Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 66

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة التكـوين و التعليم المهنيين‬

‫‪ -‬ح ـجـار الســعيد ‪-‬‬

‫مـذكـرة لنـيل شهـادة تـقـني‬

‫تخصص محاسبة و تسيير‬

‫مذكرة بعنوان‪:‬‬

‫مـعـالجة النفقات في مؤسسة عمومية‬

‫المؤسسة المستقبلة‪ :‬بنك التنمية المحلية‬

‫تحت إشراف األستاذة‪ :‬هند صليحة‬ ‫من إعداد‪:‬‬


‫تحت تأطير السيد‪ :‬عمور نور اإلسالم‬ ‫فرارسة دنيا‬

‫السنة‪2021 :‬‬
‫شـكر و تـقدير‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬


‫فاتحة كل خير و تمام كل نعمة‬
‫الشكر هلل‪ ،‬الحمد هلل‪ ،‬و النعم هلل‪ ،‬و ال حول و ال قوة إال باهلل‬
‫الحمد هلل الذي بفضله تتم الصالحات‬
‫حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه‬
‫لك الحمد و الشكر يا ذا الجود و المجد‬
‫تعطي من تشاء و تمنح من تشاء يا رب العالمين‬
‫يسّر ني و يشّر فني أن أتوجه بالشكر الجزيل و العرفان الجميل‬
‫إلى من قدموا العلم و النصيحة الطيبة‬
‫إلى كل أساتذتي‪ ،‬و أخص بالذكر األساتذة‬
‫" هند صليحة " " عيسو أمينة " " بن تواتي " " سحـنون "‬
‫اللواتي أدين لهّن بالشكر على التوجيهات القيمة‬
‫و الشكر الموصول إلى عمال بنك التنمية المحلية‪ ،‬و إلى السيد‬
‫" عمـور نور اإلسالم "‬
‫اهـداء‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬


‫بسم هللا القائل‪:‬‬
‫﴿ اللهم اشرح لي صدري و يّسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا‬
‫قولي ﴾‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى‬
‫من ربتني و أنارت دربي و أعانتني بالصلوات و الدعوات‪،‬‬
‫إلى أغلى ما في الوجود‬
‫" أمي الغالية حفظها هللا "‬
‫إلى من عمل بكّد في سبيل تربيتي و تعليمي و كان صدره‬
‫ملجأ لي و كانت كلماته راحة و اطمئنانا لي‬
‫" أبي الكريم حفظه هللا "‬
‫إلى من هم أحب إلى قلبي‪ ،‬إخوتي‬
‫آمال‪ ،‬شيماء‪ ،‬ابتسام‪ ،‬ليندة‬
‫وّفقهم هللا في مسارهم الدراسي‬
‫إلى جدتي أطال هللا في عمرها‬
‫إلى خالتي العزيزة " فضيلة‪ ،‬خيرة‪ ،‬دنيا "‬
‫وفقهم هللا في ما يحبه و يرضاه‬
‫إلى عمي الغالي " بوخاري "حفظك هللا‪ ،‬و عمتي رحمها هللا‬
‫و أسكنها فسيح جناته‬
‫الفـهرس‬

‫شكر‬

‫اهداء‬

‫الفهرس‬

‫المقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫تمهيد ‪04 ...........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهي ة المحاس بة المالي ة ‪..........................................................‬‬


‫‪05‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المحاسبة المالية‪05 ..........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المحاسبة المالية ‪05 ...........................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع و مبادئ المحاسبة المالية ‪06 .................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسة ‪09 ................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة ‪09 .................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف المؤسسة ‪10 .................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أجزاء و وظائف المؤسسة ‪13 ......................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية المؤسسة العمومية ‪21 ......................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية ‪21 ........................................................‬‬


‫المطلب الثـــاني‪ :‬أســـباب وجـــود المؤسســـة العموميـــة و انتشـــارها ‪......................................‬‬
‫‪21‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال المؤسسة العمومية ‪22 .......................................................‬‬

‫المطلب الرابـ ــع‪ :‬خصـ ــائص و أهـ ــداف المؤسسـ ــة العموميـ ــة ‪...........................................‬‬
‫‪25‬‬

‫خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة ‪.........................................................................................‬‬
‫‪26‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫تمهيد ‪28 ...........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهي ة النفق ة العام ة ‪..............................................................‬‬


‫‪29‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النفقات و عناصر النفقات العامة ‪29 .........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر النفقة العامة ‪30 ............................................................‬‬

‫المطلب الث ـ ــالث‪ :‬تقس ـ ــيمات النفق ـ ــات العام ـ ــة ‪..........................................................‬‬
‫‪31‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإليرادات العامة و أنواعها ‪35 .....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإليـ ـ ـ ـ ــرادات العامـ ـ ـ ـ ــة ‪.................................................................‬‬


‫‪35‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع اإليرادات العامة ‪35 ..........................................................‬‬

‫خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة ‪.........................................................................................‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫تمهيد ‪40 ..........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تق ديم بن ك التنمي ة المحلي ة ‪........................................................‬‬


‫‪41‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف بنك التنمية المحلية ‪41 ......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام و وظائف و أهداف بنك التنمية المحلية ‪42 .....................................‬‬

‫المطلب الثـ ــالث‪ :‬الهيكـ ــل التنظيمي لبنـ ــك التنميـ ــة المحليـ ــة ‪.............................................‬‬
‫‪44‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم مديرية التسديدات ‪47 ........................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المديرية ‪DR ............................................................ 47‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لمديرية التسديدات ‪DR ......................................... 48‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة حالة ‪49 ....................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكونات األجر الحالة ‪49 ............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كشف األجر ‪52 ....................................................................‬‬

‫خاتمة ‪54 ..........................................................................................‬‬

‫المراجع ‪56 ........................................................................................‬‬


‫قائمة الجداول و األشكال‬

‫الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪44‬‬ ‫هيكل بنك التنمية المحلية‬ ‫‪01‬‬
‫‪51‬‬ ‫أقساط الضريبة‬ ‫‪02‬‬
‫‪52‬‬ ‫جدولة المعطيات في كشف األجرة‬ ‫‪03‬‬

‫األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪46‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لبنك التنمية‬ ‫‪01‬‬
‫‪48‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمديرية التسديدات‬ ‫‪02‬‬
‫المــقــــــــــــــــدمــة‬
‫المقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫في النشاط االقتصادي‪ ،‬وبعـد أن كـان علم الماليـة العامـة في المفهـوم التقليـدي مقتصــرا على البعـد المـالي‬
‫الحســـابي فق ــط‪ ،‬أصـــبح هـــذا المفهـــوم في العصـــر الحـــديث لـــه أبع ــاد متع ــددة بعض ــها اقتص ــادية وأخـــرى‬
‫اجتماعي ــة و مالي ــة‪ .‬و ع ــرفت المالي ــة العام ــة ق ــديما ب ــالمفهوم التقلي ــدي بأنه ــا " العلم ال ــذي يتن ــاول ب ــالبحث‬
‫نفقات الدولة وإ يراداتها أو بمعنى آخر هي العلم الذي يتناول تحليــل حاجــات الدولــة والوســائل الــتي تشــبع‬
‫بها هذه الحاجات‪.‬‬

‫و الماليــة العامــة في معناهــا الحــديث هي دراســة القتصــاديات القطــاع العــام‪ ،‬كمــا عرفهــا آخــرون بكونهــا‬
‫العلم الذي يبحث في نشاط الدولـة عنـدما تسـتخدم الوسـائل واألسـاليب الماليـة بشـقيها اإليـرادي و اإلنفـاقي‬
‫لتحقيق أهداف المجتمع بمختلف اتجاهاتها االقتصادية واالجتماعية والمالية‪.‬‬

‫و يتضح من تعريف المالية العامة مدى ارتباطها الوثيق بتطور وظيفة الدولة من الدولة الحارسة للحيــاة‬
‫االقتصادية إلى دولة التـدخل في الحيـاة االقتصــادية‪ ،‬حيث لم يعـد دورهـا يقتصــر فقـط على جمـع المـوارد‬
‫من أجل تمويل وظيفتهـا األساسـية و هي حراسـة و ضـمان الحريـة االقتصـادية و تحقيـق األمن و العدالـة‬
‫كمــا كــان في تصــور الفكــر الكالســيكي التقليــدي‪ ،‬و إنمــا أصــبح دورهــا في الفكــر الحــديث تنظيم النشــاط‬
‫االقتص ـ ــادي من خالل سياس ـ ــتها المالي ـ ــة و النقدي ـ ــة و ال ـ ــتي ته ـ ــدف إلى تحقي ـ ــق الرفاهي ـ ــة االقتص ـ ــادية و‬
‫االجتماعية للمجتمع كما جاء في تعريف المالية بمعناها الحديث‪.‬‬

‫و تمثــل كــل من اإليــرادات و النفقــات العنصــر الــرئيس الــذي يعكس قــوة أو هشاشــة االقتصــاد‪ ،‬لــذلك فــإن‬
‫تص ــنيفها وف ــق النم ــط ال ــذي يعكس الص ــورة الفعلي ــة لالقتص ــاد ومقدرات ــه يحت ــل مكان ــة هام ــة ض ــمن أدل ــة‬
‫الحسابات القومية لمختلف الدول‪.‬‬

‫و يتم تصنيف اإليرادات في مختلف الدول بحسب مصادرها التي قد تكون ضريبية أو مداخيل ممتلكات‬
‫الدولــة أو نتــاج أنشــطتها االقتصــادية و الخدميــة‪ ،‬أو نتــاج مصــادر أخــرى مثــل التحــويالت و اإلعانــات و‬
‫األقساط وغيرها‪.‬‬

‫أمـ ــا النفقـ ــات‪ ،‬فتصـ ــنف بـ ــدورها بحسـ ــب األغـ ــراض الـ ــتي تخـ ــدمها والـ ــتي قـ ــد تكـ ــون في شـ ــكل مكافـ ــآت‬
‫وتعويض ــات للع ــاملين أو في ش ــكل اس ــتخدام للس ــلع و اس ــتهالك ل ــرأس امالل أو في ش ــكل خ ــدمات ال ــدين‬
‫العام أو في شكل مصروفات متنوعة أخرى‪ ،‬مثل اإلعانات و التحويالت وغيرها‪.‬‬

‫وم ــع تع ــدد الحاج ــات ال ــتي يتعين على الدول ــة أن تق ــوم بإش ــباعها في المجتمع ــات المعاص ــرة تتع ــدد أوج ــه‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬باإلضافة إلى الحقيقة التي مؤداها أن النفقات العامــة ال تكــون كال متجانســا‪ ،‬إذ هي تختلــف‬

‫أ‬
‫المقدمة‬

‫فيمــا بينهــا وفقــا لطبيعــة النفقــة و كيفيــة تحقيقهــا واآلثــار الــتي تتركهــا‪ ،‬يفرضــان ضــرورة تقســيم النفقــات‬
‫العامة على نحو يسهل عملية التعرف على ماهية النفقات العامة والتي كــان نطاقهــا ومــا يــزال في اتســاع‬
‫مســتمر‪ ،‬ســواء في المجتمعــات الرأســمالية المتقدمــة أو في البلــدان الناميــة‪ ،‬و يســهل أيضــا عمليــة التعــرف‬
‫على أثار اإلنفاق العام خاصة االقتصادية منها ‪.‬‬

‫وعليه فإن التساؤل المطروح يتمثل في‪ :‬كيفية تخطيط هيكل لإليرادات و النفقـات العامــة كآليــة في إطــار‬
‫تحقيق أهداف التنمية االقتصادية ؟‬

‫و لإلجابة على هذا التساؤل‪ ،‬ارتأينا أن نطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬


‫ما هي أسباب وجود المؤسسة العمومية ؟‬ ‫‪-‬‬
‫فيما تتمثل أهداف المؤسسة العمومية ؟‬ ‫‪-‬‬

‫فرضيات‪:‬‬
‫وجدت المؤسسات العمومية لتتمكن الدولة من التحكم التام في االقتصاد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتمثل أهداف المؤسسة العمومية في تحقيق األرباح التي تذهب إلى الخزينة العمومية‪ ،‬و بالتــالي‬ ‫‪-‬‬
‫إنفاقها في الصالح العام‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول‬
‫عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫المحاسبة وليدة ظـروف اقتصـادية و قانونيـة و اجتماعيـة‪ ،‬و لقـد تطـورت الحاجـة إلى البيانـات المحاسـبية‬
‫طوائف متعددة‪.‬‬
‫فالمحاســـبة علم من العلـــوم االجتماعيـــة الـــتي تعـــرف على أنهـــا العل ــوم الذهني ــة أو الثقافي ــة بنشـــاط الف ــرد‬
‫باعتباره عضو في المجتمع‪ .‬إن تطور المحاسبة مـع تطـور الظـروف االقتصـادية و االجتماعيـة أدى إلى‬
‫ظه ــور ف ــروع متع ــددة‪ ،‬فمن المحاس ــبة المالي ــة إلى المحاس ــبة اإلداري ــة بفروعه ــا المختلف ــة إلى المحاس ــبة‬
‫االجتماعية‪ ،‬و كل من هذه الفروع يخدم فئة من الفئات التي تحتاج إلى البيانات المحاسبية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المحاسبة المالية‬


‫المحاســبة تقنيــة متعــارف عليهــا‪ ،‬يجــري بواســطتها رصــد و مســايرة التــدفقات المختلفــة المتوجهــة لنشــاط‬
‫المؤسسة مهما كانت طبيعة نشاطها‪ ،‬و يترجم ذلك في شكل نتائج مكرسة هذا النشاط و فعليته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المحاسبة المالية‬


‫هناك العديد من التعـاريف للمحاسـبة‪ ،‬و حـديثا بـدأت محـاوالت جـادة لوضــع تعريـف شـامل لكافــة جـوانب‬
‫المحاسبة‪ ،‬و سنرد في السطور التالية التعاريف التي تبناها مجموعة جهات ذات عالقة بالمحاسبة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫التعري ــف األول‪ :1‬عرفته ــا الجمعي ــة األمريكي ــة للمحاس ــبة بأنه ــا عملي ــة تحدي ــد و قي ــاس و تس ــجيل و نق ــل‬
‫للمعلومات و البيانات المالية و االقتصادية المعبر عنهــا بوحــدة النقـد‪ ،‬لالســتفادة منهــا في اتخــاذ القـرارات‬
‫من قبل المستفيدين من البيانات‪.‬‬

‫التعري ــف الث ــاني‪ :‬المحاس ــبة هي مجموعــة من المب ــادئ العلمي ــة المتع ــارف عليه ــا و ال ــتي تحكم تس ــجيل و‬
‫تب ــويب و تحلي ــل العملي ــات ذات القيم المالي ــة المتعلق ــة بالمش ــروع في مجموع ــة من ال ــدفاتر و الس ــجالت‪،‬‬
‫بقصد تحديد نتيجة أعمال المشروع من ربح أو خسارة في خالل مدة معينة و كذلك المركز المـالي لهـذا‬
‫المشروع في نهاية هذه المدة‪.‬‬

‫التعري ــف الث ــالث‪ :‬و ق ــد عرفته ــا الم ــادة ‪ 03‬من الق ــانون ‪ 07/11‬الص ــادر بت ــاريخ ‪ 25‬نوفم ــبر ‪ 2007‬و‬
‫المتض ــمن النظ ــام المحاس ــبي الم ــالي‪ ،‬المحاس ــبة المالي ــة نظ ــام التنظيم المعلوم ــة المالي ــة يس ــمح بتخ ــزين‬
‫معطيات قاعدية عددية و تصنيفها و تقييمها و تسجيلها و عرض قــوائم ماليــة تعكس صــورة صــادقة عن‬
‫الوضعية المالية و ممتلكات الكيان و نجاعته و وضعية خزينته في نهاية السنة المالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية المحاسبة المالية‬


‫أهمية المحاسبة‪ :‬تكمن أهمية المحاسبة في عدة نقاط نذكر منها‪:‬‬
‫بالنسبة للمؤسسة يلزم القانون التجاري الجزائري كل مؤسسة اقتصادية عاملة بالجزائر مسك الــدفاتر‬ ‫‪-‬‬
‫المحاســبية‪ ،‬تنص المــادة ‪ 09‬منــه على مــا يلي‪ :‬كــل شــخص طــبيعي أو معنــوي لــه صــفة التــاجر ملــزم‬
‫بمسك الدفتر اليومي يقيد فيه يوما بيوم عمليات المؤسسة‪.‬‬
‫و بهذا االلتزام يمكن للمؤسسة‪:‬‬
‫رصد حركية نشاطها و معرفة تطور وضعيتها المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد سعر منتجاتها عن طريق تحديد عناصر تكاليف اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تزويد إدارة المؤسسة بكافة المعلومات الالزمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشكل المحاسبة وسيلة إثبات إدارية و قانونية لكل مجريات األحداث على امتداد السنة المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسـ ــبة لمحيطهـ ــا‪ ،‬تلـ ــبي المحاسـ ــبة ضـ ــروريات النظـ ــام االقتصـ ــادي و المـ ــالي‪ ،‬حيث تـ ــزود المحيـ ــط‬ ‫‪-‬‬
‫الخارجي المتمثل في‪:‬‬
‫الوصاية بحسب ارتباطها اإلداري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جهاز الرقابة مصالح المنافسة و األسعار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجهاز الحكومي للمساهمة في بناء نظام معلوماتي وطني و حساب المؤشرات الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الم ــواد ‪ 08‬و ‪ 09‬و ‪ 10‬من الق ــانون رقم ‪ 17/02‬الم ــؤرخ في ‪ 11‬ربي ــع الث ــاني ‪ 1438‬المواف ــق لـ ‪ 10‬ين ــاير ‪2017‬‬ ‫‪1‬‬

‫المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬ص ‪.04‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫المصالح القضائية تعتبر الوثائق و الدفاتر المحاسـبية دليـل إثبـات مـادي يمكن االسـتناد عليهـا في‬ ‫‪‬‬
‫الحكم ضد أو لصالح المؤسسة في حالة المنازعات‪.‬‬
‫الزبائن و الموردين و المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬كوسيلة جلب و جذب و تمتين العالقات معهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع و مبادئ المحاسبة المالية‬


‫أوال‪ :‬أنواع المحاسبة‬
‫المحاســبة الماليــة هي المحاســبة الموجهــة لخدمــة الغــرض الــذي من أجلــه تم إنشــاء المؤسســة ســواء كــانت‬
‫خدمي ــة أو إنتاجي ــة‪ ،‬و هي عب ــارة عن مجموع ــة اإلج ــراءات و الوث ــائق و المس ــتندات الموجه ــة لمس ــايرة‬
‫نشاط المؤسسة على امتداد السنة المالية الواحدة‪ ،‬و هذا باالعتماد على نظام محاسبي محدد‪.‬‬

