خطورة الأفكار اللاعقلانية في ظهور الإدمان على المخدرات

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 79

‫الجمهوريــــة الجزائريـــة الديمقراطيــة الشعبيــة‬

‫وزارة التعليــــم العالـــي و البحـــث العلمـــي‬


‫جامعـة عبد الحميد مهري‪-‬قسنطينة‪-2‬‬
‫قسم علم النفس وعلوم التربية واألورطوفونيا‬

‫موضوع الدراسة‬

‫خطورة األفكار الالعقالنية في ظهور‬


‫اإلدمان على المخدرات‬
‫دراسة ميدانية بالمركز الوسيط لعالج المدمنين‪-‬الخروب‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماسترعلم النفس‬
‫تخصص علم النفس العيادي‬
‫تحت إشراف‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬

‫• د‪ /‬بوديدة ليلى‬ ‫‪ ‬عيادي عبير‬

‫السنة الجامعية ‪2023/ 2022:‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل الذي وهبنا التوفيق والسداد ومنحنا الثبات‬

‫و أعاننا على هذا العمل بمذكرتي ثمرة الجهد والنجاح‪،‬‬

‫أشكر كل من ساندني في إتمامها والدي مصدر الدعم‬

‫والعطاء‪ ،‬والدتي مصدر الدفء والحنان‪ ،‬إخوتي سندي وسعادتي‬

‫حفظهم هللا وأدامهم نورا على دربي‬

‫شكرا لكن من حثنا وغرس فينا الأمل والإرادة إلى كل من‬

‫الأستاذة المشرفة وإلى من ساعدني في إنجاز هذا العمل‪.‬‬


‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن خطورة األفكار الالعقالنية في ظهور اإلدمان على المخدرات‬
‫لدى حاالت من المدمنين المزاولين لعالجهم بالمركز الوسيط لعالج المدمنين‪ ،‬ولتحقيق األهداف المسطرة‬
‫استندنا إلى المنهج اإلكلينيكي الذي يعد منهجا مناسبا لدراسة الحاالت الفردية‪،‬من خالل تطبيق المقابلة‬
‫العيادية نصف الموجهة وكذا مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‪ .‬وقد توصلنا من خالل إجراء الدراسة‬
‫الميدانية والنتائج المتحصل عليها أن حاالت الدراسة يطغى عليهم أسلوب التفكير الالعقالني نتيجة التنشئة‬
‫االجتماعية الخاطئة‪ ،‬وتكمن خط ورتها في انعكاسها لمجموعة من االضطرابات النفسية المتمثلة في‬
‫االكتئاب‪ ،‬الضغوط النفسية‪ ،‬القلق االجتماعي‪ ،‬العدوانية الناتجة عن تراكم المشكالت الحياتية‪ ،‬أدت بهم‬
‫إلى ظهور سلوك اإلدمان على المخدرات تجنبا لمواجهة المشكالت وهروبا من الواقع المعاش‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬

‫‪ ‬األفكار الالعقالنية‪ ،‬اإلدمان على المخدرات‪.‬‬


Abstract :
This study aims to show the severity of irrational thoughts in the emergence of
drug addiction in cases of addicts undergoing treatment at the intermediate
center for the treatment of addicts. To accomplish the goals, we applied the
clinical approach for the study of individual cases, through the use of the semi-
guided clinical interview and other methods. Through conducting the field study
and analyzing the findings, we have discovered that the study cases are
predominately characterized by the irrational thinking style as a result of the
incorrect social upbringing, and that its seriousness lies in its reflection of a
spectrum of psychological disorders including depression, psychological stress,
social anxiety, and aggression resulting from the accumulation of problems life.

It led them to the emergence of drug addiction behavior to avoid facing


problems and ascaping from the lived reality.

Key words:

Irrational thoughts, Drug addiction.


‫الفهرس‬
‫فهـــــــــرس المحتويــــــــــات‬
‫الصفحة‬ ‫العناوين‬ ‫الرقم‬
‫‪ ‬الفصل التمهيدي‪ :‬اإلطارالعام للدراسة‬ ‫‪01‬‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‪-‬اشكالية‬ ‫‪02‬‬
‫‪04‬‬ ‫أهداف ا لدراسة‬ ‫‪03‬‬
‫‪04‬‬ ‫أهمية الدراسة‬ ‫‪04‬‬
‫‪04‬‬ ‫مصطلحات الدراسة‬ ‫‪05‬‬
‫‪04‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪06‬‬
‫الجانـــــــــــب النظـــــــــــــري‬ ‫‪07‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬ماهية األفكار الالعقالنية وانعكاساتها‬ ‫‪08‬‬
‫‪09‬‬ ‫تمهيد‬ ‫‪09‬‬
‫‪10‬‬ ‫مفهوم األفكار الالعقالنية‬ ‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫سمات األفكار الالعقالنية‬ ‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫أعراض األفكار الالعقالنية‬ ‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫مصادر اكتساب األفكار الالعقالنية‬ ‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫نظرية األفكار الالعقالنية حسب ألبرت أليس‬ ‫‪14‬‬
‫‪18‬‬ ‫انعكاسات األفكار الالعقالنية في ظهور السلوك المضطرب‬ ‫‪15‬‬
‫‪24‬‬ ‫خطورة األفكار الالعقالنية‬ ‫‪16‬‬
‫‪25‬‬ ‫خالصة‬ ‫‪17‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬اإلدمان على المخدرات بين الدوافع واآلثار‬ ‫‪18‬‬
‫‪27‬‬ ‫تمهيد‬ ‫‪19‬‬
‫‪28‬‬ ‫مفهوم اإلدمان على المخدرات‬ ‫‪20‬‬
‫‪29‬‬ ‫تصنيف مواد اإلدمان حسب تأثيرها‬ ‫‪21‬‬

‫‪30‬‬ ‫الدوافع المؤدية لتعاطي المخدرات‬ ‫‪22‬‬

‫‪31‬‬ ‫آلية اإلدمان من وجهة نظر ألبرت أليس‬ ‫‪23‬‬


‫الفهرس‬
‫‪33‬‬ ‫آثار اإلدمان على المخدرات‬ ‫‪24‬‬
‫‪33‬‬ ‫البروفيل النفسي للمدمن‬ ‫‪25‬‬
‫‪34‬‬ ‫خالصة‬ ‫‪26‬‬

‫الجانــــــــــــب التطبيـــــــــــقي‬ ‫‪27‬‬


‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬ ‫‪28‬‬
‫‪37‬‬ ‫تمهيد‬ ‫‪29‬‬

‫‪38‬‬ ‫التذكير بأهداف الدراسة‬ ‫‪30‬‬


‫‪38‬‬ ‫منهج الدراسة‬ ‫‪31‬‬
‫‪38‬‬ ‫الدراسة االستطالعية‬ ‫‪32‬‬

‫‪39‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫‪33‬‬

‫‪39‬‬ ‫الدراسة الميدانية‬ ‫‪34‬‬


‫‪ ‬الفصل الرابع‪ :‬عرض ومناقشة نتائج الدراسة‬ ‫‪35‬‬
‫‪44‬‬ ‫عرض الحالة األولى‬ ‫‪36‬‬
‫‪44‬‬ ‫تقديم الحالة األولى‬ ‫‪37‬‬
‫‪44‬‬ ‫عرض و نتائج التحليل الكمي للمقابلة‬ ‫‪38‬‬
‫‪45‬‬ ‫عرض و نتائج مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية الحالة األولى‬ ‫‪39‬‬
‫‪46‬‬ ‫عرض الحالة الثانية‬ ‫‪40‬‬
‫‪46‬‬ ‫تقديم الحالة الثانية‬ ‫‪41‬‬
‫‪47‬‬ ‫عرض و نتائج التحليل الكمي للمقابلة‬ ‫‪42‬‬
‫‪48‬‬ ‫عرض و نتائج مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية الحالة الثانية‬ ‫‪43‬‬
‫‪49‬‬ ‫التحليل العام للنتائج على ضوء أهداف الدراسة‬ ‫‪44‬‬
‫‪54‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪45‬‬
‫‪55‬‬ ‫التوصيات‬ ‫‪46‬‬
‫‪57‬‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫‪47‬‬
‫‪62‬‬ ‫المالحق‬ ‫‪48‬‬
‫الفهرس‬
‫فهرس األشكال ‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫عناوين األشكال‬ ‫الرقم‬

‫‪16‬‬ ‫مخطط يوضح نموذج ( ‪) ABC‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪17‬‬ ‫مخطط يوضح نموذج ( ‪) DEF‬‬ ‫‪02‬‬

‫فهرس الجداول ‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫عناوين الجداول‬ ‫الرقم‬
‫‪29‬‬ ‫أنواع المخدرات و تأثيراتها مع أمثلة‬ ‫‪01‬‬
‫‪41‬‬ ‫األفكار العقالنية و الالعقالنية المرتبطة بها‬ ‫‪02‬‬
‫‪44‬‬ ‫التحليل الكمي لمضمون المقابلة األولى‬ ‫‪03‬‬
‫‪45‬‬ ‫نتائج تطبيق مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية للحالة األولى‬ ‫‪04‬‬
‫‪47‬‬ ‫التحليل الكمي لمضمون المقابلة الثانية‬ ‫‪05‬‬
‫‪48‬‬ ‫نتائج تطبيق مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية للحالة الثانية‬ ‫‪06‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫اإلطار العام‬
‫للدراسة‬
‫‪‬الفصل التمهيدي‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -‬مقدمة‪-‬اشكالية‬

‫‪ -‬أهداف الدراسة‬

‫‪ -‬أهمية الدراسة‬

‫‪ -‬مصطلحات الدراسة‬

‫‪ -‬الدراسات السابقة‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫‪ - 1‬مقدمة ‪-‬اشكالية‪:‬‬

‫نعيش اليوم في عالم تنوعت فيه سلوكيات األفراد والجماعات‪ ،‬عالم أصبح يتحدث بلغة األرقام‪،‬‬
‫عن ظاهرة سادت كل أنحاء العالم‪ ،‬ظاهرة مست مختلف شرائحه خاصة شريحة الشباب‪ ،‬لعلها ظاهرة‬
‫اإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫تعتبر ظاهرة اإلدمان على المخدرات بمختلف أنواعها وأصنافها‪ ،‬مشكلة معقدة وخطيرة باتت تهدد‬
‫حياة المجتمعات واستقرارها وتعيق مسار تقدمها‪ ،‬نتيجة لما يترتب عنها من آثار سلبية على كل من الفرد‬
‫والمجتمع في جوانب مختلفة‪ ،‬إذ يؤدي بالفرد من الجانب الجسدي إلى ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم‬
‫في التفكير واإلرادة وكذا نقص في القدرات العقلية‪ ،‬كما ينجم عنه تهيج األغشية المخاطية لألمعاء والمعدة‬
‫وإلى احتقانها وتقرحاتها وحدوث نوبات إسهال وإمساك وسوء الهضم‪ ،‬ويمس الجانب النفسي والعقلي من‬
‫خالل تدني مستوى تقدير الذات والتركيز على المادة المخدرة وكيفية الحصول عليها‪ ،‬الشعور باالضطهاد‬
‫والكآبة وحدوث هالوس سمعية وبصرية قد تؤدي إلى الخوف واالنتحار مع فقدان االتزان االنفعالي( بن‬
‫علي‪،2006،‬ص‪ ، )46‬أما الجانب االجتماعي نجد الفرد غير قادر على إقامة عالقات اجتماعية ناجحة‪،‬‬
‫يميل إلى العزلة ي بقى أسير نفسه الهم له سوى المخدر‪ ،‬كما يواجه نبذ المجتمع وكراهيته وتصبح النظرة‬
‫إليه كفرد خارج عن أعراف المجتمع وتقاليده ‪،‬و ظهور انتشار الجريمة واالنحراف ‪ ،‬والزيادة في حوادث‬
‫المرور وغيرها من الكوارث‪ (.‬المعايطة‪،2017،‬ص‪)346‬‬

‫و يعرف عبد المعطي اإلدمان على المخدرات بأنه حالة نفسية وأحيانا عضوية تنتج عن تفاعل‬
‫الكائن الحي مع العقار ومن خصائصها استجابات وأنماط سلوكية مختلفة‪ ،‬تشمل دائما الرغبة الملحة‬
‫في تعاطي العقار بصورة متصلة أو دورية للشعور بآثاره النفسية أو لتجنب اآلثار المزعجة التي تنتج‬
‫عن عدم توفره‪(.‬بركات‪،2020،‬ص‪)4‬‬

‫والجزائر واحدة من بين المجتمعات اإلنسانية تعاني من ظاهرة اإلدمان على المخدرات ‪،‬نظرا التساعها‬
‫وموقعها الجغرافي‪ ،‬لم تعد فقط بلد عبور للمواد السامة والفتاكة بل تتجه نحو التحول إلى سوق كبير‬
‫لالستهالك من طرف شبابها‪ ،‬حيث أصبحت هذه الظاهرة سلوكا مألوفا عند الكثيرين يمارسه عديد الشباب‬
‫عالنية وبطرق عديدة‪ ،‬ولم تعد تقتصر على صنف الذكور أو األغنياء كما كان متعارف عليه‪،‬‬
‫وإنما امتدت لتصل إلى صنف اإلناث والفقراء وحتى المتعلمين والمثقفين وذوي الكفاءات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫تشير اإلحصائيات المقدمة من طرف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها‪ ،‬خالل حصيلة‬
‫اإلحدى عشر أشهر األولى لسنة ‪ 2022‬المتعلقة بالكميات المحجوزة من المخدرات والمؤثرات العقلية‪،‬‬
‫حيث تم ضبط ‪ 55650.109‬كيلوغرام من القنب‪ ،‬وحوالي ‪ 455000‬قرص من الكوكايين‪ ،‬و‪36.950‬‬
‫غرام من الكراك‪ ،‬كما ضبط أيضا ‪ 7950.897‬غرام من الهيروين و ‪ 126.3‬غرام من بذور األفيون‪ ،‬وتم‬
‫حجز ‪ 10379704‬قرص من مختلف أنواع المؤثرات العقلية و‪ 306‬قارورة من سوائل المؤثرات‪،‬‬
‫وألقي القبض على ‪ 106370‬متورطا في بيع وتناول المخدرات من بينهم ‪ 265‬أجنبي‪ ،‬و كما عالجت‬
‫مصالح المكافحة ‪ 91269‬قضية متصلة بالتهريب واالتجار غير المشروع للمخدرات ‪.‬‬

‫كما تشير الحصيلة العملياتية للجيش الوطني الشعبي في الفترة من ‪ 15‬إلى ‪21‬فيفري‪،2023‬‬
‫في إطار مكافحة الجريمة المنظمة ومواصلة للجهود الهادفة ‪،‬إلى التصدي آلفة اإلتجار بالمخدرات‬
‫ببالدنا‪ ،‬أوقفت مفارز مشتركة للجيش الوطني الشعبي بالتنسيق مع مختلف مصالح األمن خالل عمليات‬
‫عبر النواحي العسكرية ‪ 81‬تاجر مخدرات‪ ،‬وأحبطت محاوالت إدخال كميات من المخدرات عبر الحدود‬
‫مع المغرب تقدر ب‪ 7‬قناطيرو‪ 41‬كيلوغرام من الكيف المعالج‪،‬فيما تم ضبط ‪ 299072‬قرص مهلوس‪.‬‬

‫و قد شهدت الجزائر في السنوات األخير زيادة وارتفاع في كميات المواد المخدرة من جهة‪،‬‬
‫وزيادة في عدد المدمنين من جهة أخرى‪ ،‬فاالنتشار الواسع لهذه الظاهرة وكثرة استهالكها بين الشباب‪ ،‬لها‬
‫أصولها قد تعود لعوامل متعددة تفرضها طبيعة الحياة التي يعيشها كل مجتمع حسب ظروفه‬
‫(أحمد‪،2019،‬ص‪ ،)12‬إذ يلعب العامل االجتماعي دورا هاما من خالل ما يسود داخل األسر‬
‫من الصراعات وأجواء التوتر واالختالفات الدائمة بين أطرافها‪ ،‬كما أن جماعات األصدقاء ورفقاء السوء‬
‫دور في الترغيب والحث وإتاحة فرص التجريب للعقار‪ ،‬ويؤدي غياب الرقابة األسرية أو المعاملة القاسية‬
‫إتاحة مجاال أكبر من الحرية نحو ممارسة مختلف السلوكيات المنحرفة‪ ،‬كما يبرز العامل االقتصادي من‬
‫خالل ارتفاع مستوى المعيشة وما تتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة‪ ،‬فضال عن قلة فرص العمل‬
‫وتوفر الفراغ لدى الشباب‪ ،‬وال يخفى أن لوسائل اإلعالم دورا كبيرا بسبب ما يعرض من نماذج سيئة‪،‬‬
‫وبرامج يغ يب فيها الوعي والصورة الصحيحة التي تظهر بها‪ ،‬ويرجع العامل النفسي إلى الضغوط النفسية‬
‫نتيجة اإلحباط في العمل أو عدم تحقيق حاجات ملحة لدى الفرد‪ ،‬والرغبة الشخصية في التجريب وحب‬
‫االستطالع‪ ،‬وتؤدي أيضا إلى توهم الفرد بأن المخدرات تدل على االستقاللية وقوة الشخصية‪(.‬ناسو‬
‫‪،2010،‬ص‪)272،271‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫إن كثرة المشكالت الحياتية وعدم استجابة الفرد بالشكل المناسب للتحديات التي يواجهها‪ ،‬تسبب له‬
‫تراكم التوتر والضغط تؤدي به إلى حدوث ردود فعل سلوكية مفرطة‪ ،‬ففي ظل هذه التحديات والظروف‬
‫تفوق التقييمات غير الواقعية لألحداث التقييمات الواقعية ‪( Beck,1976,p69)،‬‬

‫إذ يقيمها الفرد من خالل نظامه العقائدي وما يتضمنه من أفكار خاطئة ومعتقدات غير عقالنية حول‬
‫األحداث التي يواجهها‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد برزت في السنوات األخيرة التركيز على النموذج المعرفي‪ ،‬من خالل االهتمام‬
‫بالدور الكبير الذي يلعبه التفكير أو المعتقد في ظهور االضطراب النفسي‪ ،‬إذ تشير النظرية المعرفية إلى‬
‫معتقدات الفرد التي تم تكوينها في ال طفولة المبكرة ‪،‬وتطورت مع التقدم في العمر‪ ،‬بحيث تؤدي خبراته‬
‫المبكرة إلى تكوين معتقدات أساسية عن ذاته وعالمه‪ ،‬وبشكل طبيعي فإن األفراد يمرون بتجربة دعم‬
‫وحب الوالدين التي تؤدي إل معتقدات مثل "أنا محبوب‪ ،‬أنا كفء" والتي بدورها تؤدي إلى تكوين نظرة‬
‫إيجابية عن أنفس هم‪ .‬كما أن الخبرات السلبية التي يمرون بها من خالل القمع من معلم أو أحد الوالدين‬
‫تؤدي بدورها إلى معتقدات مشروطة‪ ،‬مثل إذا لم يحب اآلخرون ما أعمل‪ ،‬فأنا عديم القيمة" ومثل‬
‫هذه المعتقدات تصبح أساسية كمخططات معرفية سلبية‪ .‬وتكون هذه االعتقادات أو المخططات المهمة‬
‫في البناء المعرفي لدى الفرد خاضعة للتشويه المعرفي ‪(.‬ملحم‪،2013،‬ص‪. )581‬‬

‫يذكر إليس الذي يعد أحد أعمدة التناول المعرفي إلى أن التفكير الالعقالني يأخذ شكل التشويه‬
‫المعرفي أو اإلدراك المشوه والالواقعي للذات ولألحداث السلبية التي يتعرض لها الفرد‪ ،‬وأن االختالل‬
‫النفسي يرجع إلى األفكار الالعقالنية التي يحملها الفرد عن نفسه والعالم المحيط به‪ ،‬فاألحداث التي‬
‫يتعرض لها ال تؤ دي في حد ذاتها إلى االضطراب النفسي ولكن الطريقة التي يفسر بها هذه األحداث‬
‫من خالل نظام المعتقدات الذي يتبناه ‪ (.‬حسن‪،2003،‬ص‪)197‬‬

‫ومن هنا ركز إليس على أهمية دور المعتقدات في تناول المخدرات واإلدمان عليها‪ ،‬فغالبا ما يكون‬
‫الشخص المدمن غير واع متطلب وغير مرن‪ ،‬ومن هذا المنظور فإن الشخص المدمن ال يمكن أن يتساهل‬
‫مع الفشل وعندما تواجهه مشكالت فإنه يتجه إلى معتقداته لحلها‪ ،‬وهو ما يدفعه لالستمرار في تناول‬
‫ال مخدر‪ ،‬إذ يعتقد أن المخدرات ليست بمصدر للمشاكل وأنه ل يس من الخطورة تناوله‪ ،‬كما يعتقد‬
‫أنه هو السبيل الوحيد للحد من معاناته واضطراباته)‪ ،( Varescon,2009‬ضف إلى ذلك ‪ ،‬فيلجأ‬
‫إلى المخدر اعتقاده بضعفه وعجزه على الصد والمواجهة لالنسحاب من الواقع يصعب قبوله والتخفيف‬
‫من وطأة االضطرابات النفسية التي يعاني منها الناتجة من خالل تفكيره الخاطئ لذ ارتأينا إلى طرح‬
‫التساؤل التالي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫‪ ‬فيما تنعكس األفكار الالعقالنية في ظهور اإلدمان على المخدرات وإلى أي مدى يمكن أن تشكل‬
‫خطورة على المدمن ؟‬

