Professional Documents
Culture Documents
د. حافيظ إسماعيلي علوي
د. حافيظ إسماعيلي علوي
1
د .حافظ إسماعيلي علوي
"إن القانون هو مهنة الكلمات"
.0توطئة:
التقسيم الكالسيكي للمعرفة ( )knowledgeإىل حقول معرفية ()disciplinesتقليد عريق استقر منذ
زمن اإلغريق القدماء واستمر إىل العصور الوسطى .وقد أدى ظهور اجلامعات األوروبية وتعقد اجملتمعات
الغربية إىل تطور هذا التقسيم الكالسيكي ليرتسخ مع بداية عصر النهضة ( ،)renaissanceوليستقر هنائياً
مع حتديد مالمح العامة جملا تت العلو ا تجتماعية واإلنسانيات ،اليت تطورت يف أواخر القرن التاسع عشر
حىت القرن العشرين ،إىل أن أصبحت على الشكل الذي هي عليه اآلن .وقد كانت املتطلبات الديناميية
املستمرة للمجتمعات احلديثة ذات الطبيعة املعقدة اليت تتطلب درجات أعلى من التخصص ،السبب
األساس يف التغيري املستمر حلدود احلقول املعرفية ومعاملها.2
ويف العصر احلديث ،قا الفكر اإلبستمولوجي على مبدإ تكامل العلو وتداخلها؛ وهو مبدأ ظهرت
أمهيته وجدواه يف الدراسات البينية ( )Interdisciplinary researchاليت عرفت طريقها إىل الدراسات
اجلامعية بشكل دقيق خالل سبعينيات القرن املنصر ،فأثبتت جناعتها وإجرائيتها التحليلية.
ومل يكن اجملال القانوين بعيداً عن هذا التداخل والتكامل بني العلو واملعارف؛ إذ أدرك الباحثون حجم
التأثري املتبادل وعمقه ،الذي ميكن أن يقو بني القانون واحلقول املعرفية األخرى ،مـمـا أدى إىل ظهور
دراسات بينية مشرتكة يف جما تت القانون واألدب ،والقانون والفلسفة ،والقانون واملالية ،والقانون واإلحصاء،
والقانون والنظرية النقدية ،والقانون والدراسات ا تنتقادية ،والقانون والعلو السياسية.3
وسنحاول يف هذا البحث أن نربز وجها آخر من وجوه هذا التداخل والتكامل ،نعتربه أوضح وأبني،
ونعين بذلك حتديداً ،التداخل بني املعرفة القانونية واملعرفة اللسانية؛ إذ إن العلو القانونية هي "ألصق العلو
اإلنسانية وا تجتماعية كلها باللسانيات .ويكفي للد تلة على ذلك ،أن القوانني كلها قائمة على ضبط لغة
اإلنسان وسلوكه ،وأهنا حتاسب على عد انضباط اللغة والسلوك ،إذا تسببا يف إحداث ضرر لآلخرين،
وشروح القوانني وتفسرياهتا هي -يف احلقيقة -أعمال لغوية ،ترمي إىل ضبط فهم د ت تت القوانني ،من أجل
-1أستاذ اللسانيات ،جامعة قطر ،كلية اآلداب والعلو ،قسم اللغة العربيةhafidsmaili@qu.edu.qa .
-2مشاعل عبد العزيز اهلاجري ،الدراسات البينية وأثرها يف ا تتصال بني احلقول املعرفية -دراسة يف القانون بوصفه
حقالً معرفياً مستقالً وعالقته بغريه من العلو ،ص.177
-3املرجع نفسه ،ص.198
حسن التقيد هبا".1
.1بين اللغة والقانون:
إن تفرد اللغة القانونية باخلصائص السابقة أسفر عن ظهور فرع جديد من فروع اللسانيات (القطاعية)
يعىن خبصوصيات لغة هذا القطاع ومبميزاهتا اللسانية ،وهو ما أضحى يعرف بـ"اللسانيات القانونية" اليت
تعرف بأهنا " الدراسة اللسانية للغة القانون من خالل قانون اللغة ذاته؛ فهي تجمع بين الدراسة اللسانية
للغة القانون وقانون اللغة".3
وإذا كان هذا التخصص ختصصا ناشئا ،فإن العالقة بني العلو الشرعية والعلو اللغوية ليست وليدة
اليو ،فهي عالقة استثمارية قدمية ،فرضتها وتفرضها ،حاجة املشرع إىل اللغة؛ إهنا عالقة األداة بالوسيلة.
