السياسات الاقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر - الفترة 2000 2019

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

614- 188 ‫ ص‬،)2001( 13 :‫ الع ــدد‬/ 31:‫اجمللد‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

:‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‬
0202-0222 ‫الفترة‬
The Public Economic Policies Adopted For The Development Of The Border Areas And Its
Role In The Fight Against Poverty In Algeria :Period 2000-2019
D.Talbi Salah Dine - ‫طاليب صالح الدين‬
s.talbi@cu-elbayadh.dz ‫ اجلزائر‬-‫ البيض‬-‫ أستاذ حماضر قسم " أ "– املركز اجلامعي نور البشري‬1
0101/17/08 :‫اتريخ النشر‬ 0101/14/ 02 :‫اتريخ القبول‬ 0101/13/ 37 :‫اتريخ االستالم‬

‫ تتناول الدراسة واقع و جهود‬.‫ اجتماعية و اقتصادية و أمنية‬، ‫ تعترب تنمية املناطق احلدودية ذات أمهية كبرية و متعددة األهداف‬:‫ملخص‬
‫السلطات العمومية االقتصادية يف تنمية هذه املناطق و انعكاسها على مكافحة الفقر املادي و الفقر غري املادي( الفقر املتعدد األبعاد) يف‬
‫ و‬،‫ توصلت الدراسة إىل أن السياسات االقتصادية العمومية يف هذا اجملال ( مكافحة الفقر) مل حتقق نتائج كبرية‬.0212 -0222 ‫الفرتة‬
‫ و الشق‬، ‫كتوصيات جيب تتضمن السياسات االقتصادية العامة شقني األول إجراءات إستعجالية تتضمن حتسني الظروف املعيشية اليومية‬
.‫الثاين تدابري و برامج خاصة هتدف إىل التأهيل االقتصادي املستدام لألقاليم احلدودية على املديني املتوسط والطويل‬
‫ السياسات االقتصادية العمومية‬، ‫ املناطق احلدودية‬، ‫ اجلزائر‬، ‫ الفقر‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
. I 32, I 38, J68, O18 : JEL ‫تصنيف‬
Abstract: The border areas development is of great importance and is multi-objective, social,
economic, and security. The study addressed the efforts of the public economic authorities in the
development of these areas and their implications for the fight against material poverty and non-
material poverty (multidimensional poverty) in 2000-2019. The study concluded that public
economic policies in this field (fighting poverty) have not achieved satisfactory results. As for
recommendations, the public economic policies should include urgent measures that include
improving living conditions as the first step. The second is to approved special measures and
programs for the sustained economic rehabilitation of border regions in the medium and long-term.
Keywords: poverty, Algeria , border areas, public economic policies.
Jel Classification Codes: : I 32, I 38, J68, O18.

Résumé : le développement des zones frontalières est d'une grande importance, économique social,
et sécuritaire. Cette étude analyse les politiques publics économiques dans le développement de ces
régions, et leur impact sur la lutte contre la pauvreté matérielle et non matérielle entre l'an 2000 et
2019. On a conclu que ces politiques n'avaient pas abouti des résultats satisfaisants dans ce
domaine. À titre de recommandations, ces politiques devraient inclure deux volets, le premier étant
des mesures urgentes qui comprennent l’amélioration des conditions de vie quotidiennes, et le
deuxième, des mesures et des programmes économiques spéciaux visant à la réhabilitation
économique durable des régions frontalières à moyen et à long terme.
Mots-clés : pauvreté, Algérie, zones frontalières, politiques économiques publiques
__________________________________
:‫ اإلمييل‬،‫ طاليب صالح الدين‬:‫املؤلف املرسل‬
s.talbi@cu-elbayadh.dz

:‫ مقدمة‬.1
‫ فمن الناحية األمنية تمثل مجاال خصبا‬،‫غالبا ما تتميز املناطق الحدودية بخصوصيات اجتماعية و اقتصادية و أمنية‬
‫النتشار الجريمة املنظمة و العابرة للحدود كتهريب البشر و منفذا لتجارة األسلحة و املمنوعات ومن الناحية االقتصادية تختلف‬

388
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫األوضاع حسب املنط قة و املدينة فتوجد بعض املدن الحدودية مزدهرة اقتصاديا بفضل النشاط االقتصادي العابر لها و‬
‫العالقات السياسية الجيدة بين البلدين ‪ .‬و لكن عامليا تسود النظرة الثانية الذي تتجسد في االنحسار االقتصادي و الخمول‬
‫التجاري و تراجع الدخول فيها بسبب تدهور العالقات االقتصادية و السياسية أو بسبب الظروف الطبيعية و املناخية الصعبة‬
‫و القاسية لتلك املناطق ‪ ،‬و هذا ما ينعكس سلبا على خصوصياتها االجتماعية فتنتشر مظاهر الفقر و الحرمان و التذمر‬
‫االجتماعي و تراجع في القيم الوطنية‪ ،‬و ليس املجال هنا للتعميم ‪ ،‬بل لتوضيح الجانب السلبي الن هدف البحوث هو السعي‬
‫وراء الحلول و تقييم السياسات الوطنية ‪.‬‬
‫في العالم نجد أمثلة كثيرة ‪ ،‬فالحدود املكسيكية األمريكية عرفت االضطرابات و عمليات تهريب املخدرات و هروب املجرمين من‬
‫الواليات املتحدة إلى املكسيك‪ ،‬عبر تاريخ قيام الدولتين حتى وصل األمر إلى اتخاذ الرئيس األمريكي قرار بناء جدار فاصل بين‬
‫الدولتين بطول‪ 1000‬ميل ‪ .‬مؤخرا انقسام السودان إلى دولتين السودان و جنوب السودان ‪.‬‬
‫و عن االمتداد الثقافي نأخذ مثال جزيرة القرم ‪ ،‬حيث أدى تراجع " وطنية" أغلبية سكانها اتجاه أوكرانيا إلى التصويت لالنضمام‬
‫إلى روسيا االتحادية رغم كل ما يحمله امللف من قضايا و تفاصيل سياسية شائكة ‪ .‬و تتعدد األمثلة و تكثر و ال يسع املجال‬
‫لذكرها‪ .‬كل هذا يدل على أن االهتمام باملناطق الحدودية يعتبر ضرورة و أولوية و حتمية و ليس خيارا فقط ‪.‬‬
‫تعتبر املناطق الحدودية في الجزائر من بين املناطق التي تعاني من الفقر املادي و الفقر املتعدد األبعاد باعتبارها تعاني من‬
‫العزلة و تأخر التنمية االقتصادية و االجتماعية و ضعف شبكة البنى التحتية خاصة في الجنوب و الجنوب الكبير أين تتسع‬
‫املسافات و تشتد الظروف الطبيعية القاسية ‪ .‬ففي هذا املجال تبذل الجزائر جهودا لتنميتها عن طريق السياسات االقتصادية‬
‫العمومية التي انعكست في البرامج الخماسية للتنمية االقتصادية و برامج متنوعة من الدعم االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ .1.1‬إشكالية البحث‪ :‬تعتبر الجزائر اآلن اكبر بلد إفريقي من حيث املساحة و العاشرة عامليا و تتكون املناطق الحدودية فيها من‬
‫تضاريس صعبة و ارتفاع درجات الحرارة و كثافة سكانية ضعيفة في الجنوب ‪ ،‬و كما تعاني من عزوف القطاع الخاص من‬
‫االستثمار فيه لذلك سنحاول في هذه الدراسة الوقوف على دور السياسة العامة في الجزائر في شقها االقتصادي في خفض‬
‫مستويات الفقر و تحقيق التنمية االقتصادية ‪ .‬عبر طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هو أثرالسياسات االقتصادية العمومية التنموية على محاربة الفقرفي املناطق الحدودية في الفترة ‪0212- 0222‬؟‬
‫‪ .0.1‬فرضية البحث‪:‬‬
‫‪ -‬تعاني املناطق الحدودية من مستويات أعلى من الفقر املتعدد األبعاد مقارنة بباقي مناطق الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬لم تتمكن السياسات االقتصادية العمومية من الحد من الفقر في املناطق الحدودية باملستوى املطلوب‪ ،‬و هذا الفتقارها إلى‬
‫استراتيجيات و برامج اقتصادية خاصة بتلك املناطق ‪.‬‬
‫‪ .1.1‬أهداف البحث‪ :‬نصبو من خالل هذه الدراسة إلى الوصول إلى اآلليات و السياسات التي تستهدف خفض نسبة الفقر في‬
‫املناطق الحدودية و ال يمكن بأي حال من األحوال أن تنفصل السياسات االقتصادية الحكومية في تلك املناطق عن سياستها في‬
‫سائر القطر الوطني من حيث االقتصاد الكلي و التحويالت االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ .1.1‬حدود الدراسة ‪ :‬تحليل السياسات االقتصادية الحكومية املستهدفة للمناطق الحدودية في الجزائر عبر التركيز على التمايز‬
‫في شكل الحرمان بين الفقر املادي و الفقر املتعدد األبعاد و من ثم اختالف السياسات االقتصادية العمومية املتبعة ملكافحته‬
‫من حيث نوع اإلجراءات و املدى الزمني و هذا في الفترة الزمنية املمتدة من سنة ‪ 0222‬إلى غاية ‪ . 0202‬و لقد استعنا باملسح‬
‫اإلحصائي للوكالة الوطنية لتهيئة اإلقليم لسنة ‪ ،0222‬باعتباره أهم دراسة عالجت خريطة الفقر عبر بلديات التراب الوطني و‬
‫كذلك دراسة سنة ‪ 0222‬لنفس الهيئة أما بقية اإلحصائيات فكانت متنوعة من حيث املصدر و حديثة اإلصدار ‪.‬‬
‫‪ .1.1‬منهج البحث‪ :‬اعتمدنا على املنهج الوصفي التحليلي في التطرق لخصوصيات املناطق الحدودية و تحليل ظاهرة الفقر ثم‬
‫السياسات االقتصادية العمومية املتبعة ملكافحتها نظرا لتالئمه مع طبيعة البحث ‪،‬‬

