Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 252

‫‪http://www.shamela.

ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬

‫الكتاب ‪ :‬نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة للشيخ الطنطاوي‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة للشيخ الطنطاوي‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مقدمة المحقق‬

‫مقدمات‪:‬‬
‫مقدمة المحقق‪:‬‬
‫الحمد هلل وفى‪ ،‬واللةاة واللةا عل‪ ،‬رسول الذي اططى‪ ،‬وعل‪ ،‬آل وطحب أه الواا وبدد‪:‬‬
‫القد تأملت الطبدات اللابقة موازنا بينها اي األطول والهوامش اوقدت منها عل‪ ،‬أخطاء نحوية وإمةائية‬
‫وتاريخية األمر الذي حىزني إل‪ ،‬طبدتنا هذه قلدا إل‪ ،‬تلويبات األخطاء المشار إليها سلىا مع زيادة بدض‬
‫الهوامش وحذف بدضها اآلخر مما ال يحتاج إلي طلبة الدربية احققت نلوطا وطوبت أخرى ثم أضىت‬
‫بدض اإلشارات والدناوين التوضيحية فاألقواس والخطوط الملتقيمة تحت الجماعات واألعةا لما ايها من‬
‫تيلير التحلي وتحقيق المراد واهلل أسأل أن ينىع بها ويثيب عليها وهو الملتدان‪.‬‬
‫أ‪ .‬د‪ /‬أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إسماعي‬

‫‪842 5‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫أهم مراجع الكتاب‬

‫أهم مراجع الكتاب‪:‬‬


‫مراع‪ ،‬ايها الترتيب الزمني بحلب وايات المؤلىين‬
‫‪ -1‬الكتاب لليبوي المتوا‪" ،‬سنة ‪121‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -8‬أدب الكاتب وعيون األخبار والشدر والشدراء البن قتيبة المتوا‪" ،‬سنة ‪872‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -3‬الكام ألبي الدباس المبرد المتوا‪" ،‬سنة ‪825‬هـ" وشرح رغبة اآلم للمرطىي المتوا‪" ،‬سنة‬
‫‪1341‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -4‬األمالي ألبي القاسم الزجاجي المتوا‪" ،‬سنة ‪337‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -5‬مراتب النحويين ألبي الطيب عبد الواحد اللغوي المتوا‪" ،‬سنة ‪351‬هـ"‪ :‬مخطوط بالخزانة التيمورية‬
‫رقم "‪."1185‬‬
‫‪ -2‬أخبار النحويين البلريين للليرااي المتوا‪" ،‬سنة ‪322‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -7‬طبقات النحويين واللغويين للزبيدي المتوا‪" ،‬سنة ‪371‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -2‬التلحيف والتحريف ألبي أحمد الدلكري المتوا‪" ،‬سنة ‪328‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -1‬الىهرست البن النديم المتوا‪" ،‬سنة ‪325‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -11‬الخلائص ألبي الىتح بن جني المتوا‪" ،‬سنة ‪318‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -11‬اللاحبي ألحمد بن اارس المتوا‪" ،‬سنة ‪315‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -18‬المىل للزمخشري المتوا‪" ،‬سنة ‪532‬هـ" وشرح البن يديش المتوا‪" ،‬سنة ‪243‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -13‬نزهة األلبا اي طبقات األدبا "النحاة" واإلنلاف اي ملائ الخةاف بين البلريين والكوايين لكمال‬
‫الدين األنباري المتوا‪" ،‬سنة ‪577‬هـ"‪.‬‬

‫‪842 7‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫أهم مراجع الكتاب‬
‫‪ -14‬التبيان‪ :‬شرح ديوان المتنبي ألبي البقاء الدكبري المتوا‪" ،‬سنة ‪212‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -15‬مدجم األدباء ومدجم البلدان لياقوت المتوا‪" ،‬سنة ‪282‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -12‬إنباه الرواة عل‪ ،‬أنباه النحاة للقىطي المتوا‪" ،‬سنة ‪242‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -17‬الكااية والشااية البن الحاجب المتوا‪" ،‬سنة ‪242‬هـ" وشروحهما وحواشيهما‪.‬‬
‫‪ -12‬األلىية البن مالك المتوا‪" ،‬سنة ‪278‬هـ" وشروحها وحواشيها‪.‬‬
‫‪ -11‬وايات األعيان وأنباء أبناء الزمان البن خلكان المتوا‪" ،‬سنة ‪221‬هـ" واوات الوايات البن شافر‬
‫المتوا‪" ،‬سنة ‪724‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -81‬أوضح الملالك إل‪ ،‬ألىية بن مالك ومغني اللبيب عن فتب األعاريب البن هشا المتوا‪" ،‬سنة‬
‫‪721‬هـ" وشروحهما وحواشيهما‪.‬‬
‫‪ -81‬المقدمة البن خلدون المتوا‪" ،‬سنة ‪212‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -88‬الدرر الكامنة اي أعيان المائة الثامنة البن حجر الدلقةاني المتوا‪" ،‬سنة ‪258‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -83‬الضوء الةامع أله القرن التاسع لللخاوي المتوا‪" ،‬سنة ‪118‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -84‬االقتراح اي أطول النحو وهمع الهوامع عل‪ ،‬جمع الجوامع واألشباه والنظائر والمزهر وبغية‬
‫الوعاة اي طبقات اللغويين والنحاة وحلن المحاضرة اي أخبار ملر والقاهرة للليوطي المتوا‪" ،‬سنة‬
‫‪111‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -85‬نىح الطيب من غلن األندلس الرطيب وذفر وزيرها للان الدين بن الخطيب للمقري المتوا‪" ،‬سنة‬
‫‪1141‬هـ"‪.‬‬
‫‪ -82‬شذرات الذهب اي أخبار من ذهب البن الدماد الحنبلي المتوا‪" ،‬سنة ‪1121‬هـ"‪.‬‬

‫‪842 2‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مقدمة المؤلف‬

‫بلم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة المؤلف‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي أنزل الكتاب عل‪ ،‬خير الخلق وأالح من نطق بالضاد طةاة اهلل وسةام علي وعل‪ ،‬عترت‬
‫األمجاد وأطحاب األل‪ ،‬بذلوا مهجهم اي سوح الجهاد انالوا الزلى‪ ،‬عند ربهم يو التناد‪.‬‬
‫اإن علم النحو من أسم‪ ،‬الدلو قدرا وأنىدهما أثرا ب يتثقف أود الللان‪ 1‬ويللس عنان البيان وقيمة‬
‫المرء ايما تحت طي للان ال طيللان ولقد طدق إسحاق بن خلف البهراني اي قول ‪:‬‬
‫النحو يبلط من للان األلكن والمرء تكرم إذا لم يلحن‬
‫وإذا طلبت من الدلو أجلها اأجلها منها مقيم األللن‪8‬‬
‫وب يللم الكتاب واللنة من عادية اللحن والتحريف وهما موئ الدين وذخيرة المللمين اكان تدوين‬
‫عمةا مبرورا وسديا اي سبي الدين مشكورا‪.‬‬
‫وب يلتبين سبي الدلو عل‪ ،‬تنوع مقاطدها وتىاوق ثمارها‪ 3‬اإن الطالب ال يللكها عل‪ ،‬هدى وبليرة إال‬
‫إذا فان عل‪ ،‬جد من هذا الدلم مواور عل‪ ،‬أن المتحادثين اي أي جزئية علمية إنما يدتمدان علي اي‬
‫تحديد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أي يتقو ب مدوج الللان‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع البيتين اي عيون األخبار "فتاب الدلم والبيان" اإلعراب واللحن ج‪ 8‬ص‪ 157‬والكام مع الرغبة‬
‫ج‪ 4‬ص‪ 138‬والدقد الىريد "فتاب الياقوتة اي الدلم واألدب باب اي اإلعراب واللحن" ج‪ 8‬ص‪471‬‬
‫طبع اللجنة وإسحاق شاعر عباسي مدح الحلن ابن سه ‪.‬‬
‫‪ 3‬يىوق بدضها بدضا‪.‬‬

‫‪842 11‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مقدمة المؤلف‬

‫المدن‪ ،‬الذي يتحادثان بشأن اهو الذريدة لتقريب تىاهمهما وأداة الحكم اللحيح بينهما قال ابن‬
‫خلدون‪" :‬إذ ب يتبين أطول المقاطد بالداللة ايدرف الىاع من المىدول والمبتدأ من الخبر ولوال هو‬
‫لجه أط اإلاادة"‪.1‬‬
‫وإن من يحاول إقامة الدلي عل‪ ،‬اضل بالبرهان فان فمن يتكلى عل‪ ،‬إشراق الشمس وضياء النهار الذا‬
‫قدر المؤرخون للنحويين جهودهم ورادوا لهم أعةا الحمد وخلدوهم اي طحائىهم بمداد التبجي‬
‫والتكريم‪.‬‬
‫وخليق بمن يدلف‪ 8‬إل‪ ،‬روضة هذا الىن النضير أن يدرف سبب وضد وفيف نشأ؟ والمراح التي اجتازها‬
‫حت‪ ،‬استوى قائما وأن يقف عل‪ ،‬تاريخ مشاهير رجال الذين عبدوا مهيد ‪ 3‬وأقاموا طوى الهداية عل‪،‬‬
‫حىااي ‪ 4‬خوف الدثور والضةال وعل‪ ،‬طبقاتهم اي علورهم المختلىة وأوطانهم المتغايرة وعل‪ ،‬ما شجر‬
‫بينهم من خةاف اي اآلراء رغبة منهم اي استكناه الحقيقة وأن يلم بمؤلىات هذا الىن الكثيرة وبتنوع‬
‫اتجاهاتها وبترتيبها الزمني وبالللة بينها نقةا أو تدليقا أو نقدا اىي الحق أن هذا الدلم قد أرب‪ ،‬عل‪ ،‬سائر‬
‫الدلو اي ملنىات ‪.‬‬
‫لقد غبر فثير من طةاب يدرسون آمادا متطاولة ونىوسهم تواقة إل‪ ،‬تدرف هذه النواحي التي ال ينتظمها سىر‬
‫خاص ب تشتت اي بطون الكتب اةا ننال منها إال بشق األنىس‪.‬‬
‫هذا الذي حىزني إل‪ ،‬وضع هذا الكتاب واهلل سبحان أستدين اي اللداد والتوايق‪...‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المقدمة‪ :‬الىل اللادس اي الدلو إلخ ال اي علو الللان الدربي‪.‬‬
‫‪ 8‬يلير أو يتوج ‪.‬‬
‫‪ 3‬المهيع‪ :‬الطريق الواسع‪.‬‬
‫‪ 4‬جوانب ‪.‬‬

‫‪842 18‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫تمهيد‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫نشأت اللغة الدربية اي أحضان جزيرة الدرب خاللة ألبنائها مذ ولدت نقية سليمة مما يشينها من أدران‬
‫اللغات األخرى‪.‬‬
‫لبثت فذلك أحقابا مديدة فان الدرب ايها يغدون ويروحون داخ بةادهم عل‪ ،‬ما هم علي من شظف‬
‫الديش غير متطلدين إل‪ ،‬نديم الحياة وزخاراها ايما حولهم من بةاد اارس والرو وغيرها وإن دادتهم‬
‫الحاجة إليها حينا وتبادل المنااع حينا آخر‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أن فان اي أسواقهم الكثيرة التي تقا بينهم طوال الدا غناء أي غناء اي عيشتهم البدوية القاندة ومن‬
‫أشهرها عكاظ "بين نخلة والطائف" فانت تقا شهر شوال‪ 1‬وبدده مجنة "بمر الظهران" من أول ذي القددة‬
‫إل‪ ،‬عشرين وبدده ذو المجاز "خلف عراة" إل‪ ،‬أيا الحج‪.‬‬
‫ولقد فان اي هذه األسواق اوق ما تضم من مرااق الحياة ومتطلبات المديشة منتديات لألدب يدقدون‬
‫ايها المجامع ذات الشأن يتبارى ايها مداره الخطباء‪ 8‬ومىوهو الشدراء من القبائ المتنائية األطقاع‬
‫يدرضون ايها مىاخراتهم ومنااراتهم ومداظماتهم وف ما يدن لهم اي جيد الخطب وبديع الشدر‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي القاموس "عكاظ فغراب سوق بلحراء بين نخلة والطائف فانت تقو هةال ذي القددة وتلتمر‬
‫عشرين يوما تجتمع قبائ الدرب ايتدافظون أي يتىاخرون ويتناشدون" واي الملباح "وفان يقا ايها‬
‫"عكاظ" اللوق اي ذي القددة نحوا من نلف شهر ثم يأتون موضدا دون إل‪ ،‬مكة يقال ل ‪ :‬سوق مجنة‬
‫ايقا اي اللوق إل‪ ،‬آخر الشهر ثم يأتون موضدا قريبا من يقال ل ‪ :‬ذو المجاز ايقا اي اللوق إل‪ ،‬يو‬
‫التروية "ثامن ذي الحجة" ثم يلدرون إل‪ ،‬من‪ "،‬اهـ‪.‬‬
‫‪ 8‬المدره‪ :‬الليد الشريف والمقد اي الللان والليد عند الخلومة والقتال‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 3‬أخبار أسواق الدرب وأمافنها مبلوطة اي مدجم ما استدجم للبكري ومدجم البلدان لياقوت وطىة‬
‫جزيرة الدرب للهمداني ومع التوزيع اي أجزاء األغاني واي الجزء األول من بلوغ األرب لأللوسي ال‬
‫ضاف ايها‪.‬‬

‫‪842 13‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫تمهيد‬

‫عاد ذلك فل عل‪ ،‬اللغة بتثبيت دعمائها وإحكا رسوخها وجودة طقلها وبقيت فذلك متماسكة البنيان غير‬
‫مشوبة بلوثة‪ 1‬األعجا إل‪ ،‬أن سطع نور اإلسةا عل‪ ،‬ما حول الجزيرة الدربية بالىتوحات اإلسةامية ودخ‬
‫الناس اي دين اهلل أاواجا ثم تتابدت الىتوحات اي عهد الخلىاء الراشدين اوطلت اي عهد سيدنا عمر بن‬
‫الخطاب ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬شرقا إل‪ ،‬نهري اللند وجيحون وغربا إل‪ ،‬الشا وملر اكان من الطبدي هبوط‬
‫الدرب ومدهم عشائرهم وعمائرهم‪ 8‬إل‪ ،‬هذه األملار التي ااتتحوها ودخلت تحت حوزتهم وبحكم الىتح‬
‫قد فثر تملكهم للموالي اي البةاد المىتوحة عنوة‪.‬‬
‫فما فان من الطبدي تقاطر الواادين من هذه األملار المىتوحة إل‪ ،‬الجزيرة الدربية إذ ايها المدينة المنورة‬
‫حاضرة اإلسةا ومقر الخلىاء الراشدين وعلية الدولة‪ .‬وايها مكة المكرمة وبها الكدبة المشراة التي يؤمها‬
‫ف من قال‪ :‬ال إل إال اهلل محمد رسول اهلل‪.‬‬
‫وهكذا ازداد هذا النزوح من الجانبين فلما توالت الىتوحات تترى اي عهد بن‪ ،‬أمية القد بلغت الىتوحات‬
‫اي عهدنا شرقا الهند واللين وشماال سيبريا وغربا ما وراء جبال البرانس باألندلس وجنوبا اللودان فما‬
‫امتدت إل‪ ،‬جزائر البحر األبيض المتوسط اهذه المملكة المترامية األطراف فانت تخىق عليها الراية‬
‫اإلسةامية التي تآخ‪ ،‬تحت ظلها الجميع "األحمر واألسود" وامحت بينهم اوارق الجنس والوطن ودينهم‬
‫اإلسةا وفتابهم القرآن ولغتهم الدربية‪.‬‬
‫وفان أثرا لهذه الىتوحات من لدن فانت أن اختلط الدرب بغيرهم اختةاطا ملتمرا اي البيوت واألسواق‬
‫والمناسك والملاجد وتلاهروا واندمجوا اي بدضهم حت‪ ،‬تكون منهم شدب واحد اجتمع اي اللريح‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اللوثة بالضم الحبس اي الللان‪.‬‬
‫‪ 8‬الدمائر‪ :‬جمع عمارة والدمارة‪ :‬أطغر من القبيلة أو الحي الدظيم‪.‬‬

‫‪842 14‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫تمهيد‬

‫والهجين والمقرف‪ 1‬والدبد اقتض‪ ،‬ف أولئك أن يلتمع بدضهم من بدض وأن يتىاهموا اي ف ما يتل‬
‫بهم ولغة التخاطب الوحيدة بينهم اي ف ما يحيط بهم هي الدربية اكان لزاما عل‪ ،‬غير الدربي أن تكون‬
‫لغت الدربية مهما عالج اي ذلك وعان‪ ،‬فما فان لزاما عل‪ ،‬الدربي أن يتراق بغير الدربي ويتريث مد اي‬
‫التخاطب ضرورة التداون بين الطراين اك منهما يلمع من اآلخر واللمع سبي الملكات الللانية اما‬
‫اللغة إال وليدة المحافاة وما يل إل‪ ،‬اللمع‪.‬‬
‫وبطول هذا االمنزاج تلرب الضدف إل‪ ،‬نحيزة الدربي وسليقت عل‪ ،‬أن غير الدربي فان ينزع قلرا عن إل‪،‬‬
‫بني جلدت وإن طال لبث بين ظهراني الدرب اقد فان اي عهد الرسول ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬طهيب‬
‫يرتضخ الرومية وسلمان الىارسية وبةال وسحيم عبد بني الحلحاس الحبشية‪.‬‬
‫وتولد من هذا فل أن اللغة الدربية تلرب إليها اللحن ووهنت المةاحظة الدقيقة التي تمتاز بها وهي‬
‫اختةاف المداني طوعا الختةاف شك آخر الكلمة اإن هذه الميزة فانت مواورة لديهم وهم يدبدون عن‬
‫مخالطة سواهم من ذوي اللغات األخرى الت‪ ،‬خلت منها‪.‬‬
‫ولقد فان هذا النوع أول اختةال طرأ عل‪ ،‬اللغة الدربية منذ فان اإلسةا وفان الموالي والمتدربون وطىق‬
‫يزداد رويدا رويدا ما طال الزمن وتىلحت رقدة اإلسةا ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اللريح‪ :‬من أبواه عربيان والهجين‪ :‬من أبوه عربي ال أم والمقرف‪ :‬من أم عربية ال أبوه ألن اإلقراف‬
‫من قب األب والهجنة من قب األ ‪.‬‬

‫‪842 15‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫سبب وضع النحو‬

‫وضع النحو وتلميت ‪:‬‬


‫سبب وضع النحو‪:‬‬
‫قال أبو الطيب‪" :1‬واعلم أن أول ما اخت من فةا الدرب وأحوج إل‪ ،‬التدلم اإلعراب ألن اللحن ظهر اي‬
‫فةا الموالي والمتدربين من عهد النب‪ ،‬علي اللةاة واللةا اقد روينا أن رجةا لحن بحضرت اقال‪:‬‬
‫"أرشدوا أخافم اقد ض " وقال أبو بكر‪" :‬ألن أقرأ اأسقط أحب إلي من أن أقرأ األحن"‪.8‬‬
‫وقال ياقوت‪" :‬مر عمر بن الخطاب ‪-‬رضي اهلل عن ‪ -‬عل‪ ،‬قو يليئون الرمي اقرعهم اقالوا‪ :‬إنا قو‬
‫"متدلمين" اأعرض مغضبا وقال‪ :‬واهلل لخطؤفم اي للانكم أشد علي من خطئكم اي رميكم"‪.3‬‬
‫وقال ابن جني‪" :‬ورووا أيضا أن أحد والة عمر ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬فتب إلي فتابا لحن اي اكتب إلي عمر‬
‫أن قنع‪ 4‬فاتبك سوطا"‪.5‬‬
‫وقال ابن قتيبة‪" :‬سمع أعرابي مؤذنا يقول‪ :‬أشهد أن محمدا رسول اهلل‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو عبد الواحد بن علي أبو الطيب اللغوي الحلبي ل تلانيف جليلة منها مراتب النحويين تواي سنة‬
‫‪351‬هـ‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع مراتب النحويين ونق هذا الليوطي اي المزهر أوائ النوع الرابع واألربدين والحديث الشريف‬
‫مذفور اي الخلائص "باب اي ترك األخذ عن أه المدر إلخ" ج‪ 1‬ص‪ 412‬ومدجم األدباء "الىل‬
‫األول اض األدب" ج‪ 1‬ص‪ 28‬واألثر المذفور نلب اي مدجم األدباء الموطن اللالف للشدبي‪.‬‬
‫‪ 3‬الموضع اللابق اي المدجم‪.‬‬
‫‪ 4‬يقال‪ :‬قنع المرأة‪ :‬ألبلها القناع ورأس باللوط غشاه ب ‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 5‬راجع الخلائص البحث اللابق وقد ذفر النحاة والمؤرخون هذا األثر مع تغيير اي بدض الكلمات ومع‬
‫تديين الوالي وهو أبو موس‪ ،‬األشدري إذ فان والي بالبلرة وتديين الةاحن وهو أبو الحلين بن أبي الحر‬
‫الدنبري فما اي ترجمة يزيد بن مىزع الحميري اي وايات األعيان وتديين اللحن هو قول الكاتب‪ :‬من أبو‬
‫موس‪ ،‬األشدري راجع باب االستثناء اي المىل وشرح واي شرح الرضي عل‪ ،‬الكااية واي مدجم‬
‫األدباء ج‪ 1‬ص‪ 21‬حادثة أخرى تماث هذه استشخص عمر ايها الدام وضرب بالدرة‪.‬‬

‫‪842 12‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سبب وضع النحو‬

‫بنلب رسول اقال‪ :‬ويحك! يىد ماذا‪1‬؟ ودخ أعرابي اللوق المدهم يلحنون اقال‪ :‬سبحان اهلل!‬
‫يلحنون ويربحون ونحن ال نلحن وال نربح!!"‪.8‬‬
‫وقال ابن عبد رب ‪" :‬ودخ عل‪ ،‬الوليد بن عبد الملك رج من أشراف قريش اقال ل الوليد‪ :‬من ختنك؟‬
‫قال ل ‪ :‬اةان اليهودي اقال‪ :‬ما تقول ويحك؟ قال‪ :‬لدلك إنما تلألني عن ختني‪ 3‬يا أمير المؤمنين هو‬
‫اةان بن اةان"‪.4‬‬
‫وهكذا انتشرت جرثومة اللحن اأعدت الخاطة حت‪ ،‬طاروا يددون من ال يلحن قال األطمدي‪" :‬أربدة لم‬
‫يلحنوا اي جد وال هزل الشدبي وعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف وابن القرية والحجاج‬
‫أالحهم" وانتقلت من الحاضرة إل‪ ،‬البادية قال الجاحظ‪" :‬قالوا‪ :‬وأول لحن سمع بالبادية‪ :‬هذه علاتي"‬
‫ف ذلك والدولة األموية ما اتئت قائمة والندرة الدربية ملتحلدة المرة وماندة الدرة‪.‬‬
‫وسترى أمثلة فثيرة من اللحن عند الكةا عل‪ ،‬واضع النحو اجتزأنا بذفرها ثمة حت‪ ،‬ال يكون الحديث‬
‫مدادا عل‪ ،‬أن ما رأيت وما ستراه ق من فثر وبدض من ف ‪.‬‬
‫لهذا وذاك أهابت الدلبية الدربية بالدلماء اي الملدر األول اإلسةامي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬فلمة "ماذا" اختلت من بين أسماء االستىها بجواز عم ما قبلها ايها فما هنا خةااا لبدضهم‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع عيون األخبار "فتاب الدلم والبيان واإلعراب واللحن" ج‪ 8‬ص‪ 152‬وما بددها والحادثة الثانية‬
‫مذفورة أيضا اي المدجم الموضع اللابق‪.‬‬
‫‪ 3‬الختن بىتحتين ف من فان من قب المرأة فاألب واألخ‪ .‬وقال األزهري الختن أبو المرأة والختنة أمها‬
‫ااألختان من قب المرأة واألحماء من قب الرج ‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الدقد الىريد "فتاب الياقوتة اي الدلم واألدب واإلعراب واللحن" ج‪ 8‬ص‪ 421‬ولكن اي خزانة‬
‫األدب شاهد ‪ 251‬نلبة هذه الحادثة إل‪ ،‬عبد الدزيز بن مروان‪.‬‬

‫‪842 17‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سبب وضع النحو‬

‫أن يلدوا هذا اللبي الجارف الذي فاد يكتلح اللغة الدربية بما قذف ايها من لحن تلربت عدواه إل‪،‬‬
‫القرآن الكريم واللنة الشريىة بما هدوا إلي وسموه علم النحو غير أنهم لم تتىق فلمتهم عل‪ ،‬نوع اللبب‬
‫المىضي إل‪ ،‬وضد ابدض الملادر التاريخية تذفر وقائع مدينة فانت هي اللبب عندهم وهي مع فثرتها‬
‫ال تتىاوت عند المقارنة بينها قوة وضدىا ال من ناحية الرواية وال من ناحية اقتضاء الوضع وبدض الملادر‬
‫األخرى ال تقلر اللبب عل‪ ،‬حادثة خاطة ب تدتبره نتيجة الزمة لتلك الحوادث اللابقة واآلتية منها أمثلة‬
‫ملتىة بدضها عل‪ ،‬بدض وما أشب هذا الرأي باللواب اغير مقبول اي النظر أن ينهض الدلماء ويلتىرغوا‬
‫مجهودا جبارا يؤرقون اي عيونهم وال يطبقون جىونهم الليالي الطويلة لتأسيس ان خطير خالد األثر عل‪،‬‬
‫اللغة الدربية وأبناء الدروبة من جزاء حادثة اردية فان يكىي اي درئها إطةاحها وفى‪.،‬‬
‫ومن جهة أخرى أين المؤهةات التي ترجح فىة حادثة جزئية عل‪ ،‬مثيةاتها؟‬
‫واي ذلك ترجيح بةا مرجح‪.‬‬
‫االحق الذي ال ينبغي الحيود عن أن وضع هذا الدلم إنما فان لهذه الحوادث متضاارة‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫قال بن خلدون‪" :‬الما جاء اإلسةا واارقوا الحجاز لطلب الملك الذي فان اي أيدي األمم والدول‬
‫وخالطوا الدجم تغيرت تلك الملكة بما ألقي إليها اللمع من المخالىات التي للمتدربين واللمع أبو‬
‫الملكات الللانية اىلدت بما ألقي إليها مما يغايرها لجنوحها إلي باعتياد اللمع وخشي أه الدلو منهم‬
‫أن تىلد تلك الملكة رأسا ويطول الدهد بها اينغلق القرآن والحديث عل‪ ،‬المىهو ااستنبطوا من مجاري‬
‫فةامهم قوانين لتلك الملكة مطردة شب الكليات والقواعد يقيلون عليها سائر أنواع الكةا ويلحقون‬
‫األشباه باألشباه مث "أن الىاع مراوع والمىدول منلوب والمبتدأ مراوع" ثم رأوا تغير الداللة بتغير‬
‫حرفات هذه الكلمات ااططلحوا عل‪ ،‬تلميت إعرابا وتلمية الموجب لذلك التغير عامةا وأمثال ذلك‬
‫وطارت فلها اططةاحات خاطة بهم اقيدوها بالكتاب وجدلوها طناعة لهم مخلوطة اططلحوا عل‪،‬‬
‫تلميتها بدلم النحو"‪1.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المقدمة الىل اللادس اي الدلو إلخ‪ ...‬علم النحو‪.‬‬

‫‪842 12‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مت‪ ،‬وأين فان وضد‬

‫مت‪ ،‬وأين فان وضد ‪:‬‬


‫عرات مما سلف أن وضد اي اللدر األول لإلسةا ألن علم النحو فك قانون تتطلب الحوادث‬
‫وتقتضي الحاجات ولم يك قب اإلسةا ما يحم الدرب عل‪ ،‬النظر إلي اإنهم اي جاهليتهم غنيون عن‬
‫تدرا ألنهم فانوا ينطقون عن سليقة جبلوا عليها ايتكلمون اي شؤونهم دون تدم اكر أو رعاية إل‪ ،‬قانون‬
‫فةامي يخضدون ل قانونهم‪ :‬ملكتهم الت‪ ،‬خلقت ايهم ومدلمهم‪ :‬بيئتهم المحيطة بهم بخةااهم بدد‬
‫اإلسةا إذ تأشبوا‪ 1‬بالىرس والرو والنبط‪ 8‬وغيرهم اح بلغتهم ما هول الغير عليها وعل‪ ،‬الدين حت‪،‬‬
‫هرعوا إل‪ ،‬وضع النحو فما تقد ‪.‬‬
‫وهذا هو التحقيق الذي عول علي الجمهور اقد زعم بدض الدلماء أن الدرب فانوا يتأملون مواقع الكةا‬
‫وأن فةامهم ليس استرساال وال ترجيما ب فان عن خبرة بقانون الدربية االنحو قديم ايهم أبلت األيا ثم‬
‫جدده اإلسةا عل‪ ،‬يد أبي األسود الدللي بإرشاد اإلما علي فر اهلل وجه ومن هؤالء أحمد بن اارس اي‬
‫أوائ فتاب "اللاحبي"‪ 3‬ب غةا غلوا شديدا إذ نلب للدرب الداربة مدراتهم بملطلحات النحو بتوقيف‬
‫من قبلهم حت‪ ،‬انته‪ ،‬األمر إل‪ ،‬الموقف األول هو اهلل عز وج الذي علم آد األسماء فلها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اختلطوا أو اجتمدوا‪.‬‬
‫‪ 8‬النبط بىتحتين‪ :‬جي ينزلون سواد الدراق ثم استدم اي أخةاط الناس وعوامهم والجمع أنباط فأسباب‬
‫الواحد نباطي مثلثة النون ونباط فثمان ونبطي وتنبط تشب بهم أو تنلب إليهم‪.‬‬
‫‪ 3‬باب القول عل‪ ،‬الخط الدربي ص‪.7‬‬

‫‪842 11‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مت‪ ،‬وأين فان وضد‬

‫وما من شك أن هذا الرأي ناء عن المدقول جار وراء الخيال والوهم ندم‪ .‬إن تحديد زمن وضد اي‬
‫اإلسةا ال سبي إلي البتة واي تديين الواضع ل اي المبحث اآلتي تقريب لزمن ‪.‬‬
‫وقد فان وضد ونشوءه اي الدراق ألن عل‪ ،‬حدود البادية وملتق‪ ،‬الدرب وغيرهم توطن الجميع لرخاء‬
‫الحياة اي اكان أزهر بلد انتشر اي وباء اللحن الداعي إل‪ ،‬وضع النحو‪.1‬‬
‫وما حاجة عرب البوادي والحجاز إلي وما برحت لغتهم اليحة؟‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ويقال‪ :‬إن أول لحن ظهر اي الدراق قولهم‪ :‬حي عل‪ ،‬اللةاة بكلر الياء واللواب الىتح وقي ‪" :‬لد ل‬
‫عذر وأنت تلو "‪.‬‬
‫‪842 81‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫وضد عربي محض‬

‫وضد عربي محض‪:‬‬


‫نشأ النحو اي الدراق طدر اإلسةا ألسباب نشأة عربية عل‪ ،‬مقتض‪ ،‬الىطرة ثم تدرج ب التطور تمشيا مع‬
‫سنة الترقي حت‪ ،‬فملت أبواب غير مقتبس من لغة أخرى ال اي نشأت وال اي تدرج وقد اختلف الدلماء‬
‫اي أول ما وضع من عل‪ ،‬رأيين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن أول ما وضع من أبواب هو ما وقع اللحن اي ثم استمر الوضع ايما بدده عل‪ ،‬هذا النمط‬
‫وذلك ما ذهب إلي جمهور النحاة اعتدادا بالروايات الملتىيضة التي اقترن ايها الوضع باللحن إال أن‬
‫تديين الباب الموضوع أوال منوط بالرواية التي قوي سندها من بين الروايات‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬أن أول ما وضع من ما فان أقرب إل‪ ،‬متناول الىكر اي االستنباط ألن وضد مبني عل‪ ،‬أساس من‬
‫التىكير اي استخراج القواعد من الكةا لداعي انتشار اللحن االموضوع أوال ما فثر دوران عل‪ ،‬الللان ثم‬
‫ما يلي وهكذا ولذا قي ‪ :‬إن الموضوع أوال الىاع ثم ردا المىدول ثم المبتدأ والخبر وهكذا‪ .‬وما تقد هو‬
‫ما أطبق علي علمالنا خلىا بدد سلف‪.‬‬
‫وزعم بدض الملتشرقين‪ :‬أن علم النحو منقول من لغة اليونان ألن‬

‫‪842 81‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫وضد عربي محض‬
‫وضد اي الدراق إنما فان بدد اختةاط الدرب باللريان وتدلم ثقااتهم ولللريان نحو قديم ورثوه عن‬
‫اليونان‪.‬‬
‫وزعم بدض منهم آخر رأيا ثالثا اي بدض موااقة ومخالىة لك من الرأيين المذفورين وااق الرأي األول‬
‫ايما وضع من ابتداء اقط والثاني ايما أحدث اي بدد دور التكوين من تنظيم اي التقليم والتدريف‬
‫والتدلي ‪.‬‬
‫قال ليتمان‪" :‬اختلف األورباويون اي أط هذا الدلم امنهم من قال إن نق من اليونان إل‪ ،‬بةاد الدرب‬
‫وقال آخرون ليس فذلك وإنما فما تنبت الشجرة اي أرضها فذلك نبت علم النحو عند الدرب وهذا هو‬
‫الذي روي اي فتب الدرب من زمن ونحن نذهب اي هذه الملألة مذهبا وسطا‪.‬‬
‫وهو أن أبدع الدرب علم النحو اي االبتداء وأن ال يوجد اي فتاب سيبوي إال ما اخترع هو والذين‬
‫تقدموه ولكن لما تدلم الدرب الىللىة اليونانية من اللريان اي بةاد الدراق تدلموا أيضا شيئا من النحو‪...‬‬
‫وبرهان هذا أن تقليم الكلمة مختلف اي قال سيبوي ‪ :‬االكلم‪" :‬اسم واد وحرف جاء لمدن‪ "،‬وهذا‬
‫تقليم أطلي أما الىللىة اينقلم ايها الكةا إل‪" ،‬اسم وفلمة ورباط" وهذه الكلمات ترجمت من اليوناني‬
‫إل‪ ،‬اللرياني ومن اللرياني إل‪ ،‬الدربي الميت هكذا اي فتب الىللىة ال اي فتب النحو أما فلمات "اسم‬
‫واد وحرف" اإنها اططةاحات عربية ما ترجمت وال نقلت"‪.1‬‬
‫تلك هي األقوال الثةاثة والمدول علي منها األول إذ الثاني مجرد اختراص‪ 8‬ال سر ل إال الولوع باالنتقاص‬
‫للدرب والثالث ال يناهض األول ايما خالى اي اإن غير مللم أن يكون علماء الدرب عياال عل‪ ،‬غيرهم‬
‫ايما يتل بتنظيم بدد اهتدائهم إل‪ ،‬اختراع وابتكاره‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬محاضرات ليتمان‪.‬‬
‫‪ 8‬اختةاق‪.‬‬

‫‪842 81‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫واضد‬

‫واضد ‪:‬‬
‫علمت إجماال أن واضد من رجاالت علر اإلسةا عل‪ ،‬ما تقد بيان لكنهم اختلىوا واضطرب اختيارهم‬
‫متقدمين ومتأخرين فابن سةا اي طبقات الشدراء وابن قتيبة اي المدارف والزجاجي اي األمالي وأبي‬
‫الطيب اللغوي اي مراتب النحويين والليرااي اي أخبار النحويين البلريين والزبيدي اي الطبقات وابن‬
‫النديم اي الىهرست واألنباري اي نزهة األلبا والقىطي اي إنباه الرواه ايمن هو الواضع؟‬

‫(‪)/‬‬

‫عل‪ ،‬أن هذا االختيار ال يددو اي الواقع أن يكون إما لإلما علي فر اهلل وجه فما يرى األنباري والقىطي‬
‫أو ألبي األسود الدللي فما يراه اللابقون قبلهما اأما عزو الوضع إل‪ ،‬نلر بن عاطم الليثي أو عبد‬
‫الرحمن بن هرمز ابمدزل عن االختيار والتأييد وال أطي الحديث بنق فةا هؤالء الدلماء جميدا مكتىيا‬
‫بنق فةا األنباري ألن أعناهم بهذا المقا وقد سرد مدظم نقول اللابقين علي مع جودة الترتيب اذفر‬
‫مختاره أوال مع روايتين اي سبب وضع علي فر اهلل وجه ثم ذفر مختار غيره مع روايات أربع اي سبب‬
‫وضع أبي األسود ولدلك ذافر ما "وجهنا" النظر إلي سابقا اي سبب الوضع من أن الحق عد الوقوف اي‬
‫سبب الوضع عل‪ ،‬أي قول عند سبب خاص ثم اند القولين األخيرين ثم عاد ملرحا برجحان اختياره قال‪:‬‬
‫"اعلم أيدك اهلل تدال‪ ،‬بالتوايق وأرشدك إل‪ ،‬سواء الطريق أن أول من وضع علم الدربية وأسس قواعده وحد‬
‫حدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي اللةا وأخذ عن أبو األسود الدللي وسبب وضع علي علي‬
‫اللةا لهذا الدلم ما روى أبو األسود قال‪ :‬دخلت عل‪ ،‬أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‪-‬علي اللةا ‪-‬‬
‫اوجدت اي يده رقدة اقلت‪ :‬ما هذه يا أمير المؤمنين؟ اقال‪ :‬إني تأملت فةا الدرب اوجدت قد الد‬
‫بمخالطة هذه الحمراء يدني األعاجم اأردت أن أضع شيئا يرجدون إلي ويدتمدون علي ثم ألق‪ ،‬إلي الرقدة‬
‫وايها مكتوب‪ :‬الكةا اسم واد وحرف ااالسم ما أنبأ عن الملم‪ ،‬والىد ما أنبئ ب والحرف ما أااد‬
‫مدن‪ ،‬وقال لي‪ :‬انح هذا النحو‬

‫‪842 88‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫وأضف إلي ما وقع إليك واعلم يا أبا األسود أن األسماء ثةاثة‪ :‬ظاهر ومضمر واسم ال ظاهر وال مضمر‬
‫وإنما يتىاض الناس يا أبا األسود ايما ليس بظاهر وال مضمر وأراد بذلك االسم المبهم‪ .‬قال‪ :‬ثم وضدت‬
‫بابي الدطف والندت ثم بابي التدجب واالستىها إل‪ ،‬أن وطلت إل‪ ،‬باب "إن وأخواتها ما خةا لكن" الما‬
‫عرضتها عل‪ ،‬علي ‪-‬علي اللةا ‪ -‬أمرني بضم لكن إليها وفنت فلما وضدت بابا من أبواب النحو عرضت‬
‫علي إل‪ ،‬أن حللت ما اي الكااية قال‪ :‬ما أحلن هذا النحو الذي قد نحوت! الذلك سمي النحو"‪.‬‬
‫وروي أن سبب وضع علي ‪-‬علي اللةا ‪ -‬لهذا الدلم أن سمع أعرابيا يقرأ‪" :‬ال يأفل إال الخاطئين‪"1‬‬
‫اوضع النحو‪.‬‬
‫ويروى أيضا أن قد أعرابي اي خةااة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬اقال‪ :‬من يقرئني‬
‫َن اللَّ َ بَ ِريءٌ‬
‫شيئا مما أنزل اهلل تدال‪ ،‬عل‪ ،‬محمد ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬اأقرأه رج سورة براءة اقال‪" :‬أ َّ‬
‫ين َوَر ُسولِ ِ"‪ 8‬بالجر اقال األعرابي‪ :‬أوقد برئ اهلل من رسول ؟ إن يكن اهلل تدال‪ ،‬برئ من رسول‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن ال ُْم ْش ِرف َ‬
‫اأنا أبرأ من ابلغ عمر ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬مقالة األعرابي ادعاه اقال‪ :‬يا أعرابي أتبرأ من رسول اهلل ‪-‬طل‪،‬‬
‫اهلل علي وسلم‪-‬؟ اقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة وال علم لي بالقرآن الألت من يقرئني؟ اأقرأني‬
‫ين َوَر ُسولِ ِ" اقلت‪ :‬أوقد برئ اهلل تدال‪ ،‬من رسول إن يكن‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّ َ بَ ِريءٌ م َن ال ُْم ْش ِرف َ‬
‫هذا سورة براءة اقال‪" :‬أ َّ‬
‫اهلل تدال‪ ،‬برئ من رسول اأنا أبرأ من اقال عمر ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ :-‬ليس هكذا يا أعرابي اقال‪ :‬فيف هي يا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن اللَّ َ بَ ِريءٌ م َن ال ُْم ْش ِرف َ‬
‫ين َوَر ُسولُ ُ} اقال األعرابي‪ :‬وأنا واهلل أبرأ ممن برئ اهلل‬ ‫أمير المؤمنين؟ اقال‪{ :‬أ َّ‬
‫ورسول منهم اأمر عمر ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬أن ال يقرئ القرآن إال عالم باللغة وأمر أبا األسود الدللي أن‬
‫يضع النحو‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫وروى عاطم قال‪ :‬جاء أبو األسود الدللي إل‪ ،‬زياد وهو أمير البلرة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬من اآلية ‪ 37‬من سورة الحاقة‪.‬‬
‫‪ 8‬من اآلية ‪ 3‬من سورة التوبة‪.‬‬

‫‪842 83‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫اقال‪ :‬إني أرى الدرب قد خالطت هذه األعاجم والدت أللنتها أاتأذن لي أن أضع للدرب ما يدراون ب‬
‫قال‪ :‬اجاء رج إل‪ ،‬زياد اقال‪ :‬أطلح اهلل األمير تواي أبانا وترك بنونا‬ ‫فةامهم؟ اقال ل زياد‪ :‬ال تىد‬
‫اقال ل زياد‪ :‬تواي أبانا وترك بنونا ادع لي أبا األسود الما جاءه قال ل ‪ :‬ضع للناس ما فنت نهيتك عن‬
‫اىد ‪.‬‬
‫أحلن اللماء؟ اقال لها‪ :‬نجومها اقالت‪ :‬إني لم أرد هذا‬
‫ُ‬ ‫ويروى عن أيضا أن أبا األسود قالت ل ابنت ‪ :‬ما‬
‫أحلن اللماء احينئذ وضع النحو وأول ما رسم من‬
‫َ‬ ‫وإنما تدجبت من حلنها اقال لها‪ :‬إذن اقولي ما‬
‫باب التدجب‪.‬‬
‫وزعم قو أن أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز األعرج وزعم آخرون أن أول من وضع النحو نلر‬
‫بن عاطم اأما من زعم أن أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز أو نلر بن عاطم اليس بلحيح‬
‫واللحيح أن أول من وضع النحو علي بن أبي طالب ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬ألن الروايات فلها تلند إل‪ ،‬أبي‬
‫األسود وأبو األسود يلند إل‪ ،‬علي اإن روي عن أبي األسود أن سئ اقي ل ‪ :‬من أين لك هذا النحو؟‬
‫اقال‪ :‬لىقت‪ 1‬حدوده من علي بن أبي طالب‪.8‬‬
‫وال ريب أن االختةاف اي المختار من القولين بين الجماعة واألنباري مرجد إل‪ ،‬الحدس والتخمين اليس‬
‫مع أحد المختارين ما يرجح عل‪ ،‬اآلخر ال من الدق وال من النق المتواتر اما هي إال روايات يناهض‬
‫بدضها بدضا غير أن الظنون متىاوتة عند الموازنة بين المتكاائين ويظهر أن الحق اي جانب الجماعة اإن‬
‫وضع النحو أمر خطير يتقاض‪ ،‬من القائم ب عناية مبذولة إلي خاطة وطدواا عن مشاغ الحياة عامة ووقتا‬
‫طويةا يلتنزف اي التقلي للكةا الدربي وإعمال الىكر واستخراج القواعد اي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬لىق بالكلر طىق والشيء أطاب وأخذه وأحاديث ملىقة فمدظمة مزخراة‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع نزهة األلبا وقد ترفنا رواية أخرى عن زياد‪.‬‬

‫‪842 84‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫حياة فلها هدوء واستقرار يرارف عليها جناح األمن واللةا وحياة اإلما علي فر اهلل وجه تقضت اي‬
‫النضال الدنيف والشجار الملتحر مألتها الحوادث المروعة وافتنىتها أمواج االضطرابات الشاملة ابديد‬
‫أن اإلما عليا يواتي الوقت الكااي للنهوض بأعباء هذا الدم الجل عل‪ ،‬أنا ال نأب‪ ،‬أن ل اليد الطول‪،‬‬
‫عل‪ ،‬أبي األسود اي اإلرشاد ل واإلشراف علي وتقريره لما طح اي استنتاج وقد يكون اي ذلك تقريب‬
‫للجمع بين االختةاف اي المختار الإلما اض الهداية إل‪ ،‬األساس وألبي األسود اض القيا بوضد عل‪،‬‬
‫ضوء هدي اإلما ‪.‬‬
‫واضد أبو األسود الدللي‪:‬‬
‫االذي نخال قريبا إل‪ ،‬الواقع ويرتضي النظر أن أبا األسود هو واضع هذا الىن ونلبة الوضع للىن إنما تدتبر‬
‫نتيجة لقيا الواضع ببدض األبواب األساسية اي ذلك الىن وهذا ما فان من أبي األسود فما رأيت واختيار‬
‫األنباري نلبة الوضع لإلما أول فةام اعتمادا عل‪ ،‬تىهيم اإلما أبا األسود أقلا الكلمة وأقلا االسم‬
‫والباقي من النواسخ إنما يتم لو تظاهر جمهرة الدلماء المدنيين بهذا الشأن عل‪ ،‬الموااقة عل‪ ،‬هذه الرواية‬
‫واالعتزاز بها مع أن الذي قد سبق إليها وهو الزجاجي ساقها عل‪ ،‬أنها رواية من الروايات احلب ونقلها‬
‫عن فذلك ياقوت اي ترجمة اإلما أما الباقون الم يدرضوا لها وتلريح آخر فةام باالختيار استنادا‬
‫لرجوع الروايات عن أبي األسود إلي اإلما اي النهاية ال يتم أيضا مع عد مخالىتها ل اي رجوع الروايات‬
‫لإلما وال يؤدي ذلك إل‪ ،‬انتماء الوضع ل عل‪ ،‬ما سبق اي التقريب بين االختيارين ومما يؤيد نلبة الوضع‬
‫إل‪ ،‬أبي األسود ما روى بن النديم محمد بن إسحاق اي الىهرست أن رجةا بمدينة الحديثة‪ 1‬اسم محمد‬
‫بن الحلين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬حديثة الىرات‪ :‬وتدرف بحديثة النورة وهي عل‪ ،‬اراسخ من األنبار وبها قلدة حلينة اي وسط الىرات‬
‫وقد وجد بها عدد فبير من الدلماء جيةا بدد جي ‪.‬‬

‫‪842 85‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫فان جماعة للكتب وقد آلت إلي خزانة طديق ل فان مشتهرا بجمع الخطوط القديمة قال ابن إسحاق‪:‬‬
‫"ارأيتها وقلبتها ارأيت عجبا إال أن الزمان قد أخلقها وعم ايها عمةا أدرسها‪ .‬ورأيت ما يدل عل‪ ،‬أن‬
‫النحو عن أبي األسود ما هذه حكايت وهي أربع أوراق وأحلبها من ورق اللين ترجمتها‪ :‬هذه ايها فةا اي‬
‫الىاع والمىدول من أبي األسود رحمة اهلل علي بخط يحي‪ ،‬بن يدمر وتحت هذا الخط بخط عتيق هذا‬
‫خط عةان النحوي وتحت هذا خط النضر بن شمي "‪.1‬‬
‫وقد درج عل‪ ،‬هذا الرأي متقدمو المؤرخين من أطحاب الطبقات والمداجم واحتذى حذوهم المتأخرون‬
‫عدا األنباري امن الغريب بددئذ أن يلتنكر الملتشرقون هذه النلبة المتواطأ عليها قديما وحديثا زعما‬
‫منهم أن علر أبي األسود ال يتواء وهذه االططةاحات الوضدية المرتبة التي بأيدينا وإنما هي وليدة علر‬
‫متأخر عن تطور اي التدليم حت‪ ،‬طار مناسبا لهذه القواعد المرتبة قالوا‪" :‬وليس حقا ما يقال إن "أبو‬
‫األسود" واضع أطول النحو الدربي"‪.8‬‬
‫وقد اقتى‪ ،‬أثرهم بدض علماء الدلر الحاضر ولهذا تخلص األستاذ أحمد أمين من الموقف بتأوي بديد‬
‫تذرع ب إل‪ ،‬التوايق بين االعتراف بما هو ملتىيض شائع وبين هذا الرأي الجديد وتلمس وجها لنلبة‬
‫الوضع إل‪ ،‬أبي األسود بدد تلليم طحتها لكن عل‪ ،‬وج آخر اقال‪" :‬ويظهر لي أن نلبة النحو إل‪ ،‬أبي‬
‫األسود لها أساس طحيح وذلك أن الرواة يكادون يتىقون عل‪ ،‬أن أبا األسود قا بدم من هذا النمط‬
‫وهو أن ابتكر شك الملحف‪ .‬وواضح أن هذه خطوة أولية اي سبي النحو تتمش‪ ،‬مع قانون النشوء‬
‫وممكن أن تأتي من أبي األسود وواضح فذلك أن هذا يلىت النظر إل‪ ،‬النحو ادم أبي األسود يللم إل‪،‬‬
‫التىكير اي اإلعراب ووضع القواعد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع الىهرست الىن األول من المقالة الثانية‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬راجع دائرة المدارف اإلسةامية المجلد األول الددد الخامس ترجمة أبي األسود‪.‬‬

‫‪842 82‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫ل ‪ .‬وأن هذه األمور لما توسع الدلماء ايها بدد وسموا فةامهم نحوا سحبوا اسم النحو عل‪ ،‬ما فان قب من‬
‫أبي األسود وقالوا‪ :‬إن واضع النحو للشب اي األساس بين ما طنع وما طندوا وربما لم يكن هو يدرف‬
‫اسم النحو بتاتا‪ .‬إنما الذي فان ل الىض األفبر اي ذلك الخلي بن أحمد ذو الدق الجبار المبتكر الذي‬
‫ق أن يوجد ل نظير اي علماء ذلك الدلر وهو الذي عم النحو الذي ندرا إلي اليو "‪.1‬‬
‫ندم نحن ال ننكر ما للخلي من الىض ال عل‪ ،‬النحو ب عل‪ ،‬فثير من علو اللغة الدربية وستدرف آثاره‬
‫اي ترجمت إن شاء اهلل تدال‪ ،‬لكنا مع ذلك عل‪ ،‬رأينا األول‪.‬‬
‫اليس بغريب عل‪ ،‬أبي األسود الذي أوتي الدلم الواسع أن يلهم هذا الىن ويضع تداليم التي يلار عليها‬
‫وينلج عل‪ ،‬منوالها وال ندعي أن قد واق إلي عل‪ ،‬غرار ما نراه اي فتبنا من تدريىات وملطلحات‬
‫وتقاسيم اإن طبيدة عهده اللابق عل‪ ،‬علر المقننين تقتضي مجرد اتجاه إل‪ ،‬أبواب هذا الدلم إجماال‬
‫حلبما تقتضي الىطرة الدربية عل‪ ،‬واق ما ورد اي مختلف الروايات الكثيرة الت‪ ،‬طرحت بنلبة الوضع إلي‬
‫اقط دون تدرض إل‪ ،‬التىلي وذلك فاف اي اعتباره المؤسس ل ‪.‬‬
‫ندم قد تطور بملايرة الزمن وأضيف إلي من ف طبقة بدد أخرى ما ضخم وطيره انا ملتكم الدعائم‬
‫مرتب األبواب منظم التقاسيم مع التداريف التي امتازت بها األبواب والتقاسيم واالططةاحات الدلمية‬
‫الخاطة إال أن مما ال يختلف اي اثنان أن النهضة بهذا الدلم اي تلك النواحي فان عمادها الخلي بن‬
‫أحمد امن عهده انتظم شتات والتأ عقده واتخذ تدليم دوره الىني فما ستقف عل‪ ،‬ذلك من أطواره‬
‫ومع هذا اإن عناطره األساسية التي اهتدى إليها أبو األسود بتدليم اإلما علي وإقراره لم تتغير ولم تتبدل‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ضح‪ ،‬اإلسةا ج‪ 8‬ص‪ 822‬وما بددها‪.‬‬

‫‪842 87‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫واضد‬

‫ولقد اعترف الدلماء متقدمين ومتأخرين عل‪ ،‬أن أبا األسود هو الذي ابتكر شك الملحف الد ذلك فان‬
‫من تكميةا لما بدأ ب من القيا بما يحىظ عل‪ ،‬المللمين فتابهم الكريم ولغتهم الشريىة‪.‬‬
‫وما لنا ننكر هذه النقول اللريحة وقد وااق عليها الخلف بدد الللف علرا بدد آخر تلك األزمنة‬
‫المتطاولة ولم نر منهم نكيرا؟‬
‫عل‪ ،‬أننا لو تمثلنا شخليت ونزعت وعلره الذي فان ينشر اي علم بالبلرة أليقنا طحة هذه النلبة اقد‬
‫فان علوي الرأي يجاهر بتشيد وهواه ايمدح اإلما بالقلائد الحلان وعمال البلرة وسواد الدراق من‬
‫قب مداوية يشقون علي ويدنتون حت‪ ،‬بنو قشير الذين جاورهم وطاهرهم بزواج منهم امرأت أ عوف أجرموا‬
‫مد البوه ونالوا من علي فر اهلل وجه إيةاما ل وقذاوه ليةا بالحجارة قال المبرد‪" :‬وفان بنو قشير‬
‫عثمانية وفان أبو األسود نازال ايهم اكانوا يرمون باللي اإذا أطبح شكا ذلك اشكا مرة اقالوا‪ :‬ما نحن‬
‫نرميك ولكن اهلل يرميك اقال‪ :‬فذبتم واهلل لو فان اهلل يرميني لما أخطأني"‪.1‬‬
‫أضجر ذلك فل أبا األسود وأقض مضجد اانزلق إل‪ ،‬هجاء أمير الدراق زياد وابن عبيد اهلل وهما ما هما‬
‫وقد توالت خةااة األموميين زمنا ليس بالقلير وهم منطوون عل‪ ،‬نار من الحقد للدلويين وأتباعهم إذ لم‬
‫تقم دولتهم إال بدعوى المطالبة بد عثمان بدد اتهامهم أمير المؤمنين عليا بالتىريط اي والتغاضي عن‬
‫اللااكين دم رضوان اهلل علي اكيف يدعون أمرا خطيرا فهذا يمضي عل‪ ،‬فر الزمان ويخلد اي بطون‬
‫األسىار وهم أحرص الناس عل‪ ،‬الغض من شأن الدلويين وشيدتهم وال سيما اي مث هذا الشأن ذي البال‬
‫واألثر الخالد‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الكام مع الرغبة ج‪ 7‬ص‪.133‬‬

‫‪842 82‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫تلميت بالنحو بدد أبي األسود‬

‫تلمية النحو‪:‬‬
‫تلميت بالنحو بدد أبي األسود‪:‬‬
‫روت فتب األدب والتراجم عل‪ ،‬سبي اليقين أن هذا الدلم فان يلم‪ ،‬بالدربية اي علر أبي األسود قال‬
‫ابن سةا اي الطبقات‪" :‬وفان أول من استن الدربية واتح بابها وأنهج سبيلها ووضع قياسها أبو األسود‬
‫الدللي"‪.‬‬
‫وقال ابن قتيبة اي المدارف‪" :‬أول من وضع الدربية أبو األسود" وقال ابن حجر اي اإلطابة‪" :‬أول من ضبط‬
‫الملحف ووضع الدربية أبو األسود" االتلمية بالنحو بدد علره إال أنها لم تتجاوز الطبقة الثانية اقد‬
‫اشتهرت عنها مؤلىات اتلمت بأنها نحوية وطرح ايها باسم النحو فما ستقف عل‪ ،‬ذلك اي الطبقات إن‬
‫شاء اهلل تدال‪.،‬‬
‫اما يذفر اي فتب التراجم من نلبة التلمية بالنحو إل‪ ،‬أبي األسود مبني عل‪ ،‬التلامح ويةاحظ اي‬
‫انلحاب التلمية الطارئة بالنحو بد ُد عل‪ ،‬ما فان من أبي األسود ضرورة أن ما وضد أبو األسود أساس ما‬
‫سموه بالنحو ولو عن‪ ،‬أطحاب التراجم بتديين طاحب التلمية وقتها ألغنونا عن تنازع الظنون‪.‬‬

‫‪842 81‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سب التلمية بالنحو‬

‫سبب التلمية بالنحو‪:‬‬


‫اسم الدلم من وضع أهل وملطلحهم لمقتض‪ ،‬المةابلات المناسبة اي نظرهم وقد سلف أن أبا األسود‬
‫لما عرض عل‪ ،‬اإلما علي ما وضد اأقره بقول ‪" :‬ما أحلن هذا النحو الذي قد نحوت" اآثر الدلماء تلمية‬
‫هذا الدلم باسم النحو استبقاء لكلمة اإلما التي يراد بها أحد مداني النحو اللغوية والمناسبة بين المدنيين‪:‬‬
‫اللغوي واالططةاحي جلية‪.‬‬

‫‪842 81‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬
‫نشأة النحو وتدرج ‪:‬‬
‫نشأ النحو أول أمره طغيرا شأن ف فائن اوضع أبو األسود من ما أدرف عقل ونىذ إلي تىكيره ثم أقره‬
‫اإلما عل‪ ،‬ما وضد وأشار علي أن يقتىي اقا بما عهد إلي خير قيا ولم يهتد بحث الدلماء إل‪ ،‬يقين‬
‫ايما وضد أبو األسود أوال عل‪ ،‬ما سلف تىليةا وفانت هذه النهضة الميمونة بالبلرة التي فان اي أهلها‬
‫مي بالطبيدة إل‪ ،‬االستىادة من هذا الىن اتقاء لوباء اللحن الزاري بلاحب وخاطة الموالي الذين فانوا أحوج‬
‫الناس حينذاك إل‪ ،‬تلقي هذا الدلم رغبة منهم اي تقويم للانهم وتخليل من رطانة الدجمة وحبا اي مدراة‬
‫لغة الدين الذي اعتنقوه وطمدا اي راع قدرهم بين الدرب الدقت عزيمتهم اي دراست والتزيد من وما‬
‫انىكوا جادين اي بددئذ حت‪ ،‬نبغ منهم فثير قاموا بأوا‪ ،‬قلط اي هذا الدلم وقادوا حرفت الدلمية‪ .‬قال‬
‫المبرد "مر الشدبي بقو من الموالي يتذافرون النحو اقال‪ :‬لئن أطلحتموه إنكم ألول من أالده"‪ 1‬اكان‬
‫منهم علماله المبرزون دراسة وتأليىا حت‪ ،‬أشير إلي ردحا من الزمن أن علم الموالي‪.‬‬
‫األبي األسود الىض الواار اي بدء الغرس الذي نما وترعرع وازدهر عل‪ ،‬فر الزمان بإضااة الةاحق إل‪،‬‬
‫اللابق ما استدرف وما ابتدع اازداد اي التدوين والتلنيف شيئا اشيئا غير أن هذا الدلم لم تط علي‬
‫األيا فلائر الىنون اافتم وضد قبلها والباعث عل‪ ،‬النشاط اي واللرعة شدور الدرب بالحاجة إلي قب‬
‫ف علم اإن الىتوحات اإلسةامية متوالية اي األملار والدرب متداقون عليها واالمتزاج ملتحكم بينهم‬
‫وبين من دخلوا اي حوزتهم وعثير‪ 8‬اللحن منتشر أقذى األبلار اهب الدلماء ال يلوون عل‪ ،‬شيء‬
‫منكمشين اي تدوين اكان يلير بخطا اليحة تبشر باألم القوي الداج حت‪ ،‬نضج ودنا جناه اتم وضد‬
‫اي الدلر األموي دون سائر الدلو الللانية‪.‬‬
‫وما استه الدلر الدباسي إال وهو يدرس دراسة واسدة النطاق اي‬

‫(‪)/‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الكام مع الرغبة ج‪ 4‬ص‪.113‬‬
‫‪ 8‬الدثير‪ :‬التراب والدجاج‪ :‬الغبار والدخان‪.‬‬

‫‪842 31‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫مدخ‬

‫الدراقين "البلرة والكواة" وفم وأوا‪ ،‬عل‪ ،‬الغاية اي بغداد ولما ينقض الدلر الدباسي األول وذلك قب‬
‫تما القرن الثالث الهجري‪.‬‬
‫ولقد تلملنا تدرف المراح التي اجتازها هذا الدلم طبقا لنواميس النشوء الك علم أطوار يمر بها فما يمر‬
‫الحي بأطوار الحياة وليدا وناشئا وشابا وفهةا اي فثير من الكتب التي يخال ايها التدرض لذلك اما وقىنا‬
‫عل‪ ،‬ما يشىي الغلة وينير اللبي اةاح لنا بدد إندا الىكرة وإطالة النظرة أن نجد الللة بين هذه المراح‬
‫وبين الدلماء القائمين بأمر هذا الىن إذ فان عل‪ ،‬أيديهم ما نقل من طور إل‪ ،‬آخر‪.‬‬
‫روى لنا التاريخ أن البلريين هم الذين وضدوه وتدهدوه بالرعاية قرابة قرن فانت اي الكواة منلراة عن بما‬
‫شغلها من رواية األشدار واألخبار والمي إل‪ ،‬التندر بالطرائف من الملح والنوادر ثم تكاتف الىريقان عل‪،‬‬
‫استكمال قواعده واستحثهما التنااس الذي جد بينهما واستحرت ناره ردحا من الدهر ينيف عل‪ ،‬مائة سنة‬
‫خرج بددها هذا الىن تا األطول فام الدناطر وانته‪ ،‬االجتهاد اي وحينذاك التأ عقد الىريقين اي‬
‫بغداد انشأ المذهب البغدادي الذي عماده الترجيح بين الىريقين‪.‬‬
‫ثم شع نور هذا الدلم اي سائر البةاد اإلسةامية التي احتىظت ب بدد أن دالت دولة بغداد الدلمية واي‬
‫طليدتها األندلس اي علرها الزاهر وملر المدزية والشا وما يتأخمها‪.‬‬

‫‪842 31‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫أطوار النحو األربدة‪:‬‬


‫وعل‪ ،‬ضوء هذا التاريخ قد اعتبرنا أطواره أربدة‪:‬‬
‫طور الوضع والتكوين "بلري" طور النشوء والنمو "بلري فواي" طور النضوج والكمال "بلري فواي"‬
‫طور الترجيح والبلط اي التلنيف "بغدادي وأندللي وملري وشامي"‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أن ليس اي االستطاعة وضع حد توقيتي ينىل ب ف طور عما يلبق أو يدقب اإن األطوار ال بد من‬
‫تداخلها وسريان بدض أحكا سابقها عل‪ ،‬الحقها فما أن ال مناص من تلرب شيء مما اي تاليها عل‪،‬‬
‫بادئها اغير ممكن أن يوجد الطور داديا وإنما تلده المؤثرات التي تلبق وتمهد ل وهي بالطبع اي غيره‬
‫إال أنها لما تكاثرت وتزايدت حت‪ ،‬بدا للدلم بمقتضاها طابع آخر غير الطابع اللابق علي استوجبت جدل‬
‫اي طور آخر جديد وال يكون ذلك التمييز الظاهر إال بدد انقضاء زمن المداخلة بين الطورين وعل‪ ،‬هذا‬
‫األساس اإن تحديد هذه األطوار إل‪ ،‬التقريب أقرب من إل‪ ،‬التحقيق وبدهي أن تحديدها باألشخاص عل‪،‬‬
‫ما سبق يدود إل‪ ،‬طبقاتهم التي يمثلونها وستدرف هذه الطبقات مرتبة بحلب الزمن مع تراجم علمائها‬
‫فلهم وإننا سنكتىي اي هذا التحديد باألشخاص المبرزين المدلمين اقط لةاختلار‪.‬‬

‫‪842 38‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫األول‪ :‬طور الوضع والتكوين‬

‫األول‪ :‬طور الوضع والتكوين "بلري"‬


‫هذا الطور من علر واضع النحو أبي األسود إل‪ ،‬أول علر الخلي بن أحمد وقد سلف أن وضد انته‪،‬‬
‫اي علر بني أمية‪.‬‬
‫هذا هو الطور الذي استأثرت ب البلرة طاحبة الىض اي وضد وتدهده اي نشأت والكواة منلراة عن‬
‫بما شغلها من رواية األشدار واألخبار والنوادر زهاء‪ 1‬قرن اشتغ اي طبقتان من البلريين بدد أبي األسود‬
‫حت‪ ،‬تأطلت أطول من فثيرة وعرات بدض أبواب ‪.‬‬
‫اإن الطبقة األول‪ ،‬التي أخذت عن أبي األسود استمرت اي تثمير ما تلقت عن وواقت إل‪ ،‬استنباط فثير من‬
‫أحكام وقامت بقلط اي نشره وإذاعت بين الناس وفان من أاذاذ هذه الطبقة عنبلة بن مددان الىي‬
‫ونلر بن عاطم الليثي وعبد الرحمن بن هرمز ويحي‪ ،‬بن يدمر الددواني ولم يدرك أحد من رجال هذه‬
‫الطبقة الدولة الدباسية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬زهاء قرن‪ :‬قدره‪.‬‬

‫‪842 38‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫األول‪ :‬طور الوضع والتكوين‬

‫ويغلب عل‪ ،‬الظن أن ما تكون من نحو هذه الطبقة ‪-‬اضةا عن قلت ‪ -‬فان شب الرواية للملموع الم تنبت‬
‫بينهم اكرة القياس ولم ينهض ما حدث اي عهدهم من أخطاء إل‪ ،‬إحداث ثغرة خةاف بينهم لقرب عهد‬
‫القو بلةامة اللليقة فذلك لم تقو حرفة التلنيف بينهم الم يؤثر عنهم إال بدض نتف اي مواطن متىرقة‬
‫من الىن لم تبلغ حد الكتب المنظمة إذ فان ج اعتمادهم عل‪ ،‬حىظهم اي طدروهم ورواياتهم بللانهم‬
‫وزعم بدض المؤرخين أن أستاذها أبا األسود قد وضع مختلرا عل‪ ،‬ما تقد بيان ‪.‬‬
‫أما الطبقة الثانية التي فانت أفثر عددا من سابقتها اقد فانت أوار منها حظا اي هذا الشأن إذ وطأت لها‬
‫سبيل اازدادت المباحث لديها وأضاات فثيرا من القواعد ونشأت حرفة النقاش بينها اجدت اي تتبع‬
‫النلوص واستخراج الضوابط ما هيأ لها وقتها واستطاعت التلنيف ادونت اي بدض فتب مىيدة‪.‬‬
‫وفان من المشار إليهم ايها عبد اهلل بن أبي إسحاق الحضرمي الذي يقول اي أبو الطيب‪" :‬وفان يقال عبد‬
‫اهلل أعلم أه البلرة وأعقلهم اىرع النحو وقاس "‪ 1‬وفان يخطئ الىرزدق فثيرا حت‪ ،‬هجاه وستدرف تىلي‬
‫ذلك اي ترجمت بمشيئة اهلل تدال‪" ،‬وعيل‪ ،‬بن عمر الثقىي طاحب الكتابين اي النحو‪ :‬الجامع واإلفمال"‬
‫وقد نوه عن اضلهما الخلي بن أحمد بقول ‪:‬‬
‫ذهب النحو جميدا فل غير ما أحدث عيل‪ ،‬بن عمر‬
‫ذاك إفمال وهذا جامع اهما للناس شمس وقمر‬
‫وأبو عمرو بن الدةاء طاحب التلانيف الكثيرة عل‪ ،‬ما ستدرف اي ترجمت ورجال هذه الطبقة أظلتهم‬
‫الدولة الدباسية جميدا خةا عبد اهلل بن أبي إسحاق الذي مات سنة ‪117‬هـ‪.8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مراتب النحويين‪.18 /‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬اي النجو الزاهرة‪ :‬ذفر أن عبد اهلل بن أبي إسحاق طل‪ ،‬عل‪ ،‬طديق حىص بن الوليد لما قت سنة‬
‫‪182‬هـ وأن أخذ النحو عن يحي‪ ،‬بن يدمر المتوا‪ ،‬سنة ‪181‬هـ ايبدد جدا أن يكون تواي سنة ‪117‬هـ‬
‫ويؤيد هذا أن من رجال الطبقة الثانية ويحي‪ ،‬من الطبقة األول‪ ،‬وقد جاء اي بدض نلخ النجو الزاهرة أن‬
‫تواي سنة ‪ 187‬واي بدضها أن تواي سنة ‪ 181‬ولد هذا هو اللواب واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪842 33‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫األول‪ :‬طور الوضع والتكوين‬

‫لم ينقض هذا الطور حت‪ ،‬واق الدلماء إل‪ ،‬وضع طائىة فبيرة من أطول بدثتهم إل‪ ،‬التزيد ايها ااختمرت‬
‫بينهم اكرة التدلي التي فان أول متج لها ابن أبي إسحاق فما أن أول من نشط للقياس وأعم اكره اي‬
‫وخرج ملائ فثيرة علي ووااق علي عيل‪ ،‬بن عمر وخالىهما بدض مداطريهما اانىلح ميدان القول اي‬
‫هذا الدلم وأنس الناس ب وتداولوه اي فتبهم التي فانت تلاير روح هذا الدهد اقد فانت مزيجا من النحو‬
‫واللرف واللغة واألدب وما إل‪ ،‬ذلك من علو اللغة الدربية ألن هذه الىروع فانت متداخلة آخذا بدضها‬
‫بحجز بدض لقرب الوشيجة بينها اي الغرض والمقلد اكان األديب حينذاك نحويا طرايا لغويا والنحوي‬
‫أديبا لغويا طرايا وهكذا يحملنا عل‪ ،‬هذا ما روي لنا عنهم اي نقاشهم ومحاوراتهم وإن لم تللنا مؤلىاتهم‬
‫التي طارت بها عواطف األيا ونالها ما نال أربابها من الزوال وطدق المتنبي اي قول ‪:‬‬
‫تتخلف اآلثار عن أطحابها حينا ويدرفها الىناء اتتبع‬
‫ندم أخذت هذه الىروع تمتاز بدضها من بدض اي البحث والتدوين من أوائ الطور تدريجيا حت‪ ،‬اشتهر‬
‫بدض الدلماء بالنحو وأشير إل‪ ،‬آخر باللغة ودواليك‪.‬‬

‫‪842 34‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‬

‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‪:‬‬


‫هذا الطور من عهد "الخلي بن أحمد البلري وأبي جدىر محمد بن الحلن الرلاسي" إل‪ ،‬أول علر‬
‫"المازني البلري وابن اللكيت الكواي"‪.‬‬
‫اهذا الطور مبدأ االشتراك بين البلدين اي النهوض بهذا الىن والمناالة اي الظىر بشرا اقد تةاقت اي‬
‫الطبقة الثالثة البلرية برئاسة الخلي واألولي الكواية بزعامة الرلاسي وفذا بددهما طبقتان من ف من‬
‫البلدين اوثب هذا الىن وثبة حيي بها حياة قوية أبدية بدد وفان هذا الطور حريا أن يلم‪ ،‬طور النشوء‬
‫والنمو‪.‬‬
‫ونقلد اآلن بالنحو مدناه الدا الذي يشم مباحث اللرف ألن مباحث رجال الطور الماضي فانت منلراة‬
‫حول أواخر الكلمات فما عرف عنهم بخةاف رجال هذا الطور اإنهم قد اتجهت أنظارهم إل‪ ،‬مراعاة‬
‫أحوال األبنية أيضا اقد راعهم ما اعتورها من خطأ يجب درله وذلك أنهم ما حاولوا طون الكةا من‬
‫غوائ اللحن اي أطراا إال ضنا ب أال ينهض باإلاادة واالستىادة المقلودتين من ورعاية أواخر الكلمات‬
‫بقوانين النحو وإن فىلت داع اللحن عن الكةا وأطلحت هيكل اللورى للتأدية الدامة إال أن تلك التأدية‬
‫ال تتم اي إال إذا سلمت جواهر أجزائ التي يتقو بها وما تأخرت مةاحظتها لهذا الحين إال لقلة الدثرات‬
‫ايها باإلضااة إل‪ ،‬الدثرات التي فانت تدترض الكةا اي أواخر أجزائ وألن الخطأ ايها ال يذهب بالمدن‪،‬‬
‫المقلود للمتكلم فالخطأ اي أواخر الكلمات فما لملت هذا اي سبب وضع النحو‪.‬‬
‫امن هذا الحين ظهرت مباحث اللرف اي طي فتب النحو وشغلت منها اراغا وعم األمرين اسم النحو‬
‫واستمر هذا االندماج طويةا من الزمن حت‪ ،‬تدوول اي بدض فتب المتأخرين ولذا عرف بدضهم النحو بأن ‪:‬‬
‫علم يدرف ب أحوال الكلم الدربية إارادا وترفيبا ليشم األمرين‪.‬‬
‫(‪)/‬‬

‫ندم قد تقلص عن فتاب النحو من أوائ هذا الطور ما ال يتل ب هذا االتلال الوثيق فمباحث اللغة‬
‫واألدب واألخبار وال ريب أن لللرف من بين سائر علو اللغة الدربية قرابت الدنيا بالنحو عل‪ ،‬أن الخلي‬
‫وهو غرة جبين هذا الطور قد جمع بين اللغة والنحو اإن ذفر اي فتاب الدين الذي هو األساس لكتب اللغة‬
‫ايما ندلم مقدارا فبيرا من النحو‪.‬‬
‫ابتدأ هذا الطور وأخذت الدلماء اي فتب النحو ومباحث سمتا آخر غير‬
‫‪842 35‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‬

‫ما اتجهوا إلي اي الماضي عل‪ ،‬ما عرات ونشطوا اي التقلي واالستقراء للمأثور عن الدرب واي إعمال‬
‫الىكر واستخراج القواعد وفان مبدث ذلك النشاط هو التنااس البلدي الذي عرض إبان هذا الطور ارا‬
‫ف من أه البلدين "البلرة والكواة" ظىرا عل‪ ،‬اآلخر االخلي بدد أن جاب بوادي الحجاز ونجد وتهامة‬
‫مواجها الدرب اي طحرائها ملتمدا ألحاديثها يدود إل‪ ،‬البلرة ويلتجمع ف ما سمع ويشحذ ذهن الحاد‬
‫ويىرغ للبحث عن آللئ هذا الىن من بحر علم الدميق حت‪ ،‬جمع أطول وارع تىاريد وضم ف شيء إل‪،‬‬
‫لِ ْى ِق ِ وساق الشواهد وعل األحكا وبلغ اي ذلك غاية محمودة ااقت ف من سبق بي َد أن افتى‪ ،‬عن‬
‫تدوين موسوعة اي بطلبت الذين فان يملي عليهم وممن حم الراية اي البلرة مع الخلي يونس إال أن‬
‫قلر مجهوده عل‪ ،‬التلقي عن ونلب نىل لإلاادة اكانت ل حلقات دراسة يؤمها القاطي والداني من‬
‫الحاء األعراب وأه الدلم وفان ل اي النحو أقيلة ومذاهب خاطة تىرد بها‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫ولقد عاطرهما الرلاسي الكواي شيخ الطبقة األول‪ ،‬الكواية اإن بدد اشتراف مدهما اي التلقي عن الطبقة‬
‫الثانية البلرية يمم الكواة وألق‪ ،‬علاه ايها وقد ألى‪ ،‬عم مداذ بن مللم الهراء الذي فان أقد من سنا‬
‫يزاول هذا الدلم إال أن فلف بالبحث عن األبنية والتمارين إل‪ ،‬أن غلبت علي الناحية اللراية التي التىت‬
‫إليها الكوايون واستنبطوا لللرف فثيرا من القواعد التي سبقوا بها البلريين حت‪ ،‬عدهم المؤرخون‬
‫الواضدين لللرف إذ فان اللرف عند البلريين حت‪ ،‬عدهم المؤرخون الواضدين لللرف إذ فان اللرف‬
‫عند البلريين اي المح الثاني ولم يكف ذلك الكوايين اي داع التخلف الةاحق بهم عل‪ ،‬ما ااتهم من‬
‫شرف النحو اتهالكوا علي وتزاحموا بالمنافب شأن المىرط الذي يحاول تةااي خطئ اظهرت ايهم علماء‬
‫وانبدثت ايهم اكرة التأليف وفان أول مؤلف تداولوه بينهم فتاب "الىيل " للرلاسي‪.‬‬
‫روى ابن النديم وغيره "وقال الرلاسي‪ :‬بدث الخلي إلي يطلب فتابي ابدثت ب إلي اقرأه وف ما اي فتاب‬
‫سيبوي " "وقال الكواي فذا اإنما‬

