الشمائل النبوية 3 OeM

‫جامعة امللك فيصل‬
‫كلية الشريعة‬
‫مقرر مادة َّ‬

‫الشمائل النَّبويَّة‬
‫مدرس المادة ‪ :‬د‪ .‬لطيفه بنت سعد المــغـــنــّم‬
‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫عمادة ‪1‬‬ ‫[‬ ‫‪1‬‬ ‫]‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل © ‪All Rights Reserved for KFU‬‬
‫‪Deanship of E-Learning and Distance Education‬‬
‫ض َرةُ األُوىل‬
‫احملا َ‬
‫مدخل إىل‬
‫علم َّ‬
‫عمادة التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬ ‫‪[2‬‬ ‫]‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل © ‪All Rights Reserved for KFU‬‬
‫املُحا َ‬ ‫َّ‬
‫املرسلون – بدقَّتِها‪،‬‬ ‫ألنبياء‬ ‫ا‬ ‫فيهم‬ ‫مبن‬ ‫‪-‬‬ ‫َّاس‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫َّ‬
‫ف‬ ‫كا‬ ‫ري‬ ‫إن سرية رسول هللا‪ ‬تتميَّز من بني ِ‬
‫س‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و ُُشُوهلا‪ ،‬واستيعاهبا لدقائق حياته‪ ،‬وتفاصيلها‪ ،‬ومجيع مالحمها‪.‬‬
‫ايِتا كما‬‫وُمر ِ‬ ‫وال يوجد بَ َشر على وجه األرض مذ خلق هللا‪ ‬اخلليقة نَع ِر ُ‬
‫كل تفاصيل حياته ُ َ‬ ‫ف َّ‬
‫نعرف من حياة نبيِنا‪.‬‬
‫دل ب َدل ِوِه لعلَّه ينال‬‫ولقد تبارى العلماء قدميًا وحديثًا يف الكتابة يف أحداث سرية املصطفى‪‬؛ كل يُ ِ‬
‫السماوات واألرض‪.‬‬ ‫شرف ما كتبه إذا لقي رسول هللا‪ ‬غ ًدا بني يدي مواله وخالقه قيُّوم َّ‬
‫السنَّة‪ ،‬والطَّريقةُ‪ ،‬واهليئةُ ‪ -‬حممود ًة كانت أم مذمومةً ‪ُ -‬‬
‫وُت َم ُع على‪:‬‬ ‫والسرية يف لغة العرب‪ :‬هي ُّ‬ ‫ِ‬
‫(( ِس َري))‪.‬‬
‫ابلرفيق‬
‫َّب‪ ‬منذ والدته إىل التحاقه َّ‬ ‫الوقائع‪ ،‬واألحداث الَّيت تتعلَّق حبياة الن ِ‬
‫ُ‬ ‫واصطالحا‪ :‬هي‬
‫ً‬
‫األعلى أبيب هو ِ‬
‫وأمي‪‬‬
‫عمادة التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬ ‫‪[ 3‬‬ ‫]‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل © ‪All Rights Reserved for KFU‬‬
‫عن ُكل منها جبانب يتَّصل‬ ‫ولقد انبثق عن هذا العلم اجلليل ُمموعة من العلوم الفرعيَّة الَّيت يُ َ‬
‫بنبيِنا‪.‬‬
‫هتم آخرون جبانب ((دالئل‬ ‫ُشائل املصطفى‪ ،))‬وا َّ‬ ‫فاهتم بعض من َكتَب يف ِ‬
‫السرية جبانب (( ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫الشريفة‪ ،))‬بينما رَّكز غريُهم على ((فضائله‪))‬‬ ‫صه َّ‬‫واهتم فريق جبانب ((خصائِ ِ‬
‫َّ‬ ‫نبوتِِه‪،))‬‬ ‫َّ‬
‫و َش َرفِ ِه على سائر املخلوقات‪.‬‬
‫ومن هنا‪ :‬فإنَّنا سنتكلَّم يف هذه احملاضرات إن شاء هللا عن هذه العلوم املنبثقة عن ذاك الكيان‬
‫املهتم بسرية املصطفى‪ ،‬وسنبني إن شاء هللا تعاىل معاين هذه العلوم الفرعيَّة‪ ،‬وما يتعلَّق‬ ‫الش ِام ِخ ِ‬‫َّ‬
‫هبا‪.‬‬
‫مجع‪ُِ (( :‬شال))؛ وهو‪ :‬اخلُلُ ُق‪.‬‬ ‫الشمائل يف اللُّغة‪ُ :‬‬ ‫الشمائل النَّبويَّة‪َّ :‬‬
‫علم َّ‬
‫يمةُ احلميدةُ‪.‬‬ ‫ضا مجع‪َُِ (( :‬شيلة))؛ وهي‪ِ :‬‬
‫الش‬ ‫وهي أي ً‬
‫َ‬
‫وهديُهُ‪ ،‬وما كان‬ ‫ه‪،‬‬ ‫وآداب‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫لقيَّة واخلُلُِ‬
‫ق‬ ‫ابلشمائل النَّبويَّة اصطالحا‪ :‬صفات النِ ِب‪ ‬اخلِ ِ‬ ‫واملراد َّ‬
‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫ومشرب‪ ،‬وعري ذلك مَّا يتَّصل بشخصه‬ ‫ٍ‬ ‫وسالح‪ ،‬وما كان يرغب به من ٍ‬
‫مأكل‬ ‫ٍ‬ ‫يستعملُهُ من ٍ‬
‫لباس‪،‬‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫وصفاتُهُ من َّأول نَشأتِِه إىل أن اختاره هللا تعاىل إىل‬ ‫َّب‪ ،‬وأفعالُهُ‪ِ ،‬‬ ‫والشمائل كذلك هي‪ :‬أقوال الن ِ‬ ‫َّ‬
‫جواره؛ وال سيَّما يف الفرتة الَّيت أدَّى فيها ِ‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫حّت إنَّنا‬
‫أحصت؛ َّ‬‫دق أو َج َّل ‪ -‬إ َّال َ‬ ‫أمرا من أموره‪ ،‬وال شيئًا من شؤونه ‪َّ -‬‬ ‫الشمائل ً‬ ‫مل يدع علم َّ‬
‫ابتسام ِه‪ِ ،‬‬
‫ومشيَتِ ِه‪ ،‬وعبادته‬ ‫ض ِح ِكه‪ ،‬و ِ‬ ‫لنجد فيها صفة ثيابه‪ ،‬وجلوسه‪ ،‬وهنوضه من نومه‪ ،‬وهيئته يف َ‬
‫يف ليله وهناره‪ ،‬وكيف كان يفعل إذا اغتسل‪ ،‬وإذا أكل‪ ،‬وكيف كان يشرب‪ ،‬وماذا كان يلبس‪،‬‬
‫حيب من األلوان‪...‬‬ ‫يتحدث للنَّاس إذا لَِقيَ ُهم‪ ،‬وما كان ُّ‬
‫وكيف كان َّ‬
‫الشمائل إِ َذن‪ :‬هو شخص رسول هللا‪ ،‬و ُّ‬

‫كل ما يتَّصف به‪ ،‬ومييل إليه طبعه‬ ‫فموضوع علم َّ‬
‫عن به‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الشريف‪ ،‬ويُ َ‬
‫إن احلقيقةَ‬ ‫الدروس ِ‬

‫والع ََِب؛ إذ َّ‬ ‫َّب الكرمي‪ ،‬وأخذ ُّ‬ ‫َّعرف على حقيقة شخصيَّة هذا الن ِ‬ ‫ومثرتُهُ‪ :‬الت ُّ‬
‫متجسدة يف شخصيَّة املصطفى‪ِ ،‬‬
‫والسريةُ‬ ‫اإلسالميَّة كلَّها – عقيدةً‪ ،‬وعبادةً‪ ،‬ومعاملةً‪ ،‬وأخالقًا ‪ِ -‬‬
‫العملي لشريعة اإلسالم‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َّطبيق‬
‫مائل على وجه اخلصوص هي الت ُ‬ ‫موما‪َّ ،‬‬
‫والش ُ‬ ‫عُ ً‬
‫َّب‪‬؛ فهو رسول اصطفاه هللا‪ ،‬و َح ِفظَه من أدران اجلاهليَّة‪،‬‬ ‫الشمائل نفهم شخصيَّة الن ِ‬ ‫فمن خالل َّ‬
‫وأيَّده ابلوحي‪.‬‬
‫الشمائل جيد الطَّالب بني يديه صورًة للمثَ ِل األعلى يف سائر شؤون حياته‪ ،‬فيت ِ‬
‫َّخ ُذ منه‬ ‫ومن خالل َّ‬
‫َ‬
‫ستورا ال حييد عنه وال مييل‪.‬‬ ‫ود‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬‫ه‬‫ذو‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ومن حياته وأخالقه أُمنوذجا حيتَ ِ‬
‫ذ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫يتكون للطَّالب قَدر ُم ِهم من املعارف اإلسالميَّة فيما يتعلَّق ابألخالق‪،‬‬ ‫الشمائل َّ‬ ‫ومن خالل َّ‬
‫الدي ِن احلنيف‪.‬‬ ‫ُمسدة لِمجموع مبادئ ِ‬
‫واألحكام؛ فحياتُهُ‪ ‬صورة َّ َ‬
‫منوذجا‬ ‫‪‬‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫؛‬ ‫اإلسالمي‬
‫ِ‬ ‫اعية‬ ‫َّ‬
‫والد‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بوي‬ ‫َّ‬
‫الرت‬ ‫م‬ ‫الصورة املثلى ِ‬
‫للمعل‬ ‫الشمائل جند ُّ‬ ‫ومن خالل َّ‬
‫ً‬
‫صابرا‪.‬‬ ‫هللا‬ ‫ىل‬‫إ‬ ‫ا‬ ‫وداعي‬ ‫‪،‬‬ ‫فاضال‬
‫ً‬ ‫ا‬‫ي‬‫ِ‬‫ب‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫والدعوة إىل هللا‪ ،‬م ِ‬
‫ناص‬ ‫والرتبية‪َّ ،‬‬
‫حيًّا يف طُُرق التَّعليم‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ً ً‬
‫َّأس َي به واجب بقولِ ِه‪﴿ :‬لََقد كا َن‬ ‫ألن الت ِ‬ ‫َّعرف على ُشائل املصطفى‪ ‬عبادة َّ‬ ‫أن الت ُّ‬ ‫شك يف َّ‬ ‫وال َّ‬
‫يتم الواجب َّإال به فهو واجب؛ لذلك كانت دراسة‬ ‫سنَة﴾‪ ،‬وما ال ُّ‬ ‫ح‬ ‫ة‬‫و‬ ‫ُس‬
‫أ‬ ‫ول ِ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫لَ ُكم ِيف َر ُس‬
‫َ ََ‬
‫مائل واجبةً من هذا الباب‪.‬‬ ‫الش َ‬‫َّ‬
‫دق‪،‬‬ ‫اب املستقيم م ًثال رائعا يف األمانة‪ِ ،‬‬
‫والص ِ‬ ‫َّعرف على ُشائل املصطفى‪ ‬يعطي َّ‬
‫الش َّ‬ ‫وأخريا َّ‬
‫فإن الت ُّ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫صفات احلُس ِن الَّيت كان رسول هللا‪ ‬منبَ َعها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والوفاء‪ ،‬واإلخالص‪ ،‬وغري ذلك من ِ‬
‫كل‬
‫بحمد هللا‬
‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫عمادة التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬ ‫[‬ ‫]‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل © ‪All Rights Reserved for KFU‬‬
‫© ‪All Rights Reserved for KFU‬‬

