Professional Documents
Culture Documents
الضمانات التي اقرها المؤسس الدستوري لحماية الحقوق و الحريات
الضمانات التي اقرها المؤسس الدستوري لحماية الحقوق و الحريات
الضمانات التي اقرها المؤسس الدستوري لحماية الحقوق و الحريات
مقدمة
إن موضوع الحقوق والحريات يعت بر من أك ثر المواض يع أهمي ة في الق انون ،وق د ب رزت أهميت ه أك ثر بتط ور الحي اة في
مختلف المجاالت وعلى إثره نادت إعالنات دولية كثيرة ودساتير الدول بالحقوق والحريات العامة ودعت إلى كفالة حمايته ا
من خالل مبدأ المساواة ،هذا المبدأ الذي يعتبر أصل الحقوق األخرى.
ولما كان القانون وليد المجتمع ،يتطور وينمو بتطوره ونموه ،ف إن ه ذه الحق وق والحري ات تتط ور مجاالته ا وتتغ ير أبع اد
العالقة بين أطرافها سواء تمثلت في الدولة أو األفراد ،له ذا ف إن الحق وق والحري ات ال يمكن له ا أن تق وم إال في ظ ل دول ة
قانونية تكفل هذه الحقوق وتحترمها وتحميها.
ولقد سعى القانون الدولي إلى االعتراف بهذه الحقوق والحريات واإلقرار بوجوده ا ح تى يك ون له ا بع د ع المي ،لكن دون
تنظيم أي ضمانات[ ]1تكفل التمتع بها أو وضعها موضع التنفيذ ،وهذا نظرا لقص ور الق انون ال دولي في الج انب اإلل زامي
لقواعده ،وعدم وجود سلطة عليا تعلو الدول يمكنها أن تفرض على من يتجاوز قواعد القانون الدولي جزاء.
وعلى خالف ذلك فإن الدول اعترفت بهذه الحقوق وتضمنت في اعترافها إقرارا بضمانات له ذه الحق وق والحري ات العام ة
وتنظيم آليات تكفل إنفاذها ،من بينها الحماية الدستورية للحقوق والحريات التي ال تق ف عن د ح د النص عليه ا في الدس تور،
وإنما تتعدها إلى التنظيم ورقابة دستورية تضمن التزام المشرع بهذه النصوص ،وتوق ع ج زاء على من يخالفه ا .وه ذا بن اء
على أن العنصر الجوهري في القاعدة القانونية الداخلية ( الوطنية) هو تمتعها بوصف اإلل زام ،ذل ك اإلل زام ال ذي يتعين أن
تكفله سلطة عامة تملك التدخل بالقوة إذا لزم األمر ،ورغم وجود تلك الضمانات الهامة ضمن النظام القانوني الداخلي لل دول
إال انه قد تقع ظروف استثنائية مؤقتة قد يكون لها تأثير على الضمانات الدستورية المقررة لحماية وكفالة الحقوق والحريات
العامة داخل الدولة .
مما تقدم ذكره ،كان لزاما علينا أن نتعرف على هذه الضمانات الدس تورية ال تي اقره ا المؤس س الدس توري لحماي ة حق وق
اإلنسان والمواطن ،من خالل هذا المق ال ،وتبي ان م ا م دى ت أثر ه ذه الض مانات ب الظروف االس تثنائية ال تي نص ت عليه ا
الدساتير ومكنت السلطة التنفيذية من سلطات تتخذ لمواجهة الظرف االستثنائي والتي قد تصل إلى حد تعطيل التمتع بالحقوق
والحريات ليحل محله المنع والتقييد ،وهذا من خالل دراسة القانون الجزائري.
المبحث الثاني :ضمانة اختصاص السلطة التشريعية في تنظيم الحقوق والحريات العامة
تتض من معظم الدس اتير الحديث ة أحكام ا تخص الحق وق والحري ات األساس ية للم واطن ال تي يتعين على
الحكام احترامها وتشكل هذه األحكام جوهر الفلسفة السياسية للنظام.
بعض الدساتير تتضمن هذه األحكام في الديباجة أو ضمن إعالن للحقوق أو في كليهما مع ا ،م ع إمكاني ة
تخصيص فصل خاص لها.
