Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫سلوك السياسة الخارجية اللبنانية‬

‫سلوك السياسة الخارجية كان يفترض أن يتشكل طبقا للميثاق الوطني واتفاق الطائف‪ ،‬إال أن الرؤساء في‬
‫سلوكهم الخارجي كانوا على ثالث فئات‪:‬‬
‫منهم اتسم بالمحاباة الشخصية واأليديولوجية األمر الذي ترك آثارا ال تمحى على عالقات البالد اإلقليمية‬
‫والدولية‪ ،‬ومنهم من حافظ على التوافق المحلي فجنبوا بالدهم ويالت األزمات إقليميا ودوليا‪ ،‬والصنف الثالث‬
‫واألخير – وهو الذي حدد النماذج الرئيسية لسلوك السياسة الخارجية اللبنانية – قد كانوا أضعف من أن‬
‫يواجهوا التحديات الداخلية والخارجية المتداخلة وأداروا األزمات بسياسة خارجية قائمة على التراضي‪.‬‬

‫المستوى الدولي‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬دور الرؤساء اللبنانيين‪.‬‬
‫الرئيس بشارة الخوري جنب بالده االنخراط في أي تحالف عسكري غربي‪.‬‬ ‫•‬
‫الرئيس شمعون تبنى مبدأ آيزنهاور وتحول إلى توجه موا ٍل ألمريكا مما اشعل حربا أهلية قصيرة‪،‬‬ ‫•‬
‫واستعاد توازن السياسة الخارجية بإعادة العالقات مع الغرب دون اغضاب مصر أو السوفييت‪.‬‬
‫الرئيس شارل حلو تقارب مع ديغول الذي انتقد الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫•‬
‫والية الرئيس فرنجية اتسمت باالنزالق إلى الحرب األهلية في السبعينيات‪ ،‬وقد افتقر للخبرة الدولية‬ ‫•‬
‫ومال لتفويض السياسة الخارجية لسوريا‪.‬‬
‫الرئيس سركي س اعتبر أن أمريكا هي الضامنة لسيادة لبنان‪ ،‬إال أنه لم يؤيد مبادراتها اإلقليمية‪ ،‬ولم‬ ‫•‬
‫يسمح لتقاربه مع األمريكان بالتأثير سلبا على العالقات مع سوريا واالتحاد السوفيتي‪ ،‬وتجسدت‬
‫معضالت رئاسته في قرار مجلس األمن ‪ 425‬الصادر عام ‪ 1978‬الداعي النسحاب القوات السورية‬
‫م ن لبنان‪ ،‬حيث أن أمريكا منعت صدوره تحت البند السابع‪ ،‬أما االتحاد السوفيتي منع أن ينص القرار‬
‫على فرض السيادة اللبنانية على الجنوب اللبناني والفدائيين الفلسطينيين‪ ،‬في مثال صارخ الختالف‬
‫مصالح الالعبين الدوليين على حساب مصالح لبنان السيادية‪ ،‬وفي الغزو الصهيوني للبنان سنة ‪1982‬‬
‫قام سركي س من خالل سياسته الحذرة بالسعي لوساطة أمريكية لوقف العدوان‪.‬‬
‫في عهد الرئيس الجميّل‪ ،‬تطور التقارب الذي بدأه سركيس إلى تحالف كامل‪ ،‬اعتقادا من الجميّل أن‬ ‫•‬
‫هذا يضمن انسحاب سوري وصهيوني من البالد‪ ،‬ولتقوية موقفه الداخلي في وجه خصومه من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬إال أن فشل أميركا في اقناع الكيان الصهيوني باالنسحاب‪ ،‬جعله يهرع إلى سوريا لطلب‬
‫المساعدة في حسم المأزق الداخلي‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬سوريا‪.‬‬
‫سوريا هي المنفّذ الرئيسي للتحول من الحرب إلى السالم‪ ،‬بموافقة أميركا والسعودية‪.‬‬ ‫•‬
‫ش ّكلت سوريا السياسة الخارجية اللبنانية تجاه الصراع العربي اإلسرائيلي وجعلتها في خدمة أهدافها‬ ‫•‬
‫الجيوبوليتيكية‪.‬‬
‫فرضت سوريا أن تكون المفاوضات اللبنانية اإلسرائيلية وفق شعار تماسك المسارين‪ ،‬وحتمية دور‬ ‫•‬
‫سوريا في أي تسوية شاملة في الشرق األوسط‪.‬‬
‫نيابةً عن لبنان‪ ،‬اتفقت سوريا مع األمريكان على قواعد جديدة بين ما يسمى بحزب هللا والكيان‬ ‫•‬
‫الصهيوني أثناء العدوان الصهيوني على لبنان (عناقيد الغضب) في ‪.1996‬‬
‫استخدمت دمشق عمليات ما يسمى حزب هللا في مزارع شبعا لتأكيد المخاطر الجيوبوليتيكية لتجاهل‬ ‫•‬
‫أراضيها المحتلة‪ ،‬وعدم السماح بالفصل بين المسارين اللبناني والسوري‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬فرنسا‪.‬‬
‫• فرنسا حجر الزاوية للسياسة الخارجية اللبنانية منذ االستقالل‪.‬‬
‫• ومنذ تولي جاك شيراك الرئاسة‪ ،‬جعل من عالقته بالحريري وقبوله لدور سوري مسيطر في لبنان‪،‬‬
‫سببا للعب فرنسا دورا ديناميكيا في لبنان والمنطقة‪.‬‬
‫• حصل شرخ في العالقة مع فرنسا في أواخر والية لحود‪ ،‬بسبب تقارب السياسة الفرنسية مع األميركية‬
‫تجاه لبنان‪ ،‬وكذلك بسبب صدور قرار مجلس األمن ‪.1559‬‬

