Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫"مستقبل الصراع بني اهلند وباكستان يف ضوء الغاء احلكم‬


‫الذاتي إلقليم كشمري"‬
‫( ‪)1‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬عزة مجال عبد السالم‬

‫ملخص‪:‬‬
‫اتيجيًا مهم‪ ،‬رغم أن غالبية سكان االقليم‬
‫يمثل اقليم كشمير الى الهند ُبعداً استر ّ‬
‫يدينون باإلسالم‪ّ ،‬إال أن في الصراعات الجغرافية ال يمثل العامل الديني فيها اال عامل‬
‫واحد من عدة عوامل‪ ،‬لكنه قد يشكل عامالً مهمًا في حالة الهند تحديداً‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحاول الهند الهيمنة على كشمير من أجل عدم إثارة أية اضطرابات دينية‪ ،‬أو الدعوة‬
‫لحركات انفصالية لو سمح لكشمير بتقرير المصير او االنفصال‪ ،‬بينما تعتبرها باكستان‬
‫حائط الصد للدفاع عن امنها القومي‪ ،‬وتنظر الى اقليم كشمير على اعتبار انه جزء من‬
‫اراضيها‪ ،‬وان السكان يرغبون في االنضمام الى باكستان‪ ،‬ولكن اقدام الهند على تغيير‬
‫الوضع القانوني لإلقليم والغاء الحكم الذاتي طبقًا التفاقيات دولية واقليمية هو نقطة‬
‫تحول في العالقات الهندية الباكستانية التي قد يترتب عليها التأثير على االمن والسلم‬
‫في المنطقة‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬تقرير المصير‪ ،‬ادارة الصراع‪ ،‬الحكم الذاتي‬

‫(‪ (‬أستاذ مساعد ‪ -‬جامعة نجران السعودية‪.‬‬

‫‪41‬‬
2019 ‫ يوليو‬- ‫العدد الثالث‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

Abstract:
Kashmir to India is an important strategic dimension, although the
majority of the population of the region owes Islam, but in geographical
conflicts, the religious factor is only one of several factors, but it may be an
important factor in the case India, in particular, is trying to dominate
Kashmir in order not to provoke any religious unrest, or to call for separatist
movements if Kashmir is allowed to self-determination or secession, while
Pakistan regards it as a barrier to defend its national security and views
Kashmir as part of its territory. And that the population wishes Wen's
accession to Pakistan, but India's change in the legal status of the region and
the abolition of autonomy in accordance with international and regional
agreements is a turning point in Indo-Pak relations that could have an
impact on security and peace in the region.
Keywords: self-determination, conflict management,
autonomy

42
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫مقدمة‬
‫تشترك باكستان والهند‪ ،‬في أكثر من مجرد حدود مشتركة‪ ،‬حيث إنهما تتشاركان‬
‫تاريخ وثقافة ولغة‪ ،‬ومـع ذلـك يظـل الصراع قائم بين البلدين‪ ،‬حول قضايا جغرافية تمثل‬
‫أزمات مستمرة‪ ،‬كـما أنهـما يتعايـشان وسط خالف حول جبهات عدة‪ ،‬وانطالقًا من‬
‫الصراعات التاريخية بين الجارتين للسيطرة على اقليم كشمير فقد بلغت التوترات‬
‫والمخاطر بين البلدين مستويات قياسية في أعقاب استعراض القوة العسكرية من جانب‬
‫ردا عـلى‬
‫الدولتين وخاصة بعد التجـارب النوويـة الباكـستانية عـام ‪ ،1998‬التـي أجريـت ً‬
‫التجارب الهندية في مطلع العام نفسه‪ ،‬وادان المجتمـع الـدولي ذلك(‪ ،)1‬اال ان الدولتين‬
‫استم ار في توسـيع وتحديث قوتهمـا العـسكرية‪ ،‬مما دفع ذلك االمم المتحدة بالتدخل‬
‫ومحاولة التوسط إلنهاء الصراع‪ ،‬حتى حصل االقليم في الشاطر الهندي على الحكم‬
‫الذاتي ولكن تحت السيادة الهندية‪ ،‬بعد رفض الهند رغبة االقليم في االنفصال لعدة‬
‫اعتبارات‪ ،‬ومنها اغالق الباب امام ايه محاوالت النفصال اقاليم اخرى من الهند‪ ،‬و تلك‬
‫الدراسة تحاول بيان أثر الغاء الهند للوضع القانوني المتمثل في الحكم الذاتي لإلقليم‬
‫على العالقات الهندية الباكستانية‪ ،‬وتأثير ذلك دوليا و اقليميًا‪ ،‬وخاصة ان الحكم الذاتي‬
‫لإلقليم واقع بفعل الدستور الهندي وكذلك اتفقت عليه قوى دولية‪ .‬وتدور مشكلة‬
‫الدراسة‪ :‬حول ان العوامل المشتركة بين أي بلدين تمثل نقطة االنطالق نحو التعاون‬
‫واالتفاق لكثير من القضايا ومن ضمن تلك العوامل العامل الجغرافي‪ ،‬اال انه احيانًا‬
‫تتدخل العوامل الجغرافية لتكون مصدر للنزاعات ومهدد لألمن القومي‪ ،‬مما يجعل‬
‫التدخل والوساطات الدولية امر ضروري‪ ،‬للحيلولة دون تطور الصراع ليصل الى‬
‫الحرب‪ ،‬ولعل االشكالية البحثية لتلك الدراسة تتمثل في مدى تأثير اقدام دولة من‬
‫دول الصراع وهى الهند باتخاذ قرار منفرد بإلغاء الوضع القانوني لمنطقة كشمير‬
‫على االمن و السلم الدوليين؟ وتنبع من تلك االشكالية عدة أسئلة فرعية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬كيـف أن العوامل المشتركة لم تسمح بالتغلب على نقاط الخالف؟‬
‫‪ ‬لماذا اختارت الهند هذا التوقيت التخاذ مثل هذا القرار؟‬

‫‪43‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ ‬هل سيكون القرار الهندي بداية لحرب جديدة بين الجارتين الكبيرتين؟‬
‫‪ ‬ما هو رد الفعل اإلقليمي والدولي تجاه ذلك القرار‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬تكمن أهمية هذه الدراسة في انها تربط بين تأثير بنيه النظام في‬
‫كل من الهند وباكستان على السياسة الخارجية وادارة الصراع‪ ،‬وكذلك تعود اهميتها في‬
‫التعرف على الموقف الدولي واإلقليمي من اقدام الهند على الغاء الوضع القانوني‬
‫لمنطقة كشمير واثر ذلك على السلم الدولي‪ ،‬وعلى الرغم من ان هناك دائمًا محاوالت‬
‫عديدة لبناء عالقات ايجابية بين الهند وباكستان ولكنهـا أخفقـت جميعا‪ ،‬ومع ذلك ثمة‬
‫سبب يـدعو للتفـاؤل ألن هـذه القـضايا الوجوديـة لم تقض على القواسم المشتركة بين‬
‫الطرفين‪ ،‬في الحقيقـة هنـاك أسـس مـشتركة كافية‪ ،‬تشير إلى أن العالقات الودية بين‬
‫البلدين ممكنة‪ ،‬ويمكن اقتناص الفـرص المتـوافرة للبنـاء عـلى مصالح مشتركة لتؤمن في‬
‫نهاية المطاف مستقبال أفضل للبلدين ولإلقليم كله‪ .‬ويستخدم الباحث في منهجية‬
‫الدراسة‪ :‬منهج تحليل النظم والذي تنبع أهميته من اعتبار ان النظام هو وحدة التحليل‪،‬‬
‫حيث يعتبر النظام محل الدراسة مجموعة من العناصر او االجزاء التى ترتبط فيما‬
‫بينها وظيفيا بشكل منظم بما يتضمنه ذلك من تفاعل واعتماد متبادل‪ ،‬وكذلك المنهج‬
‫الوصفي للظواهر السياسية حيث يقوم الدارس بمراقبة ظاهرة البحث‪ ،‬وتدوين جميع ما‬
‫اضحا‪ ،‬وتعتمد هذه الطريقة على خبرات الدارس في تحديد‬
‫وصفا و ً‬
‫ً‬ ‫يتعلق بها ووصفه‬
‫سلوكيات الظاهرة خالل المالحظة‪ .‬بينما تهدف الدراسة إلى التعرف على العوامل‬
‫المشتركة بين الهند وباكستان‪ ،‬ومعرفة جذور الصراع حول اقليم كشمير واهمية تلك‬
‫المنطقة لكل من الهند وباكستان‪ ،‬التعرف على االدوار الدولية في التوسط لحل‬
‫الصراع‪ ،‬التعرف على االسباب التي دفعت الهند لتغيير الوضع القانوني إلقليم كشمير‪.‬‬
‫وتنقسم الدراسة إلي محورين رئيسيين‪ ،‬يأتي المحور األول المعنون بـ" التطور‬
‫التاريخي للصراع بين الهند وباكستان على كشمير"‪ ،‬ويركز على عدد من النقاط وهي‪:‬‬
‫لكال من الهند وباكستان‪ ،‬تطور النزاع بين الهند وباكستان حول‬
‫أهمية إقليم كشمير ً‬
‫إقليم كشمير‪ ،‬التسلسل الزمني للتوتر بين الهند وباكستان‪ ،‬قضايا النزاع حول كشمير‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫االتفاقيات الموقعة بين األطراف لتسوية النزاع‪ ،‬أسباب رفض سكان إقليم كشمير‬
‫االنضمام إلي الهند‪.‬‬
‫في حين يأتي المحور الثاني والمعنون بـ "أثر الغاء الحكم الذاتي في كشمير على‬
‫الصراع بين الهند وباكستان" ويتناول عدد من النقاط الهامة وهي‪ :‬ماهية القرار الهندي‬
‫بإلغاء الحكم الذاتي في كشمير‪ ،‬الحسابات الهندية عقب القرار‪ ،‬الحسابات الباكستانية‬
‫عقب القرار‪ ،‬مقدمات القرار الهندي‪ ،‬مشروعية القرار الهندي‪ ،‬رد الفعل الدولي‪،‬‬
‫إجراءات التصعيد المتبادل‪ ،‬احتماالت تنامي الصراع‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬التطور التاريخي للصراع بين الهند وباكستان على كشمير‬
‫تظــل قضــية كشــمير هــي القضــية األساســية التقليديــة للن ـزاع بــين الهنــد وباكســتان‪،‬‬
‫وه ــي أه ــم حج ــر عثـ ـرة ف ــي أي عالق ــات ثنائي ــة ب ــين الهن ــد وباكس ــتان‪ ،‬وف ــي ع ــام ‪1998‬‬
‫ردا علــى‬
‫وصــلت الخالفــات قمتهــا فــي أعقــاب التجــارب النوويــة الباكســتانية التــي أجريــت ً‬
‫التجارب الهندية في بداية العام نفسه‪ ،‬وحينها ندد المجتمع الدولي بخطوات الجانبين‪.‬‬
‫اال ان الص ـراع يتجــدد بــين الهنــد وباكســتان فــي اغســطس ‪ 2019‬عقــب قيــام الهنــد‬
‫بإلغاء الحكم الذاتي إلقليم كشمير الذى يقـع فـي الشـاطر الهنـدي‪ ،‬وتطغـى قضـية كشـمير‬
‫من جديد على الساحة الدولية‪.‬‬
‫لكًل من الهند وباكستان‬
‫أهمية إقليم كشمير ا‬
‫بالنسبة للهند‬
‫يمث ــل اقل ــيم كش ــمير بالنس ــبة للهن ــد أهمي ــة اس ــتراتيجية أم ــام الص ــين خاص ــة بع ــد أن‬
‫تمكنــت األخي ـرة مــن الســيطرة علــى التبــت وتطــور الن ـزاع بــين الهنــد و الصــين علــى طــول‬
‫الحــدود فــي جبــال الهماليــا‪ ،‬كمــا أن الهنــد تنظــر إليــه علــى أنــه امتــداد جغ ارفــي وحــاجز‬
‫طبيعـي أمـام فلسـفة الحكـم الباكسـتاني القـائم علــى أسـس دينيـة إسـالمية األمـر الـذي يهــدد‬
‫األوضـاع الداخليـة للهنـد ذات األقليـة المسـلمة بالنســبة لهـا والكبيـرة العـدد بالنسـبة لإلقلــيم‪،‬‬
‫فضـ ًـال عــن الخــوف الهنــدي المســتمر مــن اســتقالل كشــمير علــى أســس دينيــة أو عرقيــة‪،‬‬
‫ألن ذل ــك س ــيؤدي إل ــى ف ــتح ب ــاب ال تس ــتطيع أن تغلق ــه أو تتص ــدي ل ــه أم ــام الكثي ــر م ــن‬

