Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫التوازن في م يزان الم دفوعات ‪ :‬هو حال ة تتكاف أ في ظله ا اإلي رادات ال تي تتحص ل للدول ة عن‬

‫صادراتها مع المدفوعات ( النفقات ) ‪ .‬ومن غير المرجح في عالم غير منتظم أن يغلب دائم ًا‬
‫الت وازن الخ ارجي ‪ ،‬فه ذا الت وازن ق د يتحق ق وق د ال يتحق ق وس وف يح دث ف ائض في م يزان‬
‫المدفوعات أو عجز ‪.‬‬
‫العجز ‪ :‬هو الحالة التي ال تتكافأ في ظلها اإليرادات التي تتحصل عليها الدولة عن صادراتها‬
‫م ع الم دفوعات ‪ ،‬وهن اك عج ز م ؤقت يمكن تس ويته إن أمكن تغطيت ه بف ائض ل دى الدول ة في‬
‫حساب رأس المال ‪ .‬وإ ن االختالل في التوازن هو استمرار العجز في ميزان المدفوعات ‪.‬‬

‫أوًال ‪ :‬أسباب االختالل في ميزان المدفوعات‬


‫توجد أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث هذا الخلل ولعل أهمها ‪:‬‬
‫‪ .1‬التقييم الخاطئ لسعر صرف العملة المحلية ‪:‬‬
‫توج د عالق ة وثيق ة بين م يزان الم دفوعات وس عر ص رف العمل ة للبل د ‪ ،‬ف إذا ك ان س عر‬
‫الصرف لعملة بلد ما أكبر من قيمتها الحقيقية ‪ ،‬سيؤدي دلك إلى ارتفاع أسعار سلع البلد ذاته‬
‫من وجهة نظر األجانب مما يؤدي إلى انخفاض الطلب الخارجي عليها ‪ ،‬ومن ثم سيؤدي ذلك‬
‫إلى حدوث اختالل في ميزان المدفوعات ‪ .‬إما إذا تم تحديد سعر صرف العملة بأق ل مم ا يجب‬
‫أن تكون عليه سيؤدي دلك إلى توسع الصادرات مقابل تقلص الواردات ‪ ،‬مما يؤدي أيض ًا إلى‬
‫حدوث اختالل في الميزان ‪ ،‬لذلك هذه االختالالت غالب ًا ما ينتج عنها ضغوط تضخمية والتي‬
‫تساهم في استمرارية االختالل في الميزان‬
‫‪ .2‬أسباب هيكلية ‪:‬‬
‫وهي األس باب المتعلق ة بالمؤش رات الهيكلي ة لالقتص اد الوط ني والس يما هيك ل التج ارة‬
‫الخارجي ة ( س واء الص ادرات أو ال واردات ) ‪ ،‬إض افة إلى ق درتها اإلنتاجي ة وبأس اليب فني ة‬
‫متقدم ة ‪ ،‬وه ذا م ا ينطب ق تمام ًا على حال ة ال دول النامي ة ال تي يتس م هيك ل ص ادراتها ب التركيز‬
‫السلعي ‪ ،‬أي اعتمادها على سلعة أو سلعتين أساسيتين ( زراعية أو معدنية أو بترولية ) ‪ ،‬إذ‬
‫عادة ما تتأثر هذه الصادرات بالعوامل الخارجية المتجسدة في مرونة الطلب الخارجي عليها‬

