Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫مدى فـعاليــة المـدارس الخاصــة‬

‫ سعاد خوشي‬/‫د‬
‫ الجزائر‬-‫ جامعة شلف‬، ‫قسم علم االجتماع‬
:‫ملخص‬
‫ ومدى فعاليتها في‬،‫تسعى هذه الدراسة لتشخيص أهم األسباب المؤدية الى تأسيس المدارس الخاصة‬
‫ و قد أدى هذا‬.‫ خاصة في والية الجزائر العاصمة‬،‫ حيث انت شرت بشكل ملفت لالنتباه‬،‫المجتمع الجزائري‬
‫ وتختلف هذه الفئة من حيث المستوى الثقافي و العلمي من‬،‫االنتشار إلى استقطاب فئة واسعة في المجتمع‬
‫ حيث تلجا اغلب العائالت إلى هذه المدارس الخاصة رغبة منها في الحصول على نتائج‬،‫عائلة إلى أخرى‬
‫ هذا المستوى الذي ال توفره لهم المدارس العمومية و ذلك‬،‫ا يجابية ألبنائهم و تحسين مستواهم التعليمي‬
‫ عكس المدارس الخاصة التي توفر لهم الوسائل المناسبة من أقسام غير مكثفة‬،‫حسب رأي األولياء‬
‫باإلضافة إلى ضمان األمن ألبنائهم خاصة بالنسبة للتالميذ الذين تعمل‬، ‫وبرنامج مزدوج عربي فرنسي‬
. ‫أمهاتهم و ال يوجد من يهتم بهم ما بين الفترتين الصباحية و المسائية‬
. ‫ رأس المال الثقافي‬،‫ التحصيل الدراسي‬،‫ الفعالية‬،‫ المدارس الخاصة‬،‫الخوصصة‬:‫الكلمات المفتاحية‬
------------------------
L'efficacité des écoles privées-
D/ Souad Ghouchi
Département de Sociologie, Université de Chlef-Algérie
Résumé :
Cette étude vise à diagnostiquer les principales raisons qui ont conduit à la création
d'écoles privées, et leur efficacité dans la société algérienne, qui se sont répandus en
particulier dans la province d'Alger. Cela a conduit à attirer d’importantes catégories dans
la société dont les familles varient en termes de niveau culturel et scientifique. la plupart
des familles ont recours à ces écoles privées afin d’obtenir des résultats positifs et
d'améliorer le niveau d'éducation de leurs enfants, ce qui n’est pas assuré avec les écoles
publiques , selon les parents, à la différence des écoles privées qui leur fournissent des
moyens appropriés, des classes non surchargées, un programme intensif en arabe et en
français, ainsi que la sécurité de leurs enfants , surtout pour les élèves dont les mères
travaillent, et personne ne se soucie d'eux entre les deux périodes : matin et soir.
Mots-clés: Privatisation - écoles privées - efficacité - réussite scolaire – capital
culturel.
------------------------
1
‫‪The effectiveness of private schools‬‬
‫‪D/Souad Ghouchi‬‬
‫‪Department of Sociology, Universityof Chlef-Algeria‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to diagnose the main reasons that led to the establishment of‬‬
‫‪private schools and their effectiveness in the Algerian society,thatspread particularly in‬‬
‫‪the province of Algiers. This led to the attraction of large classes insociety which‬‬
‫‪families vary in terms ofcultural and scientific level. Most families resort to these‬‬
‫‪private schools hoping to obtain positive results for their children and improve their‬‬
‫;‪level of education, which is not provided by public schools according to their parents‬‬
‫‪unlike private schools that provide them with appropriate means such as:‬‬ ‫‪no‬‬
‫‪overloaded classes, an intensive French-Arabic program,and mainly to ensure the‬‬
‫‪safety of their children, especially for pupils whosemothers are working and no one‬‬
‫‪cares about them between the two periods: morning and evening.‬‬
‫‪Keywords: Privatization - private schools - effectiveness - academic success -‬‬
‫‪cultural resources.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫مقدمــة‪:‬‬
‫لقد أصبحت المؤسسات االجتماعية في مجتمعنا الحالي تكتسب ثقة الفرد و المجتمع من خالل زيادة‬
‫الرضا عن خدماتها و منتجاتها كما و نوعا و يكون العكس تماما اي أنها تفقد الثقة عندما تتسع الفجوة بين‬
‫توقعات الفرد و المجتمع و بين األداء الفعلي لهذه المؤسسات ‪ .‬و على هذا األساسأصبحت هذه المؤسسات‬
‫تهتم بفعاليتها على اعتبار أن الفعالية هي مؤشر من مؤشرات نجاحها ‪.‬‬
