Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫يبقى الفن الساخر األكثر تأثيرا في وجدان الناس‪ ،‬واألكثر قابلية ليكون مفهوما للجميع على اختالف‬

‫انتم‪..‬اءاتهم وش‪..‬رائحهم‪ ،‬وق‪..‬د ك‪..‬رس فن‪..‬انون ومب‪..‬دعون كث‪..‬يرون الس‪..‬خرية في أعم‪..‬الهم األدبي‪..‬ة أو‬
‫المس‪.‬رحية أو الموس‪.‬يقية‪ ،‬وغيره‪.‬ا الكث‪.‬ير من األنم‪.‬اط‪ ،‬لنق‪.‬ل أفك‪.‬ارهم في ق‪.‬والب تك‪.‬ون قريب‪.‬ة من‬
‫الناس‪ ،‬وتحقق من خالل طرافتها النجاعة القصوى في تمرير رسائل الفن‪..‬ان‪ ،‬ال‪..‬تي غالب‪..‬ا م‪..‬ا تك‪..‬ون‬
‫نقدية للواقع االجتماعي والسياسي‪ .‬لعل األغاني الساخرة أبرز هذه الفن‪..‬ون ورغم خفوته‪..‬ا نس‪..‬بيا في‬
‫‪.‬الواقع العربي إال أنها مازالت تحظى بانتشار هام‬

‫تقف األغنية الناقدة الساخرة تجاه الحياة بموقف مغاير لألغني‪..‬ة العاطفي‪..‬ة األك‪..‬ثر ش‪..‬هرة وحض‪..‬ورا‪.‬‬
‫فهي ال تعنى بتقديم حاالت الوجد والحب والشوق‪ ،‬ب‪..‬ل ت‪..‬رقب مك‪..‬امن الخل‪..‬ل والتش‪..‬وهات اإلنس‪..‬انية‬
‫النفسية أو حاالت الظلم التي توجدها الحياة‪ ،‬لتقدم ما تسببه من مظاهر ونتائج‪ ،‬في أفك‪..‬ار تحم‪..‬ل قيم‬
‫‪.‬اإلصالح وأحيانا التمرد‬

‫وكثيرا ما حققت بعض األغنيات الساخرة أصداء طيبة بين جموع الناس وص‪..‬ارعت ق‪..‬وى التخل‪..‬ف‬
‫والظلم وأفكارهم‪.‬ا‪ ،‬إذ يس‪.‬هل حفظه‪.‬ا وت‪.‬داولها لم‪.‬ا فيه‪.‬ا من طراف‪.‬ة تش‪.‬د الن‪.‬اس وتس‪.‬هم في تمري‪.‬ر‬
‫‪.‬أفكارها بسالسة إلى كل الطبقات والشرائح‬

‫كان الغناء الساخر أحد أش‪.‬كال المقاوم‪..‬ة ال‪..‬ذي يلج‪..‬أ إلي‪.‬ه الفن‪.‬ان لمقارع‪.‬ة وض‪.‬ع م‪..‬أزوم سياس‪.‬يا أو‬
‫اجتماعيا‪ .‬وكثيرا ما حققت السخرية نقدا الذعا لسلطة أو لمجتمع‪ ،‬وبعض ه‪..‬ذا النق‪..‬د ه‪..‬ز كي‪..‬ان نظم‬
‫سياسية واجتماعية‪ ،‬ودفع فنانون ساخرون حيواتهم ثمن‪..‬ا ل‪..‬ذلك‪ ،‬ففن الكاريك‪..‬اتير ومس‪..‬رح الكباري‪..‬ه‬
‫‪.‬السياسي والغناء الناقد الساخر‪ ،‬كانت دائما على خط المواجهة مع اللحظات المأزومة‬

