Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 117

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫مذكرة مكملة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون اإلعالم اآللي‬
‫بعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‪:‬‬

‫نظام المراقبة اإللكترونية كبديل عن العقوبة‬


‫السالبة للحرية‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عبد الوهاب عجيري‬ ‫_ بلمشري زينب‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذة محاضرة ب‬ ‫د‪/‬وردة بوزيد‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫أ‪/‬عبد الوهاب عجيري‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫أ‪ /‬محمد عبد الفتاح بلهامل‬

‫السنة الجامعية‪2020_2019:‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫مذكرة مكملة مقدمة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون اإلعالم اآللي‬
‫بعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‪:‬‬

‫نظام المراقبة اإللكترونية كبديل عن العقوبة‬


‫السالبة للحرية‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عبد الوهاب عجيري‬ ‫_ بلمشري زينب‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذة محاضرة ب‬ ‫د‪/‬وردة بوزيد‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫أ‪/‬عبد الوهاب عجيري‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫أ‪ /‬محمد عبد الفتاح بلهامل‬

‫السنة الجامعية‪2020_2019:‬‬
‫إنٗ يٍ جسع انكأض فازغا ن‪ٛ‬سق‪ ُٙٛ‬قطسة سعادة ٔيٍ حصد األشٕاك عٍ‬
‫دزب‪ ٙ‬ن‪ًٛ‬د ن‪ ٙ‬طس‪ٚ‬ق انعهى إنٗ انقهب انكب‪ٛ‬س والدي العسير أطال هللا ف‪ ٙ‬عًسِ‬

‫إنٗ يٍ كاٌ ٔجٕدْا ح‪ٛ‬اة ٔدعٕتٓا َجاة ٔأقدايٓا جُت إنٗ أمي الحثية‬

‫إنٗ يٍ ال يعُٗ نهح‪ٛ‬اة بدٍَٔٓ أخواتي‬

‫إنٗ أصدقائ‪ٔ ٙ‬زفقاء دزب‪ ٙ‬يٍ داخم انجايعت ٔخازجٓا‬

‫إنٗ األستاذ انًشسف عثد الوهاب عجيري‬


‫إنٗ أساترت‪ ٙ‬انكساو انر‪ ٍٚ‬أَازٔا دزٔبُا بانعهى ٔانًعسفت‬
‫إنٗ كم يٍ ‪ٚ‬قتُع بفكسة ف‪ٛ‬دعٕ إن‪ٓٛ‬ا ٔ‪ٚ‬عًم عهٗ تحق‪ٛ‬قٓا‪ٔ ،‬ال ‪ٚ‬بغ‪ ٙ‬بٓا إال ٔجّ‬
‫هللا ٔيُفعت انُاض‬
‫إن‪ٛ‬كى أْد٘ ثًسة ْرا انعًم انًتٕاضع‬

‫تلمشري زينة‬
‫بعد أٌ يٍ هللا عه‪ُٛ‬ا بإَجاش ْرا انعًم‪ ،‬فإَُا َتٕجّ إن‪ ّٛ‬هللا سبحاَّ ٔتعانٗ‬
‫أٔال ٔأخررسا بجً‪ ٛ‬رع أنررٕاٌ انحًررد ٔانشرركس عهررٗ ف رره‪ٔ ّٛ‬كسيررّ انررر٘ غًسَررا بررّ‬
‫فٕفقُا إنٗ يا َحٍ ف‪ ّٛ‬زاج‪ ٍٛ‬يُّ دٔاو َعًّ ٔكسيّ‪ٔ ،‬اَطالقا يٍ قٕنّ صهٗ هللا‬
‫عه‪ٔ ّٛ‬سهى‪":‬يٍ ال ‪ٚ‬شكس انُاض ال ‪ٚ‬شكس هللا"‪ ،‬كًا أخص بانشكس أسرتاذ٘ انكرس‪ٚ‬ى‬
‫ٔ يعهً‪ ٙ‬انفاضم انًشسف عهٗ ْرا انبحث األسرتاذ عثدد الوهداب عجيدري ‪ ،‬فقرد‬
‫كرراٌ حس‪ٚ‬صررا عهررٗ قررساءة كررم يررا أكتررب ثررى ‪ٚ‬ررٕجُٓ‪ ٙ‬إنررٗ يررا ‪ٚ‬ررسٖ بررأز عبررازة‬
‫ٔ أنطف إشازة‪ ،‬فهّ يُ‪ٔ ٙ‬افس انثُاء ٔ خانص اندعاء‪.‬‬

‫كًا أشكس انسادة األساترة ٔ كم انصيالء ٔ كم يٍ قدو ن‪ ٙ‬فائدة أٔ أعاَُ‪ٙ‬‬


‫بًسجع‪ ،‬أسأل هللا أٌ ‪ٚ‬جص‪ٓٚ‬ى عُ‪ ٙ‬خ‪ٛ‬سا ٔ أٌ ‪ٚ‬جعم عًهٓى ف‪ ٙ‬ي‪ٛ‬صاٌ حسُاتٓى‪.‬‬

‫تلمشري زينة‬
‫قائمة ألهم المختصرات‬

‫أوال ‪ :‬باللغة العربية‬


‫ق‪.‬ع‪.‬ج ‪ :‬قانون العقوبات الجزائري‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‬
‫ق‪.‬ع‪.‬ف ‪ :‬قانون العقوبات الفرنسي‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ف ‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي‬
‫ج‪.‬ر ‪ :‬جريدة رسمية‬
‫مج ‪ :‬المجلد‬
‫ع ‪ :‬العدد‬
‫ص‪ :‬الصفحة‬
‫ط ‪ :‬طبعة‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‬


‫‪P: Page‬‬
‫‪N°: Numéro‬‬
‫‪Ed: Edition‬‬
‫مقدمــــــــة‬

‫مقدمــــــة‪:‬‬

‫ال تستقيم الحياة في المجتمع وال يسودىا نظام األمن إال بمكافحة الجريمة‬
‫واستئصاليا من المجتمع وال يتحقق ذلك إال بمكافحة الجاني وردعو ولقد أقرت الكتب‬
‫السماوية بالعقوبة واحتوت التشريعات الوضعية عمييا‪ ،‬فاألصل أن المتيـم بـريء حتـى‬
‫تثبـت إدانتـو‪ ،‬وعميـو ال يجـوز عقاب األشخاص أو التعـرض لحرياتيـم ميمـا بمغـت جسـامة‬
‫الجريمـة المسـندة إلييـم إال بموجـب حكـم قضائـي‪.‬‬
‫ومع تطور السياسات العقابية‪ ،‬و ظيور العقوبات السالبة لمحرية أنشئت السجون‬
‫كمكان مالئم لتنفيذ تمك العقوبات‪ ،‬فيي المؤسسة العقابية التي تترجم فمسفة و أىداف‬
‫ووظيفة العقوبة إلى واقع تنفيذي ممموس من خالل وظيفتان رئيسيتان األولى أخالقية‬
‫تتمثل في تكفير الجاني عن ذنبو وارضاء الشعور بالعدالة والثانية نفعية تتمثل في الردع‬
‫العام واصالح حال الجاني إلعادة تكييفو مع المجتمع لمعودة إلى الحياة االجتماعية‬
‫كعضو صالح في الجماعة‪.‬‬
‫لكن سرعان ما أثبتت التجربة أن تحقيق ىدف اإلصالح والتأىيل من خالل‬
‫العقوبات السالبة لمحرية ليست بالسيولة التي كان يعتقدىا دعاة اإلصالح‪ ،‬فقد كشفت‬
‫العقوبات الحبسية عن مساوئيا التي تبين أنيا تتعارض مع اليدف المذكور‪ ،‬وأنيا تفسد‬
‫المحكوم عميو بدال من إصالحو‪ ،‬فيي غير كافية لتطبيق برنامج إصالحي يفسد منو‬
‫المحكوم عميو‪ ،‬فيكون لدخولو السجن أثار سيئة تمس مختمف نواحي حياتو االجتماعية‬
‫والنف سية واالقتصادية‪ ،‬وتمتد ىذه اآلثار لتطول أفراد أسرتو بل والمجتمع ككل الذي يتحمل‬
‫تبعة فشل العقوبة السالبة لمحرية وكذا ارتفاع الوافدين عمى المؤسسات العقابية التي‬
‫يطبعيا االكتظاظ كمعرقل أساسي لنجاح المعاممة العقابية فضال عن ارتفاع النفقات‬
‫المخصصة لتنفيذىا والت ي تثقل كاىل الدولة من جية‪ ،‬وأسرة المحكوم عميو من جية‬
‫ثانية‪ ،‬ناىيك عن بعض المشكالت اليامة التي تثار دائما بالنسبة ليذه العقوبات‪ ،‬كغياب‬
‫الموارد البشرية المؤىمة لمتعامل مع نوعية المحكوم عمييم بالعقوبات السالبة لمحرية‪.‬‬
‫وأمام ىذه المؤشرات الخطيرة والتنديد بحقوق اإلنسان عامة والمساجين خاصة‪ ،‬فقد‬
‫سعت الدول التي تحرص عمى تطوير أنظمتيا العقابية وجعل التأىيل االجتماعي ىدفا‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــة‬

‫أساسيا لمعقوبة إلى التضييق من نطاق العقوبات السالبة لمحرية واالستعاضة عنيا بجممة‬
‫من البدائل من داخل النظام الجنائي نفسو أو من خارجو لتضمن تحقيق عدالة متزنة تقع‬
‫بين السجن (أي تنفيذ العقوبة السالبة لمحرية في وسط مغمق)‪ ،‬وبين وقف التنفيذ (تنفيذ‬
‫العقوبة السالبة لمحرية في وسط حر) وقد سميت ىذه البدائل بـ " العقوبات البديمة"‪.‬‬
‫ومع تزايد تدخل التكنولوجيا يوما بعد يوم في مجال القانون الجنائي من تحميل الدم‬
‫والتنصت التميفوني‪ ،‬والمراقبة عن طريق الفيديو‪ ،‬وكافة اإلجراءات المستخدمة في مجال‬
‫الكشف عن دليل ارتكاب الجريمة‪ ،‬واآلن نحن أمام مرحمة جديدة إذ يتم استخدام‬
‫التكنولوجيا في مجال أكثر حساسية وىو تنفيذ العقوبات السالبة لمحرية التي تجنب‬
‫المحكوم عميو مساوئ ا لحبس عن طريق ما يعرف ب ـ "الوضع تحت المراقبة االلكترونية"‪.‬‬
‫إن الوضع تحت المراقبة االلكترونية ىو احد األساليب المبتكرة لتنفيذ العقوبات‬
‫السالبة لمحرية خارج أسوار السجن – في الوسط الحر‪ -‬بصورة ما يدعي "السجن بالبيت"‬
‫ويقوم ىذا األسموب عمى السماح لممحكوم بالبقاء في منزلو لكن تحركاتو محدودة ومراقبة‬
‫بواسطة جياز يشبو الساعة أو السوار مثبت في معصمو أو في أسفل قدمو‪.‬‬
‫لقد لجأت جل التشريعات إلى تبني نظام المراقبة االلكترونية في قوانينيا العقابية‬
‫نتيجة الدراسات العممية المتعمقة بتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬حيث أثبتت ىذه الدراسات‬
‫أن العقوبة السالبة لمحرية أصبحت ال تجد نفعا في ردع المحكوم عميو وتسببيا في تماديو‬
‫في اإلجرام جراء احتكاكو بالجناة اآلخرين‪.‬‬
‫وكان المشرع الجازئري من بين أنصار ىذه اآللية الجديدة‪ ،‬وأكد ذلك بإدراجيا‬
‫ضمن منظومتو العقابية من خالل القانون ‪ 18-81‬المؤرخ في ‪ 01‬يناير ‪ 8181‬المتمم‬
‫لمقانون رقم ‪ 10-10‬المؤرخ في ‪ 81‬فبراير‪ 8110‬المتضمن قانون تنظيم واعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي لممحبوسين‪ ،‬في مواده من ‪ 801‬مكرر إلى غاية ‪ 801‬مكرر ‪، 81‬لذا سيتم‬
‫التركيز خصوصا عمى التجربة الجزائرية من خالل محاولة اإللمام الشامل ليذا النظام‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫ونظ ار لألىمية التي يكتسييا ىذا الموضوع لجدتو وباعتبار أن نظام المراقبة االلكترونية‬
‫التالية‪:‬‬ ‫كأىم بديل مستحدث لمعقوبة السالبة لمحرية فإنو يطرح اإلشكالية‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــــــة‬

