‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫تقريب الزكاة يف سؤال وجواب‬

‫احللقة الثالثة‬

‫نبذة خمتارة من أحكام زكاة عروض التجارة‬

‫احلمد هلل‪ ،‬وأشهد أن ال هلإ إال اهلل وحده ال رشيك هل‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوهل‪ ،‬صىل اهلل‬
‫عليه وىلع آهل وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه احللقة اثلاثلة من رسالة‪( :‬تقريب الزاكة يف سؤال وجواب) ويه متعلقة بأحاكم زاكة عروض‬
‫اتلجارة‪ ،‬اليت يه أكرث األصناف الزكوية انتشارا يف هذا العرص‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬

‫ج‪ :1‬العروض مجع عرض‪ ،‬بتسكني الراء‪ ،‬وهو ما اكن من صنوف املال من غري اذلهب والفضة‪.‬‬
‫الزاهر (‪ )108/1‬لألزهري ‪.‬‬
‫العروض إذا لك ما أعد للتجارة من أي نوع‪ ،‬ومن أي صنف اكن‪ .‬وهو أعم أموال الزاكة‬
‫وأشملها؛ إذ إنه يدخل يف العقارات‪ ،‬ويف األقمشة‪ ،‬ويف األواين‪ ،‬ويف احليوان‪ ،‬ويف لك يشء‪.‬‬
‫الرشح املمتع (‪.)138/6‬‬
‫وأما اتلجارة فيه‪ :‬تقليب املال لغرض الربح‪ ،‬أو ممارسة ابليع والرشاء‪.‬‬

‫ج‪ :2‬أمجعوا ىلع أن يف العروض اليت تدار للتجارة الزاكة إذا حال عليها احلول‪ .‬اإلمجاع (ص‪:‬‬
‫‪ )48‬البن املنذر‪.‬‬
‫األئمة األربعة وسائر األمة ‪ -‬إال من شذ ‪ -‬متفقون ىلع وجوبها يف عرض اتلجارة‪ .‬جمموع‬
‫الفتاوى (‪ )45/25‬لشيخ اإلسالم‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫َْ‬ ‫ذ َ ْ َْ َ ُ‬ ‫ْ َ ِّ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ ُّ َ ذ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ات ما كسبت ْم َومِما أخ َرجنا لك ْم م َِن اْل ْر ِض}‬
‫ج‪ :3‬قوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اَّلِين آمنوا أن ِفقوا مِن طيب ِ‬
‫(ابلقرة‪ .)267 :‬قال الطربي‪ :‬يعين جل ثناؤه‪ ،‬زكوا من طيب ما كسبتم بترصفكم‪ ،‬إما‬
‫بتجارة‪ ،‬أو صناعة‪ .‬اه‬
‫وثبت عن ابن عمر ‪ ‬أنه قال‪( :‬ليس يف العرض زاكة؛ إال أن يراد به اتلجارة)‪ .‬أخرجه‬
‫عبد الرزاق (‪ )97/4‬بإسناد صحيح كما يف املجموع (‪.)48/6‬‬
‫قال الطحاوي ‪ ‬يف املخترص (‪ :)432/1‬روي عن عمر وابن عمر زاكة عروض اتلجارة‬
‫من غري خالف‪.‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪ ‬يف األضواء (‪ :)137/2‬فقد رأيت ثبوت أخذ الزاكة من عروض اتلجارة‬
‫عن عمر‪ ،‬ولم يعلم هل خمالف من الصحابة‪ ،‬وهذا انلوع يسىم إمجااع سكوتيا‪ ،‬وهو حجة عند‬
‫أكرث العلماء‪.‬‬

‫ج‪ :4‬إنما نىف ابن حزم وجوب الزاكة يف عروض اتلجارة؛ ألنه ال يقول بتعليل األحاكم‪ ،‬والقول‬
‫حلكم قول باطل‪ ،‬والصحيح أنها معللة‪ ،‬وأنها نزلت‬
‫بعدم تعليل األحاكم‪ ،‬وأنها لم ترشع ِ‬
‫حلكم‪ ،‬لكنها قد يعلمها العلماء فيبنون عليها‪ ،‬ويتوسعون يف األحاكم‪ ،‬وقد ال يعلمها العلماء‬
‫ِ‬
‫فيقفون عند انلص‪ ،‬وهذا هو مسلك األئمة األربعة‪ ،‬واألكرث من أهل العلم‪ .‬اللجنة ادلائمة‬
‫(‪.)312/9‬‬