‫‪25‬‬
‫في األسواق العالمية كتغير أذواق المستهلكين وانصرافهم عن هذه السلع أو عند حدوث تقدم‬
‫فني في الخارج يؤدي إلى خفض أثمان السلع المماثلة لصادرات هذه الدول في الخارج ‪.‬‬
‫‪ .3‬أسباب دورية ‪:‬‬
‫وهي أسباب تتعلق بالتقلبات االقتصادية التي تصيب النظام االقتصادي الرأسمالي ‪ ،‬ففي‬
‫ف ترات االنكم اش ينخفض اإلنت اج وال دخول واألثم ان وت زداد مع دالت البطال ة ‪ ،‬فتنكمش‬
‫الواردات مما قد يؤدي إلى حدوث فائض ‪ ،‬وفي فترات التضخم يزيد اإلنتاج وترتفع األثمان‬
‫والدخول فتقل قدرة البلد على التصدير وتزيد وارداته مما قد يؤدي إلى عجز‬ ‫واألجور‬
‫في م يزان الم دفوعات ‪ ،‬ويالح ظ أن التقلب ات ال تب دأ في ال وقت نفس ه في ال دول كاف ة ‪ ،‬كم ا‬
‫تتف اوت ح دتها من دول ة إلى أخ رى ‪ ،‬وتنتق ل ه ذه التقلب ات الدوري ة عن ال دول ذات ال وزن في‬
‫االقتصاد العالمي إلى الدول األخرى ( الشركاء التجاريين ) ‪.‬‬
‫‪ .4‬الظروف الطارئة ‪:‬‬
‫ق د تحص ل أس باب عرض ية ال يمكن التنب ؤ به ا وق د ت ؤدي إلى ح دوث اختالل في م يزان‬
‫م دفوعات البل د كم ا في حال ة الك وارث الطبيعي ة وان دالع الح روب والتغ ير المف اجئ في أذواق‬
‫المس تهلكين محلي ًا ودولي ًا ‪ ،‬فه ذه الح االت س تؤثر على النق د األجن بي الس يما ق د يص احب ذل ك‬
‫تحويالت رأسمالية إلى خارج البلد ‪ ،‬مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان المدفوعات ‪.‬‬
‫‪ .5‬أسباب أخرى ‪:‬‬
‫مثل انخفاض اإلنتاجية في الدول النامية نتيجة قلة أدوات اإلنتاج ‪ ،‬لذلك تقدم هذه الدول‬
‫على برامج للتنمية االقتصادية واالجتماعية يزداد فيها استيرادها من اآلالت والتجهيزات الفنية‬
‫ومس تلزمات اإلنت اج وغيره ا ‪ ،‬وته دف ه ذه البل دان من ه ذا إلى رف ع مس توى االس تثمار ال ذي‬
‫غالب ًا م ا يتج اوز طاقته ا من االدخ ار ‪ ،‬وي ترتب عن ه ذا التف اوت بين مس توى االس تثمار‬
‫ومستوى االدخار اتجاه نحو التضخم ‪ ،‬ونتيجة لهذا التضخم ونظرًا لزيادة واردات هذه الدول‬
‫فإنها تعاني عجزًا دائم ًا أو مزمن ًا في ميزان مدفوعاتها وتمول هذه الواردات بقروض طويلة‬
‫األجل ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬طرق معالجة االختالل في ميزان المدفوعات‬
‫ولمعالجة االختالل في ميزان المدفوعات هناك طريقتين ‪:‬‬
‫الطريقة األولى ‪ :‬تعديل السعر والدخل‬
‫عن طريق استخدام سياسات نقدية ومالية توسعية أو انكماشية ‪ ،‬للتأثير على أسعار السلع‬
‫والخدمات المنتجة محليًا ‪ ،‬مقابل منتجات توردها دول أخرى لجعل الصادرات أرخص ( أغلى‬
‫) نسبيًا ‪ ،‬والواردات أرخص (أغلى) نسبيًا مقاسة بالعملة األجنبية ‪.‬‬
‫الطريقة الثانية ‪ :‬تعديل أسعار الصرف‬
‫وتشمل تخفيض أو زيادة قيمة العملة الخارجية ‪ ،‬لجعل أسعار الصادرات أو الواردات‬
‫أرخص ( أغلى ) قياس ًا بالعملة األجنبية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬إذا انخفض سعر صرف الليرة‬
‫الس ورية قياس ًا بالدوالر األم ريكي من (‪ ) 50‬إلى ( ‪ ) 70‬ف إن ذلك يس مح للمنتج السوري ‪،‬‬
‫أن يخفض أسعار صادراته بنفس النسبة وزيادة قدرتها التنافسية في األسواق الخارجية ‪.‬‬