‫الغناء الساخر‬

‫في اتساق مع هذا الفكر‪ ،‬ظهرت في سوريا في ثالثينات القرن الماضي تجربة غن‪.‬اء س‪.‬اخر‪ ،‬ك‪.‬انت‬
‫ندا لالحتالل الفرنسي لسوريا‪ ،‬كان بطلها المغني الش‪..‬عبي س‪..‬المة األغ‪..‬واني (‪ )1982 /1909‬وق‪..‬د‬
‫‪.‬قدم العديد من المونولوجات الناقدة الساخرة التي هاجم فيها االستعمار الفرنسي‬
‫وعلى إثر ذلك‪ ،‬أصدر المندوب الفرنسي في بيروت دي مارتيل بالغا جاء فيه “يمن‪..‬ع دخ‪..‬ول وبي‪..‬ع‬
‫وترويج واستعمال وشراء االسطوانة العربية رقم ‪ 177‬ماركة سودا وال‪..‬تي تحم‪..‬ل تس‪..‬جيالت أغلب‬
‫‪”.‬المونولوجات األغوانية‬

‫وفي ضوء ذلك‪ ،‬تمت مالحقته ثم سجنه مرارا بسبب تلك األغنيات الساخرة ال‪..‬تي ك‪..‬انت تنتش‪..‬ر بين‬
‫الناس بقوة‪ ،‬كانت إحداها عن‪.‬دما انتق‪..‬د فيه‪..‬ا وض‪.‬ع دس‪.‬تور لس‪.‬وريا ووزارة جدي‪.‬دة فكتب مونول‪..‬وج‬
‫“كمل النقل بالزعرور” الذي ق‪.‬ال في‪.‬ه‪ :‬كم‪.‬ل النق‪.‬ل ب‪.‬الزعرور وكملت الخس‪.‬ارة‪ ،‬الي‪.‬وم ص‪.‬ار عن‪.‬ا‬
‫‪.‬دستور وعنا وزارة‬

‫وتظهر تجربة رفيق سبيعي فنان الشعب الذي ق‪..‬دم شخص‪..‬ية ش‪..‬عبية قوي‪..‬ة هي شخص‪..‬ية أبوص‪..‬ياح‪،‬‬
‫‪.‬حيث حضر في فن األغنية الساخرة‪ ،‬متناوال موضوعات اجتماعية عديدة‬

‫وكانت البداية في ‪ 1963‬عندما قدم األغنية الشهيرة “يا ولد لفك شال”‪ ،‬وبعدها العديد من األغنيات‬
‫الناقدة منها األغنية الشهيرة التي تناولت جيل الشباب الالهث وراء األزياء والموضة‪ ،‬وهي “ش‪..‬رم‬
‫‪.‬برم كعب الفنجان” و”شيش بيش” و”تام تمام” و”الحب تالت ألوان” و”الخنافس” وغيرها‬

‫وفي البعد العربي تظه‪..‬ر تجرب‪..‬ة زي‪..‬اد الرحب‪..‬اني في لبن‪..‬ان‪ ،‬ال‪..‬ذي ق‪..‬دم في ف‪..‬ترة الس‪..‬بعينات أعم‪..‬اال‬
‫مسرحية ساخرة عايشت يوميات الح‪..‬رب األهلي‪..‬ة ال‪..‬تي ك‪..‬انت دائ‪..‬رة فيه‪..‬ا‪ ،‬فق‪..‬دم مس‪..‬رحيات “ن‪..‬زل‬
‫السرور” و”فيلم أم‪.‬يركي طوي‪.‬ل” وغيرهم‪.‬ا وض‪.‬من ه‪.‬ذه المس‪.‬رحيات أوج‪..‬د كث‪.‬يرا من األغني‪.‬ات‬
‫الساخرة‪ ،‬وتابع الحقا تقديم أغنيات ساخرة بشكل منفرد وتعد بعضها عالمات بارزة في ت‪..‬اريخ الفن‬
‫‪”.‬العربي الساخر منها “أنا مش كافر” و”شو هاأليام” و”يمكن رح ينقطع النفس الباقي بهاليومين‬

‫لم تتوقف حركة تقديم الغناء الساخر في سوريا‪ ،‬برحيل األغواني‪ ،‬واس‪..‬تمرت ب‪..‬الظهور بين ال‪..‬وقت‬
‫‪.‬واآلخر‪ ،‬فقدم رفيق سبيعي عددا من األغنيات وكذلك العديد من المغنين الشعبيين‬