‫و إذا تحدثنا هنا عن المؤسسات فإننا نعني كل المؤسسات االجتماعية من مؤسسات اقتصادية او‬
‫ثقافية او تربوية ‪ ،‬و نخص بالذكر المؤسسات التربوية ألنها العمود الفقري ألي تطور في المجتمع و هي‬
‫سبب انحطاط اي مجتمع أخرإذا ما لم يهتم بهذا الجانب ‪ ،‬فالمؤسسة التربوية و نخص بالذكر المدرسة‬
‫باعتبارها الوسيلة األولى و األهم التي تستقطب فئة األطفاألو الجيل القادم ‪ ،‬و هي المكان األكثر مالئمة‬
‫لتعليم النشء و إعدادهم للحياة العملية و المستقبلية ‪ .‬لذلك فان التعليم يشغل حيزا أساسيا في اهتمامات‬
‫المجتمع و المواطن ألنه يمس أهم حقوقه السياسي ة و االجتماعية و الحضارية و على المدرسة القيام بهذا‬
‫الدور ‪ ،‬و إذا ما قصرت هذه المدرسة من واجبها فان الفرد المعني سيلجأ مباشرة الى البحث عن حل لذلك‬
‫و إيجاد البديل و المتمثل في المدارس الخاصة ‪.‬‬
‫ان المدرسة الخاصة ليست نقيض المدرسة العمومية كما انها ليست البديل في نفس الوقت ‪ ،‬وإذا‬
‫حاولنا تحديد مفهوم هذه المدرسة فإننا نجد مفاهيم متعددة و مختلفة إال أنها تنصب في فكرة واحدة‪ ،‬و هي‬
‫أنها تلك المدرسة او المؤسسة غير الحكومية التي تقوم أصال او بصفة فرعية بالتعليم أواإلعداد الفني أو‬
‫‪2‬‬
‫المهني قبل مرحلة الجامعة ‪ ،‬و ذلك من اجل تحقيق بعض األغراض ‪ ،‬منها المساعدة في مجال التعليم‬
‫األساسيأو الثانوي أ و التوسع في دراسة اللغات األجنبية بجانب المناهج الرسمية المقررة ‪.‬‬
‫و قد تم انتشار هذه المدارس بشكل كبير في المجتمع حيث بلغ عددها سنة ‪ 2013‬حوالي ‪196‬‬
‫مؤسسة‪ ،‬في حين بلغ عدد التالميذ ما يعادل‪ 54212‬تلميذ موزعة تقريبا على جميع واليات الوطن و لو‬
‫كان ذلك بنسب متفاوتة و غير متساوية حيث نجد أغلب هذه المدارس تتمركز في الجزائر العاصمة و قد‬
‫سعت كلها إلىإثبات مكانتها في المجتمع و ذلك من خالل اكتساب و توظيف جميع المعارف والمهارات‬
‫الالزمة للوصول إلى نتاجات تعليمية إلى أقصى مدى ممكن و بالتالي إثبات فعاليتها ‪ ،‬والمدرسة الفعالة‬
‫هي تلك المدرسة التي تقوم بإدارة التالميذ و المدارس بمزيد من الكفاءة من خالل التركيز على استخدام‬
‫مهارات التفكير باستخدام تكنولوجيا التعليم فهي كما يعرفها "تيسير عبد المطلب الدويك" إنها " تلك‬
‫المؤسسة التربوية التي تديرها قيادة خبيرة واعية قادرة من خالل التأثير في أركان العملية التعليمية من‬
‫معلمين أكفّاء و طلبة ملتزمين و آباء مهتمين و غيرهم ‪ ،‬و تنسيق جهودهم جميعا ‪ ،‬قادرة على ان تحدد‬
‫لنفسها فلسفة و رؤية تمكنها ضمن واقعها و ظروفها من تحقيق رسالتها و أهدافها المتمثلة في توفير تعليم‬
‫ف ّعال لطلبتها يكسبهم المعارف و المهارات و االتجاهات و القيم التي تتطلبها حياتهم الحاضرة و المستقبلية‬
‫" ‪ .‬فالوظيفة األساسية لهذه المدارس و النظام التربوي بصفة عامة تتركز في تنمية جميع المتعلمين في‬
‫المجالت المعرفية و االنفعالية و الحركية ‪.‬‬
‫اإلشكاليـة‪:‬‬
‫إن المدرسة هي المكان الذي يقضي فيه التلميذ فترة محددة من حياته و يلقي في أحضانها كل العناية‬
‫والمساعدة طيلة مساره المدرسي و ليكسب المعارف و ينمي مهاراته و يطور قدراته و يبني مواقفه‪.‬‬
‫فالمدرسةةة هةةي المؤسسةةة الرسةةمية التةةي أسسةةتها السةةلطات و حملتهةةا مسةةؤولية إعةةداد الفةةرد للحيةةاة‬
‫االجتماعية ‪،‬فهي تقةوم بةدور فعةال فةي تقةويم مةا اعةوج فةي سةلو الطفةل و تحصةينه بكثيةر مةن المعةايير و‬
‫االتجاهةةات السةةليمة التةةي يكةةون قةةد كونهةةا مةةن خةةالل تواجةةده مةةع أفةةراد أسةةرته ‪،‬حيةةث تقةةوم بتةةدعيم القةةيم‬
‫االجتماعية السائدة في المجتمع‪،‬و ذلك من الن ا المنناج النذب تت‪،‬كنا ‪،‬قمنا ت نو بعمليةة المسةاواة و تحقيةق‬
‫التكافؤ بين الطبقات االجتماعية ‪.‬‬
‫ومن هنا فان المدرسة هي الوسيلة الوحيدة التةي يمكنهةا إن تحقةق لافةراد التجةانس الفكةري والثقةافي‬
‫وذلةةةك مةةةن خةةةالل انةةةدماجهم فةةةي قةةةيم واتجاهةةةات وأنمةةةاط سةةةلوكية بصةةةورة كاملةةةة فةةةي صةةةلب مجةةةتمعهم‬
‫ومنفتحين‪.‬وهةةذا يةةدل علةةى مسةةاهمة المدرسةةة إلةةى حةةد بعيةةد فةةي توطيةةد االنسةةجام االجتمةةاعي نقةةل القةةيم‬
‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫فالمدرسةةة هةةي عبةةارة عةةن مجتمةةع مصةةغر‪،‬بحيث أن مةةا يةةدرس فةةي المدرسةةة مةةن معةةارف وخبةةرات‬
‫ومهارات‪،‬وما تؤكد علي ه من قيم واتجاهات ومعايير يجب أن يكون مرتبطا بالمجتمع الخارجي الةذي تعمةل‬
‫فيه‪.‬‬