لكن هذه العالقة مل حتظ باألمهية الالزمة يف ثقافتنا ،ومل تُتناول يف إطار حبثي منظم .ويرجع أحد الباحثني
السبب يف ذلك "إىل أن هذا التخصص يقع يف املنطقة الرمادية بني القانون واللغة؛ إذ قد يعتقد املعنيون
بالقانون أن هذا املوضوع خيرج عن دائرة اهتمامهم ،ورمبا أحيانا ،عن دائرة قدرهتم وخلفيتهم ،يف حني يعتقد
املعنيون باللغة أهنم غري مؤهلني لبحث هذا املوضوع الذي يتطلب يف املقا األول معرفة القانون .ونتيجة
تعتقاد كل جانب بأن اآلخر هو املعين بأمر تدريس اللغة القانونية ،فقد نشأت فجوة ت جتد من ميألها".4
إن واقع احلال هذا يشذ عن املعروف واملألوف؛ فالتفاعل بني العلو الشرعية وعلو اللغة العربية من
األمور اليت وعاها القدماء وخصوها باهتما كبري؛ فقد حرصوا على مسألة التفاعل والرتابط بني العلو
الشرعية واملعرفة اللغوية لفهم مقاصد اخلطاب الشرعي ،فشكل اهتمامهم بالعلو اللغوية جزءا ت يتجزأ من
اهتمامهم بالعلو الشرعية ،كما تشري إىل ذلك حبوثهم وإشاراهتم املتكررة.5
-1عبد اإلله فونتري ،اللغة العربية والنص التشريعي :تأمالت وإشكا تت ،ص.60
-2عبد القادر الشيخلي ،فن الصياغة القانونية ،ص.103
3- GérardCornu,Linguistiquejuridique,p17.
-4حسن اخلطيب ،الصياغة القانونية ،ص.12
-5فهذا الغزايل مثال ،يقول" :إن أعظم علو ا تجتهاد تشتمل على ثالثة فنون :احلديث ،واللغة ،وأصول الفقه" .أبو
حامد الغزايل :املستصفى يف علم األصول.353/ 2 ،
لـ ـ"قد عين علماء أصول الفقه اإلسالمي باستقراء األساليب العربية وعباراهتا ومفرداهتا ،واستمدوا من
هذا ا تستقراء ،ومما قرره علماء اللغة أيضا قواعد وضوابط ،يتوصل مبراعاهتا إىل النظر السليم يف الكتاب
والسنة ،وفهم األحكا منهما فهما صحيحا يطابق ما يفهمه العريب الذي جاءت النصوص بلغته .وقرروا أن
من شروط اجملتهد أن يكون عاملا باللغة وأحواهلا ،حميطا بأسرارها وقوانينها ،ملما إملاما طيبا بأساليب العرب
يف الكال ليتوصل إىل إيضاح ما فيه خفاء من النصوص ،وإىل رفع ما قد يظهر بينها من تعارض .و ت ميكنه
ذلك إ ت بتعلم اللغة والنحو والبالغة وسائر ما يسمى بعلو اآللة".1
لذلك ت نعجب إذا وجدنا أن األصوليني كانوا حناة وبالغيني ،فقد عمدوا إىل دراسة اخلطاب املتمثل
يف نصوص القرآن والسنة بصفة خاصة تستخالص األحكا الشرعية منها استنادا إىل نوعني من املبادئ:
مبادئ لغوية تتصل بوجوه د تلة اخلطاب ،ومبادئ مقامية تتصل بأغراض الشارع ومبقاصد الشريعة.2
ومن أوائل العلماء الذين ربطوا بني مسائل الفقه ومسائل النحو اإلما حممد بن احلسن الشيباين تلميذ
اإلما أيب حنيفة؛ الذي ضمن كتابه (اجلامع الكبري) مباحث فقهية أدارها على أسس حنوية ،ففتح بذلك
بابا واسعا من أبواب النظر يف التفاعل بني الفقه والنحو .مث جاء من بعده اإلسنوي فصنف كتابه (الكوكب
الدري) وقصره على تعليق النتائج الفقهية مبقتضيات القواعد النحوية.3
وحتتفظ لنا كتب الرتاث حبكايات وأحداث يستفاد منها وجوه عالقة وطيدة بني املعرفة اللغوية واملعرفة
الشرعية؛ إذ حيكى أن أبا يوسف الفقيه دخل على الرشيد وعنده الكسائي حيدثه ،فقال :يا أمري املؤمنني ،قد
سعد هذا الكويف بك وشغلك .فقال الرشيد :النحو أستعني به على القرآن والشعر .فقال الكسائي :إ ْن رأى
أمري املؤمنني أن يأذن له جبوايب عن مسألة من الفقه؟ فضحك الرشيد وقال :أبلغت -يا كسائي -إىل هذا
احلد ،قل! فقال الكسائي :ما تقول يف رجل قال تمرأته :أنت طالق أن دخلت الدار؟ قال أبو يوسف :إذا
دخلت طُلقت :فقال الكسائي :أخطأت! إذا فتحت "أن" فقد وجب األمر ألن "أن" بالفتح ملا قد كان،
بعد .فنظر أبو يوسف بعد ذلك يف النحو ...وقال :اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي
وإذا كسرت فلم يقع ُ
يد النحو ويقول :وما النحو؟ فأردت أن أعلمه فضل النحو فقلت :ما تقول
عند الرشيد ،فجعل أبو يوسف ُ
قاتل غالمك! أيهما كنت تأخذ به؟ فقال :آخذمها
قاتل غالمك! وقال آخر :أنا ٌ يف رجل قال لرجل :أنا ُ
مجيعا! فقال الرشيد :أخطأت -وكان له علم بالعربية -فاستحىي وقال :كيف ذلك؟ فقال :الذي يؤخذ بقتل
قاتل غالمك بالنصب
قاتل غالمك باإلضافة ألنه فعل ماض ،وأما الذي قال أنا ٌ
الغال هو الذي قال أنا ُ
فاعل ذلك غدا إ ت أن
فال يؤخذ ألنه مستقبل مل يكن بعد .كما قال اهلل عز وجل" :و ت تقولن لشيء إين ٌ
-1عبد الوهاب عبد السال طويلة ،أثر اللغة يف اختالف اجملتهدين ،ص.5
-2خالد ميالد ،اإلنشاء يف العربية بني الرتكيب والد تلة :دراسة حنوية تداولية ،ص.314
-3عبد الوهاب عبد السال طويلة ،أثر اللغة يف اختالف اجملتهدين ،ص.5
يشاء اهلل" ( ) 24-23 /18ولو أن املنون مستقبل ما جاز فيه غدا .فكان أبو يوسف بعد ذلك ميدح النحو
والعربية.1
وقد ظهر التداخل البيين بني العلو اللغوية والعلو القانونية جليا يف الثقافة العربية خالل هناية القرن
التاسع عشر وطيلة القرن العشرين؛ وهي مرحلة انتقالية يف تاريخ الدول العربية؛ حيث كانت معظم هذه
الدول يف بدايات حصوهلا على استقالهلا ،وكان يتعني عليها التعامل مع نصوص مكتوبة أصال بلغات
أخرى .فقد عرفت مصر سنة 1883بداية استخدا اللغة العربية لغة للقانون الوضعي ،وإن ظلت اللغة
مث عرفت البالد العربية ، 1949 األجنبية تستخد يف احملاكم األجنبية والقوانني املختلطة حىت سنة
استقالهلا بالتدريج ،فظهرت دراسات وحبوث تنم عن إدراك أصحاهبا ألمهية اجلانب اللغوي يف املعرفة
القانونية.2
ويف عصرنا احلايل تعرف الدراسات البينية بني القانون واللسانيات نكوصا واضحا ،وميكن أن نفسر
ذلك ب عوامل كثرية ،منها عد ترسخ البحث اللساين يف الثقافة العربية بالشكل املطلوب ،وعد قدرة
اللسانيات على التغلغل يف اجملتمع وا تخنراط يف قضاياه من جهة ،ومن جهة ثانية عد ثقة احمليط يف
اللسانيات واللسانيني ألسباب تارخيية وحضارية مرتاكمة ،3وهذا ما يفسر ضعف احلصيلة يف هذا اجملال
الذي ما يزال يف حاجة إىل حبوث ودراسات جتسر اهلوة الكبرية بني اجملالني القانوين واللساين.
وعلى العكس من ذلك متاما تعرف الثقافة الغربية اهتماما متزايدا هبذا اجملال (اللسانيات القانونية)
الذي حظي وحيظى بعناية كبرية واهتما متزايد؛ فقد زادت أدوار اللسانيني وإسهاماهتم يف جمال القانون على
حنو متزايد كمستشارين وشهود وخرباء ،...وتزايدت كذلك التقارير املنشورة املرتبطة هبم مع البيبليوغرافيا
احلديثة اليت تتضمن ما يقرب من ألف ومائيت مدخل يف اللسانيات والقانون ،وشرعت اجمللة اجلديدة املسماة
بـ"اللسانيات القضائية" يف النشر سنة ، 1994وهي عضو رمسي يف اجلمعية الدولية للسانيات القضائية
واجلمعية الدولية للصوتيات القضائية ،اللتني أنشئتا حوايل . 1990وقد وصلت حمتويات اجمللة اجلديدة إىل
ألف ومائيت استشهاد يف قائمة البيبليوغرافيا ،تتوزع على جمموعة من التخصصات؛ من الصوتيات السمعية
والصوت املطبوع إىل نظرية الد تلة وأفعال الكال .ويعكس اجلزء اجلوهري من تلك الدراسات العديد من
ا تهتمامات املصنفة بكيفية مألوفة حتت املظلة السوسيولسانية اليت تتضمن علم اللهجات ،وحتليل اخلطاب،
والتواصل عرب ثقايف...؛ إذ ميكن للسوسيولسانيني أن يؤدوا دورا هاما يف املساعدة على صياغة القوانني اليت
أشرنا آنفا إىل أن للقانون لغة فنية خاصة وهي اللغة القانونية العامة ،اليت جند إىل جانبها خصوصيات
بالغية أسلوبية واضحة تسم اللغات القانونية المتخصصة.