‫أ‪ -‬محاسـ ــبة التكـ ــاليف‪ :1‬هي المحاسـ ــبة الـ ــتي تهتم بتحليـ ــل التكـ ــاليف‪ ،‬و تسـ ــتخدم مخرجاتهـ ــا من طـ ــرف‬
‫المستخدمين الداخليين فقط بهدف تحديد أسعار تكلفة المنتجات‪ ،‬مراقبــة عناصــر التكــاليف‪ ،‬وضــع معــايير‬
‫لعناص ــر التك ــاليف‪ ،‬تفي ــد في التخطي ــط و الرقاب ــة‪ ،‬و قي ــاس األداء‪ ،‬و ت ــوفر المعلوم ــات المالئم ــة التخ ــاذ‬
‫القرارات‪ ،‬توجد عالقة تبادلية بين كل من نظام المحاسبة المالية و نظام محاسبة التكاليف‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحاســبة اإلداريــة و محاســبة التســيير‪ :‬لهــا عالقــة وطيــدة بعمليــة اإلدارة‪ ،‬فالمحاســبة اإلداريــة كــانت‬
‫تسـ ــمى المحاسـ ــبة التحليليـ ــة‪ ،‬و تقـ ــوم بإعـ ــداد تقـ ــارير لإلدارة تختلـ ــف فتراتهـ ــا و محتوياتهـ ــا حسـ ــب طلب‬
‫اإلدارة‪ ،‬يمكن توظيــف مخرجاتهــا في صــياغة التخطيــط االســتراتيجي‪ ،‬الرقابــة‪ ،‬و تقــييم األداء و اختيــار‬
‫البدائل‪ ،‬تسـتخدم المحاسـبة اإلداريـة مخرجـات المحاسـبة الماليـة متمثلـة في البيانـات الغـير ماليـة كعـدد من‬
‫العمــال و عــدد المنتجــات و بيانــات كيفيــة‪ ،‬كظهــور منــافس جديــد‪ ،‬و تعــالج هــذه البيانــات كتقنيــات تقــييم و‬
‫تنبؤ و اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ت‪ -‬المحاسبة العمومية‪ :‬تهدف المؤسسـات العموميـة إلى تقـديم خدمـة اجتماعيـة لمختلـف أفـراد المجتمـع‪،‬‬
‫ل ــذلك فهي ال تس ــعى إلى ال ــربح االقتص ــادي عكس المؤسس ــات االقتص ــادية‪ ،‬ل ــذلك تطب ــق نظ ــام محاس ــبي‬
‫خـاص يضــبط النفقـات حسـب االعتمـادات المخصصــة لهـا سـنويا في الميزانيـة العامـة المقـررة من طـرف‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ث‪ -‬المحاســبة الوطنيــة‪ :‬تهتم بدراســة مجمــوع هيئــات الدولــة‪ ،‬حيث تــزود هــذه الهيئــات بمعلومــات ماليــة‬
‫كافيــة تســاعدها في الرقابــة على صــرف أمــوال الدولــة‪ ،‬و تعمــل على خدمــة أغــراض التخطيــط بتســجيل‬
‫عمليــات تحصــيل و صــرف المــوارد الحكوميــة‪ ،‬و تهتم هــذه المحاســبة بحســابات القطاعــات و المجمعــات‬
‫االقتصادية من تراكم رأس المال‪ ،‬الناتج الوطني‪ ،‬الدخل الوطني الخام و غيرها‪.‬‬

‫الدكتورة رضوان حنان‪ ،‬مدخل النظرية المحاسبية‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬جامعة عمان األهلية‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫ثانيا‪ :‬المبادئ المحاسبية‬


‫و هي عب ــارة عن القواع ــد و الق ــانون الع ــام ال ــذي يجب االل ــتزام ب ــه في التط ــبيق العملي‪ ،‬و المب ــادئ هي‬
‫مشتقة من الفروض السابقة‪ ،‬و يمكن أن نذكر أهمها‪:‬‬
‫مبدأ استقاللية الدورات‪ :‬مفاده اعتبار نتيجة كل دورة محاسبية مستقلة عن نتيجة الدورات الســابقة أو‬ ‫‪-‬‬
‫الالحقة لها‪ ،‬فكـل دورة تتحمـل بمصـاريف و إيـرادات األحـداث الخاصـة بهـا فقـط‪ ،‬و تشـير المـادة ‪12‬‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪ 08/156‬إلى أنه تكـون نتيجـة كـل سـنة ماليـة مسـتقلة عن السـنة الـتي تسـبقها و‬
‫عن السنة التي تليها‪ ،‬و من أجل تحديدها يتعين أن تنسب إليها األحداث و العمليات الخاصة بها فقط‬
‫مبدأ الثبات في اتباع الطرق المحاسبية‪ :‬ينص هذا المبدأ على ضرورة التزام المؤسسة باتبــاع طريقـة‬ ‫‪-‬‬
‫واح ــدة في إع ــداد الق ــوائم المالي ــة ال تغيره ــا من ف ــترة إلى أخ ــرى‪ .‬و من نت ــائج تط ــبيق ه ــذا المب ــدأ أن‬
‫يؤدي إلى سهولة إجراء المقارنات بين مختلف الدورات المحاسبية أو المالية‪ .‬و تنص المادة ‪ 05‬من‬
‫المرسـ ــوم التنفيـ ــذي ‪ 08/156‬بـ ــأن الطـ ــرق المحاسـ ــبية تتمثـ ــل في المبـ ــادئ و االتفاقيـ ــات و القواعـ ــد و‬
‫التطبيقات الخصوصية المحددة و التي يجب على الكيان تطبيقها بشكل دائم من سنة مالية إلى أخرى‬
‫إلعداد و عرض القوائم المالية‪.‬‬
‫مبــدأ التكلفــة التاريخيــة‪ :‬تعتــبر التكلفــة التاريخيــة هي األســاس الســليم للتســجيل المحاســبي للتثبيتــات و‬ ‫‪-‬‬
‫المخزونــات‪ ،‬أي تســجل بتكلفتهــا عنــد تــاريخ الحيــازة عليهــا‪ ،‬و طبقــا لهــذا المبــدأ فــإن العمليــات الكاملــة‬
‫هي التي تمثل الوقائع التي يعترف بها المحاسبون و الـتي تخضـع للقيـد المحاسـبي‪ ،‬و وفقـا للمـادة ‪16‬‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪ ،08/156‬بأنه يجب التقيد في لمحاسبة الكيان عناصــر األصـول و الخصــوم و‬
‫االيرادات و األعباء‪ ،‬و تعرض في القوائم المالية بتكلفتهـا التاريخيـة على أسـاس قيمتهـا عنـد معاينتهـا‬
‫دون األخذ بالحسبان أثار تغيرات أو تطور القدرة الشرائية بقيمتها الحقيقية‪.‬‬
‫مبـدأ القيـد المـزدوج‪ :‬تسـهيال لعمليـات المراجعـة و الرقابـة‪ ،‬يقتضــي هـذا المبـدأ بتسـجيل العمليـات الـتي‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم بها المؤسسة في طـرفين (مـدين – دائن)‪ ،‬بشـرط أن تتسـاوى في كـل عمليـة المبـالغ المسـجلة في‬
‫الجهة المدينة مع تلك المسجلة في الجهة الدائنة‪.‬‬
‫مبدأ األهمية النسبية‪ :‬يكون عنصر ما ذو أهمية نسبية إذا كانت معرفته من طــرف مســتخدمي القــوائم‬ ‫‪-‬‬
‫المالية تؤثر في قراراتهم المتخذة‪ ،‬و أهمية عنصـر معين هي مسـألة نسـبية‪ ،‬و بمقتضـى مبـدأ األهميـة‬
‫النسبية و حسب المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪ 08/156‬فإنه‪:‬‬
‫يجب أن تـــبرز الكشـــوف الماليـــة كـــل معلومـــة مهمـــة يمكن أن ت ــؤثر على حكم مس ــتعمليها تجـــاه‬ ‫‪‬‬
‫الكياه‪.‬‬
‫يمكن جمــع المبــالغ الغــير معتــبرة مــع المبــالغ الخاصــة بعناصــر مماثلــة لهــا من حيث الطبيعــة أو‬ ‫‪‬‬
‫الوظيفة‪.‬‬
‫يجب أن تعكس الصورة الصادقة للكشوف المالية التي يحملونها عن الواقع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫يمكن إال تطبيق المعايير المحاسبية على العناصر قليلة األهمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مبدأ الحيطة و الحذر‪ :‬ينص هذا على أنه ال يجب المخاطرة بتقديم حالة ال تعبر عن واقع المؤسســة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بحيث يجب تقــديم معقــول للوقــائع في ظــروف الشــك قصــد تفــادي خطــر التحــول لشــكوك موجــودة في‬
‫المســتقبل من شــأنها أن تثقــل بالــديون ممتلكــات الكيــان أو نتائجــه‪ ،‬لــذلك ال ينبغي أن يضــخم في تقــدير‬
‫قيمة األصول و المنتجـات‪ ،‬كمـا يجب أن ال يقلـل من قيمـة الخصــوم و األعبـاء‪ ،‬و هـذا مـا تنص عليـه‬
‫المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪.08/156‬‬
‫مبدأ عـدم المقاصــة‪ :‬ال يجب أن تكـون المقاصــة بين الحسـابات لألصـول و الخصــوم في الميزانيـة‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫بين حس ــابات التك ــاليف و االي ــرادات في ج ــدول حس ــابات النت ــائج‪ ،‬و ذل ــك لكي تظه ــر الحس ــابات في‬
‫القوائم المالية للداللة على طبيعتها‪.‬‬
‫مب ــدأ أس ــبقية الواق ــع االقتص ــادي على الج ــانب الق ــانوني‪ :‬وفق ــا له ــذا المب ــدأ ينبغي تغليب الج ــوهر على‬ ‫‪-‬‬
‫الشكل‪ ،‬فلكي تمثـل المعلومـات بصــدق العمليـات و األحـداث‪ ،‬فإنـه من الضــروري المحاسـبة عن تلـك‬
‫العمليات و األحداث طبقا لجوهرها و واقعها االقتصادي و ليس فقط طبقا لشــكلها القــانوني‪ ،‬و حســب‬
‫المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي ‪ 08/156‬تقيد العمليات في المحاسبة و تعرض ضمن كشوف ماليــة‬
‫طبقا لطبيعتها و لواقعها المالي و االقتصادي دون التمسك فقط بمظهرها القانوني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المؤسسة‬

‫المؤسسة هي مفهوم ذو طبيعة جد معقـدة تتمـيز بالشـمولية‪ ،‬و يمكن النظـر إليهـا من زوايـا متعـددة‪ ،‬حيث‬
‫تعبر المؤسسـة عن واقــع اقتصــادي و بشـري و اجتمـاعي كونهـا تعمـل في بيئـة مجتمعيـة محـددة‪ ،‬و تمثـل‬
‫ج ــزءا من البني ــة االقتص ــادية و االجتماعي ــة له ــذا المجتم ــع‪ ،‬فالمؤسس ــة بوظائفه ــا المختلفــة هي قلب البيئ ــة‬
‫االقتصادية الديناميكية‪ ،‬التي ميزتهــا الرئيســية التطــور و التغــير‪ ،‬فالمحيــط الحــالي للمؤسســات جــد معقـد و‬
‫غير مؤكد‪.‬‬

‫و قب ــل الخ ــوض في دراس ــة و تحلي ــل الوض ــعية المالي ــة و االقتص ــادية للمؤسس ــة‪ ،‬يج ــدر بن ــا تق ــديم بعض‬
‫المفاهيم العامة الضــرورية حـول المؤسسـة و محيطهـا‪ ،‬بحيث يعـرض المبحث الثـاني مفـاهيم عامـة حـول‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫المؤسسة‪ ،‬مناهج و مداخل تحليل و دراسة المؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى النظريات المفسرة لها‪ ،‬و أخيرا أهم‬
‫أنــواع المؤسســات مــع توضــيح الخصــائص الممــيزة لكــل نــوع‪ .‬و يتم التطــرق إلى وظــائف المؤسســة مــع‬
‫التركــيز على الوظــائف الرئيســية المتمثلــة في الوظيفــة الماليــة و اإلداريــة و الوظيفــة التموينيــة و الوظيفــة‬
‫اإلنتاجية و أخيرا الوظيفة التسويقية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة‬


‫تعري ـ ــف المؤسس ـ ــة‪ :‬من الص ـ ــعب أن نحي ـ ــط في تعري ـ ــف واح ـ ــد بمع ـ ــنى المؤسس ـ ــة‪ ،‬فهي مفه ـ ــوم يتم ـ ــيز‬
‫بالشمولية‪ ،‬و يمكن أن ينظر إليه من زوايا متعددة‪.‬‬

‫هناك تعاريف متعددة أعطيت للمؤسسة‪ ،‬و كل منها يركز على جانب من الجوانب‪ ،‬و االختيـار بين تلـك‬
‫التعاريف المختلفة يتوقف على الغرض من استعمالها و األهمية التي لكل جانب من الجوانب‪.‬‬

‫المؤسس ــة هي عب ــارة عن مفه ــوم و طبيع ــة ج ــد معق ــدة‪ ،‬حيث تع ــبر عن واق ــع اقتص ــادي و بش ــري و‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماعي‪.‬‬
‫المؤسســة هي كــل وحــدة قانونيــة ســواء كــانت شــخص مــادي أو معنــوي‪ ،‬و الــتي تتمتــع باســتقالل مــالي‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫في صنع القرار‪ ،‬و تنتج سلع و خدمات تجارية‪.‬‬
‫المؤسسـ ــة هي عبـ ــارة عن مجموعـ ــة من العوامـ ــل المنظمـ ــة بكيفيـ ــة تسـ ــمح بإنتـ ــاج و تبـ ــادل السـ ــلع و‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمات مع األعوان االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫المؤسس ــة هي عب ــارة عن خلي ــة اقتصـــادية‪ ،‬و ال ــتي تش ــكل عالق ــات و رواب ــط م ــع أع ــوان اقتصـــادية‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫أخرى‪ ،‬تتداخل معها في مختلف األسواق‪.‬‬
‫المؤسســة هي جميــع أشــكال المنظمــات االقتصــادية المســتقلة ماليــا و هي منظمــة مجهــزة بكيفيــة تــوزع‬ ‫‪-‬‬
‫فيهـ ــا المهـ ــام و المسـ ــؤوليات و تتخصـ ــص في إنتـ ــاج السـ ــلع و الخـ ــدمات الـ ــتي يتم بيعهـ ــا في األسـ ــواق‬
‫بغــرض تحقيــق أربــاح من وراء ذلــك‪ ،‬و يمكن أن تعــرف كــذلك بأنهــا وحــدة اقتصــادية تشــمل المــوارد‬
‫المالية و البشرية الالزمة لإلنتاج‪.‬‬
‫المؤسسة هي عبارة عن خلية اقتصادية و بشرية و التي تشكل مركزا مستقال ماليا في صنع القــرار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بحيث إدارة و مراقبة هذا المركز تعتمد على شروط تقسيم رأس المال بين الشــركاء‪ ،‬و كــذلك حســب‬
‫‪3‬‬
‫خصائص كل مؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف المؤسسة‬

‫‪Jean LONGATTE, Jacques MULLER, Economie d’entreprise, Dunod, Paris, 2004, p 01‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Jean LONGATTE, Jacques MULLER, Economie d’entreprise, p 01‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Pierre CONSO, La gestion financière de l’entreprise, 8 eme édition, Dunod, Paris, 2000‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫تهدف المؤسسة إلى تحقيق كل من رفع مستويات اإلنتاج‪ ،‬و يقصد بها استغالل جميع الموارد العملية و‬
‫الم ــوارد المالي ــة و الم ــوارد البش ــرية بجمي ــع أش ــكالها‪ ،‬لتحقي ــق أك ــبر منفع ــة‪ ،‬س ــواء اس ــتهالكية أو خدماتي ــة‬
‫ض ــمن القي ــود الموض ــوعة في هيكل ــة المؤسس ــة و المعروف ــة بح ــدود الطاق ــة اإلنتاجي ــة‪ ،‬و تحقي ــق ال ــبيع أو‬
‫توزيع الخدمات‪ ،‬ألن المؤسسة تحاول تعظيم إنتاجها تبعـا للكفـاءات الفنيـة و االقتصــادية‪ ،‬و تقسـم أهـداف‬
‫المؤسسة وفقا لطبيعة الحقل الذي تنتج فيه‪ ،‬و هي على النحو التالي‪:‬‬

‫األهداف االقتصادية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تحقيق أكبر قدر من الربح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفع رأس المال في المؤسسة و توسيع العمل و منافسة المؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫العمل على تغطية جميع احتياجات السوق من السلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توظيف عوامل اإلنتاج بشكل فعال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األهداف االجتماعية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫توفير مستوى مناسب من األجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير و رفع مستوى المعيشة لجميع العمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منح العاملين تأمينات و حقوق عمالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفع مستوى التالحم بين العمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير مناصب مختلفة من األشغال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعظيم اإلنتاج و البيع‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫‪ -3-1‬تعظيم اإلنتـــاج‪ :‬اإلنتـــاج هـــو إعـــداد للمـــوارد المتاح ــة بتغي ــير ش ــكلها أو طبيعته ــا الفيزيائيـــة و‬
‫الكيميائي ــة ح ــتى تص ــبح قابل ــة لالس ــتهالك الوس ــيط أو النه ــائي‪ ،‬و من اإلنت ــاج التغي ــير الزم ــني و ه ــو‬
‫التخزين و استمرارية الزمن‪ ،‬و هو إضافة منفعة و تحسينها و كذلك التغيير المكاني للنقل‪.‬‬
‫و هن ــاك مفهوم ــان أساس ــيان للتخ ــزين‪ :‬التخ ــزين كإنت ــاج‪ ،‬و ه ــو اإلنت ــاج و التخ ــزين كاحتف ــاظ و ه ــو‬
‫التخزين‪ ،‬و العالقة بين اإلنتاج و التخزين هي عالقة منبع أو مصب‪.‬‬
‫و يتم اإلنتـ ــاج بمـ ــوارد عمليـ ــة و مـ ــوارد بشـ ــرية‪ ،‬و مـ ــوارد ماديـ ــة‪ ،‬ضـ ــمن قيـ ــود هيكليـ ــة هي الطاقـ ــة‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬الطاقة التخزينية‪ ،‬الطاقة المالية و الطاقة التوزيعية‪.‬‬
‫يتم تعظيم اإلنتاج وفق معيـارين‪ :‬الكفـاءة الفنيـة و الكفـاءة االقتصـادية‪ ،‬فالكفـاءة الفنيـة هي االنتقـال من‬
‫مستوى إنتاجي أحسن و ذلك باستنفاذ موقع الـوفر‪ ،‬و هي تفسـر قياسـا ماديـا العالقـة بين المـدخالت و‬
‫‪Pierre CONSO, La gestion financière de l’entreprise, op - cit, p 59 - 60‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫المخرج ــات‪ ،‬بن ــاءا على اس ــتخدام الم ــوارد و الص ــورة المع ــبرة بالتك ــاليف‪ ،‬للكف ــاءة تظه ــر في الكف ــاءة‬
‫المقابلة و تسمى الكفاءة االقتصادية‪ ،‬هي مؤشر يفسر قياسا ماليا بين المدخالت و المخرجات‪.‬‬
‫‪ -3-2‬تعظيم الــبيع‪ :‬بمــا أن المؤسســة تقــوم بتعظيم إنتاجهــا وفــق الكفــاءة الفنيــة و االقتصــادية‪ ،‬تحتــاج‬
‫إلى تعريف هـذه المنتجـات‪ ،‬فــإذا كـان اإلنتـاج و التوزيـع خطيـان‪ ،‬أي كـل مـا ينتج يبـاع‪ ،‬فال يوجـد أي‬
‫مشـكل‪ ،‬أمـا إذا كـان مـا ينتج أقـل ممـا يبـاع‪ ،‬فـإن المشـكل يكمن في قسـم اإلنتـاج‪ ،‬و إذا كـان ينتج أكـثر‬
‫مما يباع‪ ،‬فتظهر مشكلتان‪ :‬األولى تسويقية و الثانية تخزينية‪ ،‬و في الثانية تحتاج إلى المحافظة على‬
‫المواد ضمن شروط السالمة إلى حيث استعمالها‪.‬‬
‫تخفيض التك ــاليف بص ــفة عام ــة‪ :‬تبحث المؤسس ــة عن مواق ــع ال ــوفر من أج ــل اس ــتنفاذها‪ ،‬و بالت ــالي‬ ‫‪-4‬‬
‫اس ــتغالل االحتياط ــات اس ــتغالال أمث ــل‪ ،‬أو الوص ــول إلى تك ــاليف بأق ــل مس ــتوى ممكن‪ ،‬و ه ــذا يع ــني‬
‫تحويل مواقع الوفر‪.‬‬
‫تكـ ـ ــاليف تخفيض النفـ ـ ــاذ بصـ ـ ــورة خاصـ ـ ــة‪ :‬إذا حـ ـ ــدث انقطـ ـ ــاع في التمـ ـ ــوين تتجـ ـ ــه المؤسسـ ـ ــات إلى‬ ‫‪-5‬‬
‫المخزونــات‪ ،‬و إذا لــزم األمــر و اســتعملت مخــزون األمــان و هــو مخــزون احتيــاطي ضــد العشــوائية‬
‫لمواجهة فترة العجز لطارئ مـا‪ ،‬قـد يكـون تـأخير وصـول المـدخالت أو توسـيع االسـتخدام أي زيـادة‬
‫معامل االستخدام بالنسبة للزمن ستجد المؤسسة نفسها في حالتين‪:‬‬
‫مخزون األمان كافي لتغطية فترة االنقطاع‪ ،‬في هذه الحالة ال يوجد مشــكل للمؤسســة‪ ،‬لكن يجب‬ ‫‪-‬‬
‫أن تعوضه فيما بعد‪.‬‬
‫مخـزون األمـان غـير كـافي لتغطيـة االسـتخدام‪ ،‬هنـا تتوقـف عمليـة اإلنتـاج و بالتـالي يحـدث عجـز‬ ‫‪-‬‬
‫داخلي في المؤسس ــة‪ ،‬و تظه ــر تكلف ــة العج ــز ال ــداخلي و هي تكلف ــة متغ ــيرة متزاي ــدة تمام ــا بدالل ــة‬
‫زمن االنقطاع‪ ،‬و على المؤسسة أن تتحمل هذه التكلفة أو تحملها للمستهلك‪.‬‬
‫إذا لم يتوق ــف االنقط ــاع في التم ــوين س ــوف تك ــون هن ــاك خط ــورة على ص ــورة المؤسس ــة خاص ــة‬
‫المؤسس ــة ال ــتي تنتج إنتاج ــا وظيفي ــا‪ ،‬فلم ــا ينف ــذ مخ ــزون األم ــان للم ــدخالت تتج ــه المؤسس ــة إلى‬
‫مخ ــازن األم ــان للمخرج ــات‪ ،‬فتج ــد نفس ــها في ح ــالتين‪ :‬مخ ــزون أم ــان ك ــافي أو غ ــير ك ــافي‪ ،‬في‬
‫الحالة الثانية يتحول العجز الداخلي إلى عجز خارجي و تظهر تكاليف العجز الخارجي و هي‪:‬‬
‫ربح غير محقق و هي تكلفة ثابتة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكلفة النفور و هو حجم السوق المحول من المؤسسة إلى المؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكلفـ ــة الفرصـ ــة البديلـ ــة بالنسـ ــبة للمؤسسـ ــات اإلنتاجيـ ــة‪ ،‬ألنـ ــه ال توجـ ــد التزامـ ــات بينهـ ــا و بين‬ ‫‪‬‬
‫العمالء‪.‬‬
‫تكاليف العجز الداخلي ‪ +‬تكاليف العجر الخارجي = تكاليف النفاذ‪.‬‬
‫تعظيم الربح‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الربح = اإليرادات – التكاليف‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫اإليراد = الكمية ‪ X‬السعر‬


