Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫هدية من المجوس‬

‫دينار و سبعة و ثمانون قرشا ‪ ،‬هذا كان كل شيء ‪ ،‬و ستون قرش منها كانت من‬
‫القطع النقدية ‪ ،‬قطع إدخرت واحدة أو إثنتان في كل مرة ‪ ،‬من مساومة بائع البضائع و‬
‫بائع الخضروات و اللحام ‪ ،‬حتى ينفذ صبرهم من تحمل التبخيس من قيمة بضائعهم ‪ ،‬هذا‬
‫ما كان يتطلب األمر ‪ .‬عدتها ديال ثالث مرات ‪ ،‬دينار و سبعة و ثمانون قرشا ‪ ،‬سيكون‬
‫‪ .‬يوم الغد عيد الميالد‬
‫لم يتبقى شيء لفعله إال التخبط و البكاء على األريكة الرثة و العواء ‪ ،‬و هذا ما‬
‫فعلته ديال‪ ،‬ما يثير التفكير أن الحياة مجرد مجموعة من البكاء و اإلستنشاقات و التبسمات‬
‫‪ ، .‬مع زيادة اإلستنشاقات عن البقية‬
‫بينما تهدء تمهيديا سيدة المنزل من المستوى األول إلى الثاني للحياة ‪ ،‬ألقي نظرة‬
‫على المنزل ‪ ،‬شقة مفروشة تكلف ثمانية دنانير أسبوعيا‪ ،‬هي ال تصف متسولين حرفيا ‪،‬و‬
‫‪ .‬لكن من الواضح أن المنزل يبحث عن فرقة متسولين ليسكنوه‬
‫في الدهليز في األسفل صندوق بريد ال تصله أي رسائل و كبسة زر ال يمكن ألي‬
‫أصبع فاني أن يرن عليه ‪ ،‬و كان معلقا على ذلك كرت مكتوب عليه اإلسم "السيد جيمس‬
‫‪ " .‬ديلينجهام يونج‬
‫ديلينجهام " رمي مع النسيم في فترة إزدهار سابقة عندما كان صاحبه يربح ‪"30‬‬
‫دينارا أسبوعيا ‪ ،‬لكن األن عندما تم خفضه إلى ‪ 20‬دينار الرسائل المرسلة ل"ديلينجهام"‬
‫"أصبحت غير مرئية ‪ ،‬و كأنهم كانوا يفكرون بتغير اإلسم لشيء متواضع مثل "السيد‪.‬د‬
‫لكن كلما كان يعود السيد ديلينجهام للمنزل و يصعد إلى شقته كان ينادى عليه ‪ :‬يا‬
‫‪!!،‬جيم‬
‫‪.‬و يعانق بشدة من األنسة ديلينجهام يونج ‪ ،‬التي تعرفت عليها سابقا هي نفسها ديال‬
‫ديال توقفت عن البكاء ثم غطت وجنتيها بمسحوق تجميل لتخفي أثر البكاء عن‬
‫وجهها ‪ ،‬و بعدها وقفت عند الشباك تحدق بشكل بارد على قطة رمادية اللون تمشي على‬
‫سياج رمادي اللون في فناء رمادي اللون ‪ ،‬الغد هو يوم الميالد و هي ال تمتلك غير دينارا‬
‫و سبعة و ثمانون قرشا لكي تشتري بها هدية لجيم ‪ ،‬كانت قد إدخرت كل فلس تستطيع‬
‫ألشهر من غير نتيجة‪ ،‬ال يمكن فعل الكثير بعشرون دينارا ‪ ،‬المصاريف دائما أكبر مما‬
‫يمكنها حسابه ‪ ،‬دينار و سبع و ثمانون قرشا لتشتري هدية لجيم ‪ ،‬عشيقها جيم ‪ ،‬قد قدت‬
‫ديال العديد من الساعات السعيدة و هي تخطط لشيء يفرحه ‪ ،‬شيء جميل و فريد ‪ ،‬شيء‬
‫‪.‬يقترب من الشرف أن تكون عشيقة جيم‬
‫كان هنلك مرأة حائط بين شبابك الغرفة ‪ ،‬قد يكون مر بك و رأيت مرأة حائط في‬
‫شقة تكلف ثمانية دنانير ‪ ،‬فقط الشخص شديد الرفع و النحف قد يستطيع أن يرى إنعكاسه‬
‫عليها عن طريق أن ينظر لنفسه كل جزء على حدا بشكل خاطف ‪ ،‬و كون ديال شديدة‬
‫‪.‬النحف قد إحترفت هذه الطريقة‬
‫و فجأة إلتفتت نحو المرأة ‪ ،‬كانت عينيها تبرق لمعانا ‪ ،‬لكن كان وجهها شاحب‬
‫‪.‬اللون ‪ ،‬و بسرعة سحبت شعرها كامل‬
‫اآلن‪ ،‬كانت هناك ممتلكات لجيمس ديلينجهام يونغز حيث كان كالهما يفخر به بشدة‪.‬‬
‫كانت إحداها ساعة جيم الذهبية التي كانت لوالده و جده‪ .‬واآلخر كان شعر ديال‪ .‬لو عاشت‬
‫ملكة سبأ في الشقة المجرورة للزقاق‪ ،‬لكانت ديال قد تركت شعرها يتدلى من النافذة يوًما‬
‫ما لتجف فقط لتقلل من قيمة مجوهرات صاحبة الجاللة وهداياها‪ .‬لو كان الملك سليمان هو‬
‫البواب‪ ،‬مع تراكم كل كنوزه في الطابق السفلي‪ ،‬لكان جيم قد أخرج ساعته في كل مرة‬
‫‪.‬يمر فيها‪ ،‬فقط ليراه ينتزع لحيته من الحسد‬

‫لذا اآلن سقط شعر ديال الجميل حولها‪ ،‬وهو يتموج ويتألق مثل سلسلة من مياه بنية‬
‫اللون‪ ،‬وصلت إلى تحت ركبتها وصنعت لها ثوًبا تقريًبا‪ ،‬ثم ضمته مرة أخرى بعصبية‬
‫وبسرعة‪ ،‬ذات مرة تعثرت لمدة دقيقة ووقفت ثابتة بينما كانت دمعة أو اثنتين تتناثر على‬
‫‪.‬السجادة الحمراء البالية‬
‫ذهبت بسترتها البنية القديمة ‪ ،‬و ذهبت بقبعتها البنية القديمة‪ ،‬مع دوامة من‬
‫‪.‬التنانير‪،‬ومع بريق المع ال يزال في عينيها‪ ،‬خرجت من الباب ونزلت الدرج إلى الشارع‬
‫حيث توقفت كان هنلك الفتة كتب عليها‪" :‬السيدة سوفروني‪ .‬لمستحضرات الشعر‬
‫من جميع األنواع "‪ .‬ركضت واحدة من ثمانية‪ ،‬ديال‪ ،‬تمالكت نفسها‪ ،‬تلهث‪ .‬سيدتي‪ ،‬كبيرة‪،‬‬
‫‪».‬بيضاء جًدا‪ ،‬باردة‪ ،‬بالكاد تبدو «سوفروني‬
‫هل تشتري شعري ؟» سأل ديال «‬
‫»قالت السيدة‪« :‬أشتري الشعر»‪« .‬اخلع قبعتك ودعنا نرى مظهره‬
‫‪.‬تموج لألسفل السلسلة البنية‬
‫‪».‬قالت السيدة وهي ترفع ثقل الشعر بيد متمرسة‪« :‬عشرون دينارا‬
‫‪».‬قالت ديال‪« :‬أعطني إياها بسرعة‬
‫أوه‪ ،‬وأخذت بالساعتين القادمتين تعثرت على أجنحة وردية‪ .‬ننسى اإلستعارة‬
‫‪.‬المجزئة‪ .‬كانت تنهب المتاجر من أجل هدية جيم‬
‫لقد وجدتها أخيرًا من المؤكد أنها صنعت خصيصا لجيم وال أحد آخر‪ .‬لم يكن هناك‬
‫شيء آخر مثله في أي من المتاجر‪ ،‬وفقد قلبتهم جميًعا من الداخل إلى الخارج‪ .‬لقد كانت‬
‫سلسلة فوب بالتينية بسيطة وعفيفة في التصميم‪ ،‬تعرف بشكل صحيح قيمتها من حيث‬
‫الجوهر وحدها وليس عن طريق الزخرفة ‪ -‬كما يجب أن تفعل كل األشياء الجيدة‪.‬حتى‬
‫أنها كانت تستحق الساعة مجرد أن رأت ذلك علمت أنه يجب أن تكون لجيم‪ .‬كانت تشبهه‪،‬‬
‫الهدوء والقيمة ‪ -‬الوصف ينطبق على كليهما‪ .‬واحد وعشرون دينارا أخذوها منها مقابل‬
‫ذلك‪ ،‬وسارعت إلى المنزل مع ‪ 87‬قرشا‪ .‬مع هذه السلسلة في ساعته‪ ،‬قد يكون جيم قلًقا‬
‫بشكل صحيح بشأن الوقت في أي شركة‪ .‬مع أن الساعة كانت ثمينة‪ ،‬كان ينظر إليها‬
‫أحياًنا بالخلسة بسبب الحزام الجلدي القديم الذي كان يستخدمه بدًال من سلسلة ذات قيمة‬
‫‪ .‬حسنة‬
‫عندما وصلت ديال إلى المنزل‪ ،‬أفسح تسممها المجال لقليال من الحكمة والعقل‪.‬‬
‫أخرجت مكاويها الملتفة وأضاءت الغاز وذهبت إلى العمل إلصالح الدمار الذي أحدثه‬
‫‪.‬الكرم المضاف إلى الحب‪ .‬وهي دائًما مهمة هائلة لألصدقاء األعزاء ‪ -‬مهمة عمالقة‬
‫في غضون أربعين دقيقة‪ ،‬كان رأسها مغطى بضفائر صغيرة متقاربة جعلتها تبدو‬
‫رائعة مثل التلميذة المتغيبة عن المدرسة‪ .‬نظرت إلى انعكاسها في المرآة طوياًل وحذًر ا‬
