عقد تحويل الفاتورة في القانون الجزائري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬

‫ حوت فيروز‬/‫أ‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
2018‫ جوان‬/ 02‫العدد‬

‫ حوت فيروز جامعة الجياللي اليابس سيدي بلعباس‬/‫أ‬

‫عقد تحويل الفاتورة في القانون الجزائري‬

:‫الملخص‬
‫ فيكون الوفاء‬،‫تبىن املعامالت التجارية على مبدأ السرعة واالئتمان والثقة لذلك يلجأ التجار إىل إقامة عالقات دائنة فيما بينهـم‬
‫ غري أنه قد جيد نفسه يف حاجة إىل السيولة النقدية يف الوقت الذي ميلك فيه‬،‫ أين يلجا املتعامل يف هذه احلالة إىل حترير فواتري‬،‫ألجل‬
‫ وإما ألن تكاليف حتصيلها باهظة إذا كان‬،‫ هذه األموال إما أهنا غري مستحقة الدفع ألن أجل استحقاقها مل حين‬،‫أمواال يف ذمة الغري‬
‫ كان البد من إجياد تقنية يستطيع من خالهلا املتعامل متويل‬،‫ وإلجياد حل للخروج من هذه الضائقة املالية‬.‫املدين يقيم يف اخلارج‬
‫ نظم املشرع اجلزائري عقد حتويل الفاتورة‬،‫ مسايرة ملستجدات العصر خاصة يف ظل االقتصاد احلر‬.‫وتسيري وكذا حتصيل حقوق زبائنه‬
،‫ واحلفا على مبدأ التعاون الشامل‬،‫ وذلك ضمانا حلسن سري املعاملة‬،‫باعتباره ميكانزمي عملي لتمويل الديون وتسيريها وكذا حتصيلها‬
.‫وكذا الثقة واالئتمان‬
.‫ عقد حتويل الفاتورة – الفاكتورينغ – شراء الديون التجارية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract
Commercial transactions are based on the principle of speed, credit and trust, Therefore, traders
resort to relationships Creditors among them, Then the fulfillment of the order, where the
customer is in this case, leads to a factoring, but he may find himself in need of cash at the time
when he owns funds in the care of others, these funds are either not payable because their due
date has not yet arrived, or because collection costs are prohibitive if the debtor resides abroad.
To find a solution out of this financial crisis, it was necessary to find a technology through which
the customer can finance and manage as well as collect the rights of his clients.
In keeping with the developments of the era, especially in light of the free economy, the
Algerian legislator organized the invoice transfer contract as a practical mechanism for
financing, managing and collecting debts, in order to ensure the proper conduct of the transaction
and maintain the principle of comprehensive cooperation as well as trust and credit.
Keywords: Invoice transfer contract - factoring - Purchase of commercial debt.

261 ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تقوم املعامالت التجارية على مبدأ السرعة لتنمية النشاط التجاري‪ ،‬والنهوض باالقتصاد إىل مسايرة مستجدات العصر‪ .‬تبىن هذه‬
‫السرعة يف التعامل على ركائز أخرى كالثقة واالئتمان‪ ،‬وعليه يلجأ التجار إىل إقامة عالقات دائنة فيما بينهـم‪ ،‬فيكون الوفاء ألجل‪،‬‬
‫أين يلجا املتعامل يف هذه احلالة إىل حترير فواتري‪ ،‬غري أنه قد جيد نفسه يف حاجة إىل السيولة النقدية يف الوقت الذي ميلك فيه أمواال‬
‫يف ذمة الغري‪ ،‬هذه األموال إما أهنا غري مستحقة الدفع ألن اجل استحقاقها مل حين‪ ،‬وإما ألن تكاليف حتصيلها باهظة إذا كان املدين‬
‫يقيم يف اخلارج‪ .‬وإلجياد حل للخروج من هذه الضائقة املالية‪ ،‬كان البد من إجياد تقنية يستطيع من خالهلا املتعامل تسيري وحتصيل‬
‫حقوق زبائنه‪ ،‬و يف ضوء املتغريات والتطورات الدولية والتقدم التكنولوجي جلأت اجلزائر إىل تبين نظام اإلقتصاد احلر‪ ،‬حيث عرف‬
‫قانون العقود تغيريات جذرية‪ ،‬أين وجد املشرع اجلزائري حاجة لتنظيم نصوص قانونية جديدة تتماشى واملستجدات احلاصلة‪ ،‬ومن‬
‫بينها جند عقد حتويل الفاتورة‪.‬‬
‫لدراسة مدى استجابة التشريع اجلزائري لعقد حتويل الفاتورة‪ ،‬البد من اخلوض أوال يف اإلشكاالت املثارة بشأنه باعتباره تقنية‬
‫جديدة‪ .‬وعلية نتساءل عن مدى جناعة عقد حتويل الفاتورة كأداة لشراء الديون التجارية‪ ،‬يف النهوض بالتنمية اإلقتصادية يف ظل النظام‬
‫القانوين اجلزائري؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية؛ نتعرض لبيان الطبــيعة القانونية لعقد تــحويل الفاتورة (املبحث األول)‪ ،‬مث التطرق إىل امليكانيزمات‬
‫العملية هلذا العقد ( املبحث الثاين)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطبيعة القانونية لعقد تحويل الفاتورة‬
‫عرف نظـام الفاكتورينغ منذ عصور خلت‪ ،‬وإن اختلفت اآلراء حول نشأتـه‪ .‬وما يهمنا يف دراستنا هو طبيعة هذا العقد يف التقنني‬
‫اجلزائري‪ ،‬واإلشكاالت القانونية الثائرة بشأنه‪ ،‬دون التطرق ملختلف التشريعات وكذا رأي الفقه فيه‪.‬‬
‫بالرجوع للتشريع اجلزائري جند أن املشرع نظم هذا العقد يف التقنني التجاري‪ ،‬وهذا مسايرة منه للوضع االقتصادي‪ ،‬نظرا للتغريات‬
‫اإلقتصادية والنقلة النوعية اليت شهدهتا اجلـزائر منذ عام ‪ ،1980‬أين عرف قانون العقود اجلزائري تغيريات مهمة حدثت يف السنوات‬
‫األخرية‪ ،‬خاصة يف اجملال االقتصادي الذي كان مهيمنا من طرف الدولة‪ ،‬فاته وحو االقتصاد احلر‪.‬‬
‫وجد املشرع اجلزائري ضرورة حتمية لتعديل القانون التجاري بإدراج نصوص جديدة تتماشى مع االقتصاد احلر‪ ،‬كان ذلك مبوجب‬
‫املرسوم التشريعي ‪ ،1 08 -93‬حيث تناول أنظمة جديدة منها عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬وهو بذلك يكون قد عمد إىل خلق وسيلة‬
‫جديدة للتمويل املتمثل يف العقد حمل الدراسة‪.‬‬
‫سنتطرق لتعريف هذا العقد ( املطلب األول)‪ ،‬ونبني متييزه عن بع العقود املشاةهة له (املطلب الثاين)‪ ،‬مث التطرق إىل تكييفه‬
‫القانوين (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫‪262‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف عقد تحويل الفاتورة‬

‫استجاب املشرع اجلزائري هلذا النظام –عقد حتويل الفاتورة‪ -‬مبوجب املرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬يف الباب الثالث املعنون‬
‫ب‪":‬سند اخلزن‪ ،‬سند النقل‪ ،‬عقد حتويل الفاتورة"‪ ،‬ضمن الكتاب الرابع حتت عنوان «السندات التجارية"‪ ،‬وقد أدرج عقد حتويل الفاتورة‬
‫يف الفصل الثالث منه‪.‬‬
‫لت بيان تعريف عقد الفاتورة كتقنية حديثة يف التسيري التجاري‪ ،‬البد من التطرق للمقصود من هذا العقد (الفرع األول)‪ ،‬مث بيان أهم‬
‫خصائصه (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصود بعقد تحويل الفاتورة‬

‫نصت املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من التقنني التجاري على‪" :‬عقد تحويل الفاتورة هو عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة تسمى‬
‫"وسيط"‪ ،‬محل زبونها المسمى "المنتمي"‪ ،‬عندما تسدد فورا لهذا األخير المبلغ التام لفاتورة ألجل محدد ناتج عن عقد وتتكفل‬
‫بتبعة عدم التسديد‪ ،‬وذلك مقابل أجر"‪.‬‬
‫يتضح من نص املادة أعاله أن املشرع اجلزائري أعطى تعريفا لعقد حتويل الفاتورة‪ ،‬ومل يرتك األمر للفقه‪ ،‬فاعترب عملية حتويل الفواتري‬
‫مبثابة عقد‪ ،‬وبالرجوع للمادة ‪ 54‬من التقنني املدين‪ ،2‬جندها نصت على أن‪" :‬العقد إتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص‬
‫آخرين‪ ،‬نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين‪ ،‬بمنح أو فعل أو عدم فعل شيء ما" ‪.‬‬
‫خنلص للقول أن عقد حتويل الفاتورة؛ هو اتفاق بني الوسيط (مؤسسة مالية)‪ ،‬مع عمـيل هلا يسمى (املنتمي)‪ ،‬على أن يبيعه هذا‬
‫األخري فواتري شريطة تسليمه خم ـالصة (مقابل مايل)‪.‬‬
‫وتوضيحا لنص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ ،14‬جيب حتليل بع املصطلحات القانونية املستعملة يف املادة‪:‬‬
‫‪ -‬عقد‪ :‬هو اتفاق‪.‬‬
‫‪ -‬الوسيط‪ :‬تعرفه املوسوعة الربيطانية ‪ " :1964‬الوسيط هيئة تارية تقدم خدمات متويل إئتمان وحتصيل وحماسبة للمنتجني‬
‫واملوزعني للسلع‪."3‬‬
‫‪ -‬املنتمي‪ :‬هو بائع الفواتري‪.‬‬
‫‪ -‬تسدد فورا‪ :‬مبجرد التسديد نكون بصدد عقد ناقل للملكية‪.‬‬
‫‪ -‬تتكفل بتبعة عدم التسديد‪ :‬حتمل املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬مقابل أجر‪ :‬املقابل املايل (العوض)‪.‬‬
‫كل هذه املصطلحات سنتطرق هلا مجلة وتفصيال‪ ،‬من خالل البحث‪.‬‬
‫نستخلص أن عقد حتويل الفاتورة هو؛ عقد "بيع الديون التجارية "من املنتمي إىل الوسيط (شركة‪ ،‬مؤسسة أو بنك)‪.‬‬