‫ما مدى فعالية نظام المراقبة االلكترونية كعقوبة بديمة في تنفيذ عقوبة الحبس‬
‫باعتبارها أسموب مستحدث في التنفيذ العقابي؟‬
‫ومن خالل التساؤل الرئيسي يمكن طرح األسئمة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما المقصود بنظام المراقبة اإللكترونية؟‬
‫‪ -‬كيف تطور نظام المراقبة اإللكترونية في الدول الغربية والعربية؟‬
‫‪ -‬ما ىي شروط واجراءات تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية؟‬
‫‪ -‬ما اآلثار المترتبة عمى تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية؟‬
‫ما المقصود بنظام المراقبة اإللكترونية؟ وما ىي طبيعتو؟ وما ىي شروط إجراءات تنفيذه؟‬
‫أهمية الدراسة‪ :‬إن نظام المراقبة اإللكترونية من المواضيع المستحدثة في مجال‬
‫الدراسات العقابية من الناحية العممية والقانونية وترجع أىميتو لكونو نتاج لمتطور العممي‬
‫والتقني لمعالجة العديد من المسائل التي تثار في العصر الحالي ضمن السياسة الجنائية‬
‫الحديثة‪ ،‬وباعتباره أحد العقوبا ت البديمة لعالج المشاكل الناتجة عن تنفيذ العقوبات السالبة‬
‫لمحرية داخل السجون‪ ،‬والتي أثبتت الدراسات دور البيئة داخل السجون في انتشار‬
‫الجريمة وانتياك حقوق اإلنسان‪ ،‬ناىيك عن اكتظاظ السجون وما ينجم عنو من ارتفاع‬
‫النفقات التي تشكل عبئا يعرقل مسيرة اإلصالح والتنمية‪.‬‬
‫وكذا لدورىا في إصالح المحكوم عميو واعادة إدماجيم في المجتمع مرة أخرى من‬
‫خالل منحيم فرصة االنخراط في المجتمع تحت رقابة أجيزة العدالة الجنائية‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تسعى ىذه الدراسة إلى تحقيق عدة أىداف أبرزىا مايمي‪:‬‬
‫التعرف عمى أبرز االتجاىات التشريعية بخصوص نظام المراقبة اإللكترونية وذلك‬
‫بالعمل عمى تحميل ودراسة ىذا النظام مقارنة بالتشريعات القانونية المختمفة في إطار‬
‫نظري ييدف إلى الوصول إلى ما إذا كان ذات النظام يعتبر نظاما ىاما بالنسبة لممحكوم‬
‫عميو وما إذا كان يحقق العدالة وحماية المجتمع من المجرمين واصالحيم والتأكد من عدم‬
‫رجوعيم لمعمل اإلجرامي مرة أخرى‪.‬‬
‫ناىيك عن تبيان نجاعة ىذ ه التقنية‪ ،‬وتقديميا لمرأي العام كونيا مجيولة إلى حد‬
‫بعيد من عامة الشعب‪ ،‬وحتى تطبيقيا عمى أرض الواقع جد محتشم ‪ ،‬ومن ثم إبراز‬

‫‪3‬‬
‫مقدمــــــــة‬

‫ضرورة اإلسراع في تطبيقيا‪ ،‬والعمل عمى تفعيميا في أقرب اآلجال‪ ،‬لفوائدىا االقتصادية‬
‫واال جتماعية‪ ،‬بالمقارنة مع نظام السجن‪ ،‬خاصة في المرحمة الحالية التي يعرفيا االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬والذي يحتاج إلى تقميص المصاريف والخسائر‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪ :‬يعود اختيارنا لموضوع نظام الم ارقبة االلكترونية كبديل عن‬
‫العقوبة السالبة لمحرية إلى أسباب موضوعية وأخرى ذاتية‪.‬‬
‫أ‪-‬األسباب الموضوعية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة العممية ليذا الموضوع باعتباره من المواضيع الحديثة‪ ،‬التي تستدعي دراستو‬
‫وتحديد الغرض منو‪.‬‬
‫‪-‬إثراء الخزانة القانونية لقمة البحوث في ىذا المجال السيما أن المكتبة العربية تفتقر إلى‬
‫المراجع المتعمقة بو نظ ار لحداثتيا فكان اختيار ىذا الموضوع لسد جزء من النقص‬
‫الموجود في المكتبة القانونية ىذا من جية ومن جية أخرى لتعمقو بالحرية الجسدية لمفرد‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة اإللمام بالجوانب القانونية والتقنية ليذا اإلجراء الجديد وكون المشرع الجزائري‬
‫تبنى ىذا النظام الذي أقرت بو عدة معاىدات وكان محور دراسات في عدة ممتقيات‬
‫وكذلك ىناك عدة توصيات في ىذا المجال من طرف الدول والجمعيات‪.‬‬
‫ب‪-‬األسباب الذاتية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬ميمنا إلى دراسات عمم العقاب بصورة عامة وفعالية نظام المراقبة االلكترونية كأىم بديل‬
‫لمعقوبة السالبة لمحرية نتيجة لما ترتبو من أثار سمبية عمى المحكوم عميو والمجتمع بصورة‬
‫خاصة السيما في ظل مواكبة المشرع الجزائري الستخدام ىذه الوسيمة القانونية العصرية‬
‫من خالل عصرنة قطاع العدالة في تنفيذ سياستيا العقابية والذي استفاد منو المحكوم‬
‫عميو أكثر مما استفادت منو األنظمة العقابية‪.‬‬
‫‪ -‬دافع ذو بعد إنساني مما يحقق لممحكوم عميو عمى المستوى النفسي واألسري بصفة‬
‫خاصة وعمى المجتمع بصفة عامة وتوفير أفضل لنجاح عممية التأىيل االجتماعي‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪ :‬وككل بحث قانوني متعمق بإجراء مستحدث فقد واجيتني عدة‬
‫صعوبات أىميا‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمــــــــة‬

‫‪-‬كأول عائق واجيني وواجو كل دفعة ‪ 8181‬ىي تفشي فيروس كرونا وما تبعو من‬
‫إجراءات كفرض الحجر الصحي المنزلي الكامل والجزئي ومنع التنقل وغمق المرافق التي‬
‫يحتاجيا الباحث( المكتبات الجامعية والخاصة) وكذا صعوبة التواصل مع المشرف‪.‬‬
‫‪-‬نقص المراجع خاصة المتخصصة التي ترتكز عمى نظام المراقبة االلكترونية في مرحمة‬
‫تنفيذ العقوبة البديمة لمحبس وذلك نظ ار لحداثتو باعتباره نظام مستحدث في الجزائر وعدم‬
‫صدور نصوص تنظيمية‪ ،‬وكذا تطبيقية لو‪ ،‬لذا ارتأينا استعمال المشرع الفرنسي كنموذج‬
‫بصورة مبسطة في الدراسة‪.‬‬
‫المنهج المتبع‪ :‬قصد اإلحاطة بموضوع "المراقبة االلكترونية كبديل لمعقوبة السالبة‬
‫لمحرية" يقتضي االع تماد عمى المنيج الوصفي التحميمي باعتباره األنسب لمدراسات‬
‫القانونية واألنظمة اإلجرائية‪ ،‬والمنيج المقارن بالرجوع إلى بعض األنظمة الوضعية قصد‬
‫المقارنة وتحميل نصوصيا وبيان أحكاميا من خالل عرض ما ورد في النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬وكذا المنيج التاريخي في عرض نشأة وتطور ىذا النظام وتأصيمو من الناحية‬
‫التاريخية‪.‬‬

‫انطالقا من االعتبارات السابقة و محاولة لتحميل اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم‬


‫الدراسة إلى فصمين‪:‬‬
‫الفصل األول تطرقنا فيو إلى اإلطار المفاىيمي نظام المراقبة االلكترونية من خالل‬
‫مبحثين‪ :‬نذكر في األول التطور التاريخي والتشريعي لنظام المراقبة االلكترونية‪ ،‬أما في‬
‫المبحث الثاني تناولنا فيو ماىية نظام المراقبة االلكترونية‪.‬‬
‫أما فيما يتعمق بالفصل الثاني نتناول أحكام تطبيق نظام المراقبة االلكترونية من خالل‬
‫مبحثين‪ :‬األول نتطرق فيو إلى شروط و إجراءات تطبيق ىذا النظام أما المبحث الثاني‬
‫نخمص فيو إلى اآلثار الناجمة عن ىذا النظام‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لنظام المراقبة اإل لكترونية‬

‫العقوبة ىي الجزاء الذي يقرره القانوف ويوقعيا القاضي عمى مف تثبت مسؤوليتو‬
‫عف الجريمة‪ ،‬أما عمـ العقاب فيعرفيا بأنيا اإليالـ الذي يوقع عمى الفرد مف أجؿ جريمة‬
‫‪1‬‬
‫اقترفيا‪.‬‬
‫وال شؾ أف العقوبة تعد حاجة اجتماعية وذلؾ لحماية الفرد والمجتمع ككؿ مف آثار‬
‫الجرائـ التي يرتكبيا البعض ومع تطور المجتمعات تطورت أساليب تنفيذ العقوبات فبعدما‬
‫‪2‬‬
‫كاف طابعيا في السابؽ التعذيب والتنكيؿ‪.‬‬
‫وا ازء فشؿ سياسة اإلصالح كػاف عمػى السياسػة العقابيػة الحديثػة أف تعيػد النظػر فػي‬
‫إسػتراتيجيتيا ل مبحػث عػف أنظمػة عقابيػة تحقػؽ فعاليػة أكبػر فػي تحقيػؽ األغػراض العقابيػة‬
‫المعاصػرة‪ ،‬فنشأت ما يسمى سياسة ترشيد العقاب نحو عدـ اإلسراؼ في استخداـ‬
‫العقوبات السالبة لمحرية وايجاد عقوبات بديمة ليا تفيد المجرـ والمجتمع معا‪.‬‬
‫فػي الحقيقػة إف بػدائؿ العقوبػات السػالبة لمحريػة متعػددة ومتنوعػة‪ ،‬فينػاؾ نظاـ العمؿ‬
‫لصالح النفع العاـ‪ ،‬نظاـ إيقاؼ التنفيذ‪ ،‬ونظاـ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية والذي‬
‫يعتبر مػف أىػـ البػدائؿ التي ظيػرت فػي أغمػب التشػريعات لتجنيػبيـ اآلثػار السػمبية التػي‬
‫تػنجـ عف السجف‪ ،‬ثـ تطور األمر السػتعماليا فػي إطػار الرقابػة القضػائية كبػديؿ لمحػبس‬
‫المؤقػت‪ ،‬ومػف مبػررات تبنػي المراقبة اإللكترونية‪ ،‬ما يحققو مف مزايا اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫وفيمػػا يأت ػػي سنتنػ ػػاوؿ ماىي ػػة نظ ػػاـ الوض ػػع تح ػػت المراقب ػػة االلكترونيػ ػػة م ػػف خ ػػالؿ‬
‫استع ػ ػ ػراض نش ػػأتيا وتطورىػ ػػا وأس ػػباب ظيورى ػػا والج ػػدؿ الفقي ػػي حولي ػػا وك ػػذا المش ػػكالت‬
‫القانوني ػػة الت ػػي تث ػػار م ػػع المب ػػادئ العام ػػة لمق ػػانوف (المبحػ ػػث األوؿث‪ ،‬ثػ ػػـ تحدي ػ ػػد مفيوميػ ػػا‬
‫وطبيعتيػ ػػا القانونيػ ػػة وخصوصػ ػػيتو عػ ػػف م ػ ػػا يشػ ػبييا م ػػف ب ػػدائؿ العقوب ػػات الس ػػالبة لمحري ػػة‬
‫األخرى ( مبحث الثاني ث‪.‬‬

‫‪ 1‬عامر جوىر‪ ،‬طاىر عباسة‪ ،‬السوار االلكتروني إجراء بديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مقاؿ منشور‬
‫في مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ع ‪ ،2018 ،16‬ص ‪.179/178‬‬
‫رفعات صافي عمي أوحجمة‪ ،‬العقوبات المجتمعية كإحدى العقوبات البديمة في التشريع األردني‪ ،‬رسالة ماجستير في‬ ‫‪2‬‬

‫القانوف العاـ‪ ،‬جامعة الشرؽ األوسط عماف األردف‪ ،2019 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي والتشريعي لنظام المراقبة اإللكترونية‬

‫تعد فكرة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية مف األفكار القديمة في العدالة الجنائية‬
‫بحيث تمتد جذورىا إلى اإلمبراطورية الرومانية القديمة‪ ،‬فقد عرفت ىذه األخيرة نظاما‬
‫يسمى االعتقاؿ الحر‪ ،‬يقوـ عمى تحديد إقامة الجاني في منزلو تحت حراسة أمنية مع‬
‫تعييف ضامف يمثمو أماـ القضاء ولـ يكف تطبيقو بصورة كبيرة في مرحمة ما قبؿ صدور‬
‫الحكـ وبدرجة أقؿ بعد صدوره نتيجة اعتقاد القضاء بعدـ كفايتو كإجراء لحفظ األمف كونو‬
‫‪1‬‬
‫إجراء رضائي غير مقترف بضمانات تكميمية تضمف نجاحو‪.‬‬
‫وقد عرفت الشريعة اإلسالمية منذ أكثر مف أربعة عشر قػرف عقوبػة الحػبس المنزلػي‬
‫والتػ ػ ػ ػ ػ ػػي كانػ ػ ػ ػ ػ ػػت تطبػ ػ ػ ػ ػ ػػؽ عمػ ػ ػ ػ ػ ػػى الم ػ ػ ػ ػ ػ ػرأة الزانيػ ػ ػ ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػ ػ ػػال لقػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ا عػ ػ ػ ػ ػ ػػز وجػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ‬
‫استَ ْش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِيدوا َعمَػ ػ ػ ػ ػ ػ ْػي ِي اف أ َْرَب َع ػ ػ ػ ػ ػ ػةً ِمػ ػ ػ ػ ػ ػ ْػنك ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫( َوالالتػ ػ ػ ػ ػ ػػي َي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْأت َ‬
‫يف ا ْل َفاح َش ػ ػ ػ ػ ػ ػةَ مػ ػ ػ ػ ػ ػ ْػف ن َسػ ػ ػ ػ ػ ػػائك ْـ فَ ْ‬
‫وت َحتاى َيتَ َوفااى اف ا ْل َم ْوت أ َْو َي ْج َع َؿ الماو َلي اف َسبِ ً‬ ‫َفِإ ْف َش ِيدوا َفأَم ِسكوى اف ِفي ا ْلبي ِ‬
‫‪2‬‬
‫يالث‪.‬‬ ‫ْ‬
‫إال أف نشأة المراقبة اإل لكترونية في العصر الحديث يرجع إلى جيود العمماء في‬
‫الواليات المتحدة لكونيا أوؿ دولة استعممت ىذا النظاـ ثـ انتشرت في العديد مف الدوؿ‬
‫األوروبية وحتى الدوؿ العربية ومنيا الجزائر‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نشأة نظام المراقبة اإللكترونية‬

‫يعتبػػر نظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة أحػػدث مػػا وصػػمت إليػػو السياسػػة الجنائيػػة فػػي ظػػؿ‬
‫ا لتقدـ العممي الذي شػيدتو البشػرية‪ ،‬حيػث يعػد طريقػة حديثػة لتنفيػذ العقوبػة السػالبة لمحريػة‬
‫خػارج السجف‪ ،‬ما يتطمػب عرض تجػارب بعػض الدوؿ ال ارئػػدة فػي ىػذا المجػاؿ مػع التركيػز‬
‫عمى التجربة الفرنسية باعتبارىا األقرب إجرائيا إلى المنظومة الجزائرية‪.‬‬

