Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 95

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬

‫اﻟﺣدود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬


‫اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‬
‫‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪-‬‬
‫ﻣذﻛرة ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت‬

‫ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﺣﻘوق ﺗﺧﺻص دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫إﺷراف اﻻﺳﺗﺎذ ‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﻠﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﺳﺑﻊ زﯾﺎن‬ ‫ﺣﻣﺎم اﻟﺣﺎج‬


‫ﺑﻠﻌﺑﺎس اﺑراھﯾم اﻟﺧﻠﯾل‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2017-2016:‬‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬

‫اﻟﺣدود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬


‫اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‬
‫‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪-‬‬
‫ﻣذﻛرة ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت‬

‫ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﺣﻘوق ﺗﺧﺻص دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت‬

‫إﺷراف اﻻﺳﺗﺎذ ‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﻠﺑﺔ ‪:‬‬

‫ﺳﺑﻊ زﯾﺎن‬ ‫ﺣﻣﺎم اﻟﺣﺎج‬


‫ﺑﻠﻌﺑﺎس اﺑراھﯾم اﻟﺧﻠﯾل‬

‫ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ‪:‬‬


‫رﺋﯾﺳﺎ‬ ‫‪ -1‬أ طﻌﯾﺑﺔ ﻋﯾﺳﻰ‬
‫ﻣﺷرف و ﻣﻘر ار‬ ‫‪ -2‬أ ﺳﺑﻊ زﯾﺎن‬
‫ﻋﺿو ﻣﻧﺎﻗﺷﺎ‬ ‫‪ -3‬اﺑن أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2017-2016:‬‬


‫إھداء‬
‫ﺑﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم‬
‫)ﻗل اﻋﻣﻠوا ﻓﺳﯾر ﷲ ﻋﻣﻠﻛم ورﺳوﻟﮫ واﻟﻣوﻣﻧون(‬
‫ﺻدق ﷲ اﻟﻌظﯾم‬

‫إﻟﻬﻲ ﻻ ﯾطﯾب اﻟﻠﯾل إﻻ ﺑﺷﻛرك وﻻ ﯾطﯾب اﻟﻧﻬﺎر إﻻ ﺑطﺎﻋﺗك وﻻ ﺗطﯾب اﻟﻠﺣظﺎت إﻻ ﺑذﻛرك‬
‫وﻻ ﺗطﯾب اﻵﺧرة إﻻ ﺑﻌﻔوك وﻻ ﺗطﯾب اﻟﺟﻧﺔ إﻻ ﺑرؤﯾﺗك اﷲ ﺟل ﺟﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأدى‬
‫اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﺑﻲ اﻟرﺣﻣﺔ وﻧﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻣن ﻛﻠﻠﻪ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﯾﺑﺔ واﻟوﻗﺎر إﻟﻰ ﻣن ﻋﻠﻣﻧﻲ اﻟﻌطﺎء ﺑدون اﻧﺗظﺎر إﻟﻰ ﻣن اﺣﻣل اﺳﻣﻪ ﺑﻛل‬
‫اﻓﺗﺧﺎر إﻟﻰ ﻣن اﻓﺗﻘدﻩ إﻟﻰ ﻣن ﯾرﺗﻌش ﻗﻠﺑﻲ ﺑذﻛرﻩ أﻫدﯾك ﻫذا اﻟﺑﺣث واﻟدي رﺣﻣﻪ اﷲ ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻣﻼﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻧﺎن واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﺳﻣﺔ اﻟﺣﯾﺎة وﺳر اﻟوﺟود إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎن‬
‫دﻋﺎءﻫﺎ ﺳر ﻧﺟﺎﺣﻲ وﺣﻧﺎﻧﻬﺎ ﺑﻠﺳم ﺟراﺣﻲ إﻟﻰ أﻏﻠﻰ اﻟﺣﺑﺎﯾب أﻣﻲ اﻟﻌزﯾزة‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ إﺧوﺗﻲ وأﺧواﺗﻲ إﻟﻰ زوﺟﺗﻲ واﺑﻧﺗﻲ ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﻲ ورﻓﯾق درﺑﻲ اﻟﺣﺎج ﺣﻣﺎم ‪.‬‬

‫وﺧﺎﺻﺔ أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﻛﺎش ﻣﺣﻣد وﺧﺎﻟد ﺑﻌﯾطﯾش‬

‫إﻟﻰ ﻣن اﻋرﻓﻬم وﻣن ﻟم اﻋرﻓﻬم أﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ‬

‫إﺑراﻫﯾم اﻟﺧﻠﯾل ﺑﻠﻌﺑﺎس‬


‫‪ -‬إھـــــــــــــــــــــداء‪-‬‬
‫اﻟذي وﻓﻘﻧﺎ ﻟﮭذا وﻟم ﻧﻛن ﻟﻧﺻل إﻟﯾﮫ ﻟو ﻻ ﻓﺿل ﷲ ﻋﻠﯾﻧﺎ أﻣﺎ ﺑﻌد‪:‬‬ ‫اﻟﺣﻣد‬
‫ﺑﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم‬
‫إﻟﮭﻲ ﻻ ﯾطﯾب اﻟﻠﯾل إﻻ ﺑﺷﻛرك وﻻ ﯾطﯾب اﻟﻧﮭﺎر إﻟﻰ ﺑطﺎﻋﺗك ‪ ..‬وﻻ ﺗطﯾب اﻟﻠﺣظﺎت‬
‫إﻻ ﺑذﻛرك ‪ ..‬وﻻ ﺗطﯾب اﻵﺧرة إﻻ ﺑﻌﻔوك ‪ ..‬وﻻ ﺗطﯾب اﻟﺟﻧﺔ إﻻ ﺑرؤﯾﺗك ﷲ ﺟل‬
‫ﺟﻼﻟﮫ ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأدى اﻷﻣﺎﻧﺔ ‪ ..‬وﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ ‪ ..‬إﻟﻰ ﻧﺑﻲ اﻟرﺣﻣﺔ وﻧور اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن‪..‬‬
‫ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻣن ﻛﻠﻠﮫ ﷲ ﺑﺎﻟﮭﯾﺑﺔ واﻟوﻗﺎر ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣن ﻋﻠﻣﻧﻲ اﻟﻌطﺎء ﺑدون اﻧﺗظﺎر ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣن‬
‫أﺣﻣل أﺳﻣﮫ ﺑﻛل اﻓﺗﺧﺎر ‪ ..‬أرﺟو ﻣن ﷲ أن ﯾﻣد ﻓﻲ ﻋﻣرك ﻟﺗرى ﺛﻣﺎرا ﻗد ﺣﺎن ﻗطﺎﻓﮭﺎ‬
‫ﺑﻌد طول اﻧﺗظﺎر وﺳﺗﺑﻘﻰ ﻛﻠﻣﺎﺗك ﻧﺟوم أھﺗدي ﺑﮭﺎ اﻟﯾوم وﻓﻲ اﻟﻐد وإﻟﻰ اﻷﺑد‪..‬‬
‫واﻟدي اﻟﻌزﯾز ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻣﻼﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ‪ ..‬إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣب وإﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻧﺎن واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ‪ ..‬إﻟﻰ ﺑﺳﻣﺔ‬
‫اﻟﺣﯾﺎة وﺳر اﻟوﺟود إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎن دﻋﺎﺋﮭﺎ ﺳر ﻧﺟﺎﺣﻲ وﺣﻧﺎﻧﮭﺎ ﺑﻠﺳم ﺟراﺣﻲ إﻟﻰ أﻏﻠﻰ‬
‫اﻷﺣﺑﺔ ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻣن ﺑﮭﺎ أﻛﺑر وﻋﻠﯾﮫ أﻋﺗﻣد ‪ ..‬إﻟﻰ ﺷﻣﻌﺔ ﻣﺗﻘدة ﺗﻧﯾر ظﻠﻣﺔ ﺣﯾﺎﺗﻲ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻣن ﺑوﺟودھﺎ أﻛﺗﺳب ﻗوة وﻣﺣﺑﺔ ﻻ ﺣدود ﻟﮭﺎ‪..‬‬
‫إﻟﻰ ﻣن ﻋرﻓت ﻣﻌﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫أﻣﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫إﻟﻰ ﻛل اﻷﺻدﻗﺎء و اﻷﺣﺑﺎب ﻣن دون اﺳﺗﺛﻧﺎء ‪.‬‬
‫إﻟﻰ أﺳﺎﺗذﺗﻲ اﻟﻛرام و ﻛل رﻓﻘﺎء اﻟدراﺳﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﻟد ﺑﻌﯾطﯾش ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أرﺟوا ﻣن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﺟﻌل ﻋﻣﻠﻲ ھذا ﻧﻔﻌﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟطﻠﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﺗرﺑﺻﯾن اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧّرج‪.‬‬
‫اﻟﺣﺎج ﺣﻣﺎم‬
‫ﺷـــــــــﻛــــر وﻋــــــرﻓـــــﺎن‬
‫ﻻﺑد ﻟﻧﺎ وﻧﺣن ﻧﺧطو ﺧطواﺗﻧﺎ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣن وﻗﻔﺔ ﻧﻌود ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ أﻋوام‬
‫ﻗﺿﯾﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻊ أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ اﻟﻛرام اﻟذﯾن ﻗدﻣوا ﻟﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﺑﺎذﻟﯾن ﺑذﻟك ﺟﻬودا ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ‬
‫ﺑﻧﺎء ﺟﯾل اﻟﻐد ﻟﺗﺑﻌث اﻷﻣﺔ ﻣن ﺟدﯾد وﻗﺑل ان ﻧﻣﺿﻲ ﻧﻘدم اﺳﻣﻲ آﯾﺎت اﻟﺷﻛر واﻻﻣﺗﻧﺎن واﻟﺗﻘدﯾر‬
‫واﻟﻣﺣﺑﺔ اﻟﻰ اﻟذﯾن ﺣﻣﻠوا أﻗدس رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ اﻟذﯾن ﻣﻬدوا ﻟﻧﺎ طرﯾق اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ إﻟﻰ‬

‫اﻟذي ﻧﻘول ﻟﻪ ﻗول اﻟرﺳول‬ ‫ﺟﻣﯾﻊ أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ اﻷﻓﺎﺿل وأﺧص ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺷﻛر اﻟدﻛﺗور ﺳﺑﻊ زﯾﺎن‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ان اﻟﺣوت ﻓﻲ اﻟﺑﺣر واﻟطﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ﻟﯾﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠم اﻟﻧﺎس اﻟﺧﯾر ﻛﻣﺎ‬
‫أﻧﻲ أﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر إﻟﻰ ﻣن ﻋﻠﻣﻧﺎ اﻟﺗﻔﺎؤل واﻟﻣﺿﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم إﻟﻰ ﻣن رﻋﺎﻧﺎ ووﻗف اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻧﺎ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ظل اﻟطرﯾق ﻛﺎﻓﺔ طﺎﻗم ﻋﻣﺎل ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق ﻛذﻟك ﻧﺷﻛر ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ﻫذا‬
‫اﻟﺑﺣث وﻗدم ﻟﻧﺎ اﻟﻌون وﻣد ﻟﻧﺎ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة وزودﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻣن زرع اﻟﺗﻔﺎؤل ﻓﻲ درﺑﻧﺎ وﻗدﻣوا ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت واﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ورﺑﻣﺎ دون‬
‫اﻟﺷﻛر‪.‬‬ ‫ان ﯾﺷﻌر ﺑذﻟك ﻓﻠﻬم ﻣﻧﺎ ﻛل‬
‫اﻟﻣﻘـــــدﻣﺔ‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫ﻣــﻘدﻣﺔ‪:‬‬

‫ان ﻟﻠدوﻟﺔ دور ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﻋﺎﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧﯾر اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻸﻓراد وﻟو ﻋن طرﯾق اﻹﻛراﻩ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫أدى إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن وﻫو أﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺧطورة‪ ،‬إذ أﻧﻪ ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﯾﺣد ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺑدء أي ﺣد ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻬود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻧﺻب ﻓﻲ‬
‫إرﺳﺎء إدارة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋن طرﯾق إﺧﺿﺎع ﺑﻌض ﻧﺷﺎط اﻹدارة ﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫ﻓﻣن ﺑﯾن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ اﺗﺿﺣت اﻟﯾوم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺧص ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ أﻻ وﻫﻲ اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﺻدرت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ وﻋﻘدت اﻟﻣؤﺗﻣرات وأﻧﺷﺄت‬
‫ﻫ ﯾﺋﺎت وﻋدﻟت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔرد ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت ﻓﻬذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وﻟﻌل أﺧطر ﻣن ﯾﻬدد اﻟﺣرﯾﺔ ﻫو ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ‬
‫إذا ﻛﻧﺎ ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن أي ﻋﺑث أو ﺗدﺧل ﯾﻌطل ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﯾﺟب‬
‫أن ﻻ ﻧﻐﻔل ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﻌﺎم ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ذﻟك ﯾﻣﺛل أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ إو زاﻟﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة ﺧﺿﻌت ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﺗﻘﯾﯾد ووﺿﻌت اﻟﺣدود واﻟﺿواﺑط‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺳواء ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺑﻌﺎ‬
‫ﻟذﻟك ﻓﻠﻘد روﻋﻲ أن ﯾﻛون ﺗدﺧل ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻻ ﺗﻘﺿﻲ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫أ‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬

‫‪ -‬ﻻ ﺷك أن ﻣوﺿوع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻧد أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻛون أن اﻷﻣم‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻻ ﺗﻘوم إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬذا‬
‫اﻟﻧظﺎم ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬إن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن أﻫم وأﻗدم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وأﻧﻬﺎ ﻣﺎ ا زﻟت ﻣﺣل دراﺳﺔ‬
‫إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻠﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬إن أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗطورت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻧﺷﺎط‬
‫اﻹدارة اﻟذي ﻗد ﯾﻣس ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع أﯾﺿﺎ إذا وﺿﻌﻧﺎ أﻋﯾﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺿﻣن‬
‫ﻟﻺدارة ﻣرﻛ از ﻣﻣﯾ از وﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﺎﻣﺎ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻻ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ‬
‫إﻻ إذا ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﺗﻛرﯾس ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وان ﻫﻲ‬
‫ﺣﻘﻘت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗرك اﻧطﺑﺎﻋﺎ واﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﻟدى اﻷوﺳﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛرﯾس‬
‫اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وادارﺗﻪ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻛﺷف ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ ودور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻸف ا رد ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫ب‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬

‫‪ -‬إن اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻗد ﻧﺑﻊ ﻣﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎﻩ ﻣن ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺷﺎﺑﻬﻬﺎ) ﻓﻲ ﺣد‬
‫ﻋﻠﻣﻧﺎ( اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ) ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺟد اﻟﯾوم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر(‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ ،‬وﻛل ﻣن ﯾﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾدرﺳﻪ ﻋرﺿﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛذﻟك ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻛون أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻧظرﯾﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻧظم ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻷﻓراد ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ وﺗﻘﯾﯾد ﻫذﻩ اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬
‫ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛذﻟك ﻧرى أن أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗطورت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ‬
‫اﺗﺳﺎع ﻧﺷﺎط اﻹدارة اﻟذي ﯾﻣس ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد‪ ،‬وﺗﻐﯾرت أغ ا رض اﻟﺿﺑط اﻹداري أﯾﺿﺎ ﻧظ ار‬
‫ﻟﺗﻧوع وﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪.‬‬

‫‪ -‬وﻣن أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب ﻛذﻟك‪ ،‬ﺗﺟﺎوز ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺣدودﻫﺎ‪ ،‬واﺳﺗﺧدام اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬﺎ ﻟﻐﯾر‬
‫اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ورﻓﺿﻬﺎ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻧظﺎم واﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾرﺗﺑط ﺑﻛل‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷﻓراد‪.‬‬

‫اﻫداف اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣن ﺧﻼل اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ﻓﺈن أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط‬

‫ج‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫اﻹداري وأﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛذﻟك ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻘﺎرئ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﯾم ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻟﯾس ﻓﻘط ﻟﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺎﺗﻬم وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم دون ﺟدوى‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﺷﺎط اﻹدارة وﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوازن‬
‫ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ﺗوﺿﯾﺢ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪.‬‬

‫اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻧطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺣدود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎﺗﻪ؟ ﺿﻣن ﻫذا‬
‫اﻹطﺎر ﻋدة إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﻓرﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬ﻣﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري؟‪.‬‬

‫‪ ‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ؟‬

‫‪ ‬ﻟﻣن ﺗﻌﻬد ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري؟‪.‬‬

‫‪ ‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣدود ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ؟‪.‬‬

‫‪ ‬ﻫل ﯾﻣﺎرس اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري؟‪.‬‬

‫وﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺗﻘﺳﯾم ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن‪:‬‬

‫د‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻷطر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري )اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ‪:‬‬

‫وﻟدراﺳﺔ اﻟﻣوﺿوع دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﻧﺎ ﺗوظﯾف ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ‬

‫ﻟﻺﻟﻣﺎم ﺑﻛل اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ‪ :‬وذﻟك ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪ :‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن‪ :‬واﻟﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻘط‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫﯾﺋﺎت‬

‫اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻘد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﺑرة ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺳﻧدا ﻟﻧﺎ طوال رﺣﻠﺔ‬

‫اﻟﺑﺣث‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻟﻠدﻛﺗور ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪.‬‬


‫ه‬
‫ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ‬

‫وﻗد ﺳﺑق وﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻋدة ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن ﺟواﻧب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛذﻟك‬

‫ﻣﻧﻬﺎ ﻣذﻛرة اﻟدﻛﺗور ﻧﺳﯾﻐﺔ ﻓﯾﺻل ﺑﻌﻧوان اﻟﺿﺑط اﻹداري وآﺛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬

‫وﻣن ﺑﯾن اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو أن ﻣﻌظم اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ‬

‫ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻔردات واﻟﻣﺿﻣون وﻟم ﯾﺄﺗوا ﺑﺷﻲء ﺟدﯾد ﻟﻛﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻘﺎرن‬

‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﻌض اﻵﺧر‪ ،‬وﻛذﻟك ﺿﯾق اﻟوﻗت اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺣﻧﺎ واﻟذي ﻟم ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن‬

‫اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﻛل ﺟﯾد‪.‬‬

‫و‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬


‫إن دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﻘﺗﺿﻲ دراﺳﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻷول وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋﻣﺎ ﯾﺷﺎﺑﻬﻪ ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎت وﺻوﻻ إﻟﻰ أﻧواع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫ﻓدراﺳﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻷول أﻻ وﻫو ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗطرق ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫وﻫذا ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ﻣن اﻟﻣطﻠب اﻷول وﻛذا اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧﺷﺄة وﺗطور اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﺑر‬
‫اﻷزﻣﻧﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻟﻘد ﺟﺎء اﻟﺿﺑط ﺑﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺿﺑط ﻟﻐﺔ ﻟزوم اﻟﺷﻲء وﺣﺑﺳﻪُ‪ ،‬وﻗﺎل اﻟﻠﯾث‪ :‬ﺿﺑط اﻟﺷﻲء ﻟزوﻣﻪ ﻻ ﻣﻔﺎرﻗﻪ‪ ،‬ﯾﻘﺎل ذﻟك ﻓﻲ ﻛل‬
‫ﺷﻲء‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺿﺑط ﻟﻐﺔ اﻟﺟزم‪ ،‬وﺿﺑطَﻪُ ﯾﺿﺑطُﻪُ ﺿﺑطﺎً‪ ،‬وﺿﺑﺎطﺔً ﺣﻔظﻪ ﺑﺎﻟﺟزم أي ﺣﻔظﺎ ﺑﻠﯾﻐﺎ وﻟزوﻣﻪ وﻗﻬرﻩ‬
‫وﻗوي ﻋﻠﯾﻪ وأﺣﻛﻣﻪ وأﺗﻘن ﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬واﻟﻣوﻟودون ﯾﻘوﻟون ﺿﺑط اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺑﻼد‪ ،‬وﻏﯾرﻫﺎ أي‪ :‬ﻗﺎم ﺑﺄﻣرﻫﺎ‬
‫وأﺣﻛم ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬وﺳﻧﺑدأ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث ﯾﺳﻣﻰ‬
‫ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ '' اﻟﺑوﻟﯾس اﻹداري '' ‪.2 Administrative la police‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،-‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾد‬
‫أﺣﻣد دراﯾﺔ ‪-‬أدرار‪ ،-‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،2006 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،2009 ،‬ص‪.204‬‬
‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري اﻷﺳﺗﺎذ ''‪ ''Delaubadere‬اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪'' :‬‬
‫ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻋﻣل اﻹدارة ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم''‪ ،1‬وﻫو ﺗﻌرﯾف‬
‫ﻣﺧﺗﺻر وﺷﺎﻣل ﻟﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻋﻣل‬
‫اﻹدارة ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺣﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﺣﺗل ﺟزء ﻛﺑﯾر ﺑل أﻧﻪ‬
‫أﺻﺑﺢ أﻫم ﻣظﻬر ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣظﺎﻫر‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻣن أوﺟد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط اﻹداري وﻫﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﻣﻌﯾﺎر‬
‫اﻟﺗوﻓﯾﻘﻲ ﺣﯾث ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻛل ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪ :‬وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻌرف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺟﻬزة واﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫو ﻣﺟﻣوع اﻷﺷﺧﺎص‬
‫واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن أو اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻧظﻣﺔ وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‪ :‬وﯾﻧظر ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت أو اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻧظﻣﺔ وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻛﻼ اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ﯾﺻف ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﺎﻷول ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻟﻌﻣل دون إﺟراءات أو ﻗواﻧﯾن ﺗﺣدد ﻋﻣﻠﻬم واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻹﺟراءات‬
‫واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻔذ ﺑدورﻫﺎ دون وﺟود أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻟﻬذ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﻼ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن ﻗﺎﺻ ار وﻫذا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ اﯾﺟﺎد ﻣﻌﯾﺎر آﺧر‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗوﻓﯾﻘﻲ‪ :‬ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث ﻋرف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ‬
‫أن ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻗﯾودا ﺗﺣد ﺑﻬﺎ ﺣرﯾﺎﺗﻬم ﺑﻘﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻠم ﯾﻌطﻲ ﺗﻐﯾﯾ ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻛون اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻣﺳﺗﻣدا أﺻﻼ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،2‬وﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﻌرﯾف ''ﻗدادرة ﻣﺎﻟك'' اﻟذي ﻋرﻓﻪ‬
‫ﺑﺄﻧﻪ‪ '' :‬ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﯾود وﺿواﺑطﻬﺎ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻔرد أو اﻷﻓراد ﺧدﻣﺔ‬
‫ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم''‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ‪ :‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪ 1‬دار اﻟﻘﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪، 2011،‬ص‪.156‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻧوال ﺑن اﻟﺷﯾﺦ‪ :‬اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح ‪-‬ورﻗﻠﺔ‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،2013،‬ص‪.5‬‬
‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﺗﻌرﯾف ''أﺣﻣد ﻏﺎي'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ‪'' :‬ﺣق اﻹدارة أي‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣرﯾﺔ اﻷﻓراد ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن اﻟﻌﺎم‪ ،‬واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺟﻣﺎل اﻟﻌﻣوﻣﻲ''‪.‬‬
‫وﺗﻌرﯾف ''ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻛرم'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ‪'' :‬ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻔردي‬
‫وﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻔرض ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ''‪.1‬‬
‫وﺗﻌرﯾف ''طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ‪'' :‬وظﯾﻔﺔ ﻣن أﻫم وظﺎﺋف اﻹدارة ﺗﺗﻣﺛل أﺻﻼ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻋن‬
‫طرﯾق إﺻدار اﻟﻘ اررات اﻟﻼﺋﺣﯾﺔ واﻟﻔردﯾﺔ واﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﻓرض ﻗﯾود‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ''‪ .‬وﯾﺑدو ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫ﻧظﺎم وﻗﺎﺋﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧل ﺑﺄﻣﻧﻪ وﺳﻼﻣﺗﻪ وﺻﺣﺔ‬
‫أﻓرادﻩ وﺳﻛﯾﻧﺗﻬم ﺣﯾث ﯾﻌﺑر ﻫذا ﻫو اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري وﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ‪.2‬‬
‫وﺗﻌرﯾف اﻟدﻛﺗور ''إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ‪ '' :‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﺣرﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﺑﻘﺻد ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أي ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻧظﯾﻣﺎ وﻗﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺧذ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺷﻛل ﻗ اررات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو أواﻣر ﻓردﯾﺔ‬
‫ﺗﺻد ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة وﺣدﻫﺎ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ''‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد أﻧﻪ ﺻﺎغ ﺗﻌرﯾﻔﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺻﺎﺋص ووﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻠم ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫وﺑﻌد اﺳﺗﻌراض أراء اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫو ﻧﺷﺎط إداري ﺗﻣﺎرﺳﻪ‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻬدف‬
‫إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب‪ ،‬وﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟذي ﯾراﻗب ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ وﻣدى‬
‫ﻣﻼﺋﻣﺗﻪ ﻟﻠظروف اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرزﻩ أي ﺣﺎﻟﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ ‪ :‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪،1‬دار ﻗﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2011،‬ص‪.156‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ -‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪ ،2011،‬ص‪.107-106‬‬
‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻪ وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻪ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻪ‬

‫ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻘد ﯾﺗﺻور ﻟدى اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻪ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘط إﻻ أن ﻫذا ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ وﻟﻬذا ﺳﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع اﺧﺗﻼف اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫ﻋن اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻷول واﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‪:‬‬


‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷﻛﻠﻲ‪ :‬ﯾﻣﺎرس اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾود واﻟﺿواﺑط ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻷﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫أﻣﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﺻدار اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ﻟﻸﻓراد‪ ،1‬ﻓﻬو ﯾﺷﻣل اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻧطﺎق ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻧﻬﺎ اﻟدﺳﺗور‪ ،2‬ﻟﻛن اﻷﺻل اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺣرم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن اﺳﺗﺧدام ﺳﻠطﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻓرض ﻗﯾود أﺧرى ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد طﺎﻟﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ إدﺧﺎل ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‪ :‬ان اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗداﺑﯾر‪ ،‬واﻷﻋﻣﺎل اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ‬
‫ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،3‬وﺑﻬذا ﻓﺎن اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وذﻟك ﺑﺗرﻗﻲ وﺣدوث اﻟﺟراﺋم وﻏﯾر ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد اﻷﻣن اﻟﻌﺎم أو اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.4‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﺷﻣل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺳﻠﺻﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺔ وﺗﺣدد وﺗﺿﺑط وﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺎت‬
‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ذﻟك أن ﻣﻌظم ﺗﻠك اﻟﺣرﯾﺎت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺳن ﻗواﻧﯾن ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‬
‫ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 122‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ أﻧﻪ‪'' :‬ﯾﺷرع اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺻﺻﻬﺎ ﻟﻪ‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن‪ :‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2007،‬ص ‪.159-158‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻫﺎﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟطﻬراوي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪،1‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟدﺳﺗور وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻼت اﻵﺗﯾﺔ‪ :‬ﺣﻘﺔق اﻷﺷﺧﺎص وواﺟﺑﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻧظﺎم اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ وواﺟﺑﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن''‪.1‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪ :‬أﺳﺎس ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻫو اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط ﻓﺈذا ﻛﺎن‬
‫اﻟﻌﻣل ﺻﺎد ار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﺄﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺻﺎد ار ﻣن‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب‬
‫ﻋ ﻠﻰ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر أﻫﻣﻬﺎ أن اﻟﻌﻣل اﻷول ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ادارﯾﺎ أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ورﻏم‬
‫ﺳﻬوﻟﺔ ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻻ أﻧﻪ ﻣﻛﺗﻔﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣظﻬر دون اﻟﺟوﻫر‪ ،2‬وﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻏﯾر ﺳﻠﯾم إذ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻘوم‬
‫ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ رﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑل أن ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدول ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺷﺧص‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت وﻫو ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﺻرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ واﺷراﻓﻬﺎ وﻫو ﺣﯾن‬
‫ﯾﺗﺻرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ‬
‫إو ﺷراﻓﻬﺎ‪.3‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‪ :‬ﯾﻌد ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﻌﻣل أو اﻟوظﯾﻔﺔ أو اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺎﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﺳﺗﻬدف‬
‫ﻋرﺿﺎ وﻗﺎﺋﯾﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ وﻗوع اﻻﺿطراب أو اﻟﻛوارث أو اﻧﺗﺷﺎر اﻟوﺑﺎء‪ ،‬ﻓﻬو‬
‫ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻻﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم )اﻷﻣن‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ( وﯾﺿﻊ ﻛل اﺿطراب أو إﺧﻼل‬
‫ﺑﻪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻬو ﻻﺣق ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺟراﺋم ﺑﻌد‬
‫وﻗوﻋﻬﺎ وﻫو ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺳﺗﻬدف ﻋرﺿﺎ ﻋﻼﺟﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن زﺟر وﻋﻘﺎب ﻟﻠﻣﺟرﻣﯾن‬
‫ﺑﻌد ﺣدوث اﻟﺟراﺋم وارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻓﻌﻼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2003 ،‬ص‪.390‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن‪ :‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬ط‪،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2007 ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﻗد اﺧذ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ وﺳﺎﯾرﻩ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري‪،1‬‬
‫وﻣﻧﻪ ﻓﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﺷﺧص أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﺻرف ﻗد اﺗﺧذﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن أﻋوان اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ وﺗﺗﺑﻊ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻣل أو اﻟﺗﺻرف إو ن ﻛﺎن ﺻﺎد ار ﻣن‬
‫ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻘد ﺗم ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻌد وﻗوع اﻟﻔﻌل ﺑﻬدف‬
‫اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻪ‪ ،2‬أي ﻣﻧذ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ ‪ ...‬وﯾﺷﻣل ذﻟك اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم‬
‫ﺑﻌد وﻗوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق واﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن واﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ أﻣﺎ إذا اﺗﺧذ اﻻﺟراء أو اﻟﺗﺻرف ﺑﻬدف ﻣﻧﻊ اﻹﺧﻼل‬
‫ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أي أﻧﻪ إﺟراء وﻗﺎﺋﻲ ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم أو اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو‬
‫اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ﺻﺎد ار ﻋن ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط إداري‪.3‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أﻧواع وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ دراﺳﺔ أﻧواع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧﻘطﺗﯾن ﺑﺎرزﺗﯾن وﻫﻣﺎ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم وﻛذا اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص وﻛذﻟك ﺧﺻﺎﺋص ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ‪.‬‬

‫أﻧواع اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪:‬‬


‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧطر اﻧﺗﻬﺎﻛﺎﺗﻪ واﻹﺧﻼل ﺑﻪ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،4‬وﻫو ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﻔردي واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟﺿواﺑط واﻟﻘﯾود‪ ،5‬وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺻﺑﻎ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن وﺻون اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،6‬‬

‫‪1‬‬
‫داود اﻟﺑﺎز‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﺻر ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺻر اﻟﺿوﺿﺎء دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺑﯾﺋﻲ‬
‫واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.72-71‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻫﺎﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟطﻬراوي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.235‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،1‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ، 2008 ،‬ص‪.269‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪116‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.208-207‬‬
‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﻫﻲ أوﻟﻰ وﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣن ﺛم ﻧﺟد أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻫو اﻷﺻل واﻟﻘﺎﻋدة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﺗﻛﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻛوظﯾﻔﺔ إدارﯾﺔ‪.1‬‬
‫وﻓﻲ ﺗﻌرﯾف آﺧر ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ أﺣد ﻣظﺎﻫر اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻛﻠف ﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم داﺧل‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻧﺷطﺔ اﻟﺧواص ﻣﺎداﻣت ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﺗﺣﻣل أﺿرار ﺑﺎﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪:‬‬
‫ﯾﻬدف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت ﺳواء ﺑﻣﻧﻊ‬
‫وﻗوﻋﻬﺎ أو ﺑوﻗﻔﻬﺎ أو ﺑﻣﻧﻊ ﺗﻔﺎﻗﻣﻬﺎ ﻋﻧد وﻗوﻋﻬﺎ وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫إﺣدى وﺣداﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،2‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻷﺧطﺎر واﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت وﻣﻧﻊ اﺳﺗﻣرارﻫﺎ‬
‫إذا وﻗﻌت إذ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﻟﻠوطن واﻟﻣواطﻧﯾن وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن‬
‫اﻷﻣراض وﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﺎﻛن وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﻏراض اﻟﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ذﻟك اﻟﺿﺑط اﻟذي ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ﻣن أﺟل ﺗدارك اﻻﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل ﻣﺣدد وﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا ﺗﺗﻼءم ﻓﻧﯾﺎ ﻣﻊ ذﻟك اﻟﻣﺟﺎل وﻫﻲ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم أﻛﺛر‬
‫ﺗﺷدﯾدا وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺗﺣدﯾد ﻧوع ﻣن أﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي إو ﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﺳطﻠﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﺷرﯾﻊ ﯾﺑﯾن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ وﺣدودﻫﺎ وأﻏراﺿﻬﺎ أي أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﯾﺗﺧﺻص ﻣن ﺣﯾث ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ أو‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺧﺎطﺑﻬم أو ﻣوﺿوﻋﻪ أو ﻫدﻓﻪ‪ ،3‬أو ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣددة ﺑﺎﻟذات ﻓﻬو ﯾﻣﺛل ﻧوﻋﯾﺎت‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺿﺑط وﯾﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ﯾﺣدد ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻛل ﻣﺟﺎل وﻣدى ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ واﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم إﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬدف ذات أﻏراض‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم وﻫﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪2‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ‬
‫ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.329‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺑﺷر اﻟﻌﺎوور‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر –ﻏزة‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق‪ ،2013 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﺧﺎص إو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬدف أﻏراﺿﺎ أﺧرى وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﺳﺗﻬدف ﻧﻔس‬
‫أﻏراض اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻧذﻛر اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺎت أو دﻓن اﻟﻣوﺗﻰ‬
‫وﻟﻪ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﻬدف إﻟﻰ ذات أﻏراض اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﯾﻬدف إﻟﻰ وﻗﺎﯾﺔ‬
‫وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪ .‬وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن أن ﯾﻛون دﻓن اﻟﻣوﺗﻰ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣرﺧص ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣن اﻟدوﻟﺔ وﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟدﻓن ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺣدوث اﻟوﻓﺎة وأن ﯾﻛون اﻟدﻓن‬
‫ﻣن أﺷﺧﺎص ﻣدرﺑﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻣن اﻟدوﻟﺔ وﯾطﺑﻘون أﺻول ﺗﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﺿﺑط إداري ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻬدف أﻏراﺿﺎ أﺧرى ﻧذﻛر اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻﯾد واﻟﻣﻼﻫﻲ‬
‫وﺳﺑﺎق اﻟﺧﯾل وأوراق اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب واﻵﺛﺎر وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺻر وﻟﺑﻧﺎن اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ‬
‫واﻷﻣﺎﻛن اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻓﻬو ﯾﺳﺗﻬدف ﺑﺟﺎﻧب أﻣن وراﺣﺔ اﻟزاﺋرﯾن واﻟﺳﺎﺋﺣﯾن ﻧظﺎﻓﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ وﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﺎداﺗﻪ وﻧظﻠﻣﻪ وأﯾﺿﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻵﺛﺎر‬
‫واﻷﻣﺎﻛن اﻷﺛرﯾﺔ ﺗرﻣﯾﻣﻬﺎ وﻣﻧﻊ اﻻﺗﺟﺎر ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص‬
‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣددة ﺑﺎﻟذات ﻓﻬو ﯾﻣﺛل‬
‫ﻧوﻋﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺿﺑط وﯾﻛون ﻟﻪ ﻣﻧﻬﺎ ﻧطﺎﻗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ‪ ،1‬وﯾﺄﺧذ ﺻو ار ﻋدﯾدة ﻓﻘد‬
‫ﺗﻛون اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﻪ ﻣن ﺣﯾث‬
‫ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ‪ :‬ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻛﻣﻧﺢ وزﯾر‬
‫اﻷﺷﻐﺎل ﺻﻠﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻟطرق ووزﯾر اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻣﻧﺣت ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻟﻛل ﻣن وزﯾر اﻷ ﺷﻐﺎل ووزﯾر اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻓﺎﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع‪ :‬ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑوﺟود ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص‬
‫ﯾﻧظم وﺟﻬﺎ ﻣن أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي‪ ،2‬وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻬن اﻟﺧطرة أو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.209-208‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح اﻟﺻراﯾرة‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬ج‪،1‬ط‪،1‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2012 ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻘﻠﻘﻠﺔ أو اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ أو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﺧﺻص ﯾﻧﺻب ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع دون ﺳواﻩ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬدف‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫إو ﻧﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﺑط ﻫدف آﺧر ﻟﯾس ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ‪ ،1‬أو ﻗد ﯾواﺟﻪ ﻋﻧﺻ ار‬
‫واﺣدا ﻓﺣﺳب ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﻘﯾدا ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﻋﻧﺻر ﻣﺣدد‪ 2‬وﻛﻣﺛﺎل ﻋن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﻟﯾس ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ ﻧذﻛر‬
‫اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وا اﻟﺻﯾد أو اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ أو ﺑﺄﻣﺎﻛن اﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻓﻬﻧﺎ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻛون‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎﺻﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻊ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أﯾﺿﺎ ﯾﻣﺎرس ﻣن ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﻣن ﺣﯾث اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري‪ :‬ﯾﻛون اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻔﺋﺔ‬
‫أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺣددة ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻻ ﯾطﺎل ﻏﯾرﻫﺎ ﻛﺎﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﺟﺎﻧب أو أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﺎﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺎت دون ﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺗﻛون ﻫﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣن ﺣﯾث اﻟﻬدف ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺧﺎرج‬
‫ﻧطﺎق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطﺎق ﯾﻛون اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص أﺿﯾق ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻷرﺑﻌﺔ وأن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪،3‬‬
‫ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺿﺑط إداري ﺧﺎص إﻻ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون وﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟزاءات‬
‫اﻻدارﯾﺔ ﻣﺛل ﺳﺣب اﻟﺗراﺧﯾص أو ﻧزع اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻷرﻗﺎم اﻟﺳﯾﺎرات‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح اﻟﺻراﯾرة‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪118‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.119-118‬‬
‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﺳﺎﻟﯾﺑﻪ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻧظ ار ﻟﺧطورة إﺟراءات اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻓراد ﻟﺣرﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت‪،‬‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬إذ ﺗﻧﻘﺳم‬
‫ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ وأﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ‬

‫ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء‪.‬‬

‫‪ .1‬رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻋﺗرﻓت ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻣﺎم اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻬو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ وأﻣﻧﻬﺎ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ‪ .1‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﺎﻣﻲ اﻷﻣﺔ واﻟﻣﺳؤول اﻷول واﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ‬
‫اﻟوطن‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن‪ ،‬ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل دﺳﺗور ‪ 1989‬وﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻌد دﺳﺗور ‪ 1989‬ﻓﺧﻼل‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل دﺳﺗور ‪ 1989‬ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟذﻟك ﻓﺄن ﻫﻧﺎك‬
‫ﺟﻬﺔ واﺣدة ﺗﻣﺎرس ﺳﻠظﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬أي ﻫو اﻟرﺋﯾس اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺳﻠظﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﯾﺷﻛل اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري‪ ،‬وﻛذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 182/65‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫''ﺗﺣوز اﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪ ...‬اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺳﯾر أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ وﻛﯾﺎن اﻷﻣﺔ''‪ ،2‬وﺣﺳب اﻷﺳﺗﺎذ أﺣﻣد‬
‫ﻣﺣﯾو ﻓﺈن ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫو اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧﻼص ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم‪.‬‬
‫ﻫذا وﺗوﺟد أﺟﻬزة إ دارﯾﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻪ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻘوم‬
‫ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﺑﺗﻘدﯾم اﻟرأي واﻟﻣﺷورة ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣور‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري‪ :‬ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻻردن‪ ،2013 ،‬ص‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 182/65‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 10‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،1965‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ج ر‪ ،‬ﻋدد ‪.58‬‬
‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﺗﻘوم اﻷﺟﻬزة واﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت وﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗرﻛﯾﺑﻬﺎ‬
‫وﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺛم ﺗﻘدم ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﯾﺻدر اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻣن اﻷﺟﻬزة اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،1‬وﻫﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء واﻟﻣﺟﻠس‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﻋﻠﻰ وﻛذﻟك اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن ﺑرﺋﺎﺳﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪.2‬‬
‫وﻟﻼﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻶراء اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺗﻘد ﻟﻌﻧﺻر‬
‫اﻹﻟزام وﺗﻌد ﻣﺟرد آراء ﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫طﻠﺑت اﻻﺳﺗﺷﺎرة‪.3‬‬
‫‪ .2‬اﻟوزﯾر اﻷول‪:‬‬
‫ﻟم ﺗﺷر اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺻراﺣﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟوزﯾر اﻷول ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬ﻏﯾر أن‬
‫اﻟوزﯾر اﻷول ﯾﺳﺗﺷﺎر ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد ﻫذا اﻷﺧﯾر اﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺟﺎل اﻟﺟرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ ﻣﺣددة أو أﻣﺎﻛن ﻣﺣددة‪.4‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﻗرار وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ظل دﺳﺗور ‪ ، 1996‬إذ اﻧﻬﺎ ﺗﻌود ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺣدﻩ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻠك اﻟوزﯾر اﻷول ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫وﻫذا ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 81‬ف ‪ 3‬وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪ 116‬ف ‪ 2‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ‪ ،1989‬ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 125‬ف ‪،5 2‬وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 85‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1996‬ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻠوزﯾر اﻷول أﻻ‬
‫وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﯾوزع اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻊ اﺣﺗرام اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾوﻗﻊ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ‪ :‬اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪) ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد‬
‫ﺧﯾﺿر‪ ،‬ﺑﺳﻛرة‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪2‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 173 ،171 ،156‬ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ‪.1996‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﯾﺻل ﻧﻐﯾﺳﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪4‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪،‬ط‪ ، 2‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.489‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 85‬ﻣن دﺳﺗور ‪.1996‬‬
‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫‪ -‬ﯾﻌﯾن ﻓﻲ وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ودون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪78-77‬‬
‫ﻣن دﺳﺗور ‪.1996‬‬
‫‪ -‬ﯾﺳﻬر ﺣﻔظ ﺳﯾر اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.1‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ ﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻣن اﻷﻣر ‪ 03/11‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ '' :‬دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 91‬و‬
‫‪ 93‬ﻣن اﻟدﺳﺗور‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام وﺣدات اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ وﺗﺷﻛﯾﻼﺗﻪ‪ ،‬ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن وﻧﺟدﺗﻬم‪.‬‬
‫‪ ‬اﻷﻣن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﻔظ اﻷﻣن‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب واﻟﺗﺧرﯾب‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟوزراء‪:‬‬
‫اﻷﺻل أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠوزراء ﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻌﻘودة ﻟرﺋﯾس‬
‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول‪ ،‬ﻏﯾر أن اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﯾﺟﯾز ﻟﺑﻌض اﻟوزراء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺿﺑط‬
‫ﺑﺣﻛم ﻣرﻛزﻫم وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟذﯾن ﯾﺷرﻓون ﻋﻠﯾﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص‪،2‬‬
‫ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠف اﻟوزراء ﻧﺟد وزﯾر ﻣﺧول‬
‫ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.3‬‬
‫ﻓوزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﻫو أﻛﺛر اﻟوزراء اﺣﺗﻛﺎﻛﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻹﺟراءات اﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ دﻟت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﻣﻧظﻣﺔ‬
‫واﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،4‬ﻣﻧﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 01/91‬وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ''ﯾﻣﺎرس وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ‬
‫‪ ‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/11‬اﻟﻣؤزخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2011‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 23/91‬اﻟﻣورخ ﻓﻲ ‪ 6‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1991‬ﯾﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺎم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 12‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻓﯾﻔري ‪.2011‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.193-192‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺣﺟﺎر ‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ ‪ ،‬د‪-‬ت‪-‬ن ‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.490‬‬
‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫‪ ‬ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﻼك واﻷﺷﺧﺎص وﺗﻧﻘﻠﻬم‬


‫‪ ‬اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺟﻣﻌوﯾﺔ‬
‫‪ ‬اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت‬
‫‪ ‬اﻟﺗظﺎﻫرات واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪''....‬‬

‫ﻛﻣﺎ أﺿﺎﻓت ﻣواد أﺧرى ﻣن ذات اﻟﻣرﺳوم ﺑﻌض اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻣﺎدة ‪3‬‬
‫ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪'':‬ﯾﺗوﻟﻰ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﻰ وزﯾر‬
‫اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﺗﺻور أﻋﻣﺎل اﻟوﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن أﻣن اﻹﻗﻠﯾم واﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم وﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ وﺗﻘوﯾﻣﻬﺎ وﺗﻧﺳﯾﻘﻬﺎ‪.''1...‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ أﺷﺧﺎﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗدﯾر ﺷؤوﻧﻬﺎ‬
‫وﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗراﻩ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻟذﻟك ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻛل ﻣن اﻟواﻟﻲ ورﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي‪.‬‬

‫‪ .1‬اﻟواﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ ﻫﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ذات ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﻫذا ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻟﻧﺎ أن اﻟوﻻﯾﺔ ﻫﻲ ﻫﻣزة وﺻل ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ واﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪.2‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟواﻟﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺣﻛم ﻣوﻗﻌﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛل اﻟدول وﻣﻔوض اﻟﺣﻛوﻣﺔ‬
‫واﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟوزراء ﻓﻬو ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪ ،3‬ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻣد‬
‫اﻟواﻟﻲ ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ‪ ،07/12‬وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 114‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪'' :‬اﻟواﻟﻲ ﻣﺳؤول‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬و‪ 3‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 01/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1991‬اﻟذي ﯾﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬ج ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 53‬اﻟﻣؤرﺧﺔ‬
‫ﻓﻲ ‪ 21‬أوت ‪.1994‬‬
‫‪2‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 1‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم ‪.07/12‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ :‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2000‬ص‪.187‬‬
‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن واﻟﺳﻼﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ''‪ ،1‬وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻛذﻟك‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 96‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ رﻗم‪ ،209/90‬أي أن اﻟواﻟﻲ ﻫو اﻟﻣﺳؤول اﻷول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وﻻﯾﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛذﻟك ﯾﺳﺗﻧد اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫ﺳﻠطﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 373/83‬واﻟذي ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪'' :‬ﺗوﺿﻊ ﻟدى اﻟواﻟﻲ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣﻔظ اﻟﻧطﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫وﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻷﻣن واﻟﺳﻼﻣﺔ‬
‫واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﯾن وﺣرﯾﺎﺗﻬم‪ ،4‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 118‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ ،507/12‬وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 373/83‬اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أوﻛل ﻟﻪ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﻫذا ﻣﺎ ﺣددﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 115‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 07/12‬وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة ‪ 98‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ 09/90‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ‪.‬‬