‫‪.‬وتفصيلًيا‬
‫قالت لنفسها‪" :‬إذا لم يقتلني جيم‪ ،‬قبل أن يلقي نظرة ثانية علي‪ ،‬سيقول إنني أبدو‬
‫مثل فتاة جوقة كوني آيالند‪ .‬لكن ماذا يمكنني أن أفعل‪ ...‬ماذا كان يمكنني أن أفعل بدينارًا‬
‫"سبعة وثمانين قرشًا ؟‬
‫في الساعة ‪ 7‬صباًح ا‪ ،‬تم صنع القهوة وكان المقالة على ظهر الموقد ساخًنا‬
‫‪.‬وجاهًز ا لطهي القطع‬
‫لم يتأخر جيم أبًدا‪ .‬طوط ديال سلسلة الفوب في يدها وجلست على زاوية الطاولة‬
‫بالقرب من الباب الذي كان يدخله دائًما‪ .‬ثم سمعت خطوته على الدرج بعيًدا عند أول‬
‫درجة‪ ،‬وتحول وجهها إلى اللون األبيض للحظة واحدة فقط‪ .‬كانت معتادة على تالوت‬
‫القليل من الصلوات الصامتة حول أبسط األشياء اليومية‪ ،‬واآلن همست‪« :‬أرجوك‪ ،‬يا‬
‫‪» .‬إلهي‪ ،‬اجعله يعتقد أنني ما زلت جميلة‬
‫فتح الباب ودخل جيم وأغلقه‪ .‬بدا نحيًفا وجاًدا جًدا‪ .‬الرفيق المسكين‪ ،‬كان في الثانية‬
‫والعشرين فقط من عمره ‪ -‬وأن يكون مثقاًل بعائلة! كان بحاجة إلى معطف جديد ولم يكن‬
‫‪.‬يرتدي قفازات‬
‫تقدم جيم إلى داخل الباب‪ ،‬ثابًتا مثل صانع رائحة السمان‪ .‬ثم ألقيت عينيه على ديال‪،‬‬
‫وكان هناك تعبير فيهما لم تستطيع قرائتها‪ ،‬وقد أرعبها ذلك‪ .‬لم يكن غضًبا وال مفاجأة وال‬
‫رفًض ا وال رعًبا وال أًيا من المشاعر التي كانت مستعدة لها‪ .‬لقد حدق بها ببساطة مع هذا‬
‫‪.‬التعبير الغريب على وجهه‬
‫‪.‬أزاحت ديال من الطاولة وإتجهت نحوه‬
‫صرخت‪" :‬جيم‪ ،‬حبيبي‪ ،‬ال تنظر إلي بهذه الطريقة‪ .‬لقد قصيت شعري وبعته ألنني ال‬
‫أستطع العيش عيد الميالد دون أن أعطيك هدية‪ .‬سوف يطول مرة أخرى ‪ -‬لن تمانع‪،‬‬
‫أليس كذلك ؟ كان علي أن أفعل ذلك‪ .‬شعري ينمو بسرعة فظيعة‪ .‬قل «عيد ميالد سعيد!»‬
‫قال جيم‪ ،‬ولنكن سعداء‪ .‬أنت ال تعرف ماهية الهدية الجميلة وللطيفة التي لدي من أجلك‬
‫‪".‬‬
‫لقد قطعت شعرك ؟» سأل جيم‪ ،‬بصعوبة‪ ،‬كما لو أنه لم يصل إلى هذه الحقيقة «‬
‫‪.‬العجيبة بعد‪ ،‬حتى بعد أصعب المخاض العقلي‬
‫قالت ديال‪« :‬قطعها وباعها»‪" .‬أال تحبني بنفس المقدار ‪ ،‬على أي حال ؟ و أنا من‬
‫" دون شعري‪ ،‬أليس كذلك ؟‬
‫‪،‬نظر جيم إلى الغرفة بفضول‬
‫‪.‬هل تقول أن شعرك ذهب ؟» قال‪ ،‬بأسلوب من الحماقة«‬
‫قالت ديال‪« :‬ال داعي للبحث عنها»‪" .‬قد بيعت‪ ،‬أقول لك ‪ -‬بيعت وذهبت أيًض ا‪ .‬إنها‬
‫ليلة عيد الميالد يا فتى كن جيًدا معي‪ ،‬ألنه ذهب من أجلك‪ .‬ربما كانت شعرات رأسي‬
‫معدودة‪« ،‬واصلت بحالوة خطيرة مفاجئة»‪ ،‬لكن ال أحد يستطيع أن يحسب حبي لك‪ .‬هل‬
‫" أضع قطع اللحم يا (جيم) ؟‬
‫وضع جيم ذراعيه حول ديال‪ .‬لمدة عشر ثوان دعونا ننظر في اإلتجاه اآلخر‪ .‬ثمانية‬
‫دينار في األسبوع أو مليون دينار في السنة ما مدى اختالفهما ؟ قد يعطيك شخص ما‬
‫إجابة‪ ،‬لكنها ستعطيك إجابة ستكون خاطء جلب المجوس هدايا قيمة‪ ،‬لكن ذلك لم يكن من‬
‫‪.‬بين هم ستفهمين قصدي قريًبا‬
‫‪.‬أخرج جيم طرد من جيب معطفه وألقى بها على الطاول‬
‫قال‪" :‬ال تظني أي خطأ بي يا ديال ‪ .‬ال أعتقد أن هناك أي شيء مثل قصة شعر أو‬
‫حالقة أو شامبو يمكن أن يجعلني معجب بفتاتي أقل‪ .‬ولكن إذا قمت بفتح هذا الطرد‪،‬‬
‫‪ ".‬فسوف ترا لماذا جعلتني أغضب لفترة من الوقت في البداية‬
‫مزقت األصابع البيضاء الخيط والورق بخفة‪ .‬ثم صرخة فرح منتشية ؛ وبعد ذلك‪،‬‬
‫لألسف! تغيير أنثوي سريع إلى دموع وعويل هستيرية‪ ،‬مما يستلزم التوظيف الفوري‬
‫‪.‬لجميع قوى المراضات من صاحب الشقة‬
‫هناك مجموعة أمشاط ‪ -‬مجموعة األمشاط‪ ،‬جانًبا وخلًفا‪ ،‬التي كانت ديال تتمناها‬
‫لفترة طويلة في نافذة برودواي(محل)‪ .‬أمشاط جميلة‪ ،‬من صدف سلحفاة أنقية‪ ،‬مع حواف‬
‫مرصعة بالجواهر ‪ -‬فقط الظل الرتدائه في الشعر الجميل المتالشي‪ ،‬كانت أمشاًطا باهظة‬
‫الثمن‪ ،‬كما كانت تعلم‪ ،‬و كان قلبها ببساطة يتوق إليها ويتوق إليها دون أقل أمل في‬
‫‪.‬االستحواذ‪ ،‬واآلن‪ ،‬كانوا لها‪ ،‬لكن الخصالت التي كان مرغوًبا إستخدامه عليها قد إختفت‬
‫لكنها ضمتهم إلى حضنها‪ ،‬مطوًال و تمكنت من النظر إلى األعلى بعيون خافتة‬
‫‪!! .‬وابتسامة وتقول‪" :‬شعري ينمو بسرعة كبيرة‪،‬يا جيم‬
‫‪».‬ثم نقزت ديال مثل قطة صغيرة وصرخت‪« ،‬أوه‪ ،‬أوه‬
‫لم يكن جيم قد رأى هديته الجميلة بعد‪ ،‬أمسكت به بشغف على راحة يدها المفتوحة‪،‬‬
‫‪.‬بدا أن المعدن الثمين الباهت يومض مع انعكاس لروحها الساطعة والمتحمسة‬
‫أليست رائعة يا (جيم) ؟ اصطدت في جميع أنحاء المدينة للعثور عليها‪ .‬عليك أن‬
‫‪".‬تنظر إلى الوقت مائة مرة في اليوم اآلن‪ ،‬أعطني ساعتك‪ ،‬أريد أن أرى كيف تبدو عليه‬
‫‪.‬بدًال من الطاعة‪ ،‬جلس جيم على األريكة ووضع يديه تحت خلف رأسه وابتسم‬
‫قال‪" :‬ديال‪ ،‬دعينا نضع هدايا عيد الميالد بعيًدا ونحتفظ بها لفترة من الوقت‪ .‬إنها‬
‫لطيفة للغاية الستخدامها في الوقت الحاضر‪ .‬قد بعت الساعة للحصول على المال لشراء‬
‫‪".‬أمشاطك‪ .‬واآلن افترض األن أنك تضعين قطع اللحم على الموقد‬
‫المجوس‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬كانوا الرجال الحكماء ‪ --‬من حسن الحظ الرجال الذين‬
‫جلبوا الهدايا إلى بايب في المذود‪ .‬اخترعوا فن تقديم هدايا عيد الميالد‪ .‬وال شك ان‬
‫عطاياهم كانت حكيمة‪ ،‬وربما تحمل امتياز التبادل في حالة االزدواجية‪ .‬وهنا قمت بعالقة‬
‫سخيفة بكم التاريخ الهادئ لطفلين أحمق في شقة ضحوا دون حكمة من أجل بعضهم‬
‫البعض بأعظم كنوز منزلهم‪ .‬ولكن في كلمة أخيرة لحكمة هذه األيام‪ ،‬دع األمر يقال إن من‬
‫بين كل الذين يقدمون الهدايا‪ ،‬كان هذان الشخصان األكثر حكمة‪ .‬من بين كل الذين يقدمون‬
‫‪.‬ويتلقون الهدايا‪ ،‬مثل الحكمة‪ .‬في كل مكان هم أكثر حكمة‪ .‬هم المجوس‬

‫عالمي في مقهى‬

‫في منتصف الليل كان المقهى مزدحًما‪ ،‬بالصدفة‪ ،‬كانت الطاولة الصغيرة التي جلست‬
‫عليها قد أفلتت من أعين الوافدين‪ ،‬ومد كرسيان شاغران أذرعهما بضيافة مطالبة لتدفق‬
‫‪.‬الرعاة‬
‫ثم جلس العالمي في أحدهم‪ ،‬وكنت سعيًدا‪ ،‬ألنني كنت أتبنى نظرية مفادها أنه منذ آدم لم‬
‫يكن هناك مواطن حقيقي في العالم‪ .‬نسمع عنها‪ ،‬ونرى ملصقات أجنبية على الكثير من‬