‫و تعتبر التطورات الخارقة التي يشهدها العالم المعاصةر فةي الميةادين العلميةة و التكنولوجيةة و التةي‬
‫أضحت تؤثر إلى حد بعيد في تشكيل األفكار و السلوكيات و المواقف تحثنا على إعطاء دفع جديد للتدريس‬
‫و الذي لم يكن باستطاعة المدارس العمومية تحقيقه‪،‬و كانةت الرغبةة فةي اإلصةالف الفعلةي و الحقيقةي دافعةا‬

‫‪3‬‬
‫أساسيا لافراد الذين ال بأس بهم ماديا إلى التفكير في تأسيس ما يسمى بالمدارس الخاصة‪ ،‬و التي انتشةرت‬
‫بشكل كبير في المجتمع الجزائري هذه الظاهرة التي عرفها المجتمع خاصة الواقع التربوي مةؤخرا و التةي‬
‫طغت بشكل كبير على المجتمع الجزائري خاصة بالجزائر العاصمة‪،‬حيث يختلف انتشةارها مةن واليةة إلةى‬
‫أخرى و من مجتمع إلى أخر في ظروف ظهورها و طرق تنظيمها‪.‬‬
‫و ‪،‬اعت‪،‬ار أ الت د االجتماعي مرهو ‪،‬مدى ث افنة أفنراد المجتمنعو تكةوينهم و طموحاتهم‪،‬فقةد شةهد‬
‫قطةةاا التربيةةة و التعلةةيم فةةي الجزائةةر كغيةةره مةةن ال طاعنناا ارالننرى اناتااننا واسننكا ‪،‬اكننا دالننوا ال طننا‬
‫الالاص في الكملية التكليمينة ‪،‬منا يالولنا ال نانو ‪،‬و ذلنك من الن ا لجنو الدولنة الجىائرينة لن تنراليص‬
‫المدارس الالاصة ‪،‬كدما قا ذلك اقرا عل ال طا الكمومي منذ االستقالل ليبدأ عهد جديد اقترن ظهةوره‬
‫مع مجموعة من اإلصالحات التربوية التي طبقتهةا الحكومةة الجزائريةة ‪،‬بعةدما كانةت مهمةة إنشةاء وتسةيير‬
‫المؤسسات التربوية هو من صالحيات القطاا العمومي و مؤسساته ال غير‪.‬‬
‫هذه المدارس الخاصة التي انتشرت بشةكل ملفةت لالنتبةاه فةي المجتمةع الجزائةري‪،‬و تسنار ارولينا‬
‫ل تسجيا أ‪،‬نا ه ‪،‬اا وه عل ي ي ‪،‬أنا الاا ارنسب إلص ح ما أفسدته المنظومةة التربويةة مةن خةالل‬
‫إصالحاتها في السنوات الماضةية و الةذي أدى إلةى تةدني المسةتوى التعليمةي ألبنةائهم رغةم كةل المجهةودات‬
‫التي بذلتها السلطات للرفع من مستوى التعليم و التربية في الجزائر‪.‬‬
‫اعتبر أ ولياء التالميذ أن هذه المدارس هي بمثابة البديل األنسب للمدارس العمومية و هذا ما زاد فةي‬
‫ارتفاا نسبة التالميذ المتمدرسين بها‪ ،‬كما أن الظروف االجتماعية كعمةل الوالةدين معةا و المسةتوى الثقةافي‬
‫لهما جعلهم يفكرون في مستقبل أبناءهم و ربطه ربطا وثيقا بهذه المدارس‪.‬‬
‫ولكن ها يمكن حقا اعتبار المدارس الخاصة بديال للمدارس العمومية‪ ،‬وإذا كان عكةس ذلةك فمةا هةي‬
‫أسباب لجوء األولياء إلى هدا النوا من المدارس؟‬
‫‪ -‬هل هي في متناول جميع المتمدرسين الذين لديهم حق في التمدرس خاصة أن الدولةة تعتمةد سياسةة‬
‫مجانية التعليم؟‬
‫‪-‬هةةل يمكةةن اعتبةةار الظةةروف االجتماعيةةة كعمةةل الوالةةدين معةةا سةةببا مةةن أسةةباب اللجةةوء إلةةى هةةذه‬
‫المدارس؟‬
‫‪-‬هةل تحقةةق فعةةال طمةةوف األوليةةاء فةةي الرفةةع مةةن مسةةتوى أبنةةائهم التعليمةةي مةةن خةةالل تدريسةةهم بهةةذه‬
‫المدارس ومن قبل أساتذة أكفاء ‪.‬‬
‫هذه األسئلة و أخرى سنحاول التطرق إليها و مناقشتها و تحليلهةا مةن خةالل هةذا البحةث الةذي نعتمةد‬
‫فيه على دراسة فعالية المدارس الخاصة في المجتمع الجزائري و ما هو مدى جودة التعليم بهذه األخيرة؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫الفرضية االولى‬
‫‪ -‬يعتبر المستوى المادي و الثقافي لاولياء دافع مهم في التحاق التلميذ بالمدارس الخاصة ‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬اتجةةاه األوليةةاء الةةى المدرسةةة الخاصةةة لضةةمان جةةودة التحصةةيل المدرسةةي ألبنةةائهم مةةن قبةةل أسةةاتذة‬
‫بيداغوجيين مؤهلين‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‬
‫‪ -‬مدى جودة التحصيل المدرسي للمدرسة الخاصة دفع بأولياء التالميذ الى تسجيل ابنائهم للتمةدرس‬
‫بها‪.‬‬
‫الخوصصة في الجزائر‪:‬‬
‫بدأت الخوصصة في الجزائر بعد سلسلة من التغيرات التي مست المؤسسة الجزائرية و ذلكبإعادة‬
‫الهيكلة االستقاللية بعد صدور القانون رقم ‪ 1/88‬المؤرخ في ‪ 1998/1/12‬المتضمن للقانون التوجيهي‬
‫للمؤسسات االقتصادية العمومية و جميع النصوص المعدلة و المتممة له ‪،‬فبعد خروج الجزائر من حرب‬
‫التحرير كان اقتصادها شبه مدمر‪،‬وحوالي ‪90‬من اإلدارة والمراكز الحساسة كانوا من المعمرين‬
‫واألجانب و مباشرة بعد االستقالل غادر هؤالء مناصبهم تاركين و راءهم مؤسسات ومزارا و إدارات‬
‫مهملة و غير مسيرة حيث يغادر خالل ‪ 6‬أشهر فقط حوالي ‪800‬الف شخص‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فان الدولة كانت تعادلي من انخفاض فةي اإلنتةاج بالقيمةة الحقيقيةة والمقةدرة بةـحوالي‬