‫عبد اليادي ليزيؿ‪ ،‬نظاـ السوار االلكتروني وفؽ السياسة القضائية الجزائرية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الفكر القانوني‬ ‫‪1‬‬

‫والسياسي‪ ،‬جامعة عمار ثميجي األغواط ‪ ،‬ع ‪ ، 3‬ص ‪.309‬‬


‫‪ 2‬سورة النساء اآلية ‪.15‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫تبنتيا عدة دوؿ غربية‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدول الغربية‬

‫أوال‪ :‬في الواليات المتحدة األمريكية ترجع أولى تجارب تحديد مكاف شخص عف‬
‫بعد إلى عاـ‪ 1964‬لألخويف شويتر جيبيؿ مف جامعة ىارفارد األمريكية‪ ،‬وقد قاما بإعداد‬
‫نظاـ مراقبة السمكية تمت تجربتو عمى أثنى عشر شابا مف المحكوـ عمييـ الذيف استفادوا‬
‫مف نظاـ اإلفراج المشروط آنذاؾ في والية بوسطف األمريكية‪ ،‬ويتمثؿ ىذا النظاـ في‬
‫تصميـ عمبتيف بحجـ الكتاب يبمغ وزنيا اإلجمالي كيمو غراما‪ ،‬تتضمف األولى بطاريات‬
‫والثانية جياز إرساؿ‪ ،‬يبعث إشارات مشفرة تختمؼ مف محكوـ آلخر ثـ يتـ استقباؿ ىذه‬
‫اإلشارات في مركز استقباؿ عمى أف يتـ إعادة إرساليا مجددا إلى محطة التحكـ‪ ،‬تـ‬
‫‪1‬‬
‫تعديميا فيما بعد لرصد اإلشارات بشكؿ دقيؽ في محيط ال يزيد عف ‪ 400‬متر مربع‪.‬‬
‫ويعود الفضؿ كذلؾ في بروز المراقبة اإللكترونية في صورتيا النيائية لمقاضي‬
‫األمريكي جاؾ لوؼ عاـ ‪ 1977‬في والية نيو مكسيكو حيث أعجب القاضي بالفكرة بعد‬
‫تأثره بحمقة المسمسؿ الكرتوني الشيير الرجؿ العنكبوت والذي استطاع فييا الشرير تحديد‬
‫مكاف بطؿ القضية بفضؿ جياز في معصـ اليد فعرض القاضي أمر ىذا الجياز عمى‬
‫رؤسائو ونجح في إقناع احد موزعي البرمجيات األمريكية إلنتاج جياز اإلرساؿ‬
‫واالستقباؿ الالزـ إلكماؿ العناصر الفنية لممراقبة االلكترونية‪ ،‬وقاـ نفس القاضي سنة‬
‫‪ 1983‬بتجربة ناجحة لمسوار اإللكترونية عمى ‪ 05‬متيميف فتبنتيا كؿ مف واليات‬
‫واشنطف‪ ،‬فرجينيا‪ ،‬فموريدا‪ ،‬إلى أف وصؿ تطبيؽ المراقبة اإللكترونية إلى ‪ 26‬والية أمريكية‬
‫‪3‬‬
‫عاـ ‪ 2،1986‬وقبميا الرأي العاـ األمريكي ألنو رأى فييا بديؿ لمعقوبات القاسية األخرى‪.‬‬
‫والتشريع العقابي أوؿ تشريع كرس نظاـ المراقبة اإللكترونية حيث طبقت ألوؿ مرة في‬
‫والية فموريدا سنة ‪ 1987‬كأحد االلتزامات المفروضة ضمف إطار اإلفراج المشروط‪،‬‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الشريعة والقانوف‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ع ‪ ،2015 ،63‬ص‪.269‬‬
‫عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬أطروحة دكتو اره في العموـ الجنائية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫باتنة‪ ،01‬سنة ‪ ،2018/2017‬ص ‪.202/201‬‬


‫خمود محمد اسعد إماـ‪ ،‬وضع األحداث تحت الرقابة االلكترونية كعقوبة بديمة لمحبس (دراسة تحميمية مقارنةث‪ ،‬رسالة‬ ‫‪3‬‬

‫ماجستير في قانوف العاـ‪ ،‬كمية الشريعة والقانوف‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،2016 ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪1‬‬
‫أو كبديؿ عف الحبس المؤقت‪ ،‬حيث بمغ عدد المستفيديف منو نحو ‪ 100‬ألؼ سجيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بريطانيا ظير في بريطانيا في سنة ‪ 1988‬بعد زيارة عمؿ وزير الخارجية‬
‫آنذاؾ جوف باتف رفقة كبار الموظفيف المختصيف في العدالة الجنائية إلى الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وتـ تطبيؽ أوؿ التجارب في مدينة نيوكاستؿ ونوتينغياـ ‪ ،‬انتيت بفشميا نتيجة‬
‫غير أف عدـ فاعمية األجيزة المستعممة وعدـ مراعاة القائميف عمى تنفيذىا‪ ،‬ثـ في سنة‬
‫‪ 1991‬اصدر مجمس النواب البريطاني قانوف العدالة الجنائية‪ ،‬تبنى فيو المراقبة‬
‫اإلل كترونية كبديؿ لمحبس المؤقت‪ ،‬و الذي أثار مناقشات واسعة كاف الطرؼ األبرز‬
‫والمعارض فييا لنظاـ المراقبة اإللكترونية ىـ موظفي اإلدارة العقابية‪ ،‬وفي سنة ‪1994‬‬
‫صدر قانوف يؤكد فعالية ىذا النظاـ‪ ،‬وتـ تجربتو جزئيا في مدف مانشيستر ريدينغ ونورث‬
‫فولؾ‪ ،‬وفي بداية سنة ‪ 1999‬تـ تعميمو عمى المستوى القومي‪ ،‬ليطبؽ بصفة رضائية‬
‫عمى كؿ شخص تـ إدانتو بعقوبة بسيطة‪ ،‬أو عدـ دفع الغرامات الجزائية أو كعقوبة‬
‫تكميمية لعقوبة العمؿ لممنفعة العامة‪ ،‬وفي سنة ‪ 2001‬صدر قانوف العدالة الجنائية‬
‫والشرطة الذي وسع مف نطاؽ تطبيقيا‪ ،‬ليشمؿ األحداث مف ‪ 12‬سنة إلى ‪ 16‬سنة‬
‫المدانيف في الجرائـ الخطيرة التي يقرر ليا القانوف عقوبة ال تقؿ عف ‪ 14‬سنة كالجرائـ‬
‫‪2‬‬
‫الجنسية أما المراقبة اإللكترونية كعقوبة أصمية لمبالغيف فال تزيد مدتيا عف ثالثة أشير‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فرنسا إف فكرة المراقبة اإللكترونية ترجع إلى ‪ 1989‬مف خالؿ ‪ 03‬محطات‪.‬‬
‫‪ -1‬التقرير النائب االشتراكي جيؿ بارت عاـ ‪ 1990‬لتطوير المؤسسات العقابية ومعالجة‬
‫ظاىرة تكديس السجوف‪ ،‬حيث تـ اقتراح المراقبة اإللكترونية كطريقة مستحدثة لتنفيذ‬
‫‪3‬‬
‫العقوبة السالبة لمحرية إال أنو لقي تراجعا بسبب ردة فعؿ نقابات موظفي السجوف‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬العقوبات البديمة (دراسة فقيية تحميمية تأصيمية مقارنةث‪ ،‬ط ‪ ،01‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.247‬‬
‫‪ 2‬جماؿ بوشنافة ‪ ،‬تنفيذ العقوبة بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الدراسات القانونية‪ ،‬جامعة‬
‫يحيى فارس المدية‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،2018 ،01‬ص ‪.202‬‬
‫‪ 3‬عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬المراقبة االلكترونية باستعماؿ السوار االلكتروني‪ ،‬مذكرة ماستر في القانوف الجنائي‪،‬‬
‫جامعة باجي مختار عنابة‪ ،2017/2016 ،‬ص‪.27/26‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪ -2‬تقرير كاب ناؿ أماـ مطالبة موظفي المؤسسات العقابية بضرورة تبني نظاـ المراقبة‬
‫اإللكترونية قاـ السيناتور كاب ناؿ باقتراح ذلؾ عمى مجمس الشيوخ عاـ ‪ 1996‬حيث نتج‬
‫عنو صدور القانوف‪ 1159/97‬بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر‪ 1997‬لمكافحة العودة لمجريمة أيف‬
‫‪1‬‬
‫تضمف نظاـ المراقبة اإللكترونية كوسيمة مستحدثة لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقرير جورج فرنس في سنة ‪ 2005‬حيث قاـ الوزير الفرنسي آنذاؾ بتكميؼ النائب‬
‫جورج فرنس ليكوف منسؽ عمى رأس فريؽ عمؿ ميمتو اقتراح قانوف مفصؿ يبيف‬
‫اختصاصات الجيات الفاعمة في الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وكذا اقتراح مختمؼ‬
‫‪2‬‬
‫التدابير الرامية إلى حسف سير تنفيذىا‪.‬‬
‫وعقب عدة محاوالت أصدر القانوف رقـ ‪ 1159/97‬في ‪ ،1997/12/19‬ثـ أصػدر‬
‫قانوف في ‪15‬حزيراف ‪ 2000‬مف اجؿ استحداث نظاـ المراقبة اإللكترونيػة كبػديؿ آخػر مػف‬
‫بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية ضمف المواد مف ‪ 7/723‬إلى ‪ 13/723‬ؽ إ ج ؼ وقػد تػـ‬
‫تطبيقيا ألوؿ مرة في اكتوبر‪ 2000‬عمى مستوى أربع مؤسسات عقابية‪ 3،‬وبعد ذلؾ صػدر‬
‫المرسػوـ رقػـ ‪ 2002/479‬بتػاريخ ‪ 3‬نيسػاف ‪ 2002‬المتضػمف أحكػاـ الوضػع قيػد التطبيػؽ‬
‫‪4‬‬
‫لنظاـ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ووسع تطبيقيا ليشمؿ ‪ 09‬مؤسسات عقابية‪.‬‬
‫حيث يقوـ نظاـ المراقبة اإللكترونية عمى بقاء المحكوـ عميو في مكاف المراقبة لمدة‬
‫يحددىا القاضي مف ‪ 08‬إلى ‪ 20‬ساعة يوميا‪ ،‬مع تحديد األماكف التي يمكف أف يقصدىا‬
‫كمكاف العمؿ‪ ،‬عف طريؽ وضع سوار في معصمو أو كاحمو موصوؿ بنظاـ مراقبة تسيره‬
‫المؤسسة العقابية‪ ،‬ويشترط أف تكوف مدة العقوبة السالبة لمحرية أو مجموع ما تبقى منيا‬
‫ال يتجاوز سنة‪ ،‬ويأخذ ىذا النظاـ صيغا ثالث يتـ تقريره كعقوبة بحد ذاتيا عند النطؽ‬
‫بالحكـ‪ ،‬أو كتدبير مف تدابير الرقابة القضائية‪ ،‬أو يتـ تقريرىا بعد الحكـ بالعقوبة السالبة‬

‫عمى مسعودي ‪ ،‬الرقابة اإل لكترونية أثناء التحقيؽ وأثناء تأدية العقوبة‪ ،‬مذكرة ماستر في القانوف العاـ‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪1‬‬

‫بوضياؼ المسيمة‪ ،2019/2018 ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ 2‬عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬المراقبة اإللكترونية كبديؿ لمعقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة البحوث‬ ‫‪3‬‬

‫القانونية‪ ،‬جامعة المنوفية القاىرة‪ ،‬مج ‪ ،27‬ع ‪ ،2017 ،45‬ص ‪.749/748‬‬


‫صفاء آوتاني‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية (السوار اإللكتروني في السياسة العقابية الفرنسيةث‪ ،‬مقاؿ منشور في‬ ‫‪4‬‬

‫مجمة العموـ االقتصادية والقانونية ‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬مج ‪ ، 25‬ع ‪ ،2009 ، 01‬ص ‪.136‬‬

‫‪01‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫لمحرية‪ ،‬وقد استفاد مف نظاـ المراقبة اإللكترونية في فرنسا ‪ 948‬في سنة ‪،2003‬‬
‫‪1‬‬
‫و‪ 2915‬في سنة ‪ ،2004‬و‪ 4128‬في سنة ‪.2005‬‬

‫رابعا‪ :‬كندا أخذت كندا بيذا النظاـ في مقاطعة كولومبيا البريطانية حيث تـ تجربتيا‬
‫ابتداء مف عاـ ‪ 1987‬ثـ عممت في كافة أنحاء المقاطعة ابتداء مف ‪ 1989‬وطبقت عمى‬
‫فئتيف مف المجرميف األولى المحكوـ عمييـ بالحبس لمدة ال تقؿ عف سبعة أياـ وال تزيد‬
‫عف ستة أشير؛ الثانية المحكوـ عمييـ بعقوبة لـ يتبؽ مف تنفيذىا إال ‪ 04‬أشير عمى‬
‫األكثر‪ ،‬وفي كؿ األحواؿ ال يطبؽ عمى مرتكبي جرائـ العرض أو جرائـ العنؼ‪ ،‬كذلؾ‬
‫المحكوـ عمييـ الذيف ليس لدييـ نشاط ميني‪ ،‬ويتعيف عمى الجيات المختصة قبؿ إصدار‬
‫قرار الخضوع لممراقبة فحص الظروؼ االجتماعية والمالية لممحكوـ عميو وظروؼ قبولو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ورضا المحيطيف بو‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬بمجيكا والسويد عرفت المراقبة اإللكترونية في بمجيكا منذ عاـ ‪1998‬‬
‫كتدبير اقترح لمسجناء المحكوـ عمييـ بالسجف النيائي‪ ،‬والمؤىميف لمحصوؿ عمى اإلفراج‬
‫المشروط لعقوبة شير إلى ‪ 06‬أشير عمى أف ال تتجاوز العقوبة ثالثة سنوات حبس‪ ،‬أما‬
‫السويد فبدأت تجربة المراقبة اإللكترونية بيا في أوت ‪ 1994‬في بعض المناطؽ فقط ثـ‬
‫امتدت إلى كامؿ البالد منذ ‪ 1‬يناير ‪ ،1997‬واعتمدت في الجرائـ التي عقوبتيا بسيطة‬
‫(أقؿ مف أو يساوي ‪ 03‬أشيرث‪ ،‬و ينطبؽ كذلؾ عمى األفراد الذيف لدييـ عنواف دائـ وخط‬
‫الياتؼ حيث يمتزـ الخاضعوف ليا بدفع رسوـ االستفادة مف النظاـ والذي تقدر ب ػػ‪10 :‬‬
‫أورو وغالبا ما يتـ إخضاع األشخاص لنظاـ المراقبة اإللكترونية المدانيف بتعاطي‬
‫‪3‬‬
‫المخدرات أو الكحوؿ‪.‬‬