‫هناك مجموعة من القرارات لتعظيم الربح‪:‬‬
‫زيادة السعر مع ثبات التكلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة السعر مع زيادة التكلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض السعر مع ثبات التكلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض السعر مع تخفيض التكلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بشرط نسبة التخفيض في التكاليف أكبر إلى حد معين من نسبة تخفيض السعر في القــرار الرابــع‪ ،‬و في‬
‫القرار لثاني نسبة الزيادة في التكاليف تكون أقل من نسبة الزيادة في السعر‪.‬‬
‫ايجـاد مركـز تنافسـي جيـد في السـوق‪ :‬لكي تصــل المؤسسـة إلى مركـز تنافسـي في السـوق‪ ،‬يجب أن‬ ‫‪-7‬‬
‫تن ــافس غيره ــا من المؤسس ــات في إبع ــاد المنافس ــة و المتمثل ــة فيم ــا يلي‪ :‬الس ــعر المناس ــب‪ ،‬النوعي ــة‬
‫المناس ــبة‪ ،‬الكمي ــة المناس ــبة‪ ،‬ال ــوقت المناس ــب‪ ،‬طريق ــة ال ــدفع المناس ــبة‪ ،‬و وج ــود مواقـــع معلوماتي ــة‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫تعظيم القيمة السوقية للســهم‪ :‬المؤسســات تحتــاج إلى تحــديث أو تغيــير اآلالت و المعــدات‪ ،‬و لتوســيع‬ ‫‪-8‬‬
‫طاقتهـ ـ ــا اإلنتاجيـ ـ ــة‪ ،‬التخزينيـ ـ ــة و التوزيعيـ ـ ــة و الماليـ ـ ــة‪ ،‬فيلزمهـ ـ ــا أمـ ـ ــوال لهـ ـ ــذا التحـ ـ ــديث من خالل‬
‫االحتياطي‪ ،‬االقتراض و إصدار األسهم‪.‬‬
‫أول من يعرف صورة المؤسسـة الماليـة‪ ،‬العمالء و المـوردون‪ ،‬و كلمـا كـانت الصــورة الماليـة جيـدة‬
‫يـ ــزداد الطلب على االوراق الماليـ ــة للمؤسسـ ــة‪ ،‬و هـ ــذا مـ ــا يـ ــؤدي إلى ارتفـ ــاع القيمـ ــة االسـ ــمية لهـ ــذه‬
‫االوراق‪.‬‬
‫إن تعظيم القيمة السوقية لألوراق المالية هو هدف استراتيجي (يسمح بالنمو و االستمرارية)‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أجزاء و وظائف المؤسسة‬
‫‪ -1‬أجزاء المؤسسة و مستوياتها‪:‬‬
‫المؤسسة من خالل دورها تعد نظاما‪ ،‬و للنظام الكلي أنظمة فرعية تتفاعــل جميعهــا مــع بعضــها البعض‪،‬‬
‫و يمكن أن تعتبر المؤسسة هي النظام الكلي‪ ،‬و تنقسم إلى أنظمة متفرعة منه‪ ،‬و لهذا نعتـبر أن الوسـائل‬
‫و الوظ ــائف و األف ــراد بمجموع ــة أنظم ــة فرعي ــة في المؤسس ــة‪ ،‬غ ــير أن التقس ــيمات تك ــون دائم ــا حس ــب‬
‫طبيعة العمل و الحاجة‪ ،‬و يجب أن نـراعي أن األنظمـة الفرعيـة يجب أن تتفاعـل مـع بعضـها على األقـل‬
‫مع اآلخر للوصول إلى تحقيق األهداف العامة للنظام العام أو المؤسسة‪.‬‬

‫مســتويات المؤسســة‪ :‬يختلــف عــدد مســتويات المؤسســة حســب األنظمــة الــتي تتفــرع إليهــا و حســب أهــداف‬
‫التحليل و يمكن أن توزع إلى أربعة مستويات أساسية كالتالي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫المستوى األول مستوى االستغالل‪ :‬دوره ضمان استعمال مسـتمر لعوامـل النظـام المـادي‪ ،‬لتحقيـق المهـام‬
‫الموكلة إليه من المستوى األعلى أو التسـيير‪ ،‬و في إطـار أهـداف االسـتغالل يجب أن يتكيـف مـع السـياق‬
‫و يصـ ــحح االنحرافـ ــات المؤقتـ ــة و يعمـ ــل نظـ ــام االسـ ــتغالل حسـ ــب الـ ــوقت الحقيقي‪ ،‬أي في نفس الوتـ ــيرة‬
‫للظاهرة اإلنتاجية و التجارية التي تقوم بمراقبته‪.‬‬

‫المس ــتوى الث ــاني مس ــتوى التس ــيير‪ :‬دوره يتمث ــل في التس ــيير و تحدي ــد اإلج ــراءات المطل ــوب تنفي ــذها في‬
‫مس ــتوى االس ــتغالل‪ ،‬و ال ــتي تك ــون مناس ــبة لوس ــائله ثم مراقبته ــا في التنفي ــذ‪ ،‬و عن ــد ظه ــور عوام ــل غــير‬
‫م ــأخوذة في الحس ــبان‪ ،‬ت ــؤثر على نش ــاط االس ــتغالل‪ ،‬و إن ه ــذا األخ ــير ال يمل ــك إمكاني ــات كافي ــة إلع ــادة‬
‫الحركة إلى أصلها بتدخل نظام التسيير‪.‬‬

‫المســتوى الثــالث مســتوى اإلدارة‪ :‬في هــذا المســتوى يتم تحديــد األهــداف طويلــة األجــل‪ ،‬تغيــير الهياكــل‪،‬‬
‫اتخاذ قرارات االستثمار‪ ،‬و من جهة اخرى‪ ،‬إعادة النظر في نظام االستغالل في حالة الحاجة إلى ذلك‪.‬‬

‫المســتوى الرابــع مســتوى التحــول‪ :‬و هــو أعلى مســتوى‪ ،‬و يعمــل على الربــط بين المؤسســة و محيطهــا و‬
‫يستقر فيه‪ ،‬حتى وجود المؤسسة و تحوالتها األساسية‪ ،‬اندماج احتواء و تطــور‪ ،‬توســع و اختفـاء‪ ،‬و هــذا‬
‫يعني حماية المؤسسة ضد االضطرابات االقتصادية بتحويلها جذريا عند الحاجة‪.‬‬

‫‪ -2‬وظائف المؤسسة‪:‬‬
‫يمكن تصنيف وظائف المؤسسة الصناعية إلى وظائف رئيسية و أخرى ثانوية‪ ،‬نقتصــر في هــذا المبحث‬
‫على دراسة الوظائف الرئيسية للمؤسسة و المتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫الوظيفة المالية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفة التموينية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفة اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفة التسويقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وظيفة التخزين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2-1‬الوظيفة المالية‪:‬‬
‫‪ -2-1-1‬مفهوم الوظيفة المالية‪:‬‬
‫ترتبط الوظيفة المالية في المؤسسـة بشـكل كبـير بالعمليـات الماليـة و الـتي تشـكل الحيـاة الماليـة للمؤسسـة‪،‬‬
‫باعتبار أن كل نشاط اقتصادي يعتمد على الموارد المالية‪ ،‬و تتمثل مهام الوظيفة الماليــة في هــذا اإلطــار‬
‫في التفــاوض و في إعــداد ب ــرامج لتموي ــل المؤسس ــة و اإلش ــراف على تنفي ــذها و تتمث ــل المهم ــة الرئيس ــية‬
‫لهذه الوظيفة في إدارة و تسيير الخزينة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫من جهة أخرى ترتبط الوظيفة المالية بوظيفة أخرى و هي مساعدة المديرية العامة للمؤسسة و التنســيق‬
‫معهــا من خالل الخــدمات الــتي يمكن تقــديمها لهــا بفضــل الخــبرة و المهــارة الــتي اكتســبها القــائمون على‬
‫إدارة الوظيف ــة المالي ــة‪ ،‬و ه ــذا ال ــدور المتم ــيز للوظيف ــة المالي ــة في عالقته ــا م ــع اإلدارة العلي ــا للمؤسس ــة‬
‫أكســبها تــأثير و نفــوذ كبــيرين في المؤسســة مقارنــة بالوظــائف األخــرى‪ ،‬و تتمثــل مهامهــا في هــذا اإلطــار‬
‫في التوفيـ ــق بين المـ ــوارد الماليـ ــة المتاحـ ــة للمؤسسـ ــة و حاجياتهـ ــا مـ ــع األخـ ــذ في الحسـ ــبان إمكانياتهـ ــا و‬
‫مواردهـ ــا الحقيقيـ ــة‪ ،‬و كـ ــذلك المالئمـ ــة بين أهـ ــداف المؤسسـ ــة و أهـ ــداف المسـ ــاهمين‪ ،‬فالهـ ــدف الرئيسـ ــي‬
‫للمؤسســة هــو تحقيــق القــدرة على تعظيم القيمــة الســوقية لألســهم و هــو الهــدف االســتراتيجي الــذي تســعى‬
‫لتحقيقه معظم المؤسسات و تدور حوله جميع القرارات المالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2-2-2‬مهام الوظيفة المالية و اإلدارية‪:‬‬
‫* الوظيف ــة المالي ــة‪ :‬بص ــفة عام ــة الوظيف ــة المالي ــة هي عب ــارة عن مجموع ــة من المه ــام و المس ــؤوليات و‬
‫العمليــات المرتبطــة بــالبحث عن المــوارد الماليــة من مصــادرها الممكنــة‪ ،‬و في إطــار محيطهــا المــالي‪ ،‬و‬
‫هــذا بعــد تحديــد الحاجــات الضــرورية من خالل إعــداد برامجهــا و خططهــا االســتثمارية‪ ،‬و كــل مــا يتعلــق‬
‫بالتمويل‪ ،‬ثم يتم اتخاذ التدابير و االجراءات الالزمة الـتي تسـمح بتحقيـق برامجهـا و خططهـا‪ ،‬و لضـمان‬
‫اس ــتمرار نش ــاطها بصـــفة عادي ــة وصـــوال إلى تحقي ــق أه ــدافها المتعلق ــة باإلنتاجي ــة و التوزيعي ــة و تعظيم‬
‫أرباحها في ظل الظروف االقتصادية المحيطة بها‪ ،‬مع األخـذ بعين االعتبـار العامـل الزمـني بغيـة تغطيـة‬
‫احتياجاتها المالية بصفة دائمة‪.‬‬
‫و لضمان فعالية الوظيفة المالية يجب تسجيل جميع العمليات التي تم تحقيقها كعمليات الشراء و البيع ثم‬
‫تلخيص هــذه العمليــات الماليــة في نهايــة الســنة المالــة في شــكل قــوائم ماليــة تتمثــل في الميزانيــة‪ ،‬و جــدول‬
‫حسابات النتائج و الجداول الملحقة األخرى‪ ،‬و هي عبارة عن مخرجات نظام المحاسبة في المؤسسة‪.‬‬

‫و يمكن القول أن مهام الوظيفة المالية تنحصر في‪:‬‬


‫التخطيط‪ :‬تحديد األهداف المالية و تهيئة البرامج و الميزانيات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنسيق‪ :‬اتخاذ القرارات الالزمة لتحقيق البرامج و تنسيق النشاطات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرقابة‪ :‬لضمان تحقيق األهداف و البرامج المسطرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تح ــدد الوظيف ــة المالي ــة بمتغ ــيرين أساس ــيين هم ــا الس ــيولة و ال ــربح‪ ،‬فالس ــيولة تع ــد مؤش ــرا يع ــبر عن م ــدى‬
‫احتمال تعرض المؤسسة لمخـاطر اإلفالس‪ ،‬و الـتي تنجم عن ضـعفها في تسـديد مـا عليهـا من التزامـات‪،‬‬
‫أمـــا الربحيـــة فهي انعكـــاس للكف ــاءة و لفعاليـــة اإلدارة الماليـــة في اس ــتغالل األم ــوال المس ــتثمرة في خلـــق‬

‫‪Pierre CONSO, La gestion financière de l’entreprise, op - cit, p 54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫األرب ــاح‪ ،‬ليت ــوج ك ــل ه ــذا األداء بق ــدرة اإلدارة المالي ــة على تحقي ــق ه ــدفها األساس ــي و ه ــو تحطيم القيم ــة‬
‫السوقية ألسهمها في السوق‪.‬‬

‫* الوظيفة اإلدارية‪ :‬يقصد بالوظيفة اإلدارية هيكلــة المؤسســة و تقســيم األدوار و المســؤوليات و التنســيق‬
‫بين مختلــف أجــزاء و أقســام المؤسســة‪ ،‬و كــذلك تحديــد العالقــات و القنــوات التنظيميــة المختلفــة من أجــل‬
‫بلوغ األهداف المسطرة‪.‬‬

‫هنــاك تــداخل بين الوظيفــة الماليــة و الوظيفــة اإلداريــة‪ ،‬بحيث األمــوال الالزمــة لتحقيــق أهــداف المشــروع‬
‫بكفاءة إنتاجية عالية و الوفاء بالتزاماته المستحقة في المواعيد المحددة و بأقل تكلفة‪.‬‬

‫و يمكن حصر وظائف اإلدارة فيما يلي‪:‬‬


‫التخطيــط‪ :‬يقصــد بــه عمليــة استشــراف المســتقبل و التنبــؤ بــه و وضــع السياســات العامــة الــتي يمكن‬ ‫‪-‬‬
‫للمؤسسة السير عليها في المستقبل‪.‬‬
‫التنظيم‪ :‬يعــني التنظيم في اإلدارة تحديــد الســلطات و مســؤوليات العــاملين وتصــميم الهيكــل التنظيمي‬ ‫‪-‬‬
‫و التنسيق بين مختلف أجزاء و مصالح المؤسسة المختلفة من أجل تحقيق أهداف المؤسسة‪.‬‬
‫الرقابة‪ :‬هي عملية متابعة تنفيذ السياسات الموضوعة و العمل على تقييمها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2-2‬الوظيفة التموينية‪:‬‬
‫‪ -2-2-1‬مفهوم الوظيفة التموينية‪:‬‬
‫تعتبر هذه الوظيفة من الوظائف األساسية في المؤسسة و تشمل وظيفة الشراء و وظيفة التخزين‪.‬‬
‫تظهر األهمية التموينية من خالل تزويد المؤسسة باحتياجاتها الضرورية الالزمة لإلنتاج‪ ،‬و تعرف هذه‬
‫الوظيفة في المؤسسة التجارية على أنها نشاط اقتصادي يستهدف الحصول على المنتوجات من الســلع و‬
‫الخــدمات الــتي ســوف يعــاد بيعهــا‪ ،‬و إن كــان هــذا التعريــف متفــق عليــه بالنســبة للمؤسســة التجاريــة‪ ،‬فــإن‬
‫األمــر ليس كــذلك للمؤسســة الصــناعية‪ ،‬و هــذا يعــود إلى مفهــوم التمــوين الــذي يتمــيز بالشــمولية‪ ،‬و يمكن‬
‫النظر إليه من زوايا مختلفة‪ ،‬فيما يلي بعض التعاريف‪:‬‬
‫التمــوين يهــدف إلى تقــديم المنتــوج ليســتطيع القيــام بخدمــة معينــة في المؤسســة بالكميــة المحــددة‪ ،‬و في‬ ‫‪-‬‬
‫األجل المحدد و بأدنى تكلفة عالية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫التمــوين في المؤسســة الصــناعية هــو عمليــة تهــدف إلى الحصــول على منتوجــات ســواء كــانت ســلع أو‬ ‫‪-‬‬
‫خدمات ضرورية لضمان السير العادي لعملية اإلنتاج‪.‬‬
‫وظيفة التموين تتمثل في تسيير التدفقات المادية و التدفقات الغير مادية و المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن التمــوين في المؤسســة الصــناعية هــو عبــارة عن مرحلــة من مراحــل الــدورة التشــغيلية‪ :‬التمــوين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنتاج‪ ،‬التوزيع‪ ،‬و هو نشاط يتم في إطار منظم تربطه عالقــات بجميــع مراحــل الــدورة التشــغيلية‪ ،‬و‬
‫تعتبر وظيفة الشراء مجرد مرحلة في نشاط التموين‪.‬‬

‫‪ -2-2-2‬الوظائف األساسية إلدارة التموين‪:‬‬


‫تزويد المؤسسة بالكميات الضرورية و الكافية في الوقت المناسب و بالجودة المرغوب فيهـا و بـأدنى‬ ‫‪-‬‬
‫تكلفة الحتياجات العملية اإلنتاجية في المؤسسة‪.‬‬
‫تزويد المصالح و الوظائف المختلفة األخرى في المؤسسة بالمعلومات المتعلقة بالمنتوجات المتواجدة‬ ‫‪-‬‬
‫في السوق‪.‬‬
‫دراسة و معرفة السوق‪ ،‬بغرض ايجاد طريقة مثلى للتموين بالسلع و الخدمات األعلى جودة و األقــل‬ ‫‪-‬‬
‫تكلفة‪.‬‬
‫التنسيق مع اإلدارات األخرى في المؤسسة مثل إدارة اإلنتاج أو إدارة التسويق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارة المخزون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد الحاجات الالزمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المراقبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2-3‬الوظيفة اللوجستية‪:‬‬
‫يمكن تعريف الوظيفة اللوجستية بالتدفقات المادية و التـدفقات المعلوماتيـة المصــاحبة للنشـاطات التموينيـة‬
‫و التي تمتد منذ وضع برنامج اإلنتاج إلى غاية وصول التموينات إلى المصلحة التجارية‪.‬‬