‫‪ .2‬رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي‪:‬‬


‫ﺗﻌﺑر اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ ،6‬ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل اﻟﻣﻛﺎن اﻷول اﻟذي ﯾﺗﻠﻘﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﻣواطن ﺑﺎﻟدوﻟﺔ وﻫﻲ ﻧﻘطﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎك‬
‫اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﻛذﻟك اﻟﻘﻧﺎة أو اﻟﺟﺳر اﻷول اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻘدم اﻟدوﻟﺔ ﺧدﻣﺗﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﻣواطن‪ ،‬إذ أﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟﺎل اﻷول اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﻌﺑر اﻟﻣواطن ﻋن ﻣواطﻧﺗﻪ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ‬
‫ﻻﻧﺷﻐﺎﻻﺗﻪ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‪ ،7‬وﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي اﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 114‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 07/12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 96‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐﻰ ‪ 09/90‬اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 373/83‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1983/08/28‬اﻟﻣﺣدد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﻣن واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫ﻋدد ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺣﺔ‪ :‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009،‬ص ‪.185‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ :‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ‪ :‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪7‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ :‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.492‬‬
‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺗﻣﺎرس اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟذا ﻧﺟد ﻣﻬﻣﺔ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ‪ ،‬وﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﻋن ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن‬
‫واﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﻬدوء‪.‬‬
‫ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وذﻟك ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 88‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 10/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫''ﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺗﺣت إﺷراف اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﻌﺎف‪.''1...‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة ‪ 294‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أﻛدت ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ''ﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗرام‬
‫ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ﯾﻛﻠف رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﻣن اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛل اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﻣﻊ اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ‬
‫ﻛل ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻧظﯾم ﺿﺑطﯾﺔ اﻟطرﻗﺎت اﻟﻣﺗواﺟدة ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟطرﻗﺎت ذات‬
‫اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎرات وﺿﻣﺎن ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﺷوارع واﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﺗﺧﺎذ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﺗﻧﻘﻠﺔ أو اﻟﻣﻌدﯾﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﻧﻊ ﺗﺷرد اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﻣؤذﯾﺔ أو اﻟﺿﺎرة‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻣﺣﯾط وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 88‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 94‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺿﻣﺎن ﺿﺑطﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋز واﻟﻣﻘﺎﺑر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻌﺎدات وﺣﺳب ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺷﻌﺎﺋر اﻟدﯾﻧﯾﺔ‪.''....‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري و أﺳﺎﻟﯾﺑﻪ‬

‫ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋدة وﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ‬

‫ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﻋوان وﻫﯾﺋﺎت ﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﻟواﺋﺢ وﻗ اررات اﻟﺿﺑط اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ‪ .1‬ﻛرﺟﺎل اﻟدرك واﻟﺷرطﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷرطﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺷرطﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ )وﻛذا أﻓراد اﻟﺷرطﺔ واﻟدرك اﻟوطﻧﻲ( اﻟوﺳﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ وﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺷرطﺔ اﻟﻌﻣران اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻬﺎز اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ )اﻟﺷرطﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر(‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫وﺗﺗﻣﺛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط )اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ(‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ أن ﺗﺻدر ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺟردة‬
‫ﺗﺿﺑط ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد وﺗﺣدد ﺟزاءات ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻣوﺟب ﯾﻌرف‬
‫ﺑﻠواﺋﺢ اﻟﺿﺑط‪.‬‬

‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗ اررات إدارﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﻣوﺿوﻋﻬﺎ‬
‫ﺑﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم‪ ،‬ﻣﺛل ﻗرار رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻛﺑرات اﻟﺻوت ﻟﯾﻼ‬
‫ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن‪ ،2‬وﺗﻬدف ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪" ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪ ،‬اﻟﻧﺷﺎط اﻻداري"‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2004 ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.281-280‬‬
‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻓﻘط‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ ﺧﻼف ﺣول ﻣدى ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت ﻻ ﯾﺟوز إﻻ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ووظﯾﻔﺔ اﻻدارة ﺗﻧﺣﺻر ﺑوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏﯾر أت اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟراﺟﺢ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﯾﻌﺗرف ﻟﻺدارة ﺑﺗﻧﻔﯾ ذ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻋن طرﯾق إﺻدار اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻟو أدى‬
‫ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت ﺑﺷرط ﻷن ﺗﻛون ﻣﺷروﻋﺔ وﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ ﻗﺎﻧون‪.1‬‬

‫‪ .2‬اﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺻدرﻫﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ أواﻣر ﻓردﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔرد ﻣﻌﯾن ﺑذاﺗﻪ أو ﺑﺄﻓراد‬
‫ﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑذواﺗﻬم أو ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﺗﺗﺧذ اﻟﻘ اررات ﺑدورﻫﺎ أﺷﻛﺎﻻ ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻷﻣر‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ أﻣر إﻟﻰ ﺷﺧص أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺣددﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن‪ ،2‬ﻛﺎﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﺑﻬدم ﻣﻧزل آﯾل ﻟﻠﺳﻘوط‪ ،‬أو اﻟﺻﺎدر‬
‫ﻟﻠﻣﺗظﺎﻫرﯾن ﺑﺎﻟﺗﻔوق‪.3...‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻣﻧﻊ )اﻟﺣﺿر(‪:‬‬
‫وﻫو أﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗم اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻻدارة ﺑﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔرض اﻻدارة ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻓﻼ ﺗﻣﻧﻊ ﺑﻣﺟرد اﻟﻣﻧﻊ‪ ،‬إو ﻧﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫ﻣﻘﺻد ﻋﺎم ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻣﻧﻊ اﻟﻣرور ﻋﻠﻰ ﺟﺳر آﯾل ﻟﻠﺳﻘوط وﻣﻧﻊ‬
‫اﻟﺗﺟول ﻟﯾﻼ ﻓﻲ ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ إﻧﻣﺎ اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷرواح ورﺟوﻋﺎ ﻣﺛﻼ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 31‬ﻣن‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 01/14‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬أوت ‪ 2001‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ ﻣرور اﻟطرق وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وأﻣﻧﻬﺎ‬
‫ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ '' ﯾﻘﺗﺻر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺑﻬﺎت اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟوﺟود ﺧطر ﻓوري‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ وﺿﻊ إﺷﺎرة ﻣﻼﺋﻣﺔ‪.''4...‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺗرﺧﯾص‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ‪،‬ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2012 ،‬ص ‪.40-39‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.281‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي‪ :‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪ ،2003 ،‬ص‪.402‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.495-494‬‬
‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﯾﺗﻣﺛل ﻣﺿﻣون اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣﻧﺢ ﺗرﺧﯾص ﻟﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﺑﺻورة‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﺷﺧص ﺑﻔﺗﺢ ﻣﺣل ﻋﺎم أو ﻣﻘﻬﻰ أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣرﯾﺔ ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺣزب ﻣن اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو ﻋﻘد اﺟﺗﻣﺎع ﻋﺎم أو اﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﻣظﺎﻫرة ﺷﻌﺑﯾﺔ‪.1‬‬
‫وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص أن ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ‪ ،‬وﻻ ﺗﻣﻠك ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫اﺗﺧﺎذ اﺟراءات ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺗداﺑﯾر واﻻﺟراءات اﻟﻔردﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﺷﻛل اﻟذي ﺗﺻدر ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﺗﺻﻧف إﺟراءات ﻣﻛﺗوﺑﺔ وأﺧرى ﺷﻔوﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺻدر اﻷواﻣر اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻔﻬم ﻣﻘﺎﺻدﻫﺎ‬
‫وﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻲ ﯾﺳﻬل إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﺑﺻورة ﺷﻔوﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﯾﻧﺣدر اﻹﺟراء‬
‫اﻟﺿﺑطﻲ إﻟﻰ ﻣﺟرد ﺣرﻛﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ )ﻛﺎﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾر أو ﺣﺗﻰ ﻣﺟرد إﺷﺎرة آﻟﯾﺔ ﻛﺎﻹﺷﺎرة اﻟﺿوﺋﯾﺔ(‪.2‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻘﺳو )اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة(‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن أﻛﺛر أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﻬدﯾدا ﻟﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد واﻋﺗداءا ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻬم‬
‫وأﻛﺛرﻫﺎ ﻋﻧﻔﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻘﯾﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻌﻣل ﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﺟﺑرﯾﺔ ﻹﺟﺑﺎر اﻷﻓراد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠواﺋﺢ واﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﯾﻌد ﻫذا اﻟﺣق اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻧﺿرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻻﻓراد دون اﻟﻠﺟوء ﻣﻘدﻣﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء‪ ،‬وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ‬
‫ﺗﺧﺗل ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.3‬‬
‫وﺗﻬد ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻣن اﻷﺻل اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل‬
‫اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﯾرﺗﻬن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺎﻧون أو ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ '' ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أواﻣرﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺟﺑرﯾﺔ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إذن ﻣﺳﺑق ﻣن اﻟﻘﺿﺎء''‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي‪ :‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي‪ :‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪،‬ط‪ ،1‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،2011 ،‬ص‪.413‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬أن ﯾﺑﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻠواﺋﺢ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﺣق‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﯾرﻓض اﻷﻓراد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ وﻻ ﯾوﺟد أﺳﻠوب آﺧر ﻟﺣﻣل اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﻘواﻧﯾن أو‬
‫اﻟﻠواﺋﺢ ﻏﯾر اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري‪.‬‬
‫‪ ‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة أو اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت أن ﯾﻛون اﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺧطر اﻟذي ﻣن‬
‫اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.1‬‬

‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺣق ﻟﻺدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ودون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟدﻓﻊ اﻟﺧطر‪ ،‬وﻟو ﻟم ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﺗﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ‪ ،‬ﺑل ﻟو‬
‫ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﻟذﻟك ﻷن اﻟﺿرورات ﺗﺑﯾﺢ اﻟﻣﺣﺿورات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.125-124‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺣدود اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻛﻣطﻠب أول ﻧﺗطرق‬
‫ﻓﯾﻪ ﻋﺑر ﻓروﻋﻪ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﻣﺻﺎدرﻩ ‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻣﺑدأ‬

‫اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪ ،‬وﻛذا اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﻧون‬
‫ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻬدف أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣدود‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وﻛذا اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿرورة‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﻣﺻﺎدرﻩ‬

‫ﺗﻘﺗﺿﻲ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ )أوﻻ( وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري )ﺛﺎﻧﯾﺎ(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﻧﻲ ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ وﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ وﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ ﻷﺣﻛﺎم وﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور‬
‫واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺻ درﻩ أو ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻣن أﻋﻣﺎل وﻗ اررات‪ ،‬ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ اﻷﻓراد أﻧﻔﺳﻬم ﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﻣﺗﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟدﺳﺗور‪ ،‬ﺛم‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻘرﻩ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻣن ﺛم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﯾﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻓﻲ إطﺎر رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة‪ ،‬ﺛم ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻠواﺋﺢ أو اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺻدرﻫﺎ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول وأﺧﯾ ار اﻟﻌرف اﻹداري؛‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﻌرف اﻟدﺳﺗوري اﻟذي ﺗﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ وﺑﻣواﻓﻘﺔ‬
‫اﻷﻓراد رﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟدﺳﺗور وﯾﻌﻠو ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ﻷﻧﻪ ﯾﻔﺳر وﯾﻛﻣل ﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور‪.1‬‬

‫إن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻫو ﺧوض اﻟﺣﻛﺎم واﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ، 1‬ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻛل دول‬
‫اﻟﻌﺻر وذﻟك ﺑﻐض اﻟﻧطر ﻋن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺗﺧذ ﻣﻧﻬﺎ أﻫداﻓﻬﺎ وﻏﺎﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘد اﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أن اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫واﻟ ﻘﺎﻧون ظﺎﻫرﺗﺎن ﻣﺗﻼزﻣﺗﺎن ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺗﺎن‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺿرورة ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﺛم ﻫﻲ ﻻ‬
‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﺎﻩ‪.2‬‬

‫وﻟﻘد اﻋﺗﻣد اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر‪ ،‬وﻫذا‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﺑداﯾﺔ ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺗﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻛرس ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻧﺟد‬
‫ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ أن اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ﻧﺎﺿل وﯾﻧﺎﺿل دوﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣرﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﯾﻌﺗزم‬
‫أن ﯾﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟدﺳﺗور أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛل ﺟزاﺋري وﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻘدرة‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة وﺿﻣﺎن اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻛل ﻓرد‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ‬
‫ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أن‪ '' :‬اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب‪ ،‬وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت؛ وﯾﻛﻔل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ورﻗﺎﺑﺔ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺳودﻩ اﻟﺷرﻋﯾﺔ‬
‫وﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ ﺗﻔﺗﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻛل أﺑﻌﺎدﻩ‪.3‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣواد أﺧرى ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬اﻟﺗﻲ ﺟﺎء‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪ '' :‬ﺗﺳﺗﻣد اﻟدوﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ وﺳﺑب وﺟودﻫﺎ ﻣن إرادة اﻟﺷﻌب ﺷﻌﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌب وﻟﻠﺷﻌب وﻫﻲ ﻓﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪1‬‬
‫طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،1976 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻛﯾر‪ ،‬اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ أﺻول اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ ،2000/1999‬ص‪.219‬‬
‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺧدﻣﺗﻪ وﺣدﻩ''‪1‬؛ واﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟدﺳﺗور أﻧﻪ ﺗﺿﻣن ﻣن ﺧﻼل ﻣوادﻩ أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة ‪ 22‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن ''ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 31‬ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺿﻣﺎن ﻣﺳﺎواة ﻛل اﻟﻣواطﻧﯾن‬
‫واﻟﻣواطﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎب ''وﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 32‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ﻣﺿﻣوﻧﺔ وﺗﻛون ﺗراﺛﺎ‬
‫ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن واﻟﺟزاﺋرﯾﺎت‪ ،‬واﺟﺑﻬم أن ﯾﻧﻘﻠوﻩ ﻣن ﺟﯾل إﻟﻰ ﺟﯾل ﻛﻲ ﯾﺣﺎﻓظوا ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﻼﻣﺗﻪ وﻋدم اﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺗﻪ؛ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺳﻣﺎ ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻷﻓراد إو رﺗﻘﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟواﺟب ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﻬم ﻛﺄﻣﺎﻧﺔ ﯾﺳﺗوﺟب ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣن ﺟﯾل إﻟﻰ ﺟﯾل ﺑﺷﻲء‬
‫ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وﻋدم اﻧﺗﻬﺎﻛﻬﺎ‪.‬‬

‫وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺣرﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﻗﺳﺎم‪ :‬ﺣرﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺣرﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ وﺣرﯾﺔ دﯾﻧﯾﺔ وﺣرﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺔ وﺣرﯾﺔ‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ؛ ﻓﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن واﻧطﺑﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻼ طﺎﻗﺔ ﻟﻘوﺗﻪ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫دﻓﻌﻬﺎ ﺑدون أن ﯾﻌد دﻓﻌﻬﺎ ظﻠﻣﺎ ﻛﺎﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﻣﺷﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد وﻻ ﯾﺳﺗﻐﻧون‬
‫ﻋﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺿرر ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﻪ وﻻ ﻋﻠﻰ إﺧواﻧﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻣﺛﻼ أﻛل اﻟﺳﻣوم وﻻ أﻛل‬
‫طﻌﺎم اﻟﻐﯾر ﺑدون أذﻧﻪ؛ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺣﺳن اﻟﺳﻠوك وﻣﻛﺎرم اﻷﺧﻼق ﻫﻲ اﻟوﺻف‬
‫اﻟﻼزم ﻟﻛل ﻓرد ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺣﻛم اﻟﻌﻘل ﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ذﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﺗطﻣﺋن إﻟﯾﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ وﻧﻔﺳﻪ وﺣﺳن أﺧﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻏﯾرﻩ؛ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾدة واﻟرأي‬
‫واﻟﻣذﻫب ﺑﺷرط أن ﻻ ﺗﺧرج ﻋن أﺻل اﻟدﯾن وﻣﺛل ذﻟك ﺣرﯾﺔ اﻟﻣذﻫب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أي اﻟدوﻟﯾﺔ‪.2‬‬

‫وﺑﺎﻟرﺟوع أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 35‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1996‬اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ''ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‬
‫اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺿد اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣس ﺑﺳﻼﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ''‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬ﻣن دﺳﺗور ‪ ،1996‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺧطﯾب‪ ،‬اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺳم اﻷول اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻣﻧﺷورات وزاﻟرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬دﻣﺷق‪ ،2005 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫أﺗﻣﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 60‬ﺑﻘوﻟﻬﺎ‪ :‬ﻻ ﯾﻌذر ﺑﺟﻬل اﻟﻘﺎﻧون ''ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص أن ﯾﺣﺗرم اﻟدﺳﺗور‬
‫وﻗواﻧﯾن اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣواد أﺧرى ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣواد ‪،94 ،93‬‬
‫‪ 97 ،96 ،65‬واﻟﻣﺎدة ‪ 124‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أرﺿﯾﺔ ﺻﻠﺑﺔ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻋﻧد ﺗﻘرﯾر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻹدارة اﺣد اﻟﺳﺑﯾﻠﯾن ‪ ،‬ﻓﻬو إﻣﺎ أن ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ أو‬
‫ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدﻩ ‪ ،‬وﻗد ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ أو ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد ﻟﻺدارة ﺷروط‬
‫ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ورﺳم ﻟﻬﺎ ﺣدودﻩ ‪ ،‬واﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻛﺎﻧت‬
‫ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدة ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻗد ار ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ‪،‬‬
‫ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء أم ﻋدم اﺗﺧﺎذﻩ ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺳﺑﺎب اﺗﺧﺎذﻩ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻣﺗﻠك ﺗﻘدﯾر‬
‫ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗﺻرف واﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻻﺗﺧﺎذﻩ ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﺗﻘدﯾرﯾﻪ‪ . 2‬وﻟﻛﻲ ﻧﺷرح‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟواﺿﺢ ﻻ ﺑد ﻣن طرح ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻫل ﺗﻌطﻰ اﻹدارة اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬أم ﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ؟ ‪ .‬وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻻ ﺑد ﻣن اﻟرﺟوع إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌطﻲ اﻹدارة اﻟﺣرﯾﺔ‪ ،‬أو ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﺑوﺟوب اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻠك ﯾﺑﯾﻧﻪ وﯾﺣددﻩ‬
‫‪3‬‬
‫ﻟﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ‪ .‬وﺑذﻟك ﻓﺎن ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أو اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﺳﻠطﺔ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻗدﻣﯾﻪ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ‪،‬‬
‫وﻟﻛن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻗد ار ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن‬
‫اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء أو ﻋدﻣﻪ ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗوﻓر ﺷروطﻪ‪ ،‬أو اﺗﺧﺎذﻩ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ‪ ،‬أو‬
‫اﺗﺧﺎذﻩ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﻼﺋم ‪ .‬وﻟﻬذا ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬﺎ وﺑﻣوﺟﺑﺎﺗﻬﺎ ‪،‬‬
‫واﻷﺧذ ﺑﻬﺎ واﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻧطﺎﻗﻬﺎ وﻣﺟﺎﻟﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻘﯾد‬
‫واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻘﯾد واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ‪ .‬وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﺳﺣﻧﯾن أﺣﻣد‪ ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ طل اﻟطروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 2‬ﺣﺎﻓﻆ ‪ ،‬ﻣﺤﻤﻮد ‪ :‬اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻷردن ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪ :‬ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﷲ ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ﺑﯾروت ‪ :‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻣدﻟول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻣﺑرراﺗﻬﺎ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ -:‬ﻣدﻟول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﺣرﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف أو ﻋدم اﻟﺗﺻرف ‪ ،‬وﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘرار‬
‫واﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻣﺔ إﺻدار‬
‫اﻟﻘ اررات‪ . 1‬ﻛﻣﺎ وﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣق أﻋﻣﺎل اﻹدارة وﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ‪ ،‬ﻓﻌﻧد ﻣﺎ ﯾﺗرك اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻺدارة ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣن اﻟﺷؤون ﯾﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ‬
‫ﺗﻘدﯾرﯾﻪ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻗﯾد ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻣر ﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﺻرف إﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ﻓﺎن‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﯾﻛون اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﻣﻘﯾدا‪. 2‬‬

‫ﻟﻬذا ﻧﺟد اﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣﺎرس‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت أو ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻧﯾطت ﺑﻬﺎ ‪ .‬وﺑذا ﺗظﻬر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧوع ﻣن‬
‫اﻟﺣرﯾﺔ أو ﻫﺎﻣش ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺳﻣوح ﻟﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻣﺣل اﻟﻘرار أو اﻟﺷﻛل‬
‫أو اﻻﺟراء اﻟذي ﺳﯾﺧرج ﺑﻪ اﻟﻘرار ‪ ،‬اﻣﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺳﺑب واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﺎﻹدارة ﻣﻘﯾدة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط‬
‫ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻓﯾﻘﺗﺻر دور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻹﻋداد اﻵﻟﻲ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ وﻓرﺿﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎ ‪ ،‬وﯾﺣظر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻠﯾس ﻟﻬﺎ‬
‫ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ‪ .‬وﯾﺣظر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎدرة أو اﻟﻣﺑﺎدأة ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻏﯾر‬
‫ﻣﻘﺑول ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺧﺿوع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺟرﯾدﻫﺎ ﻣن أي‬
‫ﻫﺎﻣش ﻓﻲ اﻟﺗﻘدﯾر ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻹدارة ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗرار إداري أو ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل‬
‫إداري ﻣﻌﯾن ﯾﻘرر ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرﻩ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ أم‬
‫ﻣﻘﯾدة ‪ ،‬وﺑذا ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺣدﯾد ﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة ﻧﺷﺎطﻬﺎ ‪ ،‬أم ﯾﺟب ﺗﻘﯾﯾد‬
‫ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﺑﺈﻟزاﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﯾد ﻋﻧﻪ؟‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﻣر ‪ ،‬ﻋدﻧﺎن ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ :‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪2004 ،‬م ‪ ،‬ص ‪45‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺣﻠو ‪ ،‬ﻣﺎﺟد راﻏب ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﺑدون طﺑﻌﺔ ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ :‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫‪ -3‬ﺷطﻧﺎوي ‪،‬ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ‪ :‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ﻋﻣﺎن ‪ :‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪2004 ،‬م ‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن اﻟ ﻣﺷرع ﯾﺣدد ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﻪ ﻟﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ وﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ إذا‬
‫ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدة ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻋﺗرف ﻟﻬﺎ ﺑﺳﻠطﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺗواﻓر اﻟﺷروط ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪ .‬ﻋ ﻠﻰ أﻧﻬﺎ إذا اﺧﺗﺎرت ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣراﻋﺎة اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ‬
‫ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون إو ﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ إو ﻻ ﻛﺎن ﻋﻣﻼ ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -:‬ﻣﺑررات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ‪.‬‬

‫إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺣدد ﻣﻧﻬﺎﺟﺎ أو ﯾﻌﯾن ﻣﺳﺎ ار ﻣﺳﺑﻘﺎ‬
‫ﺗﻠﺗزﻣﻪ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬أو أن ﯾرﺳم ﻟﻬﺎ اﻟﻣوﻗف اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻩ واﻟﻘرار اﻟواﺟب‬
‫إﺻدارة ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ أو ظرف ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻬم اﻟﻌﯾب وﻻ ﯾﺗﻧﺑﺄ ﺑﺎﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﯾط ﺑﻛل‬
‫ﺗﺻرف‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم أو ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗرك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻟﻠﺗﺻرف ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟظروف‬
‫واﻟﻣﺗﻐﯾرات وﻟﻣﺳﺗﺟدات ﻓﻼ ﯾدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺟزﺋﯾﺎت وﺗﻔﺻﯾﻼت اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ واﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪. 2‬‬

