Professional Documents
Culture Documents
الحدود القانونية لسلطات للضبط الإداري
الحدود القانونية لسلطات للضبط الإداري
ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق
ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق
إﻟﻬﻲ ﻻ ﯾطﯾب اﻟﻠﯾل إﻻ ﺑﺷﻛرك وﻻ ﯾطﯾب اﻟﻧﻬﺎر إﻻ ﺑطﺎﻋﺗك وﻻ ﺗطﯾب اﻟﻠﺣظﺎت إﻻ ﺑذﻛرك
وﻻ ﺗطﯾب اﻵﺧرة إﻻ ﺑﻌﻔوك وﻻ ﺗطﯾب اﻟﺟﻧﺔ إﻻ ﺑرؤﯾﺗك اﷲ ﺟل ﺟﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وأدى
اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﺑﻲ اﻟرﺣﻣﺔ وﻧﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم.
إﻟﻰ ﻣن ﻛﻠﻠﻪ اﷲ ﺑﺎﻟﻬﯾﺑﺔ واﻟوﻗﺎر إﻟﻰ ﻣن ﻋﻠﻣﻧﻲ اﻟﻌطﺎء ﺑدون اﻧﺗظﺎر إﻟﻰ ﻣن اﺣﻣل اﺳﻣﻪ ﺑﻛل
اﻓﺗﺧﺎر إﻟﻰ ﻣن اﻓﺗﻘدﻩ إﻟﻰ ﻣن ﯾرﺗﻌش ﻗﻠﺑﻲ ﺑذﻛرﻩ أﻫدﯾك ﻫذا اﻟﺑﺣث واﻟدي رﺣﻣﻪ اﷲ .
إﻟﻰ ﻣﻼﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻧﺎن واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﺳﻣﺔ اﻟﺣﯾﺎة وﺳر اﻟوﺟود إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎن
دﻋﺎءﻫﺎ ﺳر ﻧﺟﺎﺣﻲ وﺣﻧﺎﻧﻬﺎ ﺑﻠﺳم ﺟراﺣﻲ إﻟﻰ أﻏﻠﻰ اﻟﺣﺑﺎﯾب أﻣﻲ اﻟﻌزﯾزة.
اﻟذي ﻧﻘول ﻟﻪ ﻗول اﻟرﺳول ﺟﻣﯾﻊ أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ اﻷﻓﺎﺿل وأﺧص ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺷﻛر اﻟدﻛﺗور ﺳﺑﻊ زﯾﺎن
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ان اﻟﺣوت ﻓﻲ اﻟﺑﺣر واﻟطﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ﻟﯾﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠم اﻟﻧﺎس اﻟﺧﯾر ﻛﻣﺎ
أﻧﻲ أﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر إﻟﻰ ﻣن ﻋﻠﻣﻧﺎ اﻟﺗﻔﺎؤل واﻟﻣﺿﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم إﻟﻰ ﻣن رﻋﺎﻧﺎ ووﻗف اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﻧﺎ
ﻋﻧدﻣﺎ ظل اﻟطرﯾق ﻛﺎﻓﺔ طﺎﻗم ﻋﻣﺎل ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق ﻛذﻟك ﻧﺷﻛر ﻛل ﻣن ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ﻫذا
اﻟﺑﺣث وﻗدم ﻟﻧﺎ اﻟﻌون وﻣد ﻟﻧﺎ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة وزودﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ .
إﻟﻰ ﻣن زرع اﻟﺗﻔﺎؤل ﻓﻲ درﺑﻧﺎ وﻗدﻣوا ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت واﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ورﺑﻣﺎ دون
اﻟﺷﻛر. ان ﯾﺷﻌر ﺑذﻟك ﻓﻠﻬم ﻣﻧﺎ ﻛل
اﻟﻣﻘـــــدﻣﺔ
ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ
ﻣــﻘدﻣﺔ:
ان ﻟﻠدوﻟﺔ دور ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﻋﺎﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧﯾر اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻸﻓراد وﻟو ﻋن طرﯾق اﻹﻛراﻩ ،ﻣﻣﺎ
أدى إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن وﻫو أﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺧطورة ،إذ أﻧﻪ ﻟم
ﯾﻛن ﯾﺣد ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺑدء أي ﺣد ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻬود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻧﺻب ﻓﻲ
إرﺳﺎء إدارة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋن طرﯾق إﺧﺿﺎع ﺑﻌض ﻧﺷﺎط اﻹدارة ﻟﺣﻛم
اﻟﻘﺎﻧون.
ﻓﻣن ﺑﯾن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ اﺗﺿﺣت اﻟﯾوم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺧص ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ أﻻ وﻫﻲ اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت ،ﺣﯾث ﺻدرت ﻣن أﺟﻠﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ وﻋﻘدت اﻟﻣؤﺗﻣرات وأﻧﺷﺄت
ﻫ ﯾﺋﺎت وﻋدﻟت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدﺳﺎﺗﯾر ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔرد ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت ﻓﻬذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻫذﻩ
اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻣطﻠﻘﺔ ،وﻟﻌل أﺧطر ﻣن ﯾﻬدد اﻟﺣرﯾﺔ ﻫو ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻪ
إذا ﻛﻧﺎ ﻧؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن أي ﻋﺑث أو ﺗدﺧل ﯾﻌطل ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﯾﺟب
أن ﻻ ﻧﻐﻔل ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﻌﺎم ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ذﻟك ﯾﻣﺛل أﻫم ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ.
ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﻊ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ إو زاﻟﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ إﻟﯾﻬﺎ ﻣن
ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة ﺧﺿﻌت ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﺗﻘﯾﯾد ووﺿﻌت اﻟﺣدود واﻟﺿواﺑط
اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺳواء ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﺗﺑﻌﺎ
ﻟذﻟك ﻓﻠﻘد روﻋﻲ أن ﯾﻛون ﺗدﺧل ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻻ ﺗﻘﺿﻲ إﻟﻰ
اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
أ
ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع:
-ﻻ ﺷك أن ﻣوﺿوع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻧد أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻛون أن اﻷﻣم
واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻻ ﺗﻘوم إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬذا
اﻟﻧظﺎم ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
-إن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن أﻫم وأﻗدم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وأﻧﻬﺎ ﻣﺎ ا زﻟت ﻣﺣل دراﺳﺔ
إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻠﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
-إن أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗطورت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻧﺷﺎط
اﻹدارة اﻟذي ﻗد ﯾﻣس ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد.
-ﻛﻣﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع أﯾﺿﺎ إذا وﺿﻌﻧﺎ أﻋﯾﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟذي ﯾﺿﻣن
ﻟﻺدارة ﻣرﻛ از ﻣﻣﯾ از وﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﺎﻣﺎ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ،وﻫذا ﻻ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬﺎ
إﻻ إذا ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﺗﻛرﯾس ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وان ﻫﻲ
ﺣﻘﻘت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗرك اﻧطﺑﺎﻋﺎ واﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﻟدى اﻷوﺳﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛرﯾس
اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وادارﺗﻪ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ.
-ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻛﺷف ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺔ ودور اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻸف ا رد ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟدوﻟﺔ.
ب
ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ
-إن اﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻗد ﻧﺑﻊ ﻣﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎﻩ ﻣن ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺷﺎﺑﻬﻬﺎ) ﻓﻲ ﺣد
ﻋﻠﻣﻧﺎ( اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ) ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺟد اﻟﯾوم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر(
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻛل ﻣن ﯾﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾدرﺳﻪ ﻋرﺿﺎ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري.
-ﻛذﻟك ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻛون أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻧظرﯾﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻧظم ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻷﻓراد ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ وﺗﻘﯾﯾد ﻫذﻩ اﻟﻧﺷﺎطﺎت
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
-ﻛذﻟك ﻧرى أن أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗطورت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ
اﺗﺳﺎع ﻧﺷﺎط اﻹدارة اﻟذي ﯾﻣس ﺑﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،وﺗﻐﯾرت أغ ا رض اﻟﺿﺑط اﻹداري أﯾﺿﺎ ﻧظ ار
ﻟﺗﻧوع وﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
-وﻣن أﺑرز اﻷﺳﺑﺎب ﻛذﻟك ،ﺗﺟﺎوز ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺣدودﻫﺎ ،واﺳﺗﺧدام اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬﺎ ﻟﻐﯾر
اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،ورﻓﺿﻬﺎ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﺑﺎﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻧظﺎم واﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾرﺗﺑط ﺑﻛل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷﻓراد.
اﻫداف اﻟدراﺳﺔ:
-ﻣن ﺧﻼل اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ﻓﺈن أﻫداف اﻟدراﺳﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط
ج
ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ
-ﻛذﻟك ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻘﺎرئ ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﯾم ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻟﯾس ﻓﻘط ﻟﺗﻘﯾﯾد ﺣرﯾﺎﺗﻬم وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم دون ﺟدوى.
-ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻧﺷﺎط اﻹدارة وﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗوازن
ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ:
وﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻧطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺣدود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎﺗﻪ؟ ﺿﻣن ﻫذا
اﻹطﺎر ﻋدة إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﻓرﻋﯾﺔ:
د
ﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدﻣﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ .
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري )اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ(.
اﻟﻣﻧﻬﺞ:
وﻟدراﺳﺔ اﻟﻣوﺿوع دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﻧﺎ ﺗوظﯾف ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ :ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ.
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن :واﻟﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻘط ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫﯾﺋﺎت
اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﻟﻘد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﺑرة ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺳﻧدا ﻟﻧﺎ طوال رﺣﻠﺔ
وﻗد ﺳﺑق وﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻋدة ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن ﺟواﻧب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛذﻟك
ﻣﻧﻬﺎ ﻣذﻛرة اﻟدﻛﺗور ﻧﺳﯾﻐﺔ ﻓﯾﺻل ﺑﻌﻧوان اﻟﺿﺑط اﻹداري وآﺛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ:
وﻣن ﺑﯾن اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو أن ﻣﻌظم اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ
ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻔردات واﻟﻣﺿﻣون وﻟم ﯾﺄﺗوا ﺑﺷﻲء ﺟدﯾد ﻟﻛﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻘﺎرن
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﻌض اﻵﺧر ،وﻛذﻟك ﺿﯾق اﻟوﻗت اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺣﻧﺎ واﻟذي ﻟم ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن
و
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
.1اﻟﺿﺑط ﻟﻐﺔ ﻟزوم اﻟﺷﻲء وﺣﺑﺳﻪُ ،وﻗﺎل اﻟﻠﯾث :ﺿﺑط اﻟﺷﻲء ﻟزوﻣﻪ ﻻ ﻣﻔﺎرﻗﻪ ،ﯾﻘﺎل ذﻟك ﻓﻲ ﻛل
ﺷﻲء.
.2اﻟﺿﺑط ﻟﻐﺔ اﻟﺟزم ،وﺿﺑطَﻪُ ﯾﺿﺑطُﻪُ ﺿﺑطﺎً ،وﺿﺑﺎطﺔً ﺣﻔظﻪ ﺑﺎﻟﺟزم أي ﺣﻔظﺎ ﺑﻠﯾﻐﺎ وﻟزوﻣﻪ وﻗﻬرﻩ
وﻗوي ﻋﻠﯾﻪ وأﺣﻛﻣﻪ وأﺗﻘن ﻋﻣﻠﻪ ،واﻟﻣوﻟودون ﯾﻘوﻟون ﺿﺑط اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺑﻼد ،وﻏﯾرﻫﺎ أي :ﻗﺎم ﺑﺄﻣرﻫﺎ
وأﺣﻛم ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ.1
ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ،وﺳﻧﺑدأ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث ﯾﺳﻣﻰ
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ '' اﻟﺑوﻟﯾس اﻹداري '' .2 Administrative la police
1
ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾد
أﺣﻣد دراﯾﺔ -أدرار ،-ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،2006 ،ص.22
2
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺻر ،2009 ،ص.204
8
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري اﻷﺳﺗﺎذ '' ''Delaubadereاﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ'' :
ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻋﻣل اﻹدارة ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم'' ،1وﻫو ﺗﻌرﯾف
ﻣﺧﺗﺻر وﺷﺎﻣل ﻟﻛل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣظﻬر ﻣن ﻣظﺎﻫر ﻋﻣل
اﻹدارة ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺣﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﺣﺗل ﺟزء ﻛﺑﯾر ﺑل أﻧﻪ
أﺻﺑﺢ أﻫم ﻣظﻬر ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣظﺎﻫر.
وﻫﻧﺎك ﻣن أوﺟد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط اﻹداري وﻫﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟﺗوﻓﯾﻘﻲ ﺣﯾث ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻛل ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ.
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي :وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﻌرف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺟﻬزة واﻟﻬﯾﺋﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫو ﻣﺟﻣوع اﻷﺷﺧﺎص
واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن أو اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻧظﻣﺔ وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم.
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ :وﯾﻧظر ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت أو اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻧظﻣﺔ وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
وﻟﻛن ﻛﻼ اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ﯾﺻف ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﺎﻷول ﯾﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻷﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬم اﻟﻌﻣل دون إﺟراءات أو ﻗواﻧﯾن ﺗﺣدد ﻋﻣﻠﻬم واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻹﺟراءات
واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﻔذ ﺑدورﻫﺎ دون وﺟود أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻟﻬذ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﻼ
اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن ﻗﺎﺻ ار وﻫذا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ اﯾﺟﺎد ﻣﻌﯾﺎر آﺧر.
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗوﻓﯾﻘﻲ :ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث ﻋرف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ
أن ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻗﯾودا ﺗﺣد ﺑﻬﺎ ﺣرﯾﺎﺗﻬم ﺑﻘﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻠم ﯾﻌطﻲ ﺗﻐﯾﯾ ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻛون اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻣﺳﺗﻣدا أﺻﻼ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،2وﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﻌرﯾف ''ﻗدادرة ﻣﺎﻟك'' اﻟذي ﻋرﻓﻪ
ﺑﺄﻧﻪ '' :ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗﯾود وﺿواﺑطﻬﺎ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻔرد أو اﻷﻓراد ﺧدﻣﺔ
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم''.
1
ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ :دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط 1دار اﻟﻘﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن، 2011،ص.156
2
ﻧوال ﺑن اﻟﺷﯾﺦ :اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح -ورﻗﻠﺔ -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،2013،ص.5
9
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﺗﻌرﯾف ''أﺣﻣد ﻏﺎي'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ'' :ﺣق اﻹدارة أي :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ
ﺣرﯾﺔ اﻷﻓراد ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن اﻟﻌﺎم ،واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺟﻣﺎل اﻟﻌﻣوﻣﻲ''.
وﺗﻌرﯾف ''ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻛرم'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ'' :ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻔردي
وﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟﻔرض ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ''.1
وﺗﻌرﯾف ''طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ'' :وظﯾﻔﺔ ﻣن أﻫم وظﺎﺋف اﻹدارة ﺗﺗﻣﺛل أﺻﻼ ﻓﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋن
طرﯾق إﺻدار اﻟﻘ اررات اﻟﻼﺋﺣﯾﺔ واﻟﻔردﯾﺔ واﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﻓرض ﻗﯾود
ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزﻣﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ'' .وﯾﺑدو ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻧظﺎم وﻗﺎﺋﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧل ﺑﺄﻣﻧﻪ وﺳﻼﻣﺗﻪ وﺻﺣﺔ
أﻓرادﻩ وﺳﻛﯾﻧﺗﻬم ﺣﯾث ﯾﻌﺑر ﻫذا ﻫو اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري وﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ.2
وﺗﻌرﯾف اﻟدﻛﺗور ''إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ'' ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ '' :ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑﻐﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﺣرﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﺑﻘﺻد ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أي ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻧظﯾﻣﺎ وﻗﺎﺋﯾﺎ ،وﺗﺗﺧذ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺷﻛل ﻗ اررات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو أواﻣر ﻓردﯾﺔ
ﺗﺻد ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة وﺣدﻫﺎ وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ'' ،ﺣﯾث ﻧﺟد أﻧﻪ ﺻﺎغ ﺗﻌرﯾﻔﻪ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺻﺎﺋص ووﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻠم ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ.
وﺑﻌد اﺳﺗﻌراض أراء اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻧﺟد أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫو ﻧﺷﺎط إداري ﺗﻣﺎرﺳﻪ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻬدف
إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب ،وﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟذي ﯾراﻗب ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ وﻣدى
ﻣﻼﺋﻣﺗﻪ ﻟﻠظروف اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرزﻩ أي ﺣﺎﻟﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.3
1
ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.25
2
ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ :دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط،1دار ﻗﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،ﻋﻣﺎن ،2011،ص.156
3
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ -ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،
ﻣﺻر ،2011،ص.107-106
10
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻘد ﯾﺗﺻور ﻟدى اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﻪ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘط إﻻ أن ﻫذا ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ وﻟﻬذا ﺳﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع اﺧﺗﻼف اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻋن اﻟﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻷول واﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ.
1
ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص31
2
ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007،ص .159-158
3
ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.31
4
ﻫﺎﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟطﻬراوي :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻣﺎن ، 2009 ،ص .234
11
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻟدﺳﺗور وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻼت اﻵﺗﯾﺔ :ﺣﻘﺔق اﻷﺷﺧﺎص وواﺟﺑﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻧظﺎم اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ وواﺟﺑﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن''.1
.2اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ:
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي :أﺳﺎس ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻫو اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط ﻓﺈذا ﻛﺎن
اﻟﻌﻣل ﺻﺎد ار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﺄﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺻﺎد ار ﻣن
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋ ﻠﻰ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر أﻫﻣﻬﺎ أن اﻟﻌﻣل اﻷول ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ادارﯾﺎ أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ورﻏم
ﺳﻬوﻟﺔ ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻻ أﻧﻪ ﻣﻛﺗﻔﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣظﻬر دون اﻟﺟوﻫر ،2وﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻏﯾر ﺳﻠﯾم إذ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻘوم
ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ رﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑل أن ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟدول ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺷﺧص
ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت وﻫو ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﺻرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ واﺷراﻓﻬﺎ وﻫو ﺣﯾن
ﯾﺗﺻرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻬﺎ
إو ﺷراﻓﻬﺎ.3
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ :ﯾﻌد ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺿﺑط
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟﻌﻣل أو اﻟوظﯾﻔﺔ أو اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺎﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﺳﺗﻬدف
ﻋرﺿﺎ وﻗﺎﺋﯾﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ وﻗوع اﻻﺿطراب أو اﻟﻛوارث أو اﻧﺗﺷﺎر اﻟوﺑﺎء ،ﻓﻬو
ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻻﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم )اﻷﻣن ،اﻟﺻﺣﺔ ،اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ( وﯾﺿﻊ ﻛل اﺿطراب أو إﺧﻼل
ﺑﻪ ،أﻣﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻬو ﻻﺣق ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺟراﺋم ﺑﻌد
وﻗوﻋﻬﺎ وﻫو ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺳﺗﻬدف ﻋرﺿﺎ ﻋﻼﺟﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن زﺟر وﻋﻘﺎب ﻟﻠﻣﺟرﻣﯾن
ﺑﻌد ﺣدوث اﻟﺟراﺋم وارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﻓﻌﻼ.
1
ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .30
2
ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003 ،ص.390
3
ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،ط،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2007 ،ص .158
12
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻗد اﺧذ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ وﺳﺎﯾرﻩ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري،1
وﻣﻧﻪ ﻓﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟﺷﺧص أو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺗﺻرف ﻗد اﺗﺧذﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن أﻋوان اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ وﺗﺗﺑﻊ ﻣرﺗﻛﺑﻲ اﻟﺟراﺋم ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻌﻣل أو اﻟﺗﺻرف إو ن ﻛﺎن ﺻﺎد ار ﻣن
ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻘد ﺗم ﻫذا اﻹﺟراء ﺑﻌد وﻗوع اﻟﻔﻌل ﺑﻬدف
اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻪ ،2أي ﻣﻧذ وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺻدور ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ ...وﯾﺷﻣل ذﻟك اﻟﺗﺣري ﻋن اﻟﺟراﺋم
ﺑﻌد وﻗوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ وﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق واﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻋوى ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن واﻧزال اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﺗﺛﺑت إداﻧﺗﻪ أﻣﺎ إذا اﺗﺧذ اﻻﺟراء أو اﻟﺗﺻرف ﺑﻬدف ﻣﻧﻊ اﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أي أﻧﻪ إﺟراء وﻗﺎﺋﻲ ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم أو اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو
اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻗ ار ار ﺻﺎد ار ﻋن ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط إداري.3
ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ دراﺳﺔ أﻧواع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻌرض إﻟﻰ ﻧﻘطﺗﯾن ﺑﺎرزﺗﯾن وﻫﻣﺎ
اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم وﻛذا اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص وﻛذﻟك ﺧﺻﺎﺋص ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ .
1
داود اﻟﺑﺎز :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﺻر ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻣﺻر اﻟﺿوﺿﺎء دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺑﯾﺋﻲ
واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.72-71
2
ﻫﺎﻧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟطﻬراوي :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.235
3
ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ج ،1ط،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻣﺎن ، 2008 ،ص.269
4
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.233
5
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص116
6
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.208-207
13
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻫﻲ أوﻟﻰ وﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣن ﺛم ﻧﺟد أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻫو اﻷﺻل واﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﺗﻛﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻛوظﯾﻔﺔ إدارﯾﺔ.1
وﻓﻲ ﺗﻌرﯾف آﺧر ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ أﺣد ﻣظﺎﻫر اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻛﻠف ﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم داﺧل
اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻧﺷطﺔ اﻟﺧواص ﻣﺎداﻣت ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ﺗﺣﻣل أﺿرار ﺑﺎﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻫداف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم:
ﯾﻬدف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت ﺳواء ﺑﻣﻧﻊ
وﻗوﻋﻬﺎ أو ﺑوﻗﻔﻬﺎ أو ﺑﻣﻧﻊ ﺗﻔﺎﻗﻣﻬﺎ ﻋﻧد وﻗوﻋﻬﺎ وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
إﺣدى وﺣداﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،2ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻷﺧطﺎر واﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت وﻣﻧﻊ اﺳﺗﻣرارﻫﺎ
إذا وﻗﻌت إذ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﻟﻠوطن واﻟﻣواطﻧﯾن وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن
اﻷﻣراض وﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻛﺎن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﺎﻛن وﻫذﻩ ﻫﻲ اﻷﻏراض اﻟﺛﻼﺛﺔ
ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري.
.2اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص:
أوﻻ :ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص
ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ذﻟك اﻟﺿﺑط اﻟذي ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ﻣن أﺟل ﺗدارك اﻻﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﻣﺣدد وﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا ﺗﺗﻼءم ﻓﻧﯾﺎ ﻣﻊ ذﻟك اﻟﻣﺟﺎل وﻫﻲ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم أﻛﺛر
ﺗﺷدﯾدا وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺗﺣدﯾد ﻧوع ﻣن أﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي إو ﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟﺳطﻠﺔ إدارﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺗﺷرﯾﻊ ﯾﺑﯾن
ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ وﺣدودﻫﺎ وأﻏراﺿﻬﺎ أي أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﯾﺗﺧﺻص ﻣن ﺣﯾث ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ أو
اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺧﺎطﺑﻬم أو ﻣوﺿوﻋﻪ أو ﻫدﻓﻪ ،3أو ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣددة ﺑﺎﻟذات ﻓﻬو ﯾﻣﺛل ﻧوﻋﯾﺎت
ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺿﺑط وﯾﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ﯾﺣدد ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ
ﻛل ﻣﺟﺎل وﻣدى ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ واﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم إﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬدف ذات أﻏراض
اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم وﻫﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل
1
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.117
2ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣرﺟﻊ
ﺳﺎﺑق ،ص.329
3
ﺑﺷر اﻟﻌﺎوور :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر –ﻏزة -ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،2013 ،ص.10
14
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻟﺧﺎص إو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬدف أﻏراﺿﺎ أﺧرى وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﺳﺗﻬدف ﻧﻔس
أﻏراض اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻧذﻛر اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺎت أو دﻓن اﻟﻣوﺗﻰ
وﻟﻪ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﻬدف إﻟﻰ ذات أﻏراض اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﯾﻬدف إﻟﻰ وﻗﺎﯾﺔ
وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل .وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن أن ﯾﻛون دﻓن اﻟﻣوﺗﻰ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣرﺧص ﺑﻬﺎ
ﻣن اﻟدوﻟﺔ وﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟدﻓن ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺣدوث اﻟوﻓﺎة وأن ﯾﻛون اﻟدﻓن
ﻣن أﺷﺧﺎص ﻣدرﺑﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻣن اﻟدوﻟﺔ وﯾطﺑﻘون أﺻول ﺗﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﺿﺑط إداري ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻬدف أﻏراﺿﺎ أﺧرى ﻧذﻛر اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺻﯾد واﻟﻣﻼﻫﻲ
وﺳﺑﺎق اﻟﺧﯾل وأوراق اﻟﯾﺎﻧﺻﯾب واﻵﺛﺎر وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺻر وﻟﺑﻧﺎن اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ
واﻷﻣﺎﻛن اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻓﻬو ﯾﺳﺗﻬدف ﺑﺟﺎﻧب أﻣن وراﺣﺔ اﻟزاﺋرﯾن واﻟﺳﺎﺋﺣﯾن ﻧظﺎﻓﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ وﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﺎداﺗﻪ وﻧظﻠﻣﻪ وأﯾﺿﺎ اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻵﺛﺎر
واﻷﻣﺎﻛن اﻷﺛرﯾﺔ ﺗرﻣﯾﻣﻬﺎ وﻣﻧﻊ اﻻﺗﺟﺎر ﻓﯾﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص
ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣددة ﺑﺎﻟذات ﻓﻬو ﯾﻣﺛل
ﻧوﻋﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﺿﺑط وﯾﻛون ﻟﻪ ﻣﻧﻬﺎ ﻧطﺎﻗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﻪ ،1وﯾﺄﺧذ ﺻو ار ﻋدﯾدة ﻓﻘد
ﺗﻛون اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﻪ ﻣن ﺣﯾث
ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
أ -ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ :ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻛﻣﻧﺢ وزﯾر
اﻷﺷﻐﺎل ﺻﻠﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘل ﻋﻠﻰ اﻟطرق ووزﯾر اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻣﻧﺣت ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط
اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻟﻛل ﻣن وزﯾر اﻷ ﺷﻐﺎل ووزﯾر اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻵﺛﺎر ﻓﺎﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ
اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺿﺑط اﻹداري.
ب -ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع :ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑوﺟود ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص
ﯾﻧظم وﺟﻬﺎ ﻣن أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي ،2وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻬن اﻟﺧطرة أو اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
1
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.209-208
2
ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح اﻟﺻراﯾرة :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،ج،1ط،1دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ،ﻋﻣﺎن ،2012 ،ص .265
15
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻘﻠﺔ أو اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ أو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎطق
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ...اﻟﺦ.
ﻓﺎﻟﺗﺧﺻص ﯾﻧﺻب ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﺿﺑط
اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع دون ﺳواﻩ.
ج -ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬدف :وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
إو ﻧﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﺑط ﻫدف آﺧر ﻟﯾس ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ ،1أو ﻗد ﯾواﺟﻪ ﻋﻧﺻ ار
واﺣدا ﻓﺣﺳب ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﻘﯾدا ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻋﻧﺻر ﻣﺣدد 2وﻛﻣﺛﺎل ﻋن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﻟﯾس ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻻ ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ ﻧذﻛر
اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وا اﻟﺻﯾد أو اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ أو ﺑﺄﻣﺎﻛن اﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻓﻬﻧﺎ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻛون
اﻟﻣوﺿوع ﺧﺎﺻﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻊ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أﯾﺿﺎ ﯾﻣﺎرس ﻣن ﺟﻬﺔ إدارﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
د -ﻣن ﺣﯾث اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺧﺎطﺑﯾن ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري :ﯾﻛون اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﻔﺋﺔ
أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺣددة ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻻ ﯾطﺎل ﻏﯾرﻫﺎ ﻛﺎﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﺟﺎﻧب أو أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﺎﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺎت دون ﻏﯾرﻫﺎ.
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺗﻛون ﻫﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣن ﺣﯾث اﻟﻬدف ﯾﻛون ﻫدف اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص ﺧﺎرج
ﻧطﺎق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣن ﺣﯾث اﻟﻧطﺎق ﯾﻛون اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص أﺿﯾق ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم
اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻷرﺑﻌﺔ وأن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم،3
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺿﺑط إداري ﺧﺎص إﻻ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون وﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟزاءات
اﻻدارﯾﺔ ﻣﺛل ﺳﺣب اﻟﺗراﺧﯾص أو ﻧزع اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻷرﻗﺎم اﻟﺳﯾﺎرات.4
1
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 118
2
ﻣﺻﻠﺢ ﻣﻣدوح اﻟﺻراﯾرة :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .265
3
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 118
4
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .119-118
16
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻧظ ار ﻟﺧطورة إﺟراءات اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻓراد ﻟﺣرﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت،
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ،إذ ﺗﻧﻘﺳم
ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ وأﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﺣﻠﻲ.
ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء.
.1رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ:
اﻋﺗرﻓت ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻣﺎم اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻬو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ وأﻣﻧﻬﺎ وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ .1ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﺎﻣﻲ اﻷﻣﺔ واﻟﻣﺳؤول اﻷول واﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ
اﻟوطن.
وﻫﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن ،ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل دﺳﺗور 1989وﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻌد دﺳﺗور 1989ﻓﺧﻼل
ﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل دﺳﺗور 1989ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟذﻟك ﻓﺄن ﻫﻧﺎك
ﺟﻬﺔ واﺣدة ﺗﻣﺎرس ﺳﻠظﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ،أي ﻫو اﻟرﺋﯾس اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺳﻠظﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﯾﺷﻛل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري ،وﻛذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻷﻣر 182/65ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ
''ﺗﺣوز اﻟﺣﻛوﻣﺔ ...اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺳﯾر أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ وﻛﯾﺎن اﻷﻣﺔ'' ،2وﺣﺳب اﻷﺳﺗﺎذ أﺣﻣد
ﻣﺣﯾو ﻓﺈن ﺗﻔﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫو اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧﻼص ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم.
ﻫذا وﺗوﺟد أﺟﻬزة إ دارﯾﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻪ اﻹدارﯾﺔ ،وﺗﻘوم
ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﺑﺗﻘدﯾم اﻟرأي واﻟﻣﺷورة ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣور
اﻹدارﯾﺔ.
1
ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري :ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،1اﻻردن ،2013 ،ص.192
2
اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻷﻣر رﻗم 182/65اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1965اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ج ر ،ﻋدد .58
17
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﺗﻘوم اﻷﺟﻬزة واﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻷﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت وﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗرﻛﯾﺑﻬﺎ
وﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺛم ﺗﻘدم ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟﯾﺻدر اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ.
وﻣن اﻷﺟﻬزة اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،1وﻫﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء واﻟﻣﺟﻠس
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﻋﻠﻰ وﻛذﻟك اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن ﺑرﺋﺎﺳﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ.2
وﻟﻼﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻶراء اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺗﻘد ﻟﻌﻧﺻر
اﻹﻟزام وﺗﻌد ﻣﺟرد آراء ﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻌﯾن ،ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ
طﻠﺑت اﻻﺳﺗﺷﺎرة.3
.2اﻟوزﯾر اﻷول:
ﻟم ﺗﺷر اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺻراﺣﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟوزﯾر اﻷول ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ،ﻏﯾر أن
اﻟوزﯾر اﻷول ﯾﺳﺗﺷﺎر ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد ﻫذا اﻷﺧﯾر اﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺟﺎل اﻟﺟرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ ﻣﺣددة أو أﻣﺎﻛن ﻣﺣددة.4
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن إﻗرار وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ظل دﺳﺗور ، 1996إذ اﻧﻬﺎ ﺗﻌود ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺣدﻩ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻠك اﻟوزﯾر اﻷول ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
وﻫذا ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﺎدة 81ف 3وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 116ف 2ﻣن اﻟدﺳﺗور ،1989ﻛﻣﺎ ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺎدة
125ف ،5 2وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 85ﻣن دﺳﺗور 1996ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻠوزﯾر اﻷول أﻻ
وﻫﻲ:
-ﯾوزع اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻊ اﺣﺗرام اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت.
-ﯾوﻗﻊ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
1
ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ :اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2005/2004 ،ص .26-25
2
أﻧظر اﻟﻣواد 173 ،171 ،156ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ .1996
3
ﻓﯾﺻل ﻧﻐﯾﺳﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .26
4ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط ، 2ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2007 ،ص .489
5
اﻟﻣﺎدة 85ﻣن دﺳﺗور .1996
18
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
-ﯾﻌﯾن ﻓﻲ وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ودون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن 78-77
ﻣن دﺳﺗور .1996
-ﯾﺳﻬر ﺣﻔظ ﺳﯾر اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.1
-ﻛﻣﺎ ﺗﺿﯾف اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻷﻣر 03/11ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ '' :دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن 91و
93ﻣن اﻟدﺳﺗور ،ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام وﺣدات اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ وﺗﺷﻛﯾﻼﺗﻪ ،ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن وﻧﺟدﺗﻬم.
اﻷﻣن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ.
ﺣﻔظ اﻷﻣن.
ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب واﻟﺗﺧرﯾب.
.3اﻟوزراء:
اﻷﺻل أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠوزراء ﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎم اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ،ﻷﻧﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻌﻘودة ﻟرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول ،ﻏﯾر أن اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﯾﺟﯾز ﻟﺑﻌض اﻟوزراء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺿﺑط
ﺑﺣﻛم ﻣرﻛزﻫم وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟذﯾن ﯾﺷرﻓون ﻋﻠﯾﻪ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧﺎص،2
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠف اﻟوزراء ﻧﺟد وزﯾر ﻣﺧول
ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.3
ﻓوزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺛﻼ ﻫو أﻛﺛر اﻟوزراء اﺣﺗﻛﺎﻛﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻹﺟراءات اﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ
ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ دﻟت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﻣﻧظﻣﺔ
واﻟﻣوﺿﺣﺔ ﻟﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،4ﻣﻧﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 01/91وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻧص
اﻟﻣﺎدة 2ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ''ﯾﻣﺎرس وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ
اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
1
اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03/11اﻟﻣؤزخ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري ،2011ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 23/91اﻟﻣورخ ﻓﻲ 6دﯾﺳﻣﺑر 1991ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺎم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ج ،ر ،ﻋدد 12اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري .2011
2
ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .193-192
3
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺣﺟﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،د-ت-ن ،ص .272
4
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .490
19
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أﺿﺎﻓت ﻣواد أﺧرى ﻣن ذات اﻟﻣرﺳوم ﺑﻌض اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻣﺎدة 3
ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ'':ﯾﺗوﻟﻰ وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﻰ وزﯾر
اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ ،ﺗﺻور أﻋﻣﺎل اﻟوﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن أﻣن اﻹﻗﻠﯾم واﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم وﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ وﺗﻘوﯾﻣﻬﺎ وﺗﻧﺳﯾﻘﻬﺎ.''1...
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ أﺷﺧﺎﺻﺎ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗدﯾر ﺷؤوﻧﻬﺎ
وﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗراﻩ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻟذﻟك ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻛل ﻣن اﻟواﻟﻲ ورﺋﯾس
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي.
.1اﻟواﻟﻲ:
اﻟوﻻﯾﺔ ﻫﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ذات ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼل ﻣﺎﻟﻲ وﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻣن ﻫذا ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻟﻧﺎ أن اﻟوﻻﯾﺔ ﻫﻲ ﻫﻣزة وﺻل ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
ﻣن ﺟﻬﺔ واﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.2
ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟواﻟﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ،وﺑﺣﻛم ﻣوﻗﻌﻪ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛل اﻟدول وﻣﻔوض اﻟﺣﻛوﻣﺔ
واﻟﻣﻣﺛل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟوزراء ﻓﻬو ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ،3ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻣد
اﻟواﻟﻲ ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ،07/12وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 114ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ'' :اﻟواﻟﻲ ﻣﺳؤول
1
اﻟﻣﺎدة 2و 3ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 01/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟﺎﻧﻔﻲ 1991اﻟذي ﯾﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ج ر ،ﻋدد 53اﻟﻣؤرﺧﺔ
ﻓﻲ 21أوت .1994
2
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم .07/12
3
ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي :دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2000ص.187
20
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن واﻟﺳﻼﻣﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ'' ،1وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻛذﻟك
اﻟﻣﺎدة 96ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ رﻗم ،209/90أي أن اﻟواﻟﻲ ﻫو اﻟﻣﺳؤول اﻷول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى وﻻﯾﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛذﻟك ﯾﺳﺗﻧد اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺳﻠطﺗﻪ ﺣﺳب اﻟﻣرﺳوم رﻗم 373/83واﻟذي ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 5ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ'' :ﺗوﺿﻊ ﻟدى اﻟواﻟﻲ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣﻔظ اﻟﻧطﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣن ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻵﺗﯾﺔ:
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ.
3
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ.
وﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣن ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻷﻣن واﻟﺳﻼﻣﺔ
واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﯾن وﺣرﯾﺎﺗﻬم ،4وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 118ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
،507/12وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم 373/83اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ أوﻛل ﻟﻪ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن
ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ وﻫذا ﻣﺎ ﺣددﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 115ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 07/12وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة 98ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
09/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ.
1
اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07/12اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ.
2
اﻟﻣﺎدة 96ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐﻰ 09/90اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ.
3
اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم 373/83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1983/08/28اﻟﻣﺣدد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﻣن واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ج ر،
ﻋدد .22
4
ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺣﺔ :ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009،ص .185
5
ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي :دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .195
6
ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.28
7
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .492
21
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺗﻣﺎرس اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،إذ أن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟذا ﻧﺟد ﻣﻬﻣﺔ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﻋن ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن
واﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﻬدوء.
ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
وذﻟك ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 88ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
''ﯾﻘوم رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺗﺣت إﺷراف اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎﻓﺔ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﻌﺎف.''1...
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 294ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون أﻛدت ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ''ﻓﻲ إطﺎر اﺣﺗرام
ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن ﯾﻛﻠف رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﻣن اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت.
اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻛل اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟري ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﻣﻊ اﻷﺷﺧﺎص ،وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ
ﻛل ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺧﻼل ﺑﻬﺎ.
ﺗﻧظﯾم ﺿﺑطﯾﺔ اﻟطرﻗﺎت اﻟﻣﺗواﺟدة ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟطرﻗﺎت ذات
اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ.
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣﺎرات وﺿﻣﺎن ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﺷوارع واﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﺗﺧﺎذ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت واﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﺗﻧﻘﻠﺔ أو اﻟﻣﻌدﯾﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
ﻣﻧﻊ ﺗﺷرد اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﻣؤذﯾﺔ أو اﻟﺿﺎرة.
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ.
اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻧظﺎﻓﺔ اﻟﻣﺣﯾط وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ.
1
اﻟﻣﺎدة 88ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 10/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ .
2
اﻟﻣﺎدة 94ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 10/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ.
22
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺿﻣﺎن ﺿﺑطﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋز واﻟﻣﻘﺎﺑر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻌﺎدات وﺣﺳب ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺷﻌﺎﺋر اﻟدﯾﻧﯾﺔ.''....
ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋدة وﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أﻋوان وﻫﯾﺋﺎت ﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻟواﺋﺢ وﻗ اررات اﻟﺿﺑط اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺎت وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان .1ﻛرﺟﺎل اﻟدرك واﻟﺷرطﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷرطﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺷرطﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ )وﻛذا أﻓراد اﻟﺷرطﺔ واﻟدرك اﻟوطﻧﻲ( اﻟوﺳﯾﻠﺔ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ وﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم.
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺷرطﺔ اﻟﻌﻣران اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﻬﺎز اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ )اﻟﺷرطﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر(.
ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ أن ﺗﺻدر ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺟردة
ﺗﺿﺑط ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد وﺗﺣدد ﺟزاءات ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ،ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻣوﺟب ﯾﻌرف
ﺑﻠواﺋﺢ اﻟﺿﺑط.
