Professional Documents
Culture Documents
PDF Free
PDF Free
دينار و سبعة و ثمانون قرشا ،هذا كان كل شيء ،و ستون قرش منها كانت من
القطع النقدية ،قطع إدخرت واحدة أو إثنتان في كل مرة ،من مساومة بائع البضائع و
بائع الخضروات و اللحام ،حتى ينفذ صبرهم من تحمل التبخيس من قيمة بضائعهم ،هذا
ما كان يتطلب األمر .عدتها ديال ثالث مرات ،دينار و سبعة و ثمانون قرشا ،سيكون
.يوم الغد عيد الميالد
لم يتبقى شيء لفعله إال التخبط و البكاء على األريكة الرثة و العواء ،و هذا ما
فعلته ديال ،ما يثير التفكير أن الحياة مجرد مجموعة من البكاء و اإلستنشاقات و التبسمات
، .مع زيادة اإلستنشاقات عن البقية
بينما تهدء تمهيديا سيدة المنزل من المستوى األول إلى الثاني للحياة ،ألقي نظرة
على المنزل ،شقة مفروشة تكلف ثمانية دنانير أسبوعيا ،هي ال تصف متسولين حرفيا ،و
.لكن من الواضح أن المنزل يبحث عن فرقة متسولين ليسكنوه
في الدهليز في األسفل صندوق بريد ال تصله أي رسائل و كبسة زر ال يمكن ألي
أصبع فاني أن يرن عليه ،و كان معلقا على ذلك كرت مكتوب عليه اإلسم "السيد جيمس
" .ديلينجهام يونج
ديلينجهام " رمي مع النسيم في فترة إزدهار سابقة عندما كان صاحبه يربح "30
دينارا أسبوعيا ،لكن األن عندما تم خفضه إلى 20دينار الرسائل المرسلة ل"ديلينجهام"
"أصبحت غير مرئية ،و كأنهم كانوا يفكرون بتغير اإلسم لشيء متواضع مثل "السيد.د
لكن كلما كان يعود السيد ديلينجهام للمنزل و يصعد إلى شقته كان ينادى عليه :يا
!!،جيم
.و يعانق بشدة من األنسة ديلينجهام يونج ،التي تعرفت عليها سابقا هي نفسها ديال
ديال توقفت عن البكاء ثم غطت وجنتيها بمسحوق تجميل لتخفي أثر البكاء عن
وجهها ،و بعدها وقفت عند الشباك تحدق بشكل بارد على قطة رمادية اللون تمشي على
سياج رمادي اللون في فناء رمادي اللون ،الغد هو يوم الميالد و هي ال تمتلك غير دينارا
و سبعة و ثمانون قرشا لكي تشتري بها هدية لجيم ،كانت قد إدخرت كل فلس تستطيع
ألشهر من غير نتيجة ،ال يمكن فعل الكثير بعشرون دينارا ،المصاريف دائما أكبر مما
يمكنها حسابه ،دينار و سبع و ثمانون قرشا لتشتري هدية لجيم ،عشيقها جيم ،قد قدت
ديال العديد من الساعات السعيدة و هي تخطط لشيء يفرحه ،شيء جميل و فريد ،شيء
.يقترب من الشرف أن تكون عشيقة جيم
كان هنلك مرأة حائط بين شبابك الغرفة ،قد يكون مر بك و رأيت مرأة حائط في
شقة تكلف ثمانية دنانير ،فقط الشخص شديد الرفع و النحف قد يستطيع أن يرى إنعكاسه
عليها عن طريق أن ينظر لنفسه كل جزء على حدا بشكل خاطف ،و كون ديال شديدة
.النحف قد إحترفت هذه الطريقة
و فجأة إلتفتت نحو المرأة ،كانت عينيها تبرق لمعانا ،لكن كان وجهها شاحب
.اللون ،و بسرعة سحبت شعرها كامل
اآلن ،كانت هناك ممتلكات لجيمس ديلينجهام يونغز حيث كان كالهما يفخر به بشدة.
كانت إحداها ساعة جيم الذهبية التي كانت لوالده و جده .واآلخر كان شعر ديال .لو عاشت
ملكة سبأ في الشقة المجرورة للزقاق ،لكانت ديال قد تركت شعرها يتدلى من النافذة يوًما
ما لتجف فقط لتقلل من قيمة مجوهرات صاحبة الجاللة وهداياها .لو كان الملك سليمان هو
البواب ،مع تراكم كل كنوزه في الطابق السفلي ،لكان جيم قد أخرج ساعته في كل مرة
.يمر فيها ،فقط ليراه ينتزع لحيته من الحسد
لذا اآلن سقط شعر ديال الجميل حولها ،وهو يتموج ويتألق مثل سلسلة من مياه بنية
اللون ،وصلت إلى تحت ركبتها وصنعت لها ثوًبا تقريًبا ،ثم ضمته مرة أخرى بعصبية
وبسرعة ،ذات مرة تعثرت لمدة دقيقة ووقفت ثابتة بينما كانت دمعة أو اثنتين تتناثر على
.السجادة الحمراء البالية
ذهبت بسترتها البنية القديمة ،و ذهبت بقبعتها البنية القديمة ،مع دوامة من
.التنانير،ومع بريق المع ال يزال في عينيها ،خرجت من الباب ونزلت الدرج إلى الشارع
حيث توقفت كان هنلك الفتة كتب عليها" :السيدة سوفروني .لمستحضرات الشعر
من جميع األنواع " .ركضت واحدة من ثمانية ،ديال ،تمالكت نفسها ،تلهث .سيدتي ،كبيرة،
».بيضاء جًدا ،باردة ،بالكاد تبدو «سوفروني
هل تشتري شعري ؟» سأل ديال «
»قالت السيدة« :أشتري الشعر»« .اخلع قبعتك ودعنا نرى مظهره
.تموج لألسفل السلسلة البنية
».قالت السيدة وهي ترفع ثقل الشعر بيد متمرسة« :عشرون دينارا
».قالت ديال« :أعطني إياها بسرعة
أوه ،وأخذت بالساعتين القادمتين تعثرت على أجنحة وردية .ننسى اإلستعارة
.المجزئة .كانت تنهب المتاجر من أجل هدية جيم
لقد وجدتها أخيرًا من المؤكد أنها صنعت خصيصا لجيم وال أحد آخر .لم يكن هناك
شيء آخر مثله في أي من المتاجر ،وفقد قلبتهم جميًعا من الداخل إلى الخارج .لقد كانت
سلسلة فوب بالتينية بسيطة وعفيفة في التصميم ،تعرف بشكل صحيح قيمتها من حيث
الجوهر وحدها وليس عن طريق الزخرفة -كما يجب أن تفعل كل األشياء الجيدة.حتى
أنها كانت تستحق الساعة مجرد أن رأت ذلك علمت أنه يجب أن تكون لجيم .كانت تشبهه،
الهدوء والقيمة -الوصف ينطبق على كليهما .واحد وعشرون دينارا أخذوها منها مقابل
ذلك ،وسارعت إلى المنزل مع 87قرشا .مع هذه السلسلة في ساعته ،قد يكون جيم قلًقا
بشكل صحيح بشأن الوقت في أي شركة .مع أن الساعة كانت ثمينة ،كان ينظر إليها
أحياًنا بالخلسة بسبب الحزام الجلدي القديم الذي كان يستخدمه بدًال من سلسلة ذات قيمة
.حسنة
عندما وصلت ديال إلى المنزل ،أفسح تسممها المجال لقليال من الحكمة والعقل.