‫‪5‬بين ‪1960‬و ‪،1963‬وهذا االنخفةاض أثّةر بدرجةة اكبةر علةى القطةاا المةرتبط بالتجارةالخارجيةة‪،‬حيث‬
‫انخفضةةت الةةواردات بمعةةدل ‪ 40‬كةةان معةةدل البطالةةة يفةةوق ‪.70‬باإلضةةافة إلةةى انتشةةار األميةةة بنسةةبة‬
‫مرتفعة‪ ،‬حيةث وصةلت إلةى أكثةر مةن ‪80‬مةن إجمةالي السةكان فةي المراحةل األولةى لالسةتقالل ممةا جعةل‬
‫قطاا التعليم يحتل مكانة كبيرة فيما بعد‪.‬لقد انطلقت اإلصالحات االقتصةادية مةع بدايةة الثمانينةات و خاصةة‬
‫مع المخطط األول (‪)1980-1984‬الذي حمل تصةويرا جديةدا لكيفيةة تسةيير االقتصةاد الةوطني و المؤسسةة‬
‫العمومية بصورة خاصة‪ .‬هذا التطور الجديد كما يظهر من خالل سياسةة التقيةيم لةنمط التسةيير االقتصةادي‬
‫الذي عرفته المؤسسةقبل الثمانينات حيث يتوصل متخذو ا القرار إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪-‬ال يمكةةةن االسةةةتمرار فةةةي تسةةةيير الشةةةركات الوطنيةةةة ذات الحجةةةم الكبيةةةر حيةةةث أصةةةبحت بعةةةض‬
‫الشركاتتشكل دولة داخل دولة ‪.‬‬
‫‪-‬يجب فتح المجال أمام القطاا الخاص الوطني و المستثمر األجنبي ليكون منافسا للقطاا العمومي‬
‫‪ -‬ال يمكةةن للدولةةة فةةي أي حةةال مةةن األحةةوال التخلةةي نهائيةةا عةةن قطاعةةات الطاقةةة و الةةدفاا والصةةحة‬
‫والتربية والتعليم ‪،‬رغم أن هنا قواني ن صدرت مؤخرا تعطي الحرية لالستثمار في مجالي الصحة التربيةة‬
‫لكن هذا ال يقصي ضرورة و جود قطاعات صحية و مدارس تربوية تبقةى الدولةالمتحكمةة فيهةا و المسةيرة‬
‫لها ‪.‬‬
‫لقد مهدت الدولة للخوصصة من خالل إصدار مراسيم و تشريعات تسهل هذه العملية ‪ ،‬وكذلك‬
‫تحسيس األعوان االقتصاد يين و المجتمع بالتغيرات التي ستطرأ على االقتصاد الوطني بأكمله ‪.‬‬
‫و أول ما صدر في هذا الصدد هو األمر رقم ‪ 22-95‬المؤرخ في ‪ 29‬ربيع األول ‪ 1416‬الموافق ل‬
‫‪26‬اوت ‪1995‬و المتعلق بالخوصصة المؤسسات العمومية (الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،)1995( :‬ص‬
‫‪،)03‬هذا األمر الذي قدم الخطوط العريضة لبرنامج الخوصصة من خالل معرفة القطاعات و النشاطات‬
‫المعنية بالخوصصة‪ ،‬و المكلفين بتطبيق العملية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫و ضافة ل الطرق و أشق اا الالوصصة‪ ،‬و التي اددها المشر الجىائرب في ''ع د التراضي –‬
‫مساهمة اإلجرا –التناىا ع طريق المىايدة ''هذا مع إبراز الشروط الالزمة لتطبيق الخوصصة و‬
‫الرقابة المفروضة على عملية االنتقال حتى تتم هذه العملية في أحسن الظروف‪.‬‬
‫نشاة الخوصصة‪:‬‬
‫‪ -‬يمقن رجننا فقننرة الالوصصننة و التنني تانندن لن نمننط اإلنتنناا الالنناص لن الكننال ا‪،‬ن اللنندو‬
‫و اعلن أ السننلطا ال‬ ‫‪،‬عنندما تاندف فني م دمتنا عن أهمينة اشنتراك ال طنا الالنناص فني اإلنتناا ''‬
‫ينمنني مالننا و ال ينندر موجننودةإلةةى الجبايةةة ‪.‬و إدرارهاإنمةةا يكةةون العةةدل فةةي أهالألمةةوال و النظةةر لهةةم بةةذلك‬
‫‪،‬فبذلك تنبسط أمالهم وتنشرف صدورهم ألخذ في استثمار األموال و تنميتها ‪.....‬فان الرعايةا إذا قعةدوا عةن‬
‫اسةةتثمار أمةةوالهم بالفالحةةة و التجةةارة نقصةةت و تالشةةت بالنفقةةات ‪،‬وكةةان فيهةةا تةةالف أحةةوالهم ‪(''......‬اب ن‬
‫خلدو ‪،‬عبد الرحما ‪ ، )1981 (:‬ص ‪)500‬‬
‫وتأكةد هةذا المعنةى مةن منةاداة ‪ Adam Smith‬فةي كتابةه ''ثةورة األمةم '' إلةى االعتمةاد علةى قةوة‬
‫السةةوق والمبةةادرات الفرديةةة ‪،‬و بةةذلك مةةن اجةةل زيةةادة الخوصصةةة وتقسةةيم العمةةل ‪،‬وبالتةةالي تحقيةةق الكفةةاءة‬
‫االقتصةادية سةةواء علةى المسةةتوى الكلةةي أو الجزئةي ‪ ،‬ولهةةذا تشةكل أفكةةار ابةةن خلةدون و ‪Adam Smith‬‬
‫جوانةةب مهمةةة تةةرتبط مباشةةرة بسياسةةة الخوصصةةة‪ ،‬و إذا مررنةةا عبةةر التةةاريص االقتصةةادي لامةةم نجةةد ان‬
‫العمليات التحول الى القطاا الخاص في المناطق المختلفةة‪ ،‬و فةي أوقةات متباينةة هةي نتيجةة إخفةاق الملكيةة‬
‫العامةةة فةةي تحقيةةق األهةةداف المرجةةوة منهةةا ‪،‬لةةذلك يعتبةةر التحةةول الةةى القطةةاا الخةةاص او مةةا شةةاا تسةةميته‬
‫ب الخوصصة احد ابرز التغيرات التي أدخلت على اقتصةاديات العةالم المتقةدم و العةالم النةامي خةالل العقةدين‬
‫األخيرين ‪.‬‬
‫مصطلح الالوصصة ظانر أوا منا ظانر فني قتا‪،‬نا ا عنال اإلدارة‪ Peter Drucker‬فةي‬ ‫''ورغ‬
