Professional Documents
Culture Documents
مفهوم التقاضي الالكتروني في التشريع الجزائري
مفهوم التقاضي الالكتروني في التشريع الجزائري
مفهوم التقاضي الالكتروني في التشريع الجزائري
سعيدة لعموري
( )
*******
ملخص:
بتحول معظم المعامالت من العالم ّ التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم
ّ في ظل
الواقعي الى العالم االفتراضي لما له من مزايا،سعت الجزائر إلى تكريس نظام االدارة
االلكترونية وتعميم استعماله على جميع المرافق العمومية بما فيها مرفق القضاء ،ونظرا
ليتحول تدريجيا من القضاء
ّ لحساسّية هذا األخير وأه ّميته عزمت االرتقاء به وعصرنته،
التقليدي الى القضاء الرقمي ،ونظرا لحداثة هذا التو ّجه طرح عدّة تساؤالت حول امكانية
صت وريقات هذه تعميمه واتخاذه بديال ،ول ّما كان القضاء التقليدي غني عن البيان خ ّ
المداخلة الى بيان مفهومه من خالل بيان خصائصه ،تحديد واقعه في الجزائر ،ث ّم تقيمه
للوقوف على مزاياه وسلبياته ،وختمت المداخلة بخاتمة تض ّمنت أ ّهم النتائج
والتوصيات.
الكلمات المفتاحية :القضاء االلكتوني ،المحادثة عن بعد ،النيابة االلكتورنية ،التوقيع
االلكتروني ،التبليغ االلكتروني.
Abstract:
المؤلف المرسل.
287
مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري:عنوان المقال
288
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
مقدّمة:
سعت الجزائر منذ االستقالل إلى تطوير قطاع العدالة واالرتقاء به هيكلة ونشاطا،
هذا األخير الذي يتجاذبه عدّة أنواع منها ،النشاط اإلداري الذي تتولّى من خالله مه ّمة
إصدار بعض الوثائق اإلدارية على غرار شهادتي السوابق العدلية والجنسية ،وبعض
من عقود الزواج في حاالت استثنائية ،واآلخر استشاري تقدّم من خالله آراء حول
مسائل محدّدة قانونا ،والنشاط القضائي الذي ارتبط مضمونه بتسميتها ،تتولى من خالله
مه ّمة حل النزاعات المتزايدة والالمتناهية والمتباينة بتباين ظروف الزمان والمكان
حفاظا على الحقوق والحريات الفردية والجماعية ،والسهر على مدى االلتزام بتطبيق
القانون وضمان سيادته ،وفي سبيل ذلك سعت الجزائر على غرار معظم دول العالم
التطور التكنولوجي والثورة ّ لمواكبة تلك المستجدات والمتغيرات ،السيما في ظل
بتحول معظم المعامالت السيما الرسمية منها من العالم ّ المعلوماتية التي يشهدها العالم
الواقعي الى العالم االفتراضي كخيار ال رجعة فيه لما له من مزايا في ضمان تقريب
اإلدارة من المواطن ،واستمرار الخدمة العمومية ،وتبسيط اإلجراءات ،وتلبية الحاجيات
بأقّل جهد ووقت ومال،
ومواكبة منها لما حدث ويحدث في العالم سعت الجزائر إلى تكريس نظام اإلدارة
اإللكترونية وتعميم استعماله وتطبيقه على جميع المرافق العمومية بما فيها مرفق
القضاء ،ونظرا لحساسّية هذا األخير باعتباره إحدى الركائز الثالث التي تقوم عليها
الدولة الجزائرية على غرار دول العالم ،وأه ّميته بالنسبة الستقرار األوضاع والحيلولة
والحريات ،وضمان التعايش السلمي داخل ّ دون تصادم المصالح والحفاظ على الحقوق
الوطن وخارجه بما يحقّق العدالة ،وتأسيسا على ذلك عزمت العمل على االرتقاء به
ليتحول بذلك تدريجيا وصفه من القضاء ّ وعصرنته بموجب القانون رقم ،)1(03/15
التقليدي الذي يت ّخذ من الورقة وسيلة والحضور الشخصي آلية ،إلى القضاء الرقمي
الذي يت ّخذ من الوسائط والوسائل االلكترونية وسيلة ومن الحضور االفتراضي آلية.
صةونظرا لحداثة هذا التو ّجه وككل بدايات طرح عدّة تساؤالت لدى العا ّمة والخا ّ
صت حول إمكانية تعميمه واتخاذه بديال ،ول ّما كان القضاء التقليدي غني عن البيان ،خ ّ
وريقات هذه المداخلة لبيان مفهوم القضاء اإللكتروني كبديل ،فما هو مدلول التقاضي
أي مدى يمكن تجسيده؟ ،ولإلجابة على المشرع الجزائري وإلى ّ
ّ اإللكتروني في نظر
اإلشكالية المحورية المطروحة ،وفهم نظام التقاضي اإللكتروني فه ًما يُزال به ما يكتنفه
تعريفه(أوال) ،بيان
ّ من غموض ،وفق منهجين وصفي وتحليلي ،تقتضي الدراسة
خصائصه التي تضفي عليه االستقاللية كنظام (ثانيا) ،بيان واقعه في الجزائر
كتو ّجه(ثالثا) ،ث ّم تقيمه للوقوف على مزاياه وسلبياته (رابعا) ،على أن تختم وريقات هذه
المداخلة بخاتمة تتض ّمن أ ّهم النتائج والتوصيات ،كاآلتي.
