Professional Documents
Culture Documents
الذكاء الاصطناعي - بحث عن مقاربة قانونية
الذكاء الاصطناعي - بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
كلية الحقوق -جامعة الجزائر 1
dj.badri@univ-alger.dz
ملخص:
أدى ظهور الذكاء االصطناعي واستقالليته املتزايدة عن مستخدميه إلى صعوبات كثيرة واجهت فئة
جديدة من املضرورين عند مطالبتهم بالتعويض عن األضرار التي أحدثتها ،بحجة عدم إمكانية أسقاط نظم
املسؤولية التقليدية عليها ،وبالتالي ،بقاء تلك الفئة دون تعويض ،األمر الذي بات يؤثر على استقرار املجتمع،
ويتطلب البحث عن أجدى املقاربات القانونية .تمثلت إحداها في ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي
بالشخصية القانونية ،وبالتالي قابلية مساءلته قانونيا وإلزامه بالتعويض عن األضرار التي يتسبب فيها ،األمر
الذي وقفت في وجهه تحديات كبيرة.
الكلمات املفتاحية :الذكاء االصطناعي؛ الشخصية القانونية؛ املسؤولية املدنية؛ روبوتات؛
Abstract:
The emergence of Artificial intelligence and its increasing autonomy from its users
have led to many difficulties faced by a new category of affected persons when
claiming damages, on the grounds that traditional liability regimes cannot be
overturned, and thus remain uncompensated, which has come to affect the stability
of society and requires the search for the most useful legal approaches. One was the
need for AI to recognize the legal personality and thus be legally accountable and
obliged to compensate for the damage caused, which posed significant challenges.
;Keywords: Artificial Intelligence; Legal personality; Performance eligibility
Robots.
مقدمــة:
ساهم اإلنسان بذكائه في تطور علمي كبير إلى درجة أصبح فيها مهددا في حياته ووجوده (،)1
وذلك من خالل األضرار التي تتسبب فيها اآلالت واالبتكارات الحديثة ،مما استوجبت تدخل القانون
عبر أنظمة كثيرة ،ساهمت إلى حد كبير في االهتمام بفئة املضرورين وعدم تركهم دون تعويض.
لم يتوقف ذكاء اإلنسان عند ذلك الحد ،بل تعداه إلى اختراع كيانات جد متطورة تتصف هي
أيضا بالذكاء ،في ظاهرة جديدة فسحت املجال أمام تبني ما يسمى بالذكاء االصطناعي كمفهوم علمي
جديد ذي خصوصية تتمثل أساسا في استقالله شيئا فشيئا عن مستخدميه ،وما يمثله ذلك من تحد
للقانون وأنظمته التقليدية في التعويض وجبر األضرار ،خصوصا والواقع يشهد تزايدا في األضرار التي
يتسبب فيها والصعوبات الكثيرة التي واجهت وما زالت تواجه املضرورين وعدم حصولهم على
التعويضات الالزمة ،بحجة عدم إمكانية مساءلة سلسلة املتدخلين في الذكاء االصطناعي من جهة،
وعدم إمكانية مساءلته بصفة مستقلة لعدم سماح القانون بذلك من جهة أخرى ،األمر الذي يشكل
خطرا على استقرار املجتمع.
في هذا السياق ،يمكن القول بأن هناك عالقة طردية بين زيادة استقاللية الذكاء االصطناعي
من جهة ،وصعوبة تطبيق قواعد املسؤولية املدنية املعروفة عليه ،وتتمثل بعض املقاربات املقترحة
في ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية ،وبالتالي قابلية مساءلته قانونيا وإلزامه
بالتعويض عن األضرار التي يتسبب فيها ،األمر الذي وقفت في وجهه تحديات كبيرة ما زال النقاش
محتدما حولها إلى اآلن.
سوف نحاول اإلجابة عن اإلشكالية املستجدة من خالل تقسيم املوضوع إلى قسمين اثنين،
نتطرق إلى الذكاء االصطناعي كمفهوم جديد ذي خصوصية ( ،)1ونتطرق إلى الذكاء االصطناعي في
مواجهة تحديات قانونية (.)2
-1الذكاء االصطناعي :خصوصية املفهوم
يثير الذكاء االصطناعي جدال واسعا بسبب حداثته وتعقيده ،األمر الذي يتطلب محاولة
تسليط الضوء عليه كمصطلح علمي معقد ( ،)1.1ثم بعد ذلك التركيز على محل التعقيد من خالل
طرح مسألة االستقاللية التي يتمتع بها (.)2.1
1-1الذكاء االصطناعي :مصطلح علمي معقد
يعتبر مصطلح الذكاء االصطناعي مفهوم حديث نسبيا ( ،)2وقد القى رواجا في كل مجاالت
الحياة ،األمر الذي جعل منه موضوعا خصبا للبحث والتطوير إلى يومنا هذا.
ليس غريبا كون موضوع الذكاء االصطناعي محال لدراسات كثيرة ومتنوعة في مجال القانون ،وبرجع
األمر إلى طبيعته املعقدة واملتطورة ( )3من جهة ،واإلشكاالت القانونية التي ما زال يثيرها من جهة
أخرى ،وسنحاول فيما يلي ،تعريف الذكاء االصطناعي وتمييزه عن أهم ما يشبهه ( )1.1.1ثم بعد ذلك
التعرف على خصوصيته (.)2.1.1
-1-1-1تعريف الذكاء االصطناعي وتمييزه عن غيره
بعد تعريفه ( ،)1نمييز بينه وبين أهم ما يشبهه (.)2
1-1-1-1تعريف الذكاء االصطناعي
عرف الذكاء االصطناعي على أنه "فرع من فروع علم الحاسوب يبحث في فهم تطبيق ُي ّ
تكنولوجيا تعتمد على محاكاة الحاسوب لصفات ذكاء اإلنسان" ،وعرفه آخر على أنه "تطور علمي
أصبح من املمكن بموجبه جعل اآللة تقوم بأعمال تقع ضمن نطاق الذكاء البشري ،كاآلت التعليم
واملنطق والتصحيح الذاتي والبرمجة الذاتية"(.)4
كما عرفه آخر بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية بطريقة مستقلة تستوعب بيئتها ،مع اتخاذ
كافة التدابير الالزمة من أجل تحقيق أهداف محددة") 5( .