‫‪ّ ، 1968‬إالإن هةةةذا المصةةةطلح اكتسةةةب أهميتةةةه بعةةةد مةةةا قامةةةت حكومةةةة المحةةةافظين فةةةي بريطانيةةةا بقيةةةادة‬
‫''مارغريت تاتشر ''في العصر الحديث ببرنامجها الشامل لتحويل مشروعات و األنشطة العامة إلةى القطةاا‬
‫الخاص في مختلف الدول''(احمد صقر عاشور(‪،)1996‬ص ‪)3‬‬

‫أهداف الخوصصة ‪:‬‬


‫ي ننو نظننا ال طننا الالنناص علن دعننائ أساسننية هنني الملقيننة الالاصننة و اريننة نشننا المشنناريع و‬
‫حرية التعاقد واالختيار و المناقشة و يقتضةي هةذا النظةام بةان يكةون تةدخل الدولةة فةي مجةال االقتصةاد عنةد‬
‫ادني حد ممكن‪.‬ويعود االهتمام بالقطاا الخاص إلى االتجةاه الجديةد فةي فلسةفة التحةول إلةى القطةاا الالناص‬
‫ال ال طننا الالنناص هننو جننى م ن االنتصنناد الننوطني‪ ،‬لننا وىنننا الق‪،‬يننر و تةةأثيره الفعةةال مةةن حيةةث تعبئةةة‬
‫مدخراتةةه لصةةالح التنميةةة الوطنيةةة‪ .‬و تختلةةف أهةةداف الدولةةة مةةن الخوصصةةة مةةن مشةةروا إلىةةرخر ‪،‬و بحكةةم‬
‫األ سةةاليب التةةي تطبيقهةةا عنةةد تنفيةةذ كةةل عمليةةة مةةن عمليةةات الخوصصةةة هةةذه ‪،‬فلةةيس الهةةدف مةةن خوصصةةة‬
‫المؤسسة الصناعية هو نفسه عند الخوصصة مؤسسة تعليمية أو خدماتية أو استشفائية ‪......‬الص كما تختلف‬
‫هذه األهداف في الدول النامية مقارنة بنظيرتها في الدول المتقدمة و يمكن حصر األهداف جملة في‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ "-‬زيادة المنافسة و الحرية االقتصادية و تحسين األداء من خالل تحسةين اسةتخدام المةوارد و كفةاءة‬
‫تخصيصها‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص أو خفض األعباء المالية على ميزانية الدولة‪،‬إضافة إلى أعباء الرقابة و اإلدارية و زيةادة‬
‫اإلنتاجية‬
‫‪ -‬تعويض التقصير في الخدمات التي تقدمها الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تحديد دور الدولة بما يسمح لها بالتركيز على التحكم و االنضباط‬
‫‪ -‬تخفيف عدة الديون العامة‬
‫‪ -‬خلق استثمار جديد‬
‫‪ -‬توسيع قاعدة الملكية لدى األفراد‬
‫‪ -‬زيادة الكفاءة االقتصادية للمؤسسات العمومية‬
‫‪ -‬الحصول على الموارد مالية ووطنية و خارجية‬
‫‪ -‬تحسين ظروف العمل‪ ( ".‬أبو بكر‪ ،‬بن بوزيد (‪،)2009‬ص ‪)225‬‬
‫المدارس الخاصة في الجزائر‪:‬‬
‫يشغل التعليم حيزا أساسيا في اهتمامات المجتمع و المواطن ألنه يمس أه ا ونا السياسية‬
‫واالجتماعية و الاضارية‪،‬و مع قا التغيراا و التاوالا التي عرفتاا الجىائر ال ا هذه الالمسينية في‬
‫قا ال طاعا ا ‪،‬ما فياا نطا التكلي ‪:‬ايف انالرطا الجىائر في عملية ص ح تر‪،‬وية عمي ة لكن لم يكن‬
‫الغرض منها تقييم األسساإليديولوجية والنظرية للتربية والتعليم والتكوين هذه المبادئ تطرق إليها القانون‬
‫التوجيهي للتربية الوطنية‪.‬‬
‫إن عملية اإلصالف هذه كانت عبارة عن سلسلة من التغيرات الهامة في المحتويات البيداغوجية في‬
‫تكوين المعلمين‪ ،‬شروط التمرس‪،‬الدعم المدرسي‪،‬شروط االنتقال ‪...‬الص‪.‬‬
‫هذا ما دفع الراغبين في التغيير إلىإعادةأحياء الرغبة في إدخال النظام موازي للتعليم العمومي هذا‬
‫ما دفع الراغبين في التغيير إلىإعادةأحياء الرغبة في النظام الموازي للتعليم العمومي إال وهو التعليم‬
‫الخاص‪.‬رغم أنها عاشت ‪10‬سنوات تمارس نشاطها بصفة طبيعية أو في الخفاء وهذا ما دفع بوزير التربية‬
‫السابق ''أبو بكر بن بوزيد '' إلى مناقشة هذه المسالة والتأكيد أن التعليم الالاص ال يكني الالوصصة نطا‬
‫التكلي الكمومي و‪،‬يع المؤسساا التر‪،‬وية‪،‬و نما يكني السماح لل طا الالاص باالستثمار في هذا المجال‬
‫بإنشاء المدارس‬
‫''وخالل اجتماا المجلس األعلى للتربية ناقشوا فيه موضوا المدرسة الجزائرية وواقعها و مستقبلها‬
‫و ذلك سنة ‪ 1998‬ليخرج بهدفين للتعليم الخاص و هما‪:‬‬
‫‪ -‬تنويع مصادر تمويل البرامج الوطنية في ميدان التربية‪.‬‬
‫‪-‬االنفتاف المتقن لهذا القطاا من النشاط للمبادرة الخاصة في إطار تحرير االقتصاد و المجتمع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فأصبحت بعد ذلك المدارس الخاصة تمارس نشةاطها بطريقةة طبيعيةة‪،‬و كانةت اغلبهةا تطبةق النظةام‬
‫التدريس بالغة الفرنسية و تتبةع برنامجةا و منهجةا مسةتوردا مةن المةدارس الفرنسةية إلىةأن يصةل التلميةذ إلةى‬
‫السنة النهائية م التكلي الثانوب و ‪،‬كد نجااا توفر لا الظرون للمواصنلة دراسنتا النارا الةوطن واسةتمر‬
‫الحال قرابة ‪10‬سنوات إلى غاية ‪ 2003‬أين نظمت نصوص تشريعية عرفت أحكاما منظمة تم فيهةا ترسةيم‬