‫وﯾذﻫب اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ أﺑو ﻋﻣﺎرة ﻟﻠﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺑرر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻫو أن اﻟﻣﺷرع‬
‫ﯾﺟد أن إﻋطﺎء ﻧوع ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻟﻺدارة ﻫو أﺟدى واﻧﻔﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ‪ ،‬ﺳﯾﻣﺎ وأن اﻹدارة ﻫﻲ إدارة ﻋﺎﻗﻠﺔ واﻋﯾﺔ وﻟﻬﺎ ﻣﺑرراﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن‬
‫اﻟظروف واﻷﺣوال ﻣﺗﻌددة ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﻣﻌﻪ ﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻟﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ‪ ،‬ﺛم اﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻬم‬
‫ﻣن ذﻟك أن ﻗ اررات اﻹدارة ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻔﯾن ‪ ،‬إﻣﺎ ﻣﻘﯾدة أو ﺗﻘدﯾرﯾﺔ‪ ، 3‬ﻻ ﺑﻠﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘ اررات‬
‫ﻫﻲ ﻣن ﺻﻧف ﺛﺎﻟث ‪ ،‬وﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻘﯾدة وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى وﻓﻲ‬
‫اﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻧﺟد أن رﻛن أو أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ‬
‫اﻷرﻛﺎن ﻟﻠﻘرار ﻫﻲ ﻣﻘﯾدة وﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺷوﺑﻛﻲ ‪ ،‬ﻋﻣر ﻣﺣﻣد ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ﻋﻣﺎن ‪ :‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪2001 ،‬م ‪ ،‬ص‪68‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﷲ ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﷲ ‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري وﻧطﺎﻗﻪ‬

‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧﺿوع ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻘﺎﻧون؛ وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ذﻟك أن ﻛل ﺗﺻرف ﺗﺟرﯾﻪ ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط وﺗﺧﺎﻟف ﺑﻪ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ؛ ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹدارة‬
‫ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ وﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﺗﺗرﺗب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻵﺗﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل ﺧﺿوع ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻣﺷروﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﺗﺗدرج اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗدرﺟﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎ أي ﺑﺣﺳب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺗدرج ﻣوﺿوﻋﯾﺎ أي ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺿﻣون اﻟﻘﺎﻋدة وﻓﺣوﻫﺎ؛ ﻓﺗﺄﺗﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷرﻋﺔ اﻟﻣﺟردة ﻓﻲ‬
‫ﻣرﺗﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟذاﺗﯾﺔ أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟو اﺗﺣد ﻣﺻدر اﻟﻘﺎﻋدﺗﯾن‪.1‬‬

‫وﺗﺑدو أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺣرﯾﺎت وﻣن ﺛم ﻓﺄن ﺗﻘﯾﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ذﻟك‬
‫أن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﺑﺗداء ﺑطﻼن ﻗواﻋد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎﻣﻪ؛‬
‫وﻫو ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻘﯾﯾد أ’ﻣﺎل اﻹدارة اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺷﻛﻼ وﻣوﺿوﻋﺎ؛‬
‫وﺑﻬذا ﯾﺣدد اﻟﺗدرج ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺣدودﻫﺎ اﻟذي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﺳﻠطﺔ ﺿﺑطﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺑﯾن ﻟﻛل‬
‫ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣﺑدأ ﺳﻣو اﻟدﺳﺎﺗﯾر واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن‬

‫ﯾﺄﺗﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻘﻣﺔ ﻣن ﺗدرج اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟذي ﯾﻧﺷﺊ اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ؛ ﻓﯾﺣدد ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت وﯾﺿﻊ اﻟﻘﯾود وﺑﻧظم‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟدﺳﺗور أو ﺧرﺟت‬
‫ﻋن ﺣدود اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ أو ﺗﺣﻠﻠت ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺗﻛون ﻗد ﺗﺟﺎوزت‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،1982 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺑطل ﻛل إﺟراء ﺗﺗﺧذﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن؛ إو ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﻠم‬
‫ﺑﺿرورة اﻟرﻗﺎﺑﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻔرﻗت ﻓﻲ ﻓﻬﻣﻬﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻣداﻫﺎ وﺗﻛﺎد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣظﻰ‬
‫ﺑﺗﺄﯾﯾد اﻟﻔﻘﻪ‪.1‬‬

‫وﺗﺷﻛل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﺣدﯾد‬
‫اﻟدﺳﺗوري أو اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣﺳب اﻷﺣوال ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻗﯾزدا ﻟﺻﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣﻠل ﻣﻧﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.2‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‬

‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺿﺑط ﺧﺎﺻﺔ‬
‫وأن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺟراءات اﻟﺿﺑط‪ ،3‬ﻛﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر )ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟواﺳﻊ( ﻣن ﻋﯾوب اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻹداري وﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻣﺎرس ‪ 1867‬ﺑﺷﺄن ﻗﺿﯾﺔ‬
‫ﺑﯾزي)‪.(Bizet‬‬

‫وﯾﺷﻣل ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﻛذا اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧظﯾ ﻣﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑل ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﯾﻠﻐﻲ ﺑواﺳطﺔ دﻋوى ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ ﻛل اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺻﻌب أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﺻدرﻫﺎ ﺑدﻗﺔ ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺣﻘوق‬
‫اﻹﻧﺳﺎن وﻛذا اﻟدﺳﺗ ور‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو ﻗواﻋد اﻵداب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧﺟد ﻣﺑدأ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺣدر‬

‫‪1‬‬
‫ﺛروت ﺑدوي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺗطور اﻷﻧطﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،1971 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﺷرﯾف‪ ،‬ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ‪ ،1969 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،1984 ،‬ص‪.431‬‬
‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻣن ﻗرار إداري ﻓردي ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻘرار ﺷرﻋﯾﺎ وﺻﺣﯾﺣﺎ أم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﻣن ﻋﯾوب‬
‫ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻛن ﺗﺣﺻن ﺑﻣرور آﺟﺎل دﻋوى ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬

‫وﻣن ﺑﯾن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻧﺟد ﻛذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻟﺗورﻧﯾر ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻟﻠﻘرار‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 9‬ﻣﺎرس ‪11951‬؛ ﺣﯾث وﻗﻌت ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻛوﻧﺳرﻓﺗوار‬
‫ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻋﺿوﯾن ﺑﺄورﻛﺳﺗ ار ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻔل ﻧظﻣﺗﻪ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن‬
‫أداء ﻋﻣﻠﻬﻣﺎ ﻓﺣرﻣﺗﻬﻣﺎ إدارة اﻹذاﻋﺔ ﻓو ار ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن إذاﻋﺔ ﺣﻔﻼﺗﻬﺎ إو ذ ﻧظر ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض أدان اﻹدارة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ارﺗﻛﺑت اﻧﺣراﻓﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ‬
‫وﺧﺎﻟﻔت '' ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻘرر ﻫذا اﻟﺣﻛم‪ ،‬واﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون'' واﻟﺗﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺳﺎﺑق دون ذﻛرﻫﺎ ﺻراﺣﺔ إﻻ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﻧﺎدرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺎرﺳوﻟﯾﻎ‪ ،‬ﺑروﺳﺑﯾرﻗﯾل‪ ،‬ﺑﯾﺎر دﻟﻘوﻗﯾﺔ ﺑروﻧو ﺟﯾﻧﻘوا‪ ،‬اﻟﻘ اررات اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻬدف أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﻧوﻋت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﻧوﻋﺎ ﻛﺑﯾ ار وﻫذا راﺟﻊ اﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫وﺷﻣول ﻧطﺎﻗﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‬

‫ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ﺟودوﻟﯾوري ﻻﻣرداﻧدﯾر ﺑﺄﻧﻪ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻸﻣن واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻏﻧﻰ‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻘﯾﺎم ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻠﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ . 1‬ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄﻧﻪ ﯾوﺳﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻐﯾر ﯾﻠﺧص روح اﻟﺣﺿﺎرة وﺣﻘﺑﺔ ﻣن‬
‫ﻫذا وﻗد‬ ‫اﻟزﻣن وﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻰ إﺿﻔﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻫورﯾو‬
‫ﺑﺎﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﻌﺎرض ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ أﺧرى ﻫﻲ اﻟﻔوﺿﻰ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻏرض اﻟﺿﺑط ﺳﻠﺑﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ‬
‫وﺷﻌﺎرﻩ ﻻ اﺿطراﺑﺎت وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ‬
‫اﻟﻔﻛرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻛﺎن ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫وﻛﺎﻧت ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟوﺣﯾدة اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة اﺧﺗﻔت وﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ‬
‫اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد واﺟﺑﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗوﺳﻊ دور اﻟدوﻟﺔ وازدﯾﺎد ﺗدﺧﻠﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن اﺗﺳﺎع ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم واﻛﺗﺳﺑت طﺎﺑﻌﺎ‬
‫اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ وﺻﺎرت ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ ﻣﺗﻧوﻋﺔ‪.2‬‬

‫وﻟﻘد أﻛد ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور ﺑﻘوﻟﻪ "ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺗﻌرﯾﻔﺎ‬
‫ﺳﻠﺑﯾﺎ وﻫو اﺧﺗﻔﺎء اﻹﺧﻼل إو ﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ إﻧﺷﺎﺋﻲ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻟﻬذا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﻋﺎﻣر أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ‪) ،‬ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌراق(‪.‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪ ،‬ص ‪52‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﺳﻛﯾﻧﺔ ﻋزوز‪ ،‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن أﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﺟ ازﺋـر‪1990،‬م ‪ ،‬ص ‪31‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻟم ﯾﻌد اﻟﻬدوء اﻟﻌﺎم ﻣﺛﻼ ﯾﻌﻧﻲ اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺿﺟﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إو ﻧﻣﺎ راﺣﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﺑﻣﻌﻧﻰ‬
‫اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧظﯾم وﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.1‬‬

‫ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣدﻟول اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﺷﻣل وأﻛﺛر ﻣن أن ﯾﻛون ﻓﻛرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﻧﻪ‬
‫ظﺎﻫرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣن اﺟل ﻫذا ﻓﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺳﺗﺄﺛر ﺑﻔﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻬﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون‬
‫ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻔﻲ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺗظﻬر ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺻور‪ 2‬ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺎن ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﺷﻐل ﺣﯾ از ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪:‬‬

‫ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﻣوﻗف ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ و‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬

‫‪ .1‬ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻪ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪:‬‬

‫ذﻫب ﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻣﺟرد إﺛﺑﺎت اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻐرض إﺟراءات‬
‫اﻟﺿﺑط ﺑل ﯾﺟب اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ا ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ واﻟﻔﻌﺎل ﻟﺗﻌﻣﯾق ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم وﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز‬
‫ﺑﯾن ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻧب ﻣﺎدي وأﺧر ﻣﻌﻧوي ﻓﻣﺎ ﻫو ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫ﺣﺳب اﻟﻔﻘﻬﺎء ؟ وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻔﻛرة ؟‬

‫‪ .2‬ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﺗﻣﺳﻛون ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺣدﯾدي ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 97‬اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻓﺈن ﻣوﻗﻔﻬم ﻗد أﺻﺑﺢ‬
‫ﺑﺎطﻼ ﺳواء ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر أم ﺑﺎﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ .‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻵداب‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻋﻬد ﻗرﯾب ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻋﻧد اﻟﺿرورة اﻻدﻋﺎء ﺑﺎن اﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺗﻔﺳر ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻧﺗﻬﺎك اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ إﺣداث‬
‫اﺿطراﺑﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وان اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻧوي ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ أي اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور‪ ،‬اﻟﺑوﻟﯾس واﻟدوﻟﺔ‪ .‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻛﺑرى‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1971، ،‬م ص ‪152 ،153‬‬

‫‪ - 2‬ﻣﺣﻣدي ﻓرﯾدة‪ :‬اﻟﻣدﺧل ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪ .‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋـر ‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬

‫ﯾﻌﻧﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﺳﯾﺎدة ﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة‬
‫ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﯾؤﺧذ اﻟﻘﺎﻧون ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪،‬‬
‫ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣﻛﺗوﺑﺔ أم ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ‪ ،‬وأﯾﺎ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﻗوﺗﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﻓﻔﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺧﺿﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ أي اﺣﺗرام اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﺑﺎﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺧول ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد‪.2‬‬

‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗدرج ﻓﻲ ﺷﻛل ﻫرﻣﻲ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﻛون اﻻﻗﺎﻋدة اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻠزﻣﺔ‬
‫ﻟﻸدﻧﻰ‪ ،‬واﻫذا اﻟﺗدرج ﺻورﺗﺎن ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﺗدرج اﻟﻣوﺿوﻋﻲ واﻟﺗدرج اﻟﺷﻛﻠﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗدرج اﻟﻣوﺿوﻋﻲ‬

‫وﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺗﺧﺿﻊ ﻗواﻋد اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺄﺗﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺟردة ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ‬
‫اﻷﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟذاﺗﯾﺔ أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟو اﺗﺧذ ﻣﺻدر اﻟﻘﺎﻋدﺗﯾن‪ ،‬ﻓﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻋﻧد‬
‫اﺻدارﻫﺎ ﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻻ ﺗﺗﺣﻠل ﻣن ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺑل ﺗﺗﻘﯾد ﺑﻪ وﻻ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺗﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘدر‬
‫اﻟذي ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗدرج اﻟﺷﻛﻠﻲ‬


‫‪3‬‬
‫ﻗﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺛم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ‬ ‫وﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺣﺗل اﻟدﺳﺗور‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻠﯾﻬﺎ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻠواﺋﺢ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘ اررات‪ ،‬وﻣن ﺛم‬

‫‪ -1‬داﯾم ﺑﻠﻘﺎﺳم‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﺷرﻋﻲ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ، 2004 /2003‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي رزق ااﷲ‪ ،‬ﻟﺣﺎق ﻋﯾﺳﻰ‪ ،‬ﺳﻠطﺎت وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎر ﺛﻠﯾﺟﻲ‪ ،‬اﻻﻏواط‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻌدد‬
‫اﻷول‪ ،‬ﻣﺎي ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -3‬ورد ﻓﻲ دﯾﺑﺎﺟﺔ دﺳﺗور" ‪1996:‬إن اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب‪ ،‬وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬وﯾﻛﻔل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷدﻧﻰ ﯾﺟب أن ﯾﺧﺿﻊ وﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗدرج اﻟﻬرﻣﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﯾﺧﺿﻊ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣرﯾﺔ و ﻣدى ﺳﻠطﺎت ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﺟﺎﻫﻬﺎ إﻟﻰ ﻗواﻋد ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣﺳﺗﻘرة‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ‪ ،‬و ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗذﻫب إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣدى اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧ ﻧق اﻟﺣرﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑل ﻫﻲ ﻣﻘﯾدة ﺑﻌدة ﻗواﻋد ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﺿﻣﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺔ و ﻋدم ﺗﺿﯾﯾﻘﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق‪ . 1‬و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود و اﻟﺿواﺑط‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻓﻛرة اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣظر اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺣرﯾﺔ ‪ ،‬و ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣرﯾﺔ ‪ ،‬و ﻋدم ﻓرض ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻣﺣددة ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺧطر ‪ ،‬و اﺣﺗرام ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ‪ ،‬و ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣظر اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺣرﯾﺔ‬

‫إن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻹﻟﻐﺎء‬
‫وﺗﺣرﯾم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن ‪ .‬ﻓﺄي‬
‫إﺟراء أو ﻋﻣل ﺿﺑطﻲ ﯾﺗﺿﻣن إﻟﻐﺎء أو ﺗﺣرﯾم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت ﺗﺣرﯾﻣﺎ ﺷﺎﻣﻼ و ﻣطﻠﻘﺎ ﻫو ﻋﻣل‬
‫ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌدي‪ ،‬وﻫو ﻣن أﻛدﻩ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن‬
‫ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻌﺎم واﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫واﻟواﻗﻊ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﻬل ﻗﯾﺎم ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺣظر ﻣطﻠق ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﻧﻊ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﻬل ﻟﺿﻣﺎن اﻷﻣن و اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬ﻏﯾر أن اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺳود ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟن ﯾﻛون ﻧظﺎﻣﺎ دﯾﻣﻘراطﯾﺎ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾﺳﻠب اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد‪.2‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﻧﯾب ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ‪ ،‬ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪ ، 1981‬ص ‪267، 266‬‬
‫‪ - 2‬ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻠواﺋﺢ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﺻر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1992‬ص ‪95، 94‬‬
‫‪39‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣرﯾﺔ‬

‫وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ إﯾﺛﺎر اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻔﺳر اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻼﺋﺣﯾﺔ أﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت أو‬
‫اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺎدام أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺻل واﻟﺗﻘﯾﯾد ﻫو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻷﺻل ﻻ ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ وﻻ ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﺿرورة ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﺎن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر‬
‫ﺑﻘدرﻫﺎ دون اﻟﺗوﺳﻊ أو ﺗﺟﺎوز ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫو ﻫدف ﻓﺎن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻬدف ﻟﻧﻬﺎﺋﻲ وﻫذا‬
‫ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 4‬ﻣن إﻋﻼن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1789‬ﺑﻘوﻟﻬﺎ ان اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻛل‬
‫ﻓرد ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻣدى‪.1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿرورة اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم‬
‫وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧظم اﻟﺣرﯾﺔ ‪.‬أن ﺗﻛون ﺿرورﯾﺔ وﻻزﻣﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬وان ﺗﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ‬
‫طﺑﯾﻌﺔ وﺟﺳﺎﻣﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬وان ﺗﻛون ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﻌﻣوم واﻟﻣﺳﺎواة ‪.‬وان ﺗﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺔ‬
‫ﺑﻘﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف ‪.‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ‬
‫ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟداري ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬وذاﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬أن ﺗﻛون ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﺿرورﯾﺔ وﻻزﻣﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا اﻟﻘﯾد أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو اﻟداﻫﻣﺔ‬
‫واﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺧطر اﻟﺑﺳﯾط اﻟذي ﻗد ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟذي‬
‫ﯾﻣﻛن ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻷزﻣﺔ ﻟﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬ﻻ ﯾرﺧص ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ﻣﺷروﻋﯾﺔ إﺻدار ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪ .‬وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ أن ﺗﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻓراد‪. 2‬‬

‫‪ -1‬ﻣوﺳﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﺣﺎدة‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻔﻛرة اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﻧﺷر اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر‪ ،‬ﯾوﻧﯾو‪ .‬ص ‪80‬‬
‫‪ - 2‬ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر‪ ،‬اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ ﺷرطﺔ دﺑﻲ‪ ،‬اﻹﻣﺎرات‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﯾوﻟﯾو‪ ،1994‬ص ‪267/266‬‬
‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫وﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ ‪.‬أي أن ﺿرورة ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﺗﻘدر‬
‫ﺑﻘدر ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟذي ﯾﺧﺷﻰ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ .‬ﻓﻼﺑد أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻫﻲ‬
‫اﻹﺟراء اﻟﻼزم دون ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻹﺟراءات ﻟﺗوﻗﻲ اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك‬
‫إﺟراء أو ﺗداﺑﯾر اﻗل إﻋﺎﻗﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ‪.‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎطﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﻛون ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻣؤﺛرة ‪.‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﻣﻧﺗﺟﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ‬
‫وﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺧﻠل أو اﻻﺿطراب اﻟذي ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪.‬ﻷﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي‬
‫وﻗوع اﻻﺿطراﺑﺎت ‪.‬ﻓﺎن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻛون ﻏﯾر ﻻزﻣﺔ وﻣن ﺛم ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪. 1‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ وﺟﺳﺎﻣﺔ اﻻﺿطراب اﻟﻣﻬدد ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪:‬‬

‫ﺗﻌد ﻓﻛرة اﻟﺗﻧﺎﺳب أﻣ ار ﺿرورﯾﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم وﻓﻛرة اﻟﺣرﯾﺎت ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫اﺟراء اﻟﺿﺑط ﺿرورة أن ﯾﻛون إﺟراء اﻟذي اﺗﺧذﺗﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ‬
‫ﻣﻘدار اﻟﺧﻠل أو اﻻﺿطراب اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺟراء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ‪.‬وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك‬
‫ﻗﺿﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء إﺟراء إداري ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻗﺳوة ﺷدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣرﯾﺔ ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أن ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺎﺗﺧﺎذ‬
‫ﺑﻌض اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪. 2‬‬

‫وﯾﻘوم ﺷرط اﻟﺗﻧﺎﺳب ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺗﺷﻛل داﺋرة اﻟﺻراع‬
‫ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺗﻘدﯾر اﻹﺟراء اﻹداري اﻟﻣﺗﺧذ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط‪:‬‬

‫ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﺗﺧذﻩ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط أن ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎ‬
‫‪ .‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﻏﺎﯾﺗﻪ ﺗﻔﺎدي ﺗﻬدﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ وﺟﺳﯾم ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬ﻻن اﻟﺧﻠل اﻟﺑﺳﯾط و اﻟوﻫﻣﻲ ﻻ‬

‫‪ - 1‬ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف‪ ،‬دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1998‬ص ‪233،234‬‬
‫‪- 2‬ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪235‬‬
‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑرر اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء وﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ ‪ .‬وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻹﺟراء ﻣﻧﺗﺟﺎ وﺣﺎﺳﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻧﻌﻪ‪.‬اﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺟدي ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب وﻓﻲ‬
‫ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣﺷروع‪.‬‬

‫‪ .2‬ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ‪:‬‬

‫ﻧظ ار ﻻن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻧﻔس اﻷﻫﻣﯾﺔ واﻟدرﺟﺔ ‪ .‬ﻓﺎن ﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت ﺗﻌﺗﺑر ﺟوﻫرﯾﺔ وذات‬
‫ﻗﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣرﯾﺎت أﺧرى ‪ .‬وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﻧوع واﻟﺗﻐﺎﯾر ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن ﺣﯾث‬
‫طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وظروف ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ .‬ﻓﺎن ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ إذا‬
‫‪1‬‬
‫ﻛﺎﻧت ذات أﻫﻣﯾﺔ وﻗﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ أو ﻻ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪239 ، 238‬‬
‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ) اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ‬
‫واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ(‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ‬

‫ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣطﻠﺑﯾن ﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺣث ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎ ﻋﻣﻠﻧﺎ اﻟﻲ ‪ :‬اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺳﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ اﻟﻰ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻔرﻋﯾﻪ اوﻻ ﺗﻌرﯾف ﻟﺑﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﺻﻧﺎﻓﻬﺎ‬
‫واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﻓروﻋﻪ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻛذا‬
‫دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و أﺻﻧﺎﻓﻬﺎ‬

‫إن اﻟﺣرﯾﺔ ﺣق طﺑﯾﻌﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑل ﻫﻲ أﻗدس اﻟﺣﻘوق و أﻏﻼﻫﺎ‪ .1‬ﻓﻬﻲ ﺣق اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن‬
‫اﻟﻧﺎﻓﻊ و اﻟﺿﺎر‪ .2‬ﻟذا ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ دراﺳﺗﻬﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ و ﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﺑﺎدئ ذي ﺑدء ﻧﻘول أن ﻛل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻟوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ و ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﻓﺷﻠت‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻓﺷﻠت ﻋﻧدﻣﺎ أورﯾد وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت‪. 3‬‬
‫اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ ﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺣﺗﻰ ﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﺻر ﺗﻌرﯾف‬
‫ﻟﻬﺎ‪ .‬ﻋرف ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗطورات ﻛﺑﯾرة و ﻛﺛﯾرة ﻋﺑر اﻟﻌﺻور‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ‬