‫‪842 32‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‬

‫يدني الرلاسي"‪.1‬‬
‫تكون عل‪ ،‬يد اإلمامين الخلي ومن مد من البلريين والرلاسي ومن مد من الكوايين بك من البلدين‬
‫مدرسة خاطة لها علم تنحاز إلي ف ارقة وتتابدت الطبقات المتداطرة من فةا البلدين‪.‬‬
‫الطع اي سماء البلرة نجو متألقة تألف منها عقد الطبقة الرابدة بزعامة سيبوي الذي ُوهب ملكة التلنيف‬
‫والتنليق اأبدع فتاب عل‪ ،‬مثال لم يلبق إلي ولم يدع للمتأخرين استدرافا علي وفان يداطرها الطبقة‬
‫الثانية الكواية التي فان يقودها الكلائي الذي لم يأل جهدا حت‪ ،‬أخرج للناس مؤلىات استىادوا منها وشد‬
‫من أزره إقبال الدنيا علي بدد اتلال بالخلىاء واألمراء ببغداد ااعتد‪ 8‬للكوايين ايها متكأ وسد‪ ،‬سدي حت‪،‬‬
‫فون من الكوايين جبهة قوية ثبتت أما الجبهة البلرية ووقىت منها موقف الند للند اإن الذي يدتبر بحق‬
‫المؤسس للمذهب الكواي ولوال هو لذهبت ريحهم ولما خىقت بنودهم‪ 3‬عل‪ ،‬بغداد التي عطىت عليهم‬
‫من هذا الحين ورادت شأنهم ااستىز ذلك البلريين لمناطبتهم أشد الدداء وإشهار سةاح الخلا اي‬
‫وجوههم وما زال ف من البلدين جد حريص عل‪ ،‬حوز قلب اللبق رغبة اي التغلب وحرطا عل‪ ،‬اإلزراء‬
‫باآلخر وتىانيا اي الدنو من الدباسيين ااتلدت روايات واستىاض تدليم بين الدهماء‪ 4‬وازدادت تآليى ‪.‬‬
‫ااألخىش البلري شيخ الخاملة يلنف ويذيع عل‪ ،‬الناس ما أوتي من علم ومداطره الىراء الكواي أستاذ‬
‫الثالثة تغمره عطايا المأمون وتحىزه إل‪ ،‬نشر الدلم وتتيح ل أن يدون طوال الكتب التي راجت اي بغداد‬
‫والكواة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع الىهرست الىن الثاني من المقالة الثانية ونزهة األلبا ترجمة الرلاسي ومدجم األدبا ترجمت أيضا‬
‫جـ‪ 12‬ص‪.188‬‬
‫‪ 8‬اعتد‪ :‬أي أعد‪.‬‬
‫‪ 3‬اضطربت أعةامهم وتحرفت‪.‬‬
‫‪ 4‬الدهماء هنا‪ :‬الددد الكثير وجماعة الناس‪.‬‬

‫‪842 37‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‬

‫ف ذلك بىض المناظرة التي بدأت هادئة أول األمر بين البلدين عل‪ ،‬يد الخلي والرلاسي ثم اشتدت‬
‫عل‪ ،‬مرور األيا وفان لها أثرها الىدال إذ فانت وقودا طالحا إلشدال نار االجتهاد والدأب عل‪ ،‬استكمال‬
‫ما بقي من مواد هذا الىن احمي وطيلها اي غضون هذا الطور واندلع لهيبها إل‪ ،‬نهاية الطور الثالث‬
‫اللي بنارها فثير من جلة البلريين‪ 1‬وقلي من الكوايين وسنذفر لمحة عنها إن شاء اهلل تدال‪ ،‬بدد إتما‬
‫الكةا عل‪ ،‬هذين الطورين "البلريين والكوايين" اإن عند تةاقي الىريقين ببغداد وابتداء الطور الرابع‬
‫الجديد قد انطىأت نار الدلبية البلدية واختب‪ ،‬أوارها الم تك مناظرات بلرية وفواية‪.‬‬
‫وقلارى القول أن لم ينلر هذا الطور حت‪ ،‬قطع النحو شوطا فبيرا شارف اي النهاية اأرهىت ل األسماع‬
‫وفثرت اي المؤلىات التي أزي منها ما ليس من ان النحو وإن فان التلريف ما لبث مندسا اي عند‬
‫البلريين اإن فتاب سيبوي وهو البقية الباقية بأيدينا من مؤلىات هذا الطور والمرآة التي تنكشف بها طورة‬
‫التأليف اي قد جمع بين الىنين‪.‬‬
‫الدلماء أمر هذا الكتاب إذ قلرت هممهم عن مطاولت حينا من الدهر الم يروا إال الطواف حول‬
‫َ‬ ‫ولقد بهر‬
‫تدليقا علي اي النواحي المختلىة شرحا واختلارا وانتقادا واستدرافا وردا وإعرابا للشواهد وفان لذلك أثره‬
‫اي استبقاء الىنين مدا بحثا وتلنيىا مدة مديدة عند فثير من الدلماء الذين انتضوا للتأليف‪ 8‬اي فتبهم‬
‫الخاطة بدد ااحتذوا حذو سيبوي ومزجوا بينهما واستمر ذلك طويةا حت‪ ،‬تخط‪" ،‬ابن مالك" لمن بدده‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫أما الكوايون اقد ألىوا اي بدض أبواب اللرف فتبا خاطة اعتناء بشأنها لكن لم تل تآليىهم إل‪ ،‬حد‬
‫يجد اللرف منىردا عن النحو بالتأليف طنف الرلاسي فتاب التلغير والكلائي فتاب الملادر والىراء‬
‫فتاب اَـ َد َ وأَاْـ َد َ مع هذا اإن النحو قد طىق يتخلص من اللرف ويلتق اللرف بالتأليف اي ملته‬
‫الطور اآلتي عل‪ ،‬ما سترى‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جلة‪ :‬جمع جلي وهي من جموع القلة‪.‬‬
‫‪ 8‬انتض‪ ،‬الليف‪ :‬أخرج من غمده والمراد‪ :‬برزوا للتأليف‪.‬‬

‫‪842 32‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال‬

‫الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال "بلري فواي"‬


‫هذا الطور من عهد أبي عثمان المازني البلري إما الطبقة اللادسة ويدقوب ابن اللكيت الكواي إما‬
‫الرابدة إل‪ ،‬آخر علر المبرد البلري شيخ اللابدة وثدلب الكواي شيخ الخاملة‪.‬‬
‫لقد هيأ الطور اللالف لهذا الطور الكمال والنضوج بىض ما بذل رجال من جهد مضن فان ل األثر الناجع‬
‫اي تخريج جمهرة من الدلماء امتاز بها من هذا الطور عن سابقي اي فةا البلدين‪.‬‬
‫ولقد شمر الجميع عن ساعد الجد ونزلوا الميدان تلوقهم الدلبية البلدية وفان حادي عيلهم اي البلرة‬
‫أبا عثمان المازني وأبا عمر طالح الجرمي وأبا محمد التوزي وأبا علي الجرمازي وأبا حاتم اللجلتاني‬
‫والرياشي والمبرد وغيرهم واي الكواة يدقوب بن اللكيت ومحمد بن سددان وثدلبا والطوال وغيرهم‬
‫وفثيرا ما جمدت الىريقين بغداد بين حين وآخر عل‪ ،‬تدلب ف ٍّ لمذهب وانتقال هذا التدلب لمن‬
‫يشايدهما اكانت مناظرات وإاحامات تقض المضاجع وتحز اي النىوس حت‪ ،‬تةاقيا أخيرا وتوطنا بغداد‬
‫عل‪ ،‬ضغن اي القلوب أذهب تداقب األيا وانقراض المتناالين شيئا اشيئا‪.‬‬
‫ف ذلك دعاهم إل‪ ،‬االنهماك والنشاط اأفملوا ما اات اللابقين وشرحوا مجم فةامهم واختلروا ما‬
‫ينبغي وبلطوا ما يلتحق وهذبوا التدريىات وأفملوا وضع االططةاحات ولم يدعوا شيئا من إال نظروه وال‬
‫أمرا من غيره إال اللوه اخلص النحو من اللرف الذي بقي وحده متملكا ب اي التأليف إل‪ ،‬أول هذا‬
‫الطور‪.‬‬
‫وأول من سلك هذا اللبي المازني اقد ألف اي اللرف وحده وشق‬

‫‪842 31‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال‬

‫ذلك الطريق لمن بدده ومن هذا الحين تشدبت ملالك التأليف اي الدلو الدربية امن مؤلف اي النحو‬
‫وحده ومن ملنف اي اللرف وحده ومن خالط بينهما وقد رع‪ ،‬الدهد القديم المبرد اي فتاب الكام‬
‫الذي جمع اي من ف دوحة غلنا ابينما يلبح اي األخبار إذا هو يواايك بالتحقيق اللغوي ثم إذا هو‬
‫يباغتك باإلشكاالت الغريبة اي النحو والتحقيقات الممتدة اي اللرف وال تكاد تنتهي منها حت‪ ،‬يط عليك‬
‫باألدب الطريف إال أن ذلك النهج قلي تلقاء ما فثر من مؤلىات ملتقلة بالىروع الدربية بدد تمييزها وفان‬
‫أفثرها ملنىات ان النحو الذي قد تحولت لهجات التلنيف اي عن ذي قب بما وضع ايها من الدبارات‬
‫التأليىية والملطلحات النحوية التي بقيت خالدة اي فتب النحاة إل‪ ،‬يومنا هذا وإنا لنرى ذلك واضحا عند‬
‫الموازنة بين فتاب سيبوي وبين مخلىات هذا الطور‪.‬‬
‫لم ينللخ هذا الطور حت‪ ،‬ااضت دراسات اي المدن الثةاث‪" :‬البلرة والكواة وبغداد" وما يلاقبها‪1‬‬
‫واغترف الجميع من منهل وبذلوا الجهود الجبارة اي استكمال واإلحاطة بجميع قواعده ‪-‬وفان لهم ما‬
‫أرادوا‪ -‬ااستوى النحو قائما عل‪ ،‬قدمي ومثلت طورت بارزة للجميع وامتازت شخليت وأوا‪ ،‬عل‪ ،‬الغاية‬
‫التي ليس وراءها نهاية لملتزيد وال مرتق‪ ،‬لذي همة اتمت أطول وانته‪ ،‬االجتهاد اي بين الىريقين عل‪،‬‬
‫يدي اإلمامين‪ :‬المبرد خاتم البلريين وثدلب خاتم الكوايين‪.‬‬
‫روى ياقوت‪" :‬قال لي أبو عمر الزاهد‪ :‬سألت أبا بكر بن اللراج اقلت‪ :‬أي الرجلين أعلم أثدلب أ‬
‫المبرد؟ اقال‪ :‬ما أقول اي رجلين الدالم بينهما"‪.8‬‬
‫وفان بين اإلمامين ما بين المتداطرين من اإلحن واألضغان ولك‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أي‪ :‬يقاربها‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع مدجم األدباء ترجمة ثدلب ج‪ 5‬طبدة دار المأمون‪.‬‬

‫‪842 41‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال‬

‫منهما شيدت وأنلاره والديون لهما رامقة اكانت المناظرات بينهما دائبة والغلب بينهما سجاال ورحمة‬
‫اهلل عل‪ ،‬الجميع‪.‬‬
‫فانت نهاية هذا الطور الثالث "طور النضوج والكمال" اي أخريات القرن الثالث الهجرى بدد أن توااد‬
‫الىريقان عل‪ ،‬بغداد أرساال‪ 1‬وهجرا الملرين‪ 8‬عندما فثرت ايهما االضطرابات وتوالت المحن من الزط‪3‬‬
‫والقرامطة‪ 4‬والزنوج وعدا عليهما حدثان الدهر بدد أن أبليا اي سبي هذا الدلم بةاء حلنا خلده لهما الدهر‬
‫اي طحائى ومع ذلك اقد ظلت الحزبية قائمة إال أنها آخذة اي االضمحةال اإن توحيد الوطن بينهما‬
‫واتلالهما بالخلىاء واألمراء والشدب البغدادي عامةان عل‪ ،‬تقويض دعائم الخةاف بينهما‪.‬‬
‫وإن لما يجم بنا هنا أن نذفر فلمة موجزة تتدلق بالطورين األخيرين "الثاني والثالث" ندرض ايها بدض‬
‫المناظرات والمجاللات النحوية التي جرت بين البلدين اإنها حدثت ايهما اكانت سببا اي آثارها المترتبة‬
‫عليها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جمع رس بىتحتين وهو القطيع من ف شيء‪.‬‬
‫‪ 8‬البلرة والكواة‪.‬‬
‫‪ 3‬الزط‪ :‬جي من الهند وقي من اللودان طوال األجلا ‪.‬‬
‫الواحد قرمطي‪.‬‬ ‫‪ 4‬القرامطة‪ :‬جي‬

‫‪842 41‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫فلمة اي مناظرات الطورين "الثاني والثالث"‪:‬‬


‫إن المتتبع لتراجم رجال الطورين اي البلدين يرى أن ف واحد منهم قد خب ايها ووضع وأن المشادة بين‬
‫الىريقين ما اترت حينا إذ فانت تثيرها الرغبة اي الوطول إل‪ ،‬الحقائق واالعتزاز بالنىس والدلبية للبلد‬
‫والنمط الدلمي والطمع اي نائ الخلىاء واألمراء الذين "أسهموا" بقلط قيم ايها وفان أغلبها عل‪ ،‬أيديهم‬
‫أو عل‪ ،‬فثب منهم وحكموا اي فثير منها انلروا وخذلوا ورادوا وخىضوا فان لذلك فل أثره اي زج‬
‫الدلماء بأنىلهم اي هذه المدمدة التي فان يأم ف واحد ايها أن يكون المجلي ألن هذا الدلم حينذاك‬
‫لما ينضج اي أغلب ملائل ولم يتخذ شكةا وال طورة ثابتة يقف أمامها ف رائد مكتوف اليد ب فان‬
‫يبدو لك ما ال يلمح اآلخر وحجة هذا تناهض دلي ذاك الختةاف الروايات وتىاوت الملموعات وتنوع‬
‫الدلبيات ولقد تطاير شررها من الخارج إل‪ ،‬الداخ اكانت مناظرات بين البلريين أنىلهم والكوايين‬
‫أنىلهم‪.‬‬
‫إن المناظرات تلير حيث يلير الدلم وحيث يلير الدلماء احب الغلبة جبلي اي اإلنلان اي مظاهر‬
‫الحياة المختلىة اكيف الدلم الذي هو أنب الغايات وأسم‪ ،‬المقاطد؟ ندم إذا فان مبدث المناظرات‬
‫محض الدلم احبذا الغرض والمطلب لكنها ايما نحن اي قد شيبت بالدلبية اكانت حربا ضروسا غير‬
‫أنها محمودة المغبة عل‪ ،‬ف حال لما تلىر عن من نتائج القرائح المكنونة اما ندمت اللغة وغنيت إال من‬
‫هذا اللجال الدلمي و"عند اللباح يحمد القو اللرى"‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مجمع األمثال رقم ‪ 8328‬أول مث ايما أول عين‪.‬‬

‫‪842 48‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من مناظرات الطور الثاني‬

‫"أي تراع بدال من "ما" وتنلب مىدوال لتدطي وتجر بدال من الهاء اي ب "‪.‬‬
‫بين الكلائي وسيبوي ‪:‬‬
‫طمحت نىس سيبوي إل‪ ،‬الشخوص إل‪ ،‬بغداد أمةا اي الحظوة عند الخلىاء واألمراء اارتح إليها وما‬
‫يدري ما خبأه الغيب ل ارب ساع لحتى وحق ما قال خليىة بن براز الجاهلي‪:‬‬
‫والمرء قد يرجو الرجا ء مؤمةا والموت دون ‪1‬‬
‫ونزل ضيىا عند يحي‪ ،‬بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد ااعتز يحي‪ ،‬الجمع بين وبين الكلائي بدد أن‬
‫عرف الرشيد جلية األمر وعين لذلك يوما اي دار الرشيد احضر سيبوي أوال وتةاق‪ ،‬مع الىراء واألحمر‬
‫تلميذي الكلائي الأاله وخطاه اي اإلجابة وأغلظا ل اي القول ويطول بنا الكةا ونخرج عن المقلود لو‬
‫عرضان لهذه األسئلة وما أجيب ب عنها وف ذلك مدروف اي فتب النحو المبلوطة اقال لهما‪ :‬للت‬
‫أفلمكما حت‪ ،‬يحضر طاحبكما يدني شيخهما الكلائي جاء الكلائي وغلت الدار بالحضور عل‪،‬‬
‫مشهد من يحي‪ ،‬وابن جدىر ثم بدأ الكلائي الحديث وقال لليبوي ‪ :‬تلألني أو أسالك؟ اقال سيبوي ‪ :‬س‬
‫أنت اقال ل ‪" :‬ه يقال فنت أظن أن الدقرب أشد للدة من الزنبور اإذا هو هي أو يقال مع ذلك اإذا‬
‫هو إياها؟" اقال سيبوي ‪" :‬اإذا هو هي" وال يجوز النلب الأل عن أمثال ذلك نحو‪" :‬خرجت اإذا عبد‬
‫اهلل القائم أو القائم" اقال فل بالراع اقال الكلائي‪" :‬الدرب تراع ذلك وتنلب " واحتد الخةاف بينهما‬
‫طويةا اقال يحي‪ :،‬قد اختلىتما وأنتما رئيس بلديكما امن يحكم بينكما؟ اقال الكلائي هؤالء الدرب‬
‫ببابك وادت عليك من ف طقع‪ 8‬وقد قنع بهم أه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ثاني بيتين نلبهم القاسم بن سةا ل اي فتاب األمثال راجع خزانة األدب ‪.734‬‬
‫‪ 8‬اللقع بالضم‪ :‬الناحية‪.‬‬

‫‪842 44‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من مناظرات الطور الثاني‬

‫الملرين يحضرون ويلألون اقال يحي‪ ،‬قد أنلىت واستدعاهم اتابدوا الكلائي اأقب الكلائي عل‪،‬‬
‫ااستكان سيبوي عند ذلك وانقبض خاطره اقال الكلائي ليحي‪:،‬‬ ‫سيبوي وقال ل ‪ :‬قد سمع أيها الرج‬
‫أطلح اهلل الوزير إن قد إليك راغبا اإن أردت أن ال ترده خائبا ارق ل يحي‪ ،‬وجبر فلره اخرج من‬
‫بغداد وتوج تلقاء اارس يتوارى من الناس من سوء ما لحق ولم يقدر أن يدود إل‪ ،‬البلرة وقد فان إمامها‬
‫غير منازع امات غما بىارس اي ريدان شباب وقال قرب احتضاره متمثةا‪:‬‬
‫يؤم دنيا ليبق‪ ،‬بها امات المؤم قب األم‬
‫حثيثا‪ 1‬يروي أطول النخي اداش الىلي ومات الرج‬
‫وقد رويت هذه المناظرة عل‪ ،‬طور مختلىة ويرى جمهرة الدلماء أن إطبع اللياسة لدبت دورا فبيرا اي‬
‫هذه الحادثة الخطيرة ألنها حكم بين البلدين ال بين الرجلين وما وااقت الدرب الكلائي إال لدلمهم أن‬
‫ذو حظوة عند الرشيد وحاشيت وهم عل‪ ،‬يقين من أن الحق مع سيبوي عل‪ ،‬أن روي أنهم قالوا‪ :‬القول‬
‫قول الكلائي بإيداز رجال الدولة ولم ينطقوا بالنلب إذ ال تطاوعهم أللنتهم ولذا طلب سيبوي أمرهم‬
‫بالنطق بها لكن لم يلتمع ل ‪.‬‬
‫قال "الروداني"‪" :‬والذي ال ينبغي أن يشك اي أن ذلك إذا ترك الدربي وسليقت أما لو أراد النطق بالخطأ أو‬
‫بلغة غيره اةا يشك اي أن ال يدجز عن ذلك وقد تكلمت الدرب بلغة الحبش والىرس واللغة الدبرانية‬
‫وغيرها وأبو األسود عربي وقد حك‪ ،‬قول ابنت ألمير المؤمنين علي‪ :‬ما أشد الحر بالراع اقول سيبوي اي‬
‫قلت مع الكلائي اي ملألة "فنت أظن أن الدقرب أشد للدة من الزنبور اإذا هو هي"‪ :‬مرهم أن ينطقوا‬
‫بذلك ال بد من تأويل فأن يقال المراد من لم يلمع مقالة الكلائي ولم يدر القلة أو نحو ذلك مما‬
‫يقتضي نطقهم عل‪ ،‬سليقتهم الذي هو المديار"‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬حثيثا‪ :‬ملرعا والىلي النخي اللغير يقطع من أم ايغرس‪ .‬واحدت اليلة‪.‬‬


‫‪ 8‬اللبان عل‪ ،‬األشموني اي الكةا عل‪" ،‬ما" الداملة عم ليس‪.‬‬

‫‪842 45‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من مناظرات الطور الثاني‬

‫وبدد‪ :‬اإن الحق مع سيبوي والقرآن الكريم أطدق شاهد ل يقول اهلل تدال‪{ :،‬اَِإ َذا ِهي بـي َ ِ ِ‬
‫ضاءُ للنَّاظ ِر َ‬
‫ين}‪1‬‬ ‫َ َْ‬
‫وعل‪ ،‬نمط هذه اآلية آي فثيرة ولو ثبت النلب لكان خارجا عن القياس واستدمال الىلحاء ولذا تمح‬
‫النحويون اي تخريج هذا النلب عل‪ ،‬أوج ثم تدقبوها ذفر بدضها الرضي اي شرح الكااية باب الظروف‬
‫وأااض القول ايها األعلم الشنتمري ونق فةام المقري اي نىح الطيب اي ال برأس اي الجزء الثاني‬
‫عنوان "الملألة الزنبورية" وأجاد التىلي لها ابن هشا اي المغني الباب األول مبحث "إذا" اذفر خملة‬
‫مع التدقيب عل‪ ،‬ف وج بما يىنده وخةاطة هذه األوج ‪ :‬األول‪ :‬أن الظرف وهو "إذا" نلب الضمير ألن‬
‫اي مدن‪ ،‬وجدت والثاني‪ :‬أن الضمير المنلوب استدير من مكان ضمير الراع والثالث‪ :‬أن الضمير مىدول‬
‫ب واألط ‪ :‬اإذا هو يلاويها ثم حذف الىد اانىل الضمير والرابع‪ :‬أن الضمير مىدول مطلق واألط ‪:‬‬
‫اإذا هو يللع للدتها ثم حذف الىد والمضاف والخامس‪ :‬أن الضمير منلوب عل‪ ،‬الحال من الضمير‬
‫اي الخبر المحذوف واألط ‪ :‬اإذا هو ثابت مثلها ثم حذف المضاف اانىل الضمير وقد جمع هذه‬
‫األوج الخملة مع االختلار أحمد بن الحلن الجوهري المتوا‪ ،‬سنة ‪1128‬هـ اي هذا النظم‪:‬‬
‫واي ضمير النلب تاليا إذا تددد التوجي اادر المأخذا‬
‫مىدولها أو نائب المراوع أو نلب بىدل المقطوع‬
‫أو أن مىدول اد مطلقا أو مدرب حاال أنيب اارتق‪8،‬‬
‫ولخطورة هذه المناظره نوهت عنها أغلب فتب األدب والتراجم والتاريخ اقد ذفرت اي أمالي الزجاجي فما‬
‫ذفرت اي ترجمة سيبوي اي طبقات الزبيدي والىهرست ونزهة األلبا ووايات األعيان ومدجم األدباء وأنباه‬
‫الرواه غير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سورة الشدراء اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 8‬األبيات اي اإلنبابي عل‪ ،‬اللبان وترجمة الجوهري اي الجبرتي‪.‬‬

‫‪842 42‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من مناظرات الطور الثاني‬

‫أنها ذفرت مرة أخرى اي مدجم األدباء ترجمة الكلائي وقد نوه عنها حاز األنلاري القرطاجني اي‬
‫منظومت النحوية المشهورة مدتراا لليبوي اي األشباه والنظائر أول الىن اللابع "ان المناظرات والمجاللات‬
‫إلخ"‪.‬‬
‫ولئن ظىر الكلائي بليبوي اي هذه المناظرة ظلما لقد ثئر ل من عل‪ ،‬يد اليزيدي اي المناظرة اآلتية التي‬
‫انحدر ايها الكلائي‪.‬‬
‫بين الكلائي واليزيدي‪:‬‬
‫قال الدلكري‪" :‬اجتمع الكلائي واليزيدي عند الرشيد اجرت بينهما ملائ فثيرة اقال ل اليزيدي‪ :‬أتجيز‬
‫هذين البيتين؟‬
‫ما رأينا خربا نـ ـقر عن البيض طقر‬
‫ال يكون الدير مهرا ال يكون المهر مهر‬
‫اقال الكلائي‪ :‬يجوز عل‪ ،‬اإلقواء وحق ال يكون المهر مهرا اقال ل اليزيدي‪ :‬اانظر جيدا انظر ثم أعاد‬
‫القول اقال اليزيدي‪ :‬ال يكون المهر مهرا محال اي اإلعراب والبيتان جيدان وإنما ابتدأ اقال المهر مهر‬
‫وضرب بقلنلوت األرض وقال‪ :‬أنا أبو محمد اقال ل يحي‪ ،‬بن خالد‪ :‬خطأ الكلائي مع حلن أدب أحب‬
‫إلينا من طوابك مع سوء أدبك أتكتني‪ 1‬قدا أمير المؤمنين وتكشف رأسك؟ اقال إن حةاوة الظىر وعز‬
‫الغلبة أذهبا عني التحىظ"‪.8‬‬
‫وينبغي للكلائي أن يدبر باإلطراف ال اإلقواء اططةاح الدروضيين‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬االفتناء هنا قول ‪ :‬أنا أبو محمد ااتخارا وإعجابا‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع فتاب التلحيف والتحريف ما وهم اي الكلائي وذفرت هذه المناظرة أيضا اي مدجم األدباء‬
‫ترجمة الكلائي واي الوايات ترجمة اليزيدي واي شرح درة الغواص الوهم‪ 35‬والخرب‪ :‬بىتحتين ذفر‬
‫الحباري ونقر نقب البيض لخروج الىرخ والشطر األول من البيت الثاني تمثي لإليضاح وال "يكون" اي‬
‫أول الشطر الثاني تأفيد لىظي وما بدده تأفيد مدنوي‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 3‬ااإلقواء‪ :‬اختةاف حرفة الروي المطلق بضم وفلر واإلطراف‪ :‬اختةاف حرفة الروي المطلق بىتح‬
‫وغيره واي القاموس‪ :‬وأطرف شدره أقوى اي أو هو اإلقواء بالنلب‪.‬‬

‫‪842 47‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫من مناظرات الطور الثالث‬

‫من مناظرات الطور الثالث‪:‬‬


‫ومن أشهر المناظرات اي مناظرات المبرد وثدلب ولنكتف بواحدة منها بين المبرد وثدلب‪.‬‬
‫اختلف المبرد وثدلب بخضرة األمير محمد بن عبد اهلل بن طاهر بن الحلين ‪-‬الذي فان ينىق مدظم وقت‬
‫اي البحوث الدلمية وفان يهوى المناظرات اكثر ما جمع ل بين علماء الىريقين‪ -‬البلري والكواي اي‬
‫قول امرئ القيس‪:‬‬
‫لها متنتان خظاتا فما أفب عل‪ ،‬ساعدي النمر‪1‬‬
‫اقال ثدلب‪" :‬إن خظتا" فما يقال غزتا إال أن رد األلف التي فانت ساقطة اي الواحد لتاء التأنيث اللافنة‬
‫لما تحرفت التاء ألج ألف التثنية وملوغ ذلك ضرورة النظم وقال المبرد‪" :‬إن خظاتان" احذف نون‬
‫المثن‪ ،‬لإلضااة إل‪" ،‬فما" اثدلب يرى أن الكلمة "اد " وأن األلف الثانية ايها اسم والمبرد يخالى اي‬
‫األمرين االكلمة "اسم" واأللف الثانية حرف عةامة المثن‪ ،‬أما األلف األول‪ ،‬عندهما اهي ال الكلمة سواء‬
‫أفانت ادةا فما يرى ثدلب أ اسما فما يرى المبرد ولما طال تةاحيهما‪ 8‬بحضرة األمير قال ثدلب لألمير‪:‬‬
‫أيلح أن يقال‪ :‬مررت بالزيدين ظريىي عمرو؟ ايضاف ندت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المتنتان‪ :‬اي القاموس متنا الظهر مكتنىا الللب "ويؤنث" وخظانا إن فانت ادةا االىد من باب سما‬
‫واي القاموس خظا لحم افتنز وإن فانت اسما مثن‪ ،‬االمىرد خظاة واي اللحاح لحم خظاة بظاء مكتنز‬
‫وقول فما أفب عل‪ ،‬ساعدي النمر يريد لها متنتان فلاعدي النمر البارك اي طةابتهما والبيت اي وطف‬
‫ارس من قليدة طويلة‪.‬‬
‫‪ 8‬أي‪ :‬تنازعهما ومجادلة أحدهما اآلخر‪.‬‬

‫‪842 42‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫من مناظرات الطور الثالث‬

‫الشيء إل‪ ،‬غيره اقال‪ :‬ال واهلل ما يقال هذا ثم التىت إل‪ ،‬المبرد اأملك ولم يق شيئا ثم قا من‬
‫المجلس مقهورا‪.‬‬
‫قال ياقوت‪" :1‬ال أدري لم ال يجوز هذا؟ وما أظن أحدا ينكر قول القائ ‪ :‬رأيت الىرسين مرفوبي زيد وال‬
‫الغةامين عبدي عمرو وال الثوبين دراعتي‪ 8‬عمرو ومثل مررت بالزيدين ظريىي عمرو ايكون مضااا إل‪،‬‬
‫عمرو وهو طىة لزيد وهذا ظاهر لك متأم "‪.‬‬
‫وقال القىطي‪" :‬قال البلريون والقول ما قال المبرد وإنما ترك الجواب أدبا مع محمد بن عبد اهلل بن طاهر‬
‫لما تدج اليمين وحلف‪ :‬ال يقال هذا"‪.3‬‬
‫ومع استظهار ياقوت ل ونق القىطي موااقة البلريين ل االنىس ال تلتريح إلي ندم ال نكران اي طحة‬
‫األمثلة المنظر بها من ياقوت لكنها ليلت مما ينبغي التنظير بها ألنها من قبي األبدال ال الندوت اةا تشىع‬
‫اي طحة دعوى المبرد ولهذا قال البغدادي‪" :‬وأقول هذه األمثلة فلها أبدال ال ندوت لدد الربط"‪.‬‬
‫ومن الدجب الذي يلترعي النظر أن هذا البيت نىل قد وقع اي الخةاف سابقا قب المبرد وثدلب عل‪،‬‬
‫هذا النحو بين الكلائي والىراء وفان رأي الكلائي اي ما قال ثدلب اي المناظرة ورأي الىراء اي ما قال‬
‫المبرد ايها غير أن الىراء اعتبر حذف النون اي المثن‪ ،‬لضرورة النظم ال لإلضااة فما قال المبرد وعل‪،‬‬
‫هذا اىي توجي البيت أقوال ثةاثة وتخريج الىراء مقبول وإن لزمت ضرورة حذف النون اإن مقابل وهو‬
‫تخريج الكلائي قد لزم ضرورة عو ال الىد اقد تلاوى الرأيان والتكااؤ بينهما قائم وقد عرض‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع مدجم األدباء ترجمة ثدلب‪.‬‬
‫‪ 8‬الدراعة بضم الدال وتشديد الراء ثوب من طوف‪.‬‬
‫‪ 3‬إنباه الرواة ترجمة ثدلب‪.‬‬

‫‪842 41‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫من مناظرات الطور الثالث‬

‫لهما اي البيت ابن يديش اي شرح المىل قلم الحروف مبحث تاء التأنيث اللافنة وابن هشا اي‬
‫المغني الباب األول مبحث "ف " وقد استشهد بالبيت الرضي اي شرح الشااية مبحث التقاء اللافنين‬
‫عل‪ ،‬نمط رأي الكلائي وفتب عل‪ ،‬البيت شارح شواهده البغدادي اأوااه حق ونق ف ما قي اي من‬
‫خةاف بين الكلائي والىراء ومن مناظرة بين المبرد وثدلب مع اإلسهاب المىيد اي الشاهد الثالث‬
‫والثمانين وموطن الدبرة اي هذا المقا أن بيتا يحدث اي خةاف بين اللابقين مشهور متدالم تتناقل الكتب‬
‫أخيرا ثم تجد اي البيت نىل بددئذ مناظرة يخىق ايها أحد المتناظرين وتتناقلها فتب أخرى وبدد إذ يدع‬
‫الدلماء الملألة عل‪ ،‬أذاللها‪ 1‬دون تمحيص ايها يتبين من جلية األمر ومن ثم ترى انىلاح الميدان‬
‫لألقاوي والخةااات وربما لو تكشىت الحقائق األول‪ ،‬بلورة واحدة وتناولها ف من تناولها وهي هي دون‬
‫نقص أو زيادة أو تحريف‪.‬‬
‫وتكشىت مع هذا أيضا آراء الدلماء بدضهم لبدض لتغير مجرى الدلم اي فثير من الملائ وإنك لتأخذ من‬
‫ذلك مثةا من األمثال اي عد الوقوف عل‪ ،‬حقائق الملائ إذ ليس اي وسع ف فاتب ومؤلف أن تكون‬
‫ف الرغائب اي مكنة يده وتحت بلره اللكاتب بددئذ الدذر ايما يكتب أو يملي إذ يدتمد عل‪ ،‬مديار‬
‫تىكيره ومنطق وعل‪ ،‬ف حال جزى اهلل اللابقين عن أه الدلم خير الجزاء‪.‬‬
‫هذا ويقرب من المناظرات شأنا وإن غايرها اتجاها ما يدرف عند المؤرخين بالمجاللات ولقد فان يجري‬
‫ايها التلالل عرضا ولذا حرص عل‪ ،‬تدوينها المتأدبون ب فتبت ايها أسىار خاطة فمجالس "أبي مللم‬
‫ومجالس ثدلب" ولنذفر واحدا منها مما جرى اي هذا الطور فضرب المث ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي القاموس‪ :‬ودع عل‪ ،‬أذالل حال بةا واحد‪.‬‬

‫‪842 51‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫من مناظرات الطور الثالث‬

‫مجاللة الرياشي وثدلب‪:‬‬


‫قال ياقوت‪" :‬قال أبو الدباس ثدلب‪ :‬فنت أسير إل‪ ،‬الرياشي ألسمع من وفان نقي الدلم اقال لي يوما وقد‬
‫قرئ علي ‪:‬‬
‫ما تنقم الحرب الدوان مني بازل عامين حديث سني‬
‫لمث هذا ولدتني أمي‬

‫بازل‪ :‬بالراع‬
‫بازل أو َ‬
‫بازل؟ اقلت‪ :‬أتقول هذا اي الدربية إنما أقلدك لغير هذا يروي ُ‬
‫بازل أو َ‬
‫فيف تقول؟ ُ‬
‫عل‪ ،‬االستئناف والخىض عل‪ ،‬اإلتباع والنلب عل‪ ،‬الحال ااستحيا وأملك"‪.1‬‬
‫وقد نق هذه المجاللة ابن هشا اي المغني الباب األول مبحث‪ :‬أ ‪ .‬ندم استشهد ثانيا بهذه األبيات‬
‫اي الباب الثامن القاعدة األول‪" ،‬إعطاء الشيء حكم ما أشب اي اللىظ" عل‪ ،‬إعطاء الحرف حكم مقارب‬
‫اي المخرج حت‪ ،‬يقدا رويين فما اي األبيات‪ 8‬فما نق هذه المجاللة الليوطي اي األشباه والنظائر‬
‫الىن اللابع ان المناظرات والمجاللات إلخ وإيضاح هذا اإلعراب أن الراع عل‪ ،‬أن خبر "أنا" محذواة‬
‫والجملة ملتأنىة والخىض عل‪" ،‬البدلية من ياء المتكلم بدل ف من ف " إال أن يرد عل‪ ،‬هذا أن بدل‬
‫الظاهر من ضمير المتكلم ال يكون إال حيث تكون اإلحاطة والشمول‪.‬‬
‫ندم إذا جرينا عل‪ ،‬مذهب األخىش المبيح للبدلية بدون شرط اةا بأس والنلب عل‪ ،‬أن حال من ياء‬
‫المتكلم‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مدجم األدباء ترجمة ثدلب الدوان‪ :‬من الحروب التي قوت ايها مرة والبازل‪ :‬اسم ااع من بزل البدير‬
‫إذا طلع ناب وذلك اي تاسع سني ألن إذا دخ اي الداشرة سمي مخلىا وليس ل بدد اإلخةاف اسم ولكن‬
‫يقال بازل عا أو عامين ومخلف عا أو عامين ويطلق البازل أيضا عل‪ ،‬الرج الكام اي تجربت وعلي اةا‬
‫تشبي اي البيت والشدر ألبي جه قال يو بدر أو تمث ب وفان مغرورا مأاونا أفذب اهلل إذ فان اي هذه‬
‫الموقدة هةاف واألبيات مذفورة اي الكام شرح الرغبة ج‪ 2‬ص‪ 887‬واي نهاية األرب جـ‪" 17‬غزوة بدر‬
‫الكبرى"‪.‬‬
‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬وهو من عيوب القااية ويلم‪ ،‬اإلفىاء‪ :‬اإن تباعد حراا الروي سم‪ ،‬إجازة‪.‬‬

‫‪842 51‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من مناظرات الطور الثالث‬

‫وبحلبنا هذا المقدار من المناظرات والمجاللات ومن أراد أن يتزيد ادلي الرجوع إل‪ ،‬األشباه والنظائر‬
‫"الىن اللابع ان المناظرات والمجاللات والمذفرات والمراجدات والمحاورات والمكاتبات‬
‫والمراسةات والواقدات والىتاوى"‪.‬‬
‫بقي علينا أن ندود إل‪ ،‬المقلود بالذات انتكلم عل‪ ،‬ما يتدلق بمشاهير البلريين والكوايين اي طبقاتهما‬
‫وأسباب الخةاف بين الىريقين وتغير اتجاهيهما وحكمة تخلص ف منهما باتجاه ونتائج هذه الىروق‬
‫والموازنة بين المذهبين اإن ذلك متل باألطوار الماضية‪.‬‬

‫‪842 58‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫مشاهير البلريين والكوايين‪:‬‬


‫جدير بمن يريد أن يىق النحو عل‪ ،‬الوج المرضي أن يتدرف تاريخ النحاة القدام‪ ،‬ويقف عل‪ ،‬طبقاتهم‬
‫الت‪ ،‬انضووا إليها وترتيب هذه الطبقات بحلب الزمن منذ تدوين إل‪ ،‬منته‪ ،‬االجتهاد اي وحبذا لو‬
‫استكم بمدراة المتأخرين إذ بذلك فل تنكشف ل تطورات هذا الىن ويقر اي نىل طحة انتلاب القول‬
‫لقائل ويدرك وجهة الرد علي ويتىهم حكمة الموااقة ل وعلة مخالىت حت‪ ،‬لكأن مدهم يلتمع بنىل‬
‫ويرح من بلد إل‪ ،‬آخر مدهم‪.‬‬
‫وال جر أن المدلومات إذا ارتبطت بمدراة ملادرها رجاال وزمانا ومكانا تلقىتها الدقول بالقبول ورسخت‬
‫اي الحوااظ إذ نىذت إليها من سبيلها المنير اةا تختلط ملائل وال تضطرب اآلراء اي عل‪ ،‬الطالب حت‪،‬‬
‫يكون فضال اي مهمة مشتب األعةا مغبر األرجاء‪.‬‬
‫قال أبو الطيب بدد فةا طوي أنح‪ ،‬اي بالةائمة عل‪ ،‬من يجه الرجال وترتيبهم وسرد فثيرا من األمثلة اي‬
‫ذلك ما نل ‪" :‬ولقد بلغني عن بدض من يختص بهذا الدلم ويروي ويزعم أن يتقن ويدري أن أسند شيئا‬
‫اقال عن الىراء عن المازني اظن أن الىراء الذي هو بإزاء األخىش فان يروي عن المازني‪ 1‬وحدثت عن‬
‫آخر أن روى مناظرة جرت بين ابن األعرابي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬والمازني أخذ عن األخىش‪.‬‬

‫‪842 58‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫واألطمدي وهما ما اجتمدا قط وابن األعرابي بإزاء غلمان األطمدي وإنما فان يرد علي بدده وحري بمن‬
‫عمي عن مدراة قو أن يكون عن علومهم أعم‪ ،‬وأض سبيةا"‪.1‬‬
‫لهذا سنذفر علماء البلرة والكواة اإن هذا الدلم إنما نشأ ونما وازدهر ايهما دون غيرهما من سائر‬
‫األملار اإلسةامية الم يكن بالحجاز وال بالشا شيء يذفر من النحو واللغة بجانب ما اي الدراق‪.‬‬
‫أما الحجاز اإن بني أمية قد أغدقوا عل‪ ،‬أه المدينة ومكة الدطايا المتداقة من خزائن الشا خشية قيا من‬
‫بهما من الهاشميين وأبناء اللحابة بالمطالبة بالخةااة ووسدوهم بالحلم حت‪ ،‬أخلدوا إل‪ ،‬التمتع بلذائذ‬
‫الدنيا ونبغ ايهم المغنون وأه القلف‪ 8‬وطداوا عن النظر إل‪ ،‬هذا الدلم واستمر ذلك دأبهم حت‪ ،‬اي‬
‫خةااة الدباسيين‪.‬‬
‫وأما الشا اإن دمشق طارت دار الخةااة والملك وقد عرات آنىا أن وضع هذا الدلم اي البلرة ونشوءه‬
‫اي البلرة والكواة‪.‬‬
‫قال أبو الطيب‪" :‬وال علم للدرب إال اي هاتين المدينتين اأما مدينة الرسول ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬اةا‬
‫ندلم بها إماما اي الدربية قال األطمدي‪ :‬أقمت بالمدينة زمانا ما رأيت بها قليدة واحدة طحيحة إال‬
‫ملحىة أو ملنوعة وفان بها ابن دأب يضع الشدر وأحاديث اللمر وفةاما ينلب إل‪ ،‬الدرب القط‬
‫وذهب علم وخىيت روايت "وهو عيل‪ ،‬بن يزيد بن بكر بن دأب الكناني يكن‪ ،‬أبا الوليد وفان شاعرا‬
‫وعلم باألخبار أفثر" وممن فان بالمدينة أيضا علي الملقب بالجم وضع فتابا اي النحو لم يكن شيئا‬
‫وأما مكة اكان بها رج من الموالي يقال ل ابن قلطنطين شدا شيئا من النحو ووضع فتابا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مراتب النحويين ونق اي المزهر أول النوع الرابع واألربدين‪.‬‬
‫‪ 8‬اي القاموس‪ :‬وأما القلف من اللهو اغير عربي واي الملباح‪ :‬القلف اللهو واللدب قال ابن دريد ال‬
‫أحلب عربيا‪.‬‬

‫‪842 53‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫ال يلاوي شيئا"‪.1‬‬


‫واي الحق أن الدراق وب "البلرة والكواة" يجب أن يتقد البةاد اإلسةامية اي هذا الدلم إذ فان قب الىتح‬
‫اإلسةامي موطن الدجم وبدده قد انثال علي المللمون من ف طوب ألن أخلب البةاد اإلسةامية‬
‫وأنضرها اي اللدر األول تضامت اي أسباب رااهية الحياة ورغد الديش ااستوطن الدرب والدجم وندموا‬
‫جميدا بخيرات الوايرة اظهرت أرزاء اللحن ااشي اي ظهورا ال مثي ل اي سائر البةاد مما تقاض‪ ،‬أه‬
‫الدلم والمدراة أن يتةااوا األمر قب تىاقم ‪.‬‬
‫يضم إل‪ ،‬هذا أن الدراقيين ذوو عهد قديم بالدلو والتأليف ولهم خبرة ايهما متوارثة تليدة وايهم شغف‬
‫ومي إل‪ ،‬تدرف الوسائ التي تقو أود‪ 8‬للانهم وتنقلهم إل‪ ،‬ملاف‪ 3‬إخوانهم الدرب امن هذا وذاك‬
‫نبتت نابتة هذا الىن اي الدراق وترعرعت اي إذ ما فان عل‪ ،‬أهل بدد هذا االقتضاء إال أن يطبقوا قواعد‬
‫هذا الىن الحديثة عل‪ ،‬منوال ما نلجوا علي قديما اي تداليمهم وينهجوا ايها عل‪ ،‬غرار ما ألىوه اي‬
‫نظمهم وتلك خطة ملتطاعة‪.‬‬
‫وإننا حين نريد الحديث عن رجال هذا الدلم اي الدراق اإنما نريد بالدراق‪ :‬البلرة والكواة ال بغداد ألنهما‬
‫قد تأسلتا اي اجر اإلسةا اكان بهما مولد النحو ومهده ومدرج أما بغداد اإن تخطيطها اي طدر الدولة‬
‫الدباسية التي اتخذتها مقر خةااتها فما اتخذت الدولة األموية دمشق مقر خةااتها اتبوأت بغداد مكانة‬
‫دمشق وطارت مدينة الخةااة والملك فما فانت سالىتها دمشق الم يتقد ببغداد الزمن حت‪ ،‬تشاطر‬
‫أختيها ‪-‬البلرة والكواة‪ -‬مزاولة هذا الدلم‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مراتب النحويين ونق اي المزهر وترجم ابن دأب اي مدجم األنباء‪.‬‬
‫‪ 8‬اعوجاج والىد ‪ :‬أود يأود فىرح يىرح‪.‬‬
‫‪ 3‬جمع ملف وهو موضع اللف‪.‬‬

‫‪842 54‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫قال أبو الطيب‪" :‬وأما بغداد امدينة ملك وليلت بمدينة علم وما ايها من الدلم منقول إليها ومجلوب‬
‫للخلىاء وأتباعهم"‪.1‬‬
‫وسنبدأ بذفر طبقات البلرة قب الكواة إذ إن البلرة فما عرات استأثرت بهذا الدلم زهاء مائة عا ثم‬
‫تداطرتا اكانت األول‪ ،‬الكواية والثالثة البلرية وهكذا حت‪ ،‬الخاملة الكواية واللابدة البلرية اللتان‬
‫توطنتا بغداد ثم فان البغداديون واألندلليون والملريون والشاميون‪.‬‬
‫والنظر اي تداقب طبقة ألخرى يرجع إل‪ ،‬الهيئة الدامة ايهما اربما أخذ واحد أو أفثر من طبقة عن واحد أو‬
‫أفثر من طبقة سابقة ال أن يأخذ ف عن ف االمنظور إلي المجموع ال الجميع ولكتاب التراجم اي‬
‫اريقي البلريين والكوايين مخالىات اي عد الطبقات نشأ عنها اختةاف اي وضع بدض الرجال ببدضها‬
‫ولد مبدث هذا الةاحق الزمني وتقارب المداطرة دون حد ظاهر ااط بين ف طبقة وأخرى عل‪ ،‬أن ليس‬
‫لهذا االختةاف من أثر وأول من طنف الطبقات أبو الدباس المبرد وضع فتاب طبقات النحويين البلريين‬
‫ثم طنف بدده أبو الطيب اللغوي فتاب مراتب النحويين ثم ألف بدده الليرااي فتاب أخبار النحويين‬
‫البلريين ثم دون بدده الزبيدي فتاب طبقات النحويين واللغويين ثم طنف بدده األنباري فتاب نزهة األلبا‬
‫اي طبقات األدبا ثم ألف القىطي بدده فتاب إنباه الرواة عل‪ ،‬أنباه النحاة ثم اطرد التأليف بددئذ وظهرت‬
‫فتب ال حاجة لذفرها وقد عولنا عل‪ ،‬ما اشتهر بينهم اي الطبقات فما اقتلرنا عل‪ ،‬مشاهير الرجال اي ف‬
‫طبقة‪.‬‬
‫وقد التزمت مع الدلماء الذين جرى التدريف بهم اي الكتب النحوية بلقب أو فنية أن أذفر اسمهم الحقيقي‬
‫مع ما اشتهروا ب من فنية أو لقب حت‪ ،‬يله عل‪ ،‬الراغب الكشف عل‪ ،‬ما يجب االطةاع علي منها اي‬
‫فتب التراجم والمداجم اإن أغلبها مرتب عل‪ ،‬حلب الحروف األبجدية باعتبار‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬مراتب النحويين ومنقولة اي المزهر المبحث الماضي‪.‬‬

‫‪842 55‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬
‫األسماء أنىلها بينما المدروف الشائع عل‪ ،‬األللنة إنما هو هذه األلقاب وتلك الكن‪ ،‬وهكذا سأطنع مع‬
‫جميع الدلماء الذين سأعرض لهم اي هذا الكتاب إن شاء اهلل‪.‬‬
‫اكم يةاقي الطالب من النلب واللغوب إذا هو حاول تدرف تاريخ واحد من هؤالء وهو لم يقف عل‪ ،‬اسم‬
‫الحقيقي اربما ضاع علي من الوقت الذهبي آناء فان اي الحة عن إضاعتها وف طرا وتلدع رأس وهو‬
‫ما يزال ينشد ضالت وهاك جدوال اي طبقات الىريقين تتبين من إجماال أسبقية البلريين وانىراد الىريقين‬
‫بدد االشتراك وأشهر الدلماء منهما‪:‬‬

‫‪842 52‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫هذا وإذا فان الىض ألبي األسود وهو جذع هذه الدوحة الىرعاء اإنا نبدأ ب ‪.‬‬

‫‪842 57‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مشاهير البلريين والكوايين‬

‫أبو األسود الدللي‪:‬‬


‫هو ظالم بن عمرو من الدئ ‪ :‬بطن من فنانة فان من سادات التابدين ورد البلرة من عهد عمر بن‬
‫الخطاب ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬ولبث بها إل‪ ،‬أن تول‪ ،‬بدض الدم ايها البن عباس ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عنهما‪ -‬عام‬
‫علي فر اهلل وجه أيا خةاات ولم يبرحها مع اإليذاء الذي فان يلقاه من عمال بني أمية وأطهاره الذين‬
‫فانوا يرجمون ليةا لما عرف عن من تشيد لدلي فر اهلل وجه يقول من مقطوعة ل اي زياد‪:‬‬
‫رأيت زيادا طد عني بوجه ولم يك مردودا عن الخير سائل‬
‫ومن مقطوعة أخرى اي ابن عبيد اهلل‪:‬‬
‫دعاني أميري في أاوه بحاجتي اقلت اما رد الجواب وال استمع‬
‫ويقول اي مطلع قليدة ل اي أطهاره‪:‬‬
‫يقول األرذلون بنو قشير طوال الدهر ما تنل‪ ،‬عليا‬
‫فان أعلم علره بكةا الدرب ول أجوبة ملكتة اي أمالي المرتض‪ ،‬المجلس الدشرين وتقد أن واضع‬
‫النحو عل‪ ،‬اللحيح بتدليم علي فر اهلل وجه وأول من دون اي فما أن أول من ضبط الملحف‬
‫بالشك أخذ عن نلر بن عاطم ويحي‪ ،‬بن يدمر وغيرهما تواي رحم اهلل بالبلرة اي الطاعون الجارف‬
‫سنة ‪21‬هـ‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي جميع المداجم وخزانة األدب الشاهد األربدين ودائرة المدارف اإلسةامية‪.‬‬

‫‪842 52‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة األول‪،‬‬

‫طبقات البلريين اللبع‪:‬‬


‫الطبقة األول‪:،‬‬
‫‪ -1‬نلر بن عاطم الليثي‪ :‬المتوا‪ ،‬سنة ‪21‬هـ‪.‬‬
‫المهري‪ :‬لقب بالىي ألن أباه فان يروض ايةا للحجاج اغلب علي اللقب ثم‬ ‫‪ -8‬عنبلة بن مددان الىي‬
‫انتق من إلي ولم نقف عل‪ ،‬تاريخ واات إال أننا ندرف أن عاطر الىرزدق الد واات فانت حول المائة‬
‫األول‪ ،‬من الهجرة‪" .‬وفان ممن يختلف إل‪ ،‬أبي األسود لتدلم الدربية ونق عن الخلي أن أبرع أطحاب أبي‬
‫األسود عنبلة الىي وأن ميمونا األقرن أخذ عنهم"‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن بن هرمز وأبو داود األعرج‪ :‬المتوا‪ ،‬باإلسكندرية سنة ‪117‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬يحي‪ ،‬بن يدمر الددواني أبو سليمان‪ :‬وهو الذي قال ل الحجاج الثقىي يوما‪ :‬أتلمدني ألحن؟ قال‪:‬‬
‫اي حرف واحد قال اي أي؟ قال‪ :‬اي القرآن قال‪ :‬ذلك أشنع ثم قال‪ :‬ما هو؟ قال‪ :‬تقول‪{ :‬قُ ْ إِ ْن َفا َن‬
‫لافِ ُن‬
‫اد َها َوَم َ‬
‫لَ‬ ‫ش ْو َن َف َ‬
‫ارةٌ تَ ْخ َ‬ ‫ال اقْـتَـراْـتُم َ ِ‬
‫وها َوت َج َ‬
‫ِ‬
‫آبَا ُلُف ْم َوأَبْـنَا ُلُف ْم َوإِ ْخ َوانُ ُك ْم َوأَ ْزَو ُ‬
‫اج ُك ْم َو َعش َيرتُ ُك ْم َوأ َْم َو ٌ َ ُ‬
‫"أحب" بالراع قال الحجاج‪ :‬ال جر أنك ال تلمع لي لحنا‬ ‫ُّ‬ ‫ب إِلَْي ُك ْم ِم َن اللَّ ِ َوَر ُسولِ ِ} اتقرأ‬ ‫َح َّ‬ ‫ض ْونَـ َها أ َ‬ ‫تَـ ْر َ‬
‫بدد هذا ثم ألحق بخراسان اواله يزيد بن المهلب القضاء بها فان شيديا اليحا بليغا يلتدم الغريب‬
‫اي فةام تواي سنة ‪181‬هـ‪.1‬‬
‫وهؤالء األربدة ما منهم إال من عزي إلي وضع النحو اي بدض الروايات وما من شك أن إعجا الملحف‬
‫بالنقط لداع التلحيف فان من نلر ويحي‪ ،‬بأمر الحجاج اي عهد عبد الملك بدد إعجام بالشك لداع‬
‫التحريف من أستاذهما أبي األسود اي خةااة مداوية‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي النجو الزاهرة‪ :‬إن تواي سنة ‪.21‬‬
‫قال‪" :‬وفان عالما بالقراءات والدربية وهو أول من نقط الملاحف وفان واله الحجاج قضاء مرو وفان‬
‫يقضي بالشاهد واليمين"‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ 8‬اي البرهان للزرفشي ج‪ 1‬ص‪.85‬‬

‫(‪)/‬‬

‫أسند الزبير اي فتاب الطبقات عن المبرد أن أول من نقط الملحف أبو األسود الدللي وذفر أيضا أن ابن‬
‫سيرين فان ل ملحف نقط ل يحي‪ ،‬بن يدمر وذفر أبو الىرج أن زياد بن أبي سىيان أمر أبا األسود أن‬
‫ينقط الملحف‪ .‬وذفر الحااظ اي فتاب "األملار" أن نلر بن عاطم أول من نقط الملاحف وفان يقال‬
‫ل نلر الحروف‪.‬‬

‫‪842 51‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة الثانية‬

‫الطبقة الثانية‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن أبي إسحاق‪ :‬هو أبو بحر عبد اهلل بن أبي إسحاق زيد الحضرمي البلري اشتهر بكنية ولده وفان‬
‫مول‪ ،‬آل الحضرمي أخذ عن نلر بن عاطم ويحي‪ ،‬بن يدمر وجد اي هذا الدلم حت‪ ،‬بلغ الغاية اي سئ‬
‫عن "يونس" اقال‪" :‬هو والنحو سواء" فان أول من عل النحو فما فان شديد التجريد للقياس والدم ب‬
‫فما سلف‪.‬‬
‫وعاطره "عيل‪ ،‬بن عمر الثقىي" و"أبو عمرو بن الدةاء" وجمع بين وبين أبي عمرو بةال بن أبي بردة‬
‫عام البلرة من قب خالد القلري والي الدراق لهشا بن عبد الملك قال‪" :‬ابن سةا "‪" :‬قال أبو عمرو‪:‬‬
‫اغلبني ابن أبي إسحاق بالهمز‪ 1‬انظرت اي بدد ذلك وبالغت اي "‪.‬‬
‫فان فثير اللؤال للىرزدق "قال ابن هشا ‪ :‬قد حضر يوما مجلس عبد اهلل اقال ل فيف تنشد هذا البيت‪:‬‬
‫وعينان قال اهلل فونا اكانتا ادوالن باأللباب ما تىد الخمر‬
‫اأنشده "ادوالن" اقال ل عبد اهلل‪ :‬ما فان عليك لو قلت‪ :‬ادولين؟‬
‫اقال الىرزدق‪ :‬لو شئت أن أسبح للبحت ونهض الم يدراوا مراده اقال عبد اهلل‪ :‬لو قال ادولين ألخبر أن‬
‫اهلل خلقهما وأمرهما ولكن أراد أنهما‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي المزهر‪ :‬وفان يقال‪ :‬عبد اهلل أعلم أه البلرة وأعقلهم اىرع النحو وقاس وتكلم اي الهمز حت‪،‬‬
‫عم اي فتابا مما أمةاه وفان رئيس الناس وواحدهم‪.‬‬

‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة الثانية‬

‫تىدةان ما تىد الخمر"‪.1‬‬


‫ثم تدرج األمر بدبد اهلل إل‪ ،‬إعنات الىرزدق اي شدره نىل إذ عاب اي قول ‪:‬‬
‫مجلف‪8‬‬
‫ُ‬ ‫وعض زمان يابن مروان لم يدع من المال إال ملحتا أو‬
‫اقال ل ‪ :‬بم رادت "أو مجلف"؟ اقال ل ‪ :‬بما يلوءك وبنوءك علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا فما عاب‬
‫اي قول ‪:‬‬
‫ملتقبلين شمال الشا تضربنا بحاطب فنديف القطن منثور‬
‫عل‪ ،‬عمائمنا يلق‪ ،‬وأرحلنا عل‪ ،‬زواحف تزجي مخها رير‪3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع األشباه والنظائر الىن اللابع ان المناظرات والمجاللات إلخ والبيت من قليدة طويلة لذي‬
‫الرمة‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع مقدمة الشدر والشدراء نقد الشدر عض الزمان‪ :‬شدت والملحت‪ :‬الملتأط والمجلف‪:‬‬
‫الباقي من بقية واإلشكال اي البيت مبني عل‪ ،‬اتح الدال اي "يدع" ونلب "ملحت" وقد خرج الدلماء‬
‫باب الدلم المنقول جـ‪ 11‬وباب‬ ‫راع "مجلف" عل‪ ،‬أوج منها ما قال ابن يديش اي شرح المىل‬
‫اإلعةال اي الواو والياء المين جـ‪ :11‬إن مدطوف عل‪ ،‬المنلوب بمةاحظة المدن‪ ،‬إذ فأن قال‪ :‬بقي‬
‫ملحت ومنها وجهان آخران ذفرهما الرضي اي شرح الكااية آخر عطف النلق أما عل‪ ،‬رواية فلر‬
‫الدال اي يدع وراع ملحت فما قال ابن جني اي الخلائص "باب القول عل‪ ،‬االطراد والشذوذ" اةا‬
‫إشكال ومدن‪ ،‬يدع حينئذ يلكن وقد أحاط بنق ما تقد ما التىلي والزيادة عل‪ ،‬نلبة القول البن يديش‬
‫البغدادي اي الخزانة شاهد ‪ 357‬والبيت من قليدة طويلة من النقائض اي مدح عبد الملك مع أن ليس‬
‫ايها ما يتل بالمدح إال هذا البيت مع آخر قبل اإن ما قبلهما نليب وما بددهما اي فةا اإلب والىخر‬
‫بآبائ عل‪ ،‬جرير‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫‪ 3‬راجع الشدر والشدراء المبحث اللابق الشمال‪ :‬الريح المدلومة والحاطب الريح التي تلير الحلباء‬
‫والزواحف جمع زاحىة‪ :‬اإلب التي أعيت اجرت اراسنها "جمع ارسن فزبرج وهو البدير فالحاار من دابة"‬
‫وتزجي‪ :‬تلاق ورير ااسد ذائب من الهزال‪ .‬وقد تكلف بدض الدلماء تلحيح الجر لرير بأن األط عل‪،‬‬
‫زواحف رير مخها وهو فما ترى‪ .‬ولذا اعترف الىرزدق مع المكابرة اقال نزجيها محاسير والمحاسير جمع‬
‫محلور أي متدب‪ .‬والبيتان من قليدة اي مدح يزيد بن عبد الملك وهجاء يزيد بن المهلب‪.‬‬

‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثانية‬

‫اقال‪ :‬إنما هو "رير" بالراع وإن راع أقوى اوجد‪ 1‬علي الىرزدق وقال‪ :‬أما وجد هذا المنتىخ الخليين‬
‫لبيتي مخرجا اي الدربية؟ أما لو أشاء لقلت‪:‬‬
‫عل‪ ،‬عمائمنا يلق‪ ،‬وأرحلنا عل‪ ،‬زواحف نزجيها محاسير‬
‫ولكني واهلل ال أقول ثم هجاه بقول ‪:‬‬
‫ولو فان عبد اهلل مول‪ ،‬هجوت ولكن عبد اهلل مول‪ ،‬مواليا‪8‬‬
‫اقال عبد اهلل‪ :‬عذره شر من ذنب اقد أخطأ أيضا واللواب‪ :‬مول‪ ،‬موال تواي سنة ‪117‬هـ‪.3‬‬
‫‪ -8‬عيل‪ ،‬بن عمر الثقىي البلري‪ :‬هو أبو عمر مول‪ ،‬خالد بن الوليد نزل اي ثقيف انلب إليهم أخذ‬
‫عن ابن أبي إسحاق وغيره وفان مولدا بالغريب والتشادق استودع بدض أطحاب خالد القلري والي‬
‫الدراق لهشا بن عبد الملك وديدة الما نزع خالد عن والية الدراق وتقلدها يوسف بن عمر الثقىي‬
‫استدعاه من البلرة ألخذ الوديدة اأنكرها ولما اشتد علي ضرب اللياط جد يقول‪" :‬واهلل إن فانت إال‬
‫أثيابا اي أسيىاط قبضها عشاروك"‪ 4‬وروي أن الضارب ل عمر بن هبيرة الىزاري أمير الدراق من قب خالد‬
‫بن عبد اهلل‪.‬‬
‫وقد لزمت علة من ذلك الضرب بقية حيات وهو طاحب الكتابين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اوجد علي أي غضب‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع الشدر والشدراء والمول‪ :،‬الحليف وال يحالف إال الذلي االمدن‪ ،‬لو فان ذليةا لهجوت ولكن أذل‬
‫من الذلي ألن حليف الحضرميين وهم حلىاء بني عبد شمس والتخطئة اي البيت مدرواة اي النحو باب ما‬
‫ال ينلرف راجع سيبوي جـ‪ 8‬ص‪ 52‬وشرح المىل والرضي عل‪ ،‬الكااية راجع الخزانة شاهد ‪.35‬‬
‫‪ 3‬راجع رقم "‪ "1‬ص‪ 81‬حاشية‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع الدبارة اي مقدمة أدب الكاتب وعيون األخبار "فتاب الدلم والبيان التشادق والغريب" جـ‪ 8‬وخزانة‬
‫األدب الشاهد التاسع‪.‬‬

‫‪842 28‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثانية‬

‫المشار إليهما سابقا‪ .1‬تواي سنة ‪141‬هـ‪.‬‬


‫‪ -3‬أبو عمرو بن الدةاء‪ :‬هو زيان بن الدةاء بن عمار المازني التميمي قال ياقوت‪" :‬واختلف اي اسم عل‪،‬‬
‫أحد وعشرين قوال واللحيح أن زبان لما روي أن الىرزدق جاء مدتذرا إلي من هجو بلغ عن اقال ل أبو‬
‫عمرو‪:‬‬
‫هجوت "زبان" ثم جئت مدتذرا من هجو "زبان" لم تهجو ولم تدع‬
‫ااعتذر إلي الىرزدق وامتدح بمقطوعة منها قول ‪:‬‬
‫ما زلت أاتح أبوابا وأغلقها حت‪ ،‬أتيت أبا عمر بن عمار‪8‬‬
‫أخذ النحو عن نلر بن عاطم وغيره واشتهر بالقراءات والدربية وأيا الدرب ولهجات القبائ ‪.‬‬
‫ومن الطريف لهذه المناسبة أن عيل‪ ،‬بن عمر جاءه متدجبا من تجويزه "ليس الطيب إال الملك" بالراع‬
‫اقال ل أبو عمرو‪ :‬نمت يا أبا عمر وأدلج الناس ليس اي األرض حجازي إال وهو ينلب وليس اي‬
‫األرض تميمي إال وهو يراع ثم أرسةا اليزيدي وخلىا األحمر للتثبت من الدرب اكان فما أخبر أبو عمرو‬
‫اأخرج عيل‪ ،‬خاتم من يده وقال‪ :‬ولك الخاتم بهذا واهلل اقت الناس‪.3‬‬
‫لكن مع هذا لم يخلف أثرا مكتوبا ذلك أن لما تنلك أحرقها وتىرد للدبادة تواي رحم اهلل اي الكواة‬
‫عائدا من دمشق سنة ‪154‬هـ‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الجامع واإلفمال‪.‬‬
‫‪ 8‬البيت من شواهد سيبوي اي جـ‪ 8‬عل‪ ،‬حذف التنوين من عمرو ص‪ 142‬وعل‪ ،‬دخول أادلت عل‪ ،‬ادلت‬
‫ص‪ 837‬وعل‪ ،‬األول استشهد ب ابن يديش اي باب الدلم وعل‪ ،‬الثاني أدب الكاتب فتاب األبنية مداني‬
‫أبنية األادال والرضي عل‪ ،‬الشااية راجع الشاهد رقم ‪ 12‬والبيت من ثةاثة أنشأها ل لما طدد إل‪ ،‬غرف‬
‫ووط إلي ‪.‬‬
‫‪ 3‬هذه الحادثة الطريىة مىللة اي ذي األمالي ص‪ 31‬وطبقات الزبيدي والمغني الباب األول مبحث ليس‬
‫واألشباه والنظائر الىن اللابع‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 4‬ترجمت اي المداجم المرتبة أبجديا اي الدين إال اي مدجم األدباء واوات الوايات اىي الزاي وراجدها‬
‫اي شرح شواهد الشااية رقم ‪ 12‬ودائرة المدارف اإلسةامية‪.‬‬

‫‪842 23‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثالثة‬

‫الطبقة الثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬األخىش األفبر‪ :1‬هو أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد مول‪ ،‬قيس بن ثدلبة من أه هجر‬
‫أول األخااشة الثةاثة المشهورين أخذ عن أبي عمرو بن الدةاء وطبقت ولقي األعراب اأخذ عنهم‪.‬‬
‫قال الرضي‪ :‬اي شرح عل‪ ،‬الكااية باب أسماء األادال المنقولة من الظروف‪" :‬وسمع أبو الخطاب من قي‬
‫ل ‪ :‬إليك اقال إلي" وتوا‪ ،‬سنة ‪177‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -8‬الخلي بن أحمد‪ :‬هو أبو عبد الرحمن الخلي بن أحمد الىراهيدي األزدي ولد بالبلرة وشب عل‪،‬‬
‫حب الدلم اتلق‪ ،‬عن أبي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬األفبر المذفور واألخىش األوسط هو‪ :‬أبو الحلن سديد بن ملددة تلميذ سيبوي مات سنة عشر ومائتين‬
‫وقي بددها والثالث األخىش األطغر أبو الحلن علي بن سليمان من تةامذة المبرد وثدلب مات سنة خمس‬
‫عشرة وثلثمائة والرابع أحمد بن عمران بن سةامة األلهاني ملنف غريب الموطأ مات قب الخملين ومائتين‬
‫والخامس أحمد بن محمد الموطلي أحد شيوخ ابن جني ملنف فتاب تدلي القراءات اللبع واللادس‬
‫خلف بن عمرو اليشكري البنلي مات بدد اللتين وأربدمائة واللابع عبد اهلل بن محمد البغدادي من‬
‫أطحاب األطمدي والثامن عبد الدزيز بن أحمد األندللي من مشايخ ابن عبد البر والتاسع علي بن محمد‬
‫اإلدريلي مات بدد الخملين وأربدمائة والداشر علي بن إسماعي بن رجاء الداطمي والحادي عشر هارون‬
‫بن موس‪ ،‬بن شريك القارئ مات سنة إحدى وسبدين ومائتين‪.‬‬
‫‪ 8‬قال طاحب النجو الزاهرة‪ :‬هو شيخ الدربية أخذ عن سيبوي ولوال سيبوي لما فان يدرف اإن األخىش‬
‫األوسط الذي أخذ عن سيبوي أيضا هو المشهور‪ .‬وألبي الخطاب األخىش هذا أشياء غريبة ينىرد بها عن‬
‫الدرب‪.‬‬
‫واي المزهر‪ :‬وأبو الخطاب أول من الر الشدر تحت ف بيت وما فان الناس يدراون ذلك قبل وإنما فانوا‬
‫إذا ارغوا من القليدة الروها‪.‬‬

‫‪842 24‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثالثة‬

‫عمرو بن الدةاء وعيل‪ ،‬بن عمر الثقىي وغيرهما ثم ساح اي بوادي الجزيرة الدربية وشاا األعراب اي‬
‫الحجاز ونجد وتهامة إل‪ ،‬أن مأل جدبت ثم آب إل‪ ،‬ملقط رأس البلرة واعتكف اي داره دائبا عل‪ ،‬الدلم‬
‫ليل ونهاره هائما بلذت الروحية انبغ اي الدربية نبوغا لم يلبق إلي وبلغ الغاية اي تلحيح القياس‬
‫واستخراج ملائ النحو‪.‬‬
‫جاج اي حت‪ ،‬بلغ‬ ‫ِ‬
‫قال الزبيدي‪" :‬وهو الذي بلط النحو ومد أطناب وسبب علل واتق مداني وأوضح الح َ‬
‫أقل‪ ،‬حدوده وانته‪ ،‬إل‪ ،‬أبدد غايات ثم لم يرض أن يؤلف اي حراا أو يرسم من رسما ترادا بنىل وترادا‬
‫بقدره إذ فان قد تقد إل‪ ،‬القول علي والتأليف اي اكره أن يكون لمن تقدم تاليا وعل‪ ،‬نظر من سبق‬
‫محتذيا وافتى‪ ،‬اي ذلك بما أوح‪ ،‬إل‪ ،‬سيبوي من علم ولقن من دقائق نظره ونتائج اكره ولطائف‬
‫حكمت احم سيبوي ذلك عن وتقلده وألف اي الكتاب الذي أعجز من تقد قبل فما امتنع عل‪ ،‬من‬
‫تأخر بدده"‪.1‬‬
‫وقال الليوطي‪" :‬فان أعلم الناس وأذفاهم وأاض الناس وأتقاهم" وقال محمد بن سةا ‪" :‬سمدت‬
‫مشايخنا يقولون‪ :‬لم يكن للدرب بدد اللحابة أذف‪ ،‬من الخلي بن أحمد وال أجمع"‪ .8‬اةا غرو أن لوال‬
‫تدهد الخلي النحو اي نشأت لبدد عن طور النضوج والكمال اللخلي اض النهوض ب فما ألبي األسود‬
‫اض تكوين ندم قد اتىقت فلمة الدلماء عل‪ ،‬أن الخلي واضع ان الموسيق‪ ،‬الدربية وواضع علم الدروض‬
‫والقااية وأول من دون مدجما اي اللغة بتأليى "فتاب الدين" ول بددئذ مأثرة الشك الدربي الملتدم‬
‫اآلن ول مؤلىات أخرى اي غير اللغة أيضا‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أول فتاب ‪ :‬استدراك الغلط الواقع اي فتاب الدين ونق هذا الكةا اي المزهر النوع األول الملألة‬
‫اللادسة عشرة‪.‬‬
‫‪ 8‬المزهر "النوع الرابع واألربدون"‪.‬‬

‫‪842 25‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثالثة‬

‫فان رحم اهلل اي ااقة وزهد ال يبالي الدنيا بينما الناس محظوظون بها من علم وفتب وج إلي سليمان بن‬
‫علي عم أبي الدباس اللىاح والي اارس واألهواز رسوال لتأديب ولده اأخرج الخلي إل‪ ،‬الرسول خبزا يابلا‬
‫وقال‪ :‬ما دمت أجده اةا حاجة بي إل‪ ،‬سليمان اقال الرسول‪ :‬اما أبلغ عنك؟ اقال أبياتا مطلدها‪:‬‬
‫أبلغ سليمان أني عن اي سدة واي غن‪ ،‬غير أني للت ذا مال‬
‫تواي رحم اهلل بالبلرة متأثرا بلدمة اي دماغ من سارية سنة ‪175‬هـ عل‪ ،‬األطح‪.1‬‬
‫‪ -3‬يونس‪ :‬هو أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبي مول‪ ،‬بني ضبة أخذ عن أبي عمرو وغيره وواج‬
‫الدرب المع منهم حت‪ ،‬غدا مرجع األدباء والنحويين اي المشكةات وفانت ل حلقة دراسة اي الملجد‬
‫الجامع بالبلرة يؤمها الدلماء واألدباء والحاء األعراب ول مذاهب خاطة اي النحو منتشرة اي فتب‬
‫من ذلك قول سيبوي اي باب ما يتقد اي الملتثني‪" :‬وحدثنا يونس أن بدض الدرب الموثوق بهم يقولون‪:‬‬
‫"مالي إال أبوك أحد" ايجدلون أحدا بدال فما قالوا‪ :‬ما مررت بمثل أحد اجدلوه بدال" وقول الرضي اي‬
‫الكةا عل‪" ،‬ما" الحجازية‪" :‬ونق عن يونس أن يجوز إعمالها مع انتقاض نىيها بإال" ول ملنىات فثيرة اي‬
‫غير النحو قض‪ ،‬حيات ولم يتزوج ولم يتلر وأخباره ملتىيضة اي فتب التراجم تواي بالبلرة سنة‬
‫‪128‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اضطربت اآلراء اي تاريخ وااة الخلي بن أحمد ما بين سنة ‪ 175 131‬وقال طاحب النجو الزاهرة‬
‫واألطح أن تواي سنة ‪.123‬‬

‫‪842 22‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫الطبقة الرابدة‪:‬‬
‫‪ -1‬سيبوي ‪ :‬هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر مول‪ ،‬بني الحارث بن فدب ولقب بليبوي "رائحة‬
‫التىاح" ألن أم فانت ترقل بذلك اي طغره ولد بالبيضاء "بلد بىارس" من سةالة اارسية ونشأ بالبلرة‬
‫ورغب اي تدلم الحديث والىق إل‪ ،‬أن لحق التأنيب ذات يو بشأن حديث شريف من شيخ حماد‬
‫البلري قال ابن هشا ‪" :‬وذلك أن جاء إل‪ ،‬حماد بن سلمة لكتابة الحديث ااستمل‪ ،‬من قول ‪-‬طل‪ ،‬اهلل‬
‫علي وسلم‪" :-‬ليس من أطحابي أحد إال ولو شئت ألخذت علي ليس أبا الدرداء" اقال سيبوي ‪ :‬ليس أبو‬
‫الدرداء الاح ب حماد‪ :‬لحنت يا سيبوي إنما هذا استثناء اقال سيبوي ‪ :‬واهلل ألطلبن علما ال يلحنني مد‬
‫أحد ثم مض‪ ،‬ولز الخلي وغيره"‪.1‬‬
‫اكما أخذ عن الخلي أخذ عن يونس وعيل‪ ،‬بن عمر وغيرهم وبرع اي النحو حت‪ ،‬بز أتراب اي ااحتى‪،‬‬
‫ب علماء البلرة التي طار إمامها غير مدااع وأخرج للناس فتاب الذي أفلب اخار األبد اإن شاهد‬
‫طدق عل‪ ،‬علو فدب اي هذا الىن‪.‬‬
‫فتاب سيبوي ‪:‬‬
‫جمع سيبوي اي فتاب ما تىرق من أقوال من تقدم من الدلماء فأبي الخطاب والخلي ويونس وأبي زيد‬
‫وعيل‪ ،‬بن عمر وأبي عمرو بن الدةاء وغيرهم اي علمي النحو واللرف إذ فان النحو اي ذلك الحين‬
‫يطلق عليهما واسم يدمهما وأفثرهم نقةا عن الخلي الذي فان ال يم لقاءه وأناب اي رواية الىن عن‬
‫اكان فتاب سيبوي سجةا آلراء الخلي اي النحو ولذا فثيرا ما يقول اي سألت الخلي "وإذا أضمر وقال‪:‬‬
‫مثةا ‪-‬سألت ‪ -‬أو حدثني أو قال لي إنما يدني الخلي بن أحمد" وذلك ملتىيض اي الكتاب وسأذفر‬
‫بدض أمثلة للنق عن غير الخلي ‪.‬‬
‫روى عن أبي الخطاب اقال‪" :‬حدثنا ب أبو الخطاب عن شاعره"‪ 8‬وعن يونس اقال‪ :‬وزعم يونس اقال‪:‬‬
‫"إن سمع رلبة يقول‪ :‬ما جاءت‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع المغني الباب األول مبحث ليس‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.41‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪842 27‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة الرابدة‬