‫هذه المدارس‪.‬‬
‫‪-‬حيث نقول ''أبو بكر بن بوزيد ''في كتابه ''إصالف التربية في الجزائر ''إن ترسةيم مؤسسةات التربيةة‬
‫و التعليم خاصة أصبح يشةكل احةد أهمةاإلجراءات التةي قةام بهةا إصةالف المنظومةة التربويةة إذأضةحى ذلةك‬
‫ضةرورة ال منةةاص منهةا ‪،‬طالمةةا انةه ينةةدرج ضةمن التطةةور المجتمةع الجزائةةري الةذي بةةات يتميةز بمشةةاركة‬
‫القطاا الخاص أكثرفأكثر في التنمية االجتماعية و االقتصادية ''‪.‬‬
‫وبهذا أضفت الدولة الطابع الرسمي على هذه المدارس و إدخالها ضمن اإلطار القانوني بعدما كانةت‬
‫تعمل بعشوائية مما أدى إلى غلق اغلب المدارس و لم تدرس سوى عددا قليال جدا‪.‬‬
‫و أصدرت قرارا بضرورة إخضاا كل المدارس الخاصة إلى الشةروط التةي تفرضةها الدولةة ‪،‬حيةث‬
‫يضيف وزير التربية و التعليم السةابق"بن بوزيةد'' فةي هةذا اإلطةار ''إن ترسةيم المؤسسةات التربيةة و التعلةيم‬
‫الخاصة إجراء يندرج ضمن إطار عملية اإلصالف مةن اجةل تصةفية الوضةعية التةي أصةبحت تتميةز بتكةاثر‬
‫المدارس الخاصة بشكل فوضوي في شتى ربوا البلد''‬
‫مما جعلها تنقلب من كل رقابة إدارية و تربوية ‪،‬األمر الذي يجبر الدولة على إيجاد حل للمشكلة‬
‫ولقةد تطلةةب تنفيةةذ هةةذا اإلجراءإنشةةاءإطار شةةرعي مالئةةم بهدفإعدادوإرسةةاء النصةةوص القانونيةةة التةةي‬
‫تكفلت بتطبيقها وزارة التربية الوطنية " (أبو بكر‪ ،‬بن بوزيد (‪ ،)2009‬ص ‪)225‬‬
‫لقد مرت هذه التشريعات بثالث مراحل تتمثل‪:‬‬
‫" المرحلةةة األولةةى‪:‬تتمثننا فنني تكننديا ارمننر رن ن ‪ 35-76‬المننؤر فنني ‪16‬افريةةل ‪ 1976‬المتضةةمن‬
‫لتنظةةةةيم التربيةةةةة والتكةةةةوين بةةةةأمر صةةةةدر سةةةةنة ‪2003‬ورفننننع ااتقننننار الدولننننة ‪ ،‬نشننننا مؤسسنننناا التكلنننني‬
‫الالاصة‪،‬ت‪،‬كالمرسننو تنايننذب سنننة ‪ 2004‬فةةرض علةةى هةةذه المؤسسةةات التكيةةف مةةع أحكةةام المرسةةوم قبةةل‬
‫الدخول المدرسي لسنة ‪2005‬‬
‫المرحلة الثانية‪:‬و تتمثل في تحديد القواعد العامة التي تحكم التعليم في المؤسسات الخاصةة و تحديةد‬
‫شروط إنشاء هذه المؤسسات و فتحها ومراقبتها و التي سنتعرف عليها الحقا‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪:‬و تتمثل فةي صةدور القةانون التةوجيهي للتربيةة الوطنيةة ‪ 4-8‬المةؤرخ فةي ‪23‬جةانفي‬
‫‪ 2008‬الذي فيه تخصص الفصل الخامس من الباب الثالث لمؤسسةات التربيةة و التعلةيم الخاصةة فةي مةواده‬
‫من ‪ 57‬إلى ‪،65‬أما النصوص التطبيقية المتعلقة بهةذه المؤسسةات و التةي سةبقت هةذا القةانون ال تختلةف فةي‬
‫روحها و أبعادها عما جاءت به أحكام القةانون التةوجيهي بهةذا الخصةوص و ال تتنةاقض معةه‪'' ،‬ليصةل فيمةا‬
‫بعد عد هذه المدارس إلى ‪ 196‬مؤسسة سنة ‪2010‬و مؤسسة سنة ‪،2008‬و هذا مةا يةدل علةى زيادتهةا سةنة‬
‫بعد سنة في حين بلغ عةدد تالميةذ بهةذه المةدارس لسةنة ‪ 2013‬مةا يعةادل ‪ 54212‬تلميةذا بعةدما قةدر عةددهم‬
‫بحةوالي ‪ 31661‬لسةنة ‪، 2010‬و ‪ 23109‬لسةنة أمةا بالنسةبة ‪ 2006‬فقةد قةدر ‪13125‬تلميةذ" (موقة اإلذاعةة‬
‫الجزائرية‪.)2005:‬‬

‫‪8‬‬
‫أما بالنسبة للمعلمين و األساتذة فقد بلةغ عةددهم ‪ 9492‬أسةتاذا و معلمةا لسةنة ‪ " ،"2013‬فةي حةين تةم‬
‫غلق مؤسسة واحدة لسنة ‪ 2008‬و ‪ 12‬مؤسسة لسنة‪ 2009 ،‬وهذا بسبب عةدم اسةتفادتهم الشةروط القانونيةة‬
‫'' (أبو بكر بن بوزيد‪ :‬ص ‪.)228‬‬
‫دواف إنشاء المدارس الخاصة‪:‬‬
‫إ ن المدرسة الخاصة ليست نقيض المدرسة العمومية كما أنها ليست البديل في نفس الوقت ‪.‬و إذا كنا‬
‫نريد إصالحا فعليا و حقيقيا يجب أن نجعل من حقل التربية و التعليم حضارتنا و مصيرنا و مستقبلنا و‬
‫نتفق عليه اكبر ميزانية مالية و أكثر جهدا ‪،‬وهذا بالفعل ما سعى إليهأولياء التالميذ باعتبار أن غياب‬
‫المدرسة الخاصة اثر على مستوى المدرسة العمومية التي عملت على سد الفراغ على حساب مستواها‬
‫‪،‬فما هي الدوافع إلنشاء هذه المدارس؟‬
‫‪-1‬الدواف االجتماعية ‪:‬‬
‫إن ديمقراطية التعليم أصبحت من أهماألهداف التي تسعى إليها الدول و ذلك من خالل تحقيق تكافؤ‬
‫الفرص و إزالة الفوارق االجتماعية ‪،‬وفي نفس الوقت تحقيق تعليم كمي و نوعي ذو مستوى جيد ‪،‬و لعل‬
‫اقتصار الدولة في سنوات مضت على تغليب الجانب الكمي على حساب الحساب النوعي أدىإلى اكتظاظ‬
‫المدارس و األقسام بالتالميذ ‪،‬مما أعطى الحق لاولياء في تجسيد حريتهم في اختيار مدارس خاصة‬