‫‪389‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ .1.1‬صعوبات البحث ‪ :‬أما الصعوبات تمثلت في أن أغلب الدراسات الدولية للمؤسسات الدولية تصنف الجزائر و املغرب و‬
‫تونس و ليبيا في منطقة شمال إفريقيا و الشرق األوسط ‪.‬بينما تصنف مالي و النيجر و موريتانيا ضمن منطقة غرب إفريقيا و‬
‫بالتالي عدم تحصلنا على بيانات متجانسة ‪.‬‬
‫‪ .7.1‬الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫‪ .1.7.1‬دراسة بعنوان (‪POLITIQUES DE LUTTE CONTRE LA PAUVRETÉ EN ALGERIR )5002 ،MALIKI‬‬
‫و هي عبارة عن مقالة علمية ‪ ،‬بحثت في السياسات و البرامج الحكومية في الجزائر ملكافحة الفقر و مدى التزامها بتوجيهات البنك‬
‫العالمي و صندوق النقد الدولي و توصلت إلى أن العالقة بين الفقر وسياسة النمو مثيرة للجدل في الجزائر حيث أن برامج‬
‫القضاء على الفقر ‪ .‬وأنشطة التضامن الوطنية غير مقنعة‪ .‬كما ال يزال تطوير قطاع األنشطة االقتصادية واالضطالع بتوزيع‬
‫املوارد غير كاف لتبقى األرقام املسجلة املرتبطة بالفقر في الجزائر مروعة في الفترة املدروسة خاصة التسعينات ‪ ،‬حيث يعاني‬
‫مقلقا للغاية ‪ ،‬ومن ثم التدهور التدريجي‬‫انخفاضا ً‬
‫ً‬ ‫حتى املوظفون وال يستطيعون الحفاظ على قوتهم الشرائية التي شهدت‬
‫للطبقة الوسطى التي استفاد في السبعينيات والثمانينيات من مكانة مريحة في املجتمع‪ .‬ومن توصياتها انه من الضروري وضع‬
‫سياسات فعالة ملكافحة الفقر تتطلب الحكم الرشيد وإنشاء مؤسسات موثوقة و تتميز بالتسيير الناجع و الفعال و الكفء ‪.‬‬
‫‪ .0.7.1‬دراسة بعنوان‪ :‬الديناميكية السوسيو اقتصادية للمناطق الحدودية بأقص ى الجنوب الجزائري؛بين رهان التخطيط وواقع‬
‫التنمية )حالة املقاطعة اإلدارية برج باجي مختار‪-‬والية أدرار ‪( (.‬لنصاري و بالل‪ ، )0202 ،‬عبارة عن مقالة علمية انطلقت من‬
‫اإلشكالية التالية ‪ :‬ما هي الرهانات التي و ضعتها الدولة من خالل برامج التخطيط والتنمية اإلقليمية باملناطق الحدودية؟ وما‬
‫هو واقعها على املقاطعة الحدودية برج باجي مختار؟ و هدفت الدراسة إلى إلقاء الضوء على محاور و رهانات تنمية املناطق‬
‫الحدودية عبر املعاهدات واملواثيق والقوانين على املستوى الدولي و املحلي ‪ ،‬و إبراز أ هم استراتيجيات سياسة التهيئة اإلقليمية‬
‫و التنمية املستدامة لترقية املناطق الحدودية بالجزائر ‪ .‬و توصل الباحثان إلى أن الحكومــة وضــعت سياســة محكمــة قصــد‬
‫تحقيـق التـوازن بـين االقـاليم الشـمالية و الجنوبية ‪،‬كمـا سـعت إلى ترقيـة املنـاطق الحدوديـة ضـمن بـرامج تنمويـة خاصـة‪،‬لكنها‬
‫بـرامج جاءت متأخرة بالنسبة ملقاطعة برج باجي مختار‪ .‬و من خـالل نتـائج التحقيقــات امليــدانية ملس الباحثان مؤش ـرات إيجابية‬
‫في قطاعي الســكن والتعل ــيم‪ ،‬غير أنها تبق ــى مؤشـ ـرات اس ــتثنائية مقارن ــة بباقي القطاعات‪.‬‬
‫‪ .1.7.1‬دراسة بعنوان ‪ :‬املناطق الحدودية للجزائر بين متطلبات التنمية املحلية وتعزيز مقدرات السياحة الوطنية‪( :‬عالق و‬
‫بوملشاور‪ ،)0202 ،‬يناقش املقال العلمي اإلستراتيجية الجزائرية للمناطق الحدودية عبر التساؤل التالي ‪ :‬ما هي االستراتيجيات و‬
‫البرامج التي تبنتها الجزائر لتنمية املناطق لحدودية ‪،‬وكيف انعكس ذلك على تحويلها من مناطق سائبة وبؤر توتر إلى مناطق‬
‫لإلشعاع السياحي املحلي والوطني ؟ ‪ ،‬و توصلت الدراسة إلى التأكيد على أهمية املناطق الحدودية من خالل توصيف هذه‬
‫الفضاءات ‪،‬ورصد امتداداتها الوطنية واإلقليمية ‪،‬ثم الوقوف على مساعي الدمج بين مقاربتي األمن والتنمية ‪ ،‬وذلك باالنتقال‬
‫من املقاربة األمنية البحتة ‪ ،‬عبر تأمين الحدود ومواجهة الجماعات اإلرهابية وكل أشكال الجريمة العابر لألوطان ‪،‬إلى إيجاد‬
‫بدائل تنموية ناجعة وفعالة تمكن من تأمين الحدود ‪،‬و ذلك من خال ل تكريس التنمية املحلية على طول املناطق الحدودية‬
‫‪،‬وتحسين ظروف معيشة السكان املحليين وإشراكهم في الحركية االقتصادية واالجتماعية الوطنية بمنطق تنموي مستدام‬
‫‪،‬يستجيب لالستحقاقات األمنية والتنموية معا ‪ ،‬إذ ال أمن دون تنمية ‪،‬كما أنه ال تنمية دون أمن ‪،‬حيث تتقاطع اإلستراتيجية‬
‫الوطنية للحدود مع تحويل مختلف الفضاءات الجيوسياسية النائية إلى مناطق للجذب السياحي وطنيا ‪،‬إقليميا وعامليا ‪.‬‬
‫‪ .1.7.1‬دراسة بعنوان‪:‬‬
‫‪Le Développement Rural Régional:Une Approche Appropriée Pour Faire Reculer La Pauvreté En‬‬
‫)‪Zones Rurales (FERROUKHI & BENTERKI, 2002‬‬
‫رغم أن هذه الدراسة ( املقالة العلمية ) كانت مطلع األلفية إال أنها تناولت اهتمت بالفقر في املناطق الريفية حيث اعتبرت أن‬
‫الفقر في الثمانينات في القرن املاض ي في الجزائر ارتبط باملناطق الريفية و هذا بفعل طبيعة و ظروف املعيشة فيها و معاناتها من‬

‫‪390‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫التهميش التنموي و من الفقر املتعدد األبعاد ‪ .‬و خلصت الدراسة إلى ضرورة تبني إستراتيجية متوازنة جهويا و جغرافيا و هذا عن‬
‫طريق سياسات عامة ذات نوعين اجتماعية لتحسين ظروف املعيشة و سياسات اقتصادية لتحقيق التنمية االقتصادية‬
‫املستدامة ‪.‬‬
‫كخالصة ‪ ،‬إن دراسات الفقر متعددة و كثيرة وفي فترات مختلفة فمنها من اهتمت بالبرامج الحكومية االجتماعية و منها ما‬
‫اهتمت بالسياسات الحكومية و التنموية الشاملة و أجمعت اغلبها على أن السياسات االقتصادية و االجتماعية في الجزائر لم‬
‫تحد من نسب الفقر بشكل املطلوب خاصة في فترة التسعينات بينما أسفرت عن تراجع خاصة في مجال الفقر املتعدد األبعاد‪ .‬في‬
‫بداية األلفية ‪.‬غير انه و في حدود بحثنا في الشبكة العنكبوتية لم نقف على دراسات تربط بين الفقر في املناطق الحدودية و‬
‫السياسات االقتصادية الحكومية ‪ .‬لهذا تتمثل أهمية هذه الدراسة في الوقوف على ظاهرة الفقر في املناطق الحدودية باعتبارها‬
‫ذات خصوصية اقتصادية و اجتماعية و جغرافية تستدعي اهتماما و سياسات خاصة من جهة و كذلك تقييم السياسات‬
‫االقتصادية العامة التنموية في الحد من الفقر بأبعاده من جهة اخرى ‪ .‬و هذا ما سيمكننا من الخروج بنتائج و توصيات تخص‬
‫هذه املناطق السياسات العمومية و الفقر في هذه املناطق ‪.‬‬
‫‪ .0‬املناطق الحدودية في الجزائرو خصوصياتها االقتصادية و االجتماعية ‪:‬‬
‫حدد املخطط الوطني لتهيئة اإلقليم آلفاق ‪ 0202‬تسع (‪ )22‬مناطق حدودية وهي ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪-7‬الجنوب الكبير ـ شرق‬ ‫‪-2‬الجنوب ـ شرق‪،‬‬ ‫‪-0‬الساحل الشرقي‪-0 ،‬التل الشرقي‪-4 ،‬الهضاب العليا ـ شرق‬
‫‪-2‬الجنوب ـ غرب‪.‬‬ ‫‪-8،‬الجنوب الكبير‪،‬‬ ‫‪-5‬الهضاب العليا ـ غرب‬ ‫‪-0‬التل الغربي‪،‬‬
‫تشمل املناطق حدودية ما يأتي ‪( :‬وزارة الداخلية و الجماعات املحلية و التهيئة العمرانية‪)0202 ،‬‬
‫*‪ 10‬والية‪ 21* ،‬واليات منتدبة‪ 17* ،‬بلدية‪ 27* ،‬دول مجاورة‪،‬‬
‫تقدر بـ ‪ 0 000 025‬كم‪ 0‬أي ما يعادل ‪.% 40‬‬ ‫‪-‬مساحة ّ‬
‫من املساحة اإلجمالية للوطن‪ ،‬كثافة سكانية متوسطة ‪20‬نسمة ‪/‬كم‬
‫‪ 820 220-‬نسمة أي ‪ % 0‬من إجمالي عدد سكان الوطن‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)21‬خريطة حدود الجزائر‬ ‫‪-‬خط حدودي يبلغ ‪ 2 040‬كم ّ‬
‫ويتوزع على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ 0220‬كم مع املغرب‪،‬‬
‫‪ 0072‬كم مع مالي‪،‬‬
‫‪ 225‬كم مع تونس‪،‬‬
‫‪ 252‬كم مع النيجر‪،‬‬
‫‪ 420‬كم مع موريتانيا‪،‬‬
‫‪ 40‬كم مع الصحراء الغربية و ‪ 280.‬كم مع ليبيا‬

‫املصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتهيئة و جاذبية األقاليم‬


‫الجدول رقم ( ‪ :)21‬املناطق التسع (‪ )22‬والواليات اإلثنا عشر (‪ )00‬والبلديات السبعة وخمسون (‪ )57‬الحدودية‬
‫البلديات الحدودية‬ ‫الواليات الحدودية‬ ‫املناطق الحدودية‬
‫‪ 04/28‬بوقوس ‪ -‬عين العسل ‪ -‬الزيتونة ‪ -‬بوحجار ‪ -‬عين الكرمة ‪ -‬العيون ‪ -‬السوارخ ‪ -‬رمل السوق‪.‬‬ ‫الطارف‬ ‫الساحل الشرقي‬
‫‪ 02/25‬عين الزانة ‪ -‬الحدادة ‪ -‬لخضارة ‪ -‬أوالد مومن ‪ -‬سيدي فرج‪.‬‬ ‫سوق أهراس‬ ‫التل الشرقي‬
‫‪ 54/27‬السواني ‪ -‬باب العسة ‪ -‬مغنية ‪ -‬بني بوسعيد ‪ -‬البويهي ‪ -‬مسيردة الفواقة ‪ -‬مرس ى بن مهيدي‬ ‫تلمسان‬ ‫التل الغربي‬

‫‪391‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫بئر العاتر ‪ -‬نقرين ‪ -‬الكويف ‪ -‬بكارية ‪ -‬الونزة ‪ -‬أم علي ‪ -‬عين الزرقاء ‪ -‬املريج ‪ -‬الحويجبات ‪-‬‬ ‫تبسة‬ ‫الهضاب العليا ‪ -‬شرق‬
‫صفصاف الوسرة‪.‬‬ ‫‪08/02‬‬
‫عين بن خليل ‪ -‬سفيسيفة ‪ -‬جنين بورزق ‪ -‬قصدير‪.‬‬ ‫‪00/24‬‬ ‫النعامة‬ ‫الهضاب العليا ‪ -‬غرب‬
‫طالب العربي ‪ -‬دوار املاء ‪ -‬بني قشة‪.‬‬ ‫‪02/20‬‬ ‫الوادي‬ ‫الجنوب ‪ -‬شرق‬
‫البرمة‪.‬‬ ‫‪00/20‬‬ ‫ورقلة‬
‫إليزي ‪ -‬جانت ‪ -‬دبداب ‪ -‬إن أميناس‪.‬‬ ‫‪22/24‬‬ ‫إليزي‬ ‫الجنوب الكبير ‪ -‬شرق‬
‫إن قزام ‪ -‬تازروق ‪ -‬تين زواتين‪.‬‬ ‫‪02/20‬‬ ‫تمنراست‬ ‫الجنوب الكبير‬
‫رقان ‪ -‬برج باجي مختار ‪ -‬تيمياوين‪.‬‬ ‫‪08/20‬‬ ‫أدرار‬
‫تندوف ‪ -‬أم العسل‪.‬‬ ‫‪20/20‬‬ ‫تندوف‬ ‫الجنوب ـ غرب‬
‫بوقايس ‪ -‬موغل ‪ -‬مريجة ‪ -‬تبلبلة ‪ -‬عرق فراج ‪ -‬قنادسة ‪ -‬بني ونيف‪.‬‬ ‫‪00/27‬‬ ‫بشار‬
‫املصدر‪( :‬نظرة عن املناطق الحدودية‪ ،‬وزارة الداخلية و الجماعات املحلية و التهيئة العمرانية ‪)2018 ،‬‬