‫حاجتك اراع"‪ 1‬وروى عنهما اقال‪" :‬وذلك قولك هذا عبد اهلل منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو‬
‫الخطاب"‪ 8‬وفثر نقل عن يونس حت‪ ،‬نق عن أبوابا برمتها اقد نق عن اللين من التلغير اقال‪:‬‬
‫"وجميع ما ذفرت لك اي هذا الباب وما أذفر لك اي الباب الذي يلي قول يونس"‪ 3‬ألن فان يطمئن إلي‬
‫اكثيرا ما فان يلأل للتثبت عما سمد من غيره قال‪" :‬وزعم عيل‪ ،‬بن عمر أن ناسا من الدرب يقولون "إذن‬
‫أاد ذاك" اي الجواب اأخبرت يونس بذلك اقال "ال تبدد ّن ذا" ولم يكن ليروي إال ما سمع"‪ 4‬وروى‬
‫عن أبي زيد اقال‪" :‬حدثني من أثق بدربيت "‪.‬‬
‫اإذا اختلىت أقوال الدلماء اإن يحكيها ويوازن بينها ثم يحكم بالترجيح اىي باب تحقير بنات الياء والواو‬
‫ُح ٌّي" ويلرف وهذا خطأ‪ .‬وأما أبو عمرو‬
‫إلخ عند الكةا عل‪ ،‬تلغير أحوى قال‪" :‬وأما عيل‪ ،‬اكان يقول "أ َ‬
‫ُح ُّي" فما ترى وهو القياس واللواب" واي باب ما يحذف من‬
‫ُح ٍّي"‪ .‬وأما يونس ايقول هذا "أ َ‬
‫اكان يقول "أ َ‬
‫أواخر األسماء اي الوقف وهي الياءات قال‪" :‬وسألت الخلي عن القاضي اي النداء اقال‪ :‬أختار "يا‬
‫قاضي"‪ 5‬ألن ليس بمنون فما أختار هذا القاضي وأما يونس اقال‪ :‬يا قاض وقول يونس أقوى"‪.‬‬
‫وقد ضم إل‪ ،‬أقوال هؤالء الدلماء ما استخرج بنىل من القواعد اعتمادا عل‪ ،‬سماع من الدرب الخلص‬
‫قال‪" :‬سمدنا الدرب الىلحاء يقولون‪ :‬انطلقت الليف" وقال‪" :‬وسمدنا بدض الدرب الموثوق ب يقال ل ‪:‬‬
‫حمد اهلل ٍ‬
‫وثناء علي "‪ 2‬وقال‪" :‬إن هذا البيت أنشدناه أعرابي من أالح الناس‬ ‫فيف أطبحت؟ ايقول‪ِ :‬‬
‫وزعم أن شدر أبي "‪.7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.85‬‬
‫‪ 8‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.852‬‬
‫‪ 3‬راجع جـ‪ 8‬ص‪.111‬‬
‫‪ 4‬راجع جـ‪ 8‬ص‪.418‬‬
‫‪ 5‬ألن مبني والتنوين ينااي البناء عند بدضهم‪.‬‬
‫‪ 2‬جـ‪ 1‬ص‪.121‬‬
‫‪ 7‬جـ‪ 1‬ص‪.58‬‬
‫‪842 22‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫َف َّو َن سيبوي فتاب من أقوال الدلماء ومما استنبط هو بنىل اكان جماع الىن شامةا ف ما يحتاج إلي‬
‫طالب مع الترتيب والتبويب ولك علر طبيدت المتلقة مد اترتيب الكتاب عل‪ ،‬غير المألوف اي فتبنا‬
‫المتداولة بين أيدينا واإلسراف اي عناوين أبواب جاوز الحد اقد بلغت عشرين وثمانمائة مع الغموض‬
‫الذي ال يىلح عن المقلود ألول وهلة ومع التداخ اي فثير من األبواب امن ذلك عل‪ ،‬سبي المثال‬
‫باب البدل اقد قال‪" :‬هذا باب من الىد يلتدم اي االسم ثم تبدل مكان ذلك االسم إلخ هذا باب من‬
‫الىد يبدل اي اآلخر من األول إلخ باب المبدل من المبدل من باب بدل المدراة من النكرة إلخ باب‬
‫من البدل أيضا"‪ 1‬وبدض عبارات االططةاحية حلت بدلها عبارات أخرى عندنا ونظرة أولية إل‪ ،‬ملتهل‬
‫اي ترتيب أبواب وعناوينها واططةاحاتها فااية اي ذلك قال‪" :‬هذا باب علم ما الكلم من الدربية باب‬
‫مجاري أواخر الكلم من الدربية باب الملند والملند إلي باب للىظ للمداني باب ما يكون اي اللىظ من‬
‫األغراض باب االستقامة من الكةا واإلحالة باب ما يحتم الشدر باب الىاع إلخ"‪.‬‬
‫جماعا آلراء اللابقين احلب ب ل شخلية قوية ظهرت اي ابتداع بدض‬
‫الم يك سيبوي اي فتاب َّ‬
‫القواعد واي ترتيب الكتاب حاويا عناطر الىن فلها وتبويب واضدا ف شيء وما يتل ب مد وحلن‬
‫التدلي للقواعد وجودة الترجيح عند االختةاف واستخراج الىروع من القياس الذي امتأل ب الكتاب‬
‫اكثيرا ما يقول‪ :‬والقياس فذا أو‪ :‬والقياس يأباه ويقول‪" :‬سألت الخلي عن قول الدرب‪" :‬ما َأميلِ َح ُ" اقال‪:‬‬
‫لم يكن ينبغي أن يكون اي القياس ألن الىد ال يحقر وإنما تحقر األسماء إلخ"‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي جـ‪ 1‬عل‪ ،‬الترتيب ‪.313 884 812 71 75‬‬
‫‪ 8‬جـ‪ 8‬ص‪.135‬‬
‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫واي الحرص عل‪ ،‬االعتزاز بالشواهد الوثيقة لدعم األحكا التي قررها‪.‬‬
‫شواهده‪:‬‬
‫عني سيبوي اي فتاب بالشواهد لتثبيت األحكا واإلذعان بها من القرآن الكريم ونثر الدرب والشدر ولم‬
‫يجنح إل‪ ،‬االستدالل بالحديث الشريف شأن أسةاا ومداطري وذلك النددا الثقة اي نق الحديث بلىظ‬
‫الوارد عن ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬لتلريح الدلماء بجواز الرواية بالمدني إذ لو وثقوا بلىظ لجرى مجرى‬
‫القرآن الكريم اي القواعد الكلية ثم طارت سنة جارية بدده اي المتقدمين والمتأخرين لم يبتدع خةااها غير‬
‫ابن خروف وابن مالك ثم الرضي الذي أضاف إل‪ ،‬الحديث اي االستشهاد ب فةا أه البيت رضي اهلل‬
‫عنهم وقد أنكر ابن الضائع وأبو حيان عل‪ ،‬ابن مالك اي حديث طوي وللشاطبي تىلي قيم اي شأن‬
‫الحديث الشريف نذفره اي ترجمت بمشيئة اهلل تدال‪.،‬‬
‫االقرآن الكريم قد بلغ ما ذفره اي الكتاب من أي ما يُـ ْربِي عل‪ ،‬ثلثمائة آية قال المازني اعتذارا عن تدليم‬
‫الذمي الكتاب اي نظير أجر فبير‪ :‬إن هذا الكتاب يشتم عل‪ ،‬ثلثمائة وفذا آية من فتاب اهلل عز وج‬
‫وللت أرى أن ناحية االستدمال الدربي وهي بين يدي القارئ اةا حاجة إل‪ ،‬ذفر مثال منها واي غير الكثير‬
‫منها قد تذفر بدض آيات استئناسا لناحية المدن‪ ،‬اي األحكا قال سيبوي ‪" :‬وقد يكون "علمت" بمنزلة‬
‫ت}‪1‬‬ ‫ين ا ْعتَ َد ْوا ِم ْن ُك ْم اِي َّ‬
‫الل ْب ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫{ولََق ْد َعل ْمتُ ُم الذ َ‬
‫"عرات" ال تريد إال علم األول امن ذلك قول تدال‪َ :،‬‬
‫ين ِم ْن ُدونِ ِه ْم ال تَـ ْدلَ ُمونَـ ُه ُم اللَّ ُ يَـ ْدلَ ُم ُه ْم}‪ 8‬اهي ههنا بمنزلة عرات"‪ 3‬وقد تذفر‬ ‫آخ ِر َ‬
‫{و َ‬
‫وقال سبحان ‪َ :‬‬
‫بدض آيات أخرى عندما يكون ظاهرها مخالىا للحكم الذي ذفره لتخريجها عل‪ ،‬ما يوااق قال سبيوي ‪:‬‬
‫اح ٍد ِم ْنـ ُه َما ِمائَةَ‬
‫الزانِي اَاجلِ ُدوا ُف َّ و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫{الزانِيَةُ َو َّ‬
‫"وأما قول عز وج ‪َّ :‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬سورة البقرة اآلية‪.25 :‬‬


‫‪ 8‬سورة األنىال اآلية‪.21 :‬‬
‫‪ 3‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.12‬‬

‫‪842 71‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫اللا ِرقَةُ اَاقْطَ ُدوا أَيْ ِديَـ ُه َما}‪ 8‬اإن هذا لم يبن عل‪ ،‬الىد ولكن جاء عل‪،‬‬
‫اللا ِر ُق َو َّ‬
‫{و َّ‬ ‫ٍ‬
‫َج ْل َدة}‪ 1‬وقول تدال‪َ :،‬‬
‫ْجن َِّة الَّتِي ُو ِع َد ال ُْمتَّـ ُقو َن}‪ 3‬ثم قال بدد‪ :‬ايها فذا وفذا اإنما وضع المث للحديث‬ ‫{مثَ ُ ال َ‬
‫مث قول تدال‪َ :،‬‬
‫الذي بدده وذفر بدد أخبار وأحاديث اكأن عل‪ ،‬قول ومن القلص مث الجنة أو مما يقص عليكم مث‬
‫ورةٌ‬
‫{س َ‬
‫الجنة‪ 4‬اهو محمول عل‪ ،‬هذا اإلضمار ونحوه واهلل أعلم وفذلك الزانية والزاني فأن لما قال‪ُ :‬‬
‫اجلِ ُدوا}‬
‫اها} قال اي الىرائض الزانية والزاني أو الزانية والزاني اي الىرائض ثم قال‪{ :‬اَ ْ‬
‫ضنَ َ‬ ‫أَنْـ َزلْنَ َ‬
‫اها َواَـ َر ْ‬
‫اجاء بالىد بدد أن مض‪ ،‬ايهما الراع إلخ"‪ 5‬وهكذا‪.‬‬
‫والشواهد النثرية المدين الذي ال ينضب اي االستشهاد لكثرتها والظىر بها عند تلمس الدلي اهي منطق‬
‫الدربي اي غداوات وروحات يرسلها مت‪ ،‬شاء وحيث فان وايما يبتغي ويريد ويدخ ايها األمثال اللائرة‬
‫يلمدها سيبوي من الدلماء الذين يتلق‪ ،‬عنهم أو يأخذها مشااهة من الدربي وهاك شيئا منها‪ :‬قال سيبوي ‪:‬‬
‫"ومث قولهم "ومن فان أخاك" قول الدرب‪" :‬ما جاءت حاجتك"‪ 2‬وقال أيضا‪" :‬وسمدنا من يوثق ب من‬
‫الدرب يقول‪ :‬اجتمدت أه اليمامة إلخ"‪ 7‬ومن األمثال ما قال‪" :‬فما جدلوا عل‪ ،‬بمنزلة فان اي قولهم‪:‬‬
‫عل‪ ،‬الغوير أبؤسا"‪ 2‬وهكذا‪.‬‬
‫والشواهد الشدرية فثيرة فذلك اقد قالوا‪ :‬إن اي ألىا وخملين بيتا غير أن لم يدن رحم اهلل بنلبة الشدر‬
‫المذفور إل‪ ،‬قائلي اي فثير من الشواهد سواء ما استشهد ب الدلماء الحافي عنهم وما استشهد ب هو‬
‫ألن بدض الشدر قد روي لشاعرين أو أفثر وبدض قديم الدهد ال يدرف قائل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سورة النور اآلية‪8. :‬‬
‫‪ 8‬سورة المائدة اآلية‪32. :‬‬
‫‪ 3‬سورة محمد اآلية‪15. :‬‬
‫‪ 4‬أي عل‪ ،‬حذف الخبر‪.‬‬
‫‪ 5‬جـ‪ 1‬ص‪71.‬‬
‫‪ 2‬جـ‪ 1‬ص‪.84‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 7‬جـ‪ 1‬ص‪ 82‬أنث الىد حيث أضيف الىاع إل‪ ،‬مؤنث مع طحة االستغناء‪.‬‬
‫‪ 2‬جـ‪ 1‬ص‪.84‬‬

‫‪842 71‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫ااعتمد عل‪ ،‬شيوخ ايما استشهدوا ب ونلب اإلنشاد إلي وعل‪ ،‬نىل ايما سمد بأذن ‪.‬‬
‫ولم يتخذ أحد من الدلماء إغىال للنلبة سبيةا للطدن علي عل‪ ،‬حين أن أخرج للناس فتاب والدلماء فثير‬
‫والدناية بهذا الدلم وتهذيب وفيدة ولد ذلك ألن الدلماء اي ذلك الحين فانوا عل‪ ،‬علم بها لقرب الدهد‬
‫اإن الدلماء بددئذ تطلدوا إل‪ ،‬مدراة الشدراء وبحثوا عنهم قال الجرمي‪" :‬نظرت اي فتاب سيبوي اإذا اي‬
‫ألف وخملون بيتا اأما ألف بيت ادرات أسماء قائليها اأثبتها وأما خملون الم أعرف أسماء قائليها"‬
‫ويروي مث هذا الخبر عن المازني وهما متداطران االنلبة المذفورة اآلن اي الكتاب حادثة بدد سيبوي إما‬
‫من الجرمي أو المازني وسميت األبيات الخملون بين الدلماء بأبيات سيبوي الخملين المجهولة القائ‬
‫ونلبة الشدر للشاعر اللادرة من الجرمي أو المازني لم تشم األلف فلها اي الكتاب المطبوع بين أيدينا‬
‫وال أدري سببا اي ذفر القائ اي بدض دون بدض اقد فان اي تديين النلبة لأللف فلها إعةان فاف عن‬
‫الخملين المجهولة اليس وراء المدلو إال المجهول والمهم إنما هو الوطول لمدراة هذه األبيات‬
‫المجهولة الخملين وقد استدنت خزانة األدب للبغدادي اي الوطول إليها ادملت منها بالنص اثنين‬
‫وثةاثين وسأذفرها لك مع اإلشارة اي الهامش إل‪ ،‬موطن ف منها اي سيبوي واي خزانة األدب غير أن بيتا‬
‫منها قد اهتدى البحاثة الشنقيطي إل‪ ،‬اسم قائل اي فتاب "الحماسة اللنية" وهو قول ‪:‬‬
‫‪ ..................................‬أابدد فندة تمدحن قبيةا‪1‬‬
‫اإن قائل امرل القيس وهذا عجز البيت والبيت فل ‪:‬‬
‫قالت اطيمة ح شدرك مدح أابدد فندة تمدحن قبيةا‬
‫ومدن‪ ،‬البيت‪" :‬ح " تخىيف "حلئ" من حأله إذا طرده عن الماء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع الكتاب جـ‪ 8‬ص‪ 151‬وخزانة األدب شاهد ‪.143‬‬

‫‪842 78‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫ومدح بدل اشتمال امرادها أن ال يمدح أحدا بدد فندة دل عل‪ ،‬ذلك الملراع الثاني والبيت مطلع‬
‫قليدة نادرة الوجود أوردها فلها الشنقيطي مع ذفر اللبب وذلك اي القلم الثاني آخر الكةا عل‪،‬‬
‫البرزنجي‪.‬‬
‫وعل‪ ،‬هذا ااألبيات المجهولة اي فتاب سيبوي تلدة وأربدون واألبيات المجهولة التي أذفرها أحد وثةاثون‬
‫وهافها بالترتيب عل‪ ،‬نلق الكتاب‪:‬‬
‫أبيات المجهولة القائ‬
‫أ‪ -‬ما اي الجزء األول‪:‬‬
‫ه تدرف الدار عل‪ ،‬تبرافا دار للددي إذه من هوافا‪1‬‬
‫أستغىر اهلل ذنبا للت محلي رب الدباد إلي الوج والدم ‪8‬‬
‫وقائلة خوالن اانكح اتاتهم وأفروم الحيين خلو فما هيا‪3‬‬
‫علي اهلل أن تبايدا تؤخذ فرها أو تجئ طائدا‪4‬‬
‫إن َّ‬
‫وفأن لهق اللراة فأن ما حاجبي مدين بلواد‪5‬‬
‫ه أنت باعث دينار لحاجتنا أو عبد رب أخا عون بن مخراق‪2‬‬
‫ضديف النكاية أعداءه يخال الىرار يراخي األج ‪7‬‬
‫فلوا اي بدض بطنكم تدىوا اإن زمانكم زمن خميص‪2‬‬
‫‪ ..................................‬من لد شوال اإل‪ ،‬إتةائها‪1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 1‬والخزانة شاهد ‪.23‬‬
‫‪ 8‬راجع ص‪ 17‬والخزانة شاهد ‪.157‬‬
‫‪ 3‬راجع ص‪ 71‬والخزانة شاهد ‪.77‬‬
‫‪ 4‬راجع ص‪ 72‬والخزانة شاهد ‪.378‬‬
‫‪ 5‬راجع ص‪ 21‬والخزانة شاهد ‪ 371‬وهو منلوب اي فتاب سيبوي لألعش‪.،‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 27‬والخزانة شاهد ‪.211‬‬
‫‪ 7‬راجع ص‪ 11‬والخزانة شاهد ‪.517‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 112‬والخزانة شاهد ‪.575‬‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 134‬والخزانة شاهد ‪.858‬‬

‫‪842 73‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬
‫دعوت لما نابني ملورا البي البي يدي ملور‪1‬‬
‫اةا تلحني ايها اإن بحبها أخاك ملاب القلب جم بةابل ‪8‬‬
‫ووج مشرق النحر فأن ثدياه حقان‪3‬‬
‫‪ ...................................‬يا ليت أيا اللبا رواجدا‪4‬‬
‫عل‪ ،‬أنني بدد ما قد مض‪ ،‬ثةاثون للهجر حوال فميةا‬
‫يذفر نيك حنين الدجول ونوح الحمامة تدعو هديةا‪5‬‬
‫من اجلك يا التي تيمت قلبي وأنت بخيلة بالود عني‪2‬‬
‫يا لقو من للدل‪ ،‬والملاعي يا لقو من للندى واللماح‬
‫يا لدطاانا ويا لرياح وأبي الحشرج الىت‪ ،‬النىاح‪7‬‬
‫اةا أب مث مروان وابن إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا‪2‬‬
‫‪ ...................................‬ال هيثم الليلة للمطي‪1‬‬
‫بكت جزعا واسترجدت ثم آنذت رفائبها أن ال إلينا رجوعها‪11‬‬
‫‪ ...................................‬حنت قلوطي حين ال حين محن‪11‬‬
‫االيو قربت تهجونا وتشتمنا ااذهب اما بك واأليا من عجب‪18‬‬
‫دعي ماذا علمت سأتقي ولكن بالمغيب نبئيني‪13‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 172‬والخزانة شاهد ‪.13‬‬
‫‪ 8‬راجع ص‪ 82‬والخزانة شاهد ‪.242‬‬
‫‪ 3‬راجع ص‪ 821‬والخزانة شاهد ‪.271‬‬
‫‪ 4‬راجع ص‪ 824‬والخزانة شاهد ‪.241‬‬
‫‪ 5‬راجع ص‪ 818‬والخزانة شاهد ‪.812‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 311‬والخزانة شاهد ‪.182‬‬
‫‪ 7‬راجع ص‪ 311‬والخزانة شاهد ‪.112‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 341‬والخزانة شاهد ‪.823‬‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 354‬والخزانة شاهد ‪.821‬‬
‫‪ 11‬راجع ص‪ 355‬والخزانة شاهد ‪.855‬‬
‫‪ 11‬راجع ص‪ 352‬والخزانة شاهد ‪.852‬‬
‫‪ 18‬راجع ص‪ 318‬والخزانة شاهد ‪.353‬‬
‫‪ 13‬راجع ص‪ 415‬والخزانة شاهد ‪.444‬‬

‫‪842 74‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫غير أنا لم تأتنا بيقين انرج‪ ،‬ونكثر التأميةا‪1‬‬


‫هذا سراقة للقرآن يدرس والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب‪8‬‬
‫إن الكريم وأبيك يدتم إن لم يجد يوما عل‪ ،‬من يتك ‪3‬‬
‫وفنت أرى زيدا فما قي سيدا إذ أن عبد القىا واللهاز ‪4‬‬
‫وللت أبالي بدد يو مطرف حتوف المنايا أفثرت أو أقلت‪5‬‬
‫ب‪ -‬ما اي الجزء الثاني‪:‬‬
‫لقد رأيت عجبا مذ أملا عجائزا مث اللدالي خملا‪2‬‬
‫وهيج الحي من دار اظ لهم يو فثير تنادي وحيهل ‪7‬‬
‫‪ .........................................‬وهي تنوش الحوض نوشا من عةا‪2‬‬
‫اأقب عل‪ ،‬رهطي ورهطك نبتحث ملاعينا حت‪ ،‬ترى فيف نىدةا‪1‬‬
‫هذا ما يختص باألبيات المجهولة القائ اي الكتاب‪ 11‬أما األلف الباقية اقد ارتضاها جمهور الدلماء‬
‫سواء منها ما نلب إل‪ ،‬قائل وما لم ينلب إلي وقلي منهم اعترض عل‪ ،‬بدض األبيات المنلوبة لقائلها بما‬
‫يؤدي إل‪ ،‬عد طحة االستشهاد بها عل‪ ،‬ما ساقها دليةا علي سيبوي لتحريف أو تلحيف خىي علي اي‬
‫الرواية للشاهد وقلي منهم تدقب بدض األبيات غير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 411‬والخزانة شاهد ‪.225‬‬
‫‪ 8‬راجع ص‪ 437‬والخزانة شاهد ‪.28‬‬
‫‪ 3‬راجع ص‪ 443‬والخزانة شاهد ‪.287‬‬
‫‪ 4‬راجع ص‪ 478‬والخزانة شاهد ‪.242‬‬
‫‪ 5‬راجع ص‪ 411‬والخزانة شاهد ‪.111‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 44‬والخزانة شاهد ‪.588‬‬
‫‪ 7‬راجع ص‪ 58‬والخزانة شاهد ‪.428‬‬
‫‪ 2‬راجع ص‪ 183‬والخزانة شاهد ‪.773‬‬
‫‪ 1‬راجع ص‪ 151‬والخزانة شاهد ‪.144‬‬
‫‪ 11‬قد تجد اي فثير من فتب الشواهد أن بدض هذه األبيات منلوب إل‪ ،‬مدين واللواب أنها مجهولة‬
‫القائ ‪.‬‬

‫‪842 75‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫المنلوبة لقائلها واعتبرها مىتدلة ملنوعة وهذا فل عدا األبيات المزيدة عل‪ ،‬شواهد سيبوي الم تذفر اي‬
‫أط الكتاب مدها وقد شرحها األعلم أيضا ناسبا ف شاهد زائد اي الباب المذفور اي لمن أنشده من‬
‫الدلماء الذين زادوه عل‪ ،‬شواهد الكتاب اي خةال نظرهم اي وإن اات فمدظم الشراح "رجز" خلط بكةا‬
‫الكتاب ذلك هو قول سيبوي اي باب "ما ال يدم اي ما قبل من الىد إلخ"‪.‬‬
‫لقد علمت أي حين عقبتي ‪1............................‬‬
‫وهو من شواهد الرضي "اي أادال القلوب" ونب عل‪ ،‬ف ذلك البغدادي اي الخزانة‪.8‬‬
‫اهذه أطناف ثةاثة وهاك بيانها‪:‬‬
‫بدض األبيات التي خطئوا روايتها‪:‬‬
‫فثر ما طدن بدض الدلماء عل‪ ،‬بدض األبيات المنلوبة للقائ طدنا يقضي بدد االستدالل بها واي مقدمة‬
‫هؤالء ابن قتيبة والمبرد والدلكري وإني لذافر من ذلك أبياتا ثةاثة عل‪ ،‬سبي التمثي خوف اإلطالة امن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬قول عقيبة بن هبيرة األسيدي‪:‬‬
‫مداوي إننا بشر اأسجح اللنا بالجبال وال الحديدا‬
‫أديروها بني حرب عليكم وال ترموا بها الغرض البديدا‪3‬‬
‫استشهد سيبوي بالبيت األول عل‪ ،‬جواز الدطف عل‪ ،‬الموضع‪ 4‬اإن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع سيبوي جـ‪ 1‬ص‪.188‬‬
‫‪ 8‬راجع خزانة األدب شاهد ‪.717‬‬
‫‪ 3‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.442 375 358 34‬‬
‫‪ 4‬ويلم‪ ،‬الدطف عل‪ ،‬التوهم‪.‬‬

‫‪842 72‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫قول "الحديدا" مدطوف عل‪ ،‬مح المجرور قبل اي قول "بالجبال" ألن الباء زائدة‪.‬‬
‫لقد خطأ ابن قتيبة اي أواخر مقدمة الشدر والشدراء اي هذه الرواية مدعيا أن اللواب الجر فبقية القليدة‬
‫والبيت الثاني من بيتي سيبوي ال طلة ل باألول منهما وتابد المبرد اي ذلك وفذا الدلكري اي‬
‫"التلحيف والتحريف"‪.‬‬
‫لكن الدلماء المنتلرين لليبوي واي مقدمتهم ابن األنباري اي فتاب "اإلنلاف" قالوا‪ :‬إن البيت روي مع‬
‫أبيات منلوبة ومع أبيات مجرورة واستشهاد سيبوي منوط بالرواية األول‪ ،‬الح االعتماد علي ولهذا‬
‫استشهد ب الرضي عل‪ ،‬الكااية راجع الخزانة اي الشاهد الرابع والدشرين بدد المائة‪.‬‬
‫‪ -8‬ومن ذلك قول نهش بن حري‪:‬‬
‫لِيُْب َ‬
‫ك يزيد ضارع لخلومة ومختبط مما تطيح الطوائح‪1‬‬
‫استشهد ب سيبوي اي باب "ما يحذف من الىد إلخ" عل‪ ،‬أن رااع "ضارع" محذوف للدلم ب من سابق ‪.‬‬
‫وقد تدقب األطمدي رواية البيت فذلك قائةا إن اللواب نلب يزيد بالىد قبل والىد مبني للمدلو ال‬
‫للمجهول اضارع ااع ل ال للمحذوف وقد نق عن األطمدي هذا التلحيح ابن قتيبة اي أواخر مقدمة‬
‫الشدر والشدراء وتبدهما الدلكري اي "التلحيف والتحريف"‪.‬‬
‫لكن الدلماء اآلخرون أجازوا رواية سيبوي ااقتىاه اي االستدالل بها اي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع جـ‪ 1‬ص‪ 145‬وص‪ 123‬والبيت من مرثية اي يزيد راجع خزانة األدب الشاهد الخامس‬
‫واألربدين‪.‬‬
‫"وقد نلب هذا البيت اي فتاب سيبوي إل‪ ،‬الحارث بن نهيك ونلب األعلم اي شرح شواهد الكتاب إل‪،‬‬
‫لبيد ونلب الزمخشري إل‪ ،‬مزرد بن ضرار ونلب الليرااي إل‪ ،‬الحارث بن ضرار النهشلي وأفثر الدلماء‬
‫عل‪ ،‬أن لنهش بن حري والبيت اي ديوان لبيد"‪ 51‬طبع ليدن""‪.‬‬

‫‪842 77‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫"باب الىاع " الزمخشري اي المىل وابن الحاجب اي الكااية وابن هشا اي التوضيح واألشموني اي‬
‫شرح األلىية‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن ذلك قول األخط ‪:‬‬
‫فروا إل‪ ،‬حرتيكم تدمرونهما فما تكر إل‪ ،‬أوطانها البقر‪1‬‬
‫استشهد سيبوي بهذا البيت اي باب "من الجزاء ما ال ينجز اي الىد إذا فان جوابا ألمر إلخ عل‪ ،‬جواز‬
‫راع المضارع وهو تدمرونهما بدد الطلب وهو "فروا" لدد قلد الجزائية وتبد اي االستشهاد ب‬
‫الزمخشري اي المىل واألشموني اي شرح عل‪ ،‬األلىية‪.‬‬
‫لم ينب أحد من الدلماء قط عل‪ ،‬ما اي البيت من خطأ ابتني علي زعم االستدالل بالبيت إذ مدار‬
‫االستشهاد ب عل‪ ،‬أن "فروا" اد أمر بدلي الخطاب اي حرتيكم‪.‬‬
‫والحقيقة أن الىد ماض وأن طواب الشطر األول‪:‬‬
‫فروا إل‪ ،‬حرتيهم يدمرونهما‬
‫عل‪ ،‬الحكاية للغائبين االبيت من قليدة اي متناول أيدي الجميع ويبدو لي أن هذا التحريف غير مدمود‬
‫إلي وإنما سري لليبوي من الراوي المحرف وأفاد أعتقد أن هذا البيت اي تحريى ال مثي ل اي‬
‫الكتاب والدجب الداجب عد االنتباه لما اي من األعةا اللابقين‪.‬‬
‫بدض األبيات التي قي ‪ :‬إنها ملنوعة‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫حذر أمورا ال تضير وآمن ما ليس منجي من األقدار‪8‬‬
‫استشهد ب سيبوي عل‪ ،‬عم "اد " من أبنية المبالغة وتبد من بدده‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع جـ‪ 1‬ص‪.451‬‬
‫‪ 8‬راجع جـ‪ 1‬ص‪ 52‬وراجع خزانة األدب شاهد ‪ 215‬اىي ف ما قي اي البيت ومدن‪ ،‬البيت مختلف‬
‫اي قال ابن الليد واألشب عندي أن يكون أراد أن اإلنلان جاه بدواقب األمور يدبر ليخون التدبير‪.‬‬

‫‪842 72‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫فابن يديش اي شرح المىل والرضي اي شرح الكااية وغيرهما‪.‬‬


‫لكن قال النقدة يروى عن الةاحقي أن قال‪" :‬إن سيبوي سألني عن شاهد اي تددي "اد " ادملت ل هذا‬
‫البيت"‪.‬‬
‫وقد تلدى للرد عن سيبوب اي الطدن الوارد عل‪ ،‬هذا البيت الكثير من الدلماء قال األعلم اي شرح لهذا‬
‫الشاهد‪" :‬وإن فان هذا طحيحا اةا يضر ذلك سيبوي ألن القياس يدضده" وقال هارون بن موس‪" :،‬وإنما‬
‫أراد الةاحقي بقول ‪ :‬اوضدت ل هذا البيت ارويت ل " وقال ابن يديش اي شرح المىل ‪" :‬اإن سيبوي‬
‫رواه عن بدض الدرب وهو ثقة ال سبي إل‪ ،‬رد ما رواه" وبددئذ اةا مجال للطدن عل‪ ،‬سيبوي ‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫هم الىاعلون الخير واآلمرون إذا ما خشوا يوما من األمر مدظما‬
‫‪-3‬‬
‫ولم يرتىق والناس محتضرون جميدا وأيدي المدتىين رواهق‬
‫قال المبرد‪" :‬وقد روى سيبوي بيتين محمولين عل‪ ،‬الضرورة وفةاهما ملنوع وليس أحد من المىتشين يجيز‬
‫مث هذه الضرورة لما ذفرت من انىلال الكناية والبيتان اللذان رواهما سيبوي وهم الىاعلون الخير‬
‫إلخ"‪.1‬‬
‫المراد من الكناية الضمير وأول من استدملها اي ذلك سيبوي وتوجي طدن المبرد عل‪ ،‬سيبوي أن الضمير‬
‫ال يتل بالوطف المثن‪ ،‬أو المجموع إال إذا تجرد من النون الةاحقة اي آخره حت‪ ،‬يح محلها الضمير‬
‫المتل المضاف إلي وذلك للتناوب بين النون والضمير اإذا اقترنت بالوطف النون وجب انىلال‬
‫الضمير عن حينئذ والنتيجة أن الجمع بينهما ممنوع اكيف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬راجع الكام مع الرغبة جـ‪ 4‬ص‪ 48‬وما بددها والبيتان اي سيبوي جـ‪ 1‬ص‪ 12‬ومدن‪ ،‬البيت األول أنهم‬
‫يىدلون الخير ويأمرون ب وقت خشيتهم األمر الدظيم من حوادث الدهر اةا يمندهم خوف الضرر عن األمر‬
‫بالمدروف والثاني أن لم يرتىق أي يتكئ عل‪ ،‬المراق وأيدي المدتىين طةاب المدروف رواهق ‪ :‬غاشية ل‬
‫قريبة من وذلك فناية عن اهتما ممدوح بقضاء حوائج الناس‪.‬‬

‫‪842 71‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬
‫استباح سيبوي ذفر بتين اجتمع ايهما النون والضمير المتل للضرورة مع أنهما ملنوعان؟‬
‫والذي يقتضي الدجب أن المبرد يتجن‪ ،‬عل‪ ،‬سيبوي اي هذا االنتقاد مع أن سيبوي نىل قد طرح اي البيت‬
‫األول أن ملنوع وفذا اي الثاني‪ 1‬ونق ذلك عن ابن يديش اي شرح المىل مبحث اإلضااة اللىظية ألن‬
‫طاحب المىل ذفر الشطر األول من البيت األول للرد علي وفذا الرضي عل‪ ،‬الكااية وقد استدرض‬
‫اعتراض المبرد عل‪ ،‬البيتين وما قي اي داع االعتراض عليهما البغدادي اي الخزانة اي الشاهدين‪ :‬اللادس‬
‫والتلدين واللابع والتلدين بدد المائتين‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫إذا ما الخبز تأدم بلحم اذاك أمانة اهلل الثريد‪8‬‬
‫استشهد بالبيت مرتين األول‪ ،‬عل‪ ،‬راع ما بدد إذا والثانية عل‪ ،‬نلب أمانة بىد مقدر وتابد اي‬
‫االستشهاد ب عل‪ ،‬الثانية الزمخشري اي المىل عند الكةا عل‪ ،‬حروف القلم وابن يديش اي شرح‬
‫المىل اي أوائ الكةا عل‪ ،‬القلم‪.‬‬
‫لكن قال النقدة‪ :‬إن البيت ملنوع واهلل أعلم بالحقيقة‪.‬‬
‫األبيات المزيدة عل‪ ،‬الشواهد‪:‬‬
‫يرى المتأم اي شرح شواهد سيبوي لألعلم أبياتا مضااة إل‪ ،‬أبيات سيبوي وقد تناولها األعلم بالبيان‬
‫لمدناها وموطن الشاهد ايها عل‪ ،‬غرار شرح ألبيات الكتاب غير أن قب ذفرها يدزوها لمنشدها اي الباب‬
‫المتحدث اي ويدرض للغرض منها اي االستشهاد ما خةا بيتين ايؤخذ من نلبتهما لليبوي إلطةاق‬
‫اإلنشاد ل عل‪ ،‬واق طريقت اي شواهده‪.‬‬
‫واألبيات المزيدة بلغت أحد عشر أفثرها من إنشاد األخىش االمازني ثم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬عبارة سيبوي وقد جاء اي الشدر ازعموا أن ملنوع هم القائلون‪.‬‬
‫‪ 8‬جـ‪ 1‬ص‪ 434‬جـ‪ 8‬ص‪.144‬‬

‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة الرابدة‬

‫الجرمي والمبرد‪ :‬ولهذا يحلن بدد ذفر البيتين المظنون نلبتهما لليبوي سرد ما أنشده األخىش اي‬
‫الكتاب ملتقةا وفذا المازني وبددهما أراعي ترتيب الكتاب اي المبرد والجرمي‪.‬‬
‫البيتان المنلوبان ل وهما اي الجزء الثاني‪:‬‬
‫أتيت مهاجرين ادلموني ثةاثة أحرف متتابدات‬
‫وخطوا لي أبا جاد وقالوا تدلم طدىلا وقريليات‪1‬‬
‫األخىش اي الجزء األول‪:‬‬
‫ابيناه يشري رحل قال قائ لمن جم رخو المةاط نجيب‪8‬‬
‫وما مثل اي الناس إال مملكا أبو أم حي أبوه يقارب ‪3‬‬
‫ألم يأتيك واألنباء تنمي بما القت لبون بني زياد‪4‬‬
‫ازججتها بمزجة زج القلوص أبي مزاده‪5‬‬
‫المازني اي الجزء األول‪:‬‬
‫أتهجر ليل‪ ،‬بالىراق حبيبها وما فان نىلا بالىراق تطيب‪2‬‬
‫واي الجزء الثاني‪:‬‬
‫إن الىرزدق طخرة عادية طالت اليس تنالها األوعاال‪7‬‬
‫اما سبق القيلي من ضدف حيلة ولكن طىت علماء غرلة خالد‪2‬‬
‫المبرد اي الجزء األول‪:‬‬
‫ثأرنا بها قتل‪ ،‬وما اي دمائها وااء وهن الشاايات الحوائم‪1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ص‪.32‬‬
‫‪ 8‬ص‪" 14‬البيت للللولي"‪.‬‬
‫‪ 3‬ص‪" 14‬والبيت للىرزدق"‪.‬‬
‫‪ 4‬ص‪" 15‬والبيت لقيس بن زهير"‪.‬‬
‫‪ 5‬ص‪.22‬‬
‫‪ 2‬ص‪" 112‬والبيت للمخب اللددي"‪.‬‬
‫‪ 7‬ص‪.352‬‬
‫‪ 2‬ص‪" 484‬للىرزدق"‪.‬‬
‫‪ 1‬ص‪" 14‬للىرزدق"‪.‬‬

‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫الجرمي اي الجزء الثاني‪:‬‬


‫أرمي عليها وهي ارع أجمع وهي ثةاث أذرع وأطبع‪1‬‬
‫وبدد امما ال ريب اي بين الدلماء قاطبة أن سيبوي لم يحتج اي فتاب إال بأشدار من يلتشهد بشدرهم من‬
‫الجاهليين والمخضرمين واإلسةاميين الم يتجاوزهم إل‪ ،‬المحدثين ولقد فان ذلك اي تدليم ودراست‬
‫وحجاج ندم روي أن عاب عل‪ ،‬بشار طدر المحدثين فلمات ل اي أبيات وبلغ عيب لها بشارا اقال‬
‫يهجوه‪:‬‬
‫أسبوي يابن الىارسية ما الذي تحدثت عن شتمي وما فنت تنبذ‬
‫أظلت تغني سادرا اي ملاءتي وأمك بالملرين تدطي وتأخذ‪8‬‬
‫اتوق‪ ،‬شره بددئذ وفان إذا سئ عن شيء اأجاب عن ووجد ل من شدر بشار شاهدا احتج ب استنكااا‬
‫لشره‪.3‬‬
‫ومن الحق البين أن الكتاب يحتاج إل‪ ،‬دراسة طويلة عميقة اي البحث يضيق المقا عن استيىائها وما‬
‫أجدرها بلىر خاص!‬
‫تقدير الكتاب‪:‬‬
‫لقد دهش الناس عند ظهور الكتاب اجأة عل‪ ،‬طورت الرائدة الغريبة من سيبوي الشاب اتلرب إل‪،‬‬
‫نىوسهم الظن اي أمانت الدلمية قال يونس‪" :‬أظن هذا الغةا فذب عل‪ ،‬الخلي " اقي ل وقد روى عنك‬
‫أيضا ااستحضر الكتاب ورأى ما نقل عن طحيحا اقال إن طدق اي جميع ما قال‪.‬‬
‫عظم شأن الكتاب اي البلرة حت‪ ،‬طار علما بالغلبة اكان إذا قي اي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ص‪.312‬‬
‫‪ 8‬راجع األغاني أخبار بشار جـ‪ 3‬ص‪ 811‬طبع الدار‪.‬‬
‫‪ 3‬إن طحت هذه الرواية ااستشهاد سيبوي فان اي أثناء الدرس اقط إذ لم يثبت اي فتاب شواهد لبشار‪.‬‬

‫‪842 28‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫البلرة اةان يقرأ الكتاب اةا يىهم اللامع سوى فتاب سيبوب ب سموه إفبارا ل "قرآن النحو" وهكذا‬
‫فان الكتاب أعجوبة الدهر الخالدة اإن منذ ألف استىرغ عناية الدلماء ب اي الطواف حول امن شارح ل‬
‫ومن شارح لشواهده ومن منتقد ل واتخذوا حينا وضع فتاب جديد بدده ولهذا فان يقول المازني‪" :‬ومن‬
‫أراد أن يلنف فتابا واسدا اي النحو بدد سيبوي اليلتحي"‪.‬‬
‫لم يقف الدلماء اي عل‪ ،‬عثرات شأن المؤلىات الضااية "ال اي أسلوب وال اي القواعد الملطورة" اي مع‬
‫أن الكتاب بافورة اي النحو ومع فثرة الناظرين اي وحلب اي أسلوب أن يتلقف ابن الطراوة غلطة واحدة‬
‫اي ثم لم تللم ل مع هذا إال تلك‪ :‬هي أن سيبوي اي الجزء األول باب "ما تجري علي طىة ما فان من‬
‫سبب وطىة ما التبس ب إلخ" أجاب بكلمة ندم عن استىها تقريري داخ عل‪ ،‬النىي مرتين إذ يقول‪" :‬قي‬
‫ل ‪ :‬أللت تدلم أن اللىة‪ .‬اإن ال يجد بدا من أن يقول ندم‪ .‬أاللت تجد هذا الدم ‪ .‬اإن قائ ‪ :‬ندم"‪.1‬‬
‫والمدروف اي "ندم" أنها جواب لما بدد االستىها وهو خةاف المراد عل‪ ،‬ما هو واضح‪.‬‬
‫وداع هذا التدقب ابن هشا اي المغني مبحث "ندم" اقال‪" :‬وزعم ابن الطراوة أن ذلك لحن‪ .‬ويجوز عند‬
‫أمن اللبس أن يجاب النىي بما يجاب ب اإليجاب رعيا لمدناه‪ .‬وعل‪ ،‬ذلك قول األنلار ‪-‬رضي اهلل عنهم‪-‬‬
‫للنبي ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬وقد قال‪" :‬أللتم ترون لهم ذلك قالوا‪ :‬ندم" وعل‪ ،‬ذلك جرى فةا سيبوي‬
‫والمخطئ مخطئ"‪.‬‬
‫ويكىي اي قواعده أن الزجاج لم يدثر إال عل‪ ،‬غلطتين ايها‪ :‬إحداهما اعتباره بناء "أي" الموطولة عل‪ ،‬الضم‬
‫مع اإلضااة وحذف طدر الللة قال ابن هشا اي المغني مبحث "أي"‪" :‬قال الزجاج‪ :‬ما تبين لي أن‬
‫سيبوي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جـ‪ 1‬ص‪.887‬‬

‫‪842 23‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫غلط إال اي موضدين هذا أحدهما اإن يللم أنها تدرب إذا أاردت اكيف يقول ببنائها إذا أضيىت؟"‪.‬‬
‫ومنذ ألف الكتاب ما اارق النحو وما تخلف هو عن ب فانا يقيمان مدا ويرحةان مدا اطوف مد وانتق من‬
‫البلرة إل‪ ،‬الكواة ثم بغداد ثم األندلس والشا وملر وسنذفر نبذة عن إن شاء اهلل اي الطور الرابع عند‬
‫الكةا عل‪ ،‬علماء األندلس تتبين منها إقبال األندلس علي وتقديرها ل وبدبارة أخرى احتىاء المغاربة ب‬
‫بدد المشارقة واي خزانة األدب للبغدادي الشاهد اللابع والخملين نبذة عن الكتاب‪.‬‬
‫ولقد قدر لهذا الدبقري أن تكون منيت اي أمنيت حببت إلي التوج إل‪ ،‬بغداد لمنازلة الكلائي الذي فان‬
‫ينىس علي ما نال من جاه فبير ومال واير ثقة من بالظىر علي اتةاق‪ ،‬القرينان وجرت بينهما تلك المناظرة‬
‫المشئومة التي سلف الكةا عليها اخاب األم واارق سيبوي بغداد مقهورا وعز عل‪ ،‬نىل أن يدود إل‪،‬‬
‫البلرة بدد هذا الخزي والخذالن ااستقد تليمذه أبا الحلن األخىش اي طريق إل‪ ،‬بلده اي اارس وبث‬
‫إلي حزن وما فاد يرد بلده حت‪ ،‬اشتدت علت امات اي ريدان شباب قب ج شيوخ رحم اهلل سنة‬
‫‪122‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬اليزيدي‪ :‬هو أبو محمد يحي‪ ،‬بن المبارك بن المغيرة الددوي مول‪ ،‬بني عدي نشأ بالبلرة وتلق‪ ،‬عن‬
‫"أبي عمرو بن الدةاء وابن أبي إسحاق‪ 1‬والخلي ويونس" وغيرهم ثم اشتهر اضل ايها وعرف باللغة‬
‫والنحو وأخبار الناس وعرضت اتنة بالبلرة اقتضت اختىاءه عنها ثم ظهر بدد اي بغداد عند يزيد بن‬
‫منلور الحميري خال المهدي اأدب أوالده ونلب إلي ولقب باليزيدي من هذا الحين وسرى هذا اللقب‬
‫اي أوالده‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي المزهر أن اليزيدي تواي سنة ‪" 818‬فما هنا" ول أربع وسبدون سنة اكيف يتلق‪ ،‬عن ابن أبي إسحاق‬
‫المتوا‪ ،‬سنة ‪ 117‬أو ‪ 181‬فما سبق‪.‬‬

‫‪842 24‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫وأحىاده من بدده ولم يلبث أن وطل يزيد بالرشيد ااختل بأدب المأمون فما فان الكلائي يؤدب األمين‬
‫وطار اليزيدي يدرس اي ملاجد بغداد فما يدرس الكلائي اتولدت بين الشيخين المناالة وتطلع ف‬
‫منهما لغلب اآلخر احدثت المناظرات بينهما وفان اليزيدي مظىرا اي أغلبها وقد أسلىنا القول عل‪،‬‬
‫إحداهما ولما مات الكلائي قبل لم يقلر اي رثائ فان اليزيدي مع علم أديبا شاعرا ل مجموعة شدرية‬
‫ايها شدر فثير اي مدح النحاة البلريين وهجاء الكوايين وسنذفر بدضا منها اي الكةا عل‪ ،‬المذهب‬
‫الكواي بمشيئة اهلل تدال‪ ،‬ول مؤلىات متنوع الدلو منها مختلر اي النحو وقد بورك ل اي نلل اكان‬
‫الدلم واألدب والىض اي أبنائ وحىدت تواي رحم اهلل بمرو سنة ‪818‬هـ‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي المداجم وخزانة األدب شاهد ‪.217‬‬

‫‪842 25‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة الخاملة‬

‫الطبقة الخاملة‪:‬‬
‫‪ -1‬األخىش األوسط‪ :‬هو أبو الحلن سديد بن ملددة مول‪ ،‬بني مجاشع بن دار "بطن من تميم" أوسط‬
‫األخااشة الثةاثة المشهورين اقبل أبو الخطاب األخىش األفبر شيخ سيبوي الذي سلىت ترجمت وبدده‬
‫أبو الحلن األخىش األطغر تلميذ المبرد وثدلب وستأتي ترجمت وأشهرهم ذفرا اي النحو الذا ينلرف‬
‫إلي الحديث عن ذفر األخىش مجردا من الوطف اي فتب النحو اإن قلد غيره وجب ضم األفبر أو‬
‫األطغر إلي عل‪ ،‬وااق المطلوب ولد ببلخ وأقا بالبلرة لطلب الدلم وتلق‪ ،‬مع سيبوب عن ج شيوخ‬
‫ثم أخذ عن بدد المشارفة مع فبر سن عن اكان أنح‪ ،‬تةاميذه وفان ضنينا بكتاب سيبوي‬ ‫سوى الخلي‬
‫لنىاست حت‪ ،‬ظن ب ادعاله لنىل ألن سيبوي لم يقرأه عل‪ ،‬أحد وال قرأه علي أحد ما عداه قال‪ :‬ما وضع‬
‫سيبوي اي فتاب شيئا إال عرض علي وفان يرى أن أعلم ب مني وأنا اليو أعلم ب من اتشاور تلميذا‬
‫األخىش‪" :‬الجرمي والمازني" عل‪ ،‬الحيلولة بين وبين ما‬

‫‪842 25‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬

‫ظن اي بترغيب اي المال إذ فان الجرمي مثريا اقرآه علي وظهر الكتاب اليس للكتاب طريق إال األخىش‬
‫اإلي يرجع الىض اي استبقائ فما يرجع للكتاب الىض اي إقبال الدلماء عل‪ ،‬األخىش‪.‬‬
‫لما قى سيبوي من بغداد بدد خذالن اي المناظرة الماضية استشخص تلميذه األخىش اي طريق إل‪،‬‬
‫األهواز لما سبق أن ول‪ ،‬وجه عن البلرة خزيا وشكا إلي بث وحزن مما هاض اتحرش األخىش بالكلائي‬
‫ووط بغداد اي الغلس‪ 1‬وطل‪ ،‬خلف الكلائي الغداة اي ملجد ثم سأل أما تةامذت "الىراء واألحمر"‬
‫وغيرهما وخطأه اي إجابت حت‪ ،‬هم التةامذة بالوثوب علي امندهم الكلائي وقال ل ‪ :‬باهلل أما أنت أبو‬
‫الحلن بن سديد بن ملددة؟ اقال‪ :‬بل‪ ،‬اقا إلي وعانق وأجلل بجنب وأفر مثواه ااستحال تحرش‬
‫محبة ل وأقا عنده يندم بالحياة اللديدة الجديدة وبقي اي جواره ببغداد بقية حيات وطار مؤدب أوالده‬
‫وقرأ ل فتاب سيبوي سرا وقد تغيرت لذلك عليبة األخىش حت‪ ،‬وااق الكوايين فثيرا اي آرائهم اكان‬
‫أفثر البلريين موااقة للكوايين وفتب النحو مألى بالملائ التي وااقهم ايها وإني ذافر لك بدضا منها‬
‫عل‪ ،‬سبي التمثي ‪.‬‬
‫من الملائ التي وااق ايها األخىش الكوايين‪:‬‬
‫‪ -1‬إعراب اد األمر وجزم بةا األمر المقدرة عل‪ ،‬أن مقتطع من المضارع المجزو بها قال ابن هشا ‪:‬‬
‫"وزعم الكوايون وأبو الحلن أن ال الطلب حذات حذاا ملتمرا اي نحو قم واقدد وأن األط ‪ .‬لتقم‬
‫ولتقدد احذات الةا للتخىيف وتبدها حرف المضارعة"‪.8‬‬
‫‪ -8‬جواز راع الوطف ااعةا ظاهرا من غير اعتماد للوطف وفذا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الغلس بىتحتين ظلمة آخر اللي ‪.‬‬
‫‪ 8‬راجع المغني الباب األول مبحث الةا والةا الداملة للجز ‪.‬‬

‫‪842 22‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬

‫الظرف قال الرضي"واألخىش والكوايون جوزوا راع اللىة للظاهر عل‪ ،‬أن ااع لها من غير اعتماد عل‪،‬‬
‫االستىها أو النىي نحو‪ :‬قائم الزيدان فما يجيزون اي نحو‪" :‬اي الدار زيد" أن يدم الظرف بةا اعتماد"‪.1‬‬
‫‪ -3‬جواز زيادة "من" اي غير اإليجاب مع المدراة قال الرضي "وغير األخىش والكوايين شرط ايها شرطين‬
‫فونها اي غير الموجب ودخولها اي النكرات والكوايون واألخىش ال يشترطون ذلك استدالال بقول تدال‪:،‬‬
‫{يَـ ْغ ِى َر لَ ُك ْم ِم ْن ذُنُوبِ ُك ْم}"‪.8‬‬
‫فما تغيرت نزعت البلرية "نزعة اللماع" إل‪ ،‬النزعة الكواية "نزعة القياس" ب أسرف ايها ادول عل‪ ،‬قياس‬
‫النظري اي فثير من الملائ التي لم يأب ايها بالىريقين وهاك بدضا منها‪:‬‬
‫من الملائ التي انىرد ايها األخىش بالقياس‪:‬‬
‫‪ -1‬جواز وقوع "أن" بدد "لد " قياسا عل‪" ،‬ليت" قال الزمخشري‪" :‬وقد أجاز األخىش "لد أن زيدا قائم"‬
‫قاسها عل‪ ،‬ليت"‪.3‬‬
‫‪ -8‬تجويزه راع المضارع بدد حت‪ ،‬الملبوقة بالنىي قياسا عل‪ ،‬اإليجاب واعتبار النىي داخةا عل‪ ،‬الكةا‬
‫برمت قال ابن هشا ‪" :‬وأجاز األخىش الراع بدد النىي عل‪ ،‬أن يكون أط الكةا إيجابا ثم أدخلت أداة‬
‫النىي عل‪ ،‬الكةا بأسره ال عل‪ ،‬ما قب حت‪ ،‬خاطة إلخ"‪ 4‬قال الدماميني‪" :‬اكأن إنما أجاز بالقياس ال‬
‫باللماع" وقد سبق إل‪ ،‬هذا النق الرضي‪.‬‬
‫‪ -3‬جواز منع اللرف ألاد اللىة مع قبول التاء نحو أرم قياسا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬شرح عل‪ ،‬الكااية باب المبتدأ والخبر تقليم المبتدأ‪.‬‬
‫‪ 8‬شرح عل‪ ،‬الكااية حرف الجر‪ :‬من‪.‬‬
‫‪ 3‬متن المىل القلم الثالث‪ :‬الحروف لد ‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع المغني الباب األول‪ :‬حت‪ ،‬الجارة‪.‬‬

‫‪842 27‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬

‫عل‪ ،‬أحمر‪ 1‬قال األشموني‪" :‬وأجاز األخىش مند لجري مجرى أحمر ألن طىة وعل‪ ،‬وزن "‪.8‬‬
‫‪ -4‬قياس مجيء اسم اد األمر من الرباعي عل‪ ،‬اِدةال قال الرضي‪" :‬وعند األخىش ادةال أمرا من‬
‫الرباعي قياس"‪.3‬‬
‫‪ -5‬تلغيره الةاتي والةائي عل‪ ،‬لىظهما قال الرضي‪" :‬وقد طغرهما عل‪ ،‬لىظهما قياسا ال سماعا وفان ال‬
‫يبالي بالقياس اي غير الملموع إلخ"‪ 4‬ايقال اللويتا واللويئا‪.‬‬
‫وبدد االمخالىات التي خرج ايها عن الىريقين مدتمدا عل‪ ،‬قياس النظري غير متقيد ايها بقانون اللماع‬
‫فثيرة جدا ولهذا يقول الرضي‪" :‬وأجاز األخىش الكلر أيضا اي "الم اهلل" قياسا ال سماعا فما هو عادت‬
‫اي التجرد بقياسات عل‪ ،‬فةا الدرب الذي أفثره مبني عل‪ ،‬اللماع"‪.5‬‬
‫عل‪ ،‬أن فان لتحلل من التقليد أثره اي آرائ اكثر ما فان ل اي الملألة الواحدة رأيان الاعدا قال ابن‬
‫جني‪" :‬وقد فان أبو الحلن رفابا لهذا الثبج‪ 2‬آخذا ب غير محتشم من وأفثر فةام اي عامة فتب علي‬
‫وفنت إذا ألزمت عند أبي علي رحم اهلل أن أقول ألبي الحلن شيئا ال بد للنظر من إلزام إياه يقول لي‪:‬‬
‫مذاهب أبي الحلن فثيرة إلخ"‪.7‬‬
‫ول مؤلىات فثيرة منها اي النحو‪ :‬المقاييس واألوسط تواي ببغداد سنة ‪815‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وذلك للشب اللوري اي الليغة‪.‬‬
‫‪ 8‬شرح عل‪ ،‬األلىية لقول الناظم "ووطف أطلي ووزن أادةا إلخ"‪.‬‬
‫‪ 3‬شرح الكااية‪ :‬أسماء األادال ‪.72 /8‬‬
‫‪ 4‬شرح الشااية‪ :‬التلغير ‪.822 /1‬‬
‫‪ 5‬شرح الشااية‪ :‬التقاء اللافنين واألط اي تحريك أول اللافنين الكلر ‪.835 /8‬‬
‫‪ 2‬الثبج محرفة ما بين الكاه إل‪ ،‬الظهر ووسط الشيء ومدظم ‪.‬‬
‫‪ 7‬الخلائص باب "اي اللىظين عن المدن‪ ،‬الواحد يردان عن الدام متضادين"‪.‬‬

‫‪842 22‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬

‫‪ -8‬قطرب‪ :‬هو أبو علي محمد بن الملتنير نشأ بالبلرة وتلق‪ ،‬عن "عيل‪ ،‬بن عمر وسيبوي " وغيرهما إال‬
‫أن اتلال بليبوي أفثر فان فلما خرج سيبوي من بيت سحرا وجده عل‪ ،‬باب اقال ل ‪ :‬إنما أنت قطرب‪1‬‬
‫لي اأطلق علي وللق ب حذق الجدل والكةا ومال إل‪ ،‬مذهب المدتزلة النظامية ل تلانيف فثيرة‬
‫منها اي النحو "فتاب الدل " تواي ببغداد عا ‪812‬هـ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬من مداني القطرب‪ :‬دويبة ال تلتريح نهارها سديا‪.‬‬

‫‪842 21‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة اللادسة‬

‫الطبقة اللادسة‪:‬‬
‫‪ -1‬الجرمي‪ :‬هو أبو عمر طالح بن إسحاق مول‪ ،‬بني جر ‪ 1‬من قبائ اليمن نشأ بالبلرة اتدلم عن شيوخها‬
‫النحو واللغة وسمع من "يونس واألخىش األوسط" ولم يلق "سيبوي " وزامل اي علره وتلقي المازني‬
‫وإليهما انتهت الرياسة النحوية وسبق أنهما ذوا الىض اي إظهار الكتاب عل‪ ،‬يد شيخهما األخىش فان‬
‫الجرمي أديبا شاعرا ديِّنا طحيح الدقيدة ول مناطرة مع الىراء وملنىات فثيرة منها اي النحو مختلره‬
‫المشهور لدعائ ل بالبرفة وفتاب "ارخ فتاب سيبوي " ورد بغداد وأقا ايها حت‪ ،‬قض‪ ،‬نحب سنة ‪885‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬التوزي‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن محمد مول‪ ،‬قريش من توز "بلد بىارس" أخذ عن "الجرمي" فتاب‬
‫سيبوي واشتهر باللغة واألدب اكان أعلم بالشدر من المازني والرياشي تواي ببغداد سنة ‪832‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المازني‪ :‬هو أبو عثمان بكر بن محمد مول‪ ،‬بني سدوس ولد بالبلرة وترب‪ ،‬اي بني مازن بن شيبان‬
‫انلب إليهم وأخذ عن "أبي عبيدة وأبي زيد واألخىش" وغيرهم مع مشارفة رايق الجرمي فما تقدمت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي النجو الزاهرة‪ :‬أن سمي الجرمي ألن نزل اي قبيلة من جر وفان إماما ااضةا عاراا بالدربية وأيا‬
‫الناس وأشدار الدرب ول اختيارات وأقوال‪ .‬اهـ‪ .‬سنة ‪.885‬‬

‫‪842 21‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة اللادسة‬

‫اإلشارة لذلك وما لبث أن طار علم البلرة الخىاق‪.‬‬


‫وقال الناس‪ :‬لم يكن بدد سيبوي أعلم من المازني بالنحو ساعده عل‪ ،‬نبوغ قوة بيان وأدب اكان ل‬
‫الىلج‪ 1‬اي الحجاج وقد تغلب عل‪ ،‬األخىش مع تلقي عن ‪.‬‬
‫استقدم من البلرة أمير المؤمنين هارون الواثق إلي اي "سامرا" مقر الخةااة آنذاك لما أنشد مخارق قول‬
‫الحارث بن خالد المخزومي‪:‬‬
‫ظلم‪8‬‬
‫أظليم إن ملابكم رجةا أهدى اللةا َ تحيةً ُ‬
‫ُ‬
‫بنلب رج ورأى علماء الكواة حول راد مع تملك مخارق بإنشاده رواية عن المازني الما قد المازني‬
‫اأطاب نجحا عظيما عند الواثق ثم حمل الواثق عل‪ ،‬اختبار‬ ‫أوجب النلب مدلةا علي اي حديث طوي‬
‫الدلماء اوقىوا من المازني عل‪ ،‬علم جم ورغب الواثق اي البقاء ااعتذر وعاد أدراج إل‪ ،‬البلرة مرعي‬
‫الجانب من الواثق ثم من أخي المتوف بدده والمازني عل‪ ،‬طول باع أب‪ ،‬التلنيف اي النحو إذ فان يقول‬
‫الكلمة المتقدمة اي فتاب سيبوي ‪" :‬من أراد أن يلنف فتابا واسدا اي النحو بدد فتاب سيبوي اليلتحيي"‪.‬‬
‫ندم ألف فتابا اي عل النحو وفتاب التلريف ول فتب أخرى اي غير النحو ومن شدره‪:‬‬
‫أي النلاء وإمرةُ اللبيان‬
‫شيئان يدجز ذو الرياضة عنهما ر ُ‬
‫أما النلاء اإنهن عواهر وأخو اللبا يجري بك عنان‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الىلج بزنة الس الظىر والىوز‪.‬‬
‫‪ 8‬البيت المذفور من شواهد النحاة اي الملدر الميمي وحادثت مع ما نجم عنها من الحظوة عند الخليىة‬
‫مىللة اي األغاني أخبار الحارث واي المغني الباب الخامس آخر الجهة األول‪ ،‬واي الوايات وفذا‬
‫مدجم األدباء وإنباه الرواه مع تىلي األسئلة التي وجهها المازني ونق ف ذلك اي شرح درة الغواص عند‬
‫الوهم ‪" 21‬النجو الزاهرة سنة ‪."838‬‬

‫‪842 11‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة اللادسة‬

‫تواي رحم اهلل بالبلرة سنة ‪841‬هـ عل‪ ،‬األشهر‪.‬‬


‫‪ -4‬أبو حاتم اللجلتاني‪ :‬هو سه بن محمد نشأ بالبلرة وأخذ عن "أبي زيد واألطمدي وأبي عبيدة"‪1‬‬
‫وقرأ فتاب سيبوي مرتين عل‪ ،‬األخىش ثم نب شأن اانتىع الناس بدراست إال أن لم يكن حاذقا بالنحو ل‬
‫ملنىات مختلىة منها إعراب القرآن وفتاب اإلدغا تواي سنة ‪851‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬الرياشي‪ :‬هو أبو الىض الدباس بن الىرج مول‪ ،‬محمد بن سليمان الهاشمي ولقب بالرياشي ألن أباه‬
‫فان عبدا لرج من جذا اسم رياش اانتق اللقب من أبي بدد الشهرة إلي ‪ .‬نشأ بالبلرة وأخذ النحو عن‬
‫المازني وسمع من فتاب سيبوي واللغة عن األطمدي ثم طار من فبار النحاة واللغويين ل تلانيف ليس‬
‫منها فتاب نحو قت وهو يللي اللبح قائما اي الىتنة المشئومة "موقدة الزنج" بالبلرة المضروب بها‬
‫المث المشهور فان دخولهم ايها وقت طةاة الجمدة اي شوال سنة ‪857‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬لم يترجم المؤلف رحم اهلل لهؤالء األعةا الثةاثة مع أنهم من أبرز علماء الدربية اي القرن الثاني الهجري‬
‫ومطلع القرن الثالث‪.‬‬
‫تواي أبو زيد سديد بن أوس األنلاري سنة ‪815‬هـ وقي ‪814‬هـ ول ‪ 13‬سنة‪.‬‬
‫وولد أبو عبيدة مدمر بن المثن‪ ،‬سنة ‪118‬هـ وتواي سنة ‪817‬هـ وقي ‪ 812‬وقي ‪ 811‬وقي ‪ 811‬وقي‬
‫‪811‬هـ‪.‬‬
‫وولد األطمدي سنة ‪ 183‬ومات سنة ‪811‬هـ وقي ‪815‬هـ‪.‬‬

‫‪842 11‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الطبقة اللابدة‬

‫الطبقة اللابدة‪:‬‬
‫‪ -1‬المبرد‪ :‬هو أبو الدباس محمد بن يزيد من بن‪ ،‬ثمالة "بطن من أزد شنوءة" ولد بالبلرة وأخذ عن‬
‫"الجرمي والمازني وأبي حاتم" وغيرهم إال أن أغلب تلقي عن المازني ثم نب قدره اي البلرة وانتهت إلي‬
‫الرياسة حت‪ ،‬قال الناس‪ :‬ما رأى محمد بن يزيد مث نىل ‪.‬‬
‫اأما سبب تلقيب بالمبرد اقال ياقوت‪" :‬وإنما لقب بالمبرد ألن لما طنف المازني "فتاب األلف والةا "‬
‫سأل عن دقيق وعويل اأجاب بأحلن‬

‫‪842 11‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة اللابدة‬

‫جواب اقال ل المازني‪ :‬قم اأنت المبرد "المثبت للحق" احرا الكوايون واتحوا الراء" آراله اي النحو‬
‫ملتىيضة اي الكتب‪.‬‬
‫فان غير متقيد برأي المذهبين‪ :‬البلري والكواي مت‪ ،‬بدا ل رأي آخر امن ذلك عل‪ ،‬سبي التمثي مند‬
‫تقديم خبر ليس عليها قال ابن جني بدد مقدمة يديب ايها الةائمين عل‪ ،‬المتىرد برأي جديد‪" :‬وذلك‬
‫فإنكار أبي الدباس جواز تقديم خبر ليس عليها اأحد ما يحتج ب علي أن يقال ل أجاز هذا مذهب‬
‫سيبوي وأبو الحلن وأطحابنا فااة والكوايون أيضا مدنا اإذا فان إجازة ذلك مذهبا للكااة من البلدين‬
‫وجب عليك يا أبا الدباس أن تنىر عن خةاا ‪ .‬إلخ"‪.1‬‬
‫ومن آرائ الغريبة تجويزه ظهور "فان" بدد "أما" اي نحو‪ :‬أما أنت منطلقا انطلقت قال الرضي‪" :‬وأجاز‬
‫المبرد ظهور فان عل‪ ،‬أن "ما" زائدة ال عوض وال يلتند ذلك إل‪ ،‬سماع" فما أن فان فثيرا ما يخطئ بدض‬
‫األساليب للدة أاق اي االطةاع امن ذلك عل‪ ،‬سبي المثال إنكاره وقوع الضمير المتل بدد لوال مث ‪:‬‬
‫لوالي ولوالك ولواله ونحوها اقد ذفر بدد فةا رد ب تخريجي سيبوب واألخىش لها ما نل ‪" :‬والذي أقول‬
‫ِِ‬
‫إن هذا خطأ ال يللح ال أن نقول‪ :‬لوال أنت فما قال اهلل عز وج ‪{ :‬لَ ْوال أَنْـتُ ْم لَ ُكنَّا ُم ْؤمن َ‬
‫ين}‪ 8‬وتدقب‬
‫لليبوي مشهور وقد ذفرنا شيئا من اي الكةا عل‪ ،‬الكتاب‪.‬‬
‫استشرات نىل بغداد ااتل بالخلىاء واألمراء ينااس ثدلبا إما الكوايين ذا المكانة اي بغداد اوقدت‬
‫بينهما الدداوة والبغضاء بلغ يوما أن ثدلبا نال من اقال اي ذلك مغيظا‪:‬‬
‫رب من يدني حالي وهو ال يجري ببالي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الخلائص‪ :‬باب "اي االحتجاج بقول المخالف" جـ‪ 1‬ص‪.112‬‬
‫‪ 8‬راجع الكام مع الرغبة جـ‪ 2‬ص‪ 41‬والكةا ملتوا‪ ،‬اي الخزانة شاهد ‪.315‬‬

‫‪842 18‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة اللابدة‬

‫قلب مآلن مني واؤادي من خالي‬


‫وجرت بينهما مناظرات تكلمنا عل‪ ،‬واحدة منها سابقا ظىر ايها ثدلب ودا النىور بين اإلمامين حت‪ ،‬لقي‬
‫المبرد رب ارثاه ثدلب‪.‬‬
‫ولقد خلف ملنىات اي علو متنوعة برهنت عل‪ ،‬أدب الجم وعلم الغزير منها اي النحو‪ :‬المقتضب‪.1‬‬
‫وشرح شواهد سيبوي والرد علي ول اي تاريخ النحاة‪ :‬طبقات النحويين البلريين وأخبارهم وقد نوهنا اي‬
‫فلمة سابقة عن فتاب الكام والتدريف الكااي عن يتطلب بلطا ال يلد المقا تواي ببغداد سنة‬
‫‪825‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬وهو فتاب ضخم أشرف عل‪ ،‬طبد المجلس األعل‪ ،‬للشئون اإلسةامية بتحقيق األستاذ الشيخ محمد عبد‬
‫الخالق عضيمة‪.‬‬
‫‪842 13‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة األول‪،‬‬

‫طبقات الكوايين الخمس‪:‬‬


‫الطبقة األول‪:،‬‬
‫‪ -1‬الرلاسي‪ :‬هو أبو جدىر محمد بن الحلن مول‪ ،‬محمد بن فدب القرظي لقب بالرلاسي لكبر رأس‬
‫نشأ بالكواة وورد البلرة اأخذ عن "أبي عمرو بن الدةاء" وغيره من علماء الطبقة الثانية البلرية ثم قى‬
‫إل‪ ،‬الكواة واشتغ ايها بالنحو مع عم مداذ وغيره اتكونت الطبقة األول‪ ،‬الكواية‪.‬‬
‫ثم طنف فتاب "الىيل " اي النحو وقد مر اي الكةا عل‪ ،‬الطور الثاني أن الخلي بدث إل‪ ،‬الرلاسي‬
‫يطلب اأرسل إلي وأن سيبوي نق اي فتاب عن فما نق عن البلريين اإل‪ ،‬الرلاسي يرجع بدء النحو اي‬
‫الكواة دراسة وتأليىا‪.‬‬
‫اهو رأس الطبقة األول‪ ،‬الكواية وفتاب أول مؤلف اي النحو بالكواة تواي بالكواة اي عهد الرشيد‪.‬‬
‫‪ -8‬مداذ الهراء‪ :‬هو أبو مللم لقب بالهراء لبيد الثياب الهروية وهو عم الرلاسي ومول‪ ،‬القرظي أيضا‬
‫أقا بالكواة واشتغ مع ابن أخي اي النحو غير أن ولوع باألبنية غلب علي حت‪ ،‬عده المؤرخون واضع‬
‫اللرف ولم يوقف ل عل‪ ،‬ملنف عمر طويةا وتواي بالكواة سنة ‪127‬هـ‪.‬‬

‫‪842 14‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثانية‬
‫الطبقة الثانية‪:‬‬
‫سئ عن تلقيب بالكلائي‬ ‫‪ -1‬الكلائي‪ :‬هو أبو الحلن علي بن حمزة‪ :‬مول‪ ،‬بني أسد اارسي األط‬
‫اقال‪" :‬ألني أحرمت اي فلاء" وقي اي اللبب غير هذا نشأ بالكواة وتدلم النحو عل‪ ،‬فبر ذلك ألن‬
‫حادث قوما من الهباريين لحنوه اأنف من التخطئة وقا من اوره وطىق يتدلم النحو اأخذ عن مداذ الهراء‬
‫ما عنده ثم توج تلقاء البلرة اتلق‪ ،‬عن "عيل‪،‬‬

‫‪842 14‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثانية‬

‫المناظرات الماضية وفان الكلائي ذا تدره‪ .1‬الكوايين اي أغلبها‪.‬‬


‫ل ملنىات فثيرة منها اي النحو مختلر‪.‬‬
‫وعل‪ ،‬يد الكلائي تكاثرت الىوارق بين المذهبين الختةاف االتجاهين وسندقد مبحثا خاطا نىل ذلك‬
‫اي بمشيئة اهلل تدال‪ ،‬وأخباره ذائدة مشهورة‪.‬‬
‫وبقي الكلائي أثيرا عند الرشيد طاحب مع محمد بن الحلن الشيباني اي رحلت إل‪ ،‬اارس حت‪ ،‬فانوا اي‬
‫رنبوي "بلد قرب الري" وأحس الكلائي بقرب المنية اتمث بقول مؤرج اللدوسي‪:‬‬
‫قدر أحلك ذا النجي وقد أرى وأب‪ ،‬مالك ذو النجي بدار‬
‫إال فدارفم بذي بقر الحم‪ ،‬هيهات ذو بقر من المزدار‪8‬‬
‫ثم مات هو ومحمد اقال الرشيد‪ :‬اليو دانت الىق والنحو برنبوي وذلك سنة ‪121‬هـ‪.3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬يقال هو ذو تدرههم أي‪ :‬الدااع عنهم‪.‬‬
‫‪ 8‬الشطر الثاني من البيت األول من شواهد النحاة عل‪ ،‬رد ال أب عند إضاات لياء المتكلم‪.‬‬
‫راجع مجالس ثدلب "الجزء الداشر" وأمالي ابن الشجري "المجلس التاسع واألربدين" والرضي راجع خزانة‬
‫األدب الشاهد ‪.387‬‬
‫‪ 3‬قال طاحب النجو الزاهرة‪:‬‬
‫"وفان الكلائي إماما اي انون عديدة‪ :‬النحو والدربية وأيا الناس وقرأ القرآن عل‪ ،‬حمزة الزيات أربع‬
‫مرت واختار لنىل قراءة طارت إحدى القراءات اللبع"‪.‬‬
‫وذفر الدورقي قال‪ :‬اجتمع الكلائي واليزيدي عند الرشيد احضرت الدشاء اقدموا الكلائي اارتج علي اي‬
‫قراءة {قُ ْ يَا أَيُّـ َها الْ َكااِ ُرو َن} اقال اليزيدي‪ :‬قراءة هذه اللورة يرتج ايها عل‪ ،‬قارئ أه الكواة! قال‪:‬‬
‫احضرت اللةاة اقدموا اليزيدي اارتج علي اي الحمد الما سلم قال‪:‬‬
‫احىظ للانك ال تقول اتبتل‪ ،‬إن البةاء موف بالمنطق‬
‫‪842 12‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثالثة‬

‫الطبقة الثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬األحمر‪ :‬هو أبو الحلن علي بن الحلن المدروف باألحمر فان جنديا من رجال النوبة عل‪ ،‬باب‬
‫الرشيد ثم سمت نىل إل‪ ،‬الدلم اكان يترطد اي الطريق الكلائي عند حضوره للرشيد ويلير اي رفاب‬
‫وبحاشيت جيئة وذهابا يلتىيد من الملألة بدد األخرى حت‪ ،‬عد اي أطحاب الكلائي وناظر سيبوي عند‬
‫مقدم بغداد فما سلف‪.‬‬
‫الما أطيب الكلائي بالوضح‪ 1‬وفره الرشيد مةازمت أوالده اأشار علي باختيار نائب عن ااستخلف‬
‫األحمر إبقاء عل‪ ،‬مجده واطمنئنانا من عل‪ ،‬خضوع األحمر ل وعاهد األحمر عل‪ ،‬أن يلقن يوما ايوما ما‬
‫يؤدب ب أوالد الخليىة وفان األحمر يقظا اطنا اأجاد التدلم والتدليم حت‪ ،‬بز أطحاب الكلائي وتبوأ‬
‫مكانت وندم براهنية‪ 8‬الديش‪.‬‬
‫وقد أمل‪ ،‬شواهد نحوية واجتمع علي الناس وطنف فتاب التلريف ومات بطريق الحج سنة ‪114‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬الىراء‪ :‬هو أبو زفريا يحي‪ ،‬بن زياد مول‪ ،‬بني أسد لقب بالىراء "ألن فان يىري الكةا "‪.‬‬
‫ولد بالكواة من أط اارسي وتلق‪ ،‬عن "الكلائي" وغيره وتبحر اي علو متنوعة اكان اذا اي مدراة أيا‬
‫الدرب وأخبارها وأشدارها والطلب والىللىة والنجو وتقل‪ ،‬أطراف علم النحو حت‪ ،‬قي اي ‪" :‬الىراء أمير‬
‫المؤمنين اي النحو وهو الذي قال‪ :‬أموت واي نىلي شيء من حت‪ ،‬ألنها تراع وتنلب وتخىض"‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الوضح‪ :‬بىتحتين البرص‪.‬‬
‫‪ 8‬سدة الديش‪.‬‬

