -
و االستخدامات.
القبول بكل شخص طبيعي أو معنوي يتوافق مع كل الشروط المصرح بها. -
تسبيقات على األوراق الحكومية. -
قروض قصيرة متوسطة و طويلة األجل. -
استقبال و جمع كل مداخيل عن طريق الشيك أو نقدا. -
يهدف إلى أفضل خدمة للزبائن و االستماع إلى انشغاالتهم و شكاويهم. -
تحقيق رضا العميل من غير فشل. -
تنفيــذ سياســة الدولــة و خاصــة فيمــا يتعلــق بالحــد من البطالــة عن طريــق منح القــروض لــدعم تشــغيل -
الشباب.
2
المطلب الثالث :الهيكل التنظيمي لبنك التنمية المحلية
يتركز الهيكل التنظيمي لبنك التنمية المحلية على شبكة واسـعة من الوكـاالت على كافــة الـتراب الوطـني،
تترأســها المديريــة العامــة ،و ذلــك لكي تكــون قريبــة أكــثر من زبائنهــا ،حيث يشــرف على هــذه الوكــاالت
فروع االستفالل تتولى تنظيمها و تسييرها ،و عددها خمسة عشر ( )15فرعا.
الشريفي زوليخة – يخلف كريمة ،القرض العقاري و دوره في تنمية قطاع السكن ،نفس المرجع. 1
42
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
يتواج ــد مق ــره األساس ــي كم ــا س ــبق و أن ذكرن ــاه ببلدي ــة اس ــطاوالي ش ــارع قاس ــمي عم ــار والي ــة الجزائ ــر،
يحتوي المقر العام على تسعة 9مديريات ،و لكـل منهـا رمـز خـاص ،حيث أن فـروع هـذه المـديريات قـد
انتشرت خالل سنة ونصف من تأسيسها على كامل التراب الوطني.
انطلق البنك في البداية بـ 40وكالـة فقـط ،حيث واجـه مشـاكل ماليـة عديـدة ،باإلضــافة إلى نقص الوسـائل
المادية ،كاألدوات الالزمة في اإلعالم اآللي ،هذا في بداية المشوار ،أما حاليا فهي تحتوي على:
عددها الهياكل
147 عدد الوكاالت االستغاللية
05 عدد الوكاالت الغير استغاللية
15 عدد الفروع
04 عدد األقسام
16 عدد المديريات المركزية الشبكية
01 عدد المديريات المركزية
-2الفروع:
هي العنصـ ــر الوسـ ــيط بين الوكـ ــاالت و المديريـ ــة المركزيـ ــة ،حيث يكمن دورهـ ــا في تنشـ ــيط مسـ ــاعدة و
مراقب ــة العملي ــات ،و نش ــاط الوك ــاالت المترابط ــة له ــا ،كم ــا أنه ــا تق ــوم بال ــدور اإلعالمي ،حيث تنتق ــل ك ــل
المس ــتجدات و التع ــديالت الحاص ــلة على الق ــوانين على الوك ــاالت اآلتي ــة به ــا من المديري ــة العام ــة كونه ــا
مسؤولة على مجموع الوكاالت.
-3الوكاالت:
إن الوكالـة هي الخليـة األساسـية لنشـاطات البنـك فقـط أوكـل إليهـا عـدة مهـام و مسـؤوليات ،لـذلك يجب أن
ترقى إلى المستوى الذي يمكن من خالله االعتماد عليها في هياكل االســتقبال و المعالجــة لتلبيــة حاجيــات
الزبائن.
1
و تنقسم الوكاالت حسب نشاطها إلى:
سهام موهوب ،القروض البنكية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية ،جامعة بومرداس.2002 ، 1
43
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
وكالـــة ذات طـــابع كبـــير :تـــدعى بالوكـــاالت الرئيســـية فيكـــون فيه ــا حس ــابات الزب ــائن تفـــوق 10000 -
حساب ،و يتراوح عدد موظفيها من 20إلى 30موظفا.
وكالة ذات نشاط متوسط :هي وكالة يتراوح عدد الحسابات فيهــا من 6000إلى 10000حســاب ،و -
يصل عدد موظفيها من 10إلى 15موظفا.
وكال ــة ذات نش ــاط ض ــعيف :هي وكال ــة ي ــتراوح ع ــدد الحس ــابات فيه ــا من 01إلى 6000حس ــاب ،و -
يصل عدد موظفيها إلى 10على األكثر.