‫‪ -1‬ﻋﻠﻲ ﺑن ﻓﻠﯾس ‪) ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ( ‪ .‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 1998،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﺳن ﻣﻠﺣم ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻧﺔ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺑدون ﺳﻧﺔ طﺑﻊ ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ﺟون ﻣورج ‪ ،‬ﺣﻘوق اﻷﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺷﯾرة و اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ﻛﺎن اﻷﻓراد ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻌﺎدات و اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد و ﯾﺗﺑﻌون ﻏراﺋزﻫم‪ .‬ﺛم ﺗطور‬
‫ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺑﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺣﯾث ﻗﻧﻧت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺣﻣوراﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌد أول ﻗﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾث‬
‫ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم و ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣﺎﻛم‪ ،‬و ﻛﺎﻧت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﺷﺧﺎص ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻻن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣؤﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻣرؤوﺳﯾن وأﺧﯾ ار اﻟﻌﺑﯾد‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔ ﺔ اﻟﯾوﻧﺎن ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻛﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻣوﺿوع‬
‫أﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم و ﻟﯾس ﻛﺣﻘوق ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ‪ .‬و ﻟم ﺗﻛن اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ أﻛﺛر ﺗﺣر ار ﻣن‬
‫اﻟﻣدن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ طﺑﻘﺔ اﻟﻌﺑﯾد أﻣﺎ اﻟﻧﺑﻼء ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل‬
‫اﻟﻘﻠﺔ واﻟﺣﺎﻛﻣﺔ‪ .‬و ﻟﻣﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم أﻗر اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت و اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ أن اﻹﺳﻼم ﺳﺑق اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر‬
‫اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻗرﻧﺎ ﺗﻘرﯾ ار ﻛﺎﻣﻼ و ﺳﻠﯾﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻹﺳﻼم دﯾن ﻋﺑﺎدة و ﺳﯾﺎﺳﺔ و ﺣﻛم‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﺗﻪ ﻓﻬو دﯾن ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ و اﻹطﻼق ﻓﻲ ﻛل‬
‫زﻣﺎن و ﻣﻛﺎن‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬ﻧزﻟﻧﺎ ﻋﻠﯾك اﻟﻛﺗﺎب ﺗﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟﻛل ﺷﻲء" ﺳورة اﻟﻧﺣل اﻵﯾﺔ )‪، 1( 89‬‬
‫ﺗ رﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ أﺻل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻧﺷوء اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺄي ﺣق‪ ،‬و ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺣرﯾﺔ أﺳﺑق ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة و اﻟظﻬور و إن ﻧﺷﺄت‬
‫أي ﺣق ﯾﺑدأ ﺑﻌد اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣر اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺎ أوﺳﻊ و أﺷﻣل اﻷﻣر‬
‫اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻔرد ﻣن إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل أو ﻋدم إﺗﯾﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪ ،‬و ذﻟك ﻣﻊ ﻋدم اﻹﺿرار‬
‫ﺑﺎﻵﺧرﯾن‪ .2‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌرض ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﺗطور ﻣﺿﻣون اﻟﺣرﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻣرﺗﺑط‬
‫ﺑﺄﻫداﻓﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ ﺣق ﻛل ﻓرد ﻣن أن ﯾﻘرر ﻣﺻﯾرﻩ‬
‫ﺑﻧﻔﺳﻪ و أن ﯾﺗﺻرف ﺿﻣن ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣدودة ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء دون اﻹﺿرار ﺑﺣرﯾﺎت اﻟﻐﯾر‪.‬‬

‫‪-1‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑك‪)،‬ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر (ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪، 1973 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪-2‬ﺑﻛر اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ ‪) ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ (‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ واﻟﺳﺗون ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪،1984‬ص ‪28‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن ﺟل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻲ أرﯾد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل‪ .1‬وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫و اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ‪ .‬ﻟﻘد ﺗﺿﻣﻧت ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟدﺳﺗور و ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ – أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﻛرس اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫و ﻫو ﻣﺎ ﻛرﺳﻪ دﺳﺗور ‪ 1996‬و ﻗﺑﻠﻪ دﺳﺗور ‪ 1989‬اﻟذي أﺣدث اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﻣﻊ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﻗﺎم‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ‪ .19621‬ﻓﻔﻲ دﺳﺗور ‪1963‬ﻛﺎن ﻫﺎﺟس اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن‬
‫اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻗطﻊ اﻟﺻﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻧظرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟﻣﺳﯾطر ﻋﻧد وﺿﻊ‬
‫اﻟدﺳﺗور‪ ،‬ﻟذﻟك اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣط اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺿﯾق‬
‫ﻣن ﻧطﺎﻗﻬﺎ و ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗطﻠﻌﺎت‬

‫اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ و ﻣﺑدأ أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺣزب اﻟﻣﺎدة ‪ 22‬و ﻓﻲ ظل دﺳﺗور ‪1976‬ﻋرف ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻔردﯾﺔ ﺗوﺳﻌﺎ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣل اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ دﺳﺎﺗﯾر اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ‬
‫اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ظﻠت ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟرؤﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺻراﺣﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور إذ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗذرع ﺑﻬذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻟﺗﻘوﯾض أﺳس اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻣﺎدة ‪55‬أو اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ أن ﻣوﺿوع ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﯾﺄﺧذ ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗورﯾن‬
‫اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن و ﻫذا راﺟﻊ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﺷﻛل اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﯾن اﻟﻧﺧب اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻟﺟزاﺋر و ﻫذا‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺣﺗﻰ أﻛﺗوﺑر ‪ 1988‬ﻓﻸﻫﻣﯾﺔ أﻋطﯾت ﻟﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ‪،‬‬

‫و ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻧﺎء اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﺣزب‪ ،‬إن ﻣوﺿوع ﺣﻘوق‬
‫ﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧظر إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻧﻪ ﻧﺗﺎج اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺛم أن ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق‬

‫‪ -3‬ﺟون ﻣورج ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫و اﻟﺣرﯾﺎت ﻟم ﺗﺣﺗرم طﯾﻠﺔ ﻟﯾل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟطوﯾل اﻟذي ﺳﺎد اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن‬
‫و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺿرورﯾﺔ ﻓﻰ ﺑﻠد ﯾﺣﺗﺎج ﻷﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة ﻛﺎﻟﻐذاء‬
‫اﻟﻣﺳﻛن‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻌﻠﯾم……اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -‬إن ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗورﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻗﯾدا ﻣﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﻣﺟﻣل اﻟﺳﻠطﺎت ﻣرﻛزة ﺑﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬و ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﯾد اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻛﺎﻧت‬
‫ﻟﻠﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻣﻣﺎ ﻗﻠل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺎﻣﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن‬
‫و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.1‬‬

‫اوﻻ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل داﺧل وﺧﺎرج اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ‪.‬‬


‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘد واﻟرأي و ﺣرﯾﺔ اﻻﺑﺗﻛﺎر اﻟﻔﻛري واﻟﻔﻧﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾﺎة ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ‪.‬‬


‫‪ -‬ﺣرﯾﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت وﺣرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎع ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬


‫و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ و رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺑوزﯾد ﻟزﻫﺎري ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.1،2‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫‪ -1‬اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪:‬‬


‫اوﻻ ‪ :‬اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ :‬ﺗﺿﻣن دﺳﺗور‪ 1996‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‬
‫ﺑﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 2008‬ﻓﺻﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻋن اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت ‪ ،‬اﺣﺗوى ‪ 31‬ﻣﺎدة ﻋددت اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫و أﻛدت ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺣﺗرام ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ دﻋت ﻣواد أﺧرى إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﺣرﯾﺔ‬
‫إﻧﺷﺎء اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺷرط ﻋدم إﻧﺷﺎء اﻷﺣزاب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﯾﻧﻲ أو ﻋرﻗﻲ‪.......1‬‬
‫إﻟﺦ ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺟﻌل اﻟدﺳﺗور اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺑدأ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﺗﻌدﯾل دﺳﺗوري اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻪ‬
‫ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 178‬ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺣﺎﻟﻲ ‪ .‬ﻟﻛن رﻏم ﺗﻌدد اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ و ﺗﺧﺻﯾص ﻓﺻل‬
‫ﻛﺎﻣل ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﺗﺑﻘﻰ ﻋﺎﻣﺔ و ﻻ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت ‪ ،‬ﻷن ﺑﻧص اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ اﻵﻟﯾﺎت ﺗرﻗﻰ اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎن ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ و ﺷﻌﺎرات إﻟﻰ‬
‫ﺣﻘﯾﻘﺔ و واﻗﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣﻣﻲ و ﻣﻔﻌل‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ‪:‬‬


‫ﻧص ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻣﺎدة ‪ 163‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1996‬وﯾﻔﺻل ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ‬
‫دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺑرأي أو ﻗرار ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾﻔﻘد أﺛرﻩ اﺑﺗداءا ﻣن ﯾوم ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس ﺣﺳب‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 169‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﻔﻘد ﻋﻣل و رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻫو آﻟﯾﺔ ﻋﻣل اﻟﻣﺟﻠس إذ أن‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻻ ﯾراﻗب اﻟﻘواﻧﯾن إﻻ ﺑﻣوﺟب إﺧطﺎر ﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ‪ :‬رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أو رﺋﯾﺳﻲ‬
‫ﻏرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ) اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ و ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ (‪.‬‬
‫‪ : -2‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫و ﺳﻧدرس ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 42‬دﺳﺗور ‪.1996‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺗﻌد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻷﻧواع اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ و ﺗﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق‬
‫و ﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ و ﯾﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻣواطﻧﯾن و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ‪. 1‬‬
‫‪-‬وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ‪ :‬ﺑﻘﺻد ﻣﻧﺢ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻛﺑر أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﺳﺎﺋل‬
‫ﻣﺗﻌددة ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ‪:‬‬
‫‪ -1‬وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺳؤال‪ :‬و ﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوﺟﯾﻪ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﯾﺿﺎح‬
‫اﻷﻣور و اﻟﺗﺻرﻓﺎت و ﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 133‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ‬
‫و ا ﻟﺷﻔﻬﯾﺔ ‪ ،‬و ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻹطﺎر اﺳﺗﺟواب اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻠﺟﺎن‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﺎﻋﺔ‪. 2‬‬
‫‪ -2‬ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق ‪ :‬أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 161‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ أي ﻣﺳﺎﻟﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻋدم ﻧﺷر ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻘﯾق و ﻛذا ﻋدم اﺧذ اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪ 3‬و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫دور اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪:‬‬
‫و ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻣزاﯾﺎ و ﻋﯾوب اﻟرﻗﺎﺑﺔاﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪ -1‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ رﻗﺎﺑﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫و ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺿﺑطﻲ ‪ ،‬و ﻟﻌل أﻫم ﻣﻣﯾزات اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة‬
‫ﻋن ﻫﯾﺋﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ و ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﯾﺻﺎل اﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻣواطﻧﯾن و ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﺣرﯾﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﻣﻠﺗﻣس اﻟرﻗﺎﺑﺔ و ﺣﺗﻰ ﺳﺣب اﻟﺛﻘﺔ و ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺗﺟﻌل ﻣن رﻗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن رﻗﺎﺑﺔ أﺻﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ ،‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣواطن ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ 01‬ط ‪ ، 2002،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ط ‪ ، 01‬دار اﻟﻬدى ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.383 ، 1993،‬‬
‫‪ -3‬ﻋﻼل ﻗﺎﺳﻲ ‪ ،‬اﻵﻟﯾﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن و اﻟﻣواطن ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪،02،2006‬ص‪.51‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫‪ -2‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺟرد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ :‬رﻏم ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ رﻗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﻣﻣﯾزات إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن ﻗﻠل ﻣن ﺣﺟم و أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﯾرﺟﻊ ﻫذا ﻓﻲ رأﯾﻬم إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺧﺻص أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ‬
‫اﻟﺿﺑط ﻟﻌدم اﺷﺗراط اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺷﺢ ﻟﺷﻐل ﻣﻘﻌد اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻛﻣﺎ أن أﻋﺿﺎء‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﺗﻰ و إن اﻣﺗﻠﻛوا اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﺎن رﻗﺎﺑﺗﻬم ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط دون اﻟﻌﻠم ﺑﺄﺳرار اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ 1‬أو ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﯾدان اﻟﺿﺑط‪.2‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛل ذﻟك ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺣزب اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﻘﺎﻋد اﻟﺑرﻟﻣﺎن و‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻐﻠب اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ و ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﻣرﺻد اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗم إﻧﺷﺎءﻩ ﻛﺑدﯾل ﻋن اﻟو ازرة اﻟﻣﻧﺗدﺑﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1991‬اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌﻣر طوﯾﻼ‪ ،‬و اﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز اﻣﺗداد ﻵﻟﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺗﻲ‬
‫أﺣدﺛﺗﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ‪ ،‬إﻻ اﻧﻪ ﺳﻧﺔ ﺗم إﺣداث اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن‬
‫ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‪ 71/01‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2001/ 03/25‬ﺗم إﻟﺣﺎﻗﻬﺎ ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‬
‫ﺗﻘرﯾر ﺳﻧوي ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣدى اﺣﺗرام‬ ‫ﻛﻠﺟﻧﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻘدم‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺎﻵراء و اﻟﺗوﺻﯾ ﺎت ‪ ،‬و رﻏم أن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ إﻻ أن‬
‫ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻘﻠل ﻣن ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﺿﺑط اﻹداري و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث أن اﻷول ﯾﻘﺻد ﺑﻪ وﺿﻊ ﻗﯾود‬
‫و ﺣدود ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻧﺷﺎطﺎت اﻷﻓراد ﺑﻐرض ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن أداء‬
‫وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط و اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ‬
‫ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗدرة اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻣﺎ ﯾرﯾدون ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫‪-1‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.70‬‬


‫‪-2‬زﻛرﯾﺎء ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﻣﺣﻔوظ ‪ ،‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 1996 ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﻘﯾد ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑوﺟوب ﺻدورﻫﺎ ﻣن ﻣﻣن ﯾﻣﻠك إﺻدارﻫﺎ‪ ،‬وﺑﺿرورة اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﺗﻧص‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﻗﯾود ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻛل‪ ،‬واﻹﺟراءات أو اﻟﺳﺑب‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺗﺟﺎوزت ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻌد ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ وﺗﺳﺗوﺟب اﻹﻟﻐﺎء‬
‫ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﻌد رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻟﻛل ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل‬
‫أوﺟﻪ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ‪:‬‬

‫ﻫو اﻟﻌﯾب اﻟ ذي ﯾﺻﯾب ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺳﺑب ﺻدورﻫﺎ ﻣﻣن ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻘدرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ إﺻدارﻫﺎ‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷﺧص ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﻻ ﯾﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾﺑﺎ ﻋﺿوﯾﺎ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻣن أﺻدر اﻟﻘرار ﻟﯾﺳت ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﺑﺈن ﺟﻌﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى‪ .1‬وﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫو اﻟوﺟﻪ‬
‫اﻟوﺣﯾد ﻣن أوﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺗﺻدى ﻟﻬذا اﻟﻌﯾب‬
‫ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﻰ وان ﻟم ﯾﺛرﻩ ﺻﺎﺣب اﻟدﻋوى‪، 2‬ﺣﯾث ﯾراﻗب اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻗواﻋد‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺈﺻدار ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط‪ ،‬وﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﻣدى اﺣﺗرام ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻘواﻋد‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن‪ .‬وﻻﺗﺟوز رﺟﻌﯾﺔ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬واﻻ اﻋﺗﺑرت ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻔﺣص ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﺻدر‬
‫ﻟواﺋﺢ ﺧﺎرج اﻟﻣﺟﺎل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟذي ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ ﻧﺷﺎطﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺗداء ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻌﺎم‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ‪.‬‬

‫‪-1‬طﯾﻌﻣﺔ اﻟﺟرف ‪ ،‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء(‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1977‬ص ‪.243‬‬
‫‪-2‬ﻗﺎﺳم اﻟﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻧﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس‬
‫ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2002‬ص ‪.163‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫وﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻟﻌﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪،‬اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر‬
‫ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1976/11/20‬ﻓﺻﻼً ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌت‬
‫اﻟﺳﯾدان ﻛﻣﺎش ﻣﺣﻧد وأﻛوك أﺣﻣد ﺿد رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ ﺑودواو‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻲ أن رﺋﯾس‬
‫اﻟﺑﻠدﯾﺔ أﺻدر ﻗ ار ار ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1975/03/30‬ﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﻪ ﺑﯾﻊ واﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻛﺣوﻟﯾﺔ)اﻟﺧﻣور(‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪ .‬وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك طﻌن اﻟﻣدﻋﯾﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرار ﻟﻣﺳﺎﺳﻪ ﺑﻣراﻛزﻫم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎن دﻋواﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋﯾوب ﺷﺎﺑت اﻟﻘرار اﻟﻣﺧﺎﺻم ﻫﻲ ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص‪ ،‬وﻋﯾب‬
‫اﻟﺳﺑب‪ ،‬وﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ وأﺧﯾ اًر ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻣطﺎﻟﺑﯾن ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟﻌدم‬
‫ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ‪ .‬وﺣول ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرار اﻹداري‪ ،‬ﻗررت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪235‬و ‪237‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدي‪ ،‬ﺑﺄن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻣﻛﻠف ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﻪ إﯾﺎﻩ اﻟﻘﺎﻧون‪....‬وﻟﻛن‬
‫ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﻠق ﻣﺣﻼت ﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣور ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﺟزاءاً‬
‫وﻋﻘﺎﺑﺎً ﻻ ﺗﻣﻠك أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻪ إﻻ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات‪:‬‬

‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ أو اﺗﺧﺎذ أﺷﻛﺎل ﻣﺣددة أو‬
‫إﻓراﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻟب ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ إﺟراءات وأﺷﻛﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾؤدي‬
‫ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﺧرﻗﻬﺎ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﻌﯾب‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺎﺗﺧﺎذﻩ وﺟﻬﺎ‬
‫ﻹﻟﻐﺎﺋﻪ‪ .1‬وﺑذﻟك‪ ،‬ﯾﺣدث ﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻋﻧد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹدارة ﻟﻠﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﻟﻺﻓﺻﺎح ﻋن إرادﺗﻬﺎ واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﺻدارﻫﺎ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ‪ .‬وﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن‬
‫ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﺟزﺋﯾﺔ‪ .2‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻدور ﻻﺋﺣﺔ ﺿﺑط دون اﻟﺗزام ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ﺑﺎﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أو دون اﺗﺑﺎع ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎً أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ‪،‬‬

‫‪-1‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.330،331 ، 2007‬‬
‫‪-2‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪) ،‬ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء(‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1997‬ص ‪.209‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﯾﺻﯾب ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻌﯾب اﻟﺷﻛل وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ‪ .‬وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن‬
‫اﻟﻼﺋﺣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗ ار اًر إدارﯾﺎً ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗﺻدر ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻘواﻧﯾن ﻗد ﺗﺣدد‬
‫إﺟراءات وأﺷﻛﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻹﺻدارﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﻧﺷر ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ .‬وﻛذﻟك إﺟراء‬
‫اﻻﺳﺗﺷﺎرة‪ ،‬وﯾﻧﺟم ﻋن ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ إﻟﻐﺎء اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري أﻟزم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ )اﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض‬

‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت( ﻗﺑل إﻋﻼﻧﻪ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‬

‫إن ﺳﻼﻣﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ أرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑل إن ذﻟك ﯾﻌد‬
‫ﻣﻘﺗرﻧﺎً أﯾﺿﺎً ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ أرﻛﺎﻧﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب واﻟﻣﺣل واﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل‬
‫اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪-1‬ﻋﯾب اﻟﺳﺑب‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺻدارﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺻدار‪ .1‬وﺑذﻟك ﯾﻘﺻد ﺑﻌﯾب اﻟﺳﺑب اﻧﻌدام اﻟوﻗﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو وﻗوع ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﺧﻼل ﺻدور ﻻﺋﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط‬
‫ﻣﺧﺗﺻﺔ‪ .‬وﯾﺳﺗﻠزم ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬أن ﺗﺻدر ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ‬
‫أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬أي ﻧﺷوء ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو واﻗﻌﯾﺔ دﻓﻌت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ٕ إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل واﺻدار اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻻ ﯾﻌد ﺗدﺧل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ﻣﺷروﻋﺎً‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻧﯾﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺟدﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫و ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ .‬واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣظﺎﻫرﻫﺎ‬

‫‪-1‬ﻋﺻﺎم اﻟدﺑس‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ورﻗﺎﺑﺗﻪ ﻹﻋﻣﺎل اﻹدارة‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪2010‬‬
‫‪،‬ص‪.357‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻋن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‬
‫ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﯾﻘوم ﺑﻔﺣص ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟواﺋﺢ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ .‬ﻓﻬو ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋن اﻟﺑﺣث ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺗﺑرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﺗﺧﺎذ اﻟﻼﺋﺣﺔ‪ ،‬وﻟﻛن‬
‫ﯾﺗﺳﺎءل ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻼﺋﺣﺔ ﺗﺗﻼﺋم أو ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟظروف‪ ،‬أي ﻣدى ﺗﻧﺎﺳب وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗدﺧل ﻣﻊ‬
‫درﺟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻋﯾب اﻟﻣﺣل‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌﯾب اﻟﻣﺣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬أي أن ﺗﻛون اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻣﻌﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ أن‬
‫ﯾﻛون اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺳﺗوي‬
‫ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة‪ ، 1‬إذ ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط أن‬
‫ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎً‪ ،‬أي أن ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳﺎﺋد واﻟﺳﺎري وﻗت‬
‫ﺻدورﻫﺎ‪ ،‬وﻛذﻟك أن ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ‪ .2‬ﻓﻣﺗﻰ اﺳﺗﺣﺎل ﺗﻧﻔﯾذ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط‬
‫وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻋد ﻣﺣﻠﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻊ‪ ،‬وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎً‪ ،‬وﯾﻛون ﻛذﻟك ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﺟﺎل أو ﺗﻬدﯾد‬
‫ﺑﺎﺿطراب ﺗﺳﺗﻠزم ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺗدﺧل ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟدﻓﻌﻪ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗواﻓر اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻛﺎﻧت ﻻﺋﺣﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎطﻠﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ‪ .‬وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﻛذﻟك أن ﯾﻛون ﻓﻌﺎﻻً‪،‬‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺗﺧذة اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺈﺑﻌﺎد اﻟﺧطر أو اﻻﺿطراب‪ ،‬ﻓﺈن ﻟم ﺗﻛن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗوﻗﻲ اﻻﺿطراب‬
‫أو اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻻزﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﻣﻌﻘوﻻً‪ ،‬وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎً ﻣﻊ ﺟﺳﺎﻣﺔ‬
‫اﻻﺿطراب اﻟذي ﺗﻬدف اﻹدارة إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻪ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧﺎﺳب ﻋﻧﺻ اًر ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺳﻠطﺎت‬

‫‪-1‬ﻋراب ﻧﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس ﺑﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،2008‬ص ‪.147‬‬
‫‪-2‬ﺑوﻋﻣران ﻋﺎدل‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ن دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،2010‬ص‪.38‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬ﻻن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ‪ ،‬واﻟﻬدف ﻟﯾس ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﻣن‪،‬‬
‫إو ﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف ﺑﺄﻗل ﺗﺿﺣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.1‬‬