‫‪263‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقد تحويل الفات ــورة‬

‫تعترب مسألة حل مشكلة السيولة النقدية اهلدف الرئيسي املستقى من عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬باعتبار أن التاجر له ديون غري مستحقة‬
‫الدفع‪ ،‬إما لعدم حلول أجلها أو ألن نفقات حتصيلها كبرية ( إذا كان املدين مقيما خارج الوطن)‪ .‬من خالل التعريف السابق لعقد‬
‫حتويل الفاتورة‪ ،‬نستخلص مجلة من اخلصائص‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقـ ــد ت ـجــاري‬
‫يربم عقد حتويل الفاتورة بني (الوسيط واملنتمي)‪ ،‬من أجل حاجات تارية وعليه فهو خيضع لقواعد اإلثبات التجارية (حرية‬
‫اإلثبات)‪ ،4‬ألنه عمل من األعمال التجارية‪.5‬‬
‫نصت املاد ‪ 30‬من القانون التجاري على أنه ‪ " :‬يثبت كل عقد تجاري‪:‬‬
‫‪ -‬بسندات رسمية‬
‫‪ -‬بسندات عرفية‬
‫فاتورة مقبولة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الرسائـ ــل‬
‫‪ -‬دفاتر الطرفين‬
‫‪ -‬اإلثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى‪ ،‬إذا رأت المحكمة وجوب قبوله"‪ .‬ويف كل األحوال السلطة التقديرية للقاضي يف تقدير‬
‫وسائل اإلثبات املعروضة‪.6‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقـ ــد زمن ــي‬
‫يرتبط املتعاقدين مبوجب عقد حتويل الفاتورة ملدة معينة (أجل استحقاق الدين)‪ ،‬باعتبار أهنا تقنية متويل قصري املدى‪ ،7‬غالبا ما ترتاوح‬
‫ما بني ‪ 120‬إىل ‪ 180‬يوما‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ع ـ ــقد مع ــاوضة‬
‫يأخذ املتعاقد مقابال ملا يعطيه‪ ،‬إذ يتعهد الوسيط بالوفاء بقيمة احلقوق وضماهنا وتسيريها‪ ،‬مقابل ذلك يلتزم املنتمي بدفع العمولة‬
‫للوسيط‪ ، 8‬فاملنتمي يقوم بتحويل حقوقه للوسيط‪ ،‬يف حني يقوم هذا األخري بأداء قيمة هذه الفواتري مقابل عموالت وفوائد‪.9‬‬
‫رابعا‪ :‬عقد ملزم لجانبــين‬
‫ينشئ عقد حتويل الفاتورة التزامات متبادلة يف ذمة كل من املتعاقدين‪ ،‬وسنوضح هذه اخلاصية يف إلتزامات وحقوق أطراف عقد حتويل‬
‫الفاتورة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ع ــقد مسم ــى‬
‫خالفا للتشريعات األخرى جند أن املشرع اجلزائري نظم عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬مبوجب املرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬املتضمن‬
‫القانون التجاري‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬عقد ذو اِعتبار شخصي‬
‫خيتار املنتمي الوسيط ذو املركز املايل اجليد‪ ،‬والقدرة على تقدمي أفضل نوعية من اخلدمات‪ ،‬ويفضل الوسيط بداهة التعامل مع املنتمي‬
‫(بائع الديون)‪ ،‬الذي يتمتع باملصداقية والسمعة اجليدة وكذا املركز املايل اجليد‪.10‬‬

‫‪264‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫سابعا‪ :‬وسيلة من وسـائل التمويل‬


‫ميكن عقد حتويل الفاتورة املشاريع االقتصادية من احلصول على األموال الالزمة ملتابعة نشاطها بدل انتظار آجال استحقاق الديون اليت‬
‫متتلكها‪ ،‬ومن مث يقي املنتمي من التسوية القضائية أو اإلفالس يف حالة التوقف عن الدفع‪ ،11‬ضف إىل ذلك مسامهة هذا العقد يف منو‬
‫وتقدم النشاطات التجارية‪.12‬‬
‫ثامنا‪ :‬سند إس ـ ــمي‬
‫يع ترب عقد حتويل الفاتورة سند إمسي‪ ،‬غري قابل للتداول عن طريق التظهري‪ ،‬وهذه أهم ميزة متيز األسناد عن غريها من األوراق‬
‫التجارية‪.13‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز عقد تحويل الفاتورة عن بعض العقود المشابهة له‬

‫تشعبت الرؤى حول طبيعة عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬إذ جنده يشبه الكثري من العقود التقليدية يف جوانب خاصة من حيث نقل احلقوق‪ ،‬غري‬
‫أن الفرق بينهم وارد‪ .‬لذلك نقول هل عجـ ــز العقود التقليدية يف مس ــايرة التطور احلاصل يعد سببا كافيا للت ـ ــسليم بنجاعة ع ـ ــقد حتويل‬
‫الفــاتورة يف التمويل والتسيري وكذا التحصيل؟‬
‫لتبي ــان الطبيعة القانونية للع ــقد‪ ،‬ال هتمنا األحكام العــامة للــعقد كعقد‪ ،‬إنـما هتمنا خصوصية هذا العقد اليت تعله متمــيزا عن غريه من‬
‫العقود‪ .‬والعقود التقليدية اليت تتوافق يف أحكامها مع عقد حتويل الفاتورة كثرية‪ ،‬لكننا سنختار فقط بع العقود اليت نعتربها األقرب‪.‬‬
‫لذلك منيزه عن عقد البيع ( الفرع األول)‪ ،‬وعقد خصم األوراق التجارية ( الفرع الثاين)‪ ،‬وكذا عقد السـ ــلف بضمان (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقد تحويل الفاتورة وعقد البيع‬

‫عقد البيع هو عقد يلتزم مبقتضاه البائع أن ينقل للمشرتي ملكية شيء أو حقا ماليا أخرا يف مقابل مثـ ــن نقدي‪.14‬ويعترب عقد حتويل الفاتورة‬
‫عقد بيع احلــقوق التجارية (الديون)‪ ،‬وعليه فهو عقد بيع ال حمالة‪ ،‬غري أن هناك اختالف حاصل بينهما‪ .‬ينحــصر حمل البيع يف عقد حتويــل‬
‫الفاتورة على الديون التـجارية‪ ،‬وإن كــان احملل يف هذا العقد خاضع للقواعد العامة‪ ،‬فهذا ال ينفي وجود خاصية أخرى ينفرد ةها عقد حتويل‬
‫الفاتورة‪ ،‬وتتمثل يف كون الدين تاريا‪ ،‬ألنه يسهل حتصيل الدين من أجل حصول التجار على السيولة النقدية يف حالة عدم استحقاق الدين‬
‫أو صعوبة حتصيله‪.‬‬
‫الدين التجاري هو؛ الدين الناشئ عن عمل تاري‪ ،‬كما اعترب املشرع اجلزائري أن مجيع األعمال اليت يقوم ةها التاجر حلاجات تارته تعد من‬
‫األعمال التجارية‪ ،...‬وإن مل يكن الدين تاريا ال نطبق عليه القواعد اخلاصة بعقد حتويل الفاتورة‪ ،‬بل تطبق عليه القواعد املتعلقة حبوالة‬
‫الدين‪ ;.15‬هنــاك اختالف آخر من حيث األطراف؛ إذ جند أطراف عقد البيع ال خيضعون إىل شروط معينة‪ ،‬إذ جيوز ألي كان إبرام عقد بيع‪،‬‬
‫يف حني جند أطراف عقد حتويل الفاتورة خيضعون لشروط معينة سنتطرق إليها يف حينها‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد تحويل الفاتورة وعقد خصم األوراق التجارية‬

‫يشبه عقد حتويل الفاتورة عقد خصم األوراق التجارية‪ ،‬عندما يكون حامل السند حباجة إىل سيولة‪ .16‬أما اخلصم فهو شكل من‬
‫أشكال االئتمان مبقتضاه يكتسب البنك ملكية الورقة التجارية اليت يقدمها حاملها مقابل تسليم البنك قيمتها له مسبقا أي حلول‬
‫أجلها مقابل عمولة‪ .‬والبنك عند حاجته للنقود يبيع الورقة التجارية وهو عبارة عن إعادة اخلصم‪ ،‬وهذا نظرا إىل السيولة النقدية‪.17‬‬
‫جند أن عقد حتويل الفاتورة يشمل مجيع احلقوق‪ ،‬مبا فيها األوراق التجارية‪ ،‬إذ جيوز أن يكون حمل عقد حتويل الفاتورة واردا على ورقة‬
‫من األوراق التجارية‪ .18‬أما عقد اخلصم فهو يرد فقط على األوراق التجارية دون احلقوق األخرى‪ ،‬وعلي ــه ال ميكن القول أن عقد خصم‬
‫األوراق التجارية يرادف شراء الديون‪ ،‬ألن يف هذا األخري جند املشرتي يتحمل خطر إعسار املدين دون أن يكون لألول حق الرجوع‬
‫على البائــع‪ ،‬يف حني جند البنك عند اسرتداده لقــيمة الفاتورة له حق مالحقة كل املدينني املـتضامنني‪ ،‬الساحب واملظهرين السابقني‪. 19‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عقد تحويل الفاتورة وعقد السلف بضمان‬

‫يعتــر عقد السلف بضمان؛ عملية قرض‪ ،‬حيث يستطيع الت ــاجر اقرتاض أموال من البنوك ومؤسسات االئتمان ملمارسة نشاطه‪ ،‬ويقوم يف‬
‫املقابــل برهن حقوقه (الفواتري) كضمان‪ .‬غري أن عقد حتويل الفاتورة يقـوم فيه املنتمي ببيع حقوقه (الفواتري) للوسيط‪ ،‬ومبجرد دفع الوسيــط‬
‫لقيمة الفاتورة تنتقل ل ــه امللكية ويتـ ــصرف فيــها مبختلف الطرق القانونية ‪ ،20‬لذلك جند أن عقد السلف بضمان ال تنتقل فيه ملكية‬
‫احلقوق إىل البنك‪ ،‬على عكس عقد حتويل الفاتورة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تكييف عقد تحويل الفاتورة‬

‫أثري جدل كبري حول عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬أهو عقد قائم بذاته باعتبار أنه إتفاق‪ ،‬أم أنه ورقة تارية باعتبار أن املشرع اجلزائري نظمه‬
‫ضمن األوراق التجارية؟ وإذا كان عقد حتويل الفاتورة عقدا قائما بذاته‪ ،‬فما هو األساس القانوين هلذا العقد؟ هل أصاب املشرع اجلزائري‬
‫يف تسميته آللية حتويل الفواتري بأهنا عقد؟‪ ،‬ومن مث هل أصاب بإدراجه هلذا العقد ضمن األوراق التجارية؟‬
‫لإلجابة على هذه التساؤالت القانونية‪ ،‬جيب أن نبني مدى إمكانية اعتبار عقد حتويل الفاتورة ورقة تارية (الفرع األول)‪ ،‬مث دراسة هذا‬
‫العقد على أنه حلول اتفاقي (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقد تحويل الفاتورة بمثابة ورقة تجارية‬