‫ج‪ :5‬يشرتط الفقهاء لزاكة عروض اتلجارة رشوطا ويه‪:‬‬

‫اْلول‪ :‬تملك السلعة بنية اتلجارة‪ ،‬وهذا رشط حمل اتفاق بني الفقهاء‪ ،‬نص عليه غري واحد‬
‫منهم‪ .‬فإذا نوى عند تملكها أنها لالستعمال‪ ،‬أو لم ينو شيئا‪ ،‬فال زاكة فيها مهما بقيت عنده من‬
‫املدة‪.‬‬
‫قال ابن املنذر ‪ :‬ال جتب الزاكة يف العروض إال أن يشرتيها بنية اتلجارة‪ .‬اإلرشاف‬
‫(‪ )177/1‬ونص عليه ابن قدامة يف املغين (‪ )251/4‬وابن امللقن يف اإلعالم (‪.)54/5‬‬

‫‪2‬‬
‫اثلاين‪ :‬بلوغ انلصاب‪ ،‬ويكون تقويمه بأدىن انلصابني اذلي هو الفضة حايلا‪ ،‬فإذا بلغت عروض‬
‫اتلجارة قيمة نصاب الفضة اذلي هو (‪ )595‬جرام وجبت فيها الزاكة برشوطها‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬حوالن احلول‪ ،‬ويكون انعقاده من حني بلوغها انلصاب‪ .‬قال انلووي ‪ :‬احلول‬
‫معترب يف زاكة اتلجارة بال خالف‪ .‬روضة الطابلني (‪.)267/2‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪ :‬وال نعلم خالفا يف اعتبار احلول‪ .‬املغين (‪.)249/4‬‬
‫فتلخص نلا ثالثة رشوط ويه‪:‬‬
‫‪ .)1‬نية اتلجارة‪.‬‬
‫‪ .)2‬أن حيول عليها احلول من وقت بلوغها انلصاب‪.‬‬
‫‪ .)3‬أن يبلغ ثمنها انلصاب‪.‬‬
‫ومنهم من يضيف رشطا رابعا وهو‪ :‬أن يملك املال بعقد فيه عوض‪ ،‬اكبليع‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬وانلاكح‪.‬‬
‫قاهل صاحب املهذب ‪.‬‬

‫ج‪ :6‬أمجعوا ىلع أن يف العروض إذا اكنت للتجارة اكئنة ما اكنت إذا بلغت قيمتها نصابا من‬
‫العروض واذلهب ففيه ربع العرش‪ .‬إمجاع األئمة األربعة (‪ )253/1‬البن هبرية‪.‬‬
‫ال خالف أن قدر زاكة اتلجارة ربع العرش اكنلقد‪ .‬روضة الطابلني (‪ )273/2‬للنووي‪.‬‬

‫ج‪ :7‬ربح مال اتلجارة ونتاج السائمة‪ ،‬جيب ضمه إىل ما عنده من أصله‪ ،‬فيعترب حوهل حبوهل‪ ،‬ال‬
‫نعلم فيه خالفا‪ .‬املغين (‪.)468/2‬‬
‫نتاج السائمة وربح اتلجارة حوهلما حول أصلهما إذا بلغ نصابا‪ ،‬وإن لم يكن نصابا فحوهل‬
‫يبتدئ من حيت يتم نصابا‪ .‬اللجنة ادلائمة ‪.‬‬
‫ربح اتلجارة ال يشرتط فيه تمام احلول‪ ،‬فلو اشرتى عقارا بعرشة آالف ريال للتجارة‪ ،‬ثم بقيت‬
‫قيمته ىلع هذا الوضع فلما تم أحد عرش شهرا ارتفعت قيمته حىت بلغت مخسة عرش ألفا؛ فإنه‬
‫جيب عليه أن خيرج زاكة مخسة عرش ألف ريال وإن لم يتم ىلع هذا الربح إال شهر واحد‪ ،‬وكذلك‬
‫أيضا يف نتاج السائمة إذا اكنت عنده سائمة وأنتجت إنتاجا يتغري به الفرض فإنه أيضا ال يشرتط‬
‫هلا تمام احلول‪( .‬فتاوى نور ىلع ادلرب) للعثيمني‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ج‪ :8‬إذا اكن اتلاجر من أصحاب ابليع باجلملة فيعتربها باجلملة‪ ،‬وإذا اكن من أصحاب ابليع‬
‫باإلفراد فيعتربها باإلفراد‪ .‬الرشح املمتع (‪.)144/6‬‬