لق د ظه رت إعالن ات الحق وق ألول م ره في الدس اتير المكتوب ة عن د نهاي ة الق رن ،18ومن أولى ه ذه
اإلعالن ات ،إعالن الحق وق الص ادر في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ع ام .1780لكن أش هرها إعالن
الحقوق اإلنسان والمواطن عام 1789الذي تم إدراجه في مقدمة الدستور الفرنسي األول لعام .1791
ولكن هل إن مجرد وجود هذه النصوص في صلب الدستور يعد بحد ذاته ضمانة للحقوق والحريات؟
المطلب األول :مبدأ سمو الدستور
في الدول الديمقراطية التي تقوم على السيادة الشعبية واحترام الحقوق وحريات األفراد ،يجب أن تخض ع
الدولة بسلطاتها وهيئاتها وحكامها لسيادة القانون ،تماما مثلما يخضع ل ه األف راد وهيئاته ا الخاص ة ،ولن
يتحق ق ه ذا إال بوج ود دس تور وخض وعها ل ه من حيث تك وين الس لطات العام ة واالل تزام بمباش رة
االختصاصات التي نص عليها وعدم الخروج عليه ،وأن يبين هذه الحقوق والحريات العامة.
إن سيادة الدستور مبدأ مسلم به في األنظمة الديمقراطية سواء كانت ملكية أو جمهورية أة غيره ا .وعل ة
ذلك ،أن الدستور يضع القواعد والمبادئ العليا ،التي تنظم سلطات الدولة وتضمن حري ات األف راد ،ومن
ثم يجب أن تعلو أحكام الدستور على قرارات الس لطة التنفيذي ة وليس ه ذا فق ط ب ل يجب أن تعل و أحك ام
الدستور أيضا على القوانين التي تقرها السلطة التشريعية ،ألنه مهما كانت هذه الس لطة ممثل ة الش عب أو
األمة وتعبر بالتالي عن إرادة المواطنين الذين انتخب وا أعض اء البرلم ان ،إال أن ه ذه الس لطة التش ريعية
تبقى مجرد سلطة منشأة تجد أساس وجودها وصالحياتها في نصوص الدستور األعلى ال ذي أسس ها[،]3
حيث أن البرلم ان كس لطة تش ريعية تض ع الق وانين العادي ة ،يس تمد س لطته وش رعيته واختصاص ه من
الدستور ،وكذلك السلطة التنفيذية التي تصدر المراسيم واللوائح واإلجراءات الفردية ،تس تمد اختصاص ها
وش رعيتها من الدس تور ،وأيض ا الس لطة القض ائية وأس اس ش رعية األحك ام ال تي تص درها مص درها
نصوص الدستور.
المطلب الثاني :القيمة الدستورية للحقوق والحريات
نصت معظم الدساتير الحديثة على جملة من الحقوق المكرسة لحرية التفكير والتعب ير والتنق ل والمس اواة
بين المواطنين .وحول طبيعتها اعتبر البعض إن هذه اإلعالنات تعبر عن مبدأ فلسفي أكثر مم ا تع بر عن
قواع د قانوني ة ،وبالت الي ليس لتل ك اإلعالن ات ق وة قانوني ة .بينم ا ي رى البعض األخ ر ،عن ح ق ،أن
إلعالنات الحقوق القيمة القانونية كنص قانوني وتكتس ي أيض ا نفس مرتب ة القواع د الدس تورية ،وال دليل
على ذلك الضمانات التي تحيط الحقوق والحريات الواردة في اإلعالنات من خالل اآللي ات ال تي يض عها
المشرع لحماية الحقوق والحريات الدستورية ومن خالل الدور األساسي الذي تلعبه المج الس الدس تورية
في مجال حماية الحريات .
من نت ائج س مو الدس تور من الناحي ة الموض وعية أن القيم ة الدس تورية ال ترتب ط فق ط بوثيق ة الدس تور
المكتوب ،أي أن هذه الصفة ليست قاصرة على قواعده وحدها ،بل تنسحب تل ك القيم ة الدس تورية أيض ا
على عدد من القواعد التي قد ال يتضمنها صلب الدس تور المكت وب مث ل الحق وق والحري ات العام ة ،في
الجزائر وضع دستور 1996عددا من الحريات التي نص عليها إال أنه لم يكتب أو يشير إلى أن الحقوق
التي لم تذكر في القانون هي مص انة أيض ا بالقيم ة الدس تورية ،تنص الم واد ( )31إلى ( )68على ع دد
كبير من حقوق المواطنين على الدولة وواجباتهم تجاهه ا .وأب رز ه ذه الحق وق والواجب ات ح ق المعتق د
والرأي والتعبير واالجتماع والخصوصية ،وال تفتيش أو توقيف إال بأمر قضائي وافتراض ال براءة ح تى
تثبت اإلدانة ،الحق في محاكمة عادلة وفي التعويض العادل في حال إساءة تطبيق أحكام العدال ة ،والح ق
في التأسيس األحزاب السياسية ،وح ق التص ويت والترش ح في االنتخاب ات ،والح ق في الملكي ة الخاص ة
والتعليم والعمل واالنتظام في النقابات ،واألحزاب في حدود القانون جميعها مكفول ة دس توريا ،ويف ترض
بالمواطنين احترام القانون ورموز الثورة الجزائرية.
