Professional Documents
Culture Documents
بوكركرة صبرين
بوكركرة صبرين
بوكركرة صبرين
مذكرة ماستر
قانون اعامل
رمق.............................
اعداد الطالبة:
بوكركرةصبرين
يوم9652/60/51:
لجنة المناقشة:
مـقـــدمـــــــــة
إن تطور الحياة التجارية أدى إلى ظهور كيانات معنوية وافتراضية تسمى الشركات ،والتي
تعتبر اآلن من أهم الدعائم والركائز األساسية لإلستقرار اإلقتصادي للدول وذلك لما توفره من
خدمات وما تحققه من أرباح.
والشركة كفكرة تقوم أساسا على نوع من التعاون بين شخصين أو أكثر بجمع المال
واستغالله في مشروع معين قد يعجز الفرد عن القيام به لوحده.
كما قد نظمها المشرع الجزائري من خالل نصوص القانون التجاري الصادر بأمر – 75
59المعدل والمتمم وذلك في الكتاب الخامس من هذا األمر من المادة 544إلى المادة ،842
وذلك باإلضافة لنصوص القانون المدني من المادة 416إلى المادة ،446أين عرفها من
أن(( :الشركة عقد بمقتضاه
خالل المادة 416من القانون المدني الجزائري التي تنص على ّ
يلتزم شخصان طبيعيان أو إعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة
من عمل أو مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف
إقتصادي ذي منفعة مشتركة كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك)).
وما دامت الشركة عقد فهي كسائر العقود البد أن تتوفر على مجموعة من األركان
الموضوعية والشكلية ،فيما يخص األركان الموضوعية فهي تنقسم بدورها إلى أركان موضوعية
عامة ترتبط بجميع العقود المتمثلة في الرضا والمحل والسبب واخرى خاصة تتمثل في تعدد
أما فيما
الشركاء وتقديم الحصص واقتسام األرباح والخسائر وهذا ما يختلف من شركة ألخرىّ ،
يتعلق باألركان الشكلية فقد استلزم المشرع الجزائري الرسمية والشهر حيث أوجب إيداع العقود
التأسيسية للشركة لدى المركز الوطني للسجل التجاري ليتم نشرها حسب األوضاع المحددة
قانونا في كل شكل من أشكال الشركات واال كانت باطلة ،ومتى توفرت هذه األركان على الوجه
الالزم نشأت الشركة واكتسبت شخصيتها المعنوية والتي من خاللها يستطيع هذا الكائن إثبات
وجوده القانوني.
وتمر الشركات التجارية منذ نشأتها بمراحل قد تنتهي في األخير بمرحلة حاسمة وهي حل
أن هذه األسباب ال تؤدي إلى إنتهاء الشركة
الشركة نتيجة لوجود أسباب تقضي بإنقضائها غير ّ
أ
مـــــقدمــــــــــة
بصفة مطلقة ما لم يتم تصفيتها ،فالشركة عند حلها يكون لها حقوق وعليها إلتزامات يتعين
تسويتها عن طريق عملية التصفية والقسمة .وتحظى هذه المرحلة بأحكام قانونية وتنظيمية تتيج
إعادة التوازن للمراكز القانونية القائمة خالل حياة الشركة متى ما حدث أو قام أي سبب من
أسباب اإلنقضاء .لذلك نجد القانون يقضي ببقاء الشخصية المعنوية للشركة المنقضية حتى يتم
إتمام إجراءات التصفية التي يتولى المصفي القيام بها ومتى تم تحديد صافي موجودات الشركة
يتم تقسيمها الدائنين والشركاء.
أهمية الـــــــــــدراسة:
فإن هذه الدراسة والمتمثلة في
تتماشى أهمية التصفية مع اإلهتمام المتزايد للشركات وعليه ّ
تصفية الشركات من أهم المواضيع لكون ّأنها معقدة وصعبة في نفس الوقت وهذا لكثرة
اإلجراءات المتبعة فيها .كما ّأنها مفيدة لمختلف المؤسسات العمومية والخاصة ومكتب
الدراسات والبحوث والطلبة الجامعيين الذين لهم رغبة في دراسة مثل هذه المواضيع ذات الطابع
التخصيصي.
أهـــــداف الـــــــــــدراسة:
تهدف دراسة هذا الموضوع إلى بعض المسائل اآلتية:
محاولة تبيان كيفية تأسيس وانفضاء الشركات التجارية من الجانب القانوني ،كما قد
أعطينا تعريف للتصفية من الجانب الفقهي ،باإلضافة لتحديد آثارها وأسبابها من جهة
وعملياتها من خالل دراسة النظام القانوني من جهة أخرى.
ب
مـــــقدمــــــــــة
محاولة تعريف المصفي ومهامه أيضا ،وذلك مع تحديد المشاكل والعراقيل التي قد يقوم
بها المصفي أو قد تواجهه خالل ذلك.
صعوبات الـــــــــــدراسة:
تكمن الصعوبة الكبر في نفص الدراسات القانونية المتناولة لموضوع تصفية الشركات في
القانون الجزائري وخاصة جرائم المصفي أثناء القيام بعمله ،وذلك باإلضافة إلى عدم توفير
الشركات فرصة اإلطالع على نشاطها من أجل إثراء الموضوع أكثر من الناحية العلمية.
الــــدراسات السابقة:
الــــدراسة األولى :بعنوان النظام القانوني لتصفية الشركات التجارية في الجزائر،
للباحث بن عفاف خالد ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلولم السياسية ،جامعة
الجياللي إلباس ،سيدي بلعباس216/2015 ،م ،والتي أخذنا منها عدة عناصر منها:
إنتهاء مدة وكالة المصفي ،والقسمة بنوعيها الرضائية والقضائية.
الــــدراسة الثانية :بعنوان المسؤولية الجزائية لمصفي الشركة التجارية ،للباحث كالم
أمينة ،مذكرة ماجستير ،تخصص قانون اعمال ،كلية الحقوق ،جامعة وهران محمد بن
أحمد ،الجزائر2015/2014 ،م ،والتي أخذنا منها الكثير ومثال ذلك :جرائم المصفي
الماسة بحقوق الشركاء والغير.
اإلشـــكالية:
تتمحور هذه الدراسة حول سؤال رئيسي يتمثل في:
ولإلجابة على هذه اإلشكالية قمنا بطرح مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية:
.1ما هي التصفية؟
.2من هو المصفي؟
ج
مـــــقدمــــــــــة
الــمناهج المتبعة:
لقد قمنا في هذه الدراسة بإتباع عدة مناهج والتي من بينها:
المنهج التحليلي وذلك قصد تحليل النصوص القانونية المتعلقة بالموضوع ،باإلضافة
للمنهج المقارن لتحديد أوجه التشابه واإلختالف بين مختلف القوانين وبين التصفية واإلفالس
بالخصوص.
هـــيكل الــــدراسة:
من خالل ما سبق وتقدم قسمنا موضوع دراستنا إلى فصلين:
الفصل األول :تناولنا فيه ماهية تصفية الشركات ،والذي بدوره تم تقسيمه إلى مبحثين حيث
أما الثاني فقد كان خاصا بمجال الشركات
أن األول معنون باإلطار المفاهيمي للتصفيةّ ، ّ
المتعلقة بالتصفية.
أما الفصل الثاني :فقد جاء بعنوان جرائم المصفي ونهاية التصفية ،والذي بدوره قسمناه إلى
ّ
مبحثين ففي المبحث األول :درسنا جرائم المصفي ،بي نما في المبحث الثاني فقد عالجنا من
خالله نهاية التصفية.
د
الفصل األول
م ــاهية ال ـتصفية
للشركات
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
وفي العصر الحديث يتولى عمليات التصفية شخص يسمى المصفي تعهد إليه حقوق
الدائنين وممتلكات الشركاء في إطار تنظيم قانوني سطره القانون التجاري الجزائري واذا خالفها
تقوم في حقه جرائم التصفية.
ومن خالل هذا الفصل المعنون بماهية التصفية للشركات سنتطرق ألهم عنصرين فيه
والمقسمين إلى مبحثين:
المبحث األول :بعنوان اإلطار المفاهيمي للتصفية ،والذي سنتحدث من خالله عن
المصفي وتعريفه وانواع التصفية وغيرها من العناصر الثانوية المتفرقة.
المبحث الثاني :فهو بعنوان مجال الشركات المتعلقة بالتصفية ،والذي سنلخص فيه أهم
الشركات الخاضعة للتصفية والمستثناة منها.
6
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
نص المشرع الجزائري على تصفية الشركة وذلك من خالل تنظيمها في مجموعة من المواد
القانونية الواردة في القانون المدني بإعتباره الشريعة العامة في القانون وذلك من المادة 443
حتى المادة ،446اإلضافة إلى القانون التجاري من المادة 765حتى المادة 795
وباإلستعانة بهذه المواد قسمنا هذا المبحث لمطلبين وهما:
المطلب األول :أصول تنظيم التصفية .سنتطرق فيه إلى تعريف التصفية وتحديد
أنواعها وتفرقتها عن اإلفالس وكذلك ألسبابها.
المطلب الثاني :النظام القانوني للمصفي .سنلخص فيه كيفية التعيين والعزل وسلطاته
وكذلك الجهة المسؤولة عن مراقبته.
ومن خالل التالي سنتعرف أكثر على كل جزء تطرقنا له وذلك كما يلي:
سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى تعريف التصفية ومدى إرتباطها بالقسمة كما سنقوم
بتمييزها عن اإلفالس وذكر أنواعها وذلك باإلضافة لدراسة الشخصية المعنوية خالل عملية
التصفية .كل هذا حسب ما يلي:
7
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
فقد عرفها الدكتور محمد أحمد محرز على أ ّنها(( :عبارة عن مجموعة األعمال التي
تؤدي إلى إنهاء نشاط الشركة واستيفاء حقوقها وحصر موجوداتها وسداد ديونها)).1
وهي عند البعض مثل الدكتور مصطفى كمال طه بأ ّنها(( :مجموعة العمليات الالزمة
لتحديد الصافي من أموال الشكرة الذي يوزع بين الشركاء واستيفاء حقوقهم من الشركة والوفاء
2
بما عليها من الديون وبيع موجوداتها)).
ويرى البعض اآلخر منهم أ ّنها(( :مجموعة األعمال التي من شأنها تحديد حقوق الشركة
ثم تقسيم الباقي
من قبل الشركاء وللحيز المطالبة بها ،وكذلك تحصيل ديونها من قبل الغير ّ
3
بحا على الشركاء)).
خسارة أو ر ً
ويعرفها األستاذ إلياس ناصيف بأ ّنها(( :مجموعة العمليات الرامية إلى إنهاء األعمال
التجارية للشركة ،وما ينشأ عنها من إستيفاء حقوقها ودفع الديون المرتبة عليها ،وتحويل
عناصر موجوداتها إلى نقود تسهيال لعملية الدفع والتوصل إلى تكوين كتلة الموجودات الصافية
من أجل إجراء عملية القسمة وتحديد حصة كل من الشركاء في موجوداتها المتبقية وما يترتب
4
على كل منهم دفعه ،إذا تعذر عليها التسديد من موجوداتها)).
نستخلص من التعريفات السابقة ّأنها كلها نفس المضمون رغم إختالف األلفاظ فمعناها
يبين أن التصفية هي إنجاز كل عمل ضروري في سبيل تصفية موجودات الشركة للقسمة بين
الشركاء وهي من أهم المسائل العملية وبدخول الشركة في هذه المرحلة تتعاقب عليها أعمال
كثيرة ومعقدة ،حيث يترتب عليها إرتباط الشركة بشتى األعمال التي يجب إنهاؤها قبل حجز ما
للشركة وما عليها من ديون.
- 1أحمد محمد محرز ،الوسيط في الشركات التجارية ،منشأة المعارف ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية – مصر،2004 ،
ص.247
- 2مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية ،الدار الجامعية1986 ،م ،ص.343
- 3سميحة القيلوبي ،الشركات التجارية ،دار النهضة العربية ،الطبعة الثانية ،ص.148
- 4عزيز العكيلي ،شرح القانون التجاري (الشركات التجارية) ،الجزء الرايع ،دار الثقافة ،الطبعة األولى ،األردن1998 ،م،
ص.87
8
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
أن التصفية:
أن الفقهاء إتفقوا من خالل تعريفاتهم السابقة على ّ
أي ّأنه في األخير نجد ّ
(( التصفية هي مجموعة من العمليات التي يقوم بها المصفي بخصوص موجودات الشركة
من أجل إستيفاء حقوقها وسداد ديونها ،من أجل حصر موجودات الشركة لتحديد الصافي من
1
أموال الشركة الذي يوزع بين الشركاء)).
لقد إنفسم الفقه واإلجتهاد في المحاكم حول هذه المسألة وكان لنا منهما ما يأتي:
أن التصفية تهدف أساسا إلى التمهيد للقسمة وترتبط بها إرتباطا وثقا
يعتبر الفقه التقليدي ّ
تتم لمصلحة الشركاء وبالتالي فلها الصفة اإلختيارية مما يعني ّأنه ال ضرورة للتصفية إذا لم
يكن ثمة قسمة كا هي الحال .مثال :لو إجتمعت الحصص في يد شريك واحد أخذ على عاتقه
2
تسديد ديون الشركة أو كما لو إندمجت الشركة بشركة أخرى وثقلت إليها كل رأسمالها.
إن التصفية بحسب هذا الرأي مقررة في مصلحة الشركاء الذين يبقى زمامهموبتعبير آخر ّ
في أيديهم وبالتالي فهي ليست لها الصفة اإللزامية بل الصفة اإلختيارية ويعود للشركاء أن
يقرروا إجراء القسمة فور إنقضاء الشركة من دون اللجوء إلى التصفية.
كل أعمال الشركة منتهية وكل وبالفعل فإذا إنقضت الشركة في الوقت الذي تكون فيه ّ
التصرفات التي أبرمتها قد نفذت ولم تكن هناك دعاوى مرفوعة منها أو عليها ،ففي هذه الحالة
- 1رابحي كنزة وترو السعيد ،إ نقضاء الشركات التجارية وتصفيتها ،مذكرة ماستر في القانون الخاص ،جامعة عبد الرحمان
ميرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون الخاص2016 ،م2017/م ،ص.40
- 2رحماني عادل ،تصفية الشركات التجارية ،مذكرة ماستر في الحقوق ،جامعة بوضياف المسيلة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم الحقوق ،تخصص قانون األعمال ،الجزائر2016/2015 ،م ،ص.07
9
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
يقوم المصفي بالدخ ول في مرحلة القسمة مباشرة مع اإلشارة إلى ندرة حدوث هذه الحالة ولكنها
1
غير مستحيلة ومن الممكن وقوعها.
ركز بعض الفقهاء على التفريق بين التصفية والقسمة مستقلة عن القسمة ألنها مقررة أساسا
في مصلحة الدائنين لتمكينهم من إستيفاء ديونهم وليس في مصلحة الشركاء ولذلك فهي
إلزامية ،ولو لم تؤدي إلى القسمة أو حتى فيما لو جرت القسمة قبل إجراء التصفية وعلى األقل
أن التصفية هي إلزامية بالنسبة للغير من أجل تحصيل ديونهم ،واختيارية بالنسبة
يمكن القولّ :
2
للشركاء.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (تصفية الشركات وقسمتها) ،الجزء الرابع عشر ،توزيع منشورات الحلبي
الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان ،2011 ،ص.19
- 2رحماني عادل ،مرجع سابق ،ص.07
- 3إلياس ناصيف ،المرجع السابق ،ص.21
- 4المرجع نفسه ،ص.21
10
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
تبنى م عظم اإلجتهاد الفرنسي حلوال مطابقة آلراء الفقهاء الكالسيكيين مع األخذ باإلعتبار
أن التصفية ال تستهدف بصورة إلزامية قسمة أموال الشركة بين حماية مصالح الدائنين بمعنى ّ
الشركاء ،وبالتالي قد تتم القسمة أحيانا ،بعد حل الشركة مباشرة وقبل التصفية التي تعتبر عملية
إختيارية وليست إلزامية يتفق عليها الشركاء فيما بينهم ،وان يكن إتفاقهم على إجراء التصفية
إلزامية في بعض الحاالت والظروف التي توجب ذلك.
بأنه يحق لكل شريك أن يطلب تصفية الشركة ولو لم يكن من وقضت محكمة بواتيه ّ
الشركاء الملزمين بأموالهم الخاصة عن ديونها كما هو األمر في الشريك الموصي.
بأن قسمة
قضت غرفة العرائض في محكمة التمييز الفرنسية في إجتهاد قديم لها ّ
الموجودات في الشركة بين الشركاء يمكن أن يتم قبل أن تكون ديونها قد سددت ،بشرط أال
2
يكون الدائنون قد إعترضوا على قسمة أجريت إحتالال على حقوقهم.
بأنه إذا كان يعود لكل شريك أن يمتنع عن إجراء تصفيةقضت محكمة إستئناف باريس ّ
ألن إجراء التصفية أو عدم إجرائها ال يعود فقط
الشركة فثمة حاالت يكون فيها ملزما بإجرائها ّ
كل شريك ،بل أيضا إلى دائني كل شريك الذين يمكنهم في حال وفاة الشريك المدين
ودائما إلى ّ
لهم أن يمارسوا حقهم بطلب تصفية الشريك عن طريق دعوى غير مباشرة ،ولكنه إذا كان ال
صفة للدائنين في أن يطلبوا تنظيم تصفية الشركة فيحق لهم أن يعترضوا على قسمة موجوداتها
إذا تبين لهم ّأنها قد جرت إحتياال على حقوقهم ،كما يمكنهم إذا لم تدفع لهم ديونهم المستحقة
1
أن يطلبوا إعالن إفالس الشركة.
بالنسبة للمشرع الجزائري وعلى غرار المشرع الفرنسي والمصري ،فقد أخذ بضرورة غجراء
التصفية و ّأنها عملية مستقلة عن القسمة وذلك استنادا لنص المادة 766الفقرة 01من
القانون التجاري الجزائري الذي يقول(( :تعتبر الشركة في حالة تصفية من وقت حلها مهما
كان السبب .ويتبع عنوان أو إسم الشركة بالبيان التالي ((شركة في حالة التصفية)) .))....
أن التصفية واجبة على جميع أنواع الشركات التي تكون في حالة وتجدر اإلشارة إلى ّ
ثم ال تتمتع بذمة
إنقضاء بإستثناء شركة المحاصة والتي ال تتمتع بالشخصية القانونية ومن ّ
مالية مستقلة يمكن أن نرد عليها التصفية ،واذا انقضت شركة المحاصة فال توجد تصفية
بالمعنى القانوني للكلمة بقدر ما توجد تسوية الحسابات بين الشركاء لتحديد نصيب كل منهم
2
في الربح والخسارة.
هناك العديد من الجوانب التي تميز نظام التصفية عن اإلفالس إذ تختلف أحكامها في وجوه
3
متعددة يمكن إجمالها فيما يلي:
.1التصفية قد تشمل شركة ال تزال قادرة على الوفاء بديونها ولم تتوقف بعد عن الدفع
أن حكم اإلفالس ال
حيث يثبت العكس وهو ما ال يمكن توقعه في حالة اإلفالس ،إذ ّ
يقع إال على شركة توقفت عن سداد ديونها.
.2للتصفية مصادر مختلفة تختلف بإختالف السبب الموجب لها فقد تجري بقوة القانون أو
أما اإلفالس للشركة فال يكون إال بموجب حكم
بحكم قضائي أو بإرادة ذوي الشأنّ ،
تصدره المحكمة المختصة ولها إصدار الحكم من تلقاء نفسها ،مثال :في حالة التاجر
المتوقف عن الدفع.
.3قد تنتهي إجراءات التفليسة بالصالح فيحق للشركة مزاولة نشاطها من جديد إذا ما تبقى
أما في التصفية فال يمكن للشركة مزاولة نشاطها من جديد فبمجرد
لها أموال للمواصلةّ ،
إقفال التصفية وشهرها تنقضي الشركة بصفة نهائية.
.4أثناء عملية التصفية ال تتوقف الدعاوى الفردية التي يحق لكل دائن مباشرتها على الفرد
قصد المطالبة بحقه من المصفي بإعتباره ممثال للشركة دون تمثيله للدائنين ،في حين
تتوقف كل الدعاوى الفردية التي يباشرها أي دائن من الدائنين في حالة اإلفالس ،حيث
يتولى الوكيل المتصرف القضائي (وكيل التفليسة) مباشرتها لصالح جميع الدائنين
بإعتباره ممثال للشركة المفلسة وجماعة الدائنين.
.5زيادة على ذلك ال يترتب على عملية التصفية سقوط آجال الديون المؤجلة إذ تبقى قائمة
حيث يقوم بحفظها ليتم الوفاء بها عند حلول أجلها عكس نظام اإلفالس الذي يؤدي إلى
يقوط جميع آجال الديون المؤجلة للشركة المفلسة.
فإن الشركة تبقى محتفظة أن التصفية تتطلب إجراء بعض التصرفات القانونية ّ بما ّ
بشخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية وبالقدر الالزم لهذه التصفية ،وال تنتهي إال بإنتهاء
1
التصفية وتقديم المصفي حساب التصفية.
وهذا ما نصت عليه المادة 444من القانون المدني الجزائري بقولها(( :تنتهي مهام
أما شخصية الشركة فتبقى مستمرة إلى أن تنتهي التصفية))
المتصرفين عند إنحالل الشركة ّ
كما نصت المادة 766الفقرة 02من القانون التجاري الجزائري على ما يلي ((وتبقى
الشخصية المعنوية للشركة قائمة إلحتياجات التصفية إلى أن يتم إقفالها)).
- 1أسامة وائل المحسين ،الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن،
،2008ص.86
13
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
وطبقا لهذه األحكام ال يجوز للشركاء المطالبة بإسترداد حصصهم في رأسمال الشركة قبل
إجراء التصفية وذلك لما يترتب عن بقاء الشخصية المعنوية للشركة من بقاء الذمة المالية
للشركة ومقرها واسمها مضاف إليه ((شركة في حالة التصفية)) واذا توقفت الشركة عن دفع
1
ديونها وهي في فترة التصفية أمكن شهر إفالسها.
للتعرف أكثر على آثار بقاء الشخصية المعنوية للشركة خالل التصفية تطرقنا لهم كما يلي:
2
أوال :بقاء الذمة المالية للشركة
تستمر الذمة المالية للشركة ما دامت الشخصية المعنوية قائمة ،فإذا انتهت هذه الشخصية
المعنوية بإنحالل الشركة وتصفيتها ،تنتهي معها الذمة المالية ،وتصبح موجودات الشركة ملكا
شائعا بين الشركاء وقبل إنتهائها ال تكون أموال الشركة ملكا شائعا بين الشركاء ،بل تعتبر ملكا
للشركة كشخص معنوي مستقل.
وتتكون الذمة المالية للشركة بادئ األمر ،من الحصص المقدمة من الشركاء والتي تكون
ثم تضاف إليه الحقوق واألرباح التي تنتج عن إستثمارها في مشاريعها ،كمارأس مال الشركةّ .
ّأنها تعتبر الضمان العام لحقوق دائني الشركة.
3
ثانيا :اسم الشركة
يكون للشركة اسم أو عنوان بحسب نوعها إذا كانت من شركات األشخاص أو من شركات
األموال ،مع إضافة أنها تحت التصفية لتنبيه الغير واعالمهم بذلك طبقا لنص المادة 766
الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري والذي جاء فيها ما يلي(( :تعتبر الشركة في حالة
تصفية من وقت حلها مهما كان السبب .ويتبع عنوان أو اسم الشركة بالبيان التالي ((شركة
في حالة التصفية)).
- 1عمارة عمورة ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر ،2000 ،ص.188
- 2أحمد الورقلي ،الوسيط في قانون الشركات التجارية ،مجمع األطرش للكتاب المختص ،ط ،3تونس ،2015 ،ص.111
- 3إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية( ،األحكام العامة للشركة) الجزء األول ،د د ن ،ط ،3د ب ن2008 ،م،
ص ص.264 – 263
14
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
ففي شركات األشخاص يتحد اسم الشركة مع عنوانها ويتألف من أسماء الشركاء المسؤولين
مسؤولية شخص ية عن ديون الشركة ،كما هو األمر في شركات التضامن والتي تعتبر أشهر
مثال لشركات األشخاص حيث يتألف عنوانها من أسماء جميع الشركاء ،أو من أسماء عدد
منهم مع إضافة كلمة (وشركاؤهم).
أما شركة المحاصة فال تتمتع بالشخصية المعنويةن وبالتالي ال يكون لها اسم أو عنوان.
ّ
وفي شركات األموال يختار الشركاء اسم الشركة بحرية تامة وليس من الضروري أن يتضمن
أسماء الشركاء ،إال في شركة التوصية باألسهم ،حيث يتألف اسم الشركة أو عنوانها من أسماء
الشركاء المفوضين أو من أسماء أحدهم أو بعضهم مع إضافة كلمة (وشركاؤه أو وشركاؤهم).
وتكون الشركة في األصل حرة في إختيار اإلسم الذي يناسبها ،وان كان اإلسم في معظم
األحيان مشتقا من الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة.
وفي الشركة ذات المسؤولية المحدودة التي تجمع بين خصائص شركات األشخاص
واألموال معا ،فقد يعين اسمها بتعيين موضوع مشروعها أو باعتماد عنوان مشترك يتضمن اسم
شريك أو أكثر من الشركاء.
إختلفت اآلراء الفقهية واجتهادات المحاكم حول إستهالص المعيار الذي على أساسه تتحدد
جنسية الشركة ،إذ كانت المعايير ال تتجاوز ثالثة وهي :مركز الشركة الرئيسي وجنسية الشركاء
فإن الرأي الراجح في الفقه والقضاء يعتمد مركز الشركة الرئيسي لتحديد
واستثمار رأس المالّ ،
جنسية الشركة ،على أن يكون هذا المركز حقيقيا ال صوريا أي أن يكون المركز الذي تجري
فيه اإلدارة الفعلية للشركة فيجتمع فيه مجلس إدارتها وجمعياتها العمومية ،ويتمركز مكتب
المدير الع ام ومحفوظات الشركة ومحاسبتها .كما يجب أن يكون المركز جديا ،أي أال يكون
منشأ في بلد آخر غير البلد الذي كانت تقتضي مصالح الشركة المشروعة أن ينشأ فيه تهربا
1
من قوانين هذا البلد األخير وال سيما تشريعاته الضرائبية.
1
رابعا :محل إقامة الشركة وموطنها
للشركة م وطن مستقل يكون في المكان الذي يوجد فيه مركزها الرئيسي ،أي مركز إدارتها،
وهو المكان الذي يوجد فيه المدير لمباشرة عمله بالنسبة لشركات األشخاص ،أو المكان الذي
تنعقد فيه الجمعيات العمومية ومجالس اإلدارة في شركات األموال.