‫مدرس المادة ‪:‬د ‪.‬لطيفه بنت سعد المــغـــنــّم‬

‫ض َرةُ الثَّانية‬
‫احملا َ‬
‫اتبع للمدخل إىل َّ‬
‫الشمائل‬
‫اخلصائص النَّبويَّة‪:‬‬
‫ُ‬
‫وأفر َدهُ أبحكام ليست ألحد من َّأمتِ ِه‪.‬‬ ‫خبصائص ليست لغريه من إخوانه األنبياء‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫خص هللا نبيَّنا‬
‫لقد َّ‬
‫والسنَّة‪.‬‬
‫وقد جاء بيان هذه اخلصائص يف الكتاب ُّ‬
‫والشمائل‪ ،‬وأشاروا‬ ‫رية‪ ،‬وال َّدالئل‪َّ ،‬‬ ‫واعتىن أهل العلم جبمعها وبياهنا يف كتب احلديث‪ ،‬والفقه‪ِ ،‬‬
‫والس‬
‫َ‬
‫إليها يف كتب التَّفسري‪ ،‬والعقيدة‪.‬‬
‫واخلصائص هي‪ :‬الفضائل واألحكام الَّيت انفرد هبا رسول هللا‪ ‬عن إخوانه األنبياء‪ ،‬أو عن سائر‬
‫َّأمتِ ِه‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬وهو أحد ُمتَ َعلِقاهتا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ‬‫َّبو‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫رية‬ ‫أن اخلصائص فرع من فروع علم ِ‬
‫الس‬ ‫فنالحظ إذن َّ‬
‫ّي‬ ‫َّسلس ِل َّ‬ ‫َّب‪ ‬من والدته إىل وفاته أبيب هو ِ‬ ‫ِ‬
‫من‪ ،‬ويب َّ ُ‬
‫الز ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫حبسب‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬ ‫وأم‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫حياة‬ ‫تتناول‬ ‫رية‬ ‫فالس‬
‫اختص‬
‫َّ‬ ‫ومعجزات‪ ،‬وما‬‫دالئل ُ‬
‫َ‬ ‫ب ذلك من‬ ‫صاح َ‬
‫من خالهلا َهديُهُ يف تلك األحداث والوقائع‪ ،‬وما َ‬
‫أخص من علم ِ‬
‫السرية ُمطل ًقا‪.‬‬ ‫به‪‬؛ فعلم اخلصائص إذن ُّ‬
‫يهتم جبوانب شخصيَّة النَّ ِب‪ ،‬وقد تنتمي واقعة َّما‬ ‫الشمائل؛ فكالمها ُّ‬ ‫لكنَّه يتداخل مع علم َّ‬
‫السرية مبفهومه ِ‬
‫العام‪.‬‬ ‫ألكثر من فرع من فروع علم ِ‬
‫كثريا من خصائصه‪ ‬هي من‬ ‫تداخال مع علم اخلصائص َّ‬
‫ألن ً‬ ‫ً‬ ‫مثال من أكثر العلوم‬ ‫فعلم َّ‬
‫الشمائل ً‬
‫االعتبارين‪.‬‬ ‫كال‬ ‫صفاته وأخالقه‪ ،‬فتنتمي إىل كال ِ‬
‫العلمّي بِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫الدالئل النَّبويَّة‪:‬‬
‫الدال وكسرها – وهي‪(( :‬العالمة))‪ ،‬و((األمارة))‪.‬‬ ‫الدالئل يف اللُّغة‪ :‬مجع ((داللة)) – بفتح َّ‬ ‫َّ‬
‫نبوته‪.‬‬
‫دق َّ‬ ‫يدل على ِ‬
‫ص ِ‬ ‫اصطالحا‪ :‬ما أكرم هللا به نبيَّه‪ ‬ممَّا ُّ‬ ‫واملراد هبا‬
‫ً‬
‫َّوسع يف‬
‫ُّبوة))‪ ،‬أو‪(( :‬املعجزات)) على سبيل الت ُّ‬ ‫ُّبوة))‪ ،‬أو‪(( :‬معامل الن َّ‬ ‫وتسمى‪(( :‬آايت الن َّ‬ ‫َّ‬
‫االصطالح‪.‬‬
‫املبشرات))‪ ،‬و((اإلرهاصات))‪ ،‬و((اإلخبار ابلغُيُوب))‪ ،‬و((إجابة‬ ‫الدالئل تنقسم إىل‪ِ (( :‬‬ ‫فإن َّ‬ ‫وإال َّ‬‫َّ‬
‫الدعوات))‪ ،‬و((خوارق العادات))‪ ،‬و((املعجزات))‪.‬‬ ‫َّ‬
‫السابقة عنه‪.‬‬
‫فاملبشرات‪ :‬هي إخبار الكتب َّ‬ ‫ِ‬
‫الرؤى))‪ ،‬أو ((اهلواتف))‪ ،‬أو‬ ‫واإلرهاصات‪ :‬هي ما حصل قبل البعثة ممَّا ُّ‬
‫يدل عليها من‪ُّ (( :‬‬
‫((التَّغيري غري املعتاد))‪.‬‬
‫واإلخبار ابلغيوب الَّيت وقعت يف زمنه‪ ،‬أو بعده‪ ،‬أو ممَّا سيقع يف آخر َّأايم ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫أخص من اخلارقة؛ إذ املعجزة هي‪ :‬ما يُظ ِه ُرهُ هللا على يديه‪ ‬ممَّا خيرق العادة‪ ،‬ويكون‬
‫ُّ‬ ‫واملعجزة‬
‫على سبيل الت ِ‬
‫َّحدي‪.‬‬
‫والشمائِ ِل‪.‬‬
‫والشمائل تدا ُخ ًال كذلك كما بّي اخلصائص َّ‬
‫الدالئل َّ‬ ‫فنالحظ إذن َّ‬
‫أن بّي َّ‬
‫العام كما أسلفنا‪.‬‬ ‫أخص من علم ِ‬

‫السرية مبفهومه ِ‬ ‫كل هذه الفروع هي ُّ‬
‫و ُّ‬
‫أشهر املصنفات يف علم َّ‬

‫الشمائل النَّبويَّة‪:‬‬
‫الّتِم ِذ ِي [ت‪279:‬ه ]‪.‬‬ ‫حملمد بن عيسى ِ‬ ‫الشمائل النَّبويَّة)) َّ‬‫((‪َّ (( ))1‬‬
‫الرايدة اكتسب حظوةً كبريةً لدى‬ ‫كان هذا الكتاب َّأول ُمصنَّف كتب يف هذا اجلانب‪ ،‬وألجل هذه ِ‬
‫العلماء والباحثّي؛ إذ وصفه ابن كثري بقوله‪(( :‬وقد صنَّف النَّاس يف هذا قدميًا وحديثًا ُكتُ بًا مفردة‬
‫بن عيسى بن‬ ‫د‬ ‫حمم‬
‫َّ‬ ‫عيسى‬ ‫أبو‬ ‫اإلمام‬ ‫‪:‬‬ ‫وأفاد‬ ‫وأجاد‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫يف‬ ‫مجع‬ ‫من‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫أحس‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫وغري مفردة؛‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ي رمحه هللا))‪.‬‬ ‫الّتِم ِذ ُّ‬
‫َسورَة ِ‬
‫َ‬
‫ومنبَ ِع‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫طب الوسائِ‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫اسن‬ ‫حم‬ ‫يف‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫الشمائل من أَج ِل ما أُلِ‬
‫َّ‬ ‫كتاب‬ ‫كان‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫آخر‬ ‫عليه‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫وعل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َفضائِ ِل‪.))‬‬
‫مذي كتاب وحيد يف اببه‪،‬‬ ‫اإلمام الِّت ِ‬
‫والدراية ِ‬ ‫الرواية ِ‬‫الشمائل لعامل ِ‬ ‫إن كتاب َّ‬ ‫ووصفه آخر بقوله‪َّ (( :‬‬
‫ورصعه بعيون األخبار‬ ‫بديعا‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫منهجا ً‬‫فريد يف استيعابه‪ ،‬مل أيت أحد مبماثل وال مبشابه؛ سلك فيه ً‬
‫ترصيعا))‪.‬‬
‫ً‬ ‫وفنون اآلاثر‬
‫األصبهان [ت‪369:‬ه ]‪.‬‬

‫ِ‬ ‫حممد‬ ‫َّب‪ ))‬أليب َّ‬
‫حممد عبدهللا بن َّ‬ ‫((‪(( ))2‬أخالق الن ِ‬
‫الرواايت الَّيت ِ‬
‫تبّي‬ ‫موعا من ِ‬ ‫جم‬ ‫حيوي‬ ‫ا‬‫ف‬‫ً‬ ‫َّ‬
‫مصن‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫يدو‬ ‫أن‬ ‫حاول‬ ‫إذ‬ ‫؛‬‫مذي‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الّت‬ ‫بدأه‬ ‫ما‬‫مكم ًال لِ‬
‫ويعد ِ‬
‫ُّ‬
‫ً‬
‫الرمحة‪.‬‬ ‫والسجااي الَّيت اتَّسم هبا ُّ‬
‫نب َّ‬ ‫والص ِ‬
‫فات احلميد َة‪َّ ،‬‬ ‫للمسلمّي وغريهم األخال َق‪ِ ،‬‬
‫قائال‪(( :‬ما ذُكِ َر من ُحس ِن ُخلُ ِق رسول هللا‪ ،‬وكرمه‪،‬‬

‫وقد أشار يف ديباجة كتابه إىل هذه األمور ً‬
‫ومحلِ ِه‪ ،‬وكثرة‬ ‫عما كرهه… وكظم الغَ ِ‬
‫يظ‪َ ،‬‬ ‫وكثرة تواضعه‪ ،‬وصربه على املكروه‪ ،‬وإغضائه‪ ،‬وإعراضه َّ‬
‫ومزاحه‪ ،‬وبكائه‪ ،‬وحزنه‪ ،‬ومنطقه‪ ،‬وألطافه‪ ،‬وقوله عند قيامه من جملسه‪ ،‬ومشيته‪،‬‬ ‫وسروره‪ُ ،‬‬
‫تبسمه‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬
‫وجبَّتِ ِه‪ ،‬وشكره ربَّه عند َسعيِ ِه‪ ،))....‬فكان‬ ‫قميصه‪،‬‬ ‫وذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫والتفاته‪ ،‬وذكر حمبَّته ِ‬
‫الطيب‪ ،‬وتَطَيُّبِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الّت ِ‬
‫مذي‪.‬‬ ‫عمله هذا إضافةً نوعيَّةً لكتاب ِ‬
‫الشفا بتعريف حقوق املصطفى‪ ))‬للقاضي عياض [ت‪544:‬ه ]‪.‬‬ ‫((‪ِ (( ))3‬‬
‫كان للعصر الَّذي عاش فيه القاضي عياض أثر واضح وملموس يف كتابة مصن َِّف ِه هذا؛ إذ كان‬
‫والد َو ِل الَّيت نشأت وترعرعت‬
‫ياسي بّي املذاهب ُّ‬
‫والس ِ‬‫الفكري ِ‬
‫ِ‬ ‫عصره مرحلةً من مراحل االحتدام‬
‫كل واحدة منها فكرة مغايرة لألخرى‪ ،‬فّتَّك َز ألجل‬
‫العريب واألندلس‪ ،‬فقد محلت ُّ‬
‫يف بالد املغرب ِ‬
‫منهجهُ يف هذا الكتاب يف نقطتّي ابرزتّي مها‪:‬‬
‫ذلك ُ‬
‫حممد‪.‬‬‫بنبوة َّ‬
‫َّأوًال‪ :‬تعميق اإلميان َّ‬
‫عض وجهات النَّظر‬
‫احملاجة واملناظرة لآلراء ولعقائد املذاهب املخالفة له؛ وذلك إبيراده ب َ‬
‫اثنيًا‪َّ :‬‬
‫اخلاصة به يف ما يتعلَّق مبقام الن َّ‬
‫ُّبوة والواجبات جتاهها‪ ،‬وتفسري النُّصوص الواردة إليه‪ ،‬وتقعيد‬ ‫َّ‬
‫األحكام عليها‪.‬‬


‫مدرس المادة‪:‬د‪.‬لطيفه بنت سعد المــغـــنــّم‬

‫ض َرةُ الثَّالثةُ‬
‫احملا َ‬
‫ي‬
‫َّب‪ ‬اخللقيَّةُ‬ ‫صفات الن ي‬
‫ض َرةُ الثَّالثة‬
‫وأوهلا‪ُ (( :‬حسنُهُ‪:))‬‬ ‫َّب‪ ‬اخليلقيَّة؛ َّ‬ ‫سنبدأ بعون هللا ابلكالم عن صفات الن ي‬
‫والرايح؛ فقد‬ ‫للشمس ي‬ ‫ب منه ُُحرةً ما ظهر َّ‬ ‫املشر‬ ‫كان‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫إَّن‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬‫ر‬ ‫ُح‬
‫ُ‬ ‫اب‬ ‫شر‬ ‫م‬ ‫كان‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫أب‬ ‫‪‬‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫وي‬
‫ص‬
‫َُ‬ ‫ُ ًَ َ‬ ‫ُ‬
‫األزهر ال يشك فيه أحد ممَّن‬ ‫األبيض‬
‫ُ‬ ‫فهو‬ ‫كان بياضه من ذلك قد أشرب ُحرةً‪ ،‬وما حتت الثي ي‬
‫ياب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وصفه‪.‬‬
‫س‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫عن‬ ‫ي‬ ‫–‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ي‬
‫ص‬ ‫مقت‬ ‫‪:‬‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫–‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ي‬
‫ص‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫يح‬ ‫فعن أيب الط َفيل‪ ‬قال‪َ :‬كا َن رسول هللا‪ ‬أَبيض ملي‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫صد من ْاألُُمور‪.‬‬ ‫جبسيم َوَال حنيف‪َ ،‬وَال طَ يويل َوَال قصري؛ َكأَنَّهُ حنى بيه الْ َق ْ‬
‫ص ُد؛ يُ يريد بي يه املُتَ َو يسط بَني الطَّ يويل والقصري‪ ،‬والنَّاحل واجلسيم))‪.‬‬ ‫قصد‪ :‬املقتَ ي‬ ‫قال البيضا يوي‪(( :‬املُ ي‬
‫َ َ‬
‫ص ُد يف يجسمه َوطوله؛ يَ ي‬ ‫واملقص ُد‪ :‬املقتَ ي‬
‫ي‬ ‫العينَ ْ ي‬
‫عن‪ :‬كا َن غري‬ ‫ني‪،‬‬ ‫ال ال ُقرطُيب‪(( :‬املالحة أَصلها يف َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫قصريا‪ ،‬بل كا َن وسطًا))‪.‬‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫ضئيل وَال ضخم‪ ،‬وَال طَ يو ًيال َذ ي‬
‫اه‬
‫ً‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عن‪ :‬اإلجياد))‪.‬‬ ‫وغ؛ يَ ي‬

‫الص ي‬‫صيغ – أَي‪ُ :‬خ يل َق ‪ -‬من َّ‬ ‫َبيض َكأَََّّنَا ي‬
‫وعن أيب ُه َريْ َرة‪ ‬قال‪(( :‬كا َن‪ ‬أ َ‬
‫الساطع‪.‬‬‫يشري إىل ما كا َن يَ ْعلُو بياضه من اإلضاءة وملعان ْاألَنْ َوار والربيق َّ‬
‫ضة))‪.‬‬ ‫َويف يرَوايَة يألَ ُْحَد عن أيب هريرة‪(( :‬فَ نَظَرت إي َىل ظَهره َكأَنَّهُ َسبيي َكةُ في َّ‬
‫ال‪(( :‬كا َن َش يديد‬ ‫للبزار َعن سعيد بن املسيَّب أَنَّه مسع أ ََاب ُه َريْ َرة‪ ‬يصفه فَ َق َ‬ ‫ُخرى َّ‬ ‫َويف رواية أ َ‬
‫البيَاض))‪.‬‬
‫شدة َسواد شعره؛ َريج ُل َّ‬
‫الش ْعر))؛‬ ‫شدة بَيَاض َوجهه َم َع َّ‬ ‫َويف يرَوايَة عن أيب الط َفيل‪َ (( :‬ما أنسى َّ‬
‫ح َّ‬
‫الش ْعر‪.‬‬ ‫س َّر ُ‬
‫أَي‪ُ :‬م َ‬
‫ب‬ ‫د‬ ‫أه‬ ‫أسود احلدقَ ي‬
‫ة‬ ‫مرة‪َ ،‬وَكا َن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ضهُ حبُ َ‬ ‫شرًاب بيا ُ‬ ‫َبيض ُم َ‬
‫وعن أيب ُه َريْ َرة‪ ‬كذلك‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أ َ‬
‫األشفا ير))؛‬
‫مرة))‪.‬‬
‫ضهُ حبُ َ‬ ‫شراب بيا ُ‬
‫َبيض ُم ً‬
‫وعن علي‪(( :‬كا َن‪ ‬أ َ‬ ‫َ‬
‫للشمس َو ي‬
‫الريح‪َ ،‬و َّأما َما َحتت‬ ‫مرة‪َ :‬ما ظهر يم ْنهُ َّ‬‫َ‬ ‫الس‬ ‫ىل‬
‫َ‬ ‫ب يم ْنهُ ُحرًة إي‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫املشر‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ي‬
‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫ي‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ال البيه ي‬
‫ق‬ ‫قَ َ َ َ‬
‫ض ْاألَ ْزَه ُر))‪.‬‬ ‫الثييَاب فَ ُه َو ْاألَبْ يَ ُ‬
‫لض يم‪ ،‬ويُفتَ ُح – وهي‪ُ :‬ح ُروف األجفان الَّيت ي ْنبت َعلَْي َها الش ْعر‪َ ،‬و يهي‬ ‫واألشفار مجع‪(( :‬شفر)) – ياب َّ‬
‫ب))‪.‬‬ ‫((اهلُُد ُ‬
‫ب‪ ،‬أو‪ :‬طويلها‪.‬‬ ‫ب‪َ :‬كثيري اهلُُد ي‬
‫واأله َد ُ ُ‬
‫أهدب األشفار))‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ج‬‫ل‬
‫َ‬ ‫َب‬
‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫أغ‬ ‫‪،‬‬ ‫وعن علي‪ ‬كذلك‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أَبيض مشراب حبمرة‪ ،‬ضخم اهلام ي‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ًَ َ‬
‫الرأس ممدوح ََْمبُوب يألَنَّهُ أعو ُن اإلدراكات‪ ،‬ونيل‬ ‫وعظَ ُم َّ‬ ‫الرأْس؛ ي‬ ‫اهلامة؛ أَي‪َ :‬ع يظيم َّ‬ ‫ضخم َ‬
‫ال َكماالت‪.‬‬
‫ضيء‪.‬‬ ‫أَغَر؛ أَي‪ :‬صبيح‪ ،‬وأَبْ لَج؛ أَي‪ :‬مش يرق م ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الش ْعر‪ ،‬فَلم يقرتان؛ َو ياال ْسم‪(( :‬البَلي ُج))‪َ ،‬والعرب حتب‬ ‫َوقيل‪ :‬األبلج‪ :‬من نَ َقى ما بَني حاجيه من َّ‬
‫البَلي َج َوتكره ال َق ير َن‪.‬‬
‫يس ابلطَّويل البائين َوَال‬