289
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
290
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
عرفت باستعماالتها فيقال وسيلة أ ّما عن التعريف اللغوي لكلمة اإللكتروني ،فقد ّ
الدفع اإللكتروني أي الوسيلة التي تم ّكن صاحبها من القيام بعمليات األداء المباشر عن
بُعد عبر الشبكات العامة ،كما يعني كل نظام و برنامج يم ّكن من القيام بعمليات الوفاء
باالستعمال الكلّي أو الجزئي للوسيلة اإللكترونية ،ويقال شهادة التوثيق اإللكتروني وهي
والمحرر اإللكتروني المنسوب إليه صادرة عن جهة ّ شهادة تثبت العالقة ما بين الموقّع
التوثيق ،ويقال الوسيط اإللكتروني ،أي البرنامج أو النظام أو أي وسيلة إلكترونية أخرى
تعمل تلقائيا بشكل مستقل كلّيا أو جزئيا دون تدخل شخصي ،وينصرف مفهوم
البريد اإللكتروني إلى تبادل المراسالت والمذ ّكرات من خالل الحاسوب .ويطلق
السوار اإللكتروني على ذلك الجهاز اإللكتروني الذي يثبّت في شكل سوار إ ّما بمعصم
المحكوم عليه أو برجله ،ويستعمل كبديل عن عقوبة السجن قصيرة المدة أو كإجراء
تحفّظي لمراقبة المتهم ال ُمفرج عنه ،والمحرر اإللكتروني ،هو رسالة بيانات تتض ّمن
معلومات تنشأ أو تدمج أو تخزن أو ترسل أو تستقبل كلّيا أو جزئيا بوسيلة إلكترونية أو
رقمية أو ضوئية أو بأي وسيلة أخرى مشابهة ،والتوقيع اإللكتروني هو ما يوضع على
محرر إلكتروني ويتّخذ شكل حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها ،ويكون له ّ
ّ
طابع منفرد يسمح بتحديد شخص الموقع ويميزه عن غيره ،والسجل اإللكتروني هو
مستند يتّم إنشاؤه أو تخزينه أو استخراجه أو نسخه أو إرساله أو إبالغه أو استالمه
بوسيلة إلكترونية على وسيط ملموس ،أو على أي وسيط إلكتروني آخر ،ويكون قابال
اإللكتروني هو جهاز مبر َمج ألداء عمليَّات
ّ لالسترجاع بشكل يمكن فهمه ،والحاسوب
سريعة أو لتخزين المعلومات واسترجاعها في أي وقت ،ويطلق وصف الدِّماغ أو العقل
ي يشتمل على مجموعة من اآلالت تنوب عن ال ِدّماغ اإللكتروني على جهاز إلكترون ّ
ّ
()9 ّ
ي في حل أعقد العمليَّات الحسابيَّة… إلخ .
البشر ّ
-2التعريف الفقهي لمصطلح التقاضي اإللكتروني :تعدّدت التعريفات الفقهية
لمصطلح التقاضي اإللكتروني ،واختلفت باختالف وجهة نظر الفقهاء شكال ومضمونا،
الذين وجدوا مجاال رحبا لالجتهاد لصياغة تعريف له نظرا لحداثته ،فمنهم من استخدم
مصطلح التقاضي االلكتروني ،ومنهم من استعمل مصطلح التقاضي عن بعد ،ومنهم من
استعمل مصطلح المحاكمة االلكترونية أو االفتراضية وغيرها للداللة عليه ،ولبيان ذلك
ستتّم اإلشارة لبعض التعريفات ،إذ ال يتسّع المقام لذكرها كلّها.
إذا كانت المحادثة المرئية عن بعد "هي وسيلة اتصال مرئي ومسموع متعدّد
األطراف يستطيع بمقتضاها شخصان أو عدّة أشخاص المشاركة في مناقشة أو حوار
بصورة إيجابية وفعالة رغم اختالف األماكن التي يتواجد فيها داخل الدولة الواحدة أو
تفرقهم بين عدّة دول"(" ،)10محادثة مسموعة ومرئية بين طرفين أو أكثر بالتواصل ّ
()11
وإذا كانت اإلدارة المباشر مع بعضهم البعض عبر وسائل االتصال الحديثة"
اإللكترونية ينصرف مفهومها لدى البعض إلى "منظومة إلكترونية متكاملة تهدف الي
تحويل العمل اإلداري العادي من إدارة يدوية إلى إدارة باستخدام الحاسب وذلك
291
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
باالعتماد على نظم معلوماتية قويّة تساعد في اتخاذ القرار اإلداري بأسرع وقت وبأقل
التكاليف"(" ،)12استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية في انجاز المعامالت اإلدارية،
وتقديم الخدمات المرفقية ،والتواصل مع المواطنين بمزيد من الديمقراطية.)13(".
