Professional Documents
Culture Documents
الأرضية التوجيهية vf
الأرضية التوجيهية vf
الأرضية التوجيهية vf
ان السياق الوطني والدولي وما يتسم به من تعقيد بالغ يتطلب منا ايقاظ وعينا التاريخي النقدي لمسار الحركة النسائية
وسياقاتها ،وتمحيص مكامن قوة مكتسباتها والوقوف عند حدودها،خاصة في عالقتها مع التحوالت المتسارعة
لمجتمعنا المغربي في تفاعله الدائم مع التحديات التي تطرحها عليه مقتضيات التنمية االقتصادية ،والتقدم
االجتماعي،والثقافي .
وبناء على هذا الوعي التاريخي بنضالنا النسائي الديموقراطي تتأسس مضامين هذه األرضية التوجيهية التي تعبر على
تصورنا العام لقضية المراة المغربية ،والشتغالنا ضمن الدينامية النسائية ،تجعل منطلقها فهم واستيعاب تاريخ
نضاالت اجيال من النساء المغربيات ،والوقوف عند اهم قضاياها،وتوجهاتها ،من جهة ،وقراءة وفهم السياق الحالي
برهاناته وتحدياته ،واسئلته الجديدة ،من جهة اخرى ،من اجل التحديد الدقيق للمنطلقات واالولويات ،لرسم طريق
نضاالت نساء منظمة االصالة والمعاصرًة وطنيا وجهويا
اتخذ الحراك النسائي منذ نشاته عدة اشكال وواجهات حسب الشروط التاريخية والفكرية التي املتها
طبيعة المرحلة الخاصة به ،فبصم في مرحلة النشاة وما بعدها على حضور قوي ودال في عمق النضال السياسي،
واالجتماعي ،من خالل معاركه على مختلف الواجهات.
فاذا كانت القضية النسائية قد عرفت تحوالت في بعض الثوابت المؤسسة للثقافة السائدة والمسيطرة ،فقد اتضح وبكل
دقة انها لن تتبلور ديموقراطيا دون التركيز على خصوصياتها ،ووضعها في اطارها الحقوقي الديموقراطي المتميز،
لتخدم العدالة االجتماعية المنشودة ،النه على الرغم من اهمية الدينامية النسائية الحزبية ،ومنذ السبعينات،غير انها لم
تالمس جوهر القضية،ولم تستطع فرض خصوصيتها ،وظل التعامل معها كقضايا فرعية للمشاكل االجتماعية،وجزء
من التاثيث للمشهد الحزبي ،وهو ما لم يعزز مكانتها داخل دواليب المؤسسات الحزبية التي ظلت رهينة سطوة العقلية
الذكورية .
ولقد ادى هذا الوضع الى بروز وعي نسائي بضرورة استقالل انشطتها -من اجل فرض حقوقها المدنيًة ،والسياسية -
عن االنشطة الحزبية ،فبصمت على تحول في هواجسها من خالل مطالب ومطامح واجندات خاصة ،ودقيقة ،وتبنت
في إسماع صوتها في المجاالت العامًة أشكال أخرى باليات ومنهجيات متعددة ،وواجهات للنضال كحركة نسوية ،
بأبعاد سياسية وحقوقية توازي بين التحسيس،وفرض الخصوصية على ارض الواقع ،من خالل العمل الميداني
وسياسة القرب من هموم النساء في المكان والزمان ،وبين الفعل النضالي المطلبي الذي تجاوز اشكال االحتجاج الى
ممارسة الضغط الصالح القوانين ،ومحاربة العنف ،بل تعداها الى تشكيل دينامية اقتراحية منتظمة في تنسيقيات،
استطاعت من خالل ممارستها الضغط و التاثير على القرارات السياسية وفي محطات عديدة .
ولقد كان لهذا المسار التدريجي نتائج مهمة ال يمكن باي شكل نكرانها ،أو القفز عليها في محطة تجديد هياكل منظمة
نساء حزب االصالة والمعاصرة ،فتمكنت هذه الجهود النضالية من قطف ثمارها .