‫ج‪ :9‬إذا اكن املستفاد من غري جنس ما عنده‪ ،‬فهذا هل حكم نفسه‪ ،‬ال يضم إىل ما عنده يف‬
‫حول وال نصاب‪ ،‬بل إن اكن نصابا استقبل به حوال وزاكه‪ ،‬وإال فال يشء فيه‪ .‬وهذا قول مجهور‬
‫العلماء‪ .‬املغين (‪.)468/2‬‬

‫ُّ‬
‫تضم إىل لك واحد من اذلهب والفضة‪ ،‬ويكمل به نصابه‪ ،‬ال نعلم فيه‬ ‫ج‪ :10‬عروض اتلجارة‬
‫اختالفا‪ .‬قال اخلطايب‪ :‬ال أعلم اعمتهم اختلفوا فيه‪ ،‬ولو اكن هل ذهب وفضة وعروض وجب ضم‬
‫ٌ‬
‫مضموم إىل لك واحد منهما‪ ،‬فيجب ضمهما‬ ‫بعض يف تكميل انلصاب؛ ألن العرض‬ ‫اجلميع إىل ٍ‬
‫إيله‪ ،‬ومجع اثلالثة‪ .‬املغين (‪.)36/3‬‬

‫تنبيه‪ :‬سبق معنا يف احللقة األوىل أنه ال يضم اذلهب إىل الفضة إذا لم يبلغا أو أحدهما انلصاب‪،‬‬
‫وهذا إذا لم يكن معهما عروض جتارة‪.‬‬
‫أما لو اكن مع اذلهب والفضة عروض جتارة فيضمان إيلها بغري خالف كما نقله ابن قدامة ولو‬
‫لم يبلغا انلصاب‪.‬‬

‫ج‪ :11‬حول عروض اتلجارة ال ينقطع باملبادلة؛ ألن زاكة اتلجارة جتب يف القيمة‪ ،‬والقيمة باقية‬
‫الزاكة للبغوي‬ ‫يف ملكه وقت املبادلة؛ ألن ملكه ال يزول عن أحدهما إال ويملك اآلخر‪.‬‬
‫(ص‪.)195 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ال ينقطع احلول إذا أبدل عروض اتلجارة بذهب أو فضة‪ ،‬وكذلك إذا أبدل ذهبا أو فضة بعروض‬
‫جتارة؛ ألن العروض جتب الزاكة يف قيمتها ال يف عينها‪ ،‬فكأنه أبدل دراهم بدراهم‪ ،‬فاذلهب‬
‫والفضة والعروض تعترب شيئا واحدا‪ ،‬وكذا إذا أبدل ذهبا بفضة إذا قصد بهما اتلجارة‪ ،‬فيكونان‬
‫اكجلنس الواحد‪ .‬الرشح املمتع (‪.)40/6‬‬

‫قلت‪ :‬ومثله لو اكن معه مال بلغ انلصاب فاشرتى به عروض جتارة‪ ،‬فإن حول العروض هو حول‬
‫املال‪ ،‬وال يستأنف هلا حوال جديدا‪.‬‬