‫‪45‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫الوالي ــات الهندي ــة الت ــي تغل ــب فيه ــا عرقي ــة معين ــة أو يكث ــر فيه ــا معتنق ــي ديان ــة معين ــة(‪،)2‬‬
‫وبالتــالي فــإن هــذه االعتبــارات هــي التــي دفعــت الهنــد إلــى التمســك الشــديد بــاإلقليم رغــم‬
‫ادع ــا‬
‫أغلبيتــه المســلمة ال ــذين يمثلــون النس ــبة األكثــر مــن س ــكانها‪ .‬وكــذلك يمث ــل االقلــيم ر ً‬
‫أمنيــا فــي مواجهــة الصــين وباكســتان‪ ،‬فهــو رادع قــوي أمــام التوســع الباكســتاني‬
‫ـاديا و ً‬
‫اقتصـ ً‬
‫ذي األغلبية المسلمة‪.‬‬
‫بالنسبة لباكستان‪:‬‬
‫بالنســبة إلــى باكســتان فهــو ممـ ّـر تجــاري مهــم بســبب احتوائــه علــى مينــاء "كراتشــي"‬
‫الباكس ــتاني وارتباط ــات س ــكانه القوي ــة بالتج ــارة والص ــناعة‪ ،‬وتتجل ــى األهمي ــة االقتص ــادية‬
‫الت ــي تحظ ــى به ــا كش ــمير بالنس ــبة لباكس ــتان ف ــي وج ــود منب ــع األنه ــار الت ــي تع ــد الم ــورد‬
‫الرئيس ــي ال ــذي تس ــتفيد من ــه باكس ــتان ف ــي الفالح ــة والز ارع ــة‪ ،‬وه ــي أنه ــار الس ــند‪ ،‬جل ــيم‪،‬‬
‫جناب‪.‬‬
‫كمـا يعتبـر بمثابـة خـط دفـاع حيـوي لباكسـتان‪ ،‬والسـيطرة عليـه مـن قبـل الهنـد ســيهدد‬
‫كيان باكستان ثم أن غالبية السكان مسلمين الـذين يبلـع عـددهم حـوالي ‪ %85‬مـن سـكان‬
‫اإلقليم‪.‬‬
‫باإلض ــافة إل ــى األهمي ــة الجي ــو‪-‬اس ــتراتيجية الت ــي يحظ ــى به ــا اإلقل ــيم م ــن الناحي ــة‬
‫العس ــكرية بالنس ــبة لباكس ــتان‪ ،‬ألن وقوع ــه ف ــي ي ــد ق ــوة معادي ــة لباكس ــتان بوس ــعه القض ــاء‬
‫عليهــا فــي أيــة لحظــة‪ .‬باإلضــافة إلــى أن كشــمير مــن الناحيــة الجغرافيــة تعــد جــزءا م ــن‬
‫باكس ــتان الت ــي تش ــترك معه ــا ف ــي ح ــدود طوله ــا ع ــدة مئ ــات م ــن الكيل ــومترات وال يربطه ــا‬
‫بالهنــد ســوى ش ـريط ضــيق مــن األرض‪ ،‬وتؤكــد الــروابط الجغرافي ـة واالقتصــادية والثقافيــة‬
‫تأسيسـ ــا علـ ــى رغبـ ــة الغالبيـ ــة‬
‫ً‬ ‫بـ ــين كشـــمير وباكسـ ــتان ضـــرورة ضـــمها لباكسـ ــتان‪ ،‬وذلـ ــك‬
‫العظمــى مــن الشــعب المســلم‪ .‬ناهيــك علــى أن أقــرب منفــذ بحــري طبيعــي لتجــارة كشــمير‬
‫الخارجية هي كراتشي عاصمة باكستان(‪.)3‬‬
‫هــذه القضــايا هــي التــي جعلــت باكســتان تتمســك بكشــمير وال تســمح للهنــد بالســيطرة‬
‫عليها كما فعلت مع بعض االمارات التي احتلتها بالقوة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫تطور النزاع بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير‬


‫يرجــع تــاريخ الن ـزاع الهنــدي الباكســتاني حــول كشــمير إلــى ســنة ‪1947‬م‪ ،‬بحيــث لــم‬
‫يتقــرر انضــمامها للهنــد أو باكســتان‪ ،‬والســبب فــي ذلــك أن بريطانيــا أعطــت إلــى االمــارات‬
‫التي كانت تحكمها سابقا بالهند حرية االنضمام للهند أو باكستان وفقا لرغبـة سـكانها بعـد‬
‫(‪)4‬‬
‫االنســحاب البريطــاني‪ ،‬لكــن بســبب تضــارب االرادات بــين الشــعب وحــاكم االقلــيم آنــذاك‬
‫امتنــع االقلــيم عــن التوجــه ألى مــن الــدولتين‪ ،‬وهــو مــا أدى إلــى انــدالع حــرب بــين الهنــد‬
‫وباكس ــتان ح ــول إقل ــيم كش ــمير س ــنة‪1947‬م‪ ،‬وق ــد ب ــادرت األم ــم المتح ــدة بالت ــدخل لوق ــف‬
‫القتال وجمع السالح من االمـارة‪ ،‬واجـراء اسـتفتاء حـر محايـد سـنة ‪ 1947‬تحـت إشـرافها‪.‬‬
‫لكن الهند لم توافق على توصيات هيئة األمم خاصة االستفتاء‪.‬‬
‫ـر‬
‫وكان ــت األح ــداث ال ــدائرة ف ــي تل ــك الفتـ ـرة تن ــذر بح ــروب أخ ــرى ح ــول اإلقل ــيم نظ ـ ًا‬
‫ألهميته‪ ،‬وألنه بقي بدون حل يرضـي األطـراف سـواء المتنازعـة عليـه أو الشـعب الـذي لـم‬
‫يحدد مصيره بنفسه‪ ،‬واسـتمر الوضـع علـى مـا هـو عليـه دون تقـدم يـذكر فـي القضـية إلـى‬
‫أن نشــب ص ـراع بــين الصــين والهنــد ســنة ‪1962‬م حيــث اســتغلت باكســتان الهزيمــة التــي‬
‫تلقتهـا الهنــد لتوجيـه ضـربة قاضـية لهــا إزاء التصــاريح التـي أدلــى بهـا وزيرهــا األول والــذي‬
‫اعتبــر كشــمير جــزء مــن الت ـراب الهنــدي بــدون أي اســتفتاء(‪ .)5‬وأفضــى بهمــا األمــر إلــى‬
‫حرب بين الهند وباكستان سنة ‪1965‬م‪ ،‬وتدخل مجلس األمن لوقف القتال بـين الطـرفين‬
‫في ‪ 22‬سبتمبر ‪.1965‬‬
‫وبــالرغم مــن جميــع الجهــود الدوليــة المبذولــة لتســوية الخــالف‪ ،‬إال أن المســألة ظلــت‬
‫معلق ــة‪ ،‬كم ــا اس ــتغلت الهن ــد األح ــداث الت ــي كان ــت تم ــر به ــا باكس ــتان ف ــي تل ــك المرحل ــة‬
‫لمحاولــة ضــرب وحــدة باكســتان ووحــدة االمــة اإلســالمية فــي آن واحــد عــن طريــق تقــديم‬
‫ال ــدعم لش ــعب البنغ ــال ف ــي محاولت ــه االنفص ــالية ع ــن باكس ــتان‪ ،‬وه ــذا م ــا أدى إل ــى ت ــوتر‬
‫العالقــات الهنديــة‪-‬الباكســتانية مــن جديــد إزاء هــذه المســاعدة وعلــى إثرهــا نشــبت الحــرب‬
‫الثالثة بينهما سنة ‪1971‬م(‪ ،)6‬وكان من أبرز نتائج هـذه الحـرب هزيمـة باكسـتان وظهـور‬

‫‪47‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫ع ــام ‪1971‬م(‪ ،)7‬وتوقي ــع اتفاقي ــة ش ــمال برئاس ــة الـ ـرئيس الباكس ــتاني ذو‬ ‫دول ــة ب ــنغالدي‬
‫الفقار علي بوتو ورئيسة وزراء الهند أندي ار غاندي سنة ‪1972‬م(‪.)8‬‬
‫وف ــي ع ــام ‪ ،2003‬وافق ــت الهن ــد وباكس ــتان عل ــى وق ــف إط ــالق الن ــار بع ــد س ــنوات‬
‫طويلة من الصراع الدموي‪ ،‬على طول الحدود الفعليـة بـين البلـدين‪ ،‬والمعروفـة باسـم خـط‬
‫المراقبة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2014‬جاءت حكومة هنديـة جديـدة إلـى السـلطة وأقـرت القيـام بـإجراءات‬
‫متشـددة ضـد باكسـتان‪ ،‬وفـي الوقـت نفسـه أبـدت اسـتعدادها للخـوض فـي محادثـات ســالم‪،‬‬
‫وحض ــر نـ ـواز شـ ـريف‪ ،‬رئ ــيس وزراء باكس ــتان آن ــذاك‪ ،‬م ارس ــم أداء اليم ــين الدس ــتورية م ــع‬
‫رئيس الوزراء الهندي ناريند ار مودي في دلهي‪.‬‬
‫لكـن بعـد مــرور عـام‪ ،‬ألقــت الهنـد بالالئمــة علـى الجماعــات التـي تتخــذ مـن باكســتان‬
‫مق ـ ار لهــا لشــن هجــوم علــى قاعــدتها الجويــة فــي باثــانكوت بواليــة شــمال البنجــاب‪ ،‬وألغــى‬
‫مودي زيارة كانت مقررة وقتها إلى العاصـمة الباكسـتانية إسـالم آبـاد لعقـد قمـة إقليميـة فـي‬
‫عام ‪ 2017‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬لم يحدث أي تقدم في المحادثات بين الجارتين‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2018‬انسحب حزب "بارتياجاناتا" الذي كان يتزعمـه مـودي مـن حكومـة‬
‫ائتالفية يـديرها "حـزب الشـعب الـديمقراطي"‪ .‬ومنـذ ذلـك الحـين‪ ،‬يخضـع القسـم الهنـدي مـن‬
‫كشــمير لحكــم مباشــر مــن نيــودلهي‪ ،‬ممــا أدى إلــى زيــادة التــوتر بــين البلــدين‪ ،‬وفــي ‪26‬‬
‫فب اريــر شــنت الهن ــد غــارات جويــة عل ــى األ ارضــي الباكســتانية الت ــي قالــت إنهــا اس ــتهدفت‬
‫قواعـ ــد للمتشـ ــددين‪ ،‬ونفـ ــت باكسـ ــتان أن تكـ ــون الغـ ــارات قـ ــد تسـ ــببت فـ ــي أي أض ـ ـرار أو‬
‫إص ــابات كبيـ ـرة‪ ،‬لكنه ــا وع ــدت ب ــالرد‪ .‬وف ــي الي ــوم الت ــالي‪ ،‬قال ــت إنه ــا أس ــقطت ط ــائرتين‬
‫تابعتين للقوات الجوية الهندية في مجالها الجوي(‪.)9‬‬
‫(‪)10‬‬
‫التسلسل الزمني للتوتر بين الهند وباكستان‬
‫‪ -‬في أكتوبر ‪ ،1947‬أول حرب بين الهند وباكستان حول كشمير بعد شهرين‬
‫فقط من استقاللهما عن بريطانيا‪.‬‬
‫‪ -‬أغسطس ‪ ،1965‬خاض البلدان حربًا قصيرة حول كشمير‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -‬ديسمبر ‪ ،1971‬دعمت الهند حربًا في باكستان الشرقية التي كانت تسعى‬