ومع نهاية القرن العشرين ،بلغ زخم الحركة النسائية المغربية ذروته ،وانتهى النقاش العمومي إلى حالة من التقاطب
الحاد داخل المجتمع المغربي بين التيار الحداثي ،بقيادة الحركة النسائية ،واألحزاب الوطنية ،وبين التيار المحافظ،
وهو التقاطب الذي بلغ ذروته مع كل من مسيرة الرباط ومسيرة الدار البيضاء في العام ،2000ما استدعى التدخل
الملكي من خالل االحتكام اليه ،فهدأت حدة التقاطب ،غير أن الكفاح النسائي سيدخل مرحلة جديدة.
إن ثقة الحراك النسائي في التحكيم الملكي ،والتي سرعان ما أصبحت نوعا من التفويض المثمر ،قد دشنت منعطفا
جديدا في تاريخ الحركة النسائية المغربية ،والتي تشكلت بؤرتها األساسية داخل اليسار ،لكي تتجه هذه المرة إلى
التركيز على األدوار التثقيفية ،االقتراحية ،والتنموية ،بدل االقتصار على ثقافة االحتجاج التي استنفذت كل إمكانياتها،
ولم يعد باإلمكان التعويل عليها بعد أن أصبحت إرادة الدولة منفتحة على المشروع الحداثي ،ال سيما فيما يتعلق بحقوق
المرأة.
جاء قانون األسرة الجديد عام 2004ليبدو بادئ األمر مثل ثورة هادئة ،لكنه سرعان ما كشف عن تواضع سقفه أمام
السقف الذي رسمه دستور .2011
كما ان ما سمي ب" الربيع العربي "التي حمل شعارات الحرية والكرامة والعدالة ،سرعان ما تحولت نسائمه إلى
تهديد سافر لحقوق المرأة في كل المجتمعات التي شملتها الثورات .ونستحضر الوضع المأساوي الذي عانت منه المرأة
في مناطق نفوذ الجماعات االرهابية ،ليتاكد بما ال يدع مجاال للشك بأن المرأة هي الضحية األولى ليس فقط النهيار
األمن ،وهذا معلوم على الدوام ،بل أيضا النهيار الحداثة ،أو على األقل الهامش الحداثي الذي وفرته دول ما بعد
االستقالل .وتبعا لذللك ينبغي أن تكون المرأة في طليعة معركة االنتقال الحداثي.
لقد شكل وصول الحزب المحافظ إلى رئاسة الحكومة عقب دستور ،2011لحظة فارقة في حياة الحركة النسائية ،فلقد
شجعت االجواء العامة السائدة ،على االلتفاف علًى بعض المكتسبات القانونية للمرأة ،لكنه في المقابل انكشفت ثغرات
النصوص القانونية.
فلئن كان نص قانون األسرة الحالي قد غلب عليه التأويل المحافظ في األخير ،بفعل ثغرات في الصياغة وتعثرات في
السياق ،إال أن الواقع شهد تطورا متسارعا لفائدة المرأة ،وذلك بفعل الجهود الحكيمة للدولة من أعلى مستوياتها .فرغم
مخاطر النكوص تزامنا مع السياق اإلقليمي والدولي ،فقد دفعت إلى تغيير كبير في منطق التعاطي معها درءا للتصادم
والفوضى ،إال أن األيادي الحكيمة واصلت سياسة فتح األبواب أمام النساء قصد ولوج كل المجاالت ،التي ظلت حكًرا
على الرجال ،فصار مألوفا للمواطنين رؤية شرطيات يضبطن حركة المرور ،وقائدات يضبطن األسواق الشعبية،
وفقيهات يفتين في قضايا الدين .وهذا كله كفيل بالمساهمة في تغيير العقليات.
من نافل القول إن غلبة الخطاب العقالني على الخطاب الشعبوي داخل خط الكفاح النسائي ،قد خّيب ظّن النكوصيين ،
والذين توقعوا أن تواصل الحركة النسائية تجذير خطابها ،وهو ما لم يحدث بأي حال من األحوال ،بل صارت الحركة
النسائية المغربية نحو مزيد من النضج العقالني ،بكل مكوناتها ،بما فيها المكونات المنحدرة من اليسار الجذري .مما
نعتبره مكسبا أساسيا وجب البناء عليه.