إن تمتع الحقوق والحريات العامة بالص فة الدس تورية يجعله ا محمي ة بم وجب مب دأ س مو الدس تور ،ه ذا
األخير ال ينتج أثره القانوني ما لم تنظم وسائل تكفل احترامه ،أي بتنظيم الرقابة على دس تورية الق وانين.
وال يمكن تنظيم هذه الرقاب ة م ا لم يتحق ق للدس تور الس مو الش كلي بج انب الس مو الموض وعي .ويقص د
بالسمو الشكلي خضوع تعديل النصوص الدستورية إلج راءات خاص ة تختل ف عن تل ك المتعلق ة بتع ديل
القوانين العادية،وهذه اإلج راءات تك ون أش د ص عوبة وأك ثر تعقي دًا من تل ك المتبع ة في تع ديل الق انون
العادي.وهو م ا س ارت علي ه الجزائ ر وذل ك بتض مين الدس تور إج راءات تعديل ه ،اس تنادا إلى الم واد (
)174،175من الدستور الجزائري لرئيس الجمهورية حق المبادرة بالتعديل الدس توري .وبع د تص ديق
البرلم ان بمجلس يه على التع ديل المق ترح ويع رض على االس تفتاء الش عبي خالل 50يوم ا من ت اريخ
التصديق .أما الطريق الثاني البديل فيتمث ل في موافق ة المجلس الدس توري على التع ديل المق ترح ومن ثم
تصديق ثالثة أرب اع مجلس ي البرلم ان علي ه قب ل أن يص دره رئيس الجمهوري ة .وال يج وز أن يمس أي
تعديل دس توري النظ ام الجمه وري لدول ة الجزائ ر ،أو نظ ام التعددي ة الحزبي ة ،أو دين الدول ة أو لغته ا
الرسمية[ ،]4أو الحقوق والحريات األساسية وهذا ما حددت ه الم ادة [ ،178]5ال تي تعت بر ض مانة هام ة
للحقوق والحريات في مواجهة كافة السلطات حتى تلك المخول لها حق تعديل الدستور.
المطلب الثالث :أثر الظروف االستثنائية على الدستور
ق د يع ترض اس تقرار الدول ة ظروف ا اس تثنائية .وحماي ة له ذا الكي ان تم التنص يص على ه ذه الظ روف
وتنظيمها دستوريا تتجلى هذه الحاالت في حالتي الط وارئ والحص ار والحال ة االس تثنائية وأخ يرا حال ة
الحرب .السؤال الذي نطرحه هو هل لتلك الظروف تأثير على الدستور أي هل يمكن تعديله دون اللج وء
إلى اإلجراءات المخصصة له في الحالة العادية وهل يمكن أن يصل إلى حد عدم العمل بالدستور؟ فحال ة
الضرورة تجيز للدولة أو إلحدى هيئاتها ،وغالبًا ما تكون الهيئة التنفيذية (رئيس الدولة أو الحكوم ة) ،أن
تعلق كل أو بعض نصوص الدستور.
يذهب معظم الفقهاء إلى أن تصرفات السلطة التنفيذية المخالفة إلحكام الدستور سواء في الظروف العادية
أو االس تثنائية تك ون غ ير مش روعة ،الن الظ روف االس تثنائية وان ك انت توس ع من س لطات الس لطة
التنفيذي ة إال أنه ا يجب أن تظ ل تل ك التوس عة في نط اق وب احترام أحك ام الدس تور فكم ا قي ل ف ان مب دأ
المشروعية ال يوقف أبدا ” le régime de légalité n’a jamais été suspendu chez
] nous “[6فسيادة أحكام الدستور يجب أن تراعى سواء في الظروف العادية أو غير العادية“[]7
بالنس بة لح التي الط وارئ و الحص ار ،نج د أن الدس تور الجزائ ري ق د نص على أن يتم تنظيم ه اتين
الحالتين بموجب ق انون عض وي وب الرجوع إلى نص الم ادة 123في فقرته ا األخ يرة تنص على ان ه ”
يخضع القانون العضوي لمراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف المجلس الدستوري قب ل ص دوره”
وعليه ال يمكن أن يتضمن نصا مخالفا للدستور كأن يحرم ممارسة حرية من الحريات مثال.
بالنسبة للحالة االستثنائية ،في الجزائ ر ،نص ت الم ادة 93من دس تور “ 1996يق رر رئيس الجمهوري ة
الحالة االستثنائية إذا كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يص يب مؤسس اتها الدس تورية أو اس تقاللها
أو سالمة ترابها.
وال يتخذ مثل هذا اإلجراء إال بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة والمجلس
الدستوري ،واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن ومجلس الوزراء.
