Professional Documents
Culture Documents
سوسيولوجيا التربية
سوسيولوجيا التربية
سوسيولوجية التربية هي التي تدرس العالقة بين المجتمع و التربية ،بما في ذالك كيفية تأثير
البيئة اإلجتماعية و الثقافية على عملية التعلم و التنمية الشخصية للفرد .وتركز على فهم
كيفية تشكيل المؤسسات التربوية و الهياكل االجتماعية على تكوين الهوية والقيم و
السلوكيات لألفراد في المجتمع .
المداخل السوسيولوجية للتربية :
)1التربية و المجتمع
)2الطبقات اإلجتماعية والتعليم
)3الثقافة و التعليم
)4التعليم و العدالة اإلجتماعية
)5السللطة و التعليم
)1التربية و المجتمع :
لقد بدأت التربية منذ القدم ,ومع نشأة اإلنسان األولى ,كضرورة اجتماعية هدفها إعداد الفرد ليصبح عضواً في
مجتمعه ,وبإعتبارها عملية اجتماعية ,كان اطارها االجتماعي األول األسرة وما يحيط بها من جماعات ,وبيئة
اجتماعية ,وكانت تتم عن طريق االتصال والتفاعل المباشر لبساطة الخبرات الحياتية ,وعن طريق التقليد والمحاكاة
فلم يكن هناك مؤسسات تعليمية نظامية بل كان المجتمع هو المدرسة الكبيرة ,وأطلق اسم التربية غير المقصودة على
هذا النوع من أنواع التنشئة االجتماعية .
ومع تطور الحياة االجتماعية ,وتعقد مؤسساتها ,أصبح من األهمية بمكان وجود التخصص الوظيفي ,بحيث يصبح
كل فرد من أفراد المجتمع متخصصاً في مهنة ما يتقنها ,ومن هؤالء المتخصصين فئة المعلمين .
إن التربية ضرورة اجتماعية ,وترتبط بالمجتمع ارتباطاً عضوياً ,وتهدف إلى االهتمام بالمجتمع ,وتلبية حاجاته
وتكييف أفراده مع بيئتهم ,من خالل تفاعلهم المستمر ,الذي يضمن لهم تسرب أسلوب حياة مجتمعهم ,واستيعاب
ثقافته ,وكذلك ال توجد تربية دون مجتمع فالعالقة بينهما متبادلة ,ووثيقة الصلة ,فلهذا تعتبر التربية مرآة المجتمع
تمتد بجذورها في داخل النظام االجتماعي للمجتمع ,وتكشف عن خصوصياته وتميزه عن غيره من المجتمعات وقد
اختلف المربون عبر العصور التاريخية في عالقة التربية بالمجتمع ووظيفتها تجاهه .فرأى فريق منهم وعلى رأسه
أرسطو ,إن مهمة التربية هي نقل التراث الثقافي ,والعمل على استقرار المجتمع ,وبقاء أوضاعه الراهنة كما هي .
أما الفريق اآلخر من المربين وعلى رأسه أفالطون ,فقد رأى أن مهمة التربية هي ,اصالح المجتمع ,وتحسين
أوضاعه القائمة ,وذلك عن طريق التدقيق في التراث الثقافي وتنقيحه وتخليصه من الشوائب والفساد ,قبل أن يتم
نقله إلى األجيال الصاعدة .
ولقد سادت النظرة التقليدية المحافظة للتربية منذ أقدم األزمان وفي مختلف الحضارات والشعوب ,حتى أواخر
القرن الثامن عشر عندما قامت الثورة الفرنسية ,حيث أخذت طالئع المربين التحرريين التقدميين تتبنى الدور
التقدمي للتربية الذي نادى به أفالطون منذ قرون عديدة ,وهو بناء مجتمع جديد أفضل من المجتمع القديم ()1
.
وعلى ضوء هذا المجتمع وتركيبه وتنظيمه ,يستطيع رجال التربية وضع السياسات واألهداف والخطط
التربوية التي تلبي حاجات المجتمع وأفراده ,وتراعي قيمه وتعالج مشكالته .ومن هنا فإن دراسة طبيعة
المجتمع وتنظيمه مهمة وأساسية في نظام التربية وتقدم المجتمع .وقبل الخوض في بناء المجتمع وتنظيمه ,
ال بد من اإلشارة إلى المراحل التي مرت بها التجمعات البشرية حتى وصلت إلى هذا التنظيم الدقيق للمجتمع .
ونحن نعلم أن اإلنسان كائن اجتماعي كما يقول أرسطو ,ولذا فهو ال يعيش بمفرده ,وانما يميل إلى التجمع
بأفراد نوعه من بني اإلنسان ,ويتخذ هذا التجمع اإلنساني أشكاالً مختلفة كاآلتي :
ــ الحشد ( Aggregate) :ويعتبر من أبسط أشكال التجمعات ,وتكون بداية تكوينه تلقائية أي بدون وعي أو
قصد ,ويتميز بمجرد التقارب المكاني بين األفراد ,دون أن يرتبط ذلك بأي نوع من التنظيم أو التأثير المتبادل
,أو أية عالقة من نوع آخر .
ــ الجمع ( Collective) :ويتميز بوجود التفاعل بين األفراد ,مع اإلحساس بوحدة التركيب ووحدة المصالح
والنشاط .
ــ المجتمع ( Society) :اختلف علماء االجتماع في تعريفه ,ومن اشهر التعاريف الواردة في مؤلفات علم
االجتماع ما يلي (: )2
1ـ جينزبيرج ( M. Ginsberg):يعرف المجتمع بأنه تعبير عن كل صلة لإلنسان باإلنسان سواء أكانت
هذه الصلة مباشرة أم غير مباشرة ,منظمة أم غير منظمة وعن وعي أم بدون وعي ,تتميز بالتعاون أم
تتميز بالعداء ".
2ـ يوبانك ( E. Eubank) :يعرف المجتمع بأنه عبارة عن " مجموعة من الناس عاشوا وعملوا لفترة
من الزمن بلغت من الطول ما مكنهم من تنظيم أنفسهم ,واعتبار أنفسهم وحدة اجتماعية لها حدودها
المعروفة" .
3ـ مارشال جونز ( M. Jones) :يطلق هذا االصطالح على نوع معين من الجموع ,يتميز باالكتفاء
الذاتي ,فالجمع الذي يستطيع تزويد افراده بكل احتياجاتهم دون االستعانة من خارجه يعتبر مجتمعاً.
4ـ هاري جونسون ( )H.Johnsonالمجتمع ,مجموعة من الناس تتميز بالخصائص األربعة التالية :
الثقافة الجامعة ,واالستقالل ,والتكاثر عن طريق الجنس ,واقليم األرض المحدد .