على أن هناك مكسب ثان ،ذلك أن الخطاب النسائي سرعان ما تعلم من "حكمة التحكيم الملكي" بأن أسلوب العمل
عامل جوهري في المساعدة على تحقيق الهدف ،حتى وإن بدا الهدف أحيانا كأنه صادم لثقافة المجتمع .بل إننا كقوى
حداثية توافقية ندرك جيدا بأن جوهر معركة الحداثة هو األسلوب الذي تدار به المعارك ،فال يكفي أن تكون القضية
عادلة.
األسلوب العقالني هو أحد الخصائص األساسية التي ميزت الحركة النسائية المغربية عن مثيالتها في المنطقة .ذلك
انها فضلت أن تخترق المواضيع الدقيقًة ،عبر المحور األقل صدمة ،واألكثر فعالية ،بفضل نضجها وحكمتها ،فقد
اختارت أن تفكك البنى التقليدية عبر المحاور األقل صالبة ،وهو المطلوب في كل معارك الحداثة ،وهو عين الحكمة
والفاعلية والتبصر .يصدق ذلك على معارك الحركة النسائية أيضا ،بما فيها المعارك التي قد تبدو محرجة للموروث
الفقهي٠
كما وأن اصراره على إسناد موقع تسير الشان المحلي لمناضالته ،وفي وقت جد مبكر ، 2009إلشارة قوية وواضحة
على إصراره بالدفع بالنساء الى الواجهة السياسة ،وهذه بعض من مواقف الحزب العديدة والدالة على التعاطي
بايجابية ،وبالتزام تام مع المسألة النسائية ،و اعتبارها إحدى اولوياته الملحة.
وانطالقا من هذه الشروط ،وبغية تأصيل رؤية واضحة تمكننا من اعادة صياغة مشروعنا ،وامتالك وسائل عمل
وادوات تنظيمية كفيلة باحداث التغيير ،والتاثير واالمتداد ،فقد تسقفت منظمة نساء االصالة والمعاصرة بمرجعيات
الحزب ،وتوجهاته ،ومرتكزاته الفكرية ،وبمشروعه المجتمعي والحضاري ،وبالثوابت الوطنيه ،لقناعتها الراسخة
بحتمية اعتناق فكر يمتح من معين االصالة بنفس القدر من االنفتاح على المعاصرة دون اغراق فيهما.
ومع اننا نعي صعوبة هذا الملغم ،وأبعاده وتحدياته،فإننا مقتنعات بانه السبيل الحقيقي ،والطريق االقصر نحو تحقيق
اهدافنا ،واستنبات مشروعنا بكثير من المرونة ،والسالسة ،وبكثير من القبول ،واالقتناع ،في دوائر المناصرة،
وتوطين فعلها في مختلف تراب جهاتنا.
ووعيا منا باالشكاالت البنيوية المحيطة بهذه المسالة ،وبدقة اسئلة المرحلة ،وبالتحديات والرهانات ،فإننا مؤمنات
بضرورًة اعتناق مبدء عدم التشدد ،ونبذ التعصب للراي فكرا وممارسة ،في ظل الظروف الدقيقة للمسألة النسائية،
وسلك الحوار واالنصات ،واالقناع ،واالقتناع ،واالنفتاح المتزن نهجا ،واسلوبا ،لتثبيت دعائم المشروع ونضاالته
في أبعادها االنسانية والمجتمعية .
ونتوسل في ذلك ،بمخزون ذكاءنا الجماعي النسائي الحزبي لنحت تجربة تبحث عن جذورها ،غير منفصلة عن
واقعها بل مشاركة ،ومتواصلة ،فنحن ال نريدها مغرقة في االنغالق على الذات ،رافضة لآلخر بذريعًة الخوف على
استمرار الهوية ،بل نريدها متشبثة باألسس ،وفي نفس الوقت ،معانقة وحاضنة لحاضرها ،ومتطلعة لمستقبلها .