‫رابعًا‪ :‬االتحاد األوروبي‪.‬‬


‫المصالح االقتصادية شكلت سلوك لبنان تجاه الغرب واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫•‬
‫بعد الحرب‪ ،‬انحاز لبنان للغرب في غير الشؤون األمنية‪.‬‬ ‫•‬
‫ونشط لبنان في مجال الدبلوماسية األورومتوسطية‪ ،‬ومن ذلك توقيعه على اعالن برشلونة‪.‬‬ ‫•‬
‫وانجز رفيق الحريري اتفاقية المشاركة بين لبنان واالتحاد األوروبي في ‪ ،2002‬والمفاوضات التي‬ ‫•‬
‫تمخضت عنها هذه االتفاقية كانت مثاال حيّا على عدم االنسجام بين صنع السياسة الخارجية والسلوك‬
‫الخارجي للبنان‪ ،‬حيث سيطرت سوريا على الشق األمني‪ ،‬بينما هيمن الحريري على الشق االقتصادي‪،‬‬
‫على غرار العالقات مع أميركا‪ ،‬التي دفعت فيها سوريا التجاه تصادمي‪ ،‬في حين احتفظ الحريري‬
‫بعالقات ودية مع األمريكيين‪.‬‬
‫المستوى اإلقليمي‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬دور الرؤساء‪.‬‬
‫اتخذ الرئيس بشارة الخوري موقفا محايدا في الصراعات العربية – العربية‪.‬‬ ‫•‬
‫الرئيس شمعون تبنى توجها تصادميا ضد جمال عبد الناصر بتصديقه على مبدأ آيزنهاور‪ ،‬األمر الذي‬ ‫•‬
‫اشعل حرب ‪ 1958‬األهلية‪ ،‬كنتيجة للخروج عن مبادئ السياسة الخارجية المنصوص عليها في‬
‫الميثاق الوطني‪.‬‬
‫اختار الرئيس شهاب أن يتقارب مع مصر لعزل لبنان عن التدخالت الخارجية‪.‬‬ ‫•‬
‫الرئيس شارل حلو حافظ على تعاون وثيق مع مصر إقليميا وتجاه الصراع العربي اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫•‬
‫وحاول أن يوازن بين سيادة لبنان من جهة‪ ،‬وعالقات وثيقة مع العرب من جهة أخرى‪.‬‬
‫الرئيسان فرنجية وسركيس جعال السياسات اإلقليمية تنحاز لسوريا‪ ،‬وسعى فرنجية اليجاد حل لمشكلة‬ ‫•‬
‫العمل الفدائي في لبنان مستخدما في ذلك ثقل سوريا (التي تصر على استخدام لبنان كمخلب قط في‬
‫مواجهتها الجيوبوليتيكية مع الصهاينة)‪.‬‬
‫أما سركيس فحرص عالقات خاصة مع السوريين لكن ليس على حساب السيادة والعالقات مع‬ ‫•‬
‫السعودية‪ ،‬وحاول بانحيازه لسوريا في الشؤون اإلقليمية والدولية أن يقوي قبضته داخليا وأن يحسم‬
‫الحرب األهلية‪ ،‬وكذلك كبح جماح الجماعات الفلسطينية‪ ،‬كما أُجبر سركيس على فك انحيازه لسوريا‬
‫وأنحاز ألمريكا‪ ،‬بعد االجتياح الصهيوني واالنسحاب السوري المتزامن من بيروت سنة ‪.1982‬‬
‫تمتع الجميّل بتعاون وثيق مع سوريا‪ ،‬واعتمد على الواليات المتحدة لضمان انسحاب سوريا وما‬ ‫•‬
‫ستقوض صالحيات‬ ‫ّ‬ ‫تسمى إسرائيل‪ ،‬وفيما بعد خشي أن اإلصالحات الدستورية التي طلبتها سوريا‬
‫الرئاسة المارونية‪ ،‬وبالتالي فشل ورئاسته أصابها الشلل‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬معاهدة اإلخاء والتعاون والتنسيق واتفاقية الدفاع واألمن مع سوريا‪.‬‬