فإن التقاضي اإللكتروني كنشاط ووظيفة ال يختلف عن تلك المعاني مجتمعة إ ّ
ال ّ
عرف بأنّه "عملية نقل مستندات التقاضي إلكترونيا في بعض الخصوصيات ،بحيث ّ
ظف إلى المحكمة عبر البريد اإللكتروني حيث يتّم فحص هذه المستندات بواسطة المو ّ
المختص وإصدار قرار بشأنها بالقبول أو الرفض وإرسال إشعار إلى المتقاضي يفيده
وعرف على أنّه "استخدام وسائل اإلتصاالت ّ علما بما ت ّم بشأن هذه المستندات"(،)14
الحديثة في التقاضي لالستفادة من تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت في تسيير
التقاضي ،وإن هذه االستفادة قد تكون جزئية ،وهو ما يطلق عليه التقاضي بوسائل
إلكترونية أو المحكمة بوسائل الكترونية أو المحكمة االفتراضية ،وهي تعن االنتقال
من تقديم خدمات التقاضي والمعامالت بشكلها الروتيني إلى الشكل اإللكتروني عبر
وعرف أيضا بأنّه "الحصول على صور الحماية القضائية ،عبر ّ االنترنت"(،)15
استخدام لوسائل اإللكترونية المساعدة للعنصر البشري ،من خالل إجراءات تقنية
تضمن تحقيق مبادئ وضمانات التقاضي ،في ظل حماية تشريعية لتلك اإلجراءات
صةتتفق مع القواعد والمبادئ العا ّمة في قانون المرافعات مع مراعاة الطبيعة الخا ّ
للوسائل اإللكترونية"(.)16
إن عملية البحث عن تعريف تشريعي -3التعريف التشريعي للتقاضي اإللكترونيّ :
لمصطلح التقاضي االلكتروني لها أهميّة بالغة إذ تفيد بالخصوص في تحديد آليات
المشرع الجزائري
ّ وإجراءات مباشرة هذا النوع من التقاضي ،ولذلك سيتّم بيان موقف
من هذا الموضوع.
يعتبر القانون رقم 03/15نقلة نوعية والتفاتة حقيقة لالهتمام بهذا النوع من
التقاضي ،والقانون اإلطار والشريعة العا ّمة لهذا النظام ،وبالتالي كان الرجوع إليه
واستقراء أحكامه ضروري للبحث عن تعريف تشريعي للمصطلح م ّحل الدراسة في
شرع التشريع الجزائري ،وباستقراء مواده الـ 19وتحليل مضمونها يتضّح ّ
بأن الم ّ
الجزائري لم يذكر هذا المصطلح صراحة وقد ابتعد عن إعطاء تعريف له مكتفيا
بتوضيح الهدف من إصداره لهذا القانون وآليات تحقيقه ،حيث استعمل عبارة المحادثة
المرئية عن بعد في اإلجراءات القضائية للداللة الضمنية على نظام التقاضي
اإللكتروني لذلك يمكن اعتباره في هذا المقام مصطلح فقهي أكثر منه قانوني.
كما بيّن الهدف من إصداره لهذا القانون كما سبق بيانه وهو عصرنة سير قطاع
العدالة ،وذلك ما ت ّم تأكيده صراحة بموجب المادّة األولى منه،وبالتالي فنظام التقاضي
المشرع الجزائري المحادثة المرئية عن بعد في االجراءات
ّ اإللكتروني أم كما وصفه
292
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
-6إثبات إجراءات التقاضي :كانت الدعامة الورقية هي التي تجسّد الوجود المادي
للمعامالت القضائية التقليدية ،بحيث ال تعّد الكتابة دليال كامال لإلثبات إالّ إذا كانت
موقعة بالتوقيع اليدوي ،أ ّما التقاضي االلكتروني كنظام مستحدث وم ّحال لهذه المداخلة
يتّم إثباته عبر مستند إلكتروني موقّع ومصادق عليه إلكترونيا طبقا ألحكام القوانين التي
سنت لذلك الغرض على غرار القانون رقم .)17( 04/15
-7إستخدام وسائل الدفع االلكتروني بالنسبة لدفع الرسوم والمصاريف القضائية.
-8جودة الخدمة المقدّمة للمتقاضين(.)18
-9ويعتبـر جهـاز الحاسـوب الوسـيط اإللكترونـي.