‫اعترب املشرع اجلزائري عقد حتويل الفاتورة من األسناد التجارية‪ ،‬وقد نظمها يف املواد من (‪ 543‬مكرر‪ 14‬إىل ‪ 543‬مكرر ‪ )18‬من‬
‫القانون التجاري‪ ،‬واحلقيقة أنه عقد حتل مبقتضاه شركة متخصصة تسمى الوسيط‪ ،‬حمل الدائن بعد أن حيول الدائن حقه املتمثل يف‬
‫الفاتورة لقاء مبلغ الفاتورة‪.21‬‬

‫‪266‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف األوراق التجارية‬


‫األوراق التجارية هي‪ :‬عبارة عن صك قابل للتداول بالطرق التجارية حبيث يقوم مقـام النقود ويرد على مبلغ معني يستحق الوفاء عادة‬
‫‪22‬‬
‫بعد أجل قصري‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الورقة التجارية‬
‫‪ -1‬القابلية للتداول‪ :‬أهم خاصية لألوراق التجارية‪ ،‬قابليتها للتداول عن طريق التظهري‪ ،‬غري أن عقد حتويل الفاتورة يعترب"سند إسمي"‪،‬‬
‫أي حيمل اسم شخص معني‪ ،‬غري قابل للتداول عن طريق التظهري‪ ،‬لذلك جند اتفاقية جنيف مل تعترب عقد حتويل الفاتورة سندا تاريا‪،‬‬
‫وال حتل حمل النقود يف التعامل‪.23‬‬
‫إذا سلمنا القول أن هذا العقد هو أداة لشراء الديون التجارية‪ ،‬ووسيلة لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬فإننا نعتربه طريقة تعامل‪،‬‬
‫لذلك نقول أنه بتصنيف املشرع اجلزائري هلذا العقد ضمن األوراق التجارية يكون قد وقع يف خطأ‪.‬‬
‫ميكن قبول سند الشحن وسند اخلزن كأوراق تارية‪ ،‬لكن من الصعب أن نقبل بإدراج عقد حتويل الفاتورة ضمن هذه األوراق‪ ،‬وذلك‬
‫لصعوبة تداوهلا عن طريق التظهري‪ ،...‬و مبا أن املشرع اعترب عملية بيع الديون مبثابة عقد‪ ،‬فحبذا لو نظمه يف إطار قانوين خاص‪ ،‬مثلما‬
‫هو احلال يف عقد اإلعتماد اإلجياري‪.24‬‬
‫يؤخذ بذلك على املشرع اجلزائري أنه أعطى هلذا العقد تسمية غري صائبة‪ ،‬ألننا لسنا بصدد حتويل فواتري‪ ،‬إمنا بصدد شراء حقوق‬
‫تارية‪.25‬‬
‫‪ -2‬أداة ائتمان ووفاء‪ :‬تنطبق هاتان اخلاصيتان على عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬باعتبار أن هذا األخري هو أداة لشراء احلقوق‪ ،‬ويقوم الوفاء‬
‫للمنتمي على االئتمان‪.‬‬
‫‪ -3‬الوفاء لدى االطالع أو بعد أجل‪ :‬بالرجوع لنص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من القانون التجاري‪ ،‬جند أن املشرع يشرتط ضرورة‬
‫التسديد الفوري‪ ،‬وهذا حلاجة املنتمي للسيولة النقدية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عقد تحويل الفاتورة حلول اتفاقي‬

‫األخذ بفكرة احللول االتفاقي كأساس لعقد حتويل الفاتورة‪ ،‬يستوجب منا تعريف احللول اإلتفاقي‪ ،‬مث بيان شروطه‪ ،‬لنرى مدى تطابقه‬
‫وعقد حتويل الفاتورة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الحلول االتفاقي‬
‫احللول من الفعل حل ‪ ،subroger‬وهو أن يأيت شخص ما حمل شخص آخر‪ ،‬فالوسيط يف عقد حتويل الفاتورة حيل حمل املنتمي‬
‫أي يأخذ مكانه‪ ،‬إذ يتكفل ‪-‬الوسيط ‪ -‬باحلقوق اليت يقبلها ويدفع قيمتها للمنتمي‪ .26‬حيث نصت املادة ‪ 262‬من القانون املدين‬
‫اجلزائري‪" :‬يتفق الدائن الذي اِستوفى حقه من غير المدين مع هذا الغير على أن يحل محله ولو لم يقبل المدين ذلك وال يصح‬
‫أن يتأخر هذا اإلتفاق عن وقت الوفاء"‪.‬‬
‫تعمل عملية احللول على أن حيل مكان الدائن األصلي شخص ثالث قام بالوفاء يف مكان املدين حلق الدائن الذي هو يف ذمة‬
‫املدين‪ .‬هذا الوفاء يؤدي إىل نقل ملكية احلقوق مع كل التوابع وخاصة مجيع الضمانات املرتبطة ةها‪.‬‬
‫يتضح أن ملكية احلقوق تنتقل مباشرة إىل الوسيط ( الذي حل حمل الدائن األصلي)‪ ،‬بتوابعها (الضمانات)‪.‬‬

‫‪267‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الحلول االتفاقي‬


‫نتعرض لشروط احلــلول االتفاقي‪ ،‬لنرى مدى إسقاطها على عق ــد حتويل الفاتورة‪.‬‬
‫‪ - 1‬التراضي (االتفاق)‪ :‬خالفا ملا جاء به املشرع الفرنسي يف نص املادة ‪1/1250‬من القانون املدين؛ يف وجوب أن يكون اإلتفاق‬
‫صرحيا‪ ،‬جند املشرع اجلزائري بدأ املادة مبصطلح "يتفق"‪ ،‬مما يعين أن جمرد إتفاق طريف العقد على احللول يدل على الرتاضي‪ ،‬ألن‬
‫مصطلح إتفاق واسع يشمل اإلتفاق الضمين والصريح‪ ،‬والرتاضي هو جوهر العقد‪ ،27‬وإن كا َن من خصائص عقد حتويل الفاتورة‬
‫"اإلذعان"‪ ،‬فإننا نتساءل فيما إذا كان يوجد اتفاق (تراضي) يف عقد اإلذعان ؟ إذا كان الوسيط هو الذي حيرر النموذج‪ ،‬فهل ينعدم‬
‫ركن الرضا لدى املنتمي؟‬
‫نقول ال‪ ،‬إذ كما ذكرنا سالفا املنتمي له حق القبول أو الرف ‪ ،‬كما له احلق يف مناقشة بع البنود‪ ،‬مبعىن أن الرضا موجود لكنه‬
‫مفروض‪.‬‬
‫خنلص أن االتفاق هو شرط يف احللول االتفاقي وعقد حتويل الفاتورة على السواء‪ ،‬بدليل املادة ‪ 543‬مكرر‪ 17‬من القانون التجاري‬
‫اليت تبني وجود االتفاق (ضمنيا كان أو صرحيا)‪ ،‬حيث نصت على أنه‪" :‬ينظم الوسيط والمنتمي بكل حرية‪ ،‬وعن طريق اإلتفاق‪،‬‬
‫الكيفيات العملية لتحوالت الدفعات المطابقة لحواصل التنازل"‪.‬‬
‫‪ -2‬الوفاء‪ :‬يتضح من خالل عبارة "الذي استوفى حقه من غير المدين"‪ ،‬جند هذا األمر يف عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬الذي يستلزم فيه‬
‫وفاء الوسيط فورا بقيمة الفاتورة‪ ،‬حيث جاء يف نص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬السالفة الذكر (عندما تسدد فورا‪ ،)...‬كي تنتقل له‬
‫احلقوق كلها‪ ،‬كما أن الوفاء يكون أيضا من جهة املنتمي‪ ،‬الذي يقوم مبنح خمالصة احللول للوسيط واليت عادة حتمل عبارة "وصل‬
‫الحلول"‪.‬‬
‫‪ -3‬التزامن بين الحلول والوفاء‪ :‬جيب أن يتم اإلتفاق على احللول والوفاء يف وقت واحد‪ ،‬ويثبتان معا ( اإلتفاق على الوفاء‬
‫واالتفاق على احللول)‪ ،‬يف خمالصة واحدة‪.28‬‬
‫وعليه فعدم االتفاق على احللول زمن الوفاء‪ ،‬يفقد احلق يف احللول بعد ذلك‪ ،‬ألن الدين ينقضي بالوفاء حتما‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتم الوفاء للمنتمي‪ :‬ويتمثل يف ضرورة تقدمي قيمة الفواتري للمنتمي‪ ،‬من أجل متكينه من السيولة النقدية اليت هو يف حاجتها‪.‬‬
‫خنلص للقول أن عقد حتويل الفاتورة هو عقد ذو طبيعة خ ــاصة‪ ،‬نشأ لسـ ــد احلاجات االقتصادية‪ ،‬وهو عبارة عن نظام قانوين مركب‬
‫يتكون من بع القواعد القانونية املستمدة من العقود التقليدية‪ ،‬ويضمن العديد من اخلدمات‪ ،29‬بالرجوع للمادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من‬
‫القانون التجاري بنصها‪" :‬عقد تحويل الفاتورة هو عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة‪ ."...‬يتبني جليا أن املشرع اجلزائري أخذ‬
‫بفكرة احللول االتفاقي‪ ،‬ويتضح أن هذه اآللية أكثر مالئمة هلذه التقنية احلديثة‪ ،‬ملا هلا من مرونة وبساطة‪ ،‬إذ تشكل اإلطار القانوين‬
‫الذي يستجيب لروح عقد حتويل الف ـ ــاتورة‪.30‬‬

‫‪268‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الميكانيزمات العملية لعقد تحويل الفاتورة‬