كما نطمح الى معاصرة متحاورة مع ماضيها تقرؤ الواقع في جذوره ،وتقدم حلول جذرية للقضايا االساسية الحقيقية،
والمؤثرة
نريد طرح قضيتنا االساسية ،قضية نساءنا واوضاعها من منظور هذه الثنائية ،على الرغم من وعينا بصعوبة المسالة،
اال ان ايماننا بارادتنا ،وعزيمتنا ،وبقدر من ذكاءنا الجماعي ،وبتجاربنا ،يجعلنا نستمر في المشي شقا لمعالم الطريق ،
وبإصرار شديد نحو اهدافنا من خالل التزام خًّط فكري بين البينين ،ندافع من خالله عن قضايا المرأة بحمولة قيمية
وهوياتية منطلقها األساس ،عالمية اإلسالم و قيمه الحضارية ،مع االنفتاح على المنظومة الكونية بقدر ما فيها من خير
لإلنسانية ،واألسرة ،والمرأة.
وتبقى مسالة تفكيك معادالت الكوني المحلي،والتمسك بالثوابت دون تحجر ،واالبداع والتجديد ،دون مساس باالسس،
رهان الرهانات وتحدي التحديات ٠
ومن اجل ذلًك ،ستنخرط مناضالت منظمة االصالة والمعاصرًة في كل النقاشات العمومية حول مختلف القضايا
الراهنة للنساء ،من خالل خط تفكيرها الدامج بين األصالة والمعاصرة ،لقناعتها بان تجديد وعي النساء مع الحرص
على االرتباط الوثيق بهويتهن ،كفيل بجعلهن قادرات بكل ثقة ومسؤوليًة ،على طرق كل أبواب التمكين األخرى ،
سواء اقتصادية ،أو سياسية ،أو اجتماعية.
إننا نسعى في مؤتمرنا هذا من اجل اعادة هيكلة منظمتنا وفق رؤية تجعل منها حركًة تشكل الحليف االستراتيجي
لقضايا النساء ،والمدعم لهن استنادا الى مرجعيات حزبنا،وركائزه ،ومشروعه المجتمعي ،ودينامية تساير وضعية،
وآفاق ،وتطلعات المراة المغربية في كل مراحل عمرها ،وفي كل مواقعها ،ومواضعها؛ في القرى ،والحواضر ،
والجبل ،أو في المهجر .
فرغم ما حققته الحركات النسائية من مكاسب ثقيلة ،فإننا ال زلنا نصطدم بواقع ما زال فيه ما يربو عن ٪56 من نساء
يعانين من استغالل ،واضطهاد ،وخاصة على مستوى االجتماعي ،بالرغم مما تحققه من انتاج في هذا المجال،
وعلى مستوى التعليم والتمدرس ،نجد ان نسبة االمية عند المراة بالمغرب مرتفعة بشكل كبير وخاصة في اوساط
المراة القروية ،والفتاة والتي تنقطع عن الدراسة بسبب الفقر ،وبسبب العقليات المسيطرة ،وينضاف اليه الجانب
المتعلق بالبنية التحتية ،وبالتوزيع غير الرشيد للمدارس ،وواقع توزيع المنشات العمومية في المجال القروي ،االمر
الذي يصبح فيه البعد خطرا يهدد سالمة الفتاة ،خاصة أمام تنامي ضاهرة االعتداء الجنسي ،وانتشار استهالك
المخدرات ،وهذا ما يعني أننا إزاء تحدي كبير فيما يخص تشجيع التمدرس ،والقضاء على االمية في صفوف النساء،
اما التعليم الجامعي فالوصول اليه من فتيات القرى والجبال امر غير يسير.
على المستوى االقتصادي ،واالجتماعي ال زالت المراًة والطفل ،الحلقة االضعف واالكثر تحمال للفقر والهشاشة ،على
الرغم من االرتفاع المسجل في اليد العاملة النسوية في القطاعات المختلفة؛الصناعية ،والفالحية.
ورغم ما تبذله الدولة ،وهيآت المجتمع المدني ،في مجال المشاريع الصغرى ،والعمل التعاوني ،وتشجيع االنتاج
المحلي ،والمقاوالت الصغرى ،اال ان هذا المجهود يظل محدود التاثير في مواجهة الظروف الصعبة ،واالزمة
االقتصاديًة.
في الجانب الصحي ،تعتبر المراة هي التي تتحمل التبعات خاصة في مراحل الحمل واالنجاب في القرى والبوادي
لغياب البنيات الصحية ،والموارد البشرية الطبية .