‫نهم َخل ًقا‪ ،‬لَ َ‬
‫س ْ‬ ‫َح َ‬
‫جها‪َ ،‬وأ ْ‬
‫أحسن النَّاس َو ً‬
‫َ‬ ‫وعن َعلي‪ ‬كذلك قال‪(( :‬كا َن‪‬‬ ‫َ‬
‫ابلقصري))‪.‬‬
‫صائيصه‪ ‬أَنَّه أُوتى َّ‬
‫كل احلُس ين‪َ ،‬ومل‬ ‫وسف‪‬؛ فمن َخ َ‬ ‫جها؛ أي‪َ :‬ح َّّت من يُ ُ‬ ‫َكا َن أحسن النَّاس َو ً‬
‫ؤت يُ ُ ي‬
‫وسف إ َّال َ‬
‫شطرهُ‪.‬‬ ‫يُ َ‬
‫ش ير قَ َد ًما))‪.‬‬
‫وعن بريدةَ‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أحسن الْبَ َ‬
‫سان َم ْع ُروفَة؛ َو يهي أُنْ ثَى‪ ،‬وتصغريها‪(( :‬قُ َديَة))‪َ ،‬واجلْمع‪(( :‬أَقْ َدام))‪.‬‬ ‫وال َق َد ُم من ْي‬
‫اإلنْ َ‬
‫صطَفى‪َ ‬و ُه َو على َانقَته‪ ،‬فَ َرأَيْت َساقه َكأَ ََّّنَا جهارة؛ أَي‪ :‬يف‬ ‫ال‪َ :‬دنَ ْوت من ال ُْم ْ‬
‫وعن سراقَة‪ ‬قَ َ‬ ‫َ‬
‫شدة البيَاض‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وأجود النَّاس‪َ ،‬وأَ ْش َجع النَّاس))‪.‬‬
‫َ‬ ‫أحسن النَّاس‪،‬‬‫َ‬ ‫وعن أنس‪ ‬قال‪َ ( :‬كا َن‪‬‬
‫وعن أيب ُه َريْ َرة‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أحسن النَّاس صفةً‪ ،‬وأمجلها؛ َكا َن َرب َعةً إي َىل الطول َما ُه َو‪ ،‬بعي َد‬ ‫َ‬
‫ني‪ ،‬أهدب األشفار‪ ،‬إيذا وطئ‬ ‫اخلَ َّدين‪َ ،‬ش يدي َد َسواد الش ْعر‪ ،‬أكحل ال َْعينَ ْ ي‬ ‫أسيل ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫َما بَني ال َْم ْن يكبَ ْ ي‬
‫ني‬
‫َ‬
‫فضة‪َ ،‬وإيذا‬‫اءهُ َعن َم ْن يكبَ ْيه فَ َكأَنَّهُ سبيكة من َّ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫وضع‬ ‫ذا‬ ‫ي‬
‫إ‬ ‫مخص‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫بقدمه وطئ ي‬
‫بكل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضحك يتألأل))‪.‬‬
‫الص َفات احلميدة اجلليلة‪.‬‬ ‫((‪ ))1‬كا َن أحسن النَّاس صفة وأمجلها ليما منحه هللا من ي‬
‫((‪َ ))2‬ر َبعةً إي َىل الطول َما ُه َو؛ أي‪ :‬أقرب إىل الطول منه إىل القصر‪.‬‬
‫خديه أسيالن قَلييال اللَّ ْحم‪،‬‬ ‫َن َّ‬ ‫اد أ َّ‬ ‫ر‬‫َ‬
‫أ‬‫و‬ ‫اع‪،‬‬ ‫ف‬ ‫خديه نتوء وَال ارتي‬ ‫س يف َّ‬ ‫((‪ ))3‬أسيل ْ‬
‫َََ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اخلَدين؛ أَي‪ :‬لَْي َ‬
‫َرقييقا اجلْلد‪.‬‬
‫ني؛ أَي‪َ :‬ش يديد َسواد أجفاَّنما‪.‬‬ ‫((‪ ))4‬أكحل ال َْعينَ ْ ي‬
‫صيبُ َها‪.‬‬‫ض فَالَ ي ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫اف‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ذ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ها‬‫ن‬ ‫أمخَص ال َق َديم‪ :‬ي‬
‫ابط‬
‫ُ‬ ‫ََ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫((‪ُ ْ ))5‬‬
‫و َعن أنس‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أَ ْزَه َر اللَّ ْون‪َ ،‬كأ َّ‬
‫َن َع َرقَهُ الل ْؤلُُؤ‪ ،‬إيذا َمشى تَ َك َّفأ))‪.‬‬
‫ض الْمشرق‪.‬‬ ‫واألَبْ يَ ُ‬
‫سنُهُ ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫نري‬ ‫‪:‬‬ ‫َي‬‫أ‬ ‫ن؛‬‫و‬ ‫ْ‬ ‫((‪ ))1‬أَ ْزَهر اللَّ‬
‫ُ َ‬
‫سان‪ :‬الل ْؤلُؤ يف َّ‬
‫الصفاء َوالْبَ يَاض‪.‬‬ ‫يرتشح من جلد ْي‬
‫اإلنْ َ‬ ‫َن َع َرقَهُ؛ وهو َما َّ‬ ‫((‪َ ))2‬كأ َّ‬
‫رت إيلَْي يه فَجعل َجبينه يعرق‪،‬‬
‫كنت أغزل‪ ،‬فَ نَظَ ُ‬ ‫شة رضي هللا عنها‪َ (( :‬كا َن خيصف نَعله َو ُ‬ ‫وعن َعائي َ‬
‫نورا))‪.‬‬ ‫د‬‫وجعل عرقه يتَ ولَّ‬
‫َ ً‬ ‫َ‬
‫تكفأ ‪ -‬ياب ْهلَ ْمز َوالتَّسهيل – أَي‪َ :‬مال َييينًا َوشَ ًاال‪.‬‬ ‫((‪ ))3‬إيذا َمشى َّ‬
‫وعن ابن عبَّاس رضي هللا عنهما قال‪َ (( :‬كا َن‪ ‬أفلج الثَّنييَّ تَني‪ ،‬إيذا تكلَّم ير ْي َء كالنور خيرج من بَني‬
‫ثناايه))‪.‬‬
‫ان من فَوق وثنتان من َحتت‪.‬‬ ‫والثنااي مجع ((ثَنييَّة))؛ و يهي ْاألَسنَان ْاألَربع الَّيت يف مق َّديم الْ َفم‪ :‬ثيْن تَ ي‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫مدرس المادة ‪ :‬د ‪ .‬لطيفه بنت سعد المــغـــنــّم‬

‫الرابعةُ‬
‫ض َرةُ َّ‬
‫احملا َ‬
‫ي‬
‫َّب‪ ‬اخللقيَّةُ‬ ‫اتبع صفات الن ي‬
‫َّب‪:‬‬ ‫نتابع بعون هللا الكالم عن ُحسن الن ي‬

‫السبَ لَ ية))‪:‬‬
‫س َن َّ‬ ‫ح‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫العامري‬ ‫خالد‬ ‫بن‬ ‫وعن الع ي‬
‫ذاه‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫الصدر‪.‬‬ ‫والسبَلة هي‪ :‬ما أُسبي َل من ُم َق َّديم الليحيَة على َّ‬ ‫َّ‬
‫الشا يرب‪.‬‬ ‫الش َعرات الَّيت ََتت اللَّح يي أاْلَ أس َفل‪ ،‬أَو َّ‬ ‫َو ُه َو َّ‬
‫ضعة ََن يش َزة))‪.‬‬
‫وعن أيب سعيد اخلُ أد ير يي‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن َخ َاتُ النُّبُ َّوة يف ظَهره بَ َ‬ ‫َ‬
‫فعة من اللَّ أحم‪.‬‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ر‬‫م‬ ‫ة‬ ‫أع‬‫ط‬ ‫أي‪ :‬قي‬
‫َ ُأ َ‬
‫الش َام ية َس أو َداء أَو خضراء‪ ،‬ومكتوب َعلَأي َها‪ُ (( :‬حمَ َّمد‬ ‫َو َّأما َما ورد من أ َََّّنَا َكانَت كأثر حمجم‪ ،‬أَو َك َّ‬
‫صور))‪َ ،‬وحنو ذلك‪ ...‬فَلم يثبت يم أن َها َش أيء‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫أم‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َنت‬ ‫أ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫رسول هللا))‪ ،‬أَو‪ (( :‬ي‬
‫س‬ ‫َُ‬
‫قدرُه‬ ‫ر‬‫س‬ ‫ي‬‫َ‬
‫اْل‬
‫أ‬ ‫كتفه‬ ‫د‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫َْحر ي‬
‫ع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ا‬
‫ابرز‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ات‬ ‫أ‬
‫اخل‬
‫َ‬ ‫َن‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫ة‬‫ت‬‫ي‬‫ب‬‫َّا‬
‫ث‬ ‫ال‬ ‫يث‬ ‫ي‬
‫اد‬ ‫ال الأ ُق أرطُيب‪ :‬اتفقت أاْلَ َح‬ ‫قَ َ‬
‫أَ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫مجع الأيَد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫إيذا قُليل كبيضة ا أْلمامة‪ ،‬وإيذا ُكثي‬
‫َ ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫صائيصه‪ ‬على أاْلَنأبييَاء؛ حيث َّ‬

‫إن‬ ‫خ‬ ‫من‬ ‫ان‬‫ط‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫خل‬ ‫د‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ث‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫قلبه‬ ‫وجعل خات النُّب َّوة بظهره ِبييز ي‬
‫اء‬
‫َ َ‬ ‫أ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫َسائير أاْلَنأبييَاء َكا َن خامتهم يف ميينهم‪.‬‬
‫وعن َجابر بن ََسَُرة‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن َخامته‪ ‬غُ َّدة َْحأ َراء مثل بَ أي َ‬
‫ضة ا أْلَ َم َامة))‪.‬‬ ‫َ‬
‫سد أطاف هبَا َشحم‪.‬‬ ‫كل عق َدة يف ا أْلَ َ‬‫والغدة هي‪ُّ :‬‬
‫َّح ير ي‬
‫يك‪.‬‬ ‫أو هي‪ْ :‬لم حيدث بَني اْلألد َواللَّحم يَتَ َح َّرك يابلت أ‬
‫ْحرة؛ َوفييه رد ل يرَوايَة أ َََّّنَا َس أو َداء أَو خضراء‪.‬‬ ‫َْحأ َراء؛ أَي‪ :‬متيل َ‬
‫فها ابْلمرة قبله‪.‬‬ ‫وص‬ ‫يل‬ ‫ضة ا أْلمامة؛ أَي‪ :‬قدرا وصورة‪َ ،‬ل لَوَن؛ بي َدلي‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫مثل بَ أي َ َ َ َ‬
‫َويف يرَوايَة يلبأ ين حبَّان‪(( :‬مثل البُن ُدقَة من اللَّ أحم))‪.‬‬
‫للبيهقي‪(( :‬مثل ي‬
‫السل َأعة))‪.‬‬ ‫ي‬ ‫َويف يرَوايَة‬
‫الّتيم يذي‪(( :‬شعر أجيتَمع))‪.‬‬ ‫ويف يرواية لل ي‬
‫أحاكم َو ي أ‬‫َ ََ َ‬
‫ُّفاحة))‪.‬‬ ‫للبيهقي‪(( :‬كالت َّ‬
‫ي‬ ‫َويف يرَوايَة‬
‫الرائي‬
‫ب‪.‬‬‫َُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫َو‬‫أ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫كلها ُمتَ َقا يربَة وأصل التَّ َف ُاوت يف نظر َّ َ ُ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َو َ‬
‫ني‪ ،‬أهدب أشفار ال َأعينَ أ ي‬
‫ني))‪.‬‬ ‫اعني‪ ،‬بعي َد َما بَني ال َأم أن يكبَ أ ي‬ ‫وعن أيب هري رة‪ ‬قال‪َ (( :‬كا َن‪َ ‬شبح ي‬
‫الذر َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َأ َ‬ ‫َ‬
‫ض ُهما ُّ‬
‫ممتد ُُها‪.‬‬ ‫الذراعني؛ أي‪ :‬عري ُ‬ ‫شبح ي‬
‫الش أيء‪ :‬م َد أدتُهُ‪.‬‬ ‫شبحت َّ‬
‫ُ‬
‫ني؛ أَي‪ :‬عريض أَعلَى الظ أهر‪.‬‬ ‫بعيد َما بَني ال َأم أن يكبَ أ ي‬
‫ضد والكتف‪.‬‬ ‫واملنكب‪ُ :‬أُمتَ َم ُع َرأس ال َأع ُ‬
‫ك آيَة النَّجابة‪.‬‬ ‫ي‬
‫الص أدر؛ َو َذل َ‬
‫يدل على َس َعة َّ‬ ‫وبُع ُد َما بَينهما ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َن بُع َد َما بَني َم أن يكبَ أيه مل يكن وافيا‬ ‫صغَّرا تقليال للبعد ال َأم أذ ُكور إيميَاء إي َل أ َّ‬ ‫َو َجاء يف يرَوايَة‪(( :‬بُ َع أي َد)) ُم َ‬
‫منافيا لالعتدال‪.‬‬
‫مر‪.‬‬
‫ني؛ أَي‪ :‬طويلُ ُهما غز ُير ُُها على َما َّ‬ ‫أهدب أشفار ال َأعينَ أ ي‬
‫فرية))‪.‬‬‫الو‬ ‫وق‬ ‫ف‬