‫سوق الصرف وسعر الصرف‬


‫س وق الص رف ‪ :‬ه و س وق الص رف األجن بي ‪ ،‬والوس ط ال ذي يق وم في ه األف راد‬
‫والمؤسسات الخاصة والعامة والبنوك ببيع وشراء العمالت األجنبية ‪.‬‬
‫أم ا س عر الص رف فيمث ل قيم ة العمل ة ب العمالت األجنبي ة ال ذي يتح دد بتفاع ل الع رض‬
‫والطلب في س وق الص رف ‪ .‬ويمكن أن نعرف ه بأن ه ‪ :‬ع دد الوح دات من العمل ة األجنبي ة ال ذي‬
‫يدفع مقابل وحدة واحدة من العملة الوطنية ‪ .‬كما يمكن أن ُيعرف على أنه ‪ :‬ع دد الوح دات من‬
‫العمل ة الوطني ة ال تي ت دفع للحص ول على وح دة واح دة من العمل ة األجنبي ة ‪ ،‬فعن دما نق ول إن‬
‫س عر ص رف العمل ة األجنبي ة ق د ارتف ع ‪ ،‬فه ذا معن اه أن س عر ص رف العمل ة الوطني ة ق د‬
‫انخفض ‪ ،‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫العمليات التي تحدث في سوق الصرف‬
‫أوًال ‪ :‬الصرف العاجل والصرف اآلجل‬
‫س عر الص رف العاج ل أو اآلني ‪ :‬ه و س عر الص رف ال ذي يتح دد بس بب عملي ات بي ع وش راء‬ ‫‪‬‬
‫العمالت األجنبية في السوق في الوقت نفسه ‪ ،‬أي في اللحظة الحاضرة ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أما سعر الصرف اآلجل ‪ :‬فهو السعر الذي يتحدد بسبب عمليات بيع وشراء آجلة أو مستقبلية‬ ‫‪‬‬
‫للعمالت األجنبية ‪.‬‬
‫والسؤال هنا ‪ :‬لماذا تحدث عمليات بيع وشراء آجلة للعمالت المختلفة ؟‬
‫لتسهيل اإلجابة على هذا السؤال وتوضيحها يمكن االستعانة بالمثال اآلتي ‪ :‬لنفترض أن‬
‫مستوردًا عراقيًا استورد بضائع بقيمة (‪ )50‬الف دوالر واتفق مع المصدر أن يدفع هذا المبلغ‬
‫بعد شهرين بالدوالر ‪ .‬ثم فكر هذا المستورد أنه خالل هذه المدة الطويلة قد يطرأ ارتفاع في‬
‫قيمة الدوالر مقابل الدينار العراقي ‪ ،‬ومن ثم فإنه يخشى من أنه سيضطر الى دفع مبالغ أكبر‬
‫بالدينار للحصول على (‪ )50‬الف دوالر بعد شهرين من اآلن ‪ ،‬لذا فإنه سيحتاط لهذا االحتمال‬
‫ب أن يق وم بش راء (‪ )50‬ال ف دوالر يس تلمها بع د ش هرين بس عر ص رف يتف ق علي ه م ع الجه ة‬
‫المص رفية ال تي ق د تك ون بنك ًا أو مؤسس ة أو أي متعام ل آخ ر ‪ ،‬أي أن ه يش تري منه ا ( اآلن )‬
‫المبلغ الذي سيستلمه بعد شهرين وبسعر صرف يتفق عليه الطرفان حاليًا ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬عمليات المراجحة في سوق الصرف‬


‫ُيقص د بالمراجح ة تحقي ق ال ربح من قب ل فئ ة معين ة من المتع املين في س وق الص رف‬
‫(المراجحين) من خالل االستفادة من فروق سعر صرف لعملة معينة في أكثر من سوق ‪ ،‬أي‬
‫ش راء العمل ة في الس وق ال تي يك ون فيه ا س عر ص رف ه ذه العمل ة منخفض ًا وبيعه ا في الس وق‬
‫التي يكون فيها سعر الصرف للعملة نفسها مرتفع ًا بقصد تحقيق ربح من السوقين ‪ .‬ويمكن أن‬
‫تكون المراحجة ثالثية أي بين ثالث عمالت في ثالثة أسواق ‪ ،‬وكذلك يمكن أن تكون رباعية‬
‫أي بين أرب ع عمالت في أربع ة اس واق ‪ ،‬وهم ا ك انت درج ة نعق د ه ذه العملي ات ‪ ،‬ف إن فكرته ا‬
‫االساسية واحدة كما أنها ال تتضمن المضاربة أو التعامل بأسعار الصرف مع احتمال تقلبها ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬عمليات المضاربة في سوق الصرف‬
‫هي عملي ات يق وم به ا ص نف من المتع املين في س وق الص رف ‪ُ ،‬تطل ق عليهم تس مية‬
‫المتض اربين ‪ ،‬وهم يقوم ون اس تنادًا الى توقع اتهم بش راء العمل ة ال تي يتوقع ون ارتف اع س عر‬
‫ص رفها في المس تقبل ‪ ،‬وي بيعون العمل ة ال تي يتوقع ون انخف اض س عر ص رفها في المس تقبل‬
‫ويحققون ارباحًا من ذلك اذا صحت توقعاتهم ‪ .‬والمضاربة في سوق الصرف على نوعين ‪:‬‬
‫‪ )1‬المضاربة المؤدية الى االستقرار في سوق الصرف‬