‫هذا الحضور الخاص لألغنية الناقدة الساخرة ألهم الفنان والممثل السوري محمد خير جراح الممثل‬
‫‪.‬الشهير تقديم العديد من األغنيات الشعبية خالل مسيرته الفنية‬

‫تجربة سورية جديدة‬


‫زياد الرحباني من أبرز أصحاب األغنية الساخرة ◙‬

‫في تجربة جديدة‪ ،‬يقدم الفنان السوري جراح مجموعة من األغني‪.‬ات الس‪.‬اخرة ال‪.‬تي يحكي فيه‪.‬ا عن‬
‫‪.‬مواجع الناس في واقعنا المعاصر بأسلوب ساخر‬

‫وجراح هو ابن بيئة فنية غني‪.‬ة‪ ،‬ت‪.‬ربى على فن مدين‪.‬ة حلب ووال‪..‬ده عب‪.‬دالوهاب ج‪..‬راح أح‪..‬د فنانيه‪..‬ا‬
‫المعروفين الذي قدم العديد من األعمال الفنية الشعبية الناق‪..‬دة فيه‪..‬ا‪ ،‬وت‪..‬ابع محم‪..‬د خ‪..‬ير المس‪..‬يرة من‬
‫‪.‬بعده‪ ،‬فقدم بالتوازي مع فن التمثيل فنا غنائيا راوح فيه بين الشعبي والنقد الساخر‬

‫وأنجز الفنان أغاني كثيرة عن مدينة حلب وأكالتها الشعبية‪ ،‬ثم قدم أغ‪..‬اني عن الحي‪..‬اة العام‪..‬ة فيه‪..‬ا‪،‬‬
‫منها أغنيته الشهيرة “محسوبك أصلو حلبي”‪ ،‬وحديثا أطل‪..‬ق في مدين‪..‬ة دبي أرب‪..‬ع أغني‪..‬ات هي “في‬
‫شي بالجو العام” و”وعد الرجال” و”ليبقلو” و”عّر م”‪ ،‬ضمها في ألبوم حمل اس‪..‬م “في ش‪..‬ي ب‪..‬الجو‬
‫العام”‪ ،‬وهو اسم أغنية يخاطب فيها المجتمع بكل أركانه وشرائحه‪ ،‬ويقدم محاورة عقلية تنش‪..‬أ بين‪..‬ه‬
‫وبين نفسه أوال وغيره ثانيا‪ ،‬تقول في مطلعها “في شي بالجو الع‪.‬ام‪ /‬خالني م‪.‬ا أع‪.‬رف ن‪.‬ام‪ /‬خالني‬
‫‪”.‬بأرضي متبسمر‪ /‬مهموم ومو قادر فكر‪ /‬وال قادر أرجع برجوع‪ /‬وال قادر أمشي لقدام‬

‫وعن سبب تقديمه لهذه األغنية بهذا الشكل الفني الساخر‪ ،‬بع‪..‬د تقديم‪..‬ه الش‪..‬كل الش‪..‬عبي البحت س‪..‬ابقا‬
‫يقول خير جراح لـ”العرب” “الجو الع‪.‬ام أغني‪.‬ة تق‪.‬دم بالنس‪.‬بة إلي ش‪.‬كال فني‪.‬ا محبب‪.‬ا‪ ،‬وه‪.‬و األغني‪.‬ة‬
‫الساخرة‪ ،‬وهدفت من خالل ذلك إلى تق‪..‬ديم المتن‪..‬وع في األش‪..‬كال الغنائي‪..‬ة‪ ،‬بغي‪..‬ة تحقي‪..‬ق المزي‪..‬د من‬
‫‪”.‬التميز والنجاح وتقديم المشوق للناس‬