أخرجت مكاويها الملتفة وأضاءت الغاز وذهبت إلى العمل إلصالح الدمار الذي أحدثه
.الكرم المضاف إلى الحب .وهي دائًما مهمة هائلة لألصدقاء األعزاء -مهمة عمالقة
في غضون أربعين دقيقة ،كان رأسها مغطى بضفائر صغيرة متقاربة جعلتها تبدو
رائعة مثل التلميذة المتغيبة عن المدرسة .نظرت إلى انعكاسها في المرآة طوياًل وحذًر ا
.وتفصيلًيا
قالت لنفسها" :إذا لم يقتلني جيم ،قبل أن يلقي نظرة ثانية علي ،سيقول إنني أبدو
مثل فتاة جوقة كوني آيالند .لكن ماذا يمكنني أن أفعل ...ماذا كان يمكنني أن أفعل بدينارًا
"سبعة وثمانين قرشًا ؟
في الساعة 7صباًح ا ،تم صنع القهوة وكان المقالة على ظهر الموقد ساخًنا
.وجاهًز ا لطهي القطع
لم يتأخر جيم أبًدا .طوط ديال سلسلة الفوب في يدها وجلست على زاوية الطاولة
بالقرب من الباب الذي كان يدخله دائًما .ثم سمعت خطوته على الدرج بعيًدا عند أول
درجة ،وتحول وجهها إلى اللون األبيض للحظة واحدة فقط .كانت معتادة على تالوت
القليل من الصلوات الصامتة حول أبسط األشياء اليومية ،واآلن همست« :أرجوك ،يا
» .إلهي ،اجعله يعتقد أنني ما زلت جميلة
فتح الباب ودخل جيم وأغلقه .بدا نحيًفا وجاًدا جًدا .الرفيق المسكين ،كان في الثانية
والعشرين فقط من عمره -وأن يكون مثقاًل بعائلة! كان بحاجة إلى معطف جديد ولم يكن
.يرتدي قفازات
تقدم جيم إلى داخل الباب ،ثابًتا مثل صانع رائحة السمان .ثم ألقيت عينيه على ديال،
وكان هناك تعبير فيهما لم تستطيع قرائتها ،وقد أرعبها ذلك .لم يكن غضًبا وال مفاجأة وال
رفًض ا وال رعًبا وال أًيا من المشاعر التي كانت مستعدة لها .لقد حدق بها ببساطة مع هذا
.التعبير الغريب على وجهه
.أزاحت ديال من الطاولة وإتجهت نحوه
صرخت" :جيم ،حبيبي ،ال تنظر إلي بهذه الطريقة .لقد قصيت شعري وبعته ألنني ال
أستطع العيش عيد الميالد دون أن أعطيك هدية .سوف يطول مرة أخرى -لن تمانع،
أليس كذلك ؟ كان علي أن أفعل ذلك .شعري ينمو بسرعة فظيعة .قل «عيد ميالد سعيد!»
قال جيم ،ولنكن سعداء .أنت ال تعرف ماهية الهدية الجميلة وللطيفة التي لدي من أجلك
".
لقد قطعت شعرك ؟» سأل جيم ،بصعوبة ،كما لو أنه لم يصل إلى هذه الحقيقة «
.العجيبة بعد ،حتى بعد أصعب المخاض العقلي
قالت ديال« :قطعها وباعها»" .أال تحبني بنفس المقدار ،على أي حال ؟ و أنا من
" دون شعري ،أليس كذلك ؟
،نظر جيم إلى الغرفة بفضول
.هل تقول أن شعرك ذهب ؟» قال ،بأسلوب من الحماقة«
قالت ديال« :ال داعي للبحث عنها»" .قد بيعت ،أقول لك -بيعت وذهبت أيًض ا .إنها
ليلة عيد الميالد يا فتى كن جيًدا معي ،ألنه ذهب من أجلك .ربما كانت شعرات رأسي
معدودة« ،واصلت بحالوة خطيرة مفاجئة» ،لكن ال أحد يستطيع أن يحسب حبي لك .هل
" أضع قطع اللحم يا (جيم) ؟
وضع جيم ذراعيه حول ديال .لمدة عشر ثوان دعونا ننظر في اإلتجاه اآلخر .ثمانية
دينار في األسبوع أو مليون دينار في السنة ما مدى اختالفهما ؟ قد يعطيك شخص ما
إجابة ،لكنها ستعطيك إجابة ستكون خاطء جلب المجوس هدايا قيمة ،لكن ذلك لم يكن من
.بين هم ستفهمين قصدي قريًبا
.أخرج جيم طرد من جيب معطفه وألقى بها على الطاول
قال" :ال تظني أي خطأ بي يا ديال .ال أعتقد أن هناك أي شيء مثل قصة شعر أو
حالقة أو شامبو يمكن أن يجعلني معجب بفتاتي أقل .ولكن إذا قمت بفتح هذا الطرد،
".فسوف ترا لماذا جعلتني أغضب لفترة من الوقت في البداية
مزقت األصابع البيضاء الخيط والورق بخفة .ثم صرخة فرح منتشية ؛ وبعد ذلك،
لألسف! تغيير أنثوي سريع إلى دموع وعويل هستيرية ،مما يستلزم التوظيف الفوري
.لجميع قوى المراضات من صاحب الشقة
هناك مجموعة أمشاط -مجموعة األمشاط ،جانًبا وخلًفا ،التي كانت ديال تتمناها
لفترة طويلة في نافذة برودواي(محل) .أمشاط جميلة ،من صدف سلحفاة أنقية ،مع حواف
مرصعة بالجواهر -فقط الظل الرتدائه في الشعر الجميل المتالشي ،كانت أمشاًطا باهظة
الثمن ،كما كانت تعلم ،و كان قلبها ببساطة يتوق إليها ويتوق إليها دون أقل أمل في
.االستحواذ ،واآلن ،كانوا لها ،لكن الخصالت التي كان مرغوًبا إستخدامه عليها قد إختفت
لكنها ضمتهم إلى حضنها ،مطوًال و تمكنت من النظر إلى األعلى بعيون خافتة
!! .وابتسامة وتقول" :شعري ينمو بسرعة كبيرة،يا جيم
».ثم نقزت ديال مثل قطة صغيرة وصرخت« ،أوه ،أوه
لم يكن جيم قد رأى هديته الجميلة بعد ،أمسكت به بشغف على راحة يدها المفتوحة،
.بدا أن المعدن الثمين الباهت يومض مع انعكاس لروحها الساطعة والمتحمسة
أليست رائعة يا (جيم) ؟ اصطدت في جميع أنحاء المدينة للعثور عليها .عليك أن
".تنظر إلى الوقت مائة مرة في اليوم اآلن ،أعطني ساعتك ،أريد أن أرى كيف تبدو عليه
.بدًال من الطاعة ،جلس جيم على األريكة ووضع يديه تحت خلف رأسه وابتسم
قال" :ديال ،دعينا نضع هدايا عيد الميالد بعيًدا ونحتفظ بها لفترة من الوقت .إنها
لطيفة للغاية الستخدامها في الوقت الحاضر .قد بعت الساعة للحصول على المال لشراء
".أمشاطك .واآلن افترض األن أنك تضعين قطع اللحم على الموقد
المجوس ،كما تعلمون ،كانوا الرجال الحكماء --من حسن الحظ الرجال الذين
جلبوا الهدايا إلى بايب في المذود .اخترعوا فن تقديم هدايا عيد الميالد .وال شك ان
عطاياهم كانت حكيمة ،وربما تحمل امتياز التبادل في حالة االزدواجية .وهنا قمت بعالقة
سخيفة بكم التاريخ الهادئ لطفلين أحمق في شقة ضحوا دون حكمة من أجل بعضهم
البعض بأعظم كنوز منزلهم .ولكن في كلمة أخيرة لحكمة هذه األيام ،دع األمر يقال إن من
بين كل الذين يقدمون الهدايا ،كان هذان الشخصان األكثر حكمة .من بين كل الذين يقدمون
.ويتلقون الهدايا ،مثل الحكمة .في كل مكان هم أكثر حكمة .هم المجوس
عالمي في مقهى
في منتصف الليل كان المقهى مزدحًما ،بالصدفة ،كانت الطاولة الصغيرة التي جلست
عليها قد أفلتت من أعين الوافدين ،ومد كرسيان شاغران أذرعهما بضيافة مطالبة لتدفق
.الرعاة
ثم جلس العالمي في أحدهم ،وكنت سعيًدا ،ألنني كنت أتبنى نظرية مفادها أنه منذ آدم لم
يكن هناك مواطن حقيقي في العالم .نسمع عنها ،ونرى ملصقات أجنبية على الكثير من
.األمتعة ،لكننا نجد مسافرين بدًال من عالمين