‫‪ -2-3-1‬أهداف الوظيفة اللوجستية‪:‬‬


‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫التقليل من التكاليف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين جودة الخدمات عند التعامل مع العمالء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدور وظيفة اللوجستيك حول ثالثة محاور رئيسية تتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمليات التخطيط‪ :‬تنبؤ المبيعات‪ ،‬التخطيط لإلنتاج‪ ،‬وضع برامج للتموين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمليات اإلدارية‪ :‬معالجة طلبات الزبائن‪ ،‬إدارة و توجيه المخزون‪ ،‬معالجة طلبات الموردين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫العمليات المادية‪ :‬تسليم طلبيات الزبائن‪ ،‬نقل و تحويل الموارد و السلع بين الورشات و استقبال‬ ‫‪‬‬
‫طلبات الموردين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2-3-2‬هيكل الوظيفة اللوجستية‪:‬‬
‫تحتل وظيفة اللوجستيك مكانة هامة في هيكل التنظيم في المؤسسة بسبب تأثير التطورات التالية‪:‬‬
‫المنظم ــات اإلنتاجي ــة الحديث ــة ال ــتي أص ــبحت تتم ــيز بالمرون ــة العالي ــة تعم ــل على التقلي ــل من تك ــاليف‬ ‫‪-‬‬
‫التموين‪ ،‬و من الوقت الغير منتج المرتبط بحركة التــدفقات الماديــة المتعلقـة بنشــاط التمــوين‪ ،‬تخــزين‬
‫السلع‪ ،‬تنظيم السلع و المواد‪.‬‬
‫جودة الخدمات و السرعة في تلبية الحاجات الــتي أصــبحت تمــيز النشــاط االقتصــادي و هــذا لضــمان‬ ‫‪-‬‬
‫عالقة جيدة مع الزبائن‪ ،‬و بالتالي تكـوين مـيزة تنافسـية للمؤسسـة في السـوق خاصــة في ظـل اشـتداد‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2-4‬الوظيفة اإلنتاجية‪:‬‬
‫من الناحيــة االقتصــادية‪ ،‬المؤسســة هي عبــارة عن توليفــة بين مجموعــة من العوامــل بغيــة إنتــاج و تبــادل‬
‫السلع و الخدمات مع أعوان اقتصادية أخرى‪ ،‬يتمثل هدفها في تحويل السلع و الخدمات المتاحــة لهــا إلى‬
‫منتوجات موجهة لألعوان االقتصادية األخرى‪ ،‬فالنشاط األساسي للمؤسسة قائم على اإلنتاج و التبادل‪.‬‬

‫وظيفــة اإلنتــاج هي عبــارة عن عمليــة تقنيــة تتمــيز بفــترة زمنيــة الــتي تتعلــق بتحويــل الســلع و الخــدمات و‬
‫كذلك بالجانب المتعلق بالعوامل الضرورية الستمرارية نشاطها كرأس المال و المواد األولية و العمل‪.‬‬

‫هــذه العمليــة التقنيــة تــؤثر في طبيعــة هيكــل رأس مــال المؤسســة و كــذلك على شــكل التبــادالت‪ ،‬ســواء من‬
‫أعلى أو من أسفل مستويات النشاط اإلنتاجي‪.‬‬

‫رأس المال بالمعنى االقتصادي هو عبارة عن مجموعة من العوامل االقتصادية و الـتي تسـاهم في إنتـاج‬
‫السلع و الخدمات‪ ،‬و يشمل موارد ماديـة و غـير ماديـة‪ ،‬مثـل مجموعـة المعـارف المتراكمـة في المؤسسـة‬
‫و اإلطارات‪.‬‬

‫شــروط التبــادل مــع األعــوان األخــرى يختلــف حســب طبيعــة نشــاط اإلنتــاج‪ ،‬و الــذي يتحــدد بمســتويات من‬
‫األعلى باألسـواق الـتي من خاللهـا تحصـل المؤسسـة على السـلع و الخـدمات الضـرورية الـتي هي بحاجـة‬
‫إليها‪ ،‬و يتحدد من األسفل باألسواق التي من خاللها تصـرف منتوجاتهـا بعـد صـياغة المنتـوج سـواء كـان‬
‫ســلعة أو خدمــة المــراد إنتاجهــا‪ ،‬يتم تصــنيعه ثم بيــع هــذه المجموعــة من العمليــات تشــكل مــا يســمى بــدورة‬
‫االستغالل التي تتجدد باستمرار‪.‬‬
‫‪Jean LONGATTE, Economie d’entreprise, op - cit, p 57‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Jean LONGATTE, Economie d’entreprise, op - cit, p 61‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫دورة االستغالل‪:‬‬
‫من الناحي ــة االقتص ــادية‪ :1‬تع ــرف دورة االس ــتغالل من الناحي ــة االقتص ــادية بأنه ــا مجموع ــة من العملي ــات‬
‫الــتي تقــوم بهــا المؤسســة من أجــل تحقيــق هــدفها المتمثــل في إنتــاج الســلع و الخــدمات بغــرض تبادلهــا‪ ،‬و‬
‫تتكون دورة االستغالل من ثالثة مراحل متعاقبة تتمثل في‪:‬‬
‫الحصول على السلع و الخدمات التي تدخل في عملية اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحويل السلع و الخدمات إلى منتوجات تامة الصنع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيع المنتوجات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫من الناحية المالية‪ :‬دورة االستغالل تعني من الناحية المالية شبكة من التدفقات الماليــة الــتي تضــمن ســير‬
‫العمليات التبادلية بين المؤسسة و األعوان االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫يمكن تعريف الدورة المالية بأنها كل العمليـات الـتي تقـوم بهـا المؤسسـة انطالقـا من تحويـل األمـوال الـتي‬
‫بحوزتها أو التي تحصل عليها من خالل القـروض إلى منتوجـات سـواء كـانت سـلع أو خـدمات إلى غايـة‬
‫اللحظة التي تسترجع فيها أموالها‪.‬‬

‫ال ــدورة المالي ــة هي طريق ــة أو أداة للمؤسس ــة و ال ــتي من خالله ــا تض ــمن تحقي ــق الت ــوازن و التحكيم بين‬
‫حيازة األصول المادية‪ ،‬األصول المالية و األموال‪ ،‬لكي تضمن استمرار نشاطها و تطورها‪.‬‬

‫النظــام اإلنتــاجي‪ :2‬أداء الوظيفــة اإلنتاجيــة لمهامهــا يســتدعي وجــود نظــام إنتــاجي‪ ،‬و الــذي يمكن تعريفــه‬
‫كإطار تنظيمي لتدفقات اإلنتاج يأخذ بعين االعتبار متغيرين رئيسيين هما المدة الالزمة لإلنتاج‪ ،‬و كذلك‬
‫عدد العمليات التي يجب القيام بها للحصول على المنتوجات النهائية‪ ،‬و يهدف هذا النظام إلى ما يلي‪:‬‬
‫اإلنتاجية‪ :‬و هي العالقة بين مستوى اإلنتاج و الوسائل المستخدمة في تحقيقه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرونة‪ :‬و هي قدرة الجهاز اإلنتاجي لالستجابة للتغيرات الكمية و النوعية للسوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجودة‪ :‬التي تستدعي من المؤسسة إنتـاج منتوجـات ترضــي احتياجـات الزبـائن خاصــة في ظـل زيـادة‬ ‫‪-‬‬
‫المنافس ــة و اش ــتدادها بين المؤسس ــات‪ ،‬فلم يع ــد الس ــعر و التكلف ــة هم ــا المتغ ــيران الرئيس ــيان في اللعب ــة‬
‫التنافســية‪ ،‬بــل أصــبحت القــدرة على االســتجابة لالحتياجــات المتنوعــة بصــورة دقيقــة و ســريعة تشــكل‬
‫الميزة التنافسية للمؤسسة‪.‬‬

‫إض ــافة إلى العوام ــل ال ــتي س ــبق ذكره ــا‪ ،‬ف ــإن الوظيف ــة اإلنتاجي ــة عليه ــا مس ــؤولية التوفي ــق بين األه ــداف‬
‫المختلفة للمؤسسة‪ ،‬فالبحث عن تحقيق أقصى األرباح من خالل اإلنتاجية الكبيرة قد ال يتالءم مــع عامــل‬
‫المرونــة الديناميكيــة‪ ،‬خاص ــة في ظــل التنــوع الكبــير في المنتجــات و الــتي تتطــور باســتمرار‪ ،‬لــذلك ف ــإن‬

‫‪Jean LONGATTE, Economie d’entreprise, op - cit, p 38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Jean LONGATTE, Economie d’entreprise, op - cit, p 17‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫توسيع مجال اإلنتاج في المؤسسة ليشمل منتوجات أخرى قــد يــؤدي إلى اختالل اإلنتــاج في المؤسســة‪ ،‬و‬
‫ينعكس سلبا على جودة المنتوجات‪.‬‬

‫المؤسسة مطالبة بوضع نظام متكامل لتخطيط اإلنتاج و إعداد برنــامج اإلنتــاج مســبقا و متابعــة تنفيــذ هــذا‬
‫البرنامج ثم الرقابة و التقييم‪.‬‬

‫‪ -2-5‬الوظيفة التسويقية‪:‬‬
‫‪ -2-5-1‬مفهوم التسويق‪:‬‬
‫كــل مؤسســة مطالبــة بإشــباع بعض الحاجــات من خالل بيعهــا لمنتوجاتهــا من ســلع و خــدمات للمســتهلكين‬
‫في مختل ـ ــف األس ـ ــواق‪ ،‬و يمكن تحقي ـ ــق ه ـ ــذا الغ ـ ــرض عن طري ـ ــق التب ـ ــادالت ال ـ ــتي تتم بين المؤسس ـ ــة و‬
‫األسواق المختلفة‪ ،‬و التسويق ال يختلف في مفهومه العام عن هذا اإلطار‪.‬‬

‫يمكن أن نعـ ــرف التسـ ــويق بأنـ ــه مجموعـ ــة من األفعـ ــال و األنشـ ــطة الـ ــتي تسـ ــاعد على معرفـ ــة و توجيـ ــه‬
‫الحاجـ ــات باسـ ــتمرار بين اإلنتـ ــاج و المسـ ــتهلكين‪ ،‬و تسـ ــعى إلى إشـ ــباع رغبـ ــاتهم‪ ،‬و كـ ــذلك إلى التكيـ ــف‬
‫باستمرار االستهالك‪.‬‬

‫* التسويق هو كلمة مشتقة من المصطلح الالتيني و الذي يعني السوق‪.‬‬


‫* التس ــويق قب ــل ك ــل ش ــيء ه ــو حال ــة معنوي ــة ألن ــه ق ــائم على دراس ــة حاجي ــات المس ــتهلكين و على فك ــرة‬
‫التميز في السوق‪.‬‬
‫* منهج التس ــويق العلمي يعتم ــد على المن ــاهج العلمي ــة‪ ،‬و يس ــعى لتف ــادي الص ــدفة عن طري ــق القي ــاس و‬
‫اإلحصائيات و النمــاذج و أدوات معلوماتيــة‪ ،‬بعــد أن كــان التســويق يختص بالمنتوجــات األكـثر اســتهالكا‪،‬‬
‫فقــط أصــبح اليــوم يشــمل مجــاالت شــتى‪ ،‬فقــد شــهد مجــال التســويق توســعا معتــبرا و أص ــبح يهتم بمجــال‬
‫الخدمات و مجاالت أخرى ليست تجارية‪ ،‬كالمجال السياسي و االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2-5-2‬دراسة التسويق‪:‬‬
‫معرفة السوق تمكن المؤسسة من التحكم في عدد معين من المتغيرات الرئيسية التي تتمثــل في المنتــوج‪،‬‬
‫السعر‪ ،‬االتصال‪ ،‬التوزيع‪ ،‬من أجل تحقيق فعالية قصــوى لنشــاطات المؤسســة‪ ،‬دراســة كيفيــة و توزيــع و‬
‫توجيه جهودها‪.‬‬

‫‪ -2-6‬وظيفة التخزين‪:‬‬
‫‪ -2-6-1‬المقصود بالمخزون‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫التعريف الشامل للمخزون و الــذي وضــعته الجمعيــة األمريكيــة للرقابــة على المخــزون و اإلنتــاج في عـام‬
‫‪ 1984‬و هــو إجمــالي األمــوال المســتثمرة في وحــدات من المــادة الخــام و األجــزاء و الســلع الوســيطية‪ ،‬و‬
‫كذلك الوحدات تحت التشغيل‪ ،‬باإلضافة إلى المنتجات النهائية المتاحة للبيع‪.‬‬

‫يتمــيز هــذا التعريــف بأنــه يوضــح أن المخــزون مــا هــو إال أمــوال مســتثمرة‪ ،‬و على ذلــك فــإن المخــزون‬
‫الزائد ما هو إال رأس مال معطل‪ ،‬إال أننا نجد فيه أنه يتصف بالشمولية‪ ،‬حيث أنه يتضــمن المجموعــات‬
‫المختلفة للمخزون بما فيها قطع الغيار و المنتجات الوسطية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية المؤسسة العمومية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المؤسسة العمومية‬


‫هي الخليــة األساســية لالقتصــاد الــوظيفي رأســمالها تــابع للقطــاع العــام‪ ،‬أي الدولــة‪ ،‬و يكــون التســيير فيهــا‬
‫بواسطة أشـخاص تختـارهم الجهـة الوصــية‪ ،‬و تتمـيز بإمكانيـات ماديـة و إداريـة ضــخمة توفرهـا الدولـة و‬
‫مجموعة من التسهيالت و اإلعفاءات القانونية و اإلدارية‪ ،‬وجود جهاز رقابي تعينه الوصاية‪.‬‬

‫هنــاك من يعــرف المؤسســة على أنهــا نظــام‪ ،‬و النظــام ذاتــه هــو مجموعــة من العناصــر تســتخدم بغــرض‬
‫تحقيق أهداف أو أهداف معينـة على أسـاس ارتباطـات و عالقـات فعالـة‪ ،‬فالمؤسسـة مـا هي في الواقـع إال‬
‫مجموعة من العناصر البشرية و المادية‪.‬‬

‫و هنــاك من يعــرف المؤسســة على أنهــا انــدماج عــدة عوامــل بهــدف إنتــاج و تبــادل الســلع و الخــدمات مــع‬
‫أعوان اقتصاديين آخرين‪ ،‬و هذا في إطار قانوني مالي و اجتماعي معين ضمن شروط تختلــف زمنيــا و‬
‫مكانيا تبعا لمكان وجود المؤسسة و حجم و نوع النشاط التي تقوم به المؤسسة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫و في تعريف أخر للمؤسسة هي منظمـة عامـة أو خاصـة تسـمح بفضـل مجموعـة من الوسـائل البشـرية و‬
‫المالية بتحقيـق أهـدافها المتمثلـة في إنتـاج منتجـات و خـدمات موجهـة لقـانون المنافسـة‪ ،‬و هي تختلـف من‬
‫‪1‬‬
‫حيث طبيعتها‪ ،‬فقد تكون إدارية‪ ،‬تجارية‪ ،‬أو صناعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب وجود المؤسسة العمومية و انتشارها‬


‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أسباب سياسية‪:‬‬
‫تتفرع بدورها إلى عدة عناصر‪:‬‬
‫أسباب فرصية‪ :‬و تتمثل في التأمينات الـتي تتم عن المؤسسـات الـتي كـان يمتلكهـا أشـخاص أجـانب أو‬ ‫‪-‬‬
‫أعداء للوطن‪ ،‬فحدثت في أروبا تأمينات مختلفة بعد الحــرب العالميــة األولى أثنــاء و بعــد الثانيــة‪ ،‬مثــل‬
‫تــأميم الســكك الحديديــة بعــد الحــرب العالميــة األولى‪ ،‬و تــأميم مؤسســة رونــو للســيارات في فرنســا في‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪ 1944‬بعد اكتشاف تعاون مديرها مع العدو‪.‬‬
‫أســباب األمن و اســتقاللية الدولــة‪ :‬من أمثلــة ذلــك حالــة وجــود عالقــات بين جهــات أجنبيــة و مجموعــة‬ ‫‪-‬‬
‫من المؤسس ــات الداخلي ــة‪ ،‬و ه ــذا يجع ــل التخ ــوف من اتخ ــاذ ه ــذه األخ ــيرة لق ــرارات مض ــادة لمص ــلحة‬
‫الـــوطن‪ ،‬و يكـــون هـــذا التخـــوف من مســـاس ســـيادة الـــوطن في ظ ــروف الح ــرب‪ ،‬و في نفس الســـياق‬
‫أسست عدة مصانع للمنتجات الحربيـة بمختلـف أنواعهـا بين الحـربين العـالميتين‪ ،‬كمـا أن القـوة الماليـة‬
‫و االقتصــادية لبعض المؤسســات تمثــل خطــرا على الماليــة العامــة‪ ،‬و في هــذا الصــدد فقــد أممت عــدة‬
‫بنــوك في فرنســا في ســنة ‪ ،1945‬و لم يســتبعد أن تكــون أســباب ذلــك التهديــد الــذي قــامت بــه األوســاط‬
‫‪3‬‬
‫المالية بدفع أوراق الخزينة التي بحوزتها قبل ذلك بسنوات‪.‬‬
‫االيديولوجية السياسية‪ :‬في هذا اإلطار‪ ،‬فإن المتحكمين في السلطة في البلــد حــتى و لــو كــان رأســماليا‬ ‫‪-‬‬
‫يقومــون بإصــدار أوامــر طبــق الــبرامج هم االيديولوجيــة‪ ،‬و هــذا مــا حــدث في بعض الــدول األوروبيــة‬
‫بين الحربين‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب اجتماعية‪:‬‬
‫و تش ــمل ه ــذه األس ــباب االتج ــاه نح ــو توف ــير بعض الخ ــدمات أو منتج ــات للمواط ــنين‪ ،‬أو لبعض الطبق ــات‬
‫منهم بش ــيء من ال ــدعم أو ب ــدون مقاب ــل‪ ،‬حيث ن ــرى أن الخ ــدمات المقدم ــة من أجه ــزة اإلعالم المرئي ــة و‬
‫المسموعة و قطاع التعليم مثال‪ ،‬ال تتعلق فيها التكاليف باألسعار‪ ،‬و بالتالي يغيب فيها مبدأ الربحية‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب اقتصادية‪:‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1998 ،‬ص ‪.59 – 58‬‬ ‫‪1‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫إن الدولة تتدخل أحيانا لشراء المؤسسات الخاصة التي تحقق خسائر أو ال تســتطيع الصــمود اقتصــاديا و‬
‫مالي ــا‪ ،‬مث ــل قط ــاع البن ــوك و قط ــاع النق ــل‪ ،‬و ذل ــك تفادي ــا لوق ــوع اض ــطرابات في القط ــاعين باعتبارهم ــا‬
‫أساسـ ــيين في االقتصـ ــاد بشـ ــكل عـ ــام‪ ،‬كمـ ــا أن الدولـ ــة تقـ ــوم بتوفـ ــير ايـ ــرادات لميزانيتهـ ــا العامـ ــة بواسـ ــطة‬
‫االســتغالل في بعض القطاعــات مثــل الغابــات‪ ،‬المعــادن و الطاقــة‪ ،‬و البريــد و المواصــالت‪ ،‬أو من أجــل‬
‫توفير المواد األولية بأسعار معقولة‪.‬‬

‫إال أن جهاز الدولة أحيانا يقـوم بإنشـاء مؤسسـات نموذجيـة من ناحيـة التنظيم و اإلنتـاج‪ ،‬و قـد تنشـا أيضـا‬
‫مؤسســات في القطاعــات االقتصــادية الــتي يهــرب منهــا رأس المــال الخــاص‪ ،‬ســواء لتكاليفهــا المرتفعــة أو‬
‫‪1‬‬
‫الستلزام التكنولوجيا العامة و انخفاض المردودية فيها مثل الطاقة النووية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أشكال المؤسسات العمومية‬


‫تنقسم هذه المؤسسات إلى نوعين‪ ،‬و هما مؤسسات عمومية والتي بدورها تأخـذ شـكلين‪ :‬وطنيـة أو تابعـة‬
‫للجماعات المحلية‪ ،‬أما النوع الثاني فهي المؤسسات نصف عمومية أو مختلطة‪.‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات العمومية‪:‬‬
‫لقد رأينا أن هذا النوع من المؤسســات قــد انتشــر في الدولــة الرأســمالية أروبــا خاصــة لعــدة أســباب‪ ،‬و هي‬
‫تعــبر عن مؤسســات رأســمالها تــابع للقطــاع العــام‪ ،‬أي الدولــة‪ ،‬و يكــون التســيير فيهــا بواســطة شــخص أو‬
‫أشخاص تختارهم الجهة الوصية‪ ،‬و يجب التمييز بين النموذجين من هذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -1-1‬مؤسسات تابعة للوزارات‪:‬‬