‫‪28‬‬
‫وهي المض اربة ال تي تس ود في حال ة س ريات الظ روف الطبيعي ة بحيث أن س عر الص رف‬
‫الذي يرتفع أو ينخفض عن المستوى التوازني ال بد أن يعود اليه ‪ ،‬ألن المضاربين يتحركون‬
‫لبيع العملة التي ارتفع سعر صرفها لسبب طارئ ‪ ،‬ويقومون بشرائها اذا انخفض سعر صرفها‬
‫عن مستواه التوازني وهم بهذا يقودون السوق والسعر الى االستقرار من جديد ‪.‬‬
‫‪ )2‬المضاربة المؤدية الى عدم االستقرار في سوق الصرف‬
‫يسود هذا النوع من المضاربة عندما تغلب حالة غير مألوفة من التوقعات حول حركة سعر‬
‫الصرف ‪ ،‬بحيث أن تحرك سعر الصرف بعيدًا عن نقطة التوازن ‪ ،‬يؤدي الى اطالق حركة‬
‫في س وق الص رف ت دفع ه ذا الس عر الى االبتع اد أك ثر عن الس عر الت وازني ‪ ،‬ففي مث ل ه ذه‬
‫األح وال عن دما ينخفض س عر الص رف يس ود ل دى المض اربين التوق ع ب أن ه ذا الس عر س يتبعه‬
‫مزيد من االنخفاض ‪ ،‬لذلك فإنهم يقومون بزيادة بيع ارصدتهم من هذه العملة – عكس الحالة‬
‫السابقة – ومن ثم فإن تصرف المضاربين هذا من شأنه أن يدفع سعر صرف العمل ة الى مزي د‬
‫من االنخفاض ‪.‬‬
‫سعر الصرف في ظل النظم النقدية الدولية‬
‫( انواع وترتيبات اسعار الصرف )‬
‫تتراوح نظم أسعار الصرف التي عرفها العالم بين نظامين متطرفين هما ‪ :‬نظام سعر‬
‫الصرف الثابت تمام ًا الذي كان سائدًا إبان فترة سريان قاعدة الذهب ‪ ،‬ونظام سعر الصرف‬
‫الحر تمامًا ‪ ،‬أو ما يعرف بنظام سعر الصرف العائم ‪ .‬وبصورة عامة يمكن تمييز أنواع من‬
‫أسعار الصرف التي عرفتها دول العالم ‪ ،‬على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬سعر الصرف الثابت تمامًا ‪ :‬كان هذا النظام سائدًا في فترة سريان قاعدة الذهب الدولية للمدة (‬
‫‪ ، )1914 – 1850‬وكل عملة فيه كانت معرفة بوزن معين من الذهب ‪ ،‬لذا فإن العالقة بين‬
‫ك ل عمل ة م ع غيره ا من العمالت تعتم د على م ا تحتوي ه ك ل واح دة من محت وى ذه بي ‪.‬‬
‫ويتأرجح سعر الصرف ألي عملة في ظل هذا النظام بين حدين يعرفان بحد دخول وخروج‬
‫ال ذهب ‪ ،‬أي أن س عر العمل ة ال يمكن أن يرتف ع أو ينخفض عن ه ذين الح دين ‪ ،‬ويتحق ق ه ذا‬
‫بشكل تلقائي دون تدخل من أي سلطة اقتصادية ‪.‬‬
‫‪ )2‬سعر الصرف الثابت مع وجود هوامش محددة على جانبي سعر التعادل ‪ :‬في ظل هذا النظام‬
‫تعلن الدول ة عن التزامه ا بس عر ص رف ث ابت لعملته ا م ع امكاني ة حركت ه داخ ل ح دود مح دودة‬