أنا مهتم بفكرتك عن اإلعداد -الطاوالت الرخامية ،والكراسي المغطاة بالجلد،
ومجموعات الرجال المثليين ،والنساء في الفساتين الراقية شبه الريفية ،والتحدث في
أفضل أوركسترا بصرية للذوق ،واالقتصاد .الثروة أو الفن ؛النادل المواظب والمحب
للسخاء ،الموسيقى المقدمة برقة من الملحنين ؛ مزيج من المحادثة والضحك -وإذا
أردت ،فإن هنلك فورتسبورغ في الكؤوس التي تنحني نحو فمك مثل كرز ناضج يتأرجح
.أغصانه في فم الروبر جاي .أخبرني نحات في ماوتش تشانك أن المكان باريسي للغاية
تم تسمية كوزموبوليت الخاص بي باسم إي .رشمور كوجالن ،وسيتم سماعه في
الصيف المقبل في جزيرة كوجلين .أبلغني أنه سيؤسس «شعبية» جديدة هناك ،حيث قدم
عرًض ا ملكًيا .ثم دقت محادثته على طول خطوط العرض والطول .أخذ العالم المستدير
العظيم في يده ،إذا جاز التعبير ،مألوًف ا ،بازدراء ،ولم يكن يبدو أكبر من بذرة كرز
ماراشينو في طاولة فاكهة العنب ،تحدث بعدم احترام عن خط االستواء ،وتخطى من قارة
إلى أخرى ،وسخر من المناطق ،ومسح أعالي البحار بمنديل له .بتلويحة من يده كان
يتحدث عن بازار معين في حيدأباد .نفحة! سيضعك على الزالجات في البالند ،اآلن
ركبت الكسارات مع كاناكء في كيليكاهيكي .بريستو! لقد جرك عبر مستنقع ما بعد البلوط
في أركنساس ،وتركك تجف للحظة في السهول القلوية لمزرعته في أيداهو ،ثم دفعك إلى
مجتمع أرشيدوق فيينا .كان حاال سيخبرك عن نزلة برد أصيب بها في نسيم بحيرة
شيكاغو وكيف عالجها إسكاميال القديم في بوينس أيريس بضخ ساخن من أعشاب
الشوكوال .كنت ستوجه رسالة إلى «إي .رشمور كوجالن ،أ،ن،ك ،.األرض ،النظام
...الشمسي ،الكون» ،وترسلها بالبريد ،وتشعر بالثقة في أنها ستصل إليه
كنت متأكًدا من أنني وجدت أخيًر ا العالمي الحقيقي الوحيد منذ آدم ،واستمعت إلى
خطابه العالمي خائًفا خشية أن أكتشف فيه المالحظة المحلية لمجرد هرولة الكرة
األرضية .لكن آرائه لم تتزعزع أو تتداعى قط ؛ كان محايدا للمدن والبلدان والقارات مثاله
.الرياح أو الجاذبية األرضية
وكما ثرثر إي رشمور كوجالن عن هذا الكوكب الصغير ،فكرت بسعادة عن
شخص شبه عالمي عظيم كتب للعالم بأسره وكرس نفسه لبومباي .في كل قصيدة عليه أن
يقول إن هناك فخًر ا وتنافًسا بين مدن األرض ،وأن «الرجال الذين يعيشون فيهم،
يتاجرون ربًح ا و خسارًة ،لكنهم يتشبثون بمدنهم كما يتشبث الطفل بثوب أمه » .وكلما
ساروا "بشوارع صاخبة غير معروفة" يتذكرون مدينتهم األصلية " بإخالٍص وحماقٍة
وولٍع ؛ جعل مجرد نطق إسمها متعلقًا به بشكل مباشر" .و قد إشتعلت فرحتي ألنني
قبضت على السيد كيبلينج وهو يغفو .لقد وجدت هنا رجًال غير مصنوع من الغبار ؛
شخص ليس لديه تباهي محدد بمسقط رأسه أو بلده ،شخٌص ،إذا تفاخر على اإلطالق،
.سيتباهى بكامله في الكرة األرضية ضد المريخ وسكان القمر
تم التعبير عن هذه الموضوعات من إي .رشمور كوجالن من الزاوية الثالثة إلى
طاولتنا .بينما كان كوجالن يصف لي التضاريس على طول سكة حديد سيبيريا ،انزلقت
األوركسترا في مزيج الكالم .كان الهواء الختامي هو «ديكسي!» ،قدمة ملحظة مفرحة ،
.تقريًبا تغلبت عليها تصفيقات عديدة لأليدي من كل الطاوالت المجاورة تقريًبا
تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن مشاهدة هذا المشهد الرائع كل مساء في العديد من
المقاهي في مدينة نيويورك .تم استهالك أطنان من المشروبات فوق النظريات لحسابها.
اعتقد البعض على عجل أن جميع الجنوبيين في المدينة يرتدون مالبسهم في المقاهي عند
حلول الظالم .هذا التصفيق للهواء «العشوائي» في المدينة الشمالية يحير قلياًل ؛ ولكنها
قابلة للفهم .الحرب مع إسبانيا ،ومحاصيل النعناع والبطيخ السخية لسنوات عديدة ،وعدد
قليل من الفائزين منذ فترة طويلة في مضمار سباق نيو أورلينز ،والمآدب الرائعة التي
قدمها مواطنو إنديانا وكانساس الذين يؤلفون مجتمع شمال كارولينا جعلت الجنوب من
«موضة راحلة» في مانهاتن سوف تخرب مانيكير أظافرك ألن أصبع السبابة األيسر
يذكرها كثيًر ا برجل نبيل في ريتشموند ،فيرجينيا ،بالتأكيد ؛ لكن العديد من السيدات يجب
.أن يعملن اآلن -الحرب ،كما تعلم
عندما كانت «ديكسي» تلعب ،ظهر شاب ذو شعر داكن من مكان ما ،مع صراخ
حرب عصابات موسبي ولوح بقبعته ذات الحواف الناعمة بشكل محموم ،ثم ضل في
.طريقه عبر الدخان ،حتى سقط على الكرسي الشاغر على طاولتنا وأخرج علبة سجائر
كانت األمسية في الفترة التي تم فيها إستهالك االحتياطي من الشراب .أشار أحدنا
ثالثة فورزبرغر للنادل ؛ طلب الشاب ذو الشعر الداكن إدراجه معنا بالطلب بابتسامة
.وإيماءة للنادل .سارعت إلى طرح سؤال عليه ألنني أردت تجربة نظرية ما لدي
»...هل تمانع إخباري »،بدأت« ،سواء كنت من منطقة «
،ضربت قبضة إي رشمور كوجالن الطاولة واجبرت على الصمت
قال" :معذرة ،لكن هذا سؤال ال أحب أن أسمعه أبًدا .ما الذي يهم من أين يأتي
الرجل ؟ هل من العدل الحكم على رجل من خالل عنوان مكتب البريد الخاص به ؟
لماذا ،أنا قدرأيت كنتاكيون يكرهون الويسكي ،فيرجينيا الذين لم ينحدروا من بوكاهونتاس،
إنديانيون لم يكتبوا رواية ،مكسيكيون لم يرتدوا بنطااًل مخملًيا مع دوالرات فضية مخيطة
على طول اللحامات ،إنجليز مضحكون ،يانكيز كئيبون ،جنوبيون بدم بارد ،غربيون ضيقو
األفق ،وسكان نيويورك الذين كانوا مشغولين جًدا بالتوقف لمدة ساعة في الشارع
لمشاهدة كاتب بقالة مسلح واحد يقوم بالتوت البري في أكياس ورقية .دع الرجل يكون
".رجال وال تعرقله بتعليمه من أي قسم هو
قلت" :عفوا ،لكن فضولي لم يكن عاطًال تماًما .أعرف الجنوب ،وعندما تعزف
الفرقة «ديكسي» أحب أن أراقب .لقد شكلت اعتقاًدا بأن الرجل الذي يصفق لهذا الهواء
بحماس خاص بوالء مقاطعي ظاهر هو دائًما مواطن إما من ،سيكوكس نيوجيرسي ،أو
المنطقة الواقعة بين موراي هيل ليسيوم ونهر هارليم ،هذه المدينة .كنت على وشك اختبار
نظريتي من خالل االستفسار عن هذا الرجل المحترم عندما قاطعت بنظريتك األكثر
".غرابة ،يجب أن أعترف
واآلن تحدث إلّي الشاب ذو الشعر الداكن ،وأصبح من الواضح أن عقله تحرك