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗ اررات إدارﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﻣوﺿوﻋﻬﺎ
ﺑﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم ،ﻣﺛل ﻗرار رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻛﺑرات اﻟﺻوت ﻟﯾﻼ
ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﻛﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ،2وﺗﻬدف ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
1
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري" ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،اﻟﻧﺷﺎط اﻻداري" ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2004 ،ص .278
2
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .281-280
23
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻓﻘط ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄ ﺧﻼف ﺣول ﻣدى ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺎت ﻻ ﯾﺟوز إﻻ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،ووظﯾﻔﺔ اﻻدارة ﺗﻧﺣﺻر ﺑوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻏﯾر أت اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟراﺟﺢ ﻓﻲ
اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﯾﻌﺗرف ﻟﻺدارة ﺑﺗﻧﻔﯾ ذ ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻋن طرﯾق إﺻدار اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻟو أدى
ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت ﺑﺷرط ﻷن ﺗﻛون ﻣﺷروﻋﺔ وﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ ﻗﺎﻧون.1
ﺗﺻدرﻫﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ أواﻣر ﻓردﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔرد ﻣﻌﯾن ﺑذاﺗﻪ أو ﺑﺄﻓراد
ﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑذواﺗﻬم أو ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ.
أ -اﻷﻣر:
ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ أﻣر إﻟﻰ ﺷﺧص أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺣددﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﻌﯾن ،2ﻛﺎﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﺑﻬدم ﻣﻧزل آﯾل ﻟﻠﺳﻘوط ،أو اﻟﺻﺎدر
ﻟﻠﻣﺗظﺎﻫرﯾن ﺑﺎﻟﺗﻔوق.3...
ب -اﻟﻣﻧﻊ )اﻟﺣﺿر(:
وﻫو أﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗم اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻻدارة ﺑﻬدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔرض اﻻدارة ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻓﻼ ﺗﻣﻧﻊ ﺑﻣﺟرد اﻟﻣﻧﻊ ،إو ﻧﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻘﺻد ﻋﺎم ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻣﻧﻊ اﻟﻣرور ﻋﻠﻰ ﺟﺳر آﯾل ﻟﻠﺳﻘوط وﻣﻧﻊ
اﻟﺗﺟول ﻟﯾﻼ ﻓﻲ ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ إﻧﻣﺎ اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷرواح ورﺟوﻋﺎ ﻣﺛﻼ ﻟﻠﻣﺎدة 31ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 01/14اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19أوت 2001اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ ﻣرور اﻟطرق وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وأﻣﻧﻬﺎ
ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ '' ﯾﻘﺗﺻر اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺑﻬﺎت اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟوﺟود ﺧطر ﻓوري
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ وﺿﻊ إﺷﺎرة ﻣﻼﺋﻣﺔ.''4...
ج -اﻟﺗرﺧﯾص:
1
ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ،ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2012 ،ص .40-39
2
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.281
3
ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،2003 ،ص.402
4
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.495-494
24
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﯾﺗﻣﺛل ﻣﺿﻣون اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣﻧﺢ ﺗرﺧﯾص ﻟﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ،ﺑﺻورة
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﺷﺧص ﺑﻔﺗﺢ ﻣﺣل ﻋﺎم أو ﻣﻘﻬﻰ أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣرﯾﺔ ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺣزب ﻣن اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو ﻋﻘد اﺟﺗﻣﺎع ﻋﺎم أو اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻣظﺎﻫرة ﺷﻌﺑﯾﺔ.1
وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص أن ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ ،وﻻ ﺗﻣﻠك ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﺗﺧﺎذ اﺟراءات ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺗداﺑﯾر واﻻﺟراءات اﻟﻔردﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﺷﻛل اﻟذي ﺗﺻدر ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث
ﺗﺻﻧف إﺟراءات ﻣﻛﺗوﺑﺔ وأﺧرى ﺷﻔوﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺗﺻدر اﻷواﻣر اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻔﻬم ﻣﻘﺎﺻدﻫﺎ
وﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ،وﻟﻛﻲ ﯾﺳﻬل إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ،وﻗد ﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﺑﺻورة ﺷﻔوﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻧﺣدر اﻹﺟراء
اﻟﺿﺑطﻲ إﻟﻰ ﻣﺟرد ﺣرﻛﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ )ﻛﺎﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﯾر أو ﺣﺗﻰ ﻣﺟرد إﺷﺎرة آﻟﯾﺔ ﻛﺎﻹﺷﺎرة اﻟﺿوﺋﯾﺔ(.2
.3اﻟﻘﺳو )اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة(:
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن أﻛﺛر أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﻬدﯾدا ﻟﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد واﻋﺗداءا ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻬم
وأﻛﺛرﻫﺎ ﻋﻧﻔﺎ ،وذﻟك ﻟﻘﯾﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻌﻣل ﻣﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﺟﺑرﯾﺔ ﻹﺟﺑﺎر اﻷﻓراد
ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠواﺋﺢ واﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
وﯾﻌد ﻫذا اﻟﺣق اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻧﺿرﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻻﻓراد دون اﻟﻠﺟوء ﻣﻘدﻣﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ
ﺗﺧﺗل ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.3
وﺗﻬد ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻣن اﻷﺻل اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وﯾرﺗﻬن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﻘﺎﻧون أو ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة.
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ '' ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أواﻣرﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺟﺑرﯾﺔ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إذن ﻣﺳﺑق ﻣن اﻟﻘﺿﺎء''.4
1
ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .402
2
ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .403
3
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ،ط ،1اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2011 ،ص.413
4
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .414
25
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أن ﯾﺑﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻠواﺋﺢ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﺣق.
أن ﯾرﻓض اﻷﻓراد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ وﻻ ﯾوﺟد أﺳﻠوب آﺧر ﻟﺣﻣل اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﻘواﻧﯾن أو
اﻟﻠواﺋﺢ ﻏﯾر اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة أو اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت أن ﯾﻛون اﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺧطر اﻟذي ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.1
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺣق ﻟﻺدارة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ودون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ،أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟدﻓﻊ اﻟﺧطر ،وﻟو ﻟم ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻧص ﺻرﯾﺢ ﯾﺗﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ،ﺑل ﻟو
ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﻟذﻟك ﻷن اﻟﺿرورات ﺗﺑﯾﺢ اﻟﻣﺣﺿورات.2
1
ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .125-124
2
ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .419
26
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺣدود اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻛﻣطﻠب أول ﻧﺗطرق
ﻓﯾﻪ ﻋﺑر ﻓروﻋﻪ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ وﻣﺻﺎدرﻩ ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ وﻣﺑدأ
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻛذا اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ،ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﻧون
ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻬدف أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣدود
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻛذا اﻟﺣدود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿرورة
اﻟﺿﺑط اﻹداري.
ﺗﻘﺗﺿﻲ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ )أوﻻ( وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل
اﻟﺿﺑط اﻹداري )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻌﻧﻲ ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ وﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ وﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ ﻷﺣﻛﺎم وﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور
واﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺻ درﻩ أو ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻣن أﻋﻣﺎل وﻗ اررات ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ اﻷﻓراد أﻧﻔﺳﻬم ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون ،وﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻗﻣﺗﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟدﺳﺗور ،ﺛم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻘرﻩ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻣن ﺛم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗﻲ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﯾﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻓﻲ إطﺎر رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة ،ﺛم ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻠواﺋﺢ أو اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدرﻫﺎ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول وأﺧﯾ ار اﻟﻌرف اﻹداري؛
27
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﻌرف اﻟدﺳﺗوري اﻟذي ﺗﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ وﺑﻣواﻓﻘﺔ
اﻷﻓراد رﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟدﺳﺗور وﯾﻌﻠو ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ﻷﻧﻪ ﯾﻔﺳر وﯾﻛﻣل ﻧﺻوص اﻟدﺳﺗور.1
إن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻫو ﺧوض اﻟﺣﻛﺎم واﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص
ﻟﻠﻘﺎﻧون ، 1ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟواﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻛل دول
اﻟﻌﺻر وذﻟك ﺑﻐض اﻟﻧطر ﻋن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ،
وﺗﺗﺧذ ﻣﻧﻬﺎ أﻫداﻓﻬﺎ وﻏﺎﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﻓﻠﻘد اﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أن اﻟﺳﻠطﺔ
واﻟ ﻘﺎﻧون ظﺎﻫرﺗﺎن ﻣﺗﻼزﻣﺗﺎن ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺗﺎن ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺿرورة ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﺛم ﻫﻲ ﻻ
ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﺎﻩ.2
وﻟﻘد اﻋﺗﻣد اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ،وﻫذا
طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﺑداﯾﺔ ﻣن دﯾﺑﺎﺟﺗﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻣﻛرس ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻧﻪ ،ﻓﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻧﺟد
ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ أن اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ﻧﺎﺿل وﯾﻧﺎﺿل دوﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣرﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﯾﻌﺗزم
أن ﯾﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟدﺳﺗور أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛل ﺟزاﺋري وﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻘدرة
ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة وﺿﻣﺎن اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻛل ﻓرد ،ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ
ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أن '' :اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب ،وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺳﻠطﺎت؛ وﯾﻛﻔل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ورﻗﺎﺑﺔ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺳودﻩ اﻟﺷرﻋﯾﺔ
وﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ ﺗﻔﺗﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻛل أﺑﻌﺎدﻩ.3
وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣواد أﺧرى ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 11اﻟﺗﻲ ﺟﺎء
ﻓﯾﻬﺎ '' :ﺗﺳﺗﻣد اﻟدوﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ وﺳﺑب وﺟودﻫﺎ ﻣن إرادة اﻟﺷﻌب ﺷﻌﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌب وﻟﻠﺷﻌب وﻫﻲ ﻓﻲ
1
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .249
1
طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف ،ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،1976 ،ص .13
2ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻛﯾر ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ أﺻول اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر،
ﺳﻧﺔ ،2000/1999ص.219
28
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺧدﻣﺗﻪ وﺣدﻩ''1؛ واﻟﻣﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻣن اﻟدﺳﺗور أﻧﻪ ﺗﺿﻣن ﻣن ﺧﻼل ﻣوادﻩ أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 22ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن ''ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 31ﻣﻧﻪ ،ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺿﻣﺎن ﻣﺳﺎواة ﻛل اﻟﻣواطﻧﯾن
واﻟﻣواطﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎب ''وﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 32ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ﻣﺿﻣوﻧﺔ وﺗﻛون ﺗراﺛﺎ
ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن واﻟﺟزاﺋرﯾﺎت ،واﺟﺑﻬم أن ﯾﻧﻘﻠوﻩ ﻣن ﺟﯾل إﻟﻰ ﺟﯾل ﻛﻲ ﯾﺣﺎﻓظوا ﻋﻠﻰ
ﺳﻼﻣﺗﻪ وﻋدم اﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺗﻪ؛ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺳﻣﺎ ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ
اﻷﻓراد إو رﺗﻘﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟواﺟب ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﻬم ﻛﺄﻣﺎﻧﺔ ﯾﺳﺗوﺟب ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣن ﺟﯾل إﻟﻰ ﺟﯾل ﺑﺷﻲء
ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وﻋدم اﻧﺗﻬﺎﻛﻬﺎ.
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺣرﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﻗﺳﺎم :ﺣرﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺣرﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ وﺣرﯾﺔ دﯾﻧﯾﺔ وﺣرﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺔ وﺣرﯾﺔ
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ؛ ﻓﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘت ﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎن واﻧطﺑﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻼ طﺎﻗﺔ ﻟﻘوﺗﻪ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
دﻓﻌﻬﺎ ﺑدون أن ﯾﻌد دﻓﻌﻬﺎ ظﻠﻣﺎ ﻛﺎﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﻣﺷﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد وﻻ ﯾﺳﺗﻐﻧون
ﻋﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺿرر ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﻪ وﻻ ﻋﻠﻰ إﺧواﻧﻪ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻣﺛﻼ أﻛل اﻟﺳﻣوم وﻻ أﻛل
طﻌﺎم اﻟﻐﯾر ﺑدون أذﻧﻪ؛ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺣﺳن اﻟﺳﻠوك وﻣﻛﺎرم اﻷﺧﻼق ﻫﻲ اﻟوﺻف
اﻟﻼزم ﻟﻛل ﻓرد ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺣﻛم اﻟﻌﻘل ﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ذﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﺗطﻣﺋن إﻟﯾﻪ
ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ وﻧﻔﺳﻪ وﺣﺳن أﺧﻼﻗﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻏﯾرﻩ؛ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾدة واﻟرأي
واﻟﻣذﻫب ﺑﺷرط أن ﻻ ﺗﺧرج ﻋن أﺻل اﻟدﯾن وﻣﺛل ذﻟك ﺣرﯾﺔ اﻟﻣذﻫب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أي اﻟدوﻟﯾﺔ.2
وﺑﺎﻟرﺟوع أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ''ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت
اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺿد اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣس ﺑﺳﻼﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺑدﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ'' ،وﻫو ﻣﺎ
3
اﻟﻣﺎدة 11ﻣن دﺳﺗور ،1996ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺧطﯾب ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺳم اﻷول اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻣﻧﺷورات وزاﻟرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،دﻣﺷق ،2005 ،ص .14
29
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
أﺗﻣﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 60ﺑﻘوﻟﻬﺎ :ﻻ ﯾﻌذر ﺑﺟﻬل اﻟﻘﺎﻧون ''ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص أن ﯾﺣﺗرم اﻟدﺳﺗور
وﻗواﻧﯾن اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣواد أﺧرى ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣواد ،94 ،93
97 ،96 ،65واﻟﻣﺎدة 124ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أرﺿﯾﺔ ﺻﻠﺑﺔ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.1
ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻋﻧد ﺗﻘرﯾر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻹدارة اﺣد اﻟﺳﺑﯾﻠﯾن ،ﻓﻬو إﻣﺎ أن ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ أو
ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدﻩ ،وﻗد ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ أو ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد ﻟﻺدارة ﺷروط
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ورﺳم ﻟﻬﺎ ﺣدودﻩ ،واﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻛﺎﻧت
ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدة ،أﻣﺎ إذا ﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻗد ار ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ،
ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء أم ﻋدم اﺗﺧﺎذﻩ ،أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺳﺑﺎب اﺗﺧﺎذﻩ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻣﺗﻠك ﺗﻘدﯾر
ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗﺻرف واﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻻﺗﺧﺎذﻩ ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﺗﻘدﯾرﯾﻪ . 2وﻟﻛﻲ ﻧﺷرح
ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟواﺿﺢ ﻻ ﺑد ﻣن طرح ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻫل ﺗﻌطﻰ اﻹدارة اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ،أم ﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ؟ .وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻻ ﺑد ﻣن اﻟرﺟوع إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌطﻲ اﻹدارة اﻟﺣرﯾﺔ ،أو ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﺑوﺟوب اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻠك ﯾﺑﯾﻧﻪ وﯾﺣددﻩ
3
ﻟﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ .وﺑذﻟك ﻓﺎن ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أو اﻟﻘﺎﻧون.
وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﺳﻠطﺔ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻗدﻣﯾﻪ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،
وﻟﻛن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗرك اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة ﻗد ار ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن
اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء أو ﻋدﻣﻪ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗوﻓر ﺷروطﻪ ،أو اﺗﺧﺎذﻩ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺗﻲ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ،أو
اﺗﺧﺎذﻩ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣﻼﺋم .وﻟﻬذا ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬﺎ وﺑﻣوﺟﺑﺎﺗﻬﺎ ،
واﻷﺧذ ﺑﻬﺎ واﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻧطﺎﻗﻬﺎ وﻣﺟﺎﻟﻬﺎ ،وﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻘﯾد
واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻘﯾد واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،وﻣن ﺛم
رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻹدارة اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ .وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
1ﺳﺣﻧﯾن أﺣﻣد ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ طل اﻟطروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،2005/2004 ،ص .128
- 2ﺣﺎﻓﻆ ،ﻣﺤﻤﻮد :اﻟﻘﻀﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻷردن ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻤﺎن :ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯿﺔ 1987 ،م ،ص 47
-3ﻋﺑد اﷲ ،ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ط ، 1ﺑﯾروت :ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ 2000 ،م ،ص 37
30
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﺣرﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف أو ﻋدم اﻟﺗﺻرف ،وﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘرار
واﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻣﺔ إﺻدار
اﻟﻘ اررات . 1ﻛﻣﺎ وﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣق أﻋﻣﺎل اﻹدارة وﺣرﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﻓﻌﻧد ﻣﺎ ﯾﺗرك اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻺدارة ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣن اﻟﺷؤون ﯾﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾرﯾﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻗﯾد ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻣر ﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﺻرف إﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ﻓﺎن
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻷﻣر ﯾﻛون اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ﻣﻘﯾدا. 2
ﻟﻬذا ﻧﺟد اﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻣﺎرس
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت أو ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻧﯾطت ﺑﻬﺎ .وﺑذا ﺗظﻬر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧوع ﻣن
اﻟﺣرﯾﺔ أو ﻫﺎﻣش ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺳﻣوح ﻟﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻣﺣل اﻟﻘرار أو اﻟﺷﻛل
أو اﻻﺟراء اﻟذي ﺳﯾﺧرج ﺑﻪ اﻟﻘرار ،اﻣﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺳﺑب واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﺎﻹدارة ﻣﻘﯾدة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط
ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻓﯾﻘﺗﺻر دور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻹﻋداد اﻵﻟﻲ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ وﻓرﺿﺗﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺳﺑﻘﺎ ،وﯾﺣظر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻠﯾس ﻟﻬﺎ
ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر .وﯾﺣظر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎدرة أو اﻟﻣﺑﺎدأة ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ،وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻏﯾر
ﻣﻘﺑول ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻓﺧﺿوع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺟرﯾدﻫﺎ ﻣن أي
ﻫﺎﻣش ﻓﻲ اﻟﺗﻘدﯾر ،ﻟﻬذا ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻹدارة ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗرار إداري أو ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل
إداري ﻣﻌﯾن ﯾﻘرر ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرﻩ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ أم
ﻣﻘﯾدة ،وﺑذا ﯾﺗﻌﯾن ﺗﺣدﯾد ﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة ﻧﺷﺎطﻬﺎ ،أم ﯾﺟب ﺗﻘﯾﯾد
ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﺑﺈﻟزاﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻌﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﯾد ﻋﻧﻪ؟. 3
1
-ﻋﻣر ،ﻋدﻧﺎن :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ :ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف 2004 ،م ،ص 45
-2اﻟﺣﻠو ،ﻣﺎﺟد راﻏب :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺑدون طﺑﻌﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ :ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف 2000 ،م ،ص 50
-3ﺷطﻧﺎوي ،ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر :ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ط ، 1ﻋﻣﺎن :دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 2004 ،م ،ص 61
31
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن اﻟ ﻣﺷرع ﯾﺣدد ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﻪ ﻟﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ وﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ إذا
ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻣذﻛورة ﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣﻘﯾدة ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع
اﻋﺗرف ﻟﻬﺎ ﺑﺳﻠطﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺗواﻓر اﻟﺷروط ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ .ﻋ ﻠﻰ أﻧﻬﺎ إذا اﺧﺗﺎرت ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣراﻋﺎة اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ
ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون إو ﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ إو ﻻ ﻛﺎن ﻋﻣﻼ ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧون.1
إن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺣدد ﻣﻧﻬﺎﺟﺎ أو ﯾﻌﯾن ﻣﺳﺎ ار ﻣﺳﺑﻘﺎ
ﺗﻠﺗزﻣﻪ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺑﺎﺷرة اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،أو أن ﯾرﺳم ﻟﻬﺎ اﻟﻣوﻗف اﻟواﺟب اﺗﺧﺎذﻩ واﻟﻘرار اﻟواﺟب
إﺻدارة ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ أو ظرف ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻬم اﻟﻌﯾب وﻻ ﯾﺗﻧﺑﺄ ﺑﺎﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﯾط ﺑﻛل
ﺗﺻرف ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم أو ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺗرك ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻟﻠﺗﺻرف ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟظروف
واﻟﻣﺗﻐﯾرات وﻟﻣﺳﺗﺟدات ﻓﻼ ﯾدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺟزﺋﯾﺎت وﺗﻔﺻﯾﻼت اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت
ﻣﻌﯾﻧﺔ واﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ. 2
وﯾذﻫب اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ أﺑو ﻋﻣﺎرة ﻟﻠﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺑرر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻫو أن اﻟﻣﺷرع
ﯾﺟد أن إﻋطﺎء ﻧوع ﻣن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻟﻺدارة ﻫو أﺟدى واﻧﻔﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣن ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ،ﺳﯾﻣﺎ وأن اﻹدارة ﻫﻲ إدارة ﻋﺎﻗﻠﺔ واﻋﯾﺔ وﻟﻬﺎ ﻣﺑرراﺗﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن
اﻟظروف واﻷﺣوال ﻣﺗﻌددة ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﻣﻌﻪ ﺗرك اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻟﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات ،ﺛم اﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻬم
ﻣن ذﻟك أن ﻗ اررات اﻹدارة ﻫﻲ داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻔﯾن ،إﻣﺎ ﻣﻘﯾدة أو ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ، 3ﻻ ﺑﻠﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘ اررات
ﻫﻲ ﻣن ﺻﻧف ﺛﺎﻟث ،وﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻘﯾدة وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى وﻓﻲ
اﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻧﺟد أن رﻛن أو أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ
اﻷرﻛﺎن ﻟﻠﻘرار ﻫﻲ ﻣﻘﯾدة وﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون.