‫‪-3‬ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻧﻛون ﺑﺻدد ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ أو اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯾر‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﻣﻧﺣت ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬وﻫﻛذا ﯾﺗﺻل ﻋﯾب ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻻﻧﺣراف ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻧﺻر‬
‫اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري‪ ،‬أي اﻟﻬدف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ ﻣﺻدر اﻟﻘرار اﻹداري وﯾﺄﻣل ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﻣﺎ اﺳﺗﺧدم رﺟل اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻬدف اﻟﻣﺧﺻص‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻟﻘ اررﻩ اﻹداري‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد أﺳﺎء اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻪ واﻧﺣرف ﻋن اﻟﻬدف اﻟذي ﻛﺎن‬
‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺷﺎب ﻗ اررﻩ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﺟدﯾ اًر ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻟﻌﯾب‬
‫اﻻﻧﺣراف إو ﺳﺎءة اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬أو ﺑﺎﻷﺣرى ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ و اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗﺟﻠﻰ ﺑوﺿوح ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﻠﯾس‬
‫ﻟﻬﺎ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر أو اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻬدف اﻟﻣﺣدد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪.2‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻣدﻟوﻻﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺎن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ أن أي ﻻﺋﺣﺔ ﺿﺑط ﺗﺻدر ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺈذا اﺳﺗﻬدﻓت‬
‫ﻏرﺿﺎً آﺧر وﻟو ﻛﺎن ﯾﺗوﺧﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺗﺟﺎوزة ﻟﻧطﺎﻗﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻏﯾر‬
‫ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻌﯾوب اﻷﺧرى‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺳواء ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟظروف‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو ﻷي اﻋﺗﺑﺎر أﺧر‪ ،‬وﺗﺗﺟﺳد ﺻورة ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻧدﻣﺎ‬

‫‪-1‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ‪ ،‬ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪ ،‬اﻟرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪-2‬ﻣﺎﻣون ﻣوذن ‪ ،‬رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺛﺎﻟث ‪ ،‬دور اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟوادي ‪ ،‬أﯾﺎم ‪ 28‬و ‪ 29‬أﻓرﯾل ‪، 2010‬ص‪.12‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺗﺻدر ﻣن أﺟل ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪،‬‬
‫أو ﻋﻧد اﻻﻧﺣ ارف ﺑﺎﻹﺟراءات‪. 1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬دﻋــــــــوى اﻟﺗـــﻌوﯾض ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺗﻌﺗﺑر دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض أو دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟدﻋﺎوى اﻹدارﯾﺔ ﻗوة‪ ،‬وﻗﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺣﻛم أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫أﻛﺛر وأوﺳﻊ ﻣن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﻔﺣص ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬واﻷﻣر‬
‫ﺑﺗﻌوﯾض اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘت ﺑﺎﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﻬﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺟﺑر اﻟﺿرر‬
‫اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺷروﻋﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬وﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠدﻋﺎوى ﻋﻣوﻣﺎً‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺻﻔﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺛم اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﺈن دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻻ ﺗﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻘرار‬
‫اﻹداري‪ ،‬وﻻ ﺑﺎﻟﺗظﻠم‪ ،‬وﻻ ﺑﻣﯾﻌﺎد أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬

‫ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛدرﺟﺔ أوﻟﻰ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة )‪ (801‬وﺗﺳﺗﺄﻧف أﻣﺎم ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة )‪ ، (901‬ﯾﺣدد أﺟل رﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر اﻟﻘرار‬
‫اﻹداري ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة )‪ (829‬وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟطﺎﻋن ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟطﺎﻋن ﻓﻲ‬
‫اﻟدﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺿد ﻗ اررات اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ، 2‬وﯾﺗﺄﻛد اﺗﺳﺎع ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ‬
‫أن ﺳﻠطﺗﻪ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﻻ‪ ،‬إو ﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬إﻟﻰ ﺣد‬
‫اﻟﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﻔﻌﯾل أﻛﺛر ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ﻋن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧت ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺄﺣد‬
‫ﻋﯾوب اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ )ﻋﯾب اﻻﺧﺗ ﺻﺎص‪ ،‬وﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات‪ ،‬وﻋﯾب اﻟﺳﺑب‪ ،‬وﻋﯾب اﻟﻣﺣل‪،‬‬

‫‪-1‬ﺳﺎﻟم ﺧﻠﯾف ﻋﻠﯾﻣﺎت ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻘررات اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓرﻧﺳﺎ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪،‬اﻷردن ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬
‫دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت ﻟﻠﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2007‬ص ‪.204‬‬
‫‪-2‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ ، 829‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫وﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ(‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري دون ﺧطﺄ إذا ﻛﺎﻧت ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط‬
‫ﻣﺷروﻋﺔ وﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺿرر ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫أوﻻً‪ :‬ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ‬

‫إن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑ ط اﻹداري‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻗد ﺗﻠﺣق‬
‫ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أﺿ ار اًر ﻣن ﺟراء اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل أو ﺳوء ﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﯾﺷﻛل ﺧطﺄ ﯾﺧول ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﺿرر ﻣن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻟﺣق ﻗﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﻹﺻﻼح وﺟﺑر ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن أﺿرار‪ ،‬ﺑﺷرط أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻرف‬
‫ﺧﺎطﺊ ﻣن إﺣدى ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬واﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‪ ،‬وﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺟرد ﺧطﺄ ﯾﺳﯾر ﻟﺗرﺗﯾب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ .1‬وذﻟك طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﻩ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ دﺳﺗور‪ 1996‬ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 22‬ﻣﻧﻪ ﺑﻘوﻟﻬﺎ‪ ":‬ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ‪ ".‬واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن ﻫﻲ‪ :‬اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺧطﺄ‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﻛن اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺟوﻫري ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻫو اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪ :‬ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑدون ﺧطﺄ‬

‫إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ أن اﻹدارة ﻻ ﺗﺳﺄل إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺧطﺄ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺿرر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺗطور أﺳﺎﻟﯾب اﻹدارة وأﻧﺷطﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة‪ ،‬ﻗد أﺑرزت أﻧﻪ ﻗد‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻟﻧﺷﺎطﻬﺎ أﺿ ار اًر ﻋدﯾدة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻗد ﺗﺻﯾب اﻷﻓراد دون أن ﺗﻛون‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ أو ﺗﻣﺛل ﺧطﺄ ﻣن أي ﻧوع ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ﺗواﻓر ﻋﻣﻠﯾﺔ‬

‫‪-1‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪57‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺿرار‪ .1‬وﺑذﻟك ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وأرﺳﻰ ﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﯾن‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد‪ ،‬ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺗواﻓر أرﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ‬
‫رﺋﯾﺳﯾﺔ ‪ :‬ﻫﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر‪ ،‬وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن‬
‫ﻓﻘط‪ :‬ﻫﻣﺎ اﻟﺿرر وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-1‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫‪58‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬


‫وﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣطﻠب أول ﺑﻔروﻋﻪ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻛذا اﻟﻣطﻠب‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﯾن اﻟﻘﯾود واﻟﺗوﺳﻊ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﻔرع اﻻول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺗﻌرﯾف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫وﺗﺳﺗﻬل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﺛم اﻟﺗﺷرﯾﻊ و ﻣن ﺑﻌدﻩ ﻧﻣر إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ -‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ‪ :‬و ﻧﺑدأ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب "‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ ظروف ﺧطﯾرة ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﺗﻬدد ﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو أﺣد أﻗﺎﻟﯾﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﺛل‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب أو اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﺟدي ﺑوﻗﻌﻬﺎ ‪ ،‬أو ﺣدوث ﻓﺗﻧﺔ ﻣﺳﻠﺣﺔ ‪ ،‬أو ﻛوارث أو إﻧﺗﺷﺎر وﺑﺎء ﻓﺗﺎك‪،1‬‬
‫وﻋرﻓﻬﺎ اﻻﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " أﺣوال ﺗﻣر ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﺗطﺑق أﺛﻧﺎﺋﻬﺎ‬
‫ﻗواﻋد ﺷﺎذة ﻏﯾر ﻣؤﻟوﻓﺔ ﺗﺟﯾز ﻟﻬﺎ اﻟﺧروج ﻣؤﻗﺗﺎ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺷﺎذة ﺗﺳﻣﺢ‬
‫ﺑﺈﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﻣن اﻟدوﻟﺔ وﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم وﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻬددﻫﺎ ﻣن ﻣﺧﺎطر‬
‫ﻧﺗﺟت ﻋن ﻫذﻩ اﻟظروف "‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫ﺗﺗﺳﻊ ﻗواﻋدﻫﺎ ﻋن اﻟﻣﻌﻬود ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺷرط ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة‬
‫‪2‬‬
‫ﻓﯾﻣﺎ أﻛد اﻟدﻛﺗور ﻓؤاد اﻟﻌطﺎر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧص‬ ‫ﻣن ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ و ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻘﺿﺎء ورﻗﺎﺑﺗﻪ "‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﺿﻊ ﻟﻠظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬إو ذا ظﻬرت ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺣﯾﻧﺋذ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟدوﻟﺔ "‬

‫وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت أﻧﻬﺎ إﻫﺗﻣت ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ إﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫وﺟود ظروف إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 234‬‬


‫‪ -2‬ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻐداري ورﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻋﻣل اﻹدارة ‪ ،‬د د ن ‪ ، 1968 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -3‬إﺑراﻫﯾم اﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ‪،‬ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ‪،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪،‬ﻣﺻر‪، 1964 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪58‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻐرﺑﻲ ﻓﻌﺑر ﻋﻣﯾد اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣورﯾس ﻫورﯾو إن اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺷﻛل دﻓﺎع‬
‫ﺷرﻋﻲ ﻣن ﺣق اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ إو ن ﺧرﺟت ﻋن إطﺎر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣق دﻓﺎع ﺷرﻋﻲ‪.1‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ " ﺟﯾﻠﯾﻧﯾك واﻫرﻧﺞ " ﻓﻘد رأى أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد وﺟود‬
‫ﺧطر ﯾداﻫم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻠﻬﺎ أن ﺗدﻓﻌﻪ ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت وﻟو ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺗﻌطﯾل ﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ‬
‫وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ أن اﻟﺿرورة ﺗﺑﯾﺢ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾﺢ اﻟﺧروج ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻧﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻔﻘﻪ‬
‫إﻧﻘﺳﻣم إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن ‪:‬‬

‫اﻟﻔرﯾق اﻻول ‪ :‬ﯾﻌرف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﻗﻌﻲ أي أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺣداث أو‬
‫ظروف ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن واﻹﺟراءات ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﻣؤطرة ﻟﻠظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﯾﻌرف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أي ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺗﻬدد أﻣن اﻟدوﻟﺔ إو ﺳﺗﻣرارﻫﺎ ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻠك‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن ﺻﺎدرة ﻋن ﺳﻠطﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو ﻧﺧول ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﺻرف أﺛﻧﺎء ﺗﻠك اﻟظروف ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ‪ :‬ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت‬
‫ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧدرس ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻣن ﺛم ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ‪ ،‬ﻓﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻣﺻﺎدر‬
‫َرَم َﻋﻠَ ْﯾ ُﻛ ُم‬
‫} إِﱠﻧﻣَﺎ ﺣ ﱠ‬ ‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ﻧﺟد ﻗول اﷲ ﺗﺑﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ‬
‫ُور‬
‫ِن اﻟﻠﱠﻪَ َﻏﻔ ٌ‬
‫َﺎغ وََﻻ ﻋَﺎ ٍد ﻓَﺈ ﱠ‬
‫اﺿط ﱠُر َﻏ ْﯾ َر ﺑ ٍ‬
‫َن ْ‬
‫ِﯾر َوﻣَﺎ أُ ِﻫ ﱠل ﻟِ َﻐﯾ ِْر اﻟﻠﱠ ِﻪ ﺑِ ِﻪ ◌ۖ ﻓَﻣ ِ‬
‫ْﺧﻧْز ِ‬
‫َﺣ َم اﻟ ِ‬
‫ا ْﻟ َﻣ ْﯾﺗَﺔَ وَاﻟ ﱠد َم َوﻟ ْ‬
‫‪2‬‬
‫َرﺣِﯾ ٌم {‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳوﻧﻲ‪ ، ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪، 2004‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -2‬اﻵﯾﺔ ‪، 173‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫وﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻣﺎ ﺣدث ﻟﻠﺻﺣﺎﺑﻲ اﻟﺟﻠﯾل ﻋﻣﺎر ﺑن ﯾﺎﺳر ﻋﻧد ﺷﺗﻣﻪ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺎﻹﻛراﻩ ﺣﻔﺎظﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻠﺗﻌذﯾب ﻣن اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻓﺳﺄﻟﻪ اﻟرﺳول ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ‪ :‬ﻛﯾف ﺗﺟد‬
‫‪1‬‬
‫ﻗﻠﺑك ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﻣﺎر ﻣطﻣﺋن ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ‪ ،‬ﻓرد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم ﻗﺎﺋﻼ ‪ :‬إن ﻋﺎدوا ﻓﻌد‪.‬‬
‫وﻛذﻟك إﻋﺗﻣد اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺎﻋدة " اﻟﺿرورات ﺗﺑﯾﺢ اﻟﻣﺣظورات وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ وﺟود ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ‬
‫ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﺳﻠم إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز اﻟﺣدود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ ‪.‬‬
‫وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣرﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻠوﻟﻬﺎ‬
‫وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣﺣ ﻛم اﻟﻣﻘﯾد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ‪ ،‬إو ذا ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻷﺻﻠﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ظرف طﺎرئ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗرﺧﯾص أو اﻹﻋﻔﺎء ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرض واﻟﺳﻔر واﻹﻛراﻩ ‪......‬اﻟﺦ وﻗد ﺟﺎءت ﻣروﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺧدم اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟوﺿﻌﻲ ﻟم ﺗﺗﻔق اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣوﺣدة ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إو ﻧﻣﺎ ﻧﺻت‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ ‬دﺳﺗور ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ‪ 1958‬ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر ‪ ،‬وﻗواﻧﯾن ﻣﺛل ﻗﺎﻧون ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 1938‬ﻹﻋداد اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب‬
‫‪ ‬ﻓﻲ ﻣﺻر ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ دﺳﺗور ‪ 1971‬ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﯾﻪ ‪ 74‬و ‪ 147‬وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون ‪ 147‬ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1959‬ﻟﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎع اﻟﻣدﻧﻲ‪. 3‬‬
‫‪ ‬ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دﺳﺗور ‪ 1963‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 59‬و ﻛذا دﺳﺗور ‪ 1989‬ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 86‬واﻟﺗﻌدﯾل‬
‫‪4‬‬
‫"‬ ‫اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1996‬ﻓﻲ ﻣوادﻩ ‪ 91 ، 93 ، 95‬و ﻛذا ﻣراﺳﯾم إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ‬
‫وﻣراﺳﯾم إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ‪. "5‬‬
‫وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻣﺎ أﺟﻣﻌت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول ﻫو ﻋدم ﺗوﺣﯾد ﺗﺳﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻓﺗرﺿت ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟواﺟب‬
‫إﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟظروف ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺑل‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص‪281‬‬


‫‪ -2‬اﺑراﻫﯾم دروﯾش‪،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ إدارة ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 10‬ﻛﺗوﺑر و دﯾﺳﻣﺑر‪، 1966 ،‬ص ‪167‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ _دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ _‪،‬ط ‪،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬ﻣﺻر‪، 1974 ،‬ص‪100‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣرﺳوم ‪ 44/92‬ﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري ‪ 1992‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ‪،‬ج ر ح‪،‬اﻟﻌدد‪. 10. 1992‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 11/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 04‬ﺟوان ‪ 1991‬ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر‪،‬ج ر ح‪،‬اﻟﻌدد ‪. 29 .1991‬‬
‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺣددت ﻓﻘط ﺷروط ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ وﺗداﺑﯾر ﻣواﺟﺗﻬﺗﻬﺎ وﻛذا اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻣﺟﺎﺑﻬﺗﻬﺎ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ‬
‫ﯾرﺟﻊ ﻫذا ﻟﻛون اﻟﺗﻌرﯾف ﻣن إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻔﻘﻪ اﻷﺻﯾل وﻣﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ إﻻ ﺗﻧظﯾم اﻟﺷروط‬
‫واﻟﺣﺎﻻت ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ -‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ :‬ﯾرﺟﻊ أﺻل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬
‫وﺑﺎﻟﺿﺑط إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إذ ان ﻣﻌظم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري إن ﻟم ﻧﻘل ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌد‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ واﻻﺻل وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﺔ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺟﻠس ﻋﺑﺎرة "‬
‫اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ " وﺑﯾن أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﺑداءا ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺎﻫﺎ " ﻧظرﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺣرب " ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾن اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري ﻋﺑﺎرة " ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة " ‪ ،‬ﺣﯾث ﺳﺎﻫﻣت ﻗ اررات اﻟﻣﺟﻠس‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم وﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑدﻓﻊ اﻷﺧطﺎر‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد إﺳﺗﻘرارﻫﺎ ‪ ،1‬وأﻛد ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﻧظرﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬ورﻛز اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣرﻧﺔ وذات أﺑﻌﺎد ﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎ ظﻬر ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑـ " ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻧد‬
‫ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣس ﺑﺎﻷﻣن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺳرﯾﻌﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ﻣﺎ ﺗواﺟﻪ ﺑﻪ اﻟﻣوﻗف اﻟﺧطر "‬
‫وﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻌرﯾف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ -‬ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ :‬ﻋرﻓت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗطو ار ﻣن ﺣﯾث ﺗﺑﻧﻲ اﻷﻧظﻣﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﺗﺿﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗؤطرﻫﺎ ﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت وﺑرﺗوﻛوﻻت‬
‫ﺳﻌت اﻟدول اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧظﻣﺎم إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻧظﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺎﻟظروف‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻫﻲ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺗﺧرج ﻋن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫اﻟﻣوﺟودة ﺑﻬﺎ ﺑﻐرض ﺗﺟﻧب اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﻬددة ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات‬
‫ﺑﻘدر اﻟﺿرورة وأن ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ أﺿﯾق اﻟﺣدود ‪. 3‬‬
‫وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟذي أﻛد ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟطوارئ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﺗرﺧﯾﺻﺎ ﺑﺄن ﺗﺗﺧذ ﺗداﺑﯾر اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺗﻰ إو ن‬

‫‪ -1‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري_دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ_ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن دﺧﯾل ‪ ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 2009 ،‬ص ‪ 48‬و ‪49‬‬
‫‪ -3‬ا ﻟﻣﺎدة ‪ ، 04‬اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 16‬دﯾﺳﻣﺑر ‪.1966‬‬
‫‪61‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺧرﻗت ﺑﻧود اﻟﻌﻬد ﺷرط اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ‪ ،‬ﺑﺷرط ﻋدم إﻧطواﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز ﯾﻛون‬
‫ﻣﺑررﻩ اﻟﻌرق أو اﻟدﯾن أو اﻟﺟﻧس أو اﻷﺻل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ . 1‬وﺣدد اﻟﻌﻬد إﺟراء إﻋﻼن اﻟظرف‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑﺷرط إﻋﻼم اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة و ﻛذا ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء ﻫذا اﻟظرف ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻫﻧﺎك‬
‫ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻟم ﺗﺷر إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎوز ﻧﺻوﺻﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪. 1966‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر‬


‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﺗﻌددت وﺗﺑﺎﯾﻧت ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪ .2‬ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ دي ﻟوﺑﺎدﯾر ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻧظﺎم‬
‫‪3‬‬
‫" ‪ .‬ﻓﺣﯾن ﻋرﻓﻬﺎ ‪ RIVERO‬ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻧظﺎم‬ ‫اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﺑوﻟﯾس ﺗﺑررﻩ ﻓﻛرة اﻟﺧطر اﻟوطﻧﻲ‬
‫اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻠﯾم ﻛﻠﻪ أو ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣﻬددا أو ﯾوﺟد ﻓﻲ أزﻣﺔ ‪ ،‬وﻣن أﺛﺎرﻩ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺎت ﻣﻌﺗﺑرة ﻟرﺟﺎل اﻟﺑوﻟﯾس اﻟﻣﺷﻛﻠﯾن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل‬
‫‪4‬‬
‫ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺳﻠطﺎت أوﺳﻊ ﻣن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر"‪.‬‬
‫وﻗد ﻋرف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻧﺻر اﻟدﯾن ﺑن طﯾﻔور ﻛﻼ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﺑﺄﻧﻬﻣﺎ ‪" :‬‬
‫ﻧظﺎم اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﺗﻘررﻩ اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ أو اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺗﻘﯾﯾد‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟﺿرورات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻘف اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن اﻟﺗﻐﻠب‬
‫‪5‬‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ "‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﺗﻌد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻣن أﺧف اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺄﺛﯾرات واﻧﺷﺎء اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ ﻣرﺣﻠﺔ وﺳط ﺑﯾن اﻷوﺿﺎع اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر أﺷد ﺧطورة ﻣﻧﻬﺎ‪ ، 1‬وﻫذا ﻋﻠﻰ‬

‫‪ -1‬ﺳﻌﯾد اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣﻧﺷو رة ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪، 1992 .‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -2‬ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﻌرب ﻣﺻطﻠﺢ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ‪ ،‬أﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل اﻟﻣﺛﺎل‪:‬زﻛرﯾﺎ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد‬
‫اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺣﻔوظ‪ ،‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬وﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗو ا رﻩ‪ ،‬ﺣﻘوق‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ، 1966‬ص‪ 11 .‬وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ؛ ﻫﺎﺷم ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ‪ .‬ﻋﻛﺎﺷﺔ‪ ،‬ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿرورة‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪، 1998‬‬
‫ص‪75 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-André DE LAUBADERE; Traité élémentaire de droit Administratif, L.G.D.J, Paris, 1966, p.130.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Jean RIVERO; Les libertés publiques, Presses Universitaires De France, Paris, 1973, pp.259-260.‬‬
‫‪ -5‬ﻧﺻر اﻟدﯾن ﺑن طﯾﻔور‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ص‪ 165 .‬و ‪.166‬‬
‫‪ -6‬ﻓوزي اوﺻدﯾق‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺞ ا زﺋري ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،.‬اﻟﺞ ا زﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ . 2006‬ص‪80 .‬‬
‫‪62‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﺷﺎﺋﻛﺔ وﻣﻌﻘدة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ وﺣﺳن اﻟﺗﺻرف‬
‫واﻟﺗدﻗﯾق ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑﺗﻐﺎﻫﺎ‪.2‬‬
‫وﻗد ﺗم ﺗطﺑﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫إﺛر اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌت إﯾﻘﺎف اﻟﻣﺳﺎر اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﻲ وظﻬور ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻌﻣل ﻓﻲ‬
‫إطﺎر اﻟدﺳﺗور وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 44/92‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1992/02/09‬وﻟﻌل ﺳﺑب‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻛﺎن ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺿﻣﺎن اﻻﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‬
‫وﺗﺄﻣﯾن اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﺗم ﺗﻣدﯾد إﻋﻼﻧﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1993/01/06‬ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ 02/93‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 3 1993/01/06‬إو ﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪ 2011/02/23‬ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫رﻓﻌﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻷﻣر رﻗم ‪ 01/11‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪.42011/02/23‬‬
‫وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻋﻧد اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺎدام أﻧﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻟظروف‬
‫ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ وأﺳﺑﺎب وﻣﺑررات إﻋﻼﻧﻬﺎ ‪ ،‬واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﺎﻟﻬﺎ اﻟطوارئ ﻓﻲ ﻛل اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ) اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 119‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1976‬واﻟﻣﺎدة ‪ 86‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1989‬واﻟﻣﺎدة ‪ 91‬ﻣن دﺳﺗور‪ (5 1996‬ﻧﺟدﻫﺎ‬
‫ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺗﻔق ﻋﻠﻰ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﻣؤﻫل واﻟﻣﺧﺗص ﺑﺈﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر دون‬
‫ﺳواﻩ ‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﻌد إﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت واﺟﺗﻣﺎع اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔوﯾض‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﻣﺎ ﻷي ﺳﻠطﺔ ﻛﺎﻧت ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋﻘﯾﻠﺔ ﺧرﺑﺎﺷﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2007‬ص‪.81 .‬‬
‫‪ -2‬ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1990‬ص‪.267‬‬
‫‪ -3‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،8‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪..1993/02/07‬‬
‫‪ -4‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 12‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪.2011/02/23‬‬
‫‪ -5‬ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 91‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ ":‬ﯾﻘرر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إذا دﻋت اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻌد اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس‬
‫اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن واﺳﺗﺷﺎرة رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري وﯾﺗﺧذ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﺗﺑﺎب اﻟوﺿﻊ‬
‫وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ .‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو‬
‫اﻟﺣﺻﺎر‪ ،‬إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺗﯾن ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر‬