‫‪ .1.0‬مميزات املناطق الحدودية‪ :‬تتميز املناطق الحدودية بما يلي‪( :‬مسؤول الوكالة الوطنية لتهيئة و جاذبيةاألقاليم‪)0208 ،‬‬
‫ترتبط إشكالية التنمية الصناعية‪ ،‬السياحة والصناعة التقليدية وتثمين اإلمكانات املحلية بضعف جاذبية هذه األقاليم‪،‬‬
‫محدودية السوقى املحلي‪ ،‬بعد مصادر التموين‪ ،‬ارتفاع تكاليف النقل‪ ،‬نقص اليد العاملة املؤهلة‪ ،‬و ليس بعدم توفر العقار‬
‫الصناعي ‪.‬‬
‫‪ ‬النشاط التجاري في هذه املناطق يغلب عليه نشاط البيع بالتجزئة كما تعاني سلسلة التوزيع من نقص تجارة الجملة‪،‬‬
‫بينما النشاط املوروث لتجارة املقايضة ال تستفيد منها مباشرة البلديات الحدودية ‪ ،‬وتعاني من اضطرابات نتيجة‬
‫الوضعية األمنية التي تسود في البلدان املجاورة ‪.‬‬
‫‪ ‬يعد الواقع الحضري حديث النشأة بالنسبة للتجمع السكاني القديم الذي فرضته بيئة طبيعية صعبة ‪.‬‬
‫‪ ‬التمركز حول الواحات واملراكز الحياة‪.‬‬

‫‪ .3‬المناطق الحدودية و الفقر‬


‫تطور مفهوم الفقر بمرور الوقت حول تعريفات و مفاهيم مختلفة و تصنيفات و أنواع و طرق قياس وفقا معايير و مؤشرات‬
‫مختلفة الشكل رقم (‪ ، ) 20‬ليتطور مع املفاهيم املتعلقة بالحاجات اإلنسانية كما وردت في هرم ماسلو ‪ .‬تؤدي كل التصنيفات‬
‫الغرض بحسب األهداف من وراء املعايير املحددة لها و بالتالي خدمة التحليل االقتصادي و االجتماعي للفقر و النتائج التي‬
‫تصبو الدراسات األكاديمية و املؤسسات الدولية و اإلقليمية و الوطنية تحقيقها ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫والض ْعف الليث ُ‬ ‫والف ْقر ضد الغنى مثل َّ‬ ‫الف ْقر ُ‬ ‫‪ .1.1‬تعريف الفقرلغة ‪َ :‬‬
‫والفقر لغة رديئة ابن سيده وق ْد ُر ذلك أن يكون‬ ‫الض ْعف ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫له ما َيكفي عياله ورجل ف ِق ٌير من املال وقد ف ُق َر فهو فقير والجمع فقر ُاء واألنثى ف ِقيرة من نسوة فقا ِئر ‪ .‬و يعني الحاجة (معجم‬
‫لسان العرب‪.)0202 ،‬‬
‫‪ .0.1‬تعريف الفقر اصطالحا‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف والكر‪:‬الفقر هو حالة اقتصادية اجتماعية يكون فيها األفراد غير قادرين على تلبية احتياجاتهم اإلنسانية األساسية‬
‫)‪(William J.Baumol, 1994, p. 276‬‬
‫‪ -‬الفقراملدقع ‪ :‬هي حالة من حاالت الفقر التي ال يستطيع اإلنسان معها الحصول على الحد األدنى من الحاجات الغذائية‬
‫األساسية الالزمة للحصول على الحد األدنى من السعرات الحرارية لبقائه حيا يزاول نشاطاته االعتيادية‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫الشكل رقم( ‪ : )20‬مؤشرات مقاييس الفقر‬

‫املصدر ‪( :‬قياس الفقر في البلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،0205 ،‬ص ‪)02‬‬

‫‪ -‬الفقر في الفكر اإلسالمي‪ :‬لم يعط الفكر اإلسالمي تعريفا اصطالحيا للفقر ألنـه لـم يهـتم بالناحية الفلسفية للفقر بل اهتم‬
‫بالناحية العملية فحدد من هو الفقير تحديدا دقيقا‪ .‬يمكن صياغة تعريف للفقر في الفكر اإلسالمي استنادا لتعريف الفقير‬
‫كالتالي‪ ":‬الفقـر هـو العجز عن تحقيق حد الكفاية"‪ ،‬والكفاية املعتبرة هي ما يكفي قوت أقل أهل بيت مدة سنة‪ ،‬وحد الكفاية‬
‫معروف بأنه حد وجوب الزكاة ‪(.‬لحيلح و جصاص‪ ،0202 ،‬صفحة ‪)022‬‬

‫‪ .1.1‬الفقراملادي و الفقرغيراملادي (متعدد األبعاد )‬


‫يشير مصطلح الفقر املادي إذا ما كان لألفراد أو األسر املوارد الكافية لتلبية احتياجاتهم األساسية ‪ ،‬و من ثم يتم قياس الفقر‬
‫من خالل مقارنة دخل أو استهالك الفرد بحد معين من الدخل أو االستهالك يتم تعريفه مسبقا ‪ ،‬بحيث يعتبر الشخص أو‬
‫األسرة التي تقع تحت هذا الحد فقيرا أو فقيرة ‪ .‬و من ثم يعتبر الشخص فقيرا إذا كان مستوى دخله أو استهالكه اقل من الحد‬
‫األدنى الالزم إلشباع احتياجاته األساسية و يعد هذا األسلوب األكثر استخداما في معظم دراسات قياس الفقر ‪.‬‬
‫أما الفقر غير املادي فيشير إلى مدى الحرمان من الحصول على الحاجات األساسية من السلع و الخدمات‪ ،‬مثل الغذاء الكافي و‬
‫خدمات الصحة و الصرف الصحي و السكن و التعليم‪( .‬اسماعيل‪ ،0204 ،‬صفحة ‪ )054‬و يشار إليه في الدراسات الدولية‬
‫بمصطلح الفقر متعدد األبعاد‪.‬‬
‫يعتبر مفهوم الفقر متعدد األبعاد كثمرة لجهود برنامج األمم املتحدة اإلنمائي وجامعة أكسفورد الذي حدد مؤشر الفقر‬
‫بدءا من التعليم إلى الصحة واملمتلكات والخدمات ‪ ،‬وبالنظر إلى‬ ‫عددا من العوامل املهمة على مستوى األسرة ‪ً ،‬‬ ‫املتعدد األشكال ً‬
‫غالبا ما يتم تعريف الفقر من خالل تدابير‬ ‫كل هذه العوامل ‪ ،‬يمكن تحديد صورة كاملة‪ .‬الفقر بدال من مجرد قياس الدخل ً‬
‫ً‬
‫أحادية البعد ‪ -‬تعتمد عادة على الدخل‪ .‬لكن ال يوجد مؤشر واحد يمكنه التقاط األبعاد املتعددة للفقر‪.‬‬
‫يشمل الفقر متعدد األبعاد مختلف أشكال الحرمان التي يعاني منها الفقراء في حياتهم اليومية ‪ -‬مثل سوء الصحة ‪ ،‬ونقص‬
‫التعليم ‪ ،‬وعدم كفاية مستويات املعيشة ‪ ،‬وعدم التمكين ‪ ،‬ونوعية العمل الرديئة ‪ ،‬والتهديد بالعنف ‪ ،‬والعيش في مناطق خطرة‬
‫ً‬
‫بيئيا ‪ ،‬يمكن أن يتضمن مقياس متعدد األبعاد للفقر مجموعة من املؤشرات التي تجسد تعقيد هذه الظاهرة من أجل إعالم‬
‫اعتمادا على ظروف كل بلد ما و أهداف سياساته كذلك ‪ ،‬يمكن اختيار‬ ‫ً‬ ‫السياسات التي تهدف إلى الحد من الفقر في أي بلد‪.‬‬
‫مؤشرات مختلفة لتعكس احتياجات وأولويات الدولة ‪ ،‬وكذلك املناطق املكونة لها ‪ ،‬الخ‪(OPHI, 2019) .‬‬
‫‪ -‬خــط الفق ــر‪ :‬هو الحد الفاصل بين دخل أو استهالك الفقراء عن غير الفقراء‪ ،‬ويعتبر الفرد فقيرا إذا كان استهالكه أو دخله‬
‫يقع تحت مستوى الحد األدنى للحاجات األساسية الالزمة للفرد‪ ،‬ويعرف الحد األدنى لحاجات الفرد األساسية على أنه خط‬
‫الفقر‪( .‬خيـاري‪ ،0204 ،‬صفحة ‪)042‬‬

‫‪393‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ .1.1‬الفقرفي الجزائر‬
‫بالنسبة ملستوى الفقر العام في الجزائر تشير اإلحصائيات إلى تحسن ملحوظ في الفترة األخيرة حسب ما يظهره الجداول رقم‬
‫(‪20‬و ‪20‬و ‪ 24‬و ‪ )25‬حيث انخفضت نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر واحد في اليوم وفق تعادل القوة الشرائية (‪)PPP‬‬
‫من ‪0.2‬باملئة سنة ‪ 0228‬إلى ‪ 2.8‬باملائة سنة ‪ ، 0200‬أما حصة إنفاق أفقر ‪ ٪02‬من إجمالي اإلنفاق ارتفعت من ‪ %2.5‬سنة ‪0288‬‬
‫أي وقت األزمة النفطية ‪ 0282‬إلى ‪ %7.8‬سنة ‪ 0222‬ثم ‪%8.4‬سنة ‪ 0200‬بالنسبة لخط الفقر فقد انخفض من ‪ 04.0‬سنة‬
‫‪ 0225‬إلى ‪ 5.5‬سنة ‪ 0200‬أي بنسبة ‪ % 20‬و هو ما يعتبر تحسن ملحوظ ‪ .‬لكن الجدول رقم ‪ 25‬يبين تراجع مؤشر التنمية‬
‫البشرية ب ‪ 20‬مراتب و هذا راجع لتراجع االنفاق االجتماعي بعد تراجع ايرادات الدولة منذ سنة ‪. 0204‬‬
‫الجدول رقم( ‪ :)20‬نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر واحد في اليوم وفق تعادل القوة الشرائية (‪)PPP‬‬
‫‪0200‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪0288‬‬ ‫السنوات‬
‫‪% 2.8‬‬ ‫‪% 2.8‬‬ ‫‪%0.2‬‬ ‫نسبة السكان الذين يقل دخلهم عن دوالر واحد في اليوم وفق تعادل القوة الشرائية (‪)PPP‬‬
‫)‪Source : Algérie, Objectifs du Millénaire pour le Développement, Rapport National 2000 - 2015 , 2016, p37‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 21‬حصة نفقات أفقر ‪ ٪02‬من إجمالي اإلنفاق‬
‫‪0200‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪0225‬‬ ‫‪0288‬‬ ‫السنوات‬
‫‪% 8.4‬‬ ‫‪% 7.8‬‬ ‫‪%2.8‬‬ ‫‪%2.5‬‬ ‫حصة نفقات أفقر ‪ ٪02‬من إجمالي اإلنفاق‬
‫)‪Source : Algérie, Objectifs du Millénaire pour le Développement, Rapport National 2000 - 2015 , 2016, p36‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)21‬تطور معدل الفقر ‪ 0200 - 0225‬على خط الفقر الوطني‬
‫التغير ‪0200/0225‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪0225‬‬ ‫السنوات‬
‫‪%20 -‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪04.0‬‬ ‫خط الفقر العام ‪%‬‬
‫)‪Source : Algérie, Objectifs du Millénaire pour le Développement, Rapport National 2000 - 2015 , 2016, p37‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)21‬بعض املؤشرات الدالة على الفقر في الجزائر‬
‫التغير في ترتيب مؤشر التنمية البشرية‬ ‫الترتيب الدولي من أصل ‪082‬‬ ‫قيمة مؤشر التنمية البشرية‬ ‫الدخل القومي اإلجمالي للفرد‬
‫دولة‬ ‫( بين ‪ 2‬و ‪)20‬‬ ‫بالدوالر األمريكي‬
‫‪0207-0200‬‬ ‫‪0207‬‬ ‫‪0204 0200‬‬ ‫‪0207‬‬ ‫‪0204 0200‬‬ ‫‪0207 0202 0222‬‬
‫‪20 -‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫‪0242 4422 0522‬‬
‫‪Source : African Development Bank, Progress toward the Indicators on Gender, Poverty, the Environment and‬‬
‫‪Sustainable Development Goals inAfrican Countries , report, Volume XX, 2019. P 36.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)21‬تطور املعدل العام للبطالة في الجزائر ‪0202-0222‬‬