44
الشكل رقم :01الهيكل التنظيمي لبنك التنمية
الرئيس المدير العام
المحلية
قسم التفتيش و التدقيق 016 ديوان المديرية العامة
مديرية التدقيق و التنظيم 098 مديرية رأس المال البشري 640
نائب المدير /تجاري 03 نائب المديرالعام /ما خلف المكاتب نائب المدير العام /السند و األنظمة نائب المدير العام /مخاطر مراقبة و
المعلوماتية 040
مديرية المخاطر المالية 093
مديرية الخدمات البنكية العادية مديرية الخزينة و األسواق 089 مديرية األنظمة المعلوماتية 085
مديرية تحصيل الديون 032
مديرية الخدمات البنكية عن بعد 048 مديرية مصالح التسديد 070 مديرية المحاسبة المركزية 083
مديرية الشؤون القانونية و المنازعات 059
مديرية التحليالت و متابعة القروض مديرية التسديدات 024 مديرية مراقبة التسيير 091
مديرية المراقبة الدائمة 035
مديرية التسويق و االتصال مديرية اإلشراف على األقطاب مديرية الوسائل المادية 062
مديرية المطابقة 022
مديرية تنمية السندات االلكترونية دائرة تسيير المساهمات 049 مديرية تنمية الشبكة 0430
هيئة أمن األنظمة المعلوماتية 019
مديرية القروض على الرهن مديرية األمن و األرشيف 011
لض ـ ــمان تحس ـ ــين األداء و تكام ـ ــل األنش ـ ــطة بين مختل ـ ــف الهياك ـ ــل الكلي ـ ــة و الجزئي ـ ــة المكون ـ ــة لمديري ـ ــة
التسديدات قرر ما يلي:
إعادة تسمية دائرة "التسيير و الرواتب" إلى دائرة "التسديد و محاسبة األجور".
إعادة تسمية مصلحة "جدولة الرواتب" إلى مصلحة "المراقبة و تسوية األجور".
إعادة تسمية مصلحة "محاسبة الرواتب" إلى مصلحة "التصريح و محاسبة الرواتب".
46
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
المدير
سكرتارية إدارية
المصدر :مصلحة التنظيم و نظام الموارد البشرية ( 2020وثائق صادرة عن مديرية التسديدات)
47
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
كمـ ــا تطرقنـ ــا مسـ ــبقا إلى كشـ ــف األجـ ــرة في الجـ ــزء النظـ ــري من المبحث السـ ــابق ،سـ ــوف نـ ــرى في هـ ــذا
المبحث لعامـــل على مســـتوى مديريـــة التســـديدات ببنـــك التنميـــة المحلي ــة ،و بالت ــالي تطرقن ــا إلى مختلـــف
التعويضات الخاصة بالعامل ثم إعداد كشف األجرة.
48
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
األجر الخاضع للضريبة = أجر المنصب– اقتطاع الضمان االجتماعي +تعويض السلة +تعويض النقل
الضريبة على الدخل الخاضع االجمالي :باستعمال سلم الضريبة لسنة 2008
49
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
50
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
تسجيل األجرة
51
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
93660.0
منح و مكافئات 63102
0
13977.6 التعويضات 63120
10435.0
الضريبة على الدخل IRG 442
0
4346.78 اشتراك الضمان االجتماعي % 9 43100
355.64 هيئات أخرى % 0.63 432
45660.1
أجور مستحقة 421
8
(إعادة كشف األجرة)
12557.3
هيئات اجتماعية ()% 25.5 635
8
12557.3
اشتراك في الضمان االجتماعي 43110
8
(أعباء المستخدم األجرية)
45660.1
أجور مستحقة 421
8
45660.1
البنك 512
8
(تسديد األجور)
756.44 اشتراك التأمين االجتماعي ()% 1.34 431
355.64 اشتراك التأمين االجتماعي ()% 0.63 432
1112.08 البنك 512
(تسديد أعباء الضمان)
10435 الضريبة على الدخل 422
10435 البنك 512
(تسديد الضريبة على الدخل)
52
الفصل الثالث :دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية
53
الخـــــــاتــمـة
الخاتمة
خاتمة:
إن العمــل على رفــع النمــو في القطاعــات االقتصــادية األخــرى خــارج المحروقــات من شــأنه ان يعمــل في
الم ــدى المتوس ــط على المس ــاهمة في تموي ــل اإلنف ــاق ،و البحث ع ــل الس ــبل الكفيل ــة بتنوي ــع م ــوارد تموي ــل
اإلنفـ ــاق ،بتشـ ــجيع الصـ ــادرات خـ ــارج المحروقـ ــات عن طريـ ــق منح مزايـ ــا للمسـ ــتثمرين وتشـ ــجيعهم على
التصدير للخارج وبالتالي فك الموازنة و االقتصاد الوطني من أثر التغيرات الخارجية.