.أيًض ا بمجموعة األفكار الخاصة به
».قال ،في ظروف غامضة« ،أود أن أكون نحيًفا ،وأغني تورا لو را لو
.من الواضح أن هذا كان غامًض ا جًدا ،لذلك التفت مرة أخرى إلى كوجالن
قال« :لقد كنت حول العالم اثنتي عشرة مرة»" .أعرف إسكيماو في سوبرنافيك
الذي يرسل إلى سينسيناتي ليشتري ربطات عنقه ،ورأيت راعي ماعز في أوروغواي فاز
بجائزة في مسابقة ألغاز اإلفطار في باتلكريك ،و أدفع إيجاًر ا لغرفة في القاهرة ،مصر،
وأخرى في يوكوهاما طوال العام .لدي نعال تنتظرني في منزل شاي في شنغهاي ،وال
يتعين علي إخبارهم كيفية طهي بيضي في ريو دي جانيرو أو سياتل .إنه عالم قديم و
صغير و عظيم .ما فائدة التباهي بكونك من الشمال ،أو الجنوب ،أو منزل المانور قديم في
ديل ،أو شارع إقليدس ،أو كليفالند ،أو قمة بايك ،أو مقاطعة فيرفاكس ،فيرجينيا ،أو شقق
هوليجان أو أي مكان ؟ سيكون عالًما أفضل عندما نتوقف عن كوننا حمقى حول بلدة عفنة
. ".أو عشرة أفدنة من المستنقعات لمجرد أننا ولدنا هناك
».قلت بإعجاب« :يبدو أنك عالمي حقيقي»« .ولكن يبدو أيًض ا أنك تعادي الوطنية
أعلن كوجالن بحرارة «هذه بقايا العصر الحجري»" .كلنا إخوة -صينيون،
إنجليز ،زولوس ،باتاغونيون والشعب في منعطف نهر كاو .في يوم من األيام ،سيتم
القضاء على كل هذا التفاخر التافه بمدينة أو دولة أو قسم أو بلد ،وسنكون جميًعا مواطنين
" .في العالم ،كما يجب أن نكون
أصررت «لكن بينما أنت تتجول في أراض أجنبية،أال تعود أفكارك إلى مكان ما -
--».مكان يعز عليك و
قاطعت «وال بقعة» إي آر كوجالن رد بتقلب" .قطعة المادة األرضية الكروية
الكوكبية ،المسطحة قليًال عند القطبين ،والمعروفة باسم األرض ،هي مسكني .لقد قابلت
العديد من المواطنين المتعلقين في هذا البلد في الخارج .لقد رأيت رجااًل من شيكاغو
يجلسون في جندول في البندقية في ليلة ضوء القمر ويتفاخرون بقناة الصرف الخاصة
بهم .لقد رأيت رأيت جنوبًيا يقدم إلى ملك إنجلترا ويتعهد إلى ذلك الملك باإلخالص ،دون
أن يضرب عينيه ،يعطي المعلومات التي تفيد بأن خالته الكبرى كانت مرتبطة من بيركنز،
تشارلستون .كنت أعرف نيويوركر الذي تم اختطافه للحصول على فدية من قبل بعض
قطاع الطرق األفغان .أرسل شعبه المال وعاد إلى كابول مع العميل' .أفغانستان ؟ قال له
السكان األصليون من خالل مترجم« .حسًنا ،ليس بطيًئ ا جًدا ،هل تعتقد ؟» يقول« :أوه،
ال أعرف» ،وبدأ يخبرهم عن سائق سيارة أجرة في الجادة السادسة وبرودواي .هذه
األفكار ال تناسبني .أنا لست مقيًدا بأي شيء ال يبلغ قطره 8000ميل ،أي .رشمور
".كوغالن ،مواطن الكرة األرضية
ألقى العالمي الخاص بي وداًع ا كبيًر ا و تركنا ،ألنه إعتقد أنه رأى شخًص ا يعرفه
من بين الثرثرة و الدخان .لذلك تركت مع غريب األطوار الذي تم إختزاله إلى
فورتسبورغ دون أي قدرة على التعبير عن تطلعاته إلى الجلوس و الغناء بصوته الرخيم ،
.على قمة الوادي
جلست أتأمل العالمي و أتساءل كيف تمكن الشاعر من افتقاده .كان اكتشافي وأنا
أؤمن به ،كيف ؟ ««الرجال الذين يعيشون فيهم ،يتاجرون ربًح ا و خسارًة ،لكنهم
».يتشبثون بمدنهم كما يتشبث الطفل بثوب أمه
...ليس كذلك؟،إي .رشمور كوجالن .أال يعتبر العالم كله
تقاطعت تأمالتي بسبب ضوضاء وصراع هائل في جزء آخر من المقهى .نظرت
فوق رؤوس الزبائن الجالسين ،إي .رشمور كوجالن وشخص مجهول يخوضا معركة
رائعة .قاتلوا بين الطاوالت بضراوة ،وتحطمت الكؤوس ،و الرجال سقطوا أرًض ا،
» .وصرخت امرأة سمراء ،وبدأت شقراء تغني «مثير...مثير...مثير
كان كوزموبوليت الخاص بي يحافظ على فخر وسمعة األرض عندما اقترب
النوادل من كال المقاتلين إلستخدام تشكيلة الجناح المشهورين بها و فصلوهم وحملوهم إلى
.الخارج ،وال يزالون يقاومون
.ناديت على مكارثي ،أحد النوادل الفرنسيين في المقهى ،وسألته عن سبب الصراع
قال «الرجل ذو ربطة العنق الحمراء» (كان هذا العالمي الخاص بي)« ،أصبح
حادة بسبب األشياء التي قيلت عن أرصفة الحي وإمدادات المياه للمكان الذي أتى منه
».الرجل اآلخر
-".قلت في حيرة من أمري" :لماذا هذا الرجل مواطو من العالم –هو عالمي
في األصل من ماتاوامكياج بوالية مين ،قال »،تابع مكارثي« ،و لن «
».يسمح بإهانة المكان
بين األشواط
أشرق قمر مايو على منزل داخلي خاص للسيدة مورفي ،باإلشارة إلى التقويم،
ستكتشف مساحة كبيرة من األراضي التي سقطت عليها األشعة أيًض ا ،كان الربيع في
ذروته ،وسرعان ما ستتبعه حمى القش ،كانت المتنزهات خضراء مع أوراق الشجر
الجديدة ،والمشترين للتجارة الغربية والجنوبية .كانت الزهور ووكالء المنتجعات الصيفية
تهب ؛ كان الهواء واإلجابات على لوسون أكثر اعتدااًل ؛ كانت صناديق الموسيقى
.والنوافير والبينوشل تلعب في كل مكان
كانت نوافذ منزل السيدة مورفي مفتوحة ،كانت مجموعة من المتنزهين يجلسون
.على منحدر مرتفع عند حصائر مستديرة ومسطحة مثل البانكيك
في إحدى النوافذ األمامية بالطابق الثاني ،كانت السيدة مكاسكي تنتظر زوجها،
.العشاء كان يبرد على الطاولة ذهبت الحرارته إلى السيدة مكاسكي
في التاسعة جاء السيد مكاسكي .وحمل معطفه على ذراعه وأنبوبه في أسنانه ؛
واعتذر عن إزعاج المتنزهين على الدرج حيث اختار بقع من الحجر التي تتسع لمقاسه
،47 .عرض 16
عندما فتح باب غرفته تلقى مفاجأة ،بدًال من غطاء الموقد المعتاد ،أو هريس
..البطاطس حتى يتفادى ،جاءت الكلمات فقط
.اعتقد السيد مكاسكي أن قمر مايو الحميد قد صغر من ثدي زوجته
سمعتك »،جاءت البدائل الشفوية ألدوات المطبخ" .يمكنك أن تعتذر لرفرف«
الشوارع عن قدميك غير اللطيفة على ذيول فساتينهم ،لكنك ستمشي على رقبة زوجتك
بطول خط المالبس دون أن تقبلني"،وأنا متأكدة أنهم بهذه الطول إثر اللعب"بالرياح من
أجلك ،والمخزون بارد مثل وجود أموال للشراء بعد الشرب في جاليجير الخاص بك كل
".مساء سبت" ،وجاء رجل الغاز هنا مرتين إلى اليوم ليأخذ ماله
امرأة!" قال السيد مكاسكي ،وهو يعلق معطفه ،وقبعته على كرسي" ،ضجيجك "
هذا إهانة لي" عندما تفقد مخزون األدب ،تأخذ اإلسمنت من بين طوب أسس المجتمع.