‫‪.‬األمتعة‪ ،‬لكننا نجد مسافرين بدًال من عالمين‬
‫أنا مهتم بفكرتك عن اإلعداد ‪ -‬الطاوالت الرخامية‪ ،‬والكراسي المغطاة بالجلد‪،‬‬
‫ومجموعات الرجال المثليين‪ ،‬والنساء في الفساتين الراقية شبه الريفية‪ ،‬والتحدث في‬
‫أفضل أوركسترا بصرية للذوق‪ ،‬واالقتصاد‪ .‬الثروة أو الفن ؛النادل المواظب والمحب‬
‫للسخاء‪ ،‬الموسيقى المقدمة برقة من الملحنين ؛ مزيج من المحادثة والضحك ‪ -‬وإذا‬
‫أردت‪ ،‬فإن هنلك فورتسبورغ في الكؤوس التي تنحني نحو فمك مثل كرز ناضج يتأرجح‬
‫‪ .‬أغصانه في فم الروبر جاي‪ .‬أخبرني نحات في ماوتش تشانك أن المكان باريسي للغاية‬
‫تم تسمية كوزموبوليت الخاص بي باسم إي‪ .‬رشمور كوجالن‪ ،‬وسيتم سماعه في‬
‫الصيف المقبل في جزيرة كوجلين‪ .‬أبلغني أنه سيؤسس «شعبية» جديدة هناك‪ ،‬حيث قدم‬
‫عرًض ا ملكًيا‪ .‬ثم دقت محادثته على طول خطوط العرض والطول‪ .‬أخذ العالم المستدير‬
‫العظيم في يده‪ ،‬إذا جاز التعبير‪ ،‬مألوًف ا‪ ،‬بازدراء‪ ،‬ولم يكن يبدو أكبر من بذرة كرز‬
‫ماراشينو في طاولة فاكهة العنب ‪ ،‬تحدث بعدم احترام عن خط االستواء‪ ،‬وتخطى من قارة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬وسخر من المناطق‪ ،‬ومسح أعالي البحار بمنديل له‪ .‬بتلويحة من يده كان‬
‫يتحدث عن بازار معين في حيدأباد‪ .‬نفحة! سيضعك على الزالجات في البالند ‪ ،‬اآلن‬
‫ركبت الكسارات مع كاناكء في كيليكاهيكي‪ .‬بريستو! لقد جرك عبر مستنقع ما بعد البلوط‬
‫في أركنساس‪ ،‬وتركك تجف للحظة في السهول القلوية لمزرعته في أيداهو‪ ،‬ثم دفعك إلى‬
‫مجتمع أرشيدوق فيينا‪ .‬كان حاال سيخبرك عن نزلة برد أصيب بها في نسيم بحيرة‬
‫شيكاغو وكيف عالجها إسكاميال القديم في بوينس أيريس بضخ ساخن من أعشاب‬
‫الشوكوال‪ .‬كنت ستوجه رسالة إلى «إي ‪.‬رشمور كوجالن‪ ،‬أ‪،‬ن‪،‬ك‪ ،.‬األرض‪ ،‬النظام‬
‫‪ ...‬الشمسي‪ ،‬الكون»‪ ،‬وترسلها بالبريد‪ ،‬وتشعر بالثقة في أنها ستصل إليه‬
‫كنت متأكًدا من أنني وجدت أخيًر ا العالمي الحقيقي الوحيد منذ آدم‪ ،‬واستمعت إلى‬
‫خطابه العالمي خائًفا خشية أن أكتشف فيه المالحظة المحلية لمجرد هرولة الكرة‬
‫األرضية‪ .‬لكن آرائه لم تتزعزع أو تتداعى قط ؛ كان محايدا للمدن والبلدان والقارات مثاله‬
‫‪ .‬الرياح أو الجاذبية األرضية‬
‫وكما ثرثر إي رشمور كوجالن عن هذا الكوكب الصغير‪ ،‬فكرت بسعادة عن‬
‫شخص شبه عالمي عظيم كتب للعالم بأسره وكرس نفسه لبومباي‪ .‬في كل قصيدة عليه أن‬
‫يقول إن هناك فخًر ا وتنافًسا بين مدن األرض‪ ،‬وأن «الرجال الذين يعيشون فيهم‪،‬‬
‫يتاجرون ربًح ا و خسارًة ‪ ،‬لكنهم يتشبثون بمدنهم كما يتشبث الطفل بثوب أمه »‪ .‬وكلما‬
‫ساروا "بشوارع صاخبة غير معروفة" يتذكرون مدينتهم األصلية " بإخالٍص وحماقٍة‬
‫وولٍع ؛ جعل مجرد نطق إسمها متعلقًا به بشكل مباشر"‪ .‬و قد إشتعلت فرحتي ألنني‬
‫قبضت على السيد كيبلينج وهو يغفو‪ .‬لقد وجدت هنا رجًال غير مصنوع من الغبار ؛‬
‫شخص ليس لديه تباهي محدد بمسقط رأسه أو بلده‪ ،‬شخٌص ‪ ،‬إذا تفاخر على اإلطالق‪،‬‬
‫‪.‬سيتباهى بكامله في الكرة األرضية ضد المريخ وسكان القمر‬
‫تم التعبير عن هذه الموضوعات من إي ‪.‬رشمور كوجالن من الزاوية الثالثة إلى‬
‫طاولتنا‪ .‬بينما كان كوجالن يصف لي التضاريس على طول سكة حديد سيبيريا‪ ،‬انزلقت‬
‫األوركسترا في مزيج الكالم‪ .‬كان الهواء الختامي هو «ديكسي!»‪ ،‬قدمة ملحظة مفرحة ‪،‬‬
‫‪ .‬تقريًبا تغلبت عليها تصفيقات عديدة لأليدي من كل الطاوالت المجاورة تقريًبا‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن مشاهدة هذا المشهد الرائع كل مساء في العديد من‬
‫المقاهي في مدينة نيويورك‪ .‬تم استهالك أطنان من المشروبات فوق النظريات لحسابها‪.‬‬
‫اعتقد البعض على عجل أن جميع الجنوبيين في المدينة يرتدون مالبسهم في المقاهي عند‬
‫حلول الظالم‪ .‬هذا التصفيق للهواء «العشوائي» في المدينة الشمالية يحير قلياًل ؛ ولكنها‬
‫قابلة للفهم‪ .‬الحرب مع إسبانيا‪ ،‬ومحاصيل النعناع والبطيخ السخية لسنوات عديدة‪ ،‬وعدد‬
‫قليل من الفائزين منذ فترة طويلة في مضمار سباق نيو أورلينز‪ ،‬والمآدب الرائعة التي‬
‫قدمها مواطنو إنديانا وكانساس الذين يؤلفون مجتمع شمال كارولينا جعلت الجنوب من‬
‫«موضة راحلة» في مانهاتن سوف تخرب مانيكير أظافرك ألن أصبع السبابة األيسر‬
‫يذكرها كثيًر ا برجل نبيل في ريتشموند‪ ،‬فيرجينيا‪ ،‬بالتأكيد ؛ لكن العديد من السيدات يجب‬
‫‪.‬أن يعملن اآلن ‪ -‬الحرب‪ ،‬كما تعلم‬
‫عندما كانت «ديكسي» تلعب‪ ،‬ظهر شاب ذو شعر داكن من مكان ما‪ ،‬مع صراخ‬
‫حرب عصابات موسبي ولوح بقبعته ذات الحواف الناعمة بشكل محموم‪ ،‬ثم ضل في‬
‫‪.‬طريقه عبر الدخان‪ ،‬حتى سقط على الكرسي الشاغر على طاولتنا وأخرج علبة سجائر‬
‫كانت األمسية في الفترة التي تم فيها إستهالك االحتياطي من الشراب ‪ .‬أشار أحدنا‬
‫ثالثة فورزبرغر للنادل ؛ طلب الشاب ذو الشعر الداكن إدراجه معنا بالطلب بابتسامة‬
‫‪.‬وإيماءة للنادل ‪ .‬سارعت إلى طرح سؤال عليه ألنني أردت تجربة نظرية ما لدي‬
‫»‪...‬هل تمانع إخباري‪ »،‬بدأت‪« ،‬سواء كنت من منطقة «‬
‫‪،‬ضربت قبضة إي رشمور كوجالن الطاولة واجبرت على الصمت‬
‫قال‪" :‬معذرة‪ ،‬لكن هذا سؤال ال أحب أن أسمعه أبًدا‪ .‬ما الذي يهم من أين يأتي‬
‫الرجل ؟ هل من العدل الحكم على رجل من خالل عنوان مكتب البريد الخاص به ؟‬
‫لماذا‪ ،‬أنا قدرأيت كنتاكيون يكرهون الويسكي‪ ،‬فيرجينيا الذين لم ينحدروا من بوكاهونتاس‪،‬‬
‫إنديانيون لم يكتبوا رواية‪ ،‬مكسيكيون لم يرتدوا بنطااًل مخملًيا مع دوالرات فضية مخيطة‬
‫على طول اللحامات‪ ،‬إنجليز مضحكون‪ ،‬يانكيز كئيبون‪ ،‬جنوبيون بدم بارد‪ ،‬غربيون ضيقو‬
‫األفق‪ ،‬وسكان نيويورك الذين كانوا مشغولين جًدا بالتوقف لمدة ساعة في الشارع‬
‫لمشاهدة كاتب بقالة مسلح واحد يقوم بالتوت البري في أكياس ورقية‪ .‬دع الرجل يكون‬
‫‪".‬رجال وال تعرقله بتعليمه من أي قسم هو‬
‫قلت‪" :‬عفوا‪ ،‬لكن فضولي لم يكن عاطًال تماًما‪ .‬أعرف الجنوب‪ ،‬وعندما تعزف‬
‫الفرقة «ديكسي» أحب أن أراقب‪ .‬لقد شكلت اعتقاًدا بأن الرجل الذي يصفق لهذا الهواء‬