‫ويضيف “كثيرا ما تعرض علي أفكار وأعمال تنتهج هذا الشكل‪ ،‬وأكون محتارا فيها‪ ،‬وأحيانا أكون‬
‫في موقف محرج لكونها ال تحقق الرؤية التي أريد‪ .‬في شي بالجو الع‪.‬ام تع‪.‬اونت فيه‪.‬ا م‪.‬ع الص‪.‬ديق‬
‫خالد حيدر وكانت هدية قيمة منه‪ .‬حيدر صديق قديم‪ ،‬أعرفه من خالل العديد من اللق‪..‬اءات الع‪..‬ابرة‪،‬‬
‫كنت وإياه متفقين منذ ما يزيد عن العشر سنوات على تقديم عم‪..‬ل ف‪..‬ني يجمعن‪.‬ا‪ ،‬نق‪..‬دم في‪.‬ه ج‪..‬وا فني‪.‬ا‬
‫‪”.‬مختلفا ومفيدا‬

‫ويتابع جراح “في ش‪..‬ي ب‪..‬الجو الع‪..‬ام تأخ‪..‬ذنا إلى فض‪..‬اء إنس‪..‬اني ع‪..‬ام وتوس‪..‬ع دائ‪..‬رة االهتم‪..‬ام ب‪..‬الهم‬
‫اإلنساني‪ ،‬فال يكون محليا فقط‪ ،‬بل ه‪..‬و إحس‪..‬اس ع‪..‬المي يش‪..‬عر ب‪..‬ه ك‪..‬ل من يعيش ظروف‪..‬ا مش‪..‬ابهة‪،‬‬
‫أش‪.‬تغل على األغني‪.‬ة بحرفي‪.‬ة عالي‪.‬ة ودق‪.‬ة كب‪.‬يرة‪ ،‬بقين‪.‬ا م‪.‬دة ش‪.‬هرين ونحن نع‪.‬دل ونض‪.‬يف ونق‪.‬وم‬
‫بالتطريز حتى وصلنا للنتيجة النهائية التي ظهرت عليها‪ ،‬وكان لجه‪..‬د التوزي‪..‬ع الموس‪..‬يقي دور ه‪..‬ام‬
‫في التنسيق بين اآلالت الموسيقية واألصوات الغنائية التي قدمت األغنية كما نري‪..‬دها تمام‪..‬ا وتحق‪..‬ق‬
‫‪”.‬الروح العصرية‬

‫األغنية الساخرة والمسرح‬

‫تقوم األغنية الساخرة على ميزة هامة هي إمكانية تنقلها بسالسة عالوة على ارتباطها الوثيق‬
‫بالواقع وببيئتها‬
‫كثيرا ما يقترن تقديم األغنية الساخرة بفن المسرح الس‪..‬اخر‪ ،‬كونه‪..‬ا تظه‪..‬ر في‪..‬ه بش‪..‬كل واض‪..‬ح‪ ،‬لكن‬
‫األمر ال يقف عند ح‪..‬د الت‪.‬أطير بوج‪..‬ود فن المس‪.‬رح الس‪.‬اخر كم‪.‬ا ي‪.‬رى البعض‪ ،‬فاألغني‪.‬ة الس‪.‬اخرة‬
‫‪.‬موجودة بشكل منفصل عن المسرح الساخر‪ ،‬ويمكن لها أن تشكل كيانا فنيا خاصا بها‬

‫وفي ه‪..‬ذا الص‪..‬دد ي‪..‬رى ج‪..‬راح أن “فن الغن‪..‬اء الس‪..‬اخر ال يختل‪..‬ف عن الكباري‪..‬ه السياس‪..‬ي من حيث‬
‫الجوهر‪ ،‬بل ويلتقيان في مساحات محددة‪ ،‬ويمكن الدمج بينهما في صيغ جميلة‪ ،‬وهذا ما أطمح إلي‪..‬ه‬
‫في أعمالي المستقبلية‪ ،‬بحيث نق‪..‬دم مس‪..‬رحا ش‪..‬عبيا ناق‪..‬دا يتن‪..‬اول مواض‪..‬يع س‪..‬اخرة‪ ،‬ومن خالل ه‪..‬ذا‬
‫‪”.‬الشكل المسرحي تقدم األفكار المختلفة في شتى االتجاهات‬