تخول الحالة االستثنائية رئيس الجمهورية أن يتخذ اإلجراءات االستثنائية ال تي تس توجبها المحافظ ة على
استقالل األمة والمؤسسات الدستورية في الجمهورية.
ويجتمع البرلمان وجوبا.
تنتهي الحالة االستثنائية ،حسب األشكال واإلجراءات السالفة الذكر التي أوجبت إعالنها”.
نالحظ أن المشرع الدستوري أوجب ش روط بغي ة تقيي د س لطات رئيس الجمهوري ة تفادي ا لم ا ق د ينج ر
انعكاسا بفعل ما يتمتع به من سلطات واسعة وكذا إمكانية اتخاذه اإلجراءات االستثنائية ،وذل ك ب ان اق ر
وجوب اخ ذ رأي المجلس الدس توري ،رغم أن ه ذه االستش ارة إلزامي ة من حيث طلبه ا دس توريا إال أن
األخذ بنتيجتها يبقى اختياريا.
وعن إمكانية تعديل أو وقف العمل بالدستور جزئيا أو كليا فقد نصت المادة 124من الدستور الجزائ ري
على أن لرئيس الجمهورية حق التشريع بأوامر في حالتين:
– حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي البرلمان
– حالة إقراره للحالة االستثنائية المنصوص عليها في المادة 93
ما يمكننا استخالصه ووفقا لما ذهب إليه األستاذ بن طيفور بأنه يمكن لرئيس الجمهورية تع ديل الدس تور
بواسطة األوامر التشريعية[ ]8بعد اخذ رأي المجلس الدستوري إال أن ه ذا التع ديل باإلمك ان أن يتم على
أال يمس المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري وحق وق اإلنس ان والم واطن وحرياتهم ا ،وال يمس
أيضا التوازنات األساسية للسلطات والمؤسسات الدستورية[]9
وبالنسبة لحالة الحرب ،بالرجوع إلى المواد الدستورية التي تضمنتها الدساتير الجزائرية في متنها السيما
ما تضمنه دس تور 1996بداي ة من نص الم ادة 95إذا وق ع ع دوان فعلي على البالد أو يوش ك أن يق ع
حسبما نصت عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة ،يعلن رئيس الجمهورية الحرب ،بعد اجتم اع
مجلس الوزراء واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس المجلس الش عبي الوط ني ورئيس
مجلس األمة.
يجتمع البرلمان وجوبا.
ويوجه رئيس الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك”
والمادة 96التي تنص على ” يوقف العمل بالدستور مدة حال ة الح رب ويت ولى رئيس الجمهوري ة جمي ع
السلطات…”
نجد أن المشرع الدستوري الجزائري اعترف لرئيس الجمهوري ة الح ق في إعالن التعبئ ة العام ة وحال ة
الحرب باعتبارهما من حاالت الظروف الغير العادية التي قد تعيشها الدولة فعليا.
كما أن في حالة الحرب يتمتع رئيس الجمهورية بصالحيات وسلطات واسعة حيث يوقف العمل بالدستور
مدة سريانها وتحويل جميع السلطات لرئيس الجمهورية من اجل اتخ اذ ك ل اإلج راءات االس تثنائية ال تي
تستوجبها للمحافظة على استقالل األمة والمؤسسات الدستورية ،وكذا باعتبار انه في حالة الح رب تح ول
وظائف السلطات المدنية إلى السلطات العسكرية فانه حتما ستمس الحري ات العام ة وتص اب عن طري ق
تعطيلها كحرية االجتماع ،حرية الصحافة ،وحرية تك وين الجمعي ات… ،إلى غ ير ذل ك من اإلج راءات
التي تضيق الخناق على األشخاص وتحد من الحريات العامة.
المبحث الثاني :ضمانة االختصاص التشريعي بتنظيم الحقوق والحريات العامة
إن تنظيم أي مسألة من المسائل القانونية قد تختص به السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية ،من بين ه ذه
المسائل ما يتعلق بتنظيم الحقوق والحريات العامة فلمن يؤول حق تنظيمها ؟
المطلب األول :السلطة المختصة بتنظيم الحقوق والحريات العامة
عهدت معظم الدساتير الدول للسلطة التشريعية مسألة تنظيم الحقوق والحريات و ذلك لالعتبارات اآلتية:
إن الوجود الواقعي للحريات وكفالة ممارستها يتح دد في نط اق التش ريعات العادي ة ،فالمش رع ه و ال ذي
يقوم بتنظيم الحريات العامة ،وه ذا التنظيم ال ذي يت واله المش رع ه و ال ذي يق دم للحري ة إمك ان الوج ود
الواقعي ومن خالله تصبح الحرية موجودة وقائمة.