‫و تـ ــدعى بالمؤسسـ ــات الوطنيـ ــة‪ ،‬و تأخـ ــذ احجامـ ــا معتـ ــبرة و هي تخضـ ــع للمركـ ــز مباشـ ــرة‪ ،‬أي إلحـ ــدى‬
‫ال ــوزارات و هي ص ــاحبة إنش ــائها‪ ،‬و ال ــتي تق ــوم بمراقب ــة تس ــييرها بواس ــطة عناص ــر تعيينه ــا تق ــدم إليه ــا‬
‫تقارير دورية عن نشاطها و نتائجها‪.‬‬

‫‪ -1-2‬مؤسسات تابعة للجماعات المحلية‪:‬‬


‫و تتكون هذه المؤسسات في البلدية أو تجمع بين البلديات أو الواليات أو منهما معا‪ ،‬أو تكون عادة ذات‬
‫أحجــام متوســطة أو صــغيرة‪ ،‬و يشــرف عليهــا منشــئيها عن طريــق إدارتهــا‪ ،‬و تحبــذ عــادة مجــال النقــل و‬
‫البناء و الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬المؤسسات النصف عمومية‪:‬‬

‫ابراهيم الغمدي‪ ،‬السلوك في اإلدارة الحديثة‪ ،‬دار الجامعة المصرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫لقد ظهرت هـذه الشـركات أول مـرة في المانيـا في القـرن التاسـع عشـر و انتشـرت فيمـا بعـد لتعم أروبـا و‬
‫بعض الــدول األخــرى‪ ،‬و من األســباب األساســية لهــذه المؤسســات هي محاولــة مراقبــة بعض القطاعــات‬
‫االقتصـــادية و التحكم فيهـــا من طـــرف الدولـــة‪ ،‬حيث تتكـــون ه ــذه المؤسس ــات من ط ــرفين‪ ،‬األول و هـــو‬
‫الدولة و المتمثل في الـوزارة أو مؤسسـة عموميـة‪ ،‬و الثـاني يتمثـل في القطـاع الخـاص‪ ،‬و يتم إنشـاء هـذه‬
‫المؤسسات بطريقتين‪:‬‬

‫‪ -2-1‬اإلنشاء من العدم‪:‬‬
‫أي االتفاق بين الطرفين للقيام بمشروع اقتصادي معين يتم تحديد أهدافه‪ ،‬حجمه‪ ،‬شروطه و مدة حياتــه‪،‬‬
‫ألن القــرارات تؤخــذ على أســاس عــدد األصــوات و الــتي تقــدر بــدورها بعــدد األســهم في رأس المــال لكي‬
‫تبقى المؤسسة نصف مصنعة تسير طبقا لألهداف العامة و للصالح العام‪.‬‬

‫‪ -2-2‬أما الطريقة لوجود هذه الشركات‪:‬‬


‫هي طريقـة التـأمين‪ ،‬و بمـوجب هـذه العمليـة تسـتطيع الدولـة حيـازة جـزء من رأسـمال مؤسسـة خاصــة‪ ،‬و‬
‫يتم غالبــا تعويضــه للجــانب الخــاص‪ ،‬و تخضــع هــذه الطريقــة لنفس القاعــدة لنســبة امتالك رأس المــال و‬
‫لنفس األسباب‪ ،‬و هناك عدة أشكال من المؤسسـة المختلطـة العموميـة المسـيرة بعقـد مـع القطـاع الخـاص‬
‫‪1‬‬
‫أو بالتأجير‪ ،‬و هي موجودة في العديد من الدول المتطورة في الجزائر‪ ،‬و هي تسعى حاليا لتوسيعها‪.‬‬

‫و يوجد تقسيم آخر للمؤسسات العمومية و هي‪:‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات اإلدارية‪:‬‬
‫هي تل ــك المؤسس ــات ال ــتي تم ــارس نش ــاطا ذا طبيع ــة إداري ــة محض ــة‪ ،‬و تتخ ــذها الدول ــة كوس ــيلة إلدارة‬
‫مرافقتهــا اإلداريــة العامــة‪ ،‬أي نشــاطاتها العامــة الــتي تتوالهــا لتقــديم خــدمات أساســية للمجتمــع‪ ،‬كــالتعليم‪،‬‬
‫الصحة‪ ،‬البريد و الخدمات‪.‬‬

‫‪ -2‬المؤسسات المهنية‪:‬‬
‫هي عبارة عن مجموع من األشخاص لهم مصلحة مهنية معينة‪ ،‬مثــل نقابــة المحــامين و نقابــة المهندســين‬
‫و نقابة األطباء‪ ،‬يخول لهـا القـانون االسـتقالل في ممارسـة الشـؤون المهنيـة و األشـراف عن طريـق هيئـة‬
‫منتخبة من بين الممارسين لهذه المهنة‪ ،‬و تملك هـذه المؤسسـة المهنيـة سـلطة الـتزام أعضــائها و ذلـك من‬
‫أجل تحقيق مصلحة ممارس المهنة و سياسة الدولة معا‪.‬‬

‫ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60 - 59‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫و لقد عرفت الجزائر هذا النوع من المؤسسات مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنظام القانوني الــذي كــان معمــوال‬
‫به في الجزائـر قبـل االسـتقالل تابعـة مباشـرة للنظـام القـانوني المطبـق على هـذا النـوع من المؤسسـات في‬
‫فرنسا مع وجود نوع االختالف في المؤسسات المهنية في الجزائر باعتبارها دولة اشتراكية‪.‬‬

‫‪ -3‬المؤسسات االقتصادية‪:‬‬
‫كانت وظيفة الدولة الحاكمة تنحصر في ميدان إداري ضـيق‪ ،‬غـير أنـه نظـرا لظهـور األفكـار االشـتراكية‬
‫ت ــدخلت الدول ــة في إدارة األنش ــطة االقتص ــادية‪ ،‬األم ــر ال ــذي أدى لظه ــور مراف ــق عام ــة اقتص ــادية أس ــند‬
‫تسييرها إلى المنظمة العامة تسمى المؤسسة العامة االقتصــادية‪ ،‬و هي تتمتـع باسـتقالل إداري يخـول لهـا‬
‫تحقي ــق اله ــدف ال ــذي أح ــدثت من أجل ــه‪ ،‬و ذل ــك بقص ــد إش ــباع الحاج ــات العام ــة‪ ،‬و منحت له ــا شخص ــية‬
‫معنوية و استقالل مالي و إداري عن الدولة‪.‬‬

‫‪ -4‬المؤسسات التجارية الهامة‪:‬‬


‫ال ــتي ك ــانت ت ــدير دواليب التج ــارة‪ ،‬أم ــا بع ــد االس ــتقالل فلقــد أح ــدثت الدول ــة الجزائري ــة مؤسس ــات تجاري ــة‬
‫تتخصص في ميدان التصنيع أو اإلنتاج‪.‬‬
‫و من المالحظ أن المشرع الجزائري لم يأخذ بهذا التقسيم‪ ،‬حيث قسم المؤسسات إلى ثالثة أنواع‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص و أهداف المؤسسات العمومية‬


‫‪ -1‬خصائص المؤسسات العمومية‬
‫القدرة على أداء المهمة التي وجدت من أجلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود هدف أو أهداف إلى تحقيقها وفقا للخطط االستراتيجية التي تتبناها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأقلم مع المحيط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسس ــة تش ــبه الخلي ــة في جس ــم اإلنس ــان‪ ،‬فالمؤسس ــة هي الوح ــدة األساس ــية االقتص ــادية في المجتم ــع‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫للمؤسسة شخصية قانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مستقلة من حيث امتالكها لحقوق و صالحيات‪ ،‬أو من حيث واجباتها و مسؤولياتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرفق عام‪ ،‬و الهدف منه تحقيق المنفعة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعود ملكية المؤسسة العامة للدولة‪ ،‬حيث تكون تحت سلطتها و رقابتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أداء الوظيفة التي وجدت من أجلها‪ ،‬بمعنى القيام بالنشاط الفعلي المؤسس إليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2‬أهداف المؤسسات العمومية‪:‬‬


‫تلبيـ ــة متطلبـ ــات المجتمـ ــع‪ ،‬إذ أن تحقيـ ــق الدولـ ــة لنتائجهـ ــا يمـ ــر عـ ــبر عمليـ ــة تصـ ــريف أو بيـ ــع إنتـ ــاج‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬و هو يغطي طلبات المجتمع‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول المحاسبة المالية و المؤسسة العمومية‬

‫السهر على تنظيم و تماسك العمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫توفــير التأمينــات و مرافــق للعمــال‪ ،‬و تتمثــل في التأمينــات االجتماعيــة و األمالك الوظيفيــة أو العاديــة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة إلى المرافق العامة‪.‬‬
‫توفير الوسائل الترفيهية الثقافية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدريب العمال المبتدئين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق الربح المحقق لتسديد و توزيع األرباح لتغطية الخسائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسيلة لضمان السلم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين مستوى معيشة العمال نظرا للتطور السريع الذي تشهده المجتمعات يجعل العمال أكــثر حاجــة‬ ‫‪-‬‬
‫لمنتج جيد‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫ظهور المؤسسات العمومية لم يكن صــدفة‪ ،‬بـل جـاء من أجـل متطلبـات اقتضــتها الضــرورة‪ ،‬و أين كـانت‬
‫الدولــة هي المخــول لهــا بإدارتهــا باعتبارهــا مرفقــا عامــا‪ ،‬لــذا لهــا االســتقاللية الماليــة‪ ،‬بــل بقيت تابعــة لهــا‪،‬‬
‫كمـا أن تسـييرها ال يكـون عشـوائيا بـل من خالل أسـس مضـبوطة من قبلهـا‪ ،‬حـتى تضـمن اسـتمراريتها و‬
‫بقائهــا باعتبارهــا أهم مصــدر من مصــادر دخــول األفــراد‪ ،‬و لهــذا بــرز لنــا االختالف الواســع بينهــا و بين‬
‫المؤسســات الخاصــة‪ ،‬حيث تهــدف األولى إلى خدمــة المصــلحة العامــة‪ ،‬أمــا الثانيــة فهــدفها األساســي هــو‬
‫المصلحة الخاصة‪.‬‬

‫تعتبر المؤسسة العمومية أحد أجزاء القطاع العام‪ ،‬كما للمؤسسة العمومية عـدة أنـواع من بينهـا المؤسسـة‬
‫العموميــة ذات الطــابع اإلداري‪ ،‬الــتي تعــد محــور الحيــاة السياســية و االقتصــادية و االجتماعيــة ألي دولــة‬
‫مهم ــا ك ــانت توجهاته ــا الفكري ــة‪ ،‬ذل ــك راج ــع لألهمي ــة ال ــتي تحظى به ــا‪ ،‬فال ــدور المن ــاط به ــا يف ــرض على‬
‫المؤسســـة العموميـــة ذات الطـــابع اإلداري االســـتعانة بتقنيـــات و أس ــاليب إداري ــة متط ــورة حـــتى تســـتطيع‬
‫مواكبة التطورات الحاصلة في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التدفقات و اإليرادات‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتـبر النفقـات العامـة أداة هامـة من أدوات السياسـة الماليـة للدولـة‪ ،‬حيث تسـتخدم من أجـل تحقيـق أهـداف‬
‫المجتمــع و إشــباع حاجاتــه العامــة‪ ،‬فهي تعكس كافــة جــوانب األنشــطة العامــة‪ ،‬و بــذلك فــإن الفكــر المــالي‬
‫الح ــديث أص ــبح ينظ ــر للنفق ــة العام ــة نظ ــرة مختلف ــة تمام ــا‪ ،‬فهي نفق ــة إيجابي ــة اله ــدف منه ــا تحقي ــق آث ــار‬
‫اقتصادية و اجتماعية و سياسية‪ ،‬إلى جانب آثارها المالية‪.‬‬

‫و النفقات العامة تمر بعدة مراحل تبدأ من عملية التحضير و المصــادقة ثم التنفيــذ‪ ،‬فالرقابــة على التنفيــذ‪،‬‬
‫حيث يتولى تنفيذها عونين أساسيين همـا اآلمـر بالصــرف و المحاسـب العمـومي‪ ،‬حيث يـراقب كـل منهمـا‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية النفقات العامة‬

‫لم تع ــد الدول ــة تس ــتهدف من إنفاقه ــا مج ــرد تس ــيير المراف ــق األساس ــية‪ ،‬ب ــل اس ــتخدمته كوس ــيلة للت ــدخل في‬
‫مختلف نواحي الحياة االقتصادية و االجتماعيـة‪ ،‬بغـرض تحقيـق أهـداف معينـة‪ ،‬و هـذا بعـد أن زاد تـدخل‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫الدولـة في النشـاط االقتصــادي و في الحيـاة االجتماعيـة مسـتخدمة في ذلـك مختلـف العناصــر الماليـة كـأداة‬
‫أساسية في هذا المجال‪.‬‬

‫فلم تع ــد النفق ــات العام ــة ت ــدرس من الناحي ــة الكمي ــة فحس ــب‪ ،‬ب ــل أص ــبحت ت ــدرس من الناحي ــة النوعي ــة أو‬
‫الكيفية‪ ،‬و من ناحية تأثيرها في المجاالت االقتصادية و االجتماعية المختلفة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النفقات و عناصر النفقات العامة‬


‫عرفت النفقات العامة بتعاريف عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫النفقـ ــة العامـ ــة هي تلـ ــك األمـ ــوال الـ ــتي تصـ ــرفها الدولـ ــة من ماليتهـ ــا ألجـ ــل إشـ ــباع الحاجـ ــات العامـ ــة‬ ‫‪-‬‬
‫للمواطنين‪.‬‬
‫النفقة هي مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية لشخص معنوي عام بقصد إشباع حاجة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫و عليه من خالل تعريف النفقة العامة يمكن استخالص العناصر التالية‪:‬‬


‫أن تكون النفقة العامة مبلغ نقدي‪ ،‬أي إنفاق مبالغ نقدية للحصول على السلع و الخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تكون النفقات العامة مخصصة إلشباع و تلبية الحاجة العامة للمستخدمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال بد أن تدفع النفقة من طرف الدولة‪ ،‬أي من الخزينة العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أي شخص عام له السـادة‪ ،‬كـالوزارات و الجماعـات المحليـة‪ ،‬و الـذين تفـوض لهم الدولـة القيـام باألعمـال‬
‫بدال عنها‪ ،‬و حتى تكون النفقة عامة ال بد أن تتميز بالخصائص القانونية التالية‪:‬‬
‫أن تلتزم الدولة بدفع المبلغ النقدي من أجل القيام باإلنفاق العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال بد أن تحدد قيمة النفقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراقبة صرف النفقة و مدى تحقيقها للمنفعة التي أنفقت من أجلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن ظاهرة تزايد النفقـات العموميـة مسـتمرة يمكن إرجاعهـا إلى عـدة أسـباب و عوامـل‪ ،‬يمكن التفرقـة بين‬
‫سببين من أسباب تزايد النفقات العمومية‪ ،‬و هي أسباب حقيقية و أسباب ظاهرية‪.‬‬

‫فاألس ــباب الحقيقي ــة هي ال ــتي ت ــؤدي إلى تزاي ــد فعلي في القيم ــة الحقيقي ــة للنفق ــة‪ ،‬كتزاي ــد ت ــدخل الدول ــة في‬
‫النشــاط االقتصــادي و السياســي‪ ،‬كإنشــاء القنصــلية و الســفارات‪ ،‬و زيــادة االهتمــام بــالتطور االجتمــاعي‪،‬‬
‫كالتعليم و الصحة‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫أمــا األســباب الظاهريــة‪ ،‬فهي تلــك األســباب الــتي تــؤدي إلى التضــخم في القيمــة النقديــة للنفقــات العموميــة‬
‫دون أن يقابلها زيادة في المنفعة الحقيقية‪ ،‬أي في كمية السلع و الخدمات الموجهة لسد حاجيات األفــراد‪،‬‬
‫كانخفاض في قيمة العملة الوطنية التي تؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر النفقة العامة‬


‫من خالل التعريف أعاله يمكننا استخالص عناصر النفقات العامة و هي‪:‬‬
‫‪ -1‬النفقة العامة مبلغ من النقود‪:‬‬
‫إن الســمة الحديثــة لإلنفــاق العــام هــو أن الدولــة تقــوم بإنفــاق مبــالغ نقديــة لتحصــيل مــا يلزمهــا من الســلع و‬
‫الخدمات‪ ،‬و يعتبر هذا األسلوب عاديا لحصول الدولة على احتياجاتها المختلفـة‪ ،‬غـير أن الدولـة تسـتطيع‬
‫الحصول على هذه االحتياجات قسرا و بدون مقابل لها لتسخير األفراد مثال‪ ،‬و قد هجر هذا األسلوب و‬
‫لجأت الدولة إلى أسلوب أن تمنح مقابال نقديا لألفراد الذين يقدمون خدمات لها‪.‬‬

‫و قـ ــد تلجـ ــأ الدولـ ــة إلى أن تقـ ــدم مقـ ــابال نقـ ــديا و تكملـ ــه ببعض المزايـ ــا المعيشـ ــية كالسـ ــكن‪ ،‬غـ ــير أن هـ ــذا‬
‫األســلوب العيــني قــد هجــر و لم يعــد شــائعا باإلنفــاق غــير النقــدي إال في حــاالت اســتثنائية هي حالــة تعــذر‬
‫حصول الدولة على ما يلزمها عن طريق اإلنفاق النقدي‪ ،‬كأوقات الحروب و األزمات‪ ،‬و ذلــك لصــعوبة‬
‫‪1‬‬
‫مراقبة المزايا فيما لو منحتها الدولة فضال عن إخالل هذا األمر بمبدأ المساواة‪.‬‬

‫‪ -2‬صدور النفقة العامة من الدولة أو إحدى هيئاتها‪:‬‬


‫يجب أن تخرج النفقة العامة من الدولة أو إحـدى سـلطاتها المكونـة لهـا‪ ،‬حيث يعتـبر خـروج النفقـة العامـة‬
‫من الدولـ ــة أو من إحـ ــدى مؤسسـ ــات القطـ ــاع العـ ــام أو الهيئـ ــات و السـ ــلطات العامـ ــة العنصـ ــر الثـ ــاني من‬
‫عناصـ ــر النفقـ ــات العامـ ــة‪ .‬كمـ ــا و ينـ ــدرج تحت هـ ــذا العنصـ ــر أيضـ ــا المشـ ــروعات العامـ ــة الـ ــتي تسـ ــتخدم‬
‫األس ـ ــاليب التجاريـ ــة في إدارتهـ ــا من أجـ ــل الحص ـ ــول على األربـ ــاح ألغـ ــراض اقتص ـ ــادية أو اجتماعيـ ــة‪،‬‬
‫فاألســباب المســتخدمة في إدارة مثــل هــذه المشــاريع و الــتي تمتلكهــا الدولــة هي أســاليب تجاريــة‪ ،‬الغــرض‬
‫منها الحصول على األرباح من أجل تمويل خططها التنموية‪.‬‬

‫و من هنـا يمكننـا القـول أن نشـاط الدولـة أصــبح غـير قاصــر على ممارسـتها لألنشـطة التقليديـة فقـط‪ ،‬مثـل‬
‫إقامة المشاريع الخدمية كالطرق و المواصــالت‪ ...‬الخ‪ ،‬بـل أصــبح للدولـة أيضــا أعمـال متمـيزة في إدارة‬
‫‪2‬‬
‫بعض المشاريع االقتصادية التي قد يعجز عن إقامتها القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -3‬يقصد بالنفقة العامة تحقيق نفع عام‪:‬‬


‫أي تحقيق الصالح العام للمجتمع‪ ،‬حيث يستفيد أفراد المجتمع بصورة عامـة من تلـك الخدمـة الـتي تقـدمها‬
‫الحكومـة‪ ،‬و ذلـك ألن األمـوال الـتي تعطي هـذه النفقـات العامـة تمت جبايتهـا من األفـراد‪ ،‬و يعتـبر مفهـوم‬