‫َ‬ ‫و‬ ‫وعن يأمنا عائشة رضي هللا عنها وعن أبيها َّأَّنا قالت‪َ (( :‬كا َن شعرهُ دون اْل َّم ي‬
‫ة‬
‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الّتيم يذي َوغَريه‪(( :‬فَ َال ُجيَاوز شعره شحمةَ أُذُنَ أي يه إيذا ُه َو وفَّ َره))؛ أَي‪ :‬جعله وفرة‪.‬‬ ‫ويف َح يديث أي‬
‫َ‬
‫َن ُمعظم شعره َكا َن يع أند شحمة أُذُنه‪َ ،‬وَما اتَّصل بي يه مسّتسل إي َل الأم أنكب‪.‬‬ ‫فَال ُأم َراد أ َّ‬
‫الرأس املتجاوز شحمة أاْلذن إيذا وصل الأم أنكب‪.‬‬ ‫شعر َّ‬
‫واْلُ َّمةُ ُ‬
‫ال على أاْلذن أَو َجاوز َّ‬
‫الشحمة‪.‬‬ ‫والوفرة‪َ :‬ما َس َ‬
‫صاف أُذُنَ أي يه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫إ‬ ‫‪‬‬ ‫شعره‬ ‫َن‬‫أ‬ ‫على‬ ‫ار‬‫ب‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫اْل‬
‫أ‬ ‫اح‬ ‫ح‬‫َ‬
‫وقد دلت ي‬
‫ص‬ ‫َ‬
‫ويف يرَوايَة‪(( :‬يبلغ شحمة أُذُنَ أي يه))‪.‬‬
‫َويف أُ أخ َرى‪(( :‬بَني أُذُنَ أي يه وعاتقه))‪.‬‬
‫ضرب َم أن يكبَ أيه))‪.‬‬ ‫َويف أُ أخ َرى‪(( :‬ي أ‬
‫َح َواله؛ فرؤي يف َه يذه أاْلَ أح َوال املتعددة بعد َما َكا َن حلقه يف حج‬ ‫ي‬
‫َو َه َذا ال أختي َالف ياب أعتيبَار ا أختي َالف أ أ‬
‫عم َرة‪.‬‬
‫أَو أ‬
‫ضرب َم أن يكبَ أيه فَيجوز َكون شعره وقف على َذليك ا أْلَد َك َما‬ ‫وأما َكونه مل ي أنقل أَنه َزاد على َكونه ي أ‬ ‫َّ‬
‫ادته أَنه كلما بلغ َه َذا ا أْلَد‬ ‫سان على حد َما َوجيوز أَن يكون َكانَت َع َ‬ ‫أ‬‫ن‬‫يقف الش أعر يف حق كل إي‬
‫َ‬
‫صاف أُذُنَ أي يه أَو إي َل شحمة أُذُنَ أي يه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫قصره َح َّّت يكون إ‬
‫صاف‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫اْل‬
‫أ‬ ‫من‬ ‫شعره‬ ‫لَ يكن مل ي أنقل أَنه قصر شعره يف غري نسك وَل حلقه ولَع َّل ما وصف بي ي‬
‫ه‬
‫أ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫عم َرة ا أْلُ َديأبييَة سنة يست فَيإنَّهُ بعد َذليك مل أيّتك حلقه ُم َّدة يطول في َيها‬ ‫ورة َكا َن بعد حلقه لَهُ أ‬ ‫ال َأم أذ ُك َ‬
‫ضاء َويف ََثَان ا أعتَمر من ا أْلي يع َّرانَة‬
‫عم َرة الأ َق َ‬ ‫مر‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫سبع‬ ‫سنة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ضرب م أن ي‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أَكثر من َكونه ي أ َ َ أ‬
‫ب‬ ‫ك‬
‫َويف عشر حج‬


‫مدرس المادة ‪ :‬د‪.‬لطيفه بنت سعد المــغـــنــّم‬

‫ض َرةُ اخلامسةُ‬
‫احملا َ‬
‫ي‬
‫َّب‪ ‬اخللقيَّةُ‬
‫اتبع صفات الن ي‬
‫الشريفة‪:‬‬ ‫ما جاء يف وصف حليته َّ‬

‫يم اللي ْحيَة))‪.‬‬ ‫ضخم اهلام ية‪ ،‬ع ي‬
‫لي بن أيب طالب‪ ‬قال‪(( :‬كا َن‪َ َ َ َ َ ‬‬
‫ظ‬ ‫عن َع ي‬
‫الوقار‪.‬‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ا‬‫ناز‬
‫الر‬
‫َّ‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫س‬‫ْ‬
‫أ‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َّ‬
‫وأن‬ ‫ها‪،‬‬‫َب‬ ‫أن ضخامة اهلامة‪ :‬كي‬‫وبيَّ نَّا َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫(( َع يظيم اللي ْحيَة))؛ أي‪ :‬غليظُها َكثيي ُفها‪.‬‬
‫مجع؛ يم ْن ُهم‪َ (( :‬علي))‪َ ،‬و((ابن َم ْسعُود)) رضي هللا عنهما‪َ ،‬وغَريمها‪.‬‬ ‫َه َك َذا َوصفه ٌ‬
‫مد بعض الرواة يَ َديْ يه على‬ ‫َوعن أ س‪َ (( :‬كا َت حليته‪ ‬قد َمألت من َه ُهنا إيىل َه ُهنا))؛ َو َّ‬
‫ضيه‪.‬‬‫عا ير َ‬
‫ما جاء يف وصف جسمه‪:‬‬

‫فخ ًما‪.‬‬‫فخما ُم َّ‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫الة‬‫ه‬ ‫أيب‬ ‫ابن‬ ‫ند‬ ‫عن ي‬
‫ه‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يعظ َمه َوإين حرص‪.‬‬‫أَي‪ :‬ع يظيما ييف َفسه‪ ،‬معظَّما ييف الص ُدور‪ ،‬ال يست يطيع مكابر أ ََّال ي‬
‫ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ ً‬
‫ومفخما؛ أي‪ُ :‬معظَّما يع ْند من مل يره قط‪.‬‬ ‫صحبه‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫وقيل‪ :‬فخما؛ أي‪ :‬ع يظيم ال َقدر ي‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫سو َن يع ْنده إيَّال وهم مط يرقُون ال يَتَ َح َّرك من أحدهم‬ ‫ْ ُ‬
‫وهو ع يظيم أب ًدا؛ ولذلك كان أَصحابه ال ََيلي‬
‫َْ‬ ‫َ َُ َ ٌ‬
‫فص ٌل َكأَََّّنا الطَّريُ فَوق رؤوسهم من إجالله‪.‬‬ ‫م‬‫َشعرة‪ ،‬وال يضطرب في ييه ي‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫وقد كا ت فخامة َوجهه وعظمه وامتالؤه َم َع اْلْمال واملهابة‪.‬‬
‫جههُ تَأللَُؤ ال َق َمر لَيلَةَ البَدر‪.‬‬ ‫يتألأل َو ُ‬
‫أي‪ :‬يضيء ويتوهَّج كتأللُؤ ال َق َمر لَيلَة البَ ْدر؛ أَي‪ :‬لَْي لَة أَربع َ‬
‫عشرَة‪.‬‬
‫الش ْمس فَ َكأََّهُ يب ُد ُر بطلوعه‪.‬‬‫مغيب َّ‬ ‫طلوعه‬ ‫بق‬ ‫يس‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫أل‬‫وسي بدرا ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َوالْ َق َمر لَْي لَة الْبَ ْدر أحسن َما يكون َوأمته‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫بوع وأقصر من ي‬

‫املشذ ي‬ ‫أطول من املر ي‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الواقيع‬ ‫سب‬ ‫األول َي‬
‫ِب‬ ‫َّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َّظر؛‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫وع‪ ،‬وي رى ربعةً ييف اب ي‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ر‬‫امل‬ ‫من‬ ‫أطول‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َم‬‫أ‬‫ت‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫إمعان‬ ‫د‬ ‫أي‪ْ :‬ي‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫َّان يِبسب الظَّ ي‬
‫اهر‪.‬‬ ‫َوالث ي َ‬
‫وأكمل‪.‬‬ ‫أحسن‬ ‫اط‬ ‫ر‬ ‫إف‬ ‫ري‬‫ْ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫القامة بي‬
‫َ‬ ‫يف‬‫ي‬ ‫ول‬‫َ‬ ‫الط‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫َوال ريب أ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ول َم َع حنافة؛ أَي‪ :‬قص ييف اللَّ ْحم‪.‬‬ ‫ش يذب؛ و ُهو البائين الط ي‬ ‫وأقصر من امل َ‬
‫َ َ‬
‫مياش ييه من النَّاس يُ ْنسب إيىل الط ي‬
‫ول إيَّال طالَهُ‬ ‫شة رضي هللا عنها‪(( :‬مل يكن أح ٌد ي‬ ‫َ‬ ‫ويف ح يديث َعائي‬
‫ي َ‬
‫َ ُ‬
‫الن الطَّويالن فيطوهلُما‪ ،‬فَيإذا فارقاه ُ يسبا إي َىل الطول َوُ يسب إيىل‬ ‫الرج ي‬
‫ول هللا‪َ ،‬وُرََّّبا اكتنفه َّ ُ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫الر ي‬
‫بعة))‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الرأس ممَّا يدل على النَّجابة كما بيَّ نَّا‪.‬‬ ‫اهلام ية؛ أي‪ :‬ضخم َّ‬ ‫يم‬ ‫عي‬
‫ظ‬
‫َ َ َ‬
‫ود ية‪.‬‬
‫الشعر؛ أي‪ :‬بَني السبُوطَ ية واْلُعُ َ‬ ‫َريج َل َّ‬
‫س َّر ًحا‪.‬‬ ‫م‬ ‫لقته‬ ‫أو‪ :‬مس َّرحا؛ إذ كا َن شعره‪ ‬يِبَصل ي‬
‫خ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ً‬
‫شعرهُ شحمة أُذَُ ييه إيذا ُه َو وفَّره‪.‬‬ ‫ي‬

‫فرقَت عقيقتُهُ فَ َر َق َوإ َّال فَال َُيَاوناز ُ‬ ‫إن ا َ‬
‫ي‬
‫ني‪ :‬ص ًفا َعن َمييينه َو ص ًفا َعن‬ ‫ص َف ْ ي‬ ‫ي‬ ‫فجعله‬ ‫شعره؛‬ ‫خلف ي‬
‫ة‬ ‫فر َق بسهولة َّ‬ ‫ا‬ ‫أسه‬ ‫ر‬ ‫شعر‬ ‫قلب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫أَي‪ :‬إي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يِشَاله‪.‬‬
‫وسي عقيقة تَ ْشبي ًيها بيشعر ال َْم ْولُود قبل أَن حيلق‪.‬‬ ‫ُي‬
‫ون ترجل ‪ -‬فَال يف يرقُهُ‪ ،‬بل يرتكهُ يِبَاله وفرًة‬ ‫وإيَّال ‪ -‬يِبَن كا َن خمتلطًا متالص ًقا ال يقبل ال َفر َق بي ُد ي‬
‫َ‬
‫ي‬
‫واح َد ًة‪.‬‬
‫فإ َّه إذن إين كا َن نازمن قَ بُول الفرق فَ َرقَهُ‪َ ،‬وإيَّال تَركه غري مفروق وال َياوناز شحمة أذ يه‪.‬‬
‫أَ ْنازَهر اللَّون‪.‬‬
‫أحسن األلوان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ضهُ َي َ‬
‫ريهُ؛ َو ُه َو‬ ‫أبي َ‬
‫اْلبهة َعن َمييني وِشال‪.‬‬‫َواسع اْلبني؛ أي‪ :‬اْلبينَني؛ ومها َما اكتنف َ‬
‫ك ََْم ُمود ََْمبُوب‪.‬‬ ‫ضا؛ َو َذلي َ‬
‫طوال وعر ً‬
‫ْمراد بسعتهما امتدادمها ً‬ ‫َوال َ‬
‫نازج احلواجب؛ أَي‪ :‬مرقَّيقهما َم َع تقوس وغز َارية شعر‪.‬‬ ‫أَ َّ‬
‫كعد ية حواجب‪.‬‬ ‫صارا َّ‬ ‫َوعدل َعن احلاجبني إي َىل احلواجب إي َش َارًة إيىل املُبَالغَة ييف امتدادمها َح َّّت َ‬
‫إن طَرييف ي‬
‫حاجبَيه قد طاال َح َّّت كادا‬ ‫سواب َغ ييف غري قَ َرن؛ أي‪ :‬كامالت من غري اجتماع؛ يَ ْع ين‪َ َّ :‬‬
‫ي لْتَ يقي ي‬
‫ان َومل يلتقيا‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫ب‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بَينهما ْ ُ ُ َ َ ُ‬
‫ض‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫الضرع لَبَ نًا إيذا َد َّر‪.‬‬
‫انفرا فيمتلئ َد ًما َك َما ميتلئ َّ‬ ‫ب ً‬ ‫ض ُ‬ ‫أَي‪ :‬بني احلاجبني عرق ي‬
‫حيرُكهُ الغَ َ‬
‫ني؛ أي‪ :‬طَ يويل األ ف َم َع دقَّ ية أرَبَتيه؛ والقنا ُه َو ْارتيفاع أَعلَى ْاأل ف واحديداب َوسطه‪.‬‬ ‫أقىن ي‬
‫العري ي‬
‫ما صلب من عظم ا‪#‬نف‬
‫ور يعلوه؛ أي‪ :‬يغلبه من ُحسنه‪.‬‬ ‫لَهُ ٌ‬
‫صبَة‪.‬‬‫ق‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫تفع‬‫ر‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ين‬‫ي‬‫ر‬ ‫ميع ين النَّظر في ييه فإ َّه حيسب النيَّب‪ ،‬أَو ي‬
‫ع‬ ‫َشم؛ أَي‪ :‬من مل ي‬ ‫يتأمله أ َّ‬
‫حيسبه من مل َّ‬
‫َُ َ َ‬ ‫َّ‬
‫وسنتابع شرح بقيَّة احلديث يف احملاضرة املقبلة ِبول هللا‪:‬‬