ثالثا :واقع التقاضي االلكتروني في الجزائر
ال يخفى على من يمتلك ثقافة قانونية أنّه من خصائص القاعدة القانونية أنّها قاعدة
سلوك مجتمع ،فهي تترجم ما يحدث في المجتمع في عصر من العصر وفي زمن من
األزمنة وفي مكان من األمكنة ،ولما كان هذا العصر عصر التكنولوجيا ،ولما كان
التوجه في هذا الزمن نحو تعميم استعمالها السيما في مجال االعالم واالتصال وما
يتطلّبه من رقمنة لجميع القطاعات ،ولما كان التو ّجه ال يخص رقعة جغرافية دون
شرعأخرى ،وال دولة من الدول دون غيرها ،ونظرا لعالمية هذا التو ّجه ،سعى الم ّ
الجزائري إلى مسايرة مقتضيات هذا العصر ،وترجم تلك المساعي في محاولة جادّة
بخطى بطيئة إلى رقمنة المرافق العمومية عا ّمة ونقلها من البيئة الواقعية إلى البيئة
اإلفتراضية ،بما فيها مرفق القضاء ،تتجلى مالمحها في عدّة نقاط منها تخصيص إطار
تشريعي خاص كواقع نظري ،وآخر تنفذي كواقع فعلي او تطبيقي وعملي ،يتّم بيان
أه ّمها فيما يلي:
-1الواقع النظري :إيمانا منه بضرورة التوجه الى التقاضي اإللكتروني كخيار
بغية عصرنة قطاع العدالة قام بإصدار القانون رقم 03/15المتعلّق بعصرنة العدالة كما
سبق بيانه ،وض ّمنه جملة من األحكام ،منها ما يبيّن الغرض من إصداره ممثال في
عصرنة تسيير القطاع وسبل ذلك ،جاء في المادة الرابعة منه ،المتعلق بعصرنة العدالة
أنه "إذا استدعى بعد المسافة أو تطلب ذلك تحسين سير العدالة ،يمكن
استجواب و سماع األطراف عن طريق المحادثة عن بعد ،مع مراعاة احترام الحقوق
المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية".
ّ
وعززه بالقانون رقم 04/15المحدّد للقواعد العا ّمة المتعلقة بالتوقيع والتصديق
اإللكترونيين ،كآلية ضرورية لقبول العريضة شكال طبقا لمضمون المادّة 14من القانون
رقم 09/08المتض ّمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية( )19والتي جاء فيها "ترفع
ومؤرخة ،تودع بأمانة الضبط من قبل ّ موقعة
الدعوى أمام المحكمة بعريضة مكتوبة ّ
294
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
المدعي أو وكيله أو محاميه بعدد من النسخ يساوي عدد األطراف ،وإضفاء الرسمية
المحررات القضائية،
ّ على
وتماشيا مع ذلك التو ّجه قام بتعديل قانون اإلجراءات الجزائية األمر رقم 155/66
المؤرخ في 8يونيو سنة 1966بموجب األمر رقم ،)20(02/15السيما في مادّته 10 ّ
التي ت ّم بموجبها استحداث المادّة 68مكرر 27والتي ت ّم استحداثهها تعزيزا لضمانات
حماية الشهود والخبراء والضايا حيث جاء فيها "يجوز لجهة الحكم تلقائيا أو بطلب من
الهوية عن طريق وضع وسائل تقنية تسمح بكتمان ّ األطراف سماع الشاهد مخفي
هويته ،بما في ذلك السماع عن طريق المحادثة المرئية عن بعد واستعمال األساليب ّ
هوية الشاهدالتي ال تسمح بمعرفة صورة الشخص وصوته...وإذا لم يتّم الكشف عن ّ
مجرد استدالالت ال تشكّل لوحدها دليال يمكن ّ تعتبر المعلومات التي يكشف عنها
عزز تقنية التقاضي اإللكتروني في المادّة اعتماده كأساس للحكم باإلدانة" ،كما ّ
الجزائية بإصداره للقانون رقم ،)21(04/20الذي ض ّمنه بابا كامال يعنى ويهتم بتوضيح
إجراءات التقاضي في هذه المادّة خالفا لتطبيق التقاضي اإللكتروني في المادّتين المدنية
قرر تعميممجرد غاية لم يؤسّس لها تشريعيا بعد ،بحيث وإن ّ ّ واإلدارية الذي يبقى
إستعمال المحاكمة عن بعد البد من تحيين قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ومالءمته
مع خصوصية التقاضي م ّحل الدراسة.
-2الواقع العملي :تطبيقا للمادّة 2من القانون رقم 03/15والتي جاء فيها "تحدث
منظومة معلوماتية مركزية للمعالجة اآللية للمعطيات تتعلّق بنشاط وزارة العدل
سسات التابعة لها وكذا لجهات القضائية للنظام القضائي العادي والنظام والمؤ ّ
القضائي اإلداري ومحكمة التنازع" ،ت ّم استحداث أرضية النيابة اإللكترونية على
الموقع اإللكتروني لوزارة العدل ،ودخولها حيز الخدمة بتاريخ 28جويلية 2020وهي
صصة لتلقي الشكاوى والعرائض عن بعد إذ يكفي الولوج إلى الرابط أرضية مخ ّ
المس ّخر لذلك وإدراج البيانات اإللزامية المطلوبة بإتباع اإلجراءات المبيّنة.
()22
صصت ذات الوزارة حيّزا إلكترونيا ورابطا مباشرا يم ّكن المعني المس ّجل كما خ ّ
ويملك حسابا إلكترونيا خاصا االطالع على مآل قضيته ،فيكفي الولوج الى الرابط الم ّعد
ي وقت لذلك وتسجيل الدخول وإتباع الخطوات المبيّنة ليتم ّكن من ذلك في مكانه وفي أ ّ
شاء دون أن يكلّف نفسه التنقّل إلى مقر المحكمة أو المجلس المعني في أيام العمل
األسبوعية وفي ساعات العمل الرسمية وينتظر دوره وغيرها من التعطيالت
البيروقراطية ،مع العلم أنّه يمكن االطالع على مآل القضية حتى عبر روابط مباشرة من
المحاكم أو المجالس القضائية المتواجدة عبر مناطق الوطن.