‫فتحي احمــد ذيــاب عــواد‪ ،‬اقتصـاديات الماليــة العامــة‪ ،‬الطبعــة األولى‪ ،‬دار الرضـوان للنشـر و التوزيــع‪ ،‬عمــان‪،2013 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.59‬‬
‫شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد‪ ،‬أسس المالية العامة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2012‬ص ‪.143‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫الحاجة العامة أمرا نسبيا يختلف من مجتمع آلخر حسب التطور الحضاري و االجتماعي و الثقافي لكــل‬
‫المجتمع‪ ،‬و لهذا تركت هذه األمور للمجالس النيابية الـتي تمثـل الشـعب لتحديـد الحاجـات العامـة للشـعوب‬
‫‪1‬‬
‫من أجل عدم إساءة استعمال النفقات العامة و المحافظة على المال العام‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‬


‫يراد بتقسيم النفقات العامة تقسيمها إلى عدة أقسام متميزة يضم كل منها تنوعـا واضــحا للنفقـات العامـة و‬
‫متم ــيزا‪ ،‬مم ــا ي ــتيح للب ــاحث االقتص ــادي و الم ــالي و المهتم بدراس ــة المالي ــة العام ــة‪ ،‬س ــهولة تحليله ــا وفق ــا‬
‫‪2‬‬
‫ألسس علمية تمكنه من تتبع آثار النفقات العامة‪.‬‬

‫و هذا ما سندرسه في هذا المطلب‪ ،‬و هي التقسيمات العلمية و التقسيمات الوضعية‪.‬‬

‫‪ -1‬التقسيمات العلمية التي تستند إلى معايير واضحة و دقيقة‪ ،‬نجد التقسيمات التالية‪:‬‬
‫‪ -1-1‬تقسيم النفقات بحسب انتظامها و دوريتها‪:‬‬
‫تقسم النفقات إلى نفقات دورية (عادية) و نفقات غير دورية (غير عادية)‪ ،‬و ذلك بحسب انتظامها‪.‬‬
‫‪ -1-1-1‬النفقات العادية‪:‬‬
‫هي النفق ــات ال ــتي تتك ــرر بص ــفة دوري ــة منتظم ــة في الميزاني ــة العام ــة للدول ــة‪ ،‬أي خالل ك ــل س ــنة مالي ــة‪.‬‬
‫و من أمثلتها أجور الموظفين و العمـال‪ ،‬و أسـعار المـواد و اللـوازم الضـرورية لسـير المرافـق العامـة‪ ،‬و‬
‫نفقات تحصيل الضرائب إلى غير ذلك‪.‬‬

‫و المقصود بالدورية و التكرار هنا ليس تكـرار كميتهـا أو حجمهـا‪ ،‬و لكن تكـرار نوعهـا في كـل ميزانيـة‬
‫‪3‬‬
‫حتى و لو اختلف مقدارها من وقت آلخر‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬النفقات الغير عادية‪:‬‬


‫تمتاز بعدم دوريتها نظرا لعدم تكررها كل سـنة‪ ،‬و مثالهـا نفقـات الحـاالت الطارئـة و حـاالت األزمـات و‬
‫الحروب و انتشار األوبئة الفتاكة و ما شابه ذلك‪.‬‬

‫‪ -1-2‬تقسيم النفقات حسب أغراضها‬


‫حسين الوادي محمود‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان‪،2007 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.105‬‬
‫حم ــود القيس ــي أع ــاد‪ ،‬المالي ــة العام ــة و التش ــريع الض ــريبي‪ ،‬الطبع ــة التاس ــعة‪ ،‬دار الثقاف ــة للنش ــر و التوزي ــع‪ ،‬عم ــان –‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ ،2015 ،‬ص ‪.41‬‬


‫محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصـاديات الماليـة العامـة‪ ،‬الطبعـة الثالثـة‪ ،‬ديـوان المطبوعـات الجامعيـة بن عكنـون – الجزائـر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2008‬ص ‪.78‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫و يس ــمى أيض ــا بالتقس ــيم ال ــوظيفي للنفقــات العام ــة‪ ،‬أي تقس ــيم النفقــة بحس ــب أغراض ــها و أه ــدافها تقس ــيما‬
‫حديثا نسبيا‪ ،‬فالتقسيم الوظيفي يظهر النفقات العامة حسب الوظائف و النشــاطات المختلفــة الــتي تقــوم بهــا‬
‫الدولـــة‪ ،‬فيتم تبـــويب النفق ــات في مجموع ــات متجانســـة تخصـــص ك ــل مجموع ــة لوظيف ــة معينـــة من هـــذه‬
‫‪1‬‬
‫الوظائف‪.‬‬

‫‪ -1-2-1‬نفقات عامة اقتصادية‪:‬‬


‫و تشمل األموال المخصصة للقيام بخدمات تهدف إلى تحقيق هدف اقتصادي‪ ،‬و مثال ذلــك االســتثمارات‬
‫في المش ــاريع االقتص ــادية المتنوع ــة‪ ،‬و اإلعان ــات و المنح االقتص ــادية و النفق ــات ال ــتي تس ــتهدف تزوي ــد‬
‫‪2‬‬
‫االقتصاد القومي بالخدمات األساسية كالطاقة و النقل‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬نفقات عامة اجتماعية‪:‬‬


‫تتضمن النفقات العامة الالزمة للقيام بخدمات اجتماعية‪ ،‬كالمبالغ التي تمنح لبعض الفئات االجتماعية أو‬
‫األفراد‪ ،‬أو األسر الكبيرة ذات الدخل المحـدود‪ ،‬و كـذلك النفقـات العامـة المخصصــة للخـدمات الصــحية و‬
‫‪3‬‬
‫التعليمية و الترفيهية و الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1-3‬تقسيم النفقات بحسب آثارها في اإلنتاج القومي‪:‬‬


‫تقسم النفقات العامة بحسب آثارها في اإلنتاج القومي إلى نفقات حقيقية و نفقات تحويلية‪.‬‬

‫‪ -1-3-1‬النفقات الحقيقية‪:‬‬
‫و هي تمثـ ـ ــل المشـ ـ ــتريات الحكوميـ ـ ــة من سـ ـ ــلع و خـ ـ ــدمات إنتاجيـ ـ ــة (األرض – العمـ ـ ــل – رأس المـ ـ ــال)‬
‫ضرورية لقيام الحكومة بوظائفهـا التقليديـة‪ ،‬من أمن‪ ،‬دفـاع‪ ،‬عدالـة‪ ،‬المرافـق العامـة‪ ،‬باإلضـافة إلى القيـام‬
‫بالدور الحديث للدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫فكافة المشتريات الحكومية من يلع و خدمات الزمة إلعداد و تجهيز جيش قــوي‪ ،‬المحافظــة على األمن‪،‬‬
‫إقام ــة الط ــرق‪ ،‬إقام ــة المستش ــفيات و تش ــغيلها‪ ،‬إقام ــة و تس ــيير و تش ــغيل الم ــدارس و الجامع ــات‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫جميعها تعد نفقات حكومية حقيقية‪ ،‬كما أنها تعد دخوال ألصــحابها في مقابـل مـا قــدموه للدولـة من سـلع و‬
‫‪4‬‬
‫خدمات إنتاجية‪ ،‬و من المؤكد أن هذه الدخول الجديدة تمثل جزءا من الدخل القومي‪.‬‬

‫‪ -1-3-2‬النفقات التحويلية‪:‬‬

‫حمود القيسي أعاد‪ ،‬المالية العامة و التشريع الضريبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد‪ ،‬أسس المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫حسين الوادي محمود‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121 – 120‬‬ ‫‪3‬‬

‫دراز حامد عبد المجيد و آخرون‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.265 – 264‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫هي ال ــتي ليس له ــا مقاب ــل مباش ــر‪ ،‬و يتخ ــذ ه ــذا الن ــوع من النفقــات ش ــكل المس ــاعدات ال ــتي تقــدم للطبقــات‬
‫الفقيرة‪ ،‬و عادة ما تقوم الدولة باقتطاع مبـالغ من أصـحاب الـدخول الكبـيرة و تحويلهـا ألصـحاب الـدخول‬
‫المنخفضة‪ ،‬و هذا ما يطلق عليه بعلم المالية العامة بنفقات إعادة التوزيع‪.‬‬

‫و من أمثلـــة النفق ــات التحويليـــة اإلعانـــات الـــتي تمنح لألســـر الفق ــيرة‪ ،‬كإعان ــات الض ــمان االجتمـــاعي‪ ،‬و‬
‫خاصة عند حدوث الكوارث‪ ،‬و في حاالت الشيخوخة و إعانات البطالة‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -2‬التقسيمات الوضعية للنفقات العامة‪:‬‬


‫يختل ـ ــف التقس ـ ــيم الوض ـ ــعي من دول ـ ــة إلى أخ ـ ــرى بحس ـ ــب نظامه ـ ــا االقتص ـ ــادي و اإلداري و الم ـ ــالي و‬
‫السياســي‪ ،‬فالــدول تتبــنى تقســيمات متباينــة تتماشــى و االعتبــارات و الظــروف الخاصــة بتلــك الــدول‪ ،‬لــذلك‬
‫يصعب الحديث عن تقسيم محدود و شامل‪ ،‬و عليه‪ ،‬نشير إلى بعض نماذج التقسيمات الوضعية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬التقسيم اإلداري‪:‬‬
‫تقسم النفقات العامة إداريا إما على أساس الجهة التي تقوم باإلنفاق و إما على أساس الوظــائف الرئيســية‬
‫ال ــتي تت ــولى الدول ــة القي ــام به ــا‪ .‬ففي حال ــة تقس ــيم النفقــات العام ــة على أس ــاس الجه ــة ال ــتي تت ــولى عملي ــات‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬فيتم في هذه الحالة تقسيم النفقات العامة حسب السلطات المخولة باإلنفاق‪.‬‬

‫‪ -2-2‬التقسيم الجاري‪:‬‬
‫بموجب التقسيم الجاري يتم تبويب نفقات الدولة بحسب طبيعتها االقتصادية و المالية‪ ،‬فتقسم النفقــات إلى‬
‫نفقات جارية و نفقات رأسمالية‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬نفقات جارية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫و تتمثل في‪:‬‬
‫المستلزمات السلعية و الخدمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النفقات الجارية للقوات المسلحة و الشرطة ألغراض خدمتي الدفاع و األمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشتريات الدولة من السلع و الخدمات ألغراض اجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمويل عجز جاري لبعض الهيئات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -2-2-2‬نفقات رأسمالية‪:‬‬

‫أبو دوح محمد عمـر‪ ،‬ترشـيد اإلنفـاق العـام و عجـز ميزانيـة الدولـة‪ :‬دراسـة تحليليـة مقارنـة لميزانيـة االعتمـاد و البنـود‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫األداء‪ ،‬التخطيــط و البرمجــة‪ ،‬األســاس الصــفري في ضــوء متطلبــات ترشــيد اإلنفــاق العــام‪ ،‬الــدار الجامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.249‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫و هي تلك التي تخصص لتكوين رؤوس األمــوال العينيــة لتنميــة الــثروة القوميــة كــالقروض و الســلف إلى‬
‫‪1‬‬
‫الهيئات و المنشآت الوطنية و األجنبية‪ ،‬و كالتحويالت حسب القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬التقسيم االقتصادي‪:‬‬
‫و هو تقسيم ينبـني على أسـس اقتصــادية إذ تتحـدد نوعيـة النفقـة و القسـم الـذي تنـدرج فيـه حسـب األثـر أو‬
‫اله ــدف االقتصـــادي ال ــذي تؤدي ــه ه ــذه النفق ــة تج ــاه االقتصـــاد الوط ــني أو الحي ــاة االقتص ــادية لألشـــخاص‬
‫المعنوية العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫و قد قام فقهاء علم المالية و االقتصاد بتقسيم النفقات من حيث وجهتها االقتصادية إلى‪:‬‬
‫‪ -2-3-1‬نفقات التسيير‪:‬‬
‫يقصد بنفقـات التسـيير تلـك النفقـات الضــرورية لسـير أجهـزة الدولـة اإلداريـة و المتكونـة أساسـا من أجـور‬
‫‪2‬‬
‫الموظفين و مصاريف صيانة البنايات الحكومية و معدات المكاتب‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإليرادات العامة و أنواعها‬

‫المطلب األول‪ :‬اإليرادات العامة‬


‫اإليرادات العامة تمثـل العمـود الفقـري لنشـاط الدولـة‪ ،‬حيث أن الدولـة ال تسـتطيع القيـام بـدورها إذا لم يتم‬
‫توفــير اإليــرادات العامــة‪ ،‬و لقــد كــان دور اإليــرادات العامــة في ظــل الوظيفــة التقليديــة للدولــة (الحارســة)‬
‫دورة ماليــة بحثــا لتغطيــة النفقــات المتوقعــة فقــط‪ ،‬لــذلك ظهــرت فكــرة أولويــة النفقــات العامــة‪ ،‬حيث تقــوم‬

‫حمود القيسي أعاد‪ ،‬المالية العامة و التشريع الضريبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪1‬‬

‫محرزي محمد عباس‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫الدول ــة بتق ــدير نفقاته ــا ثم البحث عن مص ــادر مالي ــة لتغطيته ــا‪ ،‬و ذل ــك لتحقي ــق مب ــدأ الت ــوازن وف ــق الفك ــر‬
‫المالي و التقليدي‪.‬‬

‫بينمـا في ظـل و وظيفـة الدولـة الحديثـة‪ ،‬اكتسـبت اإليـرادات العامـة دورا هامـا‪ ،‬حيث أصـبحت بمثابـة أداة‬
‫التوجــه االقتصــادي و االجتمــاعي‪ ،‬و تحقيــق التــوازن االقتصــادي و االجتمــاعي بإعــادة توزيــع الــدخل و‬
‫توجي ــه االقتص ــاد حس ــب مخطط ــات الدول ــة للتنمي ــة االقتص ــادية و االجتماعي ــة‪ ،‬و تبع ــا ل ــذلك‪ ،‬تع ــددت و‬
‫تنوعت أنواع اإليرادات العامة و مصادرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع اإليرادات العامة‬


‫هناك تقسيمات مختلفة لإليرادات العامة‪ ،‬فبعض هذه التقسيمات يرتكز على المعايير التالية‪:‬‬
‫من حيث مصدرها تقسم اإليرادات العامة إلى أصلية (أمالك الدولة الزراعية‪ ،‬التجارية‪ ،‬الصــناعية)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و إيرادات مشتقة (الضرائب‪ ،‬الرسوم‪ ،‬الغرامات)‪.‬‬
‫من حيث دوريتهــا و انتظامهــا إلى إيــرادات عاديــة (أمالك الدولــة‪ ،‬الرســوم و الضــرائب)‪ ،‬و إيــرادات‬ ‫‪-‬‬
‫غير عادية (القروض العامة‪ ،‬اإلصدار النقدي)‪.‬‬
‫من حيث اسـ ــتعمال السـ ــلطة للحصـ ــول عليهـ ــا‪ ،‬تقسـ ــم إلى إيـ ــرادات جبريـ ــة (الضـ ــرائب‪ ،‬الغرامـ ــات)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إي ــرادات غ ــير جبري ــة تحص ــل عليه ــا الدول ــة عن طري ــق االختي ــار (كال ــدخول الناتج ــة عن األس ــهم و‬
‫المستندات التي تمتلكها الدولة و ثمن منتجات األثمان العامة الغير احتكارية‪ ،‬و الرسوم)‪.‬‬

‫تقســيم آخــر يتخــذ وجهــة نظــر الممــول كمعيــار للتقســيم‪ ،‬فتقســم إلى هبــات (الهــدايا و التبرعــات)‪ ،‬و مــوارد‬
‫تعاقدية (أثمان منتجات القطاع العام و موارد إجبارية‪ ،‬الضرائب و الغرامات)‪.‬‬

‫و مهما يكن من أمر هذه التقسيمات جميعا‪ ،‬فهي ال تتعدى أن تكون محاوالت لجمع الموارد المتألفــة في‬
‫طبيعتهــا أو المتشــابهة في احكامهــا في أقســام متماثلــة تيســيرا لمهمــة البحث و الدراســة‪ ،‬إال أنــه نظــرا لمــا‬
‫يشوب هذه التقسيمات جميعا من تداخل و تضارب‪ ،‬فإننا نؤثر تركها جانبا‪.‬‬

‫و بناء عليه‪ ،‬سوف نكتفي بسرد مصادر اإليرادات العامة للدولة على النحو التالي‪:‬‬
‫أمالك الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرسوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضرائب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصدار النقدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫القروض العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬أمالك الدولة‪:‬‬
‫يقصد بأمالك الدولة جميع مصـادر الـثروات الـتي تمتلكهـا الدولـة و بواسـطتها يتم سـد نفقاتهـا‪ ،‬و من هـذه‬
‫المصــادر‪ :‬األراضــي الزراعيــة‪ ،‬الغابــات‪ ،‬المنــاجم‪ ،‬العقــارات‪ ،‬الطــرق‪ ،‬الجســور‪ ،‬المطــارات‪ ،‬إضــافة إلى‬
‫ذلـــك مـــا أصـ ــبحت تملكـــه الدولـــة في العصـ ــر الحـــديث من مش ــروعات صـ ــناعية‪ ،‬و تجاري ــة‪ ،‬و أســـهم و‬
‫سندات‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسوم‪:‬‬
‫تعتبر الرسوم مصدرا من مصدر اإليرادات العامة‪ ،‬حيث يقوم أفراد المجتمع بـدفع مبلـغ نقـدي للدولـة أو‬
‫أحـد أشـخاص القـانون العـام مقابـل خدمـة تقـدم لهم من قبـل الدولـة‪ ،‬و الرسـم عبـارة عن مبلـغ نقـدي يدفعـه‬
‫جبرا مقابل خدمة معينة يحصل عليها من الدولة أو إحدى الهيئات العامة‪ ،‬و تكــون هــذه الخدمــة فائــدة لــه‬
‫و للمجتمع في الوقت نفسه‪ ،‬و من أمثلــة ذلــك‪ ،‬رســوم الهــاتف‪ ،‬رســوم إصــدار جــوازات الســفر و اإلقامــة‪،‬‬
‫رسوم تسجيل الوالدة‪.‬‬

‫‪ -3‬الضرائب‪:‬‬
‫الضرائب كمصـدر لإليـرادات العامـة يعتـبر من الموضـوعات الـتي أثـارت اهتمـام و جهـود المتخصصـين‬
‫في حق ــل المالي ــة العام ــة‪ ،‬و ه ــذا االهتم ــام ن ــابع من دور و أهمي ــة الض ــرائب في تلبي ــة احتياج ــات الدول ــة‬
‫الحديثة من الموارد المالية لمواجهة النفقات المتزايدة‪ ،‬و الضريبة عبارة عن مبلـغ نقـدي تقتطعـه السـلطة‬
‫العامـة من األفـراد جـبرا و نهائيـا و بـدون مقابـل مشـاركة منهم في األعبـاء العامـة‪ ،‬و يتناسـب مقـدار هـذا‬
‫االقتطاع مع القدرة المالية للممول‪.‬‬