‫كث الليحيَة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫سهل اخلَ َّدين‪.‬‬
‫َ‬
‫ضليع الْ َفم‪.‬‬
‫أشنب‪.‬‬
‫َ‬
‫مفلَّ َج األَسنان‪.‬‬
‫َدقييق املسربة‪.‬‬
‫اي الشعر ا‪,‬ستدق الذي ياخذ‬
‫من الصدر الى السره‬
‫َن عُنُقه يجي ُد دميَة ييف صفاء َّ‬

‫الفضة‪.‬‬ ‫َكأ َّ‬
‫الص ْدر‪ ،‬بعي َد ما بَني ال َْم ْن يكبَ ْ ي‬
‫ني‪ ،‬ضخم‬ ‫يض َّ‬
‫والصدر‪ ،‬عر َ‬
‫ابدان متماس ًكا‪َ ،‬سواء البَطن َّ‬
‫معتدل اخللق ً‬
‫الكراديس‪.‬‬
‫الركبت! والورك!‬
‫ي الثَّديَني والبَطن يممَّا سوى‬

‫َ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫عا‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫كاخلط‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫َي‬
‫ْ‬ ‫شعر‬ ‫صول َما بَني اللبة والس َّرة بي‬ ‫ور املتجرد‪َ ،‬م ْو ُ‬ ‫أ َ‬
‫الز َدين‪،‬‬ ‫الص ْدر‪ ،‬طَ يويل ي‬ ‫واملنكبَني وأعايل َّ‬ ‫ي‬ ‫الذراعني‬‫َذليك‪ ،‬أشعر ي‬
‫َ‬
‫ني والقدمني‪.‬‬ ‫ط القصب‪ ،‬شثن الْ َك َّف ْ ي‬ ‫احة‪ ،‬سب َ‬ ‫الر َ‬
‫رحب َّ‬
‫ني ينبو َع ْن ُه َما املَاء‪.‬‬ ‫َسائل األَط َْراف‪ ،‬مخصان األمخصني‪ ،‬مسيح الْ َق َد َم ْ ي‬
‫هوان‪.‬‬‫ال تقلعا‪ ،‬وخيطو تكف ًؤا‪َ ،‬وميَْشي ً‬ ‫إيذا َناز َ‬
‫ال َناز َ‬
‫صبب‪ ،‬وإيذا الْتفت الْتفت َي‬
‫مج ًيعا‪.‬‬ ‫ذريع املشية إيذا َمشى َكأَََّّنَا ينحط من َ َ َ‬
‫الس َماء‪ُ ،‬جل ظره املالحظة‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬ظره إي َىل األَ ْرض أطول من ظره إي َىل َّ‬ ‫خافض الطَّر ي‬
‫َ ْ‬
‫لسالم))‪.‬‬ ‫َص َحابه َويبدأ من لَيقيَهُ ياب َّ‬ ‫سوق أ ْ‬ ‫يَ ُ‬



‫السادسةُ‬
‫احملا َ‬
‫َّب‪ ‬اخلِ ِ‬
‫لقيَّةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اتبع صفات الن ِِ‬‫ُ‬
‫السابقة يف بيان ما جاء يف وصف جسمه‪:‬‬

‫َش َرعنا يف احملاضرة َّ‬
‫جههُ تَأللَُؤ ال َق َمر لَيلَةَ البَدر‪ ،‬أطو َل‬ ‫و‬ ‫يتألأل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫فخ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫فخم‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬ ‫الة‬‫ه‬ ‫أيب‬ ‫ابن‬ ‫ند‬ ‫فعن ِ‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ً ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فرقَت عقيقتُهُ فَ َر َق‪َ ،‬وإَِّّل فَال ُُيَاوز‬ ‫ان‬ ‫ن‬ ‫الشعر؛ إِ‬
‫َّ‬ ‫ل‬‫ج‬‫ب‪َ ،‬ع ِظيم اهلام ِة‪ ،‬رِ‬‫ِ‬ ‫بوع وأقصر من املش ِِ‬
‫ذ‬ ‫من املر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫زج احلواجب؛ سواب َغ ِيف غري قَ َر ٍن‪،‬‬ ‫شعرهُ شحمة أُذُنَ ِيه إِذا ُه َو وفَّره‪ ،‬أَ ْزَهر اللَّون‪َ ،‬واسع اجلبني‪ ،‬أَ َّ‬ ‫ُ‬
‫سهل‬ ‫حي‬‫كث اللِ‬
‫َّ‬ ‫َشم‬ ‫أ‬ ‫نور‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ني‬‫ِ‬
‫ن‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫الع‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫غ‬‫ال‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ع‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ة‪،‬‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫له‬ ‫يتأم‬
‫َّ‬ ‫مل‬ ‫من‬ ‫حيسبه‬ ‫؛‬ ‫يعلوه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫أقىن‬ ‫‪،‬‬ ‫بَينهما ْ ُ ُ َ َ ُ‬
‫ه‬‫ر‬
‫ُّ‬ ‫ق‬‫ر‬
‫َن عُنُقه ِجي ُد ُدميَ ٍة ِيف صفاء َّ‬
‫الفضة‪،‬‬ ‫سربَِة‪َ ،‬كأ َّ‬
‫ُ َ‬‫ْم‬‫ل‬‫ا‬ ‫يق‬ ‫اخلَ َّدين‪ ،‬ضليع الْ َفم‪ ،‬أشنب‪ ،‬مفلَّج األَسنان‪َ ،‬دقِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الص ْدر‪...‬‬
‫يض َّ‬
‫ابدن متماس ًكا‪َ ،‬سواء البَطن َّ‬
‫معتدل اخللق‪ً ،‬‬
‫والس َّرة بِشع ٍر ُْي ِري‬

‫صول َما بَني اللبة ُّ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫املتجرد‪،‬‬ ‫أنور‬ ‫‪،‬‬ ‫اديس‬
‫ر‬ ‫الك‬ ‫ضخم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫بعي َد ما بَني ال َْم ْن َ ْ‬
‫ب‬ ‫ك‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫الص ْدر‪ ،‬طَ ِويل‬ ‫ط‪ ،‬عا ِري الثَّديني والبطن ِِمَّا سوى َذلِك‪ ،‬أشعر ال ِِذراعني و ِ‬
‫املنكبَني وأعايل َّ‬ ‫كاخل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬
‫الزن َدين‪،‬‬
‫ني والقدمني‪َ ،‬سائل األَط َْراف‪ ،‬مخصان األمخصني‪ ،‬مسيح‬ ‫ط القصب‪ ،‬شثن الْ َك َّف ْ ِ‬ ‫احة‪ ،‬سب َ‬ ‫الر َ‬
‫رحب َّ‬
‫هون‪ ،‬ذريع املشية إِذا َمشى‬ ‫ال تقلُّعا‪ ،‬وخيطو ُّ‬
‫تكف ًؤا‪َ ،‬وَيَْشي ً‬ ‫ني ينبو َع ْن ُه َما املَاء‪ ،‬إِذا َز َ‬
‫ال َز َ‬ ‫الْ َق َد َم ْ ِ‬
‫َجيعا‪ ،‬خافض الطَّر ِ‬
‫ف‪ ،‬نظره إِ َل األَ ْرض أطول من نظره‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِذا الْتفت الْتفت َ ً‬
‫صبَ ٍ‬
‫ينحط من َ‬ ‫َكأَََّّنَا‬
‫َص َحابه َويبدأ من لَِقيَهُ ِاب َّ‬
‫لسالم))‪.‬‬ ‫سوق أ ْ‬
‫َُ‬‫ي‬ ‫املالحظة‪،‬‬ ‫نظره‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ج‬ ‫اء‪،‬‬
‫َ ُ‬ ‫م‬‫الس‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬
‫كث اللِِحيَة))‪:‬‬
‫وقد وصلنا إل قوله‪َّ (( :‬‬
‫وفيها َكثَافَة‪.‬‬ ‫طويلها‪،‬‬ ‫ّل‬‫و‬ ‫يقها‬‫دق‬ ‫غري‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫ح‬‫ث عن ِأم معبد‪(( :‬كثيف اللِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫ْح‬‫ل‬‫وِيف ِرواية لِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََِ‬ ‫َ ََ َ‬
‫شعرها غري مسبلة‪.‬‬
‫أو‪ :‬كثري َ‬
‫صرت وجع َدت))‪.‬‬ ‫َوِيف ((الْ َق ُاموس))‪(( :‬كثَّت‪َ :‬كثُ َرت أ ُ‬
‫ُصوهلَا‪ ،‬وكثفت َوقَ ُ‬
‫عرها َوَكثُ َر‪(( :‬إِ ََّّنا لَ َكثَّة))‪.‬‬ ‫ش‬ ‫ص‬‫َّ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ذا‬ ‫صول بِغَ ْري طول‪َ ،‬ويُ َقال للِِحيَ ِة إِ‬‫ُ‬‫أل‬
‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ة‬‫ري‬‫وكثَّة‪َ :‬كثِ‬
‫ُ‬
‫فيهما نتوء َوّل ْارتَِفاع؛‬ ‫س َ‬ ‫سهل اخلَ َّدين))‪ :‬لَْي َ‬
‫(( َ‬
‫ب ِع ْند ال َْع َرب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫أع‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫وهو ِِبَعىن خرب البيه ِق ِي وغَريه‪َ (( :‬كا َن أسيل اخلَ َّدين))؛ و َذلِ‬
‫َ‬ ‫ََ ِ َ‬ ‫َ َُ ْ‬
‫((ضليع الْ َفم))‪َ :‬ع ِظيمهُ أَو ِ‬

‫واسعُهُ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َبيض األَسنان َم َع بريق وحتديد فِ َيها‪ ،‬أَو ُه َو رونَ ُقها وماؤها‪ ،‬أَو بردها وعُ ُذوبَتُها‪.‬‬
‫أشنب))‪ :‬أ ُ‬
‫(( َ‬
‫((مفلَّ َج األَسنان))‪ :‬أي‪َّ :‬‬
‫مفرج ما بَني الثَّنااي‪.‬‬
‫الصدر كاخليط َسائًِال إِل ال ُّ‬
‫س َّرة‪.‬‬ ‫سربَة))‪ :‬ما َد َّق من َشع ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫(( َدق َ ُ َ‬
‫ْم‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫يق‬
‫الراوي يف األلفاظ كراهيةً للتَّكرار‪.‬‬
‫َّن َّ‬‫ن‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫وإَّن‬ ‫؛‬ ‫َن عُنُ َقهُ ِجي ُد ُدمي ٍة))‪ :‬والعنُ ُق واجلِي ُد ِبعىن ٍ‬
‫واحد‬ ‫(( َكأ َّ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عاج‪.‬‬
‫ورة املنقوشة من ََْنو ُرخام‪ ،‬أَو ٍ‬
‫الص َ‬ ‫ُّ‬
‫والدمية‪ :‬هي ُّ‬
‫شبَّه عُنُ َقه‪ ‬بعنقها ألَنَّهُ يُتأنَّ ُق ِيف صنعتها ُمبَالغَةً ِيف ُحسنها‪.‬‬
‫وخصها ل َكوَّنا كانَت مألوفةً ِعندهم دون غَريها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الفضة من صفائه‪.‬‬ ‫((ِيف صفاء َّ‬
‫الفضة))‪َ :‬كأَنَّهُ َّ‬
‫كل‪َ ،‬و ُحس ِن اهلَْي ئَة‪،‬‬ ‫ابلدمي ِة ِيف اّلستِواء‪ ،‬واّلعتدال‪ ،‬وظُ ِ‬
‫رف َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ش ِر ُّ‬
‫ف عُنُ َقه ُّ َ‬ ‫ص َ‬‫ي‪َ (( :‬و َ‬ ‫الزََمْ َ‬
‫قال َّ‬
‫َ‬
‫وابلفضة ِيف اللَّون‪َ ،‬وا ِإل ْشراق‪َ ،‬واجلْمال))‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والكمال‪...‬‬
‫ِ‬ ‫لق))‪ :‬أَي‪ :‬معتَ ِ‬ ‫((معتَ ِ‬
‫وحسنًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ق‬‫ً‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫عضاء‬‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫متناسب‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫عن‬ ‫ورة الظَّ َ َ‬
‫ي‬ ‫ة؛‬‫ر‬‫اه‬ ‫َ‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫َ‬‫خل‬‫ا‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ابدن))‪ :‬أي‪ :‬ضخم البَ َد ِن‪.‬‬
‫(( ً‬



‫السابعةُ‬
‫ض َرةُ َّ‬‫احملا َ‬
‫اتبع صفات الن ِِ‬
‫ُ‬
‫جههُ تَأللَُؤ ال َق َمر لَيلَةَ‬ ‫و‬ ‫يتألأل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َّ‬