‫ج‪ :12‬ذهب مجهور العلماء إىل أنه ال جتب فيه الزاكة؛ ألن القنية يه األصل‪ ،‬واتلجارة فرع عنها‪،‬‬
‫فال ينرصف إىل الفرع بمجرد انلية‪ ،‬اكملقيم ينوي السفر‪.‬‬
‫وذهب بعض الشافعية‪ ،‬وبعض احلنابلة‪ ،‬إىل أنه يصري للتجارة وجتب فيه الزاكة‪ ،‬ورجحه العثيمني‬
‫قائال‪ :‬لعموم قول انليب ‪« :‬إنما اْلعمال بانليات‪ ،‬وإنما للك امرئ ما نوى»‪ ،‬وهذا‬
‫الرجل نوى اتلجارة‪ ،‬فتكون هلا‪ .‬الرشح املمتع (‪.)143/6‬‬

‫ج‪ :13‬قال السيويط ‪ :‬ويف ابلحر واحلاوي‪ :‬املسلم فيه للتجارة ال جتب زاكته قوال واحدا‪،‬‬
‫فإذا قبضه استأنف احلول‪ .‬األشباه وانلظائر (ص‪.)332 :‬‬

‫ج‪ :14‬القنية يه‪ :‬حبس املال لالنتفاع ال للتجارة‪ .‬املوسوعة الفقهية (‪.)68/34‬‬
‫ال جتب الزاكة يف سائر آالت ُّ‬
‫الصناع وأثاث ابليوت واألشجار وانلبات واألواين والعقار من ادلور‬
‫َ َ ٌَ‬ ‫َْ َ ََ ُْ ْ‬ ‫واألرضني ُّ‬
‫للسكىن والكراء؛ حلديث رسول اهلل ‪« :‬ليس لَع المسلِ ِم صدقة ِِف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫عب ِده ِ َوَل ِِف ف َر ِس ِه» وألن األصل عدم الوجوب إال بديلل وال ديلل فيها‪ .‬كشاف القناع‬
‫(‪ )285 ،193/2‬للبهويت‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أجرى العلماء من الصحابة واتلابعني ومن بعدهم من اخلالفني سائر العروض لكها ىلع‬
‫اختالف أنواعها جمرى الفرس والعبد إذا اقتىن ذلك لغري اتلجارة‪ .‬اتلمهيد (‪ )135/17‬البن‬
‫عبد الرب‪.‬‬

‫ج‪ :15‬ما فيها زاكة؛ ألن انليب ‪ ‬قال‪« :‬ليس لَع املسلم ِف عبده‪ ،‬وَل فرسه صدقة»‬
‫فليس فيها زاكة‪ .‬وأجرتها إن تمت احلول عنده يزكيها؛ وإن اكنت األجرة يرصفها ىلع السيارة‬
‫وىلع أوالده فال زاكة فيها؛ ألن من رشط الزاكة تمام احلول‪ ،‬وهذا الرجل ال يبىق عنده املال إىل‬
‫سنة‪ ،‬فهو يرصفه يف مصالح السيارة‪ ،‬وكذلك يف أهله فليس عليه زاكة‪ .‬اللقاء الشهري‬
‫للعثيمني‪.‬‬

‫ج‪ :16‬يستثىن من أموال القنية صنفان جتب فيهما الزاكة وهما‪:‬‬

‫األول‪ :‬اذلهب والفضة؛ فتجب الزاكة فيهما عند بلوغ انلصاب وحوالن احلول‪ ،‬ىلع الراجح من‬
‫أقوال أهل العلم‪ ،‬ولو لم يكونا معدين للتجارة‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬من أكرث من رشاء القنية قبل حوالن احلول فرارا من الزاكة؛ فال تسقط عنه الزاكة يف هذه‬
‫احلال‪ ،‬بل يعاقب بنقيض قصده‪ ،‬عند كثري من أهل العلم‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ج‪ :17‬ذهب اجلمهور خالفا ملالك يف رواية عنه أن الزاكة ال جتب عليه؛ ألن نية اتلجارة رشط‬
‫لوجوب الزاكة يف العروض‪ ،‬فإذا نوى القنية زالت نية اتلجارة‪ ،‬ففات رشط الوجوب‪ .‬الزاكة يف‬
‫العقار (ص‪.)53-52 :‬‬