‫هنــاك أنــواع متعــددة للضــرائب‪ ،‬و كــل دولــة تحــدد أنــواع الضــرائب الــتي تفـرض على أفــراد المجتمــع مــع‬
‫األخــذ في االعتبــار كافــة األوضــاع االجتماعيــة و االقتصــادية و األهــداف الــتي تســعى لتحقيقهــا من جــراء‬
‫الحصــول على تلــك الضــرائب‪ .‬النظــرة الحديثــة للضــرائب ترتكــز على نظريــة التضــامن الــتي نــادى بهــا‬
‫لوفبمرجر التي تقوم على أساس االعتقـاد بوجـود مصـلحة عامـة مشـتركة بين أفـراد المجتمـع تقـوم الدولـة‬
‫على رعايته ــا و تأمينه ــا‪ ،‬ل ــذا فإنه ــا الب ــد للدول ــة من م ــوارد اقتص ــادية تتمكن بواس ــطتها من إش ــباع تل ــك‬
‫الحاجات العامة‪ ،‬و على هذا‪ ،‬فمن حــق الدولــة أن تفـرض الضــرائب على أفــراد المجتمــع كمشــاركة منهم‬
‫في تحمل األعباء العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلصدار النقدي‪:‬‬
‫قد تلجأ الدولة لإلصدار النقدي كمصدر من مصادر اإليرادات العامة لتغطية نفقاتهــا العامــة‪ ،‬و اإلصــدار‬
‫النقدي يعـني إصـدار كميـة إضـافية من النقـود تسـتخدمها الدولـة في تمويـل نفقاتهـا العامـة‪ ،‬و تسـتند الدولـة‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫به ــذا الص ــدد على س ــلطتها في اإلش ــراف على النظ ــام النق ــدي و توجيه ــه‪ ،‬و تحدي ــد القواع ــد ال ــتي يس ــير‬
‫بمقتضاها مع تعيين الكميات الــتي يمكن إصــدارها من النقـود‪ .‬إن لجــوء الدولــة لهــذا النــوع من اإليــرادات‬
‫تتــأثر حولــه كثــير من المحــاذير‪ ،‬لــذلك يكــون في أضــيق الحــدود‪ ،‬ألن عمليــة التوســع في اإلصــدار النقــدي‬
‫يترتب عليه مضاعفات‪ ،‬منها ارتفاع مستوى األسعار‪ ،‬انخفاض القـوى الشـرائية للنقـود‪ ،‬و هـذا مـا يـؤدي‬
‫إلى التضخم‪ ،‬لذلك نجد بعض المفكرين االقتصاديين يطلقون على هذه الوسيلة التضخم المالي‪.‬‬

‫‪ -5‬القروض العامة‪:‬‬
‫تعتبر القـروض من مصـادر اإليـرادات العامـة الـتي تلجـأ إليهـا الدولـة لتغطيـة نفقاتهـا‪ ،‬و يقصـد بـالقروض‬
‫العامــة المبــالغ النقديــة الــتي تســتدينها الدولــة أو هيئاتهــا العامــة من البنــوك أو الهيئــات الخاصــة أو األفــراد‬
‫داخ ــل الدول ــة أو خارجه ــا‪ ،‬م ــع التعه ــد ب ــرد أص ــولها و فوائ ــدها من ــذ الحص ــول عليه ــا ح ــتى إعادته ــا إلى‬
‫مقرضيها وفق الشروط المتفق عليها‪ ،‬أي العقد الذي تم القرض بموجبه‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تكــون النفقــة العامــة في شــكل مبلــغ مــالي أو نقــدي‪ ،‬حيث تقــوم الدولــة بــدورها في اإلنفــاق العــام باســتخدام‬
‫مبلـغ نقـدي ثمنـا لمـا تحتاجـه من منتجـات سـلع و خـدمات من أجـل تسـيير المرافـق العامـة و ثمنـا لـرؤوس‬
‫األمـ ــوال اإلنتاجيـ ــة الـ ــتي تحتاجهـ ــا للقيـ ــام بالمشـ ــاريع االسـ ــتثمارية الـ ــتي تتوالهـ ــا‪ ،‬و لمنح المسـ ــاعدات و‬
‫اإلعانات االقتصادية منها و االجتماعية و الثقافية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدفقات و اإليرادات‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن بنــك التنميــة المحليــة باالختصــار هــو بنــك عــام شــبكة من ‪ 152‬وكالــة‪ ،‬أوال و قبــل كــل شــيء هــو بنــك‬
‫الشـ ــركات الصـ ــغيرة و المتوسـ ــطة و التجاريـ ــة في مفهومـ ــه األوسـ ــع‪ ،‬ثم بنـ ــك المهن و األفـ ــراد و األسـ ــر‬
‫الليبيراليــة‪ ،‬طموحــه هــو المشــاركة بنشــاط في تنميــة االقتصــاد الوطــني و خاصــة في إنعــاش االســتثمارات‬
‫للشـ ــركات الص ـ ــغيرة و المتوسـ ــطة في جميـ ــع القطاعـ ــات‪ ،‬من ناحيـ ــة أخـ ــرى تشـ ــارك في جميـ ــع أنظمـ ــة‬
‫المســاعدة الوظيفيــة المحــددة الــتي وضــعتها الســلطات العامــة‪ ،‬كمــا أن تلبيــة االحتياجــات التمويليــة لألفــراد‬
‫هي إحدى أولوياتها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم بنك التنمية المحلية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف بنك التنمية المحلية‬


‫أوال‪ :‬نشأته‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫تم إنشاء بنك التنمية المحلية بموجب مرسوم رقم ‪ 85 – 85‬المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ ،1985‬و هو يمثل‬
‫مؤسسة مالية اقتصادية عامة برأس مال قدره ‪ 7.140.000.000‬دينار جزائري‪.‬‬

‫ورثت في إنش ــائها تس ــعة و ثالثين وكال ــة و ف ــرع و مكتب رئيس ــي‪ ،‬و ق ــوة عامل ــة من س ــبعمائة عمي ــل‪،‬‬
‫انبثقت من القرض الشعبي الجزائري كجزء من إعادة هيكلة القطاع المالي‪.‬‬

‫ب ــدأ نش ــاطها في ‪ 01‬جويلي ــة ‪ ،1985‬في أوت من نفس الع ــام ت ــولى البن ــك أنش ــطة االتح ــادات االئتماني ــة‬
‫البلدي ـ ــة في الجزائ ـ ــر و وه ـ ــران و قس ـ ــنطينة‪ ،‬مقس ـ ــمة إلى ثماني ـ ــة ش ـ ــبكة وك ـ ــاالت‪ ،‬بم ـ ــا في ذل ـ ــك خمس ـ ــة‬
‫متخصص ـ ـ ــة في عملي ـ ـ ــات ال ـ ـ ــرهن‪ ،‬في ع ـ ـ ــام ‪ 1986‬و في ذل ـ ـ ــك ال ـ ـ ــوقت لم يكن ل ـ ـ ــديها أداة تكنولوجي ـ ـ ــا‬
‫المعلومــات‪ ،‬ســواء على المســتوى المركــزي أو على مســتوى الوكالــة‪ ،‬لــذا تمت معالجــة العمليــات يــدويا‪،‬‬
‫من ناحي ــة أخ ــرى‪ ،‬ت ــزامن إنش ــاء ه ــذا البن ــك م ــع األزم ــة االقتص ــادية ال ــتي ه ــزت البالد في ع ــام ‪،1986‬‬
‫بسبب االنخفاض المفاجئ في أسعار النفط‪ ،‬مما جعل تطورها غير مؤكد‪.‬‬

‫تحــولت إلى حكم ذاتي‪ ،‬و شــهدت تحــوال في وضــعها القــانوني إلى شــركة مســاهمة على النظــام األساســي‬
‫الصادر في ‪ 20‬فبراير ‪.1989‬‬

‫و م ــع خمس ــة و ثالثين عام ــا من الوج ــود‪ ،‬ف ــإن بن ــك التنمي ــة المحلي ــة هي أص ــغر بن ــوك الش ــبكات العام ــة‬
‫الجزائري ــة ال ــتي تض ــع نفس ــها الي ــوم في الس ــوق المص ــرفية الجزائري ــة‪ ،‬باعتباره ــا الش ــركات الص ــغيرة و‬
‫المتوسطة و المهن الحرة و األفراد‪.‬‬

‫و هي موجـودة في السـوق الوطـني مـع مجموعـة واسـعة من المنتجـات المصــرفية المتخصصــة للشـركات‬
‫و األفراد من خالل‪:‬‬
‫تمويل الشركات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل في إطار مخططات المشاريع الصغيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمويل اإلسكان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم خدمات مصرفية الكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف البنك‬


‫تأس ــس بن ــك التنمي ــة المحلي ــة في ع ــام ‪ 1985‬في ش ــكل ش ــركة بن ــك وط ــني مخص ــص للتموي ــل و التنمي ــة‬
‫المحلي ــة‪ ،‬ثم تحويل ــه إلى ش ــركة مس ــاهمة في ع ــام ‪ 1989‬ب ــرأس م ــال الض ــمان االجتم ــاعي بقيم ــة ‪36.8‬‬
‫مليار دينار‪ ،‬ثم إصدار موافقتها في عام ‪ 2002‬و المساهمون الرئيسيون فيها هي وزارة المالية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫يمتلك بنك التنمية المحلية شبكة من ‪ 152‬وكالة تم تأسيسها و توزيعها في جميع أنحاء التراب الوطني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام و وظائف و أهداف بنك التنمية المحلية‬


‫البنــك هــو عــون اقتصــادي يلعب دورا هامــا في اإلنعــاش االقتصــادي من أجــل هــذه األخــيرة‪ ،‬تقــوم بتقــديم‬
‫قوانين دقيقة لتسمح بالتبادل بين البنوك‪.‬‬

‫و يقوم البنك بجلب المودعين من جهة و المقترضين من جهة أخرى‪.‬‬

‫إن البنك هو نظام مالي يعمل و بصفة عادية‪ ،‬و ذلـك وفــق إسـهامات بشـكل إيـداع ألجـل و ذلـك من أجـل‬
‫مردودية أفضل‪.‬‬

‫تتمثل مهمة هذا البنك في تنفيذ جميـع العمليـات المصــرفية طبقـا للقـوانين المعمـول بهـا في منح التسـليفات‬
‫و القروض بمختلف األشكال و المسـاهمة في تنميـة الجماعـات المحليـة تنميـة اقتصــادية و اجتماعيـة وفقـا‬
‫لسياسة الحكومة‪ ،‬و في حدود المخططات الوطنية للتنمية تسرد فيما يلي‪:‬‬
‫العمليات التي لها صلة بالقروض على الرهن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمليات االستثمارية المنتجة المخططة التي تبادر بها الجماعات المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات الخاصة الفالحية و هذا بطريقة البنوك التجارية األخرى بنفسها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقدم كل شخص طبيعي أو معنوي و حسب الشروط و األشكال المسموح بها تسبيقات و سلفات على‬ ‫‪-‬‬
‫سندات عمومية تصدرها الدولة إلى الجماعات المحلية و الهيئات العمومية‪.‬‬
‫يقوم بتمويل عمليات التجارة الداخلية الجهوية و المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقوم بتنفيذ المخططات و البرامج التنموية الوطنية القطاعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعالج جميع عمليات البنك و القرض و الصرف التي لها عالقة بأعمال تسيير موجوداته المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫* وظيفة بنك التنمية المحلية‪:‬‬
‫إن وظيف ــة بن ــك التنمي ــة المحلي ــة ت ــتربع على أنح ــاء ال ــوطن في إط ــار س ــنوات من النش ــاط‪ ،‬و ال ــتي م ــرت‬
‫بــاختالف المراحــل‪ ،‬و ذلــك باإلنعــاش من خالل عمليــات تحققت بســرعة و الــتي ســمحت بتــأمين خــدمات‬
‫ذات نوعيــة و جــودة‪ ،‬و بفضــل نظــام مؤهــل يأخــذ على عاتقــه مجموعــة من العمليــات البنكيــة و الزبــائن‬

‫الش ــريفي زوليخ ــة – يخل ــف كريم ــة‪ ،‬الق ــرض العق ــاري و دوره في تنمي ــة قط ــاع الس ــكن‪ ،‬م ــذكرة تخ ــرج لني ــل ش ــهادة‬ ‫‪1‬‬

‫الليسانس التطبيقي في التجارة الدولية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ -‬جامعة الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫بمختل ــف أن ــواعهم‪ ،‬و زي ــادة على ذل ــك‪ ،‬الطلب المتزاي ــد‪ ،‬حيث أص ــبحت تق ــوم بتق ــديم النص ــائح و ممثل ــة‬
‫للخدمات ألن حصته من قروض الزبائن هم موارد تقوم بتطوير عمليات القرض و زيادة الفائدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫* أهداف بنك التنمية المحلية‪:‬‬
‫تتمثل أهداف بنك التنمية المحلية في‪:‬‬
‫تعبئ ــة ك ــل القــروض ال ــتي له ــا عالق ــة م ــع مؤسس ــات أخ ــرى عام ــة و المش ــاركة في القــروض و حش ــد‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسســات أخــرى‪ ،‬كــل تمويــل يكــون وفقــا لمخططــات تمويليــة وطنيــة قطاعيــة‪ ،‬و تلقي ايــداع لطلب و‬
‫اي ــداع ألج ــل من ك ــل ش ــخص ط ــبيعي أو معن ــوي‪ ،‬القي ــام باالكتت ــاب‪ ،‬الحي ــازة‪ ،‬الحف ــظ‪ ،‬ال ــرهن‪ ،‬القي ــام‬
‫بمعامالت كل األوراق الحكومية‪ ،‬الضمانات و تأمين قسم التمويل‪.‬‬
‫معالجة كل عمليات البنـك‪ ،‬القـرض‪ ،‬و القيـام بالتبـادل مـع مختلـف النشـاطات من أجـل تسـيير القـدرات‬ ‫‪-‬‬
‫و االستخدامات‪.‬‬
‫القبول بكل شخص طبيعي أو معنوي يتوافق مع كل الشروط المصرح بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسبيقات على األوراق الحكومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قروض قصيرة متوسطة و طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استقبال و جمع كل مداخيل عن طريق الشيك أو نقدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يهدف إلى أفضل خدمة للزبائن و االستماع إلى انشغاالتهم و شكاويهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق رضا العميل من غير فشل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيــذ سياســة الدولــة و خاصــة فيمــا يتعلــق بالحــد من البطالــة عن طريــق منح القــروض لــدعم تشــغيل‬ ‫‪-‬‬
‫الشباب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك التنمية المحلية‬
‫يتركز الهيكل التنظيمي لبنك التنمية المحلية على شبكة واسـعة من الوكـاالت على كافــة الـتراب الوطـني‪،‬‬
‫تترأســها المديريــة العامــة‪ ،‬و ذلــك لكي تكــون قريبــة أكــثر من زبائنهــا‪ ،‬حيث يشــرف على هــذه الوكــاالت‬
‫فروع االستفالل تتولى تنظيمها و تسييرها‪ ،‬و عددها خمسة عشر (‪ )15‬فرعا‪.‬‬

‫‪ -1‬التعريف بالمديرية العامة‪:‬‬

‫الشريفي زوليخة – يخلف كريمة‪ ،‬القرض العقاري و دوره في تنمية قطاع السكن‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫منشورات بنك التنمية المحلية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫يتواج ــد مق ــره األساس ــي كم ــا س ــبق و أن ذكرن ــاه ببلدي ــة اس ــطاوالي ش ــارع قاس ــمي عم ــار والي ــة الجزائ ــر‪،‬‬
‫يحتوي المقر العام على تسعة ‪ 9‬مديريات‪ ،‬و لكـل منهـا رمـز خـاص‪ ،‬حيث أن فـروع هـذه المـديريات قـد‬
‫انتشرت خالل سنة ونصف من تأسيسها على كامل التراب الوطني‪.‬‬

‫انطلق البنك في البداية بـ ‪ 40‬وكالـة فقـط‪ ،‬حيث واجـه مشـاكل ماليـة عديـدة‪ ،‬باإلضــافة إلى نقص الوسـائل‬
‫المادية‪ ،‬كاألدوات الالزمة في اإلعالم اآللي‪ ،‬هذا في بداية المشوار‪ ،‬أما حاليا فهي تحتوي على‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ :01‬هيكل بنك التنمية المحلية‬

‫عددها‬ ‫الهياكل‬
‫‪147‬‬ ‫عدد الوكاالت االستغاللية‬
‫‪05‬‬ ‫عدد الوكاالت الغير استغاللية‬
‫‪15‬‬ ‫عدد الفروع‬
‫‪04‬‬ ‫عدد األقسام‬
‫‪16‬‬ ‫عدد المديريات المركزية الشبكية‬
‫‪01‬‬ ‫عدد المديريات المركزية‬

‫‪ -2‬الفروع‪:‬‬
‫هي العنصـ ــر الوسـ ــيط بين الوكـ ــاالت و المديريـ ــة المركزيـ ــة‪ ،‬حيث يكمن دورهـ ــا في تنشـ ــيط مسـ ــاعدة و‬
‫مراقب ــة العملي ــات‪ ،‬و نش ــاط الوك ــاالت المترابط ــة له ــا‪ ،‬كم ــا أنه ــا تق ــوم بال ــدور اإلعالمي‪ ،‬حيث تنتق ــل ك ــل‬
‫المس ــتجدات و التع ــديالت الحاص ــلة على الق ــوانين على الوك ــاالت اآلتي ــة به ــا من المديري ــة العام ــة كونه ــا‬
‫مسؤولة على مجموع الوكاالت‪.‬‬

‫‪ -3‬الوكاالت‪:‬‬
‫إن الوكالـة هي الخليـة األساسـية لنشـاطات البنـك فقـط أوكـل إليهـا عـدة مهـام و مسـؤوليات‪ ،‬لـذلك يجب أن‬
‫ترقى إلى المستوى الذي يمكن من خالله االعتماد عليها في هياكل االســتقبال و المعالجــة لتلبيــة حاجيــات‬
‫الزبائن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و تنقسم الوكاالت حسب نشاطها إلى‪:‬‬

‫سهام موهوب‪ ،‬القروض البنكية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس تخصص مالية‪ ،‬جامعة بومرداس‪.2002 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫وكالـــة ذات طـــابع كبـــير‪ :‬تـــدعى بالوكـــاالت الرئيســـية فيكـــون فيه ــا حس ــابات الزب ــائن تفـــوق ‪10000‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب‪ ،‬و يتراوح عدد موظفيها من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬موظفا‪.‬‬
‫وكالة ذات نشاط متوسط‪ :‬هي وكالة يتراوح عدد الحسابات فيهــا من ‪ 6000‬إلى ‪ 10000‬حســاب‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫يصل عدد موظفيها من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬موظفا‪.‬‬
‫وكال ــة ذات نش ــاط ض ــعيف‪ :‬هي وكال ــة ي ــتراوح ع ــدد الحس ــابات فيه ــا من ‪ 01‬إلى ‪ 6000‬حس ــاب‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫يصل عدد موظفيها إلى ‪ 10‬على األكثر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الشكل رقم ‪ :01‬الهيكل التنظيمي لبنك التنمية‬
‫الرئيس المدير العام‬
‫المحلية‬
‫قسم التفتيش و التدقيق ‪016‬‬ ‫ديوان المديرية العامة‬
‫مديرية التدقيق و التنظيم ‪098‬‬ ‫مديرية رأس المال البشري ‪640‬‬

‫مديرية المفتشية العامة ‪074‬‬ ‫خلية تسيير المشاريع ‪023‬‬

‫خلية تسيير الجودة‬

‫نائب المدير ‪ /‬تجاري ‪03‬‬ ‫نائب المديرالعام ‪ /‬ما خلف المكاتب‬ ‫نائب المدير العام ‪/‬السند و األنظمة‬ ‫نائب المدير العام ‪ /‬مخاطر مراقبة و‬
‫المعلوماتية ‪040‬‬
‫مديرية المخاطر المالية ‪093‬‬
‫مديرية الخدمات البنكية العادية‬ ‫مديرية الخزينة و األسواق ‪089‬‬ ‫مديرية األنظمة المعلوماتية ‪085‬‬
‫مديرية تحصيل الديون ‪032‬‬
‫مديرية الخدمات البنكية عن بعد ‪048‬‬ ‫مديرية مصالح التسديد ‪070‬‬ ‫مديرية المحاسبة المركزية ‪083‬‬
‫مديرية الشؤون القانونية و المنازعات ‪059‬‬
‫مديرية التحليالت و متابعة القروض‬ ‫مديرية التسديدات ‪024‬‬ ‫مديرية مراقبة التسيير ‪091‬‬
‫مديرية المراقبة الدائمة ‪035‬‬
‫مديرية التسويق و االتصال‬ ‫مديرية اإلشراف على األقطاب‬ ‫مديرية الوسائل المادية ‪062‬‬
‫مديرية المطابقة ‪022‬‬
‫مديرية تنمية السندات االلكترونية‬ ‫دائرة تسيير المساهمات ‪049‬‬ ‫مديرية تنمية الشبكة ‪0430‬‬
‫هيئة أمن األنظمة المعلوماتية ‪019‬‬
‫مديرية القروض على الرهن‬ ‫مديرية األمن و األرشيف ‪011‬‬