يختلف مركز إدارة الشركة عن مركز إستثمارها ،وهو المكان الذي تباشر فيه الشركة
أعمالها ،فقد يكون مركز اإلدارة في مكان ومركز اإلستثمار في مكان آخر ،وللشركة حق
إختيار مركز إدارتها ،وبالتالي موطنها وغالبا ما يكون في العاصمة ،بينما تقوم باإلستثمار أي
بممارسة نشاطها الرئيسي في مناطق أخرى قد تكون بعيدة عن مركز عملها الرئيسي ،كما قد
يستقر مركز إدارتها في المكان نفسه الذي تباشر فيه نشاطها الرئيسي.
وعلى كل حال فاختيار الشركة لمركز إدارتها ال يكون كيفيا بل يشترط أن يكون هذا المركز
هو المكان الذي توجد فيه الهيئات التي تقوم فعليا بإدارة الشركة ويعتبر هذا األمر من المسائل
الموضوعية التي يترك تقديرها لقضاة األساس وخصوصا عند تعمد الشركة تحايال على القانون
إلى تعيين مركزها الرئيسي خارج البلد الذي تمارس فيه اإلدارة فعليا ،من أجل مخالفة القانون.
أن أهلية
وهي تمتع الشركة باألهلية الالزمة إلكتساب الحقوق واإللتزام بالواجبات ،غير ّ
ألن هذا الشخص الطبيعي يمارس أي نشاط يريده ضمن الشركة ليست مطلقة كأهلية الفردّ ،
حدود القانون أما الشركة فهي مقيدة في ممارسة نشاطها بالغرض الذي أنشأت من أجله ،وهو
2
ما يعرف بمبدأ التخصص.
نص المشرع الجزائري على نوعين من التصفية :اإلختيارية والقضائية وذلك من خالل
القانون المدني والتجاري ،فقد نظمها كما يلي:
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،الجزء األول ،مرجع سابق ،ص ص.265 – 264
- 2المرجع نفسه ،ص ص.293 – 291
16
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
لم يذكر المشرع الجزائري تعيرف الصتفية اإلختيارية ولم يذكر الحاالت التي تستدعي
تطبيقها عكس المشرع األردني والمصري.
والتصفية اإلختيارية هي التصفية التي تتم برضا الشركاء بمعنى ان يتفق الشركاء في العقد
التأسيس أو في عقد الحق على طريقة التصفية وكيفية تعيين المصفي مع تحديد سلطاته بشرط
1
ان ال تكون مخالفة للقانون.
أن القانون أعطى الشركاء الحق في وضع األحكام الخاصة بالتصفية ضمن القانون أي ّ
األساسي للشركة وهذا ما جاب به نص المادة 765من القانون الجزائري(( :مع مراعاة أحكام
هذه الفقرة ،تخضع تصفية الشركة للحكام التي يشمل عليها القانون األساسي)) ،كما نصت
المادة 443من القانون المدني الجزائري على هذا النوع من التفصية بقولها(( :تتم تصفية
أموال الشركة وقسمتها بالطريقة المبينة في العقد.))... ،
نص المشرع الجزائري على التصفية اإلجبارية دون التطرق لتعريفها أو ذكر حاالت تطبيقها
من سوى تطبيقها في حالة عدم وجود بند في العقد التأسيسي للشركة يبين إجراءات التصفية او
2
حالة تعذر الشركاء على اإلتفاق حول ذلك.
وقد نظمها المشرع الجزائري في المادة 778من القانون التجاري الجزائري حيث نصت
على ّأنه(( :في حالة إنعدام الشروط المدرجة في القانون األساسي أو اإلتفاق الصريح بين
- 1فوزي محمد سامي ،الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن،
،2006ص.43
- 2عزيز العكيلي ،الوسيط في الشركات التجارية (دراسة فقهية قضائية مقارنة في األحكام العامة والخاصة) ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن ،2007 ،ص.559
17
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
األطراف ،تقع تصفية الشركة المنحلة طبقا ألحكام هذه الفقرة وذلك من دون اإلخالل بتطبيق
الفقرة األولى من هذا القسم.
بناء
كما يمكن الحكم بأمر مستعجل بأنه هذه التصفية تقع بنفس الشروط المشار إليها أعاله ً
على طلب من:
-2الشركات الممثلين لعشر رأس المال على األقل في الشركات ذات المسؤولية
المحدودة والشركات المساهمة.
-3دائني الشركة.
وتعتبر في هذه الحالة أحكام القانون األساسي المخالف لهذا القسم كأن لم تكن)).
تعتبر أسباب التصفية من أسباب اإلنقضاء للشركة ولكن التصفية البد من إجرائها قبل
إنقضاء الشركة وانتهاء شخصيتها ،فلو قلنا أن الشركة تنتهي بمجرد حدوث أحد األسباب
لإلنقضاء ،فكيف يمكن تسوية ديون الشركة والمطالبة بحقوقها إتجاه الغير؟ وبالتالي معرفة ما
إذا سيبقى من أموالها أو موجوداتها يمكن تقسيمه على المساهمين ،هذه األمور ال يمكن
2
التوصل إليها إال بإجراءات التصفية.
تتحدد مدة الشركة بإتفاق الشركاء في العقد المبرم بينهم ،فإذا انتهى األجل المحدد لها
تنقضي بقوة القانون حتى لو رغب الشركاء في بقائها .وان لم تحقق الغرض الذي أنشئت
من أجله 1.وهذا ما نصت عليه المادة 437من القانون المدني الجزائري الفقرة 01
بقولها(( :تنتهي الشركة بإنقضاء الميعاد الذي عين لها او بتحقيق الغاية التي أنشئت
ألجلها)) .ونص المشرع الجزائري في المادة 546من القانون التجاري الجزائري بأّنه:
((يحدد شكل الشركة ومدتها التي ال يمكن أن تتجاوز 99سنة وكذلك عنوانها أو
إسمها ومركزها وموضوعها ومبلغ رأسمالها في قانونها األساسي)).
تنتهي الشركة بتحقيق الغاية التي أنشئت ألجلها ،والمعنى من هذا ّأنه إذا توصلت
الشركة إلى تحقيق غرضها الذي وجدت من أجله تنتهي مهمتها حتى ولو لم ينقضي
الميعاد المحدد لها في العقد التأسيسي 2.وذلك طبقا لما جاء به نص المادة 437الفقرة
01من القانون المدني الجزائري(( :تنتهي الشركة بإنقضاء الميعاد الذي عين لها أو
بتحقيق الغاية التي أنشئت ألجلها)).
قد يتفق الشركاء في العقد المبرم بينهم على حل الشركة قبل حلول أجلها وهذا بشرط
أن هذا عن طريقأن القانون يشترط ّ
مقبول وقانوني إذا كانت هذه هي رغبة الشركاء ،إال ّ
إجماع الشركاء 3.وهذا ما نصت عليه المادة 440الفقرة 02من القانون المدني
الجزئري بقولها(( :وتنتهي الشركة أيضا بإجماع الشركاء على حلها)).
ا
- 1عساني كهينة وعاشوري وسيلة ،تصفية الشركات التجارية في القانون الجزائري ،مذكرة ماستر في الحقوق ،جامعة عبد
الرحمان ميرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون الخاص ،تخصص قانون خاص ،بجاية ،2017/2016 ،ص.14
- 2عمار عمورة ،مرجع سابق ،ص.183
- 3إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،الجزء األول ،مرجع سابق ،ص.157
19
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
.4إندماج الشركة:
قد تنقضي الشركة قبل حلول أجلها إذا كانت إرادة الشركاء تتجه نحو إدماجها في
شركة أخرى ،فغذا إندمجت شركة في شركة أخرى قائمة تنقضي الشركة المندمجة وتفقد
الشخصية المعنوية وتحل محلها الشركو الدامجة ،بحيث تنتقل جميع حقوق والتزامات
الشركة المندمجة إلى الشركة الدامجة ،وتصبح هذه األخيرة هي المسؤولة عن كل
اإللتزامات التعلقة بها والمتعلقة بالشركة المندمجة قبل اإلندماج ،ويسمى هذا النوع األول
1
من اإلندماج باإلندماج عن طريق الضم.
أما النوع الثاني من اإلندماج فيسمى باإلندماج عن طريق المزج ويعني به إندماج
ّ
شركتان أو أكثر قائمة لتنشأ شركة جديدة فتكتسب هذه األخيرة شخصية معنوية جديدة
2
تختلف عن شخصيات الشركات المنحلة.
نصت المادة 439الفقرة 1من القانون المدني الجزائري على ّأنه(( :تنتهي الشركة
ان هذه الشروط ال
بموت أحد الشركاء أو حجر عليه أو بإعساره أو بإفالسه)) .إال ّ
تطبق سوى على شركات األشخاص وهذا راجع إلى طبيعة الشركة التي تقوم على
بناء على صفة الشريك
ألنه عند إبرام العقد بتعاقد الشركاء ً
اإلعتبار الشخصي للشريكّ ،
وبالتالي فغذ زالت هذه الشخصية لسبب من األسباب انحلت الشركة ،غير ّأنه يجوز
للشركاء اإلتفاق على إستمرار الشركة في حالة موت الشريك وذلك مع ورثته ولو كانوا
ص ًرا 3.وذلك طبقا لنص المادة 439الفقرة 02من القانون المدني الجزائري التيقُ َ
تقول(( :إال أنّه يجوز في حالة ما إذا مات أحد الشركاء أن تستمر الشركة مع ورثته
ص ًرا)) .كما يجوز لهم أيضا اإلتفاق على ّأنه إذا مات أحد الشركاء تستمر ولو كانوا قُ َ
الشركة بين الشركاء الباقين وفي هذه الحالة ال يكون لورثة الشريك المتوفي إال نصيبه في
أموال الشركة 1.ويقدر هذا النصيب بحسب قيمته يوم وقوع الوفاةن ويدفع لهم نقدا وال
يكون لهم نصيب فيما يستجد بعد ذلك من حقوق إال بقدر الحقوق الناتجة من أعمال
سابقة على الوفاة وهذا ما جاءت به المادة 439الفقرة 03من القانون المدني الجزائري
بقولها(( :ويجوز أيضا اإلتفاق على أ ّنه إذا مات أحد الشركاء أو حجر عليه أو أفلس أو
انسحب من الشركة وفقا للمادة ،440أن تستمر الشركة بين الشركاء الباقين ،وفي
هذه الحالة ال يكون لهذا الشريك أو لورثته إال نصيبه في أموال الشركة ،ويقدر هذا
النصيب بحسب قيمة يوم وقوع الحادث الذي أدى إلى خروجه من الشركة ويدفع له نقدا
وال يكون له نصيب فيما يستجد بعد ذلك من حقوق إال بقدر الحقوق الناتجة من أعمال
سابقة على ذلك الحادث)).
وتنحل الشركة أيضا بالحجز على أحد الشركاء إذا فقد أهليته جراء جنون أو عته أو
سفه او لسبب عقوبة جنائية ،كما تنقضي الشركة بسبب إعسار الشريك أو بإفالسه،
وتطبق في هذه الحاالت نفس الحكم الذي يطبق على واقعة وفاة الشريك سواء من حيث
إستمرار الشركة بين باقي الشركاء أو من ناحية تقدير النصيب المستحق للشريك المحجوز
2
عليه أو المعسر او المفلس في أموال الشركة.
نصت المادة 441من القانون المدني الجزائري على ّأنه(( :يجوز أن تحل الشركة
بناءا على طلب أحد الشركاء ،لعدم وفاء شريك بما تعهد به أو بأي سبب
بحكم قضائي ً
آخر ليس هو من فعل الشركاء ،ويقدر القاضي خطورة السبب المبرر لحل الشركة،
ويكون باطال كل إتفاق يقضي بخالف ذلك)).
ويتضح من خالل هذا النص أن لكل شريك الحق في طلب انقضاء الشركة من
المحكمة إذا وجد مبر ار لذلك وعلى القضاء التأكد من صحة هذه األسباب ،فإن وجدها
كافية لحل الشركة تحل بقوة القانون .ومن األسباب المؤدية إلى طلب حل الشركة عدم
وفاء الشريك في الشركة بتقديم حصته المالية أو العينية المتفق عليها أو عدم إحترام
الشروط المنصوص عليها في العقد كمنافسة الشريك للشركة.
وعلى أية حال يرجع الحكم األخير إلى تقدير المحاكم ،إال ّأنه في حالة ما إذا حلت
الشركة بسبب فعل الشريك يلتزم عذا األخير بالتعويض عن الضرر الذي لحق بالشركة
1
من جراء عمله وذلك في أمواله الخاصة دون أموال الشركة.
وحق الشريك في طلب حل الشركة حال قضائيا يعتبر من النظام العام ،فكل اتفاق بين
الشركاء يقضي بغير ذلك يعتبر باطال ،وال يجوز للشريك أن يتنازل عنه قبل حدوثه ،وهو
2
لكل شريك.
حق شخصي ّ
تنص المادة 440من القانون المدني الجزائري على ّأنه(( :تنتهي الشركة بإنسحاب
أحد الشركاء ،إذا كانت مدتها غير معينة على شرط ان يعلن الشريك سلفا عن إرادته
في اإلنسحاب قبل حصوله ،إلى جميع الشركاء وأن ال يكون صادرا عن غش أو في
وقت غير الئق ،وتنتهي الشركة أيضا بإجماع الشركاء على حلها)) .وبمقتضى هذا
فإن للشريك كامل الحرية في الخروج من الشركة ولو لم يصدر منه فعل يضر بها،
النص ّ
يشترط إبالغ الشركاء اآلخرين عن رغبته في اإلنسحاب ،وأن تكون هذه الرغبة صادرة عن
حسن نية أي ال يشوبها غش ،كما يجب أن يتم اإلنسحاب في وقت الئق بوضعية الشركة
أن من األسباب التي
أن الشركة ال تكون في وقت اإلنسحاب في حالة أزمة .كما ّ
بمعنى ّ
أدت بالمشرع إلى منح حق اإلنسحاب هو طول مدة الشركة ،بحيث تفوق حياة اإلنسان
3
ومن غير المعقول أن يلتزم الشريك بقيد لمدى الحياة.
األصل في العقد محدد المدة ّانه ال يجوز للشريك اإلنسحاب من الشركة قبل حلول
اجلها وهذا لقصر مدتها ،ومع ذلك نصت المادة 442الفقرة 02من القانون المدني
الجزائري(( :ويجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة ألجل أن يطلب من السلطة
القضائية إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة ،وفي هذا الحالة
تنحل الشركة ما لم يتفق الشركاء على إستمرارها)) .ومثال ذلك :أن يكون الشريك في
حالة إفالس ال يستطيع مواصلة مهمته ،وللمحكمة حق التقدير فإن رأت الحجج المقدمة
مقنعة قضت بإنسحابه وفي هذه الحالة تنحل الشركة ما لم يتفق الشركاء على إستمرارها
1
فيما بينهم.
.1كل تصرف بأموال الشركة المساهمة العامة الموجودة تحت التصفية وحقوقها وأي تداول
بأسهمها ونقل ملكيتها.
.2أي تغيير أو تعديل في إلتزامات رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة الموجودة تحت
التصفية أو في إلتزامات غير إتجاهها.
.3أي حجز على أموال الشركة وموجوداتها وأي تصرف آخر أو تنفيذ يجري على تلك
األموال والموجودات بعد صدور قرار بتصفية الشركة.
.4جميع عقود الرهن أو التأمين على اموال الشركة وموجوداتها والعقود أو اإلجراءات
األخرى التي ترتب إلتزامات أو غمتيازات على أموال الشركة وموجوداتها إذا تمت خالل
األشهر الثالثة السابقة على قرار التصفية للشركة ،إال إذا ثبت أن الشركة قادرة على
الوفاء بجميع ديونها بعد إنتهاء التصفية وال يسري هذا البطالن إال على المبلغ الذي يزيد
على ما دفع الشركة بموجب تلك العقود وقت إنشائها او بعد ذلك مع الفوائد القانونية.
.5كل تحويل ألموال الشركة تحت التصفية وموجوداتها أو التنازل عنها أو إجراء أي
تصرف بها بطريقة التدليس لتفضيل بعض دائني الشركة على غيرهم.
من خالل هذا المطلب سنوضح عدة نقاط خاصة بالمصفي والذي يعتبر الشخص المسير
لعملية التصفية حيث سنتناول فيه طريقة تعيينه وعزله وسلطاته وذلك حسب ما يلي:
طبقا لنص المادة 765من القانون التجاري الجزائري والتي تقول(( :مع مراعاة أحكام
هذه الفقرة ،تخضع تصفية الشركات لألحكام التي يشتمل عليها القانون األساسي)) .كما قد
نصت أيضا المادة 443من القانون المدني الجزائري على ّأنه(( :تتم تصفية الشركة
فإن خال من حكم خاص تتبع األحكام التالية)).
وقسمتها بالطريقة المبينة في العقدّ ،
يظهر لنا من خالل المادتين السابقتين ان القانون صارم في موضوع التصفية للشركات
وقارضة ضرورة تطبيق أحكام القانون األساسي للشركة محل التصفية ما لم تتعارض مع النظام
1
العام.
فإنه(( :تتم
كما أنه وطبقا لنص المادة 445الفقرة 01من القانون المدني الجزائري ّ
التصفية عند الحاجة إما على يد جميع الشركاء واما على يد مصف واحد أو أكثر تعينهم
أغلبية الشركاء)).
- 1معمر خالد ،النظام القانوني لمصفي الشركات التجارية في التشريع الجزائري والمقارن ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
اإلسكندرية – مصر ،2013 ،ص.56
24
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
أي ّأنه يحق لجميع الشركاء حتى الذين ليس لهم يد في اإلدارة أن يشتركوا في التصفية،
وتجري التصفية بواسطة جميع الشركاء أو بواسطة مصف يعينونه باإلجماع إذا لم يكن قد سبق
تعيينه بمقتضى عقد الشركة ،وينص عقد الشركة التأسيسي عادة بأن يكون المدير القائم على
1
إدارة الشركة عند إنحاللها مصفي لها.
كما ّأنه ال يشترط ان يكون هناك مصف واحد او أكثر واّنما ذلك يكون حسب الحاجة ولكن
شرط قبوله من طرف أغلبية الشركاء ،وقد أوضحت المادة 782من القانون التجاري الجزائري
كيفية التعيين من طرف الشركاء وذلك حسب النص التالي(( :يعين مصف واحد أو أكثر من
طرف الشركاء إذا حصل اإلنحالل مما تضمنه القانون األساسي أو إذا قرره الشركاء ،يعين
المصفي:
إذا لم يعين المصفي من قبل الشركاء أو إذا كان ثمة أسباب مشروعة تحول دون تسيير
عملية التصفية من طرف األشخاص المعنيين في عقد الشركة فهنا يتم تعيين المصفي عن
طريق القضاء وذلك بتقديم طلب من طرف الشركاء غلى رئيس المحكمة أين يوجد المقرر
الرئيسي للشركة 2.طبقا لنص المادة 445الفقرة 02من القانون المدني الجزائري(( :واذا لم
بناءا على طلب أحدهم)).
يتفق الشركاء على تعيين المصفي فيعينه القاضي ً
كما نصت عليه المادة 783الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري بقولها(( :إذا لم
فإن تعيينه يقع بأمر من رئيس المحكمة بعد فصله في
يتمكن الشركاء من تعيين مصف ّ
العريضة)).
بناءا على
كما ّأنه يعين المصفي أيضا من طرف القضي في حالة بطالن الشركة وذلك ً
طلب كل من يهمه األمر 1.وفقا لما جاء في نص المادة 445الفقرة 03من القانون المدني
فإن المحكمة تعين المصفي وتحدد
الجزائري(( :وفي الحاالت التي تكون فيها الشركة باطلة ّ
بناءا على طلب كل من يهمه األمر)).
طريقة التصفية ً
ويكون القائمون باإلدارة وحتى يعين المصفي من قبل القاضي هم القائمون بأعمال التصفية
حتى تعيين المصفي حسب ما نصت عليه المادة 445الفقرة 04من القانون المدني
الجزائري(( :وحتى يتم تعيين المصفي يعتبر المتصرفون بالنسبة إلى الغير في حكم
المصفين)).
ويجوز لكل من يهمه األمر رفع معارضة في هذا األمر من أجل خمسة عشر يوما (15
يوما ) إعتبا ار من تاريخ نشره طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة 783الفقرة 02من
القانون التجاري الجزائري(( :يجوز لكل من يهمه األمر أن يرفع معارضة ضد األمر من أجل
إعتبار من تاريخ نشره طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة 757
ًا خمسة عشر يوما
وترفع هذه المعارضة أمام المحكمة التي يجوز لها أن تعين مصفي آخر)).
ينشر أمر تعيين المصفيعند تعيينه وذلك وفقا لإلجراءات المقررة 2في نص المادة 767
من القانون التجاري الجزائري والتي تنص على ّأنه(( :ينشر امر تعيين المصفين مهما كان
شكله في أجل شهر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضال عن ذلك في جريدة
مختصة باإلعالنات القانونية للوالية التي يوجد بها مقر الشركة .ويتضمن هذا األمر البيانات
اآلتية:
.6سبب التصفية.
.1تعيين المكان الذي توجه إليه المراسالت والمكان الخاص بالعقود والوثائق المتعلقة
بالتصفية.
.2المحكمة التي يتم في كتابتها غيداع العقود واألوراق المتصلة بالتصفية بملحق السجل
التجاري .وتبلغ نفس البيانات بواسطة رسالة عادية إلى علم المساهمين بطلب من
المصفي)).
بأنه(( :يقوم المصفي أثناء تصفيةلقد جاء المادة 768من القانون التجاري الجزائري ّ
الشركة وتحت مسؤوليته بإجراءات النشر الواقعة على الممثلين القانونيين للشركة)) .وكذلك
نص المادة 788من نفس القانون(( :يمثل المصفي الشركة ويخول له السلطات الواسعة
لبيع األصول ولو بالتراضي)).
من خالل المادتين السابقتين نجد أن هناك داللة واضحة على ان المصفي يعتبر ممثال
ألن الشركة التجارية منظور إليها كمشروع إقتصادي ال يتصور
للشركة محل التصفية ،وذلك ّ
27
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
لها إرادة ،واّنما تكون لها مصلحة تتحدد في إطار النشاط الذي تأسست الشركة لمباشرته والذي
1
يتولى الشركاء تحديده في عقد تأسيسها.
ومنذ تأسيس الشركة تتالشى اإلرادات الفردية للشركاء لتحل محلها إرادة جماعية وهي إرادة
جميع الشركاء أو المساهمين ،وهذه اإلرادة ليست إرادة مجازية واّنما هي إرادة حقيقية لها
وجودها الموضوعي المستقل الذي يفرض نفسه على آراء الشركاء حتى لو لم ينسق هذا مع
مصلحة كل شريك على حدى ،وعلى هذا األساس كان الواجب مراعاة هذه اإلدارة الجماعية في
تحديد كيفية تسيير شؤون الشركة وادارة مشروعها من أجل تحديد الشخص الذي يمثلها وحدود
2
هذا التمثيل فيكون بذلك تمثيل الشركة ليس سوى تمثيل هذه اإلرادة الجماعية.
المادة 773من القانون التجاري الجزائري ...(( :وفي إبراء إدارة المصفي واعفائه من
الوكالة والتحقق من إختتام التصفية)).
والمادة 785من نفس القانون(( :ال يجوز أن تتجاوز مدة وكالة المصفي ثالثة اعوام
غير أ ّنه يمكن تحديد هذه الوكالة من طرف الشركاء او رئيس المحكمة)).
باإلضافة إلى نص المادة 788من نفس القانون والذي يقول(( :يمثل المصفي الشركة
وتخول له السلطات الواسعة لبيع األصول ولو بالتراضي)).
والسؤال الذي يبقى مطروحا هو :بأي صفة يمثل المصفي الشركة؟
إن عالقة الوكالة هي اول ما يتبادر غلى الذهن بصدد تكيف العالقة بين الشركة ومن
أن المدير مثال يعتبر
يتولى التعبير عن إرادتها (تمثيلها) وهذا هو فكرة نظرية الوكالة بمفهومها ّ
وكيال يعمل باسم الشركة ولحسابها وتكون هنا بصدد وكالة نيابية تتصرف منها الحقوق
- 1محمد مختار أحمد بربري ،الشخصية المعنوية للشركة التجارية شروط إكتسابها وحدود اإلحتجاج بها ،دار الفكر
العربي ،القاهرة – مصر ،1985 ،ص.67
- 2المرجع نفسه ،ص.67
28
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
واإللتزامات إلى ذمة األصيل (أي الشركة) وهنا يبدأ دور المصفي الذي ينهي تعينه بقاء
1
المديرين في الشركة.
وال يتعلق بذمته أي مسؤولية ما دام يؤدي واجباته مستهديا بمصلحة الشركة والدائنين باذال
2
العناية الالزمة في أداء ما يناط به من مهام.
واذا كانت الوكالة تفترض وجود إرادتين ،إرادة الموكل وارادة الوكيل ويصعب القول يتمتع
الشركة (بإرادة) تجعلها على أن تشغل المركز ((األصل)) فالواقع أن إرادة الشركة ال تظهر إال
من خالل ممثلها وهذا طبعا في الحالة العادية التي تكون فيها الشركة مستمرة وقائمة ،غير أ ّن
الوضع يختلف عندما تكون الشركة محل تصفية ،وعلى الرغم من بقاء شخصيتها المعنوية
بأن وكالة المصفي عن أعمال التصفية لم تأخذ به بعض أن القول ّ
ال ّ
ألغراض التصفية ،إ ّ
ألن المصفي قد فرض وجوده القانون وجعله بذلك نائبا قانونيا عن الشركة،
القوانين الوضعية ّ
وهو ما عم دت إليه القوانين الفرنسية والمصرية معتبرة نظرية النيابة صالحة كأساس لتكيف
3
العالقة بين الشركة وممثليها عموما.
أن للمصفي سلطة القيام بأعمال اإلدارة والتي يترتب عليها حيازة الشركة لألموال أو حيث ّ
خروجها من حياتها وله القيام بأي إجراءات يراها مناسبة إلتمام التصفية .إذن ففي هذه الحالة
يكون المصفي شبيها بالقايم باإلدارة في الشركة الذي يعتبر وكيال عنها وكالة عامة تشمل
أعمال اإلدارة وأعمال التصرف ،ومن ثمة يكون له مطالب مديني الشركة بدفع الديون المستحقة
عليهم ،واذا تأخر أحدهم عن السداد وأصبح ممتنعا عن الدفع ،كما للمصفي أن يطلب شهر
1
إفالسه واعساره ووضعه تحت الحراسة أو التصفية.