-1اﻟﺷوﺑﻛﻲ ،ﻋﻣر ﻣﺣﻣد :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ط ، 1ﻋﻣﺎن :دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 2001 ،م ،ص68
-2ﻋﺑد اﷲ ،ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 42
-3ﻋﺑد اﷲ ،ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ :اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 43
32
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺧﺿوع ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻘﺎﻧون؛ وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ذﻟك أن ﻛل ﺗﺻرف ﺗﺟرﯾﻪ ﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑط وﺗﺧﺎﻟف ﺑﻪ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ؛ ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹدارة
ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ وﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﺗﺗرﺗب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻵﺗﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺧﺿوع ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻣﺷروﻋﯾﺔ.
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﺗﺗدرج اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗدرﺟﺎ ﺷﻛﻠﯾﺎ أي ﺑﺣﺳب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ
ﺗﺗدرج ﻣوﺿوﻋﯾﺎ أي ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺿﻣون اﻟﻘﺎﻋدة وﻓﺣوﻫﺎ؛ ﻓﺗﺄﺗﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷرﻋﺔ اﻟﻣﺟردة ﻓﻲ
ﻣرﺗﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟذاﺗﯾﺔ أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟو اﺗﺣد ﻣﺻدر اﻟﻘﺎﻋدﺗﯾن.1
وﺗﺑدو أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺣرﯾﺎت وﻣن ﺛم ﻓﺄن ﺗﻘﯾﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ذﻟك
أن ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﺑﺗداء ﺑطﻼن ﻗواﻋد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎﻣﻪ؛
وﻫو ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻘﯾﯾد أ’ﻣﺎل اﻹدارة اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺷﻛﻼ وﻣوﺿوﻋﺎ؛
وﺑﻬذا ﯾﺣدد اﻟﺗدرج ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺣدودﻫﺎ اﻟذي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﺳﻠطﺔ ﺿﺑطﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺑﯾن ﻟﻛل
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﺑﻬﺎ.
ﯾﺄﺗﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻘﻣﺔ ﻣن ﺗدرج اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟذي ﯾﻧﺷﺊ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ؛ ﻓﯾﺣدد ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت وﯾﺿﻊ اﻟﻘﯾود وﺑﻧظم
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻔت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟدﺳﺗور أو ﺧرﺟت
ﻋن ﺣدود اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ رﺳﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ أو ﺗﺣﻠﻠت ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺗﻛون ﻗد ﺗﺟﺎوزت
1
ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1982 ،ص.22
33
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم ﯾﺑطل ﻛل إﺟراء ﺗﺗﺧذﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن؛ إو ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﻠم
ﺑﺿرورة اﻟرﻗﺎﺑﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻔرﻗت ﻓﻲ ﻓﻬﻣﻬﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ وﻣداﻫﺎ وﺗﻛﺎد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣظﻰ
ﺑﺗﺄﯾﯾد اﻟﻔﻘﻪ.1
وﺗﺷﻛل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ،ﻓﺎﻟﺗﺣدﯾد
اﻟدﺳﺗوري أو اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺣﺳب اﻷﺣوال ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻗﯾزدا ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﺣرﯾﺎت ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣﻠل ﻣﻧﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.2
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺿﺑط ﺧﺎﺻﺔ
وأن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺟراءات اﻟﺿﺑط ،3ﻛﻌﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر )ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟواﺳﻊ( ﻣن ﻋﯾوب اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري وﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ﻣﺎرس 1867ﺑﺷﺄن ﻗﺿﯾﺔ
ﺑﯾزي).(Bizet
وﯾﺷﻣل ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﻛذا اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧظﯾ ﻣﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺑل ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،ﻓﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
ﯾﻠﻐﻲ ﺑواﺳطﺔ دﻋوى ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ ﻛل اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﺗﻲ
ﯾﺻﻌب أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﺻدرﻫﺎ ﺑدﻗﺔ ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن وﻛذا اﻟدﺳﺗ ور ،ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو ﻗواﻋد اﻵداب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﻧﺟد ﻣﺑدأ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺣدر
1
ﺛروت ﺑدوي ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺗطور اﻷﻧطﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1971 ،ص .80
2
ﻣﺣﻣد ﺳﻌد اﻟدﯾن اﻟﺷرﯾف ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،1969 ،ص .24
3
ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،1984 ،ص.431
34
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻣن ﻗرار إداري ﻓردي ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻘرار ﺷرﻋﯾﺎ وﺻﺣﯾﺣﺎ أم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﻣن ﻋﯾوب
ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻟﻛن ﺗﺣﺻن ﺑﻣرور آﺟﺎل دﻋوى ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ.
وﻣن ﺑﯾن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻧﺟد ﻛذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻟﺗورﻧﯾر ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ ﻟﻠﻘرار
اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﻣﺎرس 11951؛ ﺣﯾث وﻗﻌت ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻛوﻧﺳرﻓﺗوار
ﺟزاء ﻋﻠﻰ ﻋﺿوﯾن ﺑﺄورﻛﺳﺗ ار ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻗﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻔل ﻧظﻣﺗﻪ اﻹذاﻋﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن
أداء ﻋﻣﻠﻬﻣﺎ ﻓﺣرﻣﺗﻬﻣﺎ إدارة اﻹذاﻋﺔ ﻓو ار ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن إذاﻋﺔ ﺣﻔﻼﺗﻬﺎ إو ذ ﻧظر ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض أدان اﻹدارة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ارﺗﻛﺑت اﻧﺣراﻓﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
وﺧﺎﻟﻔت '' ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻘرر ﻫذا اﻟﺣﻛم ،واﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻪ
ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون'' واﻟﺗﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺳﺎﺑق دون ذﻛرﻫﺎ ﺻراﺣﺔ إﻻ ﻓﻲ
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﻧﺎدرة.
1
ﻣﺎرﺳوﻟﯾﻎ ،ﺑروﺳﺑﯾرﻗﯾل ،ﺑﯾﺎر دﻟﻘوﻗﯾﺔ ﺑروﻧو ﺟﯾﻧﻘوا ،اﻟﻘ اررات اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .453
35
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺗﻧوﻋت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﻧوﻋﺎ ﻛﺑﯾ ار وﻫذا راﺟﻊ اﻟﻰ اﺗﺳﺎع ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
وﺷﻣول ﻧطﺎﻗﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻰ اﺧﺗﻼف ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ﺟودوﻟﯾوري ﻻﻣرداﻧدﯾر ﺑﺄﻧﻪ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻸﻣن واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻏﻧﻰ
ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻘﯾﺎم ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻠﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺳب ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ . 1ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄﻧﻪ ﯾوﺳﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻐﯾر ﯾﻠﺧص روح اﻟﺣﺿﺎرة وﺣﻘﺑﺔ ﻣن
ﻫذا وﻗد اﻟزﻣن وﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻰ إﺿﻔﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻫورﯾو
ﺑﺎﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ ﺗﻌﺎرض ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ أﺧرى ﻫﻲ اﻟﻔوﺿﻰ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻏرض اﻟﺿﺑط ﺳﻠﺑﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ
وﺷﻌﺎرﻩ ﻻ اﺿطراﺑﺎت وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ
اﻟﻔﻛرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻛﺎن ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
وﻛﺎﻧت ﻏﺎﯾﺗﻪ اﻟوﺣﯾدة اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة اﺧﺗﻔت وﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ
اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد واﺟﺑﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺧﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗوﺳﻊ دور اﻟدوﻟﺔ وازدﯾﺎد ﺗدﺧﻠﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن اﺗﺳﺎع ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم واﻛﺗﺳﺑت طﺎﺑﻌﺎ
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ وﺻﺎرت ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ ﻣﺗﻧوﻋﺔ.2
وﻟﻘد أﻛد ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور ﺑﻘوﻟﻪ "ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺗﻌرﯾﻔﺎ
ﺳﻠﺑﯾﺎ وﻫو اﺧﺗﻔﺎء اﻹﺧﻼل إو ﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ إﻧﺷﺎﺋﻲ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻟﻬذا
1
-ﻋﺎﻣر أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ) ،ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌراق(.رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ،ص 52
2
-ﺳﻛﯾﻧﺔ ﻋزوز ،ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن أﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌـﺔ اﻟﺟ ازﺋـر1990،م ،ص 31
36
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻟم ﯾﻌد اﻟﻬدوء اﻟﻌﺎم ﻣﺛﻼ ﯾﻌﻧﻲ اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺿﺟﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إو ﻧﻣﺎ راﺣﺔ اﻟﺳﻛﺎن ﺑﻣﻌﻧﻰ
اﺧﺗﻔﺎء اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧظﯾم وﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.1
ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣدﻟول اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﺷﻣل وأﻛﺛر ﻣن أن ﯾﻛون ﻓﻛرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﻧﻪ
ظﺎﻫرة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣن اﺟل ﻫذا ﻓﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺳﺗﺄﺛر ﺑﻔﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻬﻲ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻔﻲ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﺗظﻬر ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺻور 2ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺎن ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﺷﻐل ﺣﯾ از ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون
ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع إﻟﻰ ﻣوﻗف ﻛل ﻣن اﻟﻔﻘﻪ و
اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
ذﻫب ﺑﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ اﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻣﺟرد إﺛﺑﺎت اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻐرض إﺟراءات
اﻟﺿﺑط ﺑل ﯾﺟب اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ا ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ واﻟﻔﻌﺎل ﻟﺗﻌﻣﯾق ﻣﺿﻣون اﻟﻧظﺎم وﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز
ﺑﯾن ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻧب ﻣﺎدي وأﺧر ﻣﻌﻧوي ﻓﻣﺎ ﻫو ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
ﺣﺳب اﻟﻔﻘﻬﺎء ؟ وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻔﻛرة ؟
إذا ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﺗﻣﺳﻛون ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺣدﯾدي ﻟﻠﻣﺎدة 97اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻓﺈن ﻣوﻗﻔﻬم ﻗد أﺻﺑﺢ
ﺑﺎطﻼ ﺳواء ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر أم ﺑﺎﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻵداب
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻋﻬد ﻗرﯾب ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻋﻧد اﻟﺿرورة اﻻدﻋﺎء ﺑﺎن اﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﺗﻔﺳر ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻧﺗﻬﺎك اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ إﺣداث
اﺿطراﺑﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وان اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻧوي ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ أي اﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري.
- 1ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور ،اﻟﺑوﻟﯾس واﻟدوﻟﺔ .ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻛﺑرى ،اﻟﻘﺎﻫرة1971، ،م ص 152 ،153
- 2ﻣﺣﻣدي ﻓرﯾدة :اﻟﻣدﺧل ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون .دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـﺔ ،اﻟﺟ ازﺋـر ،ص 29
37
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﯾﻌﻧﻲ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﺳﯾﺎدة ﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة
ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون ،وﯾؤﺧذ اﻟﻘﺎﻧون ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ،
ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻣﻛﺗوﺑﺔ أم ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ ،وأﯾﺎ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺗدرج ﻓﻲ ﻗوﺗﻬﺎ.1
ﻓﻔﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺿﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ
اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ أي اﺣﺗرام اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ،ذﻟك أن اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﺧول ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾد
اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد.2
ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺗدرج ﻓﻲ ﺷﻛل ﻫرﻣﻲ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون اﻻﻗﺎﻋدة اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻠزﻣﺔ
ﻟﻸدﻧﻰ ،واﻫذا اﻟﺗدرج ﺻورﺗﺎن ﻫﻣﺎ :اﻟﺗدرج اﻟﻣوﺿوﻋﻲ واﻟﺗدرج اﻟﺷﻛﻠﻲ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
وﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺗﺧﺿﻊ ﻗواﻋد اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺗﺄﺗﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣﺟردة ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ
اﻷﻋﻠﻰ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟذاﺗﯾﺔ أو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻟو اﺗﺧذ ﻣﺻدر اﻟﻘﺎﻋدﺗﯾن ،ﻓﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻋﻧد
اﺻدارﻫﺎ ﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻻ ﺗﺗﺣﻠل ﻣن ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،ﺑل ﺗﺗﻘﯾد ﺑﻪ وﻻ ﺗﻣﺎرس ﺳﻠطﺗﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘدر
اﻟذي ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة.
-1داﯾم ﺑﻠﻘﺎﺳم ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﺷرﻋﻲ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ،اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺳﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ، 2004 /2003ص .105
-2اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي رزق ااﷲ ،ﻟﺣﺎق ﻋﯾﺳﻰ ،ﺳﻠطﺎت وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎر ﺛﻠﯾﺟﻲ ،اﻻﻏواط ،اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻌدد
اﻷول ،ﻣﺎي ،ص .24
-3ورد ﻓﻲ دﯾﺑﺎﺟﺔ دﺳﺗور" 1996:إن اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب ،وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت ،وﯾﻛﻔل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
38
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷدﻧﻰ ﯾﺟب أن ﯾﺧﺿﻊ وﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺻدرﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗدرج اﻟﻬرﻣﻲ.
ﯾﺧﺿﻊ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣرﯾﺔ و ﻣدى ﺳﻠطﺎت ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﺟﺎﻫﻬﺎ إﻟﻰ ﻗواﻋد ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣﺳﺗﻘرة
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ،و ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗذﻫب إﻟﻰ
اﻟﻣدى اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧ ﻧق اﻟﺣرﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺑل ﻫﻲ ﻣﻘﯾدة ﺑﻌدة ﻗواﻋد ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺿﻣﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺔ و ﻋدم ﺗﺿﯾﯾﻘﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق . 1و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود و اﻟﺿواﺑط
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻓﻛرة اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣظر اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،و ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣرﯾﺔ ،و ﻋدم ﻓرض ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻣﺣددة ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺧطر ،و اﺣﺗرام ﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑط ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ،و ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
إن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻹﻟﻐﺎء
وﺗﺣرﯾم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن .ﻓﺄي
إﺟراء أو ﻋﻣل ﺿﺑطﻲ ﯾﺗﺿﻣن إﻟﻐﺎء أو ﺗﺣرﯾم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت ﺗﺣرﯾﻣﺎ ﺷﺎﻣﻼ و ﻣطﻠﻘﺎ ﻫو ﻋﻣل
ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌدي ،وﻫو ﻣن أﻛدﻩ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﻌﺎم واﻟﻣطﻠق ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
واﻟواﻗﻊ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﻬل ﻗﯾﺎم ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺣظر ﻣطﻠق ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﻧﻊ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﻬل ﻟﺿﻣﺎن اﻷﻣن و اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻏﯾر أن اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺳود ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟن ﯾﻛون ﻧظﺎﻣﺎ دﯾﻣﻘراطﯾﺎ ،ﻷﻧﻪ ﯾﺳﻠب اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد.2
- 1ﻣﻧﯾب ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 1981ص 267، 266
- 2ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻠواﺋﺢ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﺻر ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر،ﺳﻧﺔ ، 1992ص 95، 94
39
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ إﯾﺛﺎر اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻔﺳر اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻼﺋﺣﯾﺔ أﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت أو
اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺎدام أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺻل واﻟﺗﻘﯾﯾد ﻫو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺻل ﻻ ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ وﻻ ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ.
ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺗﻘﯾﯾد اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﺿرورة ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﺎن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر
ﺑﻘدرﻫﺎ دون اﻟﺗوﺳﻊ أو ﺗﺟﺎوز ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫو ﻫدف ﻓﺎن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻬدف ﻟﻧﻬﺎﺋﻲ وﻫذا
ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 4ﻣن إﻋﻼن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ﻟﺳﻧﺔ 1789ﺑﻘوﻟﻬﺎ ان اﻟﺣرﯾﺔ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﻛل
ﻓرد ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻣدى.1
ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم
وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧظم اﻟﺣرﯾﺔ .أن ﺗﻛون ﺿرورﯾﺔ وﻻزﻣﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ .وان ﺗﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ
طﺑﯾﻌﺔ وﺟﺳﺎﻣﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .وان ﺗﻛون ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﻌﻣوم واﻟﻣﺳﺎواة .وان ﺗﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺔ
ﺑﻘﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف .وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﯾود ﻋﻠﻰ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟداري ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .وذاﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا اﻟﻘﯾد أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أو اﻟداﻫﻣﺔ
واﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺧطر اﻟﺑﺳﯾط اﻟذي ﻗد ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟذي
ﯾﻣﻛن ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻷزﻣﺔ ﻟﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.ﻻ ﯾرﺧص ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ﻣﺷروﻋﯾﺔ إﺻدار ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري .وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ أن ﺗﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود
ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻓراد. 2
-1ﻣوﺳﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﺣﺎدة ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻔﻛرة اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺟﻠس
اﻟﻧﺷر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،ﯾوﻧﯾو .ص 80
- 2ﻋﺎدل اﻟﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﺧﯾر ،اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻠﯾﺔ ﺷرطﺔ دﺑﻲ ،اﻹﻣﺎرات
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﯾوﻟﯾو ،1994ص 267/266
40
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
وﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ .أي أن ﺿرورة ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﺗﻘدر
ﺑﻘدر ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟذي ﯾﺧﺷﻰ ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .ﻓﻼﺑد أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻫﻲ
اﻹﺟراء اﻟﻼزم دون ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻹﺟراءات ﻟﺗوﻗﻲ اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك
إﺟراء أو ﺗداﺑﯾر اﻗل إﻋﺎﻗﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ.ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎطﻠﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﻛون ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻣؤﺛرة .ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﻣﻧﺗﺟﺔ وﺣﺎﺳﻣﺔ
وﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﻧﻊ اﻟﺧﻠل أو اﻻﺿطراب اﻟذي ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .ﻷﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺟدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي
وﻗوع اﻻﺿطراﺑﺎت .ﻓﺎن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻛون ﻏﯾر ﻻزﻣﺔ وﻣن ﺛم ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ. 1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أن ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ وﺟﺳﺎﻣﺔ اﻻﺿطراب اﻟﻣﻬدد ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم :
ﺗﻌد ﻓﻛرة اﻟﺗﻧﺎﺳب أﻣ ار ﺿرورﯾﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم وﻓﻛرة اﻟﺣرﯾﺎت .ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
اﻟﺣرﯾﺎت وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺗطﻠب اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﺟراء اﻟﺿﺑط ﺿرورة أن ﯾﻛون إﺟراء اﻟذي اﺗﺧذﺗﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ
ﻣﻘدار اﻟﺧﻠل أو اﻻﺿطراب اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣن ﺟراء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ .وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك
ﻗﺿﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء إﺟراء إداري ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻗﺳوة ﺷدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺣرﯾﺔ .ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أن ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺎﺗﺧﺎذ
ﺑﻌض اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ. 2
وﯾﻘوم ﺷرط اﻟﺗﻧﺎﺳب ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺗﺷﻛل داﺋرة اﻟﺻراع
ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ :
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﺗﺧذﻩ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط أن ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎ
.ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﻏﺎﯾﺗﻪ ﺗﻔﺎدي ﺗﻬدﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ وﺟﺳﯾم ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.ﻻن اﻟﺧﻠل اﻟﺑﺳﯾط و اﻟوﻫﻣﻲ ﻻ
- 1ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ،دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر،ﺳﻧﺔ ، 1998ص 233،234
- 2ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 235
41
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑرر اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراء وﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ .وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻹﺟراء ﻣﻧﺗﺟﺎ وﺣﺎﺳﻣﺎ
ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﻣﻧﻌﻪ.اﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﺟدي ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي اﻻﺿطراب وﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ .ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣﺷروع.