‫ياسيف بوىنتالة أحمد‪ ،‬القيمة العقابية لمعقوبة السالبة لمحرية دراسة في التشريع الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،01‬مكتبة الوفاء‬ ‫‪1‬‬

‫القانونية‪ ، ،‬اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪.171/170‬‬


‫‪ 2‬عمى مسعودي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫سفياف عرشوش‪ ،‬المراقبة اإللكترونية كبديؿ عف الجزاءات السالبة لمحرية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الحقوؽ والعموـ‬ ‫‪3‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة لعزوز عباس خنشمة‪ ،‬ع ‪ ،2017 ،08‬ص ‪.441‬‬

‫‪00‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدول العربية ىناؾ توجو في السنوات األخيرة لبعض مف الدوؿ‬
‫العربية العتماد نظاـ المراقبة االلكترونية كبديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية نتيجة لجيود بعض‬
‫الفقياء في العالـ العربي‪ ،‬ونجاح استعماليا في الدوؿ الغربية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المممكة العربية السعودية طبقت المممكة العربية السعودية السوار اإللكتروني‬
‫كبديؿ عف العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة حيث باشرت بتجربتو خارج إصالحات‬
‫السجوف‪ ،‬عمى بعض المحكوـ عمييـ غير الخطريف وتحديدا في حاالت تستدعي مغادرة‬
‫المحكوـ عمييـ بالسجف لمدة معينة كزيارة المريض أو حضور جنازة وىذا لمدة محدودة‬
‫وبإشراؼ المباحث العامة‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ وضع الشخص لسوار يثبت عمى كاحمو لبقائو‬
‫في منزلو في حالة اإلقامة الجبرية أو حي سكني معيف بدال مف السجف‪ ،‬فضال عف أنو‬
‫‪1‬‬
‫يمبي مراعاة الحاالت اإلنسانية واالجتماعية لمخاضعيف لمعقوبة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المغرب اتجو المشرع المغربي إلى اعتماد بدائؿ لمعقوبات في إطار عصرنة‬
‫العدالة الجنائية وتفادي مساوئ عقوبة السجف واصالح السجوف‪ ،‬فنص عمى الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية في مسودة قانوف المسطرة الجنائية مف خالؿ المواد ‪1-174‬‬
‫و‪ 2-174‬و‪ 3-174‬حيث عرؼ بيذا النظاـ وشروط تنفيذه في المادة ‪ 174-1‬بقولو‬
‫( تتـ المراقبة اإللكترونية بوضع بمعصـ المعني باألمر أو ساقو أو عمى جزء آخر مف‬
‫جسمو بشكؿ يسمح تحركاتو داخؿ الحدود الترابية التي يحددىا لو قاضي التحقيؽ‪ ،‬وال‬
‫يمكف وضع الشخص تحت ىذا التدبير إذا كاف سنو يقؿ عف‪ 18‬سنةث‪ ،‬وحسب مقتضيات‬
‫المادة ‪ 2-174‬يعيد لضابط الشرطة القضائية بوضع القيد اإللكتروني عمى جسـ المتيـ‬
‫وتتبعو ويمكنو االستعانة في ذلؾ بذوي االختصاص وتحرير تقارير لرفعيا لقاضي‬
‫‪2‬‬
‫التحقيؽ عند الضرورة أو إذا طمبيا منو‪.‬‬
‫وقد أخذ في المغرب بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية كتدبير مف تدابير المراقبة‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.271/270‬‬
‫‪ 2‬بشرى مزوز‪ ،‬السوار االلكتروني ومدى فعاليتو في زمف الكورونا‪ ،‬مقاؿ منشور عمى الموقع‬
‫‪ ، https://www.aljami3a.com‬تاريخ اإلطالع ‪ ،2020/06/17‬عمى الساعة ‪.16:55‬‬

‫‪01‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪1‬‬
‫القضائية وليس كبديؿ عف تنفيذ العقوبة السالبة لمحرية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلمارات العربية المتحدة بدأ تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية فييا سنة‬
‫‪ 2018‬كبديؿ عف الحبس االحتياطي والعقوبات المقيدة لمحرية وفؽ آخر تعديؿ لمقانوف‬
‫االتحادي رقـ ‪ 35‬لسنة ‪ 1992‬والذي أكد عمى احتراـ كرامة وسالمة وخصوصية‬
‫الخاضع لممراقبة اإللكترونية مثؿ سرية المعمومات‪ ،‬والبيانات الخاصة‪ ،‬حيث يعاقب‬
‫القانوف مف يتمؼ سوار المراقبة اإللكترونية بالحبس سنتيف وغرامة ال تقؿ عف ‪ 20‬ألؼ‬
‫‪2‬‬
‫درىـ‪.‬‬

‫رابعـــا‪ :‬تـــونس ف ػػي إط ػػار الح ػػرص عمػػى تخط ػػي الص ػػعوبات الت ػػي تعرفي ػػا منظوم ػػة‬
‫العقوبػ ػػات التونسػ ػػية وخاصػ ػػة مشػ ػػكؿ االكتظػ ػػاظ فػ ػػي السػ ػػجوف وارتفػ ػػاع نسػ ػػبة الموقػ ػػوفيف‬
‫بالمؤسسػػات العقابيػػة‪ ،‬صػػادؽ مجمػػس الػػوزراء التونسػػي عمػػى مشػػروع يتعمػػؽ بنظػػاـ المراقبػػة‬
‫اإللكترونية في المادة الجزائية والذي نص في الفصؿ ‪ 86‬منػو عمػى‪....":‬لقاضػي التحقيػؽ‬
‫بعد االستنطاؽ المنظور فيو بحالػة سػراح أو بعػد إقػ ارره بػاإلفراج المؤقػت عنػو أف يتخػذ فػي‬
‫شأنو أيا مف التدابير التالية الوضع تحت المراقبة اإللكترونيػة لمػدة أقصػاه ‪ 06‬أشػير غيػر‬
‫قاب مػػة لمتمديػػد عمػػى أف يتػػولى قاضػػي التحقيػػؽ متابعػػة تنفيػػذ ىػػذا التػػدبير بمسػػاعدة مكتػػب‬
‫المص ػ ػػاحبة ال ارج ػ ػػع ل ػ ػػو ب ػ ػػالنظر لتطب ػ ػػؽ القػ ػ ػوانيف واإلجػ ػ ػراءات المنص ػ ػػوص عميي ػ ػػا بي ػ ػػذه‬
‫‪3‬‬
‫المجمة‪".....‬‬
‫حيػػث يتض ػػمف المرس ػػوـ إقػ ػرار آليػػة تس ػػاىـ ف ػػي معالج ػػة م ػواطف ال ػػنقص الواق ػػع ف ػػي‬
‫تشخيص المنظومة الجزائية المعتمدة حاليا والمتسػببة فػي االكتظػاظ السػائد فػي المؤسسػات‬

‫عبػ ػ ػػد الفتػ ػ ػػاح بػ ػ ػػف الحسػ ػ ػػيف‪ ،‬المراقبػ ػ ػػة اإللكترونيػ ػ ػػة فػ ػ ػػي القػ ػ ػػانوف المغربػ ػ ػػي والمقػ ػ ػػارف‪ ،‬مقػ ػ ػػاؿ منشػ ػ ػػور عمػ ػ ػػى الموقػ ػ ػػع‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، /https://www.maroclaw.com‬تاريخ اإلطالع ‪ ،2020/06/17‬عمى الساعة ‪.17:18‬‬


‫‪ 2‬عمػػى محمػػد الحوسػػني‪ ،‬المراقبػػة اإللكترونيػػة بػػديؿ لمحػػبس االحتيػػاطي فػػي ظػػؿ قػػانوف اإلج ػراءات اإلتحػػادي وفقػػا آلخػػر‬
‫تعديالتػ ػػو‪ ،‬مقػ ػػاؿ منشػ ػػور عمػ ػػى الموقػ ػػع ‪ ، /https://www.dxbpp.gov.ae‬تػ ػػاريخ اإلطػ ػػالع ‪ ،2020/06/17‬عمػ ػػى‬
‫الساعة ‪.19:16‬‬
‫‪ 3‬المرسوم رقمن ‪ 92‬الممرر يم ‪ 9191/10/01‬المتعلم نظام م المراق مإل اتلوترة فمإل يم المم زا ال‪ ،‬ا فمإل ال ارئػد الرسػمي‬
‫لمجميورية التونسية‪ ،‬ج ر رقـ ‪ ،54‬ع ‪ ،29‬الصادرة بتاريخ ‪.2020/06/10‬‬

‫‪02‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫العقابية التونسية والمتمثمة في نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة باسػتخداـ سػوار اإللكترونػي يثبػت‬
‫عمػػى مسػػتوى المعصػػـ أو الكاحػػؿ يتصػػؿ مباش ػرة بجيػػاز آخػػر مركػػزي يوجػػد لػػدى السػػمطة‬
‫المكمّفة بالمراقبة يعمؿ عمػى رصػد وتتبػع حركػات المػتيـ أو المحكػوـ عميػو عػف بعػد لمتأكػد‬
‫‪1‬‬
‫مف مدى احترامو لمشروط وااللتزامات المفروضة عميو وذلؾ بدؿ الزج بو في السجف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجزائر شيد قطاع العدالة في الجزائر جممة مف اإلصػالحات منػذ‬
‫بدايػػة سػػنة ‪ 2000‬تجسػػدت فػػي اعتمػػاد إسػػتراتيجية عمػػى المػػدى الطويػػؿ لمراجعػػة الييكمػػة‬
‫التش ػريعية بتعػػديؿ الق ػوانيف الموجػػودة بغيػػة مالءمتيػػا لالتفاقيػػات الدوليػػة التػػي التزمػػت بيػػا‬
‫الجزائر‪ ،‬كما اعتبػرت عصػرنة إصػالح نظػاـ السػجوف مػف األىػداؼ األساسػية التػي شػمميا‬
‫برنامج إصالح قطاع العدالػة‪ ،‬وىػو مػا تجسػد بػإدراج المراقبػة اإللكترونيػة‪ 2،‬بموجػب األمػر‬
‫رقػػـ ‪ 02/15‬كػػإجراء مػػف إجػراءات الرقابػػة القضػػائية فػػي المػػادة ‪ 125‬مكػػرر‪3،‬غيػػر أنػػو لػػـ‬
‫تصدر أي نصوص تطبيقية تبيف شروط واجراءات العمؿ بو‪.‬‬
‫حي ػػث تعتب ػػر المراقب ػػة اإللكتروني ػػة آلي ػػة فق ػػط لحس ػػف تطبي ػػؽ الرقاب ػػة القض ػػائية وى ػػو‬
‫يستبعدىا مف كونيا بديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية قصيرة المػدة‪ ،‬ويتضػح أف ىػذا التعػديؿ قػد‬
‫اتخ ػػذ لس ػػببيف‪ :‬األوؿ تنفي ػػذ برن ػػامج رئ ػػيس الجميوري ػػة بالعم ػػؿ عم ػػى تعزي ػػز دول ػػة الق ػػانوف‬
‫والحريات مف خالؿ إصالح العدالة ودعـ فكرة استقاللية السمطة القضائية‪ ،‬والثاني متعمػؽ‬
‫‪4‬‬
‫بضرورة دعـ فكرة حماية واحتراـ الحقوؽ والحريات الفردية ومبادئ العدالة‪.‬‬
‫فأصدر قاضي التحقيػؽ فػي المحكمػة االبتدائيػة لواليػة تيبػازة بتػاريخ ‪2016/12/25‬‬
‫أوؿ حكـ فػي قضػية "ضػرب وجػرح بالسػالح األبػيض" يجػري التحقيػؽ بشػأنيا تحػت الرقابػة‬

‫‪ 1‬سندس عطية‪ ،‬ىؿ يكوف السوار االلكتروني الحؿ األمثؿ لمنع اكتظاظ السجوف في تونس‪ ،‬مقاؿ منشور عمى الموقع‬
‫‪ ،/https://www.rayaljadid.com‬تاريخ اإلطالع ‪ ،2020/06/18‬عمى الساعة ‪.15:50‬‬
‫‪ 2‬عبد ا زياني‪ ،‬العقوبات البديمة في القانوف الجزائري (دراسة مقارنةث‪ ،‬أطروحة دكتو اره في القانوف العاـ‪ ،‬جامعة‬
‫وىراف‪ ،2020/2019 ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪ 3‬األمر رقـ ‪ 02/15‬المؤرخ في ‪ 23‬جويمية ‪ 2015‬المعدؿ والمتمـ لألمر رقـ ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪ 8‬جواف ‪1966‬‬
‫والمتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر رقـ ‪ ،40‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/07/23‬‬
‫‪ 4‬سميماف النحوي‪ ،‬عيسى لحاؽ‪ ،‬المراقبة االلكترونية عقوبة بديمة‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة القانوف‪ ،‬المركز الجامعي أحمد‬
‫زبانة بغميزاف ‪ ،‬مج ‪ ،08‬ع ‪ ،2019 ،02‬ص ‪126‬‬