‫فخ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫فخم‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬ ‫الة‬‫ه‬ ‫أيب‬ ‫ابن‬ ‫ند‬ ‫ما زلنا يف حديث ِ‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ً ُ ً‬ ‫َ‬
‫انفرقَت عقيقتُهُ فَ َر َق‪،‬‬ ‫ن‬ ‫شعر؛ إِ‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ب‪َ ،‬ع ِظيم اهلام ِة‪ ،‬رِ‬
‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬‫بوع وأقصر من املش ِِ‬ ‫أطول من املر ِ‬
‫البَدر‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َزج احلواجب؛ سواب َغ ِيف‬ ‫شعرهُ شحمة أُذُنَ ِيه إِذا ُه َو وفَّره‪ ،‬أَ ْزَهر اللَّون‪َ ،‬واسع اجلبني‪ ،‬أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫اوز‬‫ُي‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫ال‬‫َ‬‫ف‬ ‫َّ‬
‫ّل‬ ‫َوإِ‬
‫َشم‪َّ ،‬‬
‫كث‬ ‫يتأمله أ َّ‬‫ني‪ ،‬لَهُ نور يعلوه؛ حيسبه من مل َّ‬ ‫ضب‪ ،‬أقىن ِ‬
‫العرنِ ِ‬ ‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬‫ر‬‫ُّ‬ ‫غري قَ ر ٍن‪ ،‬بينهما ِعرق ي ِ‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َن عُنُقه ِجي ُد ُدميَ ٍة ِيف‬
‫سربَِة‪َ ،‬كأ َّ‬ ‫ْم‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫يق‬ ‫اللِِحية‪ ،‬سهل اخلَ َّدين‪ ،‬ضليع الْ َفم‪ ،‬أشنب‪ ،‬مفلَّج األَسنان‪َ ،‬دقِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يض َّ‬
‫ابدن متماس ًكا‪َ ،‬سواء البَطن َّ‬ ‫صفاء َّ‬
‫الفضة‪ ،‬معتدل اخللق‪ً ،‬‬

‫صول َما بَني اللبة ُّ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫املتجرد‪،‬‬ ‫أنور‬ ‫‪،‬‬ ‫اديس‬
‫ر‬ ‫الك‬ ‫ضخم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫الص ْدر‪ ،‬طَ ِويل‬ ‫ط‪ ،‬عا ِري الثَّديني والبطن ِِمَّا سوى َذلِك‪ ،‬أشعر ال ِِذراعني و ِ‬
‫املنكبَني وأعايل َّ‬ ‫كاخل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬
‫الزن َدين‪،‬‬
‫ني والقدمني‪َ ،‬سائل األَط َْراف‪ ،‬مخصان األمخصني‪ ،‬مسيح‬ ‫ط القصب‪ ،‬شثن الْ َك َّف ْ ِ‬ ‫احة‪ ،‬سب َ‬ ‫الر َ‬
‫رحب َّ‬
‫هون‪ ،‬ذريع املشية إِذا َمشى‬ ‫ال تقلُّعا‪ ،‬وخيطو ُّ‬
‫ال َز َ‬ ‫الْ َق َد َم ْ ِ‬
‫ف‪ ،‬نظره إِ َل األَ ْرض أطول من نظره‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِذا الْتفت الْتفت َ ً‬
‫صبَ ٍ‬
‫ينحط من َ‬ ‫َكأَََّّنَا‬
‫لسالم))‪.‬‬ ‫سوق أ ْ‬
‫َُ‬‫ي‬ ‫املالحظة‪،‬‬ ‫نظره‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ج‬ ‫اء‪،‬‬
‫َ ُ‬ ‫م‬‫الس‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬
‫وقد وصلنا إل قوله‪ِ(( :‬يف صفاء َّ‬

‫الفضة))‪َ :‬كأَنَّهُ َّ‬
‫الفضة من صفائه‪.‬‬
‫كل‪َ ،‬و ُحس ِن اهلَْي ئَة‪،‬‬ ‫ابلدمي ِة ِيف اّلستِواء‪ ،‬واّلعتدال‪ ،‬وظُ ِ‬
‫رف َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ش ِر ُّ‬
‫ف عُنُ َقه ُّ َ‬ ‫ص َ‬‫ي‪َ (( :‬و َ‬ ‫الزََمْ َ‬
‫قال َّ‬
‫َ‬
‫وابلفضة ِيف اللَّون‪َ ،‬وا ِإل ْشراق‪َ ،‬واجلْمال))‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والكمال‪...‬‬
‫وحسنًا‪.‬‬ ‫ا‬‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫عضاء‬‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫متناسب‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫عن‬ ‫ي‬ ‫ة؛‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫اه‬ ‫َّ‬
‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫ور‬ ‫الص‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫معت‬ ‫‪:‬‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫))‬ ‫ِ‬
‫لق‬ ‫خل‬‫ا‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫((معتَ‬
‫ابدن))‪ :‬أي‪ :‬ضخم البَ َد ِن‪.‬‬
‫(( ً‬
‫ولَ َّما كانَت البدانة قد تكون من َكثْ رة اللَّحم وإفراط ِ‬
‫الس َم ِن املُوجب لرخاوة البدن املَ ْذ ُمومة َدفعه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ترزرٍز‪.‬‬ ‫غري‬ ‫من‬ ‫ا‬‫ض‬‫ً‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ك بعض أَجزائِِ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫بقوله‪(( :‬متماس ًكا))‪ :‬أي‪ِ :‬‬
‫َيس‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫اد أَنَّه ِيف ال ِ‬

‫س ِِن‬ ‫َر‬‫أ‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫ن‬ ‫يضرهُ ِ‬
‫الس‬ ‫قال الغَز ِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫األول‪َ ،‬ومل َّ ِ‬
‫ايل‪َ (( :‬حلْمه متماسك ي َكاد يكون على اخللق َّ‬ ‫َ‬
‫الَّ ِذي من َشأْنه اسرتخاء اللَّ ْحم كا َن َّ‬
‫كالشباب‪.‬‬
‫َّوسط من‬ ‫ابدن ما ِيف ِرَوايَة البَ ْي َه ِق ِي‪(( :‬ضرب اللَّ ْحم)) ألَ َّن القلَّة َوالْ َكثْ َرة‪َّ ،‬‬
‫واخلفة والت ُّ‬ ‫َوّل يُنَاقض َكونَهُ ً‬
‫ِ‬
‫األُ ُمور النِِسبيَّة املتفاوتة؛ فَ َح ْي ُ‬
‫ث قيل‪(( :‬ابدن)) أُ ِريد عدم النُّحولة واهلزال‪َ ،‬و َح ْي ُ‬
‫ث قيل‪(( :‬ضرب))‬
‫أُ ِريد عدم ِ‬
‫الس َم ِن الت ِِ‬
‫َّام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ضامر البَطن‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬‫َ‬
‫أ‬ ‫؛‬ ‫واحلشاء‬ ‫طن‬‫الب‬ ‫مخيص‬ ‫ونه‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫اي‬‫ن‬ ‫والصد ِر))‪ :‬كِ‬
‫اء الْبَطن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(( َس َو َ‬
‫الص ْدر))‪.‬‬
‫حب َّ‬
‫الص ْدر))‪َ ،‬و(( َر َ‬
‫الص ْدر))‪ :‬ورويت‪َ (( :‬واسع َّ‬
‫يض َّ‬
‫((عر َ‬
‫خالف الطُّ ِ‬
‫ول‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رض‬
‫الع ُ‬
‫َو َ‬
‫مسا ٍو لبَطنِ ِه‪.‬‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫؛‬ ‫يض‬‫ر‬‫ع‬ ‫ه‬‫وظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫مستفيض؛ فَ هو مسا ٍو لصد ِرِ‬
‫ه‬ ‫ٍ‬ ‫غري‬ ‫ْنه‬
‫ط‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ال الْب ي ه ِ‬
‫ق‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫قَ َ َ ْ َ‬
‫احتِ َمال ْاألُُمور))‪.‬‬
‫أَو‪ :‬العريض ِِبَ ْعىن الوسيع‪ ،‬أَو هو جمَاز َعن ْ‬
‫ضد وال َكتِف‪.‬‬
‫الع ُ‬ ‫ظم‬‫ع‬ ‫مع‬‫ت‬
‫َ‬ ‫جم‬
‫ْ‬‫ُ‬ ‫وهو‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫كب‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫ني))‪ :‬تَ ثْنِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫((بعيد ما بني الْم ْن ِ‬
‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫وعلى ٍ‬
‫ريشة من أَرب ٍع ِيف جنَاح‬ ‫َو ُه َو لفظ ُم ْش َرتك يُطلق على َما ذُكِ َر‪َ ،‬‬
‫وعلى ِِ‬
‫احملل املُْرتَفع من األَ ْرض‪َ ،‬‬
‫الطَّري‪.‬‬
‫العظام‪.‬‬ ‫يس))‪ :‬أَي‪َ :‬ع ِظيم األلواح‪ ،‬أَو ِ‬

‫العظام‪ ،‬أو رُؤوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضخم ال َكر ِ‬
‫اد‬
‫ُ‬ ‫(( َ َ‬
‫قال البَ غَ ِو ُّ‬
‫ي‪(( :‬ضخم األعضاء))‪.‬‬ ‫َو َ‬
‫وقد وردت‪َ (( :‬ع ِظيم األَطراف واجلوارح))‪.‬‬
‫ف من َج ِس ِد ِه َّ‬
‫الشريف‪.‬‬ ‫واملتجر ُد هو‪ :‬ما ُج ِِر َدت َعنهُ الثِِياب وُك ِش َ‬
‫َّ‬ ‫أنوَر ال ُْمتَ َج َّرِد))‪:‬‬
‫(( َ‬
‫ف الب َد ِن ِِنريه‪ ،‬واملُراد َِ‬
‫َجيع الْبدن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَي‪ :‬كا َن ُمش ِر َ َ‬
‫أنور من ُمتَ َج َّرِد غَريه إذا اعتربن ((أنور)) للتَّفضيل‪.‬‬ ‫وَيكن أن يقال‪َّ :‬‬
‫إن املعىن‪ :‬كان ُمتَ َج َّر ُدهُ َ‬



‫ض َرةُ الثَّامنةُ‬
‫احملا َ‬
‫اتبع صفات الن ِِ‬ ‫ُ‬

‫فخ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫فخم‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ً ُ ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫ال‬‫َ‬‫ف‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يض َّ‬
‫ول َما بَني اللَّبَ ِة‬

‫ُّ‬ ‫ص َ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫يس‪ ،‬أنور الْمتَج َّرِ‬
‫د‬
‫َ ُ َ َْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ضخم ال َكر ِ‬
‫اد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫الص ْدر‪ ،‬طَ ِويل‬
‫املنكبَني وأعايل َّ‬ ‫ط‪ ،‬عا ِري الثَّديني والبطن ِِمَّا سوى َذلِك‪ ،‬أشعر ال ِِذراعني و ِ‬ ‫كاخل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ني والقدمني‪َ ،‬سائل األَط َْراف‪ ،‬مخصان األمخصني‪،‬‬ ‫ط القصب‪ ،‬شثن الْ َك َّف ْ ِ‬ ‫الر َ‬
‫احة‪ ،‬سب َ‬ ‫الزن َدين‪ ،‬رحب َّ‬ ‫َّ‬
‫هون‪ ،‬ذريع املشية إِذا‬ ‫ال تقلُّعا‪ ،‬وخيطو ُّ‬
‫ال َز َ‬ ‫مسيح الْ َق َد َم ْ ِ‬
‫ف‪ ،‬نظره إِ َل األَ ْرض أطول من‬ ‫ب‪ ،‬وإِذا الْتفت الْتفت َِ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫من‬ ‫ُّ‬
‫ينحط‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫َّن‬
‫َ‬ ‫َمشى َكأَ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لسالم))‪.‬‬ ‫سوق أ ْ‬ ‫نظره إِ َل َّ‬
‫الس َماء‪ُ ،‬ج ُّل نظره املالحظة‪ ،‬يَ ُ‬
‫ول َما بَني اللَّبَ ِة ُّ‬

‫والس َّرة))‪:‬‬ ‫ص َ‬‫وقد وصلنا إل قوله‪َ (( :‬م ْو ُ‬
‫وأسفل احلْلق من َّ‬
‫الَّتقُ َوتَني‪.‬‬ ‫ر‬‫د‬‫ْ‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫وق‬‫َ‬‫ف‬ ‫ي‬‫ذ‬‫الالم ‪(( :-‬الْمنحر))؛ و ِهي‪ :‬التَّطامن الَّ ِ‬
‫واللَّبَةُ ‪ -‬بَِف ْتح َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والس َّرةُ معروفة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ط))‪ُ :‬متَ َعلِِق ب ‪(( :‬موصول))؛ أي‪َ :‬يَْتَ ُّد‪ ،‬وشبَّهَ امتداده جبراين املَاء ف ُه َو يف امتداده‬
‫((بِشع ٍر ُْي ِري كاخل ِِ‬
‫اّلست َق َامة واّلستواء فَشبَّهه ابخل ِِ‬
‫ط يف اّلستواء‪.‬‬ ‫واخلط‪ :‬الطَّ ِريق؛ َو ْ‬
‫ُّ‬ ‫كسيالن املاء‪،‬‬
‫يط))؛ والتَّشبيهُ ابخل ِِ‬
‫ط أبل ُغ‪.‬‬ ‫ور ِوي‪(( :‬كاخلَ ِ‬
‫ُ‬
‫سربَِة)) املَ ِِار ساب ًقا‪.‬‬
‫ُ َ‬‫ْم‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫يق‬ ‫وه َذا هو معىن‪َ (( :‬دقِ‬
‫ََ‬
‫س َعلَي ِهما َشعر ِس َوى َذلِك‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ل‬

‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫َي‬
‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫))‬ ‫ك‬‫((عا ِري الثَّديني والبطن ِِمَّا سوى َذلِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َّداين)) تَ ثْنِيَة‪(( :‬ثدي))‪.‬‬
‫و((الث َ‬
‫للم ْرأَة؛ أي‪ :‬إِن مل يكن على‬
‫ني َ‬‫للر ُج ِل كالثَّديَ ِ‬
‫وجاء بلفظ‪(( :‬الثَّن ُد َوتَني))‪ ،‬أو‪(( :‬الثُّن ُدؤتني))؛ ومها َّ‬
‫َذلِك املوضع كثري حلم‪.‬‬
‫الص ْدر))‪ :‬أي‪ :‬كثري َّ‬
‫الشعر يف هذه املواضع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واملنكبَني وأعايل َّ‬ ‫أشعر ال ِِذراعني‬
‫(( َ‬
‫ف وال ِْمرفَ ِق‪.‬‬
‫فص ِل ال َك ِ‬ ‫و((ال ِِذراعان))‪ :‬تَ ثْنِية‪ِ (( :‬ذراع))؛ وهو ما بني ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوِيف ((ال َق ُاموس))‪ :‬من طرف املرفق إِ َل طرف ْاأل ْ‬
‫صبُ ِع ال ُْو ْسطَى‪.‬‬
‫وأعايل‪َ :‬جع ((أَعلَى))‪.‬‬

‫أَي‪َ :‬كا َن على َه ِذه الث ََّالثَة املواض ِع َشعر غَ ِزير‪.‬‬
‫الزن َدين))‪ :‬ومها‪َ :‬عظما ال ِِذر َ‬