وفي سبيل السير نحو تعميم استعماله وبهذا الخصوص راسلت مديرية الشؤون
القضائية والقانونية بوزارة العدل اإلتحاد الوطني لمنظمات المحامين بتاريخ 05نوفمبر
295
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
،2020قصد تحيين قاعدة المعطيات الخاصة بهم في تطبيقة تسيير مهن األعوان
القضائيين ،ألجل ربطها بالنظام اآللي للتقاضي اإللكتروني.
وفي بيان صادر عن وزارة العدل يوم 24ماي 2021وبغية تعميم الرقمنة في
إجراءات التقاضي في المواد المدنية ،وفي إطار عصرنة أساليب التسيير القضائي التي
انتهجتها وزارة العدل بهدف تسهيل عمل المحامين وتحسين نوعية العدالة ،وبعد مراسلة
األمين العام للوزارة ليوم 2021/03/15تحت رقم /302أع،20/بخصوص اعتماد نظام
التقاضي اإللكتروني في المواد المدنية وعرض األرضية الرقمية المعدّة لذلكّ ،
نظم يوم
السبت 22ماي 2021بمقر مجلس قضاء الجزائر ،لقاء إعالمي مع ممثلي اإلتحاد
الوطني لمنظمات المحامين حول موضوع “محتوى األرضية الرقمية المستحدثة لتبادل
العرائض والمذكرات في المواد المدنية بين المحامين على مستوى المجالس القضائية"،
التطرق خالله إلى أهّم محتويات مشروع هذه األرضية الرقمية المستحدثة بالتحول ّ تم
التدريجي نحو التقاضي اإللكتروني واالنتقال إلى مرحلة ذات نوعية بتمكين المحامين
من التبادل دون عناء التنقّل إلى الجلسات و ذلك وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية.
حيث انتهت وزارة العدل حسب هذا البيان من إعداد النصوص الخاصة بتفعيل
األرضية الجديدة حتى يتسنى للمحامين مستقبال من إجراء عملية التبادل اإللكتروني
للعرائض و المذكرات انطالقا من أي مكان عبر التراب الوطني دون التنقّل إلى الجهة
القضائية المرفوع أمامها النزَ اع؛ و في إطار ضبط كيفيات دفع المستحقات المالية
سة بريد الجزائر، لتسهيل عملية الدفع اإللكتروني للمحامين ،ت ّم اإلعالن عن إشراك مؤس ّ
سات المصرفية إلى جانب التكفّل في إطار وسيتم تعميم العملية الحقا مع كافة المؤس ّ
األرضية الرقمية الجديدة بكافّة المراحل بدء من الدفع اإللكتروني إلى غاية التسجيل ثم
التبادل اإللكتروني للعرائض ( ،)23وغيرها من اإلجراءات التي تعكس المسعى لتبني هذا
النظام وتعميم استعماله.
وبالرغم من وضوح تلك االجراءات ولو نظريا:
-اختلفت مواقف رجال القانون من التقاضي اإللكتروني وتباينت بتباين
مبرراتهم ،فمنهم من التزم موقفا حياديا على اعتبار مسألة تسيير المحاكمات في التنظيمّ
القضائي الجزائري عبر تقنية التحادث المرئي عن بعد وتعميم استعمالها مسألة ال تزال
التسرع واالرتجال قبل
ّ حديثة تتطلب التريّث والتفكير الجدّي والدراسة المعمقّة وعدم
إصدار األحكام عليها ،وقبل أن تكون م ّحل تجارب ميدانية ،ومنهم من ر ّحب باإلجراء
واعتبره قفزة نوعية والتفاتة حقيقية في مجال عصرنة قطاع العدالة لما لها من ايجابيات
سيأتي بيانها الحقا.
وأ ّما الطائفة األخيرة فإنها ترفض صراحة الفكرة العتبارات شخصية وأخرى
نظرية منها:
296
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
* ّ
أن التقاضي اإللكتروني يلغي روح القانون إذا ما ت ّم االحتكام لآللة على الطريقة
الصينية أو حتى البرازيلية ،كما يلغي حقوق الدفاع في كثير من األحيان بتقليص فرص
المطلوب في أن يستفيد من الدفوع اإلجرائية والموضوعية التي هي أساس مهنة
المحاماة ،كما تلغي حقّه في االستفادة من المشاعر اإلنسانية التي يطبعها العفو
والتسامح والظروف المخففة...