‫تطرقنا سلفا إىل تبـ ــيان الطب ـ ــيعة القانونية لعقد حتويل الفات ــورة‪ ،‬إىل أن وصلنا بأهنا مبــثابة حلول اتفاقي‪ ،‬لذلك جيب علينا بيان هذا‬
‫العقد ليس كمفهوم وإمنا كعملية‪ ،‬أي وسيلة من خالل التعرض للخدمات اليت تقدمها‪.‬‬
‫يعترب عقد حتويل الفاتورة ميكانزمي متويلي‪ ،‬تقنية حديثة‪ ،‬وأداة ضمان‪ ،‬لذلك يستوجب علينا دراسة هذه اآللية‪ ،‬من حيث‬
‫اإلشكاالت القانونية املثارة حوله‪.‬‬
‫ال ي ــكفي معرف ـ ــة كيفية التمويل والتسيري والتحصــل وكذا الضمان‪ ،‬إمنا البد من التطــرق لبيان عقد حتويل الفاتورة كميكانيزم عملي‪،‬‬
‫باعتبار أنه عملية متويلية‪ ،‬تستوجب وجود أطراف خاصة‪ ،‬كما أهنا ختضع خلطوات معينة كي يصبح العقد نافذا مرتبا آلثاره‪.‬‬
‫إثر ذلك جيب دراسة أطراف عقد حتويل الفـ ــاتورة باعتبارهم عصب العم ــلية التــمويلية (املطلب األول)‪ ،‬مث بي ــان كيفية تن ــفيذ هذا‬
‫العـ ــقد من خالل مراح ــله (املطلب الثاين)‪ ،‬لنخلص يف األخري إىل اآلثار امل ــرتتبة على هذا الع ـ ــقد سواء فيم ــا بني طرفيه أو بالنسبة للغيــر‬
‫(املطلب الثالث)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أطراف عقد تحويل الفاتورة‬

‫يعترب عقد حتويل الفاتورة عقد معاوضة ملزم جلانبني‪ ،‬حيث جند إلتزامات متبادلة تقع على عاتق طرفيه ( الوسيط واملنتمي)‪ ،‬هذا ما‬
‫يستفاد من نص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من القانون التجاري‪ .‬لذلك سنتطرق لدراسة الوسيط (الفرع األول)‪ ،‬مث املنتمي (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الوسيط ‪le factor‬‬
‫جعل املشرع اجلزائري الوسيط أحد طريف عقد حتويـل الفاتورة‪ ،‬وعليه نتعرض لتعريفه مث بيان صفته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الوسيط ‪le factor‬‬
‫الوس ــيط‪ :‬هو الطرف املمول على اعتبار أن ه هو من يقوم بعملية شراء الديون غري املستحقة‪ ،‬وتعجيل مثنها فورا للمنتمي (الدائن)‪.31‬‬
‫والوسيط كأصل يعترب طرفا أجنبيا عن العالقة األساسية (عالقة املديونية)‪ ،‬هذه العالقة هي عادة عقد بيع أو تقدمي خدمات‪ ،32‬ليصبح‬
‫بعدها طرفا أصليا يف عقد حتويل الفاتورة ألنه هو القائم بعملية "شراء احلقوق"‪ ،‬ألنه يقوم بتحصيل الدين وضمان حسن القيام بذلك‪،‬‬
‫حبيث حيل حمل الدائن األصلي يف الدائنية‪ ،‬ويتحمل كل األخطار النامجة عن احتماالت عدم التسديد‪ ،‬مقابل حصوله على عمولة‬
‫مرتفعة نسبيا‪.33‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفـ ــة الوسيط‬
‫خلصنا إىل أن الوسيط هو عصب عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬باعتبار أنه املمول واملسري‪.‬‬
‫نصت املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 18‬من القانون التجاري اجلزائري‪" :‬يحدد محتوى إصدار الفاتورات ألجل وشروطه‪ ،‬وكذلك شروط تأهيل‬
‫الشركات القائمة بتحويل الفاتورة عن طريق التنظيم"‪.‬‬
‫أحالتنا املادة أعاله صراحة إىل التنظيم‪ ،‬غري أن املشرع اجلزائري مل يصدر قانون خاص بآلية حتويل الفواتري إال بعد مرور ‪ 30‬شهرا من‬
‫تنظيم عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬كان ذلك مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،34 331 -95‬حيث نصت املادة ‪ 2‬منه‪" :‬تعتبر محولة الفواتير‬
‫الشركة الوسيط التي تقوم في إطار مهنتها العادية بعمليات تحويل الفاتورة حسب مفهوم المادة ‪ 543‬مكرر ‪14‬من القانون‬

‫‪269‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫التجاري‪ ،‬شركة تجارية تؤسس في شكل مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬وتخضع للتشريع والتنظيم المطبقين على‬
‫الشركات التجارية"‪.‬‬
‫بالرجوع إىل املرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬يتحتم علينا ربطه بالقانون رقم ‪ ،11-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،35‬فهو يسمح‬
‫للمؤسسات املالية القيام مبهام عقد حتويل الفاتورة واليت ختضع لرقابة جملس النقد والقرض‪ .36‬حيث نصت املادة ‪ 69‬من القانون رقم‬
‫‪ ،11-03‬املتعلق بالنقد والقرض على أنه‪" :‬تعتبر وسائل دفع كل األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل أموال مهما يكن‬
‫السند أو األسلوب التقني المستعمل‪".‬‬
‫نالحظ ازدواجية يف صفة الوسيط‪ ،‬فهل خنضع أحكامه للمرسوم التنفيذي ‪ ،331-95‬أم لقانون النقد والقرض‪ ،‬علما أن‬
‫أحكامهما متناقضة؟‬
‫هل من املنطق إخضاع الوسيط إىل قانون النقد والقرض‪ ،‬رغم وجود نص صريح يف املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،331-95‬مبوجب نص‬
‫املادة ‪ 2‬منه؟ ويف حالة وجود تناق أيهما نطبق؟‬
‫الوس ـيط شركــة تجارية‪ :‬حسب نص املــادة ‪ 2‬من امل ــرسوم التنفيــذي رقـم ‪ ،331-95‬املؤرخ يف ‪ 25‬أكتوبر‪ ،1995‬فإن الوسيط عبارة‬ ‫‪-1‬‬
‫عن شركة تارية‪ ،‬تؤسس يف شكل شركة مسامهــة أو شركة ذات مسؤولية حمدودة‪.37‬‬
‫معىن ذلك أن املشرع اجلزائري اشرتط أن تكون حمولة الفواتري شركة تارية من شركات األموال‪ ،‬تتمتع بالشخصية املعنوية‪ ،‬تثبت بعقد‬
‫رمسي‪ ،‬وجيب أن يكون هلا اعتماد يؤهلها للقيام ةهذه األعمال والغرض من ذلك هو التحقق من وجود رأمسال احملرر‪.38‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الشركة التجارية‪ :‬نقول عن شركة أهنا تارية‪ ،‬بالنظر للعقد التأسيسي‪ ،‬فهذا األخري هو الذي حيدد املوضوع أو النشاط الذي تقوم‬
‫به الشركة‪ ،‬فإذا كان موضوعها تاريا كانت الشركة تارية‪ ،‬كما أن الشركة التجارية تأخذ شكال من األشكال اليت ذكرها املشرع يف القانون‬
‫التجاري كشركة املسامهة‪ ،‬شركة ذات مسؤولية حمدودة‪ ،‬وال تتمتع بالشخصية املعنوية إال من يوم قيدها يف السجل التجاري‪.39‬‬
‫ب‪ -‬شروط منح االعتماد‪ :‬ال جيوز للشركة الوسيط مزاولة نشاط الفاكتورينغ ما مل تتبع اإلجراءات اآليت ذكرها‪:‬‬
‫احلصول على ترخيص وتأهيل مسبق من وزير املالية بعد تقدميها طلب لذات الغرض‪.40‬‬ ‫‪-‬‬
‫إرفاق امللف بوثائق تثبت إمكانية التأهيل تتمثل يف‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون األساسي للشركة بقصد التحقق من صفة املسامهني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حصيلة االفتتاح من أجل استخالص األصول الصافية والفعلية اليت ختصص لعمليات حتويل الفواتري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪41‬‬
‫وصل التسجيل يف السجل التجاري‪ ،‬كما جيب أن يكون الوسيط من الغري بالنسبة للدين موضوع العقد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ت‪ -‬أحكام الرقابة‪ :‬ختضع شركات حتويل الفواتري إىل رقابة الوزير املكلف باملالية‪ ،‬إذ جيوز له يف حالة ختلف شرط من الشروط‪ ،‬أو يف‬
‫حالة اإلخالل بااللتزام أن يسحب قرار التأهيل الذي منحه للشركة الوسيط‪.42‬‬
‫‪ -‬متكني األعوان من االطالع على العقود املربمة مع العمالء وعلى كل الوثائق اليت هلا عالقة ةهذه العقود واليت يكون تبليغها ضروريا‬
‫للقيام مبهمتهم‪.43‬‬
‫‪ -2‬المؤسسات المالية‪ :‬بالرجوع لقانون النقد والقرض رقم ‪ ،11-03‬جند أن املشرع اجلزائري أعطى للبنك سلطة القيام بتحويل‬
‫الفواتري‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف البنك‪ :‬عرفته املادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ ،11-03‬املتعلق بالنقد والقرض بنصها‪" :‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪ ،‬ويعد تاجرا في عالقاته مع الغير‪ ،‬ويحكمه التشريع الجزائري مالم يخالف ذلك أحكام‬
‫هذا األمر‪ ،‬ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس المحاسبة "‪.‬‬