‫‪- 2‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬الكشف عن األفكار الالعقالنية و انعكاساتها المسببة في ظهور اإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫‪- 3‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة في التعرف وإثراء المعارف والمعلومات حول المعتقدات واألفكار‬
‫من خالل سماتها‪ ،‬أعراضها واألسباب المؤدية إليها وانعكاساتها المتمثلة في مختلف‬ ‫الالعقالنية‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬وكذا االهتمام بإحدى الفئات الخاصة فئة مدمني المخدرات ومحاولة الكشف‬
‫عن أهم الدوافع المسببة لهذه الظاهرة واآلثار الناجمة عنها‪.‬‬
‫‪- 4‬مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -4.1‬األفكار الالعقالنية‪:‬‬
‫هي مجموعة من وجهات النظر واألفكار التي يتبناها الفرد عن نفسه وعن اآلخرين‪ ،‬والفرد عندما‬
‫يواجه أي موقف أو حدث فإنه ينظر إليه ويتعامل معه وفق فلسفته العامة‪ ،‬فيشعر بالتهديد أو الطمأنينة‬
‫بالحب أو الكراهية‪ ،‬بالقلق أو الهدوء‪ ،‬باإلقبال أو اإلحجام حسب ما تمليه فلسفته العامة ووجهات نظره‬
‫وتوقعاته عن الحياة واآلخرين‪.‬‬
‫‪ -4.2‬اإلدمان على المخدرات‪:‬‬
‫هو التعاطي المتكرر لمجموعة من مواد طبيعية أو كيميائية تستخدم على شكل عقاقير أو حبوب‬
‫مخدرة أو تبغ حيث تحدث عند استعمالها بشكل متكرر اإلدمان عليها وتغيير في سلوك الفرد وشخصيته‬
‫وكذا تغيير في أعضاء جسمه مما يصبح الفرد متعطشا للمخدر‪.‬‬
‫‪- 5‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تعتبر الدراسات السابقة الخلفية النظرية ألي دراسة علمية‪ ،‬فطابع التراكمية الذي يتميز به العلم‬
‫يسمح باتساع دائرة المعارف وتوارث المعطيات العلمية من طرف األجيال وانتقالها من زمن إلى آخر‪،‬‬
‫وهذا ما يجعل أي باحث علمي ينطلق في دراسته وفقا للخلفية النظرية لموضوع دراسته‪ ،‬فموضوع‬
‫الدراسة يتعلق بمجموعة من الدراسات التي يمكن عرضها التالي‪:‬‬

‫‪ -5.1‬الدراسة المحلية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫هدفت دراسة رؤوف بوزويجة(‪ )2022‬إلى التحقق عن وجود عالقة بين األعراض النفسية‬
‫واإلدمان على المخدرات والكشف عن طبيعة هذه العالقة لدى فئة المدمنين على المخدرات‪ ،‬حيث‬
‫تم استخدام منهج دراسة حالة وكذا استعمال تقنيتين لجمع البيانات الالزمة حول العينة "اختبار الروشاخ"‬
‫إلثبات وجود أعراض نفسية‪،‬و"المقابلة العيادية النصف موجهة" إلبراز طبيعة تلك األعراض‪ ،‬وكشفت‬
‫النتائج عن وجود أعراض نفسية كالقلق‪،‬االكتئاب‪ ،‬مخاوف والشعور باالضطهاد أدت إلى ظهور سلوك‬
‫اإلدمان لدى المفح وصين‪ ،‬وهذا يعني قد تم التأكد من وجود عالقة سببية بين المتغيرين الخاضعين‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫أكدت هذه الدراسة أن األعراض النفسية من قلق واكتئاب ومخاوف تؤدي إلى الوقوع في اإلدمان‬
‫على المخدرات‪ ،‬في حين أن موضوع دراستي يوضح أسباب األفكار الالعقالنية التي تؤدي خطورتها‬
‫إلى االضطرابات النفسية مما يساهم في ظاهرة اإلدمان‪ ،‬وتم االعتماد لنفس المنهج والفئة للدراسة‪.‬‬

‫‪ -5.2‬الدراسة العربية‪:‬‬

‫هدفت دراسة شايع مجلي(‪ )2011‬للكشف عن طبيعة العالقة بين األفكار الالعقالنية والضغوط‬
‫النفسية لدى طلبة كلية التربية صعده‪ -‬جامعة عمران في اليمن‪ ،‬تكونت عينة الدراسة من ‪ 300‬طالب‬
‫وطالبة‪ ،‬استخدم الباحث اختبار األفكار الالعقالنية والعقالنية واختبار الضغوط النفسية الذي قام‬
‫بإعدادهما‪ ،‬أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية إيجابية بين األفكار الالعقالنية والضغوط النفسية‪،‬‬
‫ووجود فروق ذات داللة احصائية في األفكار الالعقالنية والضغوط النفسية لصالح الذكور أي أن الذكور‬
‫أكثر العقالنية و يتعرضون لضغوط نفسية مقارنة باإلناث‪.‬‬

‫‪ -5.3‬الدراسة األجنبية‪:‬‬

‫أجرى كل من أمبروز وروليس(‪ )1993‬دراسة لألطر المعرفية وعالقتها بكل من االكتئاب والقلق‬
‫لدى األطفال والمراهقين وقد تكونت عينة الدراسة من ‪ 223‬طالبا وطالبة من الصف الثاني إعدادي و‪124‬‬
‫طالبا من طالب الصف الثاني ثانوي ‪ ،‬وأسفرت النتائج عن عدم وجود ارتباط بين محتويات األطر‬
‫المعرفية المتضمنة لألفكار المنطقية ومتغير العمر الزمني لدى أفراد عينة الدراسة‪ ،‬كما أشارت النتائج‬
‫عن وجود عالقة ارتباط ية موجبة بين األفكار الالعقالنية واألعراض االكتئابية كما تبين أيضا ارتباط‬
‫األعراض االكتئابية والقلق إيجابيا باألفكار الالعقال نية وتوقع أحداث مستقبلية سلبية‪( .‬بوزيد‪2022،‬‬
‫‪،‬ص‪)1068‬‬
‫أكدت الدراستان العربية واألجنبية على أن األفكار الالعقالنية لها عالقة بظهور االضطرابات‬
‫النفسية ( الضغوط النفسية‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬القلق) سواء عند الطلبة أو األطفال والمراهقين‪ ،‬في حين يتناول‬

‫‪5‬‬
‫الفصل ‪ :‬التمهيدي‬
‫موضوع دراس تي انعكاسات األفكار الالعقالنية في ظهور اإلدمان على المخدرات ‪ ،‬وتم االختالف‬
‫في المنهج المعتمد وكذا فئة الدراسة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجانب‬

‫النظري‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬ماهية األفكار الالعقالنية وانعكاساتها‪.‬‬

‫تمهيد‬
‫‪ -‬مفهوم األفكار الالعقالنية‬

‫‪ -‬سمات األفكار الالعقالنية‬

‫‪ -‬أعراض األفكار الالعقالنية‬

‫‪ -‬مصادر اكتساب األفكار الالعقالنية‬

‫األفكار الالعقالنية حسب ألبرت أليس‬

‫‪ -‬انعكاسات األفكار الالعقالنية في ظهور السلوك المضطرب‬

‫‪ -‬خطورة األفكار الالعقالنية‬

‫خالصة‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬

‫يعتبر التفكير أحد العمليات العقلية المعرفية العليا الكامنة وراء تطور الحياة اإلنسانية‪ ،‬فتفكير الفرد‬
‫ومعتقداته تنشأ من خالل البيئة الثقافية ومحيطه االجتماعي ‪ ،‬ونتيجة هذا يتشكل أسلوب تفكير خاص به‬
‫إما منطقية وعقالنية تساعده على التكيف واالستقرار وتحقيق أهدافه‪ ،‬وإما تكون محايدة عن المنطق وغير‬
‫عقالنية ما تجعل الفرد غير قادرا على التقدير السليم للمواقف التي تحدث من حوله كما تدفعه يشعر‬
‫بالضيق والقلق نتيجة ما يحمله من أفكار حول هذه األ حداث التي تعكس مشاعر و سلوكيات انفعالية تؤثر‬
‫ومن هنا سنحاول في هذا الفصل توضيح مفهوم األفكار الالعقالنية وسماتها‬ ‫سلبا على حياته‪.‬‬
‫مع أعراضها وكذا مصادر اكتسا بها‪ ،‬ثم نتوسع إلى أهم األفكار وكذلك انعكاساتها وخطورتها‬
‫في ظهور اإلدمان على المخدرات‪ ABC.‬الالعقالنية مع نموذج‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫‪ - 1‬مفهوم األفكار الالعقالنية‪:‬‬

‫يعرف أليس )‪ (Ellis 1977‬األفكار الالعقالنية‪ ،‬بأنَها مجموعة األفكار غير المنطقية التي تتميز‬

‫بالمبالغة‪ ،‬والتهويل في تفسيرها للحدث‪ ،‬والتي تعيق الفرد في حياته اليومية وتسبب له اضطرابا نفسيا‪.‬‬
‫وبأنها تلك المجموعة من األفكار الخاطئة التي تتميز بعدم موضوعيتها و المبنية على توقعات وتعميمات‬
‫خاطئة‪ ،‬وعلى مزيج من الظن والتنبؤ المبالغ والتهويل بدرجة ال تتفق مع اإلمكانيات الفعلية للفرد‪.‬‬
‫( بلعسلة‪،2018،‬ص‪. )40‬‬

‫تظهر األفكار الالعقالنية عندما يبالغ األفراد في التفضيل مع الرغبة والمبالغة في الضرورة‬
‫المطلقة أو الطلب في تفسيره للمواقف واألحداث‪.‬‬

‫تعريف باترسون‪:‬‬

‫األفكار الالعقالنية هي المفاهيم والمعتقدات التي يتبناها الفرد عن األحداث والظروف الخارجية‬
‫والتي ترجع نشأتها إلى التعلم المبكر غير المنطقي‪ (.‬مجلي‪،2011،‬ص‪)200‬‬

‫تكتسب األفكار الالعقالنية من خالل تفاعل الفرد مع بيئته وما يتعلمه من قيم واتجاهات ومعتقدات‬
‫في تفسيره للظروف الخارجية‪.‬‬

‫تعرف أيضا‪:‬‬

‫بأنها أفكار غير واقعية‪ ،‬وغير مرنة‪ ،‬وغير مالئمة‪ ،‬تؤدي إلى نتائج انفعالية غير سارة وهي المسؤولة‬
‫عن حدوث االضطرابات االنفعالية‪ ،‬كما أنها تسيطر على تفكير الفرد وتوجه سلوكه ‪.‬‬
‫(العويضة‪،2009،‬ص‪)117‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة أن األفكار الالعقالنية مجموعة من معتقدات ومفاهيم يتبناها الفرد‬
‫وهي بمثابة أفكار خاطئة بعيدة عن المنطق واستنتاجات سلبية وتشوه في اإلدراك‪ ،‬راجع للتعلم غير المنطقي‬
‫المبكر يكتسبه الفرد من والديه ومجتمعه‪ ،‬ما تجعله ينحرف عن التفكير السليم ويتبنى تفكير سلبي من خالل‬
‫تقييم تصرفاته وكيفية إدراكه للمواقف واألحداث التي يواجهها و التي قد تكون سببا في معاناته وانفعاالته ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫‪ - 2‬سمات األفكار الالعقالنية‪:‬‬

‫‪ - 2.1‬السمات‪:‬‬

‫ذكر ألبرت أليس عددا من السمات المميزة لألفكار الالعقالنية‪:‬‬

‫‪ ‬المطالب‪:‬‬

‫تعتمد نظرية العالج العقالني على أن مطالب الفرد كرغباته تأخذ شكل المطالبة الواجبة يجب وينبغي‬
‫الحصول عليها‪ ،‬وعند عدم حصوله على ما يريد فإن ذلك يسبب له االضطراب االنفعالي‪ ،‬وبالتالي تسيطر‬
‫على الفر غير العقالني فكرة أن كل ما يريده يجب حتما أن يتحقق‪.‬‬

‫‪ ‬األفكار المرعبة‪:‬‬

‫عندما ال يتم تنفيذ المطالب الصارمة فإنها تجعل الفرد يشعر أن هناك شيء خطير‪ ،‬إن لم يحصل‬
‫على مطلبه‪،‬‬

‫‪ ‬فكرة انخفاض تحمل اإلحباط‪:‬‬

‫يتبنى الفرد صاحب األفكار الالعقالنية فكرة أساسية‪ ،‬وهي أن ليس لديه القدرة على تحمل اإلحباط‪،‬‬
‫أو أن قدرته على التحمل منخفضة‪.‬‬

‫‪ ‬فكرة انخفاض القيمة‪:‬‬

‫يعتقد الفرد الالعقالني أنه منخفض القيمة‪ ،‬أو يشعر بانعدام الثقة بالنفس‪( .‬القصاص‪،‬‬
‫‪،2014‬ص‪17‬و‪)18‬‬

‫‪ -2.2‬كما تتحدد األفكار الالعقالنية ببعض الخصائص الهامة وهي‪:‬‬

‫‪ ‬السلبية‪ :‬يعتقد األفراد الذين لديهم األفكار الالعقالنية أن سبب تعاستهم هو ظروف خارج إرادتهم مثل‬
‫الحظ وليس بمقدورهم التغلب عليه ألن الظروف أقوى منه‪.‬‬
‫‪ ‬االنهزامية‪ :‬تجنب صعوبات الحياة بدال من مواجهتها‪ ،‬وتؤكد على أهمية عدم الوقوف في وجه القوى‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتكالية‪ :‬االعتماد واالتكال على اآلخرين وخاصة األقوياء هذا ما يجلب له الراحة في أمور حياته‪.‬‬
‫‪ ‬العجز‪ :‬ال يستطيع التخلص من أحزان الماضي ومحو آثارها وجعلها في طي النسيان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫‪ ‬عدم التسامح‪ :‬أي أن العقاب الصارم هو الوسيلة الوحيدة لتصحيح األخطاء‪ ،‬مع عدم القدرة على‬
‫نسيان اإلساءة‪(.‬خنوش‪،2022،‬ص‪)736‬‬
‫‪ - 3‬أعراض األفكار الالعقالنية‪:‬‬

‫تؤدي األفكار الالعقالنية التي يتبناها الفرد إلى ظهور مجموعة من األعراض أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أعراض مزاجية‪:‬‬

‫حزين‪ -‬مكتئب‪ -‬غير سعيد‪ -‬منخفض المعنوية‪ -‬قلق‪ -‬سهل االستثارة‪ -‬فقدان المتعة والبهجة والرضا‬
‫عن الحياة‪.‬‬

‫‪ ‬أعراض معرفية‪:‬‬

‫فقدان االهتمام‪ -‬صعوبة التركيز‪ -‬انخفاض الدافع الذاتي‪ -‬األفكار السلبية‪ -‬التردد والشعور بالذنب‪-‬‬
‫الهالوس واألوهام‪ -‬ضعف التقييم النفسي‪ -‬النظرة السلبية للنفس‪ -‬الشعور بفقدان األمل في المستقبل‪.‬‬

‫‪ ‬أعراض سلوكية‪:‬‬

‫تأخر ردود األفعال السيكوحركية أو زيادتها‪ -‬البكاء‪ -‬االنسحاب االجتماعي‪ -‬االعتماد على الغير‪،‬‬
‫العنف والعدوانية‪.‬‬

‫‪ ‬أعراض بدنية‪:‬‬

‫اضطرابات النوم (األرق أو النوم لمد طويلة)‪ -‬اإلرهاق‪ -‬زيادة أو نقص الشهية‪ -‬زيادة أو نقص‬
‫الوزن‪ -‬األلم ( الشكاوي واالضطرابات الجسمية)‪ -‬االضطرابات المعوية‪ -‬نقص الرغبة الجنسية‪.‬‬
‫وتتميز األفكار الالعقالنية بثالثة أنواع وهي‪:‬‬

‫‪ ‬أفكار تتعلق بالذات‪:‬‬


‫مثل يجب أن أتقن كل شيء وإذا لم أفعل ذلك فإنه أمر فضيع ال يمكن أن أتحمله‪ ،‬ومثل هذه المعتقدات‬
‫تؤدي إلى الخوف والقلق‪ ،‬االكتئاب والشعور بالذنب‬
‫‪ ‬أفكار تتعلق باآلخرين‪:‬‬
‫مثل يجب أن يعاملني الناس معاملة حسنة عادلة‪ ،‬وإذا لم يفعلوا ذلك ال أتحمل‪ ،‬حيث تؤدي هذه األفكار‬
‫إلى الشعور بالغضب والعدوانية والسلبية‪.‬‬
‫‪ ‬أفكار تتعلق بظروف الحياة‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫مثل يجب أن تكون الحياة بالشكل الذي أريده وإذا لم تكن كذلك ال أتحمل‪ ،‬حيث تؤدي هذه األفكار‬
‫إلى الشعور باألسى واأللم النفسي‪(.‬ناجي‪،2021،‬ص‪)556‬‬

‫الفرد يتبنى أفكارا تتعلق بذاته وباآلخرين والحياة من حوله على شكل ينبغيات وتفضيالت‬
‫وال يمكن التنازل عنها بسهولة‪.‬‬

‫‪ - 4‬مصادر اكتساب األفكار الالعقالنية ‪:‬‬

‫حسب ألبرت أليس تنشأ المعتقدات غير المنطقية من خالل‪:‬‬


‫‪ -‬التعلم غير المنطقي المبكر‪ ،‬فالفرد يكون مهيأ له بيولوجيا و يكتسبه من والديه ومن مجتمعه و من الثقافة‬
‫التي يعايشها‪ ،‬وخالل عملية النمو يتعلم الطفل أن يفكر ويشعر بأشياء معينة بالنسبة لنفسه كالفرح‪،‬‬
‫بينما تلك التي ترتبط بفكرة "هذا سيء" تكون انفعاالت الفرد سلبية مثل الغضب والقلق‪.‬‬
‫‪ -‬يولد الفرد ولديه استعداد قوي ليكون غير منطقي جراء التأثيرات التي خضع لها في مرحلة الطفولة‬
‫من قبل تعليم األسرة ن ومن األٌقران ومن قبل توجيهات المجتمع وعاداته ‪ ،‬وهي عبارة عن معتقدات‬
‫تترسخ لديه و يتبناها مع مرور الوقت ويتعامل من خاللها ألنها سوف تصبح جزءا من شخصيته‪(.‬محمد‬
‫قاسم ‪،2012،‬ص‪)166،165‬‬
‫‪ -‬ال يمكن إغفال مسؤولية اآلباء عن نوعية األفكار والمعتقدات التي يغرسونها في األبناء وما يترتب عليها‬
‫من أثار سلبية السيما أفكار العقالنية‪ ،‬حيث يميل الوالدين للحديث الذاتي السلبي والنظرة السوداوية‬
‫لمحيطهما وتوقع الفشل وهذا ينعكس على األبناء ما يؤدي بهم إلى اكتساب أفكار العقالنية تظهر‬
‫على شكل نظرة تشاؤمية لألمور وفقدان الثقة بالنفس وغيرها من المعتقدات غير العقالنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تتعزز المعتقدات غير العقالنية عن طريق وسائل اإلعالم راجع لغياب الرقابة األسرية ‪ ،‬حيث تتحول‬
‫من وسيلة إيجابية هادفة إلى سلبية مدمرة‪ (.‬خنوش‪،2022 ،‬ص‪)737‬‬
‫األفكار الالعقالنية التي يحملها اإلنسان هي أفكار تم تعلمها منذ الطفولة المبكرة خالل عملية التنشئة‬
‫االجتماعية للطفل داخل األسرة وخارجها‪ ،‬وهي أفكار يتبناها مع مرور الوقت ويتعامل من خاللها‬
‫ألنها سوف تصبح جزءا من شخصيته ومن طريقة نظرته لألشياء واألشخاص وبالتالي تطبع سلوكاته‬
‫وتنعكس عليها‪ ،‬فهي تدخل ضمن مجموعة التعليمات التي يكتسبها الفرد في حياته والتي سوف تترسخ‬
‫لديه مع مرور الوقت‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫‪ - 5‬األفكار الالعقالنية حسب ألبرت أليس‪:‬‬

‫يعتقد أليس أن معظم المشكالت التي يقع فيها الناس هي نتاج ألفكارهم الالعقالنية ‪ ،‬وقد حدد ‪ 11‬فكرة‬
‫يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكالت النفسية وهي‪:‬‬
‫الفكرة‪ : 1‬طلب االستحسان‬
‫اعتقاد الفرد بالضرورة أن يكون محبوبا ومرضيا عنه من كل شخص في بيئته ‪،‬حيث أن إرضاء الناس‬
‫غاية ال تدرك ومن المستحيل تحقيقها‪ ،‬وإذا اجتهد الفرد في الحصول على هذه المحبة قد يكون معرضا‬
‫لمشاعر اإلحباط واالتكالية على اآلخرين‪.‬‬
‫الفكرة ‪ :2‬ابتغاء الكمال الشخصي‬
‫اعتقاد الفرد أنه من الضروري أن يكون كفؤا ومالئما ومنجزا في جميع مجاالت الحياة وأن هذا األمر‬
‫يؤدي إلى إحساسه بقيمته‪ .‬حيث الفرد يصر على تحقيقها بشكل كامل قد ال يستمتع بحياته الشخصية إضافة‬
‫إلى أنه قد يكون معرضا للعديد من االضطرابات النفسية والجسمية‪.‬‬
‫الفكرة‪ :3‬اللوم القاسي للذات ولآلخرين‬
‫اعتقاد الفرد أنه من الضروري لوم ومعاقبة األشخاص السيئين والمزعجين‪ ،‬حيث أن عقاب الناس‬
‫ال يؤدي إلى تحسين السلوك وإنما ينتج عنه مزيدا من االضطرابات‪.‬‬
‫الفكرة‪ :4‬توقع الكوارث‬
‫اعتقاد الفرد أن األمور يج ب أن تسير حسب رغبته‪ ،‬والفكرة غير العقالنية هي إذا سارت األمور‬
‫على غير مراد الفرد فإن هذه كارثة مدمرة‪.‬‬
‫الفكرة‪ :5‬التهور االنفعالي‬
‫اعتقاد الفرد أن شقائه و بؤسه وعدم سعادته هي نتاج لألحداث واألشخاص‪ ،‬ويرى كل ذلك خارج‬
‫عن إرادته وهو غير قادر على التحكم فيه‪ ،‬والفكرة غير العقالنية هي االضطرابات والمشكالت تسببها‬
‫عوامل وظروف خارجية ال يتحكم فيها‪.‬‬
‫الفكرة‪ :6‬القلق الزائد‬
‫اعتقاد الفرد بأن الحاالت التي تمثل خطر عليه ينبغي االهتمام بها والتفكير فيها باستمرار‪ ،‬والفكرة‬
‫ال غير العقالنية تظهر أمور خطيرة تبعث الخوف واالنزعاج ويجب أن نتوقع احتمال حدوثها في الحسبان‪.‬‬
‫الفكرة‪ :7‬تجنب المشكالت‬
‫اعتقاد الفرد بأن الهروب من المواقف الصعبة وعدم تحمل المسؤولية يعتبر أفضل من مواجهتها ‪،‬والفكرة‬
‫غير العقالنية هي التهرب من المشكالت أسهل من مواجهتها ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫الفكرة‪:8‬االعتمادية‬
‫اعتقاد الفرد بحاجته إلى االعتماد على أشخاص أقوى منه ‪ ،‬والفكرة غير العقالنية هي يجب أن يعتمد‬
‫الشخص على اآلخرين‪ ،‬ويجب أن يكون هناك شخص أقوى لكي يعتمد عليه‪.‬‬
‫الفكرة‪ : 9‬الشعور بالعجز‬
‫اعتقاد الفرد بأن األحداث الماضية في حياته هي التي تحدد السلوك الحالي وأنه ال يمكن تغييرها‪،‬‬
‫والفكرة غير العقالنية هي الخبرات واألحداث الماضية هي المحددات األساسية للسلوك الحاضر‪.‬‬
‫الفكرة‪:10‬االنزعاج لمشاكل اآلخرين‬
‫اعتقاد الفرد بأن عليه أن يهتم ويحزن ويقلق من مشاكل اآلخرين‪ ،‬والفكرة غير العقالنية لوم نفسه‬
‫إذا لم يستطيع أن يساعد اآلخرين في حل مشكالتهم‪.‬‬
‫الفكرة‪ : 11‬ابتغاء الحلول الكاملة‬
‫اعتقاد الفرد بوجود إجابات صحيحة وحلول مثلى لكل مشكلة وإال حدوث مصيبة والنتائج سوف تكون‬
‫خطيرة‪(..‬سعد هللا‪،2020،‬ص‪)169،170‬‬
‫قام الريحاني بإضافة فكرتين رأى أنهما منتشرتان في المجتمعات العربية وهما‪:‬‬
‫الفكرة‪ :12‬الجدية والرسمية‬
‫ينبغي أن يتسم الشخص بالرسمية والجدية في التعامل مع اآلخرين حتى تكون له قيمة ومكانة محترمة‬
‫بين الناس‪.‬‬
‫الفكرة ‪ :13‬مكانة الرجل بالنسبة للمرأة‬
‫الشك أن مكانة الرجل هي األهم فيما يتعلق بعالقته مع المرأة‪(.‬بودربالة ‪،2017،‬ص‪)20‬‬
‫إن جل هذه األفكار والمعتقدات هي التي تتحكم في تفكير البشر ألنهم يلقنونها ألنفسهم دائما‪ ،‬يتحدثون‬
‫بها إلى ذواتهم حديثا داخليا يصبح بعد ذلك أساس التفكير‪ ،‬فتؤدي إلى الشعور بالعجز ونقص الثقة‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬الحزن‪ ،‬الذنب‪ ،‬الوحدة والدونية وغيرها من المشاعر التي تمثل تربة خصبة لالضطرابات‬
‫النفسية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫فسر ألبرت أليس األفكار الالعقالنية وفق مايلي‪:‬‬
‫النموذج التشخيصي ‪:ABC‬‬
‫أسس أليس نظريته وفق نظام تقييم‪ABC:‬ذلك لفهم المشاكل النفسية للمرضى من خالل‬