‫‪29‬‬
‫وضيقة ال يتجاوزها كأن تكون (‪ )%5‬على جانبي سعر التعادل ‪ ،‬وقد سرى هذا النظام على‬
‫الصعيد الدولي على امتداد سريان نظام بريتن وودز (‪. )1971 – 1944‬‬
‫‪ )3‬س عر الص رف الث ابت م ع وج ود ه وامش واس عة ‪ :‬ويتش ابه ه ذا النظ ام م ع النظ ام الس ابق ‪ ،‬إذ‬
‫تقوم الدولة بااللتزام بسعر التعادل مع تحديد هوامش واسعة لحركته ‪ ،‬وقد تكون هذه الهوامش‬
‫مثًال (‪ )%15 – 10‬أو أكثر حول سعر التعادل ‪.‬‬
‫‪ )4‬القي د الزاح ف ‪ :‬وبمقتض اه تق وم الدول ة بتحدي د س عر ص رف عملته ا ثم تق وم بتعديل ه بين ف ترة‬
‫وأخرى على أساس ما يحدث من تغيير في مؤشرات معينة كمعدل التضخم و‪/‬أو وضع ميزان‬
‫المدفوعات و‪/‬أو عجز الموازنة العامة ‪ . . .‬الخ ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬سعر الصرف الثابت القابل للتعديل ‪ :‬وبمقتضاه تعلن الدولة سعر صرف محدد لعملتها إال أنها‬
‫تق وم بتغي يره بص ورة ارادي ة بين ف ترات زمني ة مختلف ة على وف ق مقتض يات وض عها‬
‫االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ )6‬المرونة المدارة ‪ :‬ويقصد بها أن يكون سعر الصرف مرن ًا أص ًال أي حرًا في الحركة ‪ ،‬إال أن‬
‫السلطة النقدية تتدخل لتحديد حركته عندما تظهر تذبذبات أو تحركات غير مالئمة أو مضرة‬
‫لالقتصاد بدوافع المضاربة مثًال ‪.‬‬
‫‪ )7‬س عر الص رف الح ر ( الع ائم ) ‪ :‬وبمقتض ى ه ذا الن وع ي ترك س عر الص رف ح رًا في الحرك ة‬
‫حسب ظروف العرض والطلب وال تتدخل السلطة النقدية في ادارته ‪.‬‬
‫مما تقدم ‪ ،‬يتض ح لنا أن سعر الص رف يمكن أن يتراوح بين نظامين هما ‪ :‬نظام سعر‬
‫صرف الثابت وسعر الصرف الحر ‪ ،‬أما األشكال أو األنواع األخرى بين هذين النوعين فهي‬
‫تختلف فيما تتضمنه من صفات المرونة (حرية الحركة) والثبات ‪ ،‬فسعر الصرف الثابت مع‬
‫اله وامش الض يقة عرف ه الع الم في ظ ل نظ ام قاع دة ال ذهب الدولي ة ‪ ،‬وفي ظ ل نظ ام قاع دة‬
‫الص رف بال ذهب ‪ ،‬أم ا الي وم ف إن ُم عظم العمالت الرئيس ة في الع الم ( معوم ة ) أي ح رة في‬
‫حركته ا ‪ ،‬وق د تخت ار الدول ة أن تتب ع نظ ام س عر الص رف الخ اص به ا من بين ه ذه األن واع‬
‫المختلفة ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫نظريات تحديد اسعار الصرف‬
‫لق د ق دم الفك ر االقتص ادي ع دة مح اوالت لتفس ير العوام ل ال تي تق ف وراء تحدي د س عر‬
‫الص رف عن د مس توى معين ‪ ،‬فمنه ا م ا أرج ع أس باب تحدي د س عر الص رف الى العوام ل‬
‫الحقيقي ة ‪ ،‬ومنه ا م ا عزاه ا الى العوام ل النقدي ة ‪ .‬س نحاول فيم ا ي أتي التع رف على اب رز‬
‫نظريتين جاءتا لتوضيح مقومات المستوى األولي لسعر الصرف ‪:‬‬
‫‪ )1‬نظرية تكافؤ ( تعادل ) القوة الشرائية‬
‫أول من تق دم به ذه النظري ة ه و االقتص ادي الس ويدي كوس تاف كاس ل ‪ G.Cassel‬في‬
‫عش رينات الق رن العش رين ‪ ،‬وال ت زال ه ذه النظري ة تحظى ح تى يومن ا ه ذا بقب ول واس ع ل دى‬
‫االقتص اديين في تفس ير حرك ة س عر الص رف ‪ ،‬الس يما في ف ترات االض طراب االقتص ادي‬
‫المصحوب بظهور حاالت التضخم المفرط ‪.‬‬
‫فكرة النظرية‬
‫تق وم ه ذه النظري ة على فك رة أساس ها وج ود عالق ة بين مس توى االس عار المحلي ة وس عر‬