‫‪Source: World Bank, Algeria: Unemployment rate from 1999 to 2019 , , World Development Indicators , World‬‬
‫‪Bank database . extracted on 15 May 2020 from : https://databank.worldbank.org/source/world-development-‬‬
‫‪indicators‬‬

‫‪394‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫أما معدل البطالة الشكل رقم (‪ )20‬فهو اآلخر شهد تراجعا ملحوظا بين سنة ‪ 0222‬و ‪ 0205‬كاتجاه العام حيث انخفض من‬
‫‪ % 02.77‬سنة ‪ 0222‬و هي نسبة كبيرة بسبب سياسات التعديل الهيكلي في التسعينات و األزمة األمنية ‪ ،‬لينخفض تدريجيا حتى‬
‫نسبة ‪ % 02‬سنتي ‪ 0202‬و ‪ 0200‬و نسبة ‪ % 2.8‬سنة ‪ 0200‬بسبب برامج النمو االقتصادي و يعاود االرتفاع من جديد إلى ‪% 00.0‬‬
‫سنة ‪ 0205‬ليصل ‪ %00‬سنة ‪ 0207‬ثم ‪ %00.7‬سنة ‪ ،0202‬و هذا بسبب الوضع املالي الصعب منذ سنة ‪ ،0204‬لكن تعتبر هذه‬
‫املعدالت العامة مرتفعة نسبيا باملعايير الدولية ‪ ،‬ما يعني أن البطالة في املنطق الحدودية بال شك هي اكبر و قد تصل في بعض‬
‫البلديات الحدودية إلى أكثر من ‪. %52‬‬
‫تبرز دراسة "خريطة الفقر في الجزائر" تركيز مناطق الفقر الواقعة على الهضاب العليا ( خاصة الجلفة ) (وال سيما في الشرق‬
‫والوسط) وكذلك في منطقة الشمال‪ -‬وسط ‪ ،‬في خاصة في البلديات الجبلية لوالية املدية والشلف وعين الدفلى‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : ) 21‬خريطة الفقر للبلديات الفقيرة و األشد فقرا في الجزائر ملسح سنة ‪0222‬‬

‫‪Source :( Etude d’affinement de la carte de la pauvreté de 2000. Communes pauvres : territoires, populations et capacités‬‬
‫)‪d’action, 2006‬‬
‫مقارنة بدراسة "خريطة الفقر" التي وضعت في عام ‪ 0222‬والتي حفزت الدراسات املتعمقة التي أجريت في هذه الدراسة ‪ ،‬فتم‬
‫إجراء مقارنة مع الوضع املتعلق بالظروف املعيشية للسكان ‪ ،‬والتي سادت في ذلك الوقت‪ .‬على الرغم من أن املقارنة ال يمكن أن‬
‫تكون شاملة ‪ ،‬بسبب نقص املعلومات القابلة للمقارنة ‪ ،‬مع ذلك أمكن مالحظة تطور الظروف املعيشية بشكل عام ‪ ،‬مقارنة‬
‫بعام ‪ .0228‬تم إحراز تقدم ملحوظ من حيث‪ :‬االلتحاق باملدارس‪ :‬معدالت االلتحاق باملدارس قريبة من املعدل الوطني ؛ معرفة‬
‫القراءة والكتابة‪ :‬األمية انخفضت بشكل ملحوظ‪ ٪ 70.0( ٪ 50.5 :‬في عام ‪ )0228‬؛ كهربة‪ :‬ارتفع معدل التوصيل بشبكة الكهرباء‬
‫من ‪ 52.4‬إلى ‪ ٪84‬؛ وإلى حد أقل ‪ ،‬التمديد ‪ AEP‬وشبكات الصرف الصحي‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬خصائص البلديات الفقيرة و األشد فقرا عبرالتراب الوطني حسب املسح اإلحصائي لسنة ‪:0222‬‬
‫‪ ‬تقع في مناطق جغرافية خاصة مع تضاريس طبيعية صعبة للغاية‪ :‬املناطق الجبلية املتدهورة ‪ ،‬واملساحات واألراض ي‬
‫القاحلة و مناطق حدودية ‪ ،‬مما يؤكد أهمية القيود الجغرافية والبيئية‪.‬‬
‫‪ ‬تقع في املناطق الريفية‪ .‬حجم السكان صغير نسبيا (‪ ٪ 25‬منها ال تتجاوز ‪ 02222‬نسمة)‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض املوارد املالية التي تعكس عدم وجود نشاط اقتصادي محلي ‪ ،‬وال سيما الوضعية الصعبة في مجال اإلسكان‬
‫والتعليم‪.‬‬
‫‪ ‬حجم أسرهم ؛ ‪ 7.24‬شخص ‪ ،‬أعلى بكثير من املعدل الوطني البالغ ‪ .2.57‬و مؤشرات خصوبة عالية بشكل خاص‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ ‬ارتفاع معدالت األمية لدى أرباب األسر (‪ ٪82‬من أرباب األسر في هذه املجتمعات الصغيرة هم أميون)‪.‬‬

‫)‪(l’Agence Nationale d’Aménagement du Territoire , 2006, p. 59‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)06‬البلديات الفقيرة و األشد فقرا في الجزائر حسب مسح سنة ‪0222‬‬
‫‪-‬طريقة حساب املؤشر ‪ :‬يتم تحديد أفقر البلديات ‪ ،‬وفق ثالث مجاالت هي ‪ :‬التعليم و السكن و الصحة و مؤشر الثروة لكل‬
‫أسرة ‪ :‬بحيث أفرزت النتائج عن بلديات فقيرة قدر عددها بـ ‪ ، 077‬بما في ذلك ‪ 42‬في حالة فقيرة جدا‪.‬‬
‫الحالة حسب املؤشر‬ ‫البلديات‬ ‫الوالية‬ ‫الحالة حسب املؤشر‬ ‫البلديات‬ ‫الوالية‬
‫العام للفقر‬ ‫العام للفقر‬
‫ً‬
‫فقيرة جدا‬ ‫قريقر‬ ‫فقيرة‬ ‫تينركوك‬
‫ً‬
‫فقيرة‬ ‫بير املقدم‬ ‫فقيرة جدا‬ ‫قصر قدور‬
‫ً‬
‫فقيرة‬ ‫بجن‬ ‫فقيرة جدا‬ ‫شروين‬
‫فقيرة جدا‬ ‫املزرعة‬ ‫فقيرة‬ ‫برج باجي مختار‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أدرار‬
‫فقيرة جدا‬ ‫العقلة املالحة‬ ‫فقيرة جدا‬ ‫طاملين‬
‫تبسة‬ ‫ً‬
‫فقيرة‬ ‫ثليجان‬ ‫فقيرة جدا‬ ‫تيمياوين‬
‫فقيرة‬ ‫سطح قنتيس‬ ‫فقيرة‬ ‫تينزاوتين‬ ‫تمنراست‬
‫ً‬
‫فقيرة جدا‬ ‫صفصاف الوسرى‬ ‫فقيرة‬ ‫عين قزام‬
‫فقيرة‬ ‫واد زيتون‬ ‫الطارف‬ ‫فقيرة‬ ‫قصابي‬ ‫بشار‬
‫ً‬
‫فقيرة جدا‬ ‫بني قشة‬ ‫الوادي‬ ‫فقيرة‬ ‫املنفقر‬ ‫ورقلة‬
‫ً‬
‫فقيرة جدا‬ ‫اميه ونسة‬ ‫فقيرة‬ ‫البرمة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على ما ورد في الدراسة املسحية للفقر عبر البلديات ‪:‬‬
‫‪(carte de la pauvreté en Algérie ; l’Agence Nationale d’Aménagement du Territoire, mai2001 ).‬‬
‫‪ .0.1.1‬الفقراملتعدد األبعاد في الجزائر‪:‬‬
‫كشف استغالل املسح ‪ MICS4-2012‬أن ‪ ٪0.25‬من السكان في الجزائر يعانون من الحرمان املتعدد (‪ ٪0‬في املناطق الحضرية‬
‫مقابل ‪ ٪ 0.7‬في املناطق الريفية) و تبلغ شدة الفقر؛ وهي النسبة املئوية املتوسطة للحرمان الذي يعاني منه األشخاص الذين‬
‫يعيشون في فقر متعدد األبعاد ‪ ٪04.88( ٪02.27 ،‬في املناطق الحضرية مقابل ‪ ٪ 08.40‬في املناطق الريفية)‪ .‬تبلغ نسبة السكان‬
‫في املتوسط ‪ ،‬وهي نسبة السكان الفقراء وفقيرة متعددة األبعاد ‪ ،‬واملكيفة حسب شدة الحرمان ‪ 2.220( 2.222 ،‬في املناطق‬
‫الحضرية مقابل ‪ 2.200‬في املناطق الريفية) ‪.‬تبين مقارنة هذه النتائج بالنتائج املنشورة في تقرير التنمية البشرية لعام ‪-0222‬‬
‫‪ ، 0202‬الناتج عن استغالل املسح ‪ ، MICS3-2006‬حدوث تحسن في معدل الفقر (‪ )٪0.74‬وكذلك شدته التي كانت آنذاك‬
‫‪ ٪02.50( ٪40.22‬في املناطق الحضرية مقابل ‪ ٪40.84‬في املناطق الريفية)‪ (C.N.E.S, 2016, p. 39).‬و تعتبر املناطق الحدودية في‬
‫الجزائر املثال الحي عن الفقر املتعدد األبعاد بمختلف جوانبه نظرا لعزلتها و بعد املسافات في الجنوب و تأخر تنموي شامل ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪، )21‬مؤشرات الفقر املتعدد األبعاد في الجزائر حسب املناطق (‪)MICS4-2012‬‬

‫)‪Source : (C.N.E.S, 2016 .p 39‬‬

‫‪396‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫‪ -‬مؤشرات الفقر متعدد األبعاد لألقاليم‬