‫نموذج‪ABC‬‬

‫)‪(C‬‬ ‫)‪(B‬‬ ‫) ‪(A‬‬

‫االضطراب‬ ‫المعتقدات‬ ‫الحدث النشط‬


‫االنفعالي كالقلق‬ ‫واألفكار‬
‫واالكتئاب‬ ‫الالعقالنية‬ ‫أو‬
‫(السلوك الناتج)‬ ‫المولدة‬
‫الحالة المنشطة‬
‫لالضطراب‬
‫لالضطراب‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬مخطط يوضح نموذج )‪(A.B.C‬‬


‫‪ :A‬تعبر عن الحدث (المثير) المنشط‬
‫‪ :B‬تمثل معتقدات وأفكار الشخص عن الحدث‬
‫‪ :C‬تشير إلى االستجابات السلوكية واالنفعالية للشخص (العاسمي‪،2015،‬ص‪)44‬‬
‫‪ :A‬تعني األحداث والخبرات المنشطة عادة ما تكون مؤلمة وغير سارة مثل الرسوب‪ ،‬الوفاة‪ ،‬الطالق‬
‫حيث أن هذه األحداث في حد ذاتها ال تحدث االضطراب السلوكي ‪.‬‬
‫‪ :B‬تعني نظام المعتقدات ‪ ،‬حيث يتم إدراك الخبرة المنشطة أو الحدث في نظام معتقدات‬
‫غير عقالنية والتي تؤدي إلى إثارة االضطراب االنفعالي ‪.‬‬
‫‪ :C‬يقصد به النتيجة االنفعالية أو االضطرابات االنفعالية لدى الفرد ‪ ،‬وهي ما تكون مرتبطة بمجموعة‬
‫من المعتقدات واألفكار لدى الفرد‪،‬فإذا كانت مجموعة المعتقدات واألفكار غير عقالنية كانت النتيجة‬
‫هي االضطراب النفسي كما في حاالت القلق واالكتئاب‪(.‬زهران‪ ،2005،‬ص ‪)369‬‬
‫يرى أليس أنه على الرغم من أن ( ‪ ) A‬هو الحدث الذي يقع قبل االضطراب االنفعالي‪ ،‬إال ألنه ليس‬
‫هو السبب المباشر للنتيجة التي نشاهدها في (‪ ) B‬وإنما ينتج هذا االضطراب عن نسق التفكير الموجود‬
‫لدى الفرد و الذي يرمز له بالحرف ( ‪ )C‬سواء كان هذا النسق منطقيا أو غير منطقي ‪ ،‬وهذا يعني لدى‬
‫الفرد إمكانية اختيار معتقدات عقالنية أو غير عقالنية‪ ،‬وذلك عندما توجد عوائق أمام تحقيقه ألهدافه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫وعندما يختار الفرد تبني المعتقدات والتفسيرات غير العقالنية للحدث المؤثر‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى نتائج‬
‫انفعالية وسلوكية سلبية وغير مناسبة‪ ،‬وإلى حدوث االضطراب النفسي للفرد‪(.‬بالن‪ ،2015،‬ص‪. )247‬‬
‫وعلية فاالنفعاالت والمشاعر ال تسببها األحداث المؤلمة ‪ ،‬وإنما تحدث نتيجة لألفكار التي نملكها عن تلك‬
‫الحدث‪ .‬أي المواقف االنفعالية من غضب‪ ،‬قلق ‪ ،‬عدوان ليست ناتجة مباشرة عن الحدث المحرك بل هي‬
‫نتيجة لنظام معتقدات الفرد غير العقالنية‬
‫النموذج العالجي‪:DEF‬‬

‫نموذج‪DEF‬‬

‫)‪(F‬‬ ‫)‪(E‬‬ ‫)‪(D‬‬

‫ظهور سلوك‬ ‫بروز تفكير‬ ‫استبعاد األفكار‬


‫انفعالي جديد‬ ‫معرفي جديد‬ ‫الخاطئة‬
‫وتحديدها‬

‫الشكل رقم (‪ :)02‬مخطط يوضح نموذج )‪(D.E.F‬‬


‫‪ :D‬المناقشة‬
‫تهدف إلى مناقشة العميل إلدراك العالقة بين المعتقات عن األحداث و النتيجة االنفعالية ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إ لى التغلب على المعتقدات الخاطئة واستبدالها بأخرى عقالنية ومنطقية‪.‬‬
‫‪:E‬التنفيذ‬
‫وهي تنفيذ ما في الخطوة السابقة واكتساب العميل معتقدات جديدة ليفكر بها بطريقة بناءة ومبتكرة ال تؤدي‬
‫إلى االضطراب االنفعالي‪.‬‬
‫‪:F‬التغذية الراجعة‬
‫وهو العائد من األفكار الجديدة التي يتبناها الفرد لمواجهة الحدث النشط المثير للضغط‪،‬و يجب هنا أن‬
‫يساعد المرشد المعرفي الس لوكي الفرد على أن يكون موضوعيا في أفكاره والنتائج التي توصل إليها‪.‬‬
‫(العزازي‪،2019،‬ص‪)51،50‬‬
‫وعليه النتيجة التي يمكن استخالصها من هذه العملية يمكن مالحظة تأثيرها في ‪ E‬الذي يرمز‬
‫إلى تأثير عملية مناقشة األفكار الخاطئة وبالتالي ينتج عن هذا سلوك أو مشاعر جديدة ‪ F‬خالية‬
‫من مظاهر االضطراب السلوكي العاطفي‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫‪ - 6‬ا نعكاسات األفكار الالعقالنية في ظهور السلوك المنحرف‪:‬‬
‫توصل " أليس ")‪ (Allis‬إلى أن التفكير هو المحرك األول والمسبب لالنفعال وأن أنماطا لتفكير غير‬
‫المنطقية هي التي تسبب االضطراب والمرض النفسي‪ ،‬وأن االضطراب النفسي الذي يعاني منه الفرد‬
‫ما هو إال نتيجة لسوء تفسيره وتأويله لألمور‪ ،‬و ذلك بناء على األفكار والمعتقدات غير المنطقية والهدامة‬
‫التي يتبناها‪.‬‬

‫مما تتمخض عنها مجموعة من االضطرابات النفسية منها االكتئاب‪ ،‬القلق االجتماعي‪ ،‬الضغوط النفسية‬
‫والسلوك العدواني والتي تكون ناجمة فقط عن طريقة التفكير الخطأ الالمنطقي الذي يتبناه الفرد‬
‫ويتمسك به‪.‬‬

‫‪ -6.1‬االكتئاب‪:‬‬

‫عبارة عن اضطراب في التفكير من الناحية المعرفية تنتج عنها أنماط تفكير خاطئة وسلبية تؤدي بالفرد‬
‫إلى حالة مزاجية تتسم بإحساس عدم القيمة‪ ،‬والشعور بالكآبة‪ ،‬الحزن‪ ،‬التشاؤم ونقص النشاط‪.‬‬

‫كما يتصف بمظاهر انفعالية التي تتضمن فقدان القدرة على االستمتاع بالحياة وضعف الثقة بالنفس‪،‬‬
‫ومظاهر معرفية تضم السلبية الذاتية مع توجيه اللوم للذات وتضخيم المشكالت وانعدام القدرة على اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬أيضا مظاهر واقعية والتي تتضمن ضعف القدرة على اإلنجاز‪ ،‬انعدام المثابرة والطموح لتحقيق‬
‫أهداف الحياة ومتطلباتها و وجود رغبة في الهروب من الواقع‪ ،‬ومظاهر جسمية تتضمن الشعور السريع‬
‫بالتعب واإلرهاق ‪(.‬أسامة‪،2011،‬ص‪. )361،356‬‬

‫يرجع االكتئاب إلى عدة عوامل منها الوراثية و النفسية كالتوتر االنفعالي واإلحباط والفشل‪ ،‬التفسير‬
‫الخاطئ غير الواقعي للخبرات الصادمة ‪ ،‬أما االجتماعية راجعة إلى األساليب الوالدية الالسوية كإهمال‬
‫األبناء والقسوة عليهم‪ ،‬كذلك كثرة التعرض للعنف واالعتداء النفسي والجسدي‪.‬‬

‫يرى "بيك" أن ما يصاحب االكتئاب من أعراض سلوكية وتغيرات وجدانية إنما هو نتيجة نمط تفكير‬
‫سلبي والذي يقوم على المكونات المعرفية الثالث كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المكون المعرفي األول‪:‬‬


‫عبارة عن التصور السلبي للذات حيث يرى االكتئابي نفسه بوصفه ناقص الكفاءة ويميل إلى رفض نفسه‬
‫ويعتبر أنه تنقصه الخصائص التي يراها أساسية لتحقيق السعادة‪.‬‬
‫‪ ‬لمكون المعرفي الثاني‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫عبارة عن التفسير السلبي لخبرة الحياة من طرف الفرد المصاب باالكتئاب يميل إلى أن يرى‬
‫العراقيل والمعوقات التي يضعها عالمه الخارجي في طريق تحديد أهدافه في الحياة أنه محروم باللذة‬
‫أو اإلشباع‪.‬‬
‫‪ ‬المكون المعرفي الثالث‪:‬‬
‫وهو يظهر من خالن النظر إلى المستقبل بصورة سلبية‪ ،‬فالمريض يتوقع الفشل في كل أعماله‬
‫ويعتقد أن متاعبه ليست لها نهاية‪.‬‬

‫إن الثالوث المعرفي هذا هو عبارة عن أفكار العقالنية‪ ،‬سلبية تبدو غريبة وخارجة عن المألوف‬
‫إال أنها في نظر االكتئابي أفكار صحيحة ومنطقية‪ .‬فحاالت االكتئاب تدور حول فكرة أساسية مضمونها‬
‫"أنا فاشل"‪ ،‬وعندما يصبح الفرد مكتئبا فعادة ما يشوه جميع خبراته في اتجاه سلبي‪ ،‬ثم يصل‬
‫إلى استنتاجات خاطئة مبنية على معتقدات معرفية محرفة‪ ،‬األمر الذي يدعم تقديره السلبي عن ذاته ويعمل‬
‫على تشويه وتحريف المعلومات‪ ،‬مما يجعله يضخم السلبيات ويتغاضى عن اإليجابيات أو يقلل من شأنها‪،‬‬
‫وهذه األفكار ال تؤذن فقط ببداية االكتئاب ولكنها تغذي أعراضه مما يؤدي إلى مزيد من تحريف التفكير‬
‫ويزيد بالتالي من شدة أعراض اإلكتئاب‪ .‬وعلية فالرؤية السلبية التي يدركها االكتئابي تجاه ذاته وتجاه‬
‫العالم ومستقبله هي العامل الرئيسي في ظهور االكتئاب لديه واستمراره‪ ،‬وهو شخص يتسم نمط تفكيره‬
‫بالتحريف المعرفي‪ ،‬فهو يحرف الوقائع واألحداث بما يتفق مع اعتقاداته السلبية عن ذاته مما يجعله ينظر‬
‫إلى ذاته أنها تتسم بعدم القيمة وعدم الكفاءة ويسيطر عليه الشعور بالنقص كما ينظر إلى العالم على أنه‬
‫عالم ظالم ومظلم وهو يضع العقبات أمامه في طريق تحقيق أهدافه المستقبلية‪( .‬بلعسلة‪2018،‬‬
‫‪،‬ص‪. )50،49‬‬

‫‪ -6.2‬القلق االجتماعي‪:‬‬

‫عبارة عن خوف دائم وغير منطقي لموقف أو عدة مواقف يتعرض فيها الفرد للنقد من اآلخرين‪،‬‬
‫وينتج عنه تجنب لتلك المواقف ويدرك الفرد أن مخاوفه مبالغ فيها وغير معقولة‪( .‬الغامدي‪2013،‬‬
‫‪،‬ص‪ . )106،105‬كما هو إحساس غامض غير سار يالزم اإلنسان يتسم بالخوف المستمر من التفاعل‬
‫أو التصرف في المواقف االجتماعية بسبب الخوف من اإلحراج واالهانة والتقييم السلبي من اآلخرين ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫ويقوم على ثالث مكونات منها المكون االنفعالي ويتضمن مشاعر التوتر‪ ،‬الذعر والهلع‬
‫عند المواجهات في المواقف االجتماعية المكون المعرفي يتضمن تدني احترام الذات ‪ ،‬الخوف من الرفض‬
‫أو التقييم السلبي مع وجود أفكار غير منطقية عن الذات‪ ،‬ويتضمن المكون السلوكي ما يلي ‪:‬‬
‫كف السلوك االجتماعي وتجنب اآلخرين‪ ،‬نقص المهارات االجتماعية‪ ،‬الحديث المنخفض وغير الجذاب‬
‫أو الصمت و تجنب االحتكاك البصري‪ (.‬شراب‪،2018،‬ص ‪.)63‬‬
‫ونجد أن القلق االجتماعي يرجع إلى عدة عوامل تسهم في ظهوره واستمراره كأساليب المعاملة‬
‫الوالدية غير السوية القائمة على الحماية الزائدة‪ ،‬التحقير‪ ،‬اإلهانة‪ ،‬والتحكم والضوابط والقيود التي‬
‫تفرض على الطفل خاصة حين يقدم أي مبادرة لعمل أو انجاز أو حتى مجرد سؤال من طرف اآلباء‪ ،‬و‬
‫أي ضا ميل اآلباء إلى الرفض والنبذ للطفل‪ ،‬وتتجلى العوامل المعرفية من خالل تقييم األفراد أنفسهم بطريقة‬
‫سلبية‪ ،‬كما أنهم يميلون إلى المبالغة في تقدير إدراك الناس واآلخرين‪ ،‬كذلك العالقات باألقران حيث أن‬
‫الفرد القلق اجتماعيا يكون أكثر معايشة للعالقات السلبية مع األقران‪ ،‬من خالل المشاجرات ‪ ،‬السب‬
‫والشتم بين أفراد األسرة‪ ،‬فيخرج إلى العالم الخارجي بتصور خاطئ كونه مليء بالمشكالت وينعكس‬
‫ذلك على شخصيته بنقص ثقته بنفسه وزرع الخوف فيه‪(.‬حجازي‪،2013،‬ص‪. )22‬‬
‫يذكر "أليس" أن التفكير يسبب االنفعال‪ ،‬وأن حالة الفرد النفسية سواء كانت سوية أو غير سوية‬
‫ترتبط بمعارفه ومعتقداته وتخيالته وأهدافه‪ .‬وعلى ذلك القلق االجتماعي ما هو إال أنماط تفكير خاطئة‬
‫ومعتقدات سلبية ورؤية غير واقعية‪ ،‬وينتج حينما يركز الفرد على نواحي سلبية من المواقف‬
‫التي يواجهها‪ ،‬بهذه الطريقة يفقد الفرد الموضوعية ويشوه الحقيقة‪ ،‬ونتيجة لهذه التشوهات تضعف قدرة‬
‫الفرد على تضمين استجابات سلوكية متوافقة‪ ،‬كما ينشغل بالتقييم السلبي العتقاده أن األشخاص اآلخرين‬
‫سيحكمون عليه بطريقة سلبية وسيئة‪ ،‬و تصبح المواقف االجتماعية المقرونة بتوقعات سلبية عن تقييمات‬
‫اآلخرين عبارة عن مواقف تهديد وخطر‪ .‬كما تتكون لديهم صورة عقلية محرفة وسلبية عن الذات‪ ،‬تترك‬
‫بصماتها على كل من إدراكهم وأدائهم االجتماعي‪ ،‬وهو ما يشار إليه باالنتباه المتمركز على الذات‬
‫وتوليد صور عقلية داخلية تعزز توقعاتهم عن التقييم السلبي من اآلخرين‪ ،‬األمر الذي يعيق إمكانية التقييم‬
‫الموضوعي لسلوك اآلخرين واقعيا‪.‬‬
‫فاألفكار الالعقالنية السلبية تؤدي إلى استمرار القلق االجتماعي لألفراد ما يجعلهم يسلكون بطريقة‬
‫غير مقبولة اجتماعيا ‪ ،‬كما تكون نتائجها خطيرة كالنبذ واالحتقار‪ ،‬وميلهم لالنحياز السلبي في تحليلهم‬
‫للمعلومات االجتماعي ة‪ ،‬وبطريقة سيئة التكيف ومتناقضة بسبب انشغاله بذاته ( فرط االنتباه للذات)‬

‫‪20‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫في المواقف االجتماعية ما ينجر عنها قلة قدرته على المشاركة بنجاح في التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫(بلحسيني‪،2011،‬ص‪.)326‬‬

‫‪ -6.3‬الضغوط النفسية‪:‬‬

‫عبارة عن تهديدات ومشكالت وصعوبات يتعرض لها الفرد في حياته تسبب له التوتر مما يؤثر‬
‫على عالقاته وطموحاته‪ ،‬أو توقع األفراد ألخطار مستقبلية تؤثر على خبراتهم وسلوكهم وعلى استجاباتهم‬
‫الفيزيولوجية‪(.‬الداهري‪،2008،‬ص‪. )114‬‬

‫كما تتصف بمظاهر انفعالية من خالل االستجابة للقلق‪ ،‬اإلحباط أمام األزمات‪ ،‬الشعور بالغضب‬
‫وانخفاض تقدير الذات وأيضا عدم ترابط األفكار وفقدان السيطرة على األمور‪ ،‬و مظاهر فيزيولوجية مثل‬
‫سرعة ضربات القلب‪ ،‬فقدان الشهية‪ ،‬الصداع‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم وزيادة العرق مع الشعور باإلعياء‪،‬‬
‫ومظاهر سلوكية تتجلى في عدم القدرة على التفكير والتشتت اإلدراكي و شرود الذهن‪ ،‬الغياب عن العمل‬
‫دون مبرر مع االنغماس في سلوكيات عدوانية واتخاذ قرارات مسرعة‪.‬‬

‫أما من بين العوامل المؤدية إلى ظهور الضغوط النفسية ترجع إلى العوامل الذاتية من خالل‬
‫األفكار الذاتية التي يكونها الفرد عن نفسه والجماعات االجتماعية التي ينتمي إليها الفرد وكذا الخبرات‬
‫السابقة التي تعرض لها‪ ،‬كما ترجع العوامل االجتماعية إلى طبيعة العالقات األسرية ودور المسجد‬
‫والرفقاء والمدرسة و وسائل اإلعالم ‪ ،‬أيضا العادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع‪ ،‬أما العوامل النفسية‬
‫تتحدد من خالل الشعور بالخجل والحياء‪ ،‬فقدان األمن‪ ،‬االنطواء‪ ،‬عدم القدرة على المواجهة وفقدان الثقة‬
‫باآلخرين‪(.‬الغزازي‪،2019،‬ص‪. )99،83‬‬

‫يذكر » ‪« Selye‬أن الضغوط النفسية من األمور المهمة التي تؤثر على الصحة النفسية والتي يمكن‬
‫أن تؤثر سلبا على وظائف اإلنسان بحسب طبيعة وشدة هذه الضغوط وأنه في حالة استمرار تعرض الفرد‬
‫للضغوط النفسية من البيئة الخارجية والداخلية مع فشل التعامل معها قد تسبب له اإلعياء والتعب‬
‫الشديد‪(.‬مجلي‪،2011،‬ص‪)196‬‬