كما يعرف الذكاء االصطناعي على أنه "نظام معلوماتي يتمتع بقدرات فكرية مماثلة لتلك التي
توجد لدى اإلنسان ،أو هو تطبيق حاسوبي أو آلة تؤدي العمليات التي يقوم بها الذكاء البشري")6(.
يعرفه آخر بأنه "وسيلة للتحكم فى الحاسوب أو الروبوت بواسطة برنامج يفكر بنفس الطريقة التي
يفكر بها البشر األذكياء") 7( .
من خالل التعاريف السابقة ،يمكن القول بأن الذكاء االصطناعي هو "أحد علوم الحاسب
اآللي الحديثة التي تبحث عن أساليب متطورة لبرمجته للقيام بأعمال واستنتاجات تشابه األساليب
التي تنسب لذكاء اإلنسان ،من خالل فهم العمليات الذهنية الشائكة التي يقوم بها العقل البشري
أثناء التفكير ثم ترجمتها إلى ما يوازيها من عمليات حسابية تزيد من قدرة الحاسب على حل العمليات
الشائكة"(.)8
2-1-1-1الذكاء االصطناعي :بين "الروبوت" و "األتمتة"
من جهة يثور تساؤل حول العالقة بين الذكاء االصطناعي والروبوت ،وانطالقا من فهم
الطبيعة غير املادية للذكاء االصطناعي ،يمكننا أن نستنتج أنه ال يمكن اختزال هذا األخير في
ُ
الروبوتات وحدها) ،(9إذ تمثل هذه األخيرة الجانب املجسد منه أو اآللة فقط ،بينما يشير الذكاء
االصطناعي أو الخواريزمية إلى عقل هذه اآللة ،وعلى ذلك ،فالذكاء االصطناعي الذى يوجه الروبوت
يمكن أن يوجه ويتحكم في أي آله أخرى )10(.يمكن للذكاء االصطناعي أن يكون مجسدا في صورة
مادية ،كما يمكن فصله عن جسده ،ومهما كان شكله ،فإن آلية عمله ،وهى الخواريزمية أو البرمجية،
ال تختلف من حيث طبيعتها غير املادية من حالة إلى أخرى ،وإن كانت تختلف من حيث كيفية عملها
ومهمتها واملجال الذى تعمل فيه)11(.
من جهة أخرى ،وكما يختلف الذكاء االصطناعي عن الروبوت فإنه يختلف كذلك عن "األتمتة"
" ،)12("Automationالتي تعمل من خاللها اآللة وفق مصفوفة فكرية وبيانات ومعلومات يضعها
املبرمج وتكون تحت سيطرته بالكامل ،كما هو الحال مع الغسالة الكهربائية مثال( ،)13بينما يقوم الذكاء
نمذجها ،ويتخذ القرار وينفذه دون الرجوع الاالصطناعي بجمع البيانات بنفسه ويحللها ويصنفها ُوي ُ
للصانع وال للمبرمج وال للمالك وال للمشغل .بعبارة أكثر وضوحا ،تتصرف اآللة "املؤتمتة" في نطاق
الصالحيات املمنوحة لها مسبقا من املبرمج ،أما في الذكاء االصطناعي فالفعل أو التصرف يتم في ضوء
التفاعل اآلني مع البيئة املحيطة به(.)14
2-1-1أنواع الذكاء االصطناعي
ال يمكن اعتبار كل أنظمة الذكاء االصطناعي تعمل بشكل مستقل عن املتدخلين أو املبرمجين،
وبذلك ،يوجد ما يسمى بالذكاء االصطناعي محدود النطاق ( ،)1كما يوجد الذكاء االصطناعي فائق
الذكاء (.)2
1-2-1-1الذكاء االصطناعي :محدود النطاق
يوجد ما يسمى بالذكاء االصطناعي محدود النطاق ،ويسمح هذا النوع من الذكاء لآللة بفهم
األوامر ،واالمتثال لها وتطبيقها ،مثل السيارات ذاتية القيادة ،والطائرات املسيرة ،وبرامج التعرف على
الوجوه والصور ،ولعبة الشطرنج ،وغيرها ،وما يميزها هو محدودية نطاقها بحيث ال يمكنها الخروج
عن املهام التي برمجت عليها مسبقا ،وبالتالي تبقى تحت نطاق التنبئ بأفعالها ،وإمكانية السيطرة عليها.
2-2-1-1الذكاء االصطناعي :فائق الذكاء
في مقابل الذكاء االصطناعي محدود النطاق ،يوجد كذلك ما يطلق عليه بالذكاء االصطناعي
فائق الذكاء ،حيث يتفوق هذا النوع على مستوى ذكاء البشر ويستطيع أن يقوم بمهام أفضل مما
يقوم به االنسان املتخصص بعمل معين ،كالطبيب الجراح ذو الخبرة .يسمح الذكاء لآللة في هذا النوع
بالتقدم وتطوير قدراتها املعرفية من خالل تجربتها الخاصة ،بفضل تقنية التعلم الخاصة لدى هذا
ّ
النوع من الذكاء االصطناعي ،بحيث تمكنها من القدرة على التعلم والتخطيط ،والتواصل التلقائي،
وإصدار األحكام والقرارات بسرعة وبصفة مستقلة ،وما زال هذا النوع من الذكاء االصطناعي قيد
التطوير.