‫‪03‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫ال مػػف السػػجف المؤقػػت‪ 1،‬أيػػف أشػرفت الضػػبطية القضػػائية‬


‫بواسػػطة "الس ػوار اإللكترونػػي" بػػد ً‬
‫عم ػػى متابع ػػة اإلجػ ػراء بالتنس ػػيؽ م ػػع مكت ػػب المتابع ػػة والمراقب ػػة المس ػػتحدث عم ػػى مس ػػتوى‬
‫المحكمػػة عمػػى أف يػػتـ تعميمػػو وطنيػػا عمػػى كػػؿ المحػػاكـ االبتدائيػػة األخرى‪،‬غيػػر أف ىػػذا‬
‫اإلجػراء أثػػار تسػػاؤالت القػػانونييف و الميتمػػيف خاصػػة أف تطبيػػؽ ىػػذا اإلج ػراء قبػػؿ صػػدور‬
‫النصوص التنظيمية و التطبيقية كوف األمر مرتبط بالمساس بمبػدأ الشػرعية وقرينػة البػراءة‬
‫وك ػػذا الحري ػػات األساس ػػية ‪ ،‬وأيض ػػا تطبيق ػػو العمم ػػي ك ػػوف األ م ػػر بالرقاب ػػة القض ػػائية قاب ػػؿ‬
‫لالستئناؼ مف طرؼ وكيؿ الجميورية أماـ غرفة االتياـ‪ ،‬وعمى كؿ حػاؿ يبػدو أف المشػرع‬
‫الج ازئػػري فػػي ىػػذا اإلطػػار لػػـ يػػرد أف يش ػد عمػػى قاعػػدة االسػػتعماؿ الحػػذر لمتكنولوجيػػا فػػي‬
‫ميداف العدالة الجنائية‪ ،‬مف خالؿ تجربة المراقبة اإللكترونية عمى نطاؽ ضيؽ في مؤسسة‬
‫عقابية واحدة‪ ،‬وفي مرحمة التحقيؽ القضائي‪ ،‬ثػـ تػـ توسػيع التجربػة لتشػمؿ عػددا آخػر مػف‬
‫‪2‬‬
‫السجوف‪.‬‬
‫بع ػػدىا أدخ ػػؿ ك ػػإجراء ب ػػديؿ لمعقوب ػػة الس ػػالبة لمحري ػػة قص ػػيرة الم ػػدة بمقتض ػػى ق ػػانوف‬
‫‪3‬‬
‫‪ 01/18‬ضمف المواد مف ‪ 150‬مكرر إلى ‪ 150‬مكرر‪ 16‬وذلؾ لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تصػػاعد االحتجاجػػات فػػي المؤسسػػات العقابيػػة‪ :‬توالػػت االحتجاجػػات بكػػؿ مػػف مؤسسػػة‬
‫سػػطيؼ‪ ،‬وسػػجف بالعسػػؿ بغيميػزاف‪ ،‬وسػػجف الخػػروب بقسػػنطينة وغيرىػػا‪ ،‬بسػػبب ارتفػػاع عػػدد‬
‫المسػػاجيف وعػػدـ اإلس ػراع فػػي محاكمػػة الموقػػوفيف الػػذيف بق ػوا فػػي السػػجف االحتيػػاطي دوف‬
‫‪4‬‬
‫محاكمة لفترة تزيد أكثر عف مدتيا القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقاية مف مساوئ العقوبات السالبة لمحرية‪ :‬أكدت المنظمة العربية لإلصالح الجنائي‬
‫أف السجوف المغربية تقع في أعمى قائمة مف حيث االكتظاظ وتمييا الجزائر في المرتبة‬
‫الثانية‪ ،‬وىذا ما يؤثر سمبا عمى حقوؽ السجناء ويخمؼ آثار وخيمة عمى نفسية المساجيف‪.‬‬

‫‪ 1‬عامر جوىر‪ ،‬طاىر عباسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.185‬‬


‫‪ 2‬عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.34/33‬‬
‫‪ 3‬قانوف ‪ 01/18‬المؤرخ في ‪ 30‬يناير ‪ 2018‬المتمـ لمقانوف رقـ ‪6 04/05‬المؤرخ في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬و المتضمف‬
‫قانوف تنظيـ السجوف واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف‪ ،‬ج ر رقـ ‪ ، 05‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬جانفي ‪.2018‬‬
‫مصطفى شريؾ‪ ،‬نظاـ السجوف في الجزائر نظرة عمى عممية التأىيؿ كما خبرىا السجناء‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عمـ‬ ‫‪4‬‬

‫االجتماع‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪04‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪ -3‬الوقاية مف مخاطر العودة أثبتت الدراسات والبحوث أف خريجي المؤسسات العقابية‬


‫يميمػػوف لمعػػودة لمجريمػػة بسػػبب انػػدماجيـ مػػع مجػػرميف أكثػػر خطػػورة مػػنيـ‪ ،‬وبيػػذا أصػػبحت‬
‫الس ػػجوف مدرس ػػة ل ػػتعمـ الجريم ػػة م ػػف خ ػػالؿ االحتك ػػاؾ م ػػع المج ػػرميف‪ ،‬وخاص ػػة مروج ػػي‬
‫‪1‬‬
‫المخدرات والتيريب‪ ،‬وذلؾ لضعؼ برنامج التأىيؿ داخؿ المؤسسات‪.‬‬
‫ولقػػد جػػاء قػػانوف رقػػـ ‪ 01/18‬بمجموعػػة مػػف التػػدابير واآلليػػات التػػي مكنػػت قاضػػي‬
‫تطبيؽ العقوبات المجوء إلي نظاـ المراقبة اإللكترونية كبديؿ عف الحبس قصير المػدة وفقػا‬
‫‪2‬‬
‫لشروط اقرىا المشرع في ىذا القانوف ضمف المواد مف ‪ 150‬مكرر إلى ‪ 150‬مكرر‪.16‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبررات تطبيق نظام المراقبة االلكترونية‬

‫إف تطور المجتمعات أدى إلى ظيور أنظمة عقابية حديثة كنظاـ المراقبة‬
‫اإللكترونية وذلؾ نتيجة لعدة أسباب‪ ،‬غير أف الفقو الجنائي اتجو بيف مؤيد ومعارض ليا‪،‬‬
‫أضؼ إلى ذلؾ تزايد االنتقادات بشأنيا باعتبارىا تمس الحقوؽ األساسية لألفراد التي‬
‫يكفميا الدستور والمواثيؽ الدولية لما تثيره مف إشكاالت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب ظهور نظام المراقبة االلكترونية إف أبرز أسباب ظيور‬
‫نظاـ المراقبة اإللكترونية في نظاـ العدالة الجنائية ىو التطور التكنولوجي في خدمة‬
‫العدالة الجنائية‪ ،‬فضال عف مشكمة العدالة الجنائية و بصفة خاصة أزمة السجوف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التطور التكنولوجي في مجال العدالة الجنائية لقد ساىمت التكنولوجيا‬


‫الحديثة في تطوير أساليب الحياة كافة‪ ،‬وقد تأثرت بيذه التطورات كؿ مف الجريمة‬
‫و العدالة الجنائية‪ ،‬فال شؾ أف الجريمة تطورت بشكؿ كبير بفضؿ التكنولوجيا الحديثة‪،‬‬
‫وقد استفاد نظاـ العدالة الجنائية مف ىذه التطورات في تطوير أساليب كشؼ وتحقيؽ‬
‫الجرائـ الجنائية كتقنية البصمة الوراثية ‪ DNA‬وبصمة الصوت في الكشؼ عف مالبسات‬
‫الجرائـ والجناة‪ ،‬كما أثمرت في إمكانية تحديد موقع األشخاص‪ ،‬ومتابعتيـ إلكترونيا‪ ،‬وىو‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬السوار اإللكتروني في التشريع الجزائري‪،‬ط ‪ ،0‬دار السعيد لمنشر والتوزيع‪ ،‬تبسة‪،2019 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 2‬عبد ا زيداني ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪05‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫ما أمكف استثماره في مجاؿ مراقبة األشخاص المحكوـ عمييـ بعقوبات سالبة لمحرية‬
‫كإجراء بديؿ عف إيداعيـ بالمؤسسات العقابية‪ ،‬عف طريؽ ما يعرؼ بالمراقبة‬
‫‪1‬‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أزمة العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المـدة تسػعى العقوبػة مػف خػالؿ‬
‫ما تحققو مف إيالـ الجناة إلى اإلنذار بجزاء ارتكاب الجريمة‪ ،‬وىػو مػا يػؤدي إلػى إضػعاؼ‬
‫العوامؿ اإلجرامية الناميػة لػدييـ‪ ،‬و يحقػؽ تخػويفيـ مػف مخالفػة القػانوف الجنػائي و إرتكػاب‬
‫الجرائـ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تحقيؽ فكرة الردع العاـ‪ ،‬أما الردع الخاص فيقصػد بػو ذلػؾ‬
‫األثر الذي تحققو العقوبة لدى المحكوـ عميو ويؤدي إلى القضاء عمى خطورتو اإلجرامية‬
‫والحيمولة دوف تك ارره لمسموؾ اإلجرامي‪ ،‬والذي يتـ مف خاللو إصالح الجاني عبر البرامج‬
‫‪2‬‬
‫التأىيمية وتغيير القيـ الفاسدة في ذىنو أو محاولة تيذيبيا بما يتالءـ مع قيـ المجتمع‪.‬‬
‫وقػػد عرفػػت العقوبػػة تطػػو ار كبيػ ار فػػي العصػػور القديمػػة إلػػى وقتنػػا الػراىف ومػػف أىميػػا‬
‫العقوبة السالبة لمحرية والتي عرفت بأنيا حجز المحكوـ عميو فػي مكػاف محػدد مػع حرمانػو‬
‫مف تنظيـ حياتػو كمػا يشػاء وعزلػو عػف بيئتػو االجتماعيػة أي حرمانػو مػف حريتػو عمػى أمػؿ‬
‫إمكانية إصالحو‪ 3،‬وتعود الجذور التاريخية لمعقوبة السالبة لمحرية إلى فتح سجف أمسترداـ‬
‫بيولن ػػدا س ػػنة ‪ ، 1595‬لتص ػػبح ف ػػي وقتن ػػا الحاض ػػر الوس ػػيمة المثم ػػى الت ػػي تعاق ػػب بي ػػا ج ػػؿ‬
‫المجتمعات الخارجيف عػف القػانوف‪ ،‬وبػالرجوع إلػى تقريػر ىيئػة األمػـ المتحػدة لمػؤتمر لنػدف‬
‫سػػنة ‪ 1960‬تػػـ التأكيػػد عمػػى تقسػػيـ العقوبػػة انطالقػػا مػػف مػػدتيا إلػػى عقوبػػة طويمػػة المػػدة‬
‫‪4‬‬
‫وعقوبة قصيرة األمد‪.‬‬
‫وقد اختمؼ الفقو حوؿ مسألة تحديد مدة الحػبس قصػير المػدة‪ ،‬فينػاؾ مػف ذىػب إلػى‬
‫أف المدة ال تزيد عػف ثالثػة أشػير‪ ،‬وىنػاؾ مػف ذىػب إلػى أف مدتػو ال تتجػاوز سػتة شػيور‪،‬‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة اإللكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.675‬‬
‫‪ 2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬عمـ اإلجراـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬القاىرة‪ ،1983 ،‬ص ‪ 94‬وما بعدىا‪.‬‬
‫صامت جوىر قوادري‪ ،‬مساوئ العقوبة السالبة لمحرية لقصيرة المدة‪ ،‬مقاؿ منشور في األكاديمية لمدراسات االجتماعية‬ ‫‪3‬‬

‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬ع ‪ ،2015 ،14‬ص‪.72‬‬


‫‪ 4‬إسماعيؿ بوكيمي مخوخي‪ ،‬أزمة العقوبات السالبة لمحرية ‪ ،‬مقاؿ منشور عمى الموقع‬
‫‪ ، https://www.hespress.com‬تاريخ االطالع ‪ ،2020/06/23‬عمى الساعة ‪15:00‬‬