‫‪842 17‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الثالثة‬

‫طمع اي نوال الخلىاء اانحدر إل‪ ،‬بغداد ولج اي االتلال بالمأمون حت‪ ،‬وطل ثمامة بن أشرس‪ 1‬احاط‬
‫الخليىة برعايت ورغب إلي أن يؤدب ابني فما اقترح علي أن يؤلف فتابا يجمع أطول النحو وهيأ ل دارا‬
‫خاطة ايها وسائ النديم متكاملة اأخرج ل فتاب "الحدود" بدد سنتين وما زال الىراء وجيها عند المأمون‬
‫مغبوط المنزلة بين األمة يؤلف ويىيض علم حت‪ ،‬تواي سنة ‪817‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬اللحياني‪ :‬هو أبو الحلن علي بن المبارك من بني لحيان أخذ عن الكلائي وغيره ول فتاب النوادر‬
‫تواي سنة ‪881‬هـ‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ثمامة بن أشرس فان زعيم القدرية اي زمان المأمون والمدتلم والواثق وهو الذي دعا المأمون إل‪،‬‬
‫االعنزال ‪-‬وتروى عن قلص تشير إل‪ ،‬استخىاا بالدين‪ -‬قت اي زمان الواثق الذي تول‪ ،‬الخةااة من‬
‫"‪ "838-887‬وقي مات سنة ‪831‬هـ انظر الىرق وللان الميزان ومدجم الىرق والنجو الزاهرة سنة‬
‫‪813‬هـ‪.‬‬
‫‪ 8‬اي هذه اللنة تواي "قالون" المقرئ واسم عيل‪ ،‬وفنيت أبو موس‪ ،‬فان إماما عالما انتهت إلي الرياسة‬
‫اي النحو والدربية والىراء اي زمان بالحجاز وهو أحد أطحاب نااع ورح إلي الناس وطال عمره وبدد‬
‫طيت النجو الزاهرة‪.‬‬
‫‪842 12‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الرابدة‬

‫الطبقة الرابدة‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن سددان‪ :‬هو‪ :‬أبو جدىر الضرير محمد بن سددان نشأ بالكواة وأخذ عن "أبي مداوية الضرير"‬
‫وغيره ثم اشتهر بالدربية والقراءات طنف فتابا اي النحو وتواي سنة ‪831‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -8‬الطوال‪ :‬هو‪ :‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد نشأ بالكواة وسمع من الكلائي وغيره وقد بغداد مات‬
‫سنة ‪843‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن قاد ‪ :‬هو‪ :‬أبو جدىر محمد بن عبد اهلل بن قاد أخذ عن الىراء وحذق النحو وتدليل واتل‬
‫بالدباسيين اأدب المدتز قب الخةااة ول مؤلىات منها اي النحو‪ :‬الكااي والمختلر تواي ببغداد سنة‬
‫‪851‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬اي هذه اللنة تواي فثير من أعةا الىكر الدربي‪.‬‬

‫‪842 12‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬
‫الطبقة الخاملة‪:‬‬
‫‪ -1‬ثدلب‪ :‬هو‪ :‬أبو الدباس أحمد بن يحي‪ ،‬المدروف بثدلب‪ :‬مول‪ ،‬بن‪ ،‬شيبان ولد ببغداد اي علرها‬
‫الذهبي وتلق‪ ،‬عن ابن األعرابي‪ 1‬وابن قاد وسلمة بن عاطم وغيرهم غير أن فان للنحو من بين علو‬
‫اللغة الدربية النليب األوا‪ ،‬من عنايت واعتماده اي فان عل‪ ،‬سلمة بن عاطم‪.‬‬
‫وهب اهلل حااظة واعية مكنت أن يلتظهر ما يقرأه احىظ فتب الكلائي والىراء واستطاع أن يقرأ بنىل‬
‫فتاب سيبوي اتزعم رياسة النحو للكوايين إال أن فان ال يحبذ القياس‪.‬‬
‫اتل بالخلىاء واألمراء فأسةاا الكوايين اأدب ابن المدتز وابن طاهر وجمدت بغداد بين وبين أبي‬
‫الدباس المبرد زعيم البلريين الذي ناال شرف الرياسة الدلمية والزلى‪ ،‬عند الخلىاء واألمراء اكانت‬
‫بينهما مناظرات ذفرنا سابقا واحدة منها ااز ايها ثدلب ولك منهما شيدت وحزب وسد‪ ،‬بينهما القتاتون‪.8‬‬
‫وفان المبرد يتطلب لقيا ثدلب فثيرا ايراوغ ويتلكأ عن إجابت ولثدلب مجاللة مع الرياشي سلىت أيضا‬
‫ول نادرة طريىة تتدرف منها نىاسة علم النحو وأن أحرى الدلو فلها بالرعاية رأيت إرجاءها اآلن لتكون‬
‫ملك الختا لهذا الكتاب‪.‬‬
‫ل رحمة اهلل علي ملنىات شت‪ ،‬منها اي النحو‪ :‬اختةاف النحويين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو محمد بن زياد أبو عبد اهلل بن األعرابي فان أحد الدلماء باللغة والمشار إلي ايها وفان يزعم أن‬
‫األطمدي وأبا عبيدة ال يدراان من اللغة قليةا وال فثيرا سأل إما "محنة خلق القرآن" أحمد بن أبي داود‪:‬‬
‫أتدرف مدن‪ ،‬استول‪،‬؟ قال‪ :‬ال وال تدرا الدرب ألنها ال تقول‪ :‬استول‪ ،‬اةان عل‪ ،‬شيء حت‪ ،‬يكون ل اي‬
‫مضاد ومنازع اأيهما غلب استول‪ ،‬علي واهلل تدال‪ ،‬ال ضد ل ‪ .‬توا‪ ،‬سنة ‪838‬هـ وقي ‪831‬هـ وقي‬
‫‪833‬هـ‪.‬‬
‫‪ 8‬النمامون واي الحديث‪" :‬ال يدخ الجنة قتات"‪.‬‬

‫‪842 11‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الطبقة الخاملة‬
‫والمواقي وما ينلرف وما ال ينلرف وحد النحو واي اللغة‪ :‬الىليح وسترى اي ترجمة الزجاج تخطئت‬
‫اي واي األدب وغيره‪ :‬مجالس ثدلب وفانت واات ببغداد من طدمة دابة ل اي الطريق لم يلمع وقع‬
‫حواارها وراءه للمم سنة ‪811‬هـ‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫أسباب‬

‫االختةاف بين البلريين والكوايين‪:‬‬


‫أسباب ‪:‬‬
‫إقليم الدراق الدربي من أسبق األقاليم مدنية وعمرانا لخلب تربت ووارة مياه واعتدال جوه تداقبت علي‬
‫قدما متحضروا األمم من البابليين واألشوريين والىرس فما انحدر إلي الدرب من بكر وربيدة وفانت منهم‬
‫إمارة المناذرة بالحيرة ولما أشرقت علي شمس اإلسةا اي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪-‬رض‪،‬‬
‫اهلل عن ‪ -‬أنشأ اي المللمون البلرة سنة ‪ .15‬ثم الكواة بددها بلتة أشهر عل‪ ،‬أطح الروايات وسرعان‬
‫ما ازدهر البلدان وتحولت إليهما حضارة باب والحيرة وهوت إليهما أائدة من المللمين وزخرا بالدلماء‬
‫والقواد وتقاسما مدنية الدراق حت‪ ،‬فان إذا قي الدراق امدناه البلرة والكواة وفانوا يطلقون أحيانا عليهما‬
‫الدراقين‪.‬‬
‫ومع أن البلدين يضمهما سياج الدراق اقد غرست النزعة اللياسية بينهما بذرة الضغن لما هبط علي فر اهلل‬
‫وجه الكواة واتخذها مقر خةاات وقدمت أ المؤمنين عائشة البلرة عل‪ ،‬رأس جيش اي طلحة والزبير طلبا‬
‫لثأر عثمان ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ -‬اكانت موقدة "الجم " المدرواة بينهما موقدة بين البلدين‪ 1‬ولد اللر اي‬
‫مجاوزة اإلما علي البلرة مع أنها عل‪ ،‬حرف البادية وتكبده مشاق اللىر إل‪ ،‬الكواة مع توغلها اي الدراق‬
‫ما عرف عن الكواة من مي أهلها إل‪ ،‬الطاعة ديانة دون البلرة التي اشتهر أهلها بالدليان والشقاق‬
‫والدلبية ولكثرة اليمنيين بها المخللين للهاشميين الملدورين من القرشيين ومن حين هذه الموقدة‬
‫اختلف هواهما االبلرة عثمانية والكواة علوية وازداد هذا االختةاف بتداقب األيا قال أعش‪ ،‬همدان ‪-‬‬
‫عبد الرحمن‪ -‬عل‪ ،‬للان الكواة‪:‬‬
‫اإذا ااخرتمونا ااذفروا ما ادلنا بكم يو الجم ‪8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال البةاذري‪ :‬التقوا بمكان يقال ل "الخريبة" اي جمادى األول‪ ،‬سنة ‪ 32‬وايها قت طلحة والزبير رض‪،‬‬
‫اهلل عنهما‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬البيت من قليدة ل راجع األغاني أخبار أعش‪ ،‬همدان جـ‪ 2‬ص‪.55‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫أسباب‬

‫جاءت دولة بني أمية اكان ضلدها مع البلرة التي ظاهرتها وناطرتها والكواة عل‪ ،‬تبر وحنق ملتجنين اي‬
‫قلبها بضغط األمويين عليها واي الدولة قلوة ورجالها طرامة ثم قامت الدولة الدباسية عل‪ ،‬أنقاضها وفان‬
‫مبدأ ظهورها اي الكواة اإن أبا الدباس اللىاح أول خلىائها إنما تمت ل البيدة ايها بىض تشيدها‬
‫ومظاهرتها للهاشميين ولقد حىظ الدباسيون لها تلك اللنيدة وعطىوا عليها وفاائوها اانقلب األمر اي‬
‫َّاس}‪.1‬‬ ‫{وتِل َ‬
‫ْك ْاألَيَّا ُ نُ َدا ِولُ َها بَـ ْي َن الن ِ‬ ‫البلدين وعزت الكواة بدد ذل وأا نجم البلرة بدد تألق َ‬
‫ف ذلك مما أوسع شقة الخةاف بين البلدين حت‪ ،‬تألب ف عل‪ ،‬اآلخر وقلب ل ظهر المجن واي فتاب‬
‫"البلدان" ألبي عبد اهلل أحمد بن محمد الهمذاني المدروف بابن الىقي الشيء الكثير مما تراميا ب من‬
‫األقوال وتباريا اي من المىاخرات نلوق هذا لتدرف مت‪ ،‬ولد سبب االختةاف الذي جرهما إل‪ ،‬تطاول‬
‫بدضهما عل‪ ،‬بدض وحبب إليهما إيثار المخالىة اي الملائ الدلمية عل‪ ،‬الموااقة ايها؟ إذ ما بدأت‬
‫المناالة الدلمية النحوية بينهما إال بدد أن عملت عوام الخةاف عملها ووضدت اللدود الحلينة التي‬
‫تحول دون الوااق بينهما وتللطت األثرة عليهما‪.‬‬
‫وفان ذلك فما سبق اي أول الطور الثاني عل‪ ،‬عهد الخلي والرلاسي بدد اجتماعهما أوال اي األخذ عن‬
‫الطبقة الثانية البلرية وبدد تكوين هذا الىن ونشوئ اي البلرة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران اآلية‪.141 :‬‬

‫‪842 118‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫المذهب البلري‪:‬‬
‫لقد فان من حلن الحظ للنحو أن فانت البلرة مولده ومهده ألنها اختلت بما حرمت الكواة التي‬
‫ناهضتها بدد ذلك لألمور التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن الدرب النازحين إليها من القبائ الدريقة اي اللغة الىلح‪ ،‬استطابوها ااتخذوها دراهم وأفثرهم من‬
‫قيس وتميم الذين بقوا عل‪ ،‬عربيتهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن فان عل‪ ،‬فثب منهم ِ‬
‫"الم ْربَ ُد" الذي قد اتخذه الدرب سوقا اي الجهة الغربية منها مما يلي البادية‬
‫بين وبينها نحو ثةاثة أميال يقضون اي شئونهم قب أن يدخلوا الحضر أو يخرجوا من وقد طارت هذه‬
‫اللوق اي اإلسةا طورة موازنة لدكاظ الجاهلية اكانت اي النوادي األدبية والمجامع الثقااية تألىت اي‬
‫حلقات اإلنشاد والمىاخرة والمناارة والمداظمة ومجالس الدلم واألدب اكان الشدراء يؤمون ومدهم‬
‫رواتهم وفانت لىحولهم حلقات خاطة اي قال األطىهاني‪" :‬وفان لراعي اإلب والىرزدق وجللائهما حلقة‬
‫بأعل‪ ،‬المربد بالبلرة يجللون ايها"‪.1‬‬
‫فما فان الدلماء واألدباء واألشراف ينزلون اي للمذافرة والرواية والوقوف عل‪ ،‬ملح األخبار واللغويون‬
‫يأخذون عن أهل ويدونون ما يلمدون والنحويون يلمدون اي ما يلحح قواعدهم ويؤيد مذاهبهم وفثيرا‬
‫ما نجد التنوي عن اي تراجم النحاة واللغويين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقدها الجغرااي اإنها عل‪ ،‬طرف البادية مما يل‪ ،‬الدراق وأدن‪ ،‬المدن إل‪ ،‬الدرب األقحاح الذين لم‬
‫تلوث لغتهم بدامية األملار ادل‪ ،‬مقربة منها بوادي نجد غربا والبحرين جنوبا واألعراب تىد إليهم منهما‬
‫ومن داخ الجزيرة الدربية بكثرة وف أولئك يلر لدلماء البلرة حينما قاموا بتدوين القواعد أن يجدوا‬
‫طلبتهم وينالوا رغبتهم اىي هذه الثةاثة مدد من الللان الدربي الىليح ال ينىدوهم اي بلرتهم مقيمون ال‬
‫يتجشمون بددئذ أسىارا وال يجربون قىارا إذ لم تشتد الحاجة أوال للرحلة اي مدى الطبقتين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬راجع األغاني أخبار جرير ج‪ 2‬ص‪ 81‬طبع الدار‪.‬‬


‫"وراعي اإلب هو عبيد بن حلين بن مداوية بن جندل ويكن‪ ،‬أبا جندل والراعي لقب غلب علي لكثرة‬
‫وطى اإلب وجودة ندت إياها وهو شاعر اح من شدراء اإلسةا "‪.‬‬

‫‪842 113‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫األوليين من طبقاتهم‪ .‬ألنهم لما يبلغوا الغاية اي تجريد القياس وتدلي النحو وتىريد ولم تضطرب الروايات‬
‫اي هذا الحين ومادة اللغة قوية‪.‬‬
‫وال ريب أن نشوء النحو بالبلرة إنما فان تلبية لداعي المحااظة عل‪ ،‬طيانة اللغة الدربية مما نزل بها منذرا‬
‫بالخطر المدلهم الذي لو ترك وشأن لدرجت فما درج غيرها من اللغات فما فان واجبا عل‪ ،‬من دخ اي‬
‫اإلسةا من غير أبناء الدرب أن يتدلم ليتدرف لغة القو الذين طار منهم حت‪ ،‬يتم االندماج بينهما‬
‫وتلتحكم أواطر الوحدة ايها‪ :‬قال تدال‪{ :،‬إِنَّ َما ال ُْم ْؤِمنُو َن إِ ْخ َوةٌ}‪.1‬‬
‫والىض اي ذلك راجع إل‪ ،‬أبي األسود الذي توطنها مع تشيد للدلويين ومناوأة البلريين للدلويين وشيدتهم‬
‫إال أن سلطان هذا الدلم استرعاهم اأقبلوا إلي يزاون وتحلقوا حول وتدارسوا ملائل حبا اي المدراة لذات‬
‫المدراة ورغبة اي الدلم لذات غير طامدين اي مغنم أو حريلين عل‪ ،‬شيء من حطا الدنيا وأغلبهم من‬
‫الموالي الذين سدد بهم هذا الدلم منذ بزغ اجره ألنهم من أمم مرنت عل‪ ،‬مزاولة الدلو والىنون بحلب‬
‫لغاتها اشدوا عضد أبي األسود اي التدوين وفانوا ل خير مدين‪.‬‬
‫فان لتداون تلك البيئة التي تموج بمختلف الدرب الذين يمثلون أغلب القبائ المدترف بينهم بلةامة‬
‫سةائقها ‪-‬فما فانت تدج بالرواة والحىظة والنقدة وهذا الداعي الدلمي الخالص‪ -‬األثر الطيب اي سلوك‬
‫البلريين اي قواعدهم ونمطهم الدلمي احولهم األساليب الدربية متواارة تجود لهم بشواهد القواعد دون‬
‫مجهود يلحقهم وال منااس لهم يلتدجلهم ويقطع عليهم سلللة االستقراء حت‪ ،‬يثقوا بما يدونون متئدين‬
‫مطمئنين إال شيئا واحدا وذلك هو منادي الدلم المحض اكان لزاما لذلك أن لم تدون قواعدهم إال‬
‫مدعومة عل‪ ،‬عناطر ثةاثة‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحجرات اآلية‪.11 :‬‬

‫‪842 114‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫‪ -1‬سةامة من أخذوا عن من الدرب المقطوع بدراقتهم اي الدروبة وطونهم اطرهم من تلرب الوهن إليها‬
‫من رطانة‪ 1‬الحضارة حت‪ ،‬لم يأخذوا إال عن سكان البوادي ب فانوا يتحرزون عنهم إذا لمحوا عليهم‬
‫ضدىا اعتراهم اكانوا يختبرونهم أحيانا قب التقب لما يروون عنهم قال ابن جني‪" :‬ومن ذلك ما يحك‪ ،‬أن‬
‫أبا عمرو استضدف الاحة أبي خيرة لما سأل اقال‪ :‬فيف تقول استأط اهلل عرقاتهم؟ اىتح أبو خيرة التاء‬
‫اقال ل أبو عمرو‪ :‬هيهات أبا خيرة الن جلدك"‪.8‬‬
‫‪ -8‬الثقة برواية ما سمدوه عنهم من طريق الحىظة واألثبات الذين بذلوا النىس والنىيس اي نق المرويات‬
‫عن قائليها مدزوة إليهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الكثرة الىياضة من هذا الملموع التي تخول لهم القطع بنظائره وتللمهم إل‪ ،‬االطمئنان علي اي نوط‬
‫القواعد ب وإال اعتبروه مرويا يحىظ وال يقاس علي إال إذا لم يرد من نوع ما يخالى اةا بأس من اعتباره‬
‫مبن‪ ،‬للتقديد علي ومن هنا ارتض‪ ،‬الدلماء رأي سيبوي اي إلحاق ادولة بىديلة اي النلب اي حذف حرف‬
‫المد وقلب الحرفة اتحة اعتمادا عل‪ ،‬سماع اي النلب إل‪" ،‬شنوءة" شنئيا" وعد سماع ما يخالى نلبا‬
‫من هذه الزنة ولذا قال ابن جماعة اي حاشيت عل‪ ،‬الجاربزدي‪" :‬اهو جميع الملموع منها الار أطةا‬
‫يقاس علي "‪.‬‬
‫تلك حالة اللابقين منهم وهم بذلك خطوا الخطة التي ترسمها خلىهم بددهم عندما حانت المناالة بين‬
‫البلدين وأخذت الكواة تنحاز لنىلها‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الرطانة بىتح الراء وفلرها الكةا باألعجمية نقول رطن من باب فتب وراطن إذا فلم بها وتراطن القو‬
‫ايما بينهم‪.‬‬
‫‪ 8‬الخلائص جـ‪ 1‬ص‪ 413‬وأبو عمرو وهو أبو عمرو بن الدةاء وأبو خيرة هو نهش بن يزيد راجع هذه‬
‫الحكاية اي ترجمة أبي عمرو اي نزهة األلبا‪.‬‬

‫‪842 115‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫وتهيئ لها طريقا آخر ب زاد عندئذ البلريون نشاطا ومثابرة عل‪ ،‬اللير اي منهاجهم إذ قد بدأ وقت ذاك‬
‫اختبال‪ 1‬األللن ودخ إل‪ ،‬الطباع الىلاد وخلص شيء من ذلك إل‪ ،‬األجيال الناشئة اي الحضر ااختلف‬
‫الملران بدضهما عن بدض وتمكنت منهما الدلبية وأخذ ف اي الطدن عل‪ ،‬اآلخر‪.‬‬
‫ف ذلك حم فثيرا من البلريين عل‪ ،‬التطواف اي الجزيرة الدربية ولم يقندهم ما بين ظهرانيهم‪ 8‬اارتح‬
‫من رجال الطبقة الثالثة الخلي ويونس وغيرهما ومن الرابدة أبو زيد وأبو عبيدة واألطمدي وأخذوا عن‬
‫القبائ وإن تواار عل‪ ،‬األطمدي ميل إل‪ ،‬غير النحو واللرف من علو اللغة الدربية‪.‬‬
‫اأخذوا عن القبائ البديدة من أطراف الجزيرة والباقية اي سرتها‪ 3‬من جىاة األعراب وأه الطبائع‬
‫المتوقحة وتحاموا سكان األطراف الحضريين المخالطين لغير الدرب وربما فان أوا‪ ،‬فتاب استقرأ القبائ‬
‫من اللنىين فتاب األلىاظ والحروف للىاربي وقد نق فةام بنل الليوطي اي المزهر "النوع التاسع‬
‫الىل الثاني اي مدراة الىليح من الدرب"‪.‬‬
‫اأجهد هؤالء الدلماء أنىلهم وشرقوا وغربوا وتحملوا ذلك الشهور واألعوا وما بالوا ما نالهم من نلب أو‬
‫مخملة تىانيا اي التثبت بأنىلهم من سةامة ما يروون عن الدرب اشااهوهم اي أوديتهم وسمدوا منهم اي‬
‫أخبيتهم ومراعيهم وأسواقهم ومجتمداتهم وقدموا للدلم خدمة جل‪ 4،‬ويدا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اضطراب األللن‪ :‬مأخوذ من قولهم‪ :‬اختبلت الدابة لم تثبت اي موطنها‪.‬‬
‫‪ 8‬يقال هو بين ظهريهم وظهرانيهم وال تكلر النون وبين أظهرهم أي وسطهم واي مدظمهم‪.‬‬
‫‪ 3‬سرة الوادي‪ :‬خير منابت ‪.‬‬
‫‪ 4‬جل‪ :،‬أي عظيمة ولم يقلد التىضي وإال وجب التذفير‪.‬‬

‫‪842 112‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫وتهيئ لها طريقا آخر ب زاد عندئذ البلريون نشاطا ومثابرة عل‪ ،‬اللير اي منهاجهم إذ قد بدأ وقت ذاك‬
‫اختبال‪ 1‬األللن ودخ إل‪ ،‬الطباع الىلاد وخلص شيء من ذلك إل‪ ،‬األجيال الناشئة اي الحضر ااختلف‬
‫الملران بدضهما عن بدض وتمكنت منهما الدلبية وأخذ ف اي الطدن عل‪ ،‬اآلخر‪.‬‬
‫ف ذلك حم فثيرا من البلريين عل‪ ،‬التطواف اي الجزيرة الدربية ولم يقندهم ما بين ظهرانيهم‪ 8‬اارتح‬
‫من رجال الطبقة الثالثة الخلي ويونس وغيرهما ومن الرابدة أبو زيد وأبو عبيدة واألطمدي وأخذوا عن‬
‫القبائ وإن تواار عل‪ ،‬األطمدي ميل إل‪ ،‬غير النحو واللرف من علو اللغة الدربية‪.‬‬
‫اأخذوا عن القبائ البديدة من أطراف الجزيرة والباقية اي سرتها‪ 3‬من جىاة األعراب وأه الطبائع‬
‫المتوقحة وتحاموا سكان األطراف الحضريين المخالطين لغير الدرب وربما فان أوا‪ ،‬فتاب استقرأ القبائ‬
‫من اللنىين فتاب األلىاظ والحروف للىاربي وقد نق فةام بنل الليوطي اي المزهر "النوع التاسع‬
‫الىل الثاني اي مدراة الىليح من الدرب"‪.‬‬
‫اأجهد هؤالء الدلماء أنىلهم وشرقوا وغربوا وتحملوا ذلك الشهور واألعوا وما بالوا ما نالهم من نلب أو‬
‫مخملة تىانيا اي التثبت بأنىلهم من سةامة ما يروون عن الدرب اشااهوهم اي أوديتهم وسمدوا منهم اي‬
‫أخبيتهم ومراعيهم وأسواقهم ومجتمداتهم وقدموا للدلم خدمة جل‪ 4،‬ويدا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اضطراب األللن‪ :‬مأخوذ من قولهم‪ :‬اختبلت الدابة لم تثبت اي موطنها‪.‬‬
‫‪ 8‬يقال هو بين ظهريهم وظهرانيهم وال تكلر النون وبين أظهرهم أي وسطهم واي مدظمهم‪.‬‬
‫‪ 3‬سرة الوادي‪ :‬خير منابت ‪.‬‬
‫‪ 4‬جل‪ :،‬أي عظيمة ولم يقلد التىضي وإال وجب التذفير‪.‬‬

‫‪842 117‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫وتهيئ لها طريقا آخر ب زاد عندئذ البلريون نشاطا ومثابرة عل‪ ،‬اللير اي منهاجهم إذ قد بدأ وقت ذاك‬
‫اختبال‪ 1‬األللن ودخ إل‪ ،‬الطباع الىلاد وخلص شيء من ذلك إل‪ ،‬األجيال الناشئة اي الحضر ااختلف‬
‫الملران بدضهما عن بدض وتمكنت منهما الدلبية وأخذ ف اي الطدن عل‪ ،‬اآلخر‪.‬‬
‫ف ذلك حم فثيرا من البلريين عل‪ ،‬التطواف اي الجزيرة الدربية ولم يقندهم ما بين ظهرانيهم‪ 8‬اارتح‬
‫من رجال الطبقة الثالثة الخلي ويونس وغيرهما ومن الرابدة أبو زيد وأبو عبيدة واألطمدي وأخذوا عن‬
‫القبائ وإن تواار عل‪ ،‬األطمدي ميل إل‪ ،‬غير النحو واللرف من علو اللغة الدربية‪.‬‬
‫اأخذوا عن القبائ البديدة من أطراف الجزيرة والباقية اي سرتها‪ 3‬من جىاة األعراب وأه الطبائع‬
‫المتوقحة وتحاموا سكان األطراف الحضريين المخالطين لغير الدرب وربما فان أوا‪ ،‬فتاب استقرأ القبائ‬
‫من اللنىين فتاب األلىاظ والحروف للىاربي وقد نق فةام بنل الليوطي اي المزهر "النوع التاسع‬
‫الىل الثاني اي مدراة الىليح من الدرب"‪.‬‬
‫اأجهد هؤالء الدلماء أنىلهم وشرقوا وغربوا وتحملوا ذلك الشهور واألعوا وما بالوا ما نالهم من نلب أو‬
‫مخملة تىانيا اي التثبت بأنىلهم من سةامة ما يروون عن الدرب اشااهوهم اي أوديتهم وسمدوا منهم اي‬
‫أخبيتهم ومراعيهم وأسواقهم ومجتمداتهم وقدموا للدلم خدمة جل‪ 4،‬ويدا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اضطراب األللن‪ :‬مأخوذ من قولهم‪ :‬اختبلت الدابة لم تثبت اي موطنها‪.‬‬
‫‪ 8‬يقال هو بين ظهريهم وظهرانيهم وال تكلر النون وبين أظهرهم أي وسطهم واي مدظمهم‪.‬‬
‫‪ 3‬سرة الوادي‪ :‬خير منابت ‪.‬‬
‫‪ 4‬جل‪ :،‬أي عظيمة ولم يقلد التىضي وإال وجب التذفير‪.‬‬

‫‪842 112‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫ليت عد َة ٍ ِ‬
‫حول ُفلِّ َ‬
‫رجبَا‪1‬‬ ‫رجب يا َ‬
‫لكن شاق أن قي ذا ُ‬
‫ايقولون‪ :‬الرواية عدة حولي أو للضرورة‪.‬‬
‫‪ -2‬عد إظهار "أَ ْن" بدد في ايدترض عليهم بقول الشاعر‪:‬‬
‫ببيداء بل َق ِع‪8‬‬
‫َ‬ ‫تطير بِِق ْربتِي اتترفها شنا‬
‫أردت لكيما أن َ‬
‫َ‬
‫ايقولون‪ :‬ال يدرف قائل أو لضرورة الشدر أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬عد عم "أَ ْن" محذواة اي غير مواطنها المدرواة ايرد عليهم‪ :‬خذ اللص قب َ يأخ َذ َك وتلمع‬
‫بالمديدي خير من أن تراه وأمثال هذا ايقولون‪ :‬إن ذلك شاذ يحىظ وال يجارى اي االستدمال‪.‬‬
‫ف ذلك إنما سرى لهم من التدوي عل‪ ،‬قواعدهم ب لقد بلغ بهم االعتزاز بها إل‪ ،‬االعتراض عل‪ ،‬الدربي‬
‫المطبق عل‪ ،‬االستشهاد بقول فما رأيت ايما تقد من اعتراض ابن أبي إسحاق عل‪ ،‬الىرزدق وأغرب من‬
‫ذلك تدقب تلميذه عيل‪ ،‬بن عمر قول النابغة‪:‬‬
‫الرقش اي أنيابها اللم ناقع‪3‬‬
‫ابت فأني ساورتني ضئيلة من ُّ‬
‫إذ قال أساء النابغة إنما هو ناقدا وقد خطأ أبو عمرو ذا الرمة اي قول ‪:‬‬
‫حراجيج ما تنىك إال مناخة عل‪ ،‬الخلف أو نرمي بها بلدا قىرا‪4‬‬
‫ألن أادال االستمرار بمدن‪ ،‬اإليجاب اةا يلح االستثناء اي خبرها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬البيت من قليدة اي مدجم البلدان "أحزاب" واي رغبة األمال عل‪ ،‬الكام جـ‪ 7‬ص‪ 814‬وما بددها‬
‫واي مجال ثدلب الجزء التاسع ص‪.474‬‬
‫‪ 8‬البيت من شواهد شرح المىل والرضي راجع الخزانة شاهد ‪ 253‬ومقدماتها‪.‬‬
‫‪ 3‬البيت من شواهد سيبوي ج‪ 1‬ص‪ 821‬والمغني "الباب الخامس الجهة اللادسة النوع الثاني" والبيت من‬
‫قليدة مشروحة اي خزانة األدب شاهد ‪.155‬‬
‫‪ 4‬ذفر التخطئة الزمخشري اي المىل والرضي عل‪ ،‬الكااية راجع الخزانة شاهد ‪ 732‬والمغني مبحث‬
‫"إال" والبيت من شواهد سيبوي عل‪ ،‬راع "نرمي" جـ‪ 1‬ص‪ 482‬وهو من قليدة يقال لها أحجبية الدرب‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب البلري‬

‫ضجر الشدراء من النحاة ولهذا قال عمار الكلبي لما عيب علي بيت من شدره‪:‬‬
‫ماذا لقيت من الملتدربين ومن قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا‪1‬‬
‫ومرجع هذه النزعة إل‪ ،‬عيل‪ ،‬بن عمر وشيخ ابن أبي إسحاق من متقدمي البلريين دون غيرهما من‬
‫مداطريهما اإن يونس وشيخ أبا عمرو فانا يتحرزان عن تخطئة الدربي ويدتمدان قول وإن خالف القياس‬
‫وقد غلبت النزعة األول‪ ،‬الثانية عل‪ ،‬البلريين بدد سيبوب وطارت لهم منهاجا وانتقلت الثانية إل‪،‬‬
‫الكوايين ثم اتخذوها إحدى دعائم القواعد فما ترى‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مطلع قليدة اي الخلائص باب "اي أن الدرب قد أرادت من الدل واألغراض إلخ" واإلمتاع والمؤانلة‬
‫"الليلة الخاملة والدشرون" وأنباه الرواة ترجمة األخىش واي مدجم األدبا ترجمة ابن جني مع ذفر البيت‬
‫المديب‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫المذهب الكواي‪:‬‬
‫لقد عرات أن الكوايين تأخروا عن البلريين اي هذا الدلم حقبة طويلة وذلك النلرااهم أوال عن التلقي‬
‫عنهم ربا بأنىلهم عن األخذ منهم وما لبثوا أن شغلهم الشدر وروايات واألدب وطرائى ااستأثروا بهذا‬
‫وتنىلوا ب عل‪ ،‬البلريين مدة طويلة لم يشارفوا ايها البلريين النظر إل‪ ،‬علم النحو‪.‬‬
‫تنب الكوايون بددئذ وطحوا من سباتهم وأرادوا ملاهمة البلريين اي بدد أن عراوه منهم وشق عليهم أن‬
‫تنماع شخليتهم اي البلريين إن لم يكن لهم نحو خاص وبينهما ما بينهما من دواغ وإحن دعاهم ذلك‬
‫إل‪ ،‬تنظيم نحوهم عل‪ ،‬نمط خاص ال ينتحون اي اتجاه البلريين ولديهم اي مدتقدهم من الوسائ ما يهيئ‬
‫لهم ني مأمولهم ااستمدوا من األعراب الثاوين بالكواة وقد فانوا أق عددا وأضدف الاحة ممن فانوا‬
‫بالبلرة وإن فان منهم لىيف من بني أسد وغيرهم إال أن أغلبهم اليمانون وأه اليمن اي عين أه‬
‫التمحيص ممن ال يلتند إليهم لخةاطهم الحبشة والهند والتجار‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫المذهب الكواي‬

‫الذين يىدون إليهم من مختلف األملار ولم تقم سوق "الكناسة" بالكواة التي فانوا يرتىقون منها حاجتهم‬
‫مقا "المريد" بالبلرة مهبط الشدراء والخطباء من الدرب المياسير واألعراب الدقف‪ 1‬المنتجدين لألرزاق‪.‬‬
‫هذا مع قلوهم عن جزيرة الدرب ينبوع مدين هذا الدلم وحيلولة طحراء اللماوة بينهم وبينها الم تكن‬
‫لهم ايها إال رحةات قليلة لبدد الشقة وثق المؤونة فرحلة الكلائي المدرواة وهو زعيم طبقتهم الثانية التي‬
‫تحاذي الرابدة البلرية أما طبقتهم األول‪ ،‬الم تكن لها رحةات عل‪ ،‬حين أن الطبقة الثالثة البلرية التي‬
‫تقابلها أبلت اي الرحةات بةاء حلنا عاد عل‪ ،‬اللغة الدربية باألثر الذي ال يبل‪.،‬‬
‫عل‪ ،‬أن لم يقف ذلك دون رواج الشدر ايما بينهم والشدر عل‪ ،‬ف حال ذو النليب األوا‪ ،‬اي تدوين‬
‫القواعد بدد فتاب اهلل تدال‪ ،‬وسنة رسول لتماسك وملايرت ألحداث الزمان ب قد ااقوا البلريين اي علم‬
‫بىض األوراق المطمورة من عهد الندمان بن المنذر نق ابن جني اي حماد الراوية الكواي "قال‪ :‬أمر‬
‫الندمان انلخت ل أشدار الدرب اي الطنوج‪" 8‬الكراريس" ثم دانها اي قلره األبيض الما فان المختار بن‬
‫أبي عبيد الثقىي قي ل ‪ :‬إن تحت القلر فنزا ااحتقره اأخرج تلك األشدار امن ثم أه الكواة أعلم‬
‫بالشدر من أه البلرة"‪.3‬‬
‫ولقد فانوا قب الدثور عل‪ ،‬هذه األوراق ملوقين إل‪ ،‬الشدر عن رغبة ملحة وغريزة ايهم متأطلة منذ ح‬
‫الدرب الكواة يؤيد ذلك أن عليا فر اهلل وجه لما رجع بهم من قتال الخوارج عل‪ ،‬أن يلتددوا لقتال أه‬
‫الشا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جمع أعقف وهو الدربي الجااي‪.‬‬
‫‪ 8‬وال واحد لها‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫‪ 3‬الخلائص باب "اي ما يرد عن الدرب مخالىا لما علي الجمهور" ومن خبر المختار أن وثب بالكواة‬
‫سنة ‪22‬هـ اي عهد عبد اهلل بن الزبير طلبا لثأر البيت الدلوي اوج إلي أخاه ملدبا اقتل سنة ‪27‬هـ وهو‬
‫من رءوس الىتن اي اإلسةا ‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫ثم تخاذلوا عن لم ير أبلغ اي ذمهم من طىة التشاغ بالشدر اقال اي خطبت حين خطبهم‪" :‬إذا ترفتكم‬
‫عدتم إل‪ ،‬مجاللكم حلقا عزين تضربون األمثال وتناشدون األشدار تربت أيديكم وقد نليتم الحرب‬
‫واستددادها وأطبحت قلوبكم اارغة من ذفرها وشغلتموها باألباطي واألضالي "‪.‬‬
‫إن الدثور عل‪ ،‬األوراق اللالىة الذفر طادف هوى من نىوسهم اازدادوا بها إقباال عل‪ ،‬الشدر وزخر بحره‬
‫عندهم وقذف اي بالملح والطرف إال أن النح واالاتدال طغيا علي حت‪ ،‬التبس األمر عل‪ ،‬الناس وأسند‬
‫القول إل‪ ،‬غير قائل قال أبو الطيب‪" :‬الشدر بالكواة أفثر وأجمع من بالبلرة ولكن أفثره ملنوع‬
‫ومنلوب إل‪ ،‬من لم يقل وذلك بين اي دواوينهم"‪.1‬‬
‫حقا لقد فان ذلك إذ فان من رواتهم حماد المذفور الذي جر عليهم التلبيس اي المرويات واالزدياد عليها‬
‫مختلقات وقد فان ضليدا اي الشدر وآداب الدرب إال أن رقيق األمانة قال اي المىض الكواي‪" :‬قد سلط‬
‫عل‪ ،‬الشدر من حماد الراوية ما أالده اةا يللح أبدا اقي ل وفيف ذلك أيخطئ اي روايت أ يلحن؟‬
‫ولكن رج عالم بلغات الدرب وأشدارها ومذاهب الشدراء ومدانيهم اةا يزال يقول الشدر يشب مذهب‬
‫رج ويدخل اي شدره ويحم عن ذلك اي اآلااق اتختلط أشدار القدماء وال يتميز اللحيح منها إال عند‬
‫عالم ناقد وأين ذلك؟"‪.8‬‬
‫ب إن خلىا األحمر البلري زاد ذلك ضغثا عل‪ ،‬إبالة‪ 3‬اقد فان فذلك مضرب المث اي محافات من‬
‫ينلب إليهم الشدر روى عن الكوايون فثيرا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مراتب النحويين ص‪ 111‬ونق اي المزهر النوع الرابع واألربدين‪.‬‬
‫‪ 8‬هذه الكلمة اي األغاني ترجمة حماد واي مدجم األدباء اي ف من ترجمة حماد وترجمة المىض واي‬
‫خزانة األدب شاهد ‪.774‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 3‬اإلبالة‪ :‬الحزمة من الحطب والضغث‪ :‬قبضة من حشيش مختلطة الرطب باليابس ‪-‬وهو المث رقم‬
‫‪ -8818‬اي مجمع األمثال ومدناه‪ :‬بلية عل‪ ،‬أخرى‪.‬‬

‫‪842 118‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫من الشدر "وفانوا يقلدون لما مات حماد الراوية ألن قد أفثر األخذ عن وبلغ مبلغا لم يقارب حماد الما‬
‫نلك خرج إل‪ ،‬أه الكواة ادراهم األشدار التي قد أدخلها اي أشدار الناس اقالوا ل أنت فنت عندنا اي‬
‫ذلك الوقت أوثق منك اللاعة ابقي ذلك اي دواوينهم إل‪ ،‬اليو "‪.1‬‬
‫ومع أن بلري الم يدرف عن أن لبس عل‪ ،‬البلريين وروى لهم شدرا منحوال وربما فان منشأ ذلك الدلبية‬
‫البلدية التي تملي عل‪ ،‬المتأثر بها ارتكاب ما ال يجم اي الملائ الدلمية وقي ‪ :‬إن اد ذلك انتقاما‬
‫لنىل إذ ذهب إل‪ ،‬الكوايين أوال للتلقي عنهم ابخلوا علي بشدرهم قال أبو زيد‪" :‬حدثني خلف األحمر‬
‫قال‪ :‬أتيت الكواة ألفتب عنهم الشدر ابخلوا علي ب اكنت أعطيهم المنحول وآخذ عنهم اللحيح ثم‬
‫مرضت اقلت لهم‪ :‬ويلكم أنا تائب إل‪ ،‬اهلل‪ .‬هذا الشدر لي الم يقبلوا مني ابقي منلوبا إل‪ ،‬الدرب لهذا‬
‫اللبب"‪.8‬‬
‫إن الملاداة التي جمدت بين هذين الوضاعين لكىيلة بتوريث الكوايين توهينا لمذهبهم اليس اي الرواة‬
‫جميدا عل‪ ،‬فثرتهم ومحاولة بدضهم اللنع من يداني حمادا وخلىا اهما طبقة اي التاريخ فل يدرف ذلك‬
‫من ل إلما باألدب‪.‬‬
‫أبلر ذلك البلريون الداوا عن شواهد الكوايين واطرحوها ظهريا ولم يلمع عنهم إال ما وقع من أبي زيد‬
‫البلري الذي نق عن المىض الضبي الكواي ألن غير متأثر بالدلبية البلدية وقر عنده طدق قال‬
‫الليرااي‪" :‬وال ندلم أحدا من علماء البلريين بالنحو واللغة أخذ عن أه الكواة شيئا من علم الدرب إال أبا‬
‫زيد اإن روى عن المىض الضبي‪ .‬قال أبو زيد اي أول فتاب النوادر أنشدني المىض لضمرة بن ضمرة‬
‫النهشلي جاهلي‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المزهر النوع الرابع واألربدين‪.‬‬
‫‪ 8‬هذه الكلمة اي وايات األعيان "ترجمة أبي زيد"‪.‬‬

‫‪842 113‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫بكرت تلومك بدد وهن اي الندى بل عليك مةامتي وعتابي‬


‫األبيات‪ ...‬وعامة فتاب النوادر ألبي زيد عن المىض "‪ 1‬بينما الكوايون يتلقون بالقبول رواياتهم ويدتمدون‬
‫عل‪ ،‬شواهدهم‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أن ما فان الكلائي وهو ناشر المذهب الكواي وطاحب الىض اي يبن‪ 8‬ببغداد حت‪ ،‬استمع إل‪،‬‬
‫األعراب الذين ايها وحولها وهم أوشاب من مختلف القبائ غير الدريقة اي الدروبة ومنهم أعراب‬
‫الحليمات الذين قدموا بغداد وضربوا خيامهم اي "قطرب " "قرية من متنزهات بغداد اشتهرت باللهو‬
‫والخمر" ااعتد بكةامهم واستشهد ب وهم من زعانف الدرب الذين اختب للانهم اازداد مذهب ضدىا عل‪،‬‬
‫ضدف قال أبو زيد‪" :‬قد علينا الكلائي البلرة القي عيل‪ ،‬والخلي وغيرهما وأخذ منهم نحوا فثيرا ثم‬
‫سار إل‪ ،‬بغداد القي أعراب الحليمات اأخذ عنهم الىلاد من الخطأ واللحن اأالد بذلك ما فان أخذه‬
‫بالبلرة فل "‪.3‬‬
‫ولوالهم ما ااز الكلائي وانخذل سيبوي اي المناظرة البغيضة اإن الكلائي إنما اعتمد عل‪ ،‬لغتهم واحتج‬
‫بكةامهم وفانوا ل مظاهرين ولذلك قال اليزيدي‪:‬‬
‫فنا نقيس النحو ايما مض‪ ،‬عل‪ ،‬للان الدرب األول‬
‫اجاء أقوا يقيلون عل‪ ،‬لغ‪ ،‬أشياخ قطرب‬
‫اكلهم يدم اي نقض ما ب يلاب الحق ال يأتلي‬
‫إن الكلائي وأطحاب يرقون اي النحو إل‪ ،‬أسى ‪4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أخبار النحويين البلريين ترجمة أبي زيد‪.‬‬
‫‪ 8‬بن يبن‪ :‬أقا فأبن‪.‬‬
‫‪ 3‬راجع أخبار النحويين البلريين ترجمة أبي زيد والتلحيف والتحريف ما وهم اي الكلائي ومدجم‬
‫األدباء ترجمة الكلائي‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع شدر اليزيدي اي ترجمت اي أخبار النحويين البلريين ومدجم األدباء واي التلحيف والتحريف‬
‫"ما وهم اي الكلائي"‪.‬‬

‫‪842 114‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫وقد اقتى‪ ،‬الكوايون طريق الكلائي ادولوا عل‪ ،‬شدر األعراب بدد أن امتزجوا وتأشبوا "اختلطوا"‬
‫بالمحتضرين والن جىالهم ومن أج هذا فان البلريون يغتمزون الكوايين ايقول الرياشي البلري "نحن‬
‫نأخذ اللغة عن حرشة الضباب وأفلة اليرابيع وهؤالء أخذوا اللغة عن أه اللواد أطحاب الكواميخ وأفلة‬
‫الشواريز"‪.1‬‬
‫من ذلك فل ترى أن لم تتهيأ لهم بيئة تللح أن تكون منبدا لنمير هذا الىن فبيئة البلريين بمن ايها واي‬
‫أرباضها‪ 8‬وما دنا منها من الدرب الخلص يضاف إل‪ ،‬هذا ما استىزهم للدم حثيثا اي إبراز ان لهم يضارع‬
‫الىن البلري غيرة منهم وحنقا عل‪ ،‬البلريين اأطاخوا إل‪ ،‬ف ملموع لهم وقاسوا علي ادثرت بهم عجلة‬
‫الرأي ولم يدققوا تدقيق البلريين ب تدرجوا مطاوعة لمناديهم إل‪ ،‬االفتىاء بالشاهد الواحد ولو خالف‬
‫األط المدروف المتىق علي بين الىريقين قال األندللي‪" :‬الكوايون لو سمدوا بيتا واحدا اي جواز شيء‬
‫مخالف لألطول جدلوه أطةا وبوبوا علي بخةاف البلريين"‪.3‬‬
‫وقد يتلاهلون مع هذا اي التثبت من مدراة القائ وربما استشهدوا بشطر بيت ال يدرف شطره اآلخر وال‬
‫يدلم قائل فدليلهم عل‪ ،‬جواز دخول الةا اي خبر "لكن" يقول المجهول‪:‬‬
‫‪ ................................‬ولكنني من حبها لدميد‪4‬‬
‫وأول من سن لهم طريقة التلامح إل‪ ،‬أبدد مدى شيخهم الكلائي "وذلك أن الكلائي فان يلمع الشاذ‬
‫الذي ال يجوز من الخطأ واللحن وشدر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬حرشة جمع حارش طائد الضب الكواميخ جمع فامخ نوع من األد والشواريز جمع شيراز اللبن‬
‫الثخين راجع ترجمة الرياشي‪.‬‬
‫‪ 8‬جمع ربض بالتحريك والمراد ب هنا الناحية‪.‬‬
‫‪ 3‬االقتراح ص‪.111‬‬
‫‪ 4‬باب إن وأخواتها من شواهد الزمخشري اي المىل والرضي اي شرح الكااية راجع الخزانة ‪225‬‬
‫والمغني مبحث "لكن"‪.‬‬

‫‪842 115‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫أه الىلاحة والضرورات ايجد ذلك أطةا ويقيس علي حت‪ ،‬أالد النحو"‪.1‬‬
‫وسترى عند حكمة تخلص ف من المذهبين إشادة الكلائي بالقياس وفثر ما انحدر الكوايون اناطوا‬
‫القاعدة بالقياس دون ورود لمطلق شاهد امن ذلك‪:‬‬
‫أمثلة للقياس الكواي‪:‬‬
‫‪ -1‬تجويزهم مجيء الددد للتكرار عل‪ ،‬وزني ادال ومىد ممنوعا من اللرف للوطيىة والددل من خملة‬
‫إل‪ ،‬تلدة مع أن الملموع عن الدرب اي ذلك من واحد ألربدة لكنهم قاسوا اي الباق‪ ،‬عليها قال الرضي‪:‬‬
‫"والمبرد والكوايون يقيلون عليها إل‪ ،‬تلدة نحو خماس ومخمس وسداس وملدس واللماع مىقود"‪.8‬‬
‫‪ -8‬تجويزهم تثنية أجمع وجمداء وتوابدهما قياسا عل‪ ،‬جمدها قال الرضي‪" :‬وقد أجاز الكوايون واألخىش‬
‫لمثن‪ ،‬المذفر أجمدان أفتدان أبلدان أبتدان ولمثن‪ ،‬المؤنث جمداوان فتداوان بلداوان بتداوان وهو غير‬
‫ملموع"‪.3‬‬
‫‪ -3‬تجويزهم الجز بكيف مطلقا قال الرضي‪" :‬والكوايون يجوزون جز الشرط والجزاء بكيف وفيىما‬
‫قياسا وال يجوزه البلريون إال شذوذا"‪.4‬‬
‫‪ -4‬تجويزهم النلب بأن مضمرة اي غير الملائ المددودة قياسا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مدجم األدباء ترجمة الكلائي‪.‬‬
‫‪ 8‬شرح الكااية غير المنلرف "حك‪ ،‬بدض النحويين فأبي حيان أن البناء من "مىد وادال" سمدا من‬
‫واحد إل‪ ،‬عشرة"‪.‬‬
‫‪ 3‬شرح الكااية التأفيد‪.‬‬
‫‪ 4‬شرح الكااية باب الظروف "فيف"‪.‬‬

‫‪842 112‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫قال الرضي‪" :‬وقد تنلب مضمرة شذوذا والكوايون يجوزون النلب اي مثل قياسا"‪.1‬‬
‫‪ -5‬ومث ما تقد تجويزهم عطف المىرد بلكن بدد اإليجاب نظير ب بدده قال الرضي‪" :‬أجاز الكوايون‬
‫مجيء الداطىة للمىرد بدد الموجب أيضا نحو‪ :‬جاءني زيد لكن عمرو حمةا عل‪ ،‬ب وليس لهم ب‬
‫شاهد"‪.8‬‬
‫‪ -2‬ومث ذلك تجويز إضااة "فذا" إل‪ ،‬مىرد أو جمع قياسا عل‪ ،‬الددد اللريح قال ابن هشا "خةااا‬
‫للكوايين أجازوا اي غير تكرار وال عطف أن يقال فذا ثوب فذا أثواب قياسا عل‪ ،‬الددد اللريح"‪.3‬‬
‫إن الكوايين بدملهم هذا قد اتحوا بابا واسع الىوهة عل‪ ،‬أنىلهم اهم إذ أقاموا ف ملموع وزنا‬
‫والملموع اي اختةاا ال يقف عند نهاية واعتمدوا بدد هذا عل‪ ،‬القياس النظري عند انددا الشاهد اندداما‬
‫فليا قد اضطروا إزاء هذا أن وضدوا قواعد فثيرة خالىوا ايها البلريين ب قد وضدوا جريا عل‪ ،‬سنتهم‬
‫للشيء الواحد مت‪ ،‬ورد عل‪ ،‬طور متغايرة قواعد بقدر طوره اكثر عندهم التجويز لللور المتخالىة فما ق‬
‫عندهم ما فثر عند البلريين من التأوي والشذوذ واالضطرار واالستنكار وعل‪ ،‬سبي اإليضاح نوج نظرك‬
‫إل‪ ،‬ما ذفرنا من الشواهد اللبدة التي عقبنا بها اعتراضا عل‪ ،‬المذهب البلري وقد رأيت فيف تخلص منها‬
‫البلري أما الكواي اقد اعتمدها وضم ما يلتىاد منها إل‪ ،‬قواعد مذهب وجدلها دعائم أقيلة أخرى تضاف‬
‫إل‪ ،‬أقيلت وال جناح اي تددد األقيلة وإن اعترت نوعا خاطا اي المدن‪ ،‬اما ذلك عنده إال ذريدة من‬
‫ذرائع التنويع اي التدابير وبقدرها تكون األقيلة واي ذلك من اللرف واإلرهاق لطالب النحو ما اي لكنا‬
‫بدد ذا ال‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬شرح الكااية آخر نواطب المضارع‪.‬‬
‫‪ 8‬شرح الكااية حروف عطف النلق‪.‬‬
‫‪ 3‬المغني الباب األول "فذا"‪.‬‬

‫‪842 117‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬

‫نقلد رمي هذا المذهب بالضدف اي ف قواعده وإال فان تجنيا علي اقد ظهر عند الموازنة بين المذهبين‬
‫ايما اختلىا اي تىضيل اي بدض ملائ ذات بال والحق أحق أن يتبع ولترى ذلك مجلوا نلوق إليك أربع‬
‫قواعد لهم عل‪ ،‬سبي اإلرشاد إل‪ ،‬طحة ما نقول‪:‬‬
‫‪ -1‬عد لزو إبراز الضمير مع الوطف الجاري خبرا عل‪ ،‬غير ما هو ل حاال أو أطةا مع أمن البس‬
‫والشواهد عل‪ ،‬ذلك فثيرة قال األعش‪:،‬‬
‫وإن امرأ أسرى إليك ودون من األرض موماة وبيداء سملق‬
‫لمحقوقة أن تلتجيبي للوت وأن تدلمي أن المدان مواق‪1‬‬
‫وقد حاول البلريون إجابات فلها ال تقو فلها عل‪ ،‬قد منها أن الملدر المنلبك من أن والىد نائب‬
‫ااع لمحقوقة وتأنيثها حينئد جائز ألن نائب الىاع االستجابة اةا ضمير اي الوطف وغير ذلك ولهذا‬
‫قال ابن مالك اي فاايت ‪:‬‬
‫وإن تةا غير الذي تدلقا ب اأبرز الضمير مطلقا‬
‫اي المذهب الكواي شرط ذاك أن ال يؤمن اللبس ورأيهم حلن‬
‫‪ -8‬طحة الىل بين المتضايىين اي اللدة بمنلوب المضاف مىدوال ب أو ظراا أو بالقلم وال شك اي‬
‫ورود ما يلحح هذه القاعدة اقد وردت الشواهد اي النثر للثةاثة ولنكتف بشاهد عل‪ ،‬الىل بالمىدول‬
‫ك َزيَّن لِ َكثِي ٍر ِمن الْم ْش ِرفِين قَـ ْت أَو ِ‬
‫الد ِه ْم ُش َرَفا ُل ُه ْم}‪ 8‬وقد‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫{وَف َذل َ َ‬
‫ب قرأ ابن عامر أحد اللبدة قول تدال‪َ :،‬‬
‫ردها الزمخشري الذي وااق البلريين قال اللبان‪" :‬وال عبرة برده مع ثبوتها بالتواتر" االحق مع الكوايين‬
‫ولذا يقول ابن مالك‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬استشهد بهما الرضي اي الكااية لمذهب الكوايين راجع الخزانة شاهد ‪ 327‬وهما من قليدة اي مدح‬
‫المحلق الكةابي شرح بدضهم اي الخزانة للشاهد المذفور وشاهد ‪ 814‬و‪ 581‬وفلها اي رغبة األم عل‪،‬‬
‫الكام جـ‪ 1‬ص‪ 41‬وما بددها‪.‬‬
‫‪ 8‬سورة األندا اآلية‪.137 :‬‬

‫‪842 112‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫المذهب الكواي‬
‫ال مضاف شب اد ما نلب مىدوال أو ظراا أجز ولم يدب‬
‫ال يمين ‪....................................... ............................‬‬
‫‪ -3‬عم اسم الملدر عم ادل وشواهده أفثر من أن تحل‪ ،‬قال ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪" :-‬من قبلة‬
‫الرج امرأت الوضوء" وقال القطامي‪:‬‬
‫أفىرا بدد رد الموت عني وبدد عطائك المائة الرتاعا‪1‬‬
‫ليس أما البلريين إال االستنكار لرواية الحديث والضرورة للنظم والتملح بهذين مجلبة إل‪ ،‬اإلعنات‬
‫والتضييق ولقد أجاد ابن مالك إذ قال‪:‬‬
‫‪ ............ ..................................‬والسم ملدر عم‬
‫‪ -4‬جواز الدطف عل‪ ،‬الضمير المخىوض بدون عود الخااض اي اللدة قرأ حمزة وغيره قول تدال‪:،‬‬
‫اءلُو َن بِ ِ َو ْاأل َْر َحا َ}‪ 8‬بجر األرحا لقد ضاق الخناق عل‪ ،‬البلريين والرضي بدد‬
‫لَ‬
‫َّ َّ ِ‬
‫{واتَّـ ُقوا الل َ الذي تَ َ‬
‫َ‬
‫الترديد لما علاه أن يدااع ب البلريون لم ير بدا من أن يقول‪" :‬والظاهر أن حمزة جوز ذلك بناء عل‪،‬‬
‫مذهب الكوايين ألن فواي وال نللم تواتر القراءات اللبع"‪.3‬‬
‫واي هذا الدااع شطط ومن ذلك جنح ابن مالك إل‪ ،‬رأي الكوايين اقال‪:‬‬
‫وعود خااض لدى عطف عل‪ ،‬ضمير خىض الزما قد جدةا‬
‫وليس عندي الزما إذ قد أت‪ ،‬اي النظم والنثر اللحيح مثبتا‬
‫حت‪ ،‬اي تدبيره بخااض بدل جار فما هو مدروف ولوال خوف اإلطالة لواايناك بشواهد فثيرة تىضي إل‪،‬‬
‫االطمئنان لهذه القواعد فوضح النهار ومدها دااع البلريين الذي لم يضرها والواقع أن البلريين فانت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬البيت من شواهد الرضي راجع الخزانة شاهد ‪ 511‬وهو من قليدة طويلة اي مدح زار الكةابي‪.‬‬
‫‪ 8‬سورة النلاء اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬شرح عل‪ ،‬الكااية عطف النلق‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫المذهب الكواي‬

‫محاوالتهم اي نقضها غير مجدية ومجردة عن النلىة اقد تدلىوا غاية التدلف بما ال ترضاه الددالة وال‬
‫يلتقيم اي المنطق "وما ف مرة تللم الجرة"‪.‬‬
‫من هذا البيان يتضح لك مدراة طريقة ف من المذهبين الخاطة ب وبقي أننا نجيب عل‪ ،‬ما قد يدور بخلد‬
‫الناظرين من اللؤال عن الحكمة اي تخلص ف باتجاه ولم لم يدكس األمر؟ انقول‪:‬‬

‫‪842 181‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬

‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه ‪:‬‬


‫إن ذلك يدتمد اي الحقيقة أوال وبالذات عل‪ ،‬اختةاف نزعتهما الطبيدية اهي التي توج فةامهما عل‪،‬‬
‫حلب ما تقتضي وتوجب ونزعتهما متغايرة لتغاير الموقع الطبيدي للبلدين‪.‬‬
‫ذلك أن البلرة قد أنشئت عل‪ ،‬طرف البادية اي طقع عاش اي الحرية البدوية اآلماد الطويلة الم يمتد إلي‬
‫نىوذ أجنبي يلين من شكيمت والدرب النازلون ايها لم يدرهم ما يبدل طةابة عقليتهم الدربية وقد تجل‪،‬‬
‫ذلك اي ف ما يتل بهم من علو وغيرها أما الكواة اقد أنشئت عل‪ ،‬مدني‪ 1‬من "الحيرة" قاعدة‬
‫المناذرة قديما اي طقع فان تحت إشراف األفاسرة خاندا إلمرتهم دبت إلي الروح الىارسية اي علومها‬
‫وأنظمتها من حرية التىكير والدنو‪ 8‬لللطان الدق والدأب عل‪ ،‬التوسع اي االبتكار وانىلاح الميدان‬
‫لآلراء تلربت هذه الروح ايمن توطنها من الدرب وأقا ايها اكانت نزعة الكواة اي عمومها تخالف نزعة‬
‫البلرة اي عمومها أيضا وال جر أن هذا االختةاف إنما فان بىد الطبيدة البلدية التي ال يرد قضالها اي‬
‫النىوس والدقول والدلو والدربة وما إل‪ ،‬ذلك اكان حتما مقضيا أن يللك البلري اي أطول مذهب‬
‫مللك الشدة والمحااظة عل‪ ،‬المأثور وأن ينهج الكوا‪ ،‬اي أطول مذهب طريق اللهولة والرواية ومن ثمة‬
‫اختلف مبن‪ ،‬المذهبين اي قواعدهما عل‪ ،‬ما تقد تىليةا والتزا البلري هذا التشديد أم من أن يلود‬
‫اللغة نظا مطرد بقوانين محدودة ملتقاة من األساليب الدربية اللحيحة المتضاار عل‪ ،‬أمثالها إذ ما من‬
‫ريب أن اللغة الدربية لغات قبائ شت‪ ،‬تغايرت اي بدض ألىاظها ولهجاتها وتميزت اي شيء من ترافيبها‬
‫ذلك أن الدربي غير مقيد بضوابط وضدية ال يتخط‪ ،‬حماها ب يرس الكةا حلب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اسم مكان من دنا‪.‬‬
‫‪ 8‬ملدر عنا يدنو‪ :‬خضع‪.‬‬

‫‪842 181‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬

‫مشيئت اي أي غرض فان غير خاضع لنظا يليطر علي وقد ينزع اي غير قوس لتأثره بدام أجنبي يدرض‬
‫ل ايجانف جادة الطريق اي بدض األحيان وقد مر اي المذهب البلري تدقب ابن أبي إسحاق للىرزدق‬
‫وعيل‪ ،‬بن عمر للنابغة وأبي عمرو لذي الرمة وعيبهم لدمار الكلبي مع شدره قال أبو علي الىارسي اي‬
‫تدلي أغةاط الدرب‪" :‬إنما دخ هذا النحو فةامهم ألنهم ليلت لهم أطول يراجدونها وال قوانين‬
‫يلتدلمون بها وإنما تهجم بهم طبائدهم عل‪ ،‬ما ينطقون ب اربما استهواهم الشيء ازاغوا ب عن القلد"‪.1‬‬
‫رأى ذلك البلري وقد رغب رغبة طادقة اي وضع قواعد عامة ألنواع اإلعراب اي جزئيات الكةا عند‬
‫االستدمال يجب أن تطبق ويلار عل‪ ،‬منهاجها بدقة وحز ويتحامي بها عن األساليب المبهرجة‪ 8‬الم يجد‬
‫بدا من أن يقف عند الشاهد المذعن بلحت المتكاثرة نظائره ضاربا طىحا عما عداه من المرويات‬
‫الضديىة أو الشاذة أو المنحولة مما يؤدي اعتمادها إل‪ ،‬الىوض‪ ،‬واالضطرابات وعد الوقوف عند غاية‬
‫وذلك فل من البلري نزوع إل‪ ،‬شنشنت ‪ 3‬األول‪ ،‬أما الكواي اقد حمل عل‪ ،‬مللك احترام لك ما ورد‬
‫ملموعا من الدرب وفى‪ ،‬والتيلير للناس أن يلتدملوا استدماالتهم عل‪ ،‬مقتض‪ ،‬ما أثر عنهم اةا ضير‬
‫عل‪ ،‬القائ مت‪ ،‬حاف‪ ،‬أي استدمال فان وما القواعد إال وليدة اللغة اهي ذات الللطان عليها دون‬
‫الدكس هذا مع الترخيص بالقياس عل‪ ،‬مقتض‪ ،‬الرأي إذا اقد الشاهد وما فان ذلك من الكوا‪ ،‬إال تأثرا‬
‫بنزعت الطبيدية أيضا‪.‬‬
‫بذلك ترى أن قد اتخذ ف من المذهبين سبيةا ل خاطة عرف بها حت‪ ،‬طار لك طابع يحالف طابع اآلخر‬
‫اكان نتيجة ضرورية لهذا أمران‪:‬‬
‫"األول" أن ما فثر من األمور األربدة التي تخلىت عن القياس عند‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المزهر أول النوع الخملين مدراة أغةاط الدرب‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬المددول بها عن األساليب الدربية اللليمة‪.‬‬


‫‪ 3‬الشنشنة‪ :‬الطبيدة والدادة‪.‬‬

‫‪842 188‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬

‫البلري حلب المقتضيات من "التأوي والشذوذ واالضطرار واالستنكار" قد قلت عند الكواي‪.‬‬
‫"الثاني" أن األقيلة التي اعتمد عليها البلري اي تدوين مذهب عل‪ ،‬الدكس من ذلك اهي قليلة عنده‬
‫بالنلبة إل‪ ،‬األقيلة التي تكون منها المذهب الكواي ومن ثمة قي ‪ :‬إن مذهب البلريين مذهب اللماع‬
‫ومذهب الكوايين مذهب القياس ولذا يقول الكلائي‪:‬‬
‫إنما النحو قياس يتبع وب اي ف أمر ينتىع‪1‬‬
‫واي الملألة الزنبورية الماضية اي المناظرة ما يشهد بذلك اليبوي يتملك بالراع ويأب‪ ،‬النلب ألن‬
‫اإلعراب الملتىيض اي الترافيب الواردة عل‪ ،‬سنن ويجيز الكلائي النلب للقياس عنده‪.‬‬
‫تلك هي الحالة الدامة اي المذهبين بالنظر إل‪ ،‬جمهوريهما وال ينااي ذلك أن بدض البلريين قد يمي إل‪،‬‬
‫المذهب الكواي اي بدض الملائ لما انقدح اي ذهن وقد عرات اي ترجمة األخىش أن أفثر البلريين‬
‫موااقة للكوايين وأن منشأ ذلك راجع إل‪ ،‬توطن ببغداد اي جوار الكلائي الذي احتى‪ ،‬ب وأفر مثواه طيلة‬
‫حيات األخيرة فما أن بدض الكوايين قد يرى المذهب البلري اي بدضها أيضا لمث ذلك وربما خرج‬
‫عل‪ ،‬الرأيين بدض من الىريقين وابتكر مذهبا ل خاطا ب قد يتشدب الخةاف بين رجال الىريق وحده عل‪،‬‬
‫أن لم يقف الخةاف بين الىريقين عند الملائ الدلمية ب سرت عدواه إل‪ ،‬التلمية اي الملطلحات‬
‫الدلمية الكثيرة جدا والحقيقة أن ذلك ليس من طالح الدلم اي شيء اربما جر عل‪ ،‬المتدلم اإلرهاق‬
‫والنلب اإن إذا اطلع عل‪ ،‬فتب البلريين وعرف قواعد باب باسم مثةا ثم قرأ فتب الكوايين وأراد الباب‬
‫نىل اةا ريب أن محتاج إل‪ ،‬اسم عندهم حت‪ ،‬يهتدي إلي واي ذلك مضيدة للوقت وهاك بدض أمثلة من‬
‫هذا‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬البيت مطلع قليدة اي المدجم واإلنباه ترجمة الكلائي‬

‫‪842 183‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬

‫مظاهر االختةاف اي الملطلحات بين المذهبين‪:‬‬


‫يقول البلري‪ :‬الندت والكواي‪ :‬اللىة والبلري‪ :‬البدل والكواي الترجمة والبلري الظرف والكواي‬
‫اللىة أو المح والبلري حروف الجر والكواي اإلضااة والبلري الجر والكواي الخىض والبلري‬
‫الملروف وغير الملروف والكواي المجرى وغير المجرى والبلري واو المدية والكواي واو اللرف‬
‫والبلري ضمير الشأن والكواي ضمير المجهول وهكذا‪.‬‬
‫والمربي عل‪ ،‬هذا اي الدجب اختةااهم اي التدلي نطق الدربي بلكران ممنوعا من التنوين ايقول البلري‬
‫للشب بألىي التأنيث والكواي لزيادة األلف والنون واي مدن‪ ،‬الكلمة نطق الدربي "باسم الىد " ايتىرق‬
‫البلريون والكوايون اي مدلول وموقد عل‪ ،‬أقوال شت‪.،‬‬
‫لقد شغف القو بالخةاف وثوران المراء بينهم ايما ج من الدلم وما دق ولذا يقول ايهم عل‪ ،‬سبي التندر‬
‫يزيد بن الحكم الثقىي‪:‬‬
‫إذا اجتمدوا عل‪ ،‬ألف وواو وياء ثار بينهم جدال‪1‬‬
‫ولم يك عجيبا وغريبا أن يتبر أبو غلان دماذ طاحب أبي عبيدة لما سمع رأي البلريين اي نلب‬
‫المضارع بأن مضمرة وجوبا بدد "الىاء والواو وأو" دون اعتبار هذه األحرف ناطبة فما يقول الكوايون‬
‫ايكتب إل‪ ،‬شيخ البلرة أبي عثمان المازني قليدة مطلدها‪:‬‬
‫تىكرت اي النحو حت‪ ،‬مللت وأتبدت نىلي ل والبدن‬
‫ثم يلتدرض ايها رأي البلريين اللابق ويختمها بقول ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أي إذا اجتمدوا للبحث عن أحرف الدلة سار النزاع والبيت من شواهد النحاة عل‪ ،‬إعراب أسماء‬
‫الحروف الهجائية إذا رفبت فما اي البيت راجع شرح المىل جـ‪ 2‬ص‪ 81‬والرضي راجع الخزانة شاهد ‪1‬‬
‫وروى الحريري اي درة الغواص عن األطمدي‪ :‬أنشدني عيل‪ ،‬بن عمر بيتا هجا ب النحويين راجع الوهم‬
‫‪.175‬‬

‫‪842 184‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬

‫اقد فدت يا بكر من طول ما أاكر اي أمر "أَ ْن" أَ ْن أجن‪1‬‬


‫ولو أن الخةاف النحوي أغلق باب بدد البلري والكواي عل‪ ،‬ما ب اي مناحي المختلىة المضطربة لهان‬
‫الخطب ولكن تشدبت ملالك بددهما اكان المذهب البغدادي واألندللي وغيرهما من المذاهب‬
‫الشخلية الخاطة الملىقة مما أجهد النحوي وأنلب عل‪ ،‬أن اي خةال هذه المذاهب الرئيلية خرج‬
‫الكثير من علمائها عليها الم يقف عند إجماع وسبق اي ترجمة األخىش والمبرد ما تدرات من خروجهما‬
‫عل‪ ،‬المذهبين‪ :‬البلري والكواي وما عاب الدلماء اتخاذ أحدهم مذهبا ملتحدثا مت‪ ،‬فان ملتنده قويا‬
‫اإن المذاهب مبنية عل‪ ،‬ظنون قوية اقط قال ابن جني "وإنما لم يكن اي قطع ألن لإلنلان أن يرتج من‬
‫المذاهب ما يدعو إلي القياس ما لم يلو‪ 8‬بنص أو ينتهك حرمة شرع إلخ"‪.3‬‬
‫ولقد مني هذا الىن من بين الىنون قديما وحديثا بكثرة األقوال وتضارب اآلراء ويشىع لذلك أن أساس‬
‫األهم من استدماالت الدرب لم يللك اتجاها متوحدا مدينا االقبائ التي اعتد بها وأخذت عنها الشواهد‬
‫مختلىة اي فثير من األساليب يضم إل‪ ،‬ذلك اضطراب المرويات نىلها وورودها بألوان متغايرة قد تتباعد‬
‫مدانيها اي بدض األحيان اينتق البيت من مدح إل‪ ،‬ذ وبالدكس وهكذا وربما عمي األمر واشتب الحال‬
‫وهنأ المرتع للتلحيف والتحريف واألمثلة اي ف ذلك متداراة مشهورة وتقد لك بدض منها اي شواهد‬
‫سيبوي وسيرد عليك فثير منها اي الكةا عل‪ ،‬المغني وشرح األشموني وحاشية اللبان بما تدرف منها‬
‫انتشار التلحيف والتحريف اي فتب النحاة ووراء هذين األمرين الىوض‪ ،‬المنتشرة اي نلبة الشواهد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬القليدة اي عيون األخبار فتاب الدلم والبيان "اإلعراب واللحن" جـ‪ 8‬والنوادر للقالي ص‪ 122‬والدقد‬
‫الىريد الياقوتة اي الدلم واألدب "نوادر من النحو" وأخبار النحويين البلريين ترجمة المازني واإلنباه ترجمة‬
‫دماذ‪.‬‬
‫‪ 8‬من ألوى بحق إذا جحده‪.‬‬
‫‪ 3‬الخلائص باب "اي االحتجاج بقول المخالف" جـ‪ 1‬ص‪.112‬‬

‫‪842 185‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬
‫لقائليها اقد ينلب الشاهد الثنين اأفثر وقد يقع التوزيع للبيت ابدض لقائ وبدض لقائ آخر لقد زاد‬
‫األمر عن حده وطىح الكي أما النحويين اةا غرابة أن يختلف النحاة حينئذ اي أحكامهم الختةاف‬
‫التقادير بينهم اي الشواهد اتكاثرت األقوال حت‪ ،‬تقابلت وتناقضت وحق لك أن يقول ما يقول ألن قد‬
‫قي ومن هنا يدرك طدق القائ ‪" :‬عجبت لنحوي يخطئ"‪.‬‬
‫الواقع الذي ال يتمارى اي اثنان أن علم النحو واسع المضطرب فثير القواعد متشدب التطبيق عل‪،‬‬
‫الجزئيات الكةامية التي ال تحد بغاية وليس مقلودنا اآلن هذا إنما زج بنا إلي االستطراد وسنذفر فلمة‬
‫خاطة اي ذلك بمشيئة اهلل تدال‪ ،‬إنما الذي ندن‪ ،‬ب بيان األسباب التي أوحت إل‪ ،‬التخالف بين الىريقين‬
‫احلب ونمط التخالف بينهما وما نجم عن هذا التخالف من الملائ عل‪ ،‬أن يكون البحث محلورا اي‬
‫الملائ الدلمية ال ايما يتل بالتلمية لألبواب وال ايما يرتبط بالتوجي لما وقع الخةاف اي وال ايما‬
‫يدود إل‪ ،‬المدول لبدض األنواع اإن ذلك يقتضينا شيئا فثيرا‪.‬‬
‫اإذا فان البلري قد تحىظ اي أقيلت وتشدد والكوا‪ ،‬قد تحل من القيود التي تقيد بها البلري واحتى‪،‬‬
‫بك ملموع ل عل‪ ،‬فثرة روايت للشدر عن وفلى بالشاذ من ورواج المنحول عنده وافتىائ بالشاهد‬
‫الواحد أيا فان شأن مع التدوي عل‪ ،‬القياس النظري‪ .‬أدرفت سدة الىجوة بين الىريقين اي مللكيهما‪.‬‬

‫‪842 182‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نتائج المخالىة بين المذهبين‬

‫نتائج المخالىة بين المذهبين‪:‬‬


‫لقد ترتب عل‪ ،‬ما سلف أن اختلف البلدان اي اروع فثيرة جدا يخطئها الدد ويديي الحاطر استقرالها‬
‫وذهب ف منهما ينلر مذهب بأدلة نقلية وعقلية عل‪ ،‬واق منهج واحتد الخةاف بينهما اي ذلك طويةا‬
‫وقد ألف اي بدض هذه الملائ أسىار خاطة وأغلب الظن أن أول من فتب اي ذلك ثدلب ألف فتاب‬
‫"اختةاف النحويين" ثم ترادات المؤلىات النف ابن فيلان فتاب "الملائ عل‪ ،‬مذهب النحويين مما‬
‫اختلف اي البلريون والكوايون" ثم دون بدده أبو جدىر النحاس الملري مؤلى "المقنع اي اختةاف‬
‫البلريين والكوايين" ثم ألف بدده ابن درستوي فتاب الرد عل‪ ،‬ثدلب اي اختةاف النحويين وهذه الكتب‬
‫لم نطلع عليها حت‪ ،‬نقدر ما ايها عن خبرة وجاء بدد هؤالء فمال الدين األنباري وجرد قلم لتقلي طائىة‬
‫فبيرة من هذه الملائ ادمج فتاب "اإلنلاف اي ملائ الخةاف بين النحويين‪ :‬البلريين والكوايين"‬
‫وأجاد اي أيما إجادة اقد ذفر اي ثماني عشرة ومائة ملألة وايها بدض ملائ طراية وزيد اي بدض‬
‫النلخ عليها ثةاث وأيد ف ملألة بأدلة الىريقين‪ :‬قياسية وسماعية مع البلط والتىلي عل‪ ،‬نحو ما بين‬
‫اقهاء الشاادية واألحناف ووقف منها موقف الىيل الدادل غير متدلف اي حكم وال متدلب اي‬
‫قضائ ايؤيد البلري مرة ويرجح الكواي أخرى "فما يقول اي مىتتح الكتاب" إال أن المتتبع للكتاب من‬
‫ألى إل‪ ،‬يائ يرى آخرا أن الىوز الباهر للبلري اإن إنما رجح الكواي اي سبع ملائ منها اقط وال أطي‬
‫عليك بما بلط من أدلة الىريقين ايها ورده عل‪ ،‬البلري االكتاب بين األيدي وأفتىي بذفرها مجردة‬
‫مدتمدا اي اإلرشاد عل‪ ،‬أرقا الملائ باعتبار ترتيب الكتاب لتيلير مدراتها اهافها قال الكوايون‪:‬‬
‫ملألة ‪" -11‬لوال" تراع االسم بددها نحو لوال زيد ألفرمتك والبلريون باالبتداء‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫ملألة ‪ -12‬ال يجوز تقديم خبر ليس عليها والبلريون يجوز‪.‬‬


‫ملألة ‪ -82‬الةا األول‪ ،‬اي لد أطلية والبلريون زائدة‪.‬‬
‫ملألة ‪ -71‬يجوز للضرورة ترك طرف المنلرف والبلريون ال يجوز‪.‬‬
‫ملألة ‪ -17‬الياء والكاف اي لوالي ولوالك اي موضع راع والبلريون خىض‪.‬‬
‫ملألة ‪ -111‬االسم المبهم نحو هذا أعرف من الدلم والبلريون الدلم أعرف‪.‬‬