2-1الذكاء االصطناعي :استقاللية محل للخصوصية
بعد تسليط الضوء على استقاللية الذكاء االصطناعي ( ،)1.2.1نحاول التعرف على
الخصوصية التي يتميز بها (.)2.2.1
1-2-1استقاللية الذكاء االصطناعي
بخالف البرامج التقليدية التي تعمل فقط ضمن إطار التعليمات املحددة مسبقا وبصورة
نمطية متوقعة غير مستقلة عن مستخدميها أو القائمين عليها ،توجد من البرامج الذكية من تعمل
بطريقة مختلفة وبصورة مستقلة بنسب مختلفة.
كما أشرنا إلى ذلك مسبقا ،فإنه ال يوجد نوع واحد من الذكاء االصطناعي ،بل يوجد أنوع
مختلفة وأجيال متعاقبة ما فتأت تتطور وتستقل شيئا فشيئا عن مستخدميها ،لتشكل ثورة في التقدم
والتطور تظاهي ذكاء اإلنسان وتتفوق عليه أحيانا)15( .
ّ
تتميز املسؤولية عن فعل الذكاء اإلصطناعي بتدخل العديد من املتدخلين في عملية تطويره
ووضعه حيز التنفيذ ،وقد تكون العالقات بينهم معقدة ويصعب حينها تحديد دور كل منهم في عملية
التطوير ،ومنه صعوبة الوصول إلى املسؤول عن تعويض األضرار الحاصلة ،أضف إلى ذلك دور
املستخدم وازدياد االستقاللية التي يتمتع بها الذكاء االصطناعي في تأدية مهامه)16
يمكن القول في هذا السياق ،أن هناك عالقة طردية بين محل الخصوصية وزيادة استقاللية الذكاء
االصطناعي ،ومن هنا تأتي مسألة صعوبة وتعقيد املوضوع من جهة ،وتحديات تقف في وجهة تبني
مقاربة قانونية منطقية مقبولة من جهة أخرى.
-2الذكاء االصطناعي :تحديات قانونية
بعد تسليط الضوء على الذكاء االصطناعي من خالل التعاريف املختلفة ،وكذا تحديد بداية
املشكلة املتمثلة في استقالليته شيئا فشيئا عن مستخدميه ،يبقى التساؤل عن مدى اعتباره محال
معترفا به مجال األشخاص القانونية املعروفة ( ،)1.2ثم بعد ذلك ،محاولة االعتراف له بالشخصية
القانونية (.)2.2
1-2مقاربة بين الشخص الطبيعي واملعنوي
بداية ،يمكن استبعاد فكرة أن يكون الذكاء االصطناعي "شخصا طبيعيا" ( ،)1.1.2ويبقى
منطقيا التساؤل حول إمكانية اعتباره شخصا معنويا (.)2.1.2
1-1-2استبعاد فكرة كون الذكاء االصطناعي شخصا طبيعيا
بمقتض ى الفقرة األولى من نص املادة 25مدني جزائري "تبدأ شخصية اإلنسان بتمام والدته
حيا وتنتهي بموته" ،ومنه ،يمكن القول بأن هناك بداية للشخصية القانونية وهناك نهاية لها (،)1
ويطرح في هذا السياق تساؤل حول مدى اعتبار الذكاء االصطناعي كالشخص الطبيعي ()2؟
1-1-1-2بداية الشخصية القانونية ونهايتها
يشترط املشرع في واقعة ميالد الشخص الطبيعي تمام الوالدة ،أي بخروج كل جسم املولود من
بطن أمه وانفصاله تماما عنها من جهة ،وأن يكون املولود حيا ،أي أن شرط اكتساب الشخصية
القانونية( )19يتوقف على انفصال املولود عن أمه وهو يتمتع بالحياة ولو للحظة واحدة )20(.باكتساب
الشخص الطبيعي شخصية قانونية تثبت له مباشرة أهلية الوجوب ،وهي صالحية الشخص
الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات( ،)21ويمر الشخص الطبيعي بثالث مراحل تبدأ بانعدام
التمييز( ،)22ومجالها من الوالدة حتى بلوغ سن الثالثة عشرة سنة ،ويكون فيها الشخص منعدم األهلية
وتعتبر جميع تصرفاته باطلة( ،)23األمر الذي يجعله غير مسؤول عن أفعاله ويسأل عنها من هو
مسؤول عنه .ببلوغ الشخص الطبيعي سن الثالثة عشرة تبدأ مرحلة التمييز والعقل وهي مناط أهلية
األداء ( ،)24ويعتبر منذ هذا الوقت ناقص األهلية ( )25حتى بلوغه سن التاسعة عشرة سنة ،وهي السن
التي يصبح فيها كامل األهلية ،ما لم يتعرض ملانع أو عارض من موانع وعوارض األهلية ،حسب نص
املادة 40م ،ج.
178 الذكاء االصطناعي :بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
تنتهي الشخصية القانونية للشخص الطبيعي بموته حقيقة من خالل خروج الروح من
جسده ،وعندها يصبح غير صالح الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات .كما قد يكون املوت حكميا
بموجب القانون نظرا لظروف معينة ،يصدر خاللها القاض ي حكما قضائيا بموت الشخص املفقود،
ولو لم يتحقق موته بالفعل ،ويأتي هذا الحل في سياق املحافظة على مصالح املعني وكذا مصالح الغير
التي قد تتضرر بسبب عدم ظهور الشخص املفقود)26( .