«ليس أكثر من ممارسة» كأنها حدة رجل نبيل عندما يسأل معارضة السيدات السادات
للطريق أن يمر بينهما ،هل ستحضري وجهك المشابع للخنزير من الرياح وترى
".الطعام ؟
هبت السيدة مكاسكي بسرعة وذهبت إلى الموقد .كان هناك شيء في طريقة
تصرفها حذر السيد مكاسكي .عندما فتحت كامل فمها فجأة مثل البالوعة ،عادة ما تنبأ
.بسقوط األواني الفخارية واألواني الصغيرة
وجه الخنزير ،أليس كذلك ؟» قالت السيدة مكاسكي و هي غاضبة ،وألقت المقلى «
.المليء بلحم الخنزير المقدد واللفت على زوجها
لم يكن السيد مكاسكي حاضًر ا للبدء .لكن كان يعرف ما يجب أن يتبع ما فعلته.
كان على الطاولة لحم خنزير مشوي مزين بالنفل .رد بهذا ،ورسم العودة المناسبة لبودنغ
الخبز في طبق فخاري .ضربت قطعة كبيرة من الجبن السويسري التي ألقاها زوجها بدقة
السيدة مكاسكي تحت عينها ،عندما ردت بوعاء قهوة جيد التصويب مليء بسائل ساخن
.أسود شبه عطري ،كان يجب أن تنتهي المعركة ،وفًقا لألشواط السابقة
لكن السيد مكاسكي لم يكن ترابيزة مطعام تكلف 50قرش لكي يصمت .دع
البوهيميين الرخيصين يأخذون القهوة كنهاية ،إن أرادوا .دعهم يرتكبون هذا الخطأ .لكن
مازال السيد قادًر ا على الكثير من ماكر .لم تكن األوعية تتجاوز بحر تجراربه ،لكنه لم
يعتقد أنهم سيكونوا في هذه المعركة ؛ لكن ما يعادلهم كان في متناول اليد،ألقى منتصًر ا
وعاء الغسيل المصنوع من الجرانيت على رأس خصمه الزوجي ،تفادتها السيدة مكاسكي
في الوقت المناسب ،لقد وصلت إلى المكواة ،كانت تأمل،نوع ما من الهدنة في إنهاء شجار
إلقاء الطعام .لكن صرخة صاخبة في الطابق السفلي تسببت في التوقف السيدة و السيد
.مكاسكي في نوع من الهدنة الالإرادية
على الرصيف بالقرب من المنزل ،كان الشرطي كليري يقف يتنصت إلى تحطم
.األواني المنزلية
تأمل الشرطي «تيس جون مكاسكي وخطأه في ذلك مرة أخرى»" .أتساءل هل
أصعد وأوقف النزاع .لن أفعل ذلك ،هم متزوجون وال عالقة لي بشؤونهم ،دعهم
يستمتعوا ،بالتأكيد لن تدوم طويًال ،على هذا النحو سيتعين عليهم احضار المزيد من
".األطباق لمواكبة ذلك
وبعد ذلك جاء الصراخ العالي تحت الدرج ،مما أدى إلى زيادة الخوف و الرهاب ،
.قال الشرطي كليري« :ربما تكون القطة» ،وسار على عجل في االتجاه اآلخر
كان المتنزهون على الدرج يضطربون .دخل السيد تومي ،محامي بشركة تأمين و
لديه مهارة عالية في التحقيق ،لتفسير الصرخة ،عاد مع األخبار التي تفيد بأن طفل السيدة
مورفي الصغير ،مايك ،ضائع بعد إتباعه ساعي البريد ،صعقت السيدة مورفي -مائتي
رطل في البكاء والهستيريا ،تمسك الهواء وتعوي في السماء لفقدان ثالثين رطًال من
النمش واألذى .باثوس ،حقا ؛ لكن السيد تومي جلس إلى جانب اآلنسة بوردي ،مصنعة
القبعات ،و ضموا أيديهم .استفسرت الخادمتان العجوزتان ،ميسيس ،والش ،اللتان اشتكتا
دائًم ا من الضوضاء في الممرات ،أضافتا على الفور عما إذا كان أي شخص قد نظر
.خلف الساعة
وقف الرائد جريج ،الذي كان جلس بجانب زوجته السمينة على الدرجات العلوية،
وزرر معطفه« .الصغير فقد ؟» صرخ« .سأمشط المدينة» .زوجته لم تسمح له بالخروج
بعد حلول الظالم في األوضاع العادية لكنها قالت اآلن« :اذهب ،لودوفيتش!» بصوت
جهير« .كل من يستطيع الننظر إلى تلك األم الحزينة دون أن ينبثق الرتياحها يمتلك قلًبا
من حجر» .قال الرائد« :أعطني حوالي ثالثين أو ستين قرًشا،يا حبيبتي»" .األطفال
".المفقودون يبتعدون أحياًنا .قد أحتاج إلى إستخدام المواصالت
قام الرجل العجوز ديني ،الساكن في غرفة القاعة ،الطابق الرابع ،الذي جلس على
الدرجات السفلية ،في محاولة لقراءة ورقة بجوار مصباح الشارع ،بقلب صفحة لمتابعة
المقال حول إضراب البنائين .صرخت السيدة مورفي على القمر« :أوه ،آر-آر-مايك ،يا
».هللا !! ،أين ولدي الصغير؟
سأل الرجل العجوز ديني «متى آخر مرة رأيته ؟» ،بعين واحدة على تقرير نقابة
.البنائين
أوه "،صرخت السيدة مورفي" ،رأيته باألمس ،أو ربما كانت منذ أربع ساعات!"
ال أعرف .لكنه فقد هو ،صغيري مايك .كان يلعب على الرصيف هذا الصباح فقط -أم
كان يوم األربعاء ؟ أنا مشغول بالعمل ،من الصعب مواكبة التواريخ .لكنني قلبت المنزل
-".من أعلى إلى قبو ،وهو ليس فيه .أوه ،للحب الجنة
صامتة ،قاتمة ،هائلة ،وقفت هي المدينة الكبيرة تقف دائًما ضد محبيها .يصفوها
صلبة كالحديد ؛ يقولون إنه ال يوجد نبض شفقة ينبض في حضنها ؛ يقارنون شوارعها
بالغابات الوحيدة والصحاري البركانية .ولكن تحت قشرة الكركند الصلبة يوجد طعام لذيذ
وشهي .ربما لكن تشبيٌه أخر أكثر مالئمًة .ومع ذلك ،ال ينبغي ألحد أن يفهمه بشكل
.شخصي،و لن أطلق على أحد كركند بدون حيازته مخالب كبيرة و قوية
ال توجد كارثة تمس القلب البشرية الطبيعي كما يمس ضياع طفل صغير.