‫ج‪ :18‬ذهب مجهور العلماء إىل أنه جتب الزاكة يف لك ما حبوزة اتلاجر من السلع اليت بلغت‬
‫انلصاب وحال عليها احلول‪ ،‬سواء اكنت نافقة أو اكسدة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وذهب بعض فقهاء املالكية ونسب إىل اإلمام مالك ‪ ‬إىل أن الزاكة ال جتب يف السلع‬
‫الاكسدة إال إذا بيعت‪ ،‬فزيكيها صاحبها عن سنة واحدة‪.‬‬
‫قال العالمة العثيمني ‪ :‬وهذا يف احلقيقة فيه تيسري ىلع األمة‪ ،‬وفيه موافقة للقواعد؛ ألن‬
‫هذا الرجل يقول‪ :‬أنا ال أنتظر الزيادة‪ ،‬أنا أنتظر من يقول بِع مين‪ .‬الرشح املمتع (‪.)29/6‬‬

‫ج‪ :19‬الصحيح أن ادلين إذا اكن ىلع معرس ال وفاء هل‪ ،‬أو ىلع مماطل ال يقدر ىلع االستيفاء منه‪،‬‬
‫ً‬
‫أو اكن املال مرسوقا‪ ،‬أو ضاال أو حنوه‪ ،‬مما ال يقدر عليه صاحبه وال ينتفع به‪ ،‬ال زاكة فيه إذا‬
‫قبضه حىت حيول عليه احلول بعد قبضه؛ ألن اهلل حبكمته رشع الزاكة يف األموال انلامية املقدور‬
‫عليها‪ ،‬وهذه األموال املذكورة ال يقدر عليها أصحابها وال يه معدة للنماء‪ .‬املختارات اجللية‬
‫(ص‪ )75 :‬للسعدي‪.‬‬

‫ج‪ :20‬لو رهن ماشية أو غريها من أموال الزاكة وحال احلول‪ ،‬فاملذهب وبه قطع اجلمهور وجوب‬
‫الزاكة تلمام امللك‪ .‬املجموع (‪.)343/5‬‬
‫املال املرهون جتب الزاكة فيه إذا اكن ماال زكويا‪ ،‬لكن خيرجها الراهن منها إذا وافق املرتهن‪،‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬رجل رهن ماشية من الغنم واملاشية مال زكوي رهنها عند إنسان‪ ،‬فالزاكة فيها واجبة‬
‫البد منها؛ ألن الرهن ال يسقط الزاكة‪ ،‬وخيرج الزاكة منها‪ ،‬لكن بإذن املرتهن‪ .‬فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)34/18‬‬

‫ج‪ :21‬ما يأخذه والة األمور بغري اسم الزاكة ال يعتد به من الزاكة‪ .‬جمموع الفتاوى (‪)93/25‬‬
‫لشيخ اإلسالم‪.‬‬
‫ال جيوز أن ُتتسب الرضائب اليت يدفعها أصحاب األموال ىلع أمواهلم من زاكة ما جتب فيه‬
‫الزاكة منها‪ ،‬بل جيب أن خيرج الزاكة املفروضة‪ ،‬ويرصفها يف مصارفها الرشعية‪ ،‬اليت نص عليها‬
‫ذَ ذ َ َ ُ َُْ‬
‫سبحانه وتعاىل بقوهل‪{ :‬إِنما الصدقات لِلفق َراءِ} اآلية‪ .‬اللجنة ادلائمة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ج‪ :22‬اختلف العلماء يف زاكة العروض‪ ،‬هل جيوز إخراجها عرضا من نفس العروض أم ال بد أن‬
‫تكون من القيمة؟ ىلع ثالثة أقوال‪ ،‬املنع مطلقا‪ ،‬واإلجياب مطلقا‪ ،‬واتلخيري بني األمرين‪ ،‬وهو‬
‫قول للشافيع وأيب حنيفة كما يف املغين (‪ )250/4‬واختاره شيخ اإلسالم عند احلاجة فقال بعد‬
‫أن ذكر هذا القول‪ :‬وهذا أعدل األقوال‪ ،‬فإن اكن آخذ الزاكة يريد أن يشرتي بها كسوة‪ ،‬فاشرتى‬
‫رب املال بها كسوة وأعطاه فقد أحسن إيله‪ .‬الفتاوى الكربى (‪ )299/1‬وهو ما اختاره السعدي‬
‫كما يف املختارات اجللية (ص‪ )77 :‬والشيخ ابن باز يف جمموع الفتاوى (‪ )253/14‬وشيخنا‬
‫الواديع قائال‪ :‬ومن الزاكة ما جاء ختصيصه كصدقة الفطر بصاع من كذا وكذا‪ ،‬فال جيوز‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬هناك عروض جتارية ال يصلح إخراج أعيانها يف الزاكة لعدم حاجة الفقري إيلها؛ فالواجب‬
‫هو إخراج زاكتها من املال‪.‬‬