واستنادا إلى هذا نجد بعض فقهاء القانون يذهبون إلى القول إن الحريات ال توجد إال حيثما يوجد التشريع
المنظم لها ،وهذا ما عبر عنه الفقيه الفرنسي اسمان بقوله« :انه ال يكفي أصال أن يكفل الدستور ممارس ة
حرية ما لكي توجد هذه الحرية ب ل الب د أن يوج د تنظيم له ا بواس طة التش ريع ،وم ادام ه ذا التش ريع لم
يصدر فان النص الدستوري ال يمثل سوى وعد دستوري غير قابل للتطبيق».
والواقع إن أهمية التنظيم التشريعي في مجال الحري ات العام ة تع زى إلى جمل ة من االعتب ارات العملي ة
جعلت من التشريع خير وسيلة لحماية الحرية ،وتتمثل هذه االعتبارات في ناحية أولى فيما تمر به عملي ة
إصدار القانون من مراحل متعددة وما يحوط بها من إجراءات شكلية وما يصاحبها من مناقشات واسعة.
كما تمثل من ناحية أخرى فيما يتصف به التشريع من عمومية تضفي عليه طابع ا غ ير ذاتي ينتفي معه ا
كل احتمال للتعسف ما دام التشريع ال يواجه حاالت معينة بذاتها وال أف رادا معي نين ب ذواتهم وإنم ا يق رر
قواعد موضوعية توضع مقدما ،وتطبق على الحاالت واألشخاص كافة الذين تتوافر فيهم شروط تطبيقها.
وتتأكد أهمية هذه الضمانة بصورة جلية إذا أخذنا في االعتب ار أن تط بيق القواع د التش ريعية وخصوص ا
في المسائل الجنائية ال يكون إال بأثر فوري على الوقائع الالحقة لتاريخ صدوره.
المطلب الثاني :مبدأ تدرج القوانين
يعتبر مبدأ تدرج القوانين ركن ه ام في بن اء الدول ة القانوني ة .ذل ك أن ه ال يمكن تص ور النظ ام الق انوني
للدولة القانونية بدون هذا التدرج الذي يظهر في سمو بعض القواعد القانونية على بعض ،وتبعية بعض ها
للبعض اآلخر ..فالقواعد القانونية ليست في مرتب ة متس اوية من حيث الق وة والقيم ة ،ففي قمته ا القواع د
الدستورية ،ثم تتلوها التشريعات العادية ،ثم اللوائح الصادرة من السلطات اإلداري ة ..وهك ذا يس تمر ه ذا
التدرج حتى يصل إلى القاعدة الفردية ،أي القرار الفردي الصادر من سلطة إدارية دنيا.
وهذا التدرج يستلزم بالضرورة خضوع القاعدة األدنى للقاعدة األسمى ،شكًال وموضوًع ا ،فأما خضوعها
شكًال فبصدورها من السلطة التي حددتها القاعدة األسمى وبإتباع اإلجراءات التي بينتها ،وأم ا خض وعها
موضوًع ا فذلك بأن تكون متفقة في مضمونها مع مضمون القاعدة األعلى.
إن التدرج بين القواعد القانونية يؤدي إلى وجوب تقيد القاعدة القانونية ال دنيا بالقاع دة العلي ا ،إذ ال يص ح
أن تتعارض قاعدة قانونية دنيا مع أخرى تعلوها في مرتبة التدرج ،حتى ال يحدث خلل في انس جام البن اء
القانوني للدولة.
وفقا لمبدأ تدرج القوانين ينبغي أن ال تكون التنظيمات واللوائح الصادرة عن السلطة التنفيذي ة ،مخالف ا في
أحكامها لتشريع يعلوه درجة وإال فقدت شرعيتها.
ولقد سبقت اإلشارة أن مبدأ سمو الدستور يقتضي إلغ اء ك ل نص مخ الف في مض مونه لقواع د الدس تور
سواء صيغ في شكل معاهدة أو قانون أو نص تنظيمي .ويج د ه ذا الت درج في ه رم النص وص القانوني ة
أساسه انه اقر ض مانا لحق وق وحري ات األف راد وإال فم ا الفائ دة أن تع ترف القاع دة الدس تورية بح ق أو
حرية ،لتسلب فيما بعد بموجب قاعدة من التشريع العادي أو الفرعي .لذا وجب إلغائها لمخالفتها الدستور.