أن المدير
وتختلف في هذا الشأن سلطات المصفي عن سلطات المدير في الشركة ،حيث ّ
يتمتع بالسلطة الالزمة إلستغالل اموال الشركة ضمن الغاية التي أنشئت من أجلها ،وهي
الحصول على ربح مادي من أجل توزيعه على الشركاء ،بينما السلطة التي يتمتع بها المصفي
ال تهدف إلى إحياء الشركة واّنما اإلنتهاء منها بتحصيل أصولها ودفع الخصوم ووضع الصافي
2
تحت تصرف الشركاء لقسمته بينهم.
أن المصفي وكيل الشركاء ،أن يده كيد الشريك هي يد أمين ال تجيز له التملك
وينبني على ّ
بمضي المدة وال يجوز له التمسك لتغير صفة يده إال غذا واجه الشركاء مجابهة ومواجهة تدل
أن حكم المصفي في مباشرة عمله كحكم داللة حازمة على ّأنه يفيد إنكار حق الشركاء ،كما ّ
أن الشريك يمثل الدائن والمدين
الشريك وان اختلف عنه في بعض النواحي القانونية ،والتي منها ّ
فإنه يعتبر وكيال عن الشركة دون الشركاء ودون دائني
ويعتبر وكيال عنها بخالف المصفي ّ
4
الشركة.
- 1وحي فاروق لقمان ،سلطات ومسؤوليات المديرية في الشركة التجارية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر العربي ،د ب ن ،د
س ن ،ص.158
- 2المرجع نفسه ،ص.152
- 3معمر خالد ،مرجع سابق ،ص.55
- 4المرجع نفسه ،ص.56
30
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
قد يحدث من األمور ما يؤدي إلى إنهاء مهام المصفي ونوجز هذه األسباب فيما يلي:
جاءت المادة 785الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري بالنص على(( :ال يجوز أن
تتجاوز مدة الوكالة للمصفي ثالثة أعوام غير أنّه يمكن تحديد هذه الوكالة من طرف الشركاء
أو رئيس المحكمة)).
أن المشرع عندما جعل مدة الوكالة للمصفي ثالثة أعوام رأى فيها مدة كافية إلتمام
ذلك ّ
العمليات التي تقتضيها التصفية ومن ذلك جعل أن إمكانية تمديد هذه المدة يكون لضرورة ملحة
وتحت تقرير يعده المصفي وأن يكون طلب التجديد من هذا المصفي ،يجب أن يذكر فيه كافة
األسباب التي حالت دون إقفال التصفية وكذا التدابير التي ينوي اتخاذها واآلجال التي تقتضيها
التصفية 1.هذا طبقا لنص المادة 785الفقرة 02من القانون التجاري الجزائري(( :يجب على
ا لمصفي عند طلب تجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالت دون إقفال التصفية والتدابير
التي ينوي اتخاذها واآلجال التي تقتضيها إتمام التصفية)).
أن طلب التجديد الذي يتقدم به النصفي يجب أن تنظر فيه الهيئة التي
واذا كان األصل ّ
بناءا
أن القانون منح إمكانية تقرير ذلك عن طريق قرار قضائي ً قامت بتعيينه أول مرة ،غير ّ
2
على طلب المصفي.
يقصد برفض المصفي هنا عدم قبوله من طرف الشركاء ومثله أن يكون قد أشير إلى تعيينه
ثم ظهر من األسباب ما يؤدي إلى عدم قبول
أو شروط تعيينه في العقد التأسيسي أول مرةّ ،
3
ت عيين هذا الشخص بنفس الشروط أو لصفة فيه ،وهذا قياسا على نص مندوبي الحسابات
حسب نص المادة 715مكرر 08من القانون التجاري الجزائري التي تنص على أ ّنه:
((يجوز لمساهم أو عدة مساهمين يمثلهم على األقل عشر( )1/10رأسمال الشركة ،في
وبناءا على سبب مبرر رفض
ً الشركات التي تلجأ إلى علنية اإلدخار أن يطلبوا من العدالة،
مندوب ،أو مندوبي الحسابات التي عينتهم الجمعية العامة .واذا تمت تلبية الطلب ،تعين
العدالة مندوبا للحسابات ويبقى هذا األخير في وظيفته حتى قدوم مندوب الحسابات التي
تعينه الجمعية العامة)).
من خالل هذه المادة نجد أن هذا الرفض يجب أن يكون خاضعا لشروط شكلية
وموضوعية ،فالشكلية هي أن يقدم الطلب من طرف مساهمين يمثلون على األقل عشر
( )1/10رأس المال للشركة ،وأن يرفع الطلب أمام القسم التجاري مع مالحظة ّ
أن هذه المادة لم
بأن طلب الرفض يجب تحدد آجاال للرفض كما هو معمول به في التشريع الفرنسي الذي قضى ّ
1
أن يكون في أجل أقصاه ثالثون ( )30يوما من تاريخ التعيين.
أما الشروط الموضوعية فهي ان تكون دعوى الرفض مسببة ومؤسسة قانونا واذا كان وّ
القانون التجاري لم يحدد أسباب الرفض ،فهذا يعطي للقضاء كامل السلطة القتديرية للحكم
2
برفض أو قبول دعوى الرفض.
تنتهي اعمال التصفية بوفاة المصفي او إستقالته من مهامه ،فالوفاة أمر غير إرادي يمكن
أن يحدث فيؤدي إلى إنتهاء األعمال التي بدأ بها المصفي ،على عكس اإلستقالة التي تعتبر
أم ار إراديا نابعا من رغبة المصفي في التحلل من إلتزاماته بتصفية الشركة .ويلحق بحكم الوفاة
أو اإلستقالة حالة عجز المصفي عن القيام بمهامه لمرض أو ما شابه ،وكذلك الحجر عليه أو
إفالسه أو غير ذلك من األسباب المقبولة والتي تكون نتيجتها استحالة تنفيذ المهام المخولة
3
للمصفي.
كما يمكن للمصفي أن يعتزل العمل ألسباب يقدرها شخصيا وله الحق في ذلك شريطة أن
يكون ذلك في وقت مناسب ،وأال يكون متعسفا في إستعمال حقه ومسؤوال عما يلحق الشركة
والشركاء من أضرار نتيجة هذا التصرف ،واذا كان المصفي معينا من بين الشركاء في نظام
الشركة فليس له أن يستقيل إال بموافقة ج ميع الشركاء اآلخرين وال يجوز عزله إال بقرار قضائي
1
وألسباب مشروعة.
يتم عزل المصفي بنفس الطريقة التي تم إتباعها من أجل تعيينه ،وتكون الجهة الصالحة
للعزل هي الجهة ذاتها التي قامت بتعيينه 2.وهذا ما نصت عليه المادة 786من القانون
التجاري الجزائري بنصها ((يعزل المصفي ويستخلف حسب األوضاع المقررة لتسميته)).
أن هذه المادة ذكرت أمر إستخالف المصفي المعزول وفرضت ذلك وفقا ونالحظ هنا ّ
3
لألوضاع أو الشروط التي إتبعت أول مرة في تعيين المصفي.
ومن هذا كّله فإذا كان تعيينه قد تم بإجماع الشركاء أو بغالبيتهم يجري عزله بالنصاب
نفسه ،واذا كان تعيينه قد تم بواسطة القضاء يعود للقضاء أيضا عزله ،غير ّأنه يحق لكل من
الشركاء إذا توافرت أسباب مشروعة توجب العزل أن يطلب من القضاء أيضا حق عزل
4
المصفي المعين من قبل الشركاء في عقد الشركة التأسيسي أو في إتفاق الحق.
وهي تلك اإلجراءات التحفظية والتي من شأنها وضع غطار مالئم للممارسة الشفافة
ألعمال التصفية ،وهي تتمحور في:
مهم جدا ان يكون القيام بعملية نشر قرار تعيين المصفي أو المصفين هو أول عمل
أن في هذا
ألنه بالشهر يمكن اإلحتجاج على الغير بأعمال التصفية وكذلك ّ يقومون به ،ذلك ّ
1
األمر الرعاية الالزمة للحقوق واضفاء نوع من الشفافية على هذه التصرفات المرتقية.
وقد نصت المادة 767الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري على ّأنه(( :ينشر أمر
تعيين المصفين مهما كان شكله في أجل شهر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية
وفضال عن ذلك في جريدة مختصة باإلعالنات القانونية للوالية التي يوجد بها مقر
الشركة)).
وما يمكن مالحظته في هذه المادة أن كلمة ينشر جاءت مبنية للمجهول فلم تبين الشخص
الذي يقوم بهذه العملية ،بل تركت ذلك إلى نص المادة 768من القانون التجاري الجزائري
الذي يقول(( :يقوم المصفي أثناء تصفية الشركة وتحت مسؤوليته بإجراءات النشر الواقعة
على الممثلين القانونيين للشركة)) .وا ّن إغفال المصفي عن إجراء عملية النشر هاته وفي
غضون شهر واحد منذ تعيينه تجعله مسؤوال جزائيا.
يبدأ المصفي أعمال التصفية بهذه األعمال التمهيدية الالزمة للتصفية ،فعند مسك دفاتر
الشركة يتمكن المصفي من وضع بيان تفصيلي ،بما للشركة من حقوق وما عليها من ديون وله
1
أن يعارضه في ذلك األشخاص الذين تولوا إدارة الشركة قبل حلها.
فإنه من واجب مديريواذا من واجب المصفي أن يستلم دفاتر الشركة ومستنداتهاّ ،
الشركة ،بمجرد تقديم طلب التصفية وتعيين المصفي ،أن يقدموا ويسلموا مستندات الشركة،
موضحا فيها أصول الشركة وديونها والتزاماتهان وأسماء وعناوين الدائنين ،والمعلومات التي قد
فإنه يسلك في ذلك مسلك الدفاتر التجارية
يطلبها المصفي ،والمصفي عند مسكه لدفاتر الشركة ّ
2
وفقا ألحكام القانون التجاري.
وتسمى هذه الدفاتر بالدفاتر المالية أو النظامية كذلك ،وثتم فيها تثبيت جميع العمليات
الخاصة بالتصفية بطريقة فنية منتظمة ،ويحتفظ عادة بدفتر المقبوظات والمدفوعات الذي يقسم
3
بطريقة منظمة وإلثبات المقبوظات المختلفة الخاصة بالتصفية وكذلك المدفوعات.
إن المصفي ملزم بإعداد قائمة الجرد بمجرد حصوله على دفاتر الشركة ومقوماتها التيّ
تحصل عليها من مديري الشركة ليضع كشفا تفصيليا يبين ما للشركة من حقوق وما عليها من
ديون .فتطول المهلة او تصر تبعا ألهمية هذه األعمال وتعددها واختالف أنواعها ويعود
للمحاكم أن تقدر في كل حالة إذا كان وضعها قد تم بالعناية الكافية وفي المهلة المعقولة أم
4
هناك تقاعسا واهماال من المصفي.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ط ،3لبنان،
2009م ،ص.116
- 2وحي لقمان فاروق ،مرجع سابق ،ص.166
- 3معمر خالد ،مرجع سابق ،ص.117
- 4المرجع نفسه ،ص.117
35
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
بينما حدد المادة 789الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري مهلة وضع قائمة الجرد
بثالث أشهر من قفل كل سنة مالية ،حيث نصت على ّأنه(( :يضع المصفي في ظرف ثالثة
وتقرير مكتوبا
ًا أشهر من قفل كل سنة مالية الجرد وحساب اإلستثمار العام وحساب النتائج
يتضمن حساب عمليات التصفية خالل السنة المالية المنصرمة)).
ولمعرفة كيفية إعداد قائمة الجرد ،يكفي الرجوع إلى أحكام المواد 264إلى 267من
القانون التجاري الجزائري.
نميز في إعداد الميزانية وجود ميزانية إفتتاحية وأخرى ختامية ،فاإلفتتاحية هي التي يعدها
أما
المصفي في بدء السنة المالية على أساس الميزانية الخاصة للشركة في السنة المنصرمة ،و ّ
الميزانية الختامية فهي التي تأتي بعد إتمام كل هذه المراحل والتي تكون في نهاية السنة المالية
أن الميزانية الختامية يسجل فيها كل
والتي على أساسها يتم إفتتاح ميزانية السنة المقبلة على ّ
2
العمليات وكل مراحل التصفية وتقييد كل الحسابات.
وتقرير الميزانية يبين الوضعية المحاسبية للشركةن ويحدد أيضا التعاهدات التي أبرمتها
وتكون مرفقة بالجرود النظامية (جرد العقارات ،وجرد المخزونات ،الديون والحقوق) ،والمالحق
3
التي يجب أن تكون مفصلة ومحتوية على معلومات كافية من أجل تسهيل عملية التصفية.
إن عملية وضع األختام ّإنما هي طريقة إحتياطية الهدف منها حماية المال المختوم عليه
ّ
من التصرف فيه ،والمحافظة عليه إلى غاية صدور قرار نهائي فيه ،وا ّن وضع األختام في
حال التصفية ّإنما يكون عائقا تجب إزالته فإذا كان يمكن للشركاء أو لدائني الشركة أن يحصلوا
فإن لهم ان يطلبوا نزع األختام حتي يتيسر
على أمر من القضاء بوضع األختام كإجراء تحفظي ّ
1
للمصفي القيام بأعماله بأكثر سهولة.
أن أمر تسجيل قرار تصفية الشركة يكون مناطا بالشركاء أنفسهم واذا لم يقوموا بذلك
األصل ّ
فيكون من واجب المصفي القيام بتسجيل تصفية الشركة لدى مكاتب السجل التجاري ،من اجل
إضفاء أكثر شفافية وضمانا لحقوق األفراد وحماية الغير واعطائهم أكثر حماية عند التعامل مع
الشركة قيد التصفية ،وكذلك حتى يكون أمر التسجيل حمية على الغير وعلى المصفي لتحمل
2
المسؤوليات.
واضافة إلى كل األعمال اإلحتياطية فيقوم المصفي بصيانة أموال الشركة والمحافظة على
حقوقها عن طريق قطع مرور الزمن ،والقاء الحجوز اإلحتياطية ،وعقد التأمين أو الرهن
وتجديده ،واقامة الدعوى غير المباشرة وتثبيت الديون في تفليسة مديني الشركة ،وعقد الضمان
واعمال الصيانة والترميمات المستعملة ورفع الدعاوى أمام القضاء ،وتمثيل الشركة في هذه
3
الدعاوى كمدعي أو مدعى عليه.
- 1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،منشورات حلبي الحقوقية ،الطبعة الثالثة ،لبنان،
،1997ص.402
- 2معمر خالد ،مرجع سابق ،ص.122
- 3إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص .218
37
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
أن الغرض من إستدعاء جمعية الشركاء خالل ستة أشهر على األكثر من تاريخ تعيين
كما ّ
المصفي يكون من أجل وضع أجل للتقرير المفصل عن أصول وخصوم الشركة وعن متابعة
عمليات التصفية وعن األجل الالزم إلتمامه ،وكذلك من اجل منح الرخص الالزمة والتي فرض
أن ق اررات جمعية الشركاء تتخذ على
القانون الحصول عليها من طرف المصفي والقاعدة العامة ّ
النحو التالي:
بأغلبية الشركاء في رأس المال وذلك في شركات التضامن والشركات ذات المسؤولية
المحدودة.
بشروط النصاب القانوني وأغلبية أصوات الجمعيات العادية في شركات المساهمة ،على
3
ّأنه بالحظ ّأنه يحق للشركاء المصفين اإلشتراك في التصويت.
وهي تضم تلك األعمال التي هي من صلب التصفية والتي يتم فيها تحديد أصول وخصوم
الشركة وحصة كل طرف وكذلك القسمة ،وهذه األعمال تضم التالي:
يمنع على المصفي أن يقوم بإجراء تصرفات جديدة ال تستلزمها عمليات التصفية ،مهما
كانت هذه التصرفات مربحة للشركة ،فاألصل هنا أن تراعى في هذه التصرفات خدمتها
لعمليات التصفية ال غير ،هذه العمليات التي تعتبر الوظيفة األساسية للمصفي ،إال غذا كان
إن هذا اإلجراء يقع صحيحا
هذا اإلجراء الجديد هو إتمام لعملية سابقة على إنقضاء الشركة ،ف ّ
ومثاله :مواصلة تأجير بعض األماكن بضرورة تخزين السلع فيها ،فهنا يجوز للمصفي
اإلستمرار في تنفيذ عقد اإليجار والوفاء بما على الشركة من إلتزامات 1وهو ما تقضي به المادة
بأنه(( :ليس على المصفي أن يباشر
446الفقرة 01من القانون المدني الجزائري بقولها ّ
أعماال جديدة للشركة إال إذا كانت الزمة إلتمام أعمال سابقة)).
يعود هذا العمل إلى المصفي دون غيره ،فال يحق ألحد من الشركاء غير المصفي أن يقوم
بتحصيل حقوق الشركة لدى الغير ،وأن يسلم وصالت عن هذا التحصيل حتى ولو كان هذا
التحصيل يقتصر على نصيب هذا الشريك من الشركة .ومن أجل الوصول إلى تحصيل أموال
فإن للمصفي أن يستلم التخليصات التي تتم بالشيكات أو السفاتج وله أن
الشركة لدى الغيرّ ،
يقبض قيمتها ،كما له أن يظهرها ويجري عليها عمليات الخصم والمقصة فيوفي بها ديونا هي
على ذمة الشركة ،وله مقابل تحصله على هذه األسناد التجارية أن يوقع وصالت اإلستالم على
2
ذلك.
ويحق للمصفي مطالبة الشركاء الذي لم يقدموا حصصهم كليا أو جزئيا ،إلى رأس مال
الشركة ،بإعتبارهم مدينين للشركة بهذه الحصص ،دون أن يلتزم المصفي بتبرير مطالبته هاته،
بإثبات عدم كفاية المبالغ النقدية الموجودة في صندوق الشركة لسداد ديونها ،وعلى أن ال يكون
في عمله هذا متعسفا في إستعمال حقه بالمطالبة ،كأن تكون الشركة متوفرة على مبالغ هامة
1
تفوق قمة ديونها وحاجيات التصفية.
كما ّأنه يحق للمصفي أن يقوم بهذه المطالبة إما وديا واما قضائيا ،ففي الحالة األولى يكون
فإن
طلب الوفاء من الشريك أو من الغير يطرق الوفاء العادية ،وفي حالة عدم جداولها ّ
المصفي يكون مخوال للنظر في الطبيعة القانونية له ،حيث يمكنه أن يباشر رفع الدعاوى
القضائية من أجل إستيفاء حقوق الشركة ،كما توجه إليه الدعاوى المتعلقة بوفاء ديون الشركة
2
وكذا المخالفات المرتكبة من طرفه.
ومن جهتها تنص المادة 447الفقرة 01من القانون المدني الجزائري على ّانه(( :تقسم
أموال الشركة بين سائر الشركاء بعد إستيفاء الدائنين لدينهم ،وبعد طرح المبالغ الالزمة
لقضاء الديون التي لم يحل أجلها ،أو الديون المتنازع فيهان وبعد رد المصاريف أو القروض
التي يكون أحد الشركاء قد باشرها في مصلحة الشركة)).
واذا كان القانون لم يضع نظاما جماعيا لتسديد ديون الشركة في حال إنقضائها وتصفيتها
كما هو الشأن في حالة اإلفالس أين نجد جماعة الدائنين والتي يعامل فيها الدائنين بالتساوي،
3
ويوفي دين كل واحد منهم بنسبة دينه.
فإن عملية تسديد الديون الواقعة على ذمة الشركة تتم على أساس فردي ،على ان التصفية
ّ
على خالف اإلفالس ال تشكل سببا مسقطا آلجال الديون ،ومن هذا المنطلق ال يكون للمصفي
1
أن يسدد أو أن يدفع إال الديون المستحقة والحالة األجل على الشركة.
إن القول بمقتضيات أو حاجات التصفية هو قول يتسع ليشمل أعماال متعددة ال تقع تحت
ّ
الحصر ،فال تنحصر في سداد الديون أو إيفائها ،بل تشمل أيضا األعمال التي من شأنها
تسهيل عمليات القسمة ،وعمليات إيفاء الديون وغيرها من العمليات الداخلة في متطلبات
2
التصفية وحاجاتها وضروراتها.
وعلى ذلك فإن كانت إحدى هذه العمليات تستوجب نفقات ما كان للمصفي أن يلجأ إلى
اءا ألجأ إلى البيع أو اإلقتراض أو
عمليات مختلفة ليوفر المال الكافي لتغطية هذه النفقات ،سو ً
3
غير ذلك.
بأنه(( :يمثل
وأيضا نص المادة 788الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري والتي تقول ّ
أن القيود
المصفي الشركة وتخول له السلطات الواسعة لبيع األصول ولو بالتراضي ،غير ّ
الواردة على هذه السلطات الناتجة عن القانون األساسي وأوامر التعيين ال يحتج بها على
الغير)).
- 1عبد الفتاح الطحن ،المحاسبة في شركات القطاع الخاص (أشخاص وأموال) ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية –
مصر ،1973 ،ص.553
- 2معمر خالد ،مرجع سابق ،ص.138
- 3إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص.228
41
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
سبق وأشرنا أن الشخصية المعنوية للشركة التجارية تبقى قائمة لحاجات التصفية و ّأنها ال
تنقضي إال بإقفال أعمال التصفية ،وهذه األخيرة فصلت فيها المواد من 773إلى 775من
القانون التجاري الجزائري.
تكون الرقابة في حالة تصفية الشركة من حق األطراف المعنية بها والتي هي كالتالي:
إن إمكانية رقابة أعمال التصفية من طرف الشركاء تبدو جلية من خالل النصوص ّ
القانونية العديدة التي تمنح لهم الحق في اإلطالع واإلستفسار عن أحوال وحاالت تقدم أعمال
التصفية.
ولقد نصت المادة 781الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري على ّأنه(( :إذا لم يوجد
مندوبو الحسابات ولو في الشركات غير الملتزمة بتعيينهم ،يجوز تعيين مراقب واحد أو أكثر
من طرف الشركات طبقا للشروط المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة .781وفي
حالة إنعدام ذلك يمكن تعيينهم من رئيس المحكمة حالة فصله وبعد إجراء بحث بناء على
طلب المصفي ،أو عن طريق دعوى مستعجلة بطلب كل من يهمه األمر وذلك بعد إستدعاء
المصفي قانونيا)).
فهذا النص يجيز تعيين مراقب واحد أو عدة مراقبين ،غير ّأنه ال يمنع من ممارسة رقابة
على أعمال التصفية من طرف الشركاء سواء بإعتمادهم على تعيين هؤالء المراقبين أو من
خالل طلباتهم ومالحظاتهم لمجريات أعمال التصفية 1.كما قد نصت المادة 577من القانون
المدني الجزائري على ّأنه(( :على الوكيل ان يوافي الموكل بالمعلومات الضرورية عما وصل
إليه في تنفيذ الوكالة وان يقدم له حسابا عنها)).
فإن المشرع حرص على تفعيل دور الرقابة على اعمال المصفي ففرض ومن جهة أخرى ّ
عليه أن يضع بين أيدي الشركاء الحسابات السنوية ،وأن يقوم بإستدعاء جمعية الشركاء لتقوم
فإنه يضع
البت في هذه الحسابات ومن هنا يظهر جليا ّأنه عندما يقوم المصفي بهذا الواجب ّ
3
بصفة مباشرة أعماله لمراقبة الشركاء.
وللشركاء أن يوافقوا على هذه الحسابات صراحة أو ضمنيا وموافقتهم الضمنية تكون بتقبلهم
الوضع أو تنفيذ ما جاء في تقرير الحسابات ومثاله قبض مبالغ معينة دون إعتراض او تحفظ،
ويستطيع الشركاء أن يمارسوا رقابتهم عن طريق إجراء عملية مقارنة بين حسابات التصفية
وقائمة الجرد األصلية السابقة لها ،للتأكد مما غذا كان تم إجراء اعمال التصفية على أكمل
4
وجه.
إن كلمة الدائنين لم ترد في أي نص قانوني ولكن كل النصوص كانت تشير إلى ّأنه من
حق كل ذي مصلحة أن يتقدم للحصول على معلومات كافية حول عمليات التصفية وهذا الدور
يظهر من خالل قدرة كل ذي مصلحة أن يطلب أال تعيين مراقب أو أكثر .فإذا كان القانون
أن الدائنين تتوفر فيهم هذه المصلحة ،ذلك أن إسترداد أموالهم هو رهن القيام السوي
والشك ّ
والمستقيم ألعمال التصفية 2.ولقد نصت المادة 787الفقرة 02من القانون التجاري الجزائري
على ّأنه(( :وفي حالة إنعدام ذلك تستدعي الجمعية سواء من طرف هيئة المراقبة إن كانت
أو من طرف وكيل معين بقرار قضائي بناء على طلب كل من يهمه األمر)).
وعبارة ((كل من يهمه األمر)) هي عبارة عامة جاءت شاملة لكل شخص تتوفر فيه
مصلحة في أعمال التصفية ،وأن له يعترض على هذه األعمال وأن يتحمل مسؤولية هذا
3
اإلعتراض إذا كان تعسفيا.
إن القانون عند تنظيمه للشركات التجارية فرض على بعضها ضرورة غنشاء مجلس مراقبة
ّ
أن عملية الرقابة بهذه ال تتوقف من طرف هذا الجهاز
ولم يفرض ذلك في شركات أخرى ،غير ّ
4
عند إنقضاء الشركة.
حدا ألعمال مجلس المراقبة داخل الشركة سواء كان هذا اإلنقضاء بأمر
فاإلنقضاء ال يضع ً
قضائي او كان اإلنقضاء إختياريا ،إال إذا وجد إتفاق صريح في العقد التأسيسي أو في إتفاق
5
الحق على تغيير هذا الجهاز أو إستبداله.
ولقد نصت المادة 780من القانون التجاري الجزائري على إنتهاء مهام محافظي
الحسابات (مراقبي الحسابات أو جهاز الرقابة) على ّأنه(( :ال تنتهي مهام مندوبي الحسابات
بإنحالل الشركة)).
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص.233
- 2عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص.410
- 3معمر خالد ،مرجع سابق ،ص.109
- 4إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص.201
- 5عبد الفتاح الرحماني ،مرجع سابق ،ص.95
44
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
وعن تعيين المراقبين نصت المادة 781الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري على
ّأنه(( :إذا لم يوجد مندوبو الحسابات ،ولو في الشركات غير الملتزمة بتعيينهم يجوز تعيين
مراقب واحد أو أكثر من طرف الشركات طبقا للشروط المنصوص عليها في الفقرة األولى من
المادة ،781وفي حالة إنعدام ذلك يمكن تعيينهم من رئيس المحكمة حالة فصله وبعد إجراء
بحث بناء على طلب المصفي او عن طريق دعوى مستعجلة بطلب كل من يهمه األمر وذلك
بعد إستدعاء المصفي قانونيا)).