‫ﺗﻌرف ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر‪ 1‬ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ‪ " :‬اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻣﻛﺎن ﺣرب ﺑﯾن دوﻟﺗﯾن ﻓﺗﺣﺗل دوﻟﺔ ﻣن‬
‫ﻗﺑل دوﻟﺔ أﺧرى ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻬﺎ ﺗﺗرﻛز اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾن ﻗﺎﺋد اﻟﺟﯾش اﻟﻣﺣﺗل ‪ ،‬وﺗﻠك ﻫﻲ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌرﻓﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌﻠن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺳواء ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﯾﺎم ﺣرب‬
‫ﺑﯾن دوﻟﺔ وأﺧرى أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم ﺛورة ﻣﺳﻠﺣﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ وﺗﻧﻘل ﺑذﻟك اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻠﺗزم ﺣدود اﻟدﺳﺗور وﻓق اﻟظروف‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‪ . 2‬وﺗﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﺗﻌطل ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﻘواﻧﯾن وﯾﺣل‬
‫ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺳﻛري "‪ . 3‬وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﺿﻣن‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ ":‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬ ‫إﻋﻼﻧﻬﺎ‬
‫واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺑﻬدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ واﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻧظﺎم واﻟﺳﯾر اﻟﻌﺎدي ﻟﻠﻣراﻓق‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﺣﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻌﺗرﻓﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت أن ﺗﻘﻠص ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور‬
‫واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻷﺧرى ‪ ،6‬ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ أول ﻣن ﻗﺎم ﺑوﺿﻊ ﻗﺎﻧون ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ‪ 9‬اوت‬
‫‪ 1849‬ﺣدد ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻹﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﻌرض‬
‫ﻟﻬﺎ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬وﻫذا ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸﺣداث اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﯾوم ‪ 13‬ﺟوان ‪ 1849‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﻟم ﺗﻛن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟد ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب أو‬

‫‪ -1‬ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﻌرب ﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌرﻓﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر‪ .‬أﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل اﻟﻣﺛﺎل‪:‬‬
‫ﻋﺎﺻم رﻣﺿﺎن ﻣرﺳﻲ ﯾوﻧس‪ ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2010‬ص ‪ 300‬و‬
‫‪.301‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد‪ ،‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪" ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 1979‬ص‪ 212 .‬و ‪213‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب اﻟﺳﯾد‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪ -4‬ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 196 /91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1991/06/04‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺣﺻﺎر ‪ ،‬ﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬م‪.‬ج‪.‬ع‪،‬ق‪.‬أ‪.‬س‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﺟزء ‪ ، 36‬اﻟﻌدد ‪،1‬‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ ، 1998‬ص‪ 35 .‬؛ ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 54‬؛ ﻓوزي اوﺻدﯾق‪ .،‬اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺞ ا زﺋري ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ‪،‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اﻟﺞ ا زﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2006‬ص‪76 .‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Rolan Drago: "l'état d'urgence (crise des 03 avril et 07 aout 1955) et Les libertés publiques" R.D.P, 1955,‬‬
‫‪p.693.‬‬
‫‪64‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻹﺿطراﺑﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ . 1‬وﻟﻘد أﺷﺎر اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪36‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﻧﻪ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻷول ﻣرة ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟطوارئ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور ‪ ) 1976‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، ( 119‬وﻓﻲ دﺳﺗور ‪ ) 1989‬اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ ، ( 86‬وﻓﻲ دﺳﺗور ‪ ) 1996‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، ( 91‬ﻛﻣﺎ أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟﻧﻔس اﺟراءات ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ ) اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت ( وﺳﺑب إﻋﻼﻧﻬﺎ ) اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ( وﺗﻣدﯾدﻫﺎ ) ﻣن‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ( ‪.‬‬
‫وﻗد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﺗطﺑﯾﻘﯾن ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ‪ ،‬اﻟﺗطﺑﯾق اﻷول ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ‪ 6‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1988‬ﻋﻠﻰ‬
‫إﺛر أﺣداث ‪ 05‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1988‬اﻟﻣﺷﻬورة ‪ ،‬وﺗم إﻋﻼﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وﺿواﺣﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎ أن‬
‫ﻣرﺳوم إﻋﻼﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻧﺷر ‪ ،‬إذ إﻛﺗﻔت اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺗﻛﻠﯾف اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ أﯾن أﺻدرت ﺛﻼث‬
‫ﺑﻼﻏﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷول ﺧﺎص ﺑﻣﻧﻊ اﻟﻣظﺎﻫرات واﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﻣﻬددة ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻟﺑﻼغ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻗرر ﺣظر اﻟﺗﺟول ﺑﯾن ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل واﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر وروﯾﺑﺔ واﻟﺷراﻗﺔ ‪ ،‬ﺛم‬
‫اﻟﺑﻼغ اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﺑﺎﻟﻘوة ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻼح‬
‫ﺑﻌد اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ اﻷوﻟﻲ ‪ ،‬وﻗد رﻓﻌت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﺑﻧﻔس طرﯾﻘﺔ إﻋﻼﻧﻬﺎ أي أن ﻣرﺳوم رﻓﻌﻬﺎ ﻟم ﯾﺻدر‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم‬ ‫ﻫو اﻵﺧر ‪3 .‬أﻣﺎ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ‪ 04‬ﺟوان ‪1991‬‬
‫‪ 196/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 04‬ﺟوان ‪ ، 1991‬وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻺﺿراب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧظم ﻣن طرف‬
‫اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون ﺗﻘﺳﯾم اﻟدواﺋر اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪5.‬أﻋﻠﻧت‬
‫ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻋﺑر ﻛﺎﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬وﻗد رﻓﻌت ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻹﻋﻼن‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1991‬ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 336/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬
‫‪6‬‬
‫‪ 1991/09/22‬اﻟﻣﺗﺿﻣن رﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣراد ﺑدران ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ص‪.86 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Article 36: "L'état de siège est décrété en Conseil des ministres. Sa prorogation au-delà de douze jours ne‬‬
‫‪peut être autorisée que par le Parlement.".‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.313 .‬‬
‫‪ -4‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 29‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪. 1991/06/12‬‬
‫‪ -5‬ﻣراد ﺑدران‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ . ،‬ص‪87 .‬‬
‫‪ -6‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 44‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‪. 25 /09/1991‬‬
‫‪65‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ‬


‫ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺷﺎر إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 91‬ﻣن دﺳﺗور ‪ ، 1996‬ﻓﻘد ﺧﯾر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗﻘرﯾر إﺣداﻫﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وﻓق ﺳﻠطﺗﻪ‬
‫اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﻟﺟوءﻩ إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر إﺣدى اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن دون رﻗﺎﺑﺔ أو ﻗﯾود إﻻ‬
‫ﻓ ﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدة إﻋﻼﻧﻬﺎ أﯾن ﯾﺳﺗوﺟب اﻟدﺳﺗور‬
‫ﺗﻣدﯾد أي ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺑﻣرور اﻷﺟل اﻷول ﻋﻠﻰ إﻋﻼﻧﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ﻣﻌﺎ ‪،‬‬
‫وﻓﯾﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟذي ﯾﻘدر وﻗت رﻓﻌﻬﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﻛﯾﯾﻔﻪ ﻟﻸوﺿﺎع وﻣدى‬
‫زوال أﺳﺑﺎب إﻗرارﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ ظل ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺣﺎﻟﺗﯾن ‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﺑﺧﺻوص اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ ‪ ،‬أو اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻹﻋﻼﻧﻬﺎ ‪ ،‬أو ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدة إﻋﻼﻧﻬﺎ أو ﺗﻣدﯾدﻫﺎ‬
‫ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻋرف اﻟﺑﻌض‪ 1‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪ " :‬ﻧظﺎم دﺳﺗوري اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺧطر اﻟوﺷﯾك‬
‫اﻟﻣﻬدد ﻟﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ وﺳﻼﻣﺔ ﺗراﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﯾﺧول ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ) اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ رﺋﯾس‬
‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ( ‪ ،‬اﺗﺧﺎذ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻗواﻧﯾن اﻟﺣﺻﺎر‬
‫واﻟطوارئ إن وﺟدت)‪ ،‬ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ أرﺿﻲ اﻟدوﻟﺔ وﺑﺣﺎرﻫﺎ وأﺟواﺋﻬﺎ ﻛﻼ أو ﺟزءا ﺿد اﻷﺧطﺎر‬
‫اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﻋدوان ﻣﺳﻠﺢ داﺧﻠﻲ أو ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘل ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ‪".‬وﺗﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ "‪:‬أﺣد اﻹﺑداﻋﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺣداث‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺟدة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺷﻧﺟﺎت ﺧطﯾرة ﻓﻲ ذات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد‪ ،‬وﯾﺗﺄﺗﻲ ذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗدارك‬
‫ﻋﺟز اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋم اﻟذي ﻟﯾس ﺑوﺳﻌﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻧظﺎم واﻣن ووﺣدة اﻟدوﻟﺔ‪". 2‬‬
‫وﻟﻘد ﺗﺿﻣﻧت ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد طﺑﻘت ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫ظل دﺳﺗور ‪ ،1963‬ﺑﻌد أﻗل ﻣن ﺷﻬر ﻣن اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أﺣﻣد ﺑن ﺑﻠﻪ‬
‫ﺑﺳﺑب ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻣرد اﻟﺗﻲ ﻗﺎدﻫﺎ ﺣﺳﯾن آﯾت اﺣﻣد واﻟﻌﻘﯾد ﻣﺣﻧد أواﻟﺣﺎج ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻘﺑﺎﺋل وﻗد‬

‫‪ -1‬ﻏﺿﺑﺎن ﻣﺑروك وﻏرﺑﻲ ﻧﺟﺎح‪ ،‬ﻗراءة ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺣﺻﺎر واﻟطوارئ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻔﻛر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 10‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌل وم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة‪ ،‬اﻟﺞ ا زﺋر‪ ،‬ص‪19 .‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﷲ ﺑوﻗﻔﺔ‪ ،‬أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪341 .‬‬
‫‪66‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﺳﺗﻣر اﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﺑﻌد اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟرﺋﯾس أﺣﻣد ﺑن ﺑﻠﻪ ﻓﻲ اﻧﻘﻼب ‪ 19‬ﺟوان ‪ 1965‬وﺣﺗﻰ ﺑﻌد إﻟﻐﺎء‬
‫‪1‬‬
‫دﺳﺗور ‪.1963‬‬
‫إن ﻧص اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻌﻛس ﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ‬
‫اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر وﻫو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫ﺑﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق‪ ،‬ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ) أوﻻ( وأﺳﺑﺎب ﻣﺑررات‬
‫إﻋﻼﻧﻬﺎ )ﺛﺎﻧﻲ( واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ )ﺛﺎﻟﺛﺎ(‪.‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ‪،‬‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 93‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1996‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪:‬‬
‫ﯾﻘرر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﻼد ﻣﻬددة ﺑﺧطر داﻫم ﯾوﺷك أن ﯾﺻﯾب‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ أو اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ أو ﺳﻼﻣﺔ ﺗ ارﺑﻬﺎ ‪...".‬ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟازﺋري ﻗد‬
‫ﺧول ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ إﻋﻼن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫دون أن ﺗﺷﺎرﻛﻪ ﻓﻲ ذﻟك أﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ دﺳﺗورﯾﺔ أﺧرى ‪.‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔوﯾض اﺧﺗﺻﺎص ﺗﻘرﯾرﻫﺎ ﻷي‬
‫ﺳﻠطﺔ ﻛﺎﻧت‪. 2‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ ﻣدة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫وﻻ إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻣدﯾدﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﺗﻧظم اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون‬
‫ﻋﺿوي ‪.‬وﻟﻌل ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر‪.‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ‪:‬‬
‫إن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻛﺎن أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن‬
‫ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة‪ 93‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" ‪:‬ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻹﺟرءات اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر اﻟﺗﻲ أوﺟﺑت إﻋﻼﻧﻬﺎ‪".‬‬
‫ﺣﺳب اﻷﺷﻛﺎل و ا‬

‫‪ -1‬ﻧﺻر اﻟدﯾن ﺑن طﯾﻔور‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ص‪ 32 .‬؛ ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺞ ا زﺋري‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺔ ‪ .‬اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬‬
‫ص ‪.336‬‬
‫‪ -2‬وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 87‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ‪ ":‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻔوض ﺳﻠطﺗﻪ‪...‬وﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 77‬و ‪ 78‬و‬
‫‪ 91‬وﻣن ‪ 93‬إﻟﻰ ‪ ... 95‬ﻣن اﻟدﺳﺗور"‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ٕواﻋﻣﻼً ﻟﻘﺎﻋدة ﺗوازي اﻷﺷﻛﺎل‪ ،‬ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟوﺣﯾدة ﺑرﻓﻌﻬﺎ ﺑﻧﻔس‬
‫إﺟراءات إﻋﻼﻧﻬﺎ( اﺳﺗﺷﺎرة ﻛل ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ ،‬ورﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن وﻣﺟﻠس اﻟوزراء ‪).‬وﯾرﺗﺑط إﻧﻬﺎء اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ أدت إﻟﻰ إﻋﻼﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﯾن اﻟﻘﯾود واﻟﺗوﺳﻊ‬

‫اﻟﻔرع اﻻول ‪ :‬إﺗﺳﺎع ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫درج اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻧد ﻗﯾﺎم ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺑﺎﺷر‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة و ذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن و اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ .1‬ﻓﻣن أﺟل ﺳد اﻟﻔ ارغ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟوﺿﻊ و ﻣﻧﻊ اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫وﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﻛﻣﻪ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪07‬ﺟﺎﻧﻔﻲ‪ 1948‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫‪ LECOCQ‬ﺣﯾث ﺗﺗﻠﺧص وﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ أﻧﻪ ﺑﻌد أن إﺣﺗل اﻟﺟﯾش اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻠدﯾﺔ ‪ Fécamp‬ﺧﻼل‬
‫اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻗﻠﯾل ﻫرب ﻣﻌظم ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدة ‪ ،‬و ﻟم ﯾﺑق إﻻ ﻋددا ﻗﻠﯾﻼ ﻣن اﻷﻓراد ﻻ‬
‫ﯾﻣﻠﻛون أي ﻣوارد ﯾﺗﻌﺎﯾﺷون ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬و ﻟﻘد دﻓﻊ ﻫذا اﻟﻣوﻗف رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﺗداﺑﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ ‪ .‬و ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻓﻲ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾزود ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾث طﻌن ﻓﻲ‬
‫اﻹﺟراء اﻟذي اﺗﺧذﻩ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﻓض إﻟﻐﺎء اﻹﺟراء و إﻋﺗﺑرﻩ‬
‫ﻣﺷروﻋﺎ‪ ،‬و ﻗد إﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻗد وﺟدت ﻓﻲ ‪ Fécamp‬ﻣﻧذ ‪1940‬‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ‬
‫اﻟﺳرﻋﺔ ‪ ،‬و ﺑﺳﺑب إﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ ﺣﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾم ﻋﻠﻰ‬
‫اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ أن ﯾﺗﺧذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻓﯾﻬﺎ أﯾﺔ ﻣوارد ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬

‫‪ -1‬ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 564‬‬


‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد زﻋﻼﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣدﺧل ﻟدراﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ ،‬دارﻫوﻣﻪ ‪ ،‬ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2004 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- C.E , 07 Janvier 1944 , Lecocq , R.D.P , p 350‬‬
‫‪68‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻟﻣواﺟﻬﺔ ‪ Fécamp‬اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﺗﻬﺎ اﻷﺣداث ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون‬
‫ﻣﺷروﻋﺎ ﻣﺎ ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻪ ﻋﻣدة ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﺎﺟر‬
‫واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺟد ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪ ،‬و ذﻟك ﺿﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻣن أﺟل ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﻧص ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗطﺑق ﻓﻘط ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻓﯾﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺗﺣدﯾد أو ﻣﻧﻊ ﻣرور اﻷﺷﺧﺎص و اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲ أﻣﺎﻛن و أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫‪-2‬ﺗﻧظﯾم ﻧﻘل اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ ذات اﻟﺿرورة اﻷوﻟﻰ و ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-3‬إﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎطق اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن‪.‬‬
‫‪-4‬ﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ أو وﺿﻊ ﺗﺣت اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺟﺑرﯾﺔ ﻛل ﺷﺧص راﺷد ﯾﺗﺿﺢ أن ﻧﺷﺎطﻪ ﻣﺿر‬
‫ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﺑﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-5‬ﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻧﺷﺎطﻬم اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺿراب ﻏﯾر ﻣرﺧص ﺑﻪ أو ﻏﯾر‬
‫ﺷرﻋﻲ‪.‬‬
‫‪-6‬اﻷﻣر اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﻧﻬﺎ ار أو ﻟﯾﻼ‪.‬‬
‫ﻓﻣن أﺟل ﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﺗﺧذ ﻗ اررات ﺗﻣس‬
‫اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺗﻠﻐﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت و ذﻟك ﻣن أﺟل ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ .‬إن أﺛر‬
‫اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫو ﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت و ﻗدرات ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﺣو ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺧذ ﻗ اررات و إﺟراءات ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﯾﺟﯾزﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري و ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺷروﻋﺔ‪ 2‬طﺎﻟﻣﺎ‬
‫أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻣر ﺑظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﯾﺗﺣﺗم اﻷﻣر ﻣن أﺟل ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ أن ﺗﺻدر ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺿﺑط‬
‫ﺟدﯾدة ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ .‬ﻓﺿرورة و ﺿﻐط اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 44‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬ﻓﺑراﯾر ‪ 1992‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ و ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪69‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﯾﺳﺗﻠزم ذﻟك ﺣﻔظﺎ ﻟﻛﯾﺎن ا ﻟدوﻟﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻻﻧﻬﯾﺎر ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣوال ﺗﺑﺎدر‬
‫إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻧﺎﻓذة أو إﺻدار ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟدﯾدة‪. 1‬‬
‫ﻟﻛن رﻏم ﺗﻠك اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ إدﻋﺎء ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑوﺟود ظرف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﻌﺟل ﺑﺈﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات ‪ ،‬ﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺑروز‬
‫ﻫذا اﻟظرف و ذﻟك ﺧوﻓﺎ ﻣن أن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻗد ﺗﺑﺎﻟﻎ ﺑﺗﺣﻘق اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﺗﺗذرع‬
‫ﺑﺻﻌوﺑﺎت وﻫﻣﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﺗﺳﺎع ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ و ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻧﻘﺿﺎء اﻟظروف‬
‫اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑررﻫﺎ‪.2‬‬
‫وﻣﺎدام اﻷﻣر ﻛذﻟك ‪ ،‬ﻓﺈن اﻹﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظروف ﺳﺗﻧطوي‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺑل إن اﺣﺗﻣﺎل ﺗﺣول ﺗﻠك ‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺎت إﻟﻰ‬
‫ﺳﻠطﺎت إﺳﺗﺑدادﯾﺔ وارد ﻣﺎ ﻟم ﺗوﺿﻊ اﻟﺿواﺑط و اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ‪.3‬‬
‫وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟظروف ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت درﺟﺔ ﺧطورﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺟب رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ أي ﻋﻣل ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﻲ ظﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗدﺧل و ﯾراﻗب ﻣن أﺟل‬
‫أن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻹدارة ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﻘﺎ ‪ ،‬و أن ﻫذﻩ اﻟظروف ﻣﻧﻌﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻘﯾد‬
‫ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬و طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻌﻣل اﻹداري اﻟﺟﺎري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻔﻠت ﻣن‬
‫رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺛﺑوت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻹدارة و ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻼزم ﻟﻠﻣﺗﺿرر‪.4‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﯾود اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط‬
‫إن اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧول ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ‪ ،‬و ذﻟك‬
‫ﺑﻬدف ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻣور اﻟطﺎرﺋﺔ ‪ .‬و إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ظل اﻟظروف‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﯾد اﻟﺣرﯾﺎت ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺿرورات اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد و ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ و اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ‪،‬‬
‫أي اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛون أوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻣن إﺣﺗرام ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗطﻠب اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ‪ ،5‬ﻷن اﻟﺳﻣﺎح ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻘدر‬

‫‪ -1‬ﺣﻣدي اﻟﻘﺑﯾﻼت ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪261‬‬


‫‪ -.2‬ﻋدﻧﺎن اﻟزﻧﻛﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪ -3‬ﻣراد ﺑدران ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳن دﺧﯾل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ -5‬ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪70‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ أوﺳﻊ ﻣﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ أو ﺗرﺧص ﺑﻪ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻟﻠواﺋﺢ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ‪ ،‬و ﻗد ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ إﻫدار اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻠﯾﺔ و ﻣﻧﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻورة ﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻺدارة ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‬
‫ﺟدﯾدة ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﺗﻛون طﻠﯾﻘﺔ ﻣن ﻛل ﻗﯾد ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗوﺟد‬
‫ﺿواﺑط و ﻗﯾود ﺗرد ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﺗﺣدد اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ‪. 1‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻓﻲ أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺎﺑط ﻗد أﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻟﻠظروف‬ ‫وﺿرورة اﻹﺟراء اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ و ﻟزوﻣﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻼءﻣﺔ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺎﺑط ﻗد اﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫اﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺄن اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺑرر اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت‬
‫واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﺳﻌﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻬﺎ وﻻ ﯾﺟﯾزﻫﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺧﺎﻟﻔت ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺑدأ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺿﺑط ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﻛون ﻗد اﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟظرف‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋﻧد وﺟود ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﺗطﻠب اﻟﺗدﺧل ﺑﺈﺟراء‬
‫ﺿﺑطﻲ‪. 2‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺿرورة اﻹﺟراء اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ و ﻟزوﻣﻪ‪.‬‬
‫إن وﻗف ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺣﻘوق ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘدر و ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻺدارة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﺳﺗوﺟب ﻋدم ﺗﺟﺎوز اﻹدارة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ‪ ،‬و ذﻟك ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻘول أن " ‪ :‬اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ ‪ ".‬و ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى و ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎﺑل ‪ ،‬ﺗﻌطل أو ﺗﻘف ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻧد ﻧﻘطﺔ ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﻗدرة اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر ‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﻋﻧﻪ‬
‫ﺑﺄن اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟد ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿرورﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ص ‪.532‬‬