‫تأكيد ما نص عليه اتفاق الطائف من تحالف سوري لبناني في الشؤون اإلقليمية والدولية‪ ،‬عبر‬ ‫•‬
‫معاهدات رسمية بين الحكومتين‪.‬‬
‫معاهدة اإلخاء والتعاون والتنسيق نصت على تأكيد ضمانات األمن المتبادلة‪ ،‬والتعاون والتنسيق في‬ ‫•‬
‫كل المجاالت‪ ،‬وتنسيق سياستهما العربية والدولية وحول القضايا اإلقليمية والدولية‪ ،‬واضفاء الطابع‬
‫المؤسسي من خالل لجان ثنائية تنفيذية‪ ،‬ولجان األمن والدفاع‪ ،‬وأخذا في االعتبار فرق القوة بين‬
‫البلدين فإن ذلك يعني إضفاء طابع مؤسسي على الوصاية السورية على لبنان‪.‬‬
‫اتفاقية الدفاع واألمن في عام ‪ ، 1991‬نصت بدورها على التنسيق والتعاون الشامل بين المؤسسات‬ ‫•‬
‫العسكرية واألمنية والمخابراتية في كال الدولتين‪ ،‬وحرصت على تسهيل حركة المؤسسات الدفاعية‬
‫واألمنية‪ ،‬وحظرت أي عمل أو نشاط أو منظمة يمكن أن تسبب تعريض الدولة األخرى للخطر أو‬
‫التهديد‪ ،‬ناهيك عن تبادل الضباط والمدربين في المدارس العسكرية لرفع درجة التكيف العسكري في‬
‫مواجهة األخطار المشتركة‪.‬‬
‫أدت هذه السياسة الخارجية الموالية لسوريا بعد الحرب لنشر القوات السورية في لبنان دون تحديد‬ ‫•‬
‫موعد النسحابها بكونها مشروعة ومؤقتة‪ ،‬وربطت االنسحاب السوري بتسوية عادلة وشاملة للصراع‬
‫العربي اإلسرائيلي‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬العالقات مع إيران‪.‬‬
‫قبل الطائف‪ ،‬اقتصرت العالقات على ما يسمى حزب هللا‪ ،‬الذي خدم أهداف القيادة الراديكالية في‬ ‫•‬
‫طهران‪.‬‬
‫بعد الطائف‪ ،‬ظهرت في والية رفسنجاني الواقعي عالقة ذات ثالثة أضالع (إيران – الدولة اللبنانية‬ ‫•‬
‫– ما يسمى حزب هللا)‪.‬‬
‫في ‪ 1990‬أسقطت طهران معارضتها السابقة التفاق الطائف واعترفت بشرعية الدولة اللبنانية وأقامت‬ ‫•‬
‫معها عالقات ودية‪ ،‬إال أنها دعمت عالقاتها مع ما يسمى حزب هللا‪.‬‬
‫اعتمد نفوذ إيران في الحزب‪ ،‬على مزيج من االنتماء العقائدي والتأييد المادي‪.‬‬ ‫•‬
‫لعب رفيق الحريري فيما بعد دورا مهما في تقوية العالقات بين البلدين خالل والية خاتمي وخاصةً‬ ‫•‬
‫في المجال االقتصادي‪.‬‬

You might also like