الذكاء االصطناعي ليس شخصا طبيعيا ولن يستطيع ذلك ،ويستحيل أن يكون كذلك مهما
وصل من تطور ومحاكاة لإلنسان ،وبالتالي ،فإنه ال يتمتع بالشخصية القانونية التي تجعله يكتسب
الحقوق ويتحمل االلتزامات ،كما أن افتراض منحه تلك الشخصية يعد اعتداء على حقوق اإلنسان،
( )30األمر الذي يفسح املجال أمام افتراض أن يكون لديه الشخصية االعتبارية أو املعنوية.
2-1-2الذكاء االصطناعي :شخص معنوي محتمل
استحالة أن يكون الذكاء االصطناعي شخصا طبيعيا تثبت له الشخصية القانونية مباشرة
بعد والدته حيا ،تجعل من فرضية اكتسابه الشخصية املعنوية أمرا غير مستحيل ،وبالتالي إمكانية
النقاش حولها وإعطاء املبررات والدواعي والتعرف على الصعوبات والتحديات.
من خالل التعرف على الشخص االعتباري ( ،)1تأتي مسألة تمثيله ( ،)2ثم إمكانية تبني نفس الحل
بالنسبة للذكاء االصطناعي (.)3
لقد ثار مؤخرا جدال فقهي وقانوني كبير في سياق الدعوة لحماية فعالة للطبيعة من األضرار
املستمرة واملتكررة ألجزاء واسعة منها ،وعلى الرغم من اتفاق غالبية التشريعات على حمايتها من خالل
النصوص املتعلقة بحماية البيئة ،إال أن الجدال الحاصل انطلق من حقيقة عدم كفاية تلك
النصوص وعدم فعاليتها في كثير من األحيان ،األمر الذي دعى الكثير منهم إلى ضرورة االعتراف للطبيعة
بالشخصية القانونية( ،)44وبالتالي ،تمكينها من التقاض ي باسمها ،وأن تتمكن من الدفاع عن مصالحها
الخاصة عند املساس بها وأن تتحصل على تعويضات لنفسها ،كأن يكون لها قيمة ذاتية )45(.في هذا
الصدد ،اعترفت بعض الدول للطبيعة بالشخصية القانونية كما هو الحال مثال في اإلكوادور
وبوليفيا ،في محاوالت ملحاولة الذهاب بعيدا في هذه الخطورة رغم املعارضة الشديدة للرافضين لهذه
الفكرة(.)46
إذا كان الجدل الحاصل بمناسبة االعتراف للطبيعة بالشخصية القانونية وتمكينها من
املحافظة على نفسها من األضرار التي تصيبها باستمرار ،فاألمر يشبه إلى حد كبير الجدل الحاصل
حاليا بشأن االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية ،ولكن هذه املرة ،من أجل مساءلته
وتحميله التعويض عن األضرار التي قد يتسبب فيها للغير ،فهل يمكن الوصول لنفس الحل السابق
مع الطبيعة ولو من خالل بداية تقبل فكرة االعتراف له بالشخصية القانونية ،ومحاولة إسقاط
أحكام الشخصية القانونية عليه؟
2-2-2تطبيق أحكام الشخصية القانونية على الذكاء االصطناعي
يستمر الجدل حول ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي من عدمه ( ،)1وعلى الرغم من ذلك،
بدأت مالمح االعتراف تتجسد في الواقع من خالل مشاريع مختلفة هنا وهناك ،من أهمها القرار الذي
أصدره البرملان األروبي (.)2
1-2-2-2معارضة فكرة شخصية قانونية للذكاء االصطناعي
لم يقدم الرافضون لفكرة االعتراف بالشخصية القانونية للذكاء االصطناعي مبررات قوية
تدعم اتجاههم ،خصوصا وأنهم يؤسسون آراءهم على مجرد افتراضات ليس لها دليل في الواقع(.)47
لقد بنو افتراضهم على أساس أن الذكاء االصطناعي ليس بإنسان وصنفوه ضمن األشياء،
واألمر عندهم يشبه رفض االعتراف للحيوان بالشخصية القانونية بحجة أنه ليس إنسانا أيضا ،وأن
أي اعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية قد يؤدي إلى قتل الجنس البشري وإبادته ،ومعنى
ذ لك ،اختفاء اإلنسان ملصلحة الذكاء االصطناعي واندثار العلوم والحضارة)48( .
ازدادت هذه املعارضة مع ظهور وتطور الروبوتات التي تشبه اإلنسان من حيث الشكل وكذلك
من حيث الذكاء ،بل تتفوق عليه في كثير من األحيان )49( .كما يدعي هؤالء أن االعتراف بالشخصية
القانونية للذكاء االصطناعي من شأنه أن يؤدي إلى عدم مسؤولية األشخاص املحتملين ،من أمثال
املنتجين ،املستخدمين واملالكين ،األمر الذين سيترتب عنه زيادة األضرار وتفاقمها)50( .