.خطواطهم غير واثقة وضعيفة للغاية ؛ و الطرق شديدة االنحدار والصعوبة
سارع الرائد غريغز إلى الزاوية ،وصعد إلى مكان بيلي .قال للخدم« :أعطني
الجاودار»« .ألم ترى أي شيطاًنا صغيًر ا ذو أرجل منحنية ووجه قذر لطفل ضائع يبلغ من
»العمر ست سنوات هنا في أي مكان ،أرأيته؟
ظل السيد تومي متمسكا بيد اآلنسة بوردي على الدرج ،قالت اآلنسة بوردي« :فكر
في تلك الطفل الصغير العزيز ،فقد من جانب والدته -ربما سقطت بالفعل تحت حوافر
!».الحديدية من فرس راكضة -أوه ،أليس هذا مروًع ا
أليس هذا صحيًح ا ؟» وافق السيد تومي ،وهو محكٌم على يدها« .قل إنني سأبدأ «
!».وأساعد في البحث عنه
قالت اآلنسة بوردي" :ربما يجب عليك ذلك .لكن ،...يا سيد تومي ،أنت محطم
-".للغاية -متهور جًدا -افترض في حماسك أن أصابك حادث ما ،ثم ماذا
قرأ الرجل العجوز ديني عن اتفاقية التحكيم من الجريدة ،بإصبع واحد على
.السطر
و في الطابق الثاني ،إتجه السيد والسيدة مكاسكي إلى النافذة ترتيب أنفسهما .كان
السيد مكاسكي يخرج اللفت من سترته بلسبابة ،وكانت سيدته تمسح عيًنا لم يحسن لها ملح
.لحم الخنزير المشوي .سمعوا الصراخ في األسفل ،ودفعوا برؤوسهم من النافذة
قالت السيدة مكاسكي بصوت هادئ« :لقد ضاع مايك الصغير ،المالك الجميل،
!».الصغير ،الذي يثير المشاكل
قال السيد مكاسكي « الصبي الضئيل ضل ؟» وهو يميل من النافذة" .لماذا ،اآلن،
هذا سيء بما فيه الكفاية ،تماًما .الطفل ،ليكون مختلًفا .إذا كانت "هنلك إمرأة تحسن أن
".تكون وصًيا" ،ألنهم يتركون السالم وراءهم عندما يذهبون
.متجاهلة الهجوم ،أمسكت السيدة مكاسكي بذراع زوجها
قالت بعاطفة" :جون ،ولد األنسة ميرفي الصغير ضائع " إنها مدينة عمالقة لفقدان
األوالد الصغار .كان في السادسة من عمره' ، .هذا نفس العمر الذي كان ليكونه طفلنا ،
".لو كنا أنجبًنا واحد قبل ست سنوات
».قال السيد مكاسكي يعايرها بالحقيقة« :إننا لم نفعل ذلك قط
ولكن إذا لو لدينا ،جون ،فكر في الحزن الذي سيكون في قلوبنا هذه الليلة ،مع «
».هروب فيالن الصغير وسرقته في مكان ما األن في المدينة
قال السيد مكاسكي« :أنت تتحدث عن الحماقة»« .تيس بات كان سمي ،على اسم
».والدي العجوز في كانتريم
أنت تكذب!» قالت السيدة مكاسكي ،دون غضب" .كان أخي يسوى العشرات من«
مكاسكيز .على إسمه سيتم تسمية الولح " .انحنت فوق عتبة النافذة ونظرت إلى األسفل
.نحو اإلرتباك والصخب في األسفل
».قالت السيدة مكاسكي بهدوء« :جون ،أنا آسف ألنني كنت متسرًع ا معك
قال زوجها" :توا بودين متسرع" ،كما تقول" ،وأسرع في اللفت وإنهي القهوة.
«».إنها ما يمكنك تسميته غداء سريع ،حسًنا ،بال كذب
.انزلقت السيدة مكاسكي ذراعها داخل ذراع زوجها وأخذت يده الخشنة في يدها
قالت« :استمع إلى صرخة السيدة ميرفي المسكينة»" .إنه ألمر مروع أن يضيع
طفل ضئيل في هذه المدينة الكبيرة العظيمة .لو كان فيالن الصغير ،جون ،سيكون كسر
".قلبي
.بشكل محرج ،سحب السيد مكاسكي يده .لكنه وضعها حول كتف زوجته القريب
قال" ، ،إنها حماقة ،بالطبع ،لكنني سأقطع نفسي إذا تم اختطاف بات الصغير أو أي
شيء آخر .لكن لم يكن هناك أي أطفال بالنسبة لنا .كنت في بعض األحيان وقًح ا وأليًما
".معك يا جودي .سامحيني
.انحنوا مًعا ،ونظروا إلى أسفل إلى المشهد الدرامي الذي يحدث أسفلهم
لطالما جلسوا هكذا .اندفع الناس على طول الرصيف ،وازدحموا ،واستجوبوا،
ومألوا الهواء بالشائعات ،وتفسيرات غير منطقية .كانت السيدة مورفي تحرث ذهاًبا وإياًبا
.في وسطهم ،مثل زورق يتخبط بين الموج .جاء الساعون وذهبوا
.أثيرت أصوات عالية وضجة متجددة أمام المأوى
.ما األمر اآلن يا جودي ؟» سأل السيد مكاسكي«
قالت السيدة مكاسكي وهي تتأرجح« :صوت تيس ميسيس مورفي»« .تقول إنها
».وجدت مايك الصغير نائًما خلف لفة المشمع القديم تحت السرير في غرفتها
.ضحك السيد مكاسكي بصوت عاٍل
صرخ ساخًر ا« :هذا هو فيالن الخاص بك»" .عفريت قليًال كان من الممكن أن
يقوم بات بهذه الحيلة .إذا كان الولد الذي لم نحصل عليه قد ضل وسرق من قبل القوى،
" .فاتصل به فيالن ،ورأيته يختبئ تحت السرير مثل جرو مانجي
هبت السيدة مكاسكي غاضبة ،وذهبت نحو خزانة األطباق ،فاتحة فمها بالكامل مرة
.أخرى
عاد الشرطي كليري بقرب المنزل بينما تفرق الحشد ،و فوجئ عند توجيه أذنه
باتجاه شقة مكاسكي ،حيث بدا تحطم الحديد والصواني والرخام و أواني المطبخ من جديد.
.أخرج الشرطي كليري ساعته
بحق الجحيم!" صرخ" ،كان جون مكاسكي وسيدته يقاتالن منذ ساعة وربع .يمكن"
".لهذه السيدة أن تضربه بمقدار أربعين رطًال .على ذراعه
.عاد الشرطي كليري إلى الممر
قام الرجل العجوز ديني بطي جريدته وسارع على الدرج بينما كانت السيدة مورفي
.على وشك إغالق الباب لباقي الليل
غرفة المنور
أول السيدة (باركر) ستريك الصالونات المزدوجة لن تجرؤ على مقاطعة وصفها
لمزاياهم ومزايا الرجل الذي شغلهم لمدة ثماني سنوات .ثم تتمكن من تلعثم االعتراف بأنك
لست طبيًبا وال طبيًبا لألسنان .كانت طريقة السيدة باركر في تلقي القبول من النوع الذي
ال يمكنك بعد ذلك أبًدا االستمتاع بنفس الشعور تجاه والديك ،اللذين أهمال تدريبك في
.إحدى المهن التي تناسب أصحاب صاالت السيدة باركر
بعد ذلك صعدت درًج ا واحًدا ونظرت إلى الطابق الثاني الخلفي بسعر 8دنانير.
