‫حماس وقصة الخروج من المشهد السياسي‬

‫بقلم‪ /‬حسام الدجني‬

‫هن اك من ينطل ق في تحليل ه السياس ي ألي ظ اهرة سياس ية أو اجتماعي ة على‬

‫رغباته الشخصية أو الحزبية‪ ،‬وبذلك يضلل نفسه ويضلل معه الرأي العام‪.‬‬

‫والحال ة الفلس طينية حبلى به ذا الن وع من النخب والمحللين ال ذين ال يرغب ون‬
‫برؤية حركة حماس ضمن المشهد السياسي‪ ،‬وبذلك يكّيفون كل قدراتهم التحليلي ة‬
‫لتش كيل رأي ع ام مس اند ألطروح اتهم بض رورة خ روج حم اس من حلب ة الحكم‬
‫والسياسة‪ ،‬وأن تتفرغ لدعوتها ولمقاومتها‪ ،‬وربما لو انص اعت حم اس لمط البهم‬
‫سنكون على موعد آخر في قادم األيام للضغط على الحركة اإلس المية للتخلي عن‬
‫سالحها ومقاومتها‪ ،‬وكل ذلك بذريعة مصالح الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫ف أين تكمن مص الح الش عب الفلس طيني‪...‬؟ ه ل ببق اء حم اس ض من المش هد‬

‫السياسي أم بخروجها منه‪...‬؟‪.‬‬

‫من أك ثر الحرك ات العامل ة بالس احة الفلس طينية تنظيم ًا وانض باطًا هي حرك ة‬
‫حماس‪ ،‬فهي حركة مؤسساتية جماهيري ة‪ ،‬تمتل ك من الق وة الناعم ة والخش نة م ا‬
‫يؤهلها لقيادة مش روع المقاوم ة‪ ،‬فحم اس ل ديها جيش أش به ب الجيوش النظامي ة‪،‬‬
‫ومؤسسات إعالمية قوية‪ ،‬ومنظومة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تش كل‬
‫رافع ة للحرك ة‪ ،‬وال تي ب اتت نواته ا الش عبية الص لبة تتج اوز خ ط الـ ‪ %25‬من‬
‫الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬
‫وحم اس تمتل ك العدي د من الش رعيات في الس احة الفلس طينية‪ ،‬تمتل ك الش رعية‬
‫الدس تورية بفوزه ا في آخ ر انتخاب ات تش ريعية ع ام ‪2006‬م‪ ،‬وتمتل ك ش رعية‬
‫ثوري ة اس تمدتها من فوه ة بن دقيتها الش ريفة ومن دم اء ش هدائها ومن إب داعات‬
‫مقاتليها في الحروب السابقة‪ ،‬وعلى وجه التحديد الحرب األخيرة عام ‪2014‬م‪.‬‬

‫فحركة حماس هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني‪ ،‬وبغض النظ ر عن اختالفن ا‬

‫أو اختالف البعض معه ا سياس يًا أو أي ديولوجيًا‪ ،‬ف إن ذل ك ال يع ني أن نطالبه ا‬
‫بالخروج من المشهد‪ ،‬بل على العكس تمامًا‪ ،‬ينبغي من النخب السياسية والفكرية‬
‫أن تض غط على حم اس للبق اء داخ ل المش هد السياس ي‪ ،‬ألن بقاءه ا تجس يد‬
‫للمش اركة السياس ية‪ ،‬وتعزي ز لمفه وم الت داول الس لمي للس لطة‪ ،‬ولوق ف احتك ار‬
‫الس لطة والق وة عن د ط رف واح د‪ ،‬وه ذا يمنح النظ ام السياس ي الفلس طيني ق وة‬
‫وصالبة‪.‬‬

‫إن مص لحة الش عب الفلس طيني تتمث ل في تجس يد وح دة وطني ة حقيقي ة على‬
‫األرض‪ ،‬وتبني اس تراتيجية عم ل إلنه اء االحتالل‪ ،‬وتفعي ل المؤسس اتية السياس ية‬
‫بم ا يض من االنتق ال من مرحل ة الفرداني ة –حكم الف رد‪ -‬إلى مرحل ة العم ل‬
‫الجماعي‪ ،‬ويتم ذلك عبر العمل المؤسسي الذي من خالله يتخذ الشعب الفلسطيني‬
‫قرار السلم وقرار الحرب‪ ،‬ويكون هو صاحب القرار عبر ممثليه المنتخبين‪.‬‬

‫وبك ل موض وعية أختم ب القول‪ :‬من المس تحيل رؤي ة المش هد السياس ي ب دون‬
‫حم اس‪ ،‬وبنفس الدرج ة من المس تحيل رؤي ة المش هد السياس ي ب دون فتح أو أي‬
‫حركة وطنية أخرى‪ ،‬فحاضنة الوطن كبيرة وتتسع للكل الوطني واإلسالمي‪.‬‬

‫‪HOSSM555@HOTMAIL.COM‬‬