كما تدعوا إلى إيجاد تعريف مشترك بين دول االتحاد لألنظمة املادية السيبيرانية ،ولألنظمة
املستقلة ،وللروبوتات املستقلة الذكية وفئاتها الفرعية ( .)53مع ذلك ،تقر قواعد القانون املدني
األوروبية بشأن الذكاء االصطناعي والروبوتات بعدم كفاية اإلطار القانوني الحالي لتنظيم املسؤولية
عن األضرار الناجمة عن األجيال املتقدمة منها والقادرة على التفاعل مع بيئتها والتعلم من خبراتها
الذاتية ( ،)54وتقترح إيجاد مركز قانوني جديد لها على املدى البعيد ( ،)55وسن قوانين حديثة ملواكبة
التطور التقني في هذا املجال دون التأثير سلبا على عمليات التطوير والبحث واالبتكار)56( .
أصدرت املجموعة في عام 2019املبادئ التوجيهية ألخالقيات الذكاء االصطناعي ،التي حددت
إطار تصميم ذكاء اصطناعي جدير بالثقة ،وفقا للمبادئ التوجيهية ،وعليه ،يجب على الذكاء
االصطناعي الجدير بالثقة احترام حقو ق اإلنسان األساسية ،والقوانين املعمول بها واملبادئ والقيم
األساسية ،وضمان "هدف أخالقي" ،هذا باإلضافة إلى وجوب وضع نظام موثوق به تقنيا ،ألنه "حتى
مع النوايا الحسنة ،يمكن أن يتسبب نقص اإلتقان التكنولوجي في حدوث ضرر غير مقصود")57( .
الخاتمة:
لقد أدى ظهور الذكاء االصطناعي ،كمفهوم معقد تبناه القانون وتفاعل معه ،إلى ضرورة إيجاد
انسجام بينه وبين واقع متطور باستمرار ،وتنبي حلول ومقاربات قانونية تكون إجابة عن تحديات
متزايدة سببها ازدياد استقالليته الذكاء االصطناعي عن سلسلة طويلة من املنتجين ،املستخدمين
واملطورين .من بين الحلول املقترحة محاولة تبني مقاربة قانونية تسمح للذكاء االصطناعي بجبر
األضرار التي يتسبب فيها للغير ،وقد شكل هذا أصعب املواضيع املطروحة حاليا ،األمر الذي عقد
كثيرا من فرضية االعتراف له بالشخصية القانونية وثار بشأنه جدل فقهي وقانوني لم يتوقف إلى حد
اليوم .يستمر النقاش وتستمر معه محاوالت الكثيرين إقناع املشرعين بضرورة االعتراف للذكاء
االصطناعي بالشخصية القانونية ولو من خالل تبني فرضيات الحيل القانونية كما هو األمر مع
الشخصية املعنوية لبعض الكيانات ،أو من خالل عمل برامج ومشاريع استشارفية تصلح بأن تكون
أرضية مقنعة إليجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يثيرها الذكاء االصطناعي واستقالله وتطوره السريع.
كما يكون من الضروري إجراء عمليات إصالح للتشريعات الخاصة التي تنظم مسألة الذكاء
االصطناعي واملواضيع املتعلقة به ،األمر الذي سيخلق انسجاما بين واقع متطور باستمرار من جهة،
ومقاربات قانونية فعالة من جهة أخرى.58
( -)1فرانسيس فوكوياما ،ترجمة أحمد مستجير ،نهاية اإلنسان ،عواقب الثورة البيوتكنولوجية ،دار سطور للنشر والتوزيع،
العراق.2002 ،
(" -)2تعتبر الفترة ما بين عام 1940 - 1950بداية الخطوات األولى للذكاء االصطناعي ،مع إنشاء الشبكات العصبي ،فقد أدى عمل
أثنين من أطباء االعصاب " "Warren Mccu and Walter Pittsإلى حساب منطقي لألفكار األساسية في النشاط العصبي،
والتوصل إلى النموذج الرياض ي األول للعصب البيولوجي ،والعصب االصطناعي ،وفي عام 1956عقد مؤتمر في Dartmouthظهر
فيه ألول مرة مصطلح الذكاء االصطناعي على يد " ،Johan Maccarthyوفي الخمسينات بدأت املحاولة األولى إلعداد نماذج آلية
قادرة على إصدار سلوك بسيط ،مثل التعلم ،ولكن تلك النماذج لم تنجح في إصدار أي سلوك شائك ،سواء كان هذا السلوك
لإلنسان أو الحيوان ،وقد اعتمدت هذه النماذج على محاكاة الشبكات العصبية ،وكانت تعمل من خالل القيام باستجابة معينة
بناء على مدخالت تم إدخالها .راجع :عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد ،املسؤولية املدنية عن أضرار الذكاء االصطناعي ،دراسة
تحليلية ،مجلة جيل األبحاث القانونية املعمقة ،العدد ،43أكتوبر ،2020 ،ص .15
( -)3شهدت برامج الذكاء االصطناعي في أوائل الثمانينات صحوة كبيرة وتعقيدا أكبر ،حيث أصبحت تحاكي املعرفة واملهارات
التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء البشريين .راجع :عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد ،املرجع السابق ،ص .16
( -)4معجم مصطلحات الكمبيوتر ،قبرص ،مؤسسة األبحاث اللغوية ،وبست نيو ورلد ،سنة ،1986ص .9ذكره :مصعب ثائر
عبد الستار ،املسؤولية التقصيرية املتعلقة بالذكاء االصطناعي ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة ديالي ،العراق ،املجلد العاشر ،العدد ،2021 ،2ص .391
184 الذكاء االصطناعي :بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
( -)5محمد أحمد املعداوي ،املسؤولية املدنية عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعي ،دراسة مقارنة ،املجلة القانوني ،جامعة
القاهرة ،املجلد ،9العدد ،2021 ،2ص .292
«Les systèmes qui font preuve d'un comportment intelligent en analysant leur environnement et en
prenant des mesures, avec un certain degré d'autonomie, pour atteindre des objectifs spécifique».