‫اعني‪.‬‬ ‫((طَ ِويل َّ‬
‫صم اليَّد يف اجلِ َهة املقابلة لإلهبام‪.‬‬ ‫ع‬ ‫املمتد من املِرفَق إل ِ‬
‫م‬ ‫تَ ثْنِيَة‪َ (( :‬زن ْد)) ك َفل ٍ‬
‫ْس؛ َو ُه َو العظم ُّ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫طاء‪.‬‬‫ع‬ ‫و‬ ‫ا‬‫س‬ ‫واسعها ِ‬
‫ح‬ ‫الراحة))‪ِ :‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫رحب َّ َ‬
‫(( َ‬
‫ص ٍ‬‫الَّتكِيب‪ ،‬أَو جعله كِنَاية َعن ا ْجلود فَحسب فَغري م ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َومن قصره على َحقي َقة َّْ‬
‫صغَ ُرها َدلِيل الْبُ ْخل))‪.‬‬
‫ف؛ ورحابتها َدلِيل ا ْجلود‪ ،‬و ِ‬
‫ُ‬ ‫احة‪ :‬الْ َك ُّ‬
‫والر َ‬ ‫ش ِر ُّ‬
‫ي‪َّ (( :‬‬ ‫الزََمْ َ‬
‫ال َّ‬
‫قَ َ‬



‫ض َرةُ التَّاسعةُ‬
‫احملا َ‬
‫َّب‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اتبع صفات الن ِِ‬ ‫ُ‬

‫فخ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫فخم‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ً ُ ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫ال‬‫َ‬‫ف‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يض َّ‬

‫د‬
‫اد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َّن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طاء‪.‬‬‫ع‬ ‫و‬ ‫ا‬‫س‬ ‫واسعها ِ‬

‫ح‬ ‫الراحة))‪ِ :‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫رحب َّ َ‬
‫وقد وصلنا إل قوله‪َ (( :‬‬
‫ص ٍ‬
‫يب‪.‬‬ ‫الَّتكِيب‪ ،‬أَو جعله كِنَاية َعن ا ْجلود فَحسب فَغري م ِ‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫ق‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ومن قصره على ح ِ‬
‫ق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وصغَ ُرها َدلِيل الْبُ ْخل))‪.‬‬
‫ف؛ ورحابتها َدلِيل ا ْجلود‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫احة‪ :‬الْ َك ُّ‬‫والر َ‬
‫ي‪َّ (( :‬‬ ‫ش ِر ُّ‬ ‫الزََمْ َ‬
‫ال َّ‬ ‫قَ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خم ُهما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫مر‬
‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ِم‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫فه‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫ي‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫لك‬ ‫شيء‬ ‫فيه‬ ‫يرد‬ ‫لم‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ني‬‫َوأما َس َعة الْ َق َد َم ْ‬
‫اع ِيه وّل ساقَ ِيه‪ ،‬وّل فَ ِخ َذيه نتوء َوّل ُّ‬ ‫س ِيف ِذر َ‬ ‫ط ال َق َ ِ‬
‫تعقد‪.‬‬ ‫صب)) أَي‪ :‬لَْي َ‬ ‫((سب َ‬
‫أجوف فِ ِيه مخ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كل ٍ‬
‫عظم‬ ‫صبَة))؛ وهي‪ُّ :‬‬ ‫ب‪َ :‬جع ((قَ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫وال َق َ‬
‫ك حيمد ِيف َّ‬
‫الر ُج ِل ل َكونه أَ َّ‬
‫شد‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ر؛‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫غ‬ ‫ني والقدمني)) أَي‪ِ :‬يف أنمله‬ ‫شثن ال َك َّف ْ ِ‬
‫َ َ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫(( َ‬
‫ساء‪.‬‬ ‫ويذم ِيف النِ‬
‫ِ‬ ‫لقبضه‪ُّ ،‬‬
‫َ‬
‫َلني من َك ِِفه)؛‬
‫يباجا أ َ‬ ‫ً‬ ‫د‬‫ت ح ِريرا وَّل ِ‬
‫س ْس ُ َ ً َ‬ ‫أنس‪ ‬قال‪( :‬ما َم َ‬ ‫ي َعن ٍ‬ ‫وّل يُ َعارضهُ خرب البُ َخا ِر ِ‬
‫العظَام؛ فيجتمع لَهُ نعومة البَ َد ِن وقُ َّوتُهُ‪.‬‬ ‫ظ ِيف ِ‬ ‫لد‪ِ ،‬‬
‫وابلغلَظ‪ :‬الغل ُ‬ ‫ِألَ َّن املُراد ابللِِني‪ :‬اللِِني ِيف ا ْجلِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ابن بطَّال‪َ :‬كانَت َك ُّفه ِمتلئةً َحلْ ًما؛ غري أ ََّّنَا َم َع ضخامتها لَيِِنَة‪.‬‬ ‫قال ُ‬‫َومن هنا َ‬
‫ث َّل ْيعمل هبما َش ْيئا‪ ،‬بل كا َن ِابلنِِ ْسبَ ِة ألصل‬ ‫ني واللَّطافة َح ْي ُ‬ ‫إن املراد من وصفه ابل ِلِ ِ‬
‫أَو َّ‬
‫كثريا من أ ُُموره‬ ‫يتعاطى‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫امتهاّنن ِابل َْع َم ِل؛ فَِ‬
‫إ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫والشثُونَِة فبالنِِسبَ ِة إِ‬
‫ُّ‬ ‫ظ‬‫ابلغلَ ِ‬
‫ث وصف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ح‬‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬‫اخل‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫ِمتدها؛ َكما ِيف ((النِِ َهايَة))‪.‬‬

‫ائل األَطْراف)) أَي‪ُّ :‬‬
‫(( َس َ‬
‫طوال غ ِري متع ِِق َد ِة َوّل متثنِِيَ ٍة‪.‬‬
‫صابِع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫فسروه مبمت ِِ‬
‫د‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ريه‬‫َ‬‫غ‬‫و‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫لَ ِكن الب ي ه ِ‬
‫ق‬
‫َْ َ َ‬
‫َصابِعه قضبان َّ‬
‫فضة)) أَي‪ :‬أَ ْغ َ‬
‫صاّنا‪.‬‬ ‫َويُ َؤيِِدهُ ِرَوايَةُ‪َ (( :‬كأ َّ‬
‫َن أ َ‬
‫اّلمتداد يف العظام‬
‫ُ‬ ‫ط‪:‬‬
‫والسبُو ُ‬ ‫صِ‬
‫ب))‪ُّ ،‬‬ ‫والراجح التَّعميم يف كليهما؛ فقد ورد‪(( :‬سبط الْ َق َ‬
‫َّ‬
‫مر بنا‪.‬‬
‫ذوات امل ِخ كما َّ‬
‫شائل ْاألَطْراف))؛ أَي‪ :‬مرتفعُها؛ من قَ ْوهلم‪(( :‬شال املِ َيزان)) ْارتَ َفعت إِ ْح َدى َّ‬
‫كفتَيِه‬ ‫َوُر ِوي‪َ (( :‬‬
‫ض‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫احديداب َوَّل تقبُّ ٍ‬ ‫صابِع بِ َال‬
‫وه َو قريب من (( َسائل))؛ يَ ْع ِن‪َ :‬كا َن ُم ْرتَفع ْاألَ َ‬
‫ُ‬
‫ور ِوي‪(( :‬سائن))؛ و ِهي ِمبَعىن سائل ِاب ِ‬

‫لسني املُْهملَة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫السري؛ ِمبَ ْعىن‪ :‬طويلها‪.‬‬ ‫وروي‪َ (( :‬سائِر)) َّ‬
‫ابلراء؛ من َّ‬
‫ك فِ ِيه ِيف َه ِذه اللَّ ْفظَة أربع رواايت‪َ (( :‬سائل))‪ ،‬و((شائل))‪،‬‬ ‫وحمصول َما َوقع َّ‬
‫الش ُّ‬
‫و((سائن))‪َ ،‬و(( َسائِر))‪.‬‬
‫ْكل أ ََّّنَا غري متع ِِق َدة‪.‬‬ ‫ش ِر ُّ‬
‫ي‪ :‬ومقصود ال ِِ‬ ‫الزََمْ َ‬
‫ال َّ‬
‫قَ َ‬
‫مص؛ أَي‪َ :‬ش ِديد جتاىف أ ْ‬
‫َمخص‬ ‫فتحها – األمخصني)) ُمبَالغَة من اخلَ ِ‬ ‫((مخصا َن ‪ -‬بِ َ‬
‫ضم اخلاء َو َ‬
‫ْمحل الَّ ِذي َّل يلصق هبَا ِع ْند وطء األرض‪.‬‬
‫الق َدم َعن األَ ْرض؛ َو ُه َو ال ُّ‬
‫ث‪:‬‬ ‫تشق ِق ٍ‬
‫جلد؛ ِِبَْي ُ‬ ‫أملس ُهما ُمستَ ِوي ِهما لَيِِنُ ُهما بِ َال ُّ‬
‫تكس ٍر َوَّل ُّ‬ ‫‪:‬‬ ‫أي‬ ‫))‬ ‫مسيح ال َق َد َم ْ ِ‬
‫ني‬
‫ُ‬ ‫(( َ‬
‫ب َعلَْي ِهما‪.‬‬ ‫ص َّ‬ ‫وَير َس ِر ًيعا إِذا ُ‬
‫((ينبو َع ْن ُه َما املَاء))؛ أَي‪ :‬يسيل ُّ‬
‫رفعا َابئِنًا‬ ‫ال تقلُّعا))؛ أَي‪ :‬إِذا ذهب وفَارق م َكانَهُ رفع رجلَي ِ‬ ‫((إِذا ز َ‬
‫ْ ً‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال))؛ أَي‪ :‬النَِّب‪(( ‬ز َ َ‬
‫ُمتَدا ِرًكا إِ ْح َدامهَا ِاب ْألُ ْخ َرى؛ ِم ْشيَةَ أهل اجلالدة‪.‬‬
‫زوال قل ٍع‪.‬‬
‫صوب؛ أَي‪َ :‬‬ ‫و((تقلُّ َعا)) َحال أَو مصدر َم ْن ُ‬
‫الش ْيء من أَصله أَو حتويله َعن َحمَلِِه‪.‬‬
‫والقلع‪ :‬هو انتزاع َّ‬
‫َوكِ َال ُمهَا يصلح أَن يُ َراد ُهنَا؛ أَي ي ْنزع رجله َعن األَ ْرض‪ ،‬أَو حي ِِوُهلا بِ ُق َّوة‪.‬‬
‫((وخيطو))؛ أي‪َ :‬يشي‪.‬‬

‫((تَ َك ُّف ًؤا))‪ِ :‬اب ْهلَ ْمز َوتَركِ ِه؛ أي‪ُّ (( :‬‬
‫تكف ًوا))؛ أَي‪ :‬متايَ َل إِ َل قُ َّد ٍام؛ من قَ ْوهلم‪ُ (( :‬‬
‫كفأت ا ِإل َنء))‬
‫إِذا قلبتُهُ‪.‬‬
‫ني ٍ‬
‫ومشال‪.‬‬ ‫أَو‪ :‬متايل إِ َل ََيِ ٍ‬
‫ينح ُّ‬
‫ط‪.))...‬‬ ‫اآلت‪َ (( :‬كأَََّّنَا َ‬
‫األو َل قَ ْولَهُ ِ‬
‫َويُ َؤيِد َّ‬
‫بعبارتَني فِ َر ًارا من ت ْك َرار اللَّ ْفظ‪.‬‬
‫عرب َعن ال َْم ْشي َ‬
‫ث ََّ‬
‫(( َوَيَْشي))‪ :‬تفنُّن؛ َح ْي ُ‬
‫ني ٍ‬
‫ورفق‪.‬‬ ‫ون)) أَي‪ :‬حال َكونه هيِنا‪ ،‬أَو‪ :‬هو صفة لِمصد ٍر َْحم ُذو ٍ‬
‫ف؛ أَي‪ :‬مشيًا َهيِِنًا بل ٍ‬ ‫(( َه ً‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ًِ‬ ‫َ‬



‫ض َرةُ العاشرةُ‬
‫احملا َ‬
‫َّب‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اتبع صفات الن ِِ‬‫ُ‬

‫فخ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫فخم‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ً ُ ً‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫ال‬‫َ‬‫ف‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يض َّ‬

‫د‬
‫اد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َّن‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طِ‬ ‫وقد وصلنا إل قوله‪(( :‬ذر ِ ِ‬

‫ب))‪:‬‬ ‫نح ُّ ْ َ‬
‫صبَ ٍ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يع الْمشيَة إِذا َمشى َكأَََّّنا يَ َ‬
‫َ‬
‫معىن‪.‬‬ ‫(( َذ ِريع)) كَ‪َ (( :‬س ِريع)) َو ً‬
‫زن َو ً‬
‫و((ال ِْمشية)) بِ َكسر املِيم‪.‬‬
‫س ِكينَ ٍة فقد كا َن ُّ‬
‫َيد‬ ‫َ‬
‫يع املِشية َمع َس َعة اخلطوة؛ فَم َع َكون َم ْشيِ ِه بِ‬
‫َ‬ ‫واملعىن‪ :‬أنَّه كان‪َ ‬س ِر َ‬
‫رض تطوى لَهُ إِذا َمشى طيًّا‪.‬‬
‫طوتَهُ َح َّّت َكأَََّّنا األَ ُ‬
‫ُخ َ‬
‫اء‪.‬‬‫م‬‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬‫و‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫سفل‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ٍ‬
‫و‬ ‫عل‬ ‫من‬ ‫ول‬‫ُّز‬‫الن‬ ‫‪:‬‬ ‫َصله‬
‫أ‬‫و‬ ‫ض؛‬‫ر‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ر‬‫د‬‫الصبب))‪ :‬املنح ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫و(( َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إبطاء؛ َوخري ْاألُُمور أوساطها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّل‬
‫َ‬‫و‬ ‫اع‬
‫ََ‬ ‫ر‬‫إس‬ ‫ّل‬
‫َ‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َْ‬‫ِب‬ ‫ٍ‬
‫سفل‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ٍ‬
‫و‬ ‫عل‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫املراد التَّ ْشبِيه َ‬
‫ابملنح‬ ‫َو َ‬
‫شرة أَنْ َو ٍاع‪:‬‬ ‫ع‬

