Professional Documents
Culture Documents
الحق النقابي
الحق النقابي
يعتبر الحق النقابي أهم حق اجتماعي وقانوني تحققه المجتمعات الحديثة ابتداء من النصف الثاني من القرن
العشرين ،بعد معارك اجتماعية وسياسية وقانونية طويلة امتدت على مدار أجيال عديدة تضافرت فيها
جهود الحركات االجتماعية والنقابية والسياسية طوال القرنين الثامن والتاسع عشر .وقد تعاظم هذا الجهد
الدولي مع اجتهادات القضاء وصناعته لنصوص القانون االجتماعي وحمايته للطرف الضعيف في عالقة
العمل ،والسعي الدؤوب إلى مزيد التكريس لحقوق االنسان على الصعيدين الدولي والوطني ،ذلك أن الحق
النقابي أصبح شرطا الزما لفعالية تشريع العمل
كما أن منظمة العمل الدولية التي أسست لعهد جديد عام 1919أصبحت تعد من بين أهم من يسهم في إثراء
النصوص االجتماعية والقانونية ضمن التشريعات الوطنية بفضل ما توفره من معايير عمل دولية تدعم
الجهد الدولي من أجل الحقوق والحريات االنسانية والنقابية وتكريس مبدأ الحرية النقابية من خالل اعتماد
االتفاقية رقم 87لعام 1948الخاصة بالحرية النقابية ))1وحماية حق التنظيم ،وكذلك االتفاقية رقم 98لعام
1949الخاصة بحق التنظيم والمفاوضةالجماعية ) )2ويعتبر اقرار المشرع الدولي والوطني الحق النقابي
من أهم الضمانات القانونية التي تخول للعمال وأصحاب العمل تأسيس منظمات نقابية بكل حرية ودون إذن
مسبق من السلطات المختصة من أجل الدفاع عن مصالح أعضائها و منتسبيها المادية والمعنوية ،ويرتكز
مفهوم الحق النقابي على محورين رئيسيين وهما الحرية النقابية وممارسة الحق النقابي
من هذا المنطلق الذي حددت معالمه ومرجعياته منظمة العمل الدولية وكرست مضامينه ونصوصه
القانونية الدساتير الوطنية واالتفاقيات الدولية واالتفاقات الجماعية والمواثيق االجتماعية ،أصبحت انشغاالت
منظمات العمال و منظمات أصحاب العمل جزءا هاما من اهتمامات وأولويات الدولة الحديثة التي تقوم
على حق المواطنة الكاملة
هذا على المستوى النظري اما على المستوى التطبيقي فتكمن االهميه في رصد مدى حقيقه الديمقراطيه
ومدى تجسيد الحق النقابي على ارضيه الواقع في ظل المستجدات المتسارعه خاصه التي تعرفها مختلف
الطبقات العماليه في هذا المجال ونظرا لما للنقبات من دور هام في انجاح الحوار االجتماعي من خالل
المشاركه في المفاوضات الجماعيه فالبد من وجود ضمانات لكي تتمكن النقابة من اداء مهامها حيث قام
المشرع التونسي بتكييف التشريع االجتماعي الوطني واالحكام الدستوريه التي كرست الحق النقابي لجميع
المواطنين صلب الفصل 41من دستور 2022
اما تاريخيا فقد عرفت تونس بدورها أثر الحركة االجتماعية حيث جاءت فكره تكوين المنظمات المهنيه
تحت رعايه الحركه النقابيه للمستعمر وتاثر بها العمال التونسيون ولكن لم يجسد ذلك على الواقع رغم
تكرار المحاوالت فراوا انهم كبدايه وكي ال يقع صدهم انه عليهم االنخراط في نقابات فرنسيه واتباع
منوالها لكن النقابات الفرنسيه كانت تدافع عن المطالب المهنيه للفرنسيين فقط وسرعان ما الحظوا ان هذه
النقابات ال تعبر عن مشاغلهم الحقيقيه مما ادى الى االنسالخ منها والى تكوين نقابات تونسيه توجت بتكوين
جامعه عموم العمل التونسيه في 1924التي سرعان ما زالت بعد حلها من طرف المستعمر واصبحت
العالقه المهنيه قائمه على نظام التشريك للنقابات في تحديد ظروف وشروط العمل عن طريق المفاوضات
فهذا االعتراف القانوني ادى الى فتح المجال لظهور نقابات اخرى في ذلك الوقت بالتحديد قبل تاسيس
االتحاد العام التونسي للشغل في 1946الذي جاء بعد فشل محاولتين سابقيتين لتاسيس منظمه نقابيه وطنيه
وهما جامعه عموم العمل التونسيه االولى في العشرينات والثانيه في الثالثينات
اذا وألهمية الحق النقابي الذي أصبح حقا أقرته مواثيق العمل الدولية وأغلب دساتير الدول وموضوع
دراسات قانوني فان االشكاليه التي تطرح نفسها في هذا االطار انه كيف تعاطى المشرع التونسي مع فاعليه
الحقالنقابي
لمعالجه االشكاليه ستتضمن هذه الدراسه مبحثين اساسيين