‫‪842 187‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نتائج المخالىة بين المذهبين‬
‫ملألة ‪ -112‬جواز الوقف بالنق عل‪ ،‬المنلوب المدرف بالةا والبلريون ال‪.‬‬
‫وال يلتطيع من ل دربة علمية أن يتغاض‪ ،‬عن هذا الحكم القاسي من األنباري اغير خليق ب أن ينلب‬
‫نىل حافما بين المذهبين اي ملائ تنيف عل‪ ،‬المائة وقد أخذ عل‪ ،‬نىل أول الكتاب ميثاق النلىة‪1‬‬
‫ثم تكون نهاية القضاء أن يؤيد الكواي اي سبع منها اقط ولوال أن المقا ال يتلع الستدرفنا علي ملائ‬
‫أخرى من ملائل الت‪ ،‬رجح ايها البلري ملتندين إل‪ ،‬أدلة الحذاق من النحاة ولدلك لم تنس الملائ‬
‫األربع اللابقة التي ذفرت آخر الكةا عل‪ ،‬المذهب الكواي اقد رجحت فىتهم ايها وليس غرضنا أن‬
‫نددل المذهب الكواي بالمذهب البلري وإنما الغرض درء الحيف وإعطاء ف ذي حق حق ‪.‬‬
‫ولنرجع إل‪ ،‬موضوعنا‪ :‬اقد ألف بدد األنباري أبو البقاء الدكبري فتاب "التبيين اي ملائ الخةاف بين‬
‫البلريين والكوايين" ولم ندثر عل‪ ،‬هذا الكتاب‪ 8‬إال أن المدروف عن الدكبري أن فواي النزعة فما يتضح‬
‫جليا من مؤلىات ومما ال مرية اي أن قد اطلع عل‪ ،‬فتاب اإلنلاف وشاهد هذا أن اي شرح لديوان أبي‬
‫الطيب المتنبي قد ينق عبارة اإلنلاف بنلها عند ذفر الخةاف بين الىريقين أو يلخلها تلخيلا ال‬
‫يذهب مد تدرف األط المأخوذ من وألذفر لك شيئا من هذا عل‪ ،‬سبي التمثي اأضع أمامك ست‬
‫ملائ من اإلنلاف مرقومة بأرقا الكتاب وبحزائها أبيات ستة للمتنبي نق الدبكري اي شرحها عبارة‬
‫اإلنلاف بحرواها أو ملخلها غير أن لم ينلبها لألنباري ‪-‬وها هي عل‪ ،‬ترتيب اإلنلاف‪:‬‬
‫ملألة ‪" -14‬ندم وبئس" اسمان أ ادةان شرح الدكبري لقول المتنبي‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬النلىة بالتحريك الددل‪.‬‬
‫‪ 8‬طبع محققا ومتداوال اآلن بين طلبة اللغة وشيوخها‪.‬‬

‫‪842 182‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نتائج المخالىة بين المذهبين‬

‫بئس الليالي سهرت من طربي شوقا إل‪ ،‬من يبيت يرقدها‬


‫ملألة ‪" -82‬لد " المها األول‪ ،‬أطلية أ زائدة وشرح لقول ‪:‬‬
‫لد بينهم لبنيك جند اأول قرح‪ 1‬الخي المهار‬
‫ملألة ‪" -45‬المنادى المىرد المدرف" مبني أ مدرب وشرح لقول ‪:‬‬
‫أيا أسدا اي جلم روح ضيغم وفم أسد أرواحهن فةاب‬
‫ملألة ‪" -53‬اسم ال النااية للجنس" مدرب أ مبني وشرح لقول ‪:‬‬
‫ال خلق أسمح منك إال عارف بك راء نىلك لم يق لك هاتها‬
‫ملألة ‪" -72‬في" يجوز أن تكون جر وشرح لقول ‪:‬‬
‫جوعان يأف من زادي ويملكني لكي يقال عظيم القدر مقلود‬
‫ملألة ‪" -23‬حت‪ "،‬تنلب الىد بنىلها أ ال وشرح لقول ‪:‬‬
‫أقر جلدي بها علي اةا أقدر حت‪ ،‬الممات أجحدها‬
‫ابالضرورة ال بد أن قد رجح فثيرا من آراء الكوايين انتلارا لمذهب اي فتاب "التبيين" وحاج األنباري ايها‬
‫وهكذا حال الملائ الدلمية تتأرجح موازينها بين الدلماء حلب التقادير المختلىة تبدا الختةاف النظر ثم‬
‫ألف بدد الدكبري ابن إياز البغدادي فتاب "اإلسداف اي ملائ الخةاف" واستدرك ملائ زادها ولم ندثر‬
‫عل‪ ،‬هذا الكتاب أيضا ورحم اهلل الليوطي اقد لخص اي الجزء الثاني من فتاب "األشباه والنظائر" الىن‬
‫الثاني "التدريب" ما اي فتابي "اإلنلاف والتبيين" بما بلغ اثنتين ومائة وأضاف إليها من زيادات اإلسداف‬
‫ملألتين مع اإليجاز واإلاادة ألن عني بجمدها غير مكررة عارية من األدلة والتمثي ولقد أحببت أن أنق‬
‫فةام بحروا ابتغاء إلدراك مقدار فبير من هذه الملائ وها هو ذا‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قرح بضم القاف وتشديد الراء المىتوحة جمع قارح وهو الذي انتهت أسنان وإنما ينتهي اي خمس سنين‬
‫ألن اي اللنة األول‪ ،‬حولي ثم جذع ثم ثني ثم رباع اخيار ثم قارح‪ .‬يقال‪ :‬أجذع المهر وأثن‪ ،‬وأربع وقرح‬
‫وهذه وحدها بةا ألف‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪842 181‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬

‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‪:‬‬


‫حلب ما ذفره الكمال أبو البرفات األنباري اي "فتاب اإلنلاف اي ملائ الخةاف" وأبو البقاء الدكبري‬
‫اي "فتاب التبيين اي ملائ الخةاف بين البلريين والكوايين"‪.‬‬
‫‪ -1‬االسم مشتق من اللمو عند البلريين‪ .‬وقال الكوايون من الوسم‪.‬‬
‫‪ -8‬األسماء اللتة مدربة من مكان واحد‪ .‬وقال الكوايون من مكانين‪.‬‬
‫‪ -3‬الىد مشتق من الملدر‪ .‬وقالوا الملدر مشتق من الىد ‪.‬‬
‫‪ -4‬األلف والواو والياء اي التثنية والجمع حروف إعراب‪ .‬وقالوا إنها إعراب‪.‬‬
‫‪ -5‬االسم الذي اي تاء التأنيث فطلحة ال يجمع بالواو والنون‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -2‬اد األمر مبني‪ .‬وقالوا مدرب‪.‬‬
‫‪ -7‬المبتدأ مرتىع باالبتداء والخبر بالمبتداء‪ .‬وقالوا المبتدأ يراع الخبر والخبر يراع المبتدأ‪.‬‬
‫‪ -2‬الظرف ال يراع االسم إذا تقد علي ‪ .‬وقالوا يراد ‪.‬‬
‫‪ -1‬الخبر إذا فان اسما محضا ال يتضمن ضميرا‪ .‬وقالوا يتضمن‪.‬‬
‫‪ -11‬إذا جرى اسم الىاع عل‪ ،‬غير من هو ل وجب إبراز ضميره‪ .‬وقالوا ال يجب‪.‬‬
‫‪ -11‬يجوز تقديم الخبر عل‪ ،‬المبتدأ‪ .‬وقالوا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -18‬االسم بدد لوال يرتىع باالبتداء‪ .‬وقالوا بها أو بىد محذوف قوالن لهم‪.‬‬
‫‪ -13‬إذا لم يدتمد الظرف وحرف الجر عل‪ ،‬شيء قبل لم يدم اي االسم الذي بدده وقالوا يدم ‪.‬‬
‫‪ -14‬الدام اي المىدول الىد وحده وقالوا الىد والىاع مدا‪ .‬أو الىاع اقط‪ .‬أو المدني أقوال لهم‪.‬‬

‫‪842 131‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫‪ -15‬المنلوب اي باب االشتغال بىد مقدر وقالوا بالظاهر‪.‬‬
‫‪ -12‬األول‪ ،‬اي باب التنازع إعمال الثاني وقالوا األول‪.‬‬
‫‪ -17‬ال يقا مقا الىاع الظرف والمجرور مع وجود المىدول اللريح وقالوا يقا ‪.‬‬
‫‪ -12‬ندم وبئس ادةان ماضيان وقالوا اسمان‪.‬‬
‫‪ -11‬أاد اي التدجب اد ماض وقالوا اسم‪.‬‬
‫‪ -81‬ال يبن‪ ،‬اد التدجب من األلوان وقالوا يبني من اللواد والبياض اقط‪.‬‬
‫‪ -81‬المنلوب اي باب فان خبرها واي باب ظن مىدول ثان وقالوا حاالن‪.‬‬
‫‪ -88‬ال يجوز تقديم خبر ما زال ونحوها عليها وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -83‬يجوز تقديم خبر ليس عليها وقالوا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -84‬خبر ما الحجازية ينتلب بها وقالوا بحذف حرف الجر‪.‬‬
‫‪ -85‬ال يجوز طدامك ما زيد آفةا وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -82‬يجوز ما طدامك آلف زيد وقالوا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -87‬خبر إن وأخواتها مراوع بها وقالوا ال تدم اي الخبر‪.‬‬
‫‪ -82‬إذا عطىت عل‪ ،‬اسم إن قب الخبر لم يجز اي إال النلب وقالوا يجوز الراع‪.‬‬
‫‪ -81‬إذا خىىت إن جاز أن تدم النلب وقالوا ال تدم ‪.‬‬
‫‪ -31‬ال يجوز دخول ال التوفيد عل‪ ،‬خبر لكن وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -31‬الةا األول‪ ،‬اي لد زائدة وقالوا أطلية‪.‬‬
‫‪ -38‬ال النااية للجنس إذا دخلت عل‪ ،‬المىرد النكرة بني مدها وقالوا مدرب‪.‬‬
‫‪ -33‬ال يجوز تقديم مدمول أسماء األادال عليها نحو‪ :‬دونك وعليك وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -34‬إذا وقع الظرف خبر مبتدأ ينلب بىد أو وطف مقدر وقالوا بالخةاف‪.‬‬

‫‪842 131‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫‪ -35‬المىدول مد ينتلب بالىد قبل بواسطة الواو وقالوا بالخةاف‪.‬‬
‫‪ -32‬ال يقع الماضي حاال إال مع "قد" ظاهرة أو مقدرة وقالوا يجوز من غير تقدير‪.‬‬
‫‪ -37‬يجوز تقديم الحال عل‪ ،‬عاملها الىد ونحوه سواء فان طاحبها ظاهرا أو مضمرا وقالوا ال يجوز إذا‬
‫فان ظاهرا‪.‬‬
‫‪ -32‬إذا فان الظرف خبر المبتدأ وفررت بدد اسم الىاع جاز اي الراع والنلب نحو‪ :‬زيد اي الدار قائما‬
‫ايها وقائم ايها وقالوا ال يجوز إال النلب‪.‬‬
‫‪ -31‬ال يجوز تقديم التمييز عل‪ ،‬عامل مطلقا وقالوا يجوز إذا فان متلراا‪.‬‬
‫‪ -41‬الملتثني منلوب بالىد اللابق بواسطة إال وقالوا عل‪ ،‬التشبي بالمىدول‪.‬‬
‫‪ -41‬ال تكون "إال" بمدن‪ ،‬الواو وقالوا تكون‪.‬‬
‫‪ -48‬ال يجوز تقديم االستثناء اي أول الكةا ‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -43‬فان اي االستثناء حرف جر وقالوا اد ماض‪.‬‬
‫‪ -44‬إذا أضيىت "غير" إل‪ ،‬متمكن لم يجز بنالها‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -45‬ال يقع "سوى وسواء" إال ظراا‪ .‬وقالوا يقع ظراا وغير ظرف‪.‬‬
‫‪" -42‬فم" اي الددد بليطة وقالوا مرفبة‪.‬‬
‫‪ -47‬إذا ال بين "فم" الخبرية وبين تمييزها بظرف لم يجز جره‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -42‬ال يجوز إضااة النيف إل‪ ،‬الدشرة‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -41‬يقال قبضت الخملة عشر درهما وال يقال الخملة الدشرة الدرهم‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -51‬يجوز هذا ثالث عشر ثةاثة عشر وقالوا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -51‬المنادى المىرد المدراة مبني عل‪ ،‬الضم‪ .‬وقالوا مدرب بغير تنوين‪.‬‬
‫‪ -58‬ال يجوز نداء ما اي أل اي االختيار‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬

‫‪842 138‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫‪ -53‬الميم المشدودة اي اللهم عوض من "يا" اي أول االسم‪ .‬وقالوا أطل يا اهلل أمنا بخبر احذف‬
‫ووطلت الميم المشددة باالسم‪.‬‬
‫‪ -54‬ال يجوز ترخيم المضاف وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -55‬ال يجوز ترخيم الثةاثي بحال‪ .‬وقالوا يجوز مطلقا أو إذا فان ثاني متحرفا قوالن‪.‬‬
‫‪ -52‬ال يحذف اي الترخيم من الرباعي إال آخره‪ .‬وقالوا يحذف ثالث أيضا‪.‬‬
‫‪ -57‬ال يجوز ندبة النكرة وال الموطول‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -52‬ال تلحق عةامة الندبة اللىة‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -51‬ال تكون "من" البتداء الغاية اي الزمان‪ .‬وقالوا تكون‪.‬‬
‫‪ -21‬رب حرف‪ .‬وقالو اسم‪.‬‬
‫‪ -21‬الجر بدد واو رب برب المقدرة‪ .‬وقالوا بالواو‪.‬‬
‫‪ -28‬منذ بليطة‪ .‬وقالوا مرفبة‪.‬‬
‫‪ -23‬المراوع بدد "مذ ومنذ" مبتدأ‪ .‬وقالوا بىد محذوف‪.‬‬
‫‪ -24‬ال يجوز حذف حرف اللم وإبقاء عمل من غير عوض إال اي اسم اهلل خاطة‪ .‬وقالوا يجوز اي ف‬
‫اسم‪.‬‬
‫‪ -25‬الةا اي قولك لزيد أاض من عمرو ال االبتداء‪ .‬وقالوا ال القلم محذواا‪.‬‬
‫‪ -22‬أيمن اهلل اي القلم مىرد‪ .‬وقالوا جمع يمين‪.‬‬
‫‪ -27‬ال يجوز الىل بين المضاف والمضاف إلي بالمىدول‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -22‬ال يجوز إضااة الشيء إل‪ ،‬نىل مطلقا وقالوا يجوز إذا اختلف اللىظان‪.‬‬
‫‪ -21‬فةا وفلتا مىردان لىظا مثنيان مدن‪ ،‬وقالوا‪ :‬مثنيان لىظا ومدن‪.،‬‬
‫‪ -71‬ال يجوز توفيد النكرة توفيدا مدنويا‪ .‬وقالوا يجوز إذا فانت محدودة‪.‬‬
‫‪ -71‬ال يجوز زيادة واو الدطف‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬

‫‪842 133‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫‪ -78‬ال يجوز الدطف عل‪ ،‬الضمير المجرور إال بإعادة الجار‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬يجوز بدون ‪.‬‬
‫‪ -73‬ال يجوز الدطف عل‪ ،‬الضمير المتل المراوع‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -74‬ال تقع أو بمدن‪ ،‬الواو وال بمدن‪ ،‬ب ‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -75‬ال يجوز الدطف بلكن بدد اإليجاب‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -72‬يجوز طرف أاض منك اي الشدر‪ .‬وقالوا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -77‬ال يجوز ترك طرف المنلرف اي الضرورة‪ ,‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -72‬اآلن اسم اي األط ‪ .‬وقالوا أطل اد ماض‪.‬‬
‫‪ -71‬يرتىع المضارع لوقوع موقع اسم الىاع ‪ .‬وقالوا بحروف المضارعة‪.‬‬
‫‪ -21‬ال تأف اللمك وتشرب اللبن منلوب بأن مضمرة‪ .‬وقالوا عل‪ ،‬اللرف‪.‬‬
‫‪ -21‬الىد المضارع بدد الىاء اي جواب األشياء اللبدة منلوب بإضمار أن‪ .‬وقالوا عل‪ ،‬الخةاف‪.‬‬
‫‪ -28‬إذا حذات أن الناطبة ااالختيار أال يبق‪ ،‬عملها‪ .‬وقالوا يبقي‪.‬‬
‫‪ -23‬في تكون ناطبة وجارة وقالوا ال تكون حرف جر‪.‬‬
‫‪ -24‬ال في وال الجحود ينلب الىد بددهما بأن مضمرة وقالوا بالةا نىلها‪.‬‬
‫‪ -25‬ال يجمع بين الةا وفي وأن وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -22‬النلب بدد حت‪ ،‬بأن مضمرة‪ .‬وقالوا بحت‪.،‬‬
‫‪ -27‬إذا وقع االسم بين "إن واد الشرط" فان مراوعا بىد محذوف يىلره المذفور‪ .‬وقالوا بالدائد من‬
‫الىد إلي ‪.‬‬
‫‪ -22‬ال يجوز تقديم مدمول جواب الشرط وال اد الشرط عل‪ ،‬حرف الشرط‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪" -21‬إن" ال تكون بمدن‪ ،‬إذ‪ .‬وقالوا تكون‪.‬‬
‫‪ -11‬إذا وقدت إن الخىيىة بدد ما‬

‫‪842 134‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬

‫النااية فانت زائدة‪ .‬وقالوا نااية‪.‬‬


‫‪ -11‬إذا وقدت الةا بدد إن الخىيىة فانت إن مخىىة من الثقيلة والةا للتأفيد‪ .‬وقالوا إن بمدن‪ ،‬ما والةا‬
‫بمدن‪ ،‬إال‪.‬‬
‫‪ -18‬ال يجازي بكيف وقالوا يجازى ايها‪.‬‬
‫‪ -13‬اللين أط ‪ .‬وقالوا أطلها سوف حذف منها الواو والىاء‪.‬‬
‫‪ -14‬إذا دخلت تاء الخطاب عل‪ ،‬تاء الىد جاز حذف الثانية‪ .‬وقالوا األول‪.،‬‬
‫‪ -15‬ال يؤفد اد االثنين واد جماعة المؤنث بالنون الخىيىة‪ .‬وقالوا يجوز‪.‬‬
‫‪ -12‬ذا والذي وهو وهي بكمالها االسم‪ .‬وقالوا الذال والهاء اقط‪.‬‬
‫‪ -17‬الضمير اي لوالي ولوالك ولواله اي موضع جر‪ .‬وقالوا اي موضع راع‪.‬‬
‫‪ -12‬الضمير اي نحو إياي وإياك وإياه "إيا"‪ .‬وقالوا الياء والكاف والهاء‪.‬‬
‫‪ -11‬يقال اإذا هو هي‪ .‬وقالوا اإذا هو إياها‪.‬‬
‫‪ -111‬أعرف المدارف المضمر وقالوا المبهم‪.‬‬
‫‪ -111‬ذا وأوالء ونحوهما ال يكون موطوال‪ .‬وقالوا يكون‪.‬‬
‫‪ -118‬همزة بين بين غير سافنة وقالوا سافنة‪.‬‬
‫وقد اات األنباري ملائ خةااية بين الىريقين استدرفها علي "ابن إياز" اي مؤلف منها‪" :‬اإلعراب أط اي‬
‫األسماء ارع اي األادال عند البلريين وقال الكوايون أط ايهما ومنها ال يجوز حذف نون التثنية لغير‬
‫اإلضااة وجوزه الكوايون"‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬النلخة الموجودة بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد‪ :‬ايها ‪ 181‬ملألة خةااية بين‬
‫البلريين والكوايين وال أدري لماذا ذفر المؤلف رحم اهلل "‪ 118‬ملألة اقط امن أراد استيىاء الملائ‬
‫اليرجع إل‪ ،‬النلخة المذفورة"‪.‬‬

‫‪842 135‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫موازنة بين المذهبين‬

‫موازنة بين المذهبين‪:‬‬


‫ال إخالك بدد أن تلتحضر ما عرضناه عليك إال مرجحا فىة مذهب البلريين وللنا اي حاجة إل‪ ،‬البلط‬
‫بدد ما اات غير أنا هنا نلم التشديب الىائت ليترفز اي الذهن ويبق‪ ،‬اي الذافرة انقول‪ :‬إن مذهب‬
‫البلريين إنما رجح ألن نشأ عل‪ ،‬مةاحظة أمور ثةاثة ال يراها الكوايون‪:‬‬
‫‪ -1‬أنهم يؤثرون اللماع عل‪ ،‬القياس اةا يليرون إلي إال إذا أعوزتهم الحاجة وحملهم عل‪ ،‬هذا سهولة‬
‫اتلالهم بجمهرة الدرب ولكثرتهم حولهم قد تدلبوا اي رواياتهم اةا يحملونها إال عن موثوق بىطرت أما‬
‫الكوايون ادل‪ ،‬عكلهم اضلوا القياس عل‪ ،‬اللماع اي فثير من ملائلهم لتنائيهم عن خلص الدرب ولذا‬
‫تلاهلوا اي رواياتهم اتلقوها عن أعراب ال يرى البلريون سةامتهم‪.‬‬
‫‪ -8‬أنهم احتاطوا اي أقيلتهم الم يدونوها إال بدد تواار أسباب االطمئنان عليها بخةاف الكوايين الذين‬
‫تىككوا من قيودهم ولذا يقول الليوطي‪" :‬اتىقوا عل‪ ،‬أن البلريين أطح قياسا ألنهم ال يلتىتون إل‪ ،‬ف‬
‫ملموع وال يقيلون عل‪ ،‬الشاذ"‪.1‬‬
‫‪ -3‬أنهم ال يدولون عل‪ ،‬القياس النظري عند انددا الشاهد إال ايما ندر جدا أما الكوايون اطالما جنحوا‬
‫إلي وسلىت لك أمثلة من هذا النوع‪.‬‬
‫اهده األمور الثةاثة الت‪ ،‬تولد عنها االختةاف بين الىريقين اي الملائ الجمة تضاارت اي النهوض بمذهب‬
‫البلريين عل‪ ،‬الكوايين إذ ال ريب أن اللماع اي اللغة رفن أول ألنها ليلت اللىة يتحكم ايها ميزان‬
‫الدق والدراية والتشدد اي القياس الذي يؤذن بلحة نظائره حتم الز وإلغاء القياس النظري اي اللغة‬
‫ملتقيم مع الواقع هذا حال المذهبين اي مجملهما وإن ظىر مذهب الكوايين اي بدض الملائ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬االقتراح ص‪.111‬‬

‫‪842 132‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫موازنة بين المذهبين‬

‫وقد ذفرنا لك أربدا منها اي الكةا عل‪ ،‬المذهب الكواي وسبدا منقولة عن األنباري اي نتائج المخالىة بين‬
‫الىريقين‪.‬‬
‫وما مث الىريقين عند التقريب إال فمث الطبيب والمتطبب االبلريون فالطبيب الذي عان‪ ،‬المهنة حدثا‬
‫وحذقها مدرفا اأحكمها وأااد المجتمع عن طول مدة ودقة خبرة والكوايون فالمتطلب الذي قد افته‬
‫ونظر الطبيب وما يلدي اوجد علي ثم ندرف من وقارع اإن الكوايين ما منهم إال من أخذ عن البلريين‬
‫أرباب هذا الشأن بينما لم يتلق أحد من البلريين عن واحد منهم قال الليوطي "وفذلك أه الكواة فلهم‬
‫يأخذون عن البلريين وأه البلرة يمتندون من األخذ عنهم ألنهم ال يرون األعراب الذين يحكون عنهم‬
‫حجة"‪.1‬‬
‫إن احتضان الدباسيين للكوايين خلوطا بدد اتلال الكلائي وأطحاب هو الذي راع من شأنهم عند‬
‫أنىلهم واستخىهم إل‪ ،‬مناطبة البلريين لحبهم إياهم وإيثارهم عل‪ ،‬البلريين لما قدموا من مؤازرتهم اي‬
‫تكوين دولتهم إذ فانوا شيدتهم من جهة ولقربهم عن البلريين من جهة أخرى اأدنوهم منهم قب البلريين‬
‫وأسبغوا عليهم ندمهم وأجزلوا لهم منحهم وأدخلوهم قلورهم واتخذوا منهم اللمار والمؤذبين والمدلمين‬
‫االمىض الضبي وشرقي بن القطامي الكلبي مؤدبا المهدي والكلائي مدلم الرشيد ثم مؤدب ولدي األمين‬
‫والمأمون والىراء رائد أوالد المأمون وابن اللكيت شيخ أوالد المتوف وابن قاد مدلم المدتز باهلل‬
‫وثدلب أستاذ عبد اهلل بن المدتز وابن طاهر وبذلك قبضوا عل‪ ،‬أعنة الحرفة الدلمية اي بغداد وساد مذهبهم‬
‫ايها وانتشر قب المذهب البلري حت‪ ،‬انقاد إلي فثير من الدلماء حرطا عل‪ ،‬التقريب من الدولة وتغلغلت‬
‫الناس اي األخذ بدعمائ انىقت سوق الروايات الشاذة والموضوعة حت‪ ،‬عمي عل‪ ،‬الناس الطريق‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المزهر النوع الرابع واألربدين جـ‪ 8‬ص‪.852‬‬

‫‪842 137‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫موازنة بين المذهبين‬

‫الةاحب‪ 1‬يقول أبو الطيب‪" :‬الم يزل أه الملرين عل‪ ،‬هذا حت‪ ،‬انتق الدلم إل‪ ،‬بغداد قريبا وغلب أه‬
‫الكواة عل‪ ،‬بغداد وخدموا الملوك اقربوهم اأرغب الناس اي الروايات الشاذة وتىاخروا بالنوادر وتباهوا‬
‫بالترخيلات وترفوا األطول واعتمدوا عل‪ ،‬الىروع ااختلط الدلم"‪.8‬‬
‫لقد استحوذ الكوايون عل‪ ،‬بغداد وحالوا دون اتلال البلريين بها بينما حاول البلريون الولوج إليها تلهىا‬
‫عل‪ ،‬مقاسمة الكوايين حظوتهم الم يىلحوا واي حادثة سيبوي الماضية التي فان ايها القضاء علي ما يشهد‬
‫بتآمرهم عليهم ومناطرة الدباسيين وبطانتهم لهم‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أن مع هذا الدنت الشديد والضغط المقيت قد نىذ إل‪ ،‬بغداد قلي منهم "فاليزيدي" تواي ‪818‬هـ إال‬
‫أن اتلال يرجع إل‪ ،‬حلن وقت الذي سه ل الدخول اي غمار الدلماء الكوايين ببغداد اإن قد إليها قب‬
‫استىحال الدداء الدلمي بين البلدين وقد ظهر اضل عند يزيد بن منلور خال المهدي ااستبقاه عندما‬
‫استدرت نار المخاطمة وطار ب إل‪ ،‬قلور الخلىاء اجدل الرشيد من مؤدبي المأمون ومع هذا اقد فان‬
‫متطامنا أما الكلائي أوال‪.‬‬
‫أما األخىش األوسط الذي قض‪ ،‬الشطر األخير من حيات اي بغداد اللنا نحلب ايمن ندد إذ ما ارتح‬
‫إليها ليأخذ يحق سيبوي أستاذه من الكلائي وجها لوج ال رغبة اي منزلة وال اي دنيا يليبها لكن‬
‫الكلائي قد تغلب علي بدهائ وقيده بإحلان اأقا عنده مؤدب أوالده حت‪ ،‬لقي رب ولقد فان إلقامت‬
‫الطيبة مع الكلائي تأثيرها اي نىل حت‪ ،‬وااق الكوايين اي ملائ عدة ذات بال واحتذى حذوهم اي‬
‫الدناية بالقياس وقد مر اي ترجمت بلط المقال اي ذلك‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الةاحب الطريق الواضح فاللحب والملحب ولحب فمنع وطئ وسلك فالتحب ‪.‬‬
‫‪ 8‬مراتب النحويين ص‪ 147‬ونق اي المزهر المبحث الماضي‪.‬‬

‫‪842 132‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫موازنة بين المذهبين‬

‫هذا وفما نىذ اليزيدي إليها فذلك نىذ إليها المبرد تواي ‪825‬هـ بىض لياقت البادية للخلىاء واألمراء‬
‫انال مكانت عندهما وبقي ناعم البال ايها وشارك ثدلبا تدليم ابن المدتز وال سيما وقد هدأت ايها المنازعة‬
‫وفادت تضع أوزارها وما أشب فةا الرجلين ‪-‬اليزيدي والمبرد‪ -‬باآلخر اي الوسائ التي أتاحت لهما طيب‬
‫الحياة ببغداد وإن اختلف زمانهما‪.‬‬
‫الحق أن اللياسة هي التي عاضدت الكوايين وأوجدت منهم رجاال فونوا مذهبا ناض المذهب البلري‬
‫ولوالها لما ثبتوا أما البلريين اي ملاجةاتهم ب ولما قهروهم اي مواطن فثيرة ظلما وعدوانا والدنيا منذ‬
‫الخليقة مملوءة باألغراض والشهوات‪.‬‬
‫والبلريون وإن لم ينلىوا اي حياتهم إال أنهم فوائوا بدد مماتهم بتىضي الدلماء لمذهبهم وببقاء أغلب‬
‫مؤلىاتهم تشيد بذفراهم أما الكوايون الم ينالوا األمرين االدلماء يرون مذهبهم اي وضد الةائق ب‬
‫ومؤلىاتهم قد أسدل التاريخ ستاره عل‪ ،‬فثير منها حت‪ ،‬فأن لم تكن لوال تراجم أطحابها التي تطلدنا عل‪،‬‬
‫مؤلىاتهم ولوال ذفرها عرضا خةال الكتب اي بدض األحيان لمناسبة ذفر خةاف‪.‬‬
‫وعل‪ ،‬ف حال اقد فان تةاقي الىريقين اي بغداد موجها أنظار الدلماء ايها إل‪ ،‬عرض المذهبين وانتقادهما‪.‬‬

‫‪842 131‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫أثر تةاقي الىريقين ببغداد اي تنويع النزعات إل‪ ،‬ثةاث‪:‬‬


‫لقد تبينت مما سلف أن الطور الثالث "طور النضوج والكمال" قد تم عل‪ ،‬يد الىريقين بدد أن توطدت‬
‫أقدامهما اي بغداد بدد منتلف القرن الثالث الهجري ومر عليهما حين من الزمن وهما يتطاحنان اي مناطرة‬
‫مذهبيهما عل‪ ،‬مرأى من الدلماء الذين تنوعت اختياراتهم حينذاك امن مؤيد البلري ومن مؤثر الكواي‬
‫ومن مازج بين المذهبين وإن ق هؤالء إذ فانت حدة الخةاف بين الىريقين مع فثرة عديهم وعظيم شأنهم‬
‫اي حياة المجتهدين من دواعي تغلب االنحياز إل‪ ،‬أحد الطراين عل‪ ،‬اختيار مذهب خليط حت‪ ،‬إذا قض‪،‬‬
‫المجتهدون نحبهم اي أواخر القرن الثالث الهجري وأسدل اللتار عليهم وانكلرت حدة الندرة الحزبية‬
‫عرض الدلماء المذهبين عل‪ ،‬بلاط البحث والنقد ااستدرضوا دعائم القواعد التي ترفزت عليها من الرواية‬
‫والشواهد واألقيلة ليتدراوا مقدار هذه القواعد من اللحة والضدف حت‪ ،‬يبتن‪ ،‬حكمهم اي االختيار عل‪،‬‬
‫أساس غير منهار وهم ما يزال ايهم ائة تلقت عن البلري وأخرى عن الكواي بينما أخذت عن الىريقين‬
‫ائة ثالثة‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أنهم بدد هذا اي أنىلهم بين محااظ عل‪ ،‬ترسم خط‪ ،‬سلى اغلبت علي النزعة الطائىية وبين منلف‬
‫تحل من قيود الحزبية ونظر إل‪ ،‬الدلم نظرة خاللة ال يشوبها عاطىة اآثر ما رجح عنده وتمذهب ب الم‬
‫يكن غريبا عل‪ ،‬من لقن عن بلري أن يجنح بدد إل‪ ،‬إيثار المذهب الكواي أو المكون منهما والدكس‬
‫بالدكس فما لم يكن بدعا عل‪ ،‬من تتلمذ لهما أن يؤازر أحدهما‪.‬‬
‫نجم عن ذلك فل أنهم اختلىوا طرائق قددا‪ 1‬اكان منهم من غلبت علي النزعة البلرية ومنهم من غلبت‬
‫علي الكواية ومنهم من جمع بين النزعتين‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫وقد قلم ابن النديم اي الىهرست "المقالة الثانية" إل‪ ،‬انون ثةاثة‪ :‬الىن األول اي البلريين والثاني اي‬
‫الكوايين والثالث اي الخالطين بين المذهبين واستدرض اي األولين علماءهما سلىهم وخلىهم المشايدين‬
‫لهم إل‪ ،‬علره‪.‬‬
‫ويقتضينا ترتيبنا اي فتابنا أن نذفر فةا من المشايدين المتأخرين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المىرد قدة بكلر القاف وتشديد الدال من مدانيها فما اي القاموس الىرقة من الناس هوى ف واحد‬
‫عل‪ ،‬حدة ومن ‪ُ { :‬فنَّا طََرائِ َق ِق َد ًدا} أي ارقا مختلىة أهوالها‪.‬‬

‫‪842 141‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫للىريقين المداطرين للجامدين بين النزعتين اي هذا الدهد اإن المجتهدين اللابقين من الملرين مض‪،‬‬
‫الحديث عنهما حين فان ف اي ملره إبان تكوين النحو ونموه ونضوج االحديث اآلن عن النحاة الذين‬
‫رارات عليهم بغداد بظلها الظلي ‪.‬‬
‫وطبدي أن البةاد اإلسةامية التي فانت ملتشراة لهذا الدلم قد تأثرت بهذه النزعات ألن بغداد فدبة الجميع‬
‫وقد نزح إليها من ملر اي ذلك الدهد عدد فبير سنذفر المشهورين منهم بدد الطوائف الثةاث الدراقية‬
‫اإليهم يرجع الىض اي دخول النحو وفتب ودراست البةاد الملرية‪.‬‬
‫ونحن اآلن بلدد الطوائف الدراقية الثةاثة غير أنا نكتىي بترجمة المشهورين اقط مع إحالة الراغب اي‬
‫االطةاع عل‪ ،‬الك عل‪ ،‬فتاب الىهرست ألن مؤرخ هذا الدهد عل‪ ،‬ما نبهنا سابقا‪.‬‬
‫اهاك أشهر الطوائف الثةاثة‪:‬‬

‫‪842 141‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من غلبت علي النزعة البلرية‬

‫من غلبت علي النزعة البلرية‪:‬‬


‫‪ -1‬الزجاج‪ :‬هو أبو إسحاق إبراهيم بن اللري ولقب بالزجاج ألن فان يخرط الزجاج نشأ ببغداد وتلق‪،‬‬
‫عن ثدلب ثم عن المبرد اي مقاب أجر مدين دائم وراع المبرد من شأن حت‪ ،‬أدب القاسم بن عبيد اهلل‬
‫الذي أخذ يناطره بدد تولي الوزارة للمدتضد ثم ساعدت األقدار وناد الخليىة المدتضد‪.‬‬
‫دخ يوما دار ثدلب اوجد مد أبا موس‪ ،‬الحامض واستطرد الحديث إل‪ ،‬ذمهما "المبرد ثم سيبوب‬
‫ويونس" ااغتاظ الزجاج وخطأ ثدلبًا اي نلف فتاب "الىليح" لما عرض ثدلب لتخطئة سيبوي اي الكتاب‬
‫إذ تدقب باعتراضات عشرة بينما فتاب الىليح فل عشرون ورقة وقد ذفرت هذه االعتراضات اي مدجم‬
‫األدباء ترجمة الزجاج فما ذفرت أيضا اي األشباه والنظائر الىن اللابع اي الجزء الرابع والمزهر النوع‬
‫التاسع مدراة الىليح‪.‬‬

‫‪842 141‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من غلبت علي النزعة البلرية‬

‫وما من ريب أن الدلبية المذهبية هي التي حملت الزجاج عل‪ ،‬تجبي ‪ 1‬ثدلب وشين فتاب حت‪ ،‬قي إن‬
‫ثدلبا فاد ينكر نلبت بدد إلي فما أنها حملت اي مقب األيا ابن خالوي ‪-‬وهو فواي النزعة‪ -‬عل‪ ،‬تخطئة‬
‫الزجاج اي اعتراضات عل‪ ،‬ما سترى اي ترجمت إن شاء اهلل‪.‬‬
‫ل مؤلىات منها‪ :‬مختلر النحو وما ينلرف وما ال ينلرف وشرح أبيات سيبوي وفتاب ادلت وأادلت‬
‫تواي ببغداد سنة ‪311‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -8‬ابن اللراج‪ :‬هو أبو بكر بن اللري نشأ ببغداد وسمع من المبرد وفان أحدث تةاميذه وقرأ علي‬
‫فتاب سيبوي ثم انلرف إل‪ ،‬علم الموسيقي لكن لم ينشب أن رجع إل‪ ،‬الكتاب والبحث اي الملائ‬
‫النحوية وبرز اي اللغة الدربية وخلف المبرد اي بغداد ول من التلانيف النحوية "فتاب األطول" "وهو‬
‫أحلنها وأفبرها وإلي المرجع عند اضطراب النق واختةاا جمع اي أطول الدربية وأخذ ملائ سيبوي‬
‫ورتبها أحلن ترتيب" وفتاب جم األطول وشرح فتاب سيبوي والموجز تواي سنة ‪312‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الزجاجي‪ :‬هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق من نهاوند قد بغداد وسمع من ابن اللراج‬
‫واألخىش والز الزجاج انلب إلي وسكن دمشق وانتىع الناس بدلم ول مؤلىات اي النحو منها‪:‬‬
‫"الجم " ولهذا الكتاب حظوة عند المغاربة تداني فتاب سيبوي عند المشارقة اتلدى الكثير لشرح‬
‫وشرح شواهده والكااي واي النحو واألدب واللغة وغيرها "األمالي" اللغرى والوسط‪ ،‬والكبرى تواي‬
‫بدمشق سنة ‪337‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬مبرمان‪ :‬هو أبو بكر محمد بن علي الدلكري سمع من المبرد‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أي جدل ينكس رأس خجةا‪.‬‬
‫‪ 8‬اي النجو الزاهرة أن تواي سنة ‪311‬هـ وذفر الذهبي أن تواي اي جمادى اآلخرة سنة ‪ 311‬وذفر ل‬
‫طاحب النجو الزاهرة من المؤلىات‪ :‬فتاب "مداني القرآن" و"االشتقاق" و"القوااي والدروض"‪.‬‬

‫‪842 148‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من غلبت علي النزعة البلرية‬

‫وأفثر من األخذ عن الزجاج وبدد طيت اي النحو إال أن فان غير وقور ضنينا بالتدليم إال مع الجزاء‬
‫المرضي ل من مؤلىات النحوية‪ :‬شرح شواهد سيبوي وشرح فتاب سيبوي ولم يتم وشرح فتاب األخىش‬
‫والتلقين تواي بدمشق سنة ‪345‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن درستوي ‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن جدىر بن درستوي الىارسي نشأ بىلا "من بةاد اارس" وأقا‬
‫ببغداد عن ابن قتيبة والمبرد وثدلب وغيرهم ثم الز المذهب البلري مع التدلب الشديد ل وتلانيى‬
‫اي غاية الجودة منها اي النحو‪ :‬اإلرشاد وأسرار النحو والرد عل‪ ،‬ثدلب اي اختةاف النحويين وأخبار‬
‫النحويين وتواي ببغداد سنة ‪347‬هـ‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي سائر الملادر واي درستوي ضبط آخر راجدهما اي وايات األعيان واي القاموس‪.‬‬

‫‪842 143‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫من غلبت علي النزعة الكواية‬

‫من غلبت علي النزعة الكواية‪:‬‬


‫‪ -1‬أبو موس‪ ،‬الحامض‪ :‬هو سليمان بن محمد ولقب بالحامض لشراست الز ثدلبا زهاء أربدين حوال ثم‬
‫خلى بدد موت وفان موهوب البيان شديد الدلبية الكواية ل اي النحو مختلر وتواي ببغداد سنة‬
‫‪315‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن األنباري‪ :‬هو أبو بكر محمد بن القاسم األنباري أقا مع أبي اي بغداد وأخذ عن وعن ثدلب‬
‫وغيرهما ثم أرب‪ ،‬عن الك لما أوتي من حااظة نادرة اقد فان يمل‪ ،‬ملنىات المبلوطة من حىظ مع‬
‫طدق الرواية ومنها اي النحو‪ :‬الكااي والواضح والموضح تواي ببغداد سنة ‪387‬هـ‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مات اي ذي الحجة ‪-‬وفان إماما اي النحو وغيره‪ -‬ومن مؤلىات "خلق اإلنلان" "فتاب الوحوش‬
‫والنبات" "غريب الحديث"‪.‬‬

‫‪842 143‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من جمع بين النزعتين‬

‫ومن جمع بين النزعتين‪:‬‬


‫‪ -1‬ابن قتيبة‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن مللم بن قتيبة الدينوري ولد بالكواة‪ 1‬ونلب إل‪ ،‬الدينور "من‬
‫بةاد اارس" لتولي القضاء بها أقا ببغداد وسمع من الزيادي واللجلتاني وابن راهوي وغيرهم وطنف‬
‫مؤلىات تشهد ل بدلو فدب منها اي النحو‪ :‬جامع النحو الكبير وجامع النحو اللغير وشهرت تغني عن‬
‫التدريف ب تواي ببغداد سنة ‪872‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -8‬ابن فيلان‪ :‬هو أبو الحلن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن فيلان "فان يحىظ مذاهب البلريين‬
‫والكوايين اي النحو ألن " أخذ عن أبوي الدباس‪ :‬المبرد وثدلب وغيرهما ثم ذاع اسم اكان درس غاطا‬
‫باألمراء واألشراف والدهماء والك لدي سواسية‪.‬‬
‫ول ملنىات اي مختلف علو الدربية منها اي النحو‪ :‬المهذب والمختار اي عل النحو والملائ عل‪،‬‬
‫مذهب النحويين مما اختلف اي البلريون والكوايون والىاع والمىدول ب تواي ببغداد سن‪811 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬األخىش اللغير‪ :‬هو أبو الحلن علي بن سليمان وقد مض‪ ،‬األخىش األفبر شيخ سيبوي واألوسط‬
‫تليمذه‪.‬‬
‫أخذ األخىش اللغير عن أبوي الدباس‪ :‬المبرد وثدلب واليزيدي وأبي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قي ببغداد‪.‬‬
‫‪ 8‬ومن أخباره‪ :‬أن مات اجاءة طاح طيحة عظيمة ثم مات اي شهر رجب وقال الدارقطني‪ :‬فان يمي‬
‫إل‪ ،‬التشبي وفةام يدل علي ‪.‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬فان يرى رأي الكرامية وذفر عن أشياء غير ذلك وفان خبيث الللان يقع اي حق فبار‬
‫الدلماء‪.‬‬
‫ومن مؤلىات ‪ :‬غريب الحديث غريب القرآن ومشك القرآن ومشك الحديث وعيون األخبار والشدر‬
‫والشدراء وإعراب القرآن وفتاب األنواء وفتاب األشربة وإطةاح الغلط وفتاب الملائ والجوابات‬
‫وفتاب الميلر والقداح وغير ذلك من الكتب المىيدة واقرأ فتب ببغداد قب واات ‪.‬‬

‫‪842 144‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫من جمع بين النزعتين‬

‫الديناء ولم يبلغ حد الكمال اي النحو اكان يتبر من اللؤال اي ول وقائع مع ابن الرومي انتهت‬
‫باللداقة ورد ملر ثم عاد إل‪ ،‬حلب ضيىا عل‪ ،‬ابن مقلة‪ 1‬ثم قى إل‪ ،‬بغداد ول ملنىات منها‪ :‬فتاب‬
‫التثنية والجمع وأخباره مدرواة تواي ببغداد سنة ‪315‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن شقير‪ :‬هو أبو بكر أحمد بن الحلين البغدادي ول فتاب مختلر اي النحو تواي سنة ‪317‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن الخياط‪ :‬هو أبو بكر محمد بن أحمد أطل من "سمرقند" قد بغداد بدد وااة المبرد وضدف‬
‫ثدلب عن اإلاادة للمم الشديد ااستمع من أترابهما وجرت بين وبين الزجاج ببغداد مناظرة وفان دمث‬
‫الخلق‪.‬‬
‫ول من الكتب‪ :‬النحو الكبير والموجز والمقنع مات بالبلرة بلنة ‪381‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬نىطوي ‪ :‬هو أبو عبد اهلل إبراهيم بن محمد المهلبي من "واسط" أخذ عن المبرد وثدلب وغيرهما ثم‬
‫انتىع الناس بدراست وفانت بين وبين ابن دريد مهاجاة ول تلانيف حلان منها اي النحو‪ :‬المقنع تواي‬
‫ببغداد سنة ‪383‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو محمد بن علي بن الحلن بن مقلة أبو علي الوزير طاحب الخط المنلوب إلي ولي بدض أعمال‬
‫اارس ثم وزر للمقتدر سنة ‪312‬هـ ثم قبض علي وطادره وحبل عامين ثم وزر بدد ذلك ثانيا وثالثا لددة‬
‫خلىاء ووقدت ل حوادث ومحن حت‪ ،‬قطدت يده وللان وحبس حت‪ ،‬مات سنة ‪382‬هـ‪.‬‬

‫‪842 145‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‬

‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‪:‬‬


‫يحار الناظر اي تدريف األسباب التي أقددت ملر عن النهوض بهذا الدلم دون مشاطرة الدراق اي إبان‬
‫مع توثق اللةات بينها وبين الدراق اي ذلك الدهد ومع‬ ‫تكوين ونشوئ حت‪ ،‬أوشك أن ينضج ويكم‬
‫واود الدرب الخلص إليها مع الىاتحين فالدرب الذين نزحوا إل‪ ،‬الدراق وفانوا مثابة لنحات اي تدوين النحو‬
‫واللير ب قدما إل‪ ،‬أن تم عل‪ ،‬أيديهم ومع وجود الدلماء الذين يدتمد عليهم وايهم غناء أي غناء بين‬
‫ظهرانيهم من أمثال عبد الرحمن بن هرمز الذي استوطن قديما اإلسكندرية حت‪ ،‬قض‪ ،‬نحب سنة ‪117‬هـ‬
‫وقد مض‪ ،‬اي الكةا عل‪ ،‬واضع النحو أن بدض الدلماء عده الواضع ل ‪.‬‬
‫وأعجب من هذا تواني الشا عن المشارفة اي هذا الدلم تلك األيا اللالىة اإن للشا بدد هذه الدواعي‬
‫الملاوية ايها ملر امتيازها عنها بالقرب من الدراق من جهة واقتراب بادية الشا منها من جهة أخرى‬
‫اكان سهةا عل‪ ،‬علماء الشا اتلالهم بها عن فثب منهم دون اغتراب وعناء‪.‬‬
‫أما بةاد األندلس ابدد الشقة بينها وبين الدراق حال دون اقتىائها الدراق حينا من الدهر وال سيما إذا‬
‫أضيف لذلك تقطع األسباب بين المشرق والمغرب اي اترات اتىق ايها أن فانت النهضة اي الدراق سائرة‬
‫إل‪ ،‬األما اي سبي االستكمال لهذا الدلم اما طىقت األندلس تشتغ بهذا الدلم إال بدد نضوج وفمال‬
‫اي الدراق‪.‬‬
‫ندم ال غرابة اي سبق الدراق القطرين وغيرهما اي مزاولة هذا الدلم اقد تواار اي الدراق أسباب متضاارة‬
‫تجدل خليقا أن يكون مهده وقد بيناها أوائ الكتاب اي الكةا عل‪ ،‬وضد زمانا ومكانا وعل‪ ،‬مشاهير‬
‫البلريين والكوايين إنما الذي نبحث عن وننشده اآلن تدرف األسباب التي أخرت ملر والشا الم تتأثر‪1‬‬
‫دمشق وحلب وال القاهرة عاجةا البلرة والكواة وبغداد‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫والذي يلوح لنا ‪-‬واهلل أعلم بالحقيقة‪ -‬أن الدراق فان دائم االتلال بالبةاد الحجازية المقدسة والرحةات‬
‫بينهما متبادلة المع أه الدراق من اللحابة ومن التابدين أحكا الدين اامتد نظرهم إل‪ ،‬ذلك األمر‬
‫الجديد أمر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬يقال‪ :‬تأثره بمدن‪ ،‬تبع أثره‪ :‬فما هنا‪.‬‬

‫‪842 142‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‬
‫اللغة والمحااظة عل‪ ،‬سةامتها حت‪ ،‬يكم لهم الشأن من جميع نواحي واي الدراق حضارة علمية تليدة‬
‫سهلت عليهم اللير اي تنظيم هذا الدلم واستكمال بنائ أما القطران اكانا اي أشد الحاجة إل‪ ،‬تدلم الدين‬
‫وعلوم اغلب عل‪ ،‬الدرب النازلين ايهما داعي الدين والناس من ورائهم الاهم القطران اي الدلو‬
‫الشرعية ونبغ ايهما أئمة اي القراءات والحديث والىق فانوا يداطرون أئمة الدراق ايها‪.‬‬
‫وقلارى القول أن القطرين لم يتجها لهذا الدلم إال بدد نشوئ ونموه وبوادر استكمال اي الدراق اهبا‬
‫يذهبان إلي أرساال‪ 1‬للتلقي عن علمائ اي أخريات أيام فما ترى‪.‬‬
‫ندم قد واد عل‪ ،‬القطرين نىر من المشارقة فاألخىش اللغير عل‪ ،‬أن ملر فانت أسبق من الشا وأفثر‬
‫واادة ولهذا اإنا نقلر الكةا عل‪ ،‬علماء ملر اي تلك الحقبة وقد تحدث عنهم الزبيدي اي "الطبقات"‬
‫بدنوان خاص بهم بدد البلريين والكوايين فما أاردهم الليوطي اي فتاب "حلن المحاضرة اي أخبار ملر‬
‫والقاهرة" بمبحث أواخر الجزء األول وقد ذفرت أخبارهم اي فتب التراجم موزعة ايها عل‪ ،‬طباق نظامها‪.‬‬
‫وال يغيب عن الذهن أن علماء هذا الدلر هم أطحاب الىض اي دخول النحو ملر دراسة وتلنيىا وقد‬
‫حملوا مدهم إل‪ ،‬ملر بدض مؤلىات المشارقة فما سترى أما نزعتهم المذهبية امرجدها إل‪ ،‬شخلية‬
‫شيوخهم وستدرف اي تراجمهم شيوخهم اللنا بحاجة إل‪ ،‬أن ندين نزعة ف فما سبق اي المشارقة وهاك‬
‫أسماء المشهورين منهم مرتبين بحلب سني وااتهم‪:‬‬
‫‪ -1‬والد‪ :‬هو الوليد بن محمد التميمي أطل من البلرة ونشأ بملر ثم رح إل‪ ،‬البلرة يطلب الدلم‬
‫اتلق‪ ،‬عن المهلبي تلميذ الخلي وعن غيره اروى فتب اللغة والنحو وحذقهما ثم قى إل‪ ،‬ملر ومد‬
‫فتب‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جمع ترس بالتحريات‪ :‬القطيع من ف شيء‪.‬‬

‫‪842 147‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‬
‫النحو واللغة التي رواها بأسانيدها اهو أول من أدخ فتب النحو واللغة إل‪ ،‬ملر وقد بورك ل اي بني‬
‫وحىدت تواي بملر سنة ‪823‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬أبو عل‪ ،‬الدينوري‪ :‬هو أحمد بن جدىر الدينوري ختن ثدلب وأطل من الدينور قد البلرة وأخذ عن‬
‫المازني فتاب سيبوي ثم دخ بغداد اقرأه عل‪ ،‬المبرد أيضا مع تحمل المةا من ثدلب ثم واد إل‪ ،‬ملر‬
‫متوطنا ول مؤلىات اي النحو منها‪ :‬المهذب تواي بملر سنة ‪821‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن والد‪ :‬هو أبو الحلين محمد بن الوليد التيمي اللابق أخذ بملر عن الدينوري وغيره ثم يمم‬
‫بغداد القي المبرد وثدلبا وجاد بالمال اي سبي نق فتاب سيبوي من المبرد وقراءت علي وبدد التزود رجع‬
‫أدراج إل‪ ،‬ملر اهو أول من أدخ فتاب سيبوي البةاد الملرية تواي بملر سنة ‪812‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن والد‪ :‬هو أبو الدباس أحمد بن محمد التميمي اللابق اهو نحوي ابن نحوي ابن نحوي شدا عل‪،‬‬
‫أبي وغيره شيئا من الدربية ثم طوب نظره إل‪ ،‬بغداد المع من الزجاج وغيره مع مداطره أبي جدىر النحاس‬
‫الملري إال إن الزجاج فان يؤثره عل‪ ،‬النحاس حت‪ ،‬فان بدد مغادرتهما بغداد يختل باللؤال ويشيد بدلم‬
‫ولذا اإنهما أقاما اي ملر عل‪ ،‬نىور دائم بينهما ومما زاد توتر الدةاقة جمع بدض ملوك ملر بينهما اي‬
‫مناظرة تلتها مناظرات احتد بينهما ايها الشجار وبلطها الليوطي اي األشباه والنظائر "الىن اللابع ان‬
‫المناظرات إلخ" اي الجزء الثالث ول فتاب االنتلار لليبوي وفتاب المقلور والممدود‪ 1‬تواي بملر‬
‫سنة ‪338‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬النحاس‪ :‬هو أبو جدىر أحمد بن محمد الملري تلق‪ ،‬مبادئ اللغة الدربية اي ملر ثم ارتح إل‪،‬‬
‫الدراق اتلق‪ ،‬عن األخىش اللغير والزجاج ونىطوي وابن األنباري وغيرهم ثم آب إل‪ ،‬ملر وقد سبق‬
‫الحديث‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬هو مطبوع‪.‬‬

‫‪842 142‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‬
‫عما حدث بين وبين ابن والد فان قوي الذافرة جيد التلنيف اي متنوع الدلو من مؤلىات اي النحو‪:‬‬
‫فتاب "المقنع اي اختةاف البلريين والكوايين" والتىاحة والكااي وغيرها مر علي المنذر بن سديد‬
‫البلوطي األندللي وهو يملي من قليدة مجنون ليل‪:،‬‬
‫خليلي ه بالشا عين حزينة تبكي عل‪ ،‬نجد لدلي أعينها‬
‫قد أسلمها البافون إال حمامة مطوقة باتت وبات قرينها‪1‬‬
‫اقال ل ‪ :‬ماذا أعزك اهلل باتا يلندان؟ اقال‪ :‬وفيف تقول أنت يا أندللي؟ اقال‪ :‬بانت وبان قرينها الكت‬
‫وحقد علي امند استنلاخ فتاب الدين وفان عل‪ ،‬علم وسدة ثقاات وشغف الناس باألخذ عن شحيح‬
‫النىس رث الهيئة جلس يوما عل‪ ،‬درج المقياس عل‪ ،‬شاطئ الني اي أيا الىيضان يقطع بيتا من الشدر‬
‫اظن بدض الدامة ساحر الني ارال برجل الم يوقف ل عل‪ ،‬خبر وذلك سنة ‪337‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مةاحظة األندللي عل‪ ،‬النحاس مذفورة اي مدجم األدباء اي ف من ترجمة النحاس وترجمة المنذر واي‬
‫نىح الطيب القلم األول الباب الخامس ترجمة المنذر واي طبقات الزبيدي ترجمة النحاس‪.‬‬

‫‪842 141‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫نشوء المذهب البغدادي عل‪ ،‬أيدي الجامدين بين النزعتين‬

‫نشوء المذهب البغدادي عل‪ ،‬أيدي الجامدين بين النزعتين‪:‬‬


‫قد مر بك أن اترة من الزمن بدد تةاقي الىريقين اي بغداد اختلف ايها اتجاهات الدلماء إل‪ ،‬ثةاثة أنحاء‬
‫وقد تمايزت طوائىهم الثةاثة تبدا الختةاف نزعاتهم وفانت الطائىة الخالطة بين النزعتين البلرية والكواية‬
‫تزاول المذهبين وتنظر ايهما نظرة غير مشوبة بالدلبية اهي ال بد واجدة رجحان هذا المذهب اي ملائ‬
‫وذلك المذهب اي ملائ أخرى وفان عم هذه الطائىة منبها بدض مداطريهم إل‪ ،‬استقراء ما طح من‬
‫القوانين النحوية دون التحيز إل‪ ،‬اريق دون آخر اجر ذلك إل‪ ،‬الخلط بين المذهبين الستخةاص مذهب‬
‫منهما مرضي علي عندهم‪.‬‬
‫ولقد اتلدت هذه الحرفة ونمت ادالجها الكثيرون حت‪ ،‬احت مكانا بين المذهبين مذهب آخر جديد‬
‫مؤلف من المذهبين بىروق قليلة اشتهر ذلك المذهب بالبغدادي إذ فانت أرض بغداد هي التي أقلت‬
‫وسمالها التي أظلت ظهرت بوافيره اي أخريات القرن الثالث الهجري عل‪ ،‬مرأى من المتنازعين من الىريقين‬
‫اي الدور األخير من أدوار سجالهم اجد الدلماء يأخذون من هذا المذهب ملألة ومن ذاك أخرى مثةا‬
‫وهكذا دواليك تبدا لما تترجح فىتها‪ 1‬عند النظر وما أه القرن الرابع الهجرى حت‪ ،‬فثرت قواعد هذا‬
‫المذهب الجديد وأيده النظار ل واشتهرت طائىة ب اقاسم المذهبين عمةا ومزاولة وشق ل سبيةا مدهما‬
‫وامتدت ب األيا قليةا احدث للنحو ب عهد جديد قض‪ ،‬أن يدتبر طورا آخر من أطواره‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الكىة‪ :‬بىتح الكاف وفلرها وتجمع عل‪ ،‬فىف بالكلر‪.‬‬

‫‪842 151‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬


‫سلف أن هذا الطور فان التمهيد إلي عل‪ ،‬أيدي الخالطين النزعتين وأن أساس المىاضلة بين المذهبين‪:‬‬
‫البلري والكواي وإيثار المختار منهما‪.‬‬
‫ولقد أمدنوا اي هذا االختيار ااططىوا ملائ ذات بال مزيجا من المذهبين عل‪ ،‬أنهم قد أسلمهم هذا‬
‫االستقراء البالغ خةال تلك األيا إل‪ ،‬الدثور عل‪ ،‬قواعد أخرى من تلقاء أنىلهم ال تمت بللة إل‪،‬‬
‫المذهبين تولدت لهم من اجتهادهم قياسا وسماعا ذلك ألن سةائق الدرب ما انىكت سليمة اي البوادي‬
‫إل‪ ،‬أواسط القرن الرابع الهجري فما تقد ومشااهة الدلماء لهم حينئذ متيلرة إما بالرحلة إليهم اي البادية‬
‫وهي دانية منهم أو باللماع منهم اي الحضر إذ فان لىيف منهم ينتجد استجداء للدطاء والتماسا للرزق‬
‫اكان ذلك المذهب اي عموم ملىقا من المذهبين مع بدض قواعد استنبطوها وعل‪ ،‬هذا املائل إما‬
‫فواية أو بلرية أو مبتكرة بيد أن ال يدزب عن الذهن أن ملائ المذهب الكواي المختارة اي أول تكوين‬
‫المذهب الجديد فانت أفثر من البلرية ألن الكوايين غلبوا عل‪ ،‬أمرهم اكان النىوذ اي بغداد لهم ولم‬
‫يلبث هذا الشأن أن تغير بدد حين ابدد موت الدلبية وانقراض المتأثرين بها رجدوا إل‪ ،‬تقدير المذهب‬
‫البلري والتنديد بالكواي والحط من حجج اابن الشجري يقول اي أمالي "المجلس اللادس" عند‬
‫القضاء اي المناظرة اللابقة بين الكلائي واألطمدي وقد عرات ما ايها ما لىظ "ولنحاة الكوايين اي أفثر‬
‫فةامهم تهاوي اارغة من الحقيقة"‪.‬‬
‫اهذا حكم يدطينا طورة طادقة عن عزوف المتأخرين عن المذهب الكواي وقد سلىت اإلشارة إل‪ ،‬شيء‬
‫من هذا عند الموازنة بين المذهبين‪.‬‬

‫‪842 151‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫من القواعد التي رفن ايها البغاددة إل‪ ،‬المذهب الكواي‪:‬‬


‫‪ -1‬إعمال اسم الملدر عم ادل فما تقد ‪.‬‬
‫‪ -8‬مجيء "بل " لةاستثناء‪.1‬‬
‫‪ -3‬إعطاء الملتثن‪ ،‬المتقد عل‪ ،‬الملتثن‪ ،‬من حكم الملتثن‪ ،‬من عل‪ ،‬سبي القياس ايلير الملتثن‪،‬‬
‫من المؤخر بدل ف ألن عا أريد ب خاص‪.8‬‬
‫‪ -4‬جواز نداء المدرف بأل اي االختيار دون التوطي إلي بأي أو اسم إشارة‪.3‬‬
‫‪ -5‬عد تنوين المنقوص الممنوع من اللرف مع الىتح حال الجر‪.4‬‬
‫‪ -2‬مراعاة لىظ الجمع اي الددد ايجرد من التاء اي نحو ثةاث حمامات‪.5‬‬
‫ومن القواعد التي عولوا ايها عل‪ ،‬المذهب البلري‪:‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫‪ -1‬عم الملدر المنون عم ادل قال تدال‪{ :،‬أ َْو إِط َْدا ٌ اي يَـ ْو ذي َم ْلغَبَة} {يَت ً‬
‫يما}‪.2‬‬
‫ومن القواعد الملتدرفة وراء الملتحلن من المذهبين‪:‬‬
‫‪ -1‬جواز تدريف الحال مطلقا خةااا للبلريين الموجبين التنكير مطلقا والكوايين إن لم يشدر بالشرط‬
‫نحو عبد اهلل المحلن أاض من المليء‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المغني الباب األول "بل " وجمع الجوامع باب االستثناء‪.‬‬
‫‪ 8‬همع الهوامع باب االستثناء‪.‬‬
‫‪ 3‬باب المنادى الرضي عل‪ ،‬الكااية وابن الناظم عل‪ ،‬األلىية‪.‬‬
‫‪ 4‬شرح ابن يديش‪ :‬ما ال ينلرف‪.‬‬
‫‪ 5‬شرح األشموني‪ :‬أول باب الددد‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة البلد اآلية‪.14 :‬‬

‫‪842 158‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫‪ -8‬جواز عد الىل بين أن المخىىة والىد المتلرف قال الرضي "وحك‪ ،‬المبرد عن البغاددة علمت‬
‫أن تخرج بالراع بةا عوض إلخ"‪.1‬‬
‫‪ -3‬جواز بناء اسم ال مع ارتباط الظرف والجار ب قال الرضي "وحك‪ ،‬أبو علي عن البغداديين أنهم‬
‫يجيزون فون الظرف والجار اي نحو ال آمر بالمدروف وال عاطم اليو من أمر اهلل من طلة المنىي المبني‬
‫إلخ"‪.8‬‬
‫‪ -4‬جواز إتباع مح المدطوف علي مع عد أطالت قال ابن هشا بدد ذفره الشرط األول للحة الدطف‬
‫علي ‪" :‬الثاني أن يكون الموضع بحق األطالة اةا يجوز هذا ضارب زيدا وأخي ألن الوطف الملتواي‬
‫لشروط الدم األط إعمال ال إضاات اللتحاق بالىد وأجازه البغداديون إلخ"‪.3‬‬
‫‪ -5‬تقدير عام النلب اي ويح وأختيها من مادتها قال خالد‪" :‬وذهب بدض البغداديين إل‪ ،‬أن "ويح‬
‫وويل وويل " منلوبة بأادال من لىظها"‪.4‬‬
‫هذا هو نمط المذهب البغدادي الذي زاول فثيرون ذفرنا بدضا منهم ايمن جمع بين النزعتين ولقد مالوا‬
‫أخيرا اي مؤلىاتهم إل‪ ،‬جد المذهب البلري أساسا وتلك اللنة سرت ايمن بددهم وما تزال إل‪ ،‬أيامنا‬
‫هذه اي أفثر الكتب النحوية‪.‬‬
‫ظ المذهب البغدادي مدة مديدة إذ فانت بغداد بلد الخةااة ومحج‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬شرح الكااية نواطب المضارع أن‪.‬‬
‫‪ 8‬شرح الكااية اسم ال النااية للجنس‪.‬‬
‫‪ 3‬المغني الباب الرابع الدطف عل‪ ،‬المح ‪.‬‬
‫‪ 4‬التلريح المىدول المطلق‪.‬‬

‫‪842 153‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫الدلماء طرا من أقاطي بةاد اإلسةا وإن فانت بغداد مضطربة األحوال اي هذا الحين باستبدال األتراك‬
‫بدد جرأتهم عل‪ ،‬الىتك بالخليىة جدىر المتوف سنة ‪847‬هـ‪.1‬‬
‫إال أن ذلك االضطراب قد نىر قلوب أه الدلم الذين فان مدظمهم من الدرب والىرس اأخذوا يتىرقون اي‬
‫البةاد شرقا وغربا زرااات ووحدانا والخةااة تزداد ضدىا عل‪ ،‬ضدف حت‪ ،‬انتثر نظمها بتغلب "بني بوي "‬
‫عل‪ ،‬أمرها وذلك عل‪ ،‬يد مدز الدولة أبي الحلين أحمد بن أبي شجاع بوي اقد دخ بغداد من جهة‬
‫األهواز اي عهد الخليىة "الملتكىي باهلل" وقبض عل‪ ،‬أزمة الدولة سنة ‪334‬هـ مع بقاء الخةااة طورية اي‬
‫بغداد‪.8‬‬
‫وقد تحاطت الدولة اإلسةامية الجديدة من هذا الوقت اي باقي األقطار وبذلك اختلت البويهية الىارسية‬
‫بالدراق واارس وخرسان إل‪ ،‬أن تغلب عليها اللةاجقة الترفية سنة ‪447‬هـ اي عهد الخليىة القائم بأمر اهلل‬
‫إذ ملك بغداد والدراق طغرلبك "محمد بن ميكائي بن سلجوق" أول ملوك الللجوقيين فما اختلت‬
‫اللامانية الىارسية بما وراء النهر والغزنوية الترفية‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬قتل مماليك األتراك باتىاق مع ولده محمد المنتلر عل‪ ،‬ذلك ألن المتوف فان أراد خلد من والية‬
‫الدهد وتقديم ابن المدتز علي ااتىق مع وطيف وموس‪ ،‬بن بغا وباغر عل‪ ،‬قتل ادخلوا علي وعنده وزيره‬
‫الىتح بن خاقات اأول من ضرب بالليف باغر ثم أخذت الليوف حت‪ ،‬هلك الاح وزيره ويحكم أمير‬
‫المؤمنين الما رآه قتيةا قال‪ :‬ألحقوني ب اقتلوه ولف وهو والىتح بن خاقان اي بلاط ثم دانا بدمائهما من‬
‫غير تغلي اي قبر واحد وذلك اي ليلة الخميس خامس شوال سنة ‪ .847‬وبويع بالخةااة بدده ابن‬
‫المنتلر محمد ويقال‪ :‬إن رأى أباه المتوف اي المنا اقال ل ‪ :‬ويحك يا محمد! ظلمتني وقتلتني واهلل ال‬
‫تمتدت اي الدنيا بددي إال أياما يليرة ومليرك إل‪ ،‬النار اانتب ازعا وقال ألم ‪ :‬ذهبت عني الدنيا واآلخرة‬
‫ومرض بدد أيا ومات بالذبحة اي أوائ ربيع األول سنة ‪.842‬‬
‫‪ 8‬راجع حوادث ‪ 334‬اي النجو الزاهرة‪.‬‬

‫‪842 154‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫بأاغانلتان والهند والحمدانية الدربية بحلب وما بين النهرين واإلخشيدية الترفية االىاطمية الدربية بملر‬
‫وبةاد المغرب واألموية الدربية باألندلس وغير هؤالء بأقاليم أخر‪.‬‬
‫وتبع هذه التقاسيم توزع الدلماء اي مختلف هذه األقطار اتنق هذا الدلم اي المدائن اإلسةامية وتدرج‬
‫االنتقال من بغداد شرقا إل‪ ،‬الدراق الدجمي اخراسان اما وراء النهر وغربا إل‪ ،‬الشا وملر االمغرب‬
‫واألندلس وقامت علماء هذه الدول الحديثة يشتغلون ب ف اي قطره عل‪ ،‬طبق ما توحي إليهم الحياة‬
‫الجديدة اأخذ المذهب البغدادي يتةاش‪ ،‬رويدا رويدا‪.‬‬

‫‪842 155‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬

‫انىراط عقد المذهب البغدادي بدد استيةاء بني بوي عل‪ ،‬بغداد‪:‬‬
‫لقد ظهر هذا المذهب ‪-‬فما عرات‪ -‬عل‪ ،‬أيدي الخالطين النزعتين أواخر القرن الثالث وبلغ أشده منذ‬
‫أوائ الرابع واستحكم شأن تلك المدة التي التأ ايها الىريقان ببغداد إل‪ ،‬أن تضدضع شأن الخةااة‬
‫الدباسية بغلبة البويهيين عليها احينذاك تمزق الشم وتىرق الدلماء وما المذهب البغدادي إال مذهب‬
‫الدلماء اي بغداد اكما انتثر جمدهم انىرط عقده‪.‬‬
‫ومن هنا يدرف أن انىراط المذهب البغدادي فان عل‪ ،‬سبي التقريب بدد منتلف القرن الرابع الهجري‬
‫وبدبارة أخرى بدد انلرا النلف األول تقريبا من عمر الدولة الدباسية‪.‬‬
‫ندم إن روح المذهب البغدادي بقي ايها ذماء‪ 1‬اي الدراق الدربي وما يلي شرقا ويقرب من غربا إل‪ ،‬حين‬
‫لتقارب هذه البةاد وتماث نزعات ذوي الشأن ايها ويرى الدلماء عل‪ ،‬حلب االططةاح المتواطأ علي‬
‫بينهم أن انىراط عقد المذهب البغدادي يدتبر حدا ااطةا بين المتقدمين والمتأخرين‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الذماء‪ :‬الحرفة والمراد بقيت حية‪.‬‬

‫‪842 152‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‬

‫تشاطر الدول اإلسةامية نهضة لهذا الدلم‪:‬‬


‫انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‪:‬‬
‫ال ريب أن انتثار عقد المذهب البغدادي الناشئ عن انحةال عروة الدولة اإلسةامية عل‪ ،‬يد البويهيين لم‬
‫يلحب تحديد الزمن الحقيقي اي الىل بين المتقدمين والمتأخرين اما برح المتقدمون قب االنتثار من‬
‫الدلماء أحياء عل‪ ،‬اختةاف اي تىاوت أزمنتهم بدد قلرا وطوال وجدير بهؤالء أن يحىظ لهم ما افتلبوه‬
‫قبل وأن يددوا اي ملاف المتقدمين وأما من نشأ‬

‫‪842 152‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‬

‫من الدلماء قبيل وامتدت أيام وعاطر من جاء بدده ايلري علي وضد ويدد اي جماعة المتأخرين‪.‬‬
‫امناط الدنوانين اي الحقيقة راجع إل‪ ،‬طول المداطرة للجي المتقد أو المتأخر ومن ثمة اعتبر الدلماء ابن‬
‫درستوي وابن األنباري ونىطوي وأندداهم من ساق المتقدمين فما اعتبروا أبا سديد الليرااي وأبا عل‪،‬‬
‫الىارسي وابن خالوي وأترابهم مقدمة المتأخرين‪.‬‬
‫يؤيد هذا ما قال الرضي استطرادا اي باب اسم المىدول لمناسبة الكةا عل‪ ،‬شروط عمل ‪" :‬وليس اي فةا‬
‫المتقدمين ما يدل عل‪ ،‬اشتراط الحال أو االستقبال اي اسم المىدول لكن المتأخرين فأبي علي ومن بدده‬
‫طرحوا باشتراط ذلك اي فما اي اسم الىاع " وهذا الذي يتىق مع الواقع اي الىل بين المتقدمين‬
‫والمتأخرين االمتأخرون عندهم يبدءون من الدلماء الذين قاموا بنهضة هذا الىن بدد انىراط المذهب‬
‫البغدادي واشتغالهم بدلم النحو اي الممالك اإلسةامية الحديثة ال تجمدهم زعامة اي قطر دون آخر طوعا‬
‫للوضع الجديد من تددد المماليك واستقةال ف بشئونها لضدف نىوذ الخةااة الدباسية إال أن هدف‬
‫الدلماء عل‪ ،‬اختةاف مواطنهم واحد ااستقروا اي أوطانهم يتشاطرون الراع من شأن هذا الدلم ويتبارون‬
‫اي االستزادة من ‪.‬‬
‫وبدثهم هذا النشاط المتواط إل‪ ،‬تقلي الملائ التي حدث ايها االختةاف بين البلريين والكوايين‬
‫وتدوينها للموازنة بين المذهبين وتلويب المليب وتخطئة المخطئ دون هوى أو مي والتاريخ ال يقول‬
‫الحق إال حين يطمئن لقول بدد مواراة أرباب الشأن اي الثرى ولهذا ظهرت اي هذه الحقبة بكثرة مؤلىات‬
‫خاطة استدرضت ما اختلف اي المذهبان ووازنت بينهما‪.‬‬

‫‪842 157‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‬

‫أما المؤلىات اللابقة عل‪ ،‬هذه الحقبة اكانت تشوبها الدلبية المذهبية وقد عرضنا للرد هذه الملنىات‬
‫عامة ايما تقد عند الكةا عل‪" ،‬نتائج المخالىة بين المذهبين" للمناسبة هناك‪.‬‬
‫والمقلود هنا أن علماء هذه الحقبة أارغوا جهدهم اي إعةاء منارة هذا الدلم ونوعوا اي ملنىاتهم ابتغاء‬
‫اإلحاطة بك ما يتل ب وااتنوا اي تلوين عرض هذا الىن بلور مختلىة وأدوا رسالتهم خير تأدية وما‬
‫اتئوا جادين اي خدمة هذا الدلم حت‪ ،‬آذنت شمس الدولة الدباسية بالمغيب سنة ‪252‬هـ القط فثير من‬
‫هذه الممالك اإلسةامية وراءها وطويت طىحاتها حينا من الدهر اوهنت ايها اللغة الدربية نىلها وخىت‬
‫طوت هذا الىن‪.‬‬
‫وبذلك انحلر الكةا اي مطلبين‪:‬‬
‫األول‪ :‬اي حالة هذا الدلم ورجال اي عهد الدول اإلسةامية الحديثة المتداطرة من عهد بني بوي إل‪ ،‬سقوط‬
‫بغداد‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬من سقوط بغداد إل‪ ،‬أيامنا الحاضرة‪.‬‬

‫‪842 152‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫مدخ‬

‫المطلب األول‪ :‬علم النحو وعلماله اي عهد الدول اإلسةامية المتداطرة‬


‫إن تددد هذه الدول الحديثة وإن فان قد ات اي عضد الدولة اإلسةامية إال أن تنااس ملوفها عل‪ ،‬اختةاف‬
‫أطولهم من اارسي وترفي وعربي حملهم عل‪ ،‬مناطرة علمائهم استكماال الستقةالهم الجديد وقد تبع ذلك‬
‫أن الدلماء أنىلهم تأثروا بهذه الروح اتغيرت تقاليدهم النلبية إذ فانوا قبلئذ ينتلبون غالبا إما إل‪،‬‬
‫أطولهم‪" :‬فالدللي والمازني والجرمي والزيادي واللحياني" أو طناعتهم‪" :‬فالهراء والزجاج‬
‫والنحاس" أو ما يتل بهم عل‪ ،‬وج ما‪" :‬فالكلائي والزجاجي" الاروا ينتلبون بددئذ بكثرة إل‪،‬‬
‫األقطار المقيمين بها أو المدن التي نشئوا ايها اقي ‪" :‬الليرااي والىارسي والرماني‪ 1‬والبغدادي‬
‫والتبريزي‪ 8‬والزمخشري واألنباري‪ 3‬والدكبري‪ 4‬واللهيلي واإلشبيلي والبطليوسي‪ 5‬والشمنتري‪2‬‬
‫والملري والحلبي والدمشقي" وما إل‪ ،‬ذلك مما ستراه فثيرا إن شاء اهلل تدال‪.،‬‬
‫عل‪ ،‬أن مما يةاحظ أن هذا النوع من النلب لقي ارتياحا من نىوس الدلماء ااتخذوه لقبا وارتضوه وبقي‬
‫عل‪ ،‬مر الزمن شدار الدلماء حت‪ ،‬علرنا الحاضر‪.‬‬
‫ااتلدت الحرفة الدلمية بدد حلرها اي دائرة ضيقة ونشطت بدد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬منلوب لقلر الرمان بواسط فما اي القاموس‪.‬‬
‫‪ 8‬بىتح التاء وقد تكلر قاعدة أذربيجان‪.‬‬
‫‪ 3‬أنبار بلد بالدراق قديم‪.‬‬
‫‪ 4‬اي القاموس‪ :‬عكبراء بىتح الباء قرية والنلبة عكبراوي وعكبري أقول‪ :‬النلب اي األول للممدود واي‬
‫الثاني للمقلور‪.‬‬
‫‪ 5‬بطليوس‪ :‬بىتح الباء والطاء والياء وإسكان الةا والواو‪ :‬بلد باألندلس‪.‬‬
‫‪ 2‬نلبة إل‪ ،‬شنتمرية مدينة اي غرب األندلس‪.‬‬