ﻧظ ار ﻻن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻧﻔس اﻷﻫﻣﯾﺔ واﻟدرﺟﺔ .ﻓﺎن ﺑﻌض اﻟﺣرﯾﺎت ﺗﻌﺗﺑر ﺟوﻫرﯾﺔ وذات
ﻗﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣرﯾﺎت أﺧرى .وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﻧوع واﻟﺗﻐﺎﯾر ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺎت ﻣن ﺣﯾث
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وظروف ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .ﻓﺎن ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ
اﻟﺿﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ إذا
1
ﻛﺎﻧت ذات أﻫﻣﯾﺔ وﻗﯾﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ أو ﻻ.
-1ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 239 ، 238
42
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ) اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ
واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ(
ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣطﻠﺑﯾن ﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺣث ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎ ﻋﻣﻠﻧﺎ اﻟﻲ :اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺳﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ اﻟﻰ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻔرﻋﯾﻪ اوﻻ ﺗﻌرﯾف ﻟﺑﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﺻﻧﺎﻓﻬﺎ
واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﻓروﻋﻪ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻛذا
دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري.
إن اﻟﺣرﯾﺔ ﺣق طﺑﯾﻌﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺑل ﻫﻲ أﻗدس اﻟﺣﻘوق و أﻏﻼﻫﺎ .1ﻓﻬﻲ ﺣق اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن
اﻟﻧﺎﻓﻊ و اﻟﺿﺎر .2ﻟذا ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ دراﺳﺗﻬﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ و ﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
ﺑﺎدئ ذي ﺑدء ﻧﻘول أن ﻛل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻟوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ و ﺷﺎﻣل ﻟﻠﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﻓﺷﻠت ،ﻧﻔس اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻓﺷﻠت ﻋﻧدﻣﺎ أورﯾد وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت. 3
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ ﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺣﺗﻰ ﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﺻر ﺗﻌرﯾف
ﻟﻬﺎ .ﻋرف ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗطورات ﻛﺑﯾرة و ﻛﺛﯾرة ﻋﺑر اﻟﻌﺻور ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑداﺋﯾﺔ
-1ﻋﻠﻲ ﺑن ﻓﻠﯾس ) ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ( .اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،
اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﺟزاﺋر ، 1998،ص .49
-2ﻣﺣﺳن ﻣﻠﺣم ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻧﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺑدون ﺳﻧﺔ طﺑﻊ ،ص .9
3
-ﺟون ﻣورج ،ﺣﻘوق اﻷﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ، 1997 ،ص .15
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺷﯾرة و اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ﻛﺎن اﻷﻓراد ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻌﺎدات و اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد و ﯾﺗﺑﻌون ﻏراﺋزﻫم .ﺛم ﺗطور
ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﺑﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺣﯾث ﻗﻧﻧت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ﺣﻣوراﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌد أول ﻗﺎﻧون ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺣﯾث
ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم و ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣﺎﻛم ،و ﻛﺎﻧت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ
اﻷﺷﺧﺎص ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻻن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣؤﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﻣرؤوﺳﯾن وأﺧﯾ ار اﻟﻌﺑﯾد.
أﻣﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔ ﺔ اﻟﯾوﻧﺎن ﻓﻘد ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻛﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻣوﺿوع
أﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺣﻛم و ﻟﯾس ﻛﺣﻘوق ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ .و ﻟم ﺗﻛن اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ أﻛﺛر ﺗﺣر ار ﻣن
اﻟﻣدن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ طﺑﻘﺔ اﻟﻌﺑﯾد أﻣﺎ اﻟﻧﺑﻼء ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل
اﻟﻘﻠﺔ واﻟﺣﺎﻛﻣﺔ .و ﻟﻣﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم أﻗر اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ
اﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت و اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ أن اﻹﺳﻼم ﺳﺑق اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر
اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﻋﺷرة ﻗرﻧﺎ ﺗﻘرﯾ ار ﻛﺎﻣﻼ و ﺳﻠﯾﻣﺎ ،ﻓﺎﻹﺳﻼم دﯾن ﻋﺑﺎدة و ﺳﯾﺎﺳﺔ و ﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟدﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﺗﻪ ﻓﻬو دﯾن ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ و اﻹطﻼق ﻓﻲ ﻛل
زﻣﺎن و ﻣﻛﺎن ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﻧزﻟﻧﺎ ﻋﻠﯾك اﻟﻛﺗﺎب ﺗﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟﻛل ﺷﻲء" ﺳورة اﻟﻧﺣل اﻵﯾﺔ )، 1( 89
ﺗ رﺗﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ أﺻل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻧﺷوء اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄي ﺣق ،و ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺣرﯾﺔ أﺳﺑق ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة و اﻟظﻬور و إن ﻧﺷﺄت
أي ﺣق ﯾﺑدأ ﺑﻌد اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣر اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺎ أوﺳﻊ و أﺷﻣل اﻷﻣر
اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟﻔرد ﻣن إﺗﯾﺎن اﻟﻔﻌل أو ﻋدم إﺗﯾﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،و ذﻟك ﻣﻊ ﻋدم اﻹﺿرار
ﺑﺎﻵﺧرﯾن .2ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌرض ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﺗطور ﻣﺿﻣون اﻟﺣرﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻣرﺗﺑط
ﺑﺄﻫداﻓﻬﺎ ،إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ ﺣق ﻛل ﻓرد ﻣن أن ﯾﻘرر ﻣﺻﯾرﻩ
ﺑﻧﻔﺳﻪ و أن ﯾﺗﺻرف ﺿﻣن ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣدودة ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء دون اﻹﺿرار ﺑﺣرﯾﺎت اﻟﻐﯾر.
-1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑك)،ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر (ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة، 1973 ،ص.33
-2ﺑﻛر اﻟﻘﺑﺎﻧﻲ ) ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ( ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ واﻟﺳﺗون ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1984ص 28
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن ﺟل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻲ أرﯾد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل .1وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
و اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ .ﻟﻘد ﺗﺿﻣﻧت ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟدﺳﺗور و ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ – أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﻛرس اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
و ﻫو ﻣﺎ ﻛرﺳﻪ دﺳﺗور 1996و ﻗﺑﻠﻪ دﺳﺗور 1989اﻟذي أﺣدث اﻟﻘطﯾﻌﺔ ﻣﻊ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﻗﺎم
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ .19621ﻓﻔﻲ دﺳﺗور 1963ﻛﺎن ﻫﺎﺟس اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻗطﻊ اﻟﺻﻠﺔ ﻣﻊ اﻟﻧظرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟﻣﺳﯾطر ﻋﻧد وﺿﻊ
اﻟدﺳﺗور ،ﻟذﻟك اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣط اﻻﺷﺗراﻛﻲ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺿﯾق
ﻣن ﻧطﺎﻗﻬﺎ و ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗطﻠﻌﺎت
اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ و ﻣﺑدأ أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺣزب اﻟﻣﺎدة 22و ﻓﻲ ظل دﺳﺗور 1976ﻋرف ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻔردﯾﺔ ﺗوﺳﻌﺎ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣل اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ دﺳﺎﺗﯾر اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ظﻠت ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟرؤﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺻراﺣﺔ
ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور إذ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗذرع ﺑﻬذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت ﻟﺗﻘوﯾض أﺳس اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻣﺎدة 55أو اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ.
و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ أن ﻣوﺿوع ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﯾﺄﺧذ ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗورﯾن
اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن و ﻫذا راﺟﻊ ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﺗﺷﻛل اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﯾن اﻟﻧﺧب اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت اﻟﺟزاﺋر و ﻫذا
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺣﺗﻰ أﻛﺗوﺑر 1988ﻓﻸﻫﻣﯾﺔ أﻋطﯾت ﻟﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ،
و ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻧﺎء اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﺣزب ،إن ﻣوﺿوع ﺣﻘوق
ﻹﻧﺳﺎن و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧظر إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻧﻪ ﻧﺗﺎج اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﺛم أن ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
و اﻟﺣرﯾﺎت ﻟم ﺗﺣﺗرم طﯾﻠﺔ ﻟﯾل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟطوﯾل اﻟذي ﺳﺎد اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﺿرورﯾﺔ ﻓﻰ ﺑﻠد ﯾﺣﺗﺎج ﻷﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة ﻛﺎﻟﻐذاء
اﻟﻣﺳﻛن ،اﻟﺻﺣﺔ ،اﻟﺗﻌﻠﯾم……اﻟﺦ.
-إن ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗورﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻗﯾدا ﻣﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،ﻓﻣﺟﻣل اﻟﺳﻠطﺎت ﻣرﻛزة ﺑﯾد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،و ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﯾد اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻛﺎﻧت
ﻟﻠﺟﻬﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻣﻣﺎ ﻗﻠل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺎﻣﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.1
47
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
48
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﺗﻌد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻷﻧواع اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ و ﺗﺳﺗﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق
و ﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ و ﯾﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ
اﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻣواطﻧﯾن و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ. 1
-وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ :ﺑﻘﺻد ﻣﻧﺢ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻛﺑر أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﺳﺎﺋل
ﻣﺗﻌددة ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل :
-1وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺳؤال :و ﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗوﺟﯾﻪ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﯾﺿﺎح
اﻷﻣور و اﻟﺗﺻرﻓﺎت و ﻫو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 133ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ
و ا ﻟﺷﻔﻬﯾﺔ ،و ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻹطﺎر اﺳﺗﺟواب اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻠﺟﺎن
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﺎﻋﺔ. 2
-2ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق :أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 161ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ أي ﻣﺳﺎﻟﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻋدم ﻧﺷر ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻘﯾق و ﻛذا ﻋدم اﺧذ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ 3و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺿﻌف ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
دور اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :
و ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻣزاﯾﺎ و ﻋﯾوب اﻟرﻗﺎﺑﺔاﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
-1رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ رﻗﺎﺑﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
و ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺿﺑطﻲ ،و ﻟﻌل أﻫم ﻣﻣﯾزات اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة
ﻋن ﻫﯾﺋﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ و ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﯾﺻﺎل اﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻣواطﻧﯾن و ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣرﯾﺎﺗﻬم ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﻘدﯾم ﻣﻠﺗﻣس اﻟرﻗﺎﺑﺔ و ﺣﺗﻰ ﺳﺣب اﻟﺛﻘﺔ و ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﺗﺟﻌل ﻣن رﻗﺎﺑﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن رﻗﺎﺑﺔ أﺻﯾﻠﺔ.
-1ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ،ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣواطن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻌدد 01ط ، 2002،ص .69
-2اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ط ، 01دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر.383 ، 1993،
-3ﻋﻼل ﻗﺎﺳﻲ ،اﻵﻟﯾﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن و اﻟﻣواطن ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر ،
اﻟﻌدد ،02،2006ص.51
49
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
-2رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺟرد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :رﻏم ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ رﻗﺎﺑﺔ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﻣﻣﯾزات إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن ﻗﻠل ﻣن ﺣﺟم و أﻫﻣﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﯾرﺟﻊ ﻫذا ﻓﻲ رأﯾﻬم إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺧﺻص أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ
اﻟﺿﺑط ﻟﻌدم اﺷﺗراط اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺷﺢ ﻟﺷﻐل ﻣﻘﻌد اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻛﻣﺎ أن أﻋﺿﺎء
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺣﺗﻰ و إن اﻣﺗﻠﻛوا اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﺎن رﻗﺎﺑﺗﻬم ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط دون اﻟﻌﻠم ﺑﺄﺳرار اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺣﻛوﻣﻲ 1أو ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﯾدان اﻟﺿﺑط.2
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛل ذﻟك ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺣزب اﻟﺣﺎﺋز ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﻘﺎﻋد اﻟﺑرﻟﻣﺎن و
ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻐﻠب اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ و ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :
اﻟﻣرﺻد اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗم إﻧﺷﺎءﻩ ﻛﺑدﯾل ﻋن اﻟو ازرة اﻟﻣﻧﺗدﺑﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﺳﻧﺔ
1991اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌﻣر طوﯾﻼ ،و اﻋﺗﺑر ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز اﻣﺗداد ﻵﻟﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺗﻲ
أﺣدﺛﺗﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،إﻻ اﻧﻪ ﺳﻧﺔ ﺗم إﺣداث اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 71/01اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2001/ 03/25ﺗم إﻟﺣﺎﻗﻬﺎ ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺗﻘرﯾر ﺳﻧوي ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣدى اﺣﺗرام ﻛﻠﺟﻧﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻘدم
اﻟﺣرﯾﺎت ﻣرﻓﻘﺎ ﺑﺎﻵراء و اﻟﺗوﺻﯾ ﺎت ،و رﻏم أن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ إﻻ أن
ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺗﻘﻠل ﻣن ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ.
و ﺑﻌد اﻟﺗﻌرض ﻟﻣﻔﻬوﻣﻲ اﻟﺿﺑط اﻹداري و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث أن اﻷول ﯾﻘﺻد ﺑﻪ وﺿﻊ ﻗﯾود
و ﺣدود ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻧﺷﺎطﺎت اﻷﻓراد ﺑﻐرض ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﺗﻣﻛن اﻹدارة ﻣن أداء
وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط و اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ
ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻗدرة اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻣﺎ ﯾرﯾدون ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون.
50
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﺗﺗﻘﯾد ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑوﺟوب ﺻدورﻫﺎ ﻣن ﻣﻣن ﯾﻣﻠك إﺻدارﻫﺎ ،وﺑﺿرورة اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﺗﻧص
ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠوﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻣن ﻗﯾود ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﻛل ،واﻹﺟراءات أو اﻟﺳﺑب.
ﻓﺈذا ﺗﺟﺎوزت ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻓﺈن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﻌد ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ وﺗﺳﺗوﺟب اﻹﻟﻐﺎء
ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﻌد رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻟﻛل ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل
أوﺟﻪ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ:
ﻫو اﻟﻌﯾب اﻟ ذي ﯾﺻﯾب ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺳﺑب ﺻدورﻫﺎ ﻣﻣن ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻘدرة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ إﺻدارﻫﺎ ،ﺳواء أﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷﺧص ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم أو ﻻ ﯾﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ .ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾﺑﺎ ﻋﺿوﯾﺎ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻣن أﺻدر اﻟﻘرار ﻟﯾﺳت ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﻣﻌﯾن ،ﺑﺈن ﺟﻌﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى .1وﯾﻌﺗﺑر ﻋﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫو اﻟوﺟﻪ
اﻟوﺣﯾد ﻣن أوﺟﻪ اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺗﺻدى ﻟﻬذا اﻟﻌﯾب
ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﻰ وان ﻟم ﯾﺛرﻩ ﺻﺎﺣب اﻟدﻋوى، 2ﺣﯾث ﯾراﻗب اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻗواﻋد
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺈﺻدار ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ،وﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﻣدى اﺣﺗرام ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻟﻘواﻋد
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻟزﻣﺎن .وﻻﺗﺟوز رﺟﻌﯾﺔ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ،واﻻ اﻋﺗﺑرت ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻔﺣص ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﺎن ،إذ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﺻدر
ﻟواﺋﺢ ﺧﺎرج اﻟﻣﺟﺎل اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟذي ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ ﻧﺷﺎطﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺗداء ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻌﺎم
ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﺧﺎص ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ.
-1طﯾﻌﻣﺔ اﻟﺟرف ،رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻷﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء( ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 1977ص .243
-2ﻗﺎﺳم اﻟﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻧﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس
ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ، 2002ص .163
51
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
وﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻟﻌﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري،اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر
ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1976/11/20ﻓﺻﻼً ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌت
اﻟﺳﯾدان ﻛﻣﺎش ﻣﺣﻧد وأﻛوك أﺣﻣد ﺿد رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ ﺑودواو ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻓﻲ أن رﺋﯾس
اﻟﺑﻠدﯾﺔ أﺻدر ﻗ ار ار ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1975/03/30ﯾﻣﻧﻊ ﻓﯾﻪ ﺑﯾﻊ واﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻛﺣوﻟﯾﺔ)اﻟﺧﻣور(
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻠدﯾﺔ .وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك طﻌن اﻟﻣدﻋﯾﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرار ﻟﻣﺳﺎﺳﻪ ﺑﻣراﻛزﻫم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،
ﻣؤﺳﺳﺎن دﻋواﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋﯾوب ﺷﺎﺑت اﻟﻘرار اﻟﻣﺧﺎﺻم ﻫﻲ ﻋﯾب اﻻﺧﺗﺻﺎص ،وﻋﯾب
اﻟﺳﺑب ،وﻋﯾب اﻻﻧﺣراف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ وأﺧﯾ اًر ﻋﯾب ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣطﺎﻟﺑﯾن ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ ﻟﻌدم
ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ .وﺣول ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘرار اﻹداري ،ﻗررت اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 235و 237ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدي ،ﺑﺄن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻣﻛﻠف ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي واﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﺗﻲ ﺧوﻟﻪ إﯾﺎﻩ اﻟﻘﺎﻧون....وﻟﻛن
ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﻠق ﻣﺣﻼت ﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣور ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺷﻛل ﺟزاءاً
وﻋﻘﺎﺑﺎً ﻻ ﺗﻣﻠك أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻪ إﻻ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ .
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ أن اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ أو اﺗﺧﺎذ أﺷﻛﺎل ﻣﺣددة أو
إﻓراﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻗواﻟب ﺧﺎﺻﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ إﺟراءات وأﺷﻛﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾؤدي
ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ وﺧرﻗﻬﺎ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻘرار اﻹداري ﺑﻌﯾب ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺎﺗﺧﺎذﻩ وﺟﻬﺎ
ﻹﻟﻐﺎﺋﻪ .1وﺑذﻟك ،ﯾﺣدث ﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻋﻧد ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻹدارة ﻟﻠﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون
ﻟﻺﻓﺻﺎح ﻋن إرادﺗﻬﺎ واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﺻدارﻫﺎ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ .وﯾﺳﺗوي ﻓﻲ ذﻟك أن
ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﺟزﺋﯾﺔ .2وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺻدور ﻻﺋﺣﺔ ﺿﺑط دون اﻟﺗزام ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ﺑﺎﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أو دون اﺗﺑﺎع ﻟﻺﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎً أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ،
-1ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ .330،331 ، 2007
-2ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ) ،ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء( ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ،1997ص .209
52
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﯾﺻﯾب ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻌﯾب اﻟﺷﻛل وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء ﻟﻌدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ .وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن
اﻟﻼﺋﺣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗ ار اًر إدارﯾﺎً ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗﺻدر ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،إﻻ أن اﻟﻘواﻧﯾن ﻗد ﺗﺣدد
إﺟراءات وأﺷﻛﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻹﺻدارﻫﺎ ،وﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﻧﺷر ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري .وﻛذﻟك إﺟراء
اﻻﺳﺗﺷﺎرة ،وﯾﻧﺟم ﻋن ﻋدم اﺣﺗراﻣﻬﺎ إﻟﻐﺎء اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ .وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻧﺟد أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري أﻟزم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺎﺗﺑﺎع إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ )اﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض
اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت( ﻗﺑل إﻋﻼﻧﻪ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً.
إن ﺳﻼﻣﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ أرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺑل إن ذﻟك ﯾﻌد
ﻣﻘﺗرﻧﺎً أﯾﺿﺎً ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ أرﻛﺎﻧﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب واﻟﻣﺣل واﻟﻐﺎﯾﺔ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
-1ﻋﯾب اﻟﺳﺑب:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺻدارﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺻدار .1وﺑذﻟك ﯾﻘﺻد ﺑﻌﯾب اﻟﺳﺑب اﻧﻌدام اﻟوﻗﺎﺋﻊ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو وﻗوع ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ وﺗﻛﯾﯾﻔﻬﺎ ﺧﻼل ﺻدور ﻻﺋﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط
ﻣﺧﺗﺻﺔ .وﯾﺳﺗﻠزم ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﺷروﻋﺔ ،أن ﺗﺻدر ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ
أﺳﺎس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أي ﻧﺷوء ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو واﻗﻌﯾﺔ دﻓﻌت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ٕ إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل واﺻدار اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،وﻻ ﯾﻌد ﺗدﺧل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ﻣﺷروﻋﺎً ،إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺑﻧﯾﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺟدﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
و ﺑﻌﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣظﺎﻫرﻫﺎ
-1ﻋﺻﺎم اﻟدﺑس ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ورﻗﺎﺑﺗﻪ ﻹﻋﻣﺎل اﻹدارة ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ 2010
،ص.357
53
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻋن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﯾﻘوم ﺑﻔﺣص ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟواﺋﺢ
اﻟﺿﺑط اﻹداري .ﻓﻬو ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋن اﻟﺑﺣث ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺗﺑرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﺗﺧﺎذ اﻟﻼﺋﺣﺔ ،وﻟﻛن
ﯾﺗﺳﺎءل ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻼﺋﺣﺔ ﺗﺗﻼﺋم أو ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟظروف ،أي ﻣدى ﺗﻧﺎﺳب وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗدﺧل ﻣﻊ
درﺟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم .
-2ﻋﯾب اﻟﻣﺣل:
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﯾب اﻟﻣﺣل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون ،أي أن ﺗﻛون اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻣﻌﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﻌﻧﺎﻩ أن
ﯾﻛون اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﯾﺳﺗوي
ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ، 1إذ ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط أن
ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎً ،أي أن ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺳﺎﺋد واﻟﺳﺎري وﻗت
ﺻدورﻫﺎ ،وﻛذﻟك أن ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎً ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ .2ﻓﻣﺗﻰ اﺳﺗﺣﺎل ﺗﻧﻔﯾذ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط
وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻋد ﻣﺣﻠﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻊ ،وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ
اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﺿرورﯾﺎً ،وﯾﻛون ﻛذﻟك ﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﺟﺎل أو ﺗﻬدﯾد
ﺑﺎﺿطراب ﺗﺳﺗﻠزم ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺗدﺧل ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟدﻓﻌﻪ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗواﻓر اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻛﺎﻧت ﻻﺋﺣﺔ
اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎطﻠﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ .وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﻛذﻟك أن ﯾﻛون ﻓﻌﺎﻻً،
وﯾﻘﺻد ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﻣن ﺷﺄن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺗﺧذة اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺈﺑﻌﺎد اﻟﺧطر أو اﻻﺿطراب ،ﻓﺈن ﻟم ﺗﻛن ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗوﻗﻲ اﻻﺿطراب
أو اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻻزﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻣﺣل ﻻﺋﺣﺔ
اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﯾﻛون ﻣﻌﻘوﻻً ،وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎً ﻣﻊ ﺟﺳﺎﻣﺔ
اﻻﺿطراب اﻟذي ﺗﻬدف اﻹدارة إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻪ ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧﺎﺳب ﻋﻧﺻ اًر ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺳﻠطﺎت
-1ﻋراب ﻧﺟﯾﺔ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس ﺑﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ،ﺳﻧﺔ ،2008ص .147
-2ﺑوﻋﻣران ﻋﺎدل ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ن دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ،2010ص.38
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﻟﺿﺑط اﻹداري ،ﻻن اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ ،واﻟﻬدف ﻟﯾس ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﻣن،
إو ﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺳﻌﻰ اﻹدارة إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف ﺑﺄﻗل ﺗﺿﺣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.1
ﻧﻛون ﺑﺻدد ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ أو اﻻﻧﺣراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ ،ﻏﯾر
اﻟﺗﻲ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﻣﻧﺣت ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ ،وﻫﻛذا ﯾﺗﺻل ﻋﯾب ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻻﻧﺣراف ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻧﺻر
اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ،أي اﻟﻬدف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ ﻣﺻدر اﻟﻘرار اﻹداري وﯾﺄﻣل ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ.
ﻓﺈذا ﻣﺎ اﺳﺗﺧدم رﺟل اﻹدارة ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻬدف اﻟﻣﺧﺻص
ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻟﻘ اررﻩ اﻹداري ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد أﺳﺎء اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺗﻪ واﻧﺣرف ﻋن اﻟﻬدف اﻟذي ﻛﺎن
ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،وﻣن ﺛم ﺷﺎب ﻗ اررﻩ ﻋدم اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻛﺎن ﺟدﯾ اًر ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻟﻌﯾب
اﻻﻧﺣراف إو ﺳﺎءة اﻟﺳﻠطﺔ ،أو ﺑﺎﻷﺣرى ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ و اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗﺟﻠﻰ ﺑوﺿوح ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط
اﻹداري اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻋدة ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻫداف واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﻠﯾس
ﻟﻬﺎ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر أو اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻬدف اﻟﻣﺣدد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.2
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻣدﻟوﻻﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﻓﺎن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ أن أي ﻻﺋﺣﺔ ﺿﺑط ﺗﺻدر ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈذا اﺳﺗﻬدﻓت
ﻏرﺿﺎً آﺧر وﻟو ﻛﺎن ﯾﺗوﺧﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺗﺟﺎوزة ﻟﻧطﺎﻗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻏﯾر
ﻣﺷروﻋﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻌﯾوب اﻷﺧرى ،ﻓﺈن ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺳواء ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟظروف
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو ﻷي اﻋﺗﺑﺎر أﺧر ،وﺗﺗﺟﺳد ﺻورة ﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻧدﻣﺎ
-1ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ،ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ،اﻟرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .280
-2ﻣﺎﻣون ﻣوذن ،رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺛﺎﻟث ،دور اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟوادي ،أﯾﺎم 28و 29أﻓرﯾل ، 2010ص.12
55
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﺗﺻدر ﻣن أﺟل ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم،
أو ﻋﻧد اﻻﻧﺣ ارف ﺑﺎﻹﺟراءات. 1
ﺗﻌﺗﺑر دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض أو دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟدﻋﺎوى اﻹدارﯾﺔ ﻗوة ،وﻗﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺣﻛم أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ
أﻛﺛر وأوﺳﻊ ﻣن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،وﻫﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﻔﺣص ﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ،واﻷﻣر
ﺑﺗﻌوﯾض اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘت ﺑﺎﻷﻓراد ،ﻓﻬﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺟﺑر اﻟﺿرر
اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻣﺷروﻋﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدﻋﺎوى ﻋﻣوﻣﺎً ،وﻫﻲ اﻟﺻﻔﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺛم اﻟﺷروط اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺈن دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻻ ﺗﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻘرار
اﻹداري ،وﻻ ﺑﺎﻟﺗظﻠم ،وﻻ ﺑﻣﯾﻌﺎد أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء.
ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛدرﺟﺔ أوﻟﻰ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ) (801وﺗﺳﺗﺄﻧف أﻣﺎم ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ) ، (901ﯾﺣدد أﺟل رﻓﻊ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺄرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷر اﻟﻘرار
اﻹداري ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ) (829وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟطﺎﻋن ﺑدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟطﺎﻋن ﻓﻲ
اﻟدﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺿد ﻗ اررات اﻟﺿﺑط اﻹداري ، 2وﯾﺗﺄﻛد اﺗﺳﺎع ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ
أن ﺳﻠطﺗﻪ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون أو ﻻ ،إو ﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺳﺎﺑق ،إﻟﻰ ﺣد
اﻟﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﻔﻌﯾل أﻛﺛر ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ﻋن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺄﺣد
ﻋﯾوب اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ )ﻋﯾب اﻻﺧﺗ ﺻﺎص ،وﻋﯾب اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ،وﻋﯾب اﻟﺳﺑب ،وﻋﯾب اﻟﻣﺣل،
-1ﺳﺎﻟم ﺧﻠﯾف ﻋﻠﯾﻣﺎت ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻘررات اﻟﺿﺑط اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓرﻧﺳﺎ ،ﻣﺻر ،اﻷردن ،رﺳﺎﻟﺔ
دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت ﻟﻠﻌﻠﯾﺎ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،ﺳﻧﺔ ، 2007ص .204
-2أﻧظر اﻟﻣﺎدة ، 829ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻪ.
56
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
وﻋﯾب اﻟﻐﺎﯾﺔ( .ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻘوم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري دون ﺧطﺄ إذا ﻛﺎﻧت ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺿﺑط
ﻣﺷروﻋﺔ وﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺿرر ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
إن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑ ط اﻹداري ،وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻗد ﺗﻠﺣق
ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أﺿ ار اًر ﻣن ﺟراء اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل أو ﺳوء ﻧﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ
ﯾﺷﻛل ﺧطﺄ ﯾﺧول ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﺿرر ﻣن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻟﺣق ﻗﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض
ﻹﺻﻼح وﺟﺑر ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن أﺿرار ،ﺑﺷرط أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻرف
ﺧﺎطﺊ ﻣن إﺣدى ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ،واﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،وﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺟرد ﺧطﺄ ﯾﺳﯾر ﻟﺗرﺗﯾب ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري .1وذﻟك طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ .وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﻩ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ دﺳﺗور 1996ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 22ﻣﻧﻪ ﺑﻘوﻟﻬﺎ ":ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ".واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﻛﺎن ﻫﻲ :اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﺧطﺄ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﻛن اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺟوﻫري ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص.
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ أن اﻹدارة ﻻ ﺗﺳﺄل إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺧطﺄ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ اﻟﺿرر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ،إﻻ أن ﺗطور أﺳﺎﻟﯾب اﻹدارة وأﻧﺷطﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ،ﻗد أﺑرزت أﻧﻪ ﻗد
ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﻟﻧﺷﺎطﻬﺎ أﺿ ار اًر ﻋدﯾدة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻗد ﺗﺻﯾب اﻷﻓراد دون أن ﺗﻛون
ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ أو ﺗﻣﺛل ﺧطﺄ ﻣن أي ﻧوع ﻣﻌﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ﺗواﻓر ﻋﻣﻠﯾﺔ
57
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺿرار .1وﺑذﻟك ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وأرﺳﻰ ﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﯾن
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد ،ذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺗواﻓر أرﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ
رﺋﯾﺳﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ،وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن
ﻓﻘط :ﻫﻣﺎ اﻟﺿرر وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ.
58
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
أوﻻ -اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ :و ﻧﺑدأ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب "
ﺑﺄﻧﻬﺎ ظروف ﺧطﯾرة ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﺗﻬدد ﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ أو أﺣد أﻗﺎﻟﯾﻣﻬﺎ ،ﻣﺛل
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب أو اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﺟدي ﺑوﻗﻌﻬﺎ ،أو ﺣدوث ﻓﺗﻧﺔ ﻣﺳﻠﺣﺔ ،أو ﻛوارث أو إﻧﺗﺷﺎر وﺑﺎء ﻓﺗﺎك،1
وﻋرﻓﻬﺎ اﻻﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " أﺣوال ﺗﻣر ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ،وﺗطﺑق أﺛﻧﺎﺋﻬﺎ
ﻗواﻋد ﺷﺎذة ﻏﯾر ﻣؤﻟوﻓﺔ ﺗﺟﯾز ﻟﻬﺎ اﻟﺧروج ﻣؤﻗﺗﺎ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺷﺎذة ﺗﺳﻣﺢ
ﺑﺈﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﻣن اﻟدوﻟﺔ وﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم وﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻬددﻫﺎ ﻣن ﻣﺧﺎطر
ﻧﺗﺟت ﻋن ﻫذﻩ اﻟظروف "
ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺷروﻋﯾﺔ
ﺗﺗﺳﻊ ﻗواﻋدﻫﺎ ﻋن اﻟﻣﻌﻬود ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺑﺷرط ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة
2
ﻓﯾﻣﺎ أﻛد اﻟدﻛﺗور ﻓؤاد اﻟﻌطﺎر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧص ﻣن ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ و ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻘﺿﺎء ورﻗﺎﺑﺗﻪ "
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﺿﻊ ﻟﻠظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،إو ذا ظﻬرت ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺣﯾﻧﺋذ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ
3
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟدوﻟﺔ "
وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت أﻧﻬﺎ إﻫﺗﻣت ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ إﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
وﺟود ظروف إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ .
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻐرﺑﻲ ﻓﻌﺑر ﻋﻣﯾد اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣورﯾس ﻫورﯾو إن اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺷﻛل دﻓﺎع
ﺷرﻋﻲ ﻣن ﺣق اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ إو ن ﺧرﺟت ﻋن إطﺎر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣق دﻓﺎع ﺷرﻋﻲ.1
أﻣﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ " ﺟﯾﻠﯾﻧﯾك واﻫرﻧﺞ " ﻓﻘد رأى أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻣﺟرد وﺟود
ﺧطر ﯾداﻫم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻠﻬﺎ أن ﺗدﻓﻌﻪ ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت وﻟو ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺗﻌطﯾل ﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ
وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ أن اﻟﺿرورة ﺗﺑﯾﺢ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾﺢ اﻟﺧروج ﻋﻠﯾﻬﺎ
وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ .
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻧﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻔﻘﻪ
إﻧﻘﺳﻣم إﻟﻰ ﻓرﯾﻘﯾن :
اﻟﻔرﯾق اﻻول :ﯾﻌرف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﻗﻌﻲ أي أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺣداث أو
ظروف ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن واﻹﺟراءات ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟﻣؤطرة ﻟﻠظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ .
اﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾﻌرف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أي ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ظروف ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺗﻬدد أﻣن اﻟدوﻟﺔ إو ﺳﺗﻣرارﻫﺎ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻠك
اﻟﻘواﻧﯾن ﺻﺎدرة ﻋن ﺳﻠطﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو ﻧﺧول ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﺻرف أﺛﻧﺎء ﺗﻠك اﻟظروف .
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ :ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت
ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧدرس ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف
اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﻣن ﺛم ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻓﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻣﺻﺎدر
َرَم َﻋﻠَ ْﯾ ُﻛ ُم
} إِﱠﻧﻣَﺎ ﺣ ﱠ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ﻧﺟد ﻗول اﷲ ﺗﺑﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ
ُور
ِن اﻟﻠﱠﻪَ َﻏﻔ ٌ
َﺎغ وََﻻ ﻋَﺎ ٍد ﻓَﺈ ﱠ
اﺿط ﱠُر َﻏ ْﯾ َر ﺑ ٍ
َن ْ
ِﯾر َوﻣَﺎ أُ ِﻫ ﱠل ﻟِ َﻐﯾ ِْر اﻟﻠﱠ ِﻪ ﺑِ ِﻪ ◌ۖ ﻓَﻣ ِ
ْﺧﻧْز ِ
َﺣ َم اﻟ ِ
ا ْﻟ َﻣ ْﯾﺗَﺔَ وَاﻟ ﱠد َم َوﻟ ْ
2
َرﺣِﯾ ٌم {
-1ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﺑﺳوﻧﻲ ، ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻣﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ، 2004ص .109
-2اﻵﯾﺔ ، 173ﺳورة اﻟﺑﻘرة .
59
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
وﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻣﺎ ﺣدث ﻟﻠﺻﺣﺎﺑﻲ اﻟﺟﻠﯾل ﻋﻣﺎر ﺑن ﯾﺎﺳر ﻋﻧد ﺷﺗﻣﻪ ﻟﻺﺳﻼم ﺑﺎﻹﻛراﻩ ﺣﻔﺎظﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻠﺗﻌذﯾب ﻣن اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻓﺳﺄﻟﻪ اﻟرﺳول ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم :ﻛﯾف ﺗﺟد
1
ﻗﻠﺑك ؟ ﻓﻘﺎل ﻋﻣﺎر ﻣطﻣﺋن ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ،ﻓرد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم ﻗﺎﺋﻼ :إن ﻋﺎدوا ﻓﻌد.
وﻛذﻟك إﻋﺗﻣد اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺎﻋدة " اﻟﺿرورات ﺗﺑﯾﺢ اﻟﻣﺣظورات وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ وﺟود ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ
ﺗدﻓﻊ اﻟﻣﺳﻠم إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز اﻟﺣدود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ .
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣرﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻠوﻟﻬﺎ
وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣﺣ ﻛم اﻟﻣﻘﯾد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،إو ذا ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻷﺻﻠﯾﺔ
واﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ظرف طﺎرئ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗرﺧﯾص أو اﻹﻋﻔﺎء ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرض واﻟﺳﻔر واﻹﻛراﻩ ......اﻟﺦ وﻗد ﺟﺎءت ﻣروﻧﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺧدم اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟوﺿﻌﻲ ﻟم ﺗﺗﻔق اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣوﺣدة ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إو ﻧﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :
دﺳﺗور ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ 1958ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷر ،وﻗواﻧﯾن ﻣﺛل ﻗﺎﻧون 11
2
ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1938ﻹﻋداد اﻷزﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب
ﻓﻲ ﻣﺻر ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ دﺳﺗور 1971ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﯾﻪ 74و 147وﻛذا اﻟﻘﺎﻧون 147ﻟﺳﻧﺔ
1959ﻟﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎع اﻟﻣدﻧﻲ. 3
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دﺳﺗور 1963ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 59و ﻛذا دﺳﺗور 1989ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 86واﻟﺗﻌدﯾل
4
" اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 1996ﻓﻲ ﻣوادﻩ 91 ، 93 ، 95و ﻛذا ﻣراﺳﯾم إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ
وﻣراﺳﯾم إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر . "5
وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻣﺎ أﺟﻣﻌت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول ﻫو ﻋدم ﺗوﺣﯾد ﺗﺳﻣﯾﺔ
اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﻔﻘﻪ ،وﺣﺗﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻓﺗرﺿت ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟواﺟب
إﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗوع اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟظروف ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺑل
ﺣددت ﻓﻘط ﺷروط ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ وﺗداﺑﯾر ﻣواﺟﺗﻬﺗﻬﺎ وﻛذا اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻣﺟﺎﺑﻬﺗﻬﺎ ،ورﺑﻣﺎ
ﯾرﺟﻊ ﻫذا ﻟﻛون اﻟﺗﻌرﯾف ﻣن إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻔﻘﻪ اﻷﺻﯾل وﻣﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ إﻻ ﺗﻧظﯾم اﻟﺷروط
واﻟﺣﺎﻻت .
ﺛﺎﻟﺛﺎ -اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﯾرﺟﻊ أﺻل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ
وﺑﺎﻟﺿﺑط إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إذ ان ﻣﻌظم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري إن ﻟم ﻧﻘل ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌد
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ واﻻﺻل وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﺔ ﺣﯾث اﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺟﻠس ﻋﺑﺎرة "
اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ " وﺑﯾن أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﺑداءا ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺎﻫﺎ " ﻧظرﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺣرب " ،
ﻓﻲ ﺣﯾن اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺻري ﻋﺑﺎرة " ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة " ،ﺣﯾث ﺳﺎﻫﻣت ﻗ اررات اﻟﻣﺟﻠس
ﻓﻲ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم وﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑدﻓﻊ اﻷﺧطﺎر
اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد إﺳﺗﻘرارﻫﺎ ،1وأﻛد ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أن ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫﻲ ﻧظرﯾﺔ
2
،ورﻛز اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣرﻧﺔ وذات أﺑﻌﺎد ﺧﺎﺻﺔ
اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎ ظﻬر ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑـ " ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻧد
ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣس ﺑﺎﻷﻣن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺳرﯾﻌﺔ
اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ﻣﺎ ﺗواﺟﻪ ﺑﻪ اﻟﻣوﻗف اﻟﺧطر "
وﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻌرﯾف ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟظرف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ .
راﺑﻌﺎ -ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ :ﻋرﻓت ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺗطو ار ﻣن ﺣﯾث ﺗﺑﻧﻲ اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﺗﺿﻧﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗؤطرﻫﺎ ﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت وﺑرﺗوﻛوﻻت
ﺳﻌت اﻟدول اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧظﻣﺎم إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺗرﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻧظﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺎﻟظروف
اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻫﻲ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ﺗﺧرج ﻋن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣوﺟودة ﺑﻬﺎ ﺑﻐرض ﺗﺟﻧب اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﻬددة ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات
ﺑﻘدر اﻟﺿرورة وأن ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ أﺿﯾق اﻟﺣدود . 3
وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟذي أﻛد ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟطوارئ اﻟﻣﻌﻠن ﻋﻧﻬﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠدول اﻷﻋﺿﺎء ﺗرﺧﯾﺻﺎ ﺑﺄن ﺗﺗﺧذ ﺗداﺑﯾر اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﺗﻰ إو ن
-1ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري_دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ_ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ، 2003 ،ص .233
-2ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن دﺧﯾل ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ، 2009 ،ص 48و 49
-3ا ﻟﻣﺎدة ، 04اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16دﯾﺳﻣﺑر .1966
61
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﺧرﻗت ﺑﻧود اﻟﻌﻬد ﺷرط اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ،ﺑﺷرط ﻋدم إﻧطواﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾز ﯾﻛون
ﻣﺑررﻩ اﻟﻌرق أو اﻟدﯾن أو اﻟﺟﻧس أو اﻷﺻل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ . 1وﺣدد اﻟﻌﻬد إﺟراء إﻋﻼن اﻟظرف
اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑﺷرط إﻋﻼم اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة و ﻛذا ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء ﻫذا اﻟظرف ،إﻻ أﻧﻪ ﻫﻧﺎك
ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻫدات ﻟم ﺗﺷر إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎوز ﻧﺻوﺻﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ . 1966
-1ﺳﻌﯾد اﻟﺳﯾد ،اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻣﻧﺷو رة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ، 1992 .ص .115
-2ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﻌرب ﻣﺻطﻠﺢ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ،أﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل اﻟﻣﺛﺎل:زﻛرﯾﺎ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد
اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺣﻔوظ ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ،وﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗو ا رﻩ ،ﺣﻘوق ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ
، 1966ص 11 .وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ؛ ﻫﺎﺷم ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم .ﻋﻛﺎﺷﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿرورة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 1998
ص75 .