‫لالستقالل‪ ،‬وانتهت بإنشاء دولة بنغالدي ‪.‬‬
‫‪ -‬مايو ‪ ،1999‬حاول جنود باكستانيون ومقاتلون بالتسلل إلى مواقع هندية‬
‫عسكرية في جبال كارجيل‪ ،‬لكن الهند ردت بغارات جوية وبرية ونجحت‬
‫بطردهم منها‪.‬‬
‫‪ -‬أكتوبر‪ ،2001‬أدى هجوم مدمر من قبل باكستان على مجلس الوالية في إقليم‬
‫كشمير الخاضع للهند إلى مقتل ‪ 38‬شخصًا‪ ،‬وبعد شهرين‪ ،‬تسبب هجوم ٍ‬
‫ثان‬
‫على البرلمان الهندي في دلهي في مقتل ‪ 14‬شخصاً‪.‬‬
‫‪ -‬نوفمبر ‪ ، 2008‬أدت الهجمات المنظمة على محطة سكة الحديد الرئيسية في‬
‫مومباي والفنادق الفاخرة والمركز الثقافي اليهودي إلى مقتل ‪ 166‬شخصًا‪.‬‬
‫وألقت الهند بالالئمة ع لى جماعة "عسكر طيبة" التي تتخذ من باكستان مق ار‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -‬يناير ‪ ،2016‬أدى الهجوم على القاعدة الجوية الهندية في باثانكوت إلى مقتل‬
‫سبعة جنود هنود وستة مسلحين‪.‬‬
‫‪ 18 -‬سبتمبر ‪ ،2016‬هجوم على قاعدة للجي الهندي في أوري في‬
‫جنديا‪.‬‬
‫كشمير(الجزء التابع لإلدارة الهندية) أسفر عن مقتل ‪ً 19‬‬
‫‪ 30 -‬سبتمبر ‪ ،2016‬قالت الهند إنها نفذت ضربات على المسلحين في كشمير‬
‫(الجزء التابع لإلدارة الباكستانية)‪ ،‬لكن األخيرة نفت حدوث أي ضربات‪.‬‬
‫حيث ان النزاع حول اقليم كشمير شهد ثالثة حروب تباينت من حيث األسباب‬
‫التي كانت وراء كل حرب على حدة‪ ،‬إال أن القضايا التي كان وراء تلك الموجات تتمثل‬
‫في األهمية االستراتيجية واالقتصادية التي يتمتع بها إقليم كشمير خاصة الثروة‬
‫المعدنية الهائلة‪ ،‬باإلضافة إلى أن هذا الصراع قام على أساس الصراع الطائفي ألن‬
‫باكستان دولة إسالمية والهند تعتبر خليط من الديانات المختلفة‪ ،‬ومع تفضيل سكان‬
‫بدال من الهند‪ ،‬عملت األخيرة على عدم‬
‫كشمير خاصة المسلمين االنضمام لباكستان ً‬
‫اكتمال ذلك االنضمام‪ ،‬مما كان له األثر على ضرب وحدة باكستان ووحدة االمة‬
‫اإلسالمية في آن واحد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫كما أن األهمية االستراتيجية التي تتمتع بها كشمير لعبت دور هام في دفع‬
‫أمال في انضمامه لواحد‬
‫األطراف المتنازعة حوله إلى خوض هذه الحروب فيما بينها ً‬
‫منهم‪ ،‬خاصة أن المسيطر على هذا اإلقليم سيستفيد من الثروات التي تتواجد به وكذلك‬
‫تحسين وربط العالقات مع الدول المجاورة التي يطل عليها خاصة الصين وأفغانستان‪.‬‬
‫االتفاقيات الموقعة بين البلدين لتسوية النزاع‬
‫حيث ان النزاع حول اقليم كشمير شهد ثالثة حروب تباينت من حيث األسباب‬
‫التي كانت وراء كل حرب على حدة‪ ،‬إال أن القضايا التي كان وراء تلك الموجات تتمثل‬
‫في األهمية االستراتيجية وا القتصادية التي يتمتع بها إقليم كشمير خاصة الثروة‬
‫المعدنية الهائلة‪ ،‬باإلضافة إلى أن هذا الصراع قام على أساس الصراع الطائفي ألن‬
‫باكستان دولة إسالمية والهند تعتبر خليط من الديانات المختلفة‪ ،‬ومع تفضيل سكان‬
‫بدال من الهند‪ ،‬عملت األخيرة على عدم‬
‫كشمير خاصة المسلمين االنضمام لباكستان ً‬
‫اكتمال ذلك االنضمام‪ ،‬مما كان له األثر على ضرب وحدة باكستان ووحدة االمة‬
‫اإلسالمية في آن واحد‪.‬‬
‫كما أن األهمية االستراتيجية التي تتمتع بها كشمير لعبت دور هام في دفع‬
‫أمال في انضمامه لواحد‬
‫األطراف المتنازعة حوله إلى خوض هذه الحروب فيما بينها ً‬
‫منهم‪ ،‬خاصة أن المسيطر على هذا اإلقليم سيستفيد من الثروات التي تتواجد به وكذلك‬
‫تحسين وربط العالقات مع الدول المجاورة التي يطل عليها خاصة الصين وأفغانستان‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية شمًل‬
‫وضع‬ ‫عقدت هذه االتفاقية في ظروف صعبة بالنسبة لباكستان التي كانت تعي‬
‫متأزم لخروجها بذيول الهزيمة من الحرب‪ ،‬وفقدانها إقليم البنغال الذي كان يقع ضمن‬
‫مجالها الجغرافي ليصبح دولة قائمة بذاته منذ سنة ‪1971‬م و الذى سميت بنجالدي ‪،‬‬
‫إال أن بعض بنود هذه االتفاقية جاءت في الصالح الباكستاني فقد نصت على‬
‫استعادتها لكل األقاليم التي فقدتها في حرب ‪1971‬م في مقابل االنسحاب من قطاع‬
‫البنجاب وصحراء راجستان لصالح الهند‪ ،‬كما شكلت هذه االتفاقية تحركا بين البلدين‬

‫‪50‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫نحو تطبيع العالقات من خالل استئناف االتصاالت والمعامالت االقتصادية فيما‬


‫بينهم‪ ،‬تمهيداً لتسوية قضية كشمير المتنازع عليها في إطار ثنائي‪.‬‬
‫وبموجب هذه االتفاقية سعت الهند إلى إخراج قضية كشمير من مبدأ حق تقرير‬
‫المصير الذي أقرته االمم المتحدة و التي رأت انه ال يتماشى مع الطرح الهندي تحت‬
‫ذريعة أنه ال يمكن لباكستان إثارة هذه القضية مرة أخرى أمام األمم المتحدة‪ ،‬بموجب‬
‫التوقيع على اتفاقية شمال وأن القضية قد تمت تسويتها باعتبار كشمير جزء من التراب‬
‫الهندي‪.‬‬
‫وقد تمت صياغة بنود هذه االتفاقية بالشكل الذي يخدم المصالح الهندية في‬
‫المرتبة األولى خاصة فيما يتعلق بقضية كشمير المتنازع عليها‪ ،‬مستغلة ان توقيع‬
‫باكستان على هذه االتفاقية سيكون بمثابة الضوء األخضر للهند لضم كشمير إلى‬
‫كنفها‪ ،‬إال أن هذا الطموح لم يلقى الترحيب من طرف باكستان‪ ،‬بل رفضته معلنة أنه ال‬
‫يمكن تسوية قضية كشمير إال بإجراء استفتاء شعبي يقرر فيه الشعب الكشميري مصيره‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية طشقند‬
‫بدأت بمبادرة سوفيتية في يناير ‪ 1966‬بطشقند مفاوضات بين زعماء الهند‬
‫وباكستان‪ .‬بفضل هذه المفاوضات أمكن تسوية النزاع المسلح الثاني بين البلدين‪.‬‬
‫وبمشاركة رئيس وزراء االتحاد السوفيتي ألكسي كوسيگين ‪.‬‬
‫الوساطة الدولية‬
‫‪-1‬األمم المتحدة‬
‫سعت االمم المتحدة إلى تقديم الحلول المناسبة لمعالجة القضية المطروحة واتخاذ‬
‫موقف وسطي للتقريب بين وجهات نظر كال من الهند و باكستان‪ .‬ومن بين ق ارراتها‬
‫المتعلقة بتسوية النزاع قرار سحب القوات العسكرية الباكستانية الهندية من كشمير مع‬
‫تنصيب حكومة انتقالية لإلشراف على الوضع هناك‪ ،‬والدفاع عن حق تقرير المصير‬
‫عبر إجراء استفتاء شعبي حر ومحايد في اإلقليم تحت إشراف األمم المتحدة‪ ،‬و من‬

‫‪51‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫خالل هذا االستفتاء سيقوم الشعب الكشميري باختيار االنضمام للهند أو لباكستان أو‬
‫يحظى باستقالله الذاتي دون االنضمام ألية دولة من الدولتان المتنازعتان حوله‪ .‬فإذا‬
‫كانت كل الدولتان قد وافقتا على جميع ق اررات المنظمة بما فيه االستفتاء الشعبي‪ ،‬اال‬
‫ان الهند سرعان ما رفضته ألنه ال يصب في صالحها‪ .‬ففي إطار الشرعية الدولية‬
‫تطمح الهند إلى الوصول لتسوية ال تتماشى مع حق تقرير المصير ولو على حساب‬
‫باكستان‪ ،‬بينما ترى هذه األخيرة عكس ذلك أي ضرورة إعطاء كشمير حق تقرير‬
‫المصير‪ .‬ولعل سبب فشل جميع ق اررات األمم المتحدة بخصوص التسوية يعزى إلى‬
‫تناقض اآلراء الهندية الباكستانية وتباينها بخصوص كشمير‪ ،‬باإلضافة إلى إصرار‬
‫الهند على تسوية الوضع بينها وبين باكستان في إطار ثنائي دون اللجوء إلى وساطة‬
‫دولية‪.‬‬
‫‪-2‬الوسطاء الدوليين‬
‫بعد فشل جولة المفاوضات بين األمم المتحدة و كال البلدين في الوصول إلى‬
‫حل لتسوية النزاع بشكل سلمي‪ ،‬تم تعيين "أوين ديكسون" كوسيط دولي‪ ،‬الذي سعى‬
‫بدوره إلى البحث عما فشلت فيه المنظمة الدولية‪ ،‬بيد أنه سرعان ما فشل هو االخر‬
‫حيث باءت جميع مجهوداته بالفشل‪ ،‬وفي هذا الصدد صرح قائال "اقتنعت في النهاية‬
‫بأن موافقة الهند على نزع السالح لن يتم الحصول عليها أبدا وبأي شكل من األشكال‪،‬‬
‫وكذلك الحال بالنسبة للشروط التي تحكم فترة االستفتاء أيا كانت طبيعتها بما يتيح‬
‫حسبما أرى فرصة إلجراء االستفتاء في ظروف تحول بما يكفي دون الترهيب وأن‬
‫أ شكال التأثير األخرى وسوء التعامل قد تجعل حرية إجراء االستفتاء وعدالته عرضة‬
‫للخطر"‪ .‬وسي ار على نفس المنوال نجد "فرانك جراهام" قد فشل في مهمته بسبب تشبث‬
‫الموقف الهندي‪.‬‬
‫‪-3‬االتحاد السوفيتي‬
‫في ظل المحاوالت العديدة التي باءت بالفشل‪ ،‬سارع االتحاد السوفيتي إلى التدخل‬
‫في هذا الصراع حيث قام بتنظيم مؤتمر للصلح بين األطراف المتنازعة بطشقند‬

