المحاضرة الثانية مقروءة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫المحور األول‪ :‬مفهوم التلوث العابر للحدود‬

‫سنتطرق في هذا المحور إلى تعريف التل وث الع ابر للح دود‪ ،‬خصائص ه‪ ،‬أنواع ه‪،‬‬
‫أسبابه فيما يلي‪:‬‬

‫‪-/1‬تعريف التلوث العابر للحدود‪:‬‬

‫يمكننا أن نع رف التل وث الع ابر للح دود من خالل تعري ف العناص ر المكون ة ل ه‪،‬‬
‫وبعدها نوضح التعريف الدولي له‪ ،‬وذلك فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-/‬تعريف التلوث العابر للحدود من خالل عناصره المكونة له‪:‬‬

‫يمكننا أن نعرف التلوث العابر للحدود من خالل تعريف البيئة‪ ،‬والتلوث وذلك فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أ‪-/1‬تعريف البيئة‪:‬‬

‫هناك تعريف لغوي‪ ،‬علمي‪ ،‬قانوني للبيئة نوضحها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-/1-1‬تعريف البيئة لغة‪:‬‬

‫البيئة في اللغ ة العربي ة مش تقة من الفع ل"ب وأ" أي أن زل وأق ام‪ ،‬والبيئ ة‬
‫المنزل‪ ،‬وتتفق معاجم اللغة على أن البيئة قد تع بر عن المك ان أو الم نزل ال ذي‬
‫يعيش فيه الكائن الحي‪ ،‬وقد تعبر عن الحالة التي عليها ذلك الكائن‪.‬‬

‫أ‪-/2-1‬التعريف العلمي للبيئة‪:‬‬

‫من بين التعريف ات العلمي ة للبيئ ة ن ذكر م ا يلي‪" :‬هي مجموع ة العناص ر‬
‫الطبيعية والصناعية التي تمارس فيها الحياة اإلنسانية"‪.‬‬

‫أ‪-/3-1‬التعريف القانوني للبيئة‪:‬‬

‫هناك تعريفات دولية‪ ،‬وتعريفات في التش ريعات الوطني ة‪ ،‬فمن التعريف ات‬
‫الدولي ة للبيئ ة ن ذكر تعري ف م ؤتمر األمم المتح دة للبيئ ة البش رية المنعق د في‬
‫استوكهولم سنة ‪ 1972‬بأنها‪":‬جملة الموارد المادية واالجتماعية المتاحة في وقت‬
‫ما وفي مكان ما إلش باع حاج ات اإلنس ان وتطلعات ه"‪ ،‬كم ا عرفه ا برن امج األمم‬
‫المتحدة للبيئة بأنه ا‪":‬مجموع ة الم وارد الطبيعي ة واالجتماعي ة المتاح ة في وقت‬
‫معين من أجل إشباع الحاجات اإلنسانية"‪.‬‬

‫ولقد عرفت البيئة جل التشريعات الوطنية بما فيه ا الجزائ ر‪ ،‬بحيث عرفه ا‬
‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 4/7‬من القانون رقم ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة‬
‫والتنمية المستدامة‪":‬البيئة تتكون من الموارد الطبيعية الالحيوية والحيوية كالهواء‬
‫والم اء والج و واالرض وب اطن األرض والنب ات والحي وان‪ ،‬بم ا في ذل ك ال تراث‬

‫‪1‬‬
‫الوراثي‪ ،‬وأشكال التفاع ل بين ه ذه الم وارد‪ ،‬وك ذا األم اكن والمن اظر والمع الم‬
‫الطبيعية"‪.‬‬

‫أ‪-/2‬تعريف التلوث‪:‬‬

‫تعددت تعريفات التلوث مثل البيئ ة‪ ،‬من تعري ف لغ وي و علمي وق انوني‪ ،‬وال تي‬
‫سنوضحها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-/1-2‬تعريف التلوث لغة‪:‬‬

‫التلوث إسم من فعل يلوث ويقصد به عدم النق اء واختالط الش يء بغ يره‪،‬‬
‫بما يتنافر معه ويفسده‬

‫كما يقصد به تغيير الحالة الطبيعية لألشياء بما ليس من ماهيتها‪ ،‬أي بعناصر غريبة‬
‫عنها فيكدرها ويضرها بما يعوقها عن أداء وظيفتها المعدة لها‪.‬‬

‫أ‪-/2-2‬التعريف العلمي للتلوث‪:‬‬

‫ال نجد في المراجع العلمية المعنية بشؤون البيئة تعريفا موحدا متفق ا علي ه‬
‫للتلوث‪ ،‬ومن بين هذه التعريفات ن ذكر‪ ":‬التل وث ه و أي تغي ير غ ير مرغ وب في‬
‫الخواص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجي ة للبيئ ة المحيط ة ه واء‪ ،‬م اء‪ ،‬ترب ة‪،‬‬
‫والذي قد يسبب أضرار للحياة اإلنسانية أو غ يره من الكائن ات األخ رى الحيواني ة‬
‫أو النباتية‪ ،‬وقد يسبب أيضا تلفا في العملي ات الص ناعية واض طرابا في الظ روف‬
‫المعيشية بوجه عام وأيض ا إتالف ال تراث واألص ول الثقافي ة ذات القيم ة الثمين ة‬
‫كالمتاحف وما تحتويه من آثار قيمة"‪.‬‬