3
-André DE LAUBADERE; Traité élémentaire de droit Administratif, L.G.D.J, Paris, 1966, p.130.
4
-Jean RIVERO; Les libertés publiques, Presses Universitaires De France, Paris, 1973, pp.259-260.
-5ﻧﺻر اﻟدﯾن ﺑن طﯾﻔور ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ص 165 .و .166
-6ﻓوزي اوﺻدﯾق ،اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺞ ا زﺋري ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ،د.م.ج ،.اﻟﺞ ا زﺋر ،ﺳﻧﺔ . 2006ص80 .
62
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﺷﺎﺋﻛﺔ وﻣﻌﻘدة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ وﺣﺳن اﻟﺗﺻرف
واﻟﺗدﻗﯾق ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺑﺗﻐﺎﻫﺎ.2
وﻗد ﺗم ﺗطﺑﯾق ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1992ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ
إﺛر اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌت إﯾﻘﺎف اﻟﻣﺳﺎر اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﻲ وظﻬور ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻌﻣل ﻓﻲ
إطﺎر اﻟدﺳﺗور وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 44/92اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1992/02/09وﻟﻌل ﺳﺑب
ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻛﺎن ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺿﻣﺎن اﻻﺷﺧﺎص واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
وﺗﺄﻣﯾن اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻗد ﺗم ﺗﻣدﯾد إﻋﻼﻧﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1993/01/06ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم 02/93اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 3 1993/01/06إو ﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2011/02/23ﺗﺎرﯾﺦ
رﻓﻌﻬﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻷﻣر رﻗم 01/11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .42011/02/23
وﻧظ ار ﻟﺧطورة ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻋﻧد اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺎدام أﻧﻪ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣن اﻟظروف
ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ وأﺳﺑﺎب وﻣﺑررات إﻋﻼﻧﻬﺎ ،واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ،
وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
-اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ :
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﺎﻟﻬﺎ اﻟطوارئ ﻓﻲ ﻛل اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ) اﻟﻣﺎدة
119ﻣن دﺳﺗور 1976واﻟﻣﺎدة 86ﻣن دﺳﺗور 1989واﻟﻣﺎدة 91ﻣن دﺳﺗور (5 1996ﻧﺟدﻫﺎ
ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺗﻔق ﻋﻠﻰ أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﻣؤﻫل واﻟﻣﺧﺗص ﺑﺈﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر دون
ﺳواﻩ ،وﻟﻛن ﺑﻌد إﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت واﺟﺗﻣﺎع اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔوﯾض
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﻣﺎ ﻷي ﺳﻠطﺔ ﻛﺎﻧت .
-1ﻋﻘﯾﻠﺔ ﺧرﺑﺎﺷﻲ ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ، 2007ص.81 .
-2ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ، 1990ص.267
-3أﻧظر ج.ر.ج.ج ،اﻟﻌدد ،8اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ..1993/02/07
-4أﻧظر ج.ر.ج.ج ،اﻟﻌدد 12اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ .2011/02/23
-5ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 91ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ":ﯾﻘرر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ إذا دﻋت اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﻌد اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن واﺳﺗﺷﺎرة رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري وﯾﺗﺧذ ﻛل اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﺳﺗﺗﺑﺎب اﻟوﺿﻊ
وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو اﻟﺣﺻﺎر إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ .وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣدﯾد ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ أو
اﻟﺣﺻﺎر ،إﻻ ﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺗﯾن ﻣﻌﺎ.
63
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
-1ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋدد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ اﻟﻌرب ﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌرﻓﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر .أﻧظر ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺑل اﻟﻣﺛﺎل:
ﻋﺎﺻم رﻣﺿﺎن ﻣرﺳﻲ ﯾوﻧس ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ، 2010ص 300و
.301
-2ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ" ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻋﯾن ﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ، 1979ص 212 .و 213
-3ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب اﻟﺳﯾد ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ص.201
-4ﺗم اﻹﻋﻼن ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 196 /91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1991/06/04اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺣﺻﺎر ،ﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ.
-5ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،م.ج.ع،ق.أ.س ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﺟزء ، 36اﻟﻌدد ،1
ﺳﻧﺔ ، 1998ص 35 .؛ ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 54؛ ﻓوزي اوﺻدﯾق .،اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺞ ا زﺋري ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ،
د.م.ج ،اﻟﺞ ا زﺋر ،ﺳﻧﺔ ، 2006ص76 .
6
- Rolan Drago: "l'état d'urgence (crise des 03 avril et 07 aout 1955) et Les libertés publiques" R.D.P, 1955,
p.693.
64
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﻹﺿطراﺑﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ . 1وﻟﻘد أﺷﺎر اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 36
2
ﻣﻧﻪ .
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﻷول ﻣرة ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟطوارئ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور ) 1976اﻟﻣﺎدة ، ( 119وﻓﻲ دﺳﺗور ) 1989اﻟﻣﺎدة
، ( 86وﻓﻲ دﺳﺗور ) 1996اﻟﻣﺎدة ، ( 91ﻛﻣﺎ أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟﻧﻔس اﺟراءات ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ ) اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت ( وﺳﺑب إﻋﻼﻧﻬﺎ ) اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ( وﺗﻣدﯾدﻫﺎ ) ﻣن
اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ ( .
وﻗد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﺗطﺑﯾﻘﯾن ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ،اﻟﺗطﺑﯾق اﻷول ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ 6أﻛﺗوﺑر 1988ﻋﻠﻰ
إﺛر أﺣداث 05أﻛﺗوﺑر 1988اﻟﻣﺷﻬورة ،وﺗم إﻋﻼﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وﺿواﺣﯾﻬﺎ ،ﻋﻠﻣﺎ أن
ﻣرﺳوم إﻋﻼﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻧﺷر ،إذ إﻛﺗﻔت اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺗﻛﻠﯾف اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ أﯾن أﺻدرت ﺛﻼث
ﺑﻼﻏﺎت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷول ﺧﺎص ﺑﻣﻧﻊ اﻟﻣظﺎﻫرات واﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﻣﻬددة ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻟﺑﻼغ اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻗرر ﺣظر اﻟﺗﺟول ﺑﯾن ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل واﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر وروﯾﺑﺔ واﻟﺷراﻗﺔ ،ﺛم
اﻟﺑﻼغ اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺄن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳﺗﻛون ﺑﺎﻟﻘوة ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻼح
ﺑﻌد اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ اﻷوﻟﻲ ،وﻗد رﻓﻌت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر ﺑﻧﻔس طرﯾﻘﺔ إﻋﻼﻧﻬﺎ أي أن ﻣرﺳوم رﻓﻌﻬﺎ ﻟم ﯾﺻدر
4
ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ﻫو اﻵﺧر 3 .أﻣﺎ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ 04ﺟوان 1991
196/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 04ﺟوان ، 1991وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻺﺿراب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧظم ﻣن طرف
اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون ﺗﻘﺳﯾم اﻟدواﺋر اﻹﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر 5.أﻋﻠﻧت
ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر ﻋﺑر ﻛﺎﻣل اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ،وﻗد رﻓﻌت ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻹﻋﻼن
ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29ﺳﺑﺗﻣﺑر 1991ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 336/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
6
1991/09/22اﻟﻣﺗﺿﻣن رﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر .
-1ﻣراد ﺑدران ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ص.86 .
2
-Article 36: "L'état de siège est décrété en Conseil des ministres. Sa prorogation au-delà de douze jours ne
peut être autorisée que par le Parlement.".
-3ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.313 .
-4أﻧظر ج.ر.ج.ج ،اﻟﻌدد 29اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ . 1991/06/12
-5ﻣراد ﺑدران ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ . ،ص87 .
-6أﻧظر ج.ر.ج.ج ،اﻟﻌدد 44اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ. 25 /09/1991
65
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
-1ﻏﺿﺑﺎن ﻣﺑروك وﻏرﺑﻲ ﻧﺟﺎح ،ﻗراءة ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺣﺻﺎر واﻟطوارئ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻔﻛر ،اﻟﻌدد ، 10ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌل وم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،اﻟﺞ ا زﺋر ،ص19 .
-2ﻋﺑد اﷲ ﺑوﻗﻔﺔ ،أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص341 .
66
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
اﺳﺗﻣر اﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﺑﻌد اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟرﺋﯾس أﺣﻣد ﺑن ﺑﻠﻪ ﻓﻲ اﻧﻘﻼب 19ﺟوان 1965وﺣﺗﻰ ﺑﻌد إﻟﻐﺎء
1
دﺳﺗور .1963
إن ﻧص اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻌﻛس ﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻲ
اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر وﻫو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ) أوﻻ( وأﺳﺑﺎب ﻣﺑررات
إﻋﻼﻧﻬﺎ )ﺛﺎﻧﻲ( واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ )ﺛﺎﻟﺛﺎ(.
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﻋﻼﻧﻬﺎ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ،
وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 93ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :
ﯾﻘرر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑﻼد ﻣﻬددة ﺑﺧطر داﻫم ﯾوﺷك أن ﯾﺻﯾب
ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ أو اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ أو ﺳﻼﻣﺔ ﺗ ارﺑﻬﺎ ...".ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟازﺋري ﻗد
ﺧول ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ إﻋﻼن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﺑﻌض اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت
دون أن ﺗﺷﺎرﻛﻪ ﻓﻲ ذﻟك أﯾﺔ ﻫﯾﺋﺔ دﺳﺗورﯾﺔ أﺧرى .ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔوﯾض اﺧﺗﺻﺎص ﺗﻘرﯾرﻫﺎ ﻷي
ﺳﻠطﺔ ﻛﺎﻧت. 2
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ،ﻓﺈن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ ﻣدة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
وﻻ إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻣدﯾدﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب أن ﺗﻧظم اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون
ﻋﺿوي .وﻟﻌل ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر.
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻌﻬﺎ:
إن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻛﺎن أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑرﻓﻊ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن
ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟطوارئ واﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 93اﻟﺗﻲ ﺗﻧص" :ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻹﺟرءات اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر اﻟﺗﻲ أوﺟﺑت إﻋﻼﻧﻬﺎ".
ﺣﺳب اﻷﺷﻛﺎل و ا
-1ﻧﺻر اﻟدﯾن ﺑن طﯾﻔور ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ص 32 .؛ ﺳﻌﯾد ﺑواﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺞ ا زﺋري ،اﻟﺳﻠطﺔ .اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،
ص .336
-2وﻫذا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 87اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ":ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻔوض ﺳﻠطﺗﻪ...وﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد 77و 78و
91وﻣن 93إﻟﻰ ... 95ﻣن اﻟدﺳﺗور".
67
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ٕواﻋﻣﻼً ﻟﻘﺎﻋدة ﺗوازي اﻷﺷﻛﺎل ،ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟوﺣﯾدة ﺑرﻓﻌﻬﺎ ﺑﻧﻔس
إﺟراءات إﻋﻼﻧﻬﺎ( اﺳﺗﺷﺎرة ﻛل ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ورﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ورﺋﯾس
اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣن وﻣﺟﻠس اﻟوزراء ).وﯾرﺗﺑط إﻧﻬﺎء اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ أدت إﻟﻰ إﻋﻼﻧﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﯾن اﻟﻘﯾود واﻟﺗوﺳﻊ
درج اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻧد ﻗﯾﺎم ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أن ﺗﺑﺎﺷر
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة و ذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن و اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .1ﻓﻣن أﺟل ﺳد اﻟﻔ ارغ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺣﻛوﻣﺔ،
2
ﺑﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟوﺿﻊ و ﻣﻧﻊ اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم
وﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﻛﻣﻪ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 07ﺟﺎﻧﻔﻲ 1948ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ
3
LECOCQﺣﯾث ﺗﺗﻠﺧص وﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ أﻧﻪ ﺑﻌد أن إﺣﺗل اﻟﺟﯾش اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻠدﯾﺔ Fécampﺧﻼل
اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻗﻠﯾل ﻫرب ﻣﻌظم ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدة ،و ﻟم ﯾﺑق إﻻ ﻋددا ﻗﻠﯾﻼ ﻣن اﻷﻓراد ﻻ
ﯾﻣﻠﻛون أي ﻣوارد ﯾﺗﻌﺎﯾﺷون ﻣﻧﻬﺎ ،و ﻟﻘد دﻓﻊ ﻫذا اﻟﻣوﻗف رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ إﻟﻰ ﻓرض ﺗداﺑﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ .و ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻓﻲ ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺎت
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾزود ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ ﺣﯾث طﻌن ﻓﻲ
اﻹﺟراء اﻟذي اﺗﺧذﻩ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﻏﯾر أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﻓض إﻟﻐﺎء اﻹﺟراء و إﻋﺗﺑرﻩ
ﻣﺷروﻋﺎ ،و ﻗد إﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻗد وﺟدت ﻓﻲ Fécampﻣﻧذ 1940
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓرﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺳرﻋﺔ ،و ﺑﺳﺑب إﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ ﺣﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾم ﻋﻠﻰ
اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ أن ﯾﺗﺧذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻓﯾﻬﺎ أﯾﺔ ﻣوارد ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻟﻣواﺟﻬﺔ Fécampاﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﺗﻬﺎ اﻷﺣداث ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛون
ﻣﺷروﻋﺎ ﻣﺎ ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻪ ﻋﻣدة ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣؤﻗت ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﺎﺟر
واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺟد ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،و ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم
ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ،و ذﻟك ﺿﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻣن أﺟل ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة
1
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗطﺑق ﻓﻘط ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
-1ﺗﺣدﯾد أو ﻣﻧﻊ ﻣرور اﻷﺷﺧﺎص و اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲ أﻣﺎﻛن و أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ.
-2ﺗﻧظﯾم ﻧﻘل اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﺳﻠﻊ ذات اﻟﺿرورة اﻷوﻟﻰ و ﺗوزﯾﻌﻬﺎ.
-3إﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎطق اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن.
-4ﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ أو وﺿﻊ ﺗﺣت اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺟﺑرﯾﺔ ﻛل ﺷﺧص راﺷد ﯾﺗﺿﺢ أن ﻧﺷﺎطﻪ ﻣﺿر
ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﺑﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
-5ﺗﺳﺧﯾر اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻧﺷﺎطﻬم اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺿراب ﻏﯾر ﻣرﺧص ﺑﻪ أو ﻏﯾر
ﺷرﻋﻲ.
-6اﻷﻣر اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺗﯾش ﻧﻬﺎ ار أو ﻟﯾﻼ.
ﻓﻣن أﺟل ﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري أن ﺗﺗﺧذ ﻗ اررات ﺗﻣس
اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺗﻠﻐﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺎت و ذﻟك ﻣن أﺟل ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .إن أﺛر
اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻫو ﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت و ﻗدرات ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ
ﻧﺣو ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺗﺧذ ﻗ اررات و إﺟراءات ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﯾﺟﯾزﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري و ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺷروﻋﺔ 2طﺎﻟﻣﺎ
أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻣر ﺑظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﯾﺗﺣﺗم اﻷﻣر ﻣن أﺟل ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ أن ﺗﺻدر ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺿﺑط
ﺟدﯾدة ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻓﺿرورة و ﺿﻐط اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
-1اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 44اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﻓﺑراﯾر 1992اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ .
-2ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ و ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .221
69
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﯾﺳﺗﻠزم ذﻟك ﺣﻔظﺎ ﻟﻛﯾﺎن ا ﻟدوﻟﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻻﻧﻬﯾﺎر ،ﻟذﻟك ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺣوال ﺗﺑﺎدر
إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻧﺎﻓذة أو إﺻدار ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟدﯾدة. 1
ﻟﻛن رﻏم ﺗﻠك اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ إدﻋﺎء ﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑوﺟود ظرف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﻌﺟل ﺑﺈﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات ،ﺑل ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺑروز
ﻫذا اﻟظرف و ذﻟك ﺧوﻓﺎ ﻣن أن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻗد ﺗﺑﺎﻟﻎ ﺑﺗﺣﻘق اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﺗﺗذرع
ﺑﺻﻌوﺑﺎت وﻫﻣﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﺗﺳﺎع ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ و ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻧﻘﺿﺎء اﻟظروف
اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑررﻫﺎ.2
وﻣﺎدام اﻷﻣر ﻛذﻟك ،ﻓﺈن اﻹﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظروف ﺳﺗﻧطوي
ﻋﻠﻰ ﺧطورة ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑل إن اﺣﺗﻣﺎل ﺗﺣول ﺗﻠك ،اﻟﺳﻠطﺎت إﻟﻰ
ﺳﻠطﺎت إﺳﺗﺑدادﯾﺔ وارد ﻣﺎ ﻟم ﺗوﺿﻊ اﻟﺿواﺑط و اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ.3
وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟظروف ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻐت درﺟﺔ ﺧطورﺗﻬﺎ ،ﺣﺟب رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء
ﻋﻠﻰ أي ﻋﻣل ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﻲ ظﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﻧﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗدﺧل و ﯾراﻗب ﻣن أﺟل
أن ﯾﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻹدارة ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺣﻘﺎ ،و أن ﻫذﻩ اﻟظروف ﻣﻧﻌﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻘﯾد
ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻌﻣل اﻹداري اﻟﺟﺎري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻔﻠت ﻣن
رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺛﺑوت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻹدارة و ﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻼزم ﻟﻠﻣﺗﺿرر.4
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘﯾود اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط
إن اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺧول ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ذﻟك
ﺑﻬدف ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻣور اﻟطﺎرﺋﺔ .و إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ظل اﻟظروف
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﻘﯾد اﻟﺣرﯾﺎت ،ﻓﺎﻟﺿرورات اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد و ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ و اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ،
أي اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛون أوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻣن إﺣﺗرام ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،ﻟذﻟك ﺗطﻠب اﻟﻘﺿﺎء
ﺷروطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ،5ﻷن اﻟﺳﻣﺎح ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻘدر
ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ أوﺳﻊ ﻣﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ أو ﺗرﺧص ﺑﻪ اﻟﻘواﻧﯾن و اﻟﻠواﺋﺢ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ،و ﻗد ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ إﻫدار اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻠﯾﺔ و ﻣﻧﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻورة ﻛﺎﻣﻠﺔ
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ،إذا ﻛﺎن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻺدارة ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﺟدﯾدة ،ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﺗﻛون طﻠﯾﻘﺔ ﻣن ﻛل ﻗﯾد ،ﻟذﻟك ﺗوﺟد
ﺿواﺑط و ﻗﯾود ﺗرد ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ و ﺗﺣدد اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ. 1
ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺣﺻر ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻓﻲ أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺎﺑط ﻗد أﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻟﻠظروف وﺿرورة اﻹﺟراء اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ و ﻟزوﻣﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻼءﻣﺔ
اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ:
أوﻻ :أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟﺿﺎﺑط ﻗد اﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
اﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺄن اﻟظروف اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺑرر اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت
واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﺳﻌﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻬﺎ وﻻ ﯾﺟﯾزﻫﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺧﺎﻟﻔت ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺑدأ
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺿﺑط ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أن ﯾﻛون ﻗد اﺗﺧذ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟظرف
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋﻧد وﺟود ﻗﯾﺎم ﺣﺎﻟﺔ واﻗﻌﯾﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﺗطﻠب اﻟﺗدﺧل ﺑﺈﺟراء
ﺿﺑطﻲ. 2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺿرورة اﻹﺟراء اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ و ﻟزوﻣﻪ.