‫بحماس خاص بوالء مقاطعي ظاهر هو دائًما مواطن إما من ‪ ،‬سيكوكس نيوجيرسي‪ ،‬أو‬
‫المنطقة الواقعة بين موراي هيل ليسيوم ونهر هارليم‪ ،‬هذه المدينة‪ .‬كنت على وشك اختبار‬
‫نظريتي من خالل االستفسار عن هذا الرجل المحترم عندما قاطعت بنظريتك األكثر‬
‫‪".‬غرابة‪ ،‬يجب أن أعترف‬
‫واآلن تحدث إلّي الشاب ذو الشعر الداكن‪ ،‬وأصبح من الواضح أن عقله تحرك‬
‫‪.‬أيًض ا بمجموعة األفكار الخاصة به‬
‫‪».‬قال‪ ،‬في ظروف غامضة‪« ،‬أود أن أكون نحيًفا‪ ،‬وأغني تورا لو را لو‬
‫‪.‬من الواضح أن هذا كان غامًض ا جًدا‪ ،‬لذلك التفت مرة أخرى إلى كوجالن‬
‫قال‪« :‬لقد كنت حول العالم اثنتي عشرة مرة»‪" .‬أعرف إسكيماو في سوبرنافيك‬
‫الذي يرسل إلى سينسيناتي ليشتري ربطات عنقه‪ ،‬ورأيت راعي ماعز في أوروغواي فاز‬
‫بجائزة في مسابقة ألغاز اإلفطار في باتلكريك‪ ،‬و أدفع إيجاًر ا لغرفة في القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫وأخرى في يوكوهاما طوال العام‪ .‬لدي نعال تنتظرني في منزل شاي في شنغهاي‪ ،‬وال‬
‫يتعين علي إخبارهم كيفية طهي بيضي في ريو دي جانيرو أو سياتل‪ .‬إنه عالم قديم و‬
‫صغير و عظيم‪ .‬ما فائدة التباهي بكونك من الشمال‪ ،‬أو الجنوب‪ ،‬أو منزل المانور قديم في‬
‫ديل‪ ،‬أو شارع إقليدس‪ ،‬أو كليفالند‪ ،‬أو قمة بايك‪ ،‬أو مقاطعة فيرفاكس‪ ،‬فيرجينيا‪ ،‬أو شقق‬
‫هوليجان أو أي مكان ؟ سيكون عالًما أفضل عندما نتوقف عن كوننا حمقى حول بلدة عفنة‬
‫‪. ".‬أو عشرة أفدنة من المستنقعات لمجرد أننا ولدنا هناك‬
‫‪».‬قلت بإعجاب‪« :‬يبدو أنك عالمي حقيقي»‪« .‬ولكن يبدو أيًض ا أنك تعادي الوطنية‬
‫أعلن كوجالن بحرارة «هذه بقايا العصر الحجري»‪" .‬كلنا إخوة ‪ -‬صينيون‪،‬‬
‫إنجليز‪ ،‬زولوس‪ ،‬باتاغونيون والشعب في منعطف نهر كاو‪ .‬في يوم من األيام‪ ،‬سيتم‬
‫القضاء على كل هذا التفاخر التافه بمدينة أو دولة أو قسم أو بلد‪ ،‬وسنكون جميًعا مواطنين‬
‫‪ " .‬في العالم‪ ،‬كما يجب أن نكون‬
‫أصررت «لكن بينما أنت تتجول في أراض أجنبية‪،‬أال تعود أفكارك إلى مكان ما ‪-‬‬
‫‪ --».‬مكان يعز عليك و‬
‫قاطعت «وال بقعة» إي آر كوجالن رد بتقلب‪" .‬قطعة المادة األرضية الكروية‬
‫الكوكبية‪ ،‬المسطحة قليًال عند القطبين‪ ،‬والمعروفة باسم األرض‪ ،‬هي مسكني‪ .‬لقد قابلت‬
‫العديد من المواطنين المتعلقين في هذا البلد في الخارج‪ .‬لقد رأيت رجااًل من شيكاغو‬
‫يجلسون في جندول في البندقية في ليلة ضوء القمر ويتفاخرون بقناة الصرف الخاصة‬
‫بهم‪ .‬لقد رأيت رأيت جنوبًيا يقدم إلى ملك إنجلترا ويتعهد إلى ذلك الملك باإلخالص‪ ،‬دون‬
‫أن يضرب عينيه‪ ،‬يعطي المعلومات التي تفيد بأن خالته الكبرى كانت مرتبطة من بيركنز‪،‬‬
‫تشارلستون‪ .‬كنت أعرف نيويوركر الذي تم اختطافه للحصول على فدية من قبل بعض‬
‫قطاع الطرق األفغان‪ .‬أرسل شعبه المال وعاد إلى كابول مع العميل‪' .‬أفغانستان ؟ قال له‬
‫السكان األصليون من خالل مترجم‪« .‬حسًنا‪ ،‬ليس بطيًئ ا جًدا‪ ،‬هل تعتقد ؟» يقول‪« :‬أوه‪،‬‬
‫ال أعرف»‪ ،‬وبدأ يخبرهم عن سائق سيارة أجرة في الجادة السادسة وبرودواي‪ .‬هذه‬
‫األفكار ال تناسبني‪ .‬أنا لست مقيًدا بأي شيء ال يبلغ قطره ‪ 8000‬ميل‪ ،‬أي‪ .‬رشمور‬
‫‪".‬كوغالن‪ ،‬مواطن الكرة األرضية‬
‫ألقى العالمي الخاص بي وداًع ا كبيًر ا و تركنا ‪ ،‬ألنه إعتقد أنه رأى شخًص ا يعرفه‬
‫من بين الثرثرة و الدخان ‪ .‬لذلك تركت مع غريب األطوار الذي تم إختزاله إلى‬
‫فورتسبورغ دون أي قدرة على التعبير عن تطلعاته إلى الجلوس و الغناء بصوته الرخيم ‪،‬‬
‫‪.‬على قمة الوادي‬
‫جلست أتأمل العالمي و أتساءل كيف تمكن الشاعر من افتقاده‪ .‬كان اكتشافي وأنا‬
‫أؤمن به ‪ ،‬كيف ؟ ««الرجال الذين يعيشون فيهم‪ ،‬يتاجرون ربًح ا و خسارًة ‪ ،‬لكنهم‬
‫‪ ».‬يتشبثون بمدنهم كما يتشبث الطفل بثوب أمه‬
‫‪ ...‬ليس كذلك؟‪،‬إي‪ .‬رشمور كوجالن ‪.‬أال يعتبر العالم كله‬
‫تقاطعت تأمالتي بسبب ضوضاء وصراع هائل في جزء آخر من المقهى‪ .‬نظرت‬
‫فوق رؤوس الزبائن الجالسين‪ ،‬إي‪ .‬رشمور كوجالن وشخص مجهول يخوضا معركة‬
‫رائعة‪ .‬قاتلوا بين الطاوالت بضراوة‪ ،‬وتحطمت الكؤوس‪ ،‬و الرجال سقطوا أرًض ا‪،‬‬
‫‪» .‬وصرخت امرأة سمراء‪ ،‬وبدأت شقراء تغني «مثير‪...‬مثير‪...‬مثير‬
‫كان كوزموبوليت الخاص بي يحافظ على فخر وسمعة األرض عندما اقترب‬
‫النوادل من كال المقاتلين إلستخدام تشكيلة الجناح المشهورين بها و فصلوهم وحملوهم إلى‬
‫‪.‬الخارج‪ ،‬وال يزالون يقاومون‬
‫‪.‬ناديت على مكارثي‪ ،‬أحد النوادل الفرنسيين في المقهى‪ ،‬وسألته عن سبب الصراع‬
‫قال «الرجل ذو ربطة العنق الحمراء» (كان هذا العالمي الخاص بي)‪« ،‬أصبح‬
‫حادة بسبب األشياء التي قيلت عن أرصفة الحي وإمدادات المياه للمكان الذي أتى منه‬
‫‪».‬الرجل اآلخر‬
‫‪-".‬قلت في حيرة من أمري‪" :‬لماذا هذا الرجل مواطو من العالم –هو عالمي‬
‫في األصل من ماتاوامكياج بوالية مين‪ ،‬قال‪ »،‬تابع مكارثي‪« ،‬و لن «‬
‫‪».‬يسمح بإهانة المكان‬

‫بين األشواط‬

‫أشرق قمر مايو على منزل داخلي خاص للسيدة مورفي‪ ،‬باإلشارة إلى التقويم‪،‬‬
‫ستكتشف مساحة كبيرة من األراضي التي سقطت عليها األشعة أيًض ا‪ ،‬كان الربيع في‬
‫ذروته‪ ،‬وسرعان ما ستتبعه حمى القش‪ ،‬كانت المتنزهات خضراء مع أوراق الشجر‬
‫الجديدة‪ ،‬والمشترين للتجارة الغربية والجنوبية‪ .‬كانت الزهور ووكالء المنتجعات الصيفية‬
‫تهب ؛ كان الهواء واإلجابات على لوسون أكثر اعتدااًل ؛ كانت صناديق الموسيقى‬
‫‪.‬والنوافير والبينوشل تلعب في كل مكان‬
‫كانت نوافذ منزل السيدة مورفي مفتوحة‪ ،‬كانت مجموعة من المتنزهين يجلسون‬
‫‪.‬على منحدر مرتفع عند حصائر مستديرة ومسطحة مثل البانكيك‬
‫في إحدى النوافذ األمامية بالطابق الثاني‪ ،‬كانت السيدة مكاسكي تنتظر زوجها‪،‬‬
‫‪.‬العشاء كان يبرد على الطاولة ذهبت الحرارته إلى السيدة مكاسكي‬
‫في التاسعة جاء السيد مكاسكي‪ .‬وحمل معطفه على ذراعه وأنبوبه في أسنانه ؛‬
‫واعتذر عن إزعاج المتنزهين على الدرج حيث اختار بقع من الحجر التي تتسع لمقاسه‬
‫‪ ،47 .‬عرض ‪16‬‬
‫عندما فتح باب غرفته تلقى مفاجأة‪ ،‬بدًال من غطاء الموقد المعتاد‪ ،‬أو هريس‬