45
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
بعد التعرف في المبحث األول على اإلطار المفاهيمي للتصفية والنظام القانوني للمصفي،
سنتطرق اآلن للتعرف على الشركا ت الخاضعة والمستثناة من التصفية حيث أن :المشرع
الجزائري نظم مختلف الشركات التجارية في القانون التجاري وذلك من المادة 544حتى المادة
أن لكل شركة مواد خاصة لتنظيمها باإلضافة لألحكام
795مكرر 05هذا بشكل عام ،حيث ّ
العامة للشركات .وباإلستعنة بهذه النصوص القانونية يمكننا التعرف على مجال الشركات
المتعلقة بالتصفية حيث قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين:
ومن خالل ما سبق سنفصل أكثر في عناصر هذا المبحث كما يلي:
سنتطرق من خالل هذا المطلب إلى الشركات الخاضعة للتصفية والتي هي :شركة ذات
المسؤولية المحدودة والتضامن وشركة ذات الشخص الوحيد وشركة المساهمة والتوصية باألسهم
والشركة الباطلة وذلك كل شركة على حدى:
بأنها(( :شركة
عرفت شركة التضامن في قانون الشركات الكويتي من خالل المادة ّ 04
التضامن هي شركة تؤلف بين شخصين أو أكثر تحت عنوان معين للقيام بأعمال تجارية
ويكون الشركاء مسؤولين على وجه التضامن في جميع أموالهم عن إلتزامات الشركة)).
46
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
.1إن الشركاء جميعا في الشركة يسلون عن ديونها مسؤولية شخصية تضامنية ومطلقة ،2
بأنه:
ذلك طبقا لنص المادة 551الفقرة 01من القانون التجاري الجزائري التي تقول ّ
((للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهو مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن
ديون الشركة)).
إن جميع الشركاء يكتسبون صفة التاجر بمجرد إنضمامهم إلى الشركة وذلك طبقا للمادة ّ .2
3
المذكورة سابقا.
إن الشركة تسمى بأسماء الشركاء جميعا 1طبقا لنص المادة 552من القانون التجاريّ .3
بأنه ((يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء أو من إسم الجزائري القائلة ّ
أحدهم أو اكثر متبوع بكلمة وشركاؤهم)).
.4ال يجوز التنازل عن حصة الشريك ،كما ال تنتقل الحصة للورثة بسبب واقعة الوفاة
كأصل عام كما ّأنه يمكن إنقضاء الشركة بسبب هذا ما لم يكن هناك شرط مخالف
لذلك في العقد التأسيسي 2وذلك طبقا لنص المادة 562الفقرة 01من القانون
بأنه(( :تنتهي الشركة بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن هناك
التجاري الجزائري القائلة ّ
شرط مخالف في القانون األساسي)).
لزاما على الشركاء أن يعمدوا إلى تقييد الشركة في السجل التجارين ويتم هذا القيد كقيد
التجار لألفراد مصطحبا بذاتي إجراء اإلشهار بالصحيفة الرسمية للسجل التجاري .وهنا تجدر
بأن المشرع الجزائري ألزم التجار والشركات التجارية بإعادة التسجيل في السجلاإلشارة ّ
بأنه(( :يلزم
التجاري ،وهذا طبقا لنص المادة 19من القانون التجاري الجزائري والتي تقول ّ
3
أ .كل شخص طبيعي له صفة التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس أعماله التجارية
داخل القطر الجزائري.
ب .كل شخص معنوي تاجر يالشكل أو يكون موضوعه تجاريا ،ومقره في الجزائر ،أو كان
له مكتب او فرع أو أي مؤسسة كانت)).
.2إهمال الشهر:
ال يترتب على إهمال قيد الشركة في السجل التجاري بطالن عقد الشركة التأسيسي ،واّنما
مجرد توقيع العقوبة المدنية والجنائية على الشركاء وحرمانهم من التمسك بالشخصية المعنوية
1
اتجاه الغير.
أما إهمال الشهر بإيداع نسختين عن عقد الشركة التأسيسي لدى السجل التجاري المحلي
ّ
في عاصمة الوالية ونشر ملخص عن العقد بإحدى الصحف الرسمية يترتب عليه بطالن
أن أحكام البطالن هي من نوع خاص ،فللشركاء فيما بينهم كما للغير أن يتمسك
الشركة ،إال ّ
أن
بهذا البطالن ولكن يمتنع على الشركاء اإلحتجاج بهذا البطالن على الغير .ونالحظ كذلك ّ
البطالن يزول ويمتنع الحكم به في حال إستيفاء إجراءات الشهر وان وقعت هذه اإلجراءات
2
متأخرة ،وال يحق للمحكمة أن تقضي بالبطالن في أقل من شهر من تاريخ طلب فتح الدعوة.
عرف المشرع الجزائري الشركة ذات المسؤولية المحدودة في المادة 564من القانون
التجاري الجزائري بأنها(( :تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد او عدة
أشخاص ال يتحملون الخسائر إال في حدود ما قدموا من حصص إذا كانت الشركة ذات
المسؤولية المحدودة المؤسسة طبقا للفقرة السابقة ال تضم إال شخصا واحدا كشريك وحيد
تسمى هذه الشركة مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة .يمارس الشريك
الوحيد السلطات المخولة جمعية الشركاء بمقتضى أحكام هذا الفصل .وتعين بعنوان للشركة
يمكن أن يشتمل على إسم واحد من الشركاء أو أكثر على أن تكون هذه التسمية مسبوقة أو
متبوعة بكلمة شركة ذات مسؤولية محدودة أو باألحرف األولى منها أي ش .م .م وبيان
رأسمال الشركة)).
فالشركة ذات المسؤولية المحدودة هي الشركة التي تتألف بين عدد من الشركاء غالبا ما
محددا ،يسألون مسؤولية محدودة عن ديونها والتزاماتها بقدر حصصهم في رأس مالها،
ً يكون
وال يكتسبون صفة التاجر ،وتتمتع هذه الشركة بالشخصية المعنوية وال يمكن جمع رأس مالها
1
عن طريق اإلكتتاب العام كما ال يمكن انتقال حصص الشركاء إال بموجب أحكام القانون.
.1تحديد مسؤولية الشركاء 2.وهذا طبقا لنص المادة 564من القانون التجاري الجزائري
بأنه ...(( :ال يتحملون الخسائر إال في حدود ما قدموا من حصص .))...
القائلة ّ
.2عدم منع إنتقال حصرة الشريك أو التنازل عنها 3.طبقا لنص المادة 570الفقرة 01
بأنه(( :للحصص قابلية اإلنتقال عن طريق اإلرث
من القانون التجاري الجزائري القائلة ّ
كما أ ّنه يمكن إحالتها بكل حرية بين األزواج واألصول والفروع)).
.3الشركة ذات المسؤولية المحدودة هي شركة تجارية بسبب الشكل يجب أن ال يزيد فيها
عدد الشركاء عن 20شريكا 4،طبقا لنص المادة 590من القانون التجاري الجزائري
بأنه(( :ال يسوغ أن يتجاوز عدد الشركاء في شركة ذات مسؤولية محدودة
القائلة ّ
عشرين شريك ،واذا أصبحت الشركة مشتملة على اكثر من عشرين شريك وجب
تحويلها إلى شركة مساهمة في أجل سنة واحدة .وعند عدم ذلك تنحل الشركة ما لم
يصبح عدد الشركاء في تلك الفترة من الزمن مساويا لعشريت شريكا أو أقل)).
.4ال يجوز تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة أو زيادة رأس مالها او اإلقتراض
لحسابها عن طريق اإلكتتاب العام ،كما ال يجوز لها إصدار أسهم أو سندات قابلة
للتداول وذلك بخالف شركة المساهمة وشركة التضامن 1،وهذا طبقا للمادة 569من
بأنه(( :يجب أن تكون حصص الشركاء إسمية والالقانون التجاري الجزائري القائلة ّ
يمكن أن تكون ممثلة في سندات قابلة للتداول)).
.5ويقضي هذا الوع تحريم تداول الحصص وتقييد حق التنازل عنها لكي ال يقتحم الشركة
2
أشخاص قبل أن يعرفهم الشركاء أو ال يثقون بهم.
عرفها المشرع المصري في المادة 23من القانون التجاري كما يلي(( :الشركة التي تعقد
بين شريك واحد أو أكثر مسؤولين ومتضامنين وبين شريك واحد أو أكثر يكونون أصحاب
اموال فيها وخارجين من اإلدارة ويسمون موصين)).
.2تنص المادة 563مكرر 02من القانون التجاري الجزائري على ّأنه(( :يتألف عنوان
الشركة من أسماء كل الشركاء المتضامنين أو من إسم أحدهم أو أكثر متبوع في كل
الحاالت بعبارة ''وشركاؤهم''.
واذا كان عنوان الشركة يتألف من اسم الشريك الموصي ،فيلتزم هذا األخير من غير
تحديد وبالتضامن بديون الشركة)) ،أي ّأنه ال يجوز للشركاء الموصين أن يندرج
3
اسمهم في عنوان الشركة.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة) الجزء الرابع ،د د ن ،د ب ن،
1996م ،ص.26
- 2عمار عمورة ،مرجع سابق ،ص.251
- 3المرجع نفسه ،ص.251
52
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
تخضع إدارة شركة التوصية البسيطة لنفس األحكام التي تسير شركة التضامن بحيث تعود
إدا رة الشركة لكافة الشركاء المتضامنين ما لم يشترط القانون األساسي للشركة على خالف
ذلك ،كما يجوز تعيين مدير أو أكثر من الشركاء أو غير الشركاء ما عدا الشركاء الموصون
ويجب أن تتوفر أهلية التصرف في المدير الشريك أو غير الشريك ويمنع على الشريك
أن الشريك
الموصي بان يقوم بأي عمل تسيير خارجي ولو بمقتضى الوكالة .والعلة في ذلك ّ
الموضي يسأل مسؤولية محدودة عن ديون الشركة أي بقدر حصته في رأس مال الشركة ،وفي
حالة ما إذا قام بهذا العمل رغم المنع يتحمل الشريك الموصي بالتضامن مع الشركاء
المتضامنين ديون الشركة والتزاماتها المترتبة عن األعمال الممنوعة ،وهذا نظ ار لكون الشريك
يظهر للغير الذي يتعامل معه بمظهر الشريك المتضامن .أما عن اإلدارة الداخلية للشركة فهي
1
حق من حقوق الشريك الموصي.
والفكرة الرئيسية التي تتمحور حولها هذه الشركة هي التقليل بقدر اإلمكان من النصوص
القانونية اآلمرة التي تحكم شركات المساهمة التقليدية واتاحة الحرية المطلقة للشركاء لتنظيم
حياة الشركة وكيفية إدارتها .وتترتب على هذه الفكرة المحورية إضمحالل فكرة التنظيم القانوني،
في هذا النوع من الشركات وعودة الهيمنة والسيادة للفكرة (التعاقدية) التي تقوم على مبدأ
1
سلطات اإلدارة وما تستعيه من أخذ شخصية الشريك في اإلعتبار.
تتميز شركة المساهمة بكونها الشركة التي ينقسم رأسمالها إلى حصص قابلة للتداول،
ويسأل كل شريك فيها بقدر نصيبه من األسهم وال تنقضي الشركة بوفاة أحد الشركاء أو الحجر
ألن ال مكان لإلعتبار الشخصي في هذا النوع من الشركات وال يكتسب الشريكعليه أ إفالسه ّ
2
أن إفالس الشركة ال يترتب عليه إفالس الشركاء.
المساهم صفة التاجر وينتج عن ذلك ّ
ويطلق على شركة المساهمة تسمية الشركة ويجب أن تكون مسبوقة أو متبوعة بذكر شكل
الشركة ومبلغ رأسمالها ويجوز إدراج إسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة 3وذلك طبقا
بأنه(( :يطلق على شركة المساهمة
لنص المادة 593من القانون التجاري الجزائري القائلة ّ
تسمية الشركة ،ويجب أن تكون مسبوقة أو متبوعة بذكر شكل الشركة ومبلغ رأسمالها.
يجوز إدراج إسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة)).
يعتبر المؤسس هو من يشترك إشتراكا فعليا في تأسيس الشركة ويعتبر كذلك على وجه
الخصوص كل من وقع العقد اإلبتدائي أو طلب الترخيص في تأسيس الشركة أو قدم حصة
عينية عند تأسيسها.
وقد نصت المادة 592الفقرة 02من القانون التجاري الجزائري على أنه(( :ال يمكن أن
يقل عدد الشركاء عن سبعة ( )).)07أي ّأنه اشترط الحد األدنى من الشركاء فقط ولم يشترط
القانون حدا أدنى لعدد األسهم التي يكتتب فيها المؤسس ولكن الغالب أن يكون المؤسس من
كبار المساهمين .كما ال يشترط فيه ان يكون شخصا طبيعيا أو معنويا ،كما ال يوجد حد أقصى
1
لعدد الشركاء.
وال يجوز أن يكون مؤسس شركة المساهمة من حكم عليه بعقوبة جناية أو جنحة سرقة أو
نصب أو خيانة أمانة أو تزوير أو تفالس ،كما يحظر على من يعمل بالحكومة أو القطاع العام
أن يشترك في تأسيس شركة مساهمة إال بإذن خاص من الوزير التابع له هذا الشخص وجماعة
2
قدما في تأسيس الشركة.
المؤسسين يعملون على المضي ً
وللشركة أثناء فت رة التأسيس شخصية معنوية بالقدر الالزم لذلك أي في حدود الغرض من
أن ذلك مشروط بتمام التأسيس الصحيح.
التأسيس كما ّ
رابعا :الجمعية العامة
3
أن الجمعيات العامة في ظل نظام شركات المساهمة تنقسم إلى ما يلي:
يالحظ ّ
.1الجمعية التأسيسية :وهي تنعقد خالل فترة تأسيس الشركة.
.2الجمعية العامة العادية :وهي تنعقد مرة على األقل في السنة وتختص بإنتخاب أعضاء
مجلس اإلدارة وعزلهم ومراقبة أعماله والمصادقة على ميزانية الشركة وكل ما ينص عليه
اء كان أصيال عن
أن لكل مساهم حق الحضور فيها سو ً
القانون أو نظام الشركة .كما ّ
نفسه أو نائبا عن غيره بشرط أن يكون ذلك ثابتا في توكيل كتابي .وحتى يكون
اإلجتماع للجمعية العامة العادية صحيحا ققد استوجب نصا قانونيا معينا وهو ربع رأس
المال على األقل ما لم ينص نظام الشركة على نسبة أعلى بشرط أال تجاوز نصف
أن لكل مساهم حق مناقشة الموضوعات المدرجة في جدول األعمال رأس المال ،كما ّ
واستجواب أعضاء مجلس اإلدارة بشأنها.
.2يتألف عنوان شركة التوصية باألسهم من إسم أحد الشركاء المتضامنين او أكثر وال
نذكر أسماء الشركاء الموصين في عنوان الشركة ،واذا دخل إسم أحد الشركاء الموصين
2
في عنوان الشركة فيلتزم من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة.
يتكون هذا المجلس من ثالثة مساهمين على األقل يعينون من قبل الجمعية العامة العادية
وفقا للشروط المحددة في القانون األساسي وال يجوز أن يكون الشريك المتضامن عضوا في
مجلس المراقبة وذلك تحت طائلة البطالن لتعيينه .كما ال يجوز للمساهمين الذين لهم صفة
شريك متضامن أن يشاركوا في تعيين أعضاء مجلس المراقبة ،وتكون القواعد المتعلقة بتعيين
1
القائمين باإلدارة بشركات المساهمة ومدة مهمتهم قابلة للتطبيق.
أن المسير
ويتمتع المسير بأوسع السلطات للتصرف بإسم الشركة في كل الظروف .كما ّ
يخضع لنفس اإللتزامات التي يخضع لها مجلس إدارة شركة المساهمة .وفي إطار العالقات مع
الغير تلتزم الشركة حتى بأعمال المسير التي ال تخضع لموضوع الشركة إال إذا توصلت إلى
إثبات أن الغير كان على إطالع بأن نشاط المسير بعيد عن موضوعها أو ال يمكنه تجاهله
نظ ار للظروف مع إستثناء أن مجرد نشر القانون األساسي يكفي وحده لتأسيس هذه البينة وتكون
بنود القانون األساسي التي تحد سلطات المسير والمرتبة عن هذه المادة غير قابلة للمعارضة
من الغير .ويتمتع المسيرون في حالة تعددهم 4،كل على حدة بالسلطات المذكورة في المادة
715مكرر 04الفقرة 02من القانون التجاري الجزائري على ّأنه(( :وتتمثل مهمتهم الدائمة
بإستثناء أي تدخل في التسيير في التحقيق في الدفاتر واألوراق المالية للشركة وفي مراقبة
انتظام حسابات الشركة وصحتها كما يدققون في صحة المعلومات المقدمة في تقرير مجلس
اإلدارة او مجلس المديرين حسب الحالة ،وفي الوثائق المرسلة إلى المساهمين حول
الوضعية المالية للشركة وحساباتها)).
وتكون الجمعية العامة العادية وحدها المخولة بمنح أجرة للمسير غير تلك المنصوص
عليها في القانون األساسي .وال يمكن منح هذه األجرة إال بموافقة الشركاء المتضامنين
1
باإلجماع إال إذا كان هناك شرط مخالف.
أن
تنقضي شركة التوصية باألسهم بنفس األسباب التي تنقضي بها الشركات العامة ،وبما ّ
الشركة تتكون من شركاء متضامنين ،فتنقضي بوفاة أحد الشركاء المتضامنين أو بالحجر عليه
أما خروج الشريك المساهم أو وفاته أو
أو بإفالسه ما لم ينص عقد الشركة على خالف ذلكّ .
2
الحجر عليه أو إفالسه فال أثر له في اإلنقضاء.
تعتبر الشركة الفعلية صحيحة وقائمة من خالل المدة من تأسيسها إلى الحكم ببطالنها
وتصفيتها فيتم تنفيذ كل الحقوق المتعلقة بها إتجاه الغير وفيما بين الشركاء ،كما تخضع لقواعد
أما إذا توقفت عن الدفع
فإنها تحل وتتم تصفيتها مباشرةّ ،
التصفية ففي حالة الحكم ببطالنها ّ
ألنه من الممكن أن
لديونها فإن طلب شهر إفالسها يتوقف على مدى توفر الشخصية المعنويةّ ،
ألنها
تكتسبها ورغم ذلك تكون شركة فعلية نظ ار لوجود عيب بها ال يتعلق بشخصيتها المعنوية ّ
ممكن أن تكون شركة قيد التأسيس أو أن تكون شركة لم تكسب أبدا شخصية معنوية في أي
1
فترة من الفترات.
تنتهي الشركة الفعلية عن عدم توفر شروط تحويلها لشركة قانونية فتنحل نتيجة إلبطالها
كما تنحل لألسباب العامة إلنحالل اي شركة قانونية فتنطبق تلك األسباب على الشركة الفعلية
المعنوية في حدود تصفيتها وقسمة أموالها وتسديد ديونها .إذا صدر الحكم ببطالن الشركة
الفعلية يتم حلها حق ولو تعرضت أثناء حياتها وبعد نشأتها للعيب الذي أدى إلعتبارها شركة
اءا من
فعلية ،فتحل وذلك يكون في حالة رفع دعوى إبطال من طرف كل من له مصلحة سو ً
الغير في حالة وجود عيب شكلي ،أو تخلف أحد األركان الموضوعية أو الشكلية حتى ولو
ترتب على تخلف تلك الشروط شركة فعلية ،ويتوقف اإلبطال إال غذا زال سببه بعد تصحيح
2
الشركة.
إن اإلعتراف للشركة الفعلية البسيطة بالشخصية المعنوية يؤدي لإلعتراف لها بأهلية ّ
التقاضي وال يثير هذا األمر أي صعوبة بالنسبة للشركات المدنية فتكون مدعيا أو مدعى عليها
ألنها تكسب الشخصية المعنوية بمجرد توفر أركانها الموضوعية لتكوينها ،أما أمام القضاء ّ
فإن إعتبارها شركة فعلية يؤدي لبطالنها مستقبال أما بالنسبة للماضي
بالنسبة للشركات التجارية ّ
ثم
فإنها تقوم بتسوية وضعها وتصفية أموالها والتقاضي وبعد إكتشاف الخلل فيها تتوقف الشركة ّ
ّ
تنحل بعد الحكم ببطالنها وان الحكم ببطالنها يؤدي لتصفية أعمالها فيما يتعلق بالماضي
3
بإعتبارها شركة فعلية.
تنحل الشركة الفعلية لألسباب القانونية الخاصة بالشركات القانونية خاصة في حالة نشأتها
ثم تعرضت لعيب سبب في إبطالها ،فاألسباب العامة في إنقضاء الشركة كانت صحيحة ّ
التجارية تتمثل في :هالك مال الشركة فممكن أن يهلك رأسمالها حتى في حالة كونها شركة
- 1عباس مصطفى المصري ،تنظيم الشركات التجارية ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2002 ،ص.44
- 2سليم عبد اهلل أحمد الجبوري ،الشركة الفعلية (دراسة مقارنة) ،منشورات حلبي الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان،2011 ،
ص.224
- 3المرجع نفسه ،ص.224
59
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
فعلية ،كما يمكن أن ينتهي الغرض الذي قامت من أجله أو تنتهي مدتها كذلك حالة اإلتفاق
على إنهائها وحلها بحكم قضائي .باإلضافة ألسباب خاصة إلنقضاء الشركة كموت أو إعسار
ثم يترتب على
أو أفالس أو إنسحاب أحد الشركاء في الشركات القائمة على اإلعتبار الشخصي ّ
إنقضاء الشركة توقف نشاطها ودخولها في مرحلة التصفية قصد تقسيم موجوداتها بين الشركاء
بعد تسديد ديونها لدائنيها وانهاء جميع العمليات المتبقية للشركة قصد إستيفاء حقوقها ودفع
فإنه يوزع بين الشركاء عن
ديونها للغير وغذا نتج من هذه العمليات فائض من اموال الشركة ّ
1
طريق القسمة وتصفى أموالها.
إن إنحالل هذه الشركة يكون في حاالت يمكن إستنتاجها من النصوص التي جاء بها ّ
المشرع والتي تخص الوجود الفعلي للشركة وأسباب اإلبطال ،لكن تصفيتها لم يرد بشأنها نص
أن الحكم ببطالن الشركة يؤدي بالضرورة إلى
خاص ينظم تصفية هذا النوع من الشركات وبما ّ
قسمة أموالها ،فإن تصفيتها أمر ضروري إلنهاء جميع التعاقدات والعمليات وسداد الديون
واستيفاء الحقوق إلقتسام األموال بين الشركاء .ويطبق على الشركة الفعلية جميع احكام تصفية
الشركة القانونية من بين أحكام التصفية أن تبقى الشركة الفعلية محتفظة بشخصيتها القانونية
خالل تصفيتها ،فيكون لها ذممها المالية واسمها وموطنها وحق التقاضي كما يمثلها المصفي
فإنها تحتفظ بشخصيتها القانونية والمعنوية إلجراء عملية التصفية لكي ال
في تلك الفترة لذلك ّ
تزول ذمتها المالية وتقسم بإعتبارها مال مشاع بين الشركاء ،ويتم تعيين المصفي أو اكثر
ويمكن أن يكون من بين الشركاء وتحدث التصفية عن طريق مندوب الحسابات كما يتم تعيينه
فإنه يقوم بنفس مهامه التي يقوم بها في الشركة
من قبل الشركاء ومهما كانت طريقة التعيين ّ
2
القانونية.
إن
فإنها ال تستطيع أن تشهر إفالسها ،بل ّ
ليس للشركة الفعلية شخصية معنوية لذلك ّ
الشركاء فيها هم من يخضع لإلفالس فتستقل تفليسة الشريك عن الشريك اآلخر وهذا ما كان
مطبقا قديما قبل ظهور الشركة الفعلية .لكن بعد إعتراف بشخصيتها المعنوية يمكن شهر
1
إفالسها.
ترجع أصول شركة المحاصة إلى عقد التوصية (كوموندا) الذي لجأ إليه أصحاب األموال
تحايال على تحريم الربا الذي فرضته الكنيسة في مرحلة القرون الوسطى ،فأدى هذا النوع من
العقد إلى إرساء الركيزة األولى لهذا النوع من الشركات ،ونظ ار لكون العقد أي (الكوموندا) كان
يقوم على الثقة المتبادلة بين أطرافه ،فأصبحت هذه الشركة من شركات األشخاص ،التي تقوم
2
على اإلعتبار الشخصي.
وقد ورد ذكرها في مؤلفات العالم الفرنسي جاك سافاري وذلك قبل وضع المجموعة التجارية
أن هذه المجموعة جاءت خالية من أي
التي عرفت باسمه والتي صدرت سنة ،1973غير ّ
3
تنظيم بها.
لم يعطي المشرع الجزائري تعريفا لشركة المحاصة واّنما اكتفى بالنص عليها في المادة
795من القانون التجاري الجزائري التي تنص على ما يلي(( :يجوز تأسيس شركة المحاصة
بين شخصين طبيعيين أو أكثر ،تتولى إنجاز عمليات تجارية)).
شأنه شأن المشرع اللبناني والمصري وغيرهم من التشريعات المقارنة ،فنجد على سبيل
المثال في المادة 647من القانون التجاري اللبناني تنص على ما يلي(( :تتميز شركة
المحاصة عن الشركات التجارية األخرى بأن كيانها منحصر بين المتعاقدين ،وبأ ّنها غير
معدة الطالع الغير عليها)).
وتقابل هذه المادة ،المواد 59و 60من قانون التجارة المصري وهما تنصان على ما يلي:
المادة 59تنص على ما يلي(( :وزيادة على أنواع الشركات التجارية الثالث التضامن،
التوصية ،والمساهمة تعتبر أيضا بحسب القانون الشركات التجارية التي لها رأس مال شركة
وهي المسماة بشركة المحاصة)).
أما المادة 60من نفس القانون تنص على ما يلي(( :تختص هذه الشركات بعمل واحد
ّ
أو أكثر من األعمال التجارية وتراعي في ذلك في العمل وفي اإلجراءات المتعلقة وفي
الحصص التي يكون لكل واحد من الشركاء وفي األرباح والشروط التي يتفقون عليها)).
أما المادة 56من قانون الشركات التجارية لدولة اإلمارات العربية المتحدة التي تنص على
ّ
ما يلي(( :شركة المحاصة هي الشركة التي تنعقد بين شريكين أو أكثر القتسام األرباح
والخسائر عن عمل تجاري أو أكثر يقوم به أحد الشركاء وال تسري في حق الغير ويجوز
إثبات شركة المحاصة بكل طرق اإلثبات)).