سرية اإلجراءات وسرية التحقيق *أنه يشكل خطرا على جهاز العدالة وعلى ّ
كما يجهز على السر المهني وكذا خصوصيات األفراد في ظل تنامي ظاهرة الهاكرز
اللذين لم يعد يصعب عليهم اختراق أصعب أنظمة المعلوماتية المعقّدة بما يفتح مجاال
أمام المجرمين والنصابين بالتالعب باألدلة وتغييرها لصالحهم أو ضد غرمائهم (.)24
-تأ ّخر تعميم استعماله في كافّة المحاكم والمجالس سواء فيما يخص القضاء
العادي أو اإلداري كون اتباع هذه الطريقة في االجراءات القضائية السيما في مرحلة
المحاكمة تخضع للسلطة التقديرية للقاضي من جهة ولرغبة أطراف النزاع من جهة
مقابلة مع بعض الشروط تأسيسا على مضمون المادّتين 14و 15من القانون رقم
مكرر 8و 9من األمر رقم 155/66المتض ّمن قانون ّ ،03/15والمادّتين 441
اإلجراءات الجزائية المستحدثتين بموجب المادّة 5من القانون رقم 04/20المعدّل
والمت ّمم له ،حيث أنّه وبالرغم من عزم وزارة العدل وقف إحضار المتهمين المعنيين
بالمحاكمة من السجون تماشيا ً مع إجراءات الحجر الصحي والتباعد االجتماعي ،حيث
اقترحت عليهم «المحاكمة عن بعد» ،وافق عليها آخرون بينما رفضها الكثير منهم على
مقررة يوم 27 غرار ما حدث لمحاكمة الناشط السياسي البارز كريم طابو التي كانت ّ
أفريل 2020حيث ت ّم تأجيلها للفاتح من يونيو لنفس السنة ،على خلفية رفضه «التقاضي
عن بعد» الجاري العمل به حاليا ً في إطار التدابير االحترازية من تفشي فيروس
«كورونا»(.)25
وكل ذلك لم يمنع بعض المحاكم على المستوى الوطني على خوض هذه التجربة
إن ص ّح التعبير.
مصلحة في التواجد هناك شاهدا ع ّم يجري في تلك الجلسة ،ومن ث ّم ناقال ومشيعا لما ت ّم
تداوله بين الزوجين والقاضي ،وقد يكون هناك متد ّخل في الجلسة دون علم القاضي
وبعيدا عن نظره فيؤثّر على قرار أحد الزوجين ولو بإشارة أو كلمة مكتوبة وغيرها
من األمور التي يمكن إخفاؤها على الطرف المقابل من المحادثة عن بعد ،عكس الجلسة
الحضورية التي يكون فيها القاضي والزوجين وجها لوجه وكثيرة هي الجلسات التي ت ّم
فيها الصلح ول ّم شمل العائلة من جديد بعيدا عن تأثير المتدخلّين حيث يتّم التراجع
والعدول على طلب فك الرابطة الزوجية ( طالق ،تطليق ،خلع).
-سهولة فقدان الملفات والمستندات وإتالفها ومن ث ّمة استحالة استرجاعها في
حاالت كثيرة عند مسحها عن طريق الخطأ ،أو تلف الجهاز ،أو إصابته بالفيروسات ،أو
اختراق نظام أمانه... ،أو عن طريق القرصنة التي تم ّكن المجرم أو من له مصلحة
الولوج الى الحسابات والعبث بمحتواها سواء بتعديلها أو إخفائها أو تعطيلها ،بالرغم من
ألن من ال يملك التكنولوجيا ال يملك المشرع الجزائري ّ ّ كرسها
ضمانات األمان التي ّ
أمانها وحلولها.
-كذلك و إن كانت المحاكمة اإللكترونية تساهم إلى حد بعيد في استمرار أداء
مرفق القضاء بانتظام واطراد بحيث يمكن استغاللها ليال ونهارا وطيلة أيام األسبوع
أن ذلك غير ممكن دائما السيما وأنّها تعتمد في سيرها على وفي جميع الظروف ،إالّ ّ
شبكة االنترنت التي تعرف تذبذبا في التغطية في الجزائر ،بسبب ضعفها في بعض
األماكن وانعدامها في أماكن أخرى م ّما يحول من إمكانية تعميمها.
-كذلك قد يحدث أن ينقطع االتصال فجأة فتتوقّف بذلك المحاكمة ،وقد تستمر
بصورة سيئة بسبب انقطاع الصوت وتقطعه ورداءة الصورة م ّم يحول دون سماع
األطراف وفهمهم بعضهم بعض.
أن عنوان المدعى -إذا كان تبليغ أطراف الدعوى في ظ ّل التقاضي العادي حيث ّ
عليه أو خاسر الدعوى بالرغم من معرفة عنوانه يتّم بصعوبة ،فماذا عن التبليغ
اإل لكتروني الذي يفترض فيه وجود عنوان إلكتروني لكل شخص ،وهذا مستحيل ،وإن
التعرف عليه؟ ،وإن ت ّم ذلك فكيف يمكن التأكد أنّه للمعني؟ ،وإن ت ّم ذلك
ّ يكن فكيف يمكن
أن المعني استلم العريضة ،أو األمر ،أو تكليف الحضور ،أو الحكم فكيف يتّم التأكد من ّ
بغرض بداية حساب آجال اإلستئناف ،أو التنفيذ وغيرها؟.
-قد يتع ّمد أحد األطراف قطع االتصال ،ويدعّي بعدها أنّه إنقطع ألسباب خارجة
عن نطاقه.