‫ص رف العمل ة ‪ ،‬بحيث ان حرك ة س عر الص رف تع بر عن م ا يح دث من تغ ير في األس عار‬
‫المحلية بالنسبة الى األسعار العالمي ة ( أو بالنسبة الى اسعار دولة أخرى ) على سبيل المثال‬
‫ل و أن ال دوالر األم ريكي ل ه ق درة ش رائية على ش راء مجموع ة من الس لع ‪ ،‬وك ان للب اون‬
‫االس ترليني ق درة ش رائية على ش راء ض عف كمي ة ه ذه الس لع ‪ ،‬فه ذا يع ني أن قيم ة الب اون‬
‫االسترليني هي ضعف قيمة الدوالر األمريكي ‪ ،‬أي أن سعر الباون = ‪ 2‬دوالرين ‪.‬‬
‫تقويم النظرية‬
‫على الرغم من القبول الذي حظيت به هذه النظرية ال سيما في تفسيرها لفشل العودة الى‬
‫نظام قاعدة الذهب ‪ ،‬اال انها تعرضت الى انتقادات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬إن ه ذه النظري ة هي أق رب الى البديهي ة ألنه ا تعب ير رياض ي عن ق انون الس عر الواح د ال ذي‬
‫يضمن تحقيق سعر واحد لكل السلع إذا ما أزيلت كل الحواجز امام األسواق ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ .2‬هذه النظرية لم تفسر عوامل تحديد مستوى سعر الصرف فيس سنة األساس وإ نما تأخذه كأمر‬
‫واقع معطى كما مر معنا ‪.‬‬
‫‪ .3‬إن هذه النظرية تركز على العوامل النقدية في تحديد سعر الصرف ‪ ،‬في حين أن هناك عوامل‬
‫حقيقي ة تق ف وراء حرك ة أس عار الص رف ‪ ،‬مث ل حرك ة رؤوس األم وال ووض ع الم يزان‬
‫التجاري ونسب التبادل التجاري ‪ . . . ،‬الخ ‪.‬‬
‫‪ )2‬نظرية ميزان المدفوعات‬
‫ُيعد سوق الصرف وجهًا آخر لميزان المدفوعات ‪ ،‬ومن ثم فإن وضع ميزان الم دفوعات‬
‫وما يتضمنه من عمليات دائنة ومدينة هو الذي يحدد سعر صرف العملة ‪ ،‬فميزان المدفوعات‬
‫ال ذي يتج ه نح و تحس ن وض عه من حيث الدائني ة تج اه الع الم ‪ ،‬يمي ل س عر ص رف عملت ه نح و‬
‫االرتفاع تجاه العمالت األخرى والعكس يحصل في حالة العجز ‪.‬‬
‫تقويم النظرية‬
‫ُيؤخذ على هذه النظرية إغفال الجوانب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬من الص عب تص ور أن حرك ة س عر الص رف تت أثر بش كل تلق ائي بم ا يح دث في م يزان‬
‫المدفوعات ‪ ،‬ألن الدولة تتدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة لتحديد سعر الصرف وادارته ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن هناك تأثيرًا متبادًال بين سعر الصرف وميزان المدفوعات ‪ ،‬فتارة يكون سعر الصرف هو‬
‫المتغير التابع لما يحدث في ميزان المدفوعات ‪ ،‬وتارة أخرى يكون وضع ميزان المدفوعات‬
‫تابعًا للتغيرات التي تحدث في ميزان المدفوعات ‪.‬‬
‫‪ .3‬هناك انتقاد نظري وتطبيقي لهذه النظرية ‪ ،‬وذلك هو أن ميزان المدفوعات متوازن دائم ًا من‬
‫الناحية الحسابية ‪ ،‬ومن ثم فإن التحليل يجب أن يقتصر على العمليات المستقلة التي تحدث في‬
‫الم يزان ‪ ،‬وهي على ن وعين ‪ :‬العملي ات المس تقلة الدائن ة والعملي ات المس تقلة المدين ة ‪ .‬األولى‬
‫ي ترتب على ح دوثها دخ ول نق د أجن بي الى البل د مث ل الص ادرات الس لعية واس تالم الهب ات‬
‫والق روض طويل ة األج ل ‪ .‬والثاني ة ي ترتب على ح دوثها خ روج نق د أجن بي من البالد ‪ ،‬مث ل‬
‫االستيرادات ودفع هبات ومنح وتحويالت ودفع قروض طويلة األجل ‪.‬‬

‫‪32‬‬

You might also like