‫أ‪-/3-2‬التعريف القانوني للتلوث‪:‬‬

‫يصعب إيجاد تعريف قانوني للتلوث مثل ه مث ل البيئ ة‪ ،‬ومن بين التعريف ات‬
‫الدولي ة ن ذكر تعري ف منظم ة التع اون والتنمي ة االقتص ادية للتل وث بأن ه‪":‬قي ام‬
‫اإلنسان مباشرة أو بطريق غير مباشر بإض افة م واد أو طاق ة إلى البيئ ة بص ورة‬
‫يترتب عليها آثار ضارة يمكن أن تعرض ص حة اإلنس ان للخط ر‪ ،‬أو تمس ب المواد‬
‫البيولوجية أو األنظمة البيئية على نح و ي ؤدي إلى الـتأثير على أوج ه االس تخدام‬
‫المشروع للبيئة"‪.‬‬

‫كما عرف المشرع الجزائري التلوث في الم ادة ‪ 4/8‬من الق انون رقم‪-03‬‬
‫‪10‬بأنه‪":‬كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة يتسبب فيه ك ل فع ل يح دث أو ق د‬
‫يحدث وضعية مضرة بالصحة وسالمة اإلنس ان والنب ات والحي وان واله واء والج و‬
‫والماء واألرض و الممتلكات الجماعية والفردية"‪.‬‬

‫ب‪-/‬التعريف الدولي للتلوث العابر للحدود‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫من بين التعريفات نذكر تعريف اتفاقية جنيف لعام ‪ 1979‬المتعلقة بالتلوث‬
‫بعيد المدى للهواء عبر الحدود التي عرفته بأنه‪":‬ذلك التلوث الذي يك ون مص دره‬
‫العض وي موج ودا كلي ا أو جزئي ا في منطق ة تخض ع لالختص اص الوط ني لدول ة‬
‫أخرى"‪.‬‬

‫كما عرف بأنه‪ ":‬التلوث الذي تمتد أث اره لتلح ق األض رار بمواط ني ال دول‬
‫األخ رى أو ممتلك اتهم أو عن دما يح دث الس لوك أو النش اط المل وث في إقليم‬
‫دولة وتقع النتيجة الضارة أو تنتشر متجاوزة الحدود الجغرافية والسياس ية للدول ة‬
‫لتتحقق في إقليم دولة أو دول أخرى"‪.‬‬

‫‪-/2‬خصائص التلوث العابر للحدود‪ :‬تتمثل أهم خصائصه فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬صعوبة تحديد الضرر أو تقديره خاصة ‪.‬‬

‫‪-‬التلوث العابر للحدود ال تحده حدود الدول مهما بعدت‪.‬‬

‫‪-‬يتميز التلوث العابر للحدود بأن الضرر الذي يسببه ق د ال يتحق ق بطريق ة فوري ة‬
‫أوال يقع دفعة واحدة‪.‬‬

‫‪-‬صعوبة تقدير التعويض في حالة التلوث العابر للحدود‪.‬‬

‫‪-‬صعوبة تحديد هوية المسؤول عن النشاط الملوث وحجم مشاركته‪.‬‬

‫‪ -‬المنازعات المترتب ة عن مش كالت التل وث البي ئي الع ابر للح دود تش تمل على‬
‫العنصر األجنبي‪.‬‬

‫‪-/3‬صور التلوث العابر للحدود‪:‬‬

‫ذهب بعض الفقهاء إلى إعطاء التلوث العابر للحدود صورتين نبينهما فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-/‬التلوث العابر للحدود ذو االتجاه الواحد‪:‬‬

‫وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة‪ ،‬وينتج آثاره في دولة أخرى أو أكثر‪.‬‬

‫ب‪-/‬التلوث العابر للحدود ذو االتجاهين‪:‬‬

‫وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة وينتج آثاره في دولة أخرى‪ ،‬وهذه األخ يرة‬
‫لديها مصادر تلوث تنتج آثارها في الدولة األولى‪.‬‬

‫‪-/4‬أسباب التلوث العابر للحدود‪:‬‬

‫تتعد األسباب ال تي ت ؤدي إلى تع دي التل وث ح دود الدول ة الواح دة ليجت اح دول‬
‫عديدة قريبة أو بعيدة‪ ،‬ولع ل من أهم ه ذه األس باب الك وارث الطبيعي ة‪ ،‬التق دم‬
‫الصناعي والتكنولوجي‪ ،‬الحروب والسباق نحو التسلح ‪.‬‬

‫‪3‬‬
4

You might also like