Voir : Céline Castets، Comment construire une intelligence artificielle responsable et inclusive?, D,
6 février 2020, p. 225.
(6) - «L’intelligence artificielle consiste à faire exécuter par une machine des opérations que nous
faisons avec notre intelligence», Voir : NEVEJANS (Nathalie), Traité de droit et d’éthique de la
robotique civile, LEH Édition, 2017, p. 31.
) -(7صطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،مدى كفاية القواعد العامة للمسؤولية املدنية في تعويض أضرار الذكاء االصطناعي ،مجلة
حقوق دمياط للدراسات القانونية واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة دمياط ،العدد ،5يناير ،2022 ،ص .214
) -(8مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،ص .215
" -يطلق "علم الذكاء االصطناعي" وهو أحد علوم الحاسوب الحديثة ،وهي تبحث عن أساليب برمجية متطورة للقيام بأعمال
واستنتاجات تشابه ولو في حدود ،حقيقة تلك األساليب التي تنسب لذكاء اإلنسان؛ فهو بذلك علم يبحث في تعريف الذكاء
اإلنساني وتحديد أبعاده ،ومن ثم محاكاة بعض خواصه" ،راجع :فاتن عبد هللا إبراهيم صالح ،أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء
العاطفي على جودة اتخاذ القرارات ،ماجستير ،جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا ،األردن ،2009/2008 ،ص .34
( -)9يوجد من يقول أن الروبوت بدون برامج الذكاء االصطناعي ،ال يمكن اعتباره روبوتا .راجع :محمد أحمد املعداوي عبد ربه
مجاهد ،املرجع السابق ،ص .302
( -)10محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد ،املرجع السابق ،ص .253
( -)11مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،املرجع السابق ،ص .215
(" -)12هي استخدام الكمبيوتلر واألجهزة املبنية على املعالجات أو املتحكمات والبرمجيات في مختلف القطاعات الصناعية
والتجارية والخدمية من أجل تأمين سير اإلجراءات واألعمال بشكل آلي دقيق وسليم وبأقل خطأ ممكن" .راجع :ناضر عبد القادر،
محاضرات في مادة األتمتة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قسم العلوم االجتماعية ،شعبة علوم التربية ،السنة الجامعية،
،2020/2019ص .4
( -)13مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،املرجع السابق ،ص .240
( -)14نفس املرجع ،ص .242
( -)15مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،املرجع السابق ،ص ..241
( -)16كريستيان يوسف ،املسؤولية املدنية عن فعل الذكاء االصطناعي ،ماجيستير ،الجامعة اللبنانية ،الفرع الثاني،
،2020/2019ص .8
( -)17محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد ،املرجع السابق ،ص .297
- 18نفس املرجع ،ص 304وما بعدها.
(" -)19وهي كل كائن صالح الكتساب الحقوق وتحكل واجبات" ،راجع :علي فياللي ،نظرية الحق ،املرجع السابق ،ص .203
( -)20علي فياللي ،نظرية الحق ،موفم للنشر ،الجزائر ،2011 ،ص .184
( -)21نفس املرجع ،ص .203
( -)22يقصد بالتمييز "أن يصبح للصغير بصر عقلي يمكنه من التمييز بين الحسن والقبيح من األمور ،وبين الخير والشر ،والنفع
والضرر ،وإن كان هذا البصر غير عميق وهذا التمييز غير تام وال مستوعبا للنتائج ،ألنهما ينبعان عن عقل غض لم ينضج بعد،
ولم تكتمل استنارته" ،رجع :محمد سعيد جعفور ،تصرفات ناقص األهلية املالية في القانون املدني الجزائري والفقه اإلسالمي ،دار
هومة ،الجزائر ،2002 ،ص .10
( -)23املادة 82قانون األسرة.
( -)24هي "قدرة أو صالحية الشخص للتعبير عن إرادته بنفسه ولحسابه" .راجع :علي فياللي ،نظرية الحق ،املرجع السابق ،ص
.208
( -)24نفس املرجع ،ص ..203
( -)25محمد سعيد جعفور ،املرجع السابق ،ص .8
( -) 26نفس املرجع ،ص 192وما بعدها.
(27)- «L’intelligence artificielle consiste à faire exécuter par une machine des opérations que nous
faisons avec notre intelligence», Voir: NEVEJANS (Nathalie), op-cit, p. 31.
( -)28هاري سوردين ،الذكاء االصطناعي والقانون ،ملحة عامة ،مقال منشور في مجلة معهد دبي القضائي ،العدد ،11أفريل
،2020ص .182
( -)29هاري سوردين،املرجع السابق ،ص .182
( -)30عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد ،املرجع السابق ،ص .19
( -)31توفيق حسن فرج ،املدخل للعلوم القانونية ،الدار الجامعية ،بيروت ،1988 ،ص .744
( -)32املادة 49مدني" :األشخاص االعتبارية هي - :الدولة؛ -املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛ الشركات املدنية والتجارية؛
-الجمعيات واملؤسسات؛ -الوقف؛ -كل مجموعة من األشخاص أو األموال يمنحها القانون شخصية قانونية".
( -)33علي فياللي ،املرجع السابق ،ص .334
( -)34نفس املرجع ،ص .335 ،334
(" -)35ال يعتبر الشخص املعنوي في إطار قانون حق املؤلف مؤلفا إال استثناء حسب ما يتضح من نص املادة 12من األمر رقم -03
،05وهذا االستثناء ما هو إال حيلة قانونية الغاية منها حماية مصالح من أنجز لحسابه املصنف" ،راجع :عمروش فوزية ،حقوق
املؤلف في ظل الذكاء االصطناعي ،ملتقى دولي بعنوان :الذكاء االصطناعي :تحد جديد للقانون ،جامعة الجزائر ،1حوليات جامعة
الجزائر ،العدد ،2018 ،7ص .178
- 36املادة 50مدني جزائري.