وتطبيقا لنفس الفكرة ينبغي إلغاء كل تنظيم أو الئحة ال يالئم الق انون الص ادر عن الس لطة التش ريعية في
مضمونه وصلب قواعده ،وهذا ما اصطلح على تسميته في الفقه بشرعية الل وائح .ومب دأ ت درج الق وانين
يضفي علي الدولة وصف الدول ة القانوني ة ،وذل ك بتميزه ا عن الدول ة البوليس ية ال تي ال تتقي د الس لطة
اإلدارية فيها بقيود فهي تملك اتخاذ ما تراه من إجراءات وتدابير في مواجهة األفراد دون أن تري نفس ها
ملزمه بالخضوع للقانون وفي تقرير مبدأ المش روعية كفال ة المحافظ ة علي حري ات األف راد المحك ومين
وحمايتهم في مواجهة الدولة التي تتمتع السلطة العامة فيها بقوه قهرية ،قد تنحرف إذا لم تخضع للقوانين
فتهدر حقوق األفراد وتقضي علي حرياتهم العامة.
المطلب الثالث :أثر الظروف االستثنائية على التشريع
إن قيام الظروف االستثنائية ال يمكن أن تحكمه قواعد المشروعية العادية سواء في نص وص الدس تور أو
في نص وص الق انون .ألن ه ذا ب الطبع يخ رج عن ني ة وقص د المش رع الدس توري والمش رع الع ادي.
فمضمون القواعد الدستورية والعادية في الظروف العادية يجب أن يختلف عنها في الظروف االستثنائية.
فسلطات الدولة ال بد أن تتسع ،وتضطر الدولة بال شك إلى تقييد الحريات واتخاذ إجراءات قد يكون منه ا
وقف العمل ببعض القوانين العادية بل ببعض نصوص الدستور التي تطبق في األحوال العادية.
خول الدستور لرئيس الجمهورية حق في التشريع بأوامر في ظل الحالة االستثنائية وذل ك بم وجب الم ادة
124من الدس تور الجزائ ري في فقرته ا األخ يرة وال تي ج اء فيه ا ” يمكن رئيس الجمهوري ة أن يش رع
بأوامر في الحالة االستثنائية المذكورة في المادة 93من الدستور.
تتخذ األوامر في مجلس الوزراء”.
إذا يحق لرئيس الجمهورية أن يشرع بموجب أوامر خالل الحالة االستثنائية وهو م ا يجعلن ا نتس اءل عن
نطاق ذلك االختصاص و هو ما أجاب عنه الدكتور بن طيفور من خالل تفحصه ألراء الفقهاء الفرنس يين
والدستور الفرنسي وكذا الدستور الجزائري ،وقد خلص إلى أنه تفاديا للتصادم والتع ارض بين الس لطتين
التشريعية والتنفيذية في ظل الظرف االستثنائي الذي يس تدعي االس تعجال يت وجب إعط اء الح ق ل رئيس
الجمهورية في تعديل وإلغاء ما يسنه البرلمان والعكس ال إذ ال يحق للبرلمان القيام بالعمل ذات ه اتج اه م ا
يسنه رئيس الجمهورية .فالمؤسس الدستوري الفرنسي في المادة 16من ه وال تي ص يغت بطريق ة تس مح
للرئيس باتخاذ إجراءات على أن يكون الغرض منها ه و ض مان ع ودة الس لطات العام ة في اق رب وقت
ممكن للقيام بمهامها]10[ .
نخلص إلى انه في ظل الحالة االستثنائية لم يعد لضمانة االختصاص التشريعي للبرلم ان في مج ال تنظيم
الحق وق والحري ات العام ة لن يع ود له ا أي وج ود عن دما يص بح رئيس الجمهوري ة مش رعا خالل ه ذا
الظرف.
المبحث الثالث :ضمانة الرقابة على أعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية
إن سمو الدستور وهو أعلى مرتبة من س ائر الق وانين واألنظم ة كم ا ان ه الن اظم لنش اط س ائر الس لطات
يستوجب أن تتقيد بأحكامه كافة السلطات وخاصة تلك التي تتعلق بالحقوق والحريات العام ة ،وان تك ون
جميع القواعد القانونية غير متعارضة مع النصوص الدس تورية فكي ف الس بيل إلى ض مان اح ترام س مو
الدستور؟
المطلب األول :الرقابة على دستورية القوانين
من الواضح أن هذا التفوق وقدسية الدستور ،يفقدان معناها إذا أمكن للسلطة التشريعية أن تخالف أحكام ه
بدون رادع ،البد إذا من وجود رقابة من جهة مختصة.
تبنت الجزائر الرقابة السياسية حيث تتوالها لجنة أو هيئة ينش ؤها دس تور الدول ة بنص ص ريح ،ويك ون
اختيار أعضائها من جانب سلطات سياسية وتكون رقابتها س ابقة على ص دور الق انون[ ،]11ه ذه الهيئ ة
سميت في الدستور الجزائري بالمجلس الدستوري سابقا و المحكمة الدستورية حاليا .