‫‪..‬البطاطس حتى يتفادى‪ ،‬جاءت الكلمات فقط‬
‫‪.‬اعتقد السيد مكاسكي أن قمر مايو الحميد قد صغر من ثدي زوجته‬
‫سمعتك‪ »،‬جاءت البدائل الشفوية ألدوات المطبخ‪" .‬يمكنك أن تعتذر لرفرف«‬
‫الشوارع عن قدميك غير اللطيفة على ذيول فساتينهم‪ ،‬لكنك ستمشي على رقبة زوجتك‬
‫بطول خط المالبس دون أن تقبلني‪"،‬وأنا متأكدة أنهم بهذه الطول إثر اللعب"بالرياح من‬
‫أجلك‪ ،‬والمخزون بارد مثل وجود أموال للشراء بعد الشرب في جاليجير الخاص بك كل‬
‫‪".‬مساء سبت"‪ ،‬وجاء رجل الغاز هنا مرتين إلى اليوم ليأخذ ماله‬
‫امرأة!" قال السيد مكاسكي‪ ،‬وهو يعلق معطفه‪ ،‬وقبعته على كرسي‪" ،‬ضجيجك "‬
‫هذا إهانة لي" عندما تفقد مخزون األدب‪ ،‬تأخذ اإلسمنت من بين طوب أسس المجتمع‪.‬‬
‫«ليس أكثر من ممارسة» كأنها حدة رجل نبيل عندما يسأل معارضة السيدات السادات‬
‫للطريق أن يمر بينهما‪ ،‬هل ستحضري وجهك المشابع للخنزير من الرياح وترى‬
‫‪".‬الطعام ؟‬
‫هبت السيدة مكاسكي بسرعة وذهبت إلى الموقد‪ .‬كان هناك شيء في طريقة‬
‫تصرفها حذر السيد مكاسكي‪ .‬عندما فتحت كامل فمها فجأة مثل البالوعة‪ ،‬عادة ما تنبأ‬
‫‪.‬بسقوط األواني الفخارية واألواني الصغيرة‬
‫وجه الخنزير‪ ،‬أليس كذلك ؟» قالت السيدة مكاسكي و هي غاضبة‪ ،‬وألقت المقلى «‬
‫‪.‬المليء بلحم الخنزير المقدد واللفت على زوجها‬
‫لم يكن السيد مكاسكي حاضًر ا للبدء ‪ .‬لكن كان يعرف ما يجب أن يتبع ما فعلته‪.‬‬
‫كان على الطاولة لحم خنزير مشوي مزين بالنفل‪ .‬رد بهذا‪ ،‬ورسم العودة المناسبة لبودنغ‬
‫الخبز في طبق فخاري‪ .‬ضربت قطعة كبيرة من الجبن السويسري التي ألقاها زوجها بدقة‬
‫السيدة مكاسكي تحت عينها ‪ ،‬عندما ردت بوعاء قهوة جيد التصويب مليء بسائل ساخن‬
‫‪.‬أسود شبه عطري‪ ،‬كان يجب أن تنتهي المعركة‪ ،‬وفًقا لألشواط السابقة‬
‫لكن السيد مكاسكي لم يكن ترابيزة مطعام تكلف ‪ 50‬قرش لكي يصمت‪ .‬دع‬
‫البوهيميين الرخيصين يأخذون القهوة كنهاية‪ ،‬إن أرادوا‪ .‬دعهم يرتكبون هذا الخطأ‪ .‬لكن‬
‫مازال السيد قادًر ا على الكثير من ماكر‪ .‬لم تكن األوعية تتجاوز بحر تجراربه‪ ،‬لكنه لم‬
‫يعتقد أنهم سيكونوا في هذه المعركة ؛ لكن ما يعادلهم كان في متناول اليد‪،‬ألقى منتصًر ا‬
‫وعاء الغسيل المصنوع من الجرانيت على رأس خصمه الزوجي‪ ،‬تفادتها السيدة مكاسكي‬
‫في الوقت المناسب‪ ،‬لقد وصلت إلى المكواة‪ ،‬كانت تأمل‪،‬نوع ما من الهدنة في إنهاء شجار‬
‫إلقاء الطعام‪ .‬لكن صرخة صاخبة في الطابق السفلي تسببت في التوقف السيدة و السيد‬
‫‪.‬مكاسكي في نوع من الهدنة الالإرادية‬
‫على الرصيف بالقرب من المنزل‪ ،‬كان الشرطي كليري يقف يتنصت إلى تحطم‬
‫‪.‬األواني المنزلية‬
‫تأمل الشرطي «تيس جون مكاسكي وخطأه في ذلك مرة أخرى»‪" .‬أتساءل هل‬
‫أصعد وأوقف النزاع‪ .‬لن أفعل ذلك‪ ،‬هم متزوجون وال عالقة لي بشؤونهم ‪ ،‬دعهم‬
‫يستمتعوا ‪ ،‬بالتأكيد لن تدوم طويًال ‪ ،‬على هذا النحو سيتعين عليهم احضار المزيد من‬
‫‪".‬األطباق لمواكبة ذلك‬
‫وبعد ذلك جاء الصراخ العالي تحت الدرج‪ ،‬مما أدى إلى زيادة الخوف و الرهاب ‪،‬‬
‫‪.‬قال الشرطي كليري‪« :‬ربما تكون القطة»‪ ،‬وسار على عجل في االتجاه اآلخر‬
‫كان المتنزهون على الدرج يضطربون‪ .‬دخل السيد تومي‪ ،‬محامي بشركة تأمين و‬
‫لديه مهارة عالية في التحقيق‪ ،‬لتفسير الصرخة‪ ،‬عاد مع األخبار التي تفيد بأن طفل السيدة‬
‫مورفي الصغير‪ ،‬مايك‪ ،‬ضائع بعد إتباعه ساعي البريد‪ ،‬صعقت السيدة مورفي ‪ -‬مائتي‬
‫رطل في البكاء والهستيريا‪ ،‬تمسك الهواء وتعوي في السماء لفقدان ثالثين رطًال من‬
‫النمش واألذى‪ .‬باثوس‪ ،‬حقا ؛ لكن السيد تومي جلس إلى جانب اآلنسة بوردي‪ ،‬مصنعة‬
‫القبعات‪ ،‬و ضموا أيديهم‪ .‬استفسرت الخادمتان العجوزتان‪ ،‬ميسيس ‪،‬والش‪ ،‬اللتان اشتكتا‬
‫دائًم ا من الضوضاء في الممرات‪ ،‬أضافتا على الفور عما إذا كان أي شخص قد نظر‬
‫‪.‬خلف الساعة‬
‫وقف الرائد جريج‪ ،‬الذي كان جلس بجانب زوجته السمينة على الدرجات العلوية‪،‬‬
‫وزرر معطفه‪« .‬الصغير فقد ؟» صرخ‪« .‬سأمشط المدينة»‪ .‬زوجته لم تسمح له بالخروج‬
‫بعد حلول الظالم في األوضاع العادية لكنها قالت اآلن‪« :‬اذهب‪ ،‬لودوفيتش!» بصوت‬
‫جهير‪« .‬كل من يستطيع الننظر إلى تلك األم الحزينة دون أن ينبثق الرتياحها يمتلك قلًبا‬
‫من حجر»‪ .‬قال الرائد‪« :‬أعطني حوالي ثالثين أو ستين قرًشا‪،‬يا حبيبتي»‪" .‬األطفال‬
‫‪".‬المفقودون يبتعدون أحياًنا‪ .‬قد أحتاج إلى إستخدام المواصالت‬
‫قام الرجل العجوز ديني‪ ،‬الساكن في غرفة القاعة‪ ،‬الطابق الرابع‪ ،‬الذي جلس على‬
‫الدرجات السفلية‪ ،‬في محاولة لقراءة ورقة بجوار مصباح الشارع‪ ،‬بقلب صفحة لمتابعة‬
‫المقال حول إضراب البنائين‪ .‬صرخت السيدة مورفي على القمر‪« :‬أوه‪ ،‬آر‪-‬آر‪-‬مايك‪ ،‬يا‬
‫‪».‬هللا !!‪ ،‬أين ولدي الصغير؟‬
‫سأل الرجل العجوز ديني «متى آخر مرة رأيته ؟»‪ ،‬بعين واحدة على تقرير نقابة‬
‫‪.‬البنائين‬
‫أوه‪ "،‬صرخت السيدة مورفي‪" ،‬رأيته باألمس ‪ ،‬أو ربما كانت منذ أربع ساعات!"‬
‫ال أعرف‪ .‬لكنه فقد هو‪ ،‬صغيري مايك‪ .‬كان يلعب على الرصيف هذا الصباح فقط ‪ -‬أم‬
‫كان يوم األربعاء ؟ أنا مشغول بالعمل‪ ،‬من الصعب مواكبة التواريخ‪ .‬لكنني قلبت المنزل‬
‫‪-".‬من أعلى إلى قبو‪ ،‬وهو ليس فيه‪ .‬أوه‪ ،‬للحب الجنة‬
‫صامتة‪ ،‬قاتمة‪ ،‬هائلة‪ ،‬وقفت هي المدينة الكبيرة تقف دائًما ضد محبيها‪ .‬يصفوها‬
‫صلبة كالحديد ؛ يقولون إنه ال يوجد نبض شفقة ينبض في حضنها ؛ يقارنون شوارعها‬
‫بالغابات الوحيدة والصحاري البركانية‪ .‬ولكن تحت قشرة الكركند الصلبة يوجد طعام لذيذ‬
‫وشهي‪ .‬ربما لكن تشبيٌه أخر أكثر مالئمًة ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال ينبغي ألحد أن يفهمه بشكل‬
‫‪.‬شخصي‪،‬و لن أطلق على أحد كركند بدون حيازته مخالب كبيرة و قوية‬
‫ال توجد كارثة تمس القلب البشرية الطبيعي كما يمس ضياع طفل صغير‪.‬‬
‫‪.‬خطواطهم غير واثقة وضعيفة للغاية ؛ و الطرق شديدة االنحدار والصعوبة‬
‫سارع الرائد غريغز إلى الزاوية‪ ،‬وصعد إلى مكان بيلي‪ .‬قال للخدم‪« :‬أعطني‬
‫الجاودار»‪« .‬ألم ترى أي شيطاًنا صغيًر ا ذو أرجل منحنية ووجه قذر لطفل ضائع يبلغ من‬