-اعتماد هذا النظام على تكنولوجيات ليست ملكا للجزائر فقد يحدث أن يتّم تعطيلها
من طرف المنتج لساعات أو أليام لعدّة أسباب م ّما يشل عجلة القضاء لو يتّم اعتماد هذا
النظام كلّية.
300
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
-كذلك صعوبة تحكم القاضي في مجريات جلسة المحاكمة عن بعد ،حيث أنّه في
ي شخص ،أو إخراجه ،أو حتى األمر الجلسات المباشرة والحضورية يمكنه توقيف أ ّ
بحبسه في حالة إخالله بمجريات الجلسة.
-يقّل تفاعل المتّهم في هذا النظام مع استجواب الهيئة القضائية وأسئلة الدفاع
يصرح به كل شاهد بالجلسة ،وعدم ّ والنيابة العامة ،ومواجهته مباشرة بالشهود ،وما
تم ّكن القاضي من قراءة تقاسيم وتعبيرات وجه المتهم وحركاته ونبرة صوته خالل
ألن الصورة قد ال تعبّر عن حقيقة تلك الحركات" ،حسب رأي إحدى مناقشة الملّفّ ،
المحاميات.
-وأضافت "في بعض الحاالت قد ينفي المتّهم سائر مراحل األفعال المنسوبة إليه،
وحين حضوره أمام هيئة المحكمة وبعد محاصرته باألسئلة ،تتغيّر نبرة صوته وتظهر
يصرح به ،وبعد إصرار القاضي على المت ّهم ّ من تقاسيم وجهه أنّه يُخفي كال ًما الزال لم
أن يقول الحقيقة ،تُفاجأ الهيئة القضائية بالمتهم يجهر بالحقيقة ،وهو الذي يصعب
الوصول إليه في المحاكمة عن بعد ،ويعرقل تكوين قناعته ،ويصبح ملز ًما باعتماد
محاضر الضبطية القضائية ومناقشات قاضي التحقيق".
-صعوبة اقتناع القاضي في المحاكمة عن بعد بسبب عدم إمكانية عرض وسائل
اإلقناع مباشرة على المتهم كالمسروقات والسالح كمحجوزات حجزت لديه.
-صعوبة تعميم هذا النظام على القضايا التي يتطلّب الفصل فيها معاينات ميدانية
وخبرات رسمية.
ي شخص لم يكن مبرمجا ،في حين في -في المحاكمة االفتراضية يتعذّر إحضار أ ّ
ي شخص ظ ّل الجلسات الحضورية كثيرة هي الحاالت التي يتّم فيها األمر بإحضار أ ّ
ثبت اتصاله بالقضية بصفته شاهدا ،أو متهما على جناح السرعة قبل علمه ،وفي بعض
األحيان يكون ذلك من داخل الجلسة أين يكون متواجدا فيمنع من الفرار.
-وكأثر سلبي يحس به الجميع عند االستعمال المفرط للوسائل اإللكترونية على
غرار التلفزة ،الهاتف ،والحاسوب هو التأثير السلبي على ص ّحة مستعمليه حيث يصاب
بألم واحمرار العين ،آالم الرأس ،األرق ،...بسبب األشعة المنبعثة من تلك األجهزة على
غرار األشعة الكهرومغناطيسية التي ال تزال األبحاث بشأن مدى تأثيرها على ص ّحة
اإلنسان متواصلة.
أ -النتائج :من خالل التفصيل في بعض محاور هذه الدراسة تجلّت بعض النتائج
يذكر منها:
المشرع الجزائري إلى تبني هذا النظام وتعميم استعماله كان بغرض ّ ّ -
أن تو ّجه
المشرع وسيلة وليس غاية.
ّ عصرنة قطاع العدالة وبالتالي فتجسيد هذا النظام اتخذه
المشرع عبارة المحادثة المرئية عن بعد لتسيير اإلجراءات القضائية
ّ -لقد أستعمل
للداللة على هذا النظام.
إن اللجوء إلى تقنية المحادثة المرئية عن بعد أمر جوازي وليس إلزامي.ّ -
إن اللجوء إلى تقنية المحادثة المرئية عن بعد لتسيير اإلجراءات القضائية يخضع ّ -
للسلطة التقدير لقضاة الموضوع السيما في المادّة الجزائية.
-رغم مرور قرابة ستة سنوات عن صدور القانون 03-15المتعلق بعصرنة العدالة،
الزال تطبيق المحاكمة عن بعد يسير بخطى ثقيلة لم تظهر نتائجها بعد بالرغم من
الحاجة الماسّة لتعميمه في مثل هذه الظروف االستثنائية التي فرضها تفشي فيروس
كورونا وانتشاره.
المشرع الجزائري هذا النظام بقانون خاص ممثال في القانون رقم .03/15
ّ خص
ّ -لقد
صة تعكس توجهه ونيّته الصريحة في خص المواد الجزائية بأحكام قانونية خا ّ
ّ -لقد
عصرنة قطاع العدالة من هذا الجانب دون غيره من المواد على غرار المواد المدنية
واإلدارية.