‫ج‪ :23‬املضاربة يه‪ :‬عقد رشكة يف الربح بمال من جانب رب املال‪ ،‬وعمل من جانب املضارب‪.‬‬
‫ادلر املختار (‪.)645/6‬‬
‫وقد نقل ابن املنذر وغريه اإلمجاع ىلع مرشوعيتها‪ .‬ويشرتط جلوازها أهلية املتعاقدين‪ ،‬وأن‬
‫يكون رأس املال معلوما‪ ،‬وأن يكون نصيب لك منهما من الربح معلوما شائعا‪.‬‬
‫فإن اكن مال املضاربة بلغ انلصاب وحال عليه احلول فيجب ىلع صاحبه أن يزيك عنه أصال‬
‫ورحبا ال إشاكل يف ذلك‪ ،‬ونقل بعضهم االتفاق ىلع ذلك‪.‬‬

‫ج‪ :24‬الصحيح أن زاكة ربح العامل تكون عليه؛ ألنه يملك نصيبه من الربح‪ ،‬لكن هذه الزاكة‬
‫ال تكون إال بعد استحقاقه نلصيبه‪ ،‬واستالمه هل‪ ،‬وحوالن حول عليه إن اكن نصابا‪(( .‬نوازل‬
‫الزاكة (ص‪.)232-231 :‬‬

‫ج‪ :25‬السهم هو احلصة اليت يقدمها الرشيك يف رشاكت املساهمة‪ ،‬وهو يمثل جزءا معينا من‬
‫رأس مال الرشكة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وأما عن كيفية زاكتها فقال الشيخ ابن باز ‪ :‬إذا اكنت األسهم لالستثمار ال للبيع فالواجب‬
‫تزكية أرباحها من انلقود‪ ،‬إذا حال عليها احلول وبلغت انلصاب‪ .‬أما إذا اكنت األسهم للبيع فإنها‬
‫تزىك مع أرباحها لكما حال احلول ىلع األصل‪ ،‬حسب قيمتها حني تمام احلول‪ .‬فتاوى ابن باز‬
‫(‪.)191/14‬‬
‫وقال الشيخ ابن عثيمني ‪ :‬إن اكنت ادلولة ُتيص ذلك وتأخذ زاكتها فإن اذلمة تربأ بذلك‪،‬‬
‫يقومها لك اعم بما تساوي‪ ،‬وخيرج ربع العرش إن‬ ‫وإال وجبت الزاكة فيها ىلع انلحو اتلايل‪ :‬بأن ِّ‬
‫ِّ‬
‫اكن قصد بها االجتار‪ ،‬أما إن قصد بها االستثمار فال زاكة عليه إال يف مغلها إن اكن دراهم وتم‬
‫عليها احلول‪ .‬فتاوى العثيمني (‪.)170-169/18‬‬

‫ج‪ :26‬جتب الزاكة يف األسهم والسندات إذا اكنت تمثل نقودا‪ ،‬أو عروضا للتجارة‪ ،‬برشط أن‬
‫يكون من يف ذمته انلقود ليس معرسا‪ ،‬وال مماطال‪ .‬اللجنة ادلائمة (‪.)354/9‬‬