‫باإلضافة إلى تقدير الفقر متعدد األبعاد وتطوره على املستوى الوطني الشكل رقم (‪ ، )25‬فإن تقدير هذا الفقر على مستوى‬
‫املناطق املختلفة يجعل من املمكن تقييم نطاق اإلجراءات العامة في هذه املناطق‪ .‬في هذا الصدد ‪ ،‬من املهم تسليط الضوء على‬
‫استنتاجين رئيسيين‪:‬‬
‫‪ ‬يبدو أن حدة الفقر قد انخفضت في مختلف املناطق التي تم النظر فيها ‪،‬‬
‫‪ ‬يبدو أن الهيكل املكاني للفقر بقي نفسه بمعنى أنه ً‬
‫دائما ما تكون املرتفعات الوسطى والجنوب هي األكثر فقرا ‪ ،‬في حين‬
‫توجد أربعة مناطق (ثالثة في الشمال وواحد في الهضبة العليا)‪ ) .‬عرض أفضل نسب الفقر ‪ ،‬يكشف هذا االستنتاج عن‬
‫أحد املعايير املهمة لرصد التقدم الذي تحرزه الجزائر نحو ‪ SDG1‬و ‪ SDG10‬في خطة التنمية الجديدة ملا بعد عام ‪.0205‬‬
‫)‪(C.N.E.S, 2016, p. 40‬‬
‫‪ .1‬دراسات الفقرعبرالحدود ‪.‬‬
‫و لتنمية الحدود أهمية كبيرة في التماسك اإلقليمي بين الدول‪ .‬حيث مع تنامي ظاهرة العوملة ‪ ،‬بدأ عدد كبير من الجغرافيون‬
‫واملؤسسات البحثية السياسية في التركيز على الحدود والبحوث املتعلقة باملناطق الحدودية‪ .‬و أخذت الجغرافيا السياسية دورا‬
‫هاما وحيويا في الجغرافيا البشرية املعاصرة ‪ ،‬جغرافية التنمية االقتصادية في الحدود الدولية‪ ،‬التي تتطلب فهم مشترك‬
‫للسياسات التي تعززها على أفضل وجه‪(Arnaud Lechevalier, October 2013, p. 96) .‬‬
‫و امتدادا لذلك ‪ ،‬اهتمت البحوث األكاديمية حول العالم بدراسة أسباب الفقر في املناطق الحدودية و بحثت في سياسات‬
‫التنمية االقتصادية و مكافحة الفقر فيها ‪ ،‬نتطرق للبعض منها ‪:‬‬
‫توصلت دراسة حول عالقة الفقر بالبنى التحتية في حدود كمبوديا )‪ (Runsinarith, 2010, p. 20‬إلى أن الفقر ظاهرة ريفية إلى‬
‫حد كبير و معدل الفقر أقل في األسر التي ترأسها إناث‪ .‬يظهر تحليل العمر أن معدل انتشار الفقر يزداد عندما يكون عمر الفرد‬
‫عاما‪ .‬و أغلب أرباب األسر لم يكملوا تعليمهم االبتدائي و تم الوصول إلى أن أعلى معدل الفقر‬‫األعلى بين مجموعة من ‪ 52‬إلى ‪ً 22‬‬
‫املتحلل حسب املهنة أعلى من املتوسط بالنسبة ألولئك الذين يعتمدون على زراعة الحبوب والعمل اليدوي‪ .‬و يكون معامل ‪Gini‬‬
‫هو األعلى في املجموعات ذات معدل الفقر املنخفض‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫توصلت الدراسة إلى أن الوصول إلى البنية التحتية العامة محدودا جدا في املقاطعات الحدودية خالل فترة املسح‪ .‬فقط نسبة‬
‫صغيرة من األسر لديها القدرة على الحصول على الطاقة استغالل نظام الري‪ .‬الغالبية العظمى من األسر تسكن بعيدا عن‬
‫املدارس االبتدائية واملركز الصحي والطرق الرئيسية‪ .‬نسبة الفقر مرتفعة بين مجموعة األغلبية التي ال تستطيع الوصول إلى‬
‫طاقة املدينة والري ‪ ،‬وتبين أنها ترتفع أعلى من تلك املوجودة في املرافق العامة ‪ .‬متغيرات البنية التحتية األربعة املدرجة في‬
‫الدراسة لها تأثيرات قوية على الحد من الفقر‪ .‬تصميم املشروع بما في ذلك موقع استثمارات البنية التحتية أمر بالغ األهمية‪.‬‬
‫يمكن التعجيل بالحد من الفقر إذا كانت الطرق الريفية والري وكهربة الريف يتم من خالل إجراء التدخالت في املواقع ذات‬
‫األهمية املحورية من حيث التأثيرات املساعدة واملضاعفة‪ .‬أي التي تضمن وصولها لغالبية األفراد ‪.‬‬
‫الدراسة الثانية حاولت تحديد محددات الفقر في الواليات املكسيكية)‪ (Garza-Rodríguez, 2016, p. 165‬التي لها‬
‫حدود مع الواليات املتحدة و توصلت إلى أن الفقر أعلى بالنسبة لألسر التي تعيش في واليات كواهويال وتاماوليباس وتشيهواهوا ‪،‬‬
‫تعلما أو تعمل متنقلة أو تعمل في مجال الزراعة‪ ،‬أو‬ ‫ولألسر الريفية ولألسر الكبيرة ولألسر املعيشية التي يكون أفرادها اقل ً‬
‫العاملين في التصنيع أو النقل أو املبيعات أو الخدمة املنزلية أو عامل دعم ‪ .‬لم يكن جنس رب األسرة واملوقع األسري ذا داللة‬
‫إحصائية‪ .‬أوصت الدراسة بأن تقوم جميع الدول في املنطقة بتصميم وتنفيذ سياسات عامة للتخفيف من حدة الفقر و تركز‬
‫على زيادة مستوى التعليم للسكان ‪ ،‬وزيادة إنتاجية العمال وتصميم اقتصادي و مالي مناسبين للسياسات الديموغرافية للحد‬
‫من حجم األسرة الكبيرة ‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫في هذا السياق ترى منظمة العمل الدولية أن الحد من الفقر واستئصاله‪ ،‬يتم عبر فهم األسباب االجتماعية واالقتصادية‬
‫للمجتمعات الريفية بشكل أفضل‪ ،‬ألن أفقر بلدان العالم هي تلك التي تعتمد في معظمها على الزراعة ‪.‬ويعيش ثالثة أرباع من هم‬
‫ً‬
‫في فقر مدقع في املناطق الريفية و عادة في مناطق بعيدة عن املراكز األساسية للنشاط االقتصادي أو على أرض أقل إنتاجا‪،‬‬
‫حيث يعمل في الزراعة ا ما بين نصف وثلثي القوة العاملة في أفقر بلدان العالم وتنتج ما بين ربع وثلث الناتج القومي في كثير من‬
‫البلدان النامية ما يقود األفراد في القرى للهجرة إلى املناطق الحضرية حيث الحياة صعبة باملثل حتى وإن كانت هناك فرص‬
‫ً‬
‫أكبر لكسب نقود أكثر قليال في االقتصاد غير املنظم‪ ،‬لكن حيث املخاطر أكبر أيضا‪( .‬مكتب العمل الدولي‪ ،0220 ،‬صفحة ‪)02‬‬
‫بالنسبة للدراسات األوروبية فهناك عدة مشاريع دراسات حول الحدود أولها )‪Ulysses (Sarolta Németh, 2013, pp. 7-9‬‬
‫بحثي درس تطوير املناطق األوروبية عبر الحدود (‪ ، CBA Cross Border Associates )CBA‬عبر حدود االتحاد‬ ‫ً‬
‫مشروع ً‬ ‫وهو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫األوروبي الداخلية والخارجية‪ً .‬‬
‫نظرا ألنه تم تحقيقه في برنامج ‪ ESPON 2013‬باعتباره "تحليال مستهدفا" ‪ ،‬كان هدفه ‪ ،‬من ناحية‬
‫توفير املعلومات املحلية ألصحاب املصلحة الذين لديهم معلومات حول التنمية اإلقليمية في ‪ CBAs‬الخاصة بهم ‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى ‪ ،‬إلعالم صانعي السياسات على جميع املستويات (املحلية والوطنية واالتحاد األوروبي) حول اتجاهات التنمية اإلقليمية‬
‫العامة املتعلقة ب ‪ CBAs‬في أوروبا‪.‬‬
‫‪, Terco ‬مشروع بحثي آخر بحث في كيفية التعاون عبر الحدود و كيف يسهم في تطوير املناطق املعنية ‪ ،‬وما هي أفضل‬
‫املمارسات املوجودة لزيادة فوائدها إلى الحد األقص ى‪ .‬أجرى مشروع ‪ ، Terco‬على غرار مشروع ‪ ، Ulysses‬تحليالت إحصائية‬
‫ً‬
‫أساسا (املقابالت املتعمقة‬ ‫مكانية عبر أوروبا ونفذ أكثر من اثنتي عشرة دراسة حالة "حدودية" وصفية تستخدم أدوات نوعية‬
‫واملسح ‪ ،‬إلخ)‬
‫‪ ‬مشروع ‪ :Euborderregions‬مشروع آخر يتكون من إحدى عشرة دراسة حالة على امتداد أقسام مختلفة من الحدود‬
‫الخارجية لالتحاد األوروبي وأحد أهدافه الرئيسية هو تقديم املشورة بشأن "سياسة (أو سياسات) الجوار" لالتحاد األوروبي‬
‫‪ ‬مشروع ‪" Unfamiliarity‬األلفة" يركز على آراء الناس ودوافعهم ‪ ،‬كمؤثرين وكنتائج للتفاعالت عبر الحدود (‪، CBC‬‬
‫التدفقات والعالقات الدولية أو الثنائية)‪ .‬اإلرساء االجتماعي والثقافي للحدود ‪.‬‬
‫‪ ‬رابطة املناطق الحدودية األوروبية ‪ : (Association des Régions Frontalières Européennes, 2019) AEBR‬تعمل هذه‬
‫الجمعية للتنسيق بين املناطق الحدودية وعبر الحدود من أجل تسليط الضوء على املشاكل والفرص واملسؤوليات واألنشطة‬
‫الخاصة بهذه املناطق ؛ تمثيل مصالحهم املشتركة في البرملانات والكيانات والسلطات واملؤسسات الوطنية والدولية ؛ لبدء ودعم‬
‫وتنسيق التعاون بين املناطق في جميع أنحاء أوروبا ؛ تشجيع تبادل الخبرات واملعلومات من أجل تحديد وتنسيق املصالح املشتركة‬
‫بين مجموعة متنوعة من املشاكل والفرص واقتراح الحلول املحتملة‪.‬‬
‫‪ ‬تشمل أنشطة‪ AEBR:‬تنفيذ البرامج واملشاريع ‪ ،‬والتقدم للحصول على املنح ‪ ،‬والحصول عليها واستخدامها ؛ تنظيم‬
‫األحداث املتعلقة بالتعاون العابر للحدود ؛ املساعدة في حل املشكالت املتعلقة بالتعاون عبر الحدود ودعم أنشطة محددة ؛‬
‫إعداد وتنفيذ حمالت مشتركة داخل الشبكة؛ توفير معلومات من السلطات السياسية األوروبية والجمهور حول التعاون عبر‬
‫الحدود‪.‬‬

‫‪ .1‬السياسات االقتصادية العمومية‪:‬‬


‫تعتبر الدولة املنظم الوحيد القادر على تصحيح و توجيه و صنع التغيير في األوضاع االقتصادية و االجتماعية في الحاالت التي‬
‫يعجز القطاع اإلنتاجي على معالجتها كتوفير السلع العامة (‪ ( Public Goods‬و تستخدم في سبيل ذلك أدوات تسمى بالسياسات‬
‫االقتصادية العامة أو السياسات الحكومية و القصد من وراء ذلك هو إحداث األثر االيجابي النافع اقتصاديا و اجتماعيا ‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫يمكن تعريفه السياسات االقتصادية العموميةعلى أنها ‪ :‬تلك اإلجراءات و التدابير االقتصادية التي تقوم بها الدولة ممثلة في‬
‫أجهزتها اإلدارية املركزية أو اإلقليمية أو املحلية ‪ ،‬من اجل التأثير و توجيه املتغيرات االقتصادية و األحداث لتحقيق أهداف‬
‫اقتصادية و اجتماعية محددة مسبقا خالل مدة زمنية معينة ‪.‬‬
‫و يمكن تعريفها على أنها مجموعة القرارات الحكومية التي تهدف إلى تحقيق نتائج من خالل الحفاظ على أو تعديل‬
‫واقع معين ألنها تمكن الدولة من تنسيق مواردها لتحقيق أهداف محددة وذات صلة اقتصاديا ‪.‬أي أن السياسات العامة هي‬
‫الوسائل املشروعة لتحقيق التنمية املستدامة لتكون قابلة للتطبيق ‪ ،‬كونها أساس العمل االستراتيجي للدولة لتعزيز املساواة في‬
‫جميع أنحاء اإلقليم‪(Caroline and Al, 2017, p. 42) .‬‬
‫من الناحية التحليلية ‪ ،‬يمكن فهم السياسات العامة من خالل نهج "الدورة" ‪ ،‬وهو نموذج تقسيم متسلسل لعملية تطوير هذه‬
‫اإلجراءات على مراحل ‪ ،‬والتي تشمل‪ :‬بناء وصياغة وتنفيذ وتقييم جدول األعمال السياس ي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬بعد تصميمها وصياغتها‪،‬‬
‫تنقسم السياسات العامة إلى خطط أو برامج أو مشاريع أو قواعد بيانات أو نظم معلومات وبحوث‪ ،‬بحيث تصبح خاضعة‬
‫السياسة االقتصادية = أهداف ‪ +‬أدوات ‪ +‬زمن‬ ‫للمراقبة والتقييم‪ ..‬و بالتالي‪:‬‬
‫تنقسم السياسات االقتصادية إلى‪:‬‬
‫‪ ‬السياسات الهيكلية‪ :‬هي التي تهدف إلى إحداث تغيير هيكلي أو بنيوي في قطاع اقتصادي معين ‪ ،‬مثل السياسات الصناعية‬
‫و السياسات التجارية ‪ ....‬و غالبا ما تكون في املدى املتوسط و الطويل‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات الظرفية‪ :‬تنقسم السياسات االقتصادية إلى سياسات هيكلية و سياسات ظرفية هي التي تستهدف غايات الفترة‬
‫القصيرة و املتوسطة ‪ :‬تنقسم إلى سياسات مالية و سياسات نقدية ‪.‬‬