‫يشير ‪ Lazarus‬في تفسيره للضغوط النفسية من خالل الطريقة التي يدرك بها الفرد الحدث‬
‫البيئي‪ ،‬وبالتالي فإن هذا اإلدراك يتضمن تقدير شدة الضرر الذي يمكن أن يحدث باإلضافة إلى مجموعة‬
‫التحديات والتهديدات‪ ،‬ومن هنا ينشأ الضغط النفسي عندما يقيم الفرد الحدث بأنه مهدد‪ ،‬أو ذو طلب‬
‫مخت لف على ما كان الفرد قد تعود عليه‪ ،‬وحينها يدرك الفرد أنه من الضروري االستجابة ولكنه يفقد‬
‫المقاومة واالستجابة المالئمة‪ ،‬وعندها يشعر بالضيق ويضع تقييما أنه واقع تحت وطأة وسيطرة الضغط‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫وكما تنتج الضغوط النفسية من خالل المعتقدات واألفكار الالعقالنية لألحداث التي يتعرض لها الفرد‬
‫ويفسرها على أنها تهديدات كما تكون مسؤولة عن أنواع مختلفة من مسببات الضغوط مثل اإلحباط‪ ،‬خيبة‬
‫األمل‪ ،‬الصراعات‪ ،‬أي الضغط النفسي هو نتيجة للمعتقدات واألفكار التي يتبناها الفرد نتيجة للمعاني التي‬
‫يطلقها على األحداث من حوله‪(.‬السميران‪،2014،‬ص‪)89‬‬

‫‪ -6.4‬السلوك العدواني ‪:‬‬

‫عبارة عن سلوك عمدي بقصد إيذاء الغير أو اإلضرار بهم ويأخذ صور وأشكال متعددة منها‬
‫العدوان البدني أو اللفظي‪ ،‬وأن من يمارسون هذه الممارسات العدوانية السلبية يتسمون بانعدام الرشد‬
‫والعقالنية‪ ،‬ولديهم أفكار ومعتقدات غير عقالنية تدعم لديهم ممارسة هذا السلوك‪( .‬فياللي‪،‬‬
‫‪،2022‬ص‪)351‬‬

‫كما يتخذ العدوان عدة مظاهر مثل العدوان الجسدي وهو السلوك الجسدي المؤذي الموجه نحو‬
‫الذات أو اآلخرين‪ ،‬ويهدف إلى اإليذاء أو إلى خلق الشعور بالخوف كالضرب‪ ،‬الدفع ‪ ،‬الركل‪ ،‬شد الشعر‬
‫والعض‪ ،‬أما العدوان اللفظي يقف عند حدود الكالم الذي يرافق الغضب‪ ،‬الشتم‪ ،‬السخرية والتهديد وذلك‬
‫من أجل اإليذاء أو خلق جو من الخوف ويكون موجها للذات أو لآلخرين‪ ،‬أيضا العدوان الرمزي و يشمل‬
‫التعبير بطرق غير لفظية عن احتقار األفراد أو توجيه االهانة لهم كالنظر بطريقة ازدراء وتحقير‬
‫أو االمتناع عن تناول ما يقدمه له‪(.‬أحمد‪،2000،‬ص‪)186‬‬

‫كما يرجع العدوان إلى مجموعة من العوامل المتمثلة في اإلحباط والحرمان الناتج عن عدم قدرة‬
‫الفرد على تلبية دوافعه ‪،‬أيضا خبرات الفرد و أسلوب تنشئته وقيمه األخالقية فالفرد الذي تعلم أن السلوك‬
‫العدواني أسلوب مناسب لتلبية الحاجات فيلجأ إليه‪ ،‬أيضا الشعور بالنقص وعدم الثقة وكذا الشعور بالنبذ‬
‫واالهانة والتوبيخ‪(.‬السيد عبيد‪،2008،‬ص‪.)211‬‬

‫يشير» ‪ « Allis‬أن األفكار الالعقالنية تؤدي إلى أن يصبح اإلنسان مقهورا وعدوانيا ويشعر‬
‫بالذنب وعدم الكفاءة وبالقصور الذاتي وعدم السعادة‪ .‬فاإلنسان عقالني والعقالني في آن واحد‪،‬‬
‫فعندما يسلك ويفكر بطريقة عقالنية يكون فعاال ومنتجا‪ ،‬وعندما يفكر بطريقة غير عقالنية يشعر بالخوف‬
‫والقلق مما يدفعه للسلوك العدواني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫أكد "أليس" من جهة أخرى على أهمية المكونات المعرفية للعدوان‪ ،‬وقد ميز بين العدوان السوي‬
‫وهو إذا ما ارتقى بالقيم األساسية الخاصة بالبقاء والسعادة والقبول االجتماعي‪ ،‬أما العدوان غير السوي‬
‫فيظهر على شكل من المضايقة ‪ ،‬حب الجدل ‪ ،‬الكبرياء‪ ،‬الهياج‪ ،‬االهانة‪ ،‬المعارضة والعنف‪ ،‬حيث ينشأ‬
‫العدوان ويستمر نتيجة لبعض األفكار والمعتقدات التي تخلو من المنطقية والعقالنية‪ ،‬فيتبنى الناس أهدافا‬
‫غير واقعية بل ومستحيلة وغالبا ما تتصف بالكمال‪ ،‬ومثل هذه األفكار التي ال يستطيع الفرد تحقيقها تؤدي‬
‫إلى شعوره بعدم الكفاءة وعدم القيمة والفشل و ثم اإلحباط مما يؤدي إلى االضطراب االنفعالي و ظهور‬
‫السلوك العدواني‪ .‬والمعروف أن األفكار العدوانية تسيء أوال إلى التوازن النفسي لصاحبها ‪،‬‬
‫ومن ثم إلى اآلخر عندما تتحول هذه األفكار إلى الممارسة كما يعتبر المكون المعرفي أهم مكون له داللته‬
‫للتدخل مع األفراد العدوانيين إذ أن مدركاتهم واتجاهاتهم تعمل على تعجيل معظم االستجابات السلوكية‬
‫لإلثارة‪(.‬بلعسلة‪،‬ص‪. )75‬‬

‫تدفع األفكار الالعقالنية الفرد إلى اضطراب الجانب الفكري والنفسي بأنواعه المختلفة وخاصة‬
‫عندما يتقبل األفراد االضطرابات واالنحرافات التي تنطوي عليها هذه األفكار‪ ،‬فإنهم يميلون لكي يصبحوا‬
‫مكتئبين‪-‬عدوانيين‪-‬دفاعيين‪ -‬قلقين‪-‬يشعرون بالذنب‪ -‬غير فعالين‪ -‬منطويين على أنفسهم‪ -‬غير سعداء‪،‬‬
‫كما تتولد لديه الضغوط النفسية التي تربك التوازن في شخصيتهم مع سوء التوافق االجتماعي وعدم القدرة‬
‫على المواجهة الفعالة الناتجة عن الخوف من التقييم السلبي لآلخرين‪ ،‬اإلحساس بالفشل والحزن‪ ،‬الرؤية‬
‫التشاؤمية عن الحياة مع إلحاق األذى بالذات وباآلخرين‪.‬‬
‫يرى أليس أن السلوك المضطرب ومن ضمنه سلوك تعاطي الكحول‪ ،‬السجائر‪ ،‬الممارسات العدوانية‬
‫وخاصة سلوك إدمان المخدرات هو نمط من األفكار الالعقالنية‪ ،‬حيث تلعب اتجاهاتهم ومعتقداتهم‬
‫ونواياهم وتوقعاتهم وما تنعكس عليه من اضطرابات لها دورا مهما في ظهور السلوك المضطرب‪.‬‬
‫إذ إدمان المخدرات راجع العتقاد المدمن أن المخدرات تجعله يستطيع التعبير عن شعوره بشكل‬
‫أفضل كما تخفض من إحساسه باأللم والحزن والقلق‪ ،‬أي يجد المخدرات كحل للحصول‬
‫على الراحة والتخلص من المشاعر المؤلمة‪.‬‬
‫يشير ‪ELLIS‬امتدادا لهذه األفكار إلى أن العمليات المعرفية األولية من أفكار وتصورات التي تؤدي‬
‫إلى اإلدمان وتبقي على استمراره هي ناتجة عن الطريقة التي يفسر بها الفرد المواقف الحياتية التي يمر‬
‫بها من خالل وجود صعوبة في ضبط سلوكه واالستسالم لدوافعه ‪ ،‬مما يجعل لذلك عالقة بالسلوك‬
‫‪.‬‬ ‫اإلدماني‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫يتوقع الفرد بأن المخدرات قادرة على تغيير حياته من السلبية إلى االيجابية ومن العزلة إلى‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما أنها قادرة على أن تجعل منه إنسانا متفوقا‪ ،‬يشعر بذاته وبأنه موجود‪ ،‬كما يعتبرها كملجأ‬
‫لطلب الدعم والهروب من المشاعر والضغوط والمواقف التي ال يستطيع التعامل معها بعقالنية ‪ ،‬أي تعتبر‬
‫المخدرات وسيلة لمواجهة ما يتعرض له و هي الحل الوحيد لمساعدته على تحقيق األمن النفسي والتغلب‬
‫على اآلالم النفسية التي ال يستطيع التعامل معها بحلول مناسبة لما تنطوي على شخصيته من الشعور‬
‫النقص‪ ،‬فيلجأ للمخدرات كمحاولة يائسة لجلب قدرا من تقدير الذات ‪.‬‬

‫‪ - 7‬خطورة األفكار الالعقالنية على الفرد‪:‬‬

‫تكمن خطورتها فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬اعتبارها مصدرا من مصادر االضطراب االنفعالي‪ ،‬يرتبط ارتباطا وثيقا باعتناق الفرد مجموعة‬
‫من األفكار غير الواقعية ‪ ،‬وأن هذا االضطراب يمكن أن يستمر ما لم يغير الفرد هذه األفكار أو يستبدلها‬
‫بأفكار أخرى واقعية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبارها مسؤولة عن ظهور العديد من المظاهر السلوكية المرفوضة‪ ،‬كالتعالي والتكبر ‪ ،‬الالمباالة‪،‬‬
‫السخرية‪ ،‬النقد الهدام‪ ،‬التمركز حول الذات‪ ،‬االستنتاجات الخاطئة‪ ،‬و أيضا ظهور الحاالت المزاجية‬
‫كالتشاؤم‪ ،‬فقدان األمل ‪ ،‬الحزن‪ ،‬الخوف والقلق‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبارها مؤشرا للضغوط الحياتية الناجمة الطالق‪ ،‬فقدان الوظيفة أو وفاة المقربين‪.‬‬
‫(رديف‪،2014،‬ص‪. )15‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الأول ‪ :‬ماهية الأفكار اللاعقلانية و انعكاساتها‬
‫ولهذا فالمشكالت واالضطرابات‬ ‫األفكار الالعقالنية ما هي إال نمطا من التفكير الخاطئ‪،‬‬
‫التي تصيب الفرد هي نتاج للطريقة التي يفسر بها األحداث من حوله حيث يكون أقل إنتاجية وتتخلله‬
‫مشاعر الخوف والقلق وأيضا الفشل في تحقيق أهدافه‪ ،‬وغالبا ما تأخذ هذه األفكار إلى السلوك‬
‫المضطرب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬اإلدمان على المخدرات بين الدوافع واآلثار‬

‫تمهيد‬

‫مفهوم اإلدمان على المخدرات‬ ‫‪-‬‬


‫تصنيف مواد اإلدمان حسب تأثيرها‬ ‫‪-‬‬
‫الدوافع المؤدية لتعاطي المخدرات‬ ‫‪-‬‬
‫آلية اإلدمان من وجهة نظر ألبرت أليس‬ ‫‪-‬‬
‫آثار اإلدمان على المخدرات‬ ‫‪-‬‬
‫البروفيل النفسي للمدمن‬ ‫‪-‬‬

‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬

‫تعتبر مشكلة اإلدمان على المخدرات مشكلة بالغة األهمية‪ ،‬كما أنها على درجة عالية من التعقيد‬
‫بالنسبة للفرد من جهة والمجتمع من جهة أخرى‪ ،‬فهي تمس حياة الفرد النفسية واالجتماعية من كل‬
‫جوانبها‪ ،‬كما تؤثر العقاقير تأثرا كبيرا على الحالة النفسية والعقلية للفرد حيث تسبب له في حاالت عديدة‬
‫توترا كبيرا وتعيق قدرته على األداء الوظيفي المالئم‪ .‬سنحاول في هذا الفصل توضيح مفهوم اإلدمان‬
‫على المخدرات و البروفيل النفسي للمدمن وأيضا تصنيفها حسب تأثيراتها وكذا دوافعها وآثارها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫‪ - 1‬مفهوم اإلدمان على المخدرات‪:‬‬
‫‪ -1-1‬اإلدمان‪:‬‬

‫تعرف هيئة الصحة العالمية اإلدمان بأنه حالة نفسية وأحيانا عضوية تنتج عن تفاعل الكائن الحي‬
‫مع العقار‪ ،‬ومن خصائصها استجابات وأنماط سلوكية مختلفة تشمل دائما الرغبة الملحة لتعاطي العقار‬
‫بصورة متصلة أو دورية‪ ،‬بغية الشعور بآثاره النفسية أو لتجنب آثاره المزعجة التي تنتج عن عدم تناوله‬
‫ويمكن للفرد أن يدمن على أكثر من مادة واحدة‪( .‬ملوحي‪،2019،‬ص‪)14‬‬
‫بحيث يكون الفرد مرتبطا بمادة كالمخدرات‪ ،‬السجائر‪ ،‬الكحول وهذا االرتباط يسبب آثار سلبية فيما يخص‬
‫صحته‪ ،‬ا ندماجه االجتماعي والمهني‪ ،‬حياته العائلية وغيرها‪(.‬سيريل‪،2019،‬ص‪)137‬‬

‫‪ -1-2‬المخدرات‪:‬‬

‫هي أي مادة طبيعية أو كيميائية مثبطة أو منشطة أو مهلوسة التي عند تعاطيها تؤثر على الوظائف‬
‫المزاجية والمعرفية والجسمية والعصبية وتنعكس سوء استخدامها على الفرد والمجتمع‬
‫(زيادة‪،2014،‬ص‪. )181‬‬
‫يطلق اإلدمان المخدرات على كل رغبة غير طبيعية مستمرة ملحة من قبل شخص ما في الحصول‬
‫على المخدر بأي طريقة كانت وفي هذه الحالة يصل الفرد إلى اعتماده على المخدر سواء كانت اعتمادية‬
‫جسمية أو نفسية ‪ ،‬حيث يفقد الفرد اتزانه إن ترك المخدر مما يستوجب العودة إلى المخدر إلعادة االتزان‬
‫المفقود وأن االنقطاع المفاجئ عن المخدر يؤدي إلى ظهور أعراض انسيابية شديدة قد تؤدي إلى الوفاة‪.‬‬
‫كما تتصف حالة اإلدمان بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود رغبة قهرية قوية في االستمرار في أخد العقار والحصول عليه بأي طريقة سواء عن طريق‬
‫الصدفة أو البحث إراديا‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود ميل لزيادة الجرعة‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتماد النفسي وأحيانا الجسمي على اآلثار التي يتركها العقار‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهور أعراض مرضية نفسية وجسمية عند االمتناع عنه‪( .‬الحراحشة‪،2012،‬ص‪. )16‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫‪ - 2‬تصنيف مواد اإلدمان حسب تأثيرها‪:‬‬

‫تصنف مواد اإلدمان بعدة تقسيمات‪ ،‬وأكثرها شيوعا هي تصنيفها إلى أنواع حسب نوع التأثير الذي‬
‫تحدثها لإلنسان على النحو التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪1‬‬ ‫(مشابقة‪،2006،‬ص‪)57،56‬‬

‫التأثير‬ ‫أمثلة‬ ‫نوع المخدر‬


‫الخمول‪ ،‬الشعور بالسعادة‪ ،‬االسترخاء‪.‬‬ ‫الكحول‪ ،‬الباربتيورات‪ ،‬المسكنات‪ ،‬المنومات‬
‫المهدئات‬
‫تخفف الشعور بالجوع واإلجهاد‪ ،‬االبتهاج‬ ‫النيكوتين‪ ،‬السجائر‪،‬الكوكايين‪ ،‬االمفيتامينات‬
‫المنشطات‬
‫واالنتعاش‪ ،‬مسكن‪ ،‬منبه‪.‬‬
‫الشعور باالسترخاء‪ ،‬هلوسات‪.‬‬ ‫القنب الهندي‪،‬الماريجوانا‪ ،‬البانجو‬
‫الحشيش‬

‫تسكين األلم‪ ،‬الشعور بالسعادة‬ ‫الهيروين‪،‬المورفين‪ ،‬الميثادون‬


‫األفيونات‬
‫والسرور‪،‬البهجة‪ ،‬االنتعاش واالستقاللية‬
‫تشويه في اإلدراك الحسي‪ ،‬عدم االهتمام‬ ‫السيلوسبين‪ ،‬الميسكالين‪ ،‬الداي أثيل حمض‬
‫المهلوسات‬
‫باآلخرين والتخيالت‬ ‫اللسيرجيل‬
‫خمول‪ ،‬استرخاء‪ ،‬اضطرابات في اإلدراك‬ ‫غراء‪،‬األصباغ السائلة المرفقة للدهان‪،‬ورنيش‬
‫المواد الطيارة‬
‫الحسي‪.‬‬

‫مسكن‪ ،‬منبه‬ ‫توباكو‬ ‫النيكوتين‬

‫أنواع المخدرات و تأثيراتها مع أمثلة‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫‪ - 3‬الدوافع المؤدية إلى تعاطي المخدرات‪:‬‬
‫‪ -3.1‬عوامل نفسية‪:‬‬

‫‪ -‬التوقعات المعرفية لألفراد كاالتجاهات والمعتقدات و اإلدراك الخاطئ إلدمان المخدرات لجلبه المتعة‬
‫والهدوء‪.‬‬

‫‪ -‬تدفع االضطرابات النفسية من قلق وتوتر واكتئاب إلى إحداث اإلدمان‪ ،‬فيلجأ الفرد للمخدر هروبا‬
‫من الواقع المعاش‪.‬‬

‫‪ -‬الضغوط النفسية الكبيرة نتيجة الشعور بالنقص و اإلحباط في العمل أو عدم الحاجات الملحة للفرد‪.‬‬

‫‪ -‬وجود رغبة شخصية في التجريب أو حب االستطالع‪ ،‬أو وجود توهم بأن التعاطي للمخدرات يدل‬
‫على االستقاللية وقوة الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم الرضا عن الحياة والشعور بالفشل و ضعف القدرة و الكفاءة‪.‬‬

‫‪ -‬االغتراب عن المجتمع والتقاطع مع قيمه‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة تقبل السلطة أو ا نخفاض التحصيل الدراسي عن المتوقع‪.‬‬

‫‪ -3.2‬عوامل اجتماعية‪:‬‬

‫‪-‬التنشئة االجتماعية الفاسدة حيث ال يمارس اآلباء دورهما في التربية والتعلم والتوجيه الصحيح ألبنائهم‬
‫أو التفرقة بين األبناء‪.‬‬

‫‪ -‬التفكك األسري نت يجة العالقات غير السليمة كالنزاعات والصراعات األسرية ‪ ،‬أي وجود توتر و سوء‬
‫اال ستقرار بين أطراف العائلة ما يؤدي إلى هروب الفرد من هذه الوضعيات و النسيان هن طريق اللجوء‬
‫إلى المخدر‪.‬‬

‫‪ -‬دور رفقاء السوء في الترغيب أو الحث أو التقليد والتجريب لتذوق المادة المخدرة‪.‬‬

‫‪ -‬تأثير وسائل اإلعالم لما تعرضه من نماذج أفالم سيئة أو برامج يغيب فيها الوعي الالزم لألفراد‪.‬‬

‫‪ -‬الجهل و ضعف التوعية بأخطار المخدرات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫‪ -‬ضعف الوازع الديني وعدم التمسك بالجانب األخالقي‪.‬‬

‫‪ -‬سوء استغالل أوقات الفراغ يعد عامل لفرص االنحراف وتعاطي المخدرات‪.‬‬

‫‪ -3.3‬عوامل اقتصادية‪:‬‬

‫‪-‬ارتفاع مستوى المعيشة مما يلقي أعباء كثيرة على كاهل األسرة والفرد تجعله عاجزا اتجاهها‪ ،‬مما يدفعه‬
‫إلى تعاطي المخدرات كمحاولة للهروب من الواقع‪.‬‬
‫‪-‬البطالة وما تتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة‪ ،‬وتوافر الفراغ لدى الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في مستلزمات الحياة الضرورية و عدم توفر الدخل الكافي‪.‬‬
‫‪ -‬الهموم والمعاناة الناتجة عن الفقر و ما ينجر عن ذلك التعرض لإلهانة والتهميش واالحتقار فيجد المخدر‬
‫المالذ الوحيد‪(.‬السيد عبيد‪،2008،‬ص‪)270، 271‬‬

‫‪ - 4‬آلية اإلدمان من وجهة نظر ألبرت أليس‪:‬‬


‫‪ ‬دور التحمل المنخفض لإلحباط في استمرار تناول المخدرات‪:‬‬

‫إن المعتقدات الخاطئة تولد عند متعاطي المخدر تحمال ضعيفا لإلحباط ‪ ،‬أي أن المدمن‬
‫عندما تنفذ المادة المخدرة أو ينتهي تأثيرها في البدن او يمتنع عن تناول المادة لسبب من األسباب يعد‬
‫في هذه الحالة احباط‪ ،‬نظرا لعدم حصوله على المادة المخدرة التي تعيد له التوازن النفسي‪ -‬البيولوجي‪،‬‬
‫وهذا اإلحباط يحرض عنده المعتقدات الخاطئة "أنا ال أستطيع" و" أنا غير قادر على تحمل األلم" التي‬
‫تضعف كثيرا من تحمله لإلحباط لتولد لديه ما يسمى بقلق االنزعاج والذي يصف فيه الحالة النفسية‬
‫للمدمن نتيجة تفكيره الالعقالني في موضوع إدمانه‪ ،‬وهذا القلق نتيجة االمتناع أو عدم تعاطي المخدر‪،‬‬
‫فيعتقد أنه ليس بإمكانه تحمل هذه الحالة المزعجة التي يسببها له عدم التعاطي وأسماه أليس نموذج‬
‫التحمل المنخفض للكف أو االمتناع ويعتبره من بين العمليات المعرفية األولية التي تؤدي إلى اإلدمان‬
‫واالستمرار فيه‪ .‬فيتمثل ال حديث الداخلي لدى المدمن والتي تعكس معتقداته الخاطئة حيال المادة المخدرة‬
‫بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أنا ال أستطيع العيش من دون المادة المخدرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال أمتلك اإلرادة الكافية لمواجهة الرغبة في التعاطي‪.‬‬
‫‪ -‬البد تناول المخدر للتغلب على متاعبي‪.‬‬
‫‪ -‬ال يخفض من توتري وقلقي سوى المخدر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫‪ -‬عندما أتذكر المادة التي أتعاطاها ال أستطيع السيطرة على نفسي‪.‬‬