( -)37علي فياللي ،املرجع السابق ،ص .336
( -)38مصطفى الجمال ،نبيل إبراهيم سعد ،النظرية العامة للقانون ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2002 ،ص .583
( -)39بموجب القانون رقم 15-04املؤرخ في 10نوفمبر ّ ،2004تمم الكتاب األول من قانون العقوبات بباب أول مكرر تحت عنوان:
"العقوبات املطلبقة على األشخاص املعنوية" ،ومن بين هذه العقوبات ما جاء في املواد 18مكرر و 18مكرر ،1حيث نصت على
الغرامة املالية ،حل الشخص املعنوي ،غلق املؤسسة أو أحد فروعها ،اإلقصاء من الصفقات العمومية ،املنع من مزاولة النشاط،
مصادرة األشياء املستعملة في الجرائم ... ،إلخ .راجع :علي فياللي ،املرجع السابق ،ص .337
( -)40عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد ،املرجع السابق ،ص .18
( -)41عماد عبد الرحيم الدحيات ،املرجع السابق ،ص .22
( -)42علي فياللي ،الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،جامعة
تنراست ،املجلد ،09العدد ،2020 ،01ص .29
( -)43نفس املرجع.
( -)44علي فياللي ،الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة ،املرجع السابق ،ص .29
186 الذكاء االصطناعي :بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
(45)- Gille Martin, «L’arbre peut-il être une victime», in Le livre blanc, Le droit prend-t-il vraiment
en compte l’environnement ? Le collègue supérieur Lyon, pp.5 et suiv.
( -)46يقول األستاذ علي فياللي في هذا الصدد ..." :ال داعي للحيل لتمكين الطبيعة وعناصرها من االستفادة من الشخصية
ُ
القانونية ،ال سيما وأن هناك آليات قانونية عدة تمكننا من املحافظة على الوسط البيئي الذي يعيش فيه اإلنسان" .راجع :علي
فياللي ،الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة ،املرجع االسبق ،ص .42
-لقد رفض املشرع الفرنس ي فكرة االعتراف بالشخصية القانونية للطبيعة ،إال أنه سمح لكل من يهمه األمر مباشرة دعوى قضائية
بغرض حماية البيئة ،وذلك من خالل نص املادة 1248والتي فتحت ألي شخص له صفة ومصلحة ،بأن يرفع دعوى متعلقة
بإصالح الضرر اإليكولوجي ،وهذا األمر معمول به أيضا في التشريع الجزائري.
Art. 1248 (LOI n°2019-773 du 24 juillet 2019 - art. 21):
«L'action en réparation du préjudice écologique est ouverte à toute personne ayant qualité et intérêt à
agir, telle que l'Etat, l'Office français de la biodiversité, les collectivités territoriales et leurs
groupements dont le territoire est concerné, ainsi que les établissements publics et les associations
agréées ou créées depuis au moins cinq ans à la date d'introduction de l'instance qui ont pour objet la
protection de la nature et la défense de l'environnement».
(-47) Xavier Labbée, La fin du monde, la fin du droit ou la transition juridique?,D.24 Janvier 2019.
P. 78.
)Ibid.(-48
( -)49محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد ،املرجع السابق ،ص .310
( -)50نفس املرجع.
( -)51في سنة ،2015أنشأت لجنة الشؤون القانونية في البرملان األوروبي مجموعة عمل من أجل وضع الحلول الخاصة بالقضايا
القانونية واألخالقية املتعلقة بتطوير الروبوتات والذكاء االصطناعي .راجع في هذا الصدد:
- Nathalie Maximin, Vers des règles européennes de droit civil applicables aux robots, Dalloz
actualité, 01 mars 2017, p.25.
راجع أيضا :محمد عرفان الخطيب ،املسؤولية املدنية والذكاء االصطناعي ،إمكانية املساءلة؟ دراسة تحليلية معمقة لقواعد
املسؤولية املدنية في القانون املدني الفرنس ي ،مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ،السنة ،08العدد ،2020 ،01ص .122
( -)52قسم ، AGمن قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني املتعلقة بالروبوتات .2017 ،
( -)53ركريستيان يوسف املرجع السابق ،ص .14
( -)54األقسام ،AF ، AIمن قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني الخاصة بالروبوتات .2017 ،
( -)55القسم ، ACمن قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني املتعلقة بالروبوتات .2017 ،
( -)56املبادئ العامة ،القسم ، Uقواعد القانون املدني للبرملان األوروبي بشأن الروبوتات.2017 ،
( -)57كريستيان يوسف ،املرجع السابق ،ص .14
( -)58عماد عبد الرحيم الدحيات ،نحو تنظيم قانون للذكاء االصطناعي في حياتنا :إشكالية العالقة بين البشر واآللة ،مجلة
االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،كلية القانون ،جامعة اإلمارات العربية املتحدة ،املجلد ،08العدد ،2019 ،05ص .22
قائمة املصادرواملراجع
باللغة العربية:
أوال /قائمة املصادر:
➢ النصوص التشريعية:
-1األمر رقم 05-03مؤرخ في 19يويلو ،2003يتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة( .ج .ر
العدد .)44
ّ
واملتمم -2األمر قم 75 / 58املؤرخ في 26سبتمبر 1975املتضمن القانون املدنيّ ،
املعدل ر
بالقانون رقم 05 / 10املؤرخ في 20جولية( ، 2005ج.ر العدد .)44
-3القانون رقم 15-04املؤرخ في 10نوفمبر ،2004يعدل ويتمم األمر رقم 156-66املؤرخ في 18
صفر عام 1386املوافق 8يونيو سنة 1966واملتضمن قانون العقوبات( .ج .ر العدد .)71
-4القانون رقم 11-84املؤرخ في 09يونيو سنة ،1984املتضمن قانون األسرة ،املعدل واملتمم.