‫على السياسات االقتصادية العمومية أن تأخذ شكل التعاون األفقي و العمودي فالتنسيق الحدودي يجب أن يأخذ اتجاهين‬
‫األول أفقي بين الجهات الفاعلة محليا و التنسيق الرأس ي بين الجهات الفاعلة محليا و وطنيا و إقليميا تصدر قانونها بموافقة‬
‫الدول املعنية تخضع العديد من املناطق الحدودية الخارجية للدول القومية لسياسات التنمية اإلقليمية العامة في جميع أنحاء‬
‫العالم‪(Perkmann, 1999, p. 967) .‬‬
‫‪ .1.1‬التدابير و اإلجراءات املتخذة من السياسات االقتصادية العمومية في مجال تنمية املناطق الحدودية ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يساعد تركيز العمل في مجالي البحوث والسياسة االقتصادية العامة على تدابير عملية تحدث أثرا فوريا على الفقر وتبني‬
‫ً‬
‫الهياكل األساسية الالزمة إلحراز تقدم أطول أجال ‪ ،‬ألنه وسيلة لحشد الدعم الواسع للسياسات التي تحتاج إلنجاحها إلى التزام‬
‫غير الفقراء والفقراء أنفسهم ‪.‬‬
‫بالنسبة للسياسات االقتصادية العمومية لي تستهدف تنمية املناطق الحدودية في الجزائر فتكمن أولى خطوات بنائها من خالل‬
‫تحليل ‪SWOT‬‬
‫الجدول رقم ( ‪ :)07‬تنمية املناطق الحدودية و السياسات االقتصادية العمومية ضمن تحليل ‪SWOT‬‬
‫نقاط الضعف‬ ‫نقاط القوة‬
‫‪ ‬تدهور التنمية خالل التسعينات و هجرة السكان للظروف األمنية‬ ‫‪ ‬عالقات سياسية وجيدة و مع كل الدول املجاورة مع فتورها مع‬
‫الصعبة؛‬ ‫املغرب ؛‬
‫‪ ‬خط حدودي طويل يبلغ ‪ 2 040‬كم؛‬ ‫‪ ‬عدم وجود مجموعات أثنية في املناطق الحدودية؛‬
‫‪ ‬حجم التبادالت التجارية البينية بين الجزائر و دول الجوار ضعيف ؛‬ ‫‪ . ‬تشابه الثقافات الدينية بين الجزائر و املغرب موريتانيا لليبيا و‬
‫‪ ‬في الجنوب زحف الرمال‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬املخاطر التكنولوجية ‪،‬‬ ‫تونس و الجزائر من حيث التاريخ و الثقافة و تقاربها من حيث‬
‫الكهوف‪ ،‬تداعيات اآلثار اإلشعاعية ‪ ،‬خطر الجراد ‪).‬‬ ‫املصير املشترك مع دول النيجر و مالي؛‬
‫‪ ‬بنى تحتية ضعيفة و تجمعات سكانية متفرقة؛‬ ‫‪ ‬تمتلك الجزائر ثالث أكبر اقتصاد في منطقة الشرق األوسط وشمال‬
‫أفريقيا‪ ،‬وهي بلد رائد في املغرب العربيالجيش الوطني الشعبي له دور‬

‫‪399‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ ‬صعوبة التنمية االجتماعية ألخن فيه عدد من السكان الرحالة‬ ‫فعال لصالح املواطنين وخاصة في مجال التغطية الصحية‪ ،‬شبكة‬
‫الذين يعيشون على الترحال و بالتالي في ظل الظروف ال يمكن؛‬ ‫الطرقات‪،‬املوارد املائية‪ ...‬؛‪.‬‬
‫‪ ‬عزوف القطاع الخاص عن االستثمار في تلك املناطق‪.‬‬ ‫‪ ‬ثروات طبيعية منجمية و شمسية و طاقوية ‪.‬‬
‫التهديدات‬ ‫الفرص‬
‫‪ ‬املناطق الحدودية هي " نفس اقتصادي ثاني للجزائر في أفق التبادالت ‪ ‬البلدان املجاورة للجزائر كبيرة الحجم و منخفضة الدخل و ال‬
‫تستطيع حراسة و تسيير حدودها بشكل جيد‪.‬‬ ‫االقتصادية مع البلدان اإلفريقية‪.‬؛‬
‫‪ ‬بعض البلدان املجاورة تعاني من الحروب و الفقر و األمراض‬ ‫‪ ‬تنمية السياحة املحلية و الصناعات التقليدية؛‬
‫والجزائر منطقة عبور للهجرة السرية ‪.‬‬ ‫‪ ‬خلق مناطق للتبادل التجاري الحر ؛‬
‫‪ ‬تعتبر تونس و املغرب منافسين اقتصاديين قويين بالنسبة للجزائر‬ ‫‪ ‬استغالل الطاقة الشمسية؛‬
‫لولوج للسوق اإلفريقية‬
‫‪ ‬إنشاء مشاريع اقتصادية ضخمة مشتركة ذات بعد إفريقي؛‬
‫‪ ‬انتشار العمليات اإلرهابية واألعمال غير املشروعة وتشكيالت‬
‫‪ ‬االستفادة من الطاقة مدعمة بإدخال الطاقات املتجددة‬
‫عصابات الجريمة املنظمة‬
‫‪ ‬تحويل أنشطة االقتصاد غير الرسمي إلى اقتصاد الرسمي ‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬
‫عبر تاريخ استقاللها حرصت الجزائر على ضبط حدودها و تنميتها و ذلك بانتهاج استراتيجيات التنمية االقتصادية‬
‫الحدودية و تنفيذ العديد من املشاريع الثنائية عبر الحدود في صورة اتفاقات‪ ،‬مذكرات تفاهم و اللجان الحدودية املشتركة و‬
‫أبرزها الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (الطريق العابر للصحراء ‪ ،‬أنبوب الغاز واأللياف البصرية) ‪ ،‬حاليا تندرج جهود‬
‫الجزائر في تنمية املناطق الحدودية تحت مظلة القانون ‪( 02-20‬القانون رقم‪ )0202 ،02-20‬املتعلق باملخطط الوطني للتهيئة‬
‫املستدامة لإلقليم والذي تناول بدرجة كبيرة من التفصيل كل التوجهات املستقبلية للبالد حتى آفاق ‪.0202‬‬
‫ال بد تراعي السياسات االقتصادية العمومية الخصائص املحلية للمنطقة ‪ ،‬ال سيما في مناطق الهضاب العليا والجنوب و‬
‫الجنوب الكبير ‪ ،‬وكذلك في املناطق الحدودية واملناطق الجبلية عندما يتعلق األمر بتنفيذ البرامج و سياسات التنمية ‪.‬‬
‫)‪(C.N.E.S, 2016, p. 13‬‬
‫و فيما يلي أهم التدابيرالتي قامت بها الدولة لتنمية املناطق الحدودية‪:‬‬
‫‪ .1.1.1‬في مجال التنسيق و التعاون مع الدول املجاورة‬
‫‪ ‬إنشاء لجان مشتركة ‪ ،‬النيجر منذ‪ 0227‬حيث عقــدت اللجنــة الثنائيــة الحدوديــة الجزائريــة النيجريــة ستة دورات‬
‫(‪) 22‬بالتنــاوب بيــن الجزائــر والنيجــر منــذ إنشــائها ‪ .‬و يعقد واليي تمنراست و إيليزي لقاءات دورية رفقة نظرائهم النيجيريين‬
‫(حكام أغاديس وتاهوا‪).‬‬
‫‪ ‬فتح املركز الحدودي الجزائري‪-‬املوريتاني أوت ‪ 0207‬تعزيز جميع التسهيالت املمنوحة لفائدة املتعاملين والفاعلين في‬
‫سلسلة الصادرات ملختلف املنتجات والبضائع نحو موريتانيا والبلدان األخرى إلفريقيا الغربية‪.‬‬
‫‪ ‬تبادل املساعدة بين أجهزة الحماية املدنية في حالة وقوع كوارث طبيعية في أحد البلدين‪ ،‬وكذا ضمان فعالية أكبر للمصالح‬
‫األمنية في مجابهة مختلف أشكال الجريمة في املنطقة الحدودية املشتركة‪.‬‬
‫‪ ‬تبادل املنح والدراسية بين الجزائر و مالي و النيجر و موريتانيا ‪.‬‬
‫‪ .0.1.1‬في مجال التنمية اإلدارية و االجتماعية‬
‫‪ ‬خلق صندوق الهضاب العليا الذي تم إعادة بعثه في قانون املالية ‪. 0208‬‬
‫‪ ‬إحداث ‪ 02‬واليات منتدبة جنوبية في إطار إستراتيجية تهيئة اإلقليم املسطرة وتنمية املناطق الحدوديةقبل ‪ .0202‬ثم بعدها‬
‫تم إنشاء ‪ 44‬مقاطعة إدارية جديدة في الهضاب العليا‪ ،‬تتوزع عبر ‪ 02‬والية‪ ،‬وترقية ‪ 02‬واليات منتدبة بالجنوب إلى واليات‬
‫جديدة‪ ،‬ليصبح عدد الواليات ‪ 58‬والية سنة ‪.0202‬‬