.1.3الخصائص العامة للغة القانون
اهتمت بعض الدراسات بتحديد اخلصائص العامة للغة القانون؛ فوجدت أن املعجم القانوين
اإلجنليزي ،مثال ،يعج بالكلمات القدمية وا تستعما تت الطقوسية والرمسية ،والكلمات املتسلسلة ،والكلمات
املألوفة احململة باملعاين غري املألوفة والكلمات الدقيقة جدا ،وأن القانون األملاين يشتمل على مصطلحات
مغرقة يف التجريد ،مع تردد كبري تستعمال األمساء .أما اللغة املستعملة يف القانون الصيين ،فهي لغة عادية،
تستعمل معجم اللغة العا احململ مبعان قانونية ،مما جيعل اللغة القانونية الصينية تزخر باستعما تت غامضة
وعامة وملتبسة.4
كما أولت بعض البحوث أمهية للدراسات القانونية املقارنة؛ فصنفت األنظمة القانونية الكربى يف
العامل إىل أصناف متنوعة ،واملقصود هنا بـ"النظا القانوين" طبيعة القانون بشكل عا وحمتواه ،وكذا البىن
وح ِّكم وأُدير عربها يف و تية قضائية ما .إن أنظمة من هذا القبيل ميكن أن تصنف
واملناهج اليت ُشِّرع ُ
oاللغة القانونية لغة البساطة والوضوح والمباشرة :فهي لغة واضحة وبسيطة ختلو من ا تستعما تت
اجملازية ،ويرتتب على ختلف أي من هذه اخلصائص الوقوع يف التخليط وصعوبة الوصول إىل فهم
حقيقة املراد .و ت حيول احلفاظ على هذه السمات دون انتقاء اجلزل من الكال والشيق من أساليب
التعبري2؛
oاللغة القانونية لغة العمومية والتجريد :إن الطابع السلطوي العا للقانون ،الذي ينتج عنه توقيع
العقاب على كل من خيالف هذه القواعد ،يوجب أن تكون القاعدة القانونية عامة وجمردة تطبق
على اجلميع بال متييز؛
oاللغة القانونية لغة فنية :ألهنا تعرب عن أدق تفاصيل الفكر القانوين مثل التفسري والتقدير
واستخالص القرائن والتكييف واملنطقية وغريها؛
oاللغة القانونية لغة معيارية :إهنا لغة فرض الواجبات واحلقوق ،وبالتايل فهي لغة تقريرية حيث إن
الوظيفة األساسية للقانون هي تنظيم السلوك البشري والعالقات البشرية؛
oاللغة القانونية لغة اصطالحية :وهذه الصفة ترجع إىل أهنا لغة خاصة ،فهى تعرب عن حقائق
قانونية أو حقائق طبيعية واجتماعية ،كما أهنا تعرب أيضاً عن األفعال احملظورة واجلزاء املرتتب على
ارتكاهبا ،كما تتسع كذلك لتعرب عن أدق العمليات الذهنية اليت تؤدي إىل نتيجة معينة...
وعالوة على هذه اخلصائص العامة ،تتميز اللغة القانونية خبصائص لسانية أخرى ،ميكن أن جنملها يف:
-1وقد اهتدى إىل هذه اخلالصة أحد الباحثني العرب ،يقول" :من مسات التفكري اللغوي يف القانون أن له مباين
مشرتكة ،تنسحب على القانون العا واخلاص ،يف خمتلف دول العامل .هذا على الرغم من اختالف البىن الذهنية،
وا تجتماعية ،واللغوية ،لواضعي هذه القوانني ،بعضهم عن بعض" .مسري شريف استيتية ،اللسانيات :اجملال ،والوظيفة،
واملنهج ،ص.)497
-2عز الدين عبد اهلل ،لغة القانون يف مصر ،ص.109
-الخصائص المعجمية :إن لغة القانون "لغة اصطالحية" كما أشرنا سابقاً ،وهذه الصفة ترتبط خبصوصية
املعجم القانوين .فإذا كانت البساطة والوضوح والدقة من خصائص اللغة القانونية ،فإن ذلك متأت من
استخدا التعبريات ا تصطالحية .غري أن ما هو جدير باإلشارة هنا ،أن اللغة القانونية ،وعلى عكس اللغات
اخلاصة اليت تستعمل املصطلح الواحد للد تلة على املفهو الواحد؛ أي "أحادية د تلة املصطلح" ،اليت تعد
مسة من السمات املائزة للغات اخلاصة جتعلها مفهومة يف سياقات ثقافية متعددة ،جند أن اللغة القانونية
ختتلف من هذه اجلهة حتديدا؛ فمدلو تت املصطلحات القانونية ختتلف من حقل قانوين إىل آخر (إداري-
جنائي -مدين ،)...-إذ قد يعطى للمصطلح الواحد د ت تت خمتلفة.1
-الخصائص الداللية :إذا كانت النصوص القانونية مفتوحة على باب ا تجتهاد والتأويل ،فإن ذلك ت
يعين إطالقا حرية مطلقة يف شرح النص القانوين وتأويله ،بل يتعني على مؤويل النصوص القانونية واجملتهدين
يف فهمها أ ت خيرجوا عن املعىن األساسي هلذه النصوص ألن "املعىن الذي ينبغي البحث عنه يف النص
القانوين هو املعىن الذي يري ده النص ،ت املعىن الذي يريده الباحث فيه ،ألن املعىن -يف غياب احلصانة