(ج .ر العدد .)24
ثانيا /قائمة املراجع:
➢ الكتــب:
-1توفيق حسن فرج ،املدخل للعلوم القانونية ،الدار الجامعية ،بيروت.1988 ،
-2علي فياللي ،نظرية الحق ،موفم للنشر ،الجزائر.2011 ،
-3فرانسيس فوكوياما ،ترجمة أحمد مستجير ،نهاية اإلنسان ،عواقب الثورة البيوتكنولوجية ،دار
سطور للنشر والتوزيع ،العراق.2002 ،
-4مصطفى الجمال ،نبيل إبراهيم سعد ،النظرية العامة للقانون ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت.2002 ،
-5محمد سعيد جعفور ،تصرفات ناقص األهلية املالية في القانون املدني الجزائري والفقه اإلسالمي،
دار هومة ،الجزائر.2002 ،
➢ الرسائل الجامعية:
-1فاتن عبد هللا إبراهيم صالح ،أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء العاطفي على جودة اتخاذ
القرارات ،ماجستير ،جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا ،األردن.2009/2008 ،
-2كريستيان يوسف ،املسؤولية املدنية عن فعل الذكاء االصطناعي ،ماجستير ،الجامعة البنانية،
الفرع الثاني.2020/2019 ،
188 الذكاء االصطناعي :بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
-3ناضر عبد القادر ،محاضرات في مادة األتمتة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قسم العلوم
االجتماعية ،شعبة علوم التربية ،السنة الجامعية.2020/2019 ،
➢ املقاالت في املجالت
-1فوزية عمروش ،حقوق املؤلف في ظل الذكاء االصطناعي ،ملتقى دولي بعنوان :الذكاء االصطناعي:
تحد جديد للقانون ،جامعة الجزائر ،1حوليات جامعة الجزائر ،العدد ( .2018 ،7ص – 164
ص .)185
-2عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد ،املسؤولية املدنية عن أضرار الذكاء اإلصطناعي ،دراسة
تحليلية ،مجلة جيل األبحاث القانونية املعمقة ،العدد ،43أكتبور( ،2020 ،ص - 11ص .)46
-3علي فياللي ،الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية
واالقتصادية ،جامعة تمنراست ،املجلد ،09العدد ( .2020 ،01ص – 26ص .)53
-4عماد عبد الرحيم الدحيات ،نحو تنظيم قانون للذكاء االصطناعي في حياتنا :إشكالية العالقة بين
البشر واآللة ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،كلية القانون ،جامعة اإلمارات
العربية املتحدة ،املجلد ،08العدد ( .2019 ،05ص – 14ص .)35
-5محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد ،املسؤولية املدنية عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعي،
دراسة مقارنة ،املجلة القانوني ،جامعة القاهرة ،املجلد ،9العدد ( .2021 ،2ص – 284ص
.)392
-6محمد عرفان الخطيب ،املسؤولية املدنية والذكاء االصطناعي ،إمكانية املساءلة؟ دراسة تحليلية
معمقة لقواعد املسؤولية املدنية في القانون املدني الفرنس ي ،مجلة كلية القانون الكويتية
العاملية ،السنة ،08العدد ( .2020 ،01ص - 107ص .)151
-7مصعب ثائر عبد الستار ،املسؤولية التقصيرية املتعلقة بالذكاء االصطناعي ،مجلة العلوم
القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ديالي ،العراق ،املجلد العاشر،
العدد ( .2021 ،2ص - 387ص .)412
-8مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى ،مدى كفاية القواعد العامة للمسؤولية املدنية في تعويض
أضرار الذكاء االصطناعي ،مجلة حقوق دمياط للدراسات القانونية واالقتصادية ،كلية الحقوق،
جامعة دمياط ،العدد ،5يناير( .2022 ،ص – 210ص .)403
-9اري سوردين ،الذكاء االصطناعي والقانون ،ملحة عامة ،مقال منشور في مجلة معهد دبي
القضائي ،العدد ،11أفريل ( .2020ص – 159ص .)215
189 الذكاء االصطناعي :بحث عن مقاربة قانونية
بدري جمال
باللغة الفرنسية
➢ Ouvrages:
- NEVEJANS (Nathalie), Traité de droit et d’éthique de la robotique civile, LEH
Édition, 2017.
➢ Articles et chroniques:
1- Céline Castets, Comment construire une intelligence artificielle responsable et
inclusive?, Dalloz, n° 04, 06 février 2020. (pp. 225-230).
2- Gille Martin, «L’arbre peut-il être une victime», in Le livre blanc, Le droit prend-
t-il vraiment en compte l’environnement ? Le collègue supérieur Lyon. (pp 5-
17).
3- Nathalie Maximin, Vers des règles européennes de droit civil applicables aux
robots, Dalloz actualité, 01 mars 2017, p. 25.
Xavier Labbée, La fin du monde, la fin du droit ou la transition juridique?,Dalloz, 24
Janvier 2019, p. 78.