على عكس قانون الشركات السعودي الذي نص في المادة 40منه على ّأنه(( :شركة
المحاصة هي الشركة التي تستر من الغير وال تتمتع بشخصية معنوية وال تخضع إلجراءات
الشهر)).
أما في المادة 49من قانون الشركات األردني وهي تنص على ما يلي(( :شركة المحاصة
ّ
شركة تجارية تنعقد بين شخصين أو أكثر ،يمارس أعمالها شريك ظاهر يتعامل مع الغير
بحيث تكون الشركة مقتصرة على العالقة بين الشركاء ويجوز إثباتها بجميع طرق
1
اإلثبات)).
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التوصية البسيطة والمحاصة) ،مرجع سابق ،ص.232
62
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
المادة 419من قانون الشركات الفرنسي التي نصت على أن(( :شركة المحاصة ال
وجود لها إال في العالقات بين الشركاء فهي ال تظهر للغير وال تتمتع بالشخصية المعنوية وال
تخضع لمعامالت النشر ،ويمكن إثباتها بمختلف طرق اإلثبات)).
باإلضافة إلى الخصائص المشتركة التي تتميز بها شركة المحاصة وشركات األشخاص
1
األخرى نذكر:
فإن شركة المحاصة تنفرد بخصائص ثالث هي :اإلستتار ،عدم التمتع بالشخصية ّ
المعنوية ،واإلعفاء من الشكلية الرسمية ونفصل في ذلك فيما يلي:
بأنها شركة خفية مستترة ال وجود لها بالنسبة للغير الذي يتعامل مع
تتميز شركة المحاصة ّ
الشريك الظاهر 2.فخفاء الشركة له جانبان:
ألنهم ال
األول :جانب إرادي :ألن الشركاء أبرموا عقد الشركة وأقروا حجبه عن الغير ّ
يريدون تكوين شخص معنوي مستقل عنهم وال يريدون التضامن في المسؤولية .وهذا الجانب
يميز هذه الشركة عن الشركات األخرى كشركة التضامن أو التوصية البسيطة التي ال تتخذ
إجراءات شهرها بسبب اإلهمال أو الغش بحيث يكون الجزائ على ذلك هو عدم نفاذ الشركة
في مواجهة الغير أو بطالن الشركة ،وتتضح إرادة الشركاء من خالل صياغة عقد الشركة
1
أو طريقة تعاملها مع الغير.
ألنها ال تخضع
الثاني :جانب قانوني :إن استتار شركة المحاصة له جانب قانوني ّ
إلجراءات القيد في السجل التجاري أو إجراءات الشهر التي يفرضها القانون على الشركات
أن هذه الشركة يجب أن تبقى مستترة وال تظهر من الناحية القانونية
األخرى .فالمشرع يؤكد ّ
أيضا.
وذلك ما نصت عليه المادة 795من القانون التجاري الجزائري بقولها(( :ال تكون شركة
المحاصة إال في العالقات الموجودة بين الشركاء فهي ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال
تخضع لإلشهار ويمكن إثباتها بكل الوسائل)).
وكونها مستترة ال يعني ّأنها تقوم بأعمال مخالفة للقانون ولكن فقط ألنها غير خاضعة
إلجراءات النشر والشهر والتسجيل وتبقى بهذا الوصف حتى ولو علم الغير بها عن طريق
2
الصدفة أو مستندات تثبت وجودها.
أما إذا فقدت هذه الميزة أي ميزة التستر ((كما لو قام أحد الشركاء بنشرها أو شهرها او ّ
3
قيدها أو إطالع الغير عليها ف ّإنها تفقد تسميتها وتتحول إلى شركة من نوع آخر)).
أما شركة
يترتب على عقد الشركة في الشركات عموما خلق شخص معنوي جديدّ .
أن الشركة ال يترتب عليه خلق شخص
فإنها تتميز عن غيرها من الشركات في ّ
المحاصة ّ
معنوي جديد .ألن القول بوجود شخص قانوني جديد يفترض اإلعالن عن وجوده ،في حين أن
1
الغير ال يعلم بوجود شركة المحاصة.
-1ال تتمتع الشركة باسم أو موطن أو جنسية أو أهلية .فال يمكن أن يتم إبرام التصرفات
باسمها أو أن تقاضي الغير أو يقاضيها الغير وال تتحمل المسؤولية عن أفعال مديريها.
ألن رأس
-2ليس لشركة المحاصة ذمة مالية مستقلة .فالحصص ال تعد رأس مال الشركة ّ
المال عناصر تدخل في الذمة المالية للشركة وهذه الشركة ليس لها ذمة مالية .لذا ال
ألن اإلفالس تصفية جماعية ألموال المدين الموجودة بذمته
تخضع ألحكام اإلفالس؛ ّ
ألن
وهذه الشركة ليس لها ذمة ،كذلك ال تخضع هذه الشركة للتصفية عند إنحاللها ّ
التصفية تعني تسوية مركز للشركة من حيث كونها دائنة ومدينة وهي ال تتمتع بهذه
فإن إنتهاء هذه الشركة يترتب عليه
الصفات بسبب عدم وجود ذمة مالية مستلقة لها ،لذا ّ
فقط تسوية حسابات بين الشركاء لتعيين نصيب كل منهم في الربح والخسارة.
تنص المادة 545من القانون التجاري الجزائري على ّأنه(( :تثبت الشركة بعقد
رسمي واال كانت باطلة)).
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التوصية البسيطة والمحاصة) ،مرجع سابق ،ص.247
- 2مصطفى كمال طه ،مرجع سابق ،ص.259
65
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
كأن يتفق شخص يرغب في اإلستتار واخفاء اسمه عن الجمهور ،مع شخص آخر،
بالقيام بعمل معين .وكان يرسل أحدهم بضاعة فيصرفها شخص ىخر ويتقاسمان
1
األرباح.
كاالتفاق الذي ينشأ بين مهندي معماري مع مقاول على تشييد المباني واقتسام ما قد
ينشأ من ذلك من ربح أو خسارة.
كأن يتفق شخصان أو أكثر على شراء ورقة اليانصيب واقتسام الجائزة التي قد يسفر
عنها السحب.
وكأن تتفق بضعة بنوك على تأليف نقابة مالية تكتتب في جميع األوراق المالية التي
ثم تقوم بتوزيعها بعد ذلك بين الجمهور وتقسيم األرباحتصدرها إحدى الشركات ّ
2
والخسائر التي تسفر عنها العملية.
وكأن يتفق شخصان على تأسيس الهياكل القانونية لتكوين شركة المحاصة يكون
موضوعها التأمينات الشاملة ،ويكون أحد الشركاء فيها صاحب إعتماد من شركة
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التوصية البسيطة والمحاصة) ،مرجع سابق ،ص.253
- 2أحمد محمد محرز ،مرجع سابق ،ص.251
66
ماهية التصفية للشركات الفصل األول
تتوفر في عقد الشركة جميع األركان الموضوعية العامة والخاصة من رضا أوهلية ومحل
وسبب ،وتعدد الشركاء وتقديم الحصص سواء كانت عينية أو أموال او عمل باإلضافة إلى نية
2
اإلشتراك في التكوين إال ّأنها تفتقد إلى ركن الشكلية.
تنص المادة 795مكرر الفقرة 04من القانون التجاري الجزائري على ما يلي(( :يتعاقد
كل شريك مع الغير باسمه الشخصي ويكون ملزما وحده في حالة كشفه عن الشركاء
اآلخرين دون موافقتهم)).
وهذه نتيجة حتمية الفتقاد الشركة للشخصية المعنوية بحيث يتعاقد كل شريك مع الغير
باسمه الخاص فيكون مسؤوال وحده اتجاه الغير دون سائر الشركاء وقد يتفق الشركاء صراحة
على أن تكون الحصة المقدمة من قبلهم ملكا شائعا بينهم وقد يختار الشركاء من بينهم مدير
3
محاصة ال يمثل الشركة قانونيا ولكن يعتبر نائبا عنها.
.2سلطات المدير
يتعاقد المدير ويلتزم ويتعامل مع الغير باسمه الخاص وليس باسم الشركة ،ويكون وحده
مسؤوال إزاء الغير ،ويلتزم المدير داخل الشركة بمسك دفاتر خاصة يسجل فيها العمليات
التجاري ة التي قام بها مع الغير لفائدة الشركة ،ويكتسب هذا المدير صفة التاجر وال يلتزم إال
بذمته المالية اتجاه الغير ودائنيه الذين يتعمال معهم إال ّأنهم يمكن ان يعهد الشركاء إلى المدير
1
حصصهم قصد استغاللها.
.3إلتزامات الشركاء
ينتج عن اإلشتراك في شركة المحاصة آثار ونتائج متعددة منها ما هو متعلق بالتعامل بين
الشركاء ،والبعض اآلخر يتعلق بتعامل الغير مع الشركاء ،ونفصل في ذلك فيما يلي:
يتوجب على كل شريك تقديم الحصص التي وعد بها ويتم توزيع األرباح والخسائر وفقا
3
التفاق الشركة واال فنسبة كل شريك في مجموع الحصص.
ويمكن أن يتم اإلتفاق على أن تحدد مساهمة الشريك بتحميل الخسائر بنسبة حصته فقط.
فتكون عندئذ بين الشركاء محاصة توصية.
كما يدرج بند بإعفاء الشريك مقدم عمل م ن الخسارة ،ومع هذا البند تبقى الشركة صحيحة
وال يخسر الشريك سوى قسمة عمله.
إن الحصص أو مقدمات الشركاء ال تصبح مملوكة للشركة النعدام الشخصية المعنوية
ّ
وعلى هذا ينظم اتفاق الشركاء مصير هذه الحصص ،وهي ثالث حاالت يتفق الشركاء على
1
واحدة منها وهي:
ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية بل يتعاملون معال يتعامل الدائن مع شركة المحاصة ّ
مديرها أو مع أحد شركائها ،ويكون للدائنين حق ارتهان عام على أموال المدير أو الشريك الذين
2
تعاملوا معه.
تنتهي شركة المحاصة بطرق اإلنقضاء العامة التي تنقضي بها الشركة بوجه عام ،فهي
تنقضي بانتها العمل الذي قامت به من أجله أو بهالك مالها أو باتفاق الشركاء على حلها وال
يجوز طلب حلها إال من القضاء إذا توفر سبب مشروع لذلك كسوء تفاهم مستحكم بين الشركاء
3
أو قيام الشركاء بمنافسة غير مشروعة لشركة أخرى.
وتنقضي شركة المحاصة أيضا بطرق افنقضاء الخاصة بشركات األشخاص نظ ار لتوافر
اإلعتبار الشخصي فيها ،فهي تنقضي بوفاة أحد الشركاء أو الحجر عليه أو انسحابه 4،وقد
وردت أحكام انقضاء الشركات بصفة عامة في المواد من 437إلى 442من القانون المدني
الجزائري.
ويتبين لنا م ن استقراء المواد المشار إليها آنفا أن إنقضاء الشركة يتم ب ـ ثالث ( )03طرق
وهي:
متى انقضت شركة المحاصة فإن ذلك ال يؤدي إلى التصفية ،وال محل لتعيين وصف لها،
1
ألنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية المالية وال بالذمة المالية المستقلة.
ّ
لكن تتم قسمتها عن طريق غجراء محاسبة بين الشركاء عن أعمال الشركة يتوالها الشركاء
بأنفسهم أو يوكلون خبي ار محاسبا أو حكما ألجل ذلك وعادة ما يتولى إجراء المحاسبة مدير
الشركة الذي يستند إلى المحاسبة التي نظمها أثناء قيام الشركة بأعمالها خاصة وأن من واجباته
2
تقديم الحساب إلى الشركاء.
كما ّأنه يوجد نوعين من التصفية :أوال -اإلختيارية والتي تكون بإتفاق الشركاء في العقد
التأسيسي ،ثانيا – اإلجبارية والتي تكون في حالة عدم وجود بند في العقد التأسيسي للشركة
يبين إجراءات التصفية وفي هذه الحالة تلجأ للقضاء.
أن سلطات المصفي تكون مقيدة ومحددة في ما يخص التصفية فقط من إستالم مع العلم ّ
الدفاتر للشركة واعداد قائمة الجرد والميزانية وبيع الموجودات لسداد الديون وتقسيم باقي األموال
على الشركاء ،وكل هذا يكون تحت رقابة الشركاء والدائنين والمراقبين.
اءا كانت شركة تضامن أو وبالرغم من أن أغلب الشركات تخضع لعملية التصفية سو ً
التوصية البسيطة أو التوصية باألسهم أو شركة مساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة
وكذلك الشركة القعلية ،إال ّأنه هناك إستثناء وراد عليها وهي شركة المحاصة والتي تكون فيها
مجرد تسوية الحسابات بين الشركاء لتحدد نصيب كل منهم في الربح والخسارة.
71
الفصل الثاني
ج ـ ـرائم الـ ـ ـمصفي ون ـهاية
التصفية
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
أما من خالل هذا الفصل والمعنون بجرائم المصفي ونهاية التصفية فنستعمق اكثر من
أن المصفي ليس مستبعدا من السرقة واإلختالس وخيانة األمانة وغيرها من الجرائم،
حيث ّ
والذي كان هذا أساس دراستنا لهذا الموضوع ،والذي قد نظم من خالل العديد من النصوص
القانونية والتي من بينها المواد 301و 302و 216و 219و 220من قانون العقوبات
الجزائري باإلضافة إلى المادتين 338و 339من القانون التجاري الجزائري.
ولدراسة أدق لهذا الجزء ومعرفة كيفية إنهاء التصفية من قفلها وقسمة موجوداتها ،تطرقنا
لتقسيم هذا الفصل إلى مبحثين:
أما المبحث الثاني :قد خصص لنهاية التصفية ،قصد معرفة اإلجراءات الختامية لها.
73
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
إن المصفي هو الشخص المسير لعملية التصفية كما ّأنه وكيل بأجر للشركة ،لذا يبذل في
ّ
إنجاز مهمته حرص الرجل المعتاد ،ويكون المصفي مسؤوال عن إهماله وأخطائه لذا فعليه
متعمدا أو غير متعمد.
ً اء كان
تعويض الضرر الذي قد يسببه تقصيره سو ً
أن السلوكات اإلجرامية المقيمة للمسؤولية الجزائرية للمصفي هي األفعال اإليجابية
كما ّ
المادية واإلمتناعات المجرمة والمنصوص عليها في القانون التجاري الجزائري ضمن مخالفات
التصفية ،مع اإلستعانة بقانون العقوبات الجزائري.
ولدراسة أفضل لهذا العنصر قمنا بتقسيم هذا المبحث لمطلبين؛ أولهما :يتحدث عن
أما الثاني :فهو مخصص للسلوكات اإلجرامية
السلوكات افجرامية للمصفي الماسة باألفرادّ ،
للمصفي الماسة بالذمة المالية للشركة.
اءا
سنتطرق من خالل هذا المطلب للعديد من الجرائم التي تمس بشكل خاص األفراد سو ً
كانوا الشركاء أو الغير وهذا ما سنفصل فيه من خالل التالي:
لقد تناول المشرع الجزائري الجرائم المتعلقة بالتصفية الماسة بحقوق الشركاء بنص المادة
838من القانون التجاري ،وبالمادة 839من نفس القانون.
وتهدف هذه النصوص إلى حماية حق الشركاء بداية من تمكينه من إطالع على مستندات
الشركة ووضعية الخصوم واألصول من خالل تقاريره بعد ستة أشهر من تعينه ومتابعتهم
عمليات التصفية ومنحهم الرخص الالزمة والتقارير السنوية وضمان حقهم في رقابته باإلطالع
على الحسابات السنوية في حالة إستمرار اإلستغالل إلى البث في الحساب النهائي وبالنتيجة
74
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
حقهم بإبداء رأيهم بتبرئة إدارته وذمته من توكيل واثباته إختتام التصفية وتتم حمايتهم بضمان
إيداع أموالهم حتى بعد قفل التصفية ،تحت رقابة مراقب الحسابات وتحت عين العدالة بوضع
1
حسابات التصفية بأمانة المحكمة وطلب المصادقة عليها من القضاء.
لقد جرم المشرع في القانون التجاري السلوكات التي تمس بحقوق الشركاء المحمية قانونا
والتي كان يجب على المصفي إتباع اإلجراءات المحددة بالقانون التجاري وربما هذه هي العلة
ألنه يمس بحقوق موضوعها نص على حمايته القانون
من ورودها التجريم بالقانون التجاري ّ
التجاري 2،وهي:
أوال :األفعال اإلجرامية لمصفي الشركة التجارية المنصوص عليها بالمادة 838من القانون
التجاري الجزائري المعدلة بالمرسوم :08-93
-1فعل عدم إستدعاء الشركاء عمدا في نهاية التصفية ألجل البحث في الحساب النهائي
وعلى إبراء ذمته واخالء ذمته من توكيله واثبات إختتام التصفية:
لقد سبق دراسة هذا إلت ازم قانوني في الفصل السابق واجبات المصفي ومن بينها المتعلقة
بمرحلة نهاية التصفية وهي القيام بالحساب النهائي وحصوله على إبراء ذمته واخالء ذمته
واختتامه عملية التصفية.
وبالرجوع إلى بعض تقارير الخبرة التي تجسد الجانب العملي ونص قانون اإلجراءات
أن إستدعاء
المدنية واإلدارية والجزاء المترتب على مخالفة المصفي هذا السلوك ،نتوصل إلى ّ
الشركاء إلزام من المشرع للمصفي في نهاية التصفية واجب إلزامي ،وبالتالي يجب أن يكون في
3
شكل رسمي أي بواسطة محضر تكليف بالحضور ووفقا لآلجال المنصوص عليها.
- 1حسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي ،دار هومة ،الطبعة األولى ،الجزائر ،2002 ،ص.102
- 2المرجع نفسه ،ص.102
- 3عزيز العكيلي ،مرجع سابق ،ص.74
75
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
-2عدم إيداع حساباته بكتابة المحكمة ولم يطلب من القضاء المصادقة عليها وهي الحالة
المنصوص عليها في المادة :744
ويقصد بذلك حالة ما إذا لم يتمكن جماعة الشركاء من اإلجتماع بعد إستدعاء الوكيل (المعين
بموجب أمر إستعجالي كما سبق بيانه) ،أو إذا إجتمعت الجمعية ورفضت التصديق على
الحسابات الختامية للمصفي آل إختصاص للقضاء لحلول محل جماعة الشركاء بتصديقه على
حسابات المصفي والحكم بإقفال التصفية وال يقرر القضاء التصديق من تلقاء نفسه ولكن يكون
إستجابة لطلب المصفي أو كل ذي مصلحة إذا تغيب دور الجمعية العامة للشركاء في إتخاذ
قرار المصادقة ،وفي سبيل ذلك تودع حسابات التصفية بقلم كتابة ضبط المحكمة الواقع في
الدائرة إختصاصها المقر الرئيسي للشركة وذلك حتى يتمكن كل من يهمه األمر من اإلطالع
عليها عمال بأحكام المادة 774من القانون التجاري إذ نصت على ّأنه ((إذا لم تتمكن
الجمعية المكلفة بإق فال التصفية المنصوص عليها في المادة السابقة 773أو رفضت
التصديق عن حسابات المصفي فإ ّنه يحكم بقرار قضائي بطلب من المصفي أوكل من يهمه
1
األمر)).
ولهذا الغرض يضع المصفي حساباته بكتابة المحكمة حيث يتمكن كل معني باألمر من ان
يطلع عليها ويحصل على نسخة منها على نفقته وتتولى المحكمة النظر في هذه الحسابات
2
وعند اإلقتضاء في إقفال التصفية حالة بذلك جمعية المشتركين أو المساهمين.
الحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة مالية من 20000دج إلى 200000دج أو
بإحدى هاتين العقوبتين.
-1لم يقم عمدا في الستة األشهر التي تعينه تقريرا عن وضعية األصول والخصوم وعن
متابعة عمليات التصفية دون أن يطلب الرخض الالزمة إلنهاء تلك العمليات.
توجب المادة 787من القانون التجاري على المصفي أن يعد تقري ار مفصال عن
أصول وخصوم الشركة وعن متابعة عمليات التصفية وما يلزم من الوقت للفراغ منها ،على أن
يعرض هذا التقرير على الجمعية العامة للشركاء في أجل أقصاه ستة أشهر من تاريخ تعيينه،
واذا تعذر على المصفي أن يقوم بذلك جاز لكل ذي مصلحة أن يطلب إستدعاء جمعية الشركة
على أن يقدم طلبه ذلك إلى هيئة الرقابة أو الوكيل الذي تعينه المحكمة حسب نوع الشركة،
وفي حالة إستحالة عقد الجمعية العامة للشركاء أو كونها إجتمعت ولم تخرج بأي قرار لجأ
المصفي إلى القضاء للحصول على األذون الالزمة إلستكمال عملية التصفية.
-2لم يضع عمدا في الثالثة األشهر التي تلي إختتام السنة المالية والجرد وحساب
اإلستغالل العام وحساب الخسائر واألرباح وتقريرا مكتوبا يتضمن بيان عمليات
التصفية للسنة المالية المنصرمة.
لم يعرف المشرع الجزائري القصد الجنائي على غرار غالبية التشريعات واكتفى بالنص
في الجرائم على العمد 1،وأمام صمت التشريعات إجتهد الفقه وانقسموا إلى فريقين:
-المذهب التقليدي ويمثله تورمان وقاروو قارصو عرفه نورمان normaneالقصد الجنائي
بأنه علم الجاني بأنه يقوم مختا ار بإرتكاب الفعل الموصوف جريمة في القانون وعلمه ّأنه بذلك
ّ
يخالف أوامره ونواهيه.
بأنه إراد الخروج على القانون بعمل أو إمتناع وهو إرادة اإلضرار بمصلحة
عرفه قارو ّ
2
يحميها القانون الذي يفترض العلم به عند الفاعل.
1
بأنه يقوم بعمل غير شرعي.
بأنه يتمثل في علم الجاني ّ
وعرفه قارسون ّ
أن القصد الجنائي كما عرفته المدرسة التقليدية هو إنصراف إرادة ومما سبق نستخلص ّ
أن التشريعات الحديثة
الجاني إلى إرتكاب الجريمة مع العلم بأركانها كما يتطلبه القانون ،غير ّ
بدأت تتجه نحو األخذ بالجهل بالقانون ،وهكذا نصت المادة 122فقرة 03من قانون
العقوبات الفرنسي الجديد على إنتفاء المسؤولية الجزائية في حالة ما إذا أثبتت ّأنه تصرف إثر
غلط في القانون وليس في وسعه تجنبه.
أن المادة 60من الدستور الجزائري التي تنص(( :ال يعذر بجهل القانون))، والمؤكد ّ
ويترتب عنها قيام قرينة العلم بالقانون على عاتق العامة ،وبالتالي ليس من غير الضروري
أن له إرادة إرتكاب الفعل ويقع إثبات النية على
أن الجاني يعلم بالقانون بل يكفي إثبات ّ
إثبات ّ
بأن الركن المعنوي يمكن إستخالصه في بعض أن القضاء يقر ّعاتق النيابة العامة ،غير ّ
الجرائم من مجرد معاينة الركن المادي ومثال ذلك الجرائم الجمركية وجنح الشيكات.
وقد إعتبر القضاء الفرنسيّ ،أنه ليس في ذلك خرق لقرينة البراءة ما دام لصاحب الشأن
تقديم الدليل العكسي.
بين المذهب التقليدي والواقعي ،إختار المشرع الجزائري المذهب التقليدي ،على غرار
2
المشرع الفرنسي ،حيث الفصل بين النية والباعث سواء فيما يتعلق بالجريمة أو قمعها.
-3لم يمكن الشركاء من القيام خالل مدة التصفية من ممارسة حقهم في اإلطالع على
المستندات حسب نفس الشروط المنوه عنها سابقا منح المشرع لشركاء بصريح نص
المادة 790من القانون التجاري حق اإلطالع على وثائق الشركة بنصه (يجوز
للشركاء اثناء التصفية أن يطلعوا على وشائق الشركة بنفس الشروط التي سبق ذكرها
من قبل).
وبتحريم هذا السلوك ،يكرس حماية ألهم حق للشركاء وهو حق اإلطالع إذا ال يمكنهم
1
ممارسة حقوق أخرى دون أن يكونوا على دراية بوضعية الشركة المالية واإلدارية والقانونية.
وتقوم هذه ا لجريمة بمجرد توفر الراكن المادي لهذه الجريمة وهو السلوك السلبي بعدم
تمكين الشركاء من حقهم في اإلطالع على وثائق الشركة وال يشترط فيه الركن المعنوي النية
ألنها مفترضة قانونا.
ّ
إن تمكين الشركاء من ممارسة حقهم يمكنهم من معرفة عمليات التي أجراها المصفي أثناء
ّ
التصفية من تمثيل الشركة والسلطات التي مارسها من بيع ألصول وتسديد لديون أو توزيع
لرصيد باقي.
-4لم يستدعي الشركاء على األقل مرة واحدة في السنة الشركاء ليطلعهم على الحسابات
السنوية في حالة إستمرار اإلستغالل.
يضبط المصفي حسابات الشركة بالنسة المالية ،بدءا بالسنة األولى للنشاط فيقوم بالجرد
الخاص بها وحساب اإلستثمار العام خاللها وحساب الخسائر واألرباح التي عرفتها الشركة
ثم يقوم بنفس
ثم يقوم بقفل الحساب الخاص بهذه السنة ّ خالل السنة األولى من نشاطهاّ ،
العملية الخاصة بكل سنة مالية نشطت خاللها الشركة إلى السنة الخيرة التي إنقضت فيها ثم
يقوم بوضع حساب مالي شامل في ظرق ثالثة أشهر من قفل السنة المالية المنصرمة (األخيرة)
ويحرر تقري ار لذلك على أن يستدعي جمعية الشركاء طبقا للترتيبات المنصوص عليها في
- 1ليلى غربي ،تصفية شركات األشخاص في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر ،جامعة محمد بوضياف ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،تخصص :قانون أعمال ،المسيلة2017/2016 ،م ،ص.41
79
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
القانون األساسي ،ويكون ذلك مرة في السنة على األقل وفي أجل أقصاه ستة أشهر من قفل
1
الحسابات للسنة المالية المنصرمة.
نصت المادة 792من القانون التجاري ّأنه(( :في حالة إستمرار إستغالل الشركة ،يتعين
على المصفي إستدعاء جمعية الشركاء حسب الشروط المنصوص عليها في المادة ،789
واال جاز لكل من يهمه األمر أن يطلب اإلستدعاء سواء بواسطة مندوبي الحسابات أو هيئة
المراقبة أو من وكيل معين بقرار قضائي)).