‫‪400‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫‪ ‬استفادة كل البلديات الحدودية من مشاريع التضامن االجتماعي و مرافقة الفئات املعوزة ‪.‬‬
‫‪ .1.1.1‬في مجال التنمية االقتصادية‬
‫‪ ‬استفادة املناطق الحدودية من برامج تنمية ضمن برامج النمو الخماسية مكنتها من تحقيق انجازات في البنى التحتية من‬
‫مطارات و طرق و تم بذل جهود واسعة‪ ،‬واستثمارات مكثفة ُجندت من اجل تطوير شبكه الطرق باملنطقة‪ ،‬على مسافة‬
‫‪9239‬كم منها ‪% 51‬طرق وطنية تعتمد هيكلتها خاصة حول الطريق الوطني رقم‪0، 2، 55، 50، 52،48، 02،‬و ‪0‬والطرق‬
‫الوالئية وكذا البلدية (مسؤول الوكالة الوطنية لتهيئة و جاذبية األقاليم‪ ،0208 ،‬صفحة ‪)00‬‬
‫‪ ‬تحتوي املناطق الحدودية على شبكة كثيفة من املنشآت الجوية‪ .‬تندوف‪ ،‬برج باجي مختار‪ ،‬ان قزام ‪،‬اليزي‪ ،‬ان اميناس(دولي)‬
‫جانات (دولي) والبرمة (املحروقات ) مدعمة ومهيكلة‪ ،‬باملطارات الكبرى للمنطقة (بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬تمنراست‪ ،‬الواد‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫حاس ي مسعود‪،‬إليزي‪.‬‬
‫‪ ‬أنجزت الجزائر ‪ 0.222‬من الطريق العابر للصحراء وأن األشغال ال تزال جارية على ‪ 822‬كم إلنجاز ازدواجية الطريق في حين‬
‫تجري األشغال حاليا إلتمام الـ ‪ 022‬كلم الرابطة بمال ‪.‬يعبر هذا الطريق القاري ‪ 2‬دول أفريقية وهي‪ :‬الجزائر وتونس ومالي‬
‫والنيجر و نيجيريا و تشاد‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه ‪ 0522‬مشروع سياحي للواليات الحدودية منها ‪ 022‬مشروع هي في طور اإلنجاز بطاقة استيعاب تصل إلى ‪ 45‬ألف‬
‫سرير وبقيمة استثمار تبلغ ‪ 04‬مليار دينار لخلق أقطاب سياحية (مسعودي‪)0208 ،‬‬
‫‪ ‬التجارة ‪ :‬دعم مالي تغطية جميع املصاريف املترتبة عن تنظيمها مع إعطائها طابعا دوليا من خالل توسيع املشاركة إلى دول‬
‫الجوار ودعوة الدول األفريقية للمشاركة فيها إعادة بعث التظاهرات االقتصادية واملعارض في الواليات الحدودية على‬
‫املوقار (تندوف) واالسهار (تمنراست) ومعرض املنتجات الفالحية (الوادي) ومعرض التمور (بشار و ادوار)‪.‬‬
‫‪ ‬مصادقة الجزائر على اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية االفريقية لتكون عملية فعليا ابتداء من يوليو ‪.0202‬‬
‫‪ ‬تخصيص البرنامج الفضائي الوطني لصالج تنمية املناطق الحدودية ‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة تأهيل بستان النخيل وتمديد النظام البيئي للواحات ؛)‪(Agence special algerienne, 2018, p. 34‬‬
‫‪ ‬معرفة حالة مجاالت التنمية ؛‬
‫‪ ‬تحديد وتعيين الطرق الصحراوية ؛‬
‫‪ ‬التنمية الزراعية الرعوية للمناطق الحدودية و تنفيذ أدوات لرصد وتقييم آثار مختلف برامج التنمية الزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬حساسية إلسكات املناطق الزراعية ومكافحة تصحر التراث القائم‬
‫‪ ‬حماية املزارع من الفيضانات في منطقتي الصحراء وما قبل الصحراء ؛‬
‫‪ .0.1‬البرامج و اإلجراءات الحكومية ضمن السياسات االقتصادية في املدى القصير‪:‬‬
‫تشتمل هذه البرامج على مجموعة من اإلجراءات التي يتوقع البدء في تنفيذها أو املبرمجة في املدى املنظور التي تم إقرار اغلبها في‬
‫امللتقى الوطني حول املناطق الحدودية أيام ‪ 00‬و ‪ 04‬أكتوبر ‪ 0208‬الذي عقدته وزارة الداخلية و الجماعات املحلية و تهيئة‬
‫العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة آليات الدعم املالي للصندوق الخاص لترقية الصادرات قصد إضافة النقل ضمن قائمة النشاطات التي تستفيد‬
‫من هذا الصندوق لتعويض مصاريف النقل البري للسلع املصدرة عن طريق الواليات الحدودية‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ ‬تخصيص برنامج تنموي للمناطق الواقعة على الحدود‪،‬حيث كلف الحكومة بالسهر على بلورته في القريب العاجل‪ .‬و‬
‫سيحظى هذا البرنامج بتمويل مزدوج من صندوق تنمية الجنوب وصندوق التضامن و الضمان للجماعات املحلية‪.‬‬
‫مراجعة النظام التشريعي املنظم لعمليات التجارة باملقايضة حيث سيتم توسيع قائمة السلع املعنية وتكييفها بشكل يراعي‬ ‫‪‬‬
‫احتياجات وخصوصيات كل والية ‪.‬‬
‫الدراسة املتعلقة بمشروع منجم الحديد بغاز جبيالت ‪ ،‬توجد في طور اإلنجاز‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مشروع تثمين الفوسفات بمنطقة بئر العاتر (تبسة) والذي سيترافق مع إنجاز عدة أقطاب صناعية ومشاريع أخرى من‬ ‫‪‬‬
‫بينها منشآت النقل عبر السكك الحديدية وقواعد الحياة ومشاريع املعالجة األولية للفوسفات وتحويله الكيميائي‬
‫والصناعي قصد إنتاج عدة أنواع األسمدة‪.‬‬
‫إعداد برامج هامة في املرحلة ‪ 0208-0208‬تخص أشغال املنشآت الجيولوجية والخرائط الجيولوجية وعمليات البحث‬ ‫‪‬‬
‫الجيولوجي واملنجميي حيث تم رصد حوالي ‪ 02‬ماليير دج لتمويلها وذلك الكتشاف وتحضير مستقبال مكامن منجمية قابلة‬
‫لالستغالل تقنيا واقتصاديا‪ ،‬حيث أن أغلب املواقع واملكامن املنجمية تقع في املناطق املعزولة والبعيدة السيما على‬
‫مستوى الحدود‪.‬‬
‫عصرنة وتطوير أساليب استغالل مناجم حديد الونزة و بوخضرة (تبسة) بغية مضاعفة إنتاجها بثالث مرات وهو ما‬ ‫‪‬‬
‫سيسمح بتلبية الطلب املتزايد لوحدات الحديد والصلب‪.‬‬
‫يجري حاليا إعداد أربعة ( ‪ )24‬دراسات لتهيئة وتنمية املناطق الحدودية للجنوب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املنطقة الحدودية‬ ‫الواليات املعنية‬ ‫مرحلة اإلعداد‬
‫الجنوب ـ شرق‬ ‫(ورقلة والوادي)‬ ‫استكمال املرحلة ـ‪0‬ـ و ـ‪0‬ـ‬
‫الجنوب الكبير ـ شرق‬ ‫(إليزي)‬ ‫استكمال الدراسة‬
‫الجنوب الكبير‬ ‫(تمنراست و أدرار)‬ ‫استكمال املرحلة ـ‪0‬ـ و ـ‪0‬ـ‬
‫الجنوب ـ غرب‬ ‫( تندوف و بشار)‬ ‫استكمال املرحلة ـ‪0‬ـ و ـ‪0‬ـ‬
‫املصدر ‪( :‬اإلستراتيجية الوطنية املتعلقة بتهيئة املناطق الحدودية وتنميتها (املخطط الوطني لتهيئة اإلقليم اإلستراتيجية الوطنية ‪)0208 ،)0202‬‬

‫أما الدراسات املتعلقة بتهيئة املناطق الحدودية للساحل والتل والهضاب العليا وتنميته سيتم املباشرة في إعدادها خالل‬
‫السداس ي األول من سنة ‪( . 0202‬مسؤول املديرية العامة لتهيئة اإلقليم و جاذبيته‪)0208 ،‬‬
‫‪ ‬تثمين مكامن الحديد لغار جبيالت (تندوف) والتي ستسمح بضمان استغاللها بطريقة اقتصادية و هو ما يحتاج بدوره إلى‬
‫استثمارات ضخمة ستعود بالفائدة الكبيرة على املنطقة كلها ‪ ،‬حيث تم الشروع في محادثات مع شركاء أجانب من أجل‬
‫استئناف استغالل الذهب ومكامن أخرى باملنطقة ‪.‬‬
‫‪ ‬تستفيد هذه املناطق على املدى املتوسط والبعيد ‪ ،‬من مشاريع السكة الحديدية مهيكلة‪ ‒ :‬ادرار‪ -‬بشار عبر بني عابس‬
‫وعبادلة ‪ ،‬تندوف‪ -‬بشار ‪ ،‬حاس ي مسعود الى اليزي ‪ ،‬عبر مدن إن امناس ‪،‬حاس ي بلقبور ‪ ،‬أوحانات‪ ،‬برج عمر إدريس‪،‬‬
‫دبداب‪ ،‬حلقة الواد‪-‬جبل عنق‬
‫‪ .1‬تحليل النتائج‬
‫تعاني املناطق الحدودية عزلة جغرافية و تأخر تنموي ملحوظ و فقر متعدد األبعاد جراء حرمان األفراد من الخدمات العامة‬
‫بالجودة و الكمية املطلوبين‪ .‬رغم املجهودات الحكومية املبذولة في مجال تنمية املناطق الحدودية و محاربة الفقر فيها ‪ ،‬إال أن‬
‫السياسات االقتصادية الحكومية في الفترة ‪ 0202-0222‬لم تستهدف تلك املناطق ببرامج و إستراتيجية خاصة و برامج تحفيز‬
‫اقتصادي خاصة بها‪ ،‬حيث أن السياسات االقتصادية العمومية يجب أن تشمل بناء استراتيجيات تستهدف الفقر املادي و‬

‫‪402‬‬
‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‪:‬‬ ‫طاليب صالح الدين ‪،‬‬
‫الفترة‪0132-0111 :‬‬

‫أخرى تستهدف الفقر متعدد األبعاد ‪.‬وهذا ما يتوافق مع فرضيات البحث ‪ .‬و بالتالي نرى انه يجب أن تنقسم السياسات‬
‫االقتصادية العمومية إلى قسمين‪:‬‬
‫أوال التدخالت ذات أولوية التي تستهدف الفقراملادي أو الفقراملرتبط بالدخل في املدى القصير‪:‬‬
‫‪ ‬استيعاب أنشطة االقتصاد املوازي داخل االقتصاد الرسمي عن طريق تفعيل آليات دعم االستثمار املصغر و بناء فضاءات‬
‫تجارية منظمة قصد توظيف اليد العاملة غير الرسمية ‪ ،‬و إنشاء مناطق مصغرة للنشاطات‪،‬‬
‫‪ ‬تحويل نسبة من إيرادات الثروات املنجمية إلى التنمية االقتصادية و االجتماعية و خاصة الفقر بكل أبعاده وفق برامج‬
‫تستهدف التوظيف و أجهزة املساعدة االجتماعية مع مرافقة املتخرجين الشباب الحاملين للمشاريع و املستثمرين‪.‬‬
‫‪ ‬فتح أسواق جوارية عمومية بإجراءات تسهيلية خاصة في الجنوب قصد تثبيت أسعار السلع‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الطاقة االستيعابية لغرف التبريد المتصاص الفائض من اإلنتاج الفالحي املوسمي و حفظ السلع سريعة التلف‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة صناعات تحويلية في املناطق ذات اإلنتاج الفالحي الجيد لتوفير مناصب عمل فورية ‪.‬‬
‫‪ ‬منح امتيازات قانونية و اقتصادية دستورية لتحقيق العدل بين املناطق و تعزيز نظم الحماية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬تربية املائيات أو استيراد األسماك من موريتانيا بأقل تكلفة مقارنة بالجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬فتح فروع للمؤسسات مثل شركات الطيران في الواليات و املناطق الحدودية ‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص جزء من جباية االستيراد الحدودي كضريبة القيمة املضافة لخزينة تلك البلديات ملشاريع تستهدف الفقر املباشر‪.‬‬
‫‪ ‬تعيين والة يتم تكوينهم لشغل مناصب في الواليات الحدودية و يشتمل هذه التكوين على إستراتيجية املوازنة بين املقاربة‬
‫األمنية و االقتصادية و االجتماعية في التسيير و يكونون كذلك من ذوى الخبرة الطويلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬السياسات االقتصادية العمومية على املديين املتوسط و الطويل و التي تستهدف الفقر متعدد األبعاد عن طريق‬
‫التنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة إستراتيجية تهيئة اإلقليم ‪ 0202‬مع البحث في مزيد من اآلليات التنفيذية السريعة و زيادة مستوى التنسيق‬
‫بين الهيئات الحكومية املتدخلة ضمن ذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬على الجزائر أن تتحول من املقاربة األمنية في التنمية و التحول أكثر فأكثر نحو املقاربة االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد دراسات تقنية و اقتصادية معمقة حول التنمية في املناطق الحدودية تشرف عليها هيئات تتكون من خبراء أكاديميين و‬
‫آخرين تابعين ملؤسسات الدولة مع تخصيص دراسة لكل والية حدودية و اقتصادية اجتماعية و ثقافية و انثروبولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء طريق الهضاب العليا املزدوج ‪.‬‬
‫‪ ‬منح املزيد من الالمركزية اإلدارية و االقتصادية لتسيير املناطق الحدودية‪..‬‬
‫‪ ‬مراعاة ضرورة التوازن الجهوي للتنمية و مراعاة الخصوصية االجتماعية و الثقافية لكل منطقة ‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل الدراسات الجغرافية و االقتصادية الخاصة باملناطق و فتح فروع و تخصصات في الجامعات و املعاهد ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ال يكون التنسيق األمني عقبة في وجه حرية التجارة و تنقل األشخاص وذلك عن طريق وضع اآلليات و تطوير‬
‫الجانب التقني لإلجراءات الجمركية في مجال التفتيش و كل ما يتعلق بذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬استمرا ر عقد اجتماعات لجان التنسيق الثنائية لجان حدود ثنائية‬
‫‪ ‬دعم شبكة االتصاالت و االنترنت و تبادل اإلنتاج الكهربائي الطاقوي ‪.‬‬
‫‪ ‬تأسيس جمعيات للمدن الحدودية ضمن مبادرات املجتمع املدني ‪.‬‬
‫‪ ‬عقد لقاءات و ملتقيات بين جامعات البلدان الحدودية تتناول مجاالت التعاون االقتصادي و الفرص االستثمارية ‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫اجمللد‪ / 31:‬الع ــدد‪ ،)2001( 13 :‬ص ‪614- 188‬‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

‫‪ ‬إنشاء مخابر بحث تدرس البحث في سبل التعاون االقتصادي مع دول الجوار بعث مشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص فضاء للتعريف باإلمكانيات االستثمارية للمناطق الحدودية ضمن موقع الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫‪ ‬ربط التجمعات السكنية واملراكز باأللياف البصرية‬
‫‪ ‬التركيز على األنشطة االقتصادية التالية ‪ :‬اإلنتاج الفالحي واالستخراج املنجمي‪ ،‬مشاريع البنى التحتية و التجارة ‪.‬‬
‫‪ ‬عقد اتفاقيات االزدواج الضريبي و ضرورة تناظر التقنيات الجمركية‬
‫‪ ‬إحداث بنوك و مؤسسات مالية متخصصة في مجال التنمية الحدودية و هذا بتمويل مشترك بين الجزائر و دول الجوار‬