‫‪ -2‬ﻋدﻧﺎن اﻟزﻧﻛﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪71‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻟذﻟك ﻓﺈن إﺟراء اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺿرورﯾﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ ،‬و ﻫذا ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ ﺑﺣث ﻛﺎﻓﺔ اﻟظروف اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺑررة‬
‫ﻻﺗﺧﺎذ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻟﻠظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ اﻹدارة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺗﺻرف ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺧطر اﻟﻣﺗوﻗﻊ و ﺑﯾن اﻹﺟراء اﻟذي‬
‫اﺗﺧذ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻻ ﯾﺷوب ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﺷطط ‪ ،‬و ﻻ ﺗﺿﺣﻰ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬إﻻ ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﺿرورة ‪ ،‬ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺧﺗﺎر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل أﻗﻠﻬﺎ‬
‫ﺿر ار ﺑﺎﻷﻓراد‪ ،2‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﺗﺧذﻩ اﻹدارة ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻣﻼﺋﻣﺎ و ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟظروف ‪ ،‬و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺗﺻرف طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ‬
‫ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬و أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻟظروف دون إﻓراط أو ﺗﻔرﯾط‪ ،‬و ﯾﻘوم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻘدﯾر اﻹدارة ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ و ﺧطورة‬
‫اﻻﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻟظروف ‪ ،‬و ذﻟك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﻘﯾد ﺑﻪ اﻹدارة‬
‫ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ‪ ،‬و ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺟراء أﺧف وطﺄة ﺑدل اﻹﺟراء اﻟﻣﺗﺧذ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك اﻟﻬدف ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻹدارة ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬و ﺑﯾن ﺗطﺑﯾق‬
‫ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف‪ ،‬و ﻣن ﺛم ﯾﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ذات طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻹدارة‪.3‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط ‪.‬‬
‫إن ﻟﺟوء اﻹدارة إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ‬
‫إﻟﺣﺎق أﺿرار ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺛﺎرة ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣدى ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋن ﺗﻠك‬
‫اﻷﺿرار‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ و أن ﻣﻌظم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟظروف ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻣﺷروﻋﺔ‪. 4‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.537‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳﯾوﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻧﺻوري ﺳﺎﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -4‬ﻣراد ﺑدران ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪72‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﻓﻠﻘد أﺻﺑﺣت اﻹدارة ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻣن‬
‫أﺿرار اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر ‪ ،‬ﻓﯾﺣق ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿرر أن ﯾطﺎﻟب اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن‬
‫أﺿرار‪.‬‬
‫وﺑﻘدر ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻧﺎﻟك ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ و ﺗﻠﺗزم ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ‬
‫ﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ و ﻣﺗﺣررة ﻋن اﻷوﻟﻰ ‪ .‬و ﯾرﺟﻊ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟذي إﺳﺗﻧﺑط‬
‫ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ و ﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ، 1‬و ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﺳﺗﻘﻼل ﺗﺎم و ﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻼﺋﻣﺔ‬
‫ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬و ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ و ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﻌد ﻣن إﺑداع اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟذي ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾرﻫﺎ و ﺗطوﯾر‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻗواﻋدﻫﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎص‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺛﺎرة‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرﺗﻛب أي ﺧطﺄ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫إن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم‪،‬ﻗد ﺗﻠﺣق ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أﺿرار ا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل أو ﺳوء ﻧﯾﺔ ‪ .‬و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ‬
‫ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﺗﻣﺛل ﺧطﺄ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﺿرر ‪ ،‬طﻠب‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺷرط أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻرف ﺧﺎطﺊ ﻣن اﻹدارة ‪ .‬ﻟذﻟك‬
‫ﻧﻘول أن اﻟﺧطﺄ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺿﺎرة‪.3‬‬

‫‪ -1‬إﻋﺎد ﻋﻠﻲ ﺣﻣود اﻟﻘﯾﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.245‬‬


‫‪ -2‬طﺎﻫري ﺣﺳﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 187‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﷲ طﻠﺑﺔ ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬ﺳورﯾﺎ ‪ ، 1976 ،‬ص ‪.387‬‬
‫‪73‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﺷروط ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ‪:‬‬
‫ﻟﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ‪ ،‬و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ وﺟود‬
‫اﻟﺧطﺄ و ﻫو اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻹدارة ‪ ،‬و اﻟﺿرر و ﻫو اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﺿرور ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺑدون ﺧطﺄ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻘط ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻓﺈن‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ﻣﺗﻣﯾزﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ ﻣﺳﺎواة اﻟﻣواطﻧﯾن أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪،‬‬
‫وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺑدون ﺧطﺄ ﻻ ﺗﺗرﺗب إﻻ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺿرار ﻗد أﺻﺎﺑت‬
‫ﻓردا ﻣﻌﯾﻧﺎ أو أﻓرادا ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑذواﺗﻬم دون ﺳﺎﺋر اﻟﻣواطﻧﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﺿرار ﻋﻠﻰ‬
‫درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻷﻓراد‪ ،‬و ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﺿرر ﺻﻔﺗﺎن أﺳﺎﺳﯾﺗﺎن‪ :‬اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ و اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪. 1‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻣﺿرور ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺧطﺄ طﺎﻟﻣﺎ أن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑدون ﺧطﺄ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿرور أن ﯾظﻬر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻣل اﻹدارة و‬
‫اﻟﺿرر اﻟذي ‪.‬أﺻﺎﺑﻪ و ﻋﻠﻰ اﻹدارة إذا أرادت ﺗﺟﻧب ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ أن ﺗﺛﺑت إﻣﺎ ﺧطﺄ اﻟﻣﺿرور‬
‫أو اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة‪. 2‬‬
‫اﻟﻣﺧﺎطر ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﺳﺎﺋﻠﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪:‬‬
‫إن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﺛور إذا ﻣﺎ ﻋرﺿت ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ ﻣﺧﺎطر‬
‫ﺧﺎﺻﺔ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑوظﺎﺋﻔﻬﺎ ‪ ،‬إن ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﺗﺣﻘق دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻹدارة ارﺗﻛﺑت‬
‫ﺧطﺄ ‪ ،‬و ﻣﻊ ذﻟك ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾﺳت أﻣ ار ﺣﺗﻣﯾﺎ‪ ،‬ذﻟك أن‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻠزم اﻹدارة ‪.‬ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ‪.3‬‬

‫‪ -1‬ﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﺷﯾﺦ اث ﻣﻠوﯾﺎ ‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- J. RIVERO, J.WALINE, Droit administratif , 14 éme édition , Dalloz , Paris , 1999 , p 234.‬‬
‫‪ -3‬ﻣراد ﺑدران ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪372‬‬
‫‪74‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﺧطﺋﯾﺔ ﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫وﻗﺿﺎء ‪ ،‬ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻹدارة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ وأﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﺧطرة ‪ ،‬اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘت‬
‫أﺿ ار ار ﺧﺎﺻﺔ و ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻷﻓراد‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻟﻘﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ‪ ،‬ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر رﻛﻧﯾن‬
‫أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺿرر و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرر و ﻧﺷﺎط اﻹدارة اﻟﺧﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺧطﺄ ‪ ،‬و ﻣﻊ ذﻟك‬
‫ﻻﺑد و أن ﺗﺗوﻓر ﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرر اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻛو ن ﺧﺎﺻﺎ و‬
‫ﻏﯾر ﻋﺎدي‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Morand DEVILLER , Cours de droit administratif , cours thèmes de réflexioncommentaires d’arrêts avec‬‬
‫‪corrigés , 7 éme édition , Montchrestien , 2001 , p 707.‬‬
‫‪75‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗـــــــﻣﺔ‬
‫ﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ‬

‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﺻور ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺟود ﺑدون ﻧظﺎم ﯾﺿﺑط ﺳﻠوك اﻟﻔرد داﺧل‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﺣﻘوﻗﻪ ﯾﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﻪ‪.‬‬

‫إو ذا ﻛﺎن ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻷﻓراد ﺑﻣﺎ‬
‫ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻗﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ذﻟك ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب ان ﺗﻠﺗزم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣدود واﻟﺿواﺑط وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﻘﻠب وظﯾﻔﺗﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ اﺳﺗﺑدادﯾﺔ ﺗﻬدر ﺣﻘوق‬
‫اﻷﻓراد وﺣرﯾﺗﻬم‪.‬‬

‫وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ‪ ،‬ﺗﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن ﺳﺎﺋر اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﯾﻠزم أن ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﺟﺎﺋز ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻟﺳﺑب ﯾﺑررﻩ ‪ ،‬وأن ﺗﺳﺗﻬدف ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻬدف‬
‫اﻟذي ﻣن أﺟﻠﻪ ﻣﻧﺣت اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻫو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﯾود واﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺿﺑط‬
‫اﻹداري ‪ ،‬ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗدرج ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط أن ﺗراﻋﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﻋﻠﻰ وذﻟك‬
‫ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻓﻌن طرﯾق ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻫﺎ ﺗدﺧل‬
‫ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ‪ ،‬اﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ‬
‫اﻷﺻل وأن اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻬدف اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣﻧﻊ‬
‫اﻧﺗﻬﺎﻛﻪ واﻹﺧﻼل ﺑﻪ ‪ .‬ﻓﻠﯾس ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﺳﺗﺧدام ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف أﺧرى ﻷن‬

‫‪77‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ‬

‫أﻫداﻓﻬﺎ ﻣﺧﺻﺻﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ذات اﻟﻣدﻟول اﻟﻌﺎم واﻟﻣرن ‪ ،‬ﻓﻬﻲ‬
‫ﻓﻛرة ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣظﻬرﻩ اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻣن و‬
‫اﻟﺻﺣﺔ و اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﺑل ﻗد اﺗﺳﻊ ﻟﯾﺷﻣل اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﺗﺳﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﯾﺣﻘق ﺑﻌض اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺟﻣﺎل اﻟروﻧق و اﻟرواء‪ .‬و ﺗﺳﺗﻌﯾن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻌدﯾد اﻟوﺳﺎﺋل و اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻣن أﺟل‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﻏرﺿﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ‪ .‬و ﯾﻣﻛن رد ﻫدﻩ اﻟوﺳﺎﺋل إﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو‬
‫أﻋﻣﺎل ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻬﺎ ‪.‬‬
‫و اﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺧذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات و اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ و ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻓﺗﺗﺳﻊ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ‬
‫اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟواﺳﻊ ﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺎﺗﯾر و اﻟﻘواﻧﯾن ﺑﺣﯾث‬
‫ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺿرورات اﻟﻣﻠﺣﺔ و اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻠك‬
‫اﻟﺣﻠول ﺗﺷﻣل ﻛذﻟك اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻺدارة ﺑﺗﻘرﯾر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﯾراﻗب اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻘق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺷروط ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻛﺄن ﯾﻛون اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﺿرورﯾﺎ و ﻻزﻣﺎ ‪ ،‬و أن ﯾﻛون‬
‫ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ أن ﯾﻛون ﻗد أﺗﺧذ‬
‫ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟظروف ‪ ،‬و أن ﯾﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ و ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ وذﻟك إذا ﺗوﻓرت ﺷروطﻪ ‪:‬‬
‫اﻟﺧطﺄ ‪ ،‬اﻟﺿرر ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ أو ﺑدون ﺧطﺄ اﻟﻣﺧﺎطر أو اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫أ‪ -‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪:‬اﻟﻣواد واﻟﻣراﺳﯾم‬

‫‪ .1‬ورد ﻓﻲ دﯾﺑﺎﺟﺔ دﺳﺗور" ‪1996:‬إن اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب‪ ،‬وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬وﯾﻛﻔل‬
‫اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 182/65‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 10‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،1965‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ج ر‪ ،‬ﻋدد‬
‫‪.58‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻣﺎدة ‪ 85‬ﻣن دﺳﺗور ‪1996.‬‬
‫‪.4‬اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ 03/11‬اﻟﻣؤزخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2011‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 23/91‬اﻟﻣورخ ﻓﻲ ‪6‬‬
‫دﯾﺳﻣﺑر ‪ 1991‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺎم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 12‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻓﯾﻔري ‪2011.‬‬
‫‪ .5‬اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬و‪ 3‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 01/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1991‬اﻟذي ﯾﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر‬
‫اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬ج ر‪ ،‬ﻋدد ‪ 53‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 21‬أوت ‪1994.‬‬
‫‪ .6‬اﻟﻣﺎدة ‪ 1‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم ‪07./12‬‬
‫‪ .7‬اﻟﻣﺎدة ‪ 114‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 07/12‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .8‬اﻟﻣﺎدة ‪ 96‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐﻰ ‪ 09/90‬اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .9‬اﻟﻣﺎدة ‪ 5‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ 373/83‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1983/08/28‬اﻟﻣﺣدد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﻣن‬
‫واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬ج ر‪،‬ﻋدد ‪22.‬‬
‫‪ .10‬اﻟﻣﺎدة ‪ 88‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ .11‬اﻟﻣﺎدة ‪ 94‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ .12‬أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 173 ،171 ،156‬ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ‪1996.‬‬
‫‪ .13‬اﻟﻣﺎدة ‪ 11‬ﻣن دﺳﺗور ‪.1996‬‬
‫‪ .14‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 42‬دﺳﺗور ‪1996.‬‬
‫‪.15‬أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ ، 829‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ .16‬اﻟﻣرﺳوم ‪ 44/92‬ﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري ‪ 1992‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ‪،‬ج ر ح‪،‬اﻟﻌدد‪10. 1992‬‬
‫‪ .17‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 11/91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 04‬ﺟوان ‪ 1991‬ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر‪،‬ج ر ح‪،‬اﻟﻌدد‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ .18‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 04‬اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 16‬دﯾﺳﻣﺑر ‪1966.‬‬
‫‪80‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ .19‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،8‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪1993./02/07‬‬


‫‪ .20‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 12‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪2011./02/23‬‬
‫‪ .21‬ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 91‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ ":‬ﯾﻘرر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إذا دﻋت اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﻟﻣدة‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻌد اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن واﺳﺗﺷﺎرة رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري وﯾﺗﺧذ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﺗﺑﺎب اﻟوﺿﻊ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر إﻻ ﺑﻌد‬
‫ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ‪ .‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر‪ ،‬إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ‬
‫اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺗﯾن ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫‪ .22‬ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﻌرب ﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌرﻓﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺣﺻﺎر‪ .‬أﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل اﻟﻣﺛﺎل‪ :‬ﻋﺎﺻم رﻣﺿﺎن ﻣرﺳﻲ ﯾوﻧس‪ ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪،‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2010‬‬
‫‪ .23‬ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 196 /91‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1991/06/04‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺣﺻﺎر ‪،‬‬
‫ﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ .24‬أﻧظر ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 29‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪. 1991/06/12‬‬

‫ب – اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ط ‪ ، 01‬دار اﻟﻬدى ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ .2‬اﺑراﻫﯾم دروﯾش‪،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ إدارة ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 10‬ﻛﺗوﺑر و دﯾﺳﻣﺑر‪. 1966 ،‬‬
‫‪ .3‬إﺑراﻫﯾم اﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ‪،‬ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ‪،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪،‬ﻣﺻر‪. 1964 ،‬‬
‫‪ .4‬ﺑوﻋﻣران ﻋﺎدل‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ن دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2010‬‬
‫‪.5‬ﺛروت ﺑدوي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺗطور اﻷﻧطﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1971 ،‬‬
‫‪ .6‬ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪-‬‬
‫ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪.2011،‬‬
‫‪ .7‬زﻛرﯾﺎء ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﻣﺣﻔوظ ‪ ،‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬ﻣﺻر ‪1996. ،‬‬
‫‪.8‬طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬دار اﻟطﺑﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.1963‬‬
‫‪ .9‬طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف‪ ،‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،1976 ،‬ص‬
‫‪81‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ .10‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ _دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ _‪،‬ط ‪،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬ﻣﺻر‪1974 ،‬‬
‫‪،‬ص‪100‬‬
‫‪ .11‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري_دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ_ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ .12‬ﺳﻌﯾد اﻟﺳﯾد ‪ ،‬اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣﻧﺷو رة ‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪، 1992 .‬ص ‪115.‬‬
‫‪.13‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن‪ ،‬اﻟﻠواﺋﺢ اﻹدارﯾﺔ وﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪2003.‬‬
‫‪.14‬ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي‪ ،‬ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪1979‬‬
‫‪ .15‬ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي‪ :‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2000‬‬
‫‪.16‬ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي‪ :‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪.2003 ،‬‬
‫‪.17‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2003 ،‬‬
‫‪.18‬ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف‪ ،‬دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪،‬ﺳﻧﺔ ‪. 1998‬‬
‫‪.19‬ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﻣﺣﻣد ﺑﺳﯾوﻧﻲ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪2004.‬‬
‫‪.20‬ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف‪ ،‬دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1998‬‬
‫‪.21‬ﻋدﻧﺎن اﻟزﻧﻛﺔ‪ ،‬ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎل اﻟﻣدن ورواﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪2011.‬‬
‫‪.22‬ﻋﺻﺎم ﻋﻠﻲ اﻟدﺑس‪ ،‬اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ " اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎدس‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪2011.‬‬
‫‪.23‬ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري‪ :‬ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻻردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ .24‬ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻣﺻر‪.2009 ،‬‬
‫‪.25‬ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ‪ :‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪ 1‬دار اﻟﻘﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2011،‬‬
‫‪.26‬ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن‪ :‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2007،‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪" ،‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري‪ ،‬اﻟﻧﺷﺎط اﻻداري"‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬ ‫‪.27‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .28‬ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺧطﯾب‪ ،‬اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺳم اﻷول اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻣﻧﺷورات وزاﻟرة‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬دﻣﺷق‪.2005 ،‬‬
‫‪ .29‬ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪.1984 ،‬‬
‫‪ .30‬ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور‪ ،‬اﻟﺑوﻟﯾس واﻟدوﻟﺔ‪ .‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻛﺑرى‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1971، ،‬‬
‫‪.31‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران‪ ،‬ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1992،‬‬

‫ج ‪ -‬اﻟﻣذﻛرات ‪:‬‬

‫‪.1‬ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد‪ ،‬ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،-‬ﻣذﻛرة‬
‫ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾد دراﯾﺔ ‪-‬أدرار‪ ،-‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﺳﻼﻣﯾﺔ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .2‬ﻧوال ﺑن اﻟﺷﯾﺦ‪ :‬اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح‬
‫‪-‬ورﻗﻠﺔ‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪.2013،‬‬
‫‪.3‬ﺑﺷر اﻟﻌﺎوور‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر –ﻏزة‪ -‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،2013 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪.4‬ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ‪ :‬اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪) ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‪ ،‬ﺑﺳﻛرة‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪.5‬ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻛﯾر‪ ،‬اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ أﺻول اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2000/1999‬ص‪.219‬‬
‫‪.6‬ﺳﺣﻧﯾن أﺣﻣد‪ ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ طل اﻟطروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪.2005/2004 ،‬‬
‫‪.7‬ﻋﺎﻣر أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ‪) ،‬ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌراق(‪.‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪.‬‬
‫‪ .8‬ﻣﻧﯾب ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ‪ ،‬ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ﺳﻧﺔ‪.1981‬‬
‫‪.9‬ﻗﺎﺳم اﻟﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2002‬‬

‫‪83‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ .10‬ﺳﻛﯾﻧﺔ ﻋزوز‪ ،‬ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن أﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫اﻟﺟ ازﺋـر‪1990،‬م ‪.‬‬
‫‪.11‬داﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‪ ،‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﻮﺿﻌﻲ واﻟﺸﺮﻋﻲ وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ‬
‫ﺑﻠﻘﺎﯾﺪ‪ ،‬ﺗﻠﻤﺴﺎن‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪. 2004 /2003‬‬
‫‪.12‬ﺳﺎﻟم ﺧﻠﯾف ﻋﻠﯾﻣﺎت ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻘررات اﻟﺿﺑط اﻹداري ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬
‫رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت ﻟﻠﻌﻠﯾﺎ ‪،‬‬ ‫ﻓرﻧﺳﺎ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪,‬اﻷردن‬
‫ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪. 2007‬‬
‫‪.13‬ﻣراد ﺑدران ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫د ‪ -‬اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪:‬‬


‫‪.1‬ﻣﺎرﺳوﻟﯾﻎ‪ ،‬ﺑروﺳﺑﯾرﻗﯾل‪ ،‬ﺑﯾﺎر دﻟﻘوﻗﯾﺔ ﺑروﻧو ﺟﯾﻧﻘوا‪ ،‬اﻟﻘ اررات اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﺷرﯾف‪ ،‬ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ ‪.1969 ،‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي رزق ااﷲ‪ ،‬ﻟﺣﺎق ﻋﯾﺳﻰ‪ ،‬ﺳﻠطﺎت وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎر ﺛﻠﯾﺟﻲ‪ ،‬اﻻﻏواط‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول‪ ،‬ﻣﺎي ‪.‬‬
‫‪.4‬ﻣوﺳﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﺣﺎدة‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻔﻛرة اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻣﺟﻠس اﻟﻧﺷر اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر‪ ،‬ﯾوﻧﯾو‪.‬‬
‫‪ .5‬ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر‪ ،‬اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ ﺷرطﺔ دﺑﻲ‪ ،‬اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﯾوﻟﯾو‪.1994‬‬
‫‪ .6‬ﻋﻠﻲ ﺑن ﻓﻠﯾس ‪) ،‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ( ‪ .‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1998،‬‬
‫ﻣﺣﺳن ﻣﻠﺣم ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻧﺔ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﺑدون ﺳﻧﺔ طﺑﻊ‪.‬‬
‫‪.7‬‬
‫‪ .8‬ﺟون ﻣورج ‪ ،‬ﺣﻘوق اﻷﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪. 1997 ،‬‬
‫‪.9‬ﻋراب ﻧﺟﯾﺔ ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس ﺑﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.2008‬‬

‫‪84‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

، ‫ ﻟﺑﻧﺎن‬، ‫ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‬، ‫ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬، ‫ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن دﺧﯾل‬.10
. 2009

: ‫اﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‬


J. RIVERO, J.WALINE, Droit administratif , 14 éme édition , Dalloz , Paris ,
1.1999 .
2.Morand DEVILLER , Cours de droit administratif , cours thèmes de
réflexioncommentaires d’arrêts avec corrigés ,7 éme édition , Montchrestien , 2001
.
C.E , 07 Janvier 1944 , Lecocq , R.D.P .
3 .Rolan Drago: "l'état d'urgence (crise des 03 avril et 07 aout 1955) et Les.
au- Article 36: "L'état de siège est décrété en Conseil des ministres. Sa prorogation
delà de douze jours ne peut être autorisée que par le Parlement.".
4.André DE LAUBADERE; Traité élémentaire de droit Administratif, L.G.D.J,.
5.Jean RIVERO; Les libertés publiques, Presses Universitaires De France, Paris,
1973.

85
‫اﻟﻔﮭـــــرس‬
‫اﻟﻔﻬرس‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻌﻧـــــوان‬
‫أ‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫‪8‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬

‫‪8‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫‪8‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري‬


‫‪8‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫‪11‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻪ وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻪ‬

‫‪13‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أﻧواع وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺿﺑط اﻹداري‬


‫‪17‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﺳﺎﻟﯾﺑﻪ‬
‫‪17‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪23‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري و أﺳﺎﻟﯾﺑﻪ‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﻣﺻﺎدرﻩ‬
‫‪30‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‬
‫‪33‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري وﻧطﺎﻗﻪ‬
‫‪36‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪36‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻬدف أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪38‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫‪39‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿرورة اﻟﺿﺑط اﻹداري‬

‫‪82‬‬
‫اﻟﻔﻬرس‬

‫‪44‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري )اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬


‫اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ(‬
‫‪44‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدي‬
‫‪44‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪44‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و أﺻﻧﺎﻓﻬﺎ‬
‫‪47‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪51‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪51‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫‪53‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‬
‫‪56‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬دﻋــــــــوى اﻟﺗـــﻌوﯾض ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪58‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪58‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪58‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪62‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر‬
‫‪66‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪68‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﯾن اﻟﻘﯾود واﻟﺗوﺳﻊ‬
‫‪68‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻻول ‪ :‬إﺗﺳﺎع ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري‬
‫‪70‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﯾود اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط‬
‫‪72‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط‬
‫‪77‬‬ ‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫‪80‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪82‬‬ ‫اﻟﻔﻬرس‬

‫‪83‬‬

You might also like