وبالرجوع إلى المادة 789من القانون التجاري تنص(( :يضع المصفي في ظرف ثالثة
أشهر من قفل كل سنة مالية الجرد حساب النتائج وتقريرا مكتوبا يتضمن حساب عمليات
التصفية خالل السنة المالية المنصرمة)).
عند قفل كل سنة مالية يوضع جرد بمختلف عناصر األصول والديون الموجودة بذلك التاريخ
ويضعون أيضا حساب النتائج والميزانية يضعون تقري ار مكتوبا عن حالة الشركة ونشاطها أثناء
السنة المالية المنصرمة .توضع المستندات المشار إليها في هذه المادة تحت تصرف مندوبي
3
الحسابات خالل أربعة أشهر على األكثر التالية لقفل السنة المالية.
إن األصل العام أن الشركة في حاالت التصفية ال تمارس أي نشاط تجاري ،واإلستثناء في
ّ
حالة النشاطات فالشركة السارية المفعول أو القيام بنشاطات جديدة الضرورية من أجل
التصفية 1،فهنا يجب على المصفي الحصول على ترخيص من الشركاء أو قرار قضائي حسب
طريقة تعيينه وهذا ما نصت عليه المادة 788فقرة 03من القانون التجاري(( :وحصول
المصفي على تراخيص الزمة من أجل القيام بالنشاكات التجارية الجارية أو الضرورية من
أجل التصفية:
في حالة التصفية اإلتفاقية :الترخيص يكون محددا بالقانون األساسي أو بقرار تعيين
المصفي إستمرار األعمال الجارية للشركة أو األعمال الجديدة من اجل التصفية يجب
الترخيص الصريح من الجمعية حسب الشروط األغلبية الجمعية الغير العادية المقررة.
أما في حالة تعيين المصفي بقرار قضائي :الترخيص يكون من القاضي الفاصل في
ّ
الطلب)).
-5إستمرار المصفي في ممارسة وظائفه بعد إنتهاء توكيله دون أن يطلب التجديد:
إن المشرع أراد تحديد مدة التصفية وذلك لتفادي تجاوزات المصفين في تمديد أمدها ّ
بحجة عدم إتمام إجراءاتها وقيد عهدة المصفي بالقانون التجاري بالمادة 785فقرة 01ب ـ ثالث
( )03سنوات بنص آمر.
أما في حالة التصفية األتفاقية يمكن للشركة في قانونها األساسي تحديد مدة من أجلّ
مباشرة إجراءات التصفية.
وتتمثل سلطات المصفي في جرد موجودات الشركة إستيالمها والمحافظة على أموال
الشركة وحقوقها وتمثيلها أمام القضاء وتحصيل ديونها وبيع موجوداتها ووفاء بديونها ،إضافة
لوجبات المصفي التي تشمل متابعة إجراءات النشر واستيالم حسابات المديرين وأعضاء مجلس
اإلدارة وارتباطه بمدة التصفية والتزامه بتقديم حساب دوري عن أعمال التصفية وتقديمه حسابا
2
ختاميا واعالنه عن إنتهاء عمليات التصفية واقفالها.
وفي حالة إنتهاء المدة دون غنتهاء من عمليات التصفية هناك إمكانية طلب تجديدها ولكن
1
هنا على المصفي تحديد األسباب التي منعته من قفل التصفية خالل المدة المشار إليها سابقا،
طبقا لنص المادة 785فقرة 03من القانون التجاري(( :ويتم التجديد من طرف:
سواء من رئيس القسم التجاري بالمحكمة إذا كان تعين المصفي قد تم بواسطة قرار
قضائي المادة 785فقرة ( )01من القانون التجاري.
سواء من طرف رئيس المحكمة الفاصل في طلب التصفية إذا لم تتمكن الجمعية
الشركاء من اإلجتماع المادة 785فقرة ( )02من القانون التجاري)).
2
وتنتهي مهام المصفي:
.2بإنتهاء المدة المحددة لتصفية سواء المحددة بنص القانون أو المحددة بالقانون األساسي.
.3إستقالة المصفي.
.4موت المصفي.
.5عزل المصفي من طرف السلطة التي قامت بتعينه أو من القاضي عند فصله في
عريضة طلب المرفوعة إليه والمنصوص عليها بنص المادة 786من القانون التجاري.
وا ّن إستمرار ممارسة المصفي مهامه بعد إنتهاء مدة التصفية المحددة بالقانون األساسي،
وفي حالة عدم تحديدها بانتهاء المدة المحددة بنص قانوني وهي ثالث سنوات أو بعد عزله أو
3
إستقالته تعد جريمة لعدم شرعية هذه الممارسات وانعدام الصفة التي تخوله ذلك.
وهذا يعد مساسا بحقوق ويشكل خط ار على حقوق الشركاء والدائنين لذا قام المشرع بعقاب
كل من يتجاوز شرط مدة العهدة.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (تصفية الشركات وقسمتها) ،مرجع سابق ،ص ص.113 – 106
- 2المرجع نفسه ،ص.106
- 3رابحي كنزة وترو السعيد كنزة ،مرجع سابق ،ص.50
82
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
إن طبيعة العالقة بين الشركاء والمصفي هي عقد الوكالة ،وهي مححدة المدة.
ّ
ولقد حدد المشرع في المادة 785من القانون التجاري مدة عقد الوكالة بنصه(( :ال يجوز
أن تتجاوز مدة وكالة المصفي ثالث أعوام ،يير أ ّنه يمكن تجديدها من طرف الشركاء أو
رئيس المحكمة بحسب ما إذا كان المصفي قد عين من طرف الشركاء أو بقرار قضائي.
إذا لم يكن باإلمكان إنعقاد جميعة الشركاء بصفة قانونية ،حددت الوكالة بقرار قضائي بناء
على طلب المصفي يجب على المصفي عند طلب التجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالت
دون إقفال التصفية والتدابير التي ينوي إتخاذها واآلجال التي يقتضيها إتمام التصفية)).
فإن مدة الوكالة كأجل أقصى هي ثالث اعوام ،قابلة للتجديد من طرف الشركاء أو
وبالتالي ّ
1
رئيس المحكمة بحسب ما إذا كان المصفي عين من طرف الشركاء أو بقرار قضائي.
واذا كان تعينه تم بقرار قضائي يكون التجديد بناء على طلب المصفي إذا لم يكن باإلمكان
إنعقاد الجمعية العامة للشركاء ،يجب على المصفي عند طلب تجديدها وجوبا ذكر األسباب
التي منعته من إقفال التصفية وما هي اإلجراءات التي ينوي القيام بها واآلجال الالزمة التي
2
يقتضيها إتمام التصفية.
ولقد جرم المشرع الجزائري فعل المصفي بإستمرار في أداء مهامه بصفة غير قانونية بعد
إنتهاء مدة عقد وكالته المذكور ودون طلبه تجديدها ،دون أن يشترط تحقق نتيجة معينة.
ألنه بذلك يكون منعدم الصفة إلنقضاء عقد الوكالة بإنتهاء مدتها القانونية ،وبالتالي يكون ّ
3
اإلستمرار في وظيفته بعد غنتهاء عقد الوكالة ،جريمة يعاقبه عليها القانون.
وبالقمارنة مع باقي الجرائم التي إشترط فيها المشرع صفة الجاني وهي ان يكون مصفيا فإن
إنتفاء صفته كمصفي في هذه الجريمة ال تمكنه من التملص من العقاب ،فيعاقب بناء على
4
إنعدام صفته.
ولكن يثور التساؤل في إمكانية طعن اصحاب الصفة والمصلحة في األعمال التي قام بها
المصفي؟
طبقا للمبادئ القانون العام فإن ما بني على بطال فهو على باطل ،وبالتالي تكون األعمال
التي قام بها المصفي دون حيازته على األهلية القانونية للقيم بسلطات المصفي باطلة بطالنا
مطلقا ولكل من تتوفر فيه الصفة والمصلحة طلب إبطالها أمام القضاء التجاري.
وال يشترط لقيام هذا الجرم توفر الركن المعنوي ،بل يكفي قيام الركن المادي وهو علم
المصفي ،بإنتهاء عقد الوكاية واتجاه إرادته لممارسة وظيفة المصفي ،فالركن المعنوي في هذه
الحالة مفترض ،بالتالي يمكن لكل من الشركاء والدائنين إحتجاج ببطالن األعمال تصفية لعدم
1
شرعية السلطة التي صدرت منها.
-6لم يودع في حساب جار لدى البنك بإسم الشركة التي تجري تصفيتها في أجل 15
إبتداء من قرار توزيع األموال المخصصة لتوزيعها بين الشركاء والدائنين ولم
ً يوم
يودع بمصلحة الودائع واألمانات في أجل سنة واحدة إبتداء من إختتام التصفية
والموال المخصصة لتوزيعها بين الشركاء والدائنين والتي يم يسبق أن طلبوها.
لقد منح المشرع الجزائري على غرار باقي التشريعات ،الشخصية المعنوية للشركة
التجارية التي تخضع لتصفية إلحتياجات التصفية المادة 766من القانون التجاري ،ومنحها
نفس اآلثار التي تتمتع بها الشركات التجارية الناشطة ومن بينها اإلسم والمقر وألهلية التقاضي
والذمة المالية المستقلة عن مؤسسيها من الشركاء.
في نهاية التصفية يصدر المصفي قرار توزيع األموال ،المخصص توزيعها بين الشركاء
والدائنين الذي يستوجب تنفيذه ،ومن أجل الحفاظ على حقوق الشركاء والدائنين ،أوجب المشرع
على المصفي إيداعها بحساب جار لدى البنك بإسم الشركة ،في أجل 15يوم إبتداء من
2
صدور هذا القرار.
ويجب أيضا على المصفي أن يودع بمصلحة الودائع واألمانات في أجل سنة واحدة إبتداء
من إختتام التصفية األموال المخصصة لتوزيعها بين الشركاء والدائنين والتي لم يسبق أن
طلبوها.
بعد أن يقوم المصفي ببيع األصول وتسديد الديون ،عندما تحصل أموال خالل التصفية يقوم
المصفي بتوزيع الرصيد الباقي ويقرر المصفي إذا كان ينبغي توزيع األموال التي أصبحت قابلة
للتصرف فيها أثناء التصفية وذلك دون اإلخالل بحقوق الدائنين يجوز لكل معني باألمر أن
يطلب من القضاء الحكم بوجوب التوزيع األموال أثناء التصفية وذلك بعد إنذار من المصفي
وباق بدون جدوى.
فينشر قرار التوزيع المتعلق باألصول في جريدة اإلعالنات القانونية التي تم فيها النشر
المنصوص عليه في المادة 767من القانون التجاري ((ويبلغ قرار التوزيع إلى الشركاء على
اإلنفراد)) وتنص المادة 795من القانون التجاري(( :تودع المبالغ المخصصة لتوزيع بين
الشركاء والدائنين في أجل 15يوم إبتداء من قرار التوزيع في البنك بإسم الشركة الموضوعة
تحت التصفية ويجوز سحب المبالغ بمجرد توقيع مصف واحد وتحت مسؤوليته)).
1
تقوم الجريمة في ركنها المادي كالتالي:
.1إذا توفرت صورة اإلمتناع المصفي عن اإليداع في حساب جار لدى البنك بإسم الشركة
التي تجري تصفيتها في أجل 15يوما إبتداء من يوم صدور قرار التوزيع.
.2أن يتعلق األمر باألموال المخصصة لتوزيعها بين الدائنين والشركاء والتي لم يسبق لهم
أن طلبوها.
-الركن المعنوي :لقد إشترط المشرع لقيام هذه الجريمة توفر القصد العام لدى المصفي ،بعد
إيداع األموال المخصصة لتوزيع بق ارر ،بحساب الشركة ،دون إشتراطه تحقق غاية معينة،
كقصد خاص او باعث ،فتقوم الجريمة بمجرد عدم اإليداع األموال.
- 1كالم أمينة ،المسؤولية الجزائية لمصفي الشركة التجارية ،مذكرة ماستر ،تخصص قانون أعمال ،كلية الحقوق ،جامعة
وهران محمد بن احمد ،الجزائر ،2015/2014 ،ص.82
85
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
واتجه القضاء الفرنسي إلى غفتراض توفر الركن المعنوي في تطبيقاته فليس على النيابة
العامة إال أن تثبت توفر الركن المادي للجريمة.
-العقوبة المقررة :نفس لعقوبة المقررة بالمادة السابقة أي الحبس من شهرين إلى ستة أشهر
وبغرامة مالية من 20000إلى 200000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين وهي تأخذ وصف
الجنحة طبقا لمفهوم المادة 05من قانون العقوبات وتطبق عليه نفس األحكام السابق ذكرها.
أن الشركة
إن الرشكة عند التصفية تتمتع بصفات وحقوق مثلها مثل الشركة القائمة غير ّ ّ
محل التصفية يعتبر قيامها لغرض وحيد هو إتمام افجراءات التي تقتضيها التصفية وما دامت
تقوم ببعض التصرفات فلها الحق في التكتم عن أعمالها وحفظ أسرارها ،وا ّن هذه الصالحية أو
الواجب يقع على الممثل القانوني الذي هو في هذه الحالة المصفي ،وعلى كافة العاملين معه،
1
كل في إختصاصه.
وان إخالله بهذا الواجب القانوني يعد جريمة يعاقب عليها القانون وطبعا يستثنى من الواجب
عدم إفضاء الشر المهني التصريح لدة مجلس النقد والقرض حيث ال يمكن اإلحتجاج أمامه،
2
بعد إفشاء األسرار المهنية.
-1أركان الجريمة:
لتقوم هذه الجريمة يجب توافر ثالثة أركان :صفة المؤتمن على السر ،إفشاء السر،
والقصد الجنائي:
إن الشخص المؤتمن على السر ليس هو ذلك الشخص الذي أوكل له القيام بمهام داخل
كيان ال شركة بموجب مهنته أو وظيفته سواء كانت دائمة أو مؤقتة ،ومهنة المصفي
تتطلب السرية في محلها ،حيث يصعب القول بإلزامية حفظ السر المهني في كل
1
األحوال واّنما يتم توضيح ذلك في كل قانون خاص بالمهنة.
إن تحديد مفهوم السر المهني هو مسألة نسبية تقديرية تختلف بإختالف الظروف وما
سر في ظروف معينة ال يعتبر س ار في ظروف أخرى ،ويكون في حكم السر كل يعتبر ًا
سر ولو لم يشترط كتمانه صراحة.
أمر وجب كتمانهن ومن جهة أخرى قد يعتبر األمر ًا
وال يشترط أن يكون إفضاء السر كامال بل يكفي جزء منه ،كما ال يشترط أن يكون
2
اإلفشاء بل يكفي أن يكون لشخص واحد.
جريمة إفشاء السر المهني هي من الجرائم العمدية ،فهي ال تقوم إال إذا تعمد الفاعل
اإلفشاء عن علم وارادة وادراك صحيح ،وبذلك ال تقوم الجريمة ،إذا حصل إفشاء عن
إهمال وعدم إحتياط ،ويعتبر القانون هذا الفعل (إفشاء السر) فعال مشينا ،ولذلك ال
3
يشترط توافر قصد خاص ،بل يعاقب على هذا الفعل المشين.
يأتي العقاب على هذه الجريمة بتسليط عقوبات أصلية وأخرى تكميلية ،فأما األصلية
فجاءت في نص المادتين 301و 302حيث ذكرت المادة 301الفقرة 01من قانون
بأنه(( :يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 500إلى العقوبات الجزائري ّ
5000دج الطباء والجراحون والصيادلة والقابالت وجميع األشخاص المؤتمنين بحكم الواقع
أو المهنة أو الوظيفة الدائمة أو المؤقتة على أسرار أدلى بها إليهم وأفشوها في يير
الحاالت التي يوجب عليهم فيها القانون إفشاءها ويصرح لهم بذلك)).
بأنه:
وتفرد المادة 302الفقرتين 01و 02من قانون العقوبات الجزائري ّ
(( كل من يعمل بأية صفة كانت في مؤسسة وأدلى أو شرع في اإلدالء إلى أجانب أو إلى
جزائريين يقيمون في بالد أجنبية بأسرار المؤسسة التي يعمل فيها دون ان يكون مخوال له
يعاقب بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 500إلى 10000دينار.
واذا أدلى بهذه األسرار إلى جزائريين يقيمون في الجزائر فتكون العقوبة الحبس من ثالثة
أشهر إلى سنتين وبغرامة من 500إلى 1500دينار)).
لقد اوجب المشرع على المصفي فضال عن ذلك فتح حساب ينكي بإسم الشركة إليداعها
في حالة عدم طلبا تودع األموال المخصصة توزيعها بين الشركاء والدائنين بقرار.
إن تصفية الشركة تقلص من القدرة القانونية لشركة وتقيد من سلطات الجمعية العامة ّ
لشركاء أو الم ساهمين فال يمكنهم إتخاذ إال الق اررات المتعلقة بحل الشركة ،فإستمرار الشركة
1
الهدف منه حلها وال يمكن تحويل الشركة وال يمكنها ممارسة أي نشاط جديد.
وعدم إيداع بالسجل التجاري القرار الحل وذلك خالل شهر من تعينه تعد المخالفة نصت
عليها المادة 883فقرة 01من المرسوم 08 – 93المعدل للقانون التجاري والغرض من ذلك
حماية الغير المتعامل معه حسن النية.
أوال :عدم نشر أمر تعين مصفي بالجريدة الخاصة لقبول اإلعالنات القانونية بالوالية
إعتبر المشرع عدم نشر امر تعين المصفي بالجريدة الخاصة لقبول اإلعالنات القانونية
جريمة معاقب عليها قانونا والهدف من هذا التجريم هو إلزام وحث المصفي تحت تهديد عقوبة
بأنها في حالة تصفية وتحديد هوية المناط بتصفيتها،
جزائية على إعالم الغير بوضعية الشركة ّ
قصد حماية اإلئتمان التجاري وتنمية التجارة والحفاظ على السرعة في المعامالت التجارية ،ألن
2
الوقت هو عبارة عن مال بالنسبة لتاجر.
أن اإلعالن في المواد التجارية وجوبي ومضبوط بآليات قانونية وكل تخلف أو إهمال
حيث ّ
في ذلك يكون ،في غير صالح الشركاء وأيضا ،يترتب عليه أثر هام ،إذ ال يمكن للشركاء أن
يحتجوا بالواقعة محل اإلعالن قبل الغير ،مما يمس بحقوقهم ويضعهم في وضعية لم يكونوا
1
سببا مباش ار فيها.
وعليه فالمادة 767من القانون التجاري تنص على ّأنه(( :ينشر أمر تعيين المصفين
مهما كان شكله في أجل شهر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضال عن ذلك في
جريدة باإلعالنات القانونية للوالية التي يوجد بها مقر الشركة.
لقد كرست الماد 767صراحة نموذج النشر عن طريق تحديد البيانات .ويتضمن هذا األمر
البيانات اآلتية:
سبب التصفية.
.1تعيين المكان الذي توجه إليه المراسالت والمكان الخاص بالعقد والوثائق المتعلقة
بالتصفية.
.2المحكمة التي يتم في كتابتها إيداع العقود واألوراق المتصلة بالتصفية بملحق السجل
التجاري وتبلغ نفس البيانات بواسطة رسالة عادية إلى عدم المساهمين بطلب من
المصفين)).
وكذلك يجب تحديد مقر الشركة المنحلة في كل المراسالت والعقود والوثائق الصادرة من
الشركة.
وهذه البيانات تحدد بدقة ،ووضوح المعلومات األساسية المعرفة بالشركة التي هي في إطار
1
تصفية ،لحماية الغير المتعامل معها وللحفاظ على اإلئتمان التجاري.
ولقد رتب المشرع آثار قانونية على عدم إحترام هذا اإلجراء بنصه بالمادة 766فقرة :03
((وال ينتج حل الشركة آثاره على الغير إال إبتداء من اليوم الذي تنشر فيه في السجل
التجاري)) ،وبالتالي الجزاء القانوني هو عدم حجية حل الشركة على الغير وعدم نفاذه في حق
2
الغير إن لم يتم إحترام إجراء النشر من المصفي.
ولقد أوجبت المادة 768من القانون التجاري القيام بإجراءات النشر على المصفي أثناء
التصفية – بإعتباره الممثل القانوني للشركة – وتحت مسؤولية (المدنية والجزائية) التي تقع على
3
الممثلين القانونيين للشركة وخاصة فيما يتعلق بكل قرار يؤدي إلى تعديل البيانات المنشورة.
-العقوبة المترتبة:
الحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة مالية من 20000دج إلى 200000دج أو
بإحدى هاتين العقوبتين.
أن المشرع الجزائري فرض عقوبات ضئيلة ال تتناسب مع سياسة الزجر المهنينالحظ ّ
مهترف في الحسابات والعقاب بالنظر لجسامة هذه األفعال وحجم األضرار التي تلحقها
بالضحايا سواء كانوا شركاء أو الغير أو الدائنين سواء تعلق األمر بهضم حقوقهم الشخصية أو
سلب أموالهم ،التي قد تكون تساوي ماليير أو تحطم اإلئتمان في عالم التجارة واألعمال
وتخوف المستثمرين الوطنيين واألجانب من اإلستثمار عند دراستهم لمشاريعهم.
وهذا ما ينقص من فعالية تجريم في نطاق قانون األعمال الذي يحمي األموال والشركات
1
والتجارة الوطنية.
يقصد بالمحررات التجارية تلك التي تتم بين الفراد لتأكيد أو إثبات واقعة محددة بشأن عمل
تجاري كالسندات التجارية والرهون التجارية والشيكات والعقود التجارية وغيرها ،ويقصد اللتزوير
اء بالقول أو بالفعل أو بالكتابة ،وتزوير المحررات هو كل ما يطلق على كل
تزييف الحقيقة سو ً
2
تغيير في الحقيقة يمس المحررات التجارية.
.1أركان الجريمة
للجريمة ثالثة أركان اساسية :ركن مادي ،وآخر معنوي ،وركن إشتراط الضرر.
ويتمثل في تغيير حقيقة المحرر التجاري بأحد الطرق المذكورة في المادة 216من قانون
العقوبات وهي:
إضافة أو إسقاط أو تزييف الشروط و الق اررات أو الوقائع التي أعدت هذه المحررات
لتلقيها أو إثباتها.
أن جريمة تزوير المحررات تعتبر من الجرائم العمدية يتمثل في القصد الجنائي ،حيث ّ
أما القصد الجنائي الخاص فيتمثل في قصدا جنائيا عاما (العلم واإلرادة) ،و ّ
ً التي تتطلب لقيامها
1
إنصراف نية الجاني إلى إستعمال المحرر فيما زور من أجله.
إن تزييف حقيقة الوثيقة أو المحرر بقصد اإلضرار بالدائنين ال يكفيان لتوقيع العقاب
بجريمة تزوير المحررات ،واّنما يجب أن يقع ضرر يصيب الغير ،ويكفي أن يكون الضرر
محتمل الوقوع ويمكن أن يكون ماديا أو معنويا ،واحداث الضرر من عدمه هو أمر مرهون
بوقت تحرير العقد المزور ،بغض النظر عما يط أر من ظروف قد تجعل الضرر أمر غير
2
محتمل الوقوع.
فإنه:
طبقا لنص المادة 219الفقرتين 01و 02من قانون العقوبات الجزائري ّ
((كل من ارتكب تزوير بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 216في المحررات
التجارية أو المصرفية أو شرع في ذلك يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة
من 500إلى 20000دينار.
ويجوز عالوة على ذلك أن يحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق
الواردة في المادة 14وبالمنع من اإلقامة من سنة إلى خمس سنوات على األكثر)).
فإنه يمكن أن تضاعف له أن المصفي يعتبر ممثال للشركة وهو بمثابة المديرّ ،
وبما ّ
العقوبة بحدها األقصى 1إعماال لنص المادة 219الفقرة 03من قانون العقوبات الجزائري
بأنه(( :ويجوز أن يضاعف الحد األقصى للعقوبة المنصوص عليها في الفقرة األولى
القائلة ّ
واذا كان مرتكب الجريمة أحد رجال المصارف أو مدير الشركة وعلى العموم أحد األشخاص
الذي يلجأون إلى الجمهور بقصد إصدار أسهم أو سندات أو أذونات أو حصص أو أية
سندات كانت سواء لشركة او مشروع تجاري أو صناعي)).
فإن نفس العقوبات تسلط على مستعمل المحرر الذي يعلم ّأنه مزور أو
واضافة إلى ذلك ّ
شرع في ذلك 2وفقا لنصوص المواد 219و 220من قانون العقوبات الجزائري.
سنتطرق من خالل هذا المطلب لدراسة مجموعة من الجرائم التي يقوم بها المصفي والتي
تمس بالذمة المالية للشركة والتي هي كما يلي:
بأنه عام ال يخلو من الداللة ،فهو ال يخص فرد أو جهة أو نظاما ،وانما ملك
وصف المال ّ
للمجتمع بأسره ،تنوب عنه الدولة ممثلة في مختلف أجهزتها في إدارة هذه األموال بما يحقق
النفع العام ،فت صبح األموال العامة إذن أحد وسائل الدولة في تشغيل وتسيير مرافقها العامة،
بوما كانت هذه المرافق موكلة ألفراد ،فمن الضروري أن ينظم القانون عالقة هؤالء األفراد
1
باألموال الموضوعة تحت إدارتهم وتصرفهم.
ال تقع ج ريمة اإلختالس إال من موظف عام أو شبيه بالموظف بإعتباره مسي ار حسب ما
نصت عليه المادة 119مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي ذكرت القاضي والشبيه
بالموظفن وسلك المشرع في تحديد الموظف العام مسلكه في تحديد المال العام ،وهذا أمر
طبيعي لما بين الفكرتين من إرتباط وثيق ،ولهذا فقد شمل هذا الركن المفترض لهذه الجريمة كل
شخص يتمتع ولو بنصيب من افختصاص في خدمة الدولة أو أي مرفق عام وله الحق بهذه
الصفة أن يتسلم أمواال أو أشياء تحفظ لديه وبحوزته.
فهو كل شخص تحت أي تسمية وفي نطاق أي غجراء يتولى ولو مؤقتا وظيفة أو وكالة
بأ جر أو بدون أجر ،ويسهم بهذه الصفة في خدمة الدولة أو الجماعات المحلية أو الهيئات
الخاضعة للقانون العام او المؤسسات اإلقتصادية العمومية أو أي هيئة خاضعة للقانون الخاص
2
تتعهد بإدارة مرفق عام.
يتمثل الركن المادي المكون لهذه الجريمة في إختالس أو سرقة أو تبديد أو حجز بدون وجه
حق امواال عامة أو أشياء سلمت لممثل الشركة (المصفي) بموجب وظيفته ،حيث يتخذ الركن
المادي في هذه الجريمة عدة مظاهر وهي :اإلختالس ،التبديد ،الحجز بدون وجه حق،
والسرقة.