‫‪52‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫العاصمة األوزباكستانية سنة ‪1966‬م(‪ ،)11‬وقد دعت هذه االتفاقية إلى الحل السلمي‬
‫للنزاع وسحب القوات بين الطرفين في موعد أقصاه ‪ 25‬يوما‪ ،‬مع مراعاة شروط وقف‬
‫إطالق النار وعودة العالقات الدبلوماسية بين البلدين‪ .‬وبالرغم من تدخل االتحاد‬
‫السوفياتي في القضية حيث دعي إلى عقد مؤتمر طشقند والذي كان من أبرز ق ارراته‬
‫تجميد الموقف‪ ،‬غير أن المؤتمر باء بالفشل على إثر وفاة رئيس الوزراء الهندي‬
‫"شاستري" بنوبة قلبية عشية توقيع االتفاق‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق يتضح بأن السبب الحقيقي في فشل جميع جهود األمم‬
‫المتحدة والوسطاء الدوليين واالتحاد السوفياتي في عدم تمكنهم من الوصول إلى حل‬
‫يمكن من خالله تسوية قضية كشمير من خالل االستفتاء الشعبي الذي سيقرر مصير‬
‫اإلقليم‪ ،‬راجع إلى معرفة الهند بالنتائج المسبقة التي سيسفر عنها والتي ال تصب في‬
‫مصلحتها وال تحقق مسعاها ألن أغلبية الشعب مسلمين ويفضلون االنضمام‬
‫لباكستان(‪ ،)12‬كذلك األهمية االستراتيجية التي يتمتع بها كشمير جعلتها تتمسك بها وال‬
‫تفكر حتى في التنازل عنها‪ .‬إلى جانب إصرارها على ضم اإلقليم إليها استناداً على‬
‫الرسالة التي بعثها المهراجا هاري سينع مستنجدا بالقوات الهندية في مساعدته إلخماد‬
‫االنتفاضة التي شهدتها المنطقة أنداك‪ ،‬في مقابل ذلك تنضم كشمير إلى الهند‪ ،‬فقد‬
‫تشبثت الهند بهذه الرسالة معتبرة إياها نص مقدس يجب تنفيذه على أرض الواقع‪ ،‬ولو‬
‫كان ذلك على حساب رغبة الشعب‪.‬‬
‫أسباب رفض سكان إقليم كشمير االنضمام إلي الهند‬
‫تحت إدارة الهند‪،‬‬ ‫يرجع ذلك ان معظم سكان اإلقليم في كشمير ال يحبذون العي‬
‫بل يفضلون االستقالل أو االتحاد مع باكستان‪ ،‬ويشكل المسلمون في واليتي جامو‬
‫وكشمير الخاضعتين لإلدارة الهندية نسبة كبيرة من السكان‪ ،‬مما يجعلها الوالية الوحيدة‬
‫داخل الهند ذات الغالبية المسلمة‪.‬‬
‫وأدى تفاقم المشكلة إلى ارتفاع معدالت البطالة والشكاوى من انتهاكات حقوق‬
‫اإلنسان من قبل قوات األمن التي تواجه المتظاهرين والمتمردين في الشوارع‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫وبدأت حاالت العنف بالظهور في الوالية منذ عام ‪ ،1989‬لكن موجة العنف‬
‫تجددت في عام ‪ 2016‬بعد مقتل الزعيم المتشدد "برهان واني"‪ ،‬الذي كان يبلع من‬
‫العمر ‪ 22‬عاماً‪ ،‬وكانت له شعبية واسعة بين جيل الشباب في وسائل التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬واعتبر على نطاق واسع أنه وراء حالة التشدد في المنطقة‪ ،‬وقُتل "برهان‬
‫واني" في معركة مع قوات األمن‪ ،‬األمر الذي أدى إلى انفجار موجة من المظاهرات‬
‫الضخمة في المنطقة‪ ،‬ومنذ ذلك الحين ازدادت حاالت العنف في الوالية‪ ،‬وخاصة بعد‬
‫أن قُتل نحو ثالثين شخصًا كانوا قد حضروا جنازته في مسقط رأسه "سريناغار" في‬
‫أعقاب اشتباكات بينهم وبين قوات األمن‪ ،‬وفي عام ‪ 2018‬قُتل أكثر من ‪500‬‬
‫شخص من المدنيين وقوات األمن خالل االشتباكات‪ ،‬وكان ذلك أعلى عدد من‬
‫الضحايا خالل عقد من الزمن(‪.)13‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬أثر إلغاء الحكم الذاتي لكشمير على الصراع بين الهند‬
‫وباكستان‬
‫تظل قضية إقليم كشمير هي القضية األساسية التقليدية للنزاع بين البلدين‪ ،‬وهي‬
‫أهم حجر عثرة في أي عالقات ثنائية بينهما‪ ،‬وفي عام ‪ 1998‬وصلت الخالفات‬
‫كردا على التجارب‬
‫قمتها‪ ،‬وذلك في أعقاب التجارب النووية الباكستانية التي أجريت ً‬
‫الهندية في بداية العام نفسه‪ ،‬وحينها ندد المجتمع الدولي بخطوات الجانبين‪ .‬ودفع سباق‬
‫التسلح بين البلدين إلى التخلي عن البرامج االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وانفاق الماليين‬
‫لإلبقاء على الوجود العسكري في سياشين ( منطقة في إقليم كشمير)‪ ،‬ومر الصراع‬
‫بعدد من المراحل لعل أبرزها أحداث كارجيل عام ‪ ،1999‬ومومباي عام ‪ ،2008‬وهما‬
‫حادثتان أفضيتا إلى تراجع العالقات للغاية بين البلدين‪.‬‬
‫ماهية القرار الهندي بإلغاء الحكم الذاتي في كشمير‬
‫في الخامس من أغسطس عام ‪ 2019‬قرر البرلمان الهندي تمرير المرسوم‬
‫الرئاسي بإلغاء الوضع الخاص والحكم الذاتي إلقليم كشمير والقاضي بإلغاء المادة‬
‫‪ 370‬من الدستور الهندي والمتعلقة بإنهاء الحكم الذاتي في إقليم كشمير‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪54‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫تغيير وضعه القانوني ليصبح بذلك والية اتحادية تابعة للهند‪ ،‬و ال شك أن إلغاء‬
‫المادة‪ 370‬من الدستور الهندي التي رسمت الوضع القانوني لـ‪ % 43‬من مساحة إقليم‬
‫جامو وكشمير خال ل السنوات السبعين الماضية يدشن مرحلة جديدة في الصراع الهندي‬
‫الباكستاني‪ ،‬ويضيف مسارات جديدة للتعقيدات السياسية في شبه القارة الهندية في ظل‬
‫تسارع وتيرة انتقال الصراع العالمي بين روسيا والواليات المتحدة والصين إلى آسيا‬
‫والمحيطين الهندي والهادي‪.‬‬
‫وصعدت الوضع مع الجارة‬
‫َ‬ ‫الخطوة الهندية أعادت أزمة كاشمير للواجهة‬
‫الباكستانية التي شهدت استنفا اًر ضد القرِار الهندي‪.‬‬
‫قرر بإلغاء الوضع الخاص والحكم الذاتي إلقليم كشمير مساوياً في‬
‫ويعد ال ا‬
‫خطورته قرار المهراجا الهندي الذي قرر عام ‪ 1947‬ضم إقليم كشمير إلى الهند رغم‬
‫أن غالبية سكانه من المسلمين و يرفضون ذلك‪ ،‬وكان االتفاق بين غاندي ومحمد علي‬
‫جناح بعد االستقالل عن بريطانيا أن الواليات ذات األغلبية الهندوسية تنضم للهند‪،‬‬
‫بينما الواليات ذات الغالبية المسلمة تنضم لباكستان‪ ،‬وأدى قرار المهراجا إلى دخول‬
‫الهند وباكستان في الحرب األولى عام ‪ 1948‬حصلت فيها الهند على ‪ % 43‬من‬
‫مساحة اإلقليم‪ ،‬وباكستان على ‪ % 37‬من أراضي اإلقليم‪ ،‬وتسيطر الصين على ‪20‬‬
‫‪ %‬األخرى‪.‬‬
‫وقد أثار إلغاء الحكومة الهندية الحكم الذاتي الذي كان قائماً في كشمير منذ سبعة‬
‫عقود مخاوف دولية من تزايد أعمال العنف في المنطقة ذات الغالبية المسلمة‪،‬‬
‫واستدعى رداً غاضبًا من باكستان‪.‬‬
‫ودفع حزب رئيس الوزراء ناريند ار مودي الهندوسي القومي قدمًا باتجاه إصدار‬
‫مرسوم رئاسي يلغي الوضع الخاص لوالية جامو وكشمير( شمال ) الذي كان يضمنه‬
‫الدستور الهندي‪ .‬كما قدم الحزب مشروع قانون ينص على تقسيم الشطر الهندي من‬
‫كشمير إلى منطقتين اداريتين خاضعتين مباشرة لسلطة نيودلهي‪.‬‬
‫وكشمير مقسمة إلى شطرين هندي وباكستاني منذ استقالل البلدين في عام‬
‫‪ ،1947‬ويشهد الشطر الهندي من كشمير تمردًا انفصاليًا أوقع عشرات آالف القتلى‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫متمردون كشميريون وكثير من سكان المنطقة من أجل استقالل منطقتهم أو‬