‫‪ ‬المدمن على المخدرات ينكر وجود مشكلة لديه‪:‬‬

‫المدمن يلجأ إلى تعاطي المادة المخدرة من أجل الهروب من المتاعب التي تواجهه‪ ،‬أي أن هناك‬
‫سلوك يقوده إلى تعاطي المادة المخدرة أو المسكرة كأسلوب في التعامل مع مواجهة المصاعب‪.‬‬
‫تعتمد هذه الدينامي كية على تأثير المثيرات الخارجية كرؤية إعالن عن الخمر‪ ،‬أو أشخاص يتعاطون‬
‫أو الرغبة والميل إلى تعاطي المخدرات أو الكحول تولد لديه اعتقادات خاطئة‪ ،‬كأن يقول "المخدرات‬
‫أو الكحول تجعلني أكثر راحة واسترخاء"‪ ،‬فيحدث الصراع بين الميل إلى التعاطي أو االمتناع‪ ،‬وبالتالي‬
‫يحدث القلق ويحاول المدمن جاهدا التخلص من هذا وال يتم إزالته إال عن طريق المخدر مما ال يشعر‬
‫بوجود مشكلة لديه‪.‬‬

‫‪ ‬اإلدمان على المخدرات يضعف الشعور بقيمة الذات عند المدمن‪:‬‬

‫المدمن مغلوب على أمره أسير نوع من السلوك غير قادر على االفالت منه‪ ،‬وأن هذا السلوك‬
‫يضعف شعوره بقيمته واحترامه لها ويحط من إدراكه بقيمته االجتماعية‪ ،‬فهو يشعر بالصغارة‪،‬‬
‫هذه المشاعر تقوده إلى الشعور باإلثم ولوم الذات واالصابة باالكتئاب‪ ،‬والمدمن يتناول المخدرات إلزالة‬
‫ضواغط لوم الذات وتحقيره لنفسه‪ ،‬فهو يهرب من نفسه ومن محاسبة ذاته لسلوكه‪ ،‬ومن أسباب تحقير‬
‫الذات وقوع المدمن في االنتكاس االدماني بعدما قرر التوقف‪ ،‬ونظرا لكونه يقع في أخطاء تناول المخدر‬
‫فإنه يلصق ن فسه صفة اليأس والضعف وقلة احترام الذات‪ ،‬راجع للتفكير الخاطئ حيال ذاته وحيال‬
‫اإلدمان وهو سبب مشكلته‪(.‬تيايبية‪،2018،‬ص‪)126،124‬‬
‫ظاهرة اإلدمان على المخدرات تنشأ عن طريق مجموعة متسلسلة لألحداث تبدأ أوال بوجود مجموعة‬
‫من الظروف أو عوامل الخطر المرتفع والمتمثلة في وجود مجموعة من أخطاء التفكير والمعتقدات‬
‫غير الوظيفية التي دخلت في تكوين المجال الشخصي للفرد‪ ،‬قد ترجع في تشكلها إلى مراحل الطفولة‪،‬‬
‫حيث تعمل هذه المعتقدات في تنشيط مختلف حاالت التوتر االنفعالي كالقلق‪ ،‬االكتئاب وعدم االستقرار‬
‫بحيث تدفع هذه المعاناة النفسية الفرد للبحث عن حلول للتخلص أو تخفيف هذه الحالة عن طريق مختلف‬
‫أساليب التكيف لديه‪ .‬إضافة إلى الظروف الخارجية كتأثير جماعة األصدقاء التي تتعاطى المخدرات‪،‬‬
‫االتصال مع بائعي المخدرات‪ ،‬كل هذه الظروف تلعب دور المنشط‪ ،‬حيث تستثير نوع من المعتقدات‬
‫الخاصة التي تكونت عند الفرد والمرتبطة بتصوراته االيجابية نحو المخدرات كفكرة‪ " :‬إن تعاطي‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫المخدرات سيجعلني أكثر اجتماعية" و"إنه لمن المسلي أن أجرب المخدرات ولو مرة‬
‫واحدة"‪( .‬مزياني‪،‬ص‪. )22‬‬

‫‪ - 5‬آثار اإلدمان على المخدرات‪:‬‬


‫‪ -5.1‬آثار نفسية وعقلية‪:‬‬

‫تتمثل في طاقة كبيرة وشعور قوي بالراحة واالسترخاء‪ ،‬عدم الرغبة في القيام بأي عمل‪ ،‬زيادة‬
‫االستثارة العصبية‪ ،‬فقدان التركيز واالنتباه‪ ،‬محاوالت االنتحار نتيجة الحرمان من النوم الذي يؤدي‬
‫إلى حالة االكتئاب‪ ،‬سوء توافق نفسي واجتماعي في غياب المادة المخدرة‪.‬‬

‫‪ -5.2‬آثار اجتماعية‪:‬‬

‫تشمل كل من الفرد والمجتمع‪ ،‬فالمدمن غالبا ما يميل إلى العزلة واالنطواء‪ ،‬يبقى أسير المادة‬
‫المخدرة وكيفية الحصول عليها فيهمل واجباته الشخصية واألسرية والمهنية‪ ،‬كما أنه قد يلجأ إلى ارتكاب‬
‫الجرائم وانتهاك األعراض في سبيل الحصول على المادة المخدرة مما يؤدي إلى سوء توافقه النفسي‬
‫واالجتماعي ‪(.‬شناوي‪،2022،‬ص‪. )270،669‬‬

‫‪ - 6‬البروفيل النفسي للمدمن ‪:‬‬

‫لقد توصل ‪ Winck‬من خالل دراساته على المدمنين وجود بعض السمات المميزة لهذه الفئة‬
‫وصنف الشخصية االدمانية بالنحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬غير الناضج‪ :‬وهو العاجز عن تكوين عالقات هادفة مع اآلخرين وال يمكنه االعتماد على نفسه‬
‫وال االستقالل عن والديه‪.‬‬
‫‪ -‬المتفاني في ذاته‪ :‬وهو الذي يحب اإلشباع الفوري للرغبات وال يستطيع تأجيلها‪.‬‬
‫‪ -‬الضعيف جنسيا ‪ :‬هو الذي يعاني شذوذا أو ضعفا جنسيا خاصة الجنسية المثلية‪.‬‬
‫‪ -‬المضطهد لذاته‪ :‬وهو الذي يتسم بالقلق عند التعبير عن غضبه ويلجا إلى الخمر أو المخدرات للتخفيف‬
‫من هذا القلق أو للتعبير عنه بطريقة أكثر عنفا أحيانا‪.‬‬
‫‪ -‬الشخصية االكتئابية‪ :‬وهي شخصية قلقلة ومتوترة تدفع بصاحبها إلى التعاطي لتسكين القلق‬
‫ومن ثم يتكرر لديه التعاطي ليصبح إدمانا‪( .‬بعيبع‪،2011 ،‬ص ‪)55‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الإدمان على المخدرات بين الدوافع و‬
‫الآثار‬
‫تكمن مشكلة اإلدمان على المخدرات في ظهور العديد من المخاطر النفسية واآلثار السلبية‬
‫على حياة الفرد‪ ،‬كما تؤدي بالمدمن إلى عدم القدرة على أداء واجباته‪ ،‬حيث يقل إنتاجه مما ينعكس‬
‫ذلك على أسرته فتتفكك وينحرف األبناء ومن ثمة يتأثر استقرار المجتمع‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الجانب‬

‫التطبيقي‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإلطار المنهجي للدراسة‬ ‫‪‬‬

‫تمهيد‬

‫‪ -‬التذكير بأهداف الدراسة‬

‫‪ -‬منهج الدراسة‬

‫‪ -‬الدراسة االستطالعية‬

‫‪ -‬حدود الدراسة‬

‫‪ -‬الدراسة الميدانية‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫إن منهجية البحث تعني مجموعة المناهج والطرق التي توجه الباحث في بحثه‪ ،‬إذ يعد المنهج‬
‫العلمي سبيل الباحث للوصول إلى الحقائق العلمية سواء كانت حقيقة جديدة أو مطورة‪ ،‬من خالل جمع‬
‫المعطيات والبيانات حول الظاهرة التي يريد دراستها ليصوغ مجموعة من األهداف المناسبة ومن ثم‬
‫تحليل هذه البيانات للوصول إلى نتائج تكون ذات دقة ووضوح ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫‪ - 1‬التذكير بأهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬الكشف عن األفكار الالعقالنية المسببة في اإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫‪ -‬انعكاسات األفكار الالعقالنية في ظهور اإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫‪ - 2‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫تحاول الدراسة الحالية الكشف عن خطورة األفكار الالعقالنية في ظهور اإلدمان على المخدرات‪،‬‬
‫والمنهج هو عبارة عن خطوات منظمة يتبعها الباحث ألن يصل إلى معالجة الموضوع الذي يقوم بدراسته‬
‫إلى أن يصل إلى حقائق علمية‪(،‬المشهداني‪،2019،‬ص‪ )114‬وقد تم االعتماد على المنهج العيادي‬
‫باعتباره المنهج المناسب لهذه الدراسة‪ .‬ويعد أفضل المناهج وأدقها على دراسة الحاالت الفردية بطريقة‬
‫علمية وموضوعية قد أشار العالم ‪ Lagache‬أن المنهج العيادي يتضمن دراسة السلوك في إطاره‬
‫الحقيقي‪ ،‬ويكشف بكل أمانة ممكنة طرق التعايش والتفاعل لكائن بشري محسوس وكامل ضمن وضعية‬
‫ما‪ ،‬ويعمل على إقامة العالقات بينها في معنى‪ ،‬والبنية والتكوين‪ ،‬ويكشف عن الصراعات التي تحركه‬

‫)‪. (M Reuchlin, 1998-105‬‬

‫‪ -3‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬

‫وهي دراسة ميدانية أولية يقوم بها الباحث من أجل التعرف على الظاهرة المراد دراستها من خالل‬
‫تكوين فهم مناسب لحاالت تلك الدراسة‪ .‬إذ تساعد الدراسة االستطالعية الباحث على جمع كل المعلومات‬
‫والحقائق والتي تخدم موضوع بحثه وتسمح له بضبط متغيرات دراسته‪.‬‬

‫تعرف على أنها خطوة أساسية وضرورية في البحث العلمي‪ ،‬تهدف إلى استطالع الظروف‬
‫المحيطة بالظاهرة التي يرغب الباحث في دراستها والتعرف على أهم الفروض التي يمكن وضعها‬
‫و إخضاعها للبحث العلمي‪(.‬إبراهيم‪،2000،‬ص‪. )38‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬ولتهيئة الدراسة الميدانية تم إجراء الدراسة االستطالعية للدراسة الراهنة‬
‫بالمركز الوسيط لعالج المدمنين –الخروب‪-‬‬

‫وذلك لتحقيق مجموعة من األهداف هي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد الموضوع بدقة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫‪ -‬التعرف على ميدان الدراسة بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد من إمكانية إجراء موضوع الدراسة ميدانيا‪.‬‬

‫تمثلت األدوات المستعملة في الدراسة االستطالعية على المقابلة المفتوحة في شكل اتصال‬
‫وتعارف أولي بين الباحثة وحاالت الدراسة ذلك مع وجود األخصائية النفسانية‪ ،‬هدفت لكسب الثقة‬
‫و طمأنة المفحوص على سرية المعلومات التي يدلي بها ليشعر بثقة وراحة أكبر في تعامله معنا‪.‬‬

‫‪ - 4‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫إن المجال هو مقياس آخر يساهم في تصميم البحث العلمي (أنجرس‪،2004،‬ص‪ ،)74‬وثم تحديد‬
‫المجال الزماني والمكاني والبشري للدراسة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -4.1‬الحدود الزمنية‪:‬‬

‫بدأت الدراسة التطبيقية في بداية شهر ماي ‪ 2023‬إلى غاية نهاية الشهر‬

‫‪ -4.2‬الحدود المكانية‪:‬‬

‫تنتمي حاالت الدراسة إلى المدمنين المنتسبين إلى المركز الوسيط لعالج المدمنين بمدينة الخروب‪،‬‬
‫حيث يتكون المركز من فريق طبي المتمثل في طبيب عام مختص في عالج المدمنين‪ ،‬أخصائية نفسانية‬
‫ومساعدة اجتماعية ‪.‬‬

‫‪ - 5‬الدراسة الميدانية‪:‬‬
‫‪ - 5- 1‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫بعد اإلجراء المقابالت المفتوحة ذلك بوجود األخصائية النفسية واستنادا على التقارير تم اختيار‬
‫حاالت الدراسة تتناسب مع الموضوع‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫‪- 5- 2‬أدوات الدراسة‪:‬‬

‫استخدمت الباحثة لجمع البيانات ما يلي ‪:‬‬

‫‪-5-2-1‬المقابلة العيادية النصف موجهة‪:‬‬

‫تعد المقابلة أحد أهم وسائل جمع المعطيات في دراسة األفراد والجماعات اإلنسانية‪ ،‬ويعد التحقيق‬
‫بواسطة المقابلة تقنية يطرح خاللها الباحث مجموعة من األسئلة مدروسة وهادفة من أجل خدمة موضوع‬
‫البحث‪.‬‬

‫باعتبار أن المقابلة العيادية عالقة دينامية وتبادل لفظي منظم بين شخصين المعالج والمفحوص‪،‬‬
‫بحيث يالحظ المعالج فيها ما يطرأ على المفحوص من تغيرات وانفعاالت‪. )P47 Angel,1998,(.‬‬

‫تم استخدام المقابلة نصف الموجهة التي تسمح بجمع قدرا كافيا من المعلومات حول الحاالت‬
‫التي نرغب في دراستها‪ ،‬وترتبط مقابلة البحث بدليل المقابلة الذي يضم مجموعة أسئلة منظمة في محاور‬
‫محددة‪.‬‬

‫أ‪/‬محاور المقابلة النصف موجهة‪:‬‬

‫تم تصميم مقابلة دراستنا بشكل يناسب أهداف البحث‪ ،‬وقد تضمنت ‪ 4‬محاور موضحة كالتالي ‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬الحياة النفسية والعالئقية قبل اإلدمان‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬بداية االهتمامات اتجاه المخدرات‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬في فترة اإلدمان‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬الطموحات والتصورات المستقبلية‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫‪-5-2-2‬مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‪:‬‬

‫‪ ‬مقياس األفكار الالعقالنية‪:‬‬


‫التعريف بالمقياس‪:‬‬
‫يتكون هذ ا المقياس في صورته األجنبية من إحدى عشرة فكرة غير عقالنية وضعها "ألبرت‬
‫إليس " وقام سليمان الريحاني (‪ )1985‬بترجمته وتقنينه على البيئة األردنية‪ ،‬وأضاف إليه فكرتين‬
‫غير عقالنيتين يرى أنهما منتشرتان في البيئة العربية وهما ‪:‬‬
‫‪ ‬ينبغي أن يتسم الشخص بالجدية والرسمية في التعامل مع اآلخرين حتى تكون له قيمة أو مكانة‬
‫محترمة بين الناس‪.‬‬
‫‪ ‬ال شك أن مكانة الرجل هي األهم في ما يتعلق بعالقته مع المرأة‪.‬‬
‫وبذلك يتكون المقياس من (‪ )13‬فكرة تشمل كل واحدة منها أربعة من العبارات‪ ،‬نصفها إيجابي يتفق‬
‫مع الفكرة والنصف اآلخر سلبي يختلف معها ويناقضها‪ ،‬ووزعت فقرات المقياس الـ(‪)52‬‬
‫على األفكار التي تعبر عنها بترتيب معين يتضمن تباعد الفقرات التي تقيس البعد الواحد‪ ،‬ويمكن‬
‫توضيح هذا في الجدول الموالي ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪) 2‬‬
‫أرقام العبارات المرتبطة بها‬ ‫مضمون الفكرة‬ ‫رقم الفكرة‬

‫‪40 ،27 ،14 ،1‬‬ ‫طلب التأييد واإلستحسان‬ ‫‪01‬‬


‫‪41 ،28 ،15 ،2‬‬ ‫ابتغاء الكمال الشخصي‬ ‫‪02‬‬
‫‪42 ،29 ،16 ،3‬‬ ‫اللوم القاسي للذات واآلخرين‬ ‫‪03‬‬
‫‪43 ،30 ،17 ،4‬‬ ‫توقع الكوارث‬ ‫‪04‬‬
‫‪44 ،31 ،18 ،5‬‬ ‫التهور االنفعالي‬ ‫‪05‬‬
‫‪45 ،32 ،19 ،6‬‬ ‫القلق الدائم‬ ‫‪06‬‬
‫‪46 ،33 ،20 ،7‬‬ ‫تجنب المشكالت‬ ‫‪07‬‬
‫‪47 ،34 ،21 ،8‬‬ ‫االعتمادية‬ ‫‪08‬‬
‫‪48 ،35 ،22 ،9‬‬ ‫الشعور بالعجز‬ ‫‪9‬‬
‫‪49 ،36 ،23 ،10‬‬ ‫االنزعاج لمشاكل اآلخرين‬ ‫‪10‬‬

‫‪50 ،37 ،24 ،11‬‬ ‫ابتغاء الحلول الكاملة‬ ‫‪11‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الإطار المنهجي للدراسة‬
‫‪51 ،38 ،25 ،12‬‬ ‫الجدية والرسمية‬ ‫‪12‬‬
‫‪52 ،39 ،26 ،13‬‬ ‫عالقة الرجل بالمرأة‬ ‫‪13‬‬

‫األفكار العقالنية والالعقالنية المرتبطة بها‪(.‬أبو الحسن‪ ،‬ص‪)65-66‬‬


‫‪ ‬الثبات‪ :‬طريقة التناسق الداخلي ألفا كرونباخ‬
‫كشفت النتائج أن معامالت الثبات تتراوح بين ‪ 0.49‬إلى ‪ 0.68‬وهي قيم مقبولة‪ ،‬وهذا ما يدل‬
‫على ثبات االختبار‪.‬‬
‫‪ ‬الصدق‪ :‬طريقة الصدق التمييزي‬
‫بلغ اختبار (ت) ‪ 7.710‬عند درجة حرية ‪ 18‬عند مستوى ‪ 0.001‬وهذا قرار مقبول ومنه‬
‫يمكننا أن نقول أن االختبار صادق وبدرجات عالية‪ ،‬وهذا يدل على أنه يميز بين األفراد‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذه النتائج صالحية استخدام مقياس األفكار الالعقالنية المعني في دراستنا‪،‬‬
‫واالعتماد على نتائجه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬عرض ومناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬عرض حاالت الدراسة‬


‫تقديم حاالت الدراسة‬ ‫‪-‬‬
‫عرض نتائج التحليل الكمي للمقابالت‬ ‫‪-‬‬
‫عرض نتائج مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‬ ‫‪-‬‬
‫التحليل العام للنتائج على ضوء أهداف الدراسة‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫‪ - 1‬عرض الحالة األولى‪:‬‬
‫‪ -1.1‬تقديم الحالة األولى‪:‬‬

‫الحالة "ح" جنس ذكر‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 33‬سنة ذو مستوى جامعي الثالثة ليسانس تخصص‬
‫ميكانيك‪ ،‬عامل حر‪ ،‬يعيش الحالة في أسرة مكونة من والدين األم ماكثة بالبيت واألب تاجر و ‪ 5‬إخوة‬
‫حيث يحتل المرتبة الخامسة بينهم ‪.‬‬

‫‪ -1.2‬عرض نتائج التحليل الكمي للمقابلة‪:‬‬


‫بعد تقسيم وحدات المقابلة النصف موجهة تأتي مرحلة التحليل الكمي لوحدات المقابلة‬
‫الجدول رقم (‪ : )3‬التحليل الكمي لمضمون المقابلة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الوحدات‬ ‫الفئات‬ ‫المحاور‬

‫‪%20.29‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-11-10-8-5-4-1‬‬ ‫األسرة‬ ‫التنشئة االجتماعية‬


‫‪-33-22-16-13-12‬‬
‫‪65-50-41‬‬
‫‪%13.04‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-45-29-7-6-3-2‬‬ ‫المحيط‬
‫‪72-70-67‬‬
‫ف=‪%2333.33 2‬‬

‫‪%24.64‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-25-24-23-17-9‬‬ ‫األفكار الالعقالنية‬ ‫األسباب الدافعة‬


‫‪-47-46-40-29-28‬‬ ‫لإلدمان على‬
‫‪-57-56-51-49-48‬‬ ‫المخدرات‬
‫‪60-59‬‬
‫‪%15.94‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-52-44-39-38-36‬‬ ‫أنواع المخدرات‬
‫‪-62-58-55-54-53‬‬ ‫وتأثيرها‬
‫‪71‬‬
‫ف=‪%2840.58 2‬‬

‫‪%5.80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪64-35-30-21‬‬ ‫االكتئاب‬ ‫العوامل النفسية‬


‫‪%5.80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪61-43-27-26‬‬ ‫القلق‬

‫‪%8.69‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-68-63-34-31-20‬‬ ‫الضغوط النفسية‬


‫‪69‬‬
‫‪%5.80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪19-18-15-14‬‬ ‫العدوانية‬

‫‪% 1826.09‬‬ ‫ف=‪4‬‬

‫‪%10069‬‬ ‫ف=‪8‬‬ ‫المجموع‬


‫‪ ‬التعليق على الجدول‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫بعد تحليل المقابلة النصف موجهة تم تقسيم وحداتها إلى ‪ 3‬محاور‪ ،‬حيث يتمثل المحور األول في‬
‫التنشئة االجتماعية والمحور الثاني األسباب الدافعة لإلدمان على المخدرات إضافة إلى محور العوامل‬
‫‪% %40.58‬‬ ‫النفسية‪ ،‬إذ يتبين أن أكبر نسبة تعود لمحور األسباب الدافعة إلدمان المخدرات تمثلت بنسبة‬
‫الذي بدوره ينسم إلى فئتين حيث فئة األفكار الالعقالنية تمثل ‪ ،%24.64‬تليها فئة أنواع المخدرات‬
‫وتأثيرها ‪. %15.94‬‬