‫‪ .7‬خاتمة‬
‫تضمنت السياسات االقتصادية العمومية في الجزائر في مجال تنمية املناطق الحدودية و مكافحة الفقر فيها في الفترة‬
‫‪ 0202-0222‬جهودا معتبرة تمحورت اغلبها حول مخطط تهيئة اإلقليم ‪ ، 0202‬و انعكست في شكل برامج تنموية ضمن البرامج‬
‫الخماسية للنمو االقتصادي‪ ،‬خاصة مع ارتفاع أسعار النفط سنة ‪ 0222‬حتى سنة ‪ 0204‬أين تم انجاز الكثير من املنشآت‬
‫التحتية في مجال الطرق و املطارات و املياه و الكهرباء و الطاقة الشمسية و برامج الدعم االقتصادي و االجتماعي ‪ .‬و قبل ذلك‬
‫عانت تلك املناطق من تدهور اقتصادي و اجتماعي بسبب األزمة االقتصادية في التسعينات و املقاربة األمنية في التعامل معها‬
‫إبان األزمة األمنية على امتداد نفس الفترة ‪ ،‬أما في الفترة محل الدراسة ‪ . 0202-0222‬فانه بالنظر إلى املوارد املالية املتاحة‬
‫الجيدة في هذه الفترة لم تستطع الجزائر محاربة الفقر في تلك املناطق باملستوى املطلوب ‪ .‬في املقابل فإن القرارات املتخذة في‬
‫امللتقى الوطني أيام ‪ 00‬و ‪ 04‬أكتوبر ‪ 0208‬الذي نظمته وزارة الداخلية و الجماعات املحلية و تهيئة العمرانية و كذا الندوة‬
‫الوطنية حول رهانات منطقة التبادل الحرة اإلفريقية القارية ‪ 28‬أكتوبر ‪ 0202‬تدل على وجود رؤية واضحة للحكومة حول ما‬
‫تعانيه تلك املناطق و كيفية النهوض بالتنمية االقتصادية و االجتماعية املكانية و التي حتما تستهدف محاربة الفقر املادي و‬
‫الفقر متعدد األبعاد ‪ ،‬إال أن التنفيذ و التنسيق و تحول تلك البرامج على ارض الواقع و ملس النتائج يبقى مرهون بكفاءة الجهاز‬
‫الحكومي و مدى تظافر مختلف الفاعلين في هذا املسعى خاصة و أن الجزائر تمر بظروف مالية استثنائية تجعل مختلف مناطق‬
‫الوطن تتنافس على املوارد البشرية و املالية للدولة‪.‬‬
‫‪ .8‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ ‬احمد مختار لنصاري‪ ،,‬سيد احمد بالل ‪. (2020, 01).‬الديناميكية السوسيو اقتصادية للمناطق الحدودية بأقص ى الجنوب‬
‫الجزائري؛بين رهان التخطيط وواقع التنمية )حالة املقاطعة اإلدارية برج باجي مختار‪-‬والية أدرار ‪(.‬املجلة العربية لألبحاث والدراسات‬
‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية دراسات وأبحاث ‪,‬املجلد ‪ 00‬العدد ‪.20‬‬
‫‪ ‬اإلستراتيجية الوطنية املتعلقة بتهيئة املناطق الحدودية وتنميتها (املخطط الوطني لتهيئة اإلقليم اإلستراتيجية الوطنية ‪)0202‬‬
‫(‪ ،)0208‬مداخلة مسؤول املديرية العامة لتهيئة اإلقليم و جاذبيته‪ ،‬امللتقى الوطني حول املناطق الحدودية‪ ،‬املركز الدولي للمؤتمرات «‬
‫عبد اللطيف ّ‬
‫رحال » ـ الجزائر ‪ 00‬و ‪ 04‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪ ‬براقدي سليم (‪ ،)0205‬الــواقع االقتصادي عبر املجاالت الحدودية فــي الج ـزائر‪ ،‬علـوم و تكنـولـوجيـا ‪D ،‬عـدد ‪40‬جوان ‪، 08-07‬‬
‫جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ‪،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئة و تنمية املناطق الحدودية (‪ ،)0208‬مداخلة مسؤول الوكالة الوطنية لتهيئة و جاذبية األقاليم‪ ،‬امللتقى الوطني حول املناطق‬
‫الحدودية‪ ،‬املركز الدولي للمؤتمرات « عبد اللطيف ّ‬
‫رحال » ـ الجزائر ‪ 00‬و ‪ 04‬أكتوبر ‪.‬‬
‫‪ ‬رقيـة خيـاري(‪ ،)0204‬السياسة التنموية في الجزائر و انعكاساتها االجتماعية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫تخصص علم اجتماع التنمية جامعة بسكرة ‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية ‪.‬‬

‫‪404‬‬
:‫السياسات االقتصادية العمومية المتبعة لتنمية المناطق الحدودية و دورها في مكافحة الفقر في الجزائر‬ ، ‫طاليب صالح الدين‬
0132-0111 :‫الفترة‬

‫ العدد‬، ‫ مجلة دراسات تربوية و نفسية‬، ‫ الفقر و التعليم دراسة تحليلية ملؤشرات العالقة التبادلية‬،)0204 ( ‫ طلعت حسيني إسماعيل‬
.‫ مصر‬، ‫ كلية التربية بالزقازيق‬، ‫ الجزء الثاني‬،85
.‫ العدد السابع جوان‬- ‫ أبحاث اقتصادية وإدارية‬،‫ التعريف ومحاوالت القياس‬...‫ الفقر‬، )0202( ‫ محمد جصاص‬. ‫ الطيب لحيلح‬
،‫ املناطق الحدودية للجزائر بين متطلبات التنمية املحليةو تعزيز مقدرات السياحة الوطنية‬. )0202( ‫رباب وملشاور‬، ‫ عالق جميلة‬
007-025 ‫ ص ص‬20 ‫ العدد‬24 ‫املجلد‬0202 ، ‫املجلة الجزائرية لالمن االنساني جويلية‬
،‫ تعزيز القدرات اإلحصائية الوطنية” مركز األبحاث اإلحصائية‬،)0205(‫ قياس الفقر في البلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬
. ‫االقتصادية و االجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية )مركز أنقرة‬
‫ تنمية وتطوير املناطق الحدودية –حالة دراسية الشريط الحدودي املشترك بين مصر وقطاع‬،) 0200( ‫ محمد فاروق صالح زعرب‬
ً
‫ عم ــادة‬،‫ا لجامعـة اإلسالمية– غـزة‬،‫ قدم هذا البحث استكماال ملتطلبات الحصول على درجة املاجستير في الهندسة املعمارية‬،‫غزة‬
. ‫ فلسطين‬، ‫ غزة‬. 0405‫ هـ‬- ‫ كليـ ـ ـ ـ ــة الهندس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬، ‫الدراسات العلي ــا‬
: ) ‫)وكالة األنباء الجزائرية‬. ‫مشروع سياحي مخصص للواليات الحدودية‬0522 ،) 0208( ‫ مسعودي عبد القادر‬
Consulté le 08 02, 2019, sur http://www.aps.dz/ar/economie/61299-1500
. ‫جنيف‬، ‫ الطبعة األولى‬،0220 /20 ‫الدورة‬، ‫ مؤتمر العمل الدولي‬،‫ الخالص من الفقر‬،)0220( ‫ مكتب العمل الدولي‬

‫ باللغة األجنبية‬.0.2
 Agence special algérienne (2018), Utilisation des systèmes spatiaux nationaux dans le
développement et le suivi des zones frontalières, CIC - la rencontre nationale sur les zones frontalières
alger ,13 et 14 octobre.
 African Development Bank (2019) , Indicators on Gender, Poverty, the Environment and, Progress toward
the Sustainable Development Goals in African Countries , report, Volume XX,
 Algérie, Objectifs du Millénaire pour le Développement, Rapport National 2000 – 2015 ( 2016)
Rapport établi par le Gouvernement Algérien. Juin
 ANAT ( 2001), carte de la pauvreté en Algérie ; l’Agence Nationale d’Aménagement du Territoire,
mai 2001 , Algérie, Algérie
 ANAT ( 2006 ) , Etude d’affinement de la carte de la pauvreté de 2000. Communes pauvres :
territoires, populations et capacités d’action , l’Agence Nationale d’Aménagement du Territoire ,
rapport de synthèse Réalisé en coopération avec le Programme des Nations Unies pour le
Développement Mars 2006.
 Association des Régions Frontalières Européennes. (2019). Buts et missions de l'ARFE. Consulté
le 08 15, 2019, sur Association des Régions Frontalières Européennes:
https://www.aebr.eu/fr/profil/buts_missions.php
 Borderlands Modelling and Understanding for Global Sustainability 2013( 2013) 5 – 6 December
2013, Beijing, China
 C.N.E.S (2016) , Rapport National sur le Développement Humain 2013-2015« Quelle place pour
les jeunes dans la perspective du développement humain durable en Algérie ?» Réalisé en
Coopération avec le Programme des Nations Unies pour le développemen.
 Caroline Krüger And Al (. 2017) , Analysis Of Public Policies For Developing The Brazilian
Border Strip, Ambiente & Sociedade n ,São Paulo v. XX, n. 4 n, p. 39-60, n out.-dez.
 Ferroukhi, S., & Benterki, N. (2002). Le Développement Rural Régional:Une Approche
Appropriée Pour Faire Reculer La. (I. D.-B. Laboratoire D'economie Agricole Et Agro-Alimentaire,
Éd.) Recherche Agronomique, Octobre , Pp. 103-113.

405
614- 188 ‫ ص‬،)2001( 13 :‫ الع ــدد‬/ 31:‫اجمللد‬ ‫جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية‬

 Jorge Garza-Rodríguez (2016) , The determinants of poverty in the Mexican states of the US-
Mexico border, Estudios Fronterizos, nueva época, vol. 17, núm. 33, enero-junio, pp. 141-167
 Luis Martinez ( 2006) , Algeria,the Arab Maghreb Union and Regional Integration, EuroMeSCo
paper 59 , October .
 MALIKI, S. B.-E. (2005). POLITIQUES DE LUTTE CONTRE LA PAUVRETÉ EN ALGERIB.
les cahiers du mecas , 30 avril vol 01 (N 01), pp. 143-157.
 Markus Perkmann(1999) , Building governance institutions across European Borders, Regional
Studies, vol. 33 (7): 657-667.
 Phim Runsinarith( 2010) , Infrastructure Development and Poverty Reduction: Evidence from
Cambodia’s Border Provinces, Graduate School of International Studies Nagoya University,
Conference Proceedings .
 Qianlong Bie a, Shangyi Zhou b , Cansong Li (2013) , The Impact Of Border Policy Effect On
Cross-Border Ethnic Areas, The International Archives of the Photogrammetry, Remote Sensing and
Spatial Information Sciences, Volume XL-4/W3, 2013 ISPRS/IGU/ICA Joint Workshop on Arnaud
Lechevalier, Jan Wielgohs (eds.), Borders and Border Regions in Europe Changes, Challenges and
Chances, transcript Verlag, Bielefeld, Germany Volume 15, ISBN: 9783837624427, October
 Sarolta Németh, Ágnes Németh and Virpi Kaisto (2013), « Research design for studying
development inborder areas: case studies towards the big picture? », Belgeo [Online], 1 | 2013, Online
since 31 October, connection on 19 April 2019. URL : http://journals.openedition.org/belgeo/10582 ;
DOI :10.4000/belgeo.10582.
 SE.CHERRAD (1992) , La problématique du développement et de l'intégration des espaces
frontaliers.Exemple du Nord-Est Algérien , Revue Des Sciences Humaines
Volume 3, Numéro 1, Pages 25-32 , juin.
 Sergei V. Sevastianov, Jussi P. Laine, and Anton A. Kireev (2015) , Introduction to Border Studies,
Vladivostok: Dalnauka, – 400 p. ISBN 978-5-8044-1579-3
 William J.Baumol, A. S. (1994). Economics :Principles and policy. Dryden Press; 6th edition.
 World Bank, Algeria: Unemployment rate from 1999 to 2019 , , World Development Indicators , World
Bank database . extracted on 15 May 2020 from : https://databank.worldbank.org/source/world-development-
indicators

406

You might also like