- 1سليمان عبد المعنم ،قانون العقوبات الخاص (الجرائم الماسة بالمصلحة العامة) ،الجامعة الجديدة للنشر ،د ب ن،
،1993ص.332
- 2عبد اهلل سليمان ،مرجع سابق ،ص.74
94
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
وحاول المشرع من خالل تحديد هذه المظاهر ان يجمع كل الصور التي يمكن بواسطتها
1
اإلعتداد على المال الموكل للموظف أو الممثل القانوني المكلف بحفظه ورعايته.
وهذه األركان الثالثة يمكن أن تتوافر في حالة تصفية الشركة التجارية ،حيث يمكن للمصفي أن
2
يضع يده على أموال الشركة وأن يتصرف فيها حسب ما يراه مالئما لتحقيق أغراض التصفية.
كما يمكن له أن يميل عن واجباته ليرتكب جرم إختالس اموال الشركة تحت التصفية ،بأن
يحول األموال الموضوعة تحت تصرفه إلى مصالحه الخاصة ،أو أن يقوم بتملكها أو تبديدها،
وبالتالي تتكون جريمة اإلختالس المعاقب عليها في القانون ضد مصفي الشركة بصفته ممثال
أو وكيال بأجرة 3،مثلما نصت عليه المادة 119مكرر من قانون العقوبات الجزائري.
يقوم ا لركن المعنوي في هذه الجريمة على توفر القصد الجنائي ،فهي جريمة عمدية في كل
أن هذا المال
بأنه يختلس ماال مملواكا لغيره ،و ّ
صورها ،فيشترط لقيامها أن يكون الجاني عالما ّ
موجود في حيازته بسبب وظيفته ،فال يقع اإلختالس بإهمال ولو كان جسيما.
ويكفي لتحقيق الركن المعن وي في صورة إحتجاز المال بدون وجه حق توفر القصد العام،
4
بينما يجب توفر القصد الخاص في صورة اإلختالس أو التبديد أو السرقة.
فإذا غاب القصد الخاص من الجاني في نية التملك فال تقوم جريمة اإلختالس أو التبديد أو
السرقة ،ومن ذلك اإلستيالء على المال بمجرد إستعماله ثم إرجاعه ،وبذلك يكون الشروع في
1
هذه الجريمة غير متصور ،فالجريمة إما أن تقع كاملة واما أن ال تقع.
لقد تدرج المشرع في تحديد العقوبة حسب قيمة المال موضوع الجريمة حيث تكون إما
2
جناية أو جنحة حسب قيمة األموال المختلسة أو المبدلة أو المتحتجزة أو المسروقة.
بحيث تكون عقوبة عن جنحة إذا كانت قيمة المال محل الجريمة أقل
من5000 000دج ،وتكون جنائية إذا ما عدلت ذلك أو تجاوزته.
تكون الجريمة جنحة إذا كانت قيمة األشياء محل الجريمة أقل من 5000000دج.
وتكون العقوبة على النحو التالي:
الحبس من سنة إلى خمس سنوات إذا كانت قيمة محل الجريمة أقل من
1000000دج.
الحبس من سنة إلى عشر سنوات إذا كانت هذه القيمة تعادل أو تفوق
1000000دج وتقل عن 5000000دج.
تكون الجريمة جناية إذا كانت قيمة األشياء محل الجريمة تعادل أو تفوق
5000000دج وتقل عن 10 000 000دج.
وتضاف إلى هذه العقوبات األصلية عقوبات تكميلية جابت بموجب القانون رقم – 90
15المؤرخ في 1990/07/14المعدل والمتمم لقانون العقوبات والتي تمثلت في مصادرة
األشياء التي أستعملت في تنفيذ الجريمة ،وكذلك الهبات أو المنافع األخرى التي استعملت
لمكافأة مرتكب الجريمة ،كل ذلك مع اإلحتفاظ بحقوق الغير حسني النية 1،وهو ما أكدته المادة
15مكرر من قانون العقوبات.
2
وأضيفت إلى هذه العقوبات عقوبات أخرى بموجب قانون الوقاية من الفساد ومكافحته؛
حيث جاء في مادته 41على ّأنه(( :يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات بغرامة
من 50000دج إلى 500 000دج ،كل شخص يدير كيانا تابعا للقطاع الخاص ،أو يعمل
فيه بأية صفة أثناء مزاولة نشاط إقتصادي أو مالي أو تجاري ،تعمد إختالس أية ممتلكات أو
أموال أو أوراق مالية خصوصية أو أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليه بحكم مهامه)).
نكون أمام جريمة خيانة األمانة عندما يقع فعل بدل على أن الشخص األمين على المال
أعتبر هذا المال المؤتمن عليه ملكا خالصا له ،يتصرف فيه كيفما يشاء وكما يحق للمال ذلك،
بناءا على عقد
بأنها إستيالء شخص على منقول ً وعلى هذا األساس تم تعريف هذه الجريمة ّ
مما حدد ه القانون ،عن طريق خيانة الثقة التي أودعت فيه بمقتضى هذا العقد ،وذلك بتحويل
3
صفته من حائز لحساب مالكه إلى مودع لملكيته.
تقوم جريمة خيانة األمانة التي هي من بين جرائم األموال على جانب مفترض وهو وجود
مال منقول سلم إلى الجاني على سبيل األمانة ،وتقوم على ركن مادي وهو تبديد المال أو
4
إختالسه ،وأما الركن المعنوي فيتمثل في القصد الجنائي ،ويشترط مع كل ذلك وقوع ضرر.
.1الجانب المفترض:
هذا الجانب المفترض هو تلك الوقائع التي يفترض تواجدها قبل قيام الجريمة ،والمتمثلة في
1
وجود عقد من عقود األمانة ،تسلم بموجبه للجاني ماال منقوال مع إلتزامه بالرد.
ومن جهتها ذكرت المادة 376عقود األمانة على سبيل الحصر ،وهي عقود اإلجازة،
الوديعة ،الوكالة ،الرهن ،عارية اإلستعمال أو ألداء عمال بأجر أو بغير أجر.
كذلك يجب أن يكون محل هذه الجريمة هو مال منقول وهو بحسب نص المادة 376من
قانون العقوبات :األوراق التجارية ،النقود أو البضائع أو أوراق مالية ومخالصات أو أية
اءا.
محررات أخرى تتضمن أو تثبت إلتزاما أو إجر ً
.2الركن المادي:
وأما التبديد فال يظهر من خالل نية إمتالك الشيء كما هو الحال في اإلختالس بل العكس
فهو إخراج المال من الحيازة إلى الغير ببيعه أو إنفاقه أو وهبه ،والتبديد يتسع ليؤدي المنفعة
2
التي أعد لها.
.3الركن المعنوي:
إن جريمة خيانة األمانة هي من جرائم العمدية التي يتطلب فيها القانون وجود قصد عام
يتمثل في إتجاه إرادة الجاني وانصرافها إلى إرتكاب الجريمة بكامل أركانها ،مع علم وادراك
حقيقي ،بمعنى أن يدرك الجاني أن المال الذي بدده أو إستعمله أو إختلسه قد سلم إليه ليحوزه
1
بناءا على عقد من عقود األمانة و ّأنه مجبر على رد المال إلى مالكه.
بصفة مؤقة ً
ويشترط القانون توافر قصد خاص إلى جانب القصد العام وهو نية تملك المال وحرمان
مالكه الحقيقي منه ،وعبر المشرع على هذا النص(( :بسوء فيه)) ،ويمكن استخالصها من
طرف قاضي الموضوع من الفعل الذي يأتيه الجاني من بيع األمانة أو رهنها ،أو كل فعل من
2
شأنه أن يغير من نية الحيازة المؤقتة أو العارضة إلى الحيازة الدائمة بقصد التملك.
.4شرط الضرر:
إن القانون لم يشترط وقوع نفع شخصي من جراء إختالسه أو تبديده للشيء المودع لديه،
واّنما إشترط وقوع الضرر بمالكي المال أو الحائزين ،وأنه ال يشترط تحقق الضرر فعال بل
بأن الجاني مسير ويمكن
يكفي أن يكون الضرر محتمال أو ممكن الوقوع فال يمكن اإلحتجاج ّ
3
له أن يرد المال.
نصت المادة 376من قانون العقوبات الجزائري على معاقبة مرتكب جريمة خيانة
األمانة بــ:
وعال وة على ذلك يمكن الحكم على الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة
في المادة 14من قانون العقوبات الجزائري وبالمنع من اإلقامة وذلك لمدة سنة على األقل
وخمس سنوات على األكثر.
وتشدد المشرع مع بعض الفئات فغلط العقوبة حيث أجاز أن تصل إلى عشر سنوات
والغرامة إلى 200000دج إذا وقعت الجريمة من:
شخص لجأ إلى الجمهور للحصول لحسابة الخاص أو بوصفه مدي ار أو مسي ار أو مندوبا
عن الشركة أو مشروع تجاري أو صناعي على اموال أو أوراق مالية على سبيل الوديعة
1
أو الوكالة أو الرهن.
إن جريمة اإلختالس التي سبق لنا أن تطرقنا لها ،أدرجناها في حاالت تصفية المؤسسات
بأنه
العمومية ،ذلك أن المادة 119مكرر من قانون العقوبات جاءت على ذكر صفة الجاني ّ
موظف عام أو شبه موظف ،بينما يختلف األمر في هذه الجريمة التي نحن بصدد توضيحها.
فجريمة إحتفاظ المصفي بجزء من أموال الشركة هي جريمة مشابهة جدا لجريمة اإلختالس
أو إساءة اإلئتمان ،وان الفصل بين الجريمتين يستدعي الفصل في تحديد صفة المصفي :أهو
موظف عام أم ال؟ وهل يعتبر المصفي من بين العاملين في الشركة أثناء قيامه بأعمال
2
التصفية أم ال؟
ولكن المصفي يكون موظفا عاما فينتدب للقيام بإجراءات التصفية وقد ال يكون كذلك،
وعلى ذلك كان المصفي من بين الموظفين العامين أعتبر الجرم الذي يقع منه والمتمثل في
فإنه ال ينطبق
اإلحتفاظ بجزء من أموال الشركة جريمة إختالس ،وأما إذا لم يكن موظفا عاما ّ
3
عليه وصف جرم اإلختالس واّنما تطبق عليه العقوبات المتعلقة بجريمة إساءة اإلئتمان.
جريمة إساءة اإلئتمان تتوافق في أركانها مع جريمة خيانة األمانة في التشريع الجزائرين
وقد نصت المادة 174من قانون العقوبات األردني على ّأنه ...(( :يعاقب باألشغال الشاقة
المؤقتة ويرامة تعادل ما أخذه .))...
إضافة إلى قانون العقوبات فقد أحاط المشرع الجزائري أموال الشركات التجارية بحماية
قانونية عن طريق مجموعة من النصوص التي جاء ذكرها في القانون التجاري بداية من المادة
800وما يليها ،وجريمة التعسف في إستعمال أموال الشركة هي الجريمة التي يظهر فيها عمل
الجاني مخالفا لمقاصد تصفية الشركة ،بأن يميل إلى إستعمال أموال الشركة لتحقيق مصالحه
1
الخاصة ،وتقوم على توافر ركنين أساسيين.
.1الركن المادي:
يتكون الركن المادي من عنصرين هما :إستعمال األموال أو اإلعتماد المالي أو السلطات
2
أو األصوات ،وثاينهما :أن يكون هذا اإلستعمال مخالفا لمصلحة الشركة.
وتظهر أعمال المصفي التي تعتبر تعسفا في إستعمال اموال الشركة إذا خصص لنفسه أج ار
مبالغا فيه أو أن يسحب نقودا من الشركة ألغراضه الشخصية ،أو بالتوقيع على تعهدات مالية
بإسم الشركة من أجل ضمان دين شخصي 3.كما تظهر هذه األعمال من خالل إمتناع
المصفي عن تحصيل الديون أو التخلي عنها ،كأن يمتنع عمدا عن مطالبه شركة اخرى له فيها
4
مصالح بتسديد ثمن السلع المستملة منها.
.2الركن المعنوي:
جريمة التعسف في إستعمال أموال الشركة هي من الجرائم العمدية التي تقضي قصدا عاما
وآخر خاصا ،فاألول يتحقق بتوافر سوء النسة عن طريق الوعي واإلرادة بأن الفعل المرتكب
5
مخالف لمصلحة الشركة ،والثاني يتمثل في تحقيق مصلحة شخصية.
نصت المادة 840من القانون التجاري على ّأنه(( :يعاقب بالسجن من سنة واحدة إلى
خمس سنوات وبغرامة من 20000إلى 200000دج أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط،
المصفي الذي يقوم:
بإستعمال أموال أو إئتمان الشركة التي تجري تصفيتها وهو يعلم أ ّنه مخالف لمصالح
الشركة تلبية أليراض شخصية أو لتفضيل شركة أخرى أو مؤسسة له فيها مصالح
مباشرة أو يير مباشرة.
وبالتخلي عن كل جزء من مال الشركة التي تجري تصفيتها خالفا ألحكام المادتين
770و.))771
وبنفس العقوبة نصت المادة 800والمادة 811من القانون التجاري الجزائري ،ومن جهتها
نصت المادة 131من القانون 11/63على ّأنه(( :يعاقب بالعقوبات نفسها دون المساس
بتطبيق عقوبات أكثر جسامة ،الرئيس أو أعضاء مجلس اإلدارة أو المديرين العاملين لبنك
أو مؤسسة مالية إذا إستعملوا بسوء النية ،وعمدا السلطات أو األصوات المخولة لهم يحكم
هذه الصفة ،إستعماال منافيا لمصالح المؤسسة أليراض تفيد مصالحهم الشخصية أو لرعاية
1
شركة أخرى ،أو مؤسسة كانت له فيها مصالح بصفة مباشرة أو يير مباشرة)).
سبق وأشرنا أن الشركة التجارية تبقى محتفظة بشخصيتها المعنوية ويمكنها أن تتعرض
لإلفالس بصفتها تاجرة ،ومن جهة أخرى يمكن أن يكون اإلفالس ناتجا عن فعل شخصي من
2
طرف القائم على أعمال الشركة اثناء التصفية ،وهو ما يصطلح عليه بجريمة التفليس.
وافالس الشركة يكون عند توقفها عن الدفع ،وهو ما قضت به المادة 215من القانون التجاري
1
وما يليها ،والتفليس هو تعمد مسير الشركة توقيع الشركة في حالة التوقف عن الدفع.
.1الركن المادي:
يتمثل الركن المادي في عنصر مفترض هو الصفة التجارية للشركة إضافة إلى سلوك
صادر من ممثل الشركة (المصفي) ،2من بين األفعال المنصوص عليها في المادتين 378
و 380من القانون التجاري الجزائري ،وبينت المواد صفة الجاني على ّأنه يمكن أن يكون:
((القائمين باإلدارة والمديرين والمصفين في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،وبوجه عام كل
المفوضين من قبل الشركة)).
واألفعال المذكورة في المواد 378إلى 385من القانون التجاري تشكل إما :تفليسا بالتقصير
أو تفليسا بالتدليس.
-1.1التفليس بالتقصير:
ال يفترض في التفليس بالتقصير ،وجود غش أو سوء نية ،واّنما يعاقب المشرع على
اإلدارة السيئة والتسيير غير السوي للمشروع التجاري ،الذي أدى إلى ضياع حقوق
الدائنين ،فالتاجر لم يبذل العناية والحرص الواجبين في عمله .ولم يتبصر لنتائج أعماله
3
التي كان بوسعه تفاديها أو تصحيحها.
-إستهالك مبالغ جسيمة تخص الشركة في القمار أو عمليات وهمية تتعلق بالبورصة
أو بالبضائع.
-إذا أقدم بعد توقفه عن الدفع ،وبقصد تأخير إفالسه على شراء البضائع لبيعها بأقل
من ثمنها أو إقتراض مبالغ أوراق تجارية أو غير ذلك من الوسائل المرهقة بغية
الحصول على نقود.
1
-إذا أقدم بعد توقفه على الدفع على إيفاء دين إض ار ار بجماعة الدائنين.
-إذا جعل الشركة لحساب الغير تعهدات تثبت ّأنها بالغة الضخامة بالنسبة لوضعها
عند التعاقد ،وذلك بغير أن تتقاضى الشركة مقابال.
2
-إذا أمسكوا أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغير إنتظام.
-2.1التفليس بالتدليس:
وهنا يعتبر إفالسه إحتياليا ،وهو جريمة عمدية تتطلب قصدا جنائيا خاصا ،وهو إتجاه
نية المفلس (أو ممثلة) إلى اإلضرار بدائنيه ،وذكرت المادة 379من القانون التجاري
الجزائري صور الفعل المادي المؤدي لجريمة التفليس بالتدليس وهي:
-ممارسة تجارة خفية بإسم الغير أو بإسم وهمي وارتكاب أحد األفعال المنصوص
عليها في المادة .374
.2الركان المعنوي:
في هذه الجريمة يشترط توافر قصد عام يتمثل في وعي الفاعل بالوضعية الحقيقية للشركة
وألهمية المهام الموكلة له وخاصة في حالة المصفي الذي يعلم جيدا الثقة الممنوحة له وما
ينتظر منه من عناية ورعاية.
وأما القصد الخاض فيكون بقصد التدليس عن طريق إنقاص أصول الشركة واخفائها بقصد
1
اإلضرار بالدائنين.
أما في التفليس بالتقصير فالقصد الخاص يكون في الخطأ المرتكب من المصفي لعدم بذل وّ
2
العناية الكافية التي يفرضها عليها القانون.
يخضع المصفي لنفس العقوبات المقررة للتاجر المفلس بالتقصير أو التدليس ،وتنص
المواد 383 ،382 ،374 ،373من القانون التجاري على تثبيت عقوبات التفليس بالتقصير
أو بالتدليس بتطبيق المادة 383فقرة 01من قانون العقوبات على التفليس بالتقصير،
فتعاقب عليه بالحبس من شهر إلى سنتين.
ومن جهة أخرى القضاء بتطبيق المادة 383فقرة 02التي تعاقب على جريمة التفليس
بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات .إضافة إلى إمكانية حرمان الجاني من حق أو
أكثر من الحقوق الواردة في المادة 14من قانون العقوبات لمدة سنة على األقل إلى خمس
3
سنوات على األكثر.
بعد أن ينتهي المصفي من إنجاز جميع أعمال التصفية يمكن إعتبارها منتهية ويتم هذا
عموما عندما يقوم المصفي لتقديم حساباته الختامية المتعلقة بعملية التصفية للشركاء ويتم
التصديق عليها ومباشرة تلي هذه العملة قفل التصفية ،ويتم تقديم الحسابات وقفل التصفية والتي
تكون من آثارها إنتهاء مهمة المصفي.
إن نهاية التصفية تضع حدا ليس للتصفية فقط واّنما تضع حدا أيضا للكيان القانوني
وعليه ّ
والذمة المالية المستقلة للشركة.
هذا وباإلضافة إلى مطلب ثالث وأخير يتحدت عن قسمة أموال الشركة الناتجة من
التصفية.
تنتهي سلطات المصفي بمجرد إقفال عملية التصفية ،وعندئذ وجب على هذا األخير تقدير
حسابات أو الحساب النهائي ،1كما ّأنه بمجرد إقفال عملية التصفية يكون هذا المصفي عرضة
للمساءله اتجاه الشركة والشركاء ،وهذا ربما نتيجة األعمال الضارة والغير قانونية والتي قد يكون
قد قام بها هذا المصفي أثناء عملية تصفية الشركة التجارية ،2وعليه يتم قفل تصفية الشركة
التجارية أو عملية التصفية برمتها من خالل المراحل التالية:
- 1نادية فوضيل ،الشركات التجارية طبقا للقانون التجاري ،د ط ،الجزائر ،2002 ،ص.43
- 2عمار عمورة ،مرجع سابق ،ص.149
106
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
يستدعى الشركاء في نهاية التصفية وهذا وفقا للمادة 773من القانون التجاري الجزائري،
وهذا للنظر في الحساب النهائي أو الختامي وفي إجراء إدارة المصفي واعفاءه من وكالته
والتحقق من اختتام عملية التصفية.1
يتم وجوبا حسب ما ورد في المادة 775من القانون التجاري(( :اإلعالن عن قفل
التصفية الموقع عليه من طرف المصفي الذي يقدم ذلك بعد طلب لنشره في الجريدة الرسمية
2
لإلعالنات القانونية أو أي جريدة معتمدة بتلقي اإلعالنات القانونية)).
تاريخ ومحل إنعقاد الجمعية المكلفة باإلقفال إذا كانت هي التي وافقت على حسابات
المصفي وفي حالة العكس فال بد من ذكر تاريخ الحكم القضائي المنصوص عليه في
المادة السابقة ،وكذلك بيان المحكمة التي أصدرت الحكم.
- 1أنظر المادة 773من القانون التجاري الجزائري (( :يدعى الشركاء في نهاية التصفية للنظر في الحساب الختامي وفي
فإنه يجوز لكل شريك أن يطلب
إبراء إدارة المصفي واعفاءه من الوكالة والتحقق من إختتام التصفية ،فإذا لم يدع الشركاء ّ
قضائيا تعيين وكيل يكلف بالقيام بإجراءات الدعوة بموجب أمر مستعجل)).
- 2عمار عمورة ،مرجع سابق ،ص.199
107
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
تعيين المكان الذي توجه إليه المراسالت والمكان الخاص بالعقود والوثائق المتعلقة
بالتصفية.
المحكمة التي يتم في كتابتها إيداع العقود واألوراق المتصلة بالتصفية بملحق السجل
التجاري.
وتبلغ نفس البيانات بواسطة رسالة عادية إلى علم الشركاء بطلب من المصفي ،ومع
ذلك يوزع للمصفي باإللتجاء للقضاء إذا وجد مبرر قانوني ،كما يحق للمصفي أن يعتزل من
مهامه كما سبق وأن ذكرنا ،وهذا ما نصت عليه المادة 786من القانون التجاري الجزائري.
كما ّأنه لتحديد الوقت الذي تنتهي فيه التصفية أهمية بالغة ،ألنه بانتهاء التصفية تنتهي
شخصية الشركة تماما ،فتزول جميع اآلثار المترتب عليه.1
لذلك تعددت اآلراء حول تحديد الوقت الذي تنتهي فيه التصفية أو ما يسمى بوقت إقفال
التصفية.
ذهب البعض ممن يعتبر التصفية مجرد عملية ممهدة للقسمة إال ّأنها تنتهي فور تقديم
المصفي الحساب والمصادقة عليه من قبل الشركاء أو غيرها ،عند إجراء القسمة النهائية
ألنه من إجراء القسمة تفقد تلك الموجودات صفة األموال المشتركة
لصافي موجودات الشركة ّ
وتصبح أمواال خاصة بالشركاء.
وذهب رأي آخر إلى إعتبار أن اتصفية تهدف إلى صيانة مصلحة دائني الشركة ،ولذلك
يجب التفريق بين أمرين:1
يتوقف إنتهاء التصفية على إرادة هؤالء ،واذا لم تظهر إرادتهم بوضوح يعود إستخالصها
للمحاكم إذا اقتضى األمر ،وتعد التصفية منتهية بتقديم الحساب من طرف المصفي
وحصوله على مخالصة نهائية من الشركة.
ال تنتهي التصفية وبالتالي ال تزول شخصية الشركة المعنوية إال بإستيفاء كامل ديونهم،
أو بمرور الزمن المحدد عليها أي التقادم ،ويبقى لدائني الشركة الحق في التنفيذ على
أموالها الموجوده لها حتى بعد إجراء القسمة ،لكن المطالبة عنها تجري غي مواجهة
2
الشركاء بعد زوال الشخصية والذمة المالية للشركة تكون خاضعة للتقادم الخمسي.
أن الرأي الراجحّ ،أنه بانتهاء شخصية الشركة ال تتحقق إال بعد توزيع أموال الشركة
إال ّ
بكاملها وذلك بتسديد الديون وتوزيع ما تبقى على الشركاء ،أي أن بعد إجراء القسمة بين
أن هذا الرأي يتفق مع الهدف من تصفية الشركة ،وهذا يعني أيضا أن الشركاء ،حيث نجد ّ
مهمة المصفي ال تنتهي إال عند إجراء القسمة ،ولكن تجدر اإلشارة إلى ّأنه قد يقوم شخص
3
آحر بإجراء القسمة لألموال المتبقية على الشركاء بعد تصفية الديون.
انقسم القضاء كذلك بدوره كما انقسم الفقه ،فذهبت محكمة التميز الفرنسية إلى إعتبار
التصفية منتهية منذ تقديم الحساب واعطاء المصفي مخالصة وأجرة عن أعماله من قبل
4
الشركاء.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص.237
- 2المرجع نفسه ،ص.238
- 3مروان بدري إبراهيم ،تصفية الشركات التجارية ،ط ،1دار الكتب القانونية ،القاهرة – مصر ،2010 ،ص.177
- 4إلياس ناصيف ،الـمرجع نفسه ،ص.238
109
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
وقد اعتمد هذا الرأي أيضا على محاكم اإلستئناف ،كما ذهبت محكمة التميز أيضا إلى
إعتبار التصفية منتهية من إجراء القسمة النهائية لموجودات الشركة إعتبار أن دائني الشركة
يصبحون بعد ذلك مجرد دائنين بتشخيص الشركاء يتزاحمون مع سائر دائنيهم الشخصيين.
أن هناك بعض الق اررات أعطت الحق لدائني الشركة الذين تظهر ديونهم لعد القسمة إال ّ
بالرجوع على الشركة واعتبار التصفية مفتوحة من جديد ،للمصفي ممثال لها في هذه المطالبة.
وبالرجوع إلى القانون اللبناني يالحظ ّأنه لم يحدد على وجه صريح تاريخ لنهاية التصفية،
غير ّأنه يستخلص من نص المادتين 943و 945من قانون الموجبات والعقود ،أن التصفية ال
تنتهي بالنسبة لدائني الشركة إال إذا وجهت إليهم دعوة وفقا لألصول ألجل استيفاء حقوقهم ولم
يحضروا القسمة.
تجدر اإلشارة إلى ّأنه إذا كان عقد الشركة أو نظمها يحددان مدة معينة إلجراء التصفية،
فالبد من اتباع تلك المدة ،فإذا لم تعد المدة إلنتهاء التصفية أو في قرار تعيين المصفي يجوز
1
لكل شريك أن يطلب من المحكمة تعيين المدة التي تنتهي فيها التصفية.
ويجوز مد المدة المعنية للتصفية بق ارر من الجمعية العامة أو جماعة الشركاء ،بعد االطالع
على تقرير المصفي ،يذكر فيه األسباب التي حالت دون إتمام التصفية في المدة المعينة لها،
2
واذا كانت مدة التصفية معينة من المحكمة فال يجوز مدها إال بإذن منها.