‫يأتي محور التنشئة االجتماعية في الرتبة الثانية األكثر تكرارا عند الحالة بنسبة ‪% 33.33‬وينقسم إلى فئة‬
‫األسرة ‪ ،%20.29‬ثم فئة المحيط ‪ ،%13.04‬ويتمثل المحور الثالث في العوامل النفسية بنسبة ‪26.09‬‬
‫‪%‬ويضم ‪ 4‬فئات حيث تمثل فئة الضغوط النفسية ‪ ،%8.69‬أما كل من الفئات االكتئاب ‪ ،‬القلق والعدوانية‬
‫بنسبة ‪.% 5.80‬‬

‫‪- 1- 3‬عرض ومناقشة نتائج مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )4‬نتائج تطبيق مقياس األفكار العق النية والالعقالنية للحالة األولى‬

‫الالعقالني‬ ‫العقالني‬ ‫البعد‬


‫‪44‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الدرجات‬
‫‪74‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫‪ ‬التعليق على نتائج المقياس‪:‬‬


‫بعد تنقيط المقياس على كل فقرة وما تتضمنه من عبارات تم جمع النقاط ذلك من أجل التعرف على‬
‫المجموع الكلي التي تحصل عليها الحالة‪ ،‬إذ تبين أنه تحصل على الدرجة الكلية قدرت ب(‪ ،)74‬وزعت‬
‫منها (‪ )30‬درجة على البعد العقالني و(‪ )44‬درجة على ال بعد الالعقالني‪ ،‬هذا ما يدل على قبول الحالة‬
‫لألفكار الالعقالنية و رفض األفكار العقالنية ‪ ،‬ذلك من خالل إجابته على العبارات الالعقالنية المتمثلة‬
‫في الفقرات (‪ )13 ،12 ،11 ،9 ،8 ،7 ،6 ،4 ،1‬مقارنة بالعبارات العقالنية الموضحة في الفقرات (‪،2‬‬
‫‪ ،)10 ،5 ،3‬ما يبين أن الحالة على درجة مرتفعة من التفكير الالعقالني‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫‪ - 2‬عرض الحالة الثانية ‪:‬‬
‫‪ -2.1‬تقديم الحالة الثانية‪:‬‬

‫الحالة "ط"‪ ،‬جنس ذكر يبلغ من العمر ‪ 19‬سنة‪ ،‬توقف عن الدراسة في السنة الثالثة متوسط‬
‫إال أنه يواصل دراسته في التكوين المهني تخصص سائق‪ ،‬يعيش وسط أسرة مكونة من األب عامل واألم‬
‫كذلك عاملة‪ ،‬ولديه ‪ 4‬إخوة وهو أكبرهم‪ ،‬ذو مستوى معيشي جيد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫‪ - 2- 2‬عرض نتائج التحليل الكمي للمقابلة ‪:‬‬
‫بعد تقسيم وحدات المقابلة النصف موجهة تأتي مرحلة التحليل الكمي لوحدات المقابلة‬

‫الجدول رقم(‪ : )5‬التحليل الكمي للمقابلة الثانية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الوحدات‬ ‫الفئات‬ ‫المحاور‬

‫‪19.44‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-8-7-6-5-4-3-1‬‬ ‫األسرة‬ ‫التنشئة االجتماعية‬


‫‪-16-12-11-10-6‬‬
‫‪25-17‬‬
‫‪%19.44‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-45-44-29-15-2‬‬ ‫المحيط‬
‫‪-54-53-52-51‬‬
‫‪76-75-74-68-61‬‬

‫‪%38.88‬‬ ‫ف=‪28 2‬‬

‫‪%22.22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪-19-18-14-13‬‬ ‫األفكار‬ ‫األسباب الدافعة‬


‫‪-28-27-26-21‬‬ ‫الالعقالنية‬ ‫إلدمان المخدرات‬
‫‪-62-57-34-30‬‬
‫‪70-69-67-63‬‬

‫‪%12.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-58-48-47-46‬‬ ‫أنواع المخدرات‬


‫‪73-72-66-59-65‬‬ ‫وتأثيرها‬

‫‪%2534.72‬‬ ‫ف=‪2‬‬

‫‪%6.94‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪56-38-35-33-20‬‬ ‫االكتئاب‬ ‫العوامل النفسية‬

‫‪%5.55‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪71-64-49-42‬‬ ‫القلق‬

‫‪%8.34‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-37-36-32-31‬‬ ‫الضغوط النفسية‬


‫‪55-50‬‬

‫‪%5.55‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪60-43-41-40‬‬ ‫العدوانية‬

‫‪%1926.38‬‬ ‫ف=‪4‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪72‬‬ ‫المجموع ف= ‪8‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫‪ ‬التعليق على الجدول‪:‬‬
‫بعد تحليل المقابلة النصف موجهة تم تقسيم وحداتها إلى ‪ 3‬محاور‪ ،‬حيث يتمثل المحور األول‬
‫في التنشئة االجتماعية والمحور الثاني األسباب الدافعة لإلدمان على المخدرات إضافة إلى محور العوامل‬
‫النفسية‪ ،‬إذ يتبين أن أكبر نسبة تعود لمحور التنشئة االجتماعية تمثلت بنسبة ‪% 38.88‬الذي بدوره ينقسم‬
‫إلى فئتين األسرة والمحيط إذ تمثال بنفس النسبة قدرت بـ ‪. % 19.44‬‬

‫يأتي محور األسباب الدافعة إلدمان المخدرات في الرتبة الثانية األكثر تكرارا عند الحالة بنسبة‬
‫‪ % 34.72‬وينقسم إلى فئة األفكار الالعقالنية قدرت بنسبة ‪ ،%22.22‬ثم فئة أنواع المخدرات وتأثيرها‬
‫بنسبة ‪ ،12.5‬ويتمثل المحور الثالث في العوامل النفسية بنسبة ‪ %26.38‬ويضم ‪ 4‬فئات حيث تمثل فئة‬
‫الضغوط النفسية ‪ ،% 8.34‬تليها فئة االكتئاب نسبة ‪ ،% 6.94‬أما كل من فئة القلق والعدوانية بنسبة‬
‫‪.% 5.55‬‬

‫‪ - 2- 3‬عرض وتحليل نتائج مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‪:‬‬


‫الجدول رقم(‪ :)6‬نتائج تطبيق مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‬

‫الالعقالني‬ ‫العقالني‬ ‫البعد‬

‫‪50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الدرجات‬

‫‪75‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫‪ ‬التعليق على نتائج المقياس‪:‬‬


‫بعد تنقيط المقياس على كل فقرة وما تتضمنه من عبارات تم جمع النقاط ذلك من أجل التعرف‬
‫على المجموع الكلي التي تحصل عليها الحالة‪ ،‬إذ تبين أنه تحصل على الدرجة الكلية قدرت ب( ‪،)75‬‬
‫وزعت منها ( ‪ )25‬درجة على البعد العقالني و( ‪ )50‬درجة على البعد الالعقالني‪ ،‬هذا ما يدل على قبول‬
‫الحالة لألفكار الالعقالنية و رفض األفكار العقالنية ‪ ،‬ذلك من خالل إجابته على العبارات الالعقالنية‬
‫المتمثلة في الفقرات(‪ )13 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،3 ،1‬مقارنة بالعبارات العقالنية الموضحة‬
‫في الفقرات (‪ ،)12 ،4 ،2‬ما يبين أن الحالة على درجة مرتفعة من التفكير الالعقالني‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫‪ - 3‬التحليل العام للنتائج على ضوء أهداف الدراسة‪:‬‬

‫بعد تطبيقنا للمقابلة النصف موجهة ومقياس األفكار الالعقالنية عكست النتائج أن الحالة األولى‬
‫والثانية يعانون ويطغى عليهم أسلوب التفكير الخاطئ بدرجة مرتفعة‪ ،‬حيث تحصل الحالة (‪)1‬‬
‫على مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية على درجة تقدر ب(‪ )44‬على بعد الالعقالني مما يدل على‬
‫أنه يتميز بالتفكير الالمنطقي نتيجة الوضعيات التي يعيشها المتبين في فكرة أن األوضاع ساءت من خالل‬
‫السحر ‪ ،‬وأسلوب التنشئة االجتماعية التي تلقاه من والديه وما نتج عنها مختلف االنفعاالت السلبية‬
‫من الخوف والقلق الزائد وكذا شعوره بالعجز والفشل في مواجهة الضغوط‪،‬‬

‫مقياس األفكار العقالنية و الالعقالنية على درجة تقدر ب( ‪)50‬‬ ‫بينما تحصل الحالة (‪) 2‬على‬
‫على بعد الالعقالني مما يدل على أنه يتميز بالتفكير الالمنطقي نتيجة إهمال األب والتدليل الزائد‬
‫من طرف األم والخالة‪ ،‬وكذا أسلوب التنش ئة االجتماعية التي تلقاه من محيطه وأفراد عائلته‪ ،‬وما نتج‬
‫عنها مختلف االنفعاالت السلبية من الخوف والقلق الزائد وخاصة العنف وكذا شعوره بالعجز والفشل‬
‫في مواجهة الضغوط‪ ،‬فوقع في دائرة المخدرات‪،‬إذ أن التفكير الخاطئ متمثل في جملة أو مجموعة‬
‫من المعتقدات واألفكار الالواقعية وغير المنطقية‪ ،‬كما يرى ألبرت إليس أنها تتميز بالمبالغة والتهويل‬
‫في تفسيرها للحدث وبعدم موض وعيتها والمبنية على توقعات وتعميمات خاطئة‪ ،‬نتيجة ما تعرض لهمن‬
‫معاملة قاسية من طرف أفراد العائلة وكثرة المشكالت بينهم وتلقيه للعنف‪ ،‬أي من خالل تفسيره لألحداث‬
‫والمثيرات التي يصادفها‪ ،‬كما تبين في اعتقاد الحالة (‪ )2‬أنه ال وجود لمساند وحماية له من طرف األب‪،‬‬
‫فا لفرد عندما يواجه أي موقف أو حدث فإنه ينظر ويتعامل معه وفقا لفلسفته العامة‪ ،‬فيشعر بالتهديد‬
‫أو الطمأنينة بالحب أو الكراهية هذا ما وقع فيه الحالة من خالل معاملة األب له فيجد نفسه وحيد ال قيمة له‬
‫و مذلول‪ ،‬فإنه يت منى أن يحصل على محبة والده من أجل نظرته لذاته ولآلخرين‪ ،‬هذا ما يتوافق مع الفكرة‬
‫الالعقالنية رقم (‪ )01‬التي تنص على طلب االستحسان باعتقاده ال بد أن يكون محبوبا من كل شخص من‬
‫بيئته‪ ،‬وهذا ما حققه مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية بقبوله لعبارات الفكرة(‪.)01‬حيث يشير باترسون‬
‫أن جل األفكار الالعقالنية هي المفاهيم والمعتقدات التي يتبناها الفرد عن األحداث والظروف الخارجية‬
‫التي ترجع نشأتها إلى التعلم المبكر غير المنطقي من خالل معايشة الحالة لظروف ومعاملة قاسية‪ ،‬إذ‬
‫يكتسب تعلمه المبكر من خالل ما تلقاه من والديه ومجتمعه والثقافة التي يعايشها‪ ،‬كما ال يمكن إغفال اآلباء‬
‫عن المعتقدات التي يغرسونها في أبناءهم وما يترتب عنها من أفكار سلبية السيما أفكار العقالنية‪،‬‬
‫من خالل ميل الوالدين للحديث السلبي والنظرة السوداوية لمحيطهما وتوقع الفشل‪ ،‬وهذا ما ينعكس‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫على األبناء ما يؤدي بهم إلى اكتساب أفكار العقالنية تظهر على شكل نظرة تشاؤمية لألمور وفقدان الثقة‬
‫بالنفس إذ يتبناها مع مرور الوقت ويتعامل من خاللها ألنها سوف تصبح جزءا من شخصيته‪.‬‬

‫كون الحالة (‪ )1‬يتلقى الصراعات داخل العائلة في كل األوقات مع كثرة التوبيخات واأللفاظ السلبية‪،‬‬
‫إذ أن شجار الوالدين المتكرر أمام األبناء يؤثر على سلوكهم وشخصيتهم ككل في المستقبل‪ ،‬فيشعر‬
‫بعد االمان و االطمئنان وكذا عدم قيمته وكرهه بين عائلته‪ ،‬حسب الحالة(‪ )2‬يتضح أننا بصدد عائلة مفككة‬
‫يغيب فيها أحد أدوار الوالدين‪ ،‬إذ نجد أن األب يقف موقفا غير متكيف اتجاه االبن األكبر مقارنة بباقي‬
‫أبناءه حيث يستقيل ويتخلى عن دوره ومسؤوليته‪ ،‬إال أن األم تحاول تدارك الوضع وتلعب دورها‬
‫في تنشئة األبناء مع بعض‪ ،‬إال أن هذه األسرة عجزت عن تحقيق اإلشباع لدى الحالة حيث افتقد للحب‬
‫والحنان واإلشراف والتوجيه مع كثرة التوبيخ فمن خالل مختلف العوامل التي تعرضوا لها الحالتين‬
‫هي مهيئات ومعززات لمنظومة معرفية العقالنية واعتقادات سلبية المنطقية تساهم بشكل سلبي‬
‫في تقييمهم لألحداث والظروف‪ ،‬كذلك ما أدت بهم إلى شعورهم بالحزن والكآبة مع فقدان البهجة‬
‫والرضاعن الحياة‪ ،‬والنظرة السلبية عن النفس وخفض المعنويات وعدم السعادة نتيجة الظروف المعاشة‬
‫هذا ما يتطابق مع الفكرة الالعقالنية(‪ )05‬التي تنص على التهور االنفعالي باعتقادهم أن عدم سعاتهم‬
‫وتعاستهم ناتجة عن ظروف خارجة عن سيطرتهم وليس بمقدورهم التغلب عليها ألن الظروف أقوى‬
‫منهم‪ ،‬هذه األخيرة وسوء التعامل معها بالشكل المالئم وجد الحالتين نفسهم في ضغوطات نفسية تسبب له‬
‫التوتر والضيق نتيجة أفكارهم التي تأخذ حسب إليس شكل التشويه المعرفي أو اإلدراك المشوه‬
‫والالواقعي للذات ولألحداث السلبية التي يتعرضوا لها‪ ،‬مما تؤثر على عالقاتهم وطموحاتهم فيكونوا‬
‫عرضة للقلق واإلحباط وعدم القدرة على التفكير وتشتت اإلدراك‪،‬أشار ‪ Lazarus‬أن الضغوط النفسية‬
‫الفرد الحدث البيئي ويقيمه على أنه مهدد‪ ،‬إذ يفقد المقاوم ة‬ ‫تعود إلى الطريقة التي يدرك بها‬
‫و االستجابة المالئمة ‪ ،‬وعندها ي شعر بالضيق ويضع تقييما أنه تحت وطأة وسيطرة الضغط‪،‬‬
‫وهذا ما أكدته دراسة شايع مجلي (‪ )2011‬حيث بينت النتائج عن وجود عالقة ارتباطية بين األفكار‬
‫الالعقالنية والضغوط النفسيية‪.‬‬

‫وجد الحالة (‪ )1‬نفسه تحت سيطرة اإلحباط وضعف الثقة بالنفس على اتخاذ القرار نتيجة سوء‬
‫التفاهم والحوار بين العائلة لوضع حلول للمشكالت‪ ،‬بينما الحالة (‪ )2‬نتيجة عدم تلقيه للحماية والمساعدة‬
‫في طفولته من طرف األب‪ ،‬جل هذه المظاهر ربما هي مؤشرات لظهور االكتئاب‪ ،‬حيث يرى ‪Beck‬‬
‫أن االكتئاب يمكن أن يكون نتيجة نمط تفكير سلبي من خالل التصور السلبي للذات والحياة‪ ،‬والميل‬
‫إلى النظر على أن العراقيل والمعوقات التي يضعها عالمه الخارجي في طريق تحقيق أهدافه في الحياة أنه‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫محروم باللذة واإلشباع‪ .‬كما ي نتاب الحالة إحساس بالضعف والعجز أمام ما يواجهه من صعوبات وعدم‬
‫التفكير في طرق وأساليب هادفة لمعاناته يتطابق هذا مع الفكرة الالعقالنية (‪ )09‬التي تنص على الشعور‬
‫بالعجز باعتقاده أن األحداث الماضية في حياته هي التي تحدد سلوكه الحالي وأنه ال يمكن تغييرها‪،‬‬
‫كما ذكر الحالة أنه يحس بالفشل في مواجهة ظروفه وعليه ذكر آرون بيك أن حاالت االكتئاب تدور حول‬
‫فكرة أساسية مضمونها "أنا فاشل"‪ ،‬وعندها يصبح الفرد مكتئبا فعادة ما يشوه خبراته في اتجاه سلبي‬
‫ثم يصل إلى استنتاجات خاطئة مبنية على معتقدات معرفية محرفة‪ ،‬األمر الذي يدعم تقديره السلبي‬
‫عن ذاته ويعمل على تشويه وتحريف المعلومات مما يجعله يضخم السلبيات ويتغاضى عن اإليجابيات‪.‬‬

‫إن أسلوب التنشئة االجتماعية خاصة المعاملة الوالدية غير السوية القائمة على الحماية الزائدة‬
‫واإلهمال و المعايشة للعالقات السلبية انعكس ذلك على الحالتين بنقص ثقتهم بأنفسهم وزرع الخوف فيهم‪،‬‬
‫كما تدفعهم إلى إحساس غامض غير سار يتم بالخوف المستمر من التفاعل أو التحريف في المواقف‬
‫االجتماعية‪ ،‬وكذا المبالغة في تقدير إدراك الناس واآلخرين ‪ ،‬وانشغالهم بالتقييم السلبي العتقادهم‬
‫أن األشخاص اآلخرين سيحكمون عليهم بطريقة سلبية وسيئة ‪،‬وتصبح المواقف االجتماعية المقرونة‬
‫بتوقعات سلبية عن تقييمات اآلخرين عبارة عن مواقف تهديد ‪ ،‬نتيجة تركيزهم على نواحي سلبية‬
‫من المواقف التي يواجهونها وبهذا يفقدون الموضوعية ويشوهون الحقيقة وهذا ما يتفق مع الفكرة‬
‫الالعقالنية (‪ )06‬التي تنص على القلق الزائد باعتقادهم أن الحاالت التي تمثل خطر عليه ينبغي االهتمام‬
‫بها والتفكير فيها باستمرار‪ ،‬حيث عند ظهور أمور خطيرة تبعث الخوف واالنزعاج يجب أن نتوقع حدوث‬
‫احتمالها في الحسبان‪ ،‬هذا ما أخلصت إليه دراسة رؤوف بوزويجة (‪ )2022‬إلى وجود أعراض‬
‫واضطرابات نفسية كالقلق‪ ،‬االكتئاب والمخاوف المسببة في ظهور اإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫كثرة التراكمات في الحياة وتعرض الحال تين إلى عدم االهتمام والمساندة وسط األسرة دفع بهم‬
‫عوضوا نقائصهم وأثبتوا وجودهم وزودوا بالقوة والقدرة‬
‫إلى األصدقاء من أجل االستئناس بهم ‪ ،‬حيث َ‬
‫على النسيان من خالل ممارسة هم سلوكيات منحرفة‪ ،‬إذ تدفع األفكار الالعقالنية وما تسببه‬
‫من ضغوطات وقلق واكتئاب ع لى اإلدمان على المخدرات‪ ،‬ذلك للتخفيف من وطأة المشاعر االنفعالية‬
‫من خالل ترسيخ معتقدات في ذهنهم كالحتمية واإللزامية بأنه ال يستطيع العيش دون مخدرات‪ .‬فسلوك‬
‫اإلدمان على المخدرات هو محاولة يائسة للتكيف مع االضطرابات النفسية نتيجة عدم قدرتهم على تحمل‬
‫المسؤوليات ومواجهتها فيجدونها كمنفذ لما يتعرضوا له‪ ،‬ما يتوافق هذا مع الفكرة الالعقالنية(‪)07‬‬
‫التي تنص على تجنب المشكالت باعتقادهم أن تجنب المسؤوليات والصعوبات بدال من مواجهتها ذلك من‬
‫خالل إحساسهم بالراحة‪ ،‬واعتقادهم أيضا أن المخدرات مصدر قوتهم ونشاطهم وهذا ما يتفق مع دراسة‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬عرض و مناقشة النتائج‬
‫الخوالدة والخياط حيث أثبتت أن أسباب اإلدمان على المخدرات ترجع إلى المشكالت األسرية والرغبة‬
‫في الحصول على اللذة والمتعة ونسيان الهموم ونسيان الهموم والمشكالت وكذا الهروب من األزمات‪.‬‬

‫ما دفع بالحالتين حد اإلدمان هو اعتقادهم بأنهم يستطيعون التحكم فيها ويتوقفوا عنها في الوقت‬
‫الذي يريدون ‪،‬ينسون بها همومهم ويبتعدون عن واقعهم المؤلم إذ حدث لهم ما لم يتوقع ‪ ،‬ما نجده يتطابق‬
‫مع الفكرة الالعقالنية (‪ )04‬باعتقادهم البد أن تسير األمور حسب رغبته وإذا سارت على غير ما يتوقع‬
‫فهي كارثة مدمرة‪ ،‬فمن خالل أسلوب التنشئة الذي تلقاه الحالتين من أهلهم شكل لهم مجموعة من المفاهيم‬
‫الخاطئة‪ ،‬عملت على تنشيط مختلف حاالت التوتر االنفعالي لديه كالقلق واالكتئاب وعدم االستقرار‪ ،‬حيث‬
‫دفعت بهم هذه المعاناة النفسية للبحث عن حلول للتخلص أو التخفيف منها عن طريق مختلف أساليب‬
‫التكيف لديه ‪ ،‬فوجدوا اإلدمان على المخدرات الحل األمثل والطريقة األنجع للتخفيف من معاناته وشعوره‬
‫بالبهجة والنشوة‪ ،‬وكذا إحساسه بالقوة والنشاط والقدرة على المواجهة‪.‬‬