‫‪06‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫بينمػػا يػػرى اتجػػاه ثالػػث أف مػػدتيا ال تزيػػد عػػف سػػنة واحػػدة عمػػى أسػػاس أف ىػػذه الفتػرة تكفػػي‬
‫‪1‬‬
‫لتحقيؽ الردع العاـ‪ ،‬فضال أنيا مالئمة لوضع برنامج تأىيمي واصالحي لممحكوـ عمييـ‪،‬‬
‫كما اىتـ الفقو الجنائي بدراسة جدوى العقوبات قصيرة المدة وقد ذىب غالبية الفقو الجنائي‬
‫إلى عدـ فاعمية العقوبات قصيرة المدة في تحقيؽ الردع العاـ والخػاص كػأغراض لمعقوبػة‪،‬‬
‫فقصر مدة الحبس تجعمو ضػعيؼ األثػر فػي تخويػؼ العامػة مػف ارتكػاب الجػرائـ‪ ،‬وبالتػالي‬
‫ال يؤدي إلى الردع العاـ كما أف قصر المدة ال يسمح ألجيزة التنفيػذ العقابيػة بتنفيػذ بػرامج‬
‫‪2‬‬
‫إصالح المحكوـ عمييـ‪ ،‬وىو ماال يؤدي إلى تحقيؽ الردع الخاص‪.‬‬
‫كمػػا يترتػػب عمػػى العقوبػػات قصػػيرة المػػدة العديػػد مػػف اآلثػػار السػػمبية لممػػتيـ وأس ػرتو‬
‫والمجتمع‪:‬‬
‫‪ /1‬المحكػػوـ عمي ػػو‪ :‬إ ف وض ػػع المحكػػوـ عمي ػػو ف ػػي المؤسس ػػة العقابيػػة يترت ػػب عميي ػػا س ػػمب‬
‫حريتػػو‪ ،‬فقػػد عممػػو‪ ،‬وتػػرؾ أس ػرتو والصػػدمات النفسػػية واالكتئػػاب والقمػػؽ واضػػطراب النػػوـ‪،‬‬
‫فضػال عػف وصػػمو بوصػمة اإلدانػة‪ ،‬وكػػذا مخالطػة المجػػرميف‪ ،‬كمػا قػد يواجػػو رد فعػؿ عػػدـ‬
‫قبولو مػف جانػب المجتمػع عقػب خروجػو مػف السػجف‪ ،‬ممػا قػد يػؤدي إلػى تفكيػره فػي العػودة‬
‫‪3‬‬
‫إلى الجريمة‪.‬‬
‫‪ /2‬أسػرة المحكػػوـ عميػػو والمجتمػػع‪ :‬إف إيػػداع المحكػػوـ عميػػو فػػي المؤسسػػات العقابيػػة يػػؤثر‬
‫عمػػى أس ػرتو والمجتمػػع‪ ،‬فتتحمػػؿ الدولػػة تكػػاليؼ إيداع ػو فػػي المؤسسػػات العقابيػػة‪ ،‬وأس ػرتو‬
‫توصـ بوصمة اإلدانة مع فقدانيا لعائميا الوحيػد وشػعورىـ بػالخزي والعػار‪ ،‬األمػر الػذي قػد‬
‫يكوف دافعا ألفرادىا لمجوء إلى سبيؿ الجريمة لتوفير الماؿ‪.‬‬
‫كمػا اختمػؼ موقػؼ الفقػو الجنػائي مػف العقوبػات قصػيرة المػدة بػيف اتجػاىيف األوؿ يػػرى‬
‫أنػػو ال يمكػػف إلغاؤىػػا دفعػػة واحػػدة لكونيػػا تمثػػؿ عقوبػػة لي ػا مبػػرر وتحقػػؽ أغ ػراض لػػبعض‬
‫الجناة‪ ،‬والثاني يرى ضرورة إلغاء عقوبة الحبس قصػير المػدة‪ ،‬واسػتبداليا بعػدة بػدائؿ منيػا‬
‫نظاـ وقؼ التنفيذ ‪ ،‬والمراقبة اإللكترونية التي تجنب المحكوـ عميػو العػيش فػي بيئػة السػجف‬

‫‪ 1‬ياسيف بوىنتالة أحمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.82/81‬‬


‫‪ 2‬محمد أبو العال عقيدة‪ ،‬أصوؿ عمـ العقاب‪ ،‬دراسة تحميمية وتأصيمية لمنظاـ العقابي المعاصر مقارنة بالنظاـ العقابي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،1995 ،‬ص ‪.182/182‬‬
‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.278‬‬

‫‪07‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫وتؤىمػػو بشػػكؿ يضػػمف عػػدـ عودتػػو لمجريمػػة‪ ،‬وىػػو ذات الموقػػؼ الػػذي أخػػذت بػػو توصػػيات‬
‫م ػػؤتمري األم ػػـ المتح ػػدة الث ػػاني و الخ ػػامس ال ػػذيف عق ػػدا ف ػػي لن ػػدف ع ػػاـ ‪ 1960‬لمكافح ػػة‬
‫‪1‬‬
‫الجريمة ومعاممة المذنبيف‪ ،‬وفي جنيؼ عاـ ‪.1975‬‬

‫ثالثـــا‪ :‬أزمـــة الســـجون تع ػػرؼ السػػجوف باألمػػاكف التػػي حػػددت لتنفيػػذ العقوبػػات‪،‬‬
‫وتختص بتحقيؽ التأىيؿ واالندماج االجتماعي لممحكوـ عمػييـ لعػودتيـ لممجتمػع أشخاصػا‬
‫أسػػوياء‪ ،‬إال أف الواقػػع العممػػي قػػد أثبػػت صػػعوبة تحقيػػؽ ىػػذا الػػدور‪ ،‬فقػػد أصػػبحت السػػجوف‬
‫أحد مسببات زيػادة الخطػورة اإلجراميػة لممحكػوـ عمػييـ بعقوبػة سػالبة لمحريػة بسػبب مشػكمة‬
‫‪3‬‬
‫اكتظاظيا‪ 2،‬ومف ثـ عرقمت إمكانية أداء دورىا في إصالح أو تيذيب المحبوسيف‪.‬‬
‫‪ -1‬اكتظػػاظ الس ػػجوف‪ :‬تع ػػرؼ ظ ػػاىرة اكتظ ػػاظ السػػجوف عم ػػى أني ػػا تج ػػاوز ع ػػدد الس ػػجناء‬
‫الطاقة اإليوائية الحقيقية في المؤسسة العقابية المخصصة السػتقباليـ‪ ،‬ومػف أبػرز العراقيػؿ‬
‫التي تحوؿ دوف تطبيؽ وسائؿ إعادة تربية المحبوسيف داخؿ ىذه المؤسسات‪ ،‬وىػي ظػاىرة‬
‫عالمية تعاني منيػا اغمػب السػجوف فػي العػالـ‪ ،‬ف مػف المعمػوـ أف شػدة االزدحػاـ تشػؿ عمميػة‬
‫‪4‬‬
‫التأىيؿ االجتماعي واإلصالحي نتيجة لعدة أسباب ىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ازديػػاد عػػدد السػػجناء‪ :‬تشػػير البيانػػات اإلحصػػائية إلػػى الزيػػادة فػػي تعػػداد السػػجناء حيػػث‬
‫بمغػػت مػػثال فػػي الواليػػات المتحػػدة األمريكيػػة ‪ 5،٪3.8‬ففػػي فرنسػػا بمػػغ عػػدد المحكػػوـ عمػػييـ‬
‫بسػػجنيـ ‪ 5268‬فػػي أوؿ ينػػاير ‪ ،1996‬وكانػػت األمػػاكف التتجػػاوز‪ 47360‬مكانػػا‪ 6،‬وفػػي‬
‫الشرؽ األوسط تعد السعودية األولى مف حيث عدد النزالء ب ػ ‪ 44000‬سجيف تمييػا العػراؽ‬

‫‪ 1‬ياسيف بوىنتالة أحمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪ 85‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.280‬‬
‫نبيمة صدراتي‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية كنظاـ جديد لتكييؼ العقوبة‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الدراسات‬ ‫‪3‬‬

‫والبحوث القانونية‪ ،‬جامعة المسيمة‪،‬ع ‪ ،2018 ،09‬ص ‪.161‬‬


‫‪ 4‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪،‬ط‪،1‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2016 ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 5‬ياسيف بوىنتالة أحمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.110/109‬‬
‫‪ 6‬عمر سالـ‪ ،‬المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية خارج السجف‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.24‬‬

‫‪08‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫بػأكثر مف ‪ 28000‬سجيف‪ 1،‬أما الجزائر فتضـ ‪ 128‬مؤسسة عقابيػة مػف بينيػا ‪ 31‬قديمػة‬
‫بنيػػت قبػػؿ سػػنة ‪ 1900‬و‪ 29‬بنيػػت مػػابيف ‪ 1900‬و ‪ 1962‬بينمػػا يبمػػغ عػػدد المؤسسػػات‬
‫التي بنيت في مرحمة ما بعد االستقالؿ ‪ 68‬مؤسسػة بطاقػة اسػتيعابية ضػعيفة‪ ،‬حيػث تػوفر‬
‫المؤسسات العقابية في الجزائر لكؿ محبوس ‪ 1.68‬ـ‪ 2‬لمحركة مقارنة بالمعيار المعموؿ بو‬
‫دوليػا ‪ 12‬ـ‪ 2‬حيػػث أف القاعػات المخصصػػة ل ػ ػ ‪ 30‬محبوسػا نجػػد بيػا ‪ 200‬محبػػوس فمػػثال‬
‫‪2‬‬
‫سجف الحراش وصؿ عدد المحبوسيف ‪ 220‬وىي مخصصة ل ػ ‪ 40‬فقط‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدـ كفاية األماكف ‪ :‬إف مرافؽ السجوف في العديد مػف بمػداف العػالـ ال تكفػي اسػتيعاب‬
‫أعداد السجناء‪ ،‬وكذا نقص االستثمار فييا وتجديدىا والتأخر في بناء مرافؽ جديدة أدى‬
‫إلى اكتظاظ المؤسسات العقابية المخالؼ لمعايير األمـ المتحدة والدولية التي تقضي‬
‫بالمعاممة باحتراـ لجميع السجناء؛‬
‫ج‪ -‬إسراؼ التشريعات في النص عمى العقوبة السالبة لمحرية كجزاء لمسموكيات المجرمة‪:‬‬
‫تميؿ جؿ التشريعات في دوؿ العالـ إلى النص بعقوبات سالبة لمحرية عمى مرتكبي‬
‫السموؾ اإلجرامي بالرغـ مف وجود آثار سمبية متعددة ليا؛‬
‫د‪ -‬إسراؼ القضاة بالحكـ لعقوبات سالبة لمحرية‪ :‬لدى القضاة قناعة في عدد مف الدوؿ‬
‫بفاعمية العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬ففي الواليات المتحدة األمريكية بمغت نسبة األحكاـ‬
‫‪3‬‬
‫الصادرة بعقوبات سالبة لمحرية ‪ ٪69.7‬مف إجمالي األحكاـ الصادرة في سنة ‪.1996‬‬
‫حيث تعاني أغمب الدوؿ األوروبية مف ظاىرة اكتظػاظ السػجوف األمػر الػذي جعميػا‬
‫تسارع إلى عقد العديد مف الممتقيات والمؤتمرات لمواجية ىذه الظاىرة‪ ،‬كمؤتمر األمـ‬
‫المتح ػػدة األوؿ لمن ػػع الجريم ػػة و حس ػػف معامم ػػة المس ػػاجيف‪ ،‬الػ ػذي انعق ػػد ف ػػي جني ػػؼ ع ػػاـ‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،1955‬ومؤتمر ميرنو ‪ 1985‬حيث أكدا عمى ضرورة تخفيض عدد السجناء‪.‬‬

‫‪ 1‬أيمػػف بػػف عبػػد العزيػػز المالػػؾ‪ ،‬بػػدائؿ العقوبػػات السػػالبة لمحريػػة كنمػػوذج لإلصػػالح فػػي نظػػاـ العدالػػة الجنائيػػة‪ ،‬أطروحػػة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2010 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 2‬عمر خوري‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية وظاىرة اكتظاظ المؤسسات العقابية في الجزائر‪ ،‬مقاؿ منشور في المجمة‬
‫الجزائرية لمعموـ القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة بف يوسؼ بف خدة الجزائر‪ ،‬ع ‪ ،04‬ص ‪ 578‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 3‬ياسيف بوىنتالة احمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.112/111‬‬
‫‪ 4‬إبراىيـ مرابيط ‪ ،‬بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية (المفيوـ و الفمسفةث بحث نيؿ اإلجازة في القانوف الخاص في موقع‬
‫العموـ القانونية‪ ،2012/2013 ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫كمػػا سػػعت العديػػد مػػف الػػدوؿ إليجػػاد حمػػوؿ لمشػػكمة اكتظػػاظ السػػجوف كقيػػاـ ألمانيػػا‬
‫بتطبيػػؽ نظػػاـ االنتظػػار لتوقيػػؼ تنفيػػذ عقوبػػة الحػػبس إلػػى حػػيف انتيػػاء تنفيػػذ العقوبػػة عمػػى‬
‫آخ ػريف‪ ،‬وىولنػػدا التػػي اسػػتأجرت سػػجف لػػدى بمجيكػػا‪ ،‬غيػػر أف ىػػذه الحمػػوؿ ال تعػػد فعالػػة‬
‫لمواجيػػة ظػػاىرة اكتظػػاظ السػػجوف‪ ،‬أمػػا الج ازئػػر فسػػعت إلػػى بنػػاء مؤسسػػات عقابيػػة جديػػدة‬
‫بطاقة استيعاب أكبر لتخفيض اكتظاظ السجوف وكذا العفػو الرئاسػي لممسػاجيف‪ ،‬غيػر أنيػا‬
‫‪1‬‬
‫لـ تستطع حؿ المشكمة‪.‬‬
‫ونتيجػػة لكػػؿ ذلػػؾ أدى بػػبعض الػػدوؿ إلػػى البحػػث عػػف اسػػتخداـ عقوبػػات بديمػػة خػػارج‬
‫المؤسسػات العقابيػػة كنظػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة لكونيػا تقمػػؿ مػػف ازدحػاـ السػػجوف وتخفػػض‬
‫التكػػاليؼ الماليػػة‪ ،‬غيػػر أف الػػبعض شػػكؾ فػػي ذلػػؾ لكونيػػا تحتػػاج إلػػى جيػػاز يكمػػؼ مبػػالغ‬
‫‪2‬‬
‫كبيرة تفرض عمى المحكوـ عميو وكذا محؿ إقامة ثابت وخط تمفوني مستقؿ بو‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة نسبة العود في السجوف‪ :‬العود إلى الجريمة أحد أبرز المشاكؿ التي تعاني منيا‬
‫السياسيات العقابية في مختمؼ دوؿ العالـ‪ ،‬يقصد بالعود مف وجية القانوف ىو ارتكاب‬
‫المجرـ جريمة جديدة‪ ،‬اما مف وجية نظر عمـ االجتماع فيو تكرار خروج الفرد عف‬
‫‪3‬‬
‫القواعد االجتماعية‪.‬‬
‫كما أكدت الدراسات أف تطبيؽ العقوبة السالبة لمحرية ىو أسموب تقميدي‪ ،‬لتحقيؽ‬
‫الغرض البعيد لمجريمة في حماية المجتمع مف وقوعيا‪ ،‬ومنع المجرـ مف العودة إلى‬
‫ارتكابيا مرة أخرى‪ ،‬فإف المحكوـ عميو بعد خروجو مف المؤسسة العقابية يجد نفسو ميمشا‬
‫مف الناحية االجتماعية‪ ،‬وعاطؿ عف أداء أي وظيفة ولذلؾ يميؿ لمعودة لمجريمة‪ 4،‬ما أدى‬
‫بالعديد مف الدارسيف لمقوؿ بأف الوقاية مف ظاىره العود تكوف بالبعد عف تنفيذ العقوبات‬
‫السالبة لمحرية في المؤسسات العقابية وايجاد حموؿ ليا‪ ،‬لذلؾ فإف تبني نظاـ الوضع تحت‬
‫المراقبة االلكترونية يقمؿ مف حقيقة كوف السجف مدرسة لإلجراـ‪ ،‬إذ يسمح بالوقاية مف‬