إن االختصاص الرئيسي أو األكثر أهمي ة للمجلس الدس توري ه و رقابت ه على دس تورية الق وانين ،وهي
رقابة سابقة على إصدار القانون ولكن بعد إقرارها من مجلسي البرلم ان ،فهي ليس ت رقاب ة الحق ة على
إصدار القانون وتطبيقه.
أسندت الرقابة على دستورية القوانين إلى المجلس الدس توري حيث نص ت الم ادة 165على ان ه َيفِص ل
المجلس الدستوري ،باإلضافـة إلى االختصاصات التي خولتها إي اه ص راحة أحك ام أخ رى في الدس تور،
في دستورية المعاهدات والق وانين ،والتنظيم ات ،إم ا ب رأي قب ل أن تص بح واجب ة التنفي ذ ،أو بق رار في
الحالة العكسية.
يبدي المجلس الدستوري ،بعد أن ُيخِط ره رئيس الجمهورية ،رأيه وجوبا في دستورية الق وانين العض وية
بعد أن يصادق عليها البرلمان.
كما َيفِص ل المجلس الدس توري في مطابق ة النظ ام ال داخلي لك ل من غرف تي البرلم ان للدس تور ،حس ب
اإلجراءات المذكورة في الفقرة السابقة.
يتضح من نص المادة أن المؤسس الدستوري الجزائري اخذ بالرقابة الس ابقة والالحق ة ،وبأخ ذه الرقاب ة
الالحقة يكون قد كفل للحقوق والحريات ضمانة هامة رغم أن الدستور الجزائري قد قصره حق اإلخطار
على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الش عبي الوط ني ومجلس األم ة الم ادة 166من الدس تور]12[.
ولم يوضح إمكاني ة اللج وء إلي ه من المواط نين أو مؤسس ات مختص ة معين إنم ا اهتم ب ذكر أنه ا تعطي
بخصوص قانون ما قبل أن يصبح قابل للنفاذ( رقابة سابقة) أو بقرار في الحالة العكسية (رقابة الحقة)
المطلب الثاني :الرقابة القضائية
ال يكفي وجود النصوص الدستورية والقانوني ة لحماي ة الحري ات العام ة ،وإنم ا يجب أن تتقي د الس لطتان
التشريعية والتنفيذية في كل تصرفاتها بالنصوص الدستورية أوال وبالتشريعية ثانيا ،وهذا م ا يطل ق علي ه
مبدأ سيادة القانون أو مب دأ المش روعية .غ ير أن خض وع الس لطة للق انون والدس تور ال يك ون خض وعا
حقيقيا ما لم يقترن بوجود رقابة قضائية تك ون مهمته ا إلغ اء أو ع دم تط بيق الق وانين المخالف ة للدس تور
وإلغاء القرارات المخالف ة للق انون .ل ذلك تع د الرقاب ة القض ائية من أق وى الض مانات ال تي تق دمها النظم
المعاصرة لحماية الحقوق والحريات وتحقيق مبدأ سيادة القانون.
مما ال شك فيه أن مبدأ المشروعية وسيادة الق انون ه و العالم ة المم يزة للدول ة القانوني ة وه و الض مانة
األساسية للحقوق والحريات العامة ,والقاضي اإلداري هو مفتاح االلتزام بس يادة الق انون وتحقي ق س يادة
القانون بمعناها الواسع الذي يتجاوز مجرد احترام القانون ,بل يمتد إلى مض مون الق انون ذات ه من حيث
وجوب حمايته لحقوق اإلنسان ,فإذا عجز القانون عن توف ير ه ذه الحماي ة لم يع د ج ديرًا ب ان تك ون ل ه
السيادة.
تسهر السلطة التنفيذي ة على حماي ة النظ ام الع ام بم ا له ا من س لطة ض بطية ،وهي به ذا ق د تس رف في
اس تعمال س لطاتها بمخالف ة الق انون والدس تور وق د يمس ه ذا االنح راف الحق وق والحري ات العام ة
المنص وص عليه ا في الدس تور والمنظم ة بم وجب الق وانين الص ادرة عن الس لطة التش ريعية ،ولحماي ة
المجال التشريعي ضد تعدي الحكومة بما لها من سلطة الئحية على المجاالت المخصصة للقانون خاص ة
في ما يتعلق بالحقوق والحريات العامة.
في الجزائر ،إذا كان قد عهد للمجلس الدستوري أمر مراقبة دس تورية المعاه دات والق وانين والتنظيم ات
فان السؤال يطرح لمن يعود حق إلغاء اللوائح في حالة مخالفته ا لنص ق انوني يعلوه ا وفق ا لمب دأ ت درج
القوانين؟
يمارس مهمة الرقابة على مطابقة اللوائح للق انون الس لطة القض ائية وه ذا أم ر دأبت على إتباع ه غالبي ة
النظم المعاصرة من بينها الجزائر التي لجئت إلى تخصيص قضاء إداري مستقل عهد له س لطة ممارس ة
الرقابة على اللوائح وإلغائها بدعوى اإللغاء إذا كان فيها مخالفة لتشريع عادي ،حيث نصت الم ادة 152
” :تمثل المحكمة العليا الهيئة المقومة ألعمال المجالس القضائية والمحاكم.