‫»العمر ست سنوات هنا في أي مكان‪ ،‬أرأيته؟‬
‫ظل السيد تومي متمسكا بيد اآلنسة بوردي على الدرج‪ ،‬قالت اآلنسة بوردي‪« :‬فكر‬
‫في تلك الطفل الصغير العزيز‪ ،‬فقد من جانب والدته ‪ -‬ربما سقطت بالفعل تحت حوافر‬
‫‪!».‬الحديدية من فرس راكضة ‪ -‬أوه‪ ،‬أليس هذا مروًع ا‬
‫أليس هذا صحيًح ا ؟» وافق السيد تومي‪ ،‬وهو محكٌم على يدها‪« .‬قل إنني سأبدأ «‬
‫‪!».‬وأساعد في البحث عنه‬
‫قالت اآلنسة بوردي‪" :‬ربما يجب عليك ذلك‪ .‬لكن‪ ،...‬يا سيد تومي‪ ،‬أنت محطم‬
‫‪-".‬للغاية ‪ -‬متهور جًدا ‪ -‬افترض في حماسك أن أصابك حادث ما ‪ ،‬ثم ماذا‬
‫قرأ الرجل العجوز ديني عن اتفاقية التحكيم من الجريدة‪ ،‬بإصبع واحد على‬
‫‪.‬السطر‬
‫و في الطابق الثاني‪ ،‬إتجه السيد والسيدة مكاسكي إلى النافذة ترتيب أنفسهما‪ .‬كان‬
‫السيد مكاسكي يخرج اللفت من سترته بلسبابة‪ ،‬وكانت سيدته تمسح عيًنا لم يحسن لها ملح‬
‫‪.‬لحم الخنزير المشوي‪ .‬سمعوا الصراخ في األسفل‪ ،‬ودفعوا برؤوسهم من النافذة‬
‫قالت السيدة مكاسكي بصوت هادئ‪« :‬لقد ضاع مايك الصغير‪ ،‬المالك الجميل‪،‬‬
‫‪!».‬الصغير‪ ،‬الذي يثير المشاكل‬
‫قال السيد مكاسكي « الصبي الضئيل ضل ؟» وهو يميل من النافذة‪" .‬لماذا‪ ،‬اآلن‪،‬‬
‫هذا سيء بما فيه الكفاية‪ ،‬تماًما‪ .‬الطفل‪ ،‬ليكون مختلًفا‪ .‬إذا كانت "هنلك إمرأة تحسن أن‬
‫‪".‬تكون وصًيا"‪ ،‬ألنهم يتركون السالم وراءهم عندما يذهبون‬
‫‪.‬متجاهلة الهجوم ‪ ،‬أمسكت السيدة مكاسكي بذراع زوجها‬
‫قالت بعاطفة‪" :‬جون ‪ ،‬ولد األنسة ميرفي الصغير ضائع " إنها مدينة عمالقة لفقدان‬
‫األوالد الصغار‪ .‬كان في السادسة من عمره‪' ، .‬هذا نفس العمر الذي كان ليكونه طفلنا ‪،‬‬
‫‪".‬لو كنا أنجبًنا واحد قبل ست سنوات‬
‫‪».‬قال السيد مكاسكي يعايرها بالحقيقة‪« :‬إننا لم نفعل ذلك قط‬
‫ولكن إذا لو لدينا‪ ،‬جون‪ ،‬فكر في الحزن الذي سيكون في قلوبنا هذه الليلة‪ ،‬مع «‬
‫‪».‬هروب فيالن الصغير وسرقته في مكان ما األن في المدينة‬
‫قال السيد مكاسكي‪« :‬أنت تتحدث عن الحماقة»‪« .‬تيس بات كان سمي‪ ،‬على اسم‬
‫‪».‬والدي العجوز في كانتريم‬
‫أنت تكذب!» قالت السيدة مكاسكي‪ ،‬دون غضب‪" .‬كان أخي يسوى العشرات من«‬
‫مكاسكيز‪ .‬على إسمه سيتم تسمية الولح "‪ .‬انحنت فوق عتبة النافذة ونظرت إلى األسفل‬
‫‪.‬نحو اإلرتباك والصخب في األسفل‬
‫‪».‬قالت السيدة مكاسكي بهدوء‪« :‬جون‪ ،‬أنا آسف ألنني كنت متسرًع ا معك‬
‫قال زوجها‪" :‬توا بودين متسرع"‪ ،‬كما تقول‪" ،‬وأسرع في اللفت وإنهي القهوة‪.‬‬
‫‪«».‬إنها ما يمكنك تسميته غداء سريع‪ ،‬حسًنا‪ ،‬بال كذب‬
‫‪.‬انزلقت السيدة مكاسكي ذراعها داخل ذراع زوجها وأخذت يده الخشنة في يدها‬
‫قالت‪« :‬استمع إلى صرخة السيدة ميرفي المسكينة»‪" .‬إنه ألمر مروع أن يضيع‬
‫طفل ضئيل في هذه المدينة الكبيرة العظيمة‪ .‬لو كان فيالن الصغير‪ ،‬جون‪ ،‬سيكون كسر‬
‫‪".‬قلبي‬
‫‪.‬بشكل محرج‪ ،‬سحب السيد مكاسكي يده‪ .‬لكنه وضعها حول كتف زوجته القريب‬
‫قال‪" ، ،‬إنها حماقة‪ ،‬بالطبع‪ ،‬لكنني سأقطع نفسي إذا تم اختطاف بات الصغير أو أي‬
‫شيء آخر‪ .‬لكن لم يكن هناك أي أطفال بالنسبة لنا‪ .‬كنت في بعض األحيان وقًح ا وأليًما‬
‫‪".‬معك يا جودي‪ .‬سامحيني‬
‫‪.‬انحنوا مًعا‪ ،‬ونظروا إلى أسفل إلى المشهد الدرامي الذي يحدث أسفلهم‬
‫لطالما جلسوا هكذا‪ .‬اندفع الناس على طول الرصيف‪ ،‬وازدحموا‪ ،‬واستجوبوا‪،‬‬
‫ومألوا الهواء بالشائعات‪ ،‬وتفسيرات غير منطقية‪ .‬كانت السيدة مورفي تحرث ذهاًبا وإياًبا‬
‫‪.‬في وسطهم‪ ،‬مثل زورق يتخبط بين الموج‪ .‬جاء الساعون وذهبوا‬
‫‪.‬أثيرت أصوات عالية وضجة متجددة أمام المأوى‬
‫‪.‬ما األمر اآلن يا جودي ؟» سأل السيد مكاسكي«‬
‫قالت السيدة مكاسكي وهي تتأرجح‪« :‬صوت تيس ميسيس مورفي»‪« .‬تقول إنها‬
‫‪».‬وجدت مايك الصغير نائًما خلف لفة المشمع القديم تحت السرير في غرفتها‬
‫‪.‬ضحك السيد مكاسكي بصوت عاٍل‬
‫صرخ ساخًر ا‪« :‬هذا هو فيالن الخاص بك»‪" .‬عفريت قليًال كان من الممكن أن‬
‫يقوم بات بهذه الحيلة‪ .‬إذا كان الولد الذي لم نحصل عليه قد ضل وسرق من قبل القوى‪،‬‬
‫‪" .‬فاتصل به فيالن‪ ،‬ورأيته يختبئ تحت السرير مثل جرو مانجي‬
‫هبت السيدة مكاسكي غاضبة‪ ،‬وذهبت نحو خزانة األطباق‪ ،‬فاتحة فمها بالكامل مرة‬
‫‪.‬أخرى‬
‫عاد الشرطي كليري بقرب المنزل بينما تفرق الحشد ‪،‬و فوجئ عند توجيه أذنه‬
‫باتجاه شقة مكاسكي‪ ،‬حيث بدا تحطم الحديد والصواني والرخام و أواني المطبخ من جديد‪.‬‬
‫‪.‬أخرج الشرطي كليري ساعته‬
‫بحق الجحيم!" صرخ‪" ،‬كان جون مكاسكي وسيدته يقاتالن منذ ساعة وربع ‪ .‬يمكن"‬
‫‪".‬لهذه السيدة أن تضربه بمقدار أربعين رطًال ‪ .‬على ذراعه‬
‫‪ .‬عاد الشرطي كليري إلى الممر‬
‫قام الرجل العجوز ديني بطي جريدته وسارع على الدرج بينما كانت السيدة مورفي‬
‫‪.‬على وشك إغالق الباب لباقي الليل‬

‫غرفة المنور‬

‫أول السيدة (باركر) ستريك الصالونات المزدوجة لن تجرؤ على مقاطعة وصفها‬
‫لمزاياهم ومزايا الرجل الذي شغلهم لمدة ثماني سنوات‪ .‬ثم تتمكن من تلعثم االعتراف بأنك‬
‫لست طبيًبا وال طبيًبا لألسنان‪ .‬كانت طريقة السيدة باركر في تلقي القبول من النوع الذي‬
‫ال يمكنك بعد ذلك أبًدا االستمتاع بنفس الشعور تجاه والديك‪ ،‬اللذين أهمال تدريبك في‬
‫‪.‬إحدى المهن التي تناسب أصحاب صاالت السيدة باركر‬
‫بعد ذلك صعدت درًج ا واحًدا ونظرت إلى الطابق الثاني الخلفي بسعر ‪ 8‬دنانير‪.‬‬
‫مقتنعة من أسلوبها أن الطابق الثاني يستحق ‪ 12‬ديناًر ا التي كان يدفعها السيد توسنبيري‬
‫دائًم ا مقابل ذلك حتى غادر لتولي مسؤولية مزرعة البرتقال أخيه في فلوريدا بالقرب من‬
‫بالم بيتش‪ ،‬حيث كانت السيدة (ماكنتاير) تقضي الشتاء الذي به غرفة أمامية مزدوجة مع‬
‫‪.‬حمام خاص تمكنت من إيصال أنك تريد شيًئ ا أرخص حتى من ذلك‬
‫إذا نجوت من سخرية السيدة باركر‪ ،‬فقد تم أخذك للنظر إلى غرفة قاعة السيد‬
‫سكايدر الكبيرة في الطابق الثالث‪ .‬لم تكن غرفة السيد سكايدر نظيفة‪ .‬يكتب مسرحيات و‬
‫يدخن السجائر فيها طوال اليوم‪ .‬لكن كل باحث عن غرفة يوجب عليه زيارة غرفته‬