‫إذ يشير‪ Ellis‬أن بداية اإلدمان على المخدرات يكون عن طريق المعتقدات الالعقالنية‪،‬‬
‫أما االستمرار في هذا السلوك فهو بدوره يعزز المعتقدات الخاطئة لعدم القدرة على تحمل اإلحباط والعجز‬
‫عن حل المشكالت دون اللجوء إلى المخدر‪ ،‬هذا ما وجدوا الحالتين واقعون فيه تحت اعتقادهم‬
‫بأنه ال يستطيعون التخلي عنه وهمهم الوحيد هو كيفية الحصول عليه‪ ،‬ولهذا استمروا في نفس السلوك‬
‫وبالتالي لم يملكون القدرة على تعلم المهارات الفعالة لحل المشكالت والتكيف معها‪ ،‬فالحالتين لديهم تحمل‬
‫منخفض لإلحباط وال يملكون ميكانيزم خفض التوتر بل يملكون التجنب والهروب‪.‬‬

‫و عليه فحاالت الدراسة توجهوا نحو المخدرات نتيجة الظروف الحياتية التي يعيشونها و نوعية‬
‫األساليب التربوية المتلقات أثناء الطفولة أي من خالل األسرة و المحيط ‪ ،‬إذ تتكون لديهم مجموعة‬
‫من المعتقدات و األفكار من خالل شعورهم بالضعف و نقص الثقة بالنفس ‪ ،‬فعدم التحكم و التغلب‬
‫على هذه األفكار تدفعهم إلى حد ظهور اضطرابات نفسية تمثلت في االكتئاب ‪ ،‬القلق ‪ ،‬الضغوط النفسية ‪،‬‬
‫العدوانية نتيجة العجز و الفشل و اإلحباط في مواجهة الصعوبات ‪ ،‬فوجدوا سلوك اإلدمان على المخدرات‬
‫هو السبيل الوحيد لضعف إحساسهم بالحزن و األلم و القلق و حصولهم على الراحة و التخلص‬
‫من المشاعر المؤلمة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫من خالل الدراسة الحالية التي تطرقنا إليها في محاولة الكشف عن خطورة األفكار الالعقالنية‬
‫في ظهور اإلدمان على المخدرات لدى حاالت من المدنيين‪ ،‬واستنادا على النتائج المتحصل عليها‬
‫من خالل تطبيق المقابلة النصف موجة و مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية يتبين أنهم يتسمون بنمط‬
‫تفكير العقالني الذي يعد من العوامل المعرفية الكامنة وراء سلوك اإلدمان على المخدرات‪ ،‬الذي يتشكل‬
‫من خالل أنماط التنشئة االجتماعية التي يمارسها اآلباء على األبناء‪ ،‬إضافة إلى الرفقاء والزمالء‬
‫واألشخاص المهمين ممن يدخلون في شبكة عالقاته االجتماعية والتراث الثقافي الذي يحيى به في مرحلة‬
‫الطفولة ‪ ،‬فهي قد تنبني على معطيات غير واقعية وغير منطقية تؤدي إلى قراءة مشوهة للواقع نتيجة‬
‫التعلم المبكر غير المنطقي‪ ،‬هذا ما الحظناه على حاالت الدراسة أنهم يعيشون في ظروف مزرية‬
‫من خالل تلقيهم ألساليب تنشئة خاطئة تتمثل في قساوة المعاملة وكذا اإلهمال والتدليل الزائد الذي تم‬
‫ترسيخه من طرف اآلبا ء‪ ،‬ما نتج عنها خلق للمشاعر السلبية وعدم تحمل اإلحباط وكذا التقييم السلبي‬
‫للذات ولآلخرين‪ .‬و كما ينجم عن األفكار الالعقالنية بأنها تعيق الفرد في تحقيق أهدافه وغاياته‪،‬‬
‫كما تشعره بالتعاسة وعدم الراحة نتيجة التفسيرات السلبية للمواقف والمشكالت الحياتية التي يتعرض لها‪،‬‬
‫فعدم التعايش بواقعية و منطقية مع المشكالت تقود إلى ظهور معاناة نفسية‪ ،‬و بهذا تكمن خطورة األفكار‬
‫الالعقالنية بأنها سابقة في ظهور االضطرابات النفسية من خالل تحريف للوقائع والتصور السلبي للذات‬
‫وعدم الكفاءة والشعور بالنقص والنظر للعالم بأنه مظلم‪ ،‬وكذا القلق نتيجة النبذ واالحتقار واإلهانة‬
‫و الشعور بالضيق‪ ،‬جل ما يواجهونه من الظروف البيئية المحيطة يمكن اعتبارها عامال من عوامل‬
‫االنحراف الفكري قبل االنحراف السلوكي‪ ،‬وصوال إلى هذه األخيرة من خالل نفورهم من عائالتهم‬
‫باتخاذهم ملجأ آخر يتيح لهم مجاال أكبر من الحرية ووجود واقعا أقل ألما عن طريق تناول المخدرات‬
‫هذه الظاهرة التي عرفت تناميا رهيبا وانتشارا واسع النطاق بين أفرادها‪ ،‬مما جعلها تمثل خطرا كبيرا‬
‫وهاجسا يؤرق جم يع المجتمعات اإلنسانية ويهدد أمنها واستقرارها‪ ،‬نتيجة ما تخلفه من آثار خطيرة‪،‬‬
‫إذ جعلتهم ضحايا لتجارب بدأت بالفضول وحب االكتشاف والرغبة في التخلص من الضغوطات‬
‫االجتماعية والنفسية كلها إشارات عن تنشئة اجتماعية سلبية ناتجة عن تربية خاطئة‪ ،‬من خالل اعتقاده‬
‫بأنه غير محبوب وأن سعادته تتوقف على معايشته‪ ،‬وشعوره بالعجز والفشل في مواجهة ظروفه والعمل‬
‫على تجنبها وكذا اعتماده على المخدر لتزويده بالقوة والنشاط كوسيلة للهروب من حقائق مؤلمة‪ .‬كما‬
‫يؤدي السلوكي اإلدماني إلى تعزيز المعتقدات الخاطئة من خالل تمسكه بأنه ال يستطيع العيش دون مخدر‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬
‫ويبقى المجال مفتوحا لدراسة األفكار الالعقالنية وخطورتها في ظهور اإلدمان على المخدرات‬
‫من خالل دراسات أكثر تعمقا ومعرفة أبعاد أخرى تخص المدمنين‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫على ضوء النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة يمكن تقديم التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬االهتمام بالتنشئة السوية لألبناء على إرساء دعائم التربية السليمة فيهم‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة الوعي االجتماعي واألسري بمخاطر المخدرات والتثقيف في كيفية التعامل معهم عن طريق‬
‫مختلف وسائل السمعي البصري‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير المزيد من الخدما ت النفسية والبرامج اإلرشادية لمساعدة األفراد على مواجهة مختلف‬
‫أزمات الحياة‪ ،‬والتخفيف من مشاعر االكتئاب واليأس واألفكار الالعقالنية المرتبطة بذلك‬
‫‪ -4‬ضرورة تفعيل دور األخصائي النفساني في المصحات والمراكز المتخصصة في عالج اإلدمان‬
‫في تصحيح المعتقدات الالعقالنية لديهم‪.‬‬
‫‪ -5‬االهتمام بالدراسات التي تتناول البرامج العالجية ذات االتجاه العقالني االنفعالي السلوكي‬
‫التي توجه للعالج من اإلدمان على المخدرات والحث على بث روح التفاؤل والثقة في مستقبلهم‬

‫‪55‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫و المراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫اللغة العربية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو حسن‪،‬زكية‪.) 2017(.‬سمات الشخصية ودورها في ظهور األفكار الالعقالنية‪.‬مجلة الباحث في‬
‫العلوم االنسانية واالجتماعية‪،)1(،8،‬ص‪74-48‬وجد في ‪http://www.asjp.cerist.dz.‬‬
‫‪ -2‬أحمد يحيى‪،‬خولة ‪.)2000(.‬االضطرابات السلوكية واالنفعالية‪.‬ط‪ .1‬عمان‪:‬دار الفكر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -3‬أسامة فاروق‪،‬مصطفى‪ .)2011(.‬مدخل إلى االضطرابات السلوكية واالنفعالية‪.‬ط‪ .1‬عمان‪:‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-3 -4‬أنجرس‪،‬موريس‪ .) 2004(.‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ .‬ط‪ .2‬الجزائر‪:‬دار‬
‫القصبة‪.‬‬
‫‪ -5‬لجزازي‪ ،‬جالل علي ‪.) 2012(.‬إدمان المخدرات والكحوليات وأساليب العالج‪.‬ط‪ .1‬األردن‪:‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -6‬الداهري‪ ،‬صالح حسن‪ .)2008(.‬أساسيات التوافق النفسي واالضطرابات السلوكية واالنفعالية‪.‬‬
‫ط‪ .1‬عمان‪:‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -7‬السميران ‪،‬تامر حسين علي‪ .) 2014(.‬سيكولوجية الضغوط النفسية وأساليب التعامل معها‪.‬ط‪.1‬‬
‫عمان‪:‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -8‬السيد عبيد‪ ،‬ماجدة بهاء الدين‪ .)2008(.‬الضغط النفسي‪.‬ط‪.1‬عمان‪:‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -9‬العزازي‪ ،‬منير‪.)2019(.‬العالج المعرفي السلوكي وأساليب مواجهة الضغوط‬
‫النفسية‪.‬عمان‪:‬الوراق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -10‬العويضة ‪،‬سلطان بن موسى‪.)2009(.‬العالقة بين األفكار العقالنية والالعقالنية ومستويات‬
‫الصحة النفسية عند عينة من طلبة جامعة عمان‪ .‬مجلة رسالة الخليج العربي‪-‬‬
‫عمان‪.29،)113(،‬وجد في‪http://search.shamaa.org‬‬
‫‪ -11‬القصاص‪،‬موسى زهير حسن‪.)2014(.‬األفكار الالعقالنية وانفعال الغضب لدى أفراد الشرطة‬
‫في ضوء بعض المتغيرات‪ .‬رسالة ماجستير‪،‬الجامعة اإلسالمية‪،‬‬
‫عزة‪http://mobt3ath.com.‬‬
‫‪ -12‬المشهداني‪،‬سعد سلمان‪.)2019(.‬منهجية البحث العلمي‪.‬ط‪ .1‬األردن‪:‬دار أسامة للنشر والتوزيع‬

‫‪57‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪ -13‬المعايطة‪،‬حمزة عبد المطلب كريم‪.)2017(.‬ظاهرة تعاطي المخدرات وآثارها في حدوث‬
‫الجريمة في ضوء بعض المتغيرات الديمغرافية‪.‬مجلة العلوم التربوية‪337-،)3(،‬‬
‫‪http://search.shamaa.org.365‬‬
‫‪ -14‬بركات‪،‬عبد الحق‪ .) 2020(.‬اإلدمان على المخدرات والمواد النفسية بين التدابير الوقائية وطرق‬
‫العالج‪.‬مجلة الفتح للدراسات النفسية والتربوية‪ .3-16 ،)1(،4،‬وجد‬
‫في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -15‬بعيبع‪،‬نادية‪.)2011(.‬دور اإلرشاد النفسي في عالج ووقاية المدمنين على المخدرات‪.‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‬
‫‪ -16‬بلحسيني‪ ،‬وردة‪.) 2011(.‬النماذج المعرفية لتفسير الرهاب االجتماعي‪.‬مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ .318-334،)2(،2،‬وجد في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -17‬بلعسلة‪،‬فتيحة‪.) 2018(،‬األفكار الالعقالنية وعالقتها بظهور المرض النفسي لدى األفراد‪.‬مجلة‬
‫الحكمة للدراسات التربوية والنفسية‪ .39-53،)3(،6،‬وجد في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -18‬بلعسلة‪ ،‬فتيحة‪ .(2012).‬تأثير األفكار الالعقالنية الداعمة للعدوان في ظهور السلوك العدواني‬
‫عند المراهقين المتمدرسين‪.‬مجلةالباحث‪.66-89،)1(،4،‬وجد في‪http://www.cerist.dz‬‬
‫‪ -19‬بالن‪ ،‬كمال يوسف‪ .)2015(.‬نظريات اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬ط‪.1‬األردن‪:‬دار اإلعصار‬
‫العلمي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -20‬بن علي غريب‪،‬عبد العزيز‪ .)2006(.‬ظاهرة العودة لإلدمان في المجتمع العربي‪.،‬ط‪.1‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬الرياض‪.‬وجد في‪https://www.socioclub.net‬‬
‫‪ -21‬بودربالة‪،‬محمد‪.)2017(.‬األفكار الالعقالنية وعالقتها بالصحة النفسية لدى عينة من طالب‬
‫المرحلة الثانوية بمدينة لمسيلة‪.‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪175-،)12(،7،‬‬
‫‪.193‬وجدفي‪https://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -22‬بوزيد‪،‬إبراهيم‪ .) 2022(.‬األفكار الالعقالنية واالستعدادات الذهانية لدى الجانحين‪ .‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ .1066-1085،)2(،9،‬وجد في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -23‬تيايبية‪،‬عبد الغاني‪.) 2018(.‬آلية اإلدمان من وجمة نظر اإلرشاد العقالني االنفعالي‪.‬مجلة تطوير‬
‫العلوم االجتماعية‪ .121-129،)1(،11،‬وجد في‪http://asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -24‬حسن‪،‬عبد الحميد سعيد‪.) 2003(.‬األفكار الالعقالنية وعالقتها ببعض المتغيرات االنفعالية‪.‬مجلة‬
‫العلوم التربوية‪ ،‬العدد ‪.04‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪ -25‬حمادي‪ ،‬أنور‪.)2015(.‬الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية‪.‬ط‪.1‬لبنان‪:‬الدار‬
‫العربية للعلوم ناشرون‪.‬‬
‫‪ -26‬خنوش‪،‬عبد القادر‪ .)2022(.‬شيوع األفكار الالعقالنية لدى تالميذ التعليم الثانوي‪ .‬مجلة دراسات‬
‫إنسانية واجتماعية‪ .727-744،)3(،11،‬وجد في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -27‬رديف‪،‬سيف محمد ‪ ،) 2014(،‬األفكار الالعقالنية وعالقتها بالرهاب االجتماعي لدى طلبة‬
‫جامعة بغداد‪.‬مجلة آداب المستنصرية‪ .65،)66(،‬وجد في‪http://search.emarefa.net‬‬
‫‪ -28‬زهران‪،‬حامد عبد السالم‪.)2005(.‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ .‬ط‪.4‬القاهرة‪:‬علم الكتب للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪-28 -29‬زيادة‪ ،‬أحمد رشيد‪.)2014(.‬علم النفس العيادي‪.‬ط‪.1‬عمان‪:‬الوراق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -30‬سعد هللا‪ ،‬الطاهر‪.) 2022(.‬العملية اإلرشادية وفق نظرية ألبرت أليس لإلرشاد العقالني‬
‫االنفعالي‪.‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ .163-176،)1(،14،‬وجد‬
‫في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -31‬سيريل‪،‬بوفيه ترجمة بوزيان‪.)2019(.‬مدخل إلى العالجات السلوكية المعرفية‪.‬الجزائر‪:‬دار‬
‫المجدد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-31 -32‬شناوي‪،‬رزيقة‪.)2022(.‬المعاناة النفسية لدى المدمن على المخدرات‪.‬مجلة دراسات نفسية‬
‫واجتماعية‪ .665-676،)3(،11،‬وجد في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -33‬علوي‪،‬نجاة‪.) 2020(.‬طريقة التوثيق وفق"نموذج الجمعية النفسية األمريكية"‪.‬مجلة التميز‬
‫اإلنسانية‪.15-28،)4(،‬وجدفي‬ ‫والعلوم‬ ‫االجتماعية‬ ‫للعلوم‬ ‫الفكري‬
‫‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -34‬غولي‪،‬حسن أحمد سهيل القره‪.)2019(.‬السلوكيات االنهزامية للمدمنين في مرحلة المراهقة‬
‫والشباب‪.11-41،)1(،2.‬وجد في ‪http://www.iasj.net‬‬
‫‪ -35‬فياللي‪،‬أسماء‪.) 2022(.‬المعتقدات الالعقالنية الداعمة للسلوك العدواني لدى طفل إلى‬
‫الشارع‪.‬مجلة دراسات نفسية وتربوية‪ .346-360،)1(،15،‬وجد‬
‫في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫َللا‪ .)2012(.‬نظريات اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬ط‪ .1‬األردن‪.‬دار الفكر للنشر‬
‫‪ -36‬محمد قاسم عبد َ‬
‫والتوزيع‪. .‬‬

‫‪59‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫َللا‪ ،)2011( ،‬األفكار الالعقالنية وعالقتها بالضغوط النفسية لدى طلبة كلية‬
‫‪ -37‬مجلي‪،‬شايع عبد َ‬
‫التربية بصعده جامعة عمران‪ .‬مجلة جامعة دمشق‪.(4) ،27،‬‬
‫‪ -38‬مروان عبد المجيد إبراهيم‪.)2000(.‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪.‬ط‪.1‬‬
‫األردن‪.‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -39‬مزياني‪ ،‬حمزة‪.)2015(.‬المعتقدات اإلدمانية‪.‬مجلةالمرشد‪.9-35،)1(،5،‬وجد‬
‫في‪http://www.asjp.cerist.dz‬‬
‫‪ -40‬مشابقة‪ ،‬أحمد‪.)2006(.‬اإلدمان على المخدرات اإلرشاد والعالج النفسي‪.‬ط‪.1‬عمان‪ :‬دار‬
‫الشروق‪.‬‬
‫‪ -41‬ملحم‪،‬سامي محمد‪.)2013(.‬علم النفس الشواذ‪.‬ط‪ .1‬األردن‪:‬دار الرضوان للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -42‬ملوحي‪،‬ناصر محي الدين‪.)2019(.‬اإلدمان مخاطرهوعالجه‪.‬ط‪.2‬دار الغسق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -43‬ناجي‪،‬عايدة‪.)2021(.‬فاعلية برنامج إرشادي جماعي في تعديل األفكار الالعقالنية وخفض‬
‫السلوك العدواني لدى المراهق الجانح‪ .‬مجلة الرسالة للدراسات والبحوث االنسانية‪،)4(،6 ،‬‬
‫‪ -44‬ناسو صالح سعيد‪ .)2010(.‬دور المرشد النفسي في المؤسسات التعليمية لوقاية الشباب من آفة‬
‫المخدرات‪.‬مجلة الب حوث التربوية والنفسية‪ .‬العددان ‪26‬و‪.27‬‬
‫اللغة األجنبية ‪:‬‬
‫‪45- Angel,p.(1998).Lentretien en clinique.paris.‬‬
‫‪46- Aro,.Beck.(1976).La therapie cognitive et les troubles emotionnels.1ere‬‬
‫‪edition.Belgique:bibliothèque.‬‬
‫‪47- Reuchlin.M.(1998). Les methode en psychologie. Casbah. Alger.‬‬
‫‪48- Vrescon, I. (2009). Les addictions comportementales : aspects cliniques‬‬
‫‪et psychopathologiques. Mardaga . paris.‬‬
‫‪49- http://onlcdt.mjustice.dz,27/4/2023,7h:28min‬‬
‫‪50- http://www.mdn.dz,27/4/2023,9h:38min‬‬

‫‪60‬‬
‫المالحق‬
‫الملاحق‬
‫ملحق رقم(‪ :)1‬مقياس األفكار العقالنية والالعقالنية‪.‬‬
‫أرجو قراءة كل من تلك العبارات ووضع إشارة() في المكان المناسب في ورقة اإلجابة الذي يعبر عن موقفك‬
‫من كل نها‪ .‬راجية التكرم باإلجابة على جميع العبارات بكل صدق وأمانة‪ ،‬علما أن اإلجابة تستخدم ألغراض‬
‫علمية فقط‪ ،‬ولك خالص الشكر والتقدير‪.‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬


‫ال أتردد بالتضحية بمصالحي ورغباتي في سبيل رضا وحب اآلخرين‬ ‫‪01‬‬
‫أؤمن بأن كل شخص يجب أن يسعى دائما إلى تحقيق أهدافه بأقصى ما يمكن من الكمال‬ ‫‪02‬‬
‫أفضل السعي وراء إصالح المسيئين بدال من معاقبتهم ولومهم‬ ‫‪03‬‬
‫ال أستطيع أن أقبل نتائج أعمال تأتي على غير ما اتوقع‬ ‫‪04‬‬
‫أؤمن بأن كل شخص قادر على تحقيق سعادته بنفسه‬ ‫‪05‬‬
‫يجب أن ال يشغل الشخص نفسه في التفكير بإمكانية حدوث الكوارث والمخاطر‬ ‫‪06‬‬
‫أفضل تجنب الصعوبات بدال من مواجهتها‬ ‫‪07‬‬
‫من المؤسف أن يكون اإلنسان تابعا لآلخرين ومعتمدا عليهم‬ ‫‪08‬‬
‫أؤمن بأن ماضي اإلنسان يقرر سلوكه في الحاضر والمستقبل‬ ‫‪09‬‬
‫يحب أن ال يسمح الشخص لمشكالت اآلخرين أن تمنعه من الشعور بالسعادة‬ ‫‪10‬‬
‫أعتقد أن هناك حل مثالي لكل مشكلة البد من الوصول إليه‬ ‫‪11‬‬
‫إن الشخص الذي اليكون جديا ورسميا في تعامله مع اآلخرين اليستحق احترامهم‬ ‫‪12‬‬
‫اعتقد أن من الحكمة أن يتعامل الرجل مع المرأة على أساس المساواة‬ ‫‪13‬‬
‫يزعجني أن يصدر عني أي سلوك يجعلني غير مقبول من قبل اآلخرين‬ ‫‪14‬‬
‫أؤمن بأن قيمة الفرد ترتبط بمقدار ما ينجز من أعمال حتى وإن لم تتصف بالكمال‬ ‫‪15‬‬
‫أفضل االمتناع عن معاقبة مرتكبي األعمال الشريرة حتى تتبين األسباب‬ ‫‪16‬‬
‫أتخوف دائما من أن تسير األمور على غير ما أريد‬ ‫‪17‬‬
‫أؤمن بأن أفكار الفرد وفلسفته في الحياة تلعب دورا كبيرا في شعوره بالسعادة أو التعاسة‬ ‫‪18‬‬
‫أؤمن بأن الخوف من إمكانية حدوث أمر مكروه ال يقلل من احتمال حدوثه‬ ‫‪19‬‬
‫أعتقد أن السعادة هي في الحياة السهلة التي تخلو من تحمل المسؤولية ومواجهة الصعوبات‬ ‫‪20‬‬
‫أفضل االعتماد على نفسي في كثير من األمور رغم امكانية الفشل فيها‬ ‫‪21‬‬
‫ال يمكن للفرد أن يتخلص من تأثير الماضي حتى وإن حاول ذلك‬ ‫‪22‬‬
‫من غير الحق أن يحرم الفرد نفسه من السعادة إذا شعر بأنه غير قادر على إسعاد غيره ممن يعانون الشقاء‬ ‫‪23‬‬
‫اشعر باضطراب شديد حين أفشل في إيجاد الحل الذي اعتبره حال مثاليا لما أواجه من مشكالت‬ ‫‪24‬‬