إن وﻗف ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺣﻘوق ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘدر و ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻺدارة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺳﺗوﺟب ﻋدم ﺗﺟﺎوز اﻹدارة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ ،و ذﻟك ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ
ﺗﻘول أن " :اﻟﺿرورة ﺗﻘدر ﺑﻘدرﻫﺎ ".و ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى و ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﺗﻌطل أو ﺗﻘف ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻧد ﻧﻘطﺔ ﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﻗدرة اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﺧطﺎر ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﻋﻧﻪ
ﺑﺄن اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺟد ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿرورﺗﻬﺎ .
ﻟذﻟك ﻓﺈن إﺟراء اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺿرورﯾﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،و ﻫذا ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ ﺑﺣث ﻛﺎﻓﺔ اﻟظروف اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻣﺑررة
ﻻﺗﺧﺎذ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻹﺟراء اﻟﺿﺑطﻲ ﻟﻠظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
ﯾﺟب أن ﺗراﻋﻲ اﻹدارة اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣدى اﻟﺗﺻرف ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺧطر اﻟﻣﺗوﻗﻊ و ﺑﯾن اﻹﺟراء اﻟذي
اﺗﺧذ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻪ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻻ ﯾﺷوب ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﺷطط ،و ﻻ ﺗﺿﺣﻰ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،إﻻ ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﺿرورة ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺧﺗﺎر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل أﻗﻠﻬﺎ
ﺿر ار ﺑﺎﻷﻓراد ،2وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﺗﺧذﻩ اﻹدارة ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
ﻣﻼﺋﻣﺎ و ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟظروف ،و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﺗﺻرف طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،و أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
ﻫذﻩ اﻟظروف دون إﻓراط أو ﺗﻔرﯾط ،و ﯾﻘوم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻘدﯾر اﻹدارة ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ و ﺧطورة
اﻻﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻟظروف ،و ذﻟك ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﻣﻼﺋﻣﺔ اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﻘﯾد ﺑﻪ اﻹدارة
ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ،و ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺟراء أﺧف وطﺄة ﺑدل اﻹﺟراء اﻟﻣﺗﺧذ
ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك اﻟﻬدف ،ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻹدارة ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،و ﺑﯾن ﺗطﺑﯾق
ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ،و ﻣن ﺛم ﯾﻠﺟﺎ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن ذات طﺑﯾﻌﺔ اﻟظروف ،اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ اﻹدارة.3
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط .
إن ﻟﺟوء اﻹدارة إﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﺟراءات اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﻼل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
إﻟﺣﺎق أﺿرار ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ،و ﻫذا ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺛﺎرة ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣدى ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋن ﺗﻠك
اﻷﺿرار ،ﺧﺎﺻﺔ و أن ﻣﻌظم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟظروف ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻘﺿﺎء
ﻣﺷروﻋﺔ. 4
ﻓﻠﻘد أﺻﺑﺣت اﻹدارة ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﻣن
أﺿرار اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر ،ﻓﯾﺣق ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺗﺿرر أن ﯾطﺎﻟب اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن
أﺿرار.
وﺑﻘدر ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻓﺈن ﻫﻧﺎﻟك ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ و ﺗﻠﺗزم ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ .ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻗواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ و ﻣﺗﺣررة ﻋن اﻷوﻟﻰ .و ﯾرﺟﻊ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟذي إﺳﺗﻧﺑط
ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ و ﺟدﯾدة ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ، 1و ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﺳﺗﻘﻼل ﺗﺎم و ﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻼﺋﻣﺔ
ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ،و ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ و ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ.
وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﻌد ﻣن إﺑداع اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟذي ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾرﻫﺎ و ﺗطوﯾر
2
. ﻗواﻋدﻫﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم واﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎص
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺛﺎرة
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗرﺗﻛب أي ﺧطﺄ .
أوﻻ :ﻣﺳﺎءﻟﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
إن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم،ﻗد ﺗﻠﺣق ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص أﺿرار ا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ أو إﻫﻣﺎل أو ﺳوء ﻧﯾﺔ .و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ
ﺑﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﺗﻣﺛل ﺧطﺄ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﺿرر ،طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺷرط أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻرف ﺧﺎطﺊ ﻣن اﻹدارة .ﻟذﻟك
ﻧﻘول أن اﻟﺧطﺄ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺿﺎرة.3
ﺷروط ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ :
ﻟﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻻﺑد أن ﺗﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ،و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ وﺟود
اﻟﺧطﺄ و ﻫو اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻹدارة ،و اﻟﺿرر و ﻫو اﻟﺷرط اﻟﻣﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﺿرور ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺑدون ﺧطﺄ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻘط ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻓﺈن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ﻣﺗﻣﯾزﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر
ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ ﻣﺳﺎواة اﻟﻣواطﻧﯾن أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى،
وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺑدون ﺧطﺄ ﻻ ﺗﺗرﺗب إﻻ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺿرار ﻗد أﺻﺎﺑت
ﻓردا ﻣﻌﯾﻧﺎ أو أﻓرادا ﻣﻌﯾﻧﯾن ﺑذواﺗﻬم دون ﺳﺎﺋر اﻟﻣواطﻧﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﺿرار ﻋﻠﻰ
درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻷﻓراد ،و ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺳﺎس ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﺿرر ﺻﻔﺗﺎن أﺳﺎﺳﯾﺗﺎن :اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ و اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ. 1
ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻣﺿرور ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺧطﺄ طﺎﻟﻣﺎ أن
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑدون ﺧطﺄ ،ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿرور أن ﯾظﻬر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻣل اﻹدارة و
اﻟﺿرر اﻟذي .أﺻﺎﺑﻪ و ﻋﻠﻰ اﻹدارة إذا أرادت ﺗﺟﻧب ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬﺎ أن ﺗﺛﺑت إﻣﺎ ﺧطﺄ اﻟﻣﺿرور
أو اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة. 2
اﻟﻣﺧﺎطر ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻣﺳﺎﺋﻠﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋن أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ:
إن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﺛور إذا ﻣﺎ ﻋرﺿت ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص إﻟﻰ ﻣﺧﺎطر
ﺧﺎﺻﺔ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑوظﺎﺋﻔﻬﺎ ،إن ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎطر ﺗﺗﺣﻘق دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻹدارة ارﺗﻛﺑت
ﺧطﺄ ،و ﻣﻊ ذﻟك ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾﺳت أﻣ ار ﺣﺗﻣﯾﺎ ،ذﻟك أن
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻠزم اﻹدارة .ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ.3
-1ﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﺷﯾﺦ اث ﻣﻠوﯾﺎ ،دروس ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑدون ﺧطﺄ ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ،ط ، 1اﻟﺟزاﺋر ، 2007 ،ص .78
2
- J. RIVERO, J.WALINE, Droit administratif , 14 éme édition , Dalloz , Paris , 1999 , p 234.
-3ﻣراد ﺑدران ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 372
74
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣدود اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﺧطﺋﯾﺔ ﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ
وﻗﺿﺎء ،ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻹدارة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ وأﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷروﻋﺔ واﻟﺧطرة ،اﻟﺗﻲ أﻟﺣﻘت
أﺿ ار ار ﺧﺎﺻﺔ و ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻷﻓراد.
وﻋﻠﯾﻪ ﻟﻘﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺧﺎطر ،ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر رﻛﻧﯾن
أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺿرر و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرر و ﻧﺷﺎط اﻹدارة اﻟﺧﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺧطﺄ ،و ﻣﻊ ذﻟك
ﻻﺑد و أن ﺗﺗوﻓر ﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرر اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻛو ن ﺧﺎﺻﺎ و
ﻏﯾر ﻋﺎدي. 1
1
- Morand DEVILLER , Cours de droit administratif , cours thèmes de réflexioncommentaires d’arrêts avec
corrigés , 7 éme édition , Montchrestien , 2001 , p 707.
75
اﻟﺧﺎﺗـــــــﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ
ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم أن اﻟﺿﺑط اﻹداري ﯾﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل دوﻟﺔ ،وﻻ ﯾﺗﺻور ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺟود ﺑدون ﻧظﺎم ﯾﺿﺑط ﺳﻠوك اﻟﻔرد داﺧل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﺣﻘوﻗﻪ ﯾﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﻪ.
إو ذا ﻛﺎن ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷواﻣر اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻷﻓراد ﺑﻣﺎ
ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻗﺻد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،ﺣﯾث ﯾﺟب ان ﺗﻠﺗزم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣدود واﻟﺿواﺑط وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻧﻘﻠب وظﯾﻔﺗﻬﺎ إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ اﺳﺗﺑدادﯾﺔ ﺗﻬدر ﺣﻘوق
اﻷﻓراد وﺣرﯾﺗﻬم.
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ،ﺗﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن ﺳﺎﺋر اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ ،
ﻓﯾﻠزم أن ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺣل ﺟﺎﺋز ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻟﺳﺑب ﯾﺑررﻩ ،وأن ﺗﺳﺗﻬدف ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻬدف
اﻟذي ﻣن أﺟﻠﻪ ﻣﻧﺣت اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻫو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﯾود واﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺿﺑط
اﻹداري ،ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗدرج ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط أن ﺗراﻋﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﻋﻠﻰ وذﻟك
ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،ﻓﻌن طرﯾق ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎدئ ﯾﺗم وﺿﻊ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗف ﻋﻧدﻫﺎ ﺗدﺧل
ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ،اﻟﻣﺑدأ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﺣرﯾﺔ ﻫﻲ
اﻷﺻل وأن اﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء.
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻘﯾد ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻬدف اﻟذي ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻣﻧﻊ
اﻧﺗﻬﺎﻛﻪ واﻹﺧﻼل ﺑﻪ .ﻓﻠﯾس ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﺳﺗﺧدام ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف أﺧرى ﻷن
77
ﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ
أﻫداﻓﻬﺎ ﻣﺧﺻﺻﺔ ،ﻓﻔﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ذات اﻟﻣدﻟول اﻟﻌﺎم واﻟﻣرن ،ﻓﻬﻲ
ﻓﻛرة ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة .ﻛﻣﺎ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣظﻬرﻩ اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻣن و
اﻟﺻﺣﺔ و اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ،ﺑل ﻗد اﺗﺳﻊ ﻟﯾﺷﻣل اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ اﺗﺳﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﯾﺣﻘق ﺑﻌض اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺟﻣﺎل اﻟروﻧق و اﻟرواء .و ﺗﺳﺗﻌﯾن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﺑﺎﻟﻌدﯾد اﻟوﺳﺎﺋل و اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻣن أﺟل
ﺗﺣﻘﯾق ﻏرﺿﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم .و ﯾﻣﻛن رد ﻫدﻩ اﻟوﺳﺎﺋل إﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو
أﻋﻣﺎل ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﻬﺎ .
و اﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺧذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات و اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ و ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ ،
ﻓﺗﺗﺳﻊ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻟﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ
اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻠول اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟواﺳﻊ ﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺎﺗﯾر و اﻟﻘواﻧﯾن ﺑﺣﯾث
ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺿرورات اﻟﻣﻠﺣﺔ و اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن ﺗﻠك
اﻟﺣﻠول ﺗﺷﻣل ﻛذﻟك اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻺدارة ﺑﺗﻘرﯾر اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻬﺎ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﯾراﻗب اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﺣﺔ اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻘق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺷروط ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻛﺄن ﯾﻛون اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ ﺿرورﯾﺎ و ﻻزﻣﺎ ،و أن ﯾﻛون
ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺿﺑطﻲ أن ﯾﻛون ﻗد أﺗﺧذ
ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟظروف ،و أن ﯾﻛون ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ و ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري إﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ وذﻟك إذا ﺗوﻓرت ﺷروطﻪ :
اﻟﺧطﺄ ،اﻟﺿرر ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ أو ﺑدون ﺧطﺄ اﻟﻣﺧﺎطر أو اﻹﺧﻼل ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻷﻋﺑﺎء
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
78
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.1ورد ﻓﻲ دﯾﺑﺎﺟﺔ دﺳﺗور" 1996:إن اﻟدﺳﺗور ﻓوق اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺿﻣن اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﯾﺣﻣﻲ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب ،وﯾﺿﻔﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت ،وﯾﻛﻔل
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
.2اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻷﻣر رﻗم 182/65اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 10ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1965اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ج ر ،ﻋدد
.58
.3اﻟﻣﺎدة 85ﻣن دﺳﺗور 1996.
.4اﻟﻣﺎدة 2ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03/11اﻟﻣؤزخ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري ،2011ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 23/91اﻟﻣورخ ﻓﻲ 6
دﯾﺳﻣﺑر 1991ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺎم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺧﺎرج اﻟﺣﺎﻻت
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ج ،ر ،ﻋدد 12اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري 2011.
.5اﻟﻣﺎدة 2و 3ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 01/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟﺎﻧﻔﻲ 1991اﻟذي ﯾﺣدد ﺻﻼﺣﯾﺎت وزﯾر
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ج ر ،ﻋدد 53اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 21أوت 1994.
.6اﻟﻣﺎدة 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم 07./12
.7اﻟﻣﺎدة 114ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07/12اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ.
.8اﻟﻣﺎدة 96ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐﻰ 09/90اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ.
.9اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم 373/83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1983/08/28اﻟﻣﺣدد ﻟﺳﻠطﺎت اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﻣن
واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ج ر،ﻋدد 22.
.10اﻟﻣﺎدة 88ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 10/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ .
.11اﻟﻣﺎدة 94ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 10/11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ.
.12أﻧظر اﻟﻣواد 173 ،171 ،156ﻣن دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ 1996.
.13اﻟﻣﺎدة 11ﻣن دﺳﺗور .1996
.14اﻟﻣﺎدة ، 42دﺳﺗور 1996.
.15أﻧظر اﻟﻣﺎدة ، 829ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺳﺎﺑق اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻪ.
.16اﻟﻣرﺳوم 44/92ﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﻓﯾﻔري 1992اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ،ج ر ح،اﻟﻌدد10. 1992
.17اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 11/91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 04ﺟوان 1991ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺻﺎر،ج ر ح،اﻟﻌدد
.1991
.18اﻟﻣﺎدة ، 04اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16دﯾﺳﻣﺑر 1966.
80
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ب – اﻟﻣؤﻟﻔﺎت :
.1اﻟﺳﻌﯾد ﺑو اﻟﺷﻌﯾر ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ط ، 01دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر.
.2اﺑراﻫﯾم دروﯾش،ﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ إدارة ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ،اﻟﻌدد ، 10ﻛﺗوﺑر و دﯾﺳﻣﺑر. 1966 ،
.3إﺑراﻫﯾم اﻟﺷرﺑﯾﻧﻲ،ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ،دار اﻟﻣﻌﺎرف،ﻣﺻر. 1964 ،
.4ﺑوﻋﻣران ﻋﺎدل ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ن دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻘﻬﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ
،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ .2010
.5ﺛروت ﺑدوي ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺗطور اﻷﻧطﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،اﻟﻘﺎﻫرة .1971 ،
.6ﺣﺳﺎم ﻣرﺳﻲ :ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ واﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ-
ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﺻر.2011،
.7زﻛرﯾﺎء ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﻣﺣﻔوظ ،ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر 1996. ،
.8طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف ،ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،دار اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
.1963
.9طﻌﯾﻣﺔ اﻟﺟرف ،ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺿواﺑط ﺧﺿوع اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،1976 ،ص
81
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.10ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ _دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ _،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ،ﻣﺻر1974 ،
،ص100
.11ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري_دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ_ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ، 2003 ،ص .233
.12ﺳﻌﯾد اﻟﺳﯾد ،اﻟﺿﺑط اﻹداري و ﻫﯾﺋﺎﺗﻪ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻣﻧﺷو رة ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ، 1992 .ص 115.
.13ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،اﻟﻠواﺋﺢ اﻹدارﯾﺔ وﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ
2003.
.14ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي ،ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ 1979
.15ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي :دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر .2000
.16ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷﻧطﺎوي :اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن.2003 ،
.17ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري
وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2003 ،
.18ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ،دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر،ﺳﻧﺔ . 1998
.19ﻋﺑد اﻟرؤوف ﻫﺎﺷم ﻣﺣﻣد ﺑﺳﯾوﻧﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ 2004.
.20ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﺷرف ،دور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ .1998
.21ﻋدﻧﺎن اﻟزﻧﻛﺔ ،ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎل اﻟﻣدن ورواﺋﻬﺎ ،ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ،
ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ2011.
.22ﻋﺻﺎم ﻋﻠﻲ اﻟدﺑس ،اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ " اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎدس ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻧﺔ 2011.
.23ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت اﻟﺧﯾري :ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،1اﻻردن.2013 ،
.24ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﺻر.2009 ،
.25ﻣﺎزن ﻟﯾﻠو راﺿﻲ :دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط 1دار اﻟﻘﻧدﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.2011،
.26ﻣﺣﻣد ﺑﻛر ﺣﺳﯾن :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2007،
82
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري" ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،اﻟﻧﺷﺎط اﻻداري" ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، .27
اﻟﺟزاﺋر.2004 ،
.28ﻣﺣﻣد ﻛﺎﻣل ﺧطﯾب ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺳم اﻷول اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻣﻧﺷورات وزاﻟرة
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،دﻣﺷق.2005 ،
.29ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺎ ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﻘﺎﻫرة ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ.1984 ،
.30ﻣﺣﻣد ﻋﺻﻔور ،اﻟﺑوﻟﯾس واﻟدوﻟﺔ .ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻛﺑرى ،اﻟﻘﺎﻫرة.1971، ،
.31ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺑدران ،ﻣﺿﻣون ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن
اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ .1992،
ج -اﻟﻣذﻛرات :
.1ﻋﺑد اﷲ ﺣﺎج أﺣﻣد ،ﻣظﺎﻫر اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﺑﺳﺔ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري –دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،-ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘﯾد دراﯾﺔ -أدرار ،-ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﺳﻼﻣﯾﺔ.2006 ،
.2ﻧوال ﺑن اﻟﺷﯾﺦ :اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر أﻛﺎدﯾﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح
-ورﻗﻠﺔ -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.2013،
.3ﺑﺷر اﻟﻌﺎوور :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر –ﻏزة -ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،2013 ،ص.10
.4ﻓﯾﺻل ﻧﺳﯾﻐﺔ :اﻟﺿﺑط اﻹداري وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ) ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،2005/2004 ،ص .26-25
.5ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻛﯾر ،اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري واﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
ﻛﻠﯾﺔ أﺻول اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ،2000/1999ص.219
.6ﺳﺣﻧﯾن أﺣﻣد ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ طل اﻟطروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر.2005/2004 ،
.7ﻋﺎﻣر أﺣﻣد ﻣﺧﺗﺎر ) ،ﺗﻧظﯾم ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻌراق(.رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد.
.8ﻣﻧﯾب ﻣﺣﻣد رﺑﯾﻊ ،ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ.1981
.9ﻗﺎﺳم اﻟﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ﻟﯾﺎﺑس ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ .2002
83
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
.10ﺳﻛﯾﻧﺔ ﻋزوز ،ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن أﻣﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌـﺔ
اﻟﺟ ازﺋـر1990،م .
.11داﯾﻢ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم اﻟﻮﺿﻌﻲ واﻟﺸﺮﻋﻲ وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﺑﻠﻘﺎﯾﺪ ،ﺗﻠﻤﺴﺎن ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ . 2004 /2003
.12ﺳﺎﻟم ﺧﻠﯾف ﻋﻠﯾﻣﺎت ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻘررات اﻟﺿﺑط اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت ﻟﻠﻌﻠﯾﺎ ، ﻓرﻧﺳﺎ ،ﻣﺻر ,اﻷردن
ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،ﺳﻧﺔ . 2007
.13ﻣراد ﺑدران ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
84
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
، ﻟﺑﻧﺎن، ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ، اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ، ﻣﺣﻣد ﺣﺳﯾن دﺧﯾل.10
. 2009
85
اﻟﻔﮭـــــرس
اﻟﻔﻬرس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧـــــوان
أ ﻣﻘدﻣﺔ
8 اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿﺑط اﻹداري ﻣن ﺧﻼل ﺣدود اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ
82
اﻟﻔﻬرس
83