وأمام هذا الوضع ،فان منظور منظمة نساء االصالة والمعاصرًة للمسألة االجتماعية ،يتغذى من المرجعية الحزبية
للديموقراطية االجتماعية ،كخيار من أجل سياسة اجتماعية تغييرية ،مهيكلة حول إعادة التوزيع ،والحماية واإلنتاج،
وإعادة اإلنتاج .كمنظور يستهدف حماية المواطن من تقلبات السوق االجتماعية ،ويستهدف العمل على حل األسباب
البنيوية للفقر ،وتمكين المواطنين من الولوج والتمتع الفعلي بحقوقهم االقتصادية ،واالجتماعية .
فالسوق من منظورنا ليس فقط لتوزيع العمل كعامل إنتاج ثابت ،وإنما هو مكان التمتع الفعلي بالحقوق المدنية
واالجتماعية .وهذا هو عمق مفهوم العمل الالئق.
إن منظور الديمقراطية االجتماعية للمسألة هو سعي لتحقيق التنمية المستدامة ،والنمو النوعي .قائم على حماية
اجتماعية ،وقائية ،إزاء تقلبات السن والسوق،ومن االستغالل والتمييز ،والمخاطر األساسية في الحياة.
كما ان تحريك آليات الديمقراطية السياسية امر اساسي ألن التوعية السياسية الجدية تساعد المواطنات والمواطنين على
الوعي بمصالحهم االقتصادية ،واالجتماعية ،وتعمل على إشراكهم في العمل السياسي لتحريك الطاقات الكامنة فيهم،
من أجل مجتمع أكثر عدالة ،وتماسكا ،وتضامنا.
٠مشروع خارطة طريق لتنظيم نسائي متجدد
اننا نالحظ محدودية بعض التنظيمات النسائية الحزبية في مسايرة المد التطوري في الحركة النسائية ،النها ظلت
تغازل حركات التغيير المجتمعي دون ان تالمسها في عمقها ،ولم يكن لها بعد استراتيجي مؤسس على ثقافة االمتداد
الجماهيري ،والتواصل مع العقليات الممانعة ،ومن هنا ضعف محاورتها للثقافة السائدة .
وعليه فاننا نسعى ان نجعل هذا الشرط من بين النقط الوهاجة التي نضعها امامنا في ميدان االشتغال السياسي ،الن
طموح التحديث ال يتحقق بدون ان تواكبه ارادة سياسية
عمومية لمأسسة الحًقوق النسائية ،فكان يتعين علينا ايجاد استراتيجية ناجعة تنبني على احترام الخصوصية في القضية
النسائية ،الشيء الذي يمكننا من حماية مكتسباتنا القانونية ،وفرض احترام الحقوق االقتصادية ،واالجتماعية ،
والسياسية للنساء ،دون عزلها عن مشروع االصالح المجتمعي ،لوقف كل ممانعة للتغيير والتحديث الديموقراطي،
والتراجع عن المكتسبات،وهذا لن يتم دون ايجاد اليات االنغراس ،والتجذر داخل اوساطنا االجتماعية بكل شرائحها،
ومكوناتها سواء اكانت امازيغية ،او حسانية او عربية او يهودية او افريقية .كما لن يتم دون البحث عن االمكانات
المتاحة لتغيير العقليات العقيمة ،ونشر قيم المساواًة ،وتعميق الوعي بحقوق النساء في كل مضارب حياتنا اليومية ،في
القرى ،والجبال ،والمدن ،وداخل الموسسات التعليمية التي نطمح ان تكون فضاء حقيقيا لترسيخ قيم المواطنة اوال،
والتربية على حقوق االنسان ،وبوضع خطط لتغيير اوضاع النساء بمقاربة شمولية تشاركية تدمج كل الفاعلين
االقتصاديين ،واالجتماعيين ،والثقافيين ،وموسسات الدولًة ،والمجتمع المدني في هذا الورش الحي ،وال ننسى في هذا
المضمار ،التاهيل بالتكوين والتمكين الذاتيين لبناء كفايات نسائية مبدعة وخالقة ،تلج مراكز القرار داخل مجالها
الحزبي اوال ،ومجاالت القرار السياسي ،وامتالك السلطة التي تمكنها من تسييج وحماية وتطوير مكتسباتها،
نتطلع الى ان نجعل من تنظيمنا كيانا نسائيا ديموقراطيا حداثيا ،ال تجمعا نسائيا نخبويا ،محدود التاثير في الزمان
والمكان ،ضيق التاثير في طبيعًة الهدف ،والمسعى التحرري الشامل في بعده المسيج بالمساواة وقيم التسامح ،
واالنسانية ،ولن يتحقق هذا الشرط -في تقديرنا -اال في بيئة ثقافية ديموقراطية ،ضمن منظور اقتصادي ،واجتماعي،
وثقافي ،يرتبط بنضالنا داخل الحزب بكل اجهزته وتنظيماته.