‫لإلعجاب بالبرادي‪ .‬بعد كل زيارة‪ ،‬كان السيد سكيدر‪ ،‬من الخوف الناجم عن الطد‬
‫‪.‬المحتمل‪ ،‬يدفع شيًئ ا ما زيادة على إيجاره‬
‫ثم ‪ -‬أوه‪ ،‬إذن ‪ -‬إذا كنت ال تزال تقف على قدم واحدة‪ ،‬ويدك العرقة تمسك بالثالثة‬
‫دنانير الرطبة في جيبك‪ ،‬وأعترفت بفقرك البشع و كأنك مذنب‪ ،‬فلن تكون السيدة باركر‬
‫لتعجب بك‪ .‬كانت تنادي بكلمة واحدة «كالرا» بصوت عاٍل ‪ ،‬وتريك ظهرها‪ ،‬وتسير إلى‬
‫الطابق السفلي‪ .‬ثم ترافقك كالرا‪ ،‬الخادمة الملونة‪ ،‬إلى أعلى السلم المغطى بالسجاد الذي‬
‫وصلك إلى الطابق الرابعة‪ ،‬وتريك غرفة المنور‪ .‬تقدر مساحة األرضية إلى ‪ 8 × 7‬أقدام‬
‫‪.‬في منتصف القاعة و على كل جانب كان هناك خزانة خشبية داكنة أو مخزن‬
‫كان فيه مهد حديدي ومغسلة وكرسي‪ .‬كان الرف هو خزانة المالبس‪ .‬يبدو أن‬
‫جدرانه األربعة الفارغة تغلق عليك مثل جوانب التابوت‪ .‬تسللت يدك إلى حنجرتك‪ ،‬و‬
‫خنقتك وتلهث‪ ،‬ونظرت ألعلى من بئر ‪ -‬وتنفست مرة أخرى‪ .‬من خالل شباك المنور‬
‫‪.‬الصغير رأيت مربًعا لونه أزرق سماوي‬
‫«‬ ‫‪.‬دينارين‪ ،‬ماشي؟»‪ ،‬تقول كالرا في لهجتها نصف المحتقرة واإلفريقية «‬
‫ذات يوم جاءت اآلنسة ليسون للبحث عن غرفة‪ .‬كانت تحمل آلة كاتبة صنعتها‬
‫سيدة أكبر بكثير‪ .‬كانت فتاة ضئيلة جًدا‪ ،‬بعيون وشعر استمروا في النمو بعد أن توقفت‬
‫‪".‬هي وكان يبدو دائًما كما لو كانوا يقولون‪" :‬يا إلهي! لماذا لم تواكبنا ؟‬
‫السيدة (باركر) عرضت عليها الصالون المزدوج قالت‪« :‬في هذه الخزانة‪ ،‬يمكن‬
‫‪-».‬للمرء االحتفاظ بهيكل عظمي أو مخدررات أو حجارة‬
‫‪».‬قالت اآلنسة ليسون وهي ترتجف‪« :‬لكنني لست طبيبة وال دكتورة أسنان‬
‫أعطتها السيدة باركر التحديق الباردة والشكاكة والشفقة والسخرية الذي احتفظت‬
‫به ألولئك الذين فشلوا في التأهل لكونهم دكاترة أو أطباء أسنان‪ ،‬وأكملت الطريق إلى‬
‫‪.‬الطابق الثاني‬
‫ثمانية دوالرات ؟» قالت اآلنسة ليسون‪ .‬يا ويلتي ! أنا لست مالمة إذا كنت أبدو «‬
‫‪".‬خضراء‪ .‬أنا مجرد فتاة عاملة صغيرة فقيرة‪ .‬أرني شيًئ ا" أغلى وأرخص‬
‫‪.‬قفز السيد سكيدر وتناثر على األرض سكن السجائر عندما دق على بابه‬
‫قالت السيدة باركر بابتسامة شيطانها على مظهره الشاحب‪« :‬معذرة سيد سكيدر»‪.‬‬
‫"لم أكن أعرف أنك كنت في الشقة ‪ ،‬أريد من السيدة أن تلقي نظرة على البرادي الخاصة‬
‫‪".‬بك‬
‫‪».‬قالت اآلنسة ليسون‪ ،‬مبتسمة كأنها إبتسامة المالئكة بالضبط‪« :‬إنهم جميلون جًدا‬
‫بعد رحيلهم‪ ،‬انشغل السيد سكيدر بمحو الفتاة ذات الشعر الطويل األسود من على‬
‫أحدث مسرحية له (غير منتجة بعد) وإبدالها بواحدة صغيرة صاخبة ومشرق وذات‬
‫‪.‬صفات مرحة‬
‫قال السيد سكيدر لنفسه‪« :‬آنا هيلد ستقفز عليها»‪ ،‬وهو يرفع قدميه أمام البردايتان‬
‫‪.‬ويختفي في سحابة من الدخان مثل الحبار في البحر‬
‫حالًيا دعوة السيدة لـ «كالرا!» و أبدت للعالم ما في جيب اآلنسة ليسون‪ .‬انقض‬
‫عليها عفريت داكن‪ ،‬وصعد على درج مأساوي‪ ،‬ودفعها إلى قبو مع بصيص من الضوء‬
‫‪!».‬في قمته وألقى بالكلمات المهددة والمتطرفة «دينارين‬
‫‪.‬سآخذها!» تنهدت اآلنسة ليسون‪ ،‬وهي تغرق على السرير الحديدي الصرصار «‬
‫كل يوم كانت اآلنسة (ليسون) تخرج للعمل في الليل تحضر أوراًق ا إلى المنزل‬
‫عليها خط يد وصنعت نسًخ ا بآلتها الكاتبة‪ .‬في بعض األحيان لم يكن لديها عمل في الليل‪،‬‬
‫فكانت تجلس على درجات المنحدر العلوية مع السكان األخرين‪ .‬لم تكن اآلنسة ليسون‬
‫مخصصة لغرفة ضوء السماء عندما تم رسم الخطط إلبداعها‪ .‬كانت بريئة ومليئة‬
‫بالخياالت الرقيقة والغريبة‪.‬مرة سمحت للسيد سكيدر بقراءة ثالثة أعمال من الكوميديا‬
‫‪".‬العظيمة الذي كتبه (غير المنشورة)‪" ،‬إنه ليس طفًال ؛ أو وريث مترو األنفاق‬
‫كان هناك ابتهاج بين السادة كلما كان لدى اآلنسة ليسون الوقت للجلوس على‬
‫الدرج لمدة ساعة أو ساعتين‪ .‬لكن اآلنسة لونجنيكر‪ ،‬الشقراء الطويلة التي درست في‬
‫مدرسة عامة وقالت‪« ،‬حسًنا ‪ ،‬أو حًقا!» لكل ما يقال‪ ،‬جلست على القمة و بكت‪ .‬وجلست‬
‫اآلنسة دورن‪ ،‬التي تطلق النار على البط المتحرك في كوني كل يوم أحد وعملت في متجر‬
‫متعدد األقسام‪ ،‬على الدرج السفلي وبكت‪ ،‬جلست اآلنسة ليسون على الدرجات الوسطى‬
‫‪.‬وتجمع حولها الرجال بسرعة‬
‫خاصة السيد سكيدر‪ ،‬الذي يوجد في ذهنه دور البطل في مسرحية دراما ‪،‬‬
‫ورومانسية (غير معلنة) في الحياة الواقعية‪ .‬وخاصة السيد هوفر‪ ،‬الذي كان في الخامسة‬
‫واألربعين من عمره‪ ،‬سميًنا وأهوًج ا وأحمًقا‪ .‬وخاصة السيد إيفانز الشاب‪ ،‬الذي يتصنع‬
‫السعال لكي تطلب منه ترك السجائر‪ .‬إعتبروها الرجال «األطرف واألروع على‬
‫‪.‬اإلطالق»‪ ،‬لكن البكاء في الخطوة العلوية والخطوة السفلية كانا مقهورتين‬
‫أدعو هللا أن تدع الدراما تتوقف بينما تتملق الجوقة إلى األضواء وتسقط دمعة‬
‫بكتيرية على سمنة السيد هوفر‪ .‬ضبط األنابيب على مأساة الشحم‪ ،‬لعنة الجزء األكبر‪،‬‬
‫كارثة الجسد‪ .‬بعد تجربته‪ ،‬ربما يكون فالستاف قد قدم المزيد من الرومانسية للطن أكثر‬
‫من أضالع روميو المتهالكة إلى األونصة‪ .‬يمكن للحبيب أن يرى‪ ،‬لكن يجب أال يتذمر‪ ،‬تم‬
‫حبس الرجال البدينين‪ .‬عبًثا ينبض القلب األكثر أخالًص ا فوق حزام مقاس ‪ 52‬بوصة‪.‬‬
‫العمة‪ ،‬إبتعد! يا هوفر‪ ،‬البالغة من العمر خمسة وأربعين عاًما‪،‬؛ هوفر‪ ،‬خمسة وأربعون‬
‫‪.‬عاًم ا‪ ،‬متسرع‪ ،‬األحمق والدهني هو لحم فاسد‪ .‬لم تكن هناك فرصة لك يا (هوفر)‬
‫عندما جلس رواد غرفة السيدة باركر على هذا النحو في إحدى أمسيات الصيف‪،‬‬
‫‪:‬نظرت اآلنسة ليسون إلى السماء ودمعت مع ضحكتها الصغيرة المثلية‬
‫‪".‬لماذا‪ ،‬هاك بيلي جاكسون! يمكنني رؤيته من هنا أيضًا‬
‫نظر الجميع ألعلى ‪ -‬بعضهم إلى نوافذ ناطحات السحاب‪ ،‬وبعضهم باحًثا عن‬
‫‪.‬منطاد‪ ،‬أشار لهم جاكسون‬
‫أوضحت اآلنسة ليسون بإصبعها صغير‪« :‬إنه ذلك النجم»‪" .‬ليست الكبيرة التي‬
‫تتألأل ‪ -‬الزرقاء الساكنة بالقرب منها‪ .‬يمكنني رؤيته كل ليلة من خالل المنور في شقتي‪.‬‬
‫‪".‬أطلقت عليه اسم بيلي جاكسون‬