‫‪842 151‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫خمود خيم عليها حينا وقد اجتهد علماء ف مملكة اي داخلها لقلة التواط بين المماليك من فثرة الىتن‬
‫واالضطرابات اكثرت آراء الدلماء الىردية وترافمت سحب الخةااات وتنوعت التدليةات النحوية‬
‫وتضخمت المؤلىات إال أن لم يدرض مذهب جديد خاص بجمهرة اي قطر غير أن لما أقبلت األندلس‬
‫علي اي علرها الزاهر واستكانت أقطار المشرق لما انتابها استحدثت األندلس مذهبا رابدا سنذفر عن‬
‫لمحة اي موطن ‪.‬‬
‫وعل‪ ،‬الجملة اقد فان هذا الدلر ذهبيا لهذا الدلم اىي طنىت الموسوعات وافتشف المكنون من‬
‫أطداا وتدددت ألوان طوره المختلىة اي عرض الختةاف مشارب األقطار اي مناحيهم الىكرية مع إطابة‬
‫الجميع الهدف المقلود ب فان هذا الدلر فما يملي الواقع ذهبيا لدلو اللغة الدربية فااة بالرغم أن علر‬
‫ضدف وانحةال اي رابطة الدولة اإلسةامية اإن قلما عكف بدض علمائ عل‪ ،‬النحو وما يتل ب وبدضهم‬
‫عل‪ ،‬األدب وما يرتبط ب وبدضهم عل‪ ،‬اللغة وما يتبدها شأن اللابقين قبلهم اي تخللهم ب اتلدت‬
‫آااق مباحثهم وبذلوا عناياتهم اي متنوع اروع الدربية اأحاطوا بها مع اختةاف نلبي اي الدناية ببدضها دون‬
‫البدض ولذا اإن فثيرا منهم ربما عده مؤرخو الىنون مرة اي اللغويين وثانية اي النحويين وثالثة اي األدباء‬
‫ورابدة اي األطوليين "االليرااي والىارسي وابن جني والتبريزي والزبيدي والبطليوسي لغويون نحويون‬
‫طرايون أدباء" وفذا فثير منهم ممن للت اي حاجة إل‪ ،‬التدريف عن اآلن التدرف ذلك اي ترجمت ب‬
‫إن بدضهم تجاوز أاق الدلو الدربية إل‪ ،‬علو الشريدة االزمخشري لغوي نحوي طراي بةاغي أديب مىلر‬
‫متكلم وابن الحاجب أطولي نحوي طراي اقي وقد امتدت تلك الظاهرة الجديدة إل‪ ،‬من بددهم من‬
‫الدلماء ومع هذا اإن الذي سوغ لنا ذفر من نذفر اي النحويين شهرتهم الذائدة اي النحو دراسة وتأليىا‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫ندم فانت هذه األقطار مختلىة المشارب اي نهجها الدلمي تتماث وتتقارب وتتباعد بمقدار االتلال‬
‫واالنىلال اي مواقدها الذا فانت الدراق وما يليها شرقا من اارس وخرسان وما يتل بها غربا من الشا‬
‫تتشاب اي مللكها واألندلس والمغرب يتدانيان اي مأخذهما والشا وملر يتةاقيان اي موردهما وقد بدا‬
‫لنا تقليم الحديث عن هذا الدلم ورجال اي هذا المطلب عل‪ ،‬هذا االعتبار إل‪ ،‬ثةاثة الول‪:‬‬

‫‪842 121‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقا وما يقرب من غربا وعلماله‬
‫إن الغالبين عل‪ ،‬هذه البةاد وإن فانوا ممن ال يمتون إل‪ ،‬أطول عربية إال أنهم فانوا عل‪ ،‬علو اللغة الدربية‬
‫أحدب من الخلىاء قبلهم الخوا ببدر األموال اي راع منارها ومكااأة المبرزين اي علومها ب لقد حبب‬
‫إل‪ ،‬فثير من أول‪ ،‬الشأن ايهم مشارفة الدلماء اي هذا الشرف األدبي انالوا اي مرتبة محمودة ولم يىت‬
‫جلهم الحرص عل‪ ،‬أن تتوج مؤلىات علمائهم بأسمائهم امن ذلك فتابا "اإليضاح والتكملة ألبي علي‬
‫الىارسي" إذ طدرهما باالهتداء لدضد الدولة البويهي ولهما حكاية طريىة سنذفرها اي ترجمت وما ذلك إال‬
‫ألنهم يرون مما يزيد اي أبهتهم ويكبرهم اي عيون شدوبهم ولم يك علر الدولة الللجوقية بدد الدولة‬
‫البويهية بالدراق أق نلرا للنحو ولدلو اللغة اللمدرسة النظامية التي أنشأها اي بغداد نظا الملك "أبو‬
‫علي الحلن بن إسحاق بن الدباس وزير الللطان ألب أرسةان وولده الللطان ملكشاه وقت رحمة اهلل علي‬
‫سنة ‪425‬هـ"‪ .1‬األثر الحلن اي توجي الدلماء إل‪ ،‬التدليم انبغ بىضلها عدد واير من الدلماء وهي أول‬
‫مدرسة بنيت ببغداد خاطة بالتدريس اكان قبلها اي الملاجد الجامدة وجدلت ايها الرواتب للمدرسين‬
‫وللطلبة وأجريت عليهم الجرايات وسترى اي تراجم الدلماء أن منهم األساتذة ايها وأن منهم من تلق‪ ،‬بها‬
‫ثم رقي إل‪ ،‬الدراسة ايها ولم تقلر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬تراجم الوزير والللطانين ملتوااه اي وايات األعيان‪.‬‬
‫‪842 121‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫عنها شأو المدرسة النظامية اي نيلابور اكان لزاما لهذا وذاك أن فثر اإلنتاج للمؤلىات النحوية وأرب‪،‬‬
‫عدد المشتغلين بالنحو عمن فانوا قبلهم اي هذه البةاد غير أنهم ما برحوا يقتىون طرائق أسةااهم اكانوا‬
‫مرآة طادقة لهم انطبدت ايها اتجاهاتهم ألخذهم عنهم اظلت النزعات الثةاثة‪ :‬البلرية والكواية‬
‫والبغدادية وهكذا تنقلت هذه النزعات من األساتذة لمن يتلقون منهم حينا من الدهر إذ أنهم تحللوا اي‬
‫أخريات أيامهم من الوقوف اي هذا المحيط الثةاثة أو أن يبتدع رأيا جديدا بدا ل وللنا بحاجة إل‪ ،‬ذفر‬
‫أمثلة نبين ايها مختلف آرائهم اي جزئية اإن أقوال الدلماء الذين نحن بلددهم منثورة مشهورة اي فتب‬
‫النحو ولقد استمر نشاط هؤالء المشارقة إل‪ ،‬أن دهمتهم حوادث التتر الراتهم عن الدناية بهذا الدلم‬
‫وهاك مشاهيرهم مرتبين بحلب واياتهم مع ذفر بدض مؤلىاتهم‪.‬‬
‫‪ -1‬الليرااي‪ :‬هو أبو سديد الحلن بن عبد اهلل‪ 1‬نشأ بليراف "من بةاد اارس عل‪ ،‬الخليج الىارسي"‬
‫وارتح إل‪ ،‬عمان اي سبي الدلم ثم عاد إل‪ ،‬سيراف ثم اتج إل‪ ،‬علكر مكر ثم توطن بغداد وولي‬
‫القضاء ايها تلق‪ ،‬عن "ابن اللراج ومبرمان وابن دريد" وغيرهم دخ عل‪ ،‬ابن دريد مرة وهو يقول أول من‬
‫أقوى اي الشدر آد اي قول ‪:‬‬
‫تغيرت البةاد ومن عليها اوج األرض مغبر قبيح‬
‫تغير ف ذي لون وطدم وق بشاشة الوج المليح‬
‫اقال ل ‪ :‬يمكن إنشاده عل‪ ،‬وج ال إقواء اي وذلك بنلب بشاشة عل‪ ،‬التمييز وراع المليح بق وحذف‬
‫التنوين اللتقاء اللافنين اراد حت‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬فان مجوسيا واسم بهزاد اأسلم المي عبد اهلل وفان الليرااي مىتنا اي علو القراءات والنحو واللغة‬
‫والىق والىرائض والكةا والشدر والدروض والقوااي والحلاب وسائر الدلو مع الزهد والورع‪.‬‬
‫‪842 128‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫أقدده بجانب نب شأن الليرااي وخاطة اي النحو إال أن فان بلري النزعة وفان بين وبين أبي الىرج‬
‫األطبهاني ما بين المتداطرين وألف الكتب القيمة اشرح فتاب سيبوي بما لم يلبق إلي حت‪ ،‬حلده‬
‫أتراب ول فتاب أخبار النحويين البلريين وهذا الكتاب من المراجع التي اعتمدنا عليها تواي ببغداد سنة‬
‫‪322‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -8‬ابن خالوي ‪ :‬هو أبو عبد اهلل الحلين بن محمد "اي الذهبي‪ :‬ابن أحمد" نشأ بهمذان وواد إل‪ ،‬بغداد‬
‫وأخذ عن "ابن األنباري وابن دريد" وغيرهما وقرأ عل‪ ،‬الليرااي ثم توطن حلب وعطف علي سيف الدولة‬
‫ول مع المتنبي مناظرات وفان فواي النزعة قلير الباع اي النحو طويل اي اللغة يشهد بذلك ما ساق اي‬
‫انتلاره لثدلب عند رده االعتراضات الدشرة الت‪ ،‬اند بها الزجاج نلف فتاب "الىليح" فما سبق التنوي عن‬
‫ذلك اي ترجمة الزجاج وقد ذفر ردود ابن خالوي مبلوطة الليوطي بدد ذفر اعتراضات الزجاج اي األشباه‬
‫والنظائر "الىن اللابع" اي الجزء الرابع وغير خاف أن للنزعة الكواية اي نىس ابن خالوي أثرها اي الدااع‬
‫عن ثدلب ومن مؤلىات ابن خالوي اي الدربية فتاب "ليس اي فةا الدرب" تواي بحلب سنة ‪ 371‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -3‬الىارسي‪ :‬هو أبو عل‪ ،‬الحلن بن أحمد نشأ بىلا "من بةاد اارس" ثم ورد بغداد اأخذ النحو عن‬
‫"الزجاج ومبرمان وابن اللراج وابن الخياط" وغيرهم ثم طار طيت اي األقطار اإلسةامية وراع من شأن‬
‫المذهب البلري ااتل بملوفها ونال الزلى‪ ،‬عند سيف الدولة الحمداني بحلب مدة أوغرت طدر ابن‬
‫خالوي الذي فان عالم بني حمدان ولهذا لما ألف فتاب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي سائر المداجم والحادثة مذفورة أيضا اي أمالي ابن الشجري المجلس الخامس واألربدين‬
‫"والنجو الزاهرة سنة ‪."322‬‬
‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬وتواي اي هذه اللنة أبو منلور محمد بن أحمد األزهري طاحب تهذيب اللغة‪.‬‬

‫‪842 123‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫"األغىال" ذفر اي ما أغىل شيخ الزجاج تدقب ابن خالوي عائبا ما ارتآه الىارسي الم يلع الىارسي انتلارا‬
‫لنىل إال أن يلنف فتابا آخر يىند اي تدقبات ابن خالوي سماه "نقض الهاذور" ثم عاد إل‪ ،‬اارس ولقي‬
‫اقد فان عضد الدولة يىخر‬ ‫من عضد الدولة البويهي "اناخلرو" بن رفن الدولة "حلن بن بوي " اوق األم‬
‫أن غةام ولما ألف ل فتاب "اإليضاح" استلغره اأردا مغيظا بكتاب "التكملة" اقال‪" :‬غضب الشيخ‬
‫وجاء بما ال نىهم نحن وال هو" وقد اتبع أبو علي اي اإليضاح اللابقين قبل اي شواهده الم يدتمد عل‪،‬‬
‫شدر المحدثين اي أحكام بيد أن استشهد اي باب "فان" ببيت ألبي تما وهو قول ‪:‬‬
‫من فان مرع‪ ،‬عزم وهموم روض األماني لم يزل مهزوال‪1‬‬
‫وهذه المةاحظة عدت علي لكن قالوا الحام عليها أن عضد الدولة فان فثير اإلنشاد لهذا البيت ااعتماد‬
‫الىارسي علي مجاراة ل اي تقديره لحكمة البيت‪ .‬هذا وفما فان ابن خالوي واجدا عل‪ ،‬الىارسي فذلك‬
‫الليرااي فان حاقدا علي وتلك سنة المداطرة بين أه الىض ومن ملنىات الىارسي أيضا التذفرة‬
‫والملائ الحلبية والبغدادية والشيرازية والحجة اي القراءات وغيرها تواي بدد حياة حاالة بالدراسة‬
‫والتأليف ببغداد سنة ‪377‬هـ عن نيف وتلدين سنة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرماني‪ :‬هو أبو الحلن علي بن عيل‪ ،‬نشأ بالرمان "بمدينة واسط" ثم واد إل‪ ،‬بغداد اأخذ عن‬
‫الزجاج وابن دريد وابن اللراج وغيرهم ونبغ اي الدربية مؤيدا المذهب البلري مع مي إل‪ ،‬الىللىة ألن‬
‫مدتزلي وظهر ذلك اي دراست وتأليى حت‪ ،‬قال الىارسي‪" :‬إن فان النحو ما يقول الرماني اليس مدنا من‬
‫شيء وإن فان النحو ما نقول اليس مد من شيء" ومن مؤلىات اي النحو شرح فتاب سيبوي وشرح‬
‫مقتضب المبرد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬البيت من قليدة اي مدح نوح بن عمر الكلكي من فندة‪.‬‬

‫‪842 124‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫وشرح أطول ابن اللراج تواي اي بغداد سنة ‪324‬هـ‪.1‬‬


‫‪ -5‬ابن جني‪ :‬هو أبو الىتح عثمان وأبوه جني "مدرب فني" مملوك رومي للليمان بن اهد األزدي ولد أبو‬
‫الىتح بالموط ممتدا بإحدى عيني وتلق‪ ،‬عن علماء الموط ولم ينشب أن تلدر بها للدراسة ياادا امر‬
‫الىارسي علي وسأل والناس حول الم يحر جوابا اقال ل ‪" :‬تزببت وأنت حلر " اةازم بددئذ ثم خلى‬
‫بدد واات اي بغداد ومأل اسم األسماع وحذق علو اللغة الدربية وارتح إل‪ ،‬حلب فثيرا وتناظر مع‬
‫المتنبي ايها ثم توثقت بينهما أواطر المحبة ومؤلىات تبهر األاكار اإنها مع فثرتها اي غاية اإلتقان منها‬
‫اي النحو الخلائص وسر اللناعة والمذفر والمؤنث والمحتلب واللمع تواي ببغداد سنة ‪318‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الربدي‪ :‬هو أبو الحلن علي بن عيل‪ ،‬المشهور بالربدي "نلبة إل‪ ،‬ربيدة" قال ابن خلكان‪" :‬وال أدري‬
‫أهو ربيدة بن نزار أ غيره" أخذ عن الليرااي ببغداد ثم ارتح إل‪ ،‬شيراز اةاز الىارسي عشرين عاما ثم‬
‫آب إل‪ ،‬بغداد وتلدر لإلاادة غير أن شذوذه الخلقي نىر الناس من اقد تبذل اي المجون إل‪ ،‬غير حد‬
‫ودأب عل‪ ،‬قت الكةاب ومطاردتها ومن تلانيى النحوية شرح اإليضاح وشرح مختلر الجرمي تواي‬
‫ببغداد سنة ‪481‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن برهان‪ :‬هو أبو القاسم عبد الواحد بن علي الدكبري فان أول أمره منجما ثم نظر اي النحو‬
‫واشتهر اي إل‪ ،‬أن استقدم إل‪ ،‬بغداد وزيرها عميد الدين انال حظا وايرا غير أن فان سيئ البزة‪ 8‬ومع‬
‫هذا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي النجو الزاهرة سنة ‪ 324‬برع اي علم اللغة والنحو واألطول والتىلير وغيرها ول فتاب "التىلير‬
‫الكبير" وهو فثير الىوائد إال أن طرح اي باالعتزال وسلك الزمخشري سبيل وزاد علي مات ببغداد ودان‬
‫بالشونيزية "مقبرة اللالحين ببغداد"‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬البزة‪ :‬بكلر الباء الهيئة‪.‬‬

‫‪842 125‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫فان األمراء واللوقة يجلون لدين وورع تواي ببغداد سنة ‪452‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -2‬التبريزي‪ :‬هو أبو زفريا يحي‪ ،‬بن علي بن الخطيب الشيباني من تبريز "من أفبر مدن أذربيجان" هاجر‬
‫اي سبي الدلم المع من "ابن برهان وعبد القاهر الجرجاني" وغيرهما زار البةاد الملرية ولبث ايها أياما‬
‫تلق‪ ،‬عن ايها ابن بابشاذ ثم أقا ببغداد ودرس األدب بالمدرسة النظامية وطبقت شهرت األرجاء اقلده‬
‫الخلق يىيدون من عراان وملنىات الدديدة برهان طدق عل‪ ،‬تىوق اي علو اللغة الدربية منها اي النحو‬
‫مقدمة‪ .‬وشرح اللمع البن جني تجاوز اهلل عن سيئات اإن أدمن شرب الخمر ولبس الحرير وذهب الدمامة‬
‫تواي اجأة ببغداد سنة ‪518‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -1‬ملك النحاة‪ :‬هو أبو نزار الحلن بن طااي أبوه مول‪ ،‬الحلين األرموي التاجر ولد الحلن ببغداد‬
‫اأخذ النحو عن الىليحي وغيره ثم ساار إل‪ ،‬واسط وإرب وخراسان وفرمان‪ 3‬وغزنة وقلد الشا البث‬
‫اي دمشق مدة طويلة وخرج منها ثم عاد إليها ورغد عيش ايها برعاية نور الدين محمود بن زنكي فان مدتزا‬
‫بنىل ااستخف بمن قبل لقب نىل ملك النحاة وفان يلخط عل‪ ،‬من ال يخاطب بذلك ومن ملنىات‬
‫النحوية "الحاوي والدمدة والملائ الدشر المتدبات إل‪ ،‬الحشر" وقد تحدى بها علماء الدلر وهي‬
‫مذفورة بنلها اي سىر اللدادة لللخاوي ونقلها الليوطي عن اي األشباه والنظائر "الىن اللابع" وممن‬
‫أجاب عنها ابن بري الملري وستأتي ترجمت تواي الملك بدمشق سنة ‪532‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اي النجو الزاهرة‪ .‬فان إماما ااضةا نحويا واي شراسة ولم يلبس سراوي قط وال غط‪ ،‬رأس أبدا ومات‬
‫ببغداد اي جمادى األول‪ ،‬سنة ‪.452‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬اي النجو الزاهرة‪ .‬فان إماما اي علم الللان رح إل‪ ،‬الشا وقرأ اللغة عل‪ ،‬أبي الدةاء المدري وسمع‬
‫الحديث وحدث وأقرأ اللغة ومات اي جمادى اآلخرة سنة ‪ 511‬ول إحدى وثمانون سنة‪.‬‬
‫‪ 3‬فرمان بىتح الكاف وقد تكلر أو هو لحن إقليم بين اارس وسجلتان وبلد قرب غزنة وإرب فإثمد بلد‬
‫قرب الموط ‪.‬‬

‫‪842 122‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫‪ -11‬الزمخشري‪ :‬هو أبو القاسم محمود بن عمر جار اهلل ولد بزمخشر "بلد بخوارز " وتلق‪ ،‬عن‬
‫النيلابوري وغيره ثم أرب‪ ،‬عل‪ ،‬من تقدم وغدا اإلما المدلم اي فثير من الىنون اشدت إلي الرحال‬
‫وفان مدتزلي الدقيدة ومؤلىات بأيدينا تغنينا عن اإلشادة بمدارا منها اي النحو‪" :‬النموذج‪ 1‬واألمالي‬
‫والمىرد والمؤلف والمىل " وعني الدلماء بالمىل شرحا وتدليقا امن أشهر شروح شرح ابن يديش‬
‫وشرح األندللي ولما وط بغداد قاطدا الحج احتى‪ ،‬ب ابن الشجري وتبادال تحية يجم باألدباء تدراها‬
‫اي ترجمتيهما وبدد أن جاور حر مكة مدة قى إل‪ ،‬وطن امات ب سن ‪532‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -11‬ابن الشجري‪ :‬هو أبو اللدادات هبة اهلل بن عل‪ ،‬الشريف البغدادي قال ياقوت‪" :‬نلب إل‪ ،‬بيت‬
‫الشجري من قب أم " أخذ عن ابن طباطبا والتبريزي وغيرهما ثم تىرد بالزعامة اي بغداد اقد تواار اي‬
‫من فر النجار وغزارة الدلم وحلن الحظ ما هيأها ل ‪.‬‬
‫ومن تلانيف ابن الشجري "األمالي" وهو سىر ممتع مشتم عل‪ ،‬انون من اآلداب أمةاه اي أربدة وثمانين‬
‫مجللا وقد التمس سماع من ابن الخشاب اآلتي ذفره ولما لم يجب إل‪ ،‬سماع اأحىظ حت‪ ،‬إذا وقف‬
‫علي خطأه اي فثير مما اي اأحنق ابن الشجري ونهض للرد علي اي ف ردوده وألف من ذلك فتابا سماه‬
‫"االنتلار" وهو عل‪ ،‬طغر حجم مىيد جدا ومن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح اللمع البن جني وما اتىق لىظ‬
‫واختلف مدناه تواي ابن الشجري بالكرخ من بغداد سنة ‪548‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬النموذج بىتح النون والذال وهو مثال الشيء الذي يدم علي وهو تدريب نموذه‪.‬‬
‫‪ 8‬وفان يقال ل ‪ :‬جار اهلل ألن جاور بمكة المشراة زمانا وقرأ بها عل‪ ،‬ابن دهاس الذي يقول‪:‬‬
‫لوال ابن دهاس وسابق اضل رعيت هشيما واستقيت ملردا‬

‫(‪)/‬‬

‫"من الترطيد وهو اللقي دون الري"‪.‬‬

‫‪842 127‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫‪ -18‬ابن الخشاب‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن أحمد البغدادي أخذ النحو عن الجواليقي والىليحي وابن‬
‫الشجري وغيرهم حت‪ ،‬عد من أعلم أه وقت اي مع الحظوة الكبرى اي سائر الىنون اذاع اسم وفان‬
‫حلن الخط والحظ اانتىع الناس ب إال أن فان بخيةا متبذال اي ملبل قلي المباالة بالمحااظة عل‪،‬‬
‫ناموس الدلم لم يتزوج ولم يتلر ول ملنىات اي النحو وغيره امن النحوية‪ :‬شرح جم الزجاجي والرد‬
‫عل‪ ،‬ابن بابشاذ وغيرهما تواي ببغداد سنة ‪527‬هـ‪.‬‬
‫‪ -13‬ابن الدهان‪ :‬هو أبو محمد ناطح الدين سديد بن المبارك البغدادي أخذ عن مشايخ الدلر ثم عد‬
‫اي أعةا بغداد اكان يقال اي علره‪ :‬النحويون ببغداد أربدة‪" :‬الجواليقي‪ 1‬وابن الشجري وابن‬
‫الخشاب وابن الدهان" ول ملنىات نحوية منها‪ :‬شرح اإليضاح والتكملة ألبي علي والىلول الكبري‬
‫والىلول اللغرى والدروس وغيرها‪.‬‬
‫خرج من بغداد قاطدا دمشق ااعترض اي الطريق بالموط وزيرها جمال الدين األطىهاني وقيده‬
‫بإحلان اأقا اي فنى إل‪ ،‬أن مات بها سنة ‪521‬هـ ول خمس وسبدون سنة‪.‬‬
‫‪ -14‬األنباري‪ :‬هو أبو البرفات عبد الرحمن فمال الدين بن محمد األنباري سمع من أبي اي األنبار ثم‬
‫نزح إل‪ ،‬بغداد وتدلم بالمدرسة النظامية اأخذ عن الجواليقي والز ابن الشجري ثم تبحر اي علو اللغة‬
‫الدربية مع الزهد والورع والدبادة وتيمن الناس ب اتخرج عل‪ ،‬يده الكثير وفان محمود الليرة وخلف‬
‫ملنىات متنوعة نالت رواجا ولنقتلر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجم الشيخ لثةاثة ولم يترجم للجواليقي‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫وهو موهوب بن أحمد بن محمد الجواليقي الشيخ أبو منلور سمع الحديث ببغداد وقرأ األدب اأفثر‬
‫وانته‪ ،‬إلي علم اللغة ودرس النحو والدربية بالمدرسة النظامية بدد أبي زفريا التبريزي الما ولي المقتىي‬
‫الخةااة اختل وجدل إماما اكان غزير الدلم طوي اللمت متواضدا مليح الخط تواي اي المحر سنة‬
‫‪541‬هـ‪.‬‬

‫‪842 122‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫ويرقمها وال أعلم ه فان يتداط‪ ،‬ذلك بنىل أ فان اي آبائ من يتداط‪ ،‬ذلك انلب ل واهلل أعلم" تواي‬
‫المطرزي بخوارز سنة ‪211‬هـ‪.‬‬
‫‪ -12‬الكندي‪ :‬هو أبو اليمن زيد تاج الدين بن الحلن ولد ببغداد وتلق‪ ،‬الدلو عن جلة الدلر اقرأ‬
‫ثم‬ ‫النحو عل‪ ،‬ابن الشجري وابن الخشاب وغيرهما ثم قلد حلب للتجارة منها إل‪ ،‬بةاد الرو مدة طوي‬
‫رح إل‪ ،‬دمشق وايها طاب ل المقا اي فنف األمير "اروخشاه" ابن أخي الللطان طةاح الدين األيوبي‬
‫حت‪ ،‬استوزره ادرس وأااد وازدحم الطةاب عل‪ ،‬األخذ عن وسمع من الملك عيل‪ ،‬األيوبي طاحب‬
‫دمشق فتاب سيبوي وشرح البن درستوي وإيضاح الىارسي تواي اي شوال بدمشق سنة ‪213‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -17‬الدكبري‪ :‬هو أبو البقاء عبد اهلل الضرير بن الحلين أطل من عكبرا "بليدة عل‪ ،‬دجلة اوق بغداد"‬
‫ولد ببغداد وتلق‪ ،‬النحو عن ابن الخشاب وغيره ثم حاز قلب اللبق اي علو اللغة الدربية حت‪ ،‬لم يكن‬
‫اي آخر حيات من مداطري من يضارع ايها وتلدر لتدليم الناس وغلب علي اتجاه إل‪ ،‬النحو وقد‬
‫سبق أن فواي المذهب ول ملنىات مىيدة منها اي النحو‪" :‬شرح اإليضاح ألبي علي وشرح اللمع البن‬
‫جني وشرح المىل للزمخشري والتبيين اي ملائ الخةاف بين البلريين والكوايين" ومضت فلمة عن‬
‫هذا الكتاب عند ذفر ملائ الخةاف بين الىريقين تدرات منها أن هذا الكتاب يظن ظنا ملامتا لليقين أن‬
‫آثر المذهب الكواي اي فثير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬
‫‪ 1‬تواي ول ‪ 13‬سنة وشهران ألن ولد اي شدبان سنة ‪ 581‬وحىظ القرآن وهو ابن سبع سنين وفم‬
‫القراءات الدشر ول عشر سنين‪ .‬قال الذهبي‪" :‬وفان أعل‪ ،‬أه األرض إسنادا اي القراءات اإني ال أعلم‬
‫أحدا من األئمة عاش بدد ما قرأ القراءات ثةاثا وثمانين سنة غيره هذا مع أن قرأ عل‪ ،‬أسن شيوخ الدلر‬
‫بالدراق ولم يبق أحد ممن قرأ علي مث بقائ وال قريبا من ثم إن سمع الحديث عل‪ ،‬الكبار وبقي ملند‬
‫الزمان اي القراءات والحديث"‪.‬‬

‫‪842 171‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬

‫مما اي يشهد لقوة هذا الظن ما ذفره الدكبري نىل اي شرح لديوان المتنبي عند المناسبة لذفر‬
‫الخةاف اكما عزز األنبارى المذهب البلري عزز الدكبري المذهب الكواي‪.‬‬
‫تواي رحم اهلل ببغداد "اي شهر ربيع من سنة ‪212‬هـ وقد قارب الثمانين"‪.‬‬
‫‪ -12‬ابن الخباز‪ :‬هو أحمد الضرير بن الحلين نشأ بإرب وتلق‪ ،‬الدلم بالموط واشتهر قدره ومن‬
‫ملنىات النحوية النهاية وشرح ألىية ابن مدط تواي بالموط سنة ‪237‬هـ‪.‬‬
‫اإنها فانت تح الدلماء وتحبوهم وقد عرات اي ترجمة الكندي أن األمير "اروخشاه" أحلن واادت اي‬
‫دمشق واستوزره وبوأ ل مقاما رغيبا ايها حت‪ ،‬قض‪ ،‬نحب وأن الملك "عيل‪ "،‬األيوبي تلق‪ ،‬عن فتاب‬
‫سيبوي وشرح وإيضاح الىارسي فما تلق‪ ،‬عضد الدولة عن الىارسي من قب ب إن هذا الملك بلغ حب‬
‫للدربية وإجةال لذويها "أن قد شرط لك من يحىظ المىل للزمخشري مائة دينار وخلد احىظ لهذا‬
‫اللبب جماعة"‪.1‬‬

‫(‪)/‬‬
‫لهذا نشأ بالقطرين اي هذا الدهد بدض علماء النحو الذين أخذوا عن أسةااهم من القطرين اكانوا يقتىون‬
‫فمن سبقهم من الدلماء مذاهب الدراقيين ألنهم تلقوا نحوهم عنهم قب إقىار المشرق من هذا الدلم‬
‫وعلمائ وقد توارد إليهم اي هذا الحين ائة من المغاربة واألندلليين اي عهد الدولتين‪ :‬الىاطمية واأليوبية‬
‫وليس بخاف أن المشتغلين بالنحو اي القطرين لهذا الدهد وإن زادت نلبتهم عن سابقيهم نلبيا اقد فانوا‬
‫قليلي الددد ولم تمتد أيامهم عل‪ ،‬أن الشا فانت أوفس نليبا من ملر لكثرة الشغب بها من عدوان‬
‫اللليبيين والتتر حينا بدد آخر حت‪ ،‬آل األمر إل‪ ،‬المماليك وولَّ‪ ،‬المللمون وجوههم شطر القطرين بدد‬
‫أن علىت الدواطف بالخةااة حدثت نهضة جديرة بالتقدير لهذا الدلم والكةا عليها اي المطلب الثاني‬
‫إن شاء اهلل ودونك أشهر الدلماء اي القطرين مرتبين عل‪ ،‬حلب واياتهم‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع ترجمة الملك عيل‪ ،‬اي وايات األعيان واي شذرات الذهب‪.‬‬

‫‪842 171‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬

‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬


‫قد مض‪ ،‬أن القطرين اي علورهما األول‪ ،‬لم يكونا مهدا وثيرا للنحو فما فانت بةاد المشرق وحانت منهم‬
‫التىاتات اي أخريات األيا إل‪ ،‬النحو اظدنوا إل‪ ،‬الدراق وسمدوا من علمائ ثم نشروه اي القطرين غير‬
‫أنهم فانوا يددون عل‪ ،‬األطابع وقد ذفرنا أشهرهم سابقا‪.‬‬
‫واي غضون هذه المدة وقبيلها وبديدها ورد بدض علماء الدراق الشا فالزجاجي والىارسي وابن خالوي وابن‬
‫جني وبدضهم ملر فالتبريزي اقد عرات اي ترجمت أن أقا بملر اترة من الزمن تلق‪ ،‬عن ايها ابن‬
‫بابشاذ وبدضهم القطرين غير أن ورود الدلماء إل‪ ،‬القطرين يدتبر فرحةات اي بةادهم اإلسةامية اةا يترتب‬
‫علي آثار تجد القطرين فالدراق مبدث الدلم‪.‬‬
‫ندم فان لتشجيع بني حمدان اي الشا وتمجيدهم الدروبة وعلماءها ألنهم عرب الداعي القوي اي تحبيب‬
‫الدلماء اإلقامة اي الشا اقد سبق أن ابن خالوي توطنها اي ذرا سيف الدولة حت‪ ،‬تواي بحلب ومن قبل‬
‫الزجاجي الذي ما برح الشا حت‪ ،‬تواي بدمشق ومن بدده ملك النحاة الذي ندم بخىض الديش اي دمشق‬
‫تحت ظةال نور الدين محمود بن زنكي فما عرات اي ترجمت ‪.‬‬
‫ظ القطران فذلك حت‪ ،‬قيضت لهما دولة الىاطميين التي فانت أوار عناية مما قبلها وبخاطة اي‬
‫الدواوين إذ فانت تدمد إل‪ ،‬تديين المراقب عليها ممن عرف بالنحو وعلو اللغة الدربية اةا تلدر مكاتبتها‬
‫إال بدد وقوا عليها وموااقت عل‪ ،‬ما ايها ألن الدولة عربية وممن تول‪ ،‬هذا المنلب ايها ابن بابشاذ وابن‬
‫بري ثم أعقبتها الدولة األيوبية ولم تقلر شأوا عنها اي هذا المضمار وإن فانت فردية األط ‪.‬‬

‫‪842 178‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬

‫أشهر نحاة القطرين‪:‬‬


‫‪ -1‬الحواي‪ :‬هو أبو الحلن علي بن إبراهيم وأطل من شبرا النخلة "من حوف بلبيس" بمحااظة الشرقية‬
‫ورد القاهرة المع من أبي بكر األداوي وبدض علماء المغرب الذين نزحوا إل‪ ،‬القاهرة وسرعان ما اشتهر‬
‫علم وأدب اتلدر إلقراء الدربية وطنف اي النحو "الموضح" استوا‪ ،‬اي الدل واألطول وقد الحظ‬
‫علي ابن هشا اي مقدمة فتاب "مغني اللبيب عن فتب األعاريب" ارط عنايت بإعراب الواضحات فالمبتدأ‬
‫والخبر والىاع ونائب والجار والمجرور والداطف والمدطوف مما ال حاجة إلي تواي سنة ‪431‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن بابشاذ‪ :‬هو أبو الحلن طاهر بن أحمد الملري وأطل من الديلم ولد ونشأ بملر ثم واد إل‪،‬‬
‫الدراق لتجارة اللؤلؤ اجنحت نىل إل‪ ،‬تلقي الدلم عن علمائ واتح علي ثم قى إل‪ ،‬ملر وتلدر لإلاادة‬
‫اي جامع عمرو بن الداص وتول‪ ،‬ديوان اإلنشاء للىاطميين حت‪ ،‬ال يخرج من فتاب إال بدد عرض علي ول‬
‫ملنىات نحوية منها شرح الجم للزجاجي وشرح األطول البن اللراج والتدليق المشهور بتدليق الغراة‬
‫وقد انقطع آخر أيام لدبادة اهلل اي جامع عمرو وعةا سطح اي ليلة مقمرة وبديني بقية من النو ازلت‬
‫قدم ومات سنة ‪421‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -3‬ابن بري‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن بري الملري وأطل من المقدس ولد ونشأ بملر اأخذ عن‬
‫الشنتريني النحوي وغيره وشاع علم اانتىع بالتلقي عن خلق فثير ورأس ديوان الرسائ فابن بابشاذ ول‬
‫ملنىات نحوية منها جواب الملائ الدشر التي سأل ملك النحاة فما تقد اي ترجمت ومع طول باع اي‬
‫علو اللغة فان يرس فةام فيىما‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬بابشاذ فلمة أعجمية بلكون الباء الثانية أو فلرها وبإعجا الذال أو إهمالها مدناها الىرح واللرور‪.‬‬

‫‪842 173‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬

‫اتىق وفانت اي غىلة عجيبة اي غير الدلم تواي بملر اي شوال سنة ‪528‬هـ ول ثةاث وثمانون سنة‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن مدط‪ :‬هو أبو الحلين يحي‪ ،‬زين الدين بن عبد المدطي بن عبد النور الزواوي ولد بالمغرب من‬
‫قبيلة زواوة سمع من الجزولي وابن علافر ثم رح إل‪ ،‬دمشق واستوطنها وايها انتىع الخلق بدلم دراسة‬
‫وتلنيىا ثم أرغب الملك الكام األيوبي اي القدو إل‪ ،‬ملر اتلدر بالجامع الدتيق لدراسة النحو واألدب‬
‫عل‪ ،‬أجر جزي ومن ملنىات النحوية "األلىية" التي أشار إليها ابن مالك اي ملته ألىيت وشرح الجم‬
‫للزجاجي تواي اي ذي القددة بالقاهرة ودان بالقرب من اإلما الشاادي سنة ‪282‬هـ‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ -5‬ابن يديش‪ :‬هو أبو البقاء يديش مواق الدين بن علي بن يديش نشأ بحلب وتلق‪ ،‬النحو عن اتيان‬
‫الحلبي وغيره ثم ارتح إل‪ ،‬بغداد أمةا اي اللماع من فمال الدين األنبارى لكن شاء القدر أن ال يراه اقد‬
‫تواي قبي وطول إل‪ ،‬بغداد ادرج عل‪ ،‬الموط ولبث بها مديدة ثم عاد إل‪ ،‬حلب ولما عز عل‪ ،‬التلدر‬
‫لإلقراء رح إل‪ ،‬دمشق االتق‪ ،‬بالشيخ تاج الدين الكندي اللالف ترجمت ثم سأل عن ملائ فثيرة ومنها‬
‫إعراب ما ذفره الحريري اي المقامة الرحبية الداشرة وهو "حت‪ ،‬إذا ألأل األاق ذنب اللرحان وآن انبةاج‬
‫الىجر وحان" ااستبهم اإلعراب عل‪ ،‬الكندي ثم قال ل ‪ :‬أردت إعةامي بمكانتك وفتب بخط شهادة‬
‫بالثناء علي ثم قى ابن يديش بدد هذا التطواف إل‪ ،‬بلدة "حلب" واستقر ايها لإلاادة اانتىع الناس ب حت‪،‬‬
‫دان ل رلسالها بالتلمذة ول شرح عل‪" ،‬المىل " اي غاية الجودة وشهرت تغني عن التدريف ب ولوال‬
‫ضيق المجال لكتبت فلمة عن أعرض ايها مزاياه وقد أااض اي ترجمة ابن يديش تلميذه ابن خلكان اي‬
‫وايات األعيان اقد تلق‪ ،‬عن مدظم فتاب "اللمع" البن جني وندت بالدلم والظرف والكياسة وخىة الروح‬
‫تواي رحم اهلل بحلب "اي جمادى األول‪"،‬‬

‫‪842 174‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬

‫ودان بتربت بالمقا المنلوب إل‪ ،‬سيدنا إبراهيم الخلي علي اللةاة واللةا سنة ‪243‬هـ "ول تلدون‬
‫سنة"‪.‬‬
‫‪ -2‬اللخاوي‪ :‬هو أبو الحلن علي علم الدين بن محمد ولد اي سخا "بمديرية الغربية" تلق‪ ،‬الدلم عن‬
‫البوطيري وغيره ثم انتق إل‪ ،‬دمشق وسمع من الكندي وغيره وأرب‪ ،‬عل‪ ،‬مداطري مع الخةال الحميدة‬
‫اازدحم الطةاب علي اي جامع دمشق ومن تلانيى النحوية شرح أحاجي الزمحشري وشرحان للمىل‬
‫ول ألغاز اي النحو بديدة تواي بدمشق سنة ‪243‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -7‬ابن الحاجب‪ :‬هو أبو عمر عثمان جمال الدين بن عمر الكردي األط المشهور بابن الحاجب ألن‬
‫أباه فان حاجبا لألمير عز الدين موسك اللةاحي بالقاهرة ولد ابن الحاجب بأسنا ثم تدهده أبوه بالقاهرة‬
‫احىظ القرآن ولما ييىع وتلق‪ ،‬الدلو عن الشاطبي‪ 8‬وغيره اتبحر اي الدربية حدثا ثم انتق إل‪ ،‬دمشق‬
‫اأفب الناس علي اي متنوع الىنون إال أن غلب علي النحو وتردد مرارا أما قاضي الشا ابن خلكان‬
‫بلبب أداء شهادات اكان يلأل عن مشاف اي الدربية ذفر بدضا منها اي ترجمت اي وايات األعيان ثم‬
‫عاد إل‪ ،‬القاهرة وتلدر بالمدرسة الىاضلية ثم انتق إل‪ ،‬اإلسكندرية فان رحم اهلل أطى‪ ،‬الناس ذهنا‬
‫وأقدرهم بيانا مع اإليجاز اشتهر بالتلانيف المختلرة المنقحة اي جملة من الدلو ورزقت ملنىات القبول‬
‫امنها اي النحو‪" :‬اإليضاح" شرح المىل للزمخشري و "األمالي" الذي هو الغاية اي الدقة "والكااية"‬
‫وشرحها والكااية عل‪ ،‬وجازتها حوت مقاطد النحو بأسرها اةا غرابة أن يتلابق حذاق النحاة اي شرحها‬
‫ويضيق المقا عن استيداب شروحها واي فشف الظنون تىليلها وممن شرحها‪ :‬الرضي والجامي‬
‫وسنذفر نبذة عن هذين الشرحين اي ترجمة أطحابهما تواي رحم اهلل اي "شوال" باإلسكندرية سنة‬
‫‪242‬هـ ول ست وسبدون سنة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬اي النجو الزاهرة‪ .‬فان إماما عةامة مقرئا محققا مجودا بليرا بالقراءات ماهرا اي النحو واللغة إماما اي‬
‫التىلير شيخا للقراء بدمشق مات اي جمادى اآلخرة سنة ‪ 423‬ول خمس وثمانون سنة‪.‬‬
‫‪ 8‬الشاطبي تواي سنة ‪ 711‬اكيف يتلق‪ ،‬عن وقد تواي قبل بأربع وأربدين ومائة سنة‪.‬‬

‫‪842 175‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬


‫تباعد الشقة بين هذه البةاد وبين الدراق مهد النحو قض‪ ،‬عليها أن تتأخر ردحا من الزمن عن اقتىائها الدراق‬
‫وعناية الوالة عل‪ ،‬األندلس من قب بني أمية منذ اتح سنة ‪13‬هـ منلراة‬ ‫اي مزاولت إل‪ ،‬أن نضج وفم‬
‫إل‪ ،‬إخضاع البةاد للخةااة احلب ندم لما استقلت بنو أمية باألندلس عل‪ ،‬يد عبد الرحمن الداخ طقر‬
‫قريش سنة ‪132‬هـ وتوطد ايها الملك ل ولدقب من بدده استقبلت األندلس عهدا جديدا وبدأت الحرفة‬
‫الدلمية ايها بىض مناطرة بني أمية اللغة جريا عل‪ ،‬دأب بني أبيهم اي المشرق اأرغبوا الدلماء اي الدلم‬
‫وفاائوهم عل‪ ،‬دراستهم وتلنيىهم ااستحث ذلك دول المغرب الت‪ ،‬فانت تموج باالضطرابات آنئذ ألنها‬
‫دول عربية تقدس الكتاب الكريم وتحدب عل‪ ،‬اللغة الدربية لغة الدين اىي المغرب األقل‪ ،‬دولة األدارسة‬
‫الدلوية نشأت عل‪ ،‬يد إدريس بن عبد اهلل بن حلن اي مدينة "وليلي" سنة ‪178‬هـ وضمت إليها بةاد‬
‫تلملان واي شمال إاريقية دولة األغالبة التي أسلها إبراهيم بن األغلب التميمي المتوا‪ ،‬سنة ‪124‬هـ‪.‬‬
‫ثم قامت عل‪ ،‬أنقاض الدولتين الدولة الىاطمية واحتازات المغرب سنة ‪817‬هـ وامتد نىوذها من المحيط‬
‫األطللي إل‪ ،‬ملر سنة ‪352‬هـ انهضت المغرب تجاري األندلس بحكم قرب الجوار واتحاد اللغة‬
‫والدين لذلك تجشم أاراد من األندلس والمغرب األسىار إل‪ ،‬المشرق ورووا عن علمائ واقتبلوا من‬
‫مداراهم إذ لم يكن اي مقدورهم الرحةات إل‪ ،‬البوادي‬

‫‪842 172‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫ومشااهة األعراب ايها فما طنع المشارقة وقىلوا إل‪ ،‬المغرب واألندلس مزودين بدلو المشارقة زيادة عل‪،‬‬
‫ما جلبوا مدهم من مؤلىاتهم إال أن فان للمغاربة اض اللبق عل‪ ،‬األندلليين لقرب بةادهم من المشرق‬
‫وبدد األندلليين من وستقف عل‪ ،‬هذا عند الكةا عل‪ ،‬تراجم الىريقين قريبا‪.‬‬
‫وقد تجاوب مع هذه الرحةات المشرقية اي راع شأن اللغة الدربية تقاطر المشارقة وتوااد فثير من علمائهم‬
‫إل‪ ،‬المغرب واألندلس لتواار المرغبات اي النزوح إليهما ماديا وأدبيا وممن ورد األندلس أبو علي القالي‬
‫الذي رعاه أحلن رعاية "الحكم الملتنلر" ولي عهد أمير المؤمنين عبد الرحمن الناطر سنة ‪331‬هـ‬
‫وأحلن مثواه حت‪ ،‬لقي رب اي األندلس وتواي بقرطبة سنة ‪352‬هـ‪.‬‬
‫اتولد من هذين الداملين حرفة اي علم النحو اي ظ األمويين واألغالبة والىاطميين واطرد نموها وازدهرت‬
‫اي آخر عهدهم وازداد ازدهارها اي علر ملوك الطوائف الذين قاموا عل‪ ،‬أنقاض األمويين وتقاسموا بةاد‬
‫األندلس بينهم من سنة ‪482‬هـ اإنهم فانوا يتبارون اي تقدير الدلم وأهل حت‪ ،‬فان منهم الدلماء‬
‫والمؤلىون واي خةال تلك الحقبة هبت نلمة من األندلس عل‪ ،‬بةاد المغرب انتدشت ايها اظهر اي‬
‫األندلس والمغرب علماء ضارعوا علماء المشرق وانتشرت دراسة النحو اي سائر المدن وفادت األندلس‬
‫تحكي طورة الدراق اي علره الزاهر اكان غير عجب أن لما الدت اللليقة بالبادية أواسط القرن الرابع‬
‫الهجري وانلرف علماء المشرق إل‪ ،‬درس ما حىظوه ودونوه من فةا الدرب أن يلنع فذلك بدد حين‬
‫المغاربة واألندلليون اي اجتزائهم بما نقلوا من أللنة وفةا الدرب المروي لهم عن علماء المشارقة‬
‫والقواعد التي تلقنوها منهم الم يرتحلوا بدد إل‪ ،‬المشارقة وعكىوا عل‪ ،‬ما حللوا علي وطدقوا الدزيمة‬
‫اي تثمير ما عندهم‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫وتقضي البداهة أن إندا الىكر اي الملائ موح وملهم باستكمال بدض‬

‫‪842 177‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫النقص الىائت وهكذا ما فان من األندلليين بدد استغنائهم عن المشارقة واعتمادهم عل‪ ،‬أنىلهم اإنهم‬
‫عدلوا عن بدض آراء المشارقة اي النحو وخالىوهم اي منهاج تدليم وتدوين واستدرفوا عليهم ملائ‬
‫ااتتهم وبذلك استحدثوا مذهبا رابدا عرف بمذهب المغاربة أو األندلليين ظهرت مبادئ من أوائ القرن‬
‫الخامس الهجري الذي يدد بحق اجر النهضة النحوية اي هذه البةاد ولقد فانت نهضة رائدها المقة‪1‬‬
‫المحضة لهذا الىن اي تلك البةاد المحرومة من زمنا طويةا ومن ذلك الحين قرروا فتاب سيبوي ‪.‬‬
‫فتاب سيبوي عندهم‪:‬‬
‫لكتاب سيبوي عندهم منذ اجر النهضة الدلمية بينهم المكانة المقدسة اجدوا وتحملوا المشاق واألخطار‬
‫اي ارتحالهم من بةادهم إل‪ ،‬المشرق للحلول عل‪ ،‬طورة من وإنها لمشقة ال تله إال عل‪ ،‬هؤالء الذين‬
‫أحبوا الدلم للدلم والرغبة الخاللة ال يحول دونها حاجز وإن تدذر اجتيازه وسيأتي ذفر أعةا منهم‬
‫استطاعوا نقل من الشرق اي اجر النهضة عندهم اتكاثرت نلخ بددئذ وطار فتابهم المقدس اي الدربية‬
‫وإلي تؤول اضيلة النهضة األندللية المغربية اقد شغف ب األندلليون والمغاربة من هذا الحين وتناالوا‬
‫اي استظهاره إذ فان حىظ عندهم شارة النبوغ اي الدربية‪.‬‬
‫امن حىظت ‪ :‬حمدون النحوي القيرواني وخلف ين يوسف الشنتريني وغيرهما وعنوا بشرح والتدليق علي‬
‫اشرح منهم‪ :‬أبو بكر الخشني وابن الطراوة وابن خروف وابن الباذش وغيرهم وما انىكت الدناية ب‬
‫تزداد تترى حت‪ ،‬انتهت رياسة النحو إل‪ ،‬ابن الضائع اقد شرح فتاب سيبوي وأبدى مشكةات اي عجيبة‪.‬‬
‫لقد اطرد تثمير هذه النهضة اي تلك البةاد وشيكا ونمت الحرفة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المقة‪ :‬المحبة‪.‬‬

‫‪842 172‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫الدلمية وفثر الدلماء وتباروا اي تلنيف المؤلىات مع تنويع اإلنتاج بين نحوية وغيرها اتطلدت إليهم األنظار‬
‫اي سائر البةاد اإلسةامية ومألت قرطبة األندلس األسماع وخلىت بغداد الدراق وال سيما اي النحو الذي‬
‫حظي منهم بما حرم غيره من انون أخرى اقد سارت نهضتهم النحوية قدما حت‪ ،‬القرن اللابع الهجري إذ‬
‫اي تلنم الذروة الدليا من عناياتهم‪.‬‬
‫قال ابن سديد المغربي ونق فةام المقري قال‪" :‬والنحو عندهم اي نهاية من علو الطبقة حت‪ ،‬أنهم اي‬
‫هذا الدلر "القرن اللابع" اي فأطحاب علر الخلي وسيبوي ال يزداد مع هر الزمان إال حدة وهم‬
‫فثير والبحث اي وحىظ مذاهب فمذاهب الىق وف عالم اي أي علم ال يكون متمكنا من علم النحو‬
‫بحيث ال تختىي علي الدقائق اليس عندهم بملتحق للتمييز وال سالم من االزدراء"‪.1‬‬
‫وعل‪ ،‬فر األيا تكاثرت ملائ مذهب المغاربة واألندلليين الجديد وذاعت قواعده وامتدت حيات حت‪،‬‬
‫أخذه عنهم المشارقة بدد ما ضدف شأنهم إذ قد نزح فثير من المغاربة إل‪ ،‬المشرق إما للحج أو لإلقامة‬
‫ودرسوا اي ملاجده ومدارس ومدهم مؤلىاتهم فابن مالك وغيره‪.‬‬
‫وستدرف اي المطلب الثاني بدد سقوط بغداد وانقطاع المدد من الدراق إل‪ ،‬القطرين "ملر والشا " أن فثر‬
‫تداق األندلليين والمغاربة إليهما انىحوهما نىحة ال ينلاها التاريخ لهم وهنا يحلن أن نذفر عل‪ ،‬سبي‬
‫اإلرشاد بدض ما عرف عن جمهور المغاربة واألندلليين من عناطر مذهبهم مخالىا للمدروف من المذاهب‬
‫البلرية والكواية والبغدادية‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬نىح الطيب الباب األول من القلم األول "القرآن والدلو الشرعية باألندلس"‪.‬‬

‫‪842 171‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫أمثلة للمذهب األندللي المغربي‪:‬‬


‫‪ -1‬منع توفيد الدائد المنلوب المحذوف قياسا نحو‪ :‬جاء الذي ضربت نىل قال األشموني "ومند ابن‬
‫اللراج وأفثر المغاربة"‪.1‬‬
‫‪ -8‬اعتبار الىد القلبي مدلقا عن الجملة الملبوقة بالمدلق بدد المىدول األول قال ابن هشا "قال‬
‫جماعة من المغاربة‪ :‬إذا قلت‪ :‬علمت زيدا ألبوه قائم أو ما أبوه قائم االدام مدلق عن الجملة وهو عام‬
‫اي محلها النلب عل‪ ،‬أنها مىدول ثان وخالف اي ذلك بدضهم ألن الجملة حكمها اي مث هذا أن تكون‬
‫اي موضع نلب وأن ال يؤثر الدام اي لىظها وإن لم يوجد مدلق وذلك نحو‪ :‬علمت زيدا أبوه قائم"‪.8‬‬
‫قال الليوطي‪" :‬وأجاز بدض المغاربة تأخير الحالين عن‬ ‫‪ -3‬تجويزهم تأخير حال الىاض عن اسم التىضي‬
‫أاد بشرط أن يلي الحال األول‪ ،‬مىلولة عن من الثانية ايقال‪ :‬هذا أطيب بلرا من رطبا وزيد أشجع‬
‫أعزل من عمرو ذا سةاح قال أبو حيان‪ :‬وهذا حلن اي القياس لكن يحتاج إل‪ ،‬سماع"‪.3‬‬
‫‪ -4‬اعتبارهم نلب "غير" اي االستثناء فنلب الملتثن‪ ،‬بإال قال ابن هشا ‪" :‬وانتلاب "غير" اي‬
‫االستثناء عن تما الكةا عند المغاربة فانتلاب االسم بدد إال عندهم"‪.4‬‬
‫‪ -5‬جواز الدطف اي تمييز المقدار المكون من الجنلين نحو‪ :‬عندي رط سمنا وعلةا قال الليوطي‪:‬‬
‫"وقال بدض المغاربة‪ :‬األمران‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬شرح عل‪ ،‬األلىية باب الموطول الدائد المنلوب‪.‬‬
‫‪ 8‬المغني الباب الثاني الجم التي لها مح من اإلعراب والجملة الثالثة الواقدة مىدوال‪.‬‬
‫‪ 3‬همع الهوامع باب الحال‪.‬‬
‫‪ 4‬المغني الباب األول "غير"‪.‬‬

‫‪842 121‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫سائغان الدطف وترف "‪.1‬‬


‫‪ -2‬عد اعتبار الدطف أل المنقطدة مطلقا قال اللبان‪" :‬اابن جني والمغاربة يقولون ليلت بداطىة أطةا‬
‫ال اي مىرد وال اي جملة"‪.8‬‬
‫‪ -7‬تلحيحهم عم "أن" المخىىة المىتوحة اي الظاهر أيضا قال الليوطي‪" :‬الثاني أنها تدم اي‬
‫المضمر واي الظاهر نحو علمت أن زيدا قائم وقرئ "أن غضب اهلل عليها" وعلي طائىة من المغاربة"‪.3‬‬
‫نحو‪ :‬لم ضربت زيدا‬ ‫‪ -2‬تلويغهم نلب المضارع بدد الىاء اي جواب االستىها المتضمن وقوع الىد‬
‫ايجازيك؟ مخالىين اشتراط النحاة عد الوقوع قال األشموني‪" :‬ولم يشترط ذلك المغاربة"‪.4‬‬
‫‪ -1‬قلر حذف "أن" الداخلة عل‪ ،‬المضارع عل‪ ،‬اللماع سواء أبقي منلوبا أ راع قال األشموني‪" :‬وإلي‬
‫ذهب متأخرو المغاربة قي وهو اللحيح"‪.5‬‬
‫تلك بدض قواعدهم أما خةاااتهم الشخلية وتدليةاتهم وطريقتهم اهي تحت البلر بكتبهم وال تنس ما‬
‫سبق التنبي علي اي آخر المطلب األول من أن علماء األندلس والمغرب يشارفون علماء الدراق وعلماء‬
‫القطرين اي استيىاء الملادر فلها تراجمهم ونريد هنا أن نقول‪ :‬إن علماء األندلس والمغرب قد ترجمهم‬
‫أيضا المقري اي "نىح الطيب" وهاك بدض مشهوريهم مرتبين بحلب مماتهم‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬همع الهوامع باب التمييز‪.‬‬
‫‪ 8‬حاشيت اي عطف النلق‪.‬‬
‫‪ 3‬همع الهوامع "تخىيف أن"‪.‬‬
‫‪ 4‬شرح عل‪ ،‬األلىية إعراب الىد ‪.‬‬
‫‪ 5‬شرح عل‪ ،‬األلىية آخر باب إعراب الىد النواطب‪.‬‬

‫‪842 121‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫أشهر نحاة األندلس والمغرب‪:‬‬


‫‪ -1‬جودي‪ :‬هو ابن عثمان النحوي المغربي نشأ اي مورور "قرب القيروان" ورد الدراق وأخذ عن الكلائي‬
‫والىراء والرياشي وروى عن الكلائي فتاب واستلحب مد اي عودت إل‪ ،‬وطن غير أن اتج بدد إل‪،‬‬
‫قرطبة اكان أول من أدخ فتاب الكلائي اي هذه البةاد وألف اي النحو وتلدر لإلاادة حت‪ ،‬تواي‬
‫بقرطبة سنة ‪112‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬حمدون‪ :‬هو النحوي المغربي "محمد بن إسماعي " نشأ بالقيروان وتلق‪ ،‬عن المهري ثم بلغ الغاية اي‬
‫النحو والغريب وهو أول من عرف بحىظ "فتاب سيبوي " وطبدي أن الكتاب فان اي المغرب وال يدرف‬
‫عل‪ ،‬التديين أول من جلب ولحمدون فتب اي النحو تواي بدد ‪811‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬األاشنيق‪ :‬هو "محمد بن موس‪ "،‬األندللي رح إل‪ ،‬المشرق اأخذ بملر عن أبي علي الدينوري‬
‫فتاب سيبوي وانتلخ وبالبلرة عن المازني ثم عاد إل‪ ،‬األندلس ومد الكتاب ويغلب عل‪ ،‬الظن أن‬
‫أول من أدخ الكتاب األندلس تواي بقرطبة سنة ‪317‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد بن يحي‪ :،‬هو الرباحي األندللي وأطل من جيان وانتق أبوه إل‪ ،‬قلدة رباح "من أعمال طليلة"‬
‫حذق علو الدربية واشتهر بالنحو ورح إل‪ ،‬ملر القي أبا جدىر النحاس وروى عن فتاب سيبوي ثم عاد‬
‫إل‪ ،‬األندلس وتلق‪ ،‬عن الزبيدي وفرمت منزلت عند الحكم الملتنلر باهلل وأشرف عل‪ ،‬الدواوين وبقي‬
‫أثيرا إل‪ ،‬أن تواي بقرطبة سنة ‪352‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬الزبيدي‪ :‬هو أبو بكر محمد بن الحلن أطل من زبيد "قبيلة يمنية" ولد اي إشبيلية وتأدب عل‪ ،‬أبي‬
‫ثم سمع من أبي علي القالي ومحمد بن يحي‪ ،‬الرباحي وغيرهما اي قرطبة حت‪ ،‬غدا أوحد زمان اي النحو‬
‫وحىظ اللغة ااختاره الحكم الملتنلر باهلل لتأديب ولده وواله قضاء إشبيلية وخطة الشرطة بها ول‬
‫مؤلىات‪ :‬الواضح اي النحو وأبنية األسماء اي اللرف واستدراك الدين اي اللغة وطبقات النحويين‬
‫واللغويين اي التراجم‪.‬‬

‫‪842 128‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫تدريف بكتاب طبقات النحويين واللغويين‪:‬‬


‫لهذا الكتاب منهج خاص اي التراجم يرشد إل‪ ،‬المقلود بلهولة اإن من جهة ال بين النحويين‬
‫واللغويين وجد لك بابا ومن جهة أخرى ذفر البلريين وحدهم ثم الكوايين ثم اإلاريقيين ثم األندلليين‬
‫ورتبهم طبقات طبقة تلي أخرى مشيرا إل‪ ،‬مدارسهم وشيوخهم مع جودة الضبط‪.‬‬
‫ندم قد اضطررت اي التدبير اإلقليمي إل‪ ،‬مخالىت "اي اإلاريقيين" ااستبدلت بها "المغاربة" ألنها المذفورة‬
‫اي فتب النحو التي بأيدينا‪.‬‬
‫ومن االعتراف بالىض للاحب اإلشادة بلنيع الزبيدي اإن الذي مهد لنا اللبي اي توزيع علماء النحو‬
‫خاطة إقليميا ‪-‬وهو الهدف الذي ننظره‪ -‬منذ فان من أبي األسود إل‪ ،‬شيخ الزبيدي اللابق محمد بن‬
‫يحي‪ ،‬الرباحي المتوا‪ ،‬سنة ‪352‬هـ ألن ترجمت آخر تراجم الطبقات الو تأخر عهد الزبيدي المتد هذا‬
‫التىلي النااع إل‪ ،‬أمده وخىف عنا عناء التىتيش اترة أخرى اي المداجم المدنية بدلماء النحو دون‬
‫التنليص عل‪ ،‬من عراوا ب واشتهروا دون اللغة اإن جلهم جامدون بين الىنين وبدضهم ضم إليهما انونا‬
‫أخرى ودون التديين اي أبواب ألقاليمهم ولك إقليم طابد الخاص اي النحو والنحاة أما طبقات الزبيدي‬
‫اإنها أضاات عل‪ ،‬اائدة الترجمة ثةاث اوائد‪:‬‬
‫شهرة المترجم بالنحو ومذهب اي وموطن المنلوب إلي لهذا فانت مطمح أنظار الدلماء‪ .‬ظ الزبيدي‬
‫موضع التجلة اي قرطبة حت‪ ،‬تواي سنة ‪371‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬األعلم‪ :‬هو أبو الحجاج يوسف بن سليمان المدروف باألعلم "النشقاق شىت الدليا" ولد بشنتمرية‬
‫"مدينة اي غرب األندلس" ورح إل‪ ،‬قرطبة اتلق‪ ،‬عن اإلقليلي وغيره وشهرت قوة الحااظة ابددت سمدت‬
‫اكانت تضرب إلي أفباد اإلب وفف بلره آخر حيات وفانت تغلب علي النزعة‬

‫‪842 123‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫األدبية فما ترى اي مؤلىات ال شرح الجم للزجاجي وشرح شواهد سيبوي وشواهد الجم وديوان زهير‬
‫والحماسة وغيرها تواي بإشبيلية سنة ‪472‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن الليد البطليوسي‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن الليد وليد اي بطليوس واستوطن بلنلية‬
‫مواور الكرامة لدلم الجم اترامت سمدت إل‪ ،‬ابن الحاج طاحب قرطبة الذي استقدم إليها غير أن أقا‬
‫عنده قليةا وخاا اداد إل‪ ،‬بلنلية ومؤلىات فثيرة ل اي النحو الملائ المنثورة وإطةاح الخل الواقع‬
‫تواي ببلنلية سنة ‪581‬هـ‪.‬‬ ‫اي الجم والخل اي شرح أبيات الجم‬
‫‪ -2‬ابن الطراوة‪ :‬هو أبو الحلين سليمان بن محمد ولد بمالقة ورح إل‪ ،‬قرطبة المع من األعلم فتاب‬
‫سيبوي فما أخذ عن غيره ثم تجول فثيرا اي األندلس اانتىع ب خلق فثير وفان جريئا اي آرائ لهذا انىرد‬
‫بملائ جمة خالف ايها النحاة ولم يتحاش تغليط سيبوي اي الكتاب اي "باب الندت" فما رأيت عند‬
‫الكةا اي ترجمة سيبوي ومن ملنىات المقدمات عل‪ ،‬فتاب سيبوب والترشيح تواي بمالقة سنة ‪582‬هـ‪.‬‬
‫‪ -1‬ابن الباذش‪ :‬هو أبو الحلن علي بن أحمد ولد بغرناطة وشب عل‪ ،‬حب الىضيلة والزهد اي الدنيا‬
‫وبرع اي الشريدة والدربية اأفبره لذات بذل همت اي النحو اشرح أمهات الكتب‪ :‬إذ شرح فتاب سيبوي‬
‫واألطول البن اللراج والمقتضب للمبرد واإليضاح للىارسي والجم للزجاجي والكااي للنحاس تواي‬
‫بغرناطة سنة ‪532‬هـ‪.‬‬
‫‪ -11‬اللخمي‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن هشا اللخمي ولد اي سبتة ولما شدا‪ 1‬مبادئ اللغة‬
‫تواي بلبتة‬ ‫والشريدة انكب عل‪ ،‬التزايد ايهما حت‪ ،‬طنف مؤلىات منها اي النحو فتاب الىلول والجم‬
‫سنة ‪571‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬مأخوذ من قولهم‪ :‬شدا شدرا أو غناء إذا غن‪ ،‬ب وترنم‪.‬‬

‫‪842 124‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫‪ -11‬ابن طاهر‪ :‬هو أبو بكر محمد بن أحمد بن طاهر المشهور بالخدب ولد اي إشبيلية ورح إل‪،‬‬
‫مرافش ادرس اي "ااس" فتاب سيبوي وذاع اسم وأقب الناس علي من الجهات النائية ول طرر عل‪،‬‬
‫الكتاب تواي بىاس سنة ‪521‬هـ‪.‬‬
‫‪ -18‬اللهيلي‪ :‬هو أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد اهلل ولد بمالقة وسمع من ابن الطراوة‬
‫وغيره وفف بلره اي اللابدة عشر ادوض اهلل نور البليرة وأحلن الناس اي عقيدتهم ونىذت سمدت‬
‫الدلمية والدينية إل‪ ،‬بةاد المغرب ونم‪ ،‬خبر إمةاق إل‪ ،‬ملكها ااستقدم ومكث بها ثةاثة أعوا مغمورا‬
‫باإلحلان ول ملنىات منها التدريف واإلعةا بما اي القرآن من األسماء واألعةا والروض األنف شرح‬
‫الليرة‪.‬‬
‫حدثت ملائ بين وبين ابن خروف مذفورة "اي الىن اللابع" من األشباه والنظائر الجزء الثالث تواي‬
‫رحم اهلل بمرافش سنة ‪523‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -13‬ابن مضاء‪ :‬هو أبو الدباس أحمد بن عبد الرحمن اللخمي القرطبي نشأ بقرطبة اي بيت حلب محبا‬
‫للدلم اأخذ عن ابن الرماك اي إشبيلية فتاب سيبوي تىهما وسمع علي وعل‪ ،‬غيره من الكتب النحوية‬
‫واللغوية واألدبية ما ال يحل‪ ،‬وامتد نهم إل‪ ،‬سائر الدلو من األطول والهندسة وغيرهما اكان وحيد‬
‫علره وتول‪ ،‬رياسة القضاء اي عهد أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن من دولة الموحدين‪.‬‬
‫ول اي النحو فتاب "المشرق اي النحو" وفتاب "الرد عل‪ ،‬النحاة" وهذا الكتاب هجم اي عل‪ ،‬نحاة‬
‫المشرق واند بدض قواعدهم‪ :‬اي اعتبار الدام واي توجي الدل واي اعتبار القياس واي التدوي عل‪،‬‬
‫التمارين الىرضية ويحتاج بلط ما اي الكتاب إل‪ ،‬تىلي ال يلد المقا وفتاب "تنزي القرآن عما ال يليق‬
‫بالبيان" وخطأه ابن خروف اي هذا الكتاب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬اللهيلي منلوب إل‪ ،‬سهي بلدة قريبة من مالقة ايها أهل وأقارب وسميت بذلك ألن فوفب سهي ال‬
‫يرى اي بةاد األندلس إال من جب مط عليها‪.‬‬

‫‪842 125‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫وناقض بكتاب سماه "تنزي أئمة النحو عما نلب إليهم من الخطأ واللهو" ولما بلغ ابن مضاء اغتاظ ثم‬
‫قال‪ :‬نحن ال نبالي باألفباش النطاحة وتدارضنا أبناء الخراان تواي ابن مضاء اي إشبيلية سنة ‪518‬هـ‪.‬‬
‫‪ -14‬الجزولي‪ :‬هو أبو موس‪ ،‬عيل‪ ،‬بن يللبخت من قبيلة "جزولة" من قبائ البربر بمرافش نشأ بمرافش‬
‫ولما حج عرج عل‪ ،‬ملر اتلق‪ ،‬النحو عن ابن بري وقرأ علي فتاب "الجم " للزجاجي وجرى ايها بحث‬
‫نتج عن مقال طوي جدل مؤلىا "المقدمة" للزجاجي وقد عن‪ ،‬الناس بها واي فشف الظنون‪" :‬هي الملماة‬
‫بالقانون أغرب ايها وأت‪ ،‬بالدجائب وهي اي غاية اإليجاز مع االشتمال عل‪ ،‬شيء فثير من النحو لم يلبق‬
‫إل‪ ،‬مثلها" ثم عاد إل‪ ،‬المغرب وأخذ الناس عن حت‪ ،‬تواي بمرافش سنة ‪215‬هـ‪.‬‬
‫‪ -15‬ابن خروف‪ :‬هو أبو الحلن علي بن محمد بن علي الحضرمي اإلشبيلي ولد اي إشبيلية وأخذ عن‬
‫ابن طاهر اللابق ترجمت ثم برز اي الدربية ومن ملنىات النحوية‪ :‬شرح فتاب سيبوي أهداه إل‪ ،‬طاحب‬
‫المغرب امنح ألف دينار وشرح الجم للزجاجي ومع طول باع المترجم اي النحو وذيوع طيت اي‬
‫التدقيق وغزارة مؤلىات فان اي خلق زعارة‪ 1‬اةا عجب أن ينداع إل‪ ،‬منازلة اللهيلي اي الملائ المنوه‬
‫عنها اي ترجمت وأن يددو عل‪ ،‬ابن مضاء اي مناقضت لكتاب المذفور آنىا اي ترجمت ‪.‬‬
‫ومما هو حري بالمةاحظة أن ابن خروف النحوي غير ابن خروف الشاعر المشهور وإن اتىقا اسما وفنية‬
‫ولقبا وأبا اقد اختلىا جدا ونلبا ووطنا ووااة ومدانا اإن ابن خروف الشاعر هو أبو الحلن علي بن‬
‫محمد بن يوسف القيلي القرطبي وهو الذي أرس قليدة للقاضي اي حلب يوسف بهاء الدين المدروف‬
‫بابن شداد يلتجدي ارو خروف وتواي مترديا اي جب بحلب سنة ‪214‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الزعارة‪ :‬الشرا‪.‬‬

‫‪842 122‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬

‫ولد االشتباه بين النحوي والشاعر هو الذي تلرب من الخطأ اي نلبة شدر للنحوي ولم ينتب لهذا أحد‬
‫ممن ترجم النحوي قب ابن خلكان وبدده اإن وحده الذي حقق هذا الىرق اي وايات األعيان ترجمة‬
‫القاضي يوسف المذفور وهذا التحقيق من ابن خلكان جدير بالتقدير واالعتبار تواي ابن خروف النحوي‬
‫بإشبيلية سنة ‪211‬هـ‪.‬‬
‫‪ -12‬الشلوبيني‪ :‬هو أبو علي عمر بن محمد المدروف بالشلوبيني ولد بإشبيلية وأخذ عن اللهيلي‬
‫والجزولي وغيرهما ثم انتهت إلي رياسة النحاة غير مدااع ب تغال‪ ،‬مداطروه اىضلوه عل‪ ،‬أبي علي‬
‫الىارسي وب انتهت دولة األئمة المجتهدين وفان مع هذا اي غىلة وحكايت اي ذلك غريبة ومن ملنىات‬
‫النحوية‪ :‬التوطئة والتدليق عل‪ ،‬فتاب سيبوي تواي بإشبيلية سنة ‪245‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -17‬ابن هشا الخضراوي‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بن يحي‪ ،‬الخزرجي من الجزيرة الخضراء أخذ عن ابن‬
‫خروف وغيره وعني اي تلنيى بكتاب اإليضاح األف اإلالاح بىوائد اإليضاح واالقتراح اي تلخيص‬
‫اإليضاح وغرر اإلطباح اي شرح أبيات اإليضاح تواي بتونس سنة ‪422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -12‬ابن الحاج‪ :‬هو أبو الدباس أحمد بن محمد قرأ عل‪ ،‬الشلوبيني وأمثال ومهر اي علو اللغة الدربية‬
‫وطنف ايها ول اي النحو إمةاء عل‪ ،‬فتاب سيبوي ومختلر الخلائص البن جني وشرح اإليضاح فان‬
‫يقول‪ :‬إذا مت يىد ابن علىوري اي فتاب سيبوي ما شاء تواي سنة ‪247‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الشلوبيني بياء النلبة قال اي مدجم البلدان "شلوبين أو شلوبين أو شلوبينية‪ :‬حلن باألندلس" وقال اي‬
‫القاموس "شلوبين أو شلوبينية‪ :‬بلد بالمغرب" وقال اي وايات األعيان "الشلوبين‪ :‬األبيض األشقر بلغة‬
‫األندلس" وروي بغير النلبة والباء عل‪ ،‬ف مشوبة بالىاء ألنها أعجمية‪.‬‬

‫‪842 127‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫الشريف الجرجاني" إل‪ ،‬أن يتناظرا بين يدي يمتع عيني اشجر بينهما الخةاف اي االستدارة التمثيلية اجوز‬
‫اللدد ايها أن تكون تبدية ومنع الليد التبدية ايها وطال احتجاج الطراين وفانت الداقبة انهزا اللدد‬
‫اموت هما وحزنا فما فان يىكر اي القضاء عل‪ ،‬ابن خلدون لكن ابن خلدون احتال علي وأمل اي عودت‬
‫من القاهرة حامةا فتب إلي اذهب وخلص من شره طالت مدة هذه الطاغية الم يمت حت‪ ،‬دوخ الشرق اي‬
‫عهده الطوي اقد ملك ستا وثةاثين سنة والشدوب اإلسةامية تحت نير الدلف واالضطهاد ال هم لهذه‬
‫الشدوب المغلوبة ايها إال سةامة أرواحهم حت‪ ،‬تواي سنة ‪217‬هـ ااختلف أعقاب من بدده وألقيت بينهم‬
‫الدداوة والبغضاء وقد أسلم بدضهم ودان اآلخرون بالبوذية اتىككت أواطرهم وانشدبت مملكتهم وفان‬
‫الشرق يموج يومئذ بالىتن اتدول دولة وتقو أخرى أو ينح ات دولة ويبر ات أخرى‪.‬‬
‫اقد توطد اي هذا الحين ملك الدولة الدثمانية التي اتخذت بدد اترة من نشأتها عاطمتها الجديدة‬
‫"القلطنطينية" بدد اتحها المددود أعجوبة الدهر سنة ‪752‬هـ عل‪ ،‬يد الللطان محمد الثاني الىاتح وقد‬
‫اطرد عل‪ ،‬مرور الزمن تقد نهضة الدولة الدثمانية حت‪ ،‬استولت عل‪ ،‬القطرين اي عهد الللطان سليم سنة‬
‫‪183‬هـ وفان لهذا االستيةاء أثره البالغ اي طرو عهد جديد عل‪ ،‬اللغة الدربية وبالتالي عل‪ ،‬النحو الذي‬
‫نتحدث عن وسترى تىلي ذلك اي الىل الثالث وقد بلغت الدولة الدثمانية أوج مجدها اي عهد‬
‫الللطان سليمان القانوني المتوا‪ ،‬سنة ‪173‬هـ اكان لها شطر فبير من بةاد الشرق اقد وطلت المملكة‬
‫الدثمانية زمن الللطان المذفور اي إل‪ ،‬آخر الدراق شرقا باقتطاع جزء فبير من أمةاك الدولة اللىوية اآلتي‬
‫الكةا عليها بدد ادخلت "بغداد" اي ملك ‪.‬‬
‫وظهرت أيضا اي هذا الحين الدولة اللىوية بخراسان وحالىها الظىر اي المشرق حت‪ ،‬أدال اهلل لها عل‪،‬‬
‫الدولة التيمورية بدد حرب ضروس اي‬