اللغوية -ميكن أن يتعدد وختتلف وجوهه حبيث تضيع الغاية من تنظيم احلياة".2
وعموما تبقى اخلصائص الد تلية من أهم املميزات اللسانية للنص القانوين ،بل "إن أدق موطن
تطبق فيه قواعد علم الد تلة ومفاهيمه هو علم القانون؛ ألن مدار احلكم فيه على الد ت تت املختلفة لألقوال
واألفعال .وإذا كان علم الد تلة يف اللسانيات يقو على معاين األلفاظ واجلمل والسياقات ،فإن العلو
القانونية كلها تفعل ذلك ،وتضيف إليها تركيزها على د ت تت األحداث ،واملواقف ،واألفعال ،والعالقات،
وجتعل كل أولئك مؤثرة إجيابا أو سلبا يف احلكم .بل إن القوانني نفسها حتسب هذه األمور وترصدها ،وحتدد
أكثر تبعاهتا ،وتبين األحكا على أساس ذلك .وقد تقع أحداث غري متوقعة ،فيتوجه رجال القانون إىل
حتديث القوانني ،وتعديل األحكا ،مبا يتناسب والوقائع اجلديدة".3
-الخصائص التركيبية :تتميز اجلمل القانونية عادة بالطول ،واستعمال اجلمل املركبة والطويلة ،واستعمال
الشرط وا تستثناء ،والعبارات السببية" :يظهر ذلك يف القوانني ،واألنظمة ،واألحكا ،وشروح القوانني ،وغري
ذلك مما له صلة بالقانون .إن عبارات كهذه" :تبعا لذلك ،وبناء عليه ،ومما يرتتب على هذا "...ذات سريورة
يف كثري من األعمال والنصوص القانونية ،والفرق كبري بني استخدا أهل القانون هلذه العبارات ،وسائر
ا تستخدامات .إن القانون جيعل هذه العبارات أساسا حكميا ،يهيئ القارئ إىل احلكم املرتتب على ما
-1انظر امللحق.1
-2حممد اهلادي الطرابلسي ،مسالك البحث عن املعىن يف النص القانوين ،ص.536
-3مسري شريف استيتية ،اللسانيات :اجملال ،والوظيفة ،واملنهج ،ص.493
سبق".1
-الخصائص التداولية :اللغة القانونية لغة إجنازية باألساس؛ ألهنا تنجز آثارا ونتائج .إهنا جتسيد لعالقة
اللغة بالفعل؛ وهو ما جيعل من اخلطاب القانوين خطابا وثيق الصلة بالواقع ،ألن معناه ت يتحقق إ ت إذا
حتول إىل منجز فعلي ،بل لعل القانون هو اخلطاب الوحيد الذي ت تكون له قيمة إ ت بتطبيقه يف الواقع
فعال ،وعملية "التأثري بالقول" هي اليت قد يتحول الكال مبقتضاها إىل منجز فعلي.
ويظهر الطابع اإلجنازي للغة القانونية من خالل متييز القانون بني ما يسمى "القواعد اآلمرة" و"القواعد
املكملة" .فالقانون ينظم سلوك األشخاص يف اجملتمع عن طريق قواعد قانونية ،وهي القواعد اليت تتضمن
خطابا موجها لألفراد بأداء عمل ما أو ا تمتناع عنه .ومييز عادة بني القواعد اآلمرة واملكملة باعتماد املعيار
الشكلي الذي يقو على اعتماد ألفاظ النص ذاته طريقا ملعرفة القاعدة القانونية ،هل هي قاعدة آمرة أو
مكملة استنادا إىل العبارة املستخدمة يف القاعدة ،ومدى جواز ا تتفاق على ما خيالف حكمها من عدمه،
فإذا كانت العبارة تدل على عد جواز ا تتفاق على خمالفتها كانت آمرة وإن دلت على جواز ذلك كانت
مكملة .وعادة ما يستخد املشرع ألفاظا متداولة مثل :جيب -ت جيوز -مينع -ت يصح -يعترب باطال -ت
ميكن -إذا و جب...
إىل جانب املعيار الشكلي ،وهو معيار لغوي ،حيدث التمييز باملعيار املوضوعي؛ فقد ت تتضمن
القاعدة لفظ أمر يوحي بالنهي أو ا ت متناع كدليل على أن القاعدة آمرة أو أهنا ت تتضمن نصا يسمح
با تتفاق على خمالفتها كدليل على أن القاعدة مكملة أو املفسرة ،وعندئذ جيب البحث عن معيار آخر
خارج اللفظ والنص الذي جرت به القاعدة القانونية وذلك من خالل البحث يف موضوع القاعدة القانونية
ومدى عالقتها بالنظا العا أو املصاحل األساسية للمجتمع لذلك يطلق على هذا املعيار باملصطلح
املوضوعي أو املعنوي ألنه يكمن يف موضوع القاعدة واملراد منها ،ولذلك فهو اعتبار تداويل بالدرجة األوىل.
.2.3لغة (لغات) القانون وخصائصها البالغية و األسلوبية:
يستخد املشتغلون يف جمال القانون لغات خمتلفة باختالف جما تت ا تشتغال [إصدار األحكا ،
الدفاع ،]...وتتميز كل لغة من هذه اللغات خبصوصيات جتعل منها منطا فريدا ،على الرغم مما جيمعها من
خصوصيات عامة توحد لغات القانون بشكل عا ،ومن هذه اللغات :لغة التشريع ،ولغة احملاماة ،ولغة
القضاء...