المشرع الجزائري تجسيد هذا التو ّجه بإنشاء بوابة رقمية في وزارة العدلّ -حاول
صة بتلقي الشكاوي والعرائض ،وتمكين ذوي الشأن من اإلطالع على مآل القضايا. خا ّ
صل إليها وسلبيات هذا نظام يتّم اقتراح
ب -التوصيات :بناء على النتائج المتو ّ
التوصيات التالية:
-تعزيز أسس قيام هذا النظام ونجاحه من خالل:
ألن القاضي ال يستعمل تقنية التقاضي اإللكتروني وتسيير * تدعيم األسس القانونية ّ
جلسات المحاكمة عن بعد إالّ بناء عن أساس قانوني يجيز ذلك ،تحت طائلة عدم
شرع
مشروعية عمله القضائي والعقاب بتهمة مخالفة اإلجراءات ،لذلك ي ّجب على الم ّ
تأسيس استعمال القاضي هذه التقنية في جميع المواد السيما المدنية واإلدارية ،بإصدار
النصوص القانونية التي تجيز ذلك.
المخول قانونا تسيير إجراءات
ّ * تدعيم األسس البشرية الممثلة في العنصر البشري
المحاكمة اإللكترونية ،من قضاة ،وأمناء ضبط ،ومحامين ،ومحضرين قضائيين وكل
من له عالقة في سير المحاكمة االفتراضية من خالل تكوينهم وتجديد معارفهم بما
302
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
يتماشى وهذا النوع ،وكذا تبديد مخاوفهم من خالل ضمان سريّة معامالتهم وتأمينها،
صص على مستوى جميع المحاكم والمجالس إضافة إلى توفير العنصر البشري المتخ ّ
لضمان حسن سير المحاكمات والتد ّخل في الوقت المناسب إلزالة العقبات وتصحيح
األعطاب واالختالالت إن أمكن ذلك
* تدعيم األسس المادّية والمعنوية عن طريق توفير جميع الوسائل الالزمة لتسيير
إجراءات المحاكمة عن بعد من أجهزة حاسوب مدعّمة بالبرامج الالزمة ،وربطها
بشبكة االنترنت عالية التدفق وغيرها ،وتوسيع الحصول عليها ألكبر شريحة ممكنة.
-نشر الوعي التكنولوجي بالقضاء على األ ّمية الرقمية وما يتطلّبه العمل القضائي
االفتراضي.
-نشر ثقافة اللجوء إلى المحاكمة اإللكترونية لما لها من مزايا ،عن طريق الملتقيات
والدراسات والندوات وإشراك وسائل اإلعالم المرئية والمكتوبة للتعريف به.
-االستفادة من التجارب السابقة للدول التي طبقت نظام التقاضي اإللكتروني واألخذ بما
أنتجته من تطبيقاتها لهذا النظام بطريقة تدريجية وعلمية مع توفير عوامل األمان الفنّية،
التقنّية،والقانونية.
-إزالة المخاوف والشكوك التي تراود رجال القانون والمتقاضين على حد سواء حول
جدوى اتباع هذا النظام من خالل إزالة العقبات.
قائمة المصادر والمراجع
أوال :قائمة المصادر
ّ
-1القرآن الكريم
المؤرخ في 25فبراير سنة 2008المتض ّمن قانون ّ -2القانون رقم 09/08
المؤرخ في 23أبريل سنة .)2008
ّ اإلجراءات المدنية واإلدارية (ج ر ع 2
-3القانون 03/15المؤرخ في ّأول فبراير سنة 2015يتعلق بعصرنة العدالة،
(ج ر ع 06المؤرخ في 10فبراير سنة .)2015
-4القانون 04/15المؤرخ في ّأول فبراير سنة 2015يحدّد القواعد العا ّمة
المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين (ج ر ع 06المؤرخ في 10فبراير سنة
.)2015
المؤرخ في 23يوليو سنة 2015المعدّل والمت ّمم لألمر رقم
ّ -5األمر رقم 02/15
المؤرخ في 8يونيو سنة 1966والمتض ّمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج ر ّ 155/66
المؤرخ في 23يوليو سنة .)2015
ّ ع 40
المؤرخ في 30غشت المعدّل والمت ّمم لألمر رقم ّ -6القانون رقم 04/20
المؤرخ في 8يونيو سنة 1966والمتض ّمن قانون اإلجراءات الجزائية (ج ر ّ 155/66
مؤرخ في 31غشت سنة .)2020 ع 51ال ّ
303
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
الهوامش:
( -)1المؤرخ في ّأول فبراير سنة 2015يتعلق بعصرنة العدالة( ،ج ر ع 06المؤرخ في 10فبراير سنة .)2015
اللغوي لكلمة تقاضي ،قاموس المعاني الجامع ،منشور على الموقع االلكتروني. ( -)2أنظر المعنى
https://www.almaany.com/ar/dict/ar
( – )3يوسف شكري فرحات ،معجم الطالب "عربي ،عربي" .دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط ،2004 ،6ص.486.
( -)4سورة البقرة اآلية رقم .116
( -)5سورة البقرة اآلية رقم .199
( -)6سورة البقرة اآلية رقم .208
( -)7سورة آل عمران اآلية رقم .47
304
عنوان المقال :مفهوم التقاضي اإللكتروني في التشريع الجزائري
305