‫‪ 1‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.180/179‬‬
‫‪ 2‬حسف نمر‪ ،‬عقوبة الوضع تحت مراقبة الشرطة في التشريعات المصرية والعربية‪ ،‬ط ‪ ،01‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية مصر‪ ،2018 ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ 3‬عز الديف وداعي‪ ،‬المبسط في القانوف الجنائي العاـ‪،‬ط‪ ،01‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،2019 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ 4‬عامر جوىر‪ ،‬طاىر عباسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫العدوى اإلج ارمية‪ ،‬كما يجنب المحكوـ عمييـ العزلة االجتماعية والحرماف العاطفي‪،‬‬
‫وت ساعده عمى تواجده مع أسرتو‪ ،‬ويظؿ محتفظا بعممو أو دراستو‪ ،‬وقد أثبتت المراقبة‬
‫االلكترونية نجاحيا في العديد مف الدوؿ‪ 1،‬كالتجربة الفرنسية ليذا النظاـ خالؿ ‪03‬‬
‫سنوات األولى لبدء العمؿ بالمراقبة اإللكترونية في أكتوبر ‪ 2000‬عمى ‪ 04‬مواقع بحوالي‬
‫‪ 100‬سجيف في كؿ موقع طبقت عمييـ وانتيت بنجاح ولـ تسجؿ أي حالة عودة بعد‬
‫التنفيذ‪ ،‬وفي ‪ 2002‬صدر‪ 363‬حكما بالوضع تحت المراقبة االلكترونية‪ ،‬ولـ تسجؿ‬
‫‪2‬‬
‫خالؿ ىذه الحاالت إال ‪ 18‬حالة سحب لقرار الوضع و‪ 4‬محاوالت ىروب‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع نفقات السجوف‪ :‬لقد أشار جانب مف الفقو الفرنسي إلى أف المجوء إلى نظاـ‬
‫المراقبة اإللكترونية مف شأنو الحد مف النفقات المالية الكبيرة الالزمة إلنشاء سجوف‬
‫جديدة‪ ،‬كما أشارت عدة تقارير و دراسات فرنسية إلى أف التوسع في تطبيؽ المراقبة‬
‫اإللكترونية يمكف أف يساعد في توفير النفقات المالية التي تدفعيا الدولة إلدارة السجوف‪،‬‬
‫حيث تقدر التكمفة اليومية لوضع المحكوـ عميو قيد المراقبة اإللكترونية ‪ 10‬يوـ ومقابؿ‬
‫‪3‬‬
‫مبمغ ‪ 60‬أورو قيمة التكمفة اليومية إليداع محكوـ عميو داخؿ السجف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجدل الفقهي حـول نظـام المراقبـة االلكترونيـة يبقػى السػجف‬
‫ػري العػاـ النظػػاـ األكثػر تحقيقػػا لألمػف‪ ،‬واألكثػػر مالئمػة لموقايػػة مػػف‬
‫بالنسػبة لمغالبيػػة مػف الػ أ‬
‫العػػود‪ ،‬وعميػػو عنػػد البحػػث عػػف بػػدائؿ الحػػبس يجػػب أف تبقػػى ىػػذه الصػػورة محفوظػػة‪ ،‬واذا‬
‫كانػػت التش ػريعات المعاص ػرة تتجػػو نحػػو إدخػػاؿ نظػػاـ المراقبػػة االلكترونيػػة كإحػػدى بػػدائؿ‬
‫العقوبػػات السػػالبة لمحريػػة فمػػيس معنػػى ىػػذا أف ىػػذا النظػػاـ لقػػي مباركػػة شػػاممة مػػف ط ػرؼ‬
‫الفقو ‪ ،‬فقد أثير جدؿ كبير حولو ما بيف مؤيد ومعارض لو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االتجــا المؤيــد لنظــام المراقبـــة اإللكترونيــة يحقػػؽ نظػػاـ المراقبػػة االلكترونيػػة‬
‫العديد مف المزايا التي تواجو مساوئ العقوبات السالبة لمحرية باعتبارىا أراء تجعؿ‬

‫‪ 1‬حسف نمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.325‬‬


‫صفاء آوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.284/283‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫أصحاب ىذا النظاـ ينادوف بيا‪:‬‬


‫أف الوضع تحت المراقبة االلكترونية يشكؿ تجسيدا لمتوجو نحو احتراـ قرينة البراءة‬
‫إذا عممنػػا أف سػػمب حريػػة الشػػخص أثنػػاء إج ػراءات المتابعػػة ىػػو ت ػدبير يتعػػارض حتمػػا مػػع‬
‫قرينة البػراءة لمشػخص المتػابع جزائيػا طػواؿ سػير الػدعوى ىػذا مػف جيػة‪ ،‬ومػف جيػة أخػرى‬
‫فػػإف نظػػاـ المراقبػػة االلكترونيػػة يقػػوـ فػػي فح ػواه عمػػى إيجػػاد نػػوع مػػف التجػػانس بػػيف حمايػػة‬
‫المجتمع لمطالبتو بتوقيع العقػاب و الغػرض مػف عقػاب الجػاني فػي إعػادة إدماجػو و ربطػو‬
‫‪1‬‬
‫في حياة طبيعية بعيد عف كؿ انحراؼ في المجتمع‪.‬‬
‫أف نظاـ المراقبة اإللكترونية عقوبة في شكؿ جديد مف الردع عمى اإلجراـ واعادة‬
‫التأىيؿ ويقوـ بالدرجة األولى عمى الثقة‪ ،‬وقد درس أسػتاذاف أمريكيػاف تػاريخ الوضػع تحػت‬
‫المراقبػػة اإل لكترونيػػة فػػي الواليػػات المتحػػدة األمريكيػػة فتوصػػال إلػػى أنيػػا تحقػػؽ كػػؿ غايػػات‬
‫التفكيػر واإلصػالح والنفػػع ذات الصػمة بالعقوبػة التقميديػػة‪ ،‬كمػا يحػد مػػف المشػكالت العمميػػة‬
‫واإلنسانية التي تعترض تطبيؽ العقوبات في الوسػط المغمػؽ لتصػبح أداة لتجنيػب المحكػوـ‬
‫‪2‬‬
‫عميو االختالط بوسط السجف الفاسد ومختمؼ اآلثار النفسية لحياة السجف المغمقة‪.‬‬
‫ويػػرى أصػػحاب ىػػذا ال ػرأي بأني ػا نظػػاـ يتسػػـ باإلنسػػانية ويحػػوؿ دوف إيػػالـ المحكػػوـ‬
‫عميػػو بالعقوبػػات السػػالبة لمحريػػة‪ ،‬بمجػػرد إيداعػػو السػػجف‪ ،‬ومنػػع االخػػتالط بالمحبوسػػيف مػػع‬
‫تجنب المفاسد الصػحية والخمقيػة والتفكيػؾ األسػري وفقػداف العمػؿ وغيرىػا‪ ،‬كمػا تعمػؿ عمػى‬
‫حمايػة المجتمػع‪ ،‬وىػذا بإبعػاد المحكػوـ عميػو بصػورة دائمػة عػف األمػاكف المشػبوىة لتسػػييؿ‬
‫مراقبتو بانتظاـ‪ ،‬كمػا أنيػا تقػوـ بتحويػؿ العقوبػة مػف وسػيمة تتضػمف ضػرر أشػد إلػى ضػرر‬
‫‪3‬‬
‫أخؼ‪.‬‬
‫كما تساعد المراقبة االلكترونية في ظؿ السياسة العقابية الحديثة عمى االىتماـ‬
‫بالضحية وتيسير طرؽ الحصوؿ عمى التعويض المناسب لجبر الضرر الذي لحقو مف‬

‫مرواف نسيمة‪ ،‬المراقبة االلكترونية بديؿ جديد عف الحبس المؤقت ودعـ لقرينة البراءة‪ ،‬مقاؿ منشور في حوليات كمية‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،02‬ع ‪ ،2015 ،07‬ص‪.162‬‬


‫‪ 2‬نبيمة صدراتي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ 3‬أحمد سعود‪ ،‬المراقبة االلكترونية كبديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة العموـ القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬مج ‪ ،09‬ع ‪ ،2018 ،03‬ص ‪.682/681‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الجريمة عمى اعتبار أف المحكوـ عميو سيحافظ عمى عممو ومصدر رزقو‪ ،‬وكذا تجنبو‬
‫مساوئ الحبس ومضاره وتسمح لو بتقميص فرص العود لدى المجرميف خصوصا منيـ‬
‫المبتدئيف‪ ،‬كما تجعمو قاد ار عمى مزاولة حياتو اليومية بصفة شبو عادية سواء مف الناحية‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية أو النفسية أو العائمية‪.‬‬
‫توفر المراقبة اإللكترونية لمدولة مبالغ كبيرة عف طريؽ التقميؿ مف النفقات المالية‬
‫لممؤسسات العقابية‪ ،‬فقد أشارت أحد التقارير المقدمة إلى مجمس الشيوخ الفرنسي سنة‬
‫‪ 1997‬إلى أف التكمفة اليومية لممحبوس في فرنسا تتراوح بيف ‪ 300‬إلى ‪ 400‬فرنؾ‬
‫فرنسي‪ ،‬في حيف تقدر تكمفة الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية مابيف ‪ 80‬إلى‪ 120‬فرنؾ‬
‫‪2‬‬
‫فرنسي يوميا‪.‬‬

‫لنظــام المراقبــة اإللكترونيــة بقػػدر مػػا كػػاف لنظػػاـ المراقب ػة‬ ‫ثانيــا‪ :‬اال تجــا المعــار‬
‫االلكترونية مناصروف ظير ىناؾ معارضوف لو وقد استندوا عمى‪:‬‬
‫عدـ تقبؿ الرأي العاـ لنظاـ المراقبة اإللكترونية كبديؿ لمسجف ‪ :‬يرى المعارضوف لو‬
‫أف المجتمع لـ يتخمص بعد مف نظرتو إلى العقوبة كوسيمة وحيدة لمردع والوقاية مف‬
‫الجريمة‪ ،‬فحسب نظر الفقيو بولوؾ " أف الردع والوقاية يبرراف الفائدة االجتماعية لمعقوبة‬
‫المقررة عمى الجاني التي ال تيدؼ فقط إلى إعادة التوازف االجتماعي و إرضاء الرأي‬
‫العاـ المنزعج‪ ،‬إنما اليدؼ األسمى ليا ىو الوقاية مف اإلجراـ"‪ ،‬فالمراقبة اإللكترونية تعد‬
‫نظاـ متسامح ورحيـ مع الجاني وال تمحؽ بو اإليالـ الذي يجعمو يعاني ويشعر باأللـ الذي‬
‫‪3‬‬
‫أصابو جراء الجريمة‪.‬‬
‫تعارض الوضع تحت المراقبة االلكترونية مع الحرية الفردية حيث يتعارض مع رمز‬
‫الخصوصية وىو المنزؿ حيث تحوؿ المنزؿ إلى سجف بدوف قضباف‪ ،‬كما أف وضع‬
‫السوار في يد أو رجؿ المحكوـ عميو تولد لديو شعور بالحقد والتيميش‪ ،‬وذلؾ الرتدائو‬

‫‪ 1‬أحمد سعود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.682‬‬


‫‪ 2‬صفاء أوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 3‬مرواف نسيمة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.166/165‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫عالمة تدؿ عمى انحرافو‪ ،‬كما أنيا تعطي حرية مزيفة حيث يشعر المحكوـ عميو وىو في‬
‫بيتو وىو يرى مف حولو أحرار وىو ال يستطيع ذلؾ‪ ،‬إال في حدود ضيقة ويجب عميو‬
‫العودة إلى المنزؿ قبؿ موعد معيف واال صاحت صفارة اإلنذار‪ ،‬عالوة عمى المراقبة التي‬
‫‪1‬‬
‫يخضع ليا مف خالؿ زيارة المشرفيف المختصيف والذيف تكوف زيارتيـ فجائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلشكاالت الناجمة عن العمل بنظام المراقبة اإللكترونية‬


‫مع المبادئ العامة لمقانون الجنائي إف استحداث استخداـ المراقبة االلكترونية‬
‫باعتبارىا إحدى الوسائؿ المتطورة لتنفيذ العقوبة السالبة الحرية خارج المؤسسة العقابية‬
‫يثير بعض اإلشكاالت التي تمس مبادئ القانوف الجنائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المراقبة اإل لكترونية ومبدأ الشرعية يعتبر مبدأ الشرعية أحد الركائز التي تقوـ‬
‫عمييا التشريعات الجنائيػة المعاصػرة‪ ،‬وأخػذ بػو القػانوف اإلنجميػزي فػي وثيقػة العيػد األعظػـ‬
‫عمى أنو ال يمكف توقيع أية عقوبة إال بعد محاكمة قانونية‪ ،‬وكذا الثورة الفرنسية في إعالف‬
‫حقوؽ اإلنساف لسنة ‪ 1879‬في المادة ‪ 02‬منو‪ ،‬وميثاؽ اإلعػالف العػالمي لحقػوؽ اإلنسػاف‬
‫لع ػػاـ ‪ 2،1948‬أم ػػا المش ػػرع الج ازئ ػػري فكرس ػػو ف ػػي دس ػػتور ع ػػاـ ‪ 2016‬ف ػػي الب ػػاب األوؿ‬
‫الفصػؿ ال اربػػع الخػاص بػػالحقوؽ والحريػات فػػي المػواد ‪ 58‬و‪ 59‬كمػا تطػػرؽ إليػو فػػي البػػاب‬
‫الثػػاني الفصػػؿ الثالػػث فػػي الم ػواد ‪158‬و‪ 3،160‬وكػػذا قػػانوف العقوبػػات فػػي المػػادة األولػػى‬
‫بأنػػو‪ ":‬ال جريمػػة وال عقوب ػػة وال تػػدابير أم ػػف بغي ػػر قػػانوف"‪ 4 ،‬أي حص ػػر مصػػادر التجػ ػريـ‬
‫والعقاب في النصوص القانونية المكتوبة‪ ،‬أي عدـ جواز تطبيػؽ نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة‬