.1.2.3لغة التشريع:
أهم ما مييز لغة التشريع أهنا لغة مباشرة؛ ألهنا موجهة إىل العمو ،ولذلك من املفروض أن تكون
-1عبد الرزاق أمحد السنهوري ،على أي أساس يكون تنقيح القانون املدين املصري ،ص.115
-2سعيد أمحد بيومي ،لغة احلكم القضائي ،ص.41
-3عبد اإلله فونتري ،اللغة العربية والنص التشريعي :تأمالت وإشكا تت ،ص ص.63-61
.8اعتماد الضمائر املسترتة وضمائر الغائب كلما كان استعماهلا مفيدا يف الد تلة على املضمر ،وخيف
اللبس ،وجب اإلظهار ملا لذلك من تأثري بليغ على السياق يف بيان املقصود ،وعلى من يعود عليه الضمري،
سيما إذا تعلق األمر مبن يقع عليه التزا ،أو من هو خماطب بقاعدة ،أو من هو صاحب حق؛
.9جتنب استعمال النعوت والصفات إ ت إذا كان ذلك يف معرض البيان املطلوب ،أو لضرورة تقنية ملحة؛
.10ا تستعاضة ع ن الصيغ اإلنشائية الطويلة باجلمل القصرية املتسلسلة ،من أجل التعبري املباشر ويف حدود
املطلوب ،عن املعاين احلقوقية املراد اإلفصاح عنها؛
.11غلبة استعمال اجلمل الفعلية يف الصياغة القانونية ،وقلة استعمال اجلملة ا تمسية ،اليت يتم اللجوء إليها
يف حا تت نادرة ،خصوصا عندما يتعلق األمر بإقرار مبدأ ،أو إقرار معادلة قانونية بني احلقوق وا تلتزامات؛
.12غلبة استعمال الفعل املضارع يف الصياغة القانونية ،مادا زمن تطبيق القاعدة دائما هو زمن تحق
لتاريخ إصدارها ،يف حني أن احلا تت النادرة اليت يستعمل فيها الفعل املاضي تكون مقتصرة على حا تت
وصف وقائع قانونية من أجل ترتيب آثار ونتائج قانونية عليها؛
.13جتنب الصياغة القانونية التعابري العامة والغامضة وامللتبسة ،واستعمال صيغ وعبارات دقيقة بد ت عنها،
تعكس لغة معيارية يف جمال احلقوق وا تلتزامات ،وليس جمرد إعالن للنيات والتطلعات ،على غرار ما هو
احلال بالنسبة إىل بعض املواثيق والصكوك الدولية اليت يكون فيها األمر مقصودا ومطلوبا من أجل حث
الدول وتشجيعها على إصدار تشريعات وطنية.
.2.2.3لغة المحاماة:
قد تكون لغة احملاماة لغة حديث (املرافعات) أو لغة كتابة (املذكرات) ،وهي يف كلتا احلالتني لغة
التماس ،ولغة خماطبة املشاعر قبل خماطبة العقول .فقد "بدأت احملاماة صناعة خطابة ،وفصاحة ،وبالغة،
وإطالة ،مث تطورت ،كما تطور كل شيء يف هذا العامل ،إىل صناعة إقناع ،وحجج ،وأدلة .بدأت فنا ،قوامه
اللفظ البليغ". 1
إن نص املرافعة سواء أكان مكتوبا (مذكرة) أو شفويا (مرافعة) حيمل خصوصيات لسانية .فال بد
للمحامي من معرفة مبخارج احلروف وصفاهتا وما يعرتي بعضها من تغريات عند النطق ،وأن يتمرن على
إبرازها أخذا بعني ا تعتبار العوامل املؤثرة يف إنتاج الصوت؛ ألن صوت اإلنسان أهم وسائل التعبري عما
خيتلج النفس ،فقد تكون العني ،واملالمح ،واإلشارة ،واحلركة.....وسائل للتعبري ت تقل بالغة ،لكن الصوت
يبقى أمهها .يؤدي الصوت اإلنساين املعاين برتاوحه بني ا ترتفاع وا تخنفاض وا تحنباس وا تنطالق والسرعة
والبطء يف األداء والرقة والتفخيم ،وهذه خصائص من شأهنا أن تؤثر على حمتوى أي مرافعة .كما أن مرافعة
يعرف زكي عرييب احلكم القضائي بالقول" :احلكم القضائي هو عنوان احلقيقة ،وعنوان احلقيقة جيب أن
يكون جديرا هبا من حيث صياغته على األقل".1
ت تنتهي مهمة القاضي بالوصول إىل رأي فاصل يف الدعوى املطروحة أمامه؛ إذ عليه أن يؤيد حكمه
بقلمه .وليس األمر يسريا ،ت سيما يف القضايا اليت تدفع فيها حجج اخلصو بعضها البعض ،كل لديه من
احلجج الدامغة والرباهني القوية ما جيعل القاضي حائرا بينها ،حىت ما إذا قال كلمته احلامسة ،فإنه يثور
التساؤل عن كيفية هذا القول.2
و ت قيمة لل فكر الذي ينتهي إليه القاضي بدون لغة يعرب هبا عن هذا الفكر ،فباللغة ينتقل يقني إقناع
القاضي من دائرة ا تقتناع الداخلي إىل الفكر احملسوس الذي ميكن من إدراكه والوقوف عليه .3لذلك يتعني
عليه "أن يصوغ حكمه يف أسباب .وهذه األسباب يتطلع إليها اخلصمان ،سواء اخلاسر دعواه أو الكاسب
هلا .ومعرفة أصول اللغة متكنه من فهم حجج اخلصو ودفاعهم ،كما أهنا تعينه على الوقوف على أسرار كل
لفظ عند نقاش اخلصو أمامه وما يدلون به يف مرافعاهتم وما يسطرونه يف مذكراهتم املقدمة إليه.4
وترهتن اللغة القضائية بشخص القاضي وتتأثر جبوانب شخصيته وتكوينه العلمي والقضائي ،ويرتتب
على ذلك اختالف لغة القضاء ،لكن ذلك ت مينع من وجود ضوابط مشرتكة جيب التقيد هبا ،ومن ذلك
التوفر على حس لغوي ميكن القاضي من حسن اختيار األلفاظ ،ودقتها ،وا تبتعاد عن احلشو ...وهذه
ضوابط جيب أن يتقيد هبا القاضي يف حترير األحكا 5؛ ألهنا تساعده على تفهم الواقعة بأركاهنا وظروفها.