‫ويضيف “كذلك يمكن تقديم األغنية الس‪.‬اخرة مس‪.‬تقلة عن المس‪.‬رح ويمكنه‪.‬ا تحقي‪.‬ق نجاح‪..‬ات هام‪.‬ة‬
‫وحدها‪ .‬والذي دفعني للتوجه نح‪..‬و األغني‪.‬ة الس‪.‬اخرة أنه‪..‬ا تق‪..‬وم على م‪..‬يزة هام‪..‬ة غ‪.‬ير موج‪..‬ودة في‬
‫المسرح الساخر‪ ،‬وهي أنها يمكن أن تنتقل مع الفنان للجمهور وتقدم في أي مكان يكون في‪..‬ه‪ ،‬كونه‪..‬ا‬
‫أغنية منفردة‪ .‬أما المسرح الساخر فهو مشروط بكونه مسرحا يجب أن يقدم في صالة محددة ي‪..‬ذهب‬
‫‪”.‬الجمهور إليها‬

‫ويتابع “هذه الشكلية تعطي األغنية الساخرة مرون‪..‬ة ك‪..‬برى‪ ،‬يمكن من خالله‪..‬ا أن تق‪..‬دم في محط‪..‬ات‬
‫اإلذاع‪..‬ة المختلف‪..‬ة أو مواق‪..‬ع النت أو على المس‪..‬جالت وغيره‪..‬ا من الوس‪..‬ائل الحديث‪..‬ة للتواص‪..‬ل‬
‫اإلجتماعي‪ .‬لذلك س‪..‬أجهد في الف‪..‬ترة الحالي‪..‬ة على تق‪..‬ديم الغن‪..‬اء الس‪..‬اخر أو االنتق‪..‬ادي كون‪..‬ه المحبب‬
‫والمفيد للناس‪ ،‬وبهذا نكون قد مألنا إلى حد بعيد فراغا كبيرا في مسرحنا وفننا‪ ،‬هو ما يتعل‪..‬ق ب‪..‬الفن‬
‫‪”.‬الساخر عموما وضمنه األغنية الساخرة‬

‫ويرى جراح في حديث‪..‬ه م‪..‬ع “الع‪..‬رب” أن المول‪..‬د األس‪..‬اس للفن الس‪..‬اخر ه‪..‬و م‪..‬ا يعايش‪..‬ه الفن‪..‬ان في‬
‫التفاصيل اليومية في الحياة‪ ،‬واكتشافه مقدار التناقض الص‪..‬ارخ بين م‪..‬ا يجب أن يك‪..‬ون وم‪..‬ا يح‪..‬دث‬
‫فعال‪ ،‬خاصة على المستوى األخالقي الجمعي‪ ،‬فالبيئ‪..‬ة والمنبت االجتم‪..‬اعي هم‪..‬ا المنجم ال‪..‬ذي يق‪..‬دم‬
‫‪.‬للفنان الكثير من األفكار الممكن تقديمها في شكل الفن الساخر‬

‫البيئة االجتماعية‬
‫الغناء الساخر كان ومازال أحد أشكال المقاومة الذي يلجأ إليه الفنان لمقارعة وضع مأزوم سياسيا أو اجتماعيا ◙‬

‫يقول في ذلك “جميعنا نولد في بيوت وتحيط بنا بيئ‪..‬ة قريب‪..‬ة‪ ،‬تتك‪..‬ون من الش‪..‬ارع والحي والمدرس‪..‬ة‬
‫والجامع‪..‬ة والمدين‪..‬ة‪ .‬ه‪..‬ذه البيئ‪..‬ة‪ ،‬الواس‪..‬عة في م‪..‬داها والقريب‪..‬ة في يومياته‪..‬ا‪ ،‬تك‪..‬ون المعلم األول‬
‫للشخص‪ ،‬حيث يبدأ الناس فيها بتعليمنا بعض األفكار المتعلقة باألخالق العامة‪ ،‬فه‪..‬ذا ص‪..‬ح واآلخ‪..‬ر‬
‫خطأ‪ .‬وتبدأ األفكار بالسكن في وج‪.‬دان الن‪.‬اس‪ ،‬فمثال تظه‪.‬ر فك‪.‬رة االح‪.‬ترام بش‪.‬كل ع‪.‬ام وب‪.‬األخص‬
‫احترام الكيان اإلنساني واحترام اآلخرين واحترام المك‪..‬ان‪ ،‬لكن الخ‪..‬برة الحياتي‪..‬ة والمراقب‪..‬ة القريب‪..‬ة‬
‫‪”.‬توضحان للشخص أن خالف ذلك ما سيحدث‬