‫‪270‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫ب ‪ -‬منح االعتماد‪ :‬مينح االعتماد من قبل جملس النقد و القرض‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 62‬الفقرة (و) من القانون رقم ‪،11-03‬‬
‫املتعلق بالنقد والقرض‪" :‬يخول المجلس صالحيات بصفته سلطة نقدية في الميادين المتعلقة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ...‬و‪ -‬شروط اعتماد البنوك و المؤسسات المالية وفتحها‪ ،‬وكذا شروط إقامة شبكاتها‪ ،‬السيما تحديد الحد األدنى من رأس‬
‫مال البنوك و المؤسسات المالية‪ ،‬وكذا كيفيات إبرائه" ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يرخص اجمللس بإنشاء أي بنك أو مؤسسة مالية حيكمها القانون اجلزائري على أساس ملف حيتوي خصوصا على نتائج حتقيق‬
‫يتعلق مبراعاة أحكام املادة ‪ 80‬منه‪.44‬‬
‫‪ -‬من أجل احلصول على الرتخيص يقدم امللتمسون برنامج النشاطات واإلمكانيات املالية والتقنية اليت يعتزمون إستخدامها‪ ،‬وكذا صفة‬
‫األشخاص الذين يقدمون األموال‪.45‬‬
‫‪ -‬جيب أن تؤسس املؤسسات املالية اخلاضعة للقانون اجلزائري يف شكل شركات مسامهة‪.46‬‬
‫ت‪ -‬أحكام الرقابة‪ :‬ختضع البنوك واملؤسسات املالية لرقابة جملس النقد والقرض‪.‬‬
‫خنلص للقول أنه إذا وجد تعارض بني املرسوم التنـفيذي رقم ‪ ،331-95‬املتضمن القانون التجاري‪ ،‬وكذا القانون رقم ‪،11-03‬‬
‫املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬فإننا نطبق هذا األخري ألن قواعده آمرة‪.47‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنتمي‬
‫يعترب املنتمي (العميل)‪ ،‬حسب املادة ‪ 543‬مكرر‪ 14‬من القانون التجاري‪ ،‬أحد أطراف عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬فإذا كان الوسيط يلعب‬
‫دورا أساسيا يف عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬فإن املنتمي هو الطرف األساسي يف هذا العقد‪ ،‬باعتبار أنه يطلق الشرارة األوىل بتقرير حاجته إىل‬
‫بيع ديونه التجارية املرتتبة على مدينيه‪ ،48‬لذلك جيب التطرق لتعريفه مث بيان الشروط الواجب توفرها فيه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المنتمـ ــي‬
‫يسمى املنتمي أو العميل‪ ،‬وهو بائع الديون التجارية يتمثل يف كل مقاولة صغرية أو متوسطة ليست هلا اإلمكانيات الالزمة من‬
‫األموال و من الوسائل اإلدارية لتسري أعماهلا التجارية وتوسيعها لضمان استمرارها و بقائها‪.49‬‬
‫املنتمي له ديون يف ذمة شخص أخر مل حين أجل إستحقاقها‪ ،‬وحاجته للسيولة جعلت منه يتصرف يف فاتورة الديون قصد اإلستمرارية‬
‫يف العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفة المنتمـ ــي‬
‫مل يشرتط املشرع اجلزائري صفة معينة يف املنتمي؛ فقد يكون شخصا طبيعيا وقد يكون شخصا معنويا (مؤسسة صغرية أو متوسطة)‪،‬‬
‫كما ال يهم إن كان شخص واحد أو عدة أشخاص‪ ،‬وال يهم أيضا أن يكون الشخص القائم بالعملية تاجرا أو غري تاجر‪.‬‬
‫إذا كان املنتمي شخصا معنويا‪ ،‬جيب مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫ـ وضعية المؤسسة؛ ونقصــد بذلك مقرها االجتماعي‪ ،‬رأمساهلا‪ ،‬وشكلها القانوين‪ ،50‬وهذا تأكيدا خلاصية االعتبار الشخصي‪.‬‬
‫ـ قابلية المؤسسة للتطور؛ يعترب عامل إمكانية تطور امل ــؤسسة من أهم العوامل اليت يأخذها الوسي ــط بعني االعتبار عند إبرامه العقد‪،‬‬
‫باعتبار أن الوسيط يبحث يف طبيعة النشـاط و نوعيــة املنتجات املبيوعة‪ ،‬ألن ذلك يبـني للوسيط مدى حاجـة السوق إليها‪.51‬‬
‫وعليه جيوز لكل شخص تتوافر لديــه األهلية القانونية أن يبيع ديونــه وفقا ملبدأ حرية التعاقد شـ ــرط أن يراعي مقتضى النظام العام‬
‫واآلداب العامة واألحكام القانونية اليت هلا صفة إلزامية‪.52‬‬

‫‪271‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ عقد تحويل الفاتورة‬

‫بعد إبرام عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬البد من تنفيذه كي ينتج آثاره‪ ،‬لذلك خيضع أطراف العقد لتنظيم عملية التحويل (الفرع األول)‪،‬‬
‫ويستوجب على املنتمي إخطار مدينه (الفرع الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تنظيم عملية التحويل‬

‫ختضع عملية حتويل الفاتورة يف تنظيمها التفاق طريف العقد‪ ،‬إذ هلما كامل احلرية يف كيفية حتويل الدفعات‪.‬‬
‫نصت املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 17‬من القانون التجاري‪" :‬ينظم الوسيط والمنتمي بكل حرية‪ ،‬وعن طريق اإلتفاق الكيفيات العملية‬
‫لتحويالت الدفعات المطابقة لحواصل التنازل"‪.‬‬
‫آلية حتويل الدفعات متر بعدة مراحل‪ ،‬وهي يف جمملها تعترب تنفيذا للعقد وتتمحور يف‪:‬‬
‫‪ -‬بيان قيمة الفاتورة‪ ،‬قائمة املشرتين‪ ،‬تاريخ تسليم البضائع‪ ،‬أجل استحقاق الدين‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الوسيط بفتح نوعني من احلساب اجلاري‪ ،‬يفتح األول باسم املنتمي‪ ،‬والثاين باسم زبون املنتمي (املشرتي)‪ ،‬ويعترب احلساب اجلاري‬
‫أهم ضمانة لتنفيذ العقد‪ ،‬ويف حالة عدم استيفاء الوسيط حلقوقه اليت قيدها يف احلساب اجلاري‪ ،‬له احلق يف أن يقوم بالقيد العكسي يف‬
‫هذا احلساب‪ ،‬فله أن جيري املقاصة القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تكون الفواتري املقبولة مؤشر عليها مبقتضى خمالصة احللول‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إخط ــار المــدين‬

‫املدين عندما أقام عالقة دائنية أقامها مع دائن يعرفه وهو املنتمي يف عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬غري أن املنتمي ليس هو من سيحصل الدين‬
‫من املدين األصلي‪ ،‬إمنا الوفاء يكون للوسيط باعتباره مشرتى احلقوق‪.‬‬
‫لذلك نتساءل؛ عن مدى أمهية إبالغ املدين األصلي عن نقل حقوق الديون التجارية إىل الوسيط؟‬
‫وإن كان اإلبالغ مهما‪ ،‬هل يعين هذا أنه شرط لنفاذ عقد حتويل الفاتورة؟‬
‫نصت املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 15‬من القانون التجاري‪" :‬يجب أن يبلغ المدين فورا بنقل حقوق الديون التجارية إلى الوسيط بواسطة‬
‫رسالة موصى عليها مع وصل االستالم"‪.‬‬
‫يتضح من نص املادة أعاله أن إخطار املدين يعترب شرطا لنفاذ العقد‪ ،‬باعتبار أن املادة جاءت بصيغة األمر‪ ،‬يستخلص ذلك من‬
‫مصطلح "يجب"‪ ،‬أي أن القاعدة آمرة ال جيوز خمالفتها‪.53‬‬
‫يبني مصطلح" يجب" أن اإلخطار ضروري‪ ،‬إلزامي وليس اختياري‪ ،‬فاملنتمي جيب عليه تبليغ مدينه بأن احلقوق إنتقلت إىل شخص‬
‫الوسيط‪.‬‬

‫‪272‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار القانونية لعقد تحويل الفاتورة‬

‫يعترب عقد حتويل الفاتورة ثنائي من حيث االنعقاد‪ ،‬ثالثي من حيث النتيجة‪ ،‬باعتبار أن العقد إذا نفذ فإنه ميتد إىل الغري‪ ،‬خاصة وأن‬
‫هناك طرف أويل يف عالقة املديونية‪ ،‬والذي سيصبح مدينا للوسيط‪ ،‬بعد أن كان مدينا للمنتمي ( الدائن األصلي)‪.‬‬
‫عليه نبني األثر املباشر لعقد حتويل الفاتورة (الفرع األول)‪ ،‬مث نتطرق لألثر غري املباشر له (الفرع الثاين)‬
‫الفرع األول‪ :‬األثر المباشر لعقد تحويل الفاتورة‬

‫بالرجوع لنص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من القانون التجاري‪ ،‬جند أن طرفا العقد مها الوسيط واملنتمي‪ ،‬فهناك إتفاق بينهما على إنشاء‬
‫إلتزام قانوين املتمثل يف نقل احلقوق‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أثر عقد تحويل الفاتورة تجاه الوسيط‬
‫‪ -1‬التزامات الوسيط‪ :‬يقوم الوسيط خبدمات عدة‪ ،‬إذا إلتزم ةها يكون قد منح للمنتمي احلقوق املخولة له مبقتضى العقد‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوفاء بقيمة الحقوق موضوع العقد «فورا"‪ :‬ي قوم الوسيط بالتسديد الفوري للمنتمي‪ ،‬ويبقى له احلق يف إنتقاء الفواتري طبقا ملبدأ‬
‫القبول‪ ،‬من خالل قيامه مبراجعة الوضعية املالية لزبائن املنتمي‪ ،‬ويقوم هذا األخري بتقدمي مجيع الفواتري مبوجب مبدأ اجلماعية‪ ،‬الذي‬
‫حيق له قبوهلا كلها أو جـزء منها‪ ،‬أو حىت رفضها‪ ،‬وبعد إعالن القبول يدفع قيمة الفواتري املقبولة‪.54‬‬
‫ب‪ -‬ضمان عدم الرجوع‪ :‬التزام الوسيط ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬فإن كان يقع عليه االلتزام بالوفاء‪ ،‬فإنه تبعا لذلك يلتزم بعدم الرجوع على‬
‫املنتمي يف حالة عدم حتصيله للحقوق الضامنة له‪.55‬‬
‫يستفاد هذا من نص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من القانون التجاري‪ ،‬بنصها‪..." :‬وتتكفل بتبعة عدم التسديد‪ ،‬وذلك مقابل أجر"‪،‬‬
‫مبعىن أن الوسيط يتحمل خماطر عدم قيام املدين األصلي بالوفاء بقيمة الفاتورة‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمان النهاية الحسنة للعقد‪ :‬إذا تعذر على الوسيط حتصيل قيمة الفاتورة اليت عجل دفع قيمتها للبائع (املنتمي)‪ ،‬فإن حقه يف‬
‫الرجوع يسقط‪ ،‬وهذا األمر تطرقنا له‪ ،‬لكن إذا عرض املنتمي الفواتري على الوسيط‪ ،‬ورفضها هذا األخري (حسب مبدأ القبول)‪ ،‬يقع عليه‬
‫بذلك االلتزام بالكتمان‪ ،‬ألن الوسيط عندما يرف كل أو بع فواتري مدين معني‪ ،‬فهذا راجع لعدم أهلية املدين ألن مينح إئتمانا‪.56‬‬
‫‪-4‬فتح حساب جاري‪ :‬يلتزم الوسيط بفتح حساب جاري يف دفاترها بإسم املنتمي‪ ،‬فيقيد جبانب الدائن حقوق املنتمي‪ ،‬وجبانب‬
‫املدين ديونه‪ ،‬إذ يعترب هذا احلساب ضروري إلجراء األداء املتقابلة للطرفني‪.57‬‬
‫‪-5‬اإلدالء بالمعلومات واالستشارات التجارية‪ :‬ال يقتصر دور الوسيط على الوفاء والضمان‪ ،‬إمنا ميتد إىل أبعد من ذلك‪ ،‬حيث يقع‬
‫عليه إلتزام بتقدمي املعلومات واالستشارات للمنتمي‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بالزبائن والسوق‪.58‬‬
‫‪ -2‬حقـ ــوق الوسيط‪:‬‬
‫احلق يف ملكية احلقوق احملولــة؛ عمال باحللول االتفاقي فإن الوسيط حيل حمل الدائن األصلي ‪ -‬يف ملكية احلقوق‪ ،-‬نصت املادة‬
‫‪ 543‬مكرر‪ 17‬من القانون التجاري ‪":‬ينظم الوسيط والمنتمي بكل حرية‪ ،‬وعن طريق االتفاق‪ ،‬الكيفيات العملية لتحويالت‬
‫الدفعات المطابقة لحواصل التنازل"‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحق في العمولة‪ :‬وهو املقابل املايل الذي يقبضه الوسيط‪ ،‬وحيدد حسب املبلغ اإلمجايل لكل فاتورة واملصاريف والرسوم‪.‬‬