‫ج‪ :27‬جتب الزاكة ىلع املساهم بعد بلوغ ماهل نصابا وحوالن احلول عليه‪ ،‬حيسب نصيبه من‬
‫الرشكة وما ُتقق هل من ربح يف املحل اتلجاري‪ ،‬ويضمه إىل ما دليه من أموال أخرى‪ ،‬وهو ما‬
‫ر‬
‫صدر به قرار جممع الفقه اإلساليم‪ ،‬واستثىن من ذلك أربع حاالت خترج الرشكة زاكة األسهم‬
‫نيابة عن املساهم ذكرها بقوهل‪ :‬جتب زاكة األسهم ىلع أصحابها‪ ،‬وخترجها الرشكة نيابة عنهم إذا‬
‫نص يف نظامها األسايس ىلع ذلك‪ ،‬أو صدر به قرار من اجلمعية العمومية‪ ،‬أو اكن قانون ادلولة‬
‫يلزم الرشاكت بإخراج الزاكة‪ ،‬أو حصل تفويض من صاحب األسهم إلخراج إدارة الرشكة زاكة‬
‫أسهمه‪ .‬قرار املجمع الفقيه (‪ )4/3‬رقم (‪ )28‬نوازل الزاكة (ص‪.)188-187 :‬‬

‫ج‪ :28‬خترج إدارة الرشكة زاكة األسهم كما خيرج الشخص الطبييع زاكة أمواهل‪ ،‬بمعىن أن تعترب‬
‫مجيع أموال املساهمني بمثابة أموال شخص واحد‪ ،‬وذلك أخذا بمبدأ اخللطة عند من عممه من‬
‫الفقهاء يف مجيع األموال‪ ،‬ويطرح نصيب األسهم اليت ال جتب فيها الزاكة ومنها‪ :‬أسهم اخلزانة‬

‫‪9‬‬
‫العامة‪ ،‬وأسهم الوقف اخلريي‪ ،‬وأسهم اجلهات اخلريية‪ ،‬وكذلك أسهم غري املسلمني‪ .‬جممع الفقه‬
‫اإلساليم (عدد ‪ ،4‬ج‪.)882 – 881/1‬‬
‫قلت‪ :‬اذلين عمموا اخللطة من الفقهاء حىت يف انلقدين وعروض اتلجارة هم الشافعية يف اجلديد‬
‫كما يف روضة الطابلني (‪ )30/2‬للنووي ‪.‬‬

‫ج‪ :29‬الزاكة ىلع األسهم وغريها من عروض اتلجارة تكون ىلع القيمة السوقية‪ ،‬فإذا اكنت حني‬
‫الرشاء بألف ثم صارت بألفني عند وجوب الزاكة فإنها تقدر بألفني؛ ألن العربة بقيمة اليشء‬
‫عند وجوب الزاكة ال برشائه‪ .‬فتاوى العثيمني (‪.)197/18‬‬

‫ج‪ :30‬إذا باع املساهم أسهمه يف أثناء احلول ضم ثمنها إىل ماهل‪ ،‬وزاكه معه عندما ييجء حول‬
‫زاكته‪ .‬جممع الفقه اإلساليم (‪.)882-881/1‬‬

‫حممد‪ ،‬وىلع آهل وصحبه وإخوانه أمجعني‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫وباهلل اتلوفيق‪ ،‬وصىل اهلل وسلم وبارك ىلع نبيِّنا‬
‫صاحبها‬ ‫السديع‪( .‬رمضان ‪ .)1441‬من اهلجرة انلبوية ىلع‬ ‫انتقاه أبو عمرو ‪/‬نور ادلين بن يلع ُّ‬
‫ِ‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫س‪ :1‬ما يه عروض اتلجارة؟ ‪1 ...............................................................................................‬‬

‫س‪ :2‬هل جتب الزاكة يف عروض اتلجارة؟‪1 ..............................................................................‬‬

‫س‪ :3‬ما هو ادليلل ىلع وجوب الزاكة يف عروض اتلجارة؟ ‪2 .......................................................‬‬

‫س‪ :4‬ما يه حجة ابن حزم يف نيف زاكة عروض اتلجارة وما هو الرد عليها؟‪2 ............................‬‬