‫ّ‬ ‫ويقاتل‬
‫ضمها إلى باكستان‪.‬‬
‫ويتعهد معسكر رئيس الوزراء ناريند ار مودي الهندوسي‪ ،‬الذي أعيد انتخابه في‬
‫ويتخوف كثر من سعي‬‫ّ‬ ‫مايو ‪ 2018‬لوالية ثانية‪ ،‬بإلغاء الوضع الخاص لكشمير‪،‬‬
‫نيودلهي إلى إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة‪ ،‬عبر السماح لغير الكشميريين‪،‬‬
‫وبخاصة الهندوس‪ ،‬بشراء األراضي في المنطقة بعد ان كانت تلك األراضي حك ًار على‬
‫الكشميريين فقط‪..‬‬
‫وتنص المادة ‪ 370‬من الدستور الهندي على منح وضع خاص لوالية جامو‬
‫وكشمير‪ ،‬وتتيح للحكومة المركزية في نيودلهي سن التشريعات الخاصة بالدفاع‬
‫والشؤون الخارجية واالتصاالت في المنطقة‪ ،‬فيما يهتم البرلمان المحلي بالمسائل‬
‫األخرى‪.‬‬
‫تبعات القرار الهندي‬
‫لم تكتف الحكومة الهندية بهذه اإلجراءات‪ ،‬بل نشرت ما يقارب ‪ 10‬آالف جندي‬
‫ئيسي الوزراء السابقين لإلقليم‪:‬‬
‫على الخطوط الفاصلة لإلقليم‪ ،‬وألقت القبض على ر ّ‬
‫"عمر عبد اهلل" و"محبوبة مفتي"‪ ،‬ووضعتهما قيد اإلقامة الجبرية في مدينة "سرينغار"‬
‫عاصمة الشق الهندي من اإلقليم بعد إعالنهما استنكار قرار الحكومة الهندية‪ ،‬وقامت‬
‫الحكومة الهندية بقطع شبكات الهاتف واإلنترنت في المنطقة التي يزيد عدد سكانها‬
‫على ‪ 7‬ماليين نسمة‪ ،‬وفرضت حظر تجول‪.‬‬
‫وأعلنت السلطات في بيان أنها فرضت حظ اًر تاماً على التجمعات واالجتماعات‬
‫العامة في "سريناغار" وضواحيها‪ ،‬وأمرت بإغالق المدارس والجامعات في والية "جامو"‬
‫إلى حين إشعار آخر‪ ،‬ولم يوضح البيان إلى متى ستبقى هذه القيود سارية المفعول‪،‬‬
‫حدة التوتر على جانبي الحدود في كشمير منذ القرار الهندي‪ ،‬خاصة بعد‬
‫وتصاعدت ّ‬
‫أن نشرت الحكومة الهندية ما يصل إلى ‪ 10‬آالف جندي في إقليم كاشمير‪ ،‬وقال‬
‫مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهند أرسلت منذ ذلك الوقت ‪ 70‬ألف جندي‬

‫‪56‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫إضافي(‪ ،)14‬وهو عدد غير مسبوق‪ ،‬واعتقلت القوات الهندية قادة تحالف أحزاب الحرية‬
‫الكشميري المنادي بحق تقرير المصير للشعب الكشميري‪ ،‬وفق ما نصت عليه ق اررات‬
‫األمم المتحدة بخصوص اإلقليم‪.‬‬
‫وعلى أثر القرار الهندي‪ ،‬فرضت السلطات الهندية في كشمير تدابير أمنية عدة‪،‬‬
‫منها الدعوة إلى تخزين الطعام والوقود‪ ،‬وذلك بسبب معلومات عن تهديدات إرهابية‪،‬‬
‫ونتج عن تلك اإلجراءات حالة من الذعر بين السكان الذين اصطفوا في طوابير طويلة‬
‫أمام محطات الوقود ومتاجر الطعام‪ ،‬وأجهزة الصرف اآللي للحصول على المال‪.‬‬
‫دوافع القرار الهندي‪:‬‬
‫القرار دفع البعض لوضع تكهنات بأنه قد يكون الت ازم انتخابي لحزب "بهاراتا‬
‫جاناتا" القومي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء" ناريند ار مودي"‪ ،‬وخاصة بعد حصول‬
‫الحزب على نسبة عالية من األصوات في االنتخابات البرلمانية التي جرت في مايو‬
‫‪ ،2019‬حقق فيها نتائج حاسمة‪ ،‬مكنته من تشكيل الحكومة مما دفع البعض لتصنيف‬
‫ذلك على أنه أحد الدوافع الرئيسية إللغاء الوضع الخاص لكشمير في محاولة إلرضاء‬
‫القاعدة الجماهيرية القومية‪.‬‬
‫بينما االحتمال األقوى أن الهند تشعر اآلن أنها في وضعية أفضل من باكستان‪،‬‬
‫فاالقتصاد الهندي أفضل بكثير من االقتصاد الباكستاني‪ ،‬كما نجحت الهند في أن‬
‫تسوق لقضية محاربة اإلرهاب في شبه القارة الهندية من خالل إقناع الواليات المتحدة‬
‫واالتحاد األوروبي بتصنيف مجموعات باكستانية وكشميرية بأنها جماعات إرهابية مثل‬
‫تنظيمات لشكر طيبة "عسكر طيبة" وغيرها من المجموعات األخرى‪ ،‬واستطاعت‬
‫الدعاية الهندية في إحداث الوقيعة بين الواليات المتحدة األمريكية وحليفتها باكستان‬
‫األمر الذي دفع الرئيس "ترامب" إلى توجيه االتهام إلى باكستان بعدم القيام بما يتوجب‬
‫فضال عن نجاح الهند من االقتراب من‬
‫ً‬ ‫عليها من أجل محاربة اإلرهاب والتصدي له‪،‬‬
‫الصين بدرجة لم تعه دها العالقات الصينية الهندية منذ الحرب الهندية الصينية ‪.1962‬‬

‫‪57‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫قمة أوساكا التي استضافت‬ ‫فالقمة الثالثية الهندية الصينية الروسية على هام‬
‫قمة العشرين في يونيو ‪ 2019‬وضعت أسساً قوية للعالقات بين الدول الثالث التي‬
‫تتعرض لرسوم جمركية أمريكية(‪ ،)15‬ورغم اعتراض الصين على القرار الهندي األخير‪،‬‬
‫اال انها تأمل في أن تقوم بمشروعات عمالقة تكلفتها ‪ 47‬مليار دوالر مع باكستان‬
‫تهدف إلى توصيل مدن صينية بميناء كراتشي الباكستاني‪ ،‬إال أن التقارب الهندي‬
‫الصيني وسعي الصين لجذب الهند لصالحها في حروبها االقتصادية المتعددة مع‬
‫الواليات المتحدة سيخفف من رد الفعل الصيني تجاه القرار الهندي‪.‬‬
‫موقف باكستان من القرار‬
‫تدور غالبية الحسابات الباكستانية حول اإلجراءات السياسية واالقتصادية التى‬
‫يمكن ان تتبعها في هذا الشأن مثل دعوة مجلس األمن إلدانة الخطوة الهندية‪ ،‬وتعرية‬
‫القرار الهندي بأنه يتنافى مع القانون الدولي وقرار التقسيم الصادر من األمم المتحدة‪،‬‬
‫وطرد السفير الهندي من إسالم أباد‪ ،‬ومنع القطارات الباكستانية من الذهاب للهند‪ ،‬وان‬
‫الدخول في حرب ليس الخيار األرجح لباكستان في هذا التوقيت‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تقدير باكستان بأن جميع األطراف خاسرة من دخول الحرب إال‬
‫الباكستاني مستعد للدخول في حرب‪،‬‬ ‫أن رئيس الوزراء أعلن أمام البرلمان أن الجي‬
‫ومع عدم رغبة الطرفين في الحرب‪ ،‬إال أن الدوافع القومية قد تقود بالفعل لحرب جديدة‪،‬‬
‫الباكستاني إنه ال يمكن أن يتخلى عن سكان كشمير‬ ‫على الجانب اآلخر قال الجي‬
‫التي تشكل عنوان الهوية الباكستانية‪ ،‬لكل ذلك فإن البيئة السياسية القومية في البلدين‬
‫جاهزة للتورط في حرب ال يريدها الجانبان‪.‬‬
‫مشروعية القرار الهندي بالنسبة للمعارضة‬
‫أثار اإلعالن اضطرابات داخل البرلمان الهندي‪ ،‬فوصفه حزب المؤتمر‪ ،‬أكبر‬
‫أحزاب المعارضة الهندية بأنه "خطوة كارثية"‪ .‬بينما مزق نائب في الحزب الديمقراطي‬
‫الشعبي ومقره كشمير‪ ،‬نسخة من الدستور الهندي‪ ،‬قبل أن يخرجه عناصر أمن البرلمان‬
‫من المجلس‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫وردا على اإلعالن األخير‪ ،‬كتبت رئيسة وزراء جامو وكشمير السابقة "محبوبة‬ ‫ً‬
‫مفتي" على أحد مواقع التواصل االجتماعي "تويتر"‪ :‬إن "هذا يوم أسود للديمقراطية في‬
‫الهند"‪ ،‬وأضافت أن "قرار الحكومة الهندية األحادي بإلغاء المادة ‪ 370‬غير شرعي‬
‫وغير دستوري‪ ،‬وسيجعل من الهند قوة احتالل في جامو وكشمير"‪ ،‬ويأتي اإلعالن بعد‬
‫أجواء ضبابية سادت في المنطقة حين أمرت نيودلهي السياح والحجاج الهندوس‬
‫بمغادرة كشمير فو ًار(‪.)16‬‬
‫رد الفعل الباكستاني‬
‫أدانت و ازرة الخارجية الباكستانية الخطوة الهندية‪ ،‬ووصفتها بأنها "غير شرعية"‪.‬‬
‫وجاء في بيان الخارجية الباكستانية أن باكستان جزء من هذا النزاع الدولي‪ ،‬و"ستلجأ‬
‫إلى كل الخيارات المتاحة للتصدي لإلجراءات غير الشرعية"‪ .‬كما دعت و ازرة الدفاع‬
‫الباكستانية لعقد اجتماع طارئ لكبار القادة العسكريين الباكستانيين‪ ،‬للتشاور حول‬
‫موقف باكستان من الخطوة الهندية‪.‬‬
‫وعقد مجلس األمن الوطني الباكستاني‪ ،‬الذي يضم القيادتين السياسية والعسكرية‪،‬‬
‫اجتماعًا طارئًا برئاسة "عمران خان"‪ ،‬وأظهر المجلس عزم باكستان على التصدي ألي‬
‫مغامرة هندية جديدة في كشمير‪ ،‬واتهم في بيان القوات الهندية بتصعيد قصفها للمناطق‬
‫الواقعة تحت سيطرة باكستان بالقنابل العنقودية واالنشطارية الممنوعة دوليًا‪ ،‬و اتخذ‬
‫المجلس قرار بتكثيف التحركات الدبلوماسية في الرد على التصعيد الهندي‪ ،‬وهو ما تم‬
‫التركيز عليه في اجتماع لجنة األمن القومي الباكستانية في ‪ 7‬أغسطس ‪ 2019‬بقيادة‬
‫رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"‪.‬‬
‫ولم تكتف باكستان بتحركاتها على المستوي المحلي بل صعدتها إلى المستوي‬
‫الدولي‪ ،‬فقامت الخارجية الباكستانية باستدعاء سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس‬
‫األمن الدولي‪ ،‬وأبلغتهم بمدى خطورة الموقف في كشمير‪ ،‬وخطورة اإلجراءات التي تقوم‬
‫بها السلطات الهندية ضد الكشميريين‪ ،‬واعلن وزير الخارجية "شاه محمود قرشي" إن‬
‫األمر مع حلفائها‪ ،‬وعلى رأسهم الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مضيفًا‬ ‫بالده ستناق‬