‫‪273‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫ب‪ -‬الحق في المراقبة واالطالع‪ :‬حيق للوسيط محاية ملصاحله اإلطالع على مركز املنتمي كلما دعت الضرورة إىل ذلك‪ ،‬يتم ذلك عن‬
‫طريق مسك حسابات املنتمي وفواتريه‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫ت‪ -‬الحق في سحب السفتجة‪ :‬حيق للوسيط سحب السفتجة حلساب املنتمي على زبائنه كلما دعت الضرورة لذلك ‪.‬‬
‫ث‪ -‬حساب الرهن الضامن‪ :‬يقوم الوسيط بفتح حساب بإسم املنتمي يقيد فيه مبلغ معني‪ ،‬يقتطع منه حىت يصل إىل مبلغ معني‪ ،‬ويعد‬
‫هذا احلساب مبثابة تأمني لعمليات حتويل الفاتورة‪.60‬‬
‫ج‪ -‬الحق في نقل الضمانات‪ :‬يرتتب على شراء احلقوق‪ ،‬نقل الضمانات لصاحل الوسيط‪ ،‬وهذا ما تؤكده املادة ‪ 543‬مكرر‪ 16‬من‬
‫نفس القانون بنصها‪" :‬يترتب عن تحويل الديون التجارية نقل كل الضمانات التي كانت تضمن تنفيذ اإللتزامات لفائدة‬
‫الوسيط"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثر عقد تحويل الفاتورة تجاه المنتمي‬
‫يعترب عقد حتويل الفاتورة ملزم جلانبني‪ ،‬وعليه فإن التعرض حلقوق والتزامات الوسيط‪ ،‬يقابله ال حمالة حقوق والتزامات املنتمي باعتباره‬
‫طرفا يف العالقة‪.‬‬
‫‪ - 1‬التزامات المنتمي‪ :‬إن االلتزام الذي يقع على عاتق املنتمي يتمثل يف نقل احلقوق املبينة يف الفواتري والذي ينجر عنه التزامات‬
‫متفرعة‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الجماعية‪ :‬يتعهد املنتمي جبميع الفواتري اليت متثل حقوقه لدى مدينيه‪ ،‬ويالحظ أن املشرع اجلزائري مل ينظم هذا املبدأ بالنص‬
‫عليه‪ ،‬وبذلك ترك لألطراف حرية االتفاق على كيفية تقدمي الفواتري يف العقود املربمة بينهما‪.61‬‬
‫ب‪ -‬تقديم المعلومات واإلدالء بالبيانات ‪ :‬حيث جند عقد حتويل الفاتورة يقوم على التعاون بني طرفيه‪ ،‬لذلك يقع على املنتمي إلتزام‬
‫بإعالم الوسيط بالبيانات املتعلقة باحلقوق املنقولة‪ ،‬والبيانات املتعلقة بزبائنه ومؤسسته‪ ،‬ويف حالة إمهاله يسأل مسؤولية عقدية عما‬
‫يصيب الشركة الوسيط من ضرر‪.62‬‬
‫ت‪ -‬دفع عمولة للوسيط‪ :‬يعترب عقد حتويل الفاتورة عقد معاوضة‪ ،‬فإن كان يقع على الوسيط التزام بالوفاء الفوري‪ ،‬فإن املنتمي هو‬
‫اآلخر يقع عليه التزام بدفع عمولة للوسيط مقابل أداءه للخدمة‪ ،‬يستفاد هذا من نص املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬السالفة الذكر‪:‬‬
‫"‪...‬وذلك مقابل أجر ‪ ،"...‬فالعمولة هي املقابل الذي يتقاضاه الوسيط من املنتمي نظري اخلدمات اليت يؤديها له‪ ،‬ويعرب عنه البع‬
‫بشرط تدخل الوسيط يف عقد حتويل الفاتورة‪.63‬‬
‫ث‪ -‬إخطار المدين‪ :‬يعد املدين طرفا أجنبيا يف عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬لكن آثار العقد تعل له صلة وثيقة مع الوسيط‪ ،‬ألن الرابط بينهما‬
‫يتمثل يف الدين موضوع الفاتورة‪ .‬ووجوب اإلخطار يبني ضرورة علم املدين بالشركة الوسيط واليت يلتزم بالوفاء هلا مباشرة‪ .64‬حيث‬
‫نصت املادة ‪ 543‬مكرر‪ 15‬من القانون التجاري على أنه‪" :‬يجب أن يبلغ المدين فورا بنقل حقوق الديون التجارية إلى الوسيط‬
‫بواسطة رسالة موصى عليها مع وصل االستالم" ‪.‬‬
‫حقوق المنتمي‬ ‫‪-2‬‬
‫احلقوق املتمثلة يف‪:‬‬ ‫نظري االلتزامات اليت يقوم ةها املنتمي‪ ،‬جيوز له التمتع ببع‬
‫أ‪ -‬الحصول على االعتمادات‪ :‬تعترب أهم هدف يسعى إليه املنتمي وذلك من أجل ضمان إستمرارية ومتويل أعماله‪ ،‬ألنه حباجة إىل‬
‫السيولة‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال من خالل قيام املنتمي بتحويل حقوقه للشركة الوسيط قبل أجل اإلستحقاق واحلصول على قيمتها‬
‫فورا‪.65‬‬

‫‪274‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫ب‪ -‬تقديم المعلومات‪ :‬حيق للمنتمي طلب استشارات من الوسيط قبل إجراء أية صفقة‪ ،‬وهذا من أجل متكينه من معرفة أحوال السوق‪.‬‬
‫ت‪ -‬مسك الحسابات‪ :‬يقوم الوسيط بتسيري حسابات املنتمي‪ ،‬ألن املنتمي يتفرغ ألمور أخرى تتمثل يف البيع‪ ،‬حترير الفواتري‪...‬إخل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األثر غير المباشر لعقد تحويل الفاتورة‬

‫رأينا أن عملية التمويل يستفيد منها املنتمي‪ ،‬أما الوسيط فيقوم بتحصيل الديون من املدين األصلي عند حلول أجل اإلستحقاق‪،‬‬
‫وذلك مبقتضى حلوله االتفاقي‪ ،‬فالعقد الذي يربط الوسيط باملنتمي يرتب أثارا قانونية قد متتد إىل الغري ألن العالقة بني الوسيط واملدين‬
‫موضوعها شراء حقوق‪ ،‬األصل فيها عالقة املديونية بني املنتمي ومدينه‪ ،‬ومن مث فإن الوسيط يتحصل على قيمة الفاتورة من املدين‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫إذا كان الوسيط طرفا أجنبيا يف عالقة املديونية‪ ،‬فإن املدين األصلي يعترب أجنبيا عن عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬ومن مث أصبحت العالقة بني‬
‫الوسيط واملدين مباشرة من حيث التحصيل‪ ،‬لكنها غري مباشرة من حيث األثر‪ .‬لذلك سنتطرق للعالقة بني الوسيط واملدين‪ ،‬مث العالقة‬
‫بني الوسيط والغري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة الوسيط بالمدين‬
‫يعترب املدين من قبيل الغري يف عقد احللول االتفاقي وأصبح مدينا أصليا للوسيط مبقتضى عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬لذلك نتعرض لإللتزامات‬
‫اليت تقع على عاتق املدين تاه الوسيط‪.‬‬
‫‪ -1‬التزام المدين بالوفاء‪ :‬الوسيط ال حيل حمل البائع إال يف احلقوق اليت له ضد املشرتي‪ ،66‬لذلك جند الوسيط يتأكد قبل الوفاء من أن‬
‫الفواتري اليت يسوي قيمتها متثل حقيقة بضاعة مت توريدها للمشرتي أو عمال أو خدمة مت أداؤها ويستحق املنتمي بذلك الثمن أو األجر‬
‫الذي تثبته الفاتورة‪.67‬‬
‫حيق إذن للشركة الوسيط مطالبة املدين بالوفاء عند حلول أجل االستحقاق‪ ،‬باعتبارها أصبحت مالكة للحقوق احملولة مبقتضى‬
‫احللول‪ .‬مبا أن الوسيط أصبح يف عالقة مباشرة مع املدين‪ ،‬يثبت له احلق يف املطالبة باحلقوق عند أجل االستحقاق إما وديا أو جربا‬
‫(قضائيا)‪.‬‬
‫‪ -2‬دفوع المدين تجاه الوسيط‪ :‬جيوز للمدين التمسك بالدفوع تاه الوسيط‪ ،‬واليت كان له أن يتمسك ةها يف مواجهة احمليل‪ ،‬وهناك‬
‫دفوع لصيقة باحلق ودفوع خارجة عن احلق‪.‬‬
‫أ‪ -‬الدفوع اللصيقة بالحق‪ :‬تتمثل يف الدفع بعدم التنفيذ‪ ،‬الدفع بسوء تنفيذ العقد األصلي‪ ،‬وتدر اإلشارة إىل أن املدين يتمسك بالدفوع‬
‫اللصيقة باحلق حىت وإن ظهرت بعد احللول‪ ،‬فاحلق ينتقل إىل الوسيط بالعيب الذي فيه ولو مل يظهر العيب إال يف وقت الحق‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدفـوع الخارجية عن الحق‪ :‬ترتبط هذه الدفوع بعنصر الزمن إذ تشرتط أسبقيتها على احللول‪ ،‬فإذا مل تسبقه‪ ،‬يسقط حق املدين يف‬
‫التمسك ةها‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫المقاصة‪ :‬وتتمثل شروطها يف‪:‬‬
‫وجود دينان متقابالن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التماثل يف احملل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلو الدينني من النزاع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون كال الدينني مستحق األداء‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪275‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫‪ -‬صالحية الدينني للمطالبة ةهما‪.68‬‬