يؤسس مجلس دولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية.تضمن المحكمة العليا ومجلس الدول ة
توحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد ويسهران على احترام القانون.
تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة”.
فالقض اء يمث ل الح ارس الط بيعي لحق وق وحري ات األف راد ،إذ ال يكفي مج رد إعالن مب ادئ الحري ات
وتنظيمها دستوريا وتشريعيا ،وإنما يتعين فضال عن ذلك أن يملك أص حابها الوس ائل الكفيل ة باحترامه ا،
وخير وسيلة تضمن احترام حقوق وحريات األفراد هو القضاء ،حيث يمكن إلغاء القرارات اإلدارية ال تي
تكون مخالفة للقانون أو تعسفا في استعمال السلطة( االنحراف بالسلطة)
أو قيام مس ؤولية اإلدارة عن اإلض رار فتل زم ب التعويض (دع وى التع ويض) وفي ه ذا ض مان للحق وق
والحريات الفردية وتجسيد لمبدأ المشروعية
[ ]1يعرف الضمان لغة بأنه الكفالة وااللتزام وضمن الشيء ( بكسر الميم) أي كفل به ،والمضمن هو م ا
ال يتم معناه إال بالذي يليه – راجع المعجم الوجيز ،ص .383و مختار الصحاح ،ص .384
[ ]2هذا المقال تمت معالجته اعتمادا على ما قدمه لن ا األس تاذ الفاض ل ال دكتور نص ر ال دين بن طيف ور
خالل السنة النظرية لمرحلة الماجستير
وكذا اعتمدت على رسالته
– نصر ال دين بن طيف ور ،الس لطات االس تثنائية ل رئيس الجمهوري ة الجزائ ري والض مانات الدس تورية
للحقوق والحريات العامة ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،جامعة سيدي بلعباس.2003-2002 ،
[ 3مصطفى أبو زيد فهمي ،الوجيز في القانون الدس توري والنظم السياس ية ،دار المطبوع ات الجامعي ة،
مصر ،سنة ،1999ص .170وتنظر أيضا؛
[ ]4على الرغم من تناول الدستور مجموعة من م ا يمكن تس ميته بالمحرم ات ب إجراءات التع ديل إال أن
التع ديل الدس توري الجزائ ري في 10افري ل 2002ادمج اللغ ة األمازيغي ة كلغ ة وطني ة في الم ادة 3
مكرر ،فان هذا التعديل جاء حفاظا على وحدتها السياسية.
[ ]5المادة : 178ال يمكن أي تعديل دستوري أن يمس:
– الطابع الجمهوري للدولـة،
– النظام الديمقراطي القائم على التعدديـة الحزبـيـة،
– اإلسالم باعتباره دين الدولـة،
– العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسميـة
– الحريات األساسية وحقوق اإلنسان والمواطن،
– سالمة التراب الوطني ووحدتـه،
– العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز الثورة والجمهورية.
[Adhémar Esmein, Eléments de droit constitutionnel français et : ]7
comparé ,3éme édition, 1927, T.3, page 980
[Carré de Malberg, contribution a la théorie générale de l’état, , page ]8
610
[ ]9راجع نصر الدين بن طيفور ،المرجع السابق ،ص 105
[ ]10المادة : 176إذا ارتأى المجلس الدستوري أن مشروع أي تعديل دس توري ال يمس البت ة المب ادئ
العام ة ال تي تحكم المجتم ع الجزائ ري ،وحق وق اإلنس ان والم واطن وحرياتهم ا ،وال يمس ب أي كيفي ة
التوازنات األساسية للسلطات والمؤسس ات الدس تورية ،وعل ل رأي ه ،أمكن رئيس الجمهوري ة أن يص در
القانون الذي يتضمن التعديل الدستوري مباشرة دون أن يعرضه على االستفتاء الشعبي ،متى أحرز ثالثة
أرباع ( )3/4أصوات أعضاء غرفتي البرلمان.
[ ]11للتوضيح اكثر راجع ،نصر الدين بن طيفور ،المرجع السابق ،ص 116-109
[ ]12هنري روسيون ،المجلس الدستوري ،ترجمة محمد وطف ه ،المؤسس ة الجامعي ة للدراس ات والنش ر
والتوزيع ،لبنان ،سنة ،2001ص 14