‫َ‬ ‫شيات‬
‫ُ‬ ‫وال ِ‬
‫ْم‬
‫َ‬
‫باد‬ ‫الرمحن كما وصفهم هبا يف كتابه فقال‪﴿ :‬و ِ‬
‫ع‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫باد‬ ‫((‪ِ ))1‬مشيةُ اهلون‪ :‬وهي ِمشيةُ ِ‬
‫ع‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫شو َن َعلى األَ ِ‬
‫رض َه ً‬ ‫ين َيَْ ُ‬‫ذ‬‫الرمحَ ِن الَّ ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫قطع ًة‬ ‫وَيشي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫((‪ِ ))2‬مشيةُ اهلَوج والتَّماو ِ‬
‫ت واملهانة‪ :‬وهي أن يتماوت املاشي يف مشيِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫شبَة حممولَة؛ وهي مشية مذمومة قبيحة‪.‬‬ ‫واحد ًة كأنَّهُ َخ َ‬
‫((‪ِ ))3‬مشيةُ اّلنزعاج واّلضطراب‪ :‬وهي أن َيشي مشي اجلمل األهوج؛ وهي مشية‬
‫مذمومة أيضا‪ ،‬ودالَّة على ِخ َّف ِة عقل صاحبها ّل سيَّما إن كان يكثر اّللتفات حال مشيِ ِه َيينا ِ‬
‫وِش ًاّل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫عي‪ :‬وهو معروف‪.‬‬

‫الس ُ‬ ‫((‪َّ ))4‬‬
‫ويسمى ‪ :‬اخلَبَب‪.‬‬
‫الرَمل‪ :‬وهو أسرع املشي مع تقارب اخلطا‪َّ ،‬‬ ‫((‪َّ ))5‬‬
‫ثالًث‪،‬‬
‫ب يف طوافه ً‬ ‫َّب‪َ ‬خ َّ‬ ‫الصحيح)) من حديث ابن عمر رضي هللا عنهما َّ‬
‫أن الن َّ‬ ‫ويف (( َّ‬
‫ومشى أر ًبعا‪.‬‬
‫الع ْد ُو اخلفيف الَّذي ّل يزعج املاشي‪.‬‬
‫َّسالن‪ :‬وهو َ‬‫((‪ ))6‬الن َ‬
‫ويف بعض املسانيد أن ال ُْمشاةَ َش َكوا إل رسول هللا‪ ‬من املشي يف ح َّج ِة الوداع‪،‬‬
‫َّسالن))‪.‬‬
‫ن‬ ‫ابل‬ ‫وا‬ ‫ِ‬
‫فقال‪(( :‬استَ ُ‬
‫ين‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫كس ًرا وختنُّثًا‪.‬‬
‫إن فيها ت ُّ‬ ‫((‪ ))7‬اخلَْوَزَل‪ :‬وهي مشية التَّمايُل‪ ،‬و هي مشية يقال‪َّ :‬‬
‫((‪ ))8‬ال َقه َقرى‪ :‬وهي املشية إل وراء‪.‬‬
‫ب فيها املاشي وثبًا‪.‬‬ ‫((‪ ))9‬اجلمزى‪ :‬وهي مشية يثِ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ‬
‫َّكُّب‪ ،‬وهي الَّيت خسف هللا سبحانه‬ ‫((‪ِ ))10‬مشيَةُ الت ُِ‬
‫َّبخت‪ :‬وهي مشية أُويل العُ ْجب والت ُّ‬
‫بصاحبها لَ َّما نظر يف ِعط َفيه وأعجبته نفسه‪ ،‬فهو يتجلجل يف األرض إل يوم القيامة‪.‬‬
‫وأعدل هذه املشيات مشية اهلون والت ُّ‬
‫َّكفؤ‪.‬‬
‫الع َجلَ ِة‪َ ،‬وبَني اّلحندار والتَّ َقلُّ ِع الَّ ِذي ُه َو‬
‫َ‬ ‫عدم‬ ‫و‬
‫َُ‬‫ه‬ ‫ي‬‫ذ‬‫ون الَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫فعرفنا إذن أَنَّه َّل َتعارض بَني اهلَ‬
‫السرعة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫حلادث أَم ٍر ُم ِه ِم‪.‬‬ ‫فَمعىن اهلون‪ :‬الَّ ِذي َّل يعجل ِيف ِمشيتِ ِه وَّل يسعى َعن ٍ‬
‫قصد إَِّّل‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َُ‬ ‫ََْ َ‬
‫و َّأما اّلحندار والتَّقلُّع فهو مشيهُ اخلِ ِ‬
‫لق ُّي‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫((وإِذا الْتفت الْتفت َِ‬

‫َج ًيعا))‪:‬‬ ‫َ‬
‫ضراب))؛ أَي‪َ :‬شيئا ِ‬
‫واح ًدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َوِيف ِرَوايَة‪ََ (( :‬ج ًعا)) كَ‪ً َ (( :‬‬
‫اخلَِفيف‪ ،‬بل َكا َن يقبل ويدبر َِ‬
‫َج ًيعا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ش‬ ‫فَال يسارق النَّظر‪ ،‬وَّل يلوى عُنُقه كالطَّائِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ص ابلتفاتِِه َوَراءه‪َّ ،‬أما التفاتُهُ ََينَةً أَو يَسرةً فبِعُنُِق ِه‪.‬‬
‫ب‪ :‬يَ ْن بَ ِغي أَن ُخيَ َّ‬
‫ال الْ ُق ْرطُِ ُّ‬
‫قَ َ‬
‫صر‪.‬‬ ‫ْب‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫رف‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫وال‬ ‫ع؛‬‫ف‬
‫ْ‬ ‫الر‬ ‫اخلَْفض ض ِِ‬
‫د‬ ‫ْ‬ ‫من‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫ف‬‫((خافض الطَّر ِ‬
‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ك هو َشأْن ِ‬
‫املتأمل املتف ِِكر‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ه؛‬‫تواضعا وحياء من ربِ‬ ‫ره‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫خفض‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫نظر‬ ‫ذا‬ ‫ِ‬
‫يَ ْع ِن‪ :‬إ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫املشتغ ِل بربِِه‪.‬‬
‫أطول من نظره إِ َل َّ‬

‫الس َماء))‬ ‫ض ُ‬ ‫ثَّ ْأردف َذلِك ِِبَا ُه َو كالتَّفسري لَهُ؛ فَ َق َ‬
‫ال‪(( :‬نَظَُرهُ إِ َل األَ ْر ِ‬
‫الس ُكوت َوعدم التحدث ِألَنَّهُ َكا َن َدائِم املراقبة متواصل ال ِْفكر؛ فنظره إِلَْي َها ُرَِّبَا م َّزق‬
‫َحال ُّ‬
‫شوعهُ‪َ ،‬وِألَ َّن نظر النُّ ُفوس إِ َل َما َ‬
‫حتتها أسبق َهلَا من نظرها إِ َل َما عال َعلَْي َها‬ ‫فكرهُ و ُخ َ‬
‫َ‬
‫اء ِيف أيب َد ُاود‪:‬‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫بل‬ ‫اء‪،‬‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫نظر‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِب‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫كون‬ ‫والس‬
‫ُّ‬ ‫وت‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫غري‬ ‫ِ‬
‫يف‬ ‫َّأما‬
‫ث يُكثِ ُر أَن يرفع طَرفَهُ إِ َل َّ‬
‫الس َماء))‪.‬‬ ‫(( َوَكا َن إِذا جلس َّ‬
‫يتحد ُ‬
‫الص َالة‪َّ ،‬أما فِ َيها فَ َكا َن ينظر إِلَْي َها أ ََّوًّل‪ ،‬فَ لَ َّما نزلت‪﴿ :‬الَّذين هم ِيف‬
‫َو َه َذا ُكلُّه ِيف غري َّ‬
‫أطر َق‪.‬‬
‫صالهتم خاشعون﴾ َ‬ ‫َ‬
‫(( ُج ُّل نَظَ ِرِه))؛ أَي‪ُ :‬معظَ ُمهُ َوأَ ْكثَره‪.‬‬

‫غ‪.‬‬‫ني ِِمَّا يَلِي الصد َ‬
‫الع ِ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬‫ِ‬ ‫((املالحظة)) من اللَّح ِظ؛ أَي‪ :‬النَّظَر بِ ِ‬
‫ش‬ ‫ْ‬
‫اخلطاب املالحظة‪َ ،‬وَكثْ َرة ال ِْفكر؛ فَ َال يُ َعارض قَ ْولَه‪:‬‬ ‫اد بِ ِه ُهنَا أَنه َكا َن أَكثر نظره ِيف َحال ْ‬
‫أ ََر َ‬
‫((إِذا الْتفت الْتفت َِ‬
‫َج ًيعا))‪.‬‬
‫وإرشادا إل‬
‫ً‬ ‫تواضعا‬ ‫يسوقهم‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫لفهم‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫شي‬ ‫َي‬
‫َْ‬‫و‬ ‫امه‬‫َم‬
‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫م‬ ‫((يسوق أَصحابه))؛ أَي‪ :‬يق ِِ‬
‫د‬
‫ً‬ ‫ُُ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬
‫اء ُه ْم َوَّل يدع أح ًدا َيشي َخلفه‪.‬‬‫ر‬‫و‬ ‫م‬‫و‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ري‬‫ندب َمشي َكبِ‬
‫ََ َ‬
‫تصرفهم ِيف معاشهم ومالحظتهم إلخواهنم؛ ِِ‬

‫فرييب من‬ ‫أَو ليختُّب َحاهلم َوينظر إِلَْي ِهم َحال ُّ‬
‫التبية‪ ،‬ويكمل من ْحيتَاج التَّ ْك ِميل‪ ،‬ويعاقب من يلِيق بِ ِه املعاقبة‪ ،‬ويؤِِدب من ي نَ ِ‬
‫اسبه التَّأْ ِديب؛‬ ‫حق َّ‬‫يستَ ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َه َذا َشأْن الْمول َم َع َرعيَّتِه‪.‬‬
‫أَو َأل َّن ال َْم َالئِ َكة َكانَت متشي خلف ظَهره‪ ،‬أَو لغري َذلِك ِمَّا ّل نعلمه وهللا يعلمه‪.‬‬
‫الصبيان أتديبًا َهلُم‬ ‫ّت‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫بق‬ ‫يس‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫يب‬‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫اي‬‫و‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫يف‬‫و‬ ‫؛‬ ‫))‬ ‫ِ‬
‫م‬‫ال‬‫َ‬ ‫لس‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ق‬‫((ويبدأ من لَِ‬
‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َْ َ‬
‫أحسن ِم ْن َها فَ ْوًرا إَِّّل‬
‫َ‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ه‬‫رد َعلَْي ِه كتحيَّتِ‬ ‫َّ‬ ‫أحد‬ ‫الش ِريعة‪ ،‬وإِذا سلَّم َعلَي ِ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ورسوم‬ ‫ين‬ ‫وتعليما ملعامل ال ِِ‬
‫د‬ ‫ً‬
‫ُصبُ ِع ِه إَِّّل ِيف َّ‬
‫الص َالة))‪.‬‬ ‫ِب‬‫ِ‬ ‫ّل‬
‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ال ابن الْقيِ ِم‪(( :‬ومل يكن يردُّهُ بِي ِد ِه‪ ،‬وَّل بِرأْ ِس ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ز‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫وب‬ ‫ة‬‫لعذ ٍر َكص َال ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ِ‬ ‫َ ُ‬


الشمائل النبوية 3 OeM

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

You might also like

الشمائل النبوية 3 OeM

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

الشمائل النبوية 3 OeM

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫جامعة امللك فيصل‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫الشمائل إِ َذن‪ :‬هو شخص رسول هللا‪ ،‬و ُّ‬

‫إن احلقيقةَ‬ ‫الدروس ِ‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫العام كما أسلفنا‪.‬‬ ‫أخص من علم ِ‬

‫أشهر املصنفات يف علم َّ‬

‫األصبهان [ت‪369:‬ه ]‪.‬‬

‫قائال‪(( :‬ما ذُكِ َر من ُحس ِن ُخلُ ِق رسول هللا‪ ،‬وكرمه‪،‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫عن‪ :‬اإلجياد))‪.‬‬ ‫وغ؛ يَ ي‬

‫يس ابلطَّويل البائين َوَال‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫َّب‪:‬‬ ‫نتابع بعون هللا الكالم عن ُحسن الن ي‬

‫صائيصه‪ ‬على أاْلَنأبييَاء؛ حيث َّ‬

‫فرية))‪.‬‬‫الو‬ ‫وق‬ ‫ف‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫الشريفة‪:‬‬ ‫ما جاء يف وصف حليته َّ‬

‫ما جاء يف وصف جسمه‪:‬‬

‫ب‪.‬‬ ‫بوع وأقصر من ي‬

‫شعرهُ شحمة أُذَُ ييه إيذا ُه َو وفَّره‪.‬‬ ‫ي‬

‫وسنتابع شرح بقيَّة احلديث يف احملاضرة املقبلة ِبول هللا‪:‬‬

‫َن عُنُقه يجي ُد دميَة ييف صفاء َّ‬

‫ي الثَّديَني والبَطن يممَّا سوى‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫السابقة يف بيان ما جاء يف وصف جسمه‪:‬‬

‫والس َّرة بِشع ٍر ُْي ِري‬

‫((ضليع الْ َفم))‪َ :‬ع ِظيمهُ أَو ِ‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫جههُ تَأللَُؤ ال َق َمر لَيلَةَ‬ ‫و‬ ‫يتألأل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َّ‬

‫والس َّرة بِشع ٍر ُْي ِري‬

‫وقد وصلنا إل قوله‪ِ(( :‬يف صفاء َّ‬

‫اد أَنَّه ِيف ال ِ‬

‫العظام‪.‬‬ ‫يس))‪ :‬أَي‪َ :‬ع ِظيم األلواح‪ ،‬أَو ِ‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫جههُ تَأللَُؤ ال َق َمر لَيلَةَ‬ ‫و‬ ‫يتألأل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َّ‬

‫ول َما بَني اللَّبَ ِة‬

‫ول َما بَني اللَّبَ ِة ُّ‬

‫س َعلَي ِهما َشعر ِس َوى َذلِك‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ل‬

‫وأعايل‪َ :‬جع ((أَعلَى))‪.‬‬

‫الزن َدين))‪ :‬ومها‪َ :‬عظما ال ِِذر َ‬

‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة الملك فيصل ©‬

‫مقرر مادة َّ‬

‫التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