‫‪59‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫" نعتزم أن نؤكد بحسم موقفنا في اجتماعاتنا مع الوفد األمريكي الذي يزور باكستان‪،‬‬
‫ار‬
‫منددا بقرار الحكومة الهندية‪" ،‬هذه الخطوة تنتهك قرً ا‬
‫ومع المجتمع الدولي بشكل عام"‪ً ،‬‬
‫صادر عن األمم المتحدة"‪ .‬فيما قال رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"‪ :‬إن الخطوة‬
‫ًا‬
‫" انتهاك واضح لق اررات مجلس األمن التابع لألمم المتحدة" في المنطقة(‪.)17‬‬
‫الباكستاني الجنرال "آصف غيور"‪" ،‬إن‬ ‫وصرح المتحدث الرسمي باسم الجي‬
‫القصف الهندي على مناطق سكنية في كشمير الباكستانية أدى خالل األيام األخيرة‬
‫إلى مقتل ‪ 14‬شخصًا‪ ،‬جلهم نساء وأطفال‪ ،‬واصابة ما يقرب من ‪ 40‬آخرين"‪ ،‬وبعد‬
‫ساعات قليلة من إعالن الحكومة الهندية قرارها بشأن كشمير‪ ،‬شهدت عدة مناطق‬
‫باكستانية احتجاجات و اضطرابات‪ .‬وفي مقدمتها احتجاجات مظفر آباد‪ ،‬عاصمة‬
‫الشطر الذي تديره باكستان من كشمير على بعد نحو ‪ 45‬كيلومت ًار من الحدود المتنازع‬
‫عليها بين البلدين‪ ،‬كما رفع عشرات المحتجين أعالمًا سوداء‪ ،‬وأحرقوا إطارات السيارات‬
‫هاتفين " تسقط الهند"‪.‬‬
‫كما خرجت احتجاجات في كل من العاصمة الباكستانية إسالم آباد‪ ،‬وكراتشي‬
‫المركز التجاري لباكستان اعتراضا على خطورة اإلجراءات التي تقوم بها السلطات‬
‫الهندية ضد الكشميريين‪ ،‬وقد قام وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بزيارة‬
‫عاجلة إلى بكين في التاسع من أغسطس إلجراء مشاورات مع القيادة الصينية(‪،)18‬‬
‫حيث ان الصين تلعب دو ار ثانويا في النزاع الهندي الباكستاني منذ نشأته‪.‬‬
‫رد الفعل الدولي‬
‫يعي العالم ان الهند وباكستان قوتان نوويتان وان أي حرب قد تنشب بينهما تهدد‬
‫مباشرة السلم واالمن الدولي‪ ،‬وبمجرد اعالن السلطات في نيودلهي عن قرار انهاء‬
‫الحكم الذاتي في كشمير‪ ،‬بدأت ردود الفعل الدولية تجاه الخطوة الهندية‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬
‫‪ -1‬االمم المتحدة‪ :‬دعت المنظمة الهند وباكستان إلى ممارسة أقصى درجات‬
‫ضبط النفس وأوضح بيان المتحدث باسم االمين العام‪ ،‬ان موقف األمم المتحدة‬
‫من هذه المنطقة يحكمه ميثاق األمم المتحدة و ق اررات مجلس األمن المعمول‬
‫بها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -2‬الواليات المتحدة‪ :‬جاء رد الفعل األمريكي متحفظًا دون الوقوف مع طرف ضد‬
‫االخر‪ ،‬حيث دعت و ازرة الخارجية االمريكية الهند وباكستان إلى الهدوء وضبط‬
‫النفس مع عدم تصاعد النزاع‪ .‬و ان الواليات المتحدة االمريكية تدعم الحوار‬
‫المباشر بين الدولتين لتهدئة االوضاع(‪.)19‬‬
‫‪ -3‬روسيا‪ :‬وصفت موسكو تحرك الهند بكشمير بأنه شأن داخلي وضمن اطار‬
‫الدستور‪ ،‬كما دعت إلى الحل بموجب اتفاقية ِشمال لعام ‪ ،1972‬وأكدت روسيا‬
‫خالل محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرخي الفروف ونظيره‬
‫الباكستاني شاه محمود قريشي‪ ،‬على الحاجة إلى تخفيف حدة التوترات‪ ،‬وأنه ال‬
‫يوجد بديل لحل الخالفات بين باكستان والهند إال من خالل الوسائل السياسية‬
‫والدبلوماسية على المستوى الثنائي(‪.)20‬‬
‫‪ -4‬الصين‪ :‬وصفت الصين القرار الهندي بأنه غير مقبول وأحادي النظرة‪ ،‬مؤكدة‬
‫أن القرار الهندي له انعكاسات سلبية على السيادة اإلقليمية للصين‪ ،‬وينتهك‬
‫االتفاقات الدولية‪ ،‬مشددة على ضرورة أن تمتثل نيودلهي لالتفاقيات التي تم‬
‫التوصل إليها بين الجانبين وعدم اتخاذ إجراءات تزيد من تعقيد قضايا‬
‫الحدود(‪ .)21‬وقد دعت طرفي الن ـزاع إلى التصرف بحذر وايجاد حلول سلمية‬
‫للنزاعات والحفاظ على السالم واالستقرار اإلقليميين وتجدر اإلشارة أن الصين‬
‫الزالت تتنازع بدورها مع الهند حول منطقة “أروناجل بردي ‪ .‬وتمكنت إسالم‬
‫أباد من تعزيز التأييد الصيني لموقفها من قضية كشمير‪ ،‬وهو ما تجلى في‬
‫تصريحات "تشانج جون"‪ ،‬المندوب الصيني الدائم لدى األمم المتحدة‪ ،‬عقب‬
‫جلسة مشاورات مغلقة في مجلس األمن بشأن جامو وكشمير‪ ،‬حيث تضمنت‬
‫إشارات لرفض بكين لإلجراءات الهندية‪ ،‬وهو ما دفع ممثل الهند لدى األمم‬
‫تدخال في الشئون‬
‫ً‬ ‫المتحدة "سيد أكبر الدين" العتبار جلسة مجلس األمن‬
‫قائال‪" :‬ال نحتاج إلى هيئات دولية تتدخل في شئون غيرها‬
‫الداخلية الهندية ً‬
‫لمحاولة اطالعنا على كيفية إدارة حياتنا‪ ،‬نحن أمة تتجاوز المليار نسمة"‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -5‬تركيا‪ :‬عبر الرئيس التركي عن مخاوفه بشأن األحداث األخيرة‪ ،‬الفتًا النظر إلى‬
‫دعم تركيا الكامل والثابت إلسالم أباد‪ ،‬و اعتبر رئيس الوزراء الماليزي‪ ،‬القرار‬
‫الهندي "خطوة ستؤدي إلى تدهور السالم واألمن في المنطقة‪ ،‬وتقوض‬
‫العالقات بين جارين يتمتعان بقدرات استراتيجية"‪ .‬ومع قطع شبكات االتصال‬
‫منعا لتداول األخبار واألحداث‪ ،‬دعا‬
‫وخدمات اإلنترنت عن المنطقة بالكامل ً‬
‫األمر منظمة العفو الدولية إلى التنديد بقرار الحكومة الهندية والتحذير من‬
‫"اشتعال توترات جديدة" قد تؤدي إلى صراع عرقي‪ ،‬إذ قال الفرع الهندي‬
‫للمنظمة الحقوقية الدولية في بيان‪" :‬القرار يعزل السكان المحليين ويزيد من‬
‫مخاطر وقوع المزيد من انتهاكات حقوق اإلنسان وسط حملة قمع كاملة على‬
‫الحريات المدنية وقطع االتصاالت"‪.‬‬
‫إجراءات التصعيد المتبادل‬
‫جاء قرار الحكومة الهندي بإلغاء المادة ‪ 370‬من الدستور التي أسست للوضع‬
‫الخاص إلقليم كشمير في ‪ 5‬أغسطس ‪ 2019‬لتكشف عن االحتقان المتزايد‬
‫واالستقطاب في العالقات الهندية ‪-‬الباكستانية حيث اتخذت الدولتان اجراءات‬
‫تصعيدية‪:‬‬
‫‪ -‬خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي‪ :‬حيث قررت باكستان طرد السفير الهندي‬
‫لدى إسالم أباد‪ ،‬واستدعاء السفير الباكستاني لدى نيودلهي‪.‬‬
‫‪ -‬توقف التعامالت التجارية والنقل‪ :‬حيث قررت باكستان تعليق التبادل التجاري‬
‫مع الهند‪ ،‬وخاصة ان هذا القرار يأتي عقب سلسلة من الق اررات الهندية لتحجيم‬
‫العالقات االقتصادية مع إسالم أباد يتمثل أهمها في رفع الرسوم الجمركية على‬
‫الصادرات الباكستانية في فبراير ‪ 2019‬عقب التوترات التي أعقبت الهجوم‬
‫على ناقلة الجنود الهندية في كشمير‪ ،‬وقرار رئيس الوزراء الهندي "ناريند ار‬
‫مودي" وقف التبادل التجاري بصورة كاملة عبر خط السيطرة الفاصل بين‬
‫الشطرين الهندي والباكستاني في كشمير في أبريل ‪ 2019‬خالل الحمالت‬

‫‪62‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫االنتخابية بدعوى الحد من تجارة المخدرات وتهريب األسلحة‪ ،‬وكذلك اتخذت‬


‫باكستان قرار بتعليق كافة خدمات القطار والحافالت الرئيسية بين البلدين كرد‬
‫فعل علــى قرار الهند تجاه كشمير‪ ،‬وهو ما قد تكون له انعكاسات سلبية على‬
‫مواطني البلدين بالدرجة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬تشديد القيود األمنية من جانب الهند‪ :‬تحسبت الهند الحتماالت تفجر‬
‫(‪)22‬‬
‫فقامت فور إصدارها قرار إلغاء الحكم الذاتي‬ ‫االضطرابات في كشمير‬
‫لإلقليم بتكثيف االنتشار العسكري‪ ،‬ووضع الزعماء السياسيين باإلقليم قيد‬
‫اإلقامة الجبرية‪ ،‬وتعليق خدمات الهاتف واإلنترنت‪ ،‬ونشر الحواجز األمنية في‬
‫الطرق الرئيسية‪ ،‬وقامت السلطات األمنية باعتقال أكثر من ‪ 100‬شخص من‬
‫وفقا لوكالة أنباء "تراست أوف إنديا"‪ ،‬وهو ما‬
‫السياسيين المحليي ن في كشمير ً‬
‫اعتبرته بعض التحليالت بمثابة إغالق تام لإلقليم بهدف احتواء تداعيات‬
‫القرار‪ ،‬واعتبرت نيودلهي أن قرارها شأن داخلي ال يحق لدول الجوار التعقيب‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل االتهامات باالنتهاكات الحقوقية‪ :‬كرر رئيس الوزراء الباكستاني "عمران‬
‫خان" اتهاماته للهند بممارسة انتهاكات إنسانية بحق سكان اإلقليم‪ ،‬وأشار في‬
‫أكثر من مناسبة إلى وجود مخاوف من قيام الهند بعمليات تطهير عرقي ضد‬
‫الجماعات المسلمة واألقليات في إقليم كشمير بعد إنهاء الحكم الذاتي‬
‫متوعدا بالتصعيد الدبلوما سي في مواجهة اإلجراءات الهندية التي‬
‫ً‬ ‫لإلقليم(‪،)23‬‬
‫محذر من وقوع مجزرة أخرى بحق مسلمي كشمير مثل‬ ‫ًا‬ ‫وصفها بالعنصرية‪،‬‬
‫التي وقعت في "سربرينيتسا" في البوسنة‪.‬‬
‫وجاء الرد الهندي خالل خطاب رئيس الوزراء "ناريند ار مودي"‪ ،‬في ‪ 15‬أغسطس‬
‫مؤكدا تحرك الحكومة الهندية‬
‫ً‬ ‫‪ ،2019‬بأن الوضع الخاص إلقليم كشمير كان مؤقتًا‪،‬‬
‫مضيفا أن الوضع الخاص لإلقليم ترتب عليه‬
‫ً‬ ‫لتحقيق تطلعات شعب جامو وكشمير‪،‬‬
‫حظر شراء األجانب لألراضي وشغل وظائف القطاع العام في المنطقة ذات األغلبية‬
‫وضعا غير‬
‫ً‬ ‫المسلمة‪ ،‬وتسبب في صعود حركة انفصالية باإلقليم‪ ،‬باإلضافة إلى كونه‬
‫ينص على فقدانهن حقهن في الميراث إذا‬ ‫ّ‬ ‫عادل لسيدات كشمير‪ ،‬ألن القانون كان‬

‫‪63‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫أشخاصا من خارج اإلقليم‪ ،‬كما أسهم في انتشار الفساد والمحسوبية وانتهاك‬