‫ويواصل جراح قائال “لألسف عرفنا بعد عقود أن هذه األفكار والقيم التي تم تعليمها والحديث عنها‬
‫غير مطابقة للواقع‪ ،‬وأن ما تعلمناه ال نجده في حياتنا اليومية كما يفترض أن يك‪..‬ون‪ .‬شخص‪..‬يا‪ ،‬ليس‬
‫لدي تفسير عن سبب فعل الناس ذلك‪ ،‬ولكن الجواب على هذا السؤال ك‪..‬ان ل‪..‬دى الكث‪..‬يرين بأن‪..‬ه ‘في‬
‫شي بالجو العام‘‪ ،‬يدفع الناس لكي ينتهجوا ذلك األسلوب‪ ،‬وهم مقتنع‪.‬ون بأن‪.‬ه يجب تنقي‪.‬ة ه‪.‬ذا الج‪.‬و‬
‫العام من هذه المفرزات السلبية‪ ،‬حتى تك‪..‬ون األم‪..‬ور أفض‪..‬ل‪ .‬فمس‪..‬ؤوليتنا في الحي‪..‬اة كب‪..‬يرة وهام‪..‬ة‪،‬‬
‫‪”.‬فهنالك شي بالجو العام يجب أن يعالج‬

‫وعما سيقدمه الحقا في مشروعه الفني يتابع جراح “أقدم األغنية الناق‪..‬دة أو الس‪..‬اخرة ألن‪..‬ني أحبه‪..‬ا‪،‬‬
‫كما غيري من الفنانين الع‪..‬رب منهم زي‪..‬اد الرحب‪..‬اني ال‪..‬ذي أحب موس‪..‬يقاه‪ ،‬ومعجب بنهج‪..‬ه الفك‪..‬ري‬
‫والموسيقي‪ ،‬وأنا أرى أنه ظهور استثنائي على صعيد العالم العربي‪ ،‬وال أب‪..‬الغ ل‪..‬و قلت على ص‪..‬عيد‬
‫العالم أجمع‪ ،‬موسيقاه التي يؤلفها أحبها وأعتبرها شكال خاصا‪ ،‬فهي قريبة من الحياة اليومية وبعي‪..‬دة‬
‫‪”.‬عن حالة التطريب العربية السائدة في تراثنا الموسيقي‬

‫ويضيف “سأقدم ما هو مفيد من خالل مجموعة من األعمال القادمة‪ ،‬الموضوع ليس سهال‪ ،‬فوج‪..‬ود‬
‫مادة نصية ولحنية تتوافق مع أفكارك لتقدمها بهذا الشكل الفني أمر بالغ الصعوبة‪ .‬لكنن‪..‬ا عملن‪..‬ا على‬
‫تحضير مجموعة قادمة من األغنيات التي تنح‪..‬و ه‪..‬ذا الش‪..‬كل الف‪..‬ني الجمي‪..‬ل‪ ،‬هنال‪..‬ك أش‪..‬ياء مس‪..‬جلة‬
‫وأشياء ستسجل وهنالك أغان سيعاد تسجيلها‪ ،‬قدمها سابقا الفن‪..‬ان الوال‪..‬د عب‪..‬دالوهاب ج‪..‬راح‪ ،‬أع‪..‬دت‬
‫تسجيل إثنتين منها تصبان في هذا االتجاه‪ .‬كانت البداية مع هذه المجموعة التي حملت اس‪..‬م في ش‪..‬ي‬
‫بالجو العام التي قدمت في دبي‪ ،‬وهنالك أغنية ساخرة هامة قدمها الصديق فتحي الجراح تحمل اس‪..‬م‬
‫‪”.‬وعد الرجال أعتقد أنها ستكون ناجحة‬

‫‪PartagerWhatsAppTwitterFacebook‬‬
‫نضال قوشحة‬

‫كاتب سوري‬

You might also like