‫ثانيا‪ :‬عالقة الوسيط بالغير‬
‫جيد الوسيط أحيانا نفسه أثناء حتصيل حقوقه يتزاحم مع آخرين دائنني لنفس الدين‪ ،‬وقد يكون هذا التزاحم على أساس أولوية إنتقال‬
‫احلق‪ ،‬كما قد يكون مرتبطا باحلق ذاته‪.‬‬
‫‪ -1‬التزاحـم على أساس أولوية انتقال الحق‪ :‬هذا التزاحم مرتبط بعنصر الزمن ويتمثل يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬التزاحم بين الوسيط ومحال لهم آخرين‬
‫‪69‬‬
‫قد يكون مصدره المنتمي‪ :‬ويتحقق ذلك إذا تنازل عن احلق الواحد إىل مؤسستني ماليتني خمتلفتني ‪ ،‬وهذا ما تؤكده املادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 268‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬قد يكون مصدره المدين‪ :‬أثناء تنفيذ املدين اللتزامه بالوفاء‪ ،‬قد يقوم بدفع قيمة احلقوق إىل غري الدائن صاحب احلق‪ ،‬فينشأ‬
‫التزاحم بني الوسيط احملال له وبني هذا الغري‪ ،‬ننوه هنا ألمر هام إذا كان املدين يعلم بوجود عقد حتويل الفاتورة مبوجب اإلخطار‬
‫ورغم ذلك وىف للغري‪ ،‬ففي هذه احلالة يلزم بالوفاء‪.70‬‬
‫ب‪ -‬التزاحم بين الوسيط والدائن الحاجز‪ :‬إذا قام دائين املنتمي باحلجز على حقوق مدينهم ضمانا الستيفاء حقوقهم‪ ،‬فالدائن العادي قد‬
‫يلجأ إىل حجز ما ملدينه لدى الغري‪ ،‬عندها حيصل تزاحم بني الوسيط والدائن احلاجز على نفس احلق‪.‬‬
‫ت‪ -‬التزاحم بين الوسيط ووكيل التفليسة‪ :‬حيصل هذا إذا أفلس املنتمي‪ ،‬فحينما تـغَل يده عن إدارة أمواله‪ ،‬جيد الوسيط حينها صعوبة‬
‫يف تنفيذ عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬ألنه سيحصل تنازع الحمالة بينه وبني وكيل التفليسة‪.‬‬
‫‪ -2‬التزاحم المرتبط بالحق ذاته‪ :‬هذا التزاحم يتخذ حالتني ومها‪:‬‬
‫أ‪ -‬التنازع مع البائع مع شرط االحتفاظ بالملكية‪ :‬قد جيد الوسيط نفسه يف حالة تنازع مع دائن للمنتمي (البائع حتت شرط‬
‫االحتفا بامللكية)‪.71‬‬
‫جند البيع مع شرط االحتفا بامللكية يف البيع بالتقسيط‪ ،‬أي البيع املؤجل الثمن‪ ،‬هذا ما نصت عليه املادة ‪ 1/363‬من القانون‬
‫املدين اجلزائري‪.72‬‬
‫ب‪ -‬تنازع الوسيط مع المقاول الفرعي‪ :‬نصت املادة ‪ 564‬من القانون املدين‪" :‬يجوز للمقاول أن يوكل تنفيذ العمل في جملته أو في‬
‫جزء منه إلى مقاول فرعي إذا لم يمنعه من ذلك شرط في العقد أو لم تكن طبيعة العمل تفرض اإلعتماد على كفاءته‬
‫الشخصية"‪.‬‬
‫التزاحم بني الوسيط واملقاول الفرعي حيدث إذا قامت مؤسسة تسمى مقاول أصلي من طرف رب عمل على صفقة ويقوم املقاول‬
‫األصلي مبنح تنفيذ العمل يف جزء منه أو كله إىل مقاول فرعي‪ ،‬ومن جهة أخرى يقوم املقاول األصلي بنقل حقوقه على رب عمله إىل‬
‫الوسيط ‪ ،‬فإذا مل يتحصل املقاول الفرعي على حقه جراء تنفيذ جزء من العمل فإن القانون خول للمقاول الفرعي حق رفع دعوى‬
‫مباشرة ضد رب العمل‪ ،‬ويف هذه احلالة جيد الوسيط "احملال له" نفسه يف تزاحم مع املقاول الفرعي لتحصيل حقه من قبل رب العمل‪.73‬‬

‫‪276‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫خاتمة‬
‫على ضوء ما تقدم يتبني أن عقد حتويل الفاتورة يعترب ميكانيزم عملي لتمويل الديون وتسيريها وكذا حتصيلها‪ ،‬لضمان حسن سري‬
‫املعاملة‪ ،‬واحلفا على مبدأ التعاون الشامل‪ ،‬وكذا الثقة واالئتمان‪ ،‬واعتمادا على الدراسة املتقدمة للعقد‪ ،‬نقول أن عقد حتويل الفاتورة‬
‫من الناحية النظرية خيدم االقتصاد‪ ،‬غري أننا ال جند له تطبيقات عملية شائعة يف اجلزائر‪.‬‬
‫يف خضم التناقضات اليت وقع فيها املشرع اجلزائري سواء فيما يتعلق بالطبيعة القانونية هلذا العقد‪ ،‬أين أمساه عقدا مث أدرجه ضمن‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬إذ مل جند مربر استند عليه املشرع يف ذلك‪ ،‬وحبذا لو وضعه يف إطار قانوين خاص‪.‬‬
‫ضف إىل ذلك التناق احلاصل يف شخص الوسيط‪ ،‬أين أحالنا إىل تنظيم خاص صراحة‪ ،‬لنصطدم بوجود قانون آخر خيول‬
‫صالحية ممارسة عملية حتويل الفاتورة إىل البنوك‪ ،‬أين وجدنا تناق من حيث الشركة القائمة بالعملية‪ ،‬ومن حيث اجلهة املاوحة لإلعتماد‬
‫واملمارسة للرقابة‪.‬‬
‫لذلك جيب تدارك هذه النقائص والتناقضات ‪ ،‬وإن كان عقد حتويل الفاتورة يقوم على االعتبار الشخصي فإن الوسيط عليه كتمان‬
‫السر يف حالة رفضه لبع أو كل الفواتري‪ ،‬وعلى املنتمي أن ال يستعمل سوء النية كحالة بيعه لفواتري لوسطاء متعددين‪ ،‬أما املدين فما‬
‫عليه إىل الوفاء أثناء حلول األجل‪ ،‬ألن العالقة يف عقد حتويل الفاتورة ثنائية من حيث االنعقاد‪ ،‬ثالثية من حيث األثر‪.‬‬
‫خنلص للقول أنه وإن مل نلمس من الناحية العملية أثرا فعاال هلذا العقد‪ ،‬إال أننا ننوه لضرورته‪ ،‬إذ من الناحية القانونية يعترب األخذ به‬
‫قفزة نوعية من املشرع اجلزائري‪.‬‬
‫غين عن البيان أن فعالية عقد حتويل الفاتورة تظهر من خالل التقنيات اليت يقوم ةها‪ ،‬فوجود مؤسسات هلذا الغرض يف اجلزائر سينعش‬
‫االقتصاد الوطين ال حمالة‪.‬‬

‫الهوامش‬
‫‪ -1‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،08- 93‬مؤرخ يف ‪ 03‬ذي القعدة عام ‪ ،1413‬موافق ل ‪ 25‬أفريل ‪ ،1993‬املتضمن القانون التجاري‪،‬‬
‫ج ر عدد ‪ 27‬صادرة يف ‪ 27‬أفريل ‪ .1993‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ ،59-75‬مؤرخ ‪ 26‬سبتمرب‪ ،1975‬ج ر عدد‪،101‬‬
‫صادرة يف ‪ 19‬ديسمرب ‪،1975‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ ،78-75‬مؤرخ يف ‪ 20‬رمضان ‪ ،1395‬املوافق ل ‪ 26‬سبتمرب ‪ ،1975‬ياملتضمن القانون املدين‪ ،‬ج ر عدد ‪،78‬‬
‫املعدل واملتمم مبقتضى القانون رقم ‪ ،05-07‬املؤرخ يف ‪ 13‬مايو‪ ،2007‬ج ر عدد ‪ ،31‬الصادرة يف ‪ 27‬مايو ‪.2007‬‬
‫‪ -3‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة (وسيلة لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وأداة لشراء الديون التجارية)‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫الديوان الوطين لألشغال الرتبوية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2003‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر البقريات‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السندات التجارية (السفتجة‪ -‬السند ألمر‪ -‬الشيك‪ -‬سند اخلزن‪ -‬سند النقل‪ -‬عقد‬
‫حتويل الفاتورة)‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2012‬ص‪.174‬‬
‫‪ -5‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -6‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية وفقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪،2008‬‬
‫ص‪.294‬‬
‫‪ -7‬بن طلحة صليحة‪ -‬معوشي بوعالم‪" :‬دور عقد حتويل الفاتورة يف متويل وحتصيل احلقوق"‪ ،‬ملتقى دويل حول سياسات التمويل وأثرها‬
‫على اإلقتصاديات واملؤسسات‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر والدول النامية‪ ،‬بسكرة أيام ‪ 22-21‬نوفمرب ‪ ،2006‬ص ‪.3‬‬