‫ً‬ ‫زوجن‬
‫تَ َّ‬
‫وفقا له‪.‬‬
‫حقوق السيدات واألطفال والمجتمعات القبلية‪ً ،‬‬
‫‪ -‬التحفز العسكري الحدودي‪ :‬على الرغم من تشديد باكستان على عدم لجوئها‬
‫للتصعيد العسكري‪ ،‬وتركيزها على اإلجراءات الدبلوماسية؛ إال أن الخط الفاصل‬
‫وتبادال إلطالق النار على‬
‫ً‬ ‫بين الدولتين قد شهد اشتباكات عسكرية متقطعة‬
‫فترات متباعدة‪ ،‬وهو ما يرتبط بتشديد رئيس الوزراء الباكستاني في ‪ 7‬أغسطس‬
‫على ضرورة تحلي الجي الباكستاني بـ"اليقظة"‪ ،‬ووجود تصريحات سابقة‬
‫لقيادات عسكرية باكستانية بأن "جميع الخيارات ممكنة" في الرد على إجراءات‬
‫الهند في كشمير‪ .‬وال ينفصل ذلك عن تصريح قائد الجي الباكستاني وثيق‬
‫الصلة بدوائر صنع القرار الجنرال "قمر باجوا" بأن الجي " سيذهب إلى أي‬
‫مدى لمساندة شعب كشمير الذي انتُهكت حقوقه" وذلك خالل اجتماعه مع قادة‬
‫مؤكدا أن الجي "على أهبة االستعداد‪ ،‬وسيذهب إلى‬
‫ً‬ ‫أركان القوات المسلحة‪،‬‬
‫أي مدى لتنفيذ التزاماته في هذا الخصوص"‪.‬‬
‫تنامى الرغبات الهندية والباكستانية‪:‬‬
‫على الرغم من تدويل قضية كشمير بعرضها على مجلس األمن الدولي‪ ،‬واعراب‬
‫القوى الدولية وخاصة الواليات المتحدة والصين وروسيا عن قلقهم بسبب التصعيد‬
‫المتبادل بين الهند وباكستان وحالة االحتقان التي يشهدها اإلقليم(‪)24‬؛ إال أن المحفزات‬
‫الداخلية كانت األكثر محورية في التوترات األخيرة بين الهند وباكستان‪ .‬وتمثلت أهم‬
‫محفزات التصعيد فيما يلي‪:‬‬
‫اما من‬
‫‪ -1‬تعزيز القومية الهندوسية‪ :‬يعد قرار إلغاء الحكم الذاتي لكشمير التز ً‬
‫جانب حزب "بهاراتيا جاناتا" ذي التوجهات القومية الشعبوية بالتعهدات التي‬
‫طرحتها قياداته خالل السباق االنتخابي خاصة في إطار التوافقات مع منظمة‬
‫"راشتريا سوايامسيفيك سانج" اليمينية الهندوسية التي حشدت أصوات الهندوس‬
‫لصالح الحزب في االنتخابات التشريعية مقابل حماية مصالح القومية الهندوسية‬
‫في مواجهة األقليات األخرى‪ ،‬وهو ما دفع قيادات "بهاراتيا جاناتا" للمبادرة‬
‫باتخاذ القرار األخير لتعزيز التأييد الداخلي للحزب‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫وكان الخطاب السياسي لرئيس الوزراء الهندي "ناريند ار مودي" يستهدف تأكيد‬
‫التزامه بالخط العام للحركة ومبادئ "الهندوتفا" التي تقوم على إنهاء عهد تهمي‬
‫واستبعاد القومية الهندوسية من دوائر صنع القرار وتأكيد االلتزام بالمبادئ الدينية‬
‫وسيطرة األغلبية على مقاليد السلطة‪ ،‬باإلضافة للدفاع عن العقيدة الهندوسية‪.‬‬
‫‪ -2‬هيمنة "أميت شاه"‪ :‬يرتبط قرار إلغاء الحكم الذاتي إلقليم كشمير بالدور‬
‫المركزي لوزير الداخلية الهندي "أميت شاه" ( وهو رئيس حزب بهاراتيا جاناتا‬
‫القومي الحاكم ) في استصدار القرار األخير‪ ،‬إذ يتبنى الرجل القوي داخل‬
‫الحزب الحاكم توجهات معادية لباكستان‪ ،‬وقد مارس خالل الفترات االخيرة‬
‫ضغوطًا على دوائر صنع القرار في الهند إلنهاء الوضع الخاص إلقليم‬
‫يدا من النفوذ بعد دوره المركزي في حسم‬‫كشمير‪ ،‬خاص ًة بعد اكتسابه مز ً‬
‫االنتخابات التشريعية الهندية لصالح الحزب الحاكم التي أُعلنت نتائجها في‬
‫مايو ‪ ،2019‬وتحوله إلى الرجل األقرب لرئيس الوزراء الهندي "ناريند ار مودي"‪.‬‬
‫‪ -3‬صعود الشعبوية السياسية‪ :‬باتت التوترات المتبادلة بين الهند وباكستان أحد أهم‬
‫مصادر تعزيز الشرعية السياسية عبر استعراض قدرة القيادات على اتخاذ‬
‫مواقف متشددة خالل االشتباكات المتبادلة‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬استغل حزب‬
‫الهندي في‬ ‫محمد على حافلة تابعة للجي‬ ‫بهاراتيا جاناتا هجوم جماعة جي‬
‫كشمير في فبراير ‪ ،2019‬في حشد التأييد الشعبي لصالحه خالل االنتخابات‬
‫مستعرضا الرد العسكري الهندي الفوري على الهجوم بشن غارات جوية‬
‫ً‬ ‫الهندية‪،‬‬
‫على معسكرات الجماعة في بلدة باالكوت في إقليم خيبر بختون خوا في‬
‫تم إسقاط طائرته في‬
‫باكستان‪ ،‬وتمكن نيودلهي من استعادة الطيار الهندي الذي ّ‬
‫باكستان‪ ،‬وهو ما زاد من شعبية رئيس الوزراء الهندي "ناريند ار مودي" بصورة‬
‫غير مسبوقة‪ ،‬وجعل االنتخابات التشريعية محسومة لصالح حزب بهاراتيا‬
‫جاناتا‪.‬‬
‫وفي المقابل‪ ،‬تمكن رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" من حصد بعض‬
‫النقاط السياسية خالل األزمة عبر استعراض قدرته على تحجيم اتجاهات التصعيد‬

‫‪65‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫الهندية‪ ،‬وتجنب االنزالق إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة مع تأكيد قدرات الردع‬
‫الباكستاني الذي تمكن من إسقاط مقاتلتين هنديتين من طراز "ميراج‬ ‫الخاصة بالجي‬
‫‪ "2000-‬قبيل نهاية فبراير ‪.)25(2019‬‬
‫‪ -4‬تحجيم التدخالت العسكرية في السيطرة على الحكم‪ :‬حيث سعى رئيس الوزراء‬
‫الباكستاني إلى تأكيد قدرته على التصعيد السياسي والدبلوماسي واتخاذ مواقف‬
‫حازمة تجاه اإلجراءات الهندية األخيرة بهدف تحجيم تحركات الجي‬
‫الباكستاني والمخاوف لدى النخب السياسية في باكستان من قيام العسكريين‬
‫استغالال ألحداث كشمير‪،‬‬
‫ً‬ ‫بانتزاع زمام المبادرة وخروجهم عن السيطرة المدنية‬
‫وهو ما دفعه للمبادرة باتخاذ الموقف التصعيدي‪ ،‬وطرد السفير الباكستاني‬
‫إلثبات قيادته للدولة‪ ،‬وقدرته على الرد بقوة على اإلجراءات الهندية‪.‬‬
‫ويرتبط ذلك بالتاريخ الممتد للهيمنة السياسية للعسكريين في باكستان‪ ،‬وحداثة عهد‬
‫انتقال السلطة للمدنيين في إسالم أباد‪ ،‬وهو ما يرتبط باستغالل المؤسسة العسكرية‬
‫الباكستانية خالل فترات طويلة من تاريخ إسالم أباد لعدم االستقرار السياسي وصراعات‬
‫النخب والتيارات السياسية في تعزيز سيطرتهم على مقاليد السلطة‪.‬‬
‫احتماالت تنامي الصراع‬
‫على الرغم من أجواء التصعيد المتبادل‪ ،‬إال أن اإلجراءات المتبادلة بين الهند و‬
‫(‪)26‬‬
‫ال تزال محكومة بقيود صناع القرار وال تتجاوز المساحات المحظورة‬ ‫باكستان‬
‫والخطوط الحمراء‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬تتمثل السيناريوهات األسوأ في فقد الدولتين السيطرة‬
‫على مسارات التصعيد نتيجة حدوث ارتدادات عنيفة غير مقصودة لإلجراءات‬
‫المتبادلة‪ ،‬وتتمثل أهم هذه السيناريوهات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اندالع االشتباكات الحدودية‪ :‬ويقصد بذلك اندالع اشتباكات مسلحة بين القوات‬
‫الهندية والباكس تانية المنتشرة على طول خط السيطرة مما يتسبب في وقوع‬
‫ضحايا من الطرفين‪ ،‬ويدفع هذا بالدولتين التخاذ قرار اللجوء للرد العسكري‬
‫المباشر‪ ،‬مما ين ذر بتفجر حرب جديدة بين الدولتين‪ ،‬ويرتبط ذلك بالتحفز‬
‫العسكري المتبادل واالنتشار الكثيف للقوات وأوامر االستعداد والتعبئة التي تم‬
‫اتخاذها خالل األيام الماضية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫‪ -2‬تفجر اإلرهاب في كشمير‪ :‬ينطوي هذا السيناريو على حدوث عدة تفجيرات‬
‫إرهابية في الشطر الهندي من كشمير تستهدف مناطق تمركز القوات الهندية‪،‬‬
‫وتسبب وقوع عدد كبير من القتلى مما يتسبب في اتخاذ رئيس الوزراء الهندي‬
‫ار بالرد عسكريًّا على باكستان‪ ،‬وتنفيذ عمليات عسكرية ضد‬ ‫"ناريند ار مودي" قرًا‬
‫موقع تمركز التنظيمات التى تعتبرها الهند إرهابية‪ ،‬وهو ما ستترتب عليه العودة‬
‫لالشتباكات العسكرية التي تفجرت قبيل نهاية فبراير ‪ 2019‬بعد العملية‬
‫الهندي في كشمير‪.‬‬ ‫اإلرهابية التي استهدفت حافلة للجي‬
‫‪ -3‬إسقاط المقاتالت الحربية‪ :‬قد تلجأ أي من الدولتين وخاصةً باكستان للرد على‬
‫إجراءات التصعيد بإسقاط بعض المقاتالت الحربية وادعاء أنها قامت باختراق‬
‫المجال الجوي‪ ،‬وتخطي خط السيطرة الفاصل بين الشطرين الهندي والباكستاني‬
‫في كشمير مما يتسبب في اندالع المواجهات العسكرية بين الدولتين‪ ،‬حيث‬
‫ردت باكستان على الغارات الجوية الهندية على منطقة "باالكوت" في فبراير‬
‫‪ 2019‬بإسقاط مقاتلتين من طراز "ميراج‪ ،"2000-‬وهو ما دفع نيودلهي للرد‬
‫بإسقاط مقاتالت باكستانية‪ ،‬بحيث أصبح تبادل إسقاط المقاتالت هو نمط‬
‫التصعيد المتبادل بالتوازي مع االشتباكات المسلحة على طول خط السيطرة‪.‬‬
‫‪ -4‬تفجر االضطرابات الطائفية في الهند‪ :‬يقصد بذلك حدوث اشتباكات على أسس‬
‫طائفية في الهند واقليم كشمير بسبب حالة الشحن الطائفي‪ ،‬وخاص ًة من جانب‬
‫القيادات القومية الشعبوية بحزب بهاراتيا جاناتا‪ ،‬ويرتبط ذلك بتاريخ الصدامات‬
‫الطائفية الدامية في الهند‪ ،‬وخاصةً في بعض الواليات مثل جوجارات التي يتم‬
‫توجيه اتهامات لرئيس الوزراء الهندي "ناريند ار مودي" بارتكاب انتهاكات بحق‬
‫األقليات خالل فترة رئاسته لوزراء حكومة الوالية‪ ،‬وتبنيه مواقف قومية متشددة‬
‫داعمة للتكوينات الهندوسية خالل هذه الفترة‪ ،‬وينذر ذلك بتفجر االضطرابات‬
‫األهلية في الهند والشطر الهندي من كشمير‪ ،‬وهو ما سيزيد من حدة االحتقان‬
‫في العالقات بين الهند وباكستان‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل العرض السابق لالزمة المتصاعدة بين الهند وباكستان على خلفية اتخاذ‬
‫الهند ق ار ًار بإلغاء الوضع القانوني والدولي إلقليم كشمير فيما يخص تمتعه بالحكم‬
‫الذاتي‪ ،‬فسوف يكون هناك عدة سيناريوهات الستمرار الصراع حول كشمير‪ ،‬منها‪:‬‬
‫إقامة دولة بكشمير قائمة بذاتها تشرف عليها كل من الحكومة الهندية والباكستانية في‬
‫سبيل خلق منطقة تكامل اقتصادي بين الهند وباكستان في المنطقة‪ ،‬او اقتسام اإلقليم‬
‫بين الهند وباكستان من خالل ضم الجزء الذى يقطنه المسلمين الى باكستان وضم‬
‫الهند للجزء الذي يقطنه الهنود والسيخ‪.‬‬
‫وقد اتضح من خالل التسلسل الزمنى للدراسة ان مراحل الصراع تطورت على‬
‫مدار عدة عقود حتى وصلت الى الحرب‪ ،‬ولم تفلح الوساطات الدولية في انهاء ذلك‬
‫الصراع‪ ،‬اال انه على ارض الواقع اوجد القرار الهندي أثار تعقيديه على العالقات‬
‫الهندية الباكستانية تزداد وتيراتها بإجراءات تتخذها كال من البلدين‪ ،‬وهو االمر الذى‬
‫يهدد االمن والسلم االقليميين ومن هنا نلخص نتائج الدراسة في االتي‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد خلق االحتالل البريطاني للهند بيئة لم يعهدها جنوب آسيا عبر قرون من‬
‫المشترك‪ ،‬ولذا ينبغي طـرح مثـل هذا الفهم الدقيق للبحث في أسباب‬ ‫العي‬
‫استمرار نقـاط الخـالف‪ ،‬واال فإن المصالح المشتركة لن تكون قادرة على إيجاد‬
‫مكان لفهم طبيعة الصراع‪.‬‬
‫‪ -2‬شهدت قضية كشمير منذ بداية ظهورها على مسرح األحداث المحلية والعالمية‬
‫العديد من الحلول المقترحة لفض النزاع حولها بشكل سلمي إال أنها لم تطبق‬
‫على أرضية الواقع بسبب الموقف الهندي الرافض لحق تقرير المصير لالقليم‬
‫الذى اعتمدته االمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬على الرغم من تمسك الهند وباكستان بوضع قيود على التصعيد العسكري‬
‫المتبادل‪ ،‬وعدم تجاوز الخطوط الحمراء في كشمير‪ ،‬إال أن احتماالت حدوث‬
‫مستبعدا في ظل‬
‫ً‬ ‫تصعيد غير محسوب وانزالق لمواجهة عسكرية قد ال يكون‬