‫(‪)/‬‬

‫‪842 121‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫موقدة "شرور" سنة ‪117‬هـ انتلر ايها الشاه إسماعي اللىوي رأس الدولة اللىوية واتلع ملك اامتد بين‬
‫جيحون وخليج البلرة وأاغانلتان والىرات الم يدد بددئذ للدولة التيمورية أثر وفأن لم تغن‪ 1‬باألمس وفان‬
‫آخر سةاطينها سلطان هراة "حلين مرزا" المتوا‪ ،‬سنة ‪111‬هـ‪.‬‬
‫انشوء الدولتين الىتيتين‪" :‬الدثمانية واللىوية" حول التيمورية قض‪ ،‬عليها القضاء النهائي لكن الطمع‬
‫الدنيوي لم يدع اللىاء بين الدولتين الباقيتين اقامت حروب بددئذ بين الللطان سليم والشاه إسماعي‬
‫مدة طويلة وبالجملة فان المشرق برفان ثوران اي نواحي عامة وال قرار اي للهدوء واللكون والدلماء فااة‬
‫لهذا قد تلوبت‬ ‫أنأى الناس عن مثار االضطرابات يرفنون إل‪ ،‬مثابات االستقرار اي مواطن األمن الشام‬
‫أنظار النحاة إل‪ ،‬القطرين "ملر والشا " اأخذوا يرتحلون من المشرق رويدا رويدا إل‪ ،‬أن حان وقت‬
‫تىردت اي القاهرة بالقيا بأعباء النهضة الثقااية للمللمين وآضت‪ 8‬فدبة القاطدين‪ .‬هذه حال بةاد‬
‫المشرق‪.‬‬
‫(‪)/‬‬

‫أما األندلس وبةاد المغرب اإن ما انىك ايهما بقية من علماء النحو تشتغ ب بديدة عن اوض‪ ،‬بةاد‬
‫المشرق حت‪ ،‬ألمت بهم النوائب ااختلف ملوك بني األحمر وتىرقوا أحزابا واستدرت الحروب بينهم اطىق‬
‫الدلماء يهبطون من األندلس والمغرب إل‪ ،‬القطرين فالمشارقة أرساال إل‪ ،‬أن سقطت األندلس واستول‪ ،‬عليها‬
‫الىرنجة سنة ‪217‬هـ وستدرف تىلي ذلك اي الىل الثاني الم ير المطرودون من األندلس والمغرب‬
‫ملجأ لهم إال القطرين فما سبقهم من قب إخوانهم المشارقة ومن ذلك تدرف أن القطرين‪" :‬ملر والشا "‬
‫اتلع رحبهما للواادين إليهما من اليمين واليلار من المشرق والمغرب وايهما التق‪ ،‬علماء المشرق‬
‫والمغرب بدلماء القطرين وقامت القاهرة عاطمة القطرين بدورها بدد أختيها‪" :‬بغداد وقرطبة" وعل‪ ،‬هذا‬
‫ينبغي اي الكةا عل‪ ،‬هذا الدلم ورجال اي هذا الدهد أن نلير عل‪ ،‬طباق ما تقد اي المطلب األول إذ‬
‫الحال من حيث االتجاه اي النزعة لم تتغير عند ف اريق من الثةاثة وبذلك انقلم الحديث إل‪ ،‬ثةاثة‬
‫الول‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬من عن‪ ،‬بالمكان‪ :‬أقا ب ‪.‬‬
‫‪ 8‬طارت‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬


‫إن بةاد المشرق لما منيت بهذا الخطب الجل الذي أباد تراثها الدلمي وأودى بحياة علمائها الداملين‬
‫دهشت طويةا من األيا وعشش عليها بو اآلال غير أن بدض علمائها اي إبان الشدة والقلوة ألول عهد‬
‫المغول نجوا بأنىلهم إل‪ ،‬حيث يأمنون اي سربهم امنهم من وجدوا لهم مراغما‪ 1‬اي األرض وسدة ومنهم‬
‫من رضوا من الحياة الدنيا بالغذاء الدلمي الروحي ومن هؤالء الرضي الذي ول‪ ،‬وجه شطر الحرمين وندم‬
‫بجوار الحر المدني وألف فتاب المشهور الذي سج ل عل‪ ،‬النحو اض األبد وستقف عل‪ ،‬شأن عند‬
‫التدريف ب اي ترجمة الرضي‪.‬‬
‫ندم لما أسلم بدض سةائ التتر اي أخريات أيامهم وقد ناهضتهم الدول الدثمانية أوال ثم الدولة اللىوية‬
‫ثانيا التىت بدض سةاطينهم وأولي الشأن ايهم إل‪ ،‬وجوب استجةاب مودة الشدوب المملوفة استبقاء‬
‫لملكهم اتوددوا للدلماء وأهابوا بهم اي القيا بما يدود عل‪ ،‬البةاد بالنىع والخير ولد من أفبرهم مظهرا‬
‫اي ذلك سلطان هراة "الللطان حلين" اقد غمر الجامي بما جدل ال يلوب نظره إل‪ ،‬سلطان آخر اي‬
‫إقليم آخر رغم استزارت من فثير من سةاطين ذلك الوقت فما سترى اي ترجمت ‪.‬‬
‫فذلك الدولة الدثمانية والدولة اللىوية وهما دولتان إسةاميتان ناشئتان‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المراغم‪ :‬المذهب والمهرب‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫يحىزهما الدين إل‪ ،‬إحاطة الدلماء بالتكريم والدلماء حىظة الدين ولغة الدين‪ .‬عل‪ ،‬ف حال فان طبديا‬
‫وحتما مقضيا عل‪ ،‬هذه الدول أن تلانع شدوبها وتتقرب إل‪ ،‬خواطها للتنااس بينها‪ .‬والشدوب الدربية تواقة‬
‫إل‪ ،‬استرجاع مجدها الحائ واللغة عندهم عنوان المجد وسبي اإلبقاء عل‪ ،‬الدين اةا ريب أنهم عندما‬
‫تنقشع سحب االضطرابات وتلكن الثورات يكون أول هم الخواص ايهم أن ينتشروا ما اندرس ايهم مما‬
‫فادت تذهب الحوادث بأطول حقا لقد شدر الدلماء بواجبهم إزاء فارثة بغداد التي اجتاحت ثروتهم‬
‫الدلمية ولوال بقية مما اي طدورهم لذهبت وانطملت مدالمها والنحو مدبر الدلو اهو أجدرها بالجد‬
‫والنشاط فما فان أسبقها اي التكوين إال أن الدلماء لم يلتطيدوا استدادة مجده القديم اي هذه البةاد ذلك‬
‫الحين ألمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن الشغب فان منتشرا اي جميع ربوع البةاد الشرقية االنىوس قلقة واألاكار متبلبلة والدلم إنما‬
‫يترعرع اي فنف اللكون واالستقرار‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫الثاني‪ :‬أن هذه الدول لم تحن عل‪ ،‬اللغة من أعماق قلوبها ألنها ليلت عربية تغار عل‪ ،‬لغة أطلها االتتر‬
‫إن حدبوا عليها اي آخر عهدهم اةاسترضاء شدوبهم والترك بالطبيدة ال يؤثرونها عل‪ ،‬لغتهم وستدرف اي‬
‫الىل الثالث أنهم ارضوها عل‪ ،‬القطرين بدد اتحهما والدولة اللىوية فانت تؤثر الىارسية عليها لكن‬
‫علماء المشرق مع هذا فل لم يألوا اي النهوض بواجبهم اي النحو ألنهم نشئوا اي المشرق مهد اللغة‬
‫الدربية وعلومها والبيئة غةابة اي توجي المرء مدة حيات والنحو أساس اللغة الدربية بيد أن ال يخى‪ ،‬أن‬
‫علماء المشرق اي الدهد المغولي اما بدده يختلف حالهم عن علمائهم قبل وبدبارة ثانية يختلف حال‬
‫النحاة بدد سقوط بغداد عن حالهم قبل اإن اللابقين عل‪ ،‬سقوط بغداد لم يدرفهم المذهب األندللي‬
‫الذي أدرك من فان من المشارقة بدد سقوط بغداد اي بةادهم ولذلك عرضت مؤلىات علماء الدهد المغول‪،‬‬
‫وما بدده إل‪ ،‬المذهب األندللي االمذاهب التي يىاضلون بينها أربدة‪" :‬البلري والكواي والبغدادي‬
‫واألندللي" بينما أولئك فانوا يوازنون‬

‫‪842 118‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫بين الثةاثة األول‪ .،‬هذا والحقيقة الناطدة أن مؤلىات النحويين اي هذا الدهد وإن أتقن ضبطها وأحكم‬
‫ترتيبها إال أن تأثير البيئة الدجمية اي المؤلىين عل‪ ،‬اتلاع آااقهم اي مدارفهم وقوة بداهتهم جدلت فتبهم‬
‫عل‪ ،‬شرق موضوعها وجةال مباحثها طدبة التناول ضديىة األثر اي تقد الللان الدربي لما حشيت ب من‬
‫الىللىة القديمة اي تبيان قواعدها واألسلوب المنطقي اي توجيهها وما لللان الدربي بذلك من طلة عل‪،‬‬
‫ما ال يخى‪ ،‬ومن البدهي أن الحديث عن المشارقة بدد سقوط بغداد يقتضي "بدد ترك الدراق الدربي الذي‬
‫انته‪ ،‬أمره وانقض‪ ،‬الحكم اي " التطواف والليحان اي "خراسان والهند واللند وإيران والبةاد الدثمانية" اي‬
‫هذه الحقبة الممتدة واي تلك األقاليم أعةا مشاهير سارت بذفرهم الرفبان ولهم آثارهم التي تدنو لها‬
‫اك إقليم يتطلب سىرا وحده اي تراجم علمائ‬ ‫الجباه االتلبية لهذا االقتضاء ينوء بحملها الكاه‬
‫والحاجة عندنا يجزئ ايها االقتلار عل‪ ،‬قلي منهم عل‪ ،‬أننا ال ندرض إال لمن غلب علي النحو واتلم ب‬
‫ممن لهم آثار بين أيدينا وتردد الكتب أسماءهم اةا نذفر أمثال اللدد والليد والدضد وحلبك من‬
‫القةادة ما أحاط بالدنق ادونك أشهر المشارقة مرتبين عل‪ ،‬حلب واياتهم‪.‬‬
‫أشهر نحاة المشرق‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن إياز‪ :‬هو أبو محمد الحلين جمال الدين بن بدر نشأ ببغداد وتلق‪ ،‬عن سدد بن أحمد البياني وقرأ‬
‫عل‪ ،‬التاج األرموي وفان حليبا دمث‪ 1‬األخةاق ومن ملنىات النحوية‪ :‬المحلول اي شرح الىلول‬
‫"شرح الول ابن مدط" وشرح الضروري البن مالك واإلسداف اي ملائ الخةاف ومضت فلمة عن هذا‬
‫الكتاب عند الحديث عن نتائج المخالىة بين المذهبين "البلري والكواي" تواي ببغداد سنة ‪221‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬الرضي‪ :‬هو محمد بن الحلن نجم الملة والدين األستراباذي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سه ‪.‬‬

‫‪842 113‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫هجر بةاد المشرق وأقا بالمدينة المنورة وألف شرح عل‪ ،‬الكااية البن الحاجب اي النحو ول شرح ألى‬
‫بدد عل‪ ،‬الشااية البن الحاجب أيضا اي اللرف وأعجب الدجب أن هذا اإلما التدةامة‪ 1‬يىوت عل‪،‬‬
‫أطحاب المدجمات اإلااضة اي ترجمت الم ندر مت‪ ،‬وأين ولد ونشأ؟ وأين فانت مراح حيات ؟ وفم‬
‫مؤلىات وايم فانت؟ ومت‪ ،‬وأين فانت واات عل‪ ،‬التحقيق؟ ومن تلق‪ ،‬عنهم؟ ومن تخرج عل‪ ،‬يدي ؟ ومما يزيد‬
‫األسف عد مدراتهم اسم اإن الليوطي وهو من متأخري أطحاب المدجمات المدنيين بالتراجم اضطر‬
‫إل‪ ،‬ذفره اي بغية الوعاة "حرف الراء" افتىاء بشهرة لىظ "الرضي" وقال اي ترجمت ولم أقف عل‪ ،‬اسم وال‬
‫عل‪ ،‬شيء من ترجمت " ثم قرظ شرح للكااية بما اي الكىاية وأشار إل‪ ،‬شرح للشااية ندم إن البقاعي‬
‫المداطر للليوطي اي "مناسبات القرآن" قد ذفر اسم لمناسبة الكةا عل‪ ،‬تاريخ شرح الكااية‪.‬‬
‫أما بدد اإن المحقق البغدادي اي مقدمة خزانة األدب قد جمع نتىا متىرقة من الملدرين اللابقين ومن‬
‫غيرهما ايها إلما إجمالي بترجمة الرضي والتنوي بشرح للكااية وإن لم تف بالمقلود وبحلبنا اي تقدير‬
‫الرضي علميا وأن حجة علره غير منازع ما خلى من "شرحي الكااية والشااية" وهم الكتابان اللذان لم‬
‫يترفا شيئا من الىنين إال أواياه حق وفشىا النقاب عن سره "اليس وراء عبادان قرية" ومن الواجب أن نذفر‬
‫نبذة خاطة عن شرح الكااية اإنما نحن بلدد النحو‪.‬‬
‫شرح الرضي عل‪ ،‬الكااية‪:‬‬
‫هذا الشرح قد جمع بين داتي قواعد النحو وأسرارها بابتكار يدل عل‪ ،‬تدمق اي النحو واستكشاف‬
‫لمخبآت وإحاطة بأوابده ويدجبني من ولوع بضم األنواع اي محاوالت التي يدني ايها بلم أطراف الكةا‬
‫الذي يراد التقديد‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الدالم جدا‪.‬‬

‫‪842 114‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫ل حت‪ ،‬ال يدع بابا إال قض‪ ،‬وطر الدلم اي هذا من ناحية التأليف أما من ناحية الىن اإن ليس اي شرح‬
‫جماعا وإنما هو الىيل تلتحكم الىكرة عنده ايبرزها مدعومة بالدلي النقلي والنظري غير متحيز إل‪،‬‬
‫مذهب خاص من المذاهب األربدة اللابقة وإن فان اي الجملة بلري االتجاه اقد يرتضي مذهب‬
‫الكوايين أحيانا إذا طح لدي حكمت وإليك أمثلة مما رأى قرب إل‪ ،‬اللواب ايها عل‪ ،‬ترتيب الشرح‪.‬‬
‫من األمثلة التي رأى قرب المذهب الكواي ايها لللواب‪:‬‬
‫‪ -1‬يرى الكوايون شرطية "أن" المدغمة اي "ما" اي النحو‪ :‬أما أنت منطلقا انطلقت قال‪" :‬وال أرى قولهم‬
‫بديدا من اللواب لملاعدة اللىظ والمدن‪ ،‬إياه إلخ"‪.1‬‬
‫‪ -8‬يرون الضمير اي "أنت" وأخوات "التاء" واي "إياك" وأخوات "الكاف" قال‪" :‬وما أرى هذا القول بديدا‬
‫من اللواب اي الموضدين"‪.8‬‬
‫‪ 3‬يرون الملدر المنلبك من أن والىد اي نحو‪ :‬يدجبني زيد أن يقو بدل اشتمال من االسم الظاهر قال‬
‫"والذي أرى أن هذا وج قريب"‪.3‬‬
‫عل‪ ،‬أن قد يبدو ل ابتكار جديد يخرج ب عل‪ ،‬ف النحاة عماده اي ذلك استقةال الرأي ورجاحة الحجة‬
‫وإني أسوق إليك بدض أمثلة من هذا النوع عل‪ ،‬ترتيب الشرح أيضا‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬حذف فان‪.‬‬
‫‪ 8‬المضمر‪.‬‬
‫‪ 3‬أادال المقاربة‪.‬‬

‫‪842 115‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫‪ -2‬مخالىت اي "إذن" اليلت بحرف ناطب للمضارع فما يقول البلريون وبدض الكوايين وال "اسم"‬
‫أطل "إذا" والنلب بدده بأن مضمرة بددها بأن مضمرة ولهذا قال‪" :‬الذي يلوح لي اي إذن ويغلب اي‬
‫ظني أن أطل إذ إلخ"‪.1‬‬
‫‪ -7‬مخالىت اي جدلهم ااء اللببية وواو المدية عاطىتين الملدر الملبوك من الناطب المحذوف‬
‫والمضارع عل‪ ،‬الملدر المتليد من الكةا قبلهما ورأى أن الىاء لمحض اللببية والواو للحال أو بمدن‪،‬‬
‫مع اقط‪.8‬‬
‫واي الكتاب أمثلة فثيرة من هذا الطراز لمن شاء أن يلتزيد ومن البدهي أن من بلغ هذا الحد اقد وط‬
‫إل‪ ،‬الدنقود‪.‬‬
‫ندم قد يتحاش‪ ،‬الخروج عل‪ ،‬اإلجماع مع لمح أسباب النزوع عن اقد انقدح عنده استحلان ادعاء البناء‬
‫للمضارع المجزو لوال إجماعهم اقال‪" :‬ولوال فراهة الخروج عن إجماع النحاة لحلن ادعاء فون المضارع‬
‫الملم‪ ،‬مجزوما مبنيا عل‪ ،‬اللكون إلخ"‪.3‬‬
‫بقي أن تدرف مللك اي الكتاب من حيث االستشهاد وهذا أمر جدير بالنظر ألن الشاهد اي علم النحو‬
‫هو النحو ومن المدروف أن الشاهد إما نثر أو نظم وليس ف نثر أو نظم مما يلح اي علم النحو االعتماد‬
‫علي فما بلط تىليةا البغدادي اي مقدمة خزانة األدب بما اي المقنع‪.‬‬
‫شواهده‪:‬‬
‫إن قارئ الكتاب من أول إل‪ ،‬آخره يقف عل‪ ،‬شواهد نثرية ملتىيضة من القرآن الكريم وفةا الدرب‬
‫المدترف باالحتجاج بهم والحديث الشريف‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬نواطب المضارع‪.‬‬
‫‪ 8‬المبحث اللابق‪.‬‬
‫‪ 3‬الىد وعةامات ‪.‬‬

‫‪842 117‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫وقول اإلما علي فر اهلل وجه وشواهد شدرية‪.‬‬


‫الشواهد النثرية‪:‬‬
‫أما القرآن وفةا الدرب اكثر ما استشهد بهما وهو اي ذلك موااق للنحاة القدام‪ ،‬والمتأخرين قبل اليس‬
‫ثمة داع إل‪ ،‬ذفر نلوطهما اي الكتاب‪.‬‬
‫وأما الحديث‪ :‬اقد استدل ب فثيرا أيضا حت‪ ،‬عل‪ ،‬غير القواعد وقلما تقرأ بابا اي الكتاب إال رأيت‬
‫الحديث اي ‪ .‬تقرأ من أول الكتاب أنواع اإلعراب ايلتشهد عل‪ ،‬مدن‪ ،‬المدرب بقول ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي‬
‫وسلم‪" -‬الثيب يدرب عنها للانها" ثم تقرأ باب غير المنلرف اليشهد عل‪ ،‬اللرف للتناسب بالنظير‬
‫بقول ‪" :‬خير المال سكة مأبورة وارس مأمورة"‪.1‬‬
‫وعل‪ ،‬طيغة الجمع المنتهي بقول ‪" :‬إنكن طواحبات يوسف" وعل‪ ،‬وزن الىد بقول "إن اهلل نهافم عن قي‬
‫وقال" ثم تقرأ باب الىاع ايلتشهد عل‪ ،‬الحلر بقول "إنما األعمال بالنيات وإنما الوالء للمدتق" و‪" :‬ال‬
‫طةاة لجار الملجد إال اي الملجد" ثم تقرأ باب االختلاص ايلتدل عل‪ ،‬قيا االسم المضاف الدال‬
‫عل‪ ،‬المراد من الضمير مقا أي بقول ‪" :‬إنا مداشر األنبياء اينا بَ َكاء" أي قلة فةا وهلم جرا والرضي اي‬
‫االستدالل بالحديث متابع البن مالك قبل ‪.‬‬
‫وأما قول علي فر اهلل وجه اإن الكتاب ممتلئ ب مع النلبة اي بدض األحيان إل‪ ،‬نهج البةاغة ويكىيك‬
‫لتقدير ثقة الرضي بكةا اإلما ما ذفره عند التمهيد عل‪ ،‬االستدالل لورود إذ بدد بينا اي "اي باب‬
‫الظروف" إذ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬اللكة‪ :‬اللطر من النخ والمأبورة‪ :‬الملقحة والمأمورة‪ :‬فثيرة النل من آمر المزيد بحرف اكان حقها‬
‫مؤمرة لوال اإلتباع وهذا ما قال القالي أيضا اي األمالي جـ‪ 1‬ص‪ 113‬ولكن البكري اي التنبي عل‪ ،‬أوها‬
‫القالي اند مراعيا أن الىد الثةاثي مؤد هذا المدن‪ ،‬راجع التنبي ص‪" 48‬وفتب اللغة تؤيد البكري"‪.‬‬

‫‪842 112‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫يقول‪" :‬أال ترى قول أمير المؤمنين ‪-‬رضي اهلل عن ‪ -‬وهو هو من الىلاحة بحيث هو‪ :‬بينا هو يلتقيلها اي‬
‫حيات إذ عقدها آلخر بدد واات "‪.1‬‬
‫اةا عجب أن يلجأ إلي اي عدة أبواب‪ .‬يقول اي حذف الخبر وجوبا "واي نهج البةاغة‪ :‬وأنتم واللاعة اي‬
‫قرن واحد وقريب من قول أمير المؤمنين علي ‪-‬رض‪ ،‬اهلل عن ‪ :-‬اهم والجنة فمن رآها" واي باب‬
‫المىدول المطلق لمناسبة جواز ذفر الدام وحذا يقول‪" :‬واي نهج البةاغة اي الخطبة البكالية‪ :‬نحمده‬
‫عل‪ ،‬عظيم إحلان ونير برهان ونوامي اضل وامتنان حمدا يكون لحق أداء" واي باب المىدول ل‬
‫استدالل عل‪ ،‬عد لزو التشارك بين الىد والمىدول اي الىاع يقول‪" :‬والدلي عل‪ ،‬جواز عد التشارك‬
‫قول أمير المؤمنين علي ‪-‬رضي اهلل عن ‪ -‬اي نهج البةاغة‪ :‬اأعطاه اهلل النظرة استحقاقا لللخطة واستتماما‬
‫للبلية والملتحق لللخطة إبليس والمدطي للنظرة هو اهلل تدال‪ "،‬والكةا اي الشيطان وهكذا استرس‬
‫الرضي اي الكتاب والرضي اي االستدالل بكةا اإلما غير ملبوق ولم أقف عل‪ ،‬شيء اي ترجمة الرضي‬
‫أتلمس من هذه الوجهة الجديدة أترجع إل‪ ،‬أنلب أ إل‪ ،‬التشييع؟ وأيا ما فان اإن اإلما ال نكران اي‬
‫طحة االستشهاد ب ‪.‬‬
‫الشواهد الشدرية‪:‬‬
‫وأما الشدر اقد دعم الرضي القواعد بالشواهد الشدرية أيضا اذفر اي فتاب سبدا وخملين وتلدمائة‬
‫والملتقرئ لها يتبين أن أفثرها للجاهلين والمخضرمين واإلسةاميين ممن يلتشهد بكةامهم سواء منها ما‬
‫عرف قائلها وما لم يدرف اإن ملدر المجهول القائ إما سيبوي اي أبيات الخملين المددودة وال ريب اي‬
‫خلو الكتاب من المحدثين وإما من بدده من الرضي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬هذه الجملة المذفورة من الخطبة الشقشقية المدرواة يتدجب من أبي بكر اي استقالت من الخةااة أول‬
‫األمر مع حرط آخر حيات عل‪ ،‬عقدها لدمر وقد ذفر بدضها اي نهج البةاغة‪.‬‬

‫‪842 111‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬
‫ممن جز الدلماء بحظرهم‪ 1‬االستشهاد بهم وقليةا منها للشدراء المحدثين الذين ال يدتمد للنحاة بهم اي‬
‫قواعدهم‪.‬‬
‫هذا وقد ساق الرضي قليةا من الشدر لمناسبات مدنوية ال عةاقة لها بالقواعد وإن أرتنا سدة اطةاع اي‬
‫األدب بما لم يتح لنحوي غيره‪.‬‬
‫امن هذا اي باب المبتدأ والخبر لتوجي تقديم المبتدأ عل‪ ،‬الخبر اي نحو "سةا عليكم" قول إن تقديم‬
‫الخبر ربما يتلرب من الدعاء علي قب المبتدأ ونظير ذلك أن أبا تما لما أنشد اي مطلع قليدة مدح أبي‬
‫دلف الدجلي‪:‬‬
‫عل‪ ،‬مثلها من أربع ومةاعب تُذال ملونات الدموع اللوافب‬
‫قال بدض الحاضرين قب نطق بالشطر الثاني‪" :‬لدنة اهلل والمةائكة والناس أجمدين" اانخذل أبو تما عن‬
‫إتما اإلنشاد‪.‬‬
‫ومن اي باب التنازع عند ذفر رأي الكلائي الموجب حذف الىاع من األول عند إعمال الثاني خوف‬
‫اإلضمار قب الذفر مع أن الحذف أشنع من اإلضمار قب الذفر قول ‪ :‬احال الكلائي "سديد بن حلان"‬
‫إذ يقول‪:‬‬
‫اكنت فاللاعي إل‪ ،‬مثدب‪ 8‬موائةا‪ 3‬من سب ‪ 4‬الراعد‬
‫ومن اي باب المىدول ب لمناسبات حذف الىد جوازا ووجوبا اي قولهم‪" :‬انت أمرا قاطدا" قول ‪ :‬القلد‬
‫خةاف القلور واإلاراط فقول الشاعر‪:‬‬
‫مىرطا فةا طراي قلد األمور ذميم‬ ‫وال تك ايها مى ِرطا أو ِّ‬
‫ومن اي باب أسماء األطوات عند الكةا علي "ويلُ ِّم ِ" وأن الدعاء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬الحظر‪ :‬الحجر وهو ضد اإلباحة‪.‬‬
‫‪ 8‬ملي الوادي‪.‬‬
‫‪ 3‬الجئا‪.‬‬
‫‪ 4‬اللب بىتحتين المطر وهذا المدن‪ ،‬شبي بقولهم فالملتجير من الرمضاء بالنار‪.‬‬

‫‪842 811‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫عل‪ ،‬حد‪ :‬قاتل اهلل عند التدجب قول ‪ :‬اإن الشيء إذا بلغ الكمال يدع‪ ،‬علي طونا ل عن عين الكمال‬
‫فما قال جمي ‪:‬‬
‫رم‪ ،‬اهلل اي عيني بثينة بالقذى واي الغر من أنيابها بالقوادح‪1‬‬
‫وهكذا وليس اي مث هذا النوع من مؤاخذة عل‪ ،‬الرضي إنما المؤاخذة علي اي استشهاده بشدر‬
‫المحدثين والنحاة ال ينظرون إلي اي اتخاذه أساسا للقوانين النحوية وقد ذفر من مقدارا فبيرا سأذفر لك‬
‫بدضا من عل‪ ،‬سبي الشرح مكتىيا ب عن الباقي للهولة الوقوف علي ‪.‬‬
‫من شواهد الشدراء المحدثين‪:‬‬
‫قد استشهد رحم اهلل اي باب الىاع بقول أشجع الللمي‪:8‬‬
‫فأن لم يمت حي سواك ولم تقم عل‪ ،‬أحد إال عليك النوائح‬
‫واي المبتدأ والخبر بقول أبي نواس‪:‬‬
‫غير مأسوف عل‪ ،‬زمن ينقضي بالهم والحزن‬
‫وبقول أبي تما الطائي‪:‬‬
‫لداب األااعي القاتةات لداب وأري الجني اشتارت أيد عواس‬
‫واي باب الحال بقول بشار‪:‬‬
‫علي سواد‬
‫إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها خرجت مع البازي ّ‬
‫وبقول أبي الطيب المتنبي‪:‬‬
‫قبلتها ودموعي مزج أدمدها وقبلتني عل‪ ،‬خوف اما لىم‬
‫بدت قمرا ومالت خوط بان وااحت عنبرا ورنت غزاال‬
‫واي باب اسم الىد بقول ربيدة الرقي‪:‬‬
‫لشتان ما بين اليزيدين اي الندى يزيد سليم واألغر بن حاتم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬جمع قادح‪ :‬وهو أفال يقع اي األسنان فما يقع اي الشجر‪.‬‬
‫‪ 8‬فان مداطرا للرشيد والبيت من قليدة اي ديوان الحماسة جـ‪ 8‬ص‪.381‬‬

‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫وال ريب أن استشهاده بالمحدثين إحدى الهنات المةاحظة علي ‪.‬‬


‫انتقاد هين‪:‬‬
‫الواقع أن الكتاب برهان حق عل‪ ،‬عبقرية طاحب وإذا ما تشبثنا بالمةاحظات الطىيىة اإنا ال ندد الدثور عل‪،‬‬
‫شيء منها وال بأس للرد بدض منها اآلن ادونكها "األول‪ "،‬استشهاده بالمحدثين "الثانية" أن ربما الح ل‬
‫تدقب ابن الحاجب اي الكااية اةا يبالي التشهير "ورب الئم مليم" اانظر إل‪ ،‬عبارت اي رده علي تجويزه‬
‫"م ْن" عل‪ ،‬تمييز فم االستىهامية إذ يقول "الم أعثر علي مجرورا بمن ال اي نظم وال نثر وال دل عل‪،‬‬ ‫دخول ِ‬
‫جوازه فتاب من فتب النحو وال أدري ما طحت ؟" ولهذا فان حلنا من اللدد اي المطول رده عل‪ ،‬الرضي‬
‫اه ْم ِم ْن آيٍَة بَـيِّـنَ ٍة}‪" 1‬الثالثة" أن اعتبر‬
‫{س ْ بَنِي إِ ْسرائي َ َف ْم آتَـ ْيـنَ ُ‬
‫بشاهد اي التلميح البديع وهو قول تدال‪َ :،‬‬
‫قياسية تاء الوحدة اي الىرق بين اآلحاد واألجناس اي المخلوقات والملادر فتمر وضرب اقال اي باب‬
‫المذفر والمؤنث "وهو قياسي اي ف واحد من الجنلين المذفورين أعني المخلوقة والملادر" ثم هو بدد‬
‫هذا ناقض نىل إذ يقول اي شرح عل‪ ،‬الشااية أواخر باب جمع التكلير "وليس أسماء األجناس التي‬
‫واحدها بالتاء قياسيا إال اي الملادر نحو ضربة وضرب إلخ"‪.‬‬
‫عل‪ ،‬أن تلك الهنات تتةاشي تجاه المحاسن التي انطوى عليها ذلك الشرح وقد تم تأليى فما قال الرضي‬
‫اي ختام اي شوال سنة ست وثمانين وستمائة وللليد الشريف عل‪ ،‬الجرجاني تدليقات عل‪ ،‬الشرح‬
‫جمدت بين الوجازة واإلاادة وقد نال هذا الشرح اإلعجاب منذ شع نوره اي المشرق ولم ينبثق نوره اي‬
‫ملر إال أخيرا‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة اآلية‪.811 :‬‬
‫‪842 818‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫ظهوره بملر‪:‬‬
‫من الدجب الداجب أن يطول األمد عل‪ ،‬اختىاء هذا الشرح النىيس بدد تأليى عن نحاة ملر اةا يدخ‬
‫ملر إال بدد ابن هشا المتوا‪ ،‬سنة ‪721‬هـ‪ .‬قال البقاعي إبراهيم بن عمر المتوا‪ ،‬سنة ‪225‬هـ اي فتاب‬
‫مناسبات القرآن "ولم ينق الشرح من الدجم إل‪ ،‬الديار الملرية إال بدد أبي حيان وابن هشا "‪.1‬‬
‫وإني ألعلم غير ظان أن مع نقل إل‪ ،‬ملر بدد ابن هشا لم تتداول األيدي الدامة وإن قليةا من الدلماء‬
‫اطلع علي الم يتيلر لكثيرهم اللماع ب بل الوقوف علي ااألشموني المتوا‪ ،‬سنة ‪181‬هـ لم يذفر‬
‫الرضي مرة واحدة اي شرح واألشموني أولع المؤلىين بجمع المدلومات والقائلين لها اي شرح وستدرف‬
‫هذا عند التدريف بجميع المدلومات والقائلين لها اي شرح وستدرف هذا عند التدريف بشرح األشموني‬
‫امما ال شك اي أن شرح الرضي حرمت من ملر طويةا إذ الكتب النحوية التي تدتمد عليها ملر إنما‬
‫هي مؤلىات ابن الناظم وابن هشا وابن عقي واألشموني وهي خالية من ف جزئية علمية لها اتلال بذفر‬
‫الرضي ولم يجد البحث الطوي الذي بذلت لمدراة الوقت الذي تناولت األيدي اي ملر ولو عل‪ ،‬سبي‬
‫التقريب ومن اليقين أن األيا لو تقدمت بظهور شرح الرضي الرتشف من هؤالء المؤلىون المتدارسة‬
‫فتبهم بأيدينا وعليها اعتمادنا من مناهل اللائغة الدذبة والذين اعتادوا اي األحكا محاولة ضم ف شيء‬
‫إل‪ ،‬لِ ْى ِق ِ وازدادوا اي تنقيح عللها وما وسدتهم الىكرة تواي الرضي سنة ‪222‬هـ‪.‬‬
‫‪ 3‬الكاايجي‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بن سليمان ولد اي بلدة "فكجة في" من آسيا اللغرى ثم ارتح إل‪،‬‬
‫اارس المع من الىنري وغيره واشتهر بالكاايج‪ ،‬لمةازمت "فااية" ابن الحاجب ثم هبط ملر وايها نب‬
‫قدره ودان ل الدلماء اي متنوع الىنون اازدحم الطةاب عل‪ ،‬دروس طبقة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬نقلها البغدادي اي مقدمة الخزانة "األمر الثالث"‪.‬‬

‫‪842 813‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬

‫بدد أخرى وطنف فثيرا من أنىس ملنىات اي النحو شرح "القواعد الكبرى" البن هشا تواي بالقاهرة‬
‫سنة ‪271‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -4‬الجامي‪ :‬هو أبو ضياء الدين عبد الرحمن نور الدين بن أحمد نظا الدين ولد اي قرية خرجرد من قرى‬
‫جا "والية بخراسان" وانتق مع والده طغيرا إل‪ ،‬هراة اشب مدرواا بالجامي وتلق‪ ،‬بالمدرسة النظامية اي‬
‫هراة عن اللمرقندي وشهاب الدين الحاجري وغيرهم ثم طمحت نىل إل‪ ،‬االزدياد اي الدلم اتوج إل‪،‬‬
‫سمرقند وسمع من قاضي زاده الرومي الذي أطراه فثيرا وتنبأ عن أم اي فبير وهنا طارت شهرت اي‬
‫المشرق اقى إل‪ ،‬هراة ودنا من قلب سلطانها أبي الغازي الللطان حلين مرزا آخر سةاطين بني تيمور‬
‫المتوا‪ ،‬سنة ‪111‬هـ وطوات سمدة الجامي حت‪ ،‬رغبت اللةاطين اي لقياه ولهذا لما ساار إل‪ ،‬الحج‬
‫أرس ل الللطان محمد الىاتح الدثماني يلتزيره بدد عودت من الحج غير أن اعتذر رغبة اي سرعة الدودة‬
‫إل‪ ،‬هراة فما فاتب ابن الللطان بايزيد الثاني اقد آثر اإلقامة الممتدة اي هراة اي ظةال الللطان حلين‬
‫ولقد خلف الجامي مؤلىات شت‪ ،‬اي متنوع الىنون ومن آثاره النحوية شرح عل‪ ،‬فااية ابن الحاجب وسماه‬
‫"الىوائد الضيائية" "نلبة لولده ضياء الدين" والشرح طغير الحجم فبير المادة ومن أبلط الملائ اي‬
‫ملألة الكح وباب "لو" ونق اي فثيرا عن شرح الرضي للكااية مع عزو النق إلي ولإلقبال عل‪ ،‬شرح‬
‫الجامي عني الدلماء ب ادلي حاشية لمحر مات قب إفمالها إذ وط ايها إل‪ ،‬بدل الك من الك‬
‫اأفملها األنلاري وحاشية للبلنوي وحاشية لدلا الدين وحاشية لمحمد علمة اهلل تواي الجامي‬
‫بهراة سنة ‪212‬هـ‪.8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الضوء الةامع والبغية وحلن المحاضرة والشذرات والبدر الطالع‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬ترجمت اي الشقائق "الطبقة اللابدة‪ .‬الللطان محمد" والشذرات والبدر الطالع‪.‬‬

‫‪842 814‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬


‫دوى ذفرهم اي فتب ألنهم‬
‫إن بةاد األندلس والمغرب اي هذا الحين قد فثر ايهما علماء النحو الذين َّ‬
‫نشئوا بدد نضوج واستكمال مذهبهم الخاص الذي تقد شرح وبدض ملائ من وقد خدموا هذا الدلم‬
‫بملنىاتهم التي أعاضت النحو مدظم ما اقده من فارثة بغداد اللماء لتواار رغبتهم اي وقدسية منزلت اي‬
‫نىوسهم ب إن منهم من وقف بحث ونشاط علي فابن علىور وابن الضائع وغيرهما اافتلب النحو منهم‬
‫قوة ساعدت عل‪ ،‬استطالة عمره بدد عوام الىناء التي أطابت بإبادة فثير من فتب وبىترة الخمول التي خيمت‬
‫عل‪ ،‬علمائ من أعاطير اضطرابات المشرق وما تولد عنها مدة طويلة‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫ولقد سبق لك أن النحو أوا‪ ،‬عل‪ ،‬الغاية اي هذه البةاد هذا الدلر "القرن اللابع" وفان عندهم شارة النبغ‬
‫الل ْميا عندهم امن لم‬
‫والىوق وأن عنوان عراان وسمة الرسوخ اي استظهار فتاب سيبوي ألن ل المكانة ُّ‬
‫يشتهر ب ادلم مطروح مهما حل ولذا فانوا يقولون عن أحمد بن عبد النور النحوي المدروف المتوا‪،‬‬
‫سنة ‪718‬هـ إن ال يدرف شيئا وال دهشة من هذا الحال عندهم ألن النهضة األندللية اي النحو هبت‬
‫ملاحبة الكتاب عندهم اللكتاب اليد الطولي اي فونها وإنمائها واالبقاء عليها ولها اض إفبارهم منزلة‬
‫الكتاب عندهم واالحتىاظ ب فأنىس ذخيرة لديهم‪ .‬هذا وعند االعتبار والتبلر يجب أن يدرك أن ذلك‬
‫إيذان بأاول نجم من هذه البةاد وهذا ما حدث اإن ما تم أمر إال بدا اي النقلان اقد اتىق أن شب‬
‫ضرا االضطرابات اي البةاد وقد استول‪ ،‬عل‪ ،‬ملك األندلس بنو األحمر الذين يؤثرون األدب عل‪ ،‬النحو‬
‫والناس عل‪ ،‬دين ملوفهم ادعا ذانك األمران علماء النحو اي البةاد إل‪ ،‬االستشراف إل‪ ،‬القطرين "ملر‬
‫والشا " وطاروا ينزحون إليهما زرااات ووحدانا إل‪ ،‬أن بلغ الشر أناه وتىرق ملوك بني األحمر شيدا‬

‫‪842 815‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫واستددى بدضهم عل‪ ،‬بدض ملوك اإلارنج اقضوا عليهم القضاء األخير اي حادث تقشدر من الجلود‬
‫وسقطت آخرة حواضر األندلس "غرناطة" عل‪ ،‬يد ارديناند سنة ‪217‬هـ ونك اإلارنجة بالمللمين ومثلوا‬
‫بتراثهم الدلمي اي غرناطة اللورة الكريهة التي ارتكبها المغول اي بغداد "وما أشب الليلة بالبارحة" اىر ج‬
‫من بقي من الدلماء إل‪ ،‬القطرين فما سبق‪.‬‬
‫واي الحق أن لوال الدلماء الذين جلوا إل‪ ،‬القطرين من بةاد المغرب ومدهم أغلب مؤلىاتهم لىات الدالم‬
‫الدربي من هذا الدلم قلط فبير وهاك بدض المشهورين منهم مرتبين باعتبار سني واياتهم‪:‬‬
‫‪ -1‬األندللي‪ :‬هو أبو محمد القاسم علم الدين اللورقي بن أحمد ولد بمرسية وتردد إل‪ ،‬بلنلية وايهما‬
‫أخذ النحو عن ابن شريك وابن نوح وغيرهما ولقي الجزولي وورد ملر ثم اتج إل‪ ،‬دمشق المع من تاج‬
‫الدين الكندري فتاب سيبوي وغيره وداد طموح إل‪ ،‬علماء بغداد اجلس اي حلقة أبي البقاء الدكبري‬
‫وعاد إل‪ ،‬حلب واستوطن الشا والتف الناس حول ينهلون من مدارا إذ فان موطأ األفناف حلن البزة‬
‫تواي بدمشق سنة‬ ‫فما انتىدوا بمؤلىات الكثيرة منها اي النحو‪ :‬شرح مقدمة الجزولي وشرح المىل‬
‫‪221‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -8‬ابن علىور‪ :‬هو أبو الحلن علي بن مؤمن اإلشبيلي أخذ عن الدباج والشلوبيني وفان أطبر الناس‬
‫عل‪ ،‬المطالدة بيد أن وقف عنايت عل‪ ،‬النحو اما لبث أن توحد بحم راية النحو اي بةاد األندلس التي‬
‫تجول ايها فثيرا وحدثت جىوة بين وبين الشلوبيني ول ملنىات منها‪ :‬المقرب وشرح لم يتم ومختلر‬
‫المحتلب البن جني وثةاثة شروح عل‪ ،‬الجم الكبيرة للزجاجي فان رقيق الدين جلس آخر حيات اي‬
‫مجلس شراب رمي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي مدجم األدباء ونىح الطيب القلم األول الباب الخامس وبغية الوعاة‪.‬‬

‫‪842 812‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫بالنارنج إل‪ ،‬أن مات سنة ‪223‬هـ‪.1‬‬


‫‪ -3‬ابن مالك‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد جمال الدين بن عبد اهلل الطائي ولد بجيان "بلد باألندلس" وسمع‬
‫من الشلوبيني أياما ثم ورد المشرق حاجا ثم استوطن الشا المع بدمشق من اللخاوي وبحلب من ابن‬
‫يديش الحلبي ثم تلدر إلقراء الدربية اي حلب مدة ادمشق التي توطنها اأت‪ ،‬بما أعجز األوائ لقوة‬
‫حااظت اكان يلتشهد بالقرآن اإن لم يجد االلنة اإن لم يجد اأشدار الدرب التي فان اي استذفارها‬
‫نليج وحده وطنف مؤلىات نظما ونثرا تشهد ل بالتىوق عل‪ ،‬من تقد وجمع بدضهم أفثرها اي نظم‬
‫ذفره الليوطي اي البغية ولنقتلر هنا عل‪ ،‬النحوية امن النظم "الكااية الشااية" استوعب ايها ف ما‬
‫سمد وشرحها و"األلىية" وهي ملخص الكااية طبقت شهرتها اآلااق وترجمت إل‪ ،‬لغات وعليها شروح‬
‫فثيرة استقرأها فشف الظنون ومن شروحها شرح ابن الناظم وشرح المرادي وشرح ابن عقي وشرح‬
‫األشموني وسنذفر عنهما نبذة عند الكةا عل‪ ،‬ترجمة مؤلىيها ومن النثر "الىوائد" و"تلهي الىوائد‬
‫وتكمي المقاطد" وال غرو أن طةاب اللغة الدربية مدينون لهذا اإلما الذي أسدى هذه الذخائر اما أحراه‬
‫بكتاب منىرد اي التدريف بحيات ومؤلىات وما ايها بالتىلي ندم إن المحلن ال يضيع عمل عند اهلل اقد‬
‫جد اهلل البن مالك للان طدق ايمن بدده امؤلىات وأقوال تناقلتها الدلماء اي فتبهم مشارقة ومغاربة‬
‫االرضي القريب من زمنا وهو من المشارقة نق عن اي شرح الكثير من مقال والمغاربة ومن اي القطرين‬
‫اتبدوه واعتمدوا علي اكان قطب دائرتهم‪.‬‬
‫هذا والغريب من ابن خلكان الذي فان يشيد إل‪ ،‬بيت بدد طةاة ف يو تدظيما ل أال يترجم ل اي وايات‬
‫األعيان تواي رحم اهلل بدمشق سنة ‪278‬هـ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 1‬ترجمت اي اوات الوايات وبغية الوعاة وشذرات الذهب‪.‬‬

‫‪842 817‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫‪ -4‬ابن الضائع‪ :‬هو أبو الحلن علي بن محمد اإلشبيلي الكتامي الز الشلوبيني وأخذ عن فتاب سيبوي‬
‫بين قراءة وسماع ثم ااق أتراب وأبدع اي التلنيف ل شرح عل‪ ،‬سيبوي جمع اي بين شرحي الليرااي‬
‫وابن خروف مع االختلار الحلن ول مشكةات عجيبة أبداها اي فتاب سيبوي سبق اإللماع إليها اي‬
‫الكةا عل‪ ،‬علم النحو وعلمائ اي األندلس والمغرب اي المطلب األول وشرح عل‪ ،‬الجم الكبيرة‬
‫للزجاجي وفان ال يدتمد اي االستشهاد عل‪ ،‬الحديث مخالىا سنة ابن خروف اي التدوي علي تواي سنة‬
‫‪221‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن أبي الربيع‪ :‬هو أبو الحلين عبيد اهلل بن أحمد اإلشبيلي تلق‪ ،‬عن الدباج والشلوبيني ولم يكن اي‬
‫طلبة الشلوبيني أنجب من ثم هاجر من إشبيلية بدد استيةاء اإلارنجة عليها إل‪ ،‬سبتة وتوطنها ووقدت‬
‫مناظرة بين وبين مالك بن المرح ه يقال‪" :‬فان ماذا؟" ونتج عنها مهاجاة بينهما مقذعة نال ايها ابن‬
‫الربيع من ابن المرح وطنف مؤلىا خاطا بمندها ولذا قال مالك‪:‬‬
‫عاب قو فان ماذا ليت شدري لما هذا‬
‫وإذا عابوه جهةا دون علم فان ماذا‪1‬‬
‫ومن مؤلىات ابن أبي الربيع النحوية شرح سيبوي وشرح الجم للزجاجي وقد رأيت اي حاشية الشمني‬
‫عل‪ ،‬المغني الباب األول مبحث "لكن" أن فتاب "البليط" من مؤلىات مع أني لم أطلع عل‪ ،‬هذا الكتاب‬
‫ضمن مؤلىات اي ترجمت ومع أن ابن عقي عند قول الناظم‪:‬‬
‫واد امر ومض‪ ،‬بنيا وأعربوا مضارعا إن عريا‬
‫قال‪" :‬ونق ضياء الدين بن الدلج اي البلييط" وتابد عل‪ ،‬ذلك‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ذفرت المناظرة اي ترجمة مالك‪ :‬اي نىح الطيب "الباب اللابع" من القلم األول‪ :‬وبغية الوعاة وشرح‬
‫درة الغواص اي الوهم ‪.35‬‬

‫‪842 812‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫الليوطي اي اهرس بغية الوعاة "باب الكن‪ ،‬واأللقاب واألسماء واإلضااات" عند حرف الباء ونل ‪:‬‬
‫"طاحب البليط ضياء الدين بن الدلج أفثر أبو حيان وأتباع من النق عن ولم أقف ل عل‪ ،‬ترجمة" واهلل‬
‫أعلم بالحقيقة تواي سنة ‪222‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن آجرو ‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بن محمد اللنهاجي "نلبة إل‪ ،‬طنهاجة قبيلة بالمغرب" المشهور‬
‫بابن آجرو "الىقير اللواي" بلغة البربر ولد بىاس وذاع اضل اي علو فثيرة إال أن غلبت علي القراءات‬
‫والنحو ولم يؤثر عن اي النحو إال مقدمت التي طبقت شهرتها اآلااق وترجمت إل‪ ،‬عدة لغات وتناولها‬
‫بالتدليق عليها فثير من األعةا ومن أشهر شروحها بين أيدينا شرح الشيخ حلن الكىراوي المتوا‪ ،‬سنة‬
‫‪1818‬هـ قال الليوطي اي بغية الوعاة‪" :‬وهنا شيء آخر وهو أنا استىدنا من مقدمت أن فان عل‪ ،‬مذهب‬
‫الكوايين اي الجو ألن عبر بالخىض وهو عبارتهم وقال‪ :‬األمر مجزو وهو ظاهر اي أن مدرب وهو رأيهم‬
‫وذفر اي الجواز فيىما والجز بها رأيهم وأنكره البلريون اتىطن" توا‪ ،‬بىاس سنة ‪783‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -7‬أبو حيان‪ :‬هو محمد أثير الدين بن يوسف الغرناطي ولد بمطخارش "من ضواحي غرناطة" وتلق‪ ،‬عن‬
‫فثير منهم ابن الضائع ودرس بين ظهرانيهم ثم هاجر وضرب اي مغارب األرض ومشارقها وأخذ عن فثير‬
‫ممن لقي ثم انته‪ ،‬ب المطاف إل‪ ،‬القاهرة اأخذ عن ابن النحاس وتلدر اي الجامع األقمر وطنف فثيرا‬
‫امن مؤلىات النحوية‪" :‬التذيي والتكمي اي شرح التلهي " وملخل "ارتشاف الضرب من للان الدرب"‬
‫وفان عل‪ ،‬مذهب ابن الضائع اي منع االستشهاد بالحديث لذا رد عل‪ ،‬ابن مالك اي شرح عل‪ ،‬التلهي‬
‫بكةا ملهب تواي رحم اهلل بالقاهرة سنة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الضوء الةامع وبغية الوعاء وشذرات الذهب‪.‬‬

‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫‪745‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -2‬الشاطبي‪ :‬هو أبو إسحاق إبراهيم بن موس‪ ،‬بن محمد اللخمي الغرناطي تلق‪ ،‬الدربية وغيرها عن أئمة‬
‫المغاربة منهم أبو القاسم اللبتي وأبو عبد اهلل التلملاني والمقري وابن لب انبغ اي انون متنوعة وطنف‬
‫ايها مؤلىات أعجب بها الدلماء منها "الموااقات" اي أطول الىق ومن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح عل‪،‬‬
‫األلىية البن مالك اإن المنه الدذب الذي اغترف من النحاة بدده‪.‬‬
‫ومن آرائ اللائبة تجويزه االستشهاد بالحديث إذا علم أن المدني ب اي نق األلىاظ لمقلود خاص بها‬
‫فاألحاديث المنقولة اي االستدالل عل‪ ،‬الاحت ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬خةااا البن خروف وابن مالك‬
‫المجيزين مطلقا وابن الضائع وأبي حيان الماندين مطلقا وقد أوا‪ ،‬هذا المبحث حق اي باب االستثناء‬
‫ونقل عن بحذاايره البغدادي اي مقدمة الخزانة تواي الشاطبي باألندلس سنة ‪711‬هـ‪.8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الوااي واوات الوايات والدرر والبغية وحلن المحاضرة "أئمة النحو واللغة" ونىح الطيب‬
‫"الباب الخامس ‪ -‬القلم األول" والشذرات والبدر‪.‬‬
‫‪ 8‬ترجمت اي "ني االبتهاج بتطريز الديباج" ديباج ابن ارحون‪.‬‬

‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫الىل الثالث‪ :‬النحو والنحاة اي ملر والشا اي الدلرين "علر المماليك وعلر الترك"‬
‫إن ملر والشا اي هذه اآلونة فانتا ملتقلتين تخىق عليهما راية واحدة حملها المماليك الذين ولوا أمرهما‬
‫بدد األيوبيين منذ سنة ‪242‬هـ واتخذوا القاهرة قاعدة ملكهم وفان المماليك لشدورهم بنقص أحلابهم‬
‫وألنهم دخةاء يحاولون استكمال مهابتهم بغرس ما يثمر النىع للبةاد ثم فان حادث بغداد موحيا إليهم‬
‫جلامة الدبء الملق‪ ،‬عل‪ ،‬فاهلهم إذ لم يبق لإلسةا بةاد‬
‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫مدخ‬

‫ذات شوفة تدقد عليها اآلمال سوى القطرين واألندلس اي دور احتضارها األخير اناطروا اللغة الدربية ألنها‬
‫لغة الدين والشدب ولم تح جنليتهم الترفية والجرفلية دون اعتمادها للان الدولة الرسمي وتحبيب‬
‫علمائها إل‪ ،‬نشرها وراع لوائها ليلتديدوا مجد الدراق اي بةادهم‪.‬‬
‫وقد فان ذلك ملتحكما اي أدمغتهم حت‪ ،‬أن الظاهر بيبرس البندقداري استدع‪ ،‬أحد أوالد الخلىاء‬
‫الدباسيين الهاربين من أيدي التتر وعقد ل بيدة الخةااة األبل تاجها بالقاهرة سنة ‪252‬هـ ولقب الملتنلر‬
‫باهلل واستمد من سلطة الملك نائبا عن ولما خرج الخليىة عل‪ ،‬رأس جيش لمحاربة التتر اقت بايع الظاهر‬
‫بدده عباسيا آخر هو "أبو الدباس أحمد" ولقب الحافم بأمر اهلل وهو جد الخلىاء الدباسيين بملر‪.‬‬
‫وهكذا استمرت الخةااة الدباسية اي القاهرة مدة والية المماليك للقطرين وإن فانت طورية اقوي‬
‫باالعتزاز بها شأنهم واشتدت شوفتهم ااستطاعوا مقاومة "تيمورلنك" الذي حاول بدد اتوحات إل‪ ،‬سورية‬
‫أن يلتحوذ عل‪ ،‬القطرين اأرس إل‪ ،‬الللطان "قةاوون" وفان يضطغن علي لكن اهلل أنقذه من شره وتغلب‬
‫علي اي موقدة "حمص" انجا القطران من الوقوع اي يده‪.‬‬
‫مضت الحقبة الطويلة التي ولي ايها المماليك القطرين وفأن اهلل أراد أن يديد إل‪ ،‬المللمين ايهما بدض ما‬
‫رأوه اي الدراق إبان مجده الزاهي اقامت القاهرة مقا بغداد وفما ورثتها اي الخةااة الدباسية نابت عنها‬
‫اي النهوض بالثقااة الدلمية اةا غرو أن القطرين فانا آنئذ ملتق‪ ،‬علماء المللمين من مشارق األرض‬
‫ومغاربها‪.‬‬
‫وتوالت النهضة اي القطرين إل‪ ،‬أن أدال اهلل لبني عثمان من المماليك واستول‪ ،‬الللطان سليم عل‪،‬‬
‫القطرين سنة ‪183‬هـ اضدىت النهضة وتغيرت الحال وعل‪ ،‬هذا اينبغي الكةا عل‪ ،‬النحو وعلمائ اي ف‬
‫علر من الدلرين عل‪ ،‬حدة الختةاف الشأن ايها‪.‬‬

‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫النحو والنحاة اي علر المماليك‪:‬‬


‫وضح مما اات أن المماليك قبضوا عل‪ ،‬زما المقاليد اي القطرين والدراق اي االحتضار واألندلس اي‬
‫سبي الزوال وأن علماءهما لم يلىوا أمامهم موطنا يديشون اي ويجدون مبتغاهم من الهدوء ونشر الدلو‬
‫واإلاادة واالستىادة إال القطرين ال سيما وقد عرف عنهما حرب الدلماء وإفبارهم وأن الدلماء بدورهم قد‬
‫رأوا إقىار البةاد من الكتب الدربية يقول الليوطي وهو من علماء هذا الدهد‪" :‬وقد ذهب ج الكتب اي‬
‫الىتن الكائنة من التتار وغيرهم بحيث إن الكتب الموجودة اآلن اي اللغة من تلانيف المتقدمين والمتأخرين‬
‫ال تجيء حم جم واحد"‪.1‬‬
‫وربما فان اي هذا الكةا شيء من الدلو إال أن أيا ما فان دلي عل‪ ،‬إحلاسهم بالنقص والخلارة وواجب‬
‫الدين اي أعناقهم يقضي عليهم بإحياء ما درس من علو لغة الدين وبينهم بدض المشارقة الذين اروا من‬
‫وج المغول والجم الغىير من المغاربة واألندلليين الذين وردوا القطرين من عهد بديد اهبت حرفة طيبة‬
‫اي علومها واي مقدمتها النحو‪.‬‬
‫واي اإلنلاف أن نقول إن عماد هذه الحرفة التي فانت ايها إملاك للحوباء‪ 8‬إنما هم جالية األندلس‬
‫والمغرب الذين سلف ذفرهم اإنهم لما ألبوا‪ 3‬بالقطرين واتخذوهما مقرا لهم بثوا علمهم وأذاعوا ملنىاتهم‬
‫ايهما بين الناس اتخرج عليهم تةاميذ فانوا فوافب الدلور المتأخرة وطارت ملنىاتهم نبراسا لمن طنف‬
‫بددهم من الدلماء ويرجع اللبب اي ذلك إل‪ ،‬أن رحةاتهم إل‪ ،‬القطرين فانت بديدة الدهد وطالت أيامها‬
‫ااختلطوا بالدلماء قب حادثهم بزمن غير قريب وال فذلك المشارقة الذين بغتوا بحادثهم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المزهر النوع األول الملألة اللادسة عشرة بدد الكةا عل‪ ،‬جمهرة ابن دريد‪.‬‬
‫‪ 8‬اي القاموس‪ :‬الحوباء‪ :‬الناس‪.‬‬
‫‪ 3‬اي القاموس‪ :‬ألب‪ :‬أقا ‪.‬‬

‫‪842 818‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫المؤلىين اي مؤلىاتهم المتدددة التدرج والتنويع ايها الختةاف قدر الطالبين من مبتدئ وشاد ومنت اجمدوا‬
‫ايها بين وجيز ووسيط وبليط حبا اي تدميم النىع فما طنع ابن مالك وابن هشا والليوطي ندم إن‬
‫التأليف عل‪ ،‬عموم اي خةال هذا الدهد قد طرأ علي اتجاه جديد وذلك أن مدظم المؤلىات اللابقة فانت‬
‫زعيمة باإلبانة عن نىلها بنىلها ال ترتقب تىليرا وال توضيحا مع النزوع إل‪ ،‬الوجهة النحوية يلتوي اي‬
‫هذا مطولها ومختلرها إذ لم يقلد واضدو المختلرات سابقا إال مجرد التلهي عل‪ ،‬المبتدئ بذفر‬
‫جزئيات من ملائ الدلم تؤنل إذ وج اي الاوت عبارتها اي التأدية ما ايها من المداني وممن ألف‬
‫مختلرا عل‪ ،‬هذا النهج قديما الزجاجي اي الجم "الجم الكبيرة" وعبد القاهر الجرجاني اي "جمل "‬
‫أيضا‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫أما اي هذا الدهد اقد طىق المؤلىون ينشئون المتون مع استيدابها لما اي المطوالت ويىتنون اي سبي‬
‫إيجازها ما وسدت قدرتهم ومن هنا ملت الحاجة إل‪ ،‬الشروح وربما جللت بالحواشي وأقرب األمثلة لهذا‬
‫شروح فااية ابن الحاجب وألىية ابن مالك وفاايت ومغني ابن هشا وتوضيح وبدض حواشيها وهذه‬
‫المؤلىات التي فانت غزيرة المادة الدلمية من الجهة النحوية لم يدبها إال ما شابها اي الشروح والحواشي‬
‫من‪" :‬فثرة بيان اللهجات الدربية لكثير من الكلمات مما يمت إل‪ ،‬اق اللغة بلبب وثيق ومن التدلي‬
‫والتوجي لمتضارب اآلراء النحوية مما ال يدود بطائ عل‪ ،‬النحو ومن محاولة أخذ القاعدة النحوية من مادة‬
‫الكتاب المدلق علي وفثيرا ما يكون اي الدبارة قلور اي الداللة لكن هذه الهنات لم تذهب بمحاسن هذه‬
‫الملنىات وجلها ما يزال إل‪ ،‬يومنا عتاد طةاب النحو ومطمح أنظارهم ويظهر أن الحام لهم عل‪ ،‬اإلفثار‬
‫من المتون حبهم اي سرعة تةااي ما ضاع من فتب النحو والمتون فىيلة بجمع ما فثر من القواعد اي موجز‬
‫الكةا الكي يلهلوا عل‪ ،‬الراغبين جمع شتات هذا الىن اي قبضة اليد طنىوها فدةاج بدا لهم الم يكن‬
‫بدد هذا بد من شروح تكشف قناع هذه المخدرات المكنونة‬

‫‪842 814‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬
‫وبالتال‪ ،‬قد تقتضي الشروح تىليةا لما أجم اي اكانت بدض الحواشي اما أجدر عهد المماليك بتلميت‬
‫عهد المتون والشروح وسيتبين لك عند تراجم علمائ أن مدظم مؤلىاتهم متون وشروح اقلما ترى حاشية‬
‫لمؤلف منهم ف ذلك واألقطار اإلسةامية األخرى منلراة عن هذا الدلم وغيره ترزح تحت نير الظلم من‬
‫ملوك ال تحنو عل‪ ،‬اللغة وعلومها وال تربطها بها أسباب اإن المطالع للىحات تاريخ النحويين لهذا الدهد‬
‫ال تكاد تقع عيناه عليهم إال متوطنين بالقطرين إما نازحين إليهما أو مولودين بهما امما ال مرية اي أن لوال‬
‫القطران اي هذا األمد النقطدت الللة بين النحو قديم وحديث ولكان ل نظا آخر ‪-‬تلك هي حالة هذا‬
‫الدلم ورجال ‪ -‬وهاك بدض مشهوريهم مع الترتيب الزمني اي واياتهم‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن الناظم‪ :‬هو محمد بدر الدين بن محمد ولد بدمشق اأخذ عن أبي ونشأ حاد الذهن إال أن غلبت‬
‫علي مداشرة الشذاذ اأقلاه أبوه اأقا اي "بدلبك" وانتىع الناس بدلم وفانت ل مشارفة اي علو فثيرة‬
‫ومن مؤلىات النحوية شرح عل‪" ،‬ألىية" والده‪.‬‬
‫نبذة عن شرح ابن الناظم‪:‬‬
‫يغلب عل‪ ،‬الظن أن أول شرح عل‪ ،‬األلىية مهد اللبي لمن شرحوا األلىية بدده نقلوا عن وعنوا ببلط ما‬
‫اي حت‪ ،‬امتاز أن يلير علما بالغلبة "للشارح" إذا أطلق اي هذه الملنىات وقد تدقب ابن الناظم أباه‬
‫فثيرا دون هوادة انظر باب "المىدول المطلق والتنازع واللىة المشبهة" وربما حمل التدقب إل‪ ،‬اإلتيان‬
‫ببيت بدل بيت الناظم اىي باب التنازع رأى أن قول أبي ‪:‬‬
‫ب حذا الز إن يكن غير خبر وأخرن إن يكن هو الخبر‬
‫يىيد أن ضمير المتنازع اي إن فان المىدول األول اي باب ظن يجب حذا مع أن ال ارق بين المىدولين‬
‫ااستلوب أن يقول بدل ‪:‬‬

‫‪842 815‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫واحذا إن لم يك مىدول حلب وإن يكن ذاك اأخره تلب‬


‫إال أن الشراح بدده من‪ :‬ابن هشا وابن عقي واألشموني وغيرهم تلدوا للرد علي بما جد حمةات عل‪،‬‬
‫الناظم طائشة فما ترى ايها مبلوطا‪.‬‬
‫وقد وردت اي بدض شواهد محراة نقلها عن من بدده ومن ذلك عل‪ ،‬سبي المثال‪ :‬استشهاد اي أول باب‬
‫"ندم وبئس" للكوايين عل‪ ،‬اسميتها بقول الراجز‪:‬‬
‫طبحك اهلل بخير بافر بندم طير وشباب ااخر‬
‫وطحة الشطر الثاني "بندم عين إلخ" فما اي للان الدرب وشرح القاموس وعل‪ ،‬هذا ضاع االستشهاد‬
‫بالبيت مع أن اقتىاه اي هذا االستشهاد األشموني‪.‬‬
‫ويةاحظ علي أن ربما ساق بدض شدر المحدثين استدالال اقد جوز ذفر الخبر بدد لوال إن دل علي دلي‬
‫فقول أبي الدةاء المدري‪:‬‬
‫يذيب الرعب من ف عضب الوال الغمد يملك للاال‬
‫ثم الشارح اي الواقع مغلق ولهذا فثرت الحواشي علي ‪ :‬اكتب علي ابن جماعة والديني والليوطي وزفريا‬
‫األنلاري وابن قاسم الدبادي وغيرهم ومنها شرح عل‪" ،‬فاايت " أيضا ولما تواي أبوه استدعي إل‪ ،‬دمشق‬
‫اولي وظيىة أبي ومات بمرض القولنج شابا بدمشق سنة ‪222‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -8‬ابن النحاس‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بهاء الدين بن إبراهيم الحلبي أخذ الدربية عن ابن عمرون‬
‫والقراءات عن الضرير وسمع من غيرهما ودخ ملر وتلق‪ ،‬عن مشايخها ثم طار إما الملريين اي‬
‫الدربية واي اوات الوايات ترجمة "محمد بن رضوان" من شدره إل‪ ،‬الشيخ بهاء الدين‪:‬‬
‫سلم عل‪ ،‬المول‪ ،‬البهاء وطف ل شوقي إلي وإنني مملوف‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الوااي بالوايات وبغية الوعاة وشذرات الذهب‪.‬‬

‫‪842 812‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫أبدا يحرفني إلي تشوقي جلمي ب مشطوره منهوف‬


‫لكن نحلت لبدده اكأنني ألف وليس بممكن تحريك‬
‫واستطرف ابن هشا األبيات اذفرها للمناسبة اي تقدير الحرفات اإلعرابية اي المقلور "شرح شذور‬
‫الذهب" ولم يلنف ابن النحاس إال ما أمةاه عل‪" ،‬المقرب" البن علىور تواي بملر سنة ‪212‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -3‬المرادي‪ :‬هو الحلن بن قاسم الملري أخذ عن أبي حيان وغيره وطنف وتىنن وأجاد امن‬
‫ملنىات شرح المىل وشرح التلهي والجن‪ ،‬الداني اي حروف المداني وشرح األلىية ومؤلىات‬
‫المرادي ملادر لدى النحاة وثيقة االدماميني عول اي شرح التلهي عل‪ ،‬شرح واألشموني نق اي‬
‫شرح "األلىية" فثيرا عن شرح وقالوا‪ :‬إن ابن هشا استىاد اي "المغني" من الجن‪ ،‬الداني تواي بالقاهرة‬
‫سنة ‪741‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -4‬ابن هشا ‪ :‬هو أبو محمد عبد اهلل جمال الدين بن يوسف األنلاري ولد بالقاهرة ولز عبد اللطيف بن‬
‫المرح وسمع عل‪ ،‬أبي حيان ديوان زهير وحضر دروس التاج التبريزي ثم ااق أقران ب شيوخ وتخرج‬
‫عل‪ ،‬يده الكثير طنف المؤلىات المليئة بالىوائد الغريبة والمباحث الدقيقة واالستدرافات الدجيبة مع‬
‫التلرف اي منهجها والتنويع اي إاادتها مما يدل عل‪ ،‬االطةاع الغريب امنها‪ :‬شذور الذهب اي مدراة‬
‫فةا الدرب وشرح وقطر الندى وب اللدى وشرح وأوضح الملالك إل‪ ،‬ألىية ابن مالك وشرح‬
‫التلهي البن مالك والجامع الكبير والجامع اللغير واإلعراب عن قواعد األعراب ومغني اللبيب عن‬
‫فتب األعاريب الذي طارت شهرت إل‪ ،‬المغرب يقول ابن خلدون‪" :‬ووط إلينا بالمغرب لهذه الدلور‬
‫ديوان من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي بغية الوعاة واوات الوايات وشذرات الذهب‪.‬‬
‫‪ 8‬ترجمت اي البغية وحلن المحاضرة "أئمة النحو واللغة" والدرر والشذرات‪.‬‬

‫‪842 817‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫ملر منلوب إل‪ ،‬جمال الدين بن هشا من علمائها إل‪ ،‬أن قال‪ :‬اأت‪ ،‬من ذلك بشيء عجيب دال عل‪،‬‬
‫قوة ملكت واطةاع واهلل يزيد اي الخلق ما يشاء"‪.1‬‬
‫إن ابن هشا نليج وحده اما من فتاب ل إال واي شاهد عل‪ ،‬علو فدب ولتتبين ذلك اأمامك التوضيح‬
‫والمغني‪.‬‬
‫تدريف بكتابي التوضيح والمغني‪:‬‬
‫اىي التوضيح توخ‪ ،‬شرح األلىية مع اإللماع إل‪ ،‬ما ااتها‪ :‬من استكمال لبدض األقلا ومن انلجا اي‬
‫ترتيب المدلومات ومن تنليق اي ضم القواعد المتللة بدضها ببدض فما يظهر جليا اي باب التلريف‬
‫وذلك اوق التخطئة اي األحكا لملائ فثيرة سأقتلر عل‪ ،‬قلي منها عل‪ ،‬سبي التمثي خوف التطوي‬
‫اقد عقب عل‪ ،‬البيت األول اي باب التمييز وهو‪:‬‬
‫اسم بمدن‪ ،‬من مبين نكره ينلب تمييزا بما قد الره‬
‫بأن تمييز النلبة ناطب الملند ال النلبة واي باب اإلضااة عقب عل‪ ،‬البيت‪:‬‬
‫قب فغير بدد حلب أول ودون والجهات أيضا وع‬
‫بأن "حلب" ال تدرب نلبا إذا نكرت وأن "ع " ال تضاف وال تنلب عل‪ ،‬الظراية أو غيرها واي باب‬
‫الوقف عقب عل‪ ،‬البيت‪:‬‬
‫بأن المضارع المجزو الباق‪ ،‬عل‪ ،‬حراين ال تجب اي هاء اللكت بدلي إجماع المللمين اي الوقف عل‪،‬‬
‫"ولم أك" بترك الهاء‪.‬‬
‫واي المغني نهج سبيةا لم يلبق إلي أتاح ل أال يدع ملألة نحوية إال‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬المقدمة الىل الثالث علو الللان علم النحو ومن إعجاب ابن خلدون ذفر مث ذلك قبةا اي‬
‫المقدمة ال "اي أن فثرة التأليف اي الدلو عائقة عن التحلي "‪.‬‬

‫‪842 812‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬
‫عرض لها بإبداع مع عد تكرار اأوا‪ ،‬عل‪ ،‬الغاية واي خةال تىليةات وازن فثيرا بين المذاهب النحوية‬
‫وإن فان طغوه‪ 1‬مع البلريين‪.‬‬
‫امما اختار من مذهب الكوايين‪:‬‬
‫‪ -1‬إنكارهم وجود أن المىلرة قال‪" :‬وعن الكوايين إنكار أن التىليرية ألبتة وهو متج عندي إلخ"‪.8‬‬
‫‪ -8‬اختيارهم شرطية "أن" المدغمة اي "ما" نحو أما أنت منطلقا انطلقت قال‪" :‬وإلي ذهب الكوايون‬
‫ويرجح عندى أمور إلخ"‪.3‬‬
‫ومن االتىاق والملاداات أن هذا الترجيح سبق للرضي فما تقد اي ضمن الملائ التي اض ايها رأي‬
‫الكوايين ملتدال اي هذا االختيار بدين ما استدل ب ابن هشا مع أن ابن هشا ولد بدد وااة الرضي بنحو‬
‫عشرين عاما ولذلك قال البغدادي اي خزانة األدب الشاهد الخملين بدد المائتين لةاشتراك بين الرأيين ما‬
‫نل ‪" :‬وهذا من توااق الخاطر فما يقال‪ :‬قد يقع الحاار موضع الحااز"‪.‬‬
‫‪ -3‬إعراب اد األمر بالجز بةا األمر المقدرة ألن مقتطع من المضارع المجزو بها قال‪" :‬احذات‬
‫الةا للتخىيف وتبدها حرف المضارعة وبقولهم أقول ألن األمر مدن‪ ،‬إلخ"‪.4‬‬
‫‪ -4‬عد وجوب أن تكون أ المنقطدة بمدن‪ ،‬ب والهمزة جميدا قال‪" :‬والذي يظهر لي قولهم إذ المدن‪،‬‬
‫َِّ ِ‬
‫اء}‪ 5‬ليس عل‪ ،‬االستىها إلخ"‪.2‬‬‫اي نحو {أَ ْ َج َدلُوا لل ُش َرَف َ‬
‫هذا واي بدض شواهده عرض تحريف ال نحلب علي اي هذا المؤلف الكبير ومن ذلك عل‪ ،‬سبي المثال‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬أي‪ :‬ميل ‪.‬‬
‫‪ 8‬الباب األول "أن"‪.‬‬
‫‪ 3‬المبحث الماضي‪.‬‬
‫‪ 4‬الباب األول "الةا "‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة الرعد اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 2‬المغني الباب األول "أ "‪.‬‬

‫‪842 811‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫‪ -1‬استشهاده اي مبحث "التاء" للمناسبة عل‪ ،‬قلة تقد الخبر جملة بقول الىرزدق‪:‬‬
‫إل‪ ،‬ملك ما أم من محارب أبوه وال فانت فليب تلاهره‪1‬‬
‫واللواب "أبوها" فما يقتضي البيت التالي وهو‪:‬‬
‫ولكن أبوها من رواحة ترتق‪ ،‬بأيام قيس عل‪ ،‬من تىاخره‬
‫وبهذا طار البيت شاهدا عل‪ ،‬تقد الخبر شب جملة ال جملة فما هو ظاهر‪.‬‬
‫‪ -8‬استشهاده اي مبحث "ف " عل‪ ،‬وجوب مراعاة مدناها بحلب المضاف إلي النكرة اهو مثن‪ ،‬اي قول‬
‫الىرزدق‪:‬‬
‫وف رايقي ف رح وإن هما تداطي القنا قوما هما أخوان‪8‬‬
‫وبالنظر إل‪ ،‬روايت "قوما" بالتنوين قال‪" :‬وهذا البيت من المشكةات لىظا وإعرابا ومدن‪ ،‬النشرح إلخ" ثم‬
‫قال ما قال بناء عل‪ ،‬روايت الخاطئة وسيأتي اي ترجمة الدماميني شارح المغني تلحيحها بما يىيد أن مثن‪،‬‬
‫مراوع مضاف ال مىرد منلوب منون‪.‬‬
‫ومما يجدر التنوي ب أن ابن هشا اي المغني لم يقف عند الملائ النحوية اتناول اي بدض الملائ‬
‫البةاغية ال لتقليد اللابقين من النحاة ولذا يقول‪" :‬ولم أذفر بدض ذلك اي فتابي جريا عل‪ ،‬عادتهم‬
‫وأنشد متمثةا‪:‬‬
‫وه أنا إال من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد‬
‫ب ألني وضدت الكتاب إلاادة متداطي التىلير والدربية جميدا"‪3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬البيت من قليدة اي مدح الوليد بن عبد الملك بن مروان‪.‬‬
‫‪ 8‬البيت من قليدة اي ذئب نزل ب وقراه‪.‬‬
‫‪ 3‬آخر الباب الخامس والبيت لدريد بن اللمة الجشمي من مرثية اي أخي عبد اهلل المقتول يو اللوي‬
‫وغزية رهط دريد أو جده والمرثين اي الحماسة "الرثاء"‪.‬‬

‫‪842 881‬‬
‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫يريد أن ما ذفره منها ليس اقتىاء لغيره حت‪ ،‬يحتاج إل‪ ،‬االعتذار بإنشاد البيت وإنما لقلده أن المغني يجمع‬
‫بين األمرين ويروى أن قي البن هشا ‪ :‬هةا الرت القرآن أو أعربت اقال أغناني المغني‪.‬‬
‫فنت أود أن أذفر تدريىا خاطا بكتاب "المغني" أعرض اي سبب التأليف ل واتجاه اي ونقده للنحاة‬
‫وانتحاءه منح‪ ،‬قويا اي االستشهاد بالقرآن الكريم ومآخذه عل‪ ،‬الدلماء اي أعاريب مشتهرة وما إل‪،‬‬
‫أولئك من مزايا أخرى ولكن ال يتلع هذا الكتاب لك ما نود وما يجدي التدريف إال بلىر خاص ب ‪.‬‬
‫غير أن مما ال ينبغي التلاه اي أن أنب عل‪ ،‬أن المغني قد تبارى الدلماء اي التدليق علي مذ ظهر اشرح‬
‫ابن اللائغ إل‪ ،‬أثناء الباء الموحدة وسمي شرح "تنزي الللف عن تموي الخلف" والدماميني بدد أن علق‬
‫علي اي الديار الملرية ونزح إل‪ ،‬الهند شرح بتوسع وسم‪ ،‬شرح "تحىة الغريب بشرح مغني اللبيب"‬
‫واي هذا الشرح اعتراضات عل‪ ،‬المغني فثيرة تدقبها الشمني اي حاشيت علي الملماه "المنلف من‬
‫الكةا عل‪ ،‬مغني ابن هشا " وللليوطي حاشية عل‪ ،‬المغني وط ايها إل‪" ،‬حت‪ "،‬ولألمير حاشية تامة‬
‫والدسوق‪ ،‬أيضا وفذا اإلبياري سماها "القلر المبني عل‪ ،‬حواشي المغني" وط ايها إل‪ ،‬أول الباب الثاني‬
‫تواي ابن هشا بالقاهرة ودان خارج باب النلر سنة ‪721‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -5‬ابن عقي ‪ :‬هو أبو عبد الرحمن عبد اهلل بهاء الدين بن عبد الرحمن الحلب‪ ،‬أطةا تلق‪ ،‬عن الجةال‬
‫القزويني وأبي حيان وغيرهما واشتهر اي الدربية حت‪ ،‬تبوأ منزلة مشايخ ودرس بالقطبية والخشبية والجامع‬
‫الناطري بالقلدة والجامع الطولوني وولي القضاء األفبر لشهرت بالتدين إال أن فان غير محمود التلراات‬
‫المالية عل‪ ،‬نىل ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الدرر والبغية وحلن المحاضرة والشذرات والبدر الطالع‪.‬‬