‫ألبنائهم ‪،‬ويعمل األولياء على اختيار مدارس خاصة على أساس الخدمات التعليمية المقدمة‪.‬‬
‫‪-2‬الدواف االقتصادية‪:‬‬
‫تتمثل خاصة في منح الخواص حرية االستثمار في قطاا التعليم هذا من جهة ‪،‬و من جهة‬
‫أخرىتخفيض التكاليف المتزايدة على الدولة خاصة أن التعليم العمومي هو تعليم مجاني‪ ،‬ضف إلى ذلك أن‬
‫نسبة المتمدرسين في تزايد مستمر مما يؤدي إلى ضعف التمويل و بالتالي يؤدي إلى عدم توفير كل وسائل‬
‫التعليم مما يعني نتيجة تعليمية غير مرضية و نسبة جد منخفضةو مستوى متدني ‪،‬و عليه فان الكفاءة‬
‫مرتبطة ارتباطاوثيقا بالمبادرة الخاصة‪،‬وهذا ما يبرز تبعية المؤسسات التعليمية إلى الخواص التي تمتنع‬
‫بنوا من الصرامة إلى ضبط العمل داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪-3‬الدواف السياسية‪:‬‬
‫يتأثر نطا التكلي ‪،‬ال طاعاا الالدماتية ارالرى و ‪،‬التاوي ا التي تحدث على المستوى‬
‫العالمي‪،‬حيث برزت االتجاهات نحو الخوصصة بقوة والتي مست كل قطاعات النشاط االقتصادية‬
‫االجتماعية والثقافي وفي ظروف سيطرة القطاا العام‪،‬فان التمويل شكل عائقا كبيرا لهذه المؤسسات مما‬
‫نجم عنه عجز في التمويل وفي الكثير من األحيان يتم اللجوء إلى الخدماتية ‪-‬أثبتت عجزا في التسيير بما‬
‫فيها المؤسسات العمومية المنتجة أو الخدماتية كما أثبتت عجىا في التسيير ‪،‬ما فياا مؤسساا التكلي ‪ ،‬مما‬
‫أدى ل منح ارفضلية للقطاا الخاص كونه اقدر و أكثر كفاءة في التسيير و التنظيم‪.‬‬

‫مراحل انشاء المدارس الخاصة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫تخضةةع عمليةةة إنشةةاء المةةدارس الخاصةةة إلةةى المواصةةفات الةةواردة فةةي دفتةةر الشةةروط المتةةوفر لةةدى‬
‫مصةةالح مفتشةةية أكاديميةةة التعلةةيم فةةي الجزائةةر و مةةديريات التربيةةة للواليةةات‪ .‬ونظةةرا لخصوصةةيات هةةذه‬
‫المدارس ينبغةي تقةديم لملفةات اإلنشةاءألمانة اللجنةة الوالئيةة الخاصةة بمفتشةية أكاديميةة واليةة الجزائةر أو‬
‫مديرية التربية للوالية المتواجدة بها المدرسة الخاصة و ذلك في نهاية شهر جةانفي مةن كةل سةنة ''ليصةبح‬
‫االعتماد السةاري المفعةول فةي الةدخول المدرسةي المةوالي‪ ،‬يقةدم مؤسةس هةذه المدرسةة ملةف اإلنشةاء الةذي‬
‫يتضمن الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ "-‬نسخة من دفتر الشروط موقعه من طرفالمؤسس و المصادق عليها و طلب إنشاء مؤسسة التربية‬
‫و التعليم الخاصة و الذي يحتوي على‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقة المعلومات عن صاحب المشروا و مةدير المؤسسةة الخاصةة ‪.‬و نرفةق هةذه البطاقةة بالوثةائق‬
‫التالية‪:‬‬
‫بالنسبة لصاحب المشروع ‪:‬‬
‫‪-‬نسخة مطابقة للقانون األساسيإذا كانت للمؤسس صفة جمعية ‪.‬‬
‫‪-‬وثيقة تبين رأس المال و مصادر التمويل‬
‫بالنسبة لمدير المؤسسة الخاصة ‪:‬‬
‫‪-‬شهادة الميالد‪.‬‬
‫‪-‬شهادة السوابق العدلية‪.‬‬
‫‪-‬شهادة الجنسية الجزائرية‪.‬‬
‫‪-‬المؤهل العلمي‪.‬‬
‫‪-‬شهادة تثبت تجربة المعنى في ميدان التربية و التكوين‪.‬‬
‫‪-‬شهادة طبية تثبت قدرته الجسدية و العقلية‪.‬‬
‫‪-‬بطاقة معلومات عن المؤسسة مرفوقة بعقد الملكية أو الكراء‪.‬‬
‫‪-‬بطاقة وصفية للمحل‪.‬‬
‫‪-‬محتويات األنشطة االختيارية المراد القيام بها إن وجدت" (عيسى‪ ،‬بن محمدبوراس (‪))1995‬‬
‫والمتعلةةةق بالخوصصةةةة المؤسسةةةات العموميةةةة هةةةذا االمةةةر الةةةذي قةةةدم الخطةةةوط العريضةةةة لبرنةةةامج‬
‫الخوصصة من خالل معرفة القطاعات والنشاطات المعنية بالخوصصة‪ ،‬والمكلفين بتطبيق العملية‪.‬‬
‫وإضافةإلى الطرق وأشكال الخوصصةالتي حددها المشرا الجزائري في ''عقد التراضةي –مسةاهمة‬
‫اإلجةةراء –التنةةازل عةةن طريةةق المزايةةدة" (لخضةةر‪،‬باداد (‪،)2012‬ص ‪)21‬هةةذا مةةع إبةةراز الشةةروط الالزمةةة‬
‫لتطبيق الخوصصة و الرقابة المفروضة على عملية االنتقال حتى تتم هذه العملية في أحسن الظروف‪.‬‬
‫يسةتلم المؤسةس قةرار اإلنشاءأواإلشةعار بةالرفض مةن أمانةة اللجنةة الخاصةة بمفتشةية أكاديميةة واليةةة‬
‫الجزائر أو بمديريات التربية للواليات حسب تواجد مؤسسة التربية و التعليم الخاصة‪.‬‬
‫و اذا كانةت هنةا رغبةة فةي إنشةةاء ملحفةات لهةذه المؤسسةة الخاصةةة فإنهةا تخضةع لةنفس اإلجةةراءات‬
‫المتبعة بالنسبة إلنشاء مؤسسة التربية و التعليم الخاصة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مراحل فتح المدارس الخاصة‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم المصالح التقنية المؤهلة لمفتشية أكاديمية والية الجزائر او مديريات التربية للواليات المتمثلة‬