مقتنعة من أسلوبها أن الطابق الثاني يستحق 12ديناًر ا التي كان يدفعها السيد توسنبيري
دائًم ا مقابل ذلك حتى غادر لتولي مسؤولية مزرعة البرتقال أخيه في فلوريدا بالقرب من
بالم بيتش ،حيث كانت السيدة (ماكنتاير) تقضي الشتاء الذي به غرفة أمامية مزدوجة مع
.حمام خاص تمكنت من إيصال أنك تريد شيًئ ا أرخص حتى من ذلك
إذا نجوت من سخرية السيدة باركر ،فقد تم أخذك للنظر إلى غرفة قاعة السيد
سكايدر الكبيرة في الطابق الثالث .لم تكن غرفة السيد سكايدر نظيفة .يكتب مسرحيات و
يدخن السجائر فيها طوال اليوم .لكن كل باحث عن غرفة يوجب عليه زيارة غرفته
لإلعجاب بالبرادي .بعد كل زيارة ،كان السيد سكيدر ،من الخوف الناجم عن الطد
.المحتمل ،يدفع شيًئ ا ما زيادة على إيجاره
ثم -أوه ،إذن -إذا كنت ال تزال تقف على قدم واحدة ،ويدك العرقة تمسك بالثالثة
دنانير الرطبة في جيبك ،وأعترفت بفقرك البشع و كأنك مذنب ،فلن تكون السيدة باركر
لتعجب بك .كانت تنادي بكلمة واحدة «كالرا» بصوت عاٍل ،وتريك ظهرها ،وتسير إلى
الطابق السفلي .ثم ترافقك كالرا ،الخادمة الملونة ،إلى أعلى السلم المغطى بالسجاد الذي
وصلك إلى الطابق الرابعة ،وتريك غرفة المنور .تقدر مساحة األرضية إلى 8 × 7أقدام
.في منتصف القاعة و على كل جانب كان هناك خزانة خشبية داكنة أو مخزن
كان فيه مهد حديدي ومغسلة وكرسي .كان الرف هو خزانة المالبس .يبدو أن
جدرانه األربعة الفارغة تغلق عليك مثل جوانب التابوت .تسللت يدك إلى حنجرتك ،و
خنقتك وتلهث ،ونظرت ألعلى من بئر -وتنفست مرة أخرى .من خالل شباك المنور
.الصغير رأيت مربًعا لونه أزرق سماوي
« .دينارين ،ماشي؟» ،تقول كالرا في لهجتها نصف المحتقرة واإلفريقية «
ذات يوم جاءت اآلنسة ليسون للبحث عن غرفة .كانت تحمل آلة كاتبة صنعتها
سيدة أكبر بكثير .كانت فتاة ضئيلة جًدا ،بعيون وشعر استمروا في النمو بعد أن توقفت
".هي وكان يبدو دائًما كما لو كانوا يقولون" :يا إلهي! لماذا لم تواكبنا ؟
السيدة (باركر) عرضت عليها الصالون المزدوج قالت« :في هذه الخزانة ،يمكن
-».للمرء االحتفاظ بهيكل عظمي أو مخدررات أو حجارة
».قالت اآلنسة ليسون وهي ترتجف« :لكنني لست طبيبة وال دكتورة أسنان
أعطتها السيدة باركر التحديق الباردة والشكاكة والشفقة والسخرية الذي احتفظت
به ألولئك الذين فشلوا في التأهل لكونهم دكاترة أو أطباء أسنان ،وأكملت الطريق إلى
.الطابق الثاني
ثمانية دوالرات ؟» قالت اآلنسة ليسون .يا ويلتي ! أنا لست مالمة إذا كنت أبدو «
".خضراء .أنا مجرد فتاة عاملة صغيرة فقيرة .أرني شيًئ ا" أغلى وأرخص
.قفز السيد سكيدر وتناثر على األرض سكن السجائر عندما دق على بابه
قالت السيدة باركر بابتسامة شيطانها على مظهره الشاحب« :معذرة سيد سكيدر».
"لم أكن أعرف أنك كنت في الشقة ،أريد من السيدة أن تلقي نظرة على البرادي الخاصة
".بك
».قالت اآلنسة ليسون ،مبتسمة كأنها إبتسامة المالئكة بالضبط« :إنهم جميلون جًدا
بعد رحيلهم ،انشغل السيد سكيدر بمحو الفتاة ذات الشعر الطويل األسود من على
أحدث مسرحية له (غير منتجة بعد) وإبدالها بواحدة صغيرة صاخبة ومشرق وذات
.صفات مرحة
قال السيد سكيدر لنفسه« :آنا هيلد ستقفز عليها» ،وهو يرفع قدميه أمام البردايتان
.ويختفي في سحابة من الدخان مثل الحبار في البحر
حالًيا دعوة السيدة لـ «كالرا!» و أبدت للعالم ما في جيب اآلنسة ليسون .انقض
عليها عفريت داكن ،وصعد على درج مأساوي ،ودفعها إلى قبو مع بصيص من الضوء
!».في قمته وألقى بالكلمات المهددة والمتطرفة «دينارين
.سآخذها!» تنهدت اآلنسة ليسون ،وهي تغرق على السرير الحديدي الصرصار «
كل يوم كانت اآلنسة (ليسون) تخرج للعمل في الليل تحضر أوراًق ا إلى المنزل
عليها خط يد وصنعت نسًخ ا بآلتها الكاتبة .في بعض األحيان لم يكن لديها عمل في الليل،
فكانت تجلس على درجات المنحدر العلوية مع السكان األخرين .لم تكن اآلنسة ليسون
مخصصة لغرفة ضوء السماء عندما تم رسم الخطط إلبداعها .كانت بريئة ومليئة
بالخياالت الرقيقة والغريبة.مرة سمحت للسيد سكيدر بقراءة ثالثة أعمال من الكوميديا
".العظيمة الذي كتبه (غير المنشورة)" ،إنه ليس طفًال ؛ أو وريث مترو األنفاق
كان هناك ابتهاج بين السادة كلما كان لدى اآلنسة ليسون الوقت للجلوس على
الدرج لمدة ساعة أو ساعتين .لكن اآلنسة لونجنيكر ،الشقراء الطويلة التي درست في
مدرسة عامة وقالت« ،حسًنا ،أو حًقا!» لكل ما يقال ،جلست على القمة و بكت .وجلست
اآلنسة دورن ،التي تطلق النار على البط المتحرك في كوني كل يوم أحد وعملت في متجر
متعدد األقسام ،على الدرج السفلي وبكت ،جلست اآلنسة ليسون على الدرجات الوسطى
.وتجمع حولها الرجال بسرعة
خاصة السيد سكيدر ،الذي يوجد في ذهنه دور البطل في مسرحية دراما ،
ورومانسية (غير معلنة) في الحياة الواقعية .وخاصة السيد هوفر ،الذي كان في الخامسة
واألربعين من عمره ،سميًنا وأهوًج ا وأحمًقا .وخاصة السيد إيفانز الشاب ،الذي يتصنع
السعال لكي تطلب منه ترك السجائر .إعتبروها الرجال «األطرف واألروع على
.اإلطالق» ،لكن البكاء في الخطوة العلوية والخطوة السفلية كانا مقهورتين
أدعو هللا أن تدع الدراما تتوقف بينما تتملق الجوقة إلى األضواء وتسقط دمعة
بكتيرية على سمنة السيد هوفر .ضبط األنابيب على مأساة الشحم ،لعنة الجزء األكبر،
كارثة الجسد .بعد تجربته ،ربما يكون فالستاف قد قدم المزيد من الرومانسية للطن أكثر
من أضالع روميو المتهالكة إلى األونصة .يمكن للحبيب أن يرى ،لكن يجب أال يتذمر ،تم
حبس الرجال البدينين .عبًثا ينبض القلب األكثر أخالًص ا فوق حزام مقاس 52بوصة.
العمة ،إبتعد! يا هوفر ،البالغة من العمر خمسة وأربعين عاًما،؛ هوفر ،خمسة وأربعون
.عاًم ا ،متسرع ،األحمق والدهني هو لحم فاسد .لم تكن هناك فرصة لك يا (هوفر)
عندما جلس رواد غرفة السيدة باركر على هذا النحو في إحدى أمسيات الصيف،
:نظرت اآلنسة ليسون إلى السماء ودمعت مع ضحكتها الصغيرة المثلية
".لماذا ،هاك بيلي جاكسون! يمكنني رؤيته من هنا أيضًا
نظر الجميع ألعلى -بعضهم إلى نوافذ ناطحات السحاب ،وبعضهم باحًثا عن
.منطاد ،أشار لهم جاكسون
أوضحت اآلنسة ليسون بإصبعها صغير« :إنه ذلك النجم»" .ليست الكبيرة التي
تتألأل -الزرقاء الساكنة بالقرب منها .يمكنني رؤيته كل ليلة من خالل المنور في شقتي.