فالمصفي يقوم بمهمته لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد ،وأشارت إلى ذلك المادة 785من
3
القانون التجاري.
ويجب على المصفي عند طلب تجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالت دون إقفال
التصفية والتدابير التي ينوي إجراءها واآلجال التي تقتضيها إتمام التصفية.
ينتج عن قفل التصفية عدة آثار ،وأهم هذه اآلثار هو زوال الشخصية المعنوية للشركة ،كما
أن هذا أو بانتهاء هذا الكيان القانوني ينجر عليه تأثير على حقوق الشركاء والغير ،كما أنه يتم
محو قيد هذا األثر القانوني من السجل التجاري ،وتتم عليه إيداع الدفاتر وأو ارق الشركة لدى
المحكمة ،كما أن إقفال التصفية هو إنهاء لمهام المصفي وابراء لذمته ،فإن هناك أموال لم
تشملها التصفية ،وعليه فإنه يمكن تفصيل هذه األثار قفل التصفية فيما يلي:
ومتى تمت التصفية وتحدد لنا الصافي من أموال الشركة انتهت مهمة المصفي وزالت
الشخصية المعنوية من الشركة نهائيًا ،ويصبح الشركاء مالكًا على الشيوع للصافي من أموال
1
هذه الشركة والذي تتم قسمته بينهم.
غير أن هناك صعوبات تثار بعد شهر قفل التصفية والتأثير في السجل التجاري منها على
سبيل المثال ظهور دائن لم يدخل دينه في التصفية ،أو وجود نزاع كانت الشركة طرفًا فيه ولم
يكن قد تم الفصل فيه في تاريخ قفل التصفية ،ففي هذه الحاالت نجد أن رأي القضاء أن
الشخصية المعنوية للشركة تظل باقية طالما أن الحقوق والت ازمات دائني الشركة لم تتم تصفيتها
وفي هذه الحالة يجب رفع األمر للقضاء لتعيين وكيل ليتدارك األعمال التي لم تدخل في
التصفية ،وعلى ذلك فإن وكالة المصفي تبقى ما بقيت التصفية مستمرة وتنقضي مع قفل
2
التصفية.
يجب على المصفي أن يطلب محو قيد الشركة من السجل التجاري ،فإذا لم يقدم طلب
المحو من القيد في السجل التجار ،كان لمكتب السجل التجاري أن يمحو هذا القيد من تلقاء
نفسه.
وهذا وان صادق الشركاء على تقرير المصفي أو المحكمة في حالة تعيينه من طرفها ،وعند
ذلك تعد التصفية منتهية ،واذا حصل أي اعت ارض من الشركاء على أعمال التصفية ونتيجتها
1
فعندئذ يرفع األمر إلى المحكمة المختصة.
إذا تبين بعد االنتهاء من إج ارءات التصفية وشطبها من السجل ووجود أموال منقولة أو
غير منقولة لم تشملها التصفية ،يقوم م ارقب الشركات بإحالة األمر للمحكمة بناءًا على طلب
استمرر
ا مستعجل إلصدار ق ارر يحدد كيفية تصفية هذه األموال سواء بتعيين مصفي جديد أو
وكالة المصفي القديم لعمله.
غير أن هذا الغرض نادر الحدوث في التصفية ،وال يتفق مع االلت ازمات التي يجب أن يقوم
بها المصفي ،إذ ال يعقل أن تنتهي التصفية ثم يظهر بعد االنتهاء من أعمال التصفية وجود
2
أموال منقولة أو غير منقولة باسم الشركة لم تشملها أعمال التصفية.
فاإلج ارءات التي يقوم بها المصفي تفرض أن تنتهي جميع أعمال التصفية ،وعلى هذا
اإلجرءات التي قام بها ثم أن أعمال التصفية تتم
األساس قدم حساباً ختاميًا ،عند األعمال و ا
تحت رقابة واش ارف الشركاء باعتبارهم أصحاب مصلحة ،فال يعقل أال يعلم الشركاء بأموال
تعود إلى الشركة لم تصف قبل شطب الشركة من السجل التجاري.3
بمرقبتهم
فالقانون قد خول للشركاء حق م ارقبة أعمال التصفية وهم يمارسون حقهم هذا ا
دفاتر الشركة وحساباتها ويسر أعمال التصفية ،ولهم من أجل ذلك الحق بأن يطلبوا من
المصفي في كل وقت جميع المعلومات عن حالة التصفية.4
لذلك يضع المصفي تحت تصرفهم كل دفاتر واألوراقق المختصة بالتصفية على أال
يعرقلوا أعمال التصفية بتقديم طلبات تعسفية أو غير مشروعة وقانونية.
وعلى المصفي أن يطلع الشركاء على المحاسبة السابقة لبدء التصفية كلما رغبوا في ذلك
لكن ال يجوز للشركاء إرغام المصفي على تقديم حسابات مفصلة وكاملة عن التصفية قبل
1
انتهائها حتى ولو استمرت أعمالها بضع سنوات.
وتمكينًا للشركاء من ممارسة رقابتهم على أعمال التصفية أوجب القانون على المصفي
موافقتهم ضمنياً مثال :إذا قبضوا المبلغ المرتب لهم بموجب الحسابات بدون اعت ارض أو تحفظ.
يستطيع الشركاء ممارسة رقابتهم عن طريق مقابلة حساب التصفية مع قائمة الجرد األصلية
2
السابقة له للتثبيت مما إذا قد تم إيفاء ديون الشركة بكاملها.
يظهر هذا الحساب الرصيد الصافي الذي يوزع بين الشركاء أو الخسارة التي تترتب عليهم،
وبذلك يتمكن الشركاء من إيداع موافقتهم على أعمال التصفية أو رفضهم.
يجب أن تبقى دفاتر الشركة أو مستنداتها محفوظة وتكون من حق الشركاء وذوي الشأن
وورثتهم أو الخلف في الحقوق وحتى المصفين أن ي ارجعوا هذه المستندات ويدققوا فيها.
كما أنه على المصفي كما سبق وأن ذكرنا أنه عليه أن يقدم بعد ستة أشهر من تعيينه تقري ار
إلى جمعية الشركاء ،مركز الشركة اإليجابي والسلبي ومدى تقدم عملية التصفية والمدة الالزمة
3
إلنهائها.
وما يمكن قوله في هذا الخصوص فإنه عند انتهاء عملية التصفية يكون المصفي قد قام
باستيفاء كل حقوق الشركة وايفاء ديونها من قبل الغير ،ثم يعد قائمة الجرد واحصاء شامل
لموجودات الشركة وعلى هذا تقفل التصفية مما يتبع انتهاء مهام المصفي وتكون الشركة قد
انتهت من الوجود بانتهاء شخصيتها القانونية ،إال أن المصفي يبقى رهين مصادقة جمعية
الشركاء على عمله ،فإذا صادق هؤالء يكون المصفي والتصفية قد انتهت.
- 1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) ،الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص ص.233 – 232
- 2أحمد محمود عبد الكريم ،تصفية الشركات التجارية ،المجلد ،1العدد ،14المعهد القضائي األردني ،دار البازوردي،
،1992ص.55
- 3إلياس ناصيف ،مرجع سابق ،ص ص.234 – 233
113
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
بعد تصديق جمعية الشركاء على الحسابات الختامية للتصفية أو تعذر ذلك بعد صدور
الق ارر القضائي بقفل التصفية وجب اإلعالن عنها حتى يعلم بها الغير ،وتكون حجة في
مواجهة جميع الشركاء والغير ،في سبيل ذلك تتبع اإلج ارءات واألشكال القانونية المتطلبة في
1
اإلعالن واإلشهار وتوكل هذه المهمة للمصفي.
بعد إنتهاء عمليات التصفية وتحويل موجودات الشركة إلى مبالغ نقدية تبدا عملية القسمة
départageبين الشركاء ،وال تبدأ عملية القسمة إال إذا حصل دائني الشركة على حقوقهم إذ
أن أموال الشركة ال تقسم بين الشركاء إال بعد إستيفاء الدائنين لحقوقهم ،2والمشرع الجزائري
ّ
نص على أحكام قسمة في القانون المدني المواد 447و 448و 449والقانون التجاري في
المواد 793إلى .795
اصطالحا :القسمة هي العملية القانونية التي تتبع التصفية ويقصد بها إيصال كل شريك إلى
حقه في اموال الشركة المقسمة ويتفق الشركاء على من يتوالها ،فإذا عين المصفي للقيام بعملية
ألنه هذه األخيرة قد زالت عن الوجود
القسمة فيعتبر هذا وكيال عن الشركاء ال ممثال للشركة ّ
نهائيا كشخص معنوي بعد إنتهاء عملية التصفية 3.ونصت المادة 448من القانون المدني
الجزائري(( :تطبق في قسمة الشركات القواعد المتعلقة بقسمة المال المشاع)).
- 1محمد فاروق ،الخطوات العملية لتصفية الشركات ،مجلة مباشر ،دار نون للنشر ،اإلمارات العربية المتحدة ،العدد ،03
،2015ص.50
- 2بن عفاف خالد ،النظام القانوني لتصفية الشركات التجارية في الجزائر (دراسة مقارنة) ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة الجياللي إلياس ،سيدي بلعباس – الجزائر2016/2015 ،م ،ص.232
- 3ليلى غربي ،مرجع سابق ،ص.45
114
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
القسمة تتم بين الشركاء والمادة 793من القانون التجاري تقول بأن يتعين تقسيم صافي
موجودات الشركة بين الشركاء كل حسب الحصص المقدمة من طرفه ((تتم قسمة المال
الصافي المتبقي بعد سداد األسهم اإلسمية أو حصص الشركة بين الشركاء بنفس نسبة
مساهمتهم في رأس مال الشركة وذلك باستثناء الشروط المخالفة)) .والمادة 794من القانون
التجاري تقضي بأن المصفي هو الذي تعود اليه سلطة تقرير توزيع االموال كما يلي ((يقرر
المصفي اذا كان ينبغي توزيع االموال التي أصبحت قابلة للتصرف فيها اثناء التصفية وذلك
دون االخالل بحقوق الدائنين ،يجوز لكل معني باالمر أن يطلب من القضاء الحكم في وجوب
التوزيع اثناء التصفية وذلك بعد انذار من القضاء الحكم في وجوب التوزيع اثناء التصفية
وذلك بعد انذار من المصفي وباقي بدون جدوى))...
أوال:أنواع القسمة.
القسمة الرضائية :تكون القسمة إذا اتفق الشركاء على طريقة القسمة بينهم والقسمة
الرضائية يجب أن يتوفر فيها األهلية والرضا ،1واإلتفاق على القسمة قد يكون ضمني
ويكون في الحالة التي يتصرف فيها احد الشركاء في جزء مفرز من المال الشائع
2
بمقدار حصته ويتبعه باقي الشركاء.
القسمة القضائية :تكون القسمة القضائية في حالة لم يتمكن الشركاء من اإلتفاق على
3
طريقة القسمة فيلجأ إلى القضاء وبالتالي تكون القسمة على يد القضاء.
-1يتحصل كل واحد من الشركاء على مبلغ من المال ،يعادل قيمة حصته التي قدمها وهذا
4
في حالة الحصة نقدا كماهي مبينة في العقد.
أما إ ذا كانت الحصة المقدمة عينا حصل الشريك المبالغ الناتجة من بيع الحصص العينية
1
ويكون حسب قيمتها في العقد التأسيسي.
أما الشريك بالعمل فانه ال يسترد شيئا من رأس المال ألن حصته ال تدخل في تكوين رأس
مال وبانحالل الشركة يكون قد استرد حصته بالفعل إذ يتحرر من العمل لصالح الشركة .كذلك
األمر بالنسبة للشريك الذي اقتصرت حصته على ما قدمه من أعيان على سبيل االنتفاع فيكون
2
له الحق في استرداد هذه األعيان مادامت موجودة بذاتها ألنه لم يفقد ملكيتها.
-2إذا بقي الشيء من المال بعد استرداد قيمة الحصص وجب قسمته بين الشركاء حسب
ما جاء به المادة (( 793تتم قسمة المال الصافي المتبقي بعد سداد األسهم اإلسمية
أو حصص الشركة بين الشركاء بنفس نسبة مساهمتهم في رأسمال الشركة وذلك
باستثناء الشروط المخالفة للقانون األساسي)) ،نستنتج أن قسمة فائض التصفية تتم
حسب قسمة أرباح الشركة عندما كانت قائمة حيث يأخذ كل شريك نصيبه من األرباح
نسبة مساهمته في رأسمال الشركة.
-3إذا لم يكفي صافي مال الشركة للوفاء بحصص الشركاء فإن ذلك معناه أن الشركة
كانت نتيجتها الخسارة ،لذا يجب على كل شريك أن يساهم في الخسائر من األموال
التي تقدم بها وتقسم حسب اإلتفاق في عقد الشركة واذا لم يوجد في عقد الشركة تحديد
لتوزيع الخسائر فإنه يجب تطبيق القواعد العامة 3،هذا ونشير أن المادة 794فقر 3و4
من القانون التجاري الجزائري تقضي بأن ينشر قرار التوزيغ في جريدة اإلعالنات
القانونية التي تم فيها النشر المنصوص عليه في المادة 767من القانون التجاري
الجزائري.
- 1علي حسن يونس ،الشركات التجارية ،دار الفكر العربي ،د ب ن1974 ،م ،ص.213
- 2نادية فوضيل ،مرجع سابق ،ص.93
- 3سميحة القليوبي ،مرجع سابق ،ص.224
116
جرائم المصفي ونهاية التصفية الفصل الثاني
انقضاء الشركة وتصفيتها وقسمة موجوداتها يؤدي إلى نهاية الشركة ونهاية شخصيتها
المعنوية وبالتالي تسقط عنها أهلية التقاضي ،لكن مع ذلك ال يؤدي إلى إبراء ذمة الشركاء
وورثتهم قبل دائني بل تضل مسؤوليتهم قائمة إلى غاية أن يستوفي كل ذي حق حقه 1،واذا
طبقنا القواعد العامة المنصوص عليها في المادة 308القانون المدني الجزائري فإن مسؤولية
الشركاء تسقط بالتقادم الطويل ،لكن سرعة الحياة التجارية وتطورها تقتضي عدم مالحقة
ا لشركاء لمدة طويلة لهذا خرج المشرع بالتقادم القصير أو ما يسمى بالتقادم الخمسي
المنصوص عليه في المادة 777القانون التجاري الجزائري.
شروطه:
-أن تكون الشركة التجارية منقضية وانحلت وانتهت شخصيتها المعنوية وهذا ال يسري
على شركة المحاصة ألنها مستترة.
-يسري التقادم على كافة الدعاوي التي ترفع على الشركاء بصفتهم الشخصية أو ورثتهم
2
بسبب أعمال الشركة المنقضية.
نصت عليهم المادة 777من القانون التجاري الجزائري(( :تتقادم كل الدعاوى ضد
الشركاء يير المصفين أو ورثتهم أو ذوي حقوقهم بمرور خمس سنوات اعتبارا من نشر
انحالل الشركة بالسجل التجاري)) نستنتج أن الشركاء الذين عهدت إليهم أعمال التصفية ال
يستفيدون من التقادم الخمسي و إنما يستفاد منه إال الشركاء ،والدعاوى التي ترفع على المصفي
بصفته شريكا تخضع ألحكام التقادم الخمسي مثل الشركاء أما غير من الدعاوى التي ترفع
1
عليه مصفيا تخضع ألحكام التقادم الطويل.
التقادم الخمسي يبدأ سريانه إعتبا ار من تاريخ نشر انحالل الشركة بالسجل التجاري أو من
تاريخ استحقاق الدين إن لم يكن مستحقا بعد ،2التقادم الخمسي يخضع لذات القواعد العامة في
التقادم سواء من حيث وقفه أو انقطاعه ،ونصت عليه المواد من 315إلى 318ق.م.ج
وكذلك المادة 777ق.ت.ج فينقطع التقادم بإقرار المدين بمديونيته ،سواء كان هذا اإلقرار
صريحا أو ضمنيا ومتى انقطع التقادم انقضت المدة المنتهية وبدأت مدة جديدة من وقت توفر
3
سبب اإلنقطاع وتكون مدته مدة التقادم األولى أي خمس سنوات.
تعرفنا من خالل هذا الفصل على أهم الجرائم التي قد يقوم بها المصفي والتي قد تمس
اءا كانوا شركاء أو غيرهم ومثال ذلك :جريمة تزوير المحررات العرفية أو التجارية أو
باإلراد سو ً
المصرفية أو جريمة إفشاء السر المهني وعدم إستدعاء الشركاء في نهاية التصفية للبحث في
أن
الحساب النهائي ولم يعطي تقري ار عن وضعية األصول والخصوم في أجل ستة أشهر .كما ّ
هناك جرائم قد تمس بالذمة المالية للشركة كاإلختالس وجريمة التفليس وخيانة األمانة وجريمة
التعسف في إستعمال أموال الشركة.
وفي النهاية ذكرنا كيفية قفل التصفية وأهم اآلثار الناتجة عن ذلك كفقدان الشركة لشخصيتها
المعنوية وانتهاء عمل المصفي وغيرها الكثير .باإلضافة لتخصيص عنصر لمعالجة القسمة
ألموال الشركة والتي بها تنتهي الشركة تماما وذلك بعد تسوية أمور الشركة من حقوق الشركاء
وديون الغير.
119
خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة
الخـــــــــاتمة
عالجت هذه الدراسة موضوع تصفية الشركات في القانون الجزائري والتي يتضح لنا
من خاللها:
بأن المشرع الجزائري يقصد بعبارة ((التصفية)) تحديد صافي أموال الشركات بعد
ّ
إنقضائها من أجل توزيع الفائض منها على الشركاء ،وقد تناول األحكا العامة والخاصة
بتصفية الشركات التجارية كضرورة إستم اررية الشخصية المعنوية للشركة المنقضية.
وكما يعين المصفي كمسؤول عن تسيير عملية التصفية حيث يخول له مجموعة من
الصالحيات قصد تيسير إجراءات التصفية خالل المدة المحددة له .وتنتهي مهامه يقفل
التصفية فهو غير مكلف بالقسمة كون أن الشركاء ه من يتولون القيامب ها لكن ما
دامت عملية التصفية سابقة للقسمة ،فكثي ار ما تمنح هذه المهمة للمصفي على أساس
أن هذه األخيرة غجراء وجوبي
إدراكه لحالة الشركة والنتائج المترتبة عن التصفية ،كما ّ
ألنها ال تتمتع بالشخصية
تمر به كافة الشركات التجارية بإستثناء شركة المحاصة ّ
ألن القانون يلز ببقاء هذه الشخصية إلتما المصفي أعمال الشركة
المعنوية نظ ار ّ
المتوقفة.
وأيضا تت قسمة أموال الشركة بطريقة ودية رضائية او قضائية بعد إستيفاء كافة
ديون الشركة ،حيث يقس ما يعادل حصص الشركاء ،ث ّ توزع األرباح والخسائر حسب
حصص الشركاء أو حسب ما ت اإلتفاق عليه.
الـــتوصيات:
يتعين على المشرع الجزائري توحيد أحكا الشركات في منظومة قانونية موحدة
تسهل المر على المتقاضين والباحثين الذي يتكبدون عناء البحث في القانون
المدني الجزائري.
121
الخـــــــــاتمة
وضع قوانين وآليات تنظ وتيسر عملية التصفية مع التخفيف من النصوص اآلمرة
التي تقيد من مها المصفي أثناء قيامه بمهامها ال يتنافى مع القدرة على إتما
أعمال التصفية.
إدراج مواد تخص التسوية الحسابية بين الشركاء في شركة المحاصة ضمن
القانون التجاري.
القيا بتنظي مهنة المصفي في قانون مستقل ومفصل مثلما هو الحال بالنسبة
للمهن األخرى كالوكالء المتصرفين القضائيين وتحديد الشروط الواجب توافرها في
المصفي مع تبيان األشخاص الذين ال يمكن تعيينه كمصفين.
122
ق ــائمة الــمصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال المصادر
124
قائمة المصادر والمراجع
ثانيا :المراجع
الكتب: .I
.7إبراهيم سيد أحمد ،العقود والشركات التجارية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،الطبعة
األولى ،اإلسكندرية – مصر.1999 ،
.9أحمد محمد محرز ،الوسيط في الشركات التجارية ،منشأة المعارف ،الطبعة الثانية،
اإلسكندرية – مصر.2004 ،
.10أسامة وائل المحسين ،الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن.2008 ،
125
قائمة المصادر والمراجع
.17حسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي ،دار هومة ،الطبعة األولى ،الجزائر،
.2002
.18سليم عبد اهلل أحمد الجبوري ،الشركة الفعلية (دراسة مقارنة) ،منشورات حلبي
الحقوقية ،الطبعة األولى ،لبنان.2011 ،
.19سليمان عبد المعنم ،قانون العقوبات الخاص (الجرائم الماسة بالمصلحة العامة)،
الجامعة الجديدة للنشر ،د ب ن.1993 ،
.23عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،منشورات
حلبي الحقوقية ،ط ،3لبنان.1997 ،
.24علي حسن يونس ،الشركات التجارية ،دار الفكر العربي ،د ب ن1974 ،م.
.26عبد اهلل سليمان ،قانون العقوبات (القسم الخاص) ،د د ن ،د ب ن ،د س ن.
.27عزيز العكيلي ،الوسيط في الشركات التجارية (دراسة فقهية قضائية مقارنة في
األحكام العامة والخاصة) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن.2007 ،
126
قائمة المصادر والمراجع
.28عزيز العكيلي ،شرح القانون التجاري (الشركات التجارية) ،الجزء الرايع ،دار
الثقافة ،الطبعة األولى ،األردن1998 ،م.
.29عمارة عمورة ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر،
.2000
.30فوزي محمد سامي ،الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان – األردن.2006 ،
.32محمد مختار أحمد بربري ،الشخصية المعنوية للشركة التجارية شروط إكتسابها
وحدود اإلحتجاج بها ،دار الفكر العربي ،القاهرة – مصر.1985 ،
.33مروان بدري إبراهيم ،تصفية الشركات التجارية ،ط ،1دار الكتب القانونية ،القاهرة
– مصر.2010 ،
.36نادية فوضيل ،الشركات التجارية طبقا للقانون التجاري ،د ط ،الجزائر.2002 ،
المقاالت: .II
.38أحمد محمود عبد الكريم ،تصفية الشركات التجارية ،المجلد ،1العدد ،14المعهد
القضائي األردني ،دار البازوردي.1992 ،
127
قائمة المصادر والمراجع
.39محمد فاروق ،الخطوات العملية لتصفية الشركات ،مجلة مباشر ،دار نون للنشر،
اإلمارات العربية المتحدة ،العدد .2015 ،03
المذكرات: .III
.40بن عفاف خالد ،النظام القانوني لتصفية الشركات التجارية في الجزائر (دراسة
مقارنة) ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الجياللي إلياس،
سيدي بلعباس – الجزائر2016/2015 ،م.
.41رابحي كنزة وترو السعيد ،إنقضاء الشركات التجارية وتصفيتها ،مذكرة ماستر في
القانون الخاص ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم
القانون الخاص2016 ،م2017/م.
128
فهرس
المحتويات
فهرس المحتويات
الصفحة الــعنوان
أ-د المقدمة
05 الفصل األول :ماهية التصفية للشركات
07 المبحث األول :اإلطار المفاهيمي للتصفية
07 المطلب األول :أصول تنظيم التصفية.
07 الفرع األول :تعريف التصفية.
09 الفرع الثاني :إلزامية التصفية ومدى إرتباطها بالقسمة
12 الفرع الثالث :تمييز التصفية عن نظام اإلفالس
13 الفرع الرابع :بقاء الشخصية المعنوية للشركة أثناء التصفية
16 الفرع الخامس :أنواع التصفية
24 المطلب الثاني :النظام القانوني للمصفي
24 الفرع األول :تعيين المصفي
27 الفرع الثاني :الطبيعة القانونية للمصفي
31 الفرع الثالث :إنتهاء مهام المصفي
34 الفرع الرابع :سلطات المصفي
42 الفرع الخامس :الرقابة على المصفي
46 المبحث الثاني :مجال الشركات المتعلقة بالتصفية
46 المطلب األول :الشركات الخاضعة للتصفية
46 الفرع األول :شركة التضامن.
49 الفرع الثاني :الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
52 الفرع الثالث :شركة التوصية البسيطة.
53 الفرع الرابع :شركة المساهمة.
56 الفرع الخامس :شركة التوصية باألسهم.
58 الفرع السادس :الشركة الفعلية.
61 المطلب الثاني :الشركات المستثناة في التصفية
61 الفرع األول :تعريف شركة المحاصة.
63 الفرع الثاني :خصائص شركة المحاصة وتطبيقاتها
67 الفرع الثالث :تأسيس شركة المحاصة وآثارها
69 الفرع الرابع :إنقضاء شركة المحاصة وآثارها
72 الفصل الثاني :جرائم المصفي ونهاية التصفية
74 المبحث األول :جرائم المصفي
74 المطلب األول :السلوكات اإلجرامية للمصفي الماسة باألفراد
74 الفرع األول :السلوكات اإلجرامية للمصفي الماسة بحقوق الشركاء.
88 الفرع الثاني سلوكات المصفي اإلجرامية التي تمس بحقوق الغير.
93 الــمطلب الثاني :السلوكات اإلجرامية للمصفي الماسة بالذمة المالية للشركة
93 الفرع األول :جريمة تحويل المال العام (اإلختالس)
97 الفرع الثاني :جريمة خيانة األمانة
100 الفرع الثالث :جريمة إحتفاظ المصفي بجزء من أموال الشركة.
101 الفرع الرابع :جريمة التعسف في إستعمال اموال الشركة
102 الفرع الخامس :جريمة اإلختالس.
106 المبحث الثاني :نهاية التصفية
106 المطلب األول :قفل التصفية
107 الفرع األول :استدعاء الشركاء للنظر في الحساب النهائي.
107 الفرع الثاني :إعالن قفل التصفية.
108 الفرع الثالث :تاريخ قفل التصفية.
111 المطلب الثاني :آثار قفل التصفية
111 الفرع األول :زوال الشخصية المعنوية.
111 الفرع الثاني :محو قيد الشركة من السجل التجاري.
112 الفرع الثالث :األموال التي لم تشملها التصفية.
114 المطلب الثالث :قسمة أموال شركة األشخاص
114 الفرع األول :تعريف القسمة.
117 الفرع الثاني :تقادم الدعوى الناشئة عن الشركة.
117 الفرع الثالث :سريان التقادم الخمسي وانقطاعه
122 – 121 الخاتمة.
128 - 124 قــــائمة المصادر والمراجع.
فهرس المحتويات.