‫في مديرية الصحة‪،‬مديرية التعمير و البناء و السكن‪،‬ومصالح الحماية المدنية للوالية بزيارة ميدانية‬
‫للمؤسسات الخاصة و هذا من اجل معاينة هذه األخيرة و الوقوف على مدى توفر الظروف المالئمة‬
‫الستقبال التالميذ‪،‬وذلك وفق الخطوات التالية‪(:‬أبو عمارية‪ ،‬فالح(‪،)2008‬ص ص ‪.)18،19‬‬
‫‪ -‬يقدم المؤسس طلبا إلى اللجنة الوالئية لزيارة المؤسسة الخاصة بعد استالمه لقرار اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ -‬تعد اللجنة المعنية تقريرا مفصال عن مدى مالئمة الهيكل لمواصفات دفتر الشروط‪ ،‬طبقا للمادة‬
‫‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪ 90/04‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪. 2004‬‬
‫‪ -‬تبلغ اللجنة الوالئية الخاصة المؤسس بالتحفظات إن وجدت في اجل ال يتعدى ‪ 8‬أيام من تاريص‬
‫الزيارة‪.‬‬
‫‪ -‬يرفع المؤسس التحفظات المسجلة في اجل ال يتجاوز شهرين من تاريص الزيارة أقصىأجل‪،‬وذلك‬
‫بعد معاينة ميدانية من طرف اللجنة التقنية المؤهلة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم اللجنة الوالئية الخاصة بإشعار المصالح المركزية المعينة بالموافقة على فتح المؤسسة‬
‫الخاصة او بالرفض مع إبراز المبررات التي تؤدي الى سحب رخصة قرار اإلنشاء‪.‬‬
‫أما فيما يخص تمدرس التالميذ فانه يتم استقبالهم في بداية كل موسم دراسي‪،‬وتمسك السجالت‬
‫المتعلقة بتمدرس التالميذ المنصوص عليها في دفتر الشروط‪ ،‬كما يخضع هؤالء التالميذ الى نظامي‬
‫التقويم واالنتقال المعمول بهما في المؤسسات العمومية‪،‬وتمنح لهم شهادات مدرسية وفقا للنموذج المعد من‬
‫طرف وزارة التربية الوطنية‪،‬كما انهم يشاركون في االمتحانات الرسمية التي تنظمها وزارة التربية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫خـــاتـــمـــة‪:‬‬
‫إن نشأة المدارس الخاصة تعود ألسباب مختلفة فكل أسرة تختلف في دوافع لجوئها إلى المدارس‬
‫أن التحدث عن الفعالية في هذه الحالة فهو ليس باألمر الهين‪ ،‬حيث ّ‬
‫أن‬ ‫الخاصة عن األسر األخرى‪ ،‬إالّ ّ‬
‫فعالية هذه المدارس تقاس من خالل وجهة نظر األولياء إلى الفعالية‪ ،‬إذ أن الفعالية عند األولياء تختلف كل‬
‫حسب وجهة نظره وأهدافه‪ .‬إذ أن هنا من األولياء من يرغب في الحصول على مستوى تعليمي عال‬
‫ألبنائهم ‪ ،‬في حين أننا نجد البعض منهم من يرغب في الحصول على نقاط جيدة لينتقل أبنائهم إلي مستوى‬
‫أعلى ‪ ،‬أما البعض اآلخر فيلجئون إلى هذه المدارس بغية ضمان مكان يحتوي أبنائهم عوض الشارا الذي‬
‫يؤدي بهم إلي االنحراف و ذلك بعد طردهم من المدارس العمومية‪ .‬كما أن الفعالية تتضح لنا من خالل‬
‫نسبة النجاف في آخر كل سنة إذا ما قيمناها من خالل المعدالت المتحصل عليها في أخر السنة‪.‬‬
‫المراجــ ‪:‬‬
‫الالاص‪ :‬تجارب عربية في خوصصة‬ ‫‪ -1‬أحمد صقر‪،‬عاشور (‪.)1996‬التاوا ل ال طا‬
‫المشروعات العامة‪ ،‬القاهرة‪ :‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن خلدون‪،‬عبد الرحمان (‪.)1981‬ديوان العبر والمبتدأ والخبر وذوي السلطات األكبر في أيام‬
‫البربر والعجم والبربر‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتان اللبنانية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -3‬أبو بكر‪ ،‬بن بوزيد (‪ .)2009‬إصالح التربية في الجزائر‪ :‬رهانات وانجازات‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار‬
‫القصبة للنشر‪.‬‬
‫‪ -4‬أبو عمارية‪ ،‬فالح (‪ .)2008‬الخوصصة وتأثيراتها االقتصادية‪،‬دار أسامة‪،‬عمان‪:‬األردن‪.‬‬
‫‪ -5‬عيسى بن محمد‪ ،‬بوراس‪ .‬قانون المدرسة الخاصة‪ ،‬قانون أول ما صدر في هذا الصدد هو األمر‬
‫رقم ‪ 22-95‬المؤرخ في ‪ 29‬ربيع األول ‪ 1416‬الموافق لـ ‪26‬اوت ‪.1995‬‬
‫الجرائد الرسمية‪:‬‬
‫‪-‬الجريةةةدة الرسةةةمية للجمهوريةةةة الجزائرية‪،‬العةةةدد ‪ 48‬لةةةـ ‪08‬ربيةةةع الثةةةاني ‪1416‬ه الموافةةةق ل‪-09-03:‬‬
‫‪،1995‬ص ‪،03‬األمريات والمراسيم التشريعية ‪،‬المادة ‪12‬من األمر ‪22-95‬‬
‫المــجــالت‪:‬‬
‫‪-‬لخضر‪،‬بغداد (‪ ")2012‬إسهاماتأعمال التقييم في تطوير المنظومة التربوية النوعية والفعالة "‪،‬‬
‫مجلة بحوث وتربية‪،‬تصدر عن مدارس المعهد الوطني للبحث في التربية‪.‬‬
‫المواق االلكترونية‪:‬‬
‫‪-‬موقع اإلذاعة الجزائرية \الخميس ‪2010،14:37/12/9‬‬

‫‪12‬‬

You might also like