‫‪277‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫‪ -8‬نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية يف القانون التجاري‪ ،‬الطبعة‪ ،11‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2006‬ص‪.146‬‬
‫‪ -9‬حممودي بشري‪ ،‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -10‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -11‬بن طلحة صليحة – معوشي بوعالم‪" :‬دور عقد حتويل الفاتورة يف متويل وحتصيل احلقوق "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -12‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪ -13‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -14‬املادة ‪ 351‬من األمر رقم ‪ ،58- 75‬املتضمن القانون املدين اجلزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -15‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 300‬و‪.301‬‬
‫عرب صبحي‪ :‬حماضرات يف القانون التجاري (األسناد التجارية )‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 177‬و‪.178‬‬ ‫‪-16‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪-17‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫لوالشى ليندة‪ :‬التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬مسامهة القرض الشعيب اجلزائري‪ ،CPA ،‬وكالة بسكرة‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬ختصص نقود ومتويل‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،2005-2004 ،‬‬
‫ص ‪.29‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬ ‫‪-20‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪-21‬‬
‫عرب صبحي‪ :‬حماضرات يف القانون التجاري (األسناد التجارية )‪ ،‬الشيك‪ ،‬السفتجة‪ ،‬سند املؤمن‪ ،‬سند النقل‪ ،‬عقد حتويل‬ ‫‪-22‬‬
‫الفاتورة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دون ذكر دار النشر‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2000‬ص‪.177‬‬
‫عباس حلمي‪ :‬القانون التجاري (العقود واألوراق التجارية)‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪ ،1983‬ص ‪.49‬‬ ‫‪-23‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬ ‫‪-24‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 ،22‬‬ ‫‪-25‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪-26‬‬
‫نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪146‬‬ ‫‪-27‬‬
‫‪ -28‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -29‬عمورة عمار‪ :‬الوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ -30‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫موسوعة املعلومات الربيطانية لسنة ‪1964‬م‪ ،‬تعرف الوسيط على أنه‪" :‬هيئة تارية تقدم خدمات متويل‪ ،‬ائتمان‪ ،‬وحتصيل‬ ‫‪-31‬‬
‫وحماسبة للمنتجني واملوزعني للسلع"‪ .‬نقال عن‪ ،‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬ ‫‪-32‬‬
‫لوكادير ماحلة‪ :‬دور البنوك يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع‬ ‫‪-33‬‬
‫قانون التنمية االقتصادية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،2012‬ص‪.72‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،331-95‬مؤرخ يف ‪ 23‬اكتوبر‪ ،1995‬يتعلق بشروط تأهيل الشركات اليت متارس حتويل الفاتورة‪ ،‬ج ر‬ ‫‪-34‬‬
‫عدد ‪ ،64‬صادرة ‪ 25‬أكتوبر ‪.1995‬‬

‫‪278‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫قانون رقم ‪ ،11-03‬مؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬يتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد‪ ،52‬صادرة يف ‪ 27‬أوت ‪.2003‬‬ ‫‪-35‬‬
‫عبد القادر البقريات‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السندات التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬أنظر أيضا‪ ،‬حممودي بشري‪ :‬عقد‬ ‫‪-36‬‬
‫حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫عبد القادر البقريات‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السندات التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬انظر أيضا‪ ،‬حممودي بشري‪ :‬عقد‬ ‫‪-37‬‬
‫حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫يعترب احلد األدىن لرأمسال الشركة ذات املسؤولية احملدودةهو‪ 100.000‬دج‪ ،‬أنظر املادة ‪ 566‬من األمر ‪ ،59 -75‬املؤرخ‬ ‫‪-38‬‬
‫يف ‪ 12‬نوفمرب ‪ ،1975‬املتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد‪ ،101‬صادرة يف ‪ 19‬ديسمرب ‪(1975‬معدل ومتمم)‪ ،‬يف حني يقدر‬
‫يف شركة املسامهة ب ‪ 5‬ماليني دج على األقل‪ ،‬لتصل إىل مليون دج‪ ،‬يف حالة املخالفة‪ ،‬أنظر املادة ‪ 594‬من نفس األمر‪.‬‬
‫نادية فضيل‪ :‬أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر ‪ ،2006‬ص ‪.20،21‬‬ ‫‪-39‬‬
‫انظر املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،331-95‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪-40‬‬
‫انظر املادة ‪ 5‬من نفس املرسوم‪.‬‬ ‫‪-41‬‬
‫املادة ‪ 9‬من نفس املرسوم‪.‬‬ ‫‪-42‬‬
‫املادة ‪ 6‬من نفس املرسوم‪.‬‬ ‫‪-43‬‬
‫املادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 11-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪-44‬‬
‫املادة ‪ 91‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-45‬‬
‫املادة ‪ 83‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪-46‬‬
‫" القضاء الفرنسي عرضت عليه قضية من هذا النوع‪ ،‬واستبعد أحكام عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬ورأى بأهنا ال تطبق إذا تعارضت‬ ‫‪-47‬‬
‫مع أحكام قانون الصرف‪ ،‬ألن هذا القانون يتضمن أحكاما إلزامية ال جيوز خمالفتها"‪ .‬نقال عن؛ عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية ‪،...‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬ ‫‪-48‬‬
‫نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫‪-49‬‬
‫‪ -50‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -51‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -52‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -53‬رأينا أن اإلخطار يعترب شرط نفاذ يف العقد‪ ،‬لذلك العقد ال يكون نافذا مبجرد الوفاء مع احللول‪ ،‬إمنا يكون العقد نافذا من تاريخ‬
‫اإلخطار‪ ،‬ووحن بذلك خنالف ما راح إليه حممودي بشري بقوله‪ :‬اإلخطار يف اإلتفاقية يكون كتابة وهو إلزامي على خالف عقد حتويل‬
‫الفاتورة الداخلي يعترب إختياري وليس الزامي‪ ،‬عن حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -54‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.102 – 97‬‬
‫‪ -55‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪ ،106‬انظر أيضا‪ ،‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -56‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -57‬نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 150‬و‪151‬‬
‫‪ -58‬نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪ ،‬انظر أيضا‪ ،‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ -59‬نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪279‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫‪ -60‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪-61‬‬
‫نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪-62‬‬
‫حممودي بشري‪:‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪-63‬‬
‫نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫‪-64‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫‪-65‬‬
‫نصت املادة‪ 264‬من القانون املدين اجلزائري‪ ":‬من حل محل الدائن قانونا أو إتفاقا كان له حقه بما لهذا الحق من‬ ‫‪-66‬‬
‫خصائص وما يلحقه من توابع وما يكفله من تأمينات وما يرد عليه من دفوع ويكون هذا الحلول بالقدر الذي أداه من ماله‬
‫من حل محل الدائن"‪.‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫‪-67‬‬
‫املادة ‪ 297‬من األمر رقم ‪ ،78-75‬املتعلق بالقانون املدين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪-68‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫‪-69‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.149‬‬ ‫‪-70‬‬
‫مثال ذلك؛ إذا قام املشرتي األول (املنتمي)‪ ،‬ببيع البضائع احملتفظ مبلكيتها قبل إيفاء مثنها إىل البائع األصلي مث نقله حلقه يف‬ ‫‪-71‬‬
‫الثمن قبل املشرتي الثاين للوسيط‪ ،‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫نصت املادة ‪ 1/363‬من األمر ‪ ،58-75‬املتضمن القانون املدين على‪" :‬إذا كان ثمن البيع مؤجال جاز للبائع أن يشترط‬ ‫‪-72‬‬
‫أن يكون نقل الملكية إلى المشتري موقوفا على دفع الثمن كله ولو تم تسليم الشيء المبيع"‪.‬‬
‫حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫‪-73‬‬

‫قائمــة المراجــع‬

‫أوال‪:‬الكتب‬
‫‪ -1‬عباس حلمي‪ :‬القانون التجاري (العقود واألوراق التجارية)‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪.1983‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر البقريات‪ :‬القانون التجاري‪ ،‬السندات التجارية (السفتجة‪ -‬السند ألمر‪ -‬الشيك‪ -‬سند اخلزن‪ -‬سند النقل‪ -‬عقد حتويل‬
‫الفاتورة(‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪. 2012‬‬
‫‪ -3‬عرب صبحي‪ :‬حماضرات يف القانون التجاري (األسناد التجارية )‪ ،‬الشيك‪ ،‬السفتجة‪ ،‬سند املؤمن‪ ،‬سند النقل‪ ،‬عقد حتويل الفاتورة‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،‬دون ذكر دار النشر‪ ،‬اجلزائر ‪.2000‬‬
‫‪ -4‬عمورة عمار‪ :‬األوراق التجارية وفقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪.2008‬‬
‫‪ -5‬حممودي بشري‪ :‬عقد حتويل الفاتورة (وسيلة لتمويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وأداة لشراء الديون التجارية)‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬طبع‬
‫الديوان الوطين لإلشغال الرتبوية‪ ،‬اجلزائر ‪.2003‬‬
‫‪ -6‬نادية فضيل‪ :‬األوراق التجارية يف القانون التجاري‪ ،‬الطبعة‪ ،11‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪.2006‬‬
‫‪ -7‬نادية فضيل‪ :‬أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دارهومة للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪. 2006‬‬

‫‪280‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬


‫المركز الجامعي تندوف‬ ‫مجل ة المق ار للدراسات االقتصادية‬
‫أ‪ /‬حوت فيروز‬
‫مجلة علمية دولية محكمة متخصصة في الميدان االقتصادي‬
‫جامعة سيدي بلعباس‬
‫العدد‪ / 02‬جوان‪2018‬‬

‫ثانيا‪:‬المذكرات الجامعية‪:‬‬
‫‪ -1‬لوكادير ماحلة‪ :‬دور البنوك يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع قانون‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬لوالشى ليندة‪ :‬التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬مسامهة القرض الشعيب اجلزائري‪ ،CPA ،‬وكالة بسكرة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املاجستري يف العلوم اإلقتصادية‪ ،‬ختصص نقود ومتويل‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.2005-2004‬‬

‫ثالثا‪ :‬الملتقيات‬
‫‪ -‬بن طلحة صليحة‪ -‬معوشي بوعالم‪" :‬دور عقد حتويل الفاتورة يف متويل وحتصيل احلقوق"‪ ،‬ملتقى دويل حول سياسات التمويل وأثرها‬
‫على اإلقتصاديات واملؤسسات‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر والدول النامية‪ ،‬بسكرة أيام ‪ 22-21‬نوفمرب ‪ ،2006‬ص ص (‪.)14-1‬‬
‫رابعا‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ -1‬أمر رقم ‪ ،58-75‬مؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب‪ ،1975‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،78‬صادرة يف ‪ 27‬سبتمرب ‪( ،1975‬معدل‬
‫ومتمم )‪.‬‬
‫‪ -2‬مرسوم تشريعي رقم ‪ ،08- 93‬مؤرخ يف ‪ 03‬ذي القعدة عام ‪ ،1413‬موافق ل ‪ 25‬أفريل ‪ ،1993‬املتضمن القانون التجاري‪،‬‬
‫ج ر عدد ‪ 27‬صادرة يف ‪ 27‬أفريل ‪ .1993‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ ،59-75‬مؤرخ ‪ 26‬سبتمرب‪ ،1975‬ج ر عدد‪ ،101‬صادرة‬
‫يف ‪ 19‬ديسمرب ‪،1975‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ ،11-03‬مؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،52‬صادرة يف ‪ 28‬أوت ‪.2003‬‬
‫النصوص التنظيمية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،331-95‬مؤرخ يف ‪ 23‬أكتوبر‪ ،1995‬املتعلق بشروط تأهيل الشركات اليت متارس حتويل الفاتورة‪،‬ج ر عدد‬
‫‪ ،64‬صادرة ‪ 25‬أكتوبر ‪.1995‬‬

‫‪281‬‬ ‫عقد تحويل الف اتورة في الق انون الجزائري‬

You might also like