‫س‪ :5‬ما يه رشوط زاكة عروض اتلجارة؟‪2 ..............................................................................‬‬

‫س‪ :6‬كم مقدار زاكة عروض اتلجارة؟‪3 ...............................................................................‬‬

‫س‪ :7‬هل يزيك الربح مع األصل ولو لم يتم احلول ىلع الربح؟‪3 .................................................‬‬

‫س‪ :8‬هل العربة بقيمة السلعة عند وجوب الزاكة‪ ،‬بسعر اجلملة أم بسعر اتلجزئة؟ ‪4 ..................‬‬

‫س‪ :9‬جتارته يف الزب واستفاد ماشية فهل يضمها إىل زاكة الزب أم يستأنف بها حوال جديدا؟ ‪4 ......‬‬

‫س‪ :10‬عنده ذهب أو فضة لم يبلغ انلصاب فهل يضمه إىل عروض اتلجارة ويزيك عن اجلميع؟ ‪4‬‬

‫س‪ :11‬استبدل عروض اتلجارة بذهب أو فضة فهل يستأنف احلول من وقت االستبدال؟ ‪4 .......‬‬

‫س‪ :12‬اشرتى شيئا حلاجته اخلاصة‪ ،‬ثم نواه للتجارة‪ ،‬فهل جتب فيه الزاكة؟‪5 ..............................‬‬

‫س‪ :13‬دفعت ماال لرشاء بعض السلع اليت لم يأت وقت تسليمها فهل أزيك عنها؟ ‪5 ..................‬‬

‫س‪ :14‬هل يف املال املقتىن زاكة؟‪5 .............................................................................................‬‬

‫س‪ :15‬رجل عنده سيارة أجرة يتعيش عليها فهل فيها زاكة؟ ‪6 .................................................‬‬

‫س‪ :16‬ماذا يستثىن من عدم وجوب الزاكة يف مال القنية؟‪6 ......................................................‬‬

‫س‪ :17‬اشرتى شيئا للتجارة ثم نواه لالقتناء فهل يزيك عنه؟‪6 ..................................................‬‬

‫س‪ :18‬عندي سلع اكسدة يمر عليها سنون دون بيع هلا فهل جيب يلع أن أزيك عنها لك اعم؟‪6 .‬‬

‫س‪ :19‬هل يف املال املغصوب أو الضائع زاكة؟ ‪7 ........................................................................‬‬

‫س‪ :20‬هل يف املال املرهون زاكة؟‪7 ...........................................................................................‬‬

‫س‪ :21‬هل جيوز احتساب الرضيبة اليت تأخذها ادلولة من الزاكة؟‪7 .........................................‬‬

‫س‪ :22‬هل جيوز إخراج الزاكة من عروض اتلجارة بدال عن انلقود؟‪8 .......................................‬‬

‫‪11‬‬
‫س‪ :23‬كيفية زاكة املضاربة؟‪8 ................................................................................................‬‬

‫س‪ :24‬هل جتب زاكة ربح العامل يف مال املضاربة ىلع العامل أم ىلع صاحب رأس املال؟‪8 .......‬‬

‫س‪ :25‬ما يه كيفية زاكة األسهم؟‪8 .........................................................................................‬‬

‫س‪ :26‬إذا اكنت الرشكة اليت ساهمت معها ال تعطيين مايل مىت طلبته فهل أزيك عنه؟‪9............‬‬

‫س‪ :27‬هل زاكة األسهم ىلع الرشكة أم ىلع املساهمني؟ ‪9...........................................................‬‬

‫س‪ :28‬كيف خترج الرشكة زاكة املساهمني؟‪9..........................................................................‬‬

‫س‪ :29‬هل زاكة األسهم باعتبار القيمة الرسمية للسهم أم باعتبار قيمته يف السوق؟ ‪10................‬‬

‫س‪ :30‬باع سهمه يف أثناء احلول فهل يستأنف به حوال جديدا؟‪10............................................‬‬

‫املحتويات‪11 .........................................................................................................................‬‬

‫‪12‬‬