اصطالحا كلمة "نقابة" بالعربية مشتقة من كلمة نقيب والتي تعني كبير القوم أو العميد،
والمعـنى االشـتقاقي يشـير أن النقيـب شـخص معنـوي منتخـب مـن أجـل االهتمـام بشـؤون
،ومصـالح فئـة أو جماعـة مـن األشـخاص
أما المعنى القانوني فيمكن تعريف النقابة على أنها تلك المنظمة الـتي تتكـون بطريقـة حـرة
مـن جماعـة مـن العمـال
لتمـارس نشـاطها مهنيـا بقصـد الـدفاع عـن مصـالح أعضـائها وترقيـة أحـوالهم والتعبـير
.عـنهم علـى الصـعيد المهـني والوطني
وفي هذا الصدد يمكن تعريف التمثيليه بانها القدره على صالحيه النقابات لتمثيل العمال او
االعراف ويمكن تعريف المنظمات النقابيه االكثر تمثيال للتفاوض الجماعي تلك القدره او
الصالحيه المعترف بها من ناحيه وقد ورد مفهوم المنظمات المهنيه االكثر تمثيال بالماده 3من
الفقره الخامسه من دستور منظمه العمل الدوليه
أمـا المشـرع التونسي فلـم يعـط تعريفـا للنقابـة واكتفـى بدسترتها صلب الفصل 41من
.الدستور التونسي الجديد الذي اقتضى أن "الحق النقابي بما في ذلك حق اإلضراب مضمون
وفي هذا اإلطار البد أن نفرق بين الحق النقابي والحرية النقابية إذ يختلف مدلول الحرية عن
مدلول الحق من حيث المعنى والممارسة ،فالحرية تعني استعمال الفرد للصالحيات المخولة
لـه قانونـا والـتي تؤكـد في مجملهـا المبـادئ التي ترتبط ارتباطا عضويا بعالقات العمل وهي
ممارسة الحرية والحقوق النقابية والحريات العامة ،وبالتالي ال يمكـن تقييد الحرية إال بما
يكرسها ويحميها ،في حين أن مدلول الحق يبقى مقيدا بالحدود التي يضبطها القانون
تقوم مبدئيا النقابه بالدفاع عن مصالحي منخرطيها االقتصاديه واالجتماعيه وتمكنها االتفاقيه
االيطاليه المشتركه بالفصل 5من حريه االجتماع وحريه الراي وفرضت على المؤجر ان
يمنح المسؤول النقابي الوقت الضروري للقيام بمهامه وان يمنح له مقرا لالجتماع بمكان العمل
وتتدخل النقابه الى جانب اللجنه االستشاريه للمؤسسه في ايجاد حلول للنزاعات الجماعيه
للعمل قبل اللجوء لالضراب او الصد عن العمل ومن المهام التمثيليه التي يطلع بها العمال
ايضا مهمه استشاريه ضمن دوائر الشغل التي تتكون من رئيس مستشارين احدهما يمثل
االعراف واالخر يمثل العمال وتدوم هذه المهمه سنتين قابله للتجديد ولذا من تحقيق هذه المهام
التمثيليه يحتم المشرع على المؤجر ان يمكن هؤالء من الوقت الكافي اثناء العمل لمباشره
مهامهم وتعتبر تلك المده كعمل فعلي فقد فرض الفصل 165من مجله الشغل ان يترك لممثلي
العمال بلجنه المؤسسه ما بين ثمانيه ساعات او 15ساعه في السنه لممثل العمل يمكن الزياده
فيها عند حدوث ظروف استثنائيه ويتم تسديد اجورهم عن ساعات العمل التي تغيبوا فيها في
هذا االطار
لتحديد فاعليه ممارسه الحق النقابي بارساء مبادئ تتمثل اساسا في ضمان استقالليه النقابات وحيادها بعيدا
عن كل التجاذبات السياسيه والحزبيه وعدم المزج بين الممارسه النقابيه والممارسه السياسيه كما كرس
المشرع التونسي الحمايه القانونيه للنائب النقابي الذي يندرج ضمن باب تمثيل العمال داخل المؤسسه حيث
نجد اللجنه االستشاريه التي تحتكر المؤسسه في هذه المهمه واذا كانت االولى منظمه في اطار مجله الشغل
فان التمثيل النقابي لم تتعرض له مجله الش ج وبالتالي هناك فراغ قانوني على مستوى المجله تم تداركه اال
انه حظي القانون التفاوضي من خالل االتفاقيات المشتركه التي اقرت هذا الحضور واعترفت بالصالحيات
القانونيه والشرعيه للنقابه صلب الفصل خمسه من االتفاقيه االيطاليه ومكنتها من وسائل العمل وقننت
وضعيه النائب النقابي وعالقته بالمؤجر لتوفير حمايه النائب اثناء اداء مهامه داخل فضاء المؤسسه لكن
الحمايه ظلت ضيقه خاصه في هذه الوضعيه حيث نصت بعض االتفاقيات على ان طرد النائب النقابي ال
يقع اال بعد موافقه متفقد الشغل فحمايه الحريه النقابيه ازاء المؤجر تبقى ضعيفه حيث ال يعتبر الطرد باطال
وانما يعد تعسفيا كما ان التشريع التونسي ال يتضمن عقوبه جزائيه في سوره االعتداء على مبدا الحريه
النقابيه