‫‪62‬‬
‫الملاحق‬
‫يفقد الفرد هيبته واحترام الناس له إذا أكثر من المرح والمزاح‬ ‫‪25‬‬
‫إن تعامل الرجل مع المرأة من منطلق تفوقه عليها يضر بالعالقة التي يحب أن تقوم بينهما‬ ‫‪26‬‬
‫أؤمن بأن رضا جميع الناس غاية ال تدرك‬ ‫‪27‬‬
‫اشعر بأن ال قيمة لي إذا لم أنجز األعمال الموكلة إلي بشكل يتصف بالكمال مهما كانت الظروف‬ ‫‪28‬‬
‫بعض الناس مجبولون على الشر والخسة والنذالة ومن الواجب االبتعاد عنهم واحتقارهم‬ ‫‪29‬‬
‫يجب أن يقبل اإلنسان باألمر الواقع إذا لم يكن قادرا على تغييره‬ ‫‪30‬‬
‫أؤمن بأن الحظ يلعب دورا كبيرا في مشكالت الناس وتعاستهم‬ ‫‪31‬‬
‫يجب أن يكون الشخص حذرا ويقظا من إمكانية حدوث المخاطر‬ ‫‪32‬‬
‫أؤمن بضورة مواجهة الصعوبات بكل ما أستطيع بدال من تجنبها واالبتعاد عنها‬ ‫‪33‬‬
‫ال يمكن أن أتصور نفسي دون مساعدة من هم أقوى مني‬ ‫‪34‬‬
‫أرفض بأن أكون خاضعا لتأثير الماضي‬ ‫‪35‬‬
‫غالبا ما تؤرقني مشكالت اآلخرين وتحرمني من الشعور بالسعادة‬ ‫‪36‬‬
‫من العبث أن يصر الفرد على إيجاد ما يعتبره الحل المثالي لما يواجهه من مشكالت‬ ‫‪37‬‬
‫ال أعتقد أن ميل الفرد للمداعبة والمزاح يقلل من احترام الناس له‬ ‫‪38‬‬
‫أرفض التعامل مع الجنس اآلخر على أساس المساواة‬ ‫‪39‬‬
‫أفضل التمسك بأفكاري ورغباتي الشخصية حتى وإن كانت سببا في رفض اآلخرين لي‬ ‫‪40‬‬
‫أؤمن أن عدم قدرة الفرد على الوصول إلى الكمال فيما يعمل ال يقلل من قيمته‬ ‫‪41‬‬
‫ال أتردد في لوم وعقاب من يؤذي اآلخرين ويسيء إليهم‬ ‫‪42‬‬
‫أؤمن بأن كل ما يتمنى المرء يدركه‬ ‫‪43‬‬
‫أؤمن بأن الظروف الخارجة عن إرادة اإلنسان غالبا ما تقف ضد تحقيقه لسعادته‬ ‫‪44‬‬
‫ينتابني خوف شديد من مجرد التفكير بإمكانية وقوع الحوادث والكوارث‬ ‫‪45‬‬
‫يسرني أن أواجه بعض المصاعب والمسؤوليات التي تشعرني بالتحدي‬ ‫‪46‬‬
‫أشعر بالضعف حين أكون وحيدا في مواجهة مسؤولياتي‬ ‫‪47‬‬
‫أعتقد ان اإللحاح على التمسك بالماضي هو عذر يستخدمه البعض لتبرير عدم قدرتهم على الت غيير‬ ‫‪48‬‬
‫من غير الحق أن يسعد الشخص ويرى غيره يتعذب‬ ‫‪49‬‬
‫من المنطق أن يفكر الفرد في أكثر من حل لمشكالته وأن يقبل بما هو عملي وممكن بدال من ا إلصرار على‬ ‫‪50‬‬
‫البحث عما يعتبر حال مثاليا‬
‫أؤمن بأن الشخص المنطقي يجب أن يتصرف بعفوية بدال من أن يقيد نفسه بالرسمية والجدية‬ ‫‪51‬‬
‫العيب على الرجل أن يكون تابعا للمرأة‬ ‫‪52‬‬

‫‪63‬‬
‫الملاحق‬
‫ملحق رقم (‪ :)2‬تصحيح المقياس‬
‫أما اإلجابة على المقياس تكون ب(نعم) إذا تمت الموافقة وقبول العبارة‪ ،‬وب(ال) في حالة رفض‬
‫العبارة‪ ،‬وتضمن التصحيح بإعطاء درجة (‪ )2‬لإلجابة ب(نعم)‪ ،‬ودرجة (‪ )1‬لإلجابة ب(ال) ‪،‬‬
‫وهذا في العبارات السالبة الدالة على التفكير غير العقالني‪ ،‬أما في العبارات الموجبة الدالة على التفكير‬
‫العقالني فيكون التصحيح العكس‪.‬‬
‫وبهذا فإن درجة المفحوص الكلية على هذا المقياس تتراوح بين (‪ )52‬درجةو (‪ )104‬درجة‪ ،‬بمتوسط‬
‫حسابي قدره (‪ ) 78‬درجة‪ ،‬بحيث كلما ارتفعت الدرجة عن ذلك دلت على أن الفرد تحصل على درجة عالية‬
‫من األفكار الالعقالنية والعكس‪ ،‬أما بالنسبة لدرجة الدنيا للمفحوص على كل بعد من أبعاد المقياس الثالثة‬
‫عشر(‪ )13‬هي‪ ) 4( :‬درجات وهي تعبر عن درجة عالية من التفكير العقالني ويتم رفض تام لتلك الفكرة‬
‫الالعقالنية‪.‬‬
‫والدرجة العليا على كل بعد من من أبعاد المقياس (‪ )13‬هي (‪ )8‬درجات وهي قيمة تعبر عن درجة‬
‫عالية من التفكير الالعقالني ويتم عن قبول تام للفكرة الالعقالنية‪.‬‬
‫كما قام سليمان الريحاني بحساب الخصائص السيكومترية للمقياس وحده ووجده يتمتع بصدق وثبات بدرجة‬
‫عالية‬

‫ملحق رقم (‪ :)3‬المقابلة النصف موجه للحالة األولى ‪:‬‬

‫س‪ :‬كيفاه عشت طفولتك؟‬

‫ج‪ :‬عشت عادي‬

‫س‪ :‬مع من؟‬

‫ج‪ :‬مع صحابي وين كنت نسكن‬

‫س‪ :‬وين سكنت؟‬

‫ج‪ :‬حي شعبي‬

‫س‪ :‬كيفاه كنت تشوف لحيات؟‬

‫ج‪ :‬حياة فرحان بيها‬

‫س‪ :‬كيفاه فرحان؟‬

‫ج‪ :‬يعني حتى المشاكل متأثرش فيك مشاكل نورمال‬

‫س‪ :‬زيد أحكيلي قريت مقريتش؟‬

‫‪64‬‬
‫الملاحق‬
‫ج‪ :‬كنت نقرا مليح ونتمى نوصل بيها ألعلى المراتب‬

‫س‪ :‬ووصل وين حاب؟‬

‫ج‪ :‬هي كي كنت ‪ 12‬سنة تبدلت حياتنا‬

‫س‪ :‬فاه تبدلت؟‬

‫ج‪ :‬والو عندنا المشاكل بزاف‬

‫س‪ :‬عاله؟‬

‫ج‪ :‬لخاطر دارولنا السحور‬

‫س‪ :‬السحور فاه بدلولك حياتك؟‬

‫ج‪ :‬جبت على الوالد وليت منيش قريب ليه‬

‫س‪ :‬مع الوالد برك؟‬

‫ج‪ :‬هيه بصح الوالدة عالقتي بقاة‬

‫س‪ :‬عاله مع الوالدة عالقتك مليحة؟‬

‫ج‪ :‬لخاطر نتضرب حتى من عند خاوتي‬

‫س‪ :‬عاله؟‬

‫ج‪ :‬بحكمهم كبار عليا يعاملوني بقسوة‬

‫س‪ :‬كيفاه قاسية ؟‬

‫ج‪ :‬هي من المشاكل السبان لعياط‬

‫س‪ :‬فالدار وبارا؟‬

‫ج‪ :‬هيه ضغط كبير بزاف في دارنا‬

‫س‪ :‬لكان فهمت منك السحور دالولكم مشاكل بيناتكم كيفاه عشتها؟‬

‫ج‪ :‬مهزولين مناش قراب لبعضانا واحد ما يهدر مع خوه‬

‫س‪ :‬باه كنت تحس ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫الملاحق‬
‫ج‪ :‬غير في حوايج ماش مليحا‬

‫س‪ :‬واش هما هاد لحوايج؟‬

‫ج‪ :‬يكرهوني و دايما مقلق حتى ولين نخاف‬

‫س‪ :‬منته تخاف؟‬

‫ج‪ :‬كي نتالقا الوالد برا‪ ....‬مخلطا‬

‫س‪ :‬عاله مخلطا؟‬

‫ج‪ :‬مكانش اللي يسمعك واحد معلبالو بيك مهمش مهتمين‬

‫س‪ :‬الجو فالدار؟‬

‫ج‪ :‬كآبة كبيرة منقدرشنوصفهالكديقوطاج‬

‫س‪ :‬احساسك ؟‬

‫ج‪ :‬حياتنا مهيش حياة وليت غير مع صحابي‬

‫س‪ :‬سما تخرج معاهم؟‬

‫ج‪ :‬هيه من لقراية لعند صحابي‬

‫س‪ :‬كيفاه بديت المخدرات‬

‫ج‪ :‬مع صحابوجربتو‬

‫س‪ :‬واش جربت؟‬

‫ج‪ :‬الدخان الكيف‬

‫س‪ :‬قدته في عمرك؟‬

‫ج‪ :‬قولي واحد ‪ 15‬سنة‬

‫س‪ :‬احساس هبال راحة وسعادة‬

‫س‪ :‬كيفاه سعيد؟‬

‫ج‪ :‬طاير من الفرحة‬

‫س‪ :‬بواش حسيت‬

‫‪66‬‬
‫الملاحق‬
‫ج‪:‬تهنيت من المشاكل منخمم في والو‬

‫س‪ :‬سما نسيت مشاكلك؟‬

‫ج‪ :‬هيه منيش نواجه فيهم عاجر عليهم‬

‫س‪ :‬حاولت تلقى حلول؟‬

‫ج‪ :‬دارنا مهمش تاع حوار إي الهدرة مكانش‬

‫س‪ :‬في غياب المخدر؟‬

‫ج‪ :‬ايييهمنقدرش نقولك‬

‫س‪ :‬واش يصرالك؟‬

‫ج‪ :‬تتخلط تحكمني الكريز أي حاجة إيجابية نشوفها سلبية‬

‫س‪ :‬كيفاه تشوف حياتك مستقبل؟‬

‫ج‪ :‬نحبس دوا‪ ،‬ندير الكوراج‪ ،‬نكون أسرة‬

‫ملحق رقم (‪ :)4‬تقطيع وحدات المقابلة النصف موجهة‪.‬‬


‫‪-1‬طفولة عادية‪-2/‬حي شعبي‪ -3/‬صحابي‪-4/‬فرحان بحياتي‪-5/‬مشاكل نورمال‪-6/‬نقرا مليح‪-7/‬نوصل ألعلى‬
‫المراتب‪ 12 -8/‬سنة تبدلت حياتنا‪-9/‬دالولنا السحور‪-10/‬والت المشاكل بزاف‪-11/‬جبت على الوالد‪-12/‬‬
‫منيش قريب ليه‪-13/‬بقات عالقتي مع الوالدة‪-14/‬نتضرب‪ -15/‬خاوتيتاني يضربوني‪-16/‬لخاطر كبار‬
‫عليا‪-17/‬معاملة قاسية بزاف‪-18/‬السبان‪-19/‬لعياط‪-20/‬ضغط كبير بزاف‪-21/‬هيه معزولين على‬
‫بعضانا‪-22/‬واحد مايهدر مع خوه‪-23/‬معنديش قيمة‪-24/‬نخمم غير في حوايج ماش مالح‪-25/‬مكروه‪-26/‬‬
‫مقلق‪-27/‬نخاف كي نتالقا مع الوالد برا‪-28/‬مكانش اللي يسمعلك‪-29/‬ماش مهتمين‪-30/‬كآبة كبيرة‬
‫مهيش‬ ‫منهار‪-35/‬حياتنا‬ ‫قتلك‬ ‫منقدرشنوصفهالك‪-31/‬ديقوطاج‪-32/‬نخرج‪-33/‬منقعدشبزاف‪-34/‬كيما‬
‫حياة‪-36/‬جربتو ‪ 15‬سنة بالصدفة‪-37/‬صحابي‪-38/‬راحة وسعادة منحكيلكش‪-39/‬طاير من الفرحة‪-40/‬‬
‫لخاطر نشوف روحي عايش هكاك‪-41/‬دارنا معندهمش نقاش‪-42/‬واحد مع يهدر مع واحد‪-43/‬غير القلقا‬
‫والتسلط‪-44/‬الكيف نخلوي بيه‪-45/‬جربت كل شيء‪ -46/‬تهنيت من المشاكل ‪ -47/‬مخممتش نواجه‪-48/‬‬
‫لخاطر عاجز‪-49/‬منقدر ندير والو‪-50/‬واحد مايعاونك‪-51/‬فاشل‪-52/‬لقيت روحي حكمت فيا ليريكا‪-53/‬‬
‫قاويبزاف‪-54/‬ناشط حاجة متقدر تقيسني‪-55/‬عمري ‪ 21‬سنة‪-56/‬كي جيت نحبسها لقيت روحي‬
‫منقدرش‪-57/‬كنت نحسب وقت منحب نحيها‪-58/‬وليت نخلط مع الكيتيل‪-59/‬باه نحس كيما كنت مع‬
‫األول‪-60/‬كي يخطيني يحكمني المونك‪ -61/‬تتخلط عليا ندخل في لهبال‪ -62/‬الكريز راسي نولي منعرفش‬

‫‪67‬‬
‫الملاحق‬
‫روحي‪-63/‬تخمامي ماش نورمال‪ -64/‬أي حاجة إيجابية نشوفها سلبية‪-65/‬العالقة مزالت ماش مليحا‪-67/‬‬
‫برا الباس‪-68/‬المشاكل هربوني من الدار‪-69/‬الضيقة فالقلب‪-70/‬نديرالكوراج‪-71/‬نحبس الدواء‪-72/‬نكون‬
‫أسرة‪.‬‬
‫ملحق رقم (‪ )5‬المقابلة النصف موجهة للحالة الثانية‬
‫س‪ :‬كيفاة عشت طفولتك؟‬
‫ج‪ :‬أنا تربيت عند جدي عشت مليح‬
‫س‪ :‬فاه مليحا؟‬
‫ج‪ :‬فرحان كيما لوالد‬
‫س‪ :‬كيفاه عالقتك مع جدك ومع والديك؟‬
‫ج‪ :‬يعني جدي هو االي قايمبيا من كل شيئ‬
‫س‪ :‬هو اللي ماعتاني بيك؟‬
‫ج‪ :‬هيه هو اللي يهتم بيا‬
‫س‪ :‬والديك؟‬
‫ج‪ :‬الوالدة معاليا مليحا تزورني حنينة عليا‬
‫س‪ :‬ماماك حنينة عليك وباباك كيغاه كانت عالقتك معاه؟‬
‫ج‪ :‬معالبلوشبيا‬
‫س‪ :‬كيفاه معالبلوش؟‬
‫ج‪ :‬هكا كي شغل مكانش‬
‫س‪ :‬واش احساسك؟‬
‫ج‪ :‬معنديش احساس من جيهتو نشوف روحي وحدي‬
‫س‪ :‬وضحلي أكثر عاله وحدك؟‬
‫ج‪ :‬صحابا معاهم والديهم وأنا الال‬
‫س‪ :‬واش كنت تحس؟‬
‫ج‪ :‬مذلول معندبشقيمة‪....‬إحساس باشع كنت نتمنى الموت‬
‫س‪:‬الموت مباشرة الحاجة اللي خالت تتمنى هكا؟‬
‫ج‪ :‬منشوفش المنظر تاع وحدي ال سند ال والو‬

‫‪68‬‬
‫الملاحق‬
‫س‪ :‬السند تاع باباك واش يعنيلك؟‬
‫ج‪ :‬خالني منيش حاس بالحياة‬
‫س‪ :‬أنت يعاملك مكانش وخاوتك؟‬
‫ج‪ :‬خاوتيمعاهم مليح بصح وأنا يعاملني ربيبو‬
‫س‪ :‬سما لكان فهمت منك خاوتك عندو عالقة معاهم ومليحة وأنت مكانش عالقة حاولت ؟‬
‫ج‪ :‬هيه الهدرة ومانوصلوهاشمعاه‬
‫س‪ :‬واش تحس؟‬
‫ج‪ :‬معالباليبوالو مهموم الضيقة هاز هم كبير‬
‫س‪ :‬إلى هذا الدرجة؟‬
‫ج‪ :‬كثر من هكا مرة تقبضنا هو ضربي وأنا قريب شنقتو‬
‫س‪ :‬كيفاة بديت المخدرات؟‬
‫ج‪:‬مع صحابي وليت منقراش وروح معاه‬
‫س‪ :‬واش جربت؟‬
‫ج‪ :‬بديت بالدخان الك يف ومن تما جرت كل شيء وبقات حاكما فيا ليؤيكا والكيف‬
‫س‪ :‬باه تشريه؟‬
‫ج‪ :‬نسرق ‪ ،‬منين؟ جدي آورو المهم نجيبهم‬
‫س‪:‬هادا كامل مع صحابك؟‬
‫ج‪ :‬هيه معاهم هما كل شي عندي نلقاهم في كتافي‬
‫س‪ :‬واش لقيت فيهم؟‬
‫ج‪ :‬راحتي وناسي همي بيهم بالدواء نحس روحي قاوي حاجة ماتقيسني وحتى بابا منسمعش بيه‬
‫س‪ :‬في غياب المخدر؟‬
‫ج‪ :‬معاناة كبير لهبال منيش نورمال و آالم حادةونخمم غير في حوايج ماش مالح‬
‫س‪ :‬كيفاه تشوف روحك فالمستقبل؟‬
‫ج‪ :‬نحبس المخدرات ونلقا خدمة‪ ،‬ونلم دراهم ونشوف حياتي‪.‬‬
‫ملحق رقم (‪ )6‬تقطيع وحدات المقابلة النصف موجهة‪.‬‬

‫‪-1‬تربيت مع جدي‪-2 /‬عشت مليح‪-3/‬فرحان كيما لوالد‪-4/‬جدي قايمبيا من كل شيء‪-5/‬مهتم بيا‪-6/‬الوالدة‬


‫معايا مليحا‪-7/‬تجيني كل يوم‪-8/‬تعطيني دراهم‪-9/‬حنينة عليا‪-10/‬علبالها عندها ولدها‪-11/‬كي شغل‬
‫مكانش‪-12/‬معلبالوشبيا‪-13/‬معنديش احساس من جيهتو‪-14/‬نشوف روحي وحدي‪-15/‬صحابي والديهم‬

‫‪69‬‬
‫الملاحق‬
‫معاهم‪-16/‬صح جدي معايا‪-17/‬بصح كنت نتمنى الوالد معايا‪-18/‬معنديش قيمة‪-19/‬مذلول‪-20/‬إحساس باشع‬
‫بزاف‪-21/‬نقول كون غير جا ميت‪-22/‬المهم منشوفش هاد المنظر‪-23/‬تلقاينيمنيش فرحان‪-24/‬منيش حاس‬
‫بالحياة‪-25/‬خاوتيمعاهم مليح‪-26/‬يعاملني ربيبو‪-27/‬منيش ولدو‪-28/‬الهدرة منوصلوهاش خالص‪-29/‬‬
‫قرايتي راحت‪-30/‬معلباليبوالو‪-31/‬من الداخل مخلطا‪-32/‬الضيقة‪-33/‬السلبية برك في راسي‪-34/‬نقول‬
‫نروح نقتل‪-35/‬نقول غير عفايس عيانين‪-36/‬التنفس بروحلي‪-37/‬هاز هم كبير‪-38/‬كي نشوف الوالد مداير‬
‫فيا هكا‪-39/‬تقابضنا‪-40/‬ضربني‪-41/‬أنا محكمتش في روحي قريب شنقتو‪-42/‬وليت مقلق‪-43/‬اللي نلقاها‬
‫قدامي نكسرها‪-44/‬نبقا ندور‪ 15 -45/‬سنة مع صحابي‪-46/‬الدخان‪-47/‬جربت كل شيء‪ -48/‬شعور هبال‬
‫غير فرحان‪-49/‬همومي راحو‪-50/‬الضغط تانيمنحسش بيه‪-51/‬لقيت صحابي هما كتافي‪-52/‬متقاسمين مع‬
‫بعضانا كل شي‪-53/‬دايما واقفين مع بعضانا‪-54/‬ظالم وال مظلوم‪-55/‬لخاطر مهموم من كل شي‪-56/‬عيشتي‬
‫مهيش مليحا بعيد على خاوتي‪-57/‬كنت نحتاج الوالد هو مكانش‪-58/‬كليت دواء نساني‪-59/‬الراحة‪-60/‬نسرق‬
‫أرو تاع جدي‪-61/‬المهم نجيبهم‪-62/‬لخاطر منقدرش نقاوم‪-63/‬الزم بيه هو‪-64/‬منقابش هاد لحياة‪-65/‬‬
‫ليريكا‪-66/‬قاوي ناشط‪-67/‬حاجة ماتقيسني‪-68/‬منخليش ناس تهددر عليا‪-69/‬الوالد هزلي حسيفا‪-70/‬كي‬
‫يحكمني المونكنخمم في حوايج ماش مالح‪-71/‬نولي منعرفشنخمم‪-72/‬لهبال نورمال‪-73/‬نحبس‬
‫المخدرات‪-74/‬إيجاد عمل‪-75/‬جمع المال‪-76/‬نشوف حياتي‬

‫‪70‬‬

You might also like