وجيب لذلك أن تكون أسباب احلكم مقنعة ،و ت يتوفر هذا اإلقناع إ ت بأن يكون لدى كاتبها املقدرة
حبيث يستطيع أن يعاجل بقلمه القضية من مجيع نواحيها .يبني جبالء وقائعها ،ويستعرض خمتلف اآلراء فيها
حاولنا يف هذا البحث أن نبني مدى أمهية اللغة يف تشكل اخلطاب القانوين وإعطائه هويته؛ فرجل
القانون ت ميكن أن يستغين عن املعرفة اللغوية ،ألن النصوص القانونية حمكومة بقواعد وضوابط لغوية
باألساس مستمدة من طبيعة اللغة العربية واستعما تهتا ،وبذلك تكون املعرفة اللغوية أحد أدوات استنباط
املعىن من نسيج متكامل (النص القانوين).
إن " العالقة بني اللغة والتشريع هي عالقة تفاعل معقدة؛ إذ بدون لغة سليمة ودقيقة وواضحة وحمكمة،
وبدون معرفة صحيحة بأصول التشريع ومبادئه املرجعية ،ت ميكن للخطاب التشريعي أن يؤدي وظيفته،
وحيقق مبتغاه .إن العالقة بني اللغة والتشريع هي يف حقيقتها عالقة بني احملرر واملشرع ،بني العبارة وصانع
القرار" ،4فلذلك ت نبالغ إذا قلنا إن اللغة هي نصف العمل القانوين.
لالعتبارات السابقة فإن التطبيق السليم للقانون ت ميكن أن يكون بالشكل املطلوب إ ت من خالل
نصوص قانونية واضحة ودقيقة ،وهذا ت ميكن أن يتحقق أيضا إ ت إذا انصب ا تهتما على اللغة اليت تصاغ
هبا النصوص القانونية ،ونعين بذلك اجلوانب الشكلية واللغوية والد تلية للنص القانوين ،اليت ينتج عنها
بالضرورة تطبيق القانون بكيفية سليمة؛ فاللغة هي الوعاء أو اإلطار الذي حيول املادة القانونية إىل نص
بروح ...والصياغة القانونية هي أحد أسس القاعدة القانونية ،فهي اليت تنفث فيها الروح وخترجها إىل حيز
ملحق ()1
بيبليوغرافيا:
)1إبراهيم أبو الليل وحممد األلفي ،املدخل إىل نظرية القانون ونظرية احلق ،الكويت ،جامعة الكويت. 1986 ،
)2أبو عبيد اهلل حممد بن عمران املرزباين ،نور القبس املختصر من املقتبس يف أخبار النحاة واألدباء
والشعراء والعلماء ،تح رودلف زهلامي ،دار النشر فرانتس شتاينر بفيسبادن1384 - 1964 ،هـ.
)3أمحد بلخريية ،رسالة القاضي ،مؤسسات عبد الكرمي بن عبد اهلل للنشر والتوزيع ،تونس ،الطبعة
الثانية( ،د.ت).
)4أمحد عبد الظاهر ،لغة احملاكم ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة األوىل. 2012 ،
)5أمحد فتحي مرسي ،حماضرات يف األدب القضائي ،املركز القومي للدراسات القضائية. 1989 ،
)6بريو كاملندري ،قضاة وحمامون ،ترمجة حسن العروسي ،دار املعارف مبصر ،الطبعة الثانية. 1962 ،
)7حافظ إمساعيلي علوي ،اللسانيات يف الثقافة العربية املعاصرة :دراسة حتليلية نقدية يف قضايا التلقي
وإشكا تته ،دار الكتاب اجلديدة املتحدة ،لبنان. 2009 ،
)8حافظ إمساعيلي علوي ،لغة النص هوية النص ،مدخل إىل لسانيات القانون ،املؤمتر الدويل الرابع
للسانيات النص وحتليل اخلطاب ،جامعة ابن زهر ،أكادير ،املغرب 25-19 ،مارس. 2014 ،
)9حامد مصطفى" ،أدب القانون" ،جملة القضاء ،مصر ،السنة الثانية -1943 ،العدد( ،6ص ص- 34
.)37
)10حسن اجلداوي ،قضايا تارخيية ومرافعات ،مكتبة حسني الراعي ،القاهرة (د.ت) (د.ط).