".أطلقت عليه اسم بيلي جاكسون
أوو ،حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر« .لم أكن أعرف أنك عالمة فلك لآلنسة «
».ليسون
قال مراقب النجوم الصغير« :أوه ،نعم ،أعرف مثلما تعرف أي منهم عن نمط
».األكمام التي سيرتدونها في الخريف المقبل في المريخ
أوو ،حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر" .النجم الذي تشير إليه هو جاما ،من كوكبة«
- ".كاسيوبيا .وهو تقريبا من الخط الثاني ،و هو ممر الزوال
قال السيد إيفانز الصغير جًدا« :أوه ،أعتقد أن بيلي جاكسون هو اسم أفضل بكثير
».لذلك النجم
قال السيد هوفر« :نفس الشيء هنا» ،وهو يلهت بصوت عاٍل تحدًيا لآلنسة
لونجنيكر« .أعتقد أن اآلنسة ليسون لها نفس الحق في تسمية النجوم مثل أي من علماء
».الفلك أوالءك القدامى
.أوو ،حًقا!» قالت اآلنسة لونجنيكر«
قالت اآلنسة دورن« :أتساءل عما إذا كان شهاًبا» .أصبت تسعة بطاط وأرنب من
».أصل عشرة في المعرض كوني هذا األحد
قالت اآلنسة ليسون« :إنه ال يظهر بشكل جيد من هنا»" .يجب أن تروه من
غرفتي .أنت تعلم أنه يمكنك رؤية النجوم حتى في النهار من أسفل بطن البئر .في الليل
غرفتي مثل ممر في منجم فحم ،وهذا يجعل بيلي جاكسون يبدو مثل دبوس الماس الكبير
".في الليل يثبت الكيمونو الخاص بها
جاء بعد ذلك بوقت لم تجلب فيه اآلنسة ليسون أي أوراق إلى المنزل لنسخ
المنشورات .وعندما خرجت في الصباح ،بدًال من العمل ،تنقلت من مكتب إلى آخر
وتركت قلبها يذوب في قطرات الرفض البارد التي تنتقل بين صبيان المكتب الوقحين.
.استمر هذا
جاءت أمسية عندما بالكاد إستطاعت صعود منحدر السيدة باركر في تلك الساعة
.التي كانت تعود فيها دائًما من عشائها في المطعم .لكنها لم تتناول العشاء تلك الليلة
عندما دخلت القاعة التقى بها السيد هوفر واغتنم فرصته .طلب منها الزواج منه،
وحلقت سمنته فوقها مثل االنهيار الجليدي .تهربت ،وأمسكت بالدرابزين .حاول اإلمساك
بيدها ،فرفعتها وضربه بضعف في وجهه .خطوة بخطوة صعدت ،وسحابة نفسها و متعلقة
بلدرابزين .مرت بباب السيد سكيدر بينما كان يقراء عن عرض مسرحي لميرتل ديلورم
(اآلنسة ليسون) في كوميديا (غير المقبولة) ،إلى «الدوران عبر المسرح من الم إلى
جانب الكونت» .صعدت السلم المغطى بالسجاد زحفت أخيًر ا حتى وصلت ،وفتحت باب
.غرفة المنور
كانت أضعف من أن تشعل المصباح أو تخلع مالبسها .سقطت على سرير الحديدي
الصغير ،وكاد جسدها الهش غير قادر على التحرك ،بالكاد إستطاع .ومن إله الجحيم في
.غرفة المنور ،رفعت جفونها الثقيلة ببطء وابتسمت
بالنسبة لبيلي جاكسون ،كان يضيء عليها ،هادًئ ا ومشرًق ا وثابًتا عبر المنور .لم يكن
هناك علم عنها .لقد غرقت في حفرة من السواد ،مع ذلك المربع الصغير شاحب الضوء
الذي يؤطر النجمة لدرجة أنها كانت غريبة ،سميت بشكل غير فعال .يجب أن تكون
اآلنسة لونجنيكر على حق ؛ كان جاما ،من كوكبة كاسيوبيا ،وليس بيلي جاكسون .ومع
.ذلك لم تستطع السماح له بأن يسمى جاما
وبينما كانت مستلقية على ظهرها حاولت مرتين رفع ذراعها .في المرة الثالثة
أوصلت إصبعين رقيقين إلى شفتيها وفجرت قبلة من الحفرة السوداء لبيلي جاكسون .ثم
.سقطت ذراعها ضعيفة
وداعا بيلي» ،تمتمت بضعف" .أنت على بعد ماليين األميال ولن تتألأل مرة «
واحدة .لكنك حافظت على المكان الذي يمكنني رؤيتك فيه معظم الوقت هناك ،عندما لم
يكن هناك أي شيء آخر سوى الظالم للنظر إليه ،أليس كذلك ؟ ..ماليين األميال ...وداعا،
".بيلي جاكسون
وجدت كالرا ،الخادمة الملونة ،الباب مغلًقا حتى الساعة 10في اليوم التالي،
وكسروه .الخل ،وصفع الرسغين والريش المحترق الذي ثبت عدم جدواه ،ركض أحدهم
.ليتصل على سيارة إسعاف
في الوقت المناسب ،جاء طبيب شاب ماهر ،في معطفه األبيض من الكتان ،جاهًز ا
ونشًطا وواثًقا ،مع وجهه الناعم نصف المبتهج ،نصف قاتم ،يصعد الدرج بخطواط
.راقصة
قال بإختصار«طلب سيارة إسعاف إلى العمارة .»49ما المشكلة؟
أوه ،نعم ،دكتور»،قالت السيدة باركر و هي تبكي ،كما لو أن مشكلتها األكبر هي«
وجود مشكلة في عمارتها" .ال أستطيع التفكير في ما يمكن أن يكون خطبها .ال شيء
يمكننا القيام به من شأنه أن يوقذها .إنها امرأة شابة ،ملكة جمال رقيقة ،اآلنسة إلسي
--".ليسون .لم يسبق لها مثيل في عمارتي
أي غرفة ؟» بكى الطبيب بصوت رهيب،مع العلم أنه كان غريًبا على السيدة «
.باركر
».إنها غرفة المنور ؟ «
من الواضح أن طبيب اإلسعاف كان على دراية بموقع غرف المناور .كان يصعد
.الدرج ،أربعة في كل مرة .تبعته السيدة باركر ببطء ،كما إحتاجت كرامتها
عندما نزل قابلته وهو عائد حامًال عالمة الفلك بين ذراعيه .توقف وترك أفلت لسانه
على السيدة باركر بصوت عاٍل .انهارت السيدة باركر تدريجيًا كثوب قاسي ينزلق من
على مسمار .بعد ذلك بقيت هناك انهيارات في عقلها وجسدها .في بعض األحيان كان
.السكان الفضوليون يسألونها عما قاله الطبيب لها
».كانت تجيب« :فليكن ذلك»« .إذا غفر لي لسماعها فسأكون راضًيا
سار طبيب اإلسعاف بين مجموعة كالب الصيد التي لحقتهم من الفضول ،وحتى
أنهم سقطوا مرة أخرى على طول الرصيف محطمين ،ألن وجهه كان وجه شخص يحمل
.ميته
الحظوا أنه لم يلقي ما كان يحمله على سرير سيارة اإلسعاف المعد له ،وكل ما قاله
.هو« :إنطلق بسرعة! ،ويلسون» إلى السائق
هذا كل شيء .هل هذه هي القصة ؟ في صحيفة صباح اليوم التالي رأيت خبًر ا
.صغيًر ا ،وقد تساعدك الجملة األخيرة منه (ألنها ساعدتني) في تجميع الحوادث مًعا
وروت استقبال امرأة شابة في مستشفى بلفيو تم إبعادها من الشارع رقم 49
:الشرقي ،وتعاني من الحزن الناجم عن الجوع .وخلصت إلى ما يلي
الدكتور ويليام جاكسون ،طبيب اإلسعاف الذي حضر ألخذها ،يقول إن المريض«
».سيتعافى