‫‪68‬‬
‫العدد الثالث ‪ -‬يوليو ‪2019‬‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

‫حالة اال حتقان التي يشهدها إقليم كشمير بسبب إجراءات اإلغالق األمني‬
‫والحشد الشعبي والتحفز العسكري المتبادل بين الدولتين‪ ،‬ووجود احتماالت‬
‫حدوث عمليات إرهابية تستهدف القوات الهندية المنتشرة في اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -4‬رفض سكان االقليم ذات الغالبية المسلمة و قيادته للقرار الهندى بالغاء المادة‬
‫‪ 370‬من الدستور المتعلقة بالحكم الذاتي لالقليم وذلك لتبعاته التى قد تؤدى‬
‫لحق السكان من خارج االقليم فى التملك و شراء األراضي والعقارات فى االقليم‬
‫وهو ما يؤدى الى التغيير الديموغرافى للتركيبة السكانية لمنطقتهم على المدى‬
‫الطويل‪.‬‬
‫‪ -5‬ان دخول دول عالمية مع طرفى الصراع بعيداً عن ق اررات االمم المتحدة سيزيد‬
‫الموقف تعقيدًا وسيؤدى الى عدم استقرار إقليمي في منطقة اسيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ -6‬ما يسبب قلق للهند هو تحول االقليم لدولة مستقلة على غرار انفصال بعض‬
‫االقاليم في اسيا و الذى سيؤدى الى ظهور عدة حركات انفصالية في المنطقة‪،‬‬
‫وخاصة ان الهند دولة يتجاوز عدد سكانها المليار نسمه‪ ،‬ويقطنها عدد كبير‬
‫من العرقيات و الديانات‪ ،‬وبالتالي سيكون ذلك محف ًاز لنشأة حركات انفصالية‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يمكن ان تحل القوة المسلحة او الحروب أي نزاعات قائمة على المدى‬
‫البعيد‪ ،‬حيث ان الهند و باكستان خاضتا اكثر من حرب خالل العقود االخيرة‪،‬‬
‫وتغيرت نظم الحكم في كال الدولتين‪ ،‬اال ان النزاع و الصراع مازال هما‬
‫المسيطران على العالقات بينهم‪.‬‬
‫مراجع الدراسة‪:‬‬

‫‪(1) United Nations (UN), “Security Council Condemns Nuclear‬‬


‫‪Tests‬‬ ‫‪by‬‬ ‫‪India‬‬ ‫‪and‬‬ ‫”‪Pakistan‬‬
‫‪http://www.un.org/News/Press/docs/1998/sc6528.doc.htm‬‬
‫(‪" )2‬العرقيات في الهند‪ ،‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/2075F650-9B70-‬‬
‫‪45BB-8A7E-5BB30024D254‬‬

‫‪69‬‬
2019 ‫ يوليو‬- ‫العدد الثالث‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

.)‫ مؤسسة هنداوي للعليم والثقافة‬،‫ (القاهرة‬،‫ تعال معي إلى باكستان‬،‫( فرج جبران‬3(
World Kashmir freedom movement, Kashmir Center, Brown
house Road, London. W13, p 6.
‫ تاريخ العالم اإلسالمي الحديث والمعاصر‬،‫) إسماعيل أحمد ياغي محمود شاكر‬4(
1 ‫ الجزء‬،)‫م‬1984 ،‫ دار المريخ للنشر‬،‫ (الرياض‬،‫م‬1980-1492 /‫هـ‬1400-987
.‫الجناح اآلسيوي‬
(5)http://www.hadaracenter.com/pdfs/%D8%A7%D8%B2%D9%
85%D8%A9%20%D9%83%D8%A7%D8%B1
(6( Stein, Burton: A History of India. Oxford University Press.
2010. Page 358.
،‫ باكستان دراسة في نشأة الدولة وتطور التجربة الديمقراطية‬،‫) ستار جبار عالوي‬7(
.1 ‫) الطبعة‬2012 ،‫(دار الجنان للنشر والتوزيع‬
‫ "سباق التسلح النووي بين الهند وباكستان وآثره إقليميا ودوليا‬،‫) كنزة خواتمياني‬8(
-2014 ،‫ رسالة ماجستير ( جامعة الجياللي بونعامة خميس مليانة‬،″2012-1998
.)2015
9
( ) The Latest Kashmir Conflict Explained , India argues it is
stabilizing Kashmir—but, Islamabad says it will have dire
consequences for the region,
https://www.usip.org/publications/2019/08/latest-kashmir-
conflict-explained
(10) A brief history of the Kashmir conflict,
https://www.telegraph.co.uk/news/1399992/A-brief-history-of-
the-Kashmir-conflict.html
(11) http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/2075F650-9B70-
45BB-8A7E-5BB30024D254
(12) India-Pakistan Tensions Test China’s Relationships, Crisis
Management Role,
https://www.usip.org/publications/2019/03/india-pakistan-
tensions-test-chinas-relationships-crisis-management-role
(13) The Latest Kashmir Conflict Explained , India argues it is
stabilizing Kashmir—but, Islamabad says it will have dire

70
2019 ‫ يوليو‬- ‫العدد الثالث‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

consequences for the region,


https://www.usip.org/publications/2019/08/latest-kashmir-
conflict-explained
(14) Soutik Biswas ,Kashmir crisis: How to read India's threat to
Pakistan, https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49737886
(15) The Latest Kashmir Conflict Explained , India argues it is
stabilizing Kashmir—but, Islamabad says it will have dire
consequences for the region,
https://www.usip.org/publications/2019/08/latest-kashmir-
conflict-explained
(16) The Latest Kashmir Conflict Explained , India argues it is
stabilizing Kashmir—but, Islamabad says it will have dire
consequences for the region,
https://www.usip.org/publications/2019/08/latest-kashmir-
conflict-explained
(17)Soutik Biswas, Kashmir crisis: How to read India's threat to
Pakistan, https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49737886
،‫ جريدة الشرق األوسط‬،‫) وزير الخارجية الباكستاني في بكين لمناقشة وضع كشمير‬18(
:‫ في‬2019/09/13 ‫ شوهد في‬،2019/08/09
http://bit.ly/2Z2QCSV
‫ واشنطن تدعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان وتدعو‬:‫) “ الخارجية األمريكية‬19(
،2019/08/10 ‫ شوهد في‬،2019/08/07 ،‫ وكالة سبوتنيك‬،”‫للهدوء وضبط النفس‬
:‫في‬
https://sptnkne.ws/8TRq
(20) Dipanjan Roy Chaudhury, “Russia backs India as China takes
Pakistani line at UN”, The Economic Times, 15/08/2019, accessed
on 16/08/2019 at: http://bit.ly/2Neso1P
،‫ وكالة االناضول‬،”‫) “ الصين تصف القرار الهندي حول كشمير بـ غير المقبول‬21(
: ‫ في‬،2019/08/10 ،‫ شوهد فــي‬،2019/08/06
http://bit.ly/2Z2Gaee
(22) Kashmir move spells trouble for other Indian states,
https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49329370

71
2019 ‫ يوليو‬- ‫العدد الثالث‬ ‫جملة كلية السياسة واالقتصاد‬

(23) Soutik Biswas, Kashmir crisis: How to read India's threat to


Pakistan, https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49737886
(24) Soutik Biswas, Kashmir crisis: How to read India's threat to
Pakistan, https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49737886
‫ متاح على‬،‫ تاريخ من االشتعال‬..‫) أزمة كشمير‬25(
https://madamasr.com/ar/2019/08/10/feature-10-‫السبت‬/‫سياسة‬/
/‫م‬-‫اشتعلت‬-‫لماذا‬-‫كشمير‬-‫أزمة‬-‫أغسطس‬
(26) Kashmir move spells trouble for other Indian states,
https://www.bbc.com/news/world-asia-india-49329370

******

72

https://t.me/Borsippa_Library Tele: @Borsippa_Library

You might also like