ان النظال من اجل فرض واقع افضل للمراة المغربية في نظرنا ،هو في حد ذاته توجه بنيوي لتحسين وضعية االسرة
المغربية ،لهذا ينبغي ان نجعله واقعا يوميا نعيشه ،ونطوره بابعاده السياسية ،والفكرية ،والتنظيمية ،اذ بهذا نحقق
احترامنا ،وتفعيلنا لمبادئنا ومرجعياتنا الحزبية .
فامام ما نعيشه اليوم على صعيد العربي والدولي منتحوالت ونزوع نحو التغيير ثم تنامي مد التيار المحافظ يحتم علينا
مراجعة حساباتنا حول قضية المراة بل طرح قضاياها بشكل جريء وواضح ،الن رهاننا ال ينحصر في الدفاع عن
هذا ،بل يفتح واجهة اخرى تكمن في العمل الموحد ،لتفجير طاقاتها االبداعية الدفينة في كل المجاالت ،وبهذا نكون
نؤسس لفرز وخلق كوادر نسائية مناضلة مستقلة متميزة ،اي خلق المراة النموذج الرائدة ،التي توثر وتشارك في
صنع القرارات الكبرى .
ونخلص الى ان ان بالدنا ال زالت في طور استيعاب اسسس وميكانيزمات النظام الديموقراطي ،وخاصة فيما يتعلق
بتدبير الشان العام ،واشراك المجتمع بكل مكوناته ،ما يفرض على االعالم بتنوعه ،وجمعيات المجتمع المدني،
والمؤسسات التعليمية ،واالحزاب ،والمؤسسات الدينية التجند لهذا المطلب ،لبث قيم جديدة داخل المجتمع ،وتغيير
الثقافة التقليدية السائدة ،وتعزيز تمكين المراة من الوصول الى مراكز القيادة المسوولة ،وتجاوز التعامل مع المراة
كقضية نظرية يتم استحضارها ظرفيا في المحطات االنتاخابية .
كما ال ننسى امام كل هذه االوضاع ،استحضار المعاناة الكبيرة وغير االنسانية التي تعيشها شقيقاتنا في مخيمات الذل ،
والعار بتندوفت .
ان تجديد هياكل هذه البنية من البنى المكونة لحزبنا تجعلنا امام رهانات كبيرة تنفتح على سوال التجديد ،وكيفية تحقيق
مبتغانا للوصول الى الهدف السامي والنبيل ،المتمثل في مغرب الكرامة والمواطنة وحقوق االنسان.
وهذا يترجم اليات االشتغال التي ستتبناها لتنفيذ مشاريعنا المجتمعية ،بشكل تشاركي مع من يسير بجانبنا او يقاربنا في
مرجعيتنا الحزبية ،وطموحنا نحو بناء مجتمع حداثي ديموقراطي .
يتوجب علينا أن نواصل الطريق نحو المساواة الكاملة بين الجنسين في كل القوانين،ومناحي الحياة ،بنفس أكبر ،وأن
نبدأ من المكاسب والتراكمات المتحققة ،سواء في مستوى المواقف واألفكار ،أو مستوى النصوص واالجتهادات
الفقهية ،أو مستوى التنظيمات والتنظيمات الموازية .كما يتوجب علينا أن نستفيد من كل التعثرات والثغرات السابقة،
والتي أبقت على الحراك النسائي في إطار نخبوي صرف ،رغم أنه يمثل إحدى األدوات األساسية لتحديث المجتمع.