‫مشروع نافذة التساهمية ‪906‬‬ ‫مديرية السند و الصيانة ‪008‬‬


‫دائرة تسيير الصفقات ‪021‬‬
‫المقر ‪038‬‬ ‫البشرية إدارة‬
‫‪2020‬‬ ‫المصدر‪ :‬مصلحة التنظيم و نظام الموارد دائرة‬
‫الموارد البشرية ‪905‬‬ ‫التنظيم و‬
‫المحلية)‬ ‫خليةالتنمية‬
‫(وثائق صادرة عن بنك‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم مديرية التسديدات‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المديرية ‪DR‬‬


‫أنشــأت مديريــة التســديدات بــأمر من الــرئيس المــدير العــام في القــرار رقم ‪ 524/2016‬المــؤرخ في ‪26‬‬
‫ســبتمبر ‪ ،2016‬و تم دخــول هــذا القــرار حــيز التنفيــذ في تــاريخ ‪ 13‬نوفمــبر ‪ ،2016‬و قــد طــرأت عليــه‬
‫ع ــدة تغ ــيرات و تجدي ــدات على مس ــتوى ال ــدوائر المتواج ــدة في المديري ــة و يتجلى فيم ــا يلي التنظيم الع ــام‬
‫لمديرية التسديدات قبل و بعد التعديل‪:‬‬
‫ق ــرار يه ــدف إلى تغي ــير الهيك ــل التنظيمي الج ــزئي و الكلي لمديري ــة التس ــديدات فض ــال عن المناص ــب‬ ‫‪-‬‬
‫العضوية و المعيارية المحددة مسبقا‪.‬‬
‫مديرية التسديدات ترفق بشكل هرمي إلى نائب المدير العام ‪ /‬خلف المكاتب و العمليات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لض ـ ــمان تحس ـ ــين األداء و تكام ـ ــل األنش ـ ــطة بين مختل ـ ــف الهياك ـ ــل الكلي ـ ــة و الجزئي ـ ــة المكون ـ ــة لمديري ـ ــة‬
‫التسديدات قرر ما يلي‪:‬‬
‫إعادة تسمية دائرة "التسيير و الرواتب" إلى دائرة "التسديد و محاسبة األجور"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة تسمية مصلحة "جدولة الرواتب" إلى مصلحة "المراقبة و تسوية األجور"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة تسمية مصلحة "محاسبة الرواتب" إلى مصلحة "التصريح و محاسبة الرواتب"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تمت هيكلة مديرية التسديدات إلى ثالث دوائر و هي كاآلتي‪:‬‬


‫‪ -1‬دائرة تسوية الموردين‪:‬‬
‫‪ 1-1‬مصلحة متابعة التسديدات‬
‫‪ 1-2‬مصلحة التسديدات‬
‫‪ -2‬دائرة التسديد و محاسبة األجور‪:‬‬
‫‪ 2-1‬مصلحة مراقبة و تسوية األجور‬
‫‪ 2-2‬مصلحة التصريح و محاسبة األجور‬
‫‪ -3‬دائرة المراقبة و المتابعة‪:‬‬
‫‪ 3-1‬مصلحة مراقبة و إدارة العمليات‬
‫‪ 3-2‬مصلحة التحليل و التسويات‬
‫لكل دائرة رئيس قسم يقوم بإدارتها و يشرف على رؤساء المصالح باإلضافة إلى سكرتيرة إدارية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لمديرية التسديدات ‪DR‬‬

‫الشكل رقم ‪ :02‬الهيكل التنظيمي لمديرية التسديدات‬

‫المدير‬

‫سكرتارية إدارية‬

‫قسم تسوية األجور و‬ ‫دائرة خلية مراقبة‬


‫قسم تسوية الموردين‬
‫معالجتها محاسبيا‬ ‫الجودة و المتابعة‬

‫مصلحة‬ ‫مصلحة التصريح‬


‫التسديدات‬ ‫محاسبة األجور‬

‫مصلحة متابعة‬ ‫مصلحة مراقبة و‬


‫التسوية‬ ‫تسوية األجور‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة التنظيم و نظام الموارد البشرية ‪( 2020‬وثائق صادرة عن مديرية التسديدات)‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة حالة‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫كمـ ــا تطرقنـ ــا مسـ ــبقا إلى كشـ ــف األجـ ــرة في الجـ ــزء النظـ ــري من المبحث السـ ــابق‪ ،‬سـ ــوف نـ ــرى في هـ ــذا‬
‫المبحث لعامـــل على مســـتوى مديريـــة التســـديدات ببنـــك التنميـــة المحلي ــة‪ ،‬و بالت ــالي تطرقن ــا إلى مختلـــف‬
‫التعويضات الخاصة بالعامل ثم إعداد كشف األجرة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكونات األجر‬


‫أوال‪ :‬أهم المعطيات الخاصة بالمستخدم‬
‫االسم‪ :‬نزيم‬ ‫التاريخ‪ :‬جانفي ‪2020‬‬
‫العنوان‪/ :‬‬ ‫تاريخ االزدياد‪26/07/1993 :‬‬
‫الشعبة‪ :‬المحاسبة العامة‬ ‫تاريخ التوظيف‪02/01/2018 :‬‬
‫الوظيفة‪ :‬مكلف بمحاسبة األجور‬ ‫تاريخ الترقية‪02/01/2018 :‬‬
‫رمز الوظيفة‪2203 :‬‬ ‫التأهيل‪ :‬مرسم‬
‫المقر‪ :‬مديرية التسديدات‬ ‫رقم الحساب‪138532808 :‬‬
‫رقم التسجيل‪10484 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوضع الخاص باألجرة‬


‫النقاط الفردية‪18 :‬‬ ‫القسم‪11 :‬‬ ‫الصنف‪02 :‬‬
‫التعويض المهني‪% 4 :‬‬ ‫األجر األساسي‪37440 :‬‬ ‫رقم االستدالل‪450 :‬‬
‫تعويض العمل الدائم‪/ :‬‬ ‫مكافأة السلة‪ 500 :‬دج‬ ‫تعويض الخطر‪/ :‬‬
‫تعويض العوض الموسخ‪/ :‬‬ ‫تعويض لضرر الصحة‪/ :‬‬ ‫تعويض منصب العمل‪/ :‬‬
‫منحة المردودية‪% 25 :‬‬ ‫مكافأة النقل‪/ :‬‬ ‫تعويض العمل الشاق‪/ :‬‬
‫تأمينات طبية‪% 0.63 :‬‬ ‫تعويض الصندوق‪/ :‬‬ ‫تعويض المنطقة‪/ :‬‬

‫ثالثا‪ :‬حساب أجرة المنصب‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫األجر القاعدي = رقم االستدالل ‪ +‬نقاط فردية ‪X 80‬‬


‫األجر القاعدي = (‪ X 80 = 37440 )18 + 450‬دج‬

‫تعويض الخبرة المهنية = نسبة التعويض ‪ X‬األجر القاعدي‬

‫تعويض الخبرة المهنية = ‪ X 37440 = 1497.60 % 4‬دج‬

‫منحة المردودية = نسبة المنحة ‪ X‬األجر القاعدي‬

‫منحة المردودية = ‪ X 37440 = 9360.00 % 25‬دج‬

‫أجر المنصب = األجر القاعدي ‪ +‬تعويض الخبرة المهنية ‪ +‬منحة المردودية‬


‫أجر المنصب = ‪ 48297.60 = 9360.00 + 1497.60 + 37440.00‬دج‬

‫رابعا‪ :‬األجر الخاضع للضريبة‬

‫اقتطاع الضمان االجتماعي = أجر المنصب ‪% X 9‬‬

‫اقتطاع الضمان االجتماعي = ‪ X 9 % = 4346.78 48297.60‬دج‬

‫تعويض السلة = قيمة التعويض ‪ X‬عدد األيام الفعلية للعمل‬

‫تعويض السلة = ‪ 500‬دج ‪ X 22‬يوم = ‪ 11000‬دج‬

‫تعويض النقل = قيمة التعويض ‪ X‬عدد األيام الفعلية للعمل‬

‫تعويض النقل = ‪ 1500‬دج‬

‫األجر الخاضع للضريبة = أجر المنصب– اقتطاع الضمان االجتماعي ‪ +‬تعويض السلة ‪ +‬تعويض النقل‬

‫األجــر الخاضــع للضــريبة = ‪56450.82= 500.00 + 11000.00 + 4346.78 – 48297.60‬‬


‫دج‬

‫خامسا‪ :‬صافي الدفع‬

‫الضريبة على الدخل الخاضع االجمالي‪ :‬باستعمال سلم الضريبة لسنة ‪2008‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫األجر الخاضع = ‪ 56450‬دج‬

‫جدول رقم ‪ :02‬أقساط الضريبة‬

‫قسط الضريبة‬ ‫النسبة‬ ‫الفرق‬ ‫قسط الدخل الخاضع‬


‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫[‪]10000 - 0‬‬
‫‪4000‬‬ ‫‪% 20‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫[‪]30000 - 10001‬‬
‫‪7935‬‬ ‫‪% 30‬‬ ‫‪26060‬‬ ‫[‪]56060 - 30001‬‬
‫‪11935‬‬ ‫الضريبة المتراكمة‬

‫بما أن‪X 0.4 = 4774 < 1500 11395 :‬‬


‫فإن‪ 10435 = 1500 – 11395 :‬دج‬
‫إذن قيمة الضريبة على الدخل هي ‪ 10435‬دج‬

‫اقتطاع اشتراك في شركة التأمين الصحي = الدخل الخاضع ‪% X 0.63‬‬


‫اقتطاع اشتراك في شركة التأمين الصحي = ‪ X 0.63 % = 355.64 56450.82‬دج‬

‫صافي الدفع = األجر الخاضع – اقتطاع الضريبة – اقتطاع التأمين‬


‫صافي الدفع = مجموع المكاسب – مجموع االقتطاعات‬
‫صافي الدفع = ‪ 45660.18 = 355.64 – 10435 – 56450.82‬دج‬
‫صافي الدفع = ‪ 45660.18 = 15137.42 – 60797.6‬دج‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كشف األجر‬

‫جدول رقم ‪ :03‬جدولة هذه المعطيات في كشف األجرة‬

‫االسم و اللقب‪ :‬نزيم‬ ‫التاريخ‪ :‬جانفي ‪2020‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ الميالد‪ :‬العنوان‪// :‬‬ ‫رقم التسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجيل ‪10484‬‬


‫الشعبة‪ :‬محاسبة‬ ‫‪06/08/1994‬‬
‫تاريخ التوظيف‬ ‫تاريخ الترقية‬
‫الوظيفة‪ :‬مكلف بالمحاسبة‬
‫‪02/01/2018‬‬ ‫‪02/01/2018‬‬
‫التأهيل‬ ‫رقم الحساب‬
‫‪T‬‬ ‫‪158381749‬‬
‫رقم الضمان االجتماعي‬ ‫رقم الوظيفة‬
‫‪F2203‬‬
‫االقتطاعات‬ ‫المكاسب‬ ‫البيان‬
‫‪37440.00‬‬ ‫األجر األساسي‬
‫‪9360.00‬‬ ‫مكافئة المردودية‬
‫‪1497.60‬‬ ‫الخبرة المهنية‬
‫‪48297.60‬‬ ‫أجر المنصب‬
‫‪4646.78‬‬ ‫اقتطاع الضمان االجتماعي ‪% 09‬‬
‫‪11000.00‬‬ ‫تعويض السلة‬
‫‪1500.00‬‬ ‫تعويض النقل‬
‫‪56450.82‬‬ ‫األجر اإلجمالي الخاضع للضريبة‬
‫‪10435‬‬ ‫الضريبة على الدخل اإلجمالي‬
‫‪355.64‬‬ ‫اقتطاعات التأمين‬
‫‪45660.18‬‬ ‫صافي الدفع‬

‫تسجيل األجرة‬

‫‪37440‬‬ ‫األجر األساسي‬ ‫‪63100‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫‪93660.0‬‬
‫منح و مكافئات‬ ‫‪63102‬‬
‫‪0‬‬
‫‪13977.6‬‬ ‫التعويضات‬ ‫‪63120‬‬
‫‪10435.0‬‬
‫الضريبة على الدخل ‪IRG‬‬ ‫‪442‬‬
‫‪0‬‬
‫‪4346.78‬‬ ‫اشتراك الضمان االجتماعي ‪% 9‬‬ ‫‪43100‬‬
‫‪355.64‬‬ ‫هيئات أخرى ‪% 0.63‬‬ ‫‪432‬‬
‫‪45660.1‬‬
‫أجور مستحقة‬ ‫‪421‬‬
‫‪8‬‬
‫(إعادة كشف األجرة)‬
‫‪12557.3‬‬
‫هيئات اجتماعية (‪)% 25.5‬‬ ‫‪635‬‬
‫‪8‬‬
‫‪12557.3‬‬
‫اشتراك في الضمان االجتماعي‬ ‫‪43110‬‬
‫‪8‬‬
‫(أعباء المستخدم األجرية)‬
‫‪45660.1‬‬
‫أجور مستحقة‬ ‫‪421‬‬
‫‪8‬‬
‫‪45660.1‬‬
‫البنك‬ ‫‪512‬‬
‫‪8‬‬
‫(تسديد األجور)‬
‫‪756.44‬‬ ‫اشتراك التأمين االجتماعي (‪)% 1.34‬‬ ‫‪431‬‬
‫‪355.64‬‬ ‫اشتراك التأمين االجتماعي (‪)% 0.63‬‬ ‫‪432‬‬
‫‪1112.08‬‬ ‫البنك‬ ‫‪512‬‬
‫(تسديد أعباء الضمان)‬
‫‪10435‬‬ ‫الضريبة على الدخل‬ ‫‪422‬‬
‫‪10435‬‬ ‫البنك‬ ‫‪512‬‬
‫(تسديد الضريبة على الدخل)‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة تطبيقية لبنك التنمية المحلية‬

‫‪53‬‬
‫الخـــــــاتــمـة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن العمــل على رفــع النمــو في القطاعــات االقتصــادية األخــرى خــارج المحروقــات من شــأنه ان يعمــل في‬
‫الم ــدى المتوس ــط على المس ــاهمة في تموي ــل اإلنف ــاق‪ ،‬و البحث ع ــل الس ــبل الكفيل ــة بتنوي ــع م ــوارد تموي ــل‬
‫اإلنفـ ــاق‪ ،‬بتشـ ــجيع الصـ ــادرات خـ ــارج المحروقـ ــات عن طريـ ــق منح مزايـ ــا للمسـ ــتثمرين وتشـ ــجيعهم على‬
‫التصدير للخارج وبالتالي فك الموازنة و االقتصاد الوطني من أثر التغيرات الخارجية‪.‬‬

‫و بعــدما تطرقنــا إلى أهم اإليــرادات العامــة الــتي تســاهم مســاهمة حقيقيــة في تغطيــة النفقــات العامــة للدولــة‬
‫وص ــلنا إلى ان ــه هن ــاك عالق ــة بين المتغ ــيرات االقتص ــادية و من خالل دراس ــتنا ه ــذه تمكن ــا من تش ــخيص‬
‫نوعيــة العالقــات بين المتغــيرات‪ .‬و هــذا انطالقــا من أن لمــوارد الدولــة و نفقاتهــا تــأثيرا كبــيرا و مباشــرا‬
‫على نمو االقتصاد الوطني و على توازنه أيضا‪ ،‬و بالمقابل فان أي تغيير في مســتوى النمــو االقتصــادي‬
‫سواء باالزدهار أو بالركود فمن شانه أن يؤثر تــأثيرا ملموســا على مــوارد الدولــة و نفقاتهــا العامــة ســواء‬
‫باإليجــاب أو بالســلب‪ ،‬فكلمــا كــانت مصــادر إيــرادات الدولــة كبــيرة و كثــيرة كلمــا اســتطاعت أداء نشــاطها‬
‫وتحقيق أهدافها التنموية و تغطية نفقاتها العامة‪.‬‬

‫اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫إن أس ــباب تواج ــد المؤسس ــات العمومي ــة ال يقتص ــر على س ــبب واح ــد فق ــط‪ ،‬و إنم ــا لع ــدة أس ــباب‬ ‫‪-‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية و فرصية‪ ،‬و كلها تهدف إلى حماية االقتصاد و تطويره‪.‬‬
‫أن أهداف المؤسسة العمومية عديدة‪ ،‬حيث تسعى إضافة لتحقيــق الــربح إلى تلبيــة حاجيــات الفـرد‬ ‫‪-‬‬
‫و تحسين مستواه المعيشي‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المـــــراجـــع‬
‫المراجع‬

‫المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ /1‬ابراهيم الغمدي‪ ،‬السلوك في اإلدارة الحديثة‪ ،‬دار الجامعة المصرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪ /2‬أبــو دوح محمــد عمــر‪ ،‬ترشــيد اإلنفــاق العــام و عجــز ميزانيــة الدولــة‪ :‬دراســة تحليليــة مقارنــة لميزانيــة‬
‫االعتمــاد و البنــود‪ ،‬األداء‪ ،‬التخطيــط و البرمجــة‪ ،‬األســاس الص ــفري في ض ــوء متطلبــات ترشــيد اإلنفــاق‬
‫العام‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬

‫‪ /3‬حسـ ــين الـ ــوادي محمـ ــود‪ ،‬مبـ ــادئ الماليـ ــة العامـ ــة‪ ،‬الطبعـ ــة األولى‪ ،‬دار المسـ ــيرة للنشـ ــر و التوزيـ ــع و‬
‫الطباعة‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬

‫‪ /4‬حمـ ــود القيسـ ــي أعـ ــاد‪ ،‬الماليـ ــة العامـ ــة و التشـ ــريع الضـ ــريبي‪ ،‬الطبعـ ــة التاسـ ــعة‪ ،‬دار الثقافـ ــة للنشـ ــر و‬
‫التوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪.2015 ،‬‬

‫‪ /5‬دراز حامد عبد المجيد و آخرون‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬

‫‪ / 6‬الدكتورة رضوان حنان‪ ،‬مدخل النظرية المحاسبية‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬جامعة عمان األهلية‪.‬‬

‫‪ /7‬شحادة الخطيب خالد – زهير شامية أحمد‪ ،‬أسـس الماليـة العامـة‪ ،‬الطبعـة الرابعـة‪ ،‬دار وائـل للنشـر و‬
‫التوزيع‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪ /8‬فتحي احمد ذياب عواد‪ ،‬اقتصاديات المالية العامــة‪ ،‬الطبعــة األولى‪ ،‬دار الرضــوان للنشــر و التوزيــع‪،‬‬
‫عمان‪.2013 ،‬‬

‫‪ /9‬محــرزي محمــد عبــاس‪ ،‬اقتصــاديات الماليــة العامــة‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬ديــوان المطبوعــات الجامعيــة بن‬
‫عكنون – الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ /10‬ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1998 ،‬‬

‫‪57‬‬
‫المراجع‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة األجنبية‬

‫‪1/ Jean LONGATTE, Jacques MULLER, Economie d’entreprise, Dunod, Paris,‬‬


‫‪2004.‬‬
‫‪2/ Pierre CONSO, La gestion financière de l’entreprise, 8 eme édition, Dunod,‬‬
‫‪Paris, 2000.‬‬

‫المذكرات‪:‬‬

‫‪ /1‬سـ ــهام موهـ ــوب‪ ،‬القـ ــروض البنكيـ ــة‪ ،‬مـ ــذكرة تخـ ــرج لنيـ ــل شـ ــهادة الليسـ ــانس تخصـ ــص ماليـ ــة‪ ،‬جامعـ ــة‬
‫بومرداس‪.2002 ،‬‬
‫القوانين‪:‬‬

‫‪ /1‬المواد ‪ 08‬و ‪ 09‬و ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 17/02‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 1438‬الموافــق لـ ‪10‬‬
‫يناير ‪ 2017‬المتضــمن القـانون التـوجيهي لتطـوير المؤسسـات الصــغيرة و المتوسـطة‪ ،‬الجريـدة الرسـمية‪،‬‬
‫العدد ‪.02‬‬

‫‪58‬‬

You might also like