‫‪842 881‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫ومن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح عل‪ ،‬التلهي "الملاعد عل‪ ،‬تلهي الىوائد وتكمي المقاطد" وشرح عل‪،‬‬
‫األلىية‪.‬‬
‫فلمة عن شرح عل‪ ،‬األلىية‪:‬‬
‫يمتاز هذا الشرح باللهولة اةا يحتاج الطالب الشادي إل‪ ،‬تىهيم من موقف وليس من المبالغة أن يقال‪:‬‬
‫إن هذا الشرح هو الذي أرشد المتدلمين إل‪ ،‬مدراة المراد من األلىية تماما اإن عنايت متجهة إل‪ ،‬إيضاحها‬
‫وتبيان المقلود منها‪.‬‬
‫وهو شرح حلن متوسط اي النلف األول ومختلر اي النلف الثاني وتتجل‪ ،‬اي مواءمة ابن عقي‬
‫للناظم ولهذا دااع هجو ابن علي اي شرح فثيرا ايقول مثةا اي باب المىدول المطلق‪" :‬وقول ابن‬
‫الملنف إن قول ‪ :‬وحذف عام ‪ ...‬ليس بلحيح"‪.‬‬
‫وقد اهتم الدلماء بهذا الشرح وفتبوا علي الحواشي امنها‪:‬‬
‫حاشية "إرشاد النبي إل‪ ،‬ألىية ابن مالك وشرحها البن عقي " البن الميت وحاشية لدطية األجهوري وحاشية‬
‫لللجاعي وحاشية للخضري تواي ابن عقي ودان بالقرب من اإلما الشاادي سنة ‪721‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -2‬ابن اللائغ‪ :‬هو محمد شمس الدين بن عبد الرحمن أخذ عن ابن المرح والز أبا حيان امهر اي‬
‫الدربية مع النشاط وحدة الذفاء ودماثة األخةاق الرعان ما تبوأ المناطب الدليا اولي قضاء الدلكر‬
‫وإاتاء دار الددل ودرس بالجامع الطولوني وطنف وأبدع امن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح األلىية والتذفرة عدة‬
‫مجلدات والمرقاه اي إعراب ال إل إال اهلل وحاشية عل‪ ،‬المغني سلىت اإلشارة إليها والوضع الباهر اي‬
‫راع أاد الظاهر وهذا الكتاب ملطور اي "الىن اللابع" من األشباه والنظائر تواي بالقاهرة سنة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الوااي والدرر والبغية وحلن المحاضرة والشذرات والبدر الطالع‪.‬‬

‫‪842 888‬‬

‫(‪)/‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫‪772‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -7‬ناظر الجيش‪ :‬هو محمد محب الدين بن يوسف ولد بحلب واشتغ بها ثم قد إل‪ ،‬القاهرة والز‬
‫أبا حيان وغيره ومهر اي الدربية وولي ناظر الجيش وغيره اكان المث األعل‪ ،‬اي الكياسة والجود والتدين‬
‫ومن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح التلهي "تمهيد القواعد بشرح تلهي الىوائد" تواي بالقاهرة سنة ‪772‬هـ‪8.‬‬
‫‪ -2‬ابن جماعة‪ :‬هو محمد عز الدين بن أبي بكر بن عبد الدزيز ولد بينبع أخذ عن ناظر الجيش‬
‫والليرامي وغيرهما ثم طار المشار إلي اي الديار الملرية اي انون شت‪ ،‬ولم يتزوج وفان اي مي إل‪،‬‬
‫اللهولة والمزاح وجاوزت مؤلىات األلف منها اي النحو‪ :‬حاشية عل‪ ،‬شرح ابن الناظم تلم‪" ،‬الملدف‬
‫والمدين اي شرح ابن الملنف بدر الدين" وحاشية عل‪ ،‬المغني وحاشية عل‪ ،‬شرح التوضيح تواي سنة‬
‫‪211‬هـ‪.3‬‬
‫‪ -1‬الدماميني‪ :‬هو محمد بدر الدين بن أبي بكر بن عمر المخزومي أطل من دمامين "قرية قريبة من‬
‫األقلر" ولد باإلسكندرية وتدلم بها ثم هبط ملر وارتىع قدره ايها االتف حول الطةاب باألزهر ثم اشتغ‬
‫بالدنيا ولما نكب بالحريق هرب من الغرماء إل‪ ،‬اللديد ااستقدموه مرغما وبدد طةاح حال غادر الديار‬
‫الملرية ادرس اي جامع زبيد باليمن وترك اليمن متجها إل‪ ،‬الهند وهناك طدد نجم وأقبلت الدنيا علي‬
‫اتىرغ للتدليم والتلنيف‪.‬‬
‫امن مؤلىات النحوية‪ :‬شرح التلهي البن مالك "تدليق الىرائد عل‪ ،‬تلهي الىوائد" عول اي فثيرا عل‪،‬‬
‫شرح المرادي للتلهي وقد ألى تلبية لطلب الللطان "أحمد شاه" واي ملته الشرح بدد اإلهداء فلمة‬
‫عن ابن مالك ومؤلىات ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الوااي والدرر والبغية وحلن المحاضرة "الىقهاء الحنىية" والشذرات‪.‬‬
‫‪ 8‬ترجمت اي الدرر والبغية وحلن المحاضرة‪ :‬الىقهاء الحنىية والشذرات‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫‪ 3‬ترجمت اي الدرر الضوء الةامع البغية حلن المحاضرة الشذرات والبدر الطالع‪.‬‬

‫‪842 883‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫ول تدليق عل‪ ،‬المغني فتب بالديار الملرية وشرح مزيج عل‪ ،‬المغني ألى بالهند سماه "تحىة الغريب اي‬
‫الكةا عل‪ ،‬مغني اللبيب" إجابة لرغبة الللطان محمد شاه واي هذا الشرح جل‪ ،‬عن غزارة مادة وعبقرية‬
‫اذة بيد أن أسرف اي تدقب البن هشا مما حم الشمني عل‪ ،‬محاولة الرد علي دائما اي حاشيت‬
‫"المنلف من الكةا عل‪ ،‬مغني ابن هشا " اىي التلمية ما يغني عن البيان‪.‬‬
‫والحقيقة أن "الدماميني" اي بدض األحايين يكون متوخيا إلطابة الحق اي اعتراض امن هذا عل‪ ،‬نمط‬
‫التمثي تخريج ابن هشا اي مبحث "ف " قول الىرزدق‪:‬‬
‫وف رايقي ف رح وإن هما تداطي القنا قوما هما أخوان‬
‫بناء عل‪ ،‬ظن تنوين "قوما" إذ قال‪" :‬وهذا البيت من المشكةات لىظا وإعرابا ومدن‪ "،‬اأبان الدماميني أن‬
‫"قوما" مثن‪ ،‬وطاح فةا ابن هشا من أساس ‪.‬‬
‫فان الدماميني رحم اهلل أديبا جيد النظم اترى طةاوة أدب اي ألغازه النحوية المشهورة التي يلتهلها‬
‫بخطاب علماء الهند امنها ألغازه اي مىرد جمع المذفر اللالم اقد اشترطوا علميت إن لم يكن وطىا‬
‫ومع هذا اةا يجمع بدد إال مقلودا تنكيره بأن يراد ب واحد ملم‪ ،‬ب وذلك ألن الدلم يدل عل‪،‬‬
‫التشخص والجمع يدل عل‪ ،‬الشيوع والتددد ايتناايان ايقول‪:‬‬
‫أيا علماء الهند ال زال اضلكم مدى الدهر يبدو اي منازل سدده‬
‫ألم بكم شخص غريب لتحلنوا بإرشاده عند اللؤال لقلده‬
‫وها هو يبدي ما تدلر اهم علي لتهدوه إل‪ ،‬سب رشده‬
‫ايلأل ما أمر شرطتم وجوده لحكم الم ترض النحاة برده‬
‫الما رأيتم ذلك األمر حاطةا أبيتم ثبوت الحكم إال بىقده‬
‫وهذا لدمري اي الغرابة غاية اه من جواب تندمون برده‬
‫‪842 884‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫وقد أجاب بدض الىضةاء علي بشدر من بحر وروي اللؤال فما اي حاشية الدطار عل‪ ،‬األزهرية مبحث‬
‫جمع المذفر اللالم ومنها ألغازه اي جر الىاع وقد ذفره اي "تحىة الغريب بشرح مغني اللبيب" عند‬
‫الكةا عل‪ ،‬الجملة الرابدة المضاف إليها من الجم اللبع التي لها مح من اإلعراب اي "الباب الثاني"‪.‬‬
‫وذلك أن ابن جني اي الجزء األول من الخلائص "باب اي الىرق بين تقدير اإلعراب وتىلير المدن‪"،‬‬
‫للمناسبة قال اي بيت طراة الدبدي‪:‬‬
‫بجىان تدتري نادينا من سديف حين هاج اللنب ِر‪1‬‬
‫اللنبر ألن الراء‬
‫ُ‬ ‫اللنبر ااحتاج للقااية إل‪ ،‬تحريك الباء وفان يجب عل‪ ،‬هذا أن يضم الباء ايقول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫"يريد‬
‫هي ِج اللنب ِر الما احتاج‬
‫مضمومة إال أن تلور مدن‪ ،‬إضااة الظرف إل‪ ،‬الىد الار إل‪ ،‬أن فأن قال حين ْ‬
‫إل‪ ،‬حرفة الباء تلور مدن‪ ،‬الجر اكلر الباء وفأن قد نق الكلرة عن الراء إليها إلخ"‪.‬‬
‫اقال الدماميني عل‪ ،‬هذا التقدير ملغزا‪:‬‬
‫أيا علماء الهند إني سائ امنوا بتحقيق ب يظهر اللر‬
‫أرى ااعةا بالىد أعرب لىظ بجر وال حرف يكون ب الجر‬
‫وليس بمحكي وال بمجاور لدى الخىض واإلنلان للبحث يضطر‬
‫اه من جواب عندفم أستىيده امن بحرفم ما زال يلتخرج الدر‬
‫وأجاب عن هذا اللغز نظما أيضا من البحر والروي اللجاعي اانظره اي ترجمت اي الجبرتي‪.‬‬
‫قال الشمني تدليقا عل‪ ،‬الدماميني‪" :‬قد سبق إل‪ ،‬اإللغاز بهذا ارج بن قاسم األندللي اي منظومت النونية‬
‫اي األلغاز النحوية" وهذا مبني عل‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬بجىان متدلق بالىد قب وهو ندعو وتدتري نادينا تلم ب والنادي مجلس القو واللديف قطع اللنا‬
‫واللنبر أشد ما يكون من البرد والبيت من قليدة طويلة‪.‬‬

‫‪842 885‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫القطع بلكون الباء اي اللنبر لكن اي اللحاح ورودها بالكلر أيضا اةا إلغاز وقد نق ذلك فل تىليةا‬
‫البغدادي اي الخزانة مكررا اي شاهدي ‪ 217‬و‪ 751‬ب عل‪ ،‬اللكون قد يكون الكلر للتخلص ال للنق‬
‫تواي الدماميني بالهند اي فليرجا سنة‬ ‫اةا إلغاز أيضا فما قال الخضري عل‪ ،‬ابن عقي أول باب الىاع‬
‫‪287‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -11‬الشمني‪ :‬هو أبو الدباس أحمد تقي الدين بن محمد المشهور بالشمني "نلبة إل‪ ،‬مزرعة ببةاد‬
‫المغرب" ولد باإلسكندرية وقد مع أبي القاهرة اتلق‪ ،‬النحو عن الشطنواي وبقية الىنون عن أساتذتها ثم‬
‫طار واحد الدلر اي سائر الىنون وتزاحم الناس اي األخذ عن إذ فانت التلمذة ل مىخرة وولي المشيخة‬
‫والخطابة بقايتباي وطلب للقضاء اأب‪ ،‬ول اي النحو حاشية عل‪ ،‬المغني وشرح الدماميني سماها‪:‬‬
‫"المنلف من الكةا عل‪ ،‬مغني ابن هشا " وسبقت اإلشارة إليها وقد وهبها اهلل القبول احرص الناس عل‪،‬‬
‫قراءتها غير أنها اي الحقيقة ليلت من الحواشي الضااية الت‪ ،‬أسبغت ثوبا جديدا عل‪ ،‬ما تدلق علي‬
‫اليس من المبالغة قول الشوفاني عليها اي أثناء الكةا عل‪ ،‬ترجمة الشمني اي البدر الطالع‪:‬‬
‫"وقد رأيت حاشية عل‪ ،‬المغني وحضرت عند قراءة الطلبة علي اي األط اما وجدتها مما يرغب اي ال‬
‫بكثرة اوائده وال بتوضيح خىي وال بمباحث مع الملنف ب غايتها نقول من فةا الدماميني وإني ألعجب‬
‫من تنااس الناس اي مثلها" تواي رحم اهلل بالقاهرة سنة ‪278‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -11‬خالد األزهري‪ :‬هو خالد بن زين الدين بن عبد اهلل ولد بجرجا "اي اللديد" وتحول وهو طى مع‬
‫أبي إل‪ ،‬القاهرة ثم حىظ القرآن وخد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي البغية وحلن المحاضرة والضوء الةامع والشذرات والبدر الطالع‪.‬‬
‫‪ 8‬ترجمت اي البغية وحلن المحاضرة "الىقهاء الحنىية" الضوء الةامع والشذرات والبدر‪.‬‬

‫‪842 882‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫اي األزهر وقادا القطت من يوما اتيلة عل‪ ،‬فراس أحد الطلبة اشتم وعيره بالجه ادز علي شتم‬
‫واشتغ بالدلم بدد أن جاوز الدقد الثالث وقرأ اي الدربية عل‪ ،‬يديش المغربي واللنهوري وأخذ قليةا عن‬
‫الشمني والمناوي وغيرهما وقد بورك ل اي عمل النف مؤلىات انتىع بها إلخةاط منها اي النحو‪:‬‬
‫التلريح بمضمون التوضيح واألزهرية وشرحها وشرح اآلجرومية وشرح قواعد اإلعراب البن هشا‬
‫وإعراب األلىية تواي عائدا من الحج اي "برفة الحج" قليوبية تواي سنة ‪115‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -18‬الليوطي‪ :‬هو أبو الىض عبد الرحمن جةال الدين بن أبي بكر نشأ يتيما وفان ذفيا ُح َىظَةً اتلقف‬
‫مشايخ الدلر اي ف ان وأخص مشايخ اي النحو الشمني والليرامي والكاايجي ونىر اي سبي الدلم‬
‫إل‪ ،‬الشا والحجاز واليمن والهند اأعطاه رب ما أرضاه وطنف مؤلىات اي متنوع الدلو تربو عل‪،‬‬
‫الثةاثمائة البحان الوهاب ومن أشهرها اي النحو األشباه والنظائر وجمع الجوامع وشرح همع الهوامع‬
‫والنكت تدليقا عل‪" ،‬ألىية ابن مالك والكااية والشااية البن الحاجب والشذور ونزهة الطرف البن هشا "‬
‫واالقتراح اي أطول النحو ومن مؤلىات الممتدة "المزهر" اي علو اللغة وأنواعها و"بغية الوعاة اي طبقات‬
‫اللغويين والنحاة" وهذه الكتب من المراجع القيمة الت‪ ،‬لجأنا إليها اي هذا الكتاب وبدد اةا أستطيع اي‬
‫هذه الكلمة الموجزة إيىاء المترجم حق وقد ترجم لنىل اي الجزء األول من فتاب "حلن المحاضرة اي‬
‫اارجع إلي تَـ َر الدجب الدجاب تواي بالقاهرة سنة ‪ 111‬هـ‪.8‬‬
‫ْ‬ ‫تاريخ ملر والقاهرة"‬
‫‪ -13‬األشموني‪ :‬هو أبو الحلن علي نور الدين بن محمد بن عيل‪ ،‬األشموني أطةا ولد بقناطر اللباع‬
‫وتوطن القاهرة مكبا عل‪ ،‬الدلم مع‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي شذرات الذهب والضوء الةامع‪.‬‬
‫(‪)/‬‬

‫‪ 8‬ترجمت أيضا اي البدر والضوء الةامع والشذرات‪.‬‬

‫‪842 887‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫التقشف اي مأفل وملبل ومىرش ال هم ل إال الدلم والطاعة أخذ عن الجةال المحلي والكااليجي والتق‪،‬‬
‫الحلني وغيرهم ومن أشهر مؤلىات النحوية شرح عل‪ ،‬األلىية الملمي "منهج اللالك إل‪ ،‬ألىية ابن‬
‫مالك"‪.‬‬
‫تدريف بشرح األشموني‪:‬‬
‫اي الحق أن أغزر شروح األلىية مادة عل‪ ،‬فثرتها واختةاف مشاربها ب إن من أوا‪ ،‬فتب النحو جمدا‬
‫لمذاهب النحاة وتدليةاتهم وشواهدهم عل‪ ،‬نمط البلط والتىلي وال غرابة أن يجمع اي شرح ما جمع‬
‫اأمام من شروح األلىية شرح ابن الناظم والمرادي وابن عقي والشاطبي والتوضيح وغيرها ومن شروح‬
‫الكااية شرح الناظم وغيره ومن شروح التلهي المرادي وغيره وأمام المغني وهذا فل عدا فتب‬
‫اللابقين اما علي وقد را أن يكون شرح موسوعة إال أن يضم ف شيء إل‪ ،‬نظيره ويضد اي موطن وإذا‬
‫أندم النظر اي شرح األشموني وفانت األطول اللالىة بين يدي اإن يله علي أن يرجع المقال إل‪،‬‬
‫ملدره‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫وقد يحلن األشموني اي بدض األحيان اينلب القول إل‪ ،‬قائل ايلرح بالشاطبي اي باب المدرب والمبني‬
‫عند قول الناظم "اي اسمي جئتنا"‪ .‬وبالمغني عند قول الناظم "واد أمر ومضي بنيا" وبالتوضيح اي باب‬
‫النكرة والمدراة عند قول الناظم "فااد أواق نغتبط إذ تشكر" واي االبتداء بدد قول الناظم "وأخبروا باثنين‬
‫أو بأفثر إلخ" وبالمرادي اي التنازع عند قول الناظم "وأخرن إن يكن هو الخبر" وفثيرا ما يلرح بلىظ‬
‫الشارح يقلد ابن الناظم ولكن ذلك فل من األشموني قلي جدا بالنلبة إلغىال النلبة إل‪ ،‬طاحب‬
‫الكةا اإذا قرأت المباحث اي المتدلقة باألدوات اي باب "عطف النلق" مثةا أو "النواطب" أو‬
‫"الجواز " أو "لو" أو "أما ولوال ولوما" أو "فم وفأين وفذا" وأمثال هذا اإنك واجده قد نق فةا المغني مع‬
‫قلي من التغيير‪ :‬إما بنقص ال يلمح أو زيد ال يذفر أو تقديم أو تأخير ربما أذهب شيئا من المطلوب زيادة‬
‫عل‪ ،‬أن ربما دعا الكاتبين علي‬

‫‪842 882‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫إل‪ ،‬تنكب الجادة ولتهاات عل‪ ،‬تلطير ما حوت الكتب اللابقة اقد فتب بدض المدلومات اي موطن غيره‬
‫أنلب بالكتابة اي وحمل هذا اللنيع إل‪ ،‬تكرارها ثانيا وثالثا والحيلة اي التخلص عنده لجوله إل‪،‬‬
‫"التنبي " مىردا ومثن‪ ،‬وجمدا هذا مع عد الدقة اي ترتيب التنبيهات من حيث رعاية ارتباطها بالمقلود‬
‫الو اتلقت اي الترتيب عل‪ ،‬المدن‪ ،‬المقلود من البيت المشروح لحلنت وضدا وفانت الثمرة منها‬
‫أشه‪ ،‬وال يتلع هذا الكتاب لضرب أمثلة لك هذا تلك حالة هذا الشرح من الناحيتين‪ :‬الدلمية‬
‫والتأليىية‪.‬‬
‫بقي علينا ‪-‬إيىاء للمطلوب‪ -‬أن نكتب فلمة عن شواهده ألهميتها لدى الملتىيد‪.‬‬
‫شواهده‪:‬‬
‫سلك األشموني اي شواهده َم ْهيَ َع اللابقين علي الذين دونوها اي ملنىاتهم سواء اي ذلك الشدر أ‬
‫النثر وسواء اي النثر القرآن الكريم أ الحديث الشريف أ فةا الدرب "مثةا أو غير مث "‪.‬‬
‫أما الشواهد النثرية امحشودة اي الشرح اللنا اي حاجة إل‪ ،‬عرض شيء منها ألن النثر متىق عل‪،‬‬
‫االستشهاد ب اي غير الحديث أما اي اتابع البن مالك المجيز ل عل‪ ،‬ما سبق اي ترجمت وأما الشدر‬
‫اكثير أيضا ومقلد اي من أخذه منهم وقد ساعده تأخره الزمني عل‪ ،‬جمع مقدار فبير من مختلف‬
‫المؤلىات قبل امما يمتاز ب هذا الشرح زيادة الشواهد اي عن الملنىات النحوية زيادة يئود الطالب‬
‫حىظها واإلحاطة بما تلتوجب المدراة بها من قائليها ومن قلائدها ومما قيلت اي وغير هذا من مقتضيات‬
‫الوقوف عل‪ ،‬جلية الحال اي الشدر وإن المتتبع لهذه الشواهد يدلم أنها للشدراء المدتد بهم إال قليةا غير‬
‫أن قليةا من الشدر المدتد ب قد نال التحريف أو التلحيف لهذا ناسب أن أذفر األمرين‪ :‬الشدر المحدث‬
‫والشدر القديم الطارئ علي التغيير‪.‬‬

‫‪842 881‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫من شواهد الشدراء المحدثين‪:‬‬


‫ذفرت اي الشواهد بدض أبيات الشدراء المحدثين الذين ال يدتد بهم النحاة وإن فان مقلدا من قبل امن‬
‫أمثلة ذلك استشهاده اي باب االبتداء مجاراة للرضي بقول أبي نواس‪:‬‬
‫غير مأسوف عل‪ ،‬زمن ينقضي بالهم والحزن‬
‫ومتابدة البن الناظم بقول أبي الدةاء المدري‪:‬‬
‫يذيب الرعب من ف عضب الوال الغمد يملك للاال‬
‫واستشهاده اي باب إعراب الىد مجاراة للليوطي اي الهمع بقول المرتضي‪:‬‬
‫أتبيت ريان الجىون من الكرى وأبيت منك بليلة المللوع‬
‫وعجب ابن هشا اي المغني "الباب اللابع" من استشكال بدض علماء الدربية ضم التاء من "تبيت"‬
‫واتحها من "أبيت" مع الوضوح ثم شرح اإلعراب‪.‬‬
‫من شواهد الشدراء القدام‪ ،‬المحراة أو الملحىة‪:‬‬
‫فثر ما وقع اي شواهده الشدرية من تلحيف أو تحريف وال يجم بي أن أعرض ف ما عثرت علي من‬
‫تلك الشواهد اإن يقتضي مع التىلي رسالة خاطة الأجتزئ بذفر بدض الشواهد مع بيان أن ذلك‬
‫التغيير الدارض عل‪ ،‬الشواهد قد يجر عليها عد طحة االستشهاد بها اي الحقيقة وربما ال يلتدعي ضررا‬
‫اي ناحية االستشهاد بها وهاك أمثلة للنوعيين‪:‬‬
‫مما لم يجن التغيير الطارئ اي عل‪ ،‬الشاهد‪:‬‬
‫‪ -1‬استشهاده اي باب أبنية الملادر بدد قول الناظم‪" :‬وغير ما مر اللماع عادل " عل‪ ،‬ورود الملدر بزنة‬
‫اسم المىدول فمدقول اي قول الشاعر‪:‬‬

‫‪842 831‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫لم يترفوا لدظام لحما وال لىؤاده مدقوال‬


‫وطحة البيت هكذا‪:‬‬
‫حت‪ ،‬إذا لم يترفوا لدظام لحما وال لىؤاده مدقوال‬
‫اإن من قليدة للراعي النميري مذفورة اي جمهرة أشدار الدرب "الملحمات" االتغيير طمس وزن البيت‬
‫اقط ولم يلتتبع ضررا اي موطن الشاهد‪.‬‬
‫‪ -8‬استشهاده اي باب عطف النلق بدد قول الناظم‪" :‬وحذف متبوع بدا هنا استبح" عل‪ ،‬تقد المدطوف‬
‫عل‪ ،‬المدطوف علي بقول ذي الرمة‪:‬‬
‫فأنا عل‪ ،‬أوالد أحقب الحها ورمي اللىي أنىاسها بلها‬
‫جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت بها يو رباب اللىير خيا‬
‫وطحة البيت الثاني فما اي "سيبوي جـ‪ 1‬ص‪ "822‬هكذا‪:‬‬
‫جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت بها يو ذباب اللبيب طيا‬
‫االتغيير جر إل‪ ،‬اإلقواء واإلبداد عن مرم‪ ،‬الشاعر اقط‪.‬‬
‫‪ -3‬استشهاده اي باب إعراب الىد بدد قول الناظم "وبلن انلب " عل‪ ،‬ورود "لن" للدعاء بقول األعش‪:،‬‬
‫لن تزالوا فذلكم ثم الزلـ ـت لهم خالد خلود الجبال‬
‫وطحة البيت هكذا‪:‬‬
‫لن يزالوا فذلكم ثم الزلـ ـت لهم خالد خلود الجبال‬
‫اإن من مدلقة األعش‪ ،‬اي جمهرة أشدار الدرب‪.‬‬
‫مما جن‪ ،‬التغيير اي عل‪ ،‬موطن الشاهد‪:‬‬
‫‪ -1‬استشهاده اي أول باب "ندم وبئس" للكوايين عل‪ ،‬اسميتهما بقول الشاعر‪:‬‬

‫‪842 831‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬

‫طبحك اهلل بخير بافر بندم طير وشباب ااخر‬


‫تبدا الستشهاد ابن الناظم ب وتقد اي التدريف بشرح ابن الناظم تلحيح البيت بما يضيع االستشهاد ب ‪.‬‬
‫‪ -8‬استشهاده اي إعراب الىد بدد قول الناظم‪:‬‬
‫‪ ......‬فذا بأن ال بدد علم ‪...‬‬
‫عل‪ ،‬أن المضارع نلب شذوذا بأن الواقدة بدد الدلم بقول جرير‪:‬‬
‫نرضي عن اهلل إن الناس قد علموا أال يدانينا من خلق بشر‬
‫والرواية "أن لن يىاخرنا" بنلب المضارع بلن اطاش االستشهاد للنلب بأن بدد الدلم وبراعة التحريف‬
‫اي البيت ظاهرة اي استبدال الىد الناقص بالتلحيح واستبدال ال بلن‪.‬‬
‫‪ -3‬استشهاده "اي إعراب الىد " أيضا بدد قول الناظم‪" :‬وبدد غير النىي جزما اعتمد إلخ" عل‪ ،‬مجيء‬
‫المضارع مراوعا بدد األمر بقول األخط ‪:‬‬
‫فروا إل‪ ،‬حرتيكم تدمرونها فما تكر إل‪ ،‬أوطانها البقر‬
‫واالستشهاد بالبيت مبني عل‪ ،‬اد األمر أول البيت والحقيقة أن اد ماض "فروا" ااندد االستدالل‬
‫بالبيت وتقد اي الحديث عن أبيات سيبوي التي خطئوا ايها روايت ما يتدلق بهذا البيت تىليةا ألن‬
‫سيبوي أول من استدل ب ‪.‬‬
‫وفنت أحب أن أبلط القول اي تحلي هذا الشرح ألن الكتاب المقرر عل‪ ،‬الطةاب وعل‪ ،‬أن تلنح‬
‫ارطة أفتب ايها تدريىا خاطا ب أتناول اي عناطره تىليةا ليكون مرشدا لمن يقرله عما اي وقد رزق هذا‬
‫الشرح القبول بين الدلماء ادلق علي فثيرون امن حواشي حاشية المدابغي "حلن بن علي" وحاشية‬
‫األسقاطي "أحمد بن عمر" وحاشية الحىني وحاشية اللبان وسأارد حاشية اللبان بنبذة خاطة اي‬
‫ترجمت ‪.‬‬
‫تواي األشموني سنة ‪181‬هـ‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي الضوء الةامع وشذرات الذهب والبدر الطالع‪.‬‬

‫‪842 838‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫النحو والنحاة اي علر الترك‪:‬‬


‫حان حين دولة المماليك اقضت عليها دولة بني عثمان عل‪ ،‬يد الللطان سليم الذي اتح بةاد القطرين‬
‫عنوة بدد قت الللطان "قانلوه الغوري" ادخ القاهرة عاطمة القطرين سنة ‪183‬هـ وجد اي طلب‬
‫"طومان باي" آخر المماليك ثم طلب عند "بوابة زويلة" اتم القضاء عل‪ ،‬المماليك وأسر الخليىة الدباسي‬
‫"المتوف عل‪ ،‬اهلل" الذي ما انىك سجينا اي اآلستانة حت‪ ،‬تنازل عن الخةااة للللطان "سليمان القانوني"‬
‫بدد تولي ‪.‬‬
‫وبذلك انته‪ ،‬علر المماليك وبدأ الدلر الترفي اي القطرين اانتقلت الخةااة من الدباسيين إل‪ ،‬الدثمانيين‬
‫ومن القاهرة إل‪" ،‬اآلستانة" عاطمة المملكة الترفية ااندمج القطران اي البةاد التابدة للترك وامح‪،‬‬
‫استقةالهما واضطرب حب الهدوء واألمن ايهما وانتكث اتلهما المبر ثةاثة قرون اةا استقةال وال‬
‫خةااة وال استقرار نظا وتىشت ايهما أوبئة الضدف من ف النواحي‪.‬‬
‫وفان من هذا أن ارضت اللغة الترفية عل‪ ،‬البةاد ارفدت ريح هذا الدلم وانحط شأن بين الناس اق نتاج‬
‫الدلماء اي وفان أغلب مؤلىاتهم تلخيص مطوالت أو حواشي عل‪ ،‬الشروح الو تقريت مؤلىات النحاة اي‬
‫القطرين لم تقع عيناك إال عل‪ ،‬الحواشي المتراداة عل‪ ،‬الشروح وناهيك بحواشي شروح "متون ابن مالك"‬
‫وحواشي شروح "متون ابن هشا "‪.‬‬
‫وقد امتدت تلك الخطة إل‪ ،‬المشرق اتوالت الحواشي عل‪ ،‬شروح "فااية ابن الحاجب" وال سيما "الىوائد‬
‫الضيائية للجامي" اقد جاوز األمر ايها حده اكتبت عل‪ ،‬حواشيها حواش أخرى وإن الثبت أمامك اي‬
‫فشف‬

‫‪842 833‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫الظنون والىهارس الدامة التقف من عل‪ ،‬ما ال يدور بخلدك من فثرة الحواشي فثرة تىضي إل‪ ،‬االستغراب‬
‫والدهش وسترى عين اليقين الدلي ماثةا اي يدك عند سرد علماء هذا الدلر مع ذفر مؤلىاتهم اإنك واجد‬
‫أنها حواش عل‪ ،‬شروح اللابقين وهذه الحواشي عل‪ ،‬البلط ايها مشوبة بالنقول المضطربة المتخالىة‬
‫ولد ذلك منشؤه عد اللهولة اي الوطول للمراجع الملند إليها النقول ومليئة باالعتراضات والردود‬
‫عليها ثم الردود عل‪ ،‬الردود‪.‬‬
‫هذا فل مع فثرة التدقيد وااللتواء اي الدبارات والتهاات عليها دون الغرض الحقيقي من النحو ومع فثرة‬
‫حشوها بالملطلحات األخرى من الىنون عربية وعقلية ومن التدلق باالستطرد ألوه‪ ،‬األسباب وعد‬
‫مةاحظة من وضع لملتواهم الكتاب اىي حواشي فتب المبتدئين فالكىراوي واألزهرية والقطر من الملائ‬
‫ما ال يهضمها إال من قد تزود من هذا الدلم‪.‬‬
‫وقد ترتب عل‪ ،‬هذا أن نىر بدض الطلبة الذين لم يتحلوا بىضيلة الجلد واللبر حين طدموا اي مطلع‬
‫حياتهم الدلمية بهذه الكتب وعيوا بأمرها وانطملت عليهم ملالكها لكن حرص الدلماء عل‪ ،‬طالح الدلم‬
‫دون انتباه إل‪ ،‬ما سواه‪.‬‬
‫والخةاطة أن النهضة التأليىية اي هذا الدهد الغاشم إن طح لنا اعتبارها فانت اي الحواشي ولم تمنع هذه‬
‫الحال الدامة اي التلنيف أن يظهر بين الىينة والىينة بدض أاراد ال تنطبق عليهم أحكا هذا الدلر غير‬
‫أنهم تقلمتهم األزمنة المتطاولة جدا اأجادوا اي التلنيف ترتيبا وتقريبا وإن لم تكن لهم آثار من ناحية‬
‫ابتداع وتجديد إذ فان غرضهم األول إنما هو اهم أو تىهيم عبارات اللابقين إذا فانت مغلقة وبلطها إن‬
‫فانت موجزة اقدموا بدملهم هذا طندا جميةا وفانوا منحا اي أيا فلها محن فابن قاسم والشنواني‬
‫والدنوشري ويس والحىني واللبان ولقد تغال‪ ،‬الدلماء بدد هؤالء وفتبوا تقارير عل‪ ،‬الحواشي فتقارير‬
‫األنبابي المدرواة‪.‬‬

‫‪842 834‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫والواقع أن هذه الللللة اي التأليف الواحد ينوء بحملها الطالب عندما ينتق نظره مرات متراداة من متن‬
‫إل‪ ،‬شرح إل‪ ،‬حاشية إل‪ ،‬تقرير وإذا ضم إل‪ ،‬هذا ما قلما تللم من هذه الخطوات اي عرض التىلير‬
‫واإليضاح من انتقادات شائكة إما عل‪ ،‬ضدف الدبارة أو خطأ الىكرة أو مجانىة االططةاح الىني أو غلط‬
‫الرواية المدزوة إل‪ ،‬غير ذلك تضاعف اللوارف التي تلرف الذهن عن لب المقلود إل‪ ،‬القشور اللىظية‬
‫والىللىة التأليىية‪.‬‬
‫وليس بخاف أن هذا اللون من التأليف وعر المللك عل‪ ،‬المؤلف ويقتضي مجهودا جبارا يبذل اي الوئا‬
‫بين الدلم وبين الكتاب الذي يدلق علي االىرق جلي بين من ينظر إل‪ ،‬الدلم للدلم يدون اي الىكرة‬
‫الناضجة متوخيا اي تلويرها أسلوب المىطور علي غير ملتز محاذاة مؤلف آخر ربما فان متدلىا اي منهج‬
‫أو متنكبا جادة اللواب أو مشتت المادة وما إل‪ ،‬ذلك وبين من ينظر إل‪ ،‬الدلم لبيان دواخ الكتاب‬
‫الذي يدلق علي باذال هم اي توجي المراد من الدبارة أو تكمي نقص ايها أو تمشيها مع عبارة لكتاب‬
‫آخر وأمثال هذا مما لم يح الدلم من بطائ ‪.‬‬
‫اهذه المؤلىات النحوية المترافمة التي يخطئها الددو التي لم يقيض لىن آخر غير النحو مثلها لو أنها فلها‬
‫أو مدظمها تىردت اي طرقها وتوحدت اي هداها وق منها القي والقال وأطاب اةان وأخطأ عةان‬
‫واعتمدت اي الخةااات النحوية عل‪ ،‬األساليب الدربية ال غير لو فان هذا ألضىت هذه المؤلىات عل‪،‬‬
‫النحو حل البهجة والرواء‪.‬‬

‫(‪)/‬‬
‫ندم ال نلتطيع أن ننكر أن هذا األسلوب من التأليف يربي اضيلة البحث والتمحيص اي الطالب ويكون‬
‫اي حلية االعتماد عل‪ ،‬النىس ويدوده دقة المةاحظة‪ .‬إال أن يىوت علي الدناية بتدرف أطراف الملألة‬
‫وتكوين طورة لها متضامة األجزاء واي ذلك نوع من التضييع للىائدة المنشودة اإن لم يكن الطالب لقنا‬
‫حاضر البديهة قوي النظر اربما أذهب علي الةاحق من التدليقات اللابق وانته‪ ،‬من حيث ابتدأ وثمة‬
‫تدهش فثيرا من الطالب‬

‫‪842 835‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫القارئ مدظم فتب النحاة المتزود بما ايها من األقاوي الملتظهر لآلراء اي األوابد من الملائ النحوية‬
‫حينما تدرض علي النلوص الدربية اللت بواحد من خبرة اي التطبيق عل‪ ،‬مدلومات المكنوزة عنده وذلك‬
‫الداء الدقا والمرض الدياء‪.‬‬
‫ومن المدروف أن الشدور بالنقص مبدأ الكمال ومن ابتغ‪ ،‬الدراان سما إلي وإن طال اللىر وإن هذه‬
‫المحاوالت الثقااية منذ انقضاء الدلر الترفي سنة ‪1881‬هـ اي سبي استدادة النهضة الدربية المكللة‬
‫بالنجاح إن شاء اهلل تدال‪ ،‬ألن الثروة الدلمية المخلىة لدلرنا الحاضر إنما تتطلب منا تثميرها واالنتىاع بها‬
‫موفول للرشد وحلن القوا ودراسة النحو اآلن ‪-‬ايما ندتقد ويلدق الواقع‪ -‬يلرت عل‪ ،‬طالبي وأدنت إل‪،‬‬
‫راغبي ‪.‬‬
‫ولو أن تهيأ لألزهر الشريف وهو ينبوع الدين واللغة تلك األعلر الغابرة أن يلترد نهضت مرة أخرى‬
‫ويديدها جذعة لكانت ل األخرى فما فانت ل األول‪ ،‬أبقاه اهلل للغة والدين مدقةا ووقاه فيد الشانئين‪.‬‬
‫ودونك أعةا هذا الدهد مرتبين بحلب سني واياتهم‪.‬‬
‫‪ -1‬ابن قاسم الدبادي‪ :‬هو أحمد شهاب الدين اللباغ أخذ عن ناطر الدين اللقاني وغيره ثم اشتهر‬
‫بالتحقيق ول ملنىات اي مختلف الىنون غاية اي الدقة منها اي النحو حاشية عل‪ ،‬شرح ابن الناظم‬
‫تواي بالمدينة المنورة عائدا من الحج سنة ‪114‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -8‬الشنواني‪ :‬هو أبو بكر شهاب الدين ولد بشنوان "من المنواية" وتلق‪ ،‬باألزهر عن ابن قاسم الدبادي‬
‫وغيره مع شغف باالطةاع ورغبة اي حىظ الشدر ومي لتتبع مذاهب النحاة وشواهدهم ومن مؤلىات النحوية‬
‫حاشية "قطر الندى وب اللدى" البن هشا وحاشية عل‪ ،‬شرح القطر للىافهي سماها "هداية مجيب النداء‬
‫إل‪ ،‬شرح قطر الندى وب اللدى"‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي شذرات الذهب‪.‬‬

‫‪842 832‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫وحاشية عل‪ ،‬شرح خالد لقواعد اإلعراب البن هشا سماها "هداية أول‪ ،‬األلباب إل‪ ،‬موط الطةاب إل‪،‬‬
‫قواعد اإلعراب" تواي بالقاهرة سنة ‪1111‬هـ‪.1‬‬
‫‪ -3‬الدنوشري‪ :‬هو عبد اهلل بن عبد الرحمن أطل من دنوشر "قرية قريبة من المحلة الكبرى" ولد بالقاهرة‬
‫وتلق‪ ،‬عن الشمس الرملي ومحمد الدلقمي وابن قاسم الدبادي وغيرهم ثم ارتح إل‪ ،‬بةاد الرو وأقا ايها‬
‫مدة ثم عاد إل‪ ،‬القاهرة وانتىع الناس ب اي األزهر وطنف فتبا قيمة اي النحو منها "حاشية" عل‪ ،‬التلريح‬
‫وفان يقول النظم وأفثر شدره اي ملائ نحوية وهي ملرودة اي فتب النحو بكثرة تواي بالقاهرة سنة‬
‫‪1185‬هـ‪.8‬‬
‫‪ -4‬يس‪ :‬هو يس بن زين الدين ولد بحمص وارتح مع أبي إل‪ ،‬ملر اتلق‪ ،‬عن الشهاب الغنيمي‬
‫والدنوشوي وغيرهما ثم برع اي علو متنوعة وألف ايها ومن ملنىات النحوية حاشية "قطر الندى وب‬
‫اللدى" البن هشا وحاشية "مجيب الندا إل‪ ،‬شرح قطر الندى وب اللدى" للىافهي وحاشية "التلريح"‬
‫لخالد تواي بالقاهرة سنة ‪1121‬هـ‪.3‬‬
‫‪ -5‬الحىني‪ :‬هو يوسف بن سالم ولد بحىنا "قرية بجوار بلبيس" وتلق‪ ،‬باألزهر عن مشايخ علره وعن أخي‬
‫محمد ثم نبغ واشتهر باألدب والشدر ومن أبدع ملنىات النحوية "حاشية" عل‪ ،‬شرح األشموني تنااس‬
‫ايها الىضةاء ولكن اللبان تتبدها اي حاشيت هو عل‪ ،‬األشموني واند فثيرا منها تواي سنة ‪1172‬هـ‪.4‬‬
‫‪ -2‬اللبان‪ :‬هو أبو الدراان محمد بن علي ولد بالقاهرة ونشأ اقيرا متوافةا ملتجديا الخلق مع الدىة ولم‬
‫ينشب أن حىظ القرآن والمتون واجتهد اي طلب الدلو وحضر عل‪ ،‬أشياخ الدلر فالمدابغي والبليدي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ترجمت اي خةاطة األثر‪.‬‬
‫‪ 8‬ترجمت اي خةاطة األثر‪.‬‬
‫‪ 3‬ترجمت اي خةاطة األثر‪.‬‬
‫‪ 4‬ترجمت اي الجبرتي‪.‬‬

‫‪842 837‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫واألجهوري والددوي انبغ اي الدلو عقليها ونقليها ودرس الكتب القيمة اي حياة أشياخ واعترف‬
‫الدلماء بىضل اي ملر والشا االتف حول الخةائق الكثيرون وطنف مؤلىات اي مختلف الدلو ومن‬
‫أشهرها اي النحو "حاشيت " عل‪ ،‬األشموني التي سارت بها الرفبان ااحتى‪ ،‬بها الدلماء وعلقوا عليها تقارير‬
‫فاألنبابي والحامدي والرااعي وتلك فلمة خاطة بها‪:‬‬
‫حاشية اللبان‪:‬‬
‫رسم اللبان اي مقدمة الحاشية الخطة التي سيتبدها ايها وأنها تقو عل‪ ،‬ثةاثة عناطر‪ :‬تلخيل زبدة ما فتب‬
‫اللابقون قبل عل‪ ،‬شرح األشموني وتنبيه عل‪ ،‬ما وقع لهم من أسقا األاها وتدليق مما اتح ب اهلل علي‬
‫ااهتدى إلي فما رسم اططةاحا خاطا اي اإلشارة إل‪ ،‬أسماء اللابقين ومنهم الحىني الذي التز التدبير‬
‫عن اسم بلىظ "البدض"‪.‬‬
‫ٍ‬
‫موات مواق‪.‬‬ ‫‪ -‬أما الدنلر األول االلبان اي‬
‫‪ -‬وأما الدنلر الثاني اإن اي عادل رائده تبيان الحقيقة الدلمية مع غير الحىني اإن تحام عل‪ ،‬الحىني‬
‫اي شدة وعنف ال سجاجة مدهما وأسرف اي التشهير ب متجاوز الدرف التقليدي اي رد الدلماء بدضهم‬
‫عل‪ ،‬بدض حت‪ ،‬اي الهنات الهينات ولهذا فثر ما تندر ب وبكتابت ولو أردنا إحلاء لما وااق اي اللبان‬
‫الحىني ولما خالف اي لتبين لنا موااقت ل اي النزر اليلير مما لم يلتطع اللبان اي مجابهة اللحيح‬
‫المللم ب وهاك عشرة أمثلة للنوعين‪ :‬ما وااق اي اللبان وما خالف اي عل‪ ،‬ترتيب الكتاب مع ذفر‬
‫الدبارات النابية من اللبان ايما خالف اي ‪:‬‬
‫مما وااق اي اللبان الحىني‪:‬‬
‫‪ -1‬ما فتب اي باب "النداء" عل‪ ،‬قول األشموني "والمثن‪ ،‬والمجموع" اي شرح قول الناظم‪" :‬وابن المدرف‬
‫المنادى المىردا إلخ"‪.‬‬
‫‪ -8‬ما فتب اي باب "ما ال ينلرف" عل‪ ،‬قول األشموني‪" :‬ما اي من‬

‫‪842 832‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫الليغة إلخ" اي شرح قول الناظم‪" :‬وإن ب سمي أو بما لحق إلخ"‪.‬‬
‫‪ -3‬ما فتب اي باب "ما ال ينلرف" عل‪ ،‬قول "لضدف سبب البناء إلخ" اي شرح قول الناظم‪" :‬والددل‬
‫والتدريف ماندا سحر إلخ"‪.‬‬
‫‪ -4‬ما فتب اي باب "إعراب الىد " عل‪ ،‬قول ‪" :‬وبمدن‪ ،‬ما تأتيا اأنت تحدثنا" اي شرح قول الناظم‪" :‬وبدد‬
‫اا جواب نىي أو طلب إلخ"‪.‬‬
‫‪ -5‬ما فتب اي باب "لو" عل‪ ،‬قول "إذ لو قدر حلول " اي شرح قول الناظم‪" :‬لو حرف شرط اي مضي‬
‫إلخ"‪.‬‬
‫مما خالف اي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما فتب اي باب "ما ال ينلرف" عل‪ ،‬قول األشموني‪" :‬يدني ما فان من الجمع إلخ" اي شرح قول‬
‫الناظم‪" :‬وذا اعتةال من فالجواري إلخ" ثم قال مدلقا‪" :‬ولغىلة البدض إلخ"‪.‬‬
‫‪ -8‬ما فتب اي باب "ما ال ينلرف" عل‪ ،‬قول األشموني‪" :‬وذفر األخىش إلخ" اي شرح قول الناظم‪:‬‬
‫"وللراوي بهذا الجمع إلخ" ثم قال مدلقا ما نل ‪" :‬وأن تبجح هنا مما ال ينبغي عل‪ ،‬من لواله ما راح وال‬
‫جاء لم يتم نلأل اهلل الدااية إلخ"‪.‬‬
‫‪ -3‬ما فتب اي باب "إعراب الىد " عل‪ ،‬قول ‪" :‬وال يطرد إال بتجوز وتكلف" اي شرح قول الناظم "وبدد‬
‫غير النىي جزما إلخ" ثم قال مدلقا ما لىظ ‪" :‬ولقد ظهر لك إن فان عندك أدن‪ ،‬تنب أن لم يخطئ إال ابن‬
‫أخت خالت "‪.‬‬
‫‪ -4‬ما فتب اي باب "الددد" عل‪ ،‬قول ‪" :‬وإن ترد بالوطف المذفور إلخ" اي شرح قول الناظم‪" :‬وإن ترد‬
‫بدض الذي من بني إلخ" ثم قال مدلقا "وللبدض هنا فةا حقيقي بالطرح"‪.‬‬
‫‪ -5‬ما فتب اي باب "التلريف" عل‪ ،‬قول ‪" :‬من الحواية" اي شرح قول الناظم‪" :‬فذاك همز آخر بدد ألف‬
‫إلخ" ثم قال مدقبا ما حروا‬

‫‪842 831‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫"وقول البدض بىتح الحاء ال يدتمد علي وحده لكثرة تلاهل فما ال يخى‪ ،‬عل‪ ،‬ممارس حاشيتنا" وما فنت‬
‫أبغي تلطير هذا التدقيب الةاذع ايما خالف اي اللبان لكن ملطور اي الحاشية وليس عل‪ ،‬الراوي تبد‬
‫وستقف عل‪ ،‬ما تدرف من أن اللبان فان متجنيا اي بدض األحيان‪.‬‬
‫وأما الدنلر الثالث‪ :‬االلبان اي بحق اللابق المجلي اي الكثير إذ لم يللم اي القلي من التثريب واللو‬
‫اي أمور تتل بالناحية الدلمية وباالستطراد إل‪ ،‬غير النحو وبالخطأ اي شرح الشواهد‪ -‬وسأذفر عن ف‬
‫من الثةاثة فلمة خاطة ب غير ملترس اي التىلي ‪.‬‬
‫التدقيب علي اي أمور ثةاثة‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬وقدت من ملائ ‪ :‬منها عد مدرات اططةاح المذهب الكواي اي تلميت "المنلرف"‬
‫بالمجرى "وغير المنلرف" بغير المجرى وذلك أن فتب عل‪ ،‬قول األشموني اي بيان مذهب الىراء "األمثلة‬
‫التي تكون لألسماء واألادال إن غلبت لألادال اةا تجره اي المدراة إلخ" اي شرح قول الناظم‪" :‬فذلك ذو‬
‫وزن يخص الىدةا إلخ"‪ .‬إن المنىي هو الجر بالكلرة مدتقدا أن الىد "تجره" مىتوح التاء والواقع أن‬
‫مضمومها والمنىي هو اللرف‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬من أمثلت الظاهرة ما فتب اي باب عطف النلق عند الكةا عل‪" ،‬أ " اقد سطر قول ضااية‬
‫ايما تلتدار ل الهمزة ثم انجر الحديث إل‪ ،‬غيرها من األدوات‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬وهو خليق بالدناية ألن شواهد األشموني ملتىيضة اي األبواب فلها واللبان فثير الحدس‬
‫والتخمين ايها اقد يىلر البيت بما يبدو ل دون تنقيب عن أطل وقد يقف دون بيان مدتذرا وقد يردد‬
‫االحتماالت التي يلتغرب التدرض لها ودونك مقدارا فنموذج للباقي عل‪ ،‬ترتيب الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬اي باب "المدرب والمبني" مبحث المثن‪ ،‬شرح قول الىرزدق‪:‬‬

‫‪842 841‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫فةاهما حين جد الجري بينهما قد أقلدا وفةا أنىيهما رابي‬


‫بما يىيد أن اي وطف ارسين والحقيقة أن للتندر اي ابنة جرير وبدلها‪.‬‬
‫‪ -8‬اي باب "فان وأخواتها" مبحث األادال الموااقة "طار" مدن‪ ،‬وعمةا ومنها "آض" شرح قول ارعان‬
‫بن األعرف‪:‬‬
‫وبالمخض حت‪ ،‬آض جددا عنطنطا إذا قا ساوى غارب الىح غارب‬
‫بما يىيد أن اي وطف بدير والحقيقة أن اي وطف "منازل" ابن الشاعر فما اي الحماسة "باب الهجاء"‪.‬‬
‫‪ -3‬اي باب "المىدول المطلق" مبحث ما حذف عامل وجوبا وفان مىيدا التشبي شرح قول أبي فبير‬
‫الهذلي‪:‬‬
‫ما إن يمس األرض إال منكب من وحرف اللاق طي المحم‬
‫بما يىيد أن اي وطف ارس والواقع أن وطف ربيب الشاعر "تأبط شرا"‪.‬‬
‫‪ -4‬اي باب "أبنية الملادر" مبحث ورود الملدر بزنة اسم المىدول فتب عل‪ ،‬قول الراعي‪:‬‬
‫لم يترفوا لدظام لحما وال لىؤاده مدقوال‬
‫ما يؤخذ من عد االطةاع عل‪ ،‬أط البيت اظن أن فام مخمس شذوذا وتبدة الخطأ عل‪ ،‬األشموني‬
‫وقد نبهنا عل‪ ،‬ذلك اي ترجمت ‪.‬‬
‫‪ -5‬اي باب "عطف النلق" مبحث تقد المدطوف شرح بيتي ذي الرمة المذفورين سابقا عل‪ ،‬شواهد‬
‫األشموني التي طرأ عليها التغيير مع التهاات اي الرد عل‪ ،‬بدض اي اهم وخىيت مدالم الحقيقة اي غبار‬
‫النقاش‪.‬‬
‫‪ -2‬اي باب "أسماء األادال" مبحث "رويد" فتب عل‪ ،‬قول الهذلي‪:‬‬

‫‪842 841‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫النحو والنحاة اي علر الترك‬

‫رويد عليا جد ماثدي أمهم إلينا ولكن بغضهم متماين‬


‫ما نل "لم أر من تكلم عل‪ ،‬هذا البيت" مع أن البيت من شواهد سيبوي جـ‪ 1‬ص‪ 184‬ومن شواهد‬
‫المىل اي الجزء الرابع ص‪.41‬‬
‫‪ -7‬اي باب "ما ال ينلرف" منته‪ ،‬الجموع شرح قول ابن ميادة‪:‬‬
‫يحدو ثماني مولدا بلقاحها حت‪ ،‬هممن بزيغة اإلرتاج‬
‫بما يىيد أن النياق طربت من الحداء والحقيقة أن البيت اي وطف حمار اشتد شبق عل‪ ،‬األتن‪.‬‬
‫‪ -2‬اي باب "النلب"مبحث المرفب اإلضاا‪ ،‬شرح قول ذي الرمة‪:‬‬
‫ويلقط بينها المرئي لغوا فما ألغيت اي الدية الحوارا‬
‫بما يضحك بدد تغيير الشطر الثاني من البيت بما ال قرابة بين وبين األول والواقع أن البيت لجرير من أبيات‬
‫أسدف بها ذا الرمة اي ذمة المرئي‪.‬‬
‫فما اي األمالي للقالي جـ‪ 8‬ص‪ 141‬واألغاني الجزء اللادس عشر "ساسي"‪.‬‬
‫وما قدمناه من الشواهد اإن قلي من فثير ويضم إليها الشواهد التي عقبنا عل‪ ،‬األشموني ايها اإن‬
‫التحري عل‪ ،‬سةامتها من ملتلزمات الكتابة عليها‪.‬‬
‫وطىوة المقال أن حاشية اللبان مىيدة علميا احلب وال يدتمد عليها اي شواهد النحو ندم وفانت‬
‫اإلاادة الدلمية أقوى وأقو لو طرف اللبان النظر عن تتبع عثرات الحىني اإن النقاش يغيب اي عجاج‬
‫األبيض األزهر ورحمة اهلل عل‪ ،‬الجميع وقد بلط الجبرتي ترجمة اللبان اي الجزء الثاني من تاريخ‬
‫تواي وطلي علي باألزهر اي حى مهيب سنة ‪1812‬هـ‪.‬‬

‫‪842 848‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫فلمة الختا‬

‫فلمة الختا ‪:‬‬


‫وألبي الدباس "ثدلب" نادرة مروية أسوقها ختاما لهذا لكتاب عل‪ ،‬أن تبدث اي طالب النحو الرغبة‬
‫اللادقة اي اإلقبال علي واألخذ بمحاسن اإن يحز اي نىوسنا ما نراه من اتور همم الطةاب اي هذا الدلم‬
‫الجلي زعما منهم أن الغرض المنشود من ال يتكااأ مع ما يدانون اي ملائل وخةااات المذهبية والشخلية‬
‫وما يتبع هذا وقد عزب عنهم أن سلم الىهو وعلم الدلو وااتهم أن الطالب ال يتذوق انا من الىنون‬
‫ويلير اي عل‪ ،‬هدى وبليرة إال إذا فان آخذا من هذا الدلم بطرف تلك النادرة هي ما حدث ب أبو بكر‬
‫أحمد بن موس‪ ،‬بن الدباس بن مجاهد المتوا‪ ،‬سنة ‪384‬هـ قال‪:‬‬
‫"فنت عند أبي الدباس ثدلب اقال‪ :‬يا أبا بكر اشتغ أطحاب القرآن بالقرآن اىازوا واشتغ أطحاب‬
‫الحديث بالحديث اىازوا واشتغ أه الىق بالىق اىازوا واشتغلت أنا بزيد وعمرو اليت شدري ما يكون‬
‫حالي اي اآلخرة؟ اانلرات من عنده ارأيت تلك الليلة النبي ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪-‬اي المنا اقال لي‪:‬‬
‫أقرئ أبا الدباس عني اللةا وق ل ‪ :‬أنت طاحب الدلم الملتطي ‪.‬‬
‫قال الروذباري أحمد بن عطاء المتواي سنة ‪321‬هـ‪ :‬أراد أن الكةا ب يكم والخطاب ب يجم أو أراد‬
‫أن جميع الدلو مىتقرة إلي "‪.1‬‬
‫حقا إن الدلو مىتقرة إلي اي ملائلها ومحتاجة إل‪ ،‬مراعات اي محاوراتها وعل‪ ،‬قدر النبغ اي يواتي الىوز‬
‫بها واهلل سبحان وتدال‪ ،‬أعلم‪.‬‬
‫وفان إتما هذا الكتاب اي ملاء يو الخميس الموااق ‪ 11‬من رمضان سنة ‪1357‬هـ و‪ 3‬من نوامبر سنة‬
‫‪ 1132‬بتوايق اهلل ومدونت اأنشد إعةانا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬راجع هذه النادرة اي ترجمة ثدلب اي النزهة والمدجم واإلنباه والوايات والبغية‪.‬‬

‫‪842 843‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫فلمة الختا‬

‫بالشكر قول سحيم عبد بني الحلحاس‪:‬‬


‫الحمد هلل حمدا ال انقطاع ل اليس إحلان عنا بمقطوع‪1‬‬
‫وطل‪ ،‬اهلل عل‪ ،‬سيدنا محمد وسائر األنبياء والمرسلين ومن تبدهم بإحلان إل‪ ،‬يو الدين‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬قال أبو جدىر محمد بن حبيب‪ :‬أنشد رسول اهلل ‪-‬طل‪ ،‬اهلل علي وسلم‪ -‬قول سحيم‪ :‬البيت اقال‪:‬‬
‫"أحلن وطدق وإن اهلل يشكر مث هذا ولئن سدد وقارب إن من أه الجنة"‪.‬‬
‫راجع اإلطابة اي تمييز اللحابة حرف اللين القلم الثالث ونق ذلك البغدادي اي خزانة األدب اي‬
‫الشاهد الرابع والتلدين‪.‬‬

‫‪842 844‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫اهرس الكتاب‬
‫اهرس الكتاب‪:‬‬
‫اللىحة الموضوع‬
‫‪ 5‬مقدمة المحقق‬
‫‪ 7‬أهم مراجع الكتاب‬
‫‪ 11‬مقدمة المؤلف‬
‫‪ 13‬تمهيد‬
‫‪ 12‬سبب وضع النحو‬
‫‪ 11‬مت‪ ،‬وأين فان وضد ؟‬
‫‪ 81‬وضد عربي محض‬
‫‪ 88‬واضد‬
‫‪ 85‬واضد "أبو األسود الدللي" عل‪ ،‬اللحيح‬
‫‪ 81‬تلميت بالنحو بدد أبي األسود‬
‫‪ 81‬سبب التلمية بالنحو‬
‫‪ 81‬نشأة النحو وتدرج‬
‫‪ 31‬أطوار النحو األربدة‬
‫‪ 38‬األول‪ :‬طور الوضع والتكوين "بلري"‬
‫‪ 34‬الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو "بلري فواي"‬
‫‪ 31‬الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال "بلري فواي"‬
‫‪ 48‬فلمة اي مناظرات الطورين‪" :‬الثاني والثالث"‬
‫‪ 43‬من مناظرات الطور الثاني‪ :‬بين الكلائي واألطمدي بين الكلائي وسيبوي بين الكلائي واليزيدي‬
‫‪ 42‬من مناظرات الطور الثالث‪ :‬بين المبرد وثدلب‬
‫‪ 51‬من المجاللات‪ :‬مجاللة الرياشي وثدلب‬
‫‪ 58‬مشاهير البلريين والكوايين‬
‫‪ 57‬جدول مبين اي طبقات الىريقين‬
‫‪ 52‬أبو األسود الدللي عماد الىريقين‬
‫‪ 51‬طبقات البلريين اللبع‬
‫‪ 51‬األول‪ :،‬نلر بن عاطم "المتوا‪21 ،‬هـ" عنبلة الىي عبد الرحمن بن هرمز "المتوا‪117 ،‬هـ" يحي‪،‬‬
‫بن يدمر "المتوا‪181 ،‬هـ"‬
‫‪ 21‬الثانية‪ :‬ابن أبي إسحاق "المتوا‪117 ،‬هـ" عيل‪ ،‬بن عمر "المتوا‪141 ،‬هـ" أبو عمرو بن الدةاء‬
‫"المتوا‪154 ،‬هـ"‬

‫‪842 845‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫اهرس الكتاب‬

‫‪ 24‬الثالثة‪ :‬األخىش األفبر "المتوا‪177 ،‬هـ" الخلي "المتوا‪175 ،‬هـ" يونس "المتوا‪128 ،‬هـ"‬
‫‪ 22‬الرابدة‪ :‬سيبوي "المتوا‪122 ،‬هـ" "تدريف بكتاب سيبوي شواهده أبيات المجهولة القائ بدض األبيات‬
‫التي خطئوا روايتها بدض األبيات التي قي إنها ملنوعة األبيات المزيدة عل‪ ،‬الشواهد تقدير الكتاب"‬
‫اليزيدي "المتوا‪818 ،‬هـ"‬
‫‪ 25‬الخاملة‪ :‬األخىش األوسط "المتوا‪815 ،‬هـ" "من الملائ التي وااق ايها الكوايين ومن الملائ‬
‫التي انىرد ايها بالقياس" قطرب "المتوا‪812 ،‬هـ"‬
‫‪ 21‬اللادسة‪ :‬الجرمي "المتوا‪885 ،‬هـ" التوزي "المتوا‪832 ،‬هـ" المازني "المتوا‪841 ،‬هـ" أبو حاتم‬
‫"المتوا‪851 ،‬هـ" الرياشي "المتوا‪857 ،‬هـ"‬
‫‪ 11‬اللابدة‪ :‬المبرد "المتوا‪825 ،‬هـ"‬
‫‪ 14‬طبقات الكوايين الخمس‬
‫‪ 14‬األول‪ :،‬الرلاسي "المتوا‪127 ،‬هـ" مداذ الهراء "المتوا‪127 ،‬هـ"‪.‬‬
‫‪ 14‬الثانية‪ :‬الكلائي "المتوا‪121 ،‬هـ"‬
‫‪ 17‬الثالثة‪ :‬األحمر "المتوا‪114 ،‬هـ" الىراء "المتوا‪817 ،‬هـ" اللحياني "المتوا‪881 ،‬هـ"‬
‫‪ 12‬الرابدة‪ :‬ابن سددان "المتوا‪831 ،‬هـ" الطوال "المتوا‪843 ،‬هـ" ابن‬
‫قاد "المتوا‪851 ،‬هـ"‬
‫‪ 11‬الخاملة‪ :‬ثدلب "المتوا‪811 ،‬هـ"‬
‫‪ 111‬أسباب االختةاف بين البلريين والكوايين‬
‫‪ 118‬المذهب البلري عناطره الثةاثة‬
‫‪ 112‬بدض الملائ الت‪ ،‬خالىت قياس وحاول دادها‬
‫‪ 111‬المذهب الكواي عناطره‬
‫‪ 112‬أمثلة للقياس الكواي‬
‫‪ 112‬بدض الملائ الت‪ ،‬ظىر ايها الكواي‬
‫‪ 181‬حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬
‫‪ 182‬نتائج المخالىة بين المذهبين‬
‫‪ 131‬سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫‪ 132‬موازنة بين المذهبين‬
‫‪ 131‬أثر تةاقي الىريقين ببغداد اي تنويع النزعات إل‪ ،‬ثةاث‪:‬‬
‫‪ 141‬من غلبت علي النزعة البلرية‪ :‬الزجاج "المتوا‪311 ،‬هـ" ابن اللراج "المتوا‪312 ،‬هـ" الزجاجي‬
‫"المتوا‪337 ،‬هـ" مبرمان "المتوا‪345 ،‬هـ" ابن درستوي "المتوا‪347 ،‬هـ"‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 143‬من غلبت علي النزعة الكواية‪ :‬أبو موس‪ ،‬الحامض "المتوا‪315 ،‬هـ" ابن األنباري "المتوا‪387 ،‬هـ"‬
‫‪ 144‬من جمع بين النزعتين‪ :‬ابن قتيبة "المتوا‪872 ،‬هـ" ابن فيلان "المتوا‪811 ،‬هـ"‬

‫‪842 842‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫اهرس الكتاب‬

‫األخىش اللغير "المتوا‪315 ،‬هـ" ابن شقير "المتوا‪317 ،‬هـ" ابن الخياط "المتوا‪381 ،‬هـ" نىطوي‬
‫"المتوا‪383 ،‬هـ"‬
‫‪ 145‬نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‪ :‬والد "المتوا‪823 ،‬هـ" أبو علي الدينوري "المتوا‪821 ،‬هـ" ابن‬
‫والد "المتوا‪812 ،‬هـ" ابن والد "المتوا‪338 ،‬هـ" أبو جدىر النحاس "المتوا‪337 ،‬هـ"‬
‫‪ 151‬نشوء المذهب البغدادي عل‪ ،‬أيدي الجامدين بين النزعتين‬
‫‪ 151‬الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬
‫‪ 151‬المذهب البغدادي ومآخذه وقواعده‬
‫‪ 158‬من القواعد التي رفن ايها البغاددة إل‪ ،‬المذهب الكواي‬
‫‪ 158‬ومن القواعد التي عولوا ايها عل‪ ،‬المذهب البلري‬
‫‪ 158‬ومن القواعد الملتدرفة وراء الملتحلن من المذهبين‬
‫‪ 152‬انىراط عقد المذهب البغدادي بدد استيةاء بني بوي عل‪ ،‬بغداد‬
‫‪ 152‬انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‬
‫‪ 152‬تشاطر الدول اإلسةامية نهضة هذا الدلم واي ذلك مطلبان‬
‫‪ 151‬المطلب األول‪ :‬علم النحو وعلماله اي عهد الدول اإلسةامية المتداطرة‬
‫‪ 121‬الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقا وما يقرب من غربا وعلماله أشهر النحاة‪:‬‬
‫الليرااي "المتوا‪322 ،‬هـ" ابن خالوي "المتوا‪371 ،‬هـ" الىارسي "المتوا‪377 ،‬هـ" الرماني "المتوا‪،‬‬
‫‪324‬هـ" ابن جني "المتوا‪ 318،‬هـ" الربدي "المتوا‪481 ،‬هـ" ابن برهان "المتوا‪ 452 ،‬هـ" التبريزي‬
‫"المتوا‪518 ،‬هـ" ملك النحاة "المتوا‪532 ،‬هـ" الزمخشري "المتوا‪532 ،‬هـ" ابن الشجري "المتوا‪،‬‬
‫‪58‬هـ" ابن الخشاب "المتوا‪527 ،‬هـ" ابن الدهان "المتوا‪521 ،‬هـ" األنباري "المتوا‪577 ،‬هـ"‬
‫المطرزي "المتوا‪211 ،‬هـ" الكندي "المتوا‪213 ،‬هـ" الدكبري "المتوا‪212 ،‬هـ" ابن الخباز "المتوا‪،‬‬
‫‪237‬هـ"‬
‫‪ 178‬الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬

‫(‪)/‬‬

‫‪ 173‬أشهر نحاة القطرين‪ :‬الحواي "المتوا‪431 ،‬هـ" ابن بابشاذ "المتوا‪421 ،‬هـ" ابن بري "المتوا‪،‬‬
‫‪528‬هـ" ابن مدط "المتوا‪282 ،‬هـ" ابن يديش "المتوا‪ 243 ،‬هـ" اللخاوي "المتوا‪243 ،‬هـ" ابن‬
‫الحاجب "المتوا‪242 ،‬هـ"‬
‫‪ 172‬الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬
‫‪ 172‬فتاب سيبوي عندهم‬
‫‪ 121‬أمثلة للمذهب األندللي المغربي‬
‫‪ 128‬أشهر نحاة األندلس والمغرب‪ :‬جودي "المتوا‪112 ،‬هـ" حمدون "المتوا‪811 ،‬هـ" األاشنيق‬
‫"المتوا‪317 ،‬هـ" محمد بن يحي‪" ،‬المتوا‪352 ،‬هـ" الزبيدي "المتوا‪371 ،‬هـ"‬
‫‪" 123‬تدريف بكتاب طبقات النحويين واللغويين" األعلم "المتوا‪472 ،‬هـ" ابن الليد "المتوا‪581 ،‬هـ"‬
‫ابن الطراوة "المتوا‪582 ،‬هـ" ابن الباذش "المتوا‪532 ،‬هـ" اللخمي "المتوا‪،‬‬

‫‪842 847‬‬

‫(‪)/‬‬

‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬


‫اهرس الكتاب‬

‫‪571‬هـ" ابن طاهر "المتوا‪521 ،‬هـ" اللهيلي "المتوا‪523 ،‬هـ" ابن مضاء "المتوا‪518 ،‬هـ" الجزولي‬
‫"المتوا‪215 ،‬هـ" ابن خروف "المتوا‪211 ،‬هـ" الشلوبيني "المتوا‪245 ،‬هـ" ابن هشا الخضراوي‬
‫"المتوا‪242 ،‬هـ" ابن الحاج "المتوا‪247 ،‬هـ"‬
‫‪ 122‬المطلب الثاني‪ :‬علم النحو والنحاة اي المشرق‬
‫‪ 111‬الىل األول‪ :‬النحو والنحاة اي المشرق‬
‫‪ 113‬أشهر نحاة المشرق‪ :‬ابن إباز "المتوا‪221 ،‬هـ" الرضي "المتوا‪222 ،‬هـ"‪" .‬تدريف بشرح الرضي‬
‫عل‪ ،‬الكااية من األمثلة التي رأى قرب المذهب الكواي ايها لللواب من األمثلة التي خالف ايها النحاة‬
‫شواهده الشواهد النثرية الشواهد الشدرية من شواهد الشدراء المحدثين انتقاد هين‪ :‬ظهور الشرح‬
‫بملر"‪ .‬الكاايجي "المتوا‪271 ،‬هـ" الجامي "المتوا‪212 ،‬هـ"‬
‫‪ 815‬الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬
‫‪ 815‬أشهر النحاة‪ :‬األندللي "المتوا‪221 ،‬هـ" ابن علىور "المتوا‪223 ،‬هـ" ابن مالك "المتوا‪،‬‬
‫‪278‬هـ" ابن الضائع "المتوا‪221 ،‬هـ" ابن أبي الربيع المتوا‪222 ،‬هـ" ابن آجرو "المتوا‪783 ،‬هـ"‬
‫أبو حيان "المتوا‪745 ،‬هـ" الشاطبي "المتوا‪711 ،‬هـ"‬
‫‪ 811‬الىل الثالث‪ :‬النحو والنحاة اي ملر والشا اي الدلرين‪ :‬علر المماليك وعلر الترك‬
‫‪ 818‬النحو والنحاة اي علر المماليك‬
‫‪ 813‬اللر اي تغلب المذهب األندللي عند نحاة القطرين عل‪ ،‬البغدادي‪.‬‬

‫(‪)/‬‬

‫أشهر النحاة‪ :‬ابن الناظم "المتوا‪222 ،‬هـ"‪" .‬نبذة عن شرح ابن الناظم عل‪ ،‬األلىية" ابن النحاس "المتوا‪،‬‬
‫‪212‬هـ" المرادي "المتوا‪741 ،‬هـ" ابن هشا "المتوا‪721 ،‬هـ"‪" .‬تدريف بكتابي التوضيح والمغني" ابن‬
‫عقي "المتوا‪721 ،‬هـ"‪" .‬فلمة عن شرح عل‪ ،‬األلىية" ابن اللائغ "المتوا‪772 ،‬هـ" ناظر الجيش‬
‫"المتوا‪772 ،‬هـ" ابن جماعة "المتوا‪211 ،‬هـ" الدماميني "المتوا‪287 ،‬هـ" الشمني "المتوا‪278 ،‬هـ"‬
‫خالد األزهري "المتوا‪115 ،‬هـ" الليوطي "المتوا‪111 ،‬هـ" األشموني "المتوا‪181 ،‬هـ" "تدريف‬
‫بشرح األشموني شواهده‪ :‬من شواهد الشدراء المحدثين من شواهد الشدراء القدام‪ ،‬مما لم يجن التغيير‬
‫الطارئ اي عل‪ ،‬الشاهد مما جن‪ ،‬التغيير اي عل‪ ،‬موطن الشاهد"‬
‫‪ 833‬النحو والنحاة اي علر الترك أشهر النحاة‪ :‬ابن قاسم الدبادي "المتوا‪114 ،‬هـ" الشنواني "المتوا‪،‬‬
‫‪1111‬هـ" الدنوشري "المتوا‪1185 ،‬هـ" يس "المتوا‪1121 ،‬هـ" الحىن‪" ،‬المتوا‪1172 ،‬هـ" اللبان‬
‫"المتوا‪1812 ،‬هـ"‪" .‬تدريف بحاشية اللبان مما وااق اي اللبان الحىني مما خالف اي التدقيب علي‬
‫اي أمور ثةاثة‪ :‬علمية استطرادية لغير النحو خطأ اي شرح الشواهد"‬
‫‪ 843‬فلمة الختا‬
‫‪ 845‬الىهرس‬

‫‪842 842‬‬

‫(‪)/‬‬

‫الرجاء االنتظار·······‬
‫تحديث‬
‫‪X‬‬
‫نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة‬
‫مقدمات‬
‫مقدمة المحقق‬
‫أهم مراجع الكتاب‬
‫مقدمة المؤلف‬
‫تمهيد‬
‫وضع النحو وتلميت‬
‫سبب وضع النحو‬
‫مت‪ ،‬وأين فان وضد‬
‫وضد عربي محض‬
‫واضد‬
‫تلمية النحو‬
‫تلميت بالنحو بدد أبي األسود‬
‫سب التلمية بالنحو‬
‫نشأة النحو وتدرج‬
‫مدخ‬
‫أطوار النحو األربدة‬
‫مدخ‬
‫األول‪ :‬طور الوضع والتكوين‬
‫الثاني‪ :‬طور النشوء والنمو‬
‫الثالث‪ :‬طور النضوج والكمال‬
‫فلمة اي مناظرات الطورين "الثاني والثالث"‬
‫مدخ‬
‫من مناظرات الطور الثاني‬
‫من مناظرات الطور الثالث‬
‫مشاهير البلريين والكوايين‬
‫طبقات البلريين اللبع‬
‫الطبقة األول‪،‬‬
‫الطبقة الثانية‬
‫الطبقة الثالثة‬
‫الطبقة الرابدة‬
‫الطبقة الخاملة‬
‫الطبقة اللادسة‬
‫الطبقة اللابدة‬
‫طبقات الكوايين الخمس‬
‫الطبقة األول‪،‬‬
‫الطبقة الثانية‬
‫الطبقة الثالثة‬
‫الطبقة الرابدة‬
‫الطبقة الخاملة‬
‫االختةاف بين البلريين والكوايين‬
‫أسباب‬
‫المذهب البلري‬
‫المذهب الكواي‬
‫حكمة تخلص ف من المذهبين باتجاه‬
‫نتائج المخالىة بين المذهبين‬
‫سرد ملائ الخةاف بين الكوايين والبلريين‬
‫موازنة بين المذهبين‬
‫أثر تةاقي الىريقين ببغداد اي تنويع النزعات إل‪ ،‬ثةاث‬
‫مدخ‬
‫من غلبت علي النزعة البلرية‬
‫من غلبت علي النزعة الكواية‬
‫من جمع بين النزعتين‬
‫نحاة ملر اآلخذون عن الدراقيين‬
‫نشوء المذهب البغدادي عل‪ ،‬أيدي الجامدين بين النزعتين‬
‫الرابع‪ :‬طور الترجيح "بغدادي"‬
‫تشاطر الدول اإلسةامية نهضة هذا الدلم‬
‫انتهاء المتقدمين وابتداء المتأخرين‬
‫المطلب األول‪ :‬علم النحو وعلماله اي عهد الدول اإلسةامية المتداطرة‬
‫مدخ‬
‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي الدراق وما يلي شرقًا وما يقرب من غربا وعلماله‬
‫الىل الثاني‪ :‬علم النحو اي ملر والشا وعلماله‬
‫الىل الثالث‪ :‬علم النحو اي األندلس والمغرب وعلماله‬
‫المطلب الثاني‪ :‬علم النحو وعلماله بدد سقوط بغداد‬
‫مدخ‬
‫الىل األول‪ :‬علم النحو اي المشرق وعلماله‬
‫الىل الثاني‪ :‬النحو والنحاة اي األندلس والمغرب‬

‫(‪)/‬‬

‫الىل الثالث‪ :‬النحو والنحاة اي ملر والشا اي الدلرين "علر المماليك وعلر الترك"‬
‫مدخ‬
‫النحو والنحاة اي علر المماليك‬
‫النحو والنحاة اي علر الترك‬
‫فلمة الختا‬
‫اهرس الكتاب‬

‫(‪)/‬‬

You might also like