و بعــدما تطرقنــا إلى أهم اإليــرادات العامــة الــتي تســاهم مســاهمة حقيقيــة في تغطيــة النفقــات العامــة للدولــة
وص ــلنا إلى ان ــه هن ــاك عالق ــة بين المتغ ــيرات االقتص ــادية و من خالل دراس ــتنا ه ــذه تمكن ــا من تش ــخيص
نوعيــة العالقــات بين المتغــيرات .و هــذا انطالقــا من أن لمــوارد الدولــة و نفقاتهــا تــأثيرا كبــيرا و مباشــرا
على نمو االقتصاد الوطني و على توازنه أيضا ،و بالمقابل فان أي تغيير في مســتوى النمــو االقتصــادي
سواء باالزدهار أو بالركود فمن شانه أن يؤثر تــأثيرا ملموســا على مــوارد الدولــة و نفقاتهــا العامــة ســواء
باإليجــاب أو بالســلب ،فكلمــا كــانت مصــادر إيــرادات الدولــة كبــيرة و كثــيرة كلمــا اســتطاعت أداء نشــاطها
وتحقيق أهدافها التنموية و تغطية نفقاتها العامة.
اختبار الفرضيات:
إن أس ــباب تواج ــد المؤسس ــات العمومي ــة ال يقتص ــر على س ــبب واح ــد فق ــط ،و إنم ــا لع ــدة أس ــباب -
اقتصادية ،اجتماعية و فرصية ،و كلها تهدف إلى حماية االقتصاد و تطويره.
أن أهداف المؤسسة العمومية عديدة ،حيث تسعى إضافة لتحقيــق الــربح إلى تلبيــة حاجيــات الفـرد -
و تحسين مستواه المعيشي.
54
المـــــراجـــع
المراجع
المراجع:
الكتب:
أوال :باللغة العربية
/1ابراهيم الغمدي ،السلوك في اإلدارة الحديثة ،دار الجامعة المصرية ،الطبعة األولى.
/2أبــو دوح محمــد عمــر ،ترشــيد اإلنفــاق العــام و عجــز ميزانيــة الدولــة :دراســة تحليليــة مقارنــة لميزانيــة
االعتمــاد و البنــود ،األداء ،التخطيــط و البرمجــة ،األســاس الص ــفري في ض ــوء متطلبــات ترشــيد اإلنفــاق
العام ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2006 ،
/3حسـ ــين الـ ــوادي محمـ ــود ،مبـ ــادئ الماليـ ــة العامـ ــة ،الطبعـ ــة األولى ،دار المسـ ــيرة للنشـ ــر و التوزيـ ــع و
الطباعة ،عمان.2007 ،
/4حمـ ــود القيسـ ــي أعـ ــاد ،الماليـ ــة العامـ ــة و التشـ ــريع الضـ ــريبي ،الطبعـ ــة التاسـ ــعة ،دار الثقافـ ــة للنشـ ــر و
التوزيع ،عمان – األردن.2015 ،
/5دراز حامد عبد المجيد و آخرون ،مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2003 ،
/ 6الدكتورة رضوان حنان ،مدخل النظرية المحاسبية ،جامعة حلب ،جامعة عمان األهلية.
/7شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد ،أسـس الماليـة العامـة ،الطبعـة الرابعـة ،دار وائـل للنشـر و
التوزيع ،عمان.2012 ،
/8فتحي احمد ذياب عواد ،اقتصاديات المالية العامــة ،الطبعــة األولى ،دار الرضــوان للنشــر و التوزيــع،
عمان.2013 ،
/9محــرزي محمــد عبــاس ،اقتصــاديات الماليــة العامــة ،الطبعــة الثالثــة ،ديــوان المطبوعــات الجامعيــة بن
عكنون – الجزائر.2008 ،
/10ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية ،الجزائر ،الطبعة األولى.1998 ،
57
المراجع
المذكرات:
/1سـ ــهام موهـ ــوب ،القـ ــروض البنكيـ ــة ،مـ ــذكرة تخـ ــرج لنيـ ــل شـ ــهادة الليسـ ــانس تخصـ ــص ماليـ ــة ،جامعـ ــة
بومرداس.2002 ،
القوانين:
/1المواد 08و 09و 10من القانون رقم 17/02المؤرخ في 11ربيع الثاني 1438الموافــق لـ 10
يناير 2017المتضــمن القـانون التـوجيهي لتطـوير المؤسسـات الصــغيرة و المتوسـطة ،الجريـدة الرسـمية،
العدد .02
58