)11حسن اخلطيب" ،املسائل املتعلقة بالتفسري القضائي" ،جملة القضاء ،مصر ،السنة السادسة
والثالثون ، 1981 ،العدد 1و 2و 3و ( 4ص ص.)422 -408
)12حسن اخلطيب ،الصياغة القانونية واملنطق القضائي ،جملة القضاء ،مصر ،السنة الثانية والثالثون،
کانون الثانی - 1977العدد ( ،1ص ص.)157 -139
)13حسن السيد بسيوين ،تقاليد ومنهجية العمل القضائي ،مطابع الدار اهلندسية ،مصر. 2010 ،
)14حسن السيد بسيوين ،منهجية العمل القضائي( ،د.ط). 2000 ،
)15خالد ميالد ،اإلنشاء يف العربية بني الرتكيب والد تلة :دراسة حنوية تداولية ،منشورات كلية اآلداب
منوبة ،تونس. 2001 ،
)16زكي عرييب ،لغة األحكا واملرافعات ،الكتاب الذهىب للمحاكم ( ،)1883 -1933مصر ،اجلزء
الثاين ،الطبعة الثانية( . 1990 ،ص ص.)190 -156
سعيد أمحد بيومي ،لغة احلكم القضائي ،دراسة تركيبية د تلية ،دار الكتب القانونية مصر دار )17
شتات للنشر والربجميات مصر ،الطبعة األوىل1430 ،هـ. 2009 -
سعيد أمحد بيومي ،لغة القانون يف ضوء علم لغة النص ،دراسة يف التماسك النصي ،دار الكتب )18
القانونية مصر ،دار شتات للنشر والربجميات مصر ،الطبعة األوىل1431 ،هـ. 2010 -
مسري شريف استيتية ،اللسانيات :اجملال ،والوظيفة ،واملنهج ،عامل الكتب احلديث ،وجدارا للكتاب )19
العاملي ،األردن ،الطبعة الثانية1429 ،هـ. 2008 /
عبد اإلله فونتري" ،اللغة العربية والنص التشريعي :تأمالت وإشكا تت" ،ضمن كتاب اللغة العربية )20
يف اخلطاب التشريعي واإلداري واإلعالمي يف املغرب ،ندوة أكادميية اململكة املغربية ،الرباط 21-20
أكتوبر 12-11 ، 2010ذو القعدة 1431هـ ،مطبوعات أكادميية اململكة املغربية ،سلسلة الندوات،
( ، 2011ص ص.)87-55
)21عبد احلي حجازي ،املدخل لدراسة العلو القانونية :القانون وفقا للقانون الكوييت ،الكويت ،جامعة الكويت،
. 1972
)22عبد الرزاق أمحد السنهوري" ،على أي أساس يكون تنقيح القانون املدين املصري" ،الكتاب الذهيب
للمحاكم األهلية ( ،)1933-1833الطبعة الثانية ،طبعة نادي القضاة ،مصر ،1990 ،اجلزء الثاين،
(ص ص)143-106
عبد القادر الشيخلي ،فن الصياغة القانونية ،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان1415 ،هـ- )23
. 1995
عبد الوهاب خالف" ،تفسري النصوص القانونية وتأويلها" ،جملة احملاماة ،مصر ،السنة احلادية )24
والعشرون ،ذو القعدة وذو احلجة 1369هـ ( -) 1949العدد 9و( ،10ص ص.)461- 447
)25عبد الوهاب خالف" ،تفسري النصوص القانونية وتأويلها ،جملة احملاماة" ،مصر ،السنة احلادية
والثالثون ،سبتمرب ، 1950العدد ( ،1ص ص.)195-182
عبد الوهاب عبد السال طويلة ،أثر اللغة يف اختالف اجملتهدين ،دار السال للطباعة والنشر )26
والتوزيع والرتمجة( ،د.ت)( ،د.ط).
)27عدنان اخلطيب" ،اللغة القانونية يف األقطار العربية ووجوب تصفيتها وتوحيدها" ،الرسالة15 ،
شوال 1363هـ ( ،) 1944العدد ( .587ص ص.)895 -893
)28فلوريان كوملاس (حترير) ،دليل السوسيولسانيات ،ترمجة د .خالد األشهب ،وماجدولني النهييب،
املنظمة العربية للرتمجة ،الطبعة األوىل ،بريوت ،كانون األول (ديسمرب) . 2009
)29حممد الذوادي ،ف"ي خماطر فقدان العالقة العضوية بني اجملتمعات العربية ولغتها" ،ضمن كتاب
اللسان العريب وإشكالية التلقي ،مركز دراسات الوحدة العربية ،سلسلة كتب املستقبل العريب ،الطبعة
الثانية ،بريوت ،شباط /فرباير( ، 2001 ،ص.)61-41
)30حممد اهلادي الطرابلسي ،مسالك البحث عن املعىن يف النص القانوين ،من أشغال ندوة "املعىن
وتشكله" ،بكلية اآلداب منوبة ،مجع وتنسيق منصف عاشور ،منشورات كلية اآلداب منوبة ،تونس،
نوفمرب. 1999 ،
)31مشاعل عبدالعزيز اهلاجري" ،الدراسات البينية وأثرها يف ا تتصال بني احلقول املعرفية -دراسة يف
القانون بوصفه حقالً معرفياً مستقالً وعالقته بغريه من العلو " ،جملة احلقوق ،الكويت ،العدد الثالث/
السنة احلادية والثالثون -سبتمرب . 2007
المراجع األجنبية:
32) Deborah Cao, 2007, Translating Law, Multilingual maters, LTD, Library of
Congress Cataloging in Publication Data.
33) Frederick A. Philbrick, 1949, Language and the law, The Macmillan company-
New York.
34) Gérard Cornu, 2000, Linguistique juridique, Editions Montchristien, E.J.A.
35) Jezry Wroblewski, 1988, Les langages juridiques une typologie, Droit et societé,
N° 8, pp15-30.