‫أوو‪ ،‬حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر‪« .‬لم أكن أعرف أنك عالمة فلك لآلنسة «‬
‫‪».‬ليسون‬
‫قال مراقب النجوم الصغير‪« :‬أوه‪ ،‬نعم‪ ،‬أعرف مثلما تعرف أي منهم عن نمط‬
‫‪».‬األكمام التي سيرتدونها في الخريف المقبل في المريخ‬
‫أوو‪ ،‬حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر‪" .‬النجم الذي تشير إليه هو جاما‪ ،‬من كوكبة«‬
‫‪ - ".‬كاسيوبيا‪ .‬وهو تقريبا من الخط الثاني‪ ،‬و هو ممر الزوال‬
‫قال السيد إيفانز الصغير جًدا‪« :‬أوه‪ ،‬أعتقد أن بيلي جاكسون هو اسم أفضل بكثير‬
‫‪».‬لذلك النجم‬
‫قال السيد هوفر‪« :‬نفس الشيء هنا»‪ ،‬وهو يلهت بصوت عاٍل تحدًيا لآلنسة‬
‫لونجنيكر‪« .‬أعتقد أن اآلنسة ليسون لها نفس الحق في تسمية النجوم مثل أي من علماء‬
‫‪».‬الفلك أوالءك القدامى‬
‫‪.‬أوو‪ ،‬حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر«‬
‫قالت اآلنسة دورن‪« :‬أتساءل عما إذا كان شهاًبا»‪ .‬أصبت تسعة بطاط وأرنب من‬
‫‪».‬أصل عشرة في المعرض كوني هذا األحد‬
‫قالت اآلنسة ليسون‪« :‬إنه ال يظهر بشكل جيد من هنا»‪" .‬يجب أن تروه من‬
‫غرفتي‪ .‬أنت تعلم أنه يمكنك رؤية النجوم حتى في النهار من أسفل بطن البئر‪ .‬في الليل‬
‫غرفتي مثل ممر في منجم فحم‪ ،‬وهذا يجعل بيلي جاكسون يبدو مثل دبوس الماس الكبير‬
‫‪ ".‬في الليل يثبت الكيمونو الخاص بها‬
‫جاء بعد ذلك بوقت لم تجلب فيه اآلنسة ليسون أي أوراق إلى المنزل لنسخ‬
‫المنشورات‪ .‬وعندما خرجت في الصباح‪ ،‬بدًال من العمل‪ ،‬تنقلت من مكتب إلى آخر‬
‫وتركت قلبها يذوب في قطرات الرفض البارد التي تنتقل بين صبيان المكتب الوقحين‪.‬‬
‫‪.‬استمر هذا‬
‫جاءت أمسية عندما بالكاد إستطاعت صعود منحدر السيدة باركر في تلك الساعة‬
‫‪.‬التي كانت تعود فيها دائًما من عشائها في المطعم‪ .‬لكنها لم تتناول العشاء تلك الليلة‬
‫عندما دخلت القاعة التقى بها السيد هوفر واغتنم فرصته‪ .‬طلب منها الزواج منه‪،‬‬
‫وحلقت سمنته فوقها مثل االنهيار الجليدي‪ .‬تهربت‪ ،‬وأمسكت بالدرابزين‪ .‬حاول اإلمساك‬
‫بيدها‪ ،‬فرفعتها وضربه بضعف في وجهه‪ .‬خطوة بخطوة صعدت‪ ،‬وسحابة نفسها و متعلقة‬
‫بلدرابزين‪ .‬مرت بباب السيد سكيدر بينما كان يقراء عن عرض مسرحي لميرتل ديلورم‬
‫(اآلنسة ليسون) في كوميديا (غير المقبولة)‪ ،‬إلى «الدوران عبر المسرح من الم إلى‬
‫جانب الكونت»‪ .‬صعدت السلم المغطى بالسجاد زحفت أخيًر ا حتى وصلت ‪ ،‬وفتحت باب‬
‫‪.‬غرفة المنور‬
‫كانت أضعف من أن تشعل المصباح أو تخلع مالبسها‪ .‬سقطت على سرير الحديدي‬
‫الصغير‪ ،‬وكاد جسدها الهش غير قادر على التحرك ‪ ،‬بالكاد إستطاع ‪ .‬ومن إله الجحيم في‬
‫‪.‬غرفة المنور‪ ،‬رفعت جفونها الثقيلة ببطء وابتسمت‬
‫بالنسبة لبيلي جاكسون‪ ،‬كان يضيء عليها‪ ،‬هادًئ ا ومشرًق ا وثابًتا عبر المنور‪ .‬لم يكن‬
‫هناك علم عنها‪ .‬لقد غرقت في حفرة من السواد‪ ،‬مع ذلك المربع الصغير شاحب الضوء‬
‫الذي يؤطر النجمة لدرجة أنها كانت غريبة ‪ ،‬سميت بشكل غير فعال‪ .‬يجب أن تكون‬
‫اآلنسة لونجنيكر على حق ؛ كان جاما‪ ،‬من كوكبة كاسيوبيا‪ ،‬وليس بيلي جاكسون‪ .‬ومع‬
‫‪.‬ذلك لم تستطع السماح له بأن يسمى جاما‬
‫وبينما كانت مستلقية على ظهرها حاولت مرتين رفع ذراعها‪ .‬في المرة الثالثة‬
‫أوصلت إصبعين رقيقين إلى شفتيها وفجرت قبلة من الحفرة السوداء لبيلي جاكسون‪ .‬ثم‬
‫‪.‬سقطت ذراعها ضعيفة‬
‫وداعا بيلي»‪ ،‬تمتمت بضعف‪" .‬أنت على بعد ماليين األميال ولن تتألأل مرة «‬
‫واحدة‪ .‬لكنك حافظت على المكان الذي يمكنني رؤيتك فيه معظم الوقت هناك ‪ ،‬عندما لم‬
‫يكن هناك أي شيء آخر سوى الظالم للنظر إليه‪ ،‬أليس كذلك ؟‪ ..‬ماليين األميال‪ ...‬وداعا‪،‬‬
‫‪".‬بيلي جاكسون‬
‫وجدت كالرا‪ ،‬الخادمة الملونة‪ ،‬الباب مغلًقا حتى الساعة ‪ 10‬في اليوم التالي‪،‬‬
‫وكسروه‪ .‬الخل‪ ،‬وصفع الرسغين والريش المحترق الذي ثبت عدم جدواه‪ ،‬ركض أحدهم‬
‫‪.‬ليتصل على سيارة إسعاف‬
‫في الوقت المناسب‪ ،‬جاء طبيب شاب ماهر‪ ،‬في معطفه األبيض من الكتان‪ ،‬جاهًز ا‬
‫ونشًطا وواثًقا‪ ،‬مع وجهه الناعم نصف المبتهج‪ ،‬نصف قاتم‪ ،‬يصعد الدرج بخطواط‬
‫‪.‬راقصة‬
‫قال بإختصار«طلب سيارة إسعاف إلى العمارة ‪ .»49‬ما المشكلة؟‬
‫أوه‪ ،‬نعم‪ ،‬دكتور»‪،‬قالت السيدة باركر و هي تبكي‪ ،‬كما لو أن مشكلتها األكبر هي«‬
‫وجود مشكلة في عمارتها‪" .‬ال أستطيع التفكير في ما يمكن أن يكون خطبها‪ .‬ال شيء‬
‫يمكننا القيام به من شأنه أن يوقذها‪ .‬إنها امرأة شابة‪ ،‬ملكة جمال رقيقة‪ ،‬اآلنسة إلسي‬
‫‪--".‬ليسون‪ .‬لم يسبق لها مثيل في عمارتي‬
‫أي غرفة ؟» بكى الطبيب بصوت رهيب‪،‬مع العلم أنه كان غريًبا على السيدة «‬
‫‪.‬باركر‬
‫‪».‬إنها غرفة المنور ؟ «‬
‫من الواضح أن طبيب اإلسعاف كان على دراية بموقع غرف المناور‪ .‬كان يصعد‬
‫‪.‬الدرج‪ ،‬أربعة في كل مرة‪ .‬تبعته السيدة باركر ببطء‪ ،‬كما إحتاجت كرامتها‬
‫عندما نزل قابلته وهو عائد حامًال عالمة الفلك بين ذراعيه‪ .‬توقف وترك أفلت لسانه‬
‫على السيدة باركر بصوت عاٍل ‪ .‬انهارت السيدة باركر تدريجيًا كثوب قاسي ينزلق من‬
‫على مسمار‪ .‬بعد ذلك بقيت هناك انهيارات في عقلها وجسدها‪ .‬في بعض األحيان كان‬
‫‪.‬السكان الفضوليون يسألونها عما قاله الطبيب لها‬
‫‪».‬كانت تجيب‪« :‬فليكن ذلك»‪« .‬إذا غفر لي لسماعها فسأكون راضًيا‬
‫سار طبيب اإلسعاف بين مجموعة كالب الصيد التي لحقتهم من الفضول‪ ،‬وحتى‬
‫أنهم سقطوا مرة أخرى على طول الرصيف محطمين‪ ،‬ألن وجهه كان وجه شخص يحمل‬
‫‪.‬ميته‬
‫الحظوا أنه لم يلقي ما كان يحمله على سرير سيارة اإلسعاف المعد له‪ ،‬وكل ما قاله‬
‫‪.‬هو‪« :‬إنطلق بسرعة!‪ ،‬ويلسون» إلى السائق‬
‫هذا كل شيء‪ .‬هل هذه هي القصة ؟ في صحيفة صباح اليوم التالي رأيت خبًر ا‬
‫‪.‬صغيًر ا‪ ،‬وقد تساعدك الجملة األخيرة منه (ألنها ساعدتني) في تجميع الحوادث مًعا‬
‫وروت استقبال امرأة شابة في مستشفى بلفيو تم إبعادها من الشارع رقم ‪49‬‬
‫‪:‬الشرقي‪ ،‬وتعاني من الحزن الناجم عن الجوع‪ .‬وخلصت إلى ما يلي‬
‫الدكتور ويليام جاكسون‪ ،‬طبيب اإلسعاف الذي حضر ألخذها‪ ،‬يقول إن المريض«‬
‫‪».‬سيتعافى‬

You might also like