‫سالـ يوسؼ أ حمد الكواري‪ ،‬بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية في القانوف القطري (دراسة مقارنةث‪ ،‬رسالة ماجستير في‬ ‫‪1‬‬

‫القانوف العاـ‪ ،‬جامعة قطر‪ ،2019 ،‬ص‪.82‬‬


‫‪ 2‬عز الديف وداعي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.36/35‬‬
‫‪ 3‬القانوف ‪ 01/16‬المؤرخ في ‪ 2016/03/06‬المتضمف التعديؿ الدستوري‪،‬ج ررقـ‪،14‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/07‬‬
‫‪ 4‬القانوف ‪ 02/16‬المؤرخ في ‪ 19‬يونيو سنة ‪ ،2016‬المعدؿ والمتمـ لألمر رقـ ‪ 156/ 66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪1966‬‬
‫المتضمف قانوف العقوبات‪ ،‬ج ر رقـ ‪ ،37‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬يونيو‪.2016‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫كعقوب ػػة أو ب ػػديؿ عني ػػا إال بموج ػػب ق ػػانوف يح ػػدد الس ػػموكيات المجرم ػػة والعق ػػاب المطب ػػؽ‬
‫‪1‬‬
‫والقواعد اإلجرائية المتبعة‪.‬‬
‫وحسب ىذا المبدأ فإف تقرير المراقبة اإللكترونية يجب أف يكوف بموجب قانوف‬
‫صادر مف السمطة التشريعية يحدد الجرائـ التي يجوز لمسمطة القضائية أف تقرر فييا ىذا‬
‫النظاـ خالؿ مسار الدعوى العمومية‪ ،‬مع تحديد الشروط و القواعد اإلجرائية التي تحكميا‬
‫‪2‬‬
‫و كيفيات تنفيذىا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراقبة االلكترونية ومبدأ قرينة البراءة مبدأ قرينة البراءة مف المبادئ‬
‫األساسية التي تحوؿ دوف االعتداء عمى حقوؽ اإلنساف وحريتو‪ ،‬وطبقا لو فإف المتيـ‬
‫‪3‬‬
‫بارتكاب جريمة ميما بمغت جسامتيا شخص بريء حتى يتـ إثبات إدانتو بحكـ قضائي‪.‬‬
‫ووصؼ مجمس الموردات البريطاني ىذا المبدأ بأنو خيط ذىبي في نسيج ثوب‬
‫القانوف الجنائي‪ ،‬ونظ ار ألىميتو تناولو اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف لسنة ‪ 1948‬في‬
‫المادة ‪ ،1/11‬كما أقره العيد الدولي لمحقوؽ المدنية والسياسية لسنة ‪ 1966‬في المادة‬
‫‪ ،02/14‬وقد سبقت ذلؾ كمو الشريعة اإلسالمية في قولو صمى ا عميو وسمـ‪ْ ":‬اد َرءوا‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫اف َلو َم ْخ َرٌج َف َخمُّوا َسبِيَمو َفِإ اف ِ‬
‫ط ْعت ْـ َفِإ ْف َك َ‬
‫ِِ‬
‫ود َع ِف ا ْلم ْسمم َ‬
‫َف ي ْخط َ‬ ‫اإل َم َاـ أ ْ‬ ‫استَ َ‬
‫يف َما ْ‬ ‫ا ْلحد َ‬
‫وب ِة"‪ 4،‬ما يدؿ عمى أف الشريعة اإلسالمية عرفت‬ ‫ئ ِفي ا ْلعق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي ا ْل َع ْف ِو َخ ْيٌر ِم ْف أ ْ‬
‫َف ي ْخط َ‬
‫مبدأ قرينة البراءة قبؿ القوانيف الوضعية وطبقتيا خير تطبيؽ حتى تحمي حقوؽ اإلنساف‬
‫وحريتو وال يتـ االعتداء عمييا بأي اتياـ ليس لديو أدلة كافية‪ ،‬ففرنسا أصدرت قانوف‬
‫تدعيـ قرينة البراءة في ‪ ،2000/06/15‬وفي الجزائر تناولو الدستور‪ 2016‬في المادة‬
‫‪ " 56‬كؿ شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جية قضائية نظامية إدانتو في إطار محاكمة‬
‫‪5‬‬
‫عادلة تؤمف لو الضمانات الالزمة لمدفاع عف نفسو"‪.‬‬

‫‪ 1‬عمى مسعودي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ 2‬عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 3‬حسف نمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪ 4‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مراقبة المتيـ الكترونيا كوسيمة لمحد مف مساوئ الحبس االحتياطي (دراسة تحميميةث‪ ،‬مقاؿ منشور‬
‫في مجمة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬مج ‪ ،21‬ع ‪ ،01‬جامعة غزة فمسطيف‪ ،2013 ،‬ص ‪.673‬‬
‫‪ 5‬عمى مسعودي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫وقاعدة أصؿ البراءة تقتضي عدـ جواز سمب حرية اإلنساف إال بعد حكـ نيائي‪،‬‬
‫ونظ اًر لما ينطوي عميو العقوبة السالبة لمحرية مف أضرار مادية ومعنوية تمحؽ بالمحكوـ‬
‫عميو أصبحت الحاجة ماسة لتطبيؽ بديؿ ليا كنظاـ المراقبة اإللكترونية‪ 1،‬والتي ال يمكف‬
‫أف يثار بسببيا مبدأ البراءة ألننا أماـ شخص محكوـ عميو بحكـ نيائي يتـ تنفيذه‪ ،‬غير‬
‫أف ما يمكف إثارتو في تنفيذىا أف المحكوـ عميو بالمراقبة ممزـ بإثبات مخالفتو لقواعد‬
‫التنفيذ المفروضة عميو فعبء اإلثبات يقع عمى عاتقو لتبرير عدـ عمؿ الجياز اآللي في‬
‫ظروؼ معينة قد يترتب عمى ذلؾ اتيامو باليروب مف تنفيذ المراقبة اإللكترونية ويتعرض‬
‫لمعود مرة أخرى لممؤسسة العقابية‪ ،‬لكف غالبية الدوؿ التي تأخذ بالنظاـ حاولت معالجة‬
‫ىذا العيب بإخضاع قرار المراقبة وعودة المحكوـ عميو إلى السجف تحت رقابة القضاء مع‬
‫حؽ الطعف لممحكوـ عميو في ىذا القرار وىي ضمانة تحمي المحكوـ عميو مف التعسؼ‬
‫‪2‬‬
‫في االستناد إلى آلية المراقبة وحدىا حتى ال تخؿ بمبدأ قرينة البراءة‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬المراقبة اإللكترونية ومبدأ المساواة يعتبر المساواة بيف الناس في الحقوؽ‬


‫‪3‬‬
‫والواجبات مف المبادئ األساسية التي تفرضيا العدالة واعتبارات االستقرار االجتماعي‪،‬‬
‫ونظ ار ألىميتيا فقد تضمنيا اإلعالف العالمي لحقوؽ اإلنساف والمواطف في المادة ‪، 07‬‬
‫والمادة ‪ 14‬الفقرة األولى مف العيد الدولي لمحقوؽ المدنية والسياسية‪ ،‬وتناولتيا الجزائر في‬
‫دستور ‪ 2016‬في المادة ‪ 4،32‬وقد أثير تساؤؿ حوؿ ما إذا كانت المراقبة اإللكترونية‬
‫طريقة لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية خارج المؤسسة العقابية تتناغـ مع مبدأ المساواة أماـ‬
‫العقوبة‪ ،‬أـ أنيا تنفيو وتقود إلى تمييز فئة مف المحكوـ عمييـ دوف فئة أخرى‪ ،‬وما دفعنا‬
‫إلى ىذا التساؤؿ كوف المراقبة االلكترونية تفرض توافر شروط وامكانيات معينة يجب‬
‫توافرىا عمى مف تطبؽ عميو كاشتراط الواليات المتحدة األمريكية بدفع المحكوـ عميو‬

‫‪ 1‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.674 /673‬‬


‫‪ 2‬حسف نمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 355‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 3‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 4‬ويػزة بمعسػػمي‪ ،‬الوضػػع تحػػت المراقبػػة االلكترونيػػة باسػػتعماؿ الس ػوار االلكترونػػي (آليػػات ترشػػيد السياسػػة العقابيػػةث‪ ،‬مقػػاؿ‬
‫منشور في مخبر الحقوؽ والحريات في األنظمة المقارنة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ع ‪ ،2018 ،05‬ص ‪.153‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫نفقات المراقبة أو المشاركة فييا‪ 1،‬والقانوف الجزائري اشترط توفر سكف أو إقامة ثابتة‪ ،‬أي‬
‫أف النظاـ يطبؽ عمى الغني دوف الفقير وكذا تطبيقو عمى مف لو مقر إقامة ثابت ‪ 2،‬وىذا‬
‫األمر يخالؼ مبدأ المساواة ألنو يفرؽ بيف أصحاب المراكز القانونية المختمفة‪ ،‬فالمساواة‬
‫ال تكوف إال بيف المتساويف‪ ،‬أما المشرع الفرنسي وضع شروط عامة ومجردة إذا توافرت‬
‫في الشخص فسيطبؽ عميو ىذا النظاـ أما إذا تـ استبعاده فيذا يعني أف الظروؼ الواقعية‬
‫المحيطة بو ىي التي أبعدتو‪ ،‬وىذا األمر ال يقتصر عمى المراقبة االلكترونية بؿ يشمؿ‬
‫جميع بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية وىو أمر منطقي إذ أف حرماف المحكوـ عميو مف‬
‫االستفادة مف أي نوع مف البدائؿ ال يكوف سببو انعداـ المساواة بؿ يرجع إلى غياب‬
‫‪3‬‬
‫الشروط المطموبة لتطبيقيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المراقبـة االلكترونيـة واحتـرام كرامـة اإلنسـان تعػد ك ارمػة اإلنسػاف مػف المبػادئ‬
‫األساسية التي تسعى الدساتير والمواثيؽ الدوليػة إلػى تكػريس احتراميػا وعػدـ المسػاس بيػا‪،‬‬
‫غيػر أف اسػتعماؿ وسػائؿ مراقبػػة سػواء عمػى جسػـ اإلنسػػاف أو فػي مسػكنو‪ ،‬يثيػر التسػػاؤالت‬
‫حوؿ مدى احتراـ ىذا النظاـ ليذا المبدأ‪.‬‬
‫‪ -1‬المراقبة االلكترونية وحؽ الفرد في تقبؿ المجتمع لو‪ :‬مما الشؾ فيو أف األفراد في أي‬
‫مجتمع ينظروف إلى غيرىـ ممف سبؽ إدانتيـ أو حبسيـ نظرة تحمؿ الرفض واالحتقار‪،‬‬
‫وكذلؾ فإف نظاـ المراقبة اإللكترونية لـ ينجو مف سياـ النقد‪ ،‬حيث يؤخذ عمييا أنيا‬
‫تفرض عزلة اجتماعية نتيجة تولد شعور لدى الخاضع لممراقبة مف رفض المجتمع لو‪،‬‬
‫والحقيقة أف المقارنة بيف العقوبة السالبة لمحرية والمراقبة اإللكترونية في ىذا المجاؿ ليست‬
‫عادلة‪ ،‬وذلؾ أف مف يخضع لمحبس ال يستطيع غالباً أف يخفي أمره عمى المحيطيف بو‪،‬‬
‫وعمى الخاضع لممراقبة اإللكترونية يقيـ في مسكنو ويمارس عممو‪ ،‬فقد يستوجب عميو‬
‫تثبيت جياز إلكتروني في يده أو أسفؿ ساقو‪ ،‬يتعذر عمى الكثيريف مف أفراد المجتمع‬

‫‪ 1‬عمر سالـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83/82‬‬


‫‪ 2‬ونزة بمعسمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 3‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.277‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪1‬‬
‫رؤيتو‪ ،‬مما يحقؽ لو قد ار كبي ار مف تقبؿ المجتمع لو‪.‬‬
‫‪ -2‬المراقبة االلكترونية وحرمة المسكف الخاص‪ :‬تعد حرمة المكاف الخاص مف أىـ‬
‫مظاىر حرمة الحياة الخاصة لإلنساف‪ ،‬فال قيمة لمحماية الخاصة لو ما لـ تشمؿ مسكنو‬
‫الذي يخمد فيو ويباشر فيو أمور حياتو التي اعتاد حجبيا عف أعيف الناس وقد أمرتنا‬
‫ضا ‪ 2"،‬وقد‬
‫الشريعة بحماية تمؾ الحقوؽ لقولو تعالى‪َ " :‬وَال تَ َجساسوا َوَال َي ْغتَب اب ْعضكـ َب ْع ً‬
‫عرفتو محكمة النقض المصرية" بأنو كؿ مكاف يتخذه الشخص سكنا لو عمى وجو التوقيت‬
‫‪3‬‬
‫كما سعى الجزائري‬ ‫أو الدواـ بحيث يكوف ح ار آمنا لو ال يباح لغيره دخولو إال بإذنو"‪،‬‬
‫لتوفير الحماية القانونية لمحياة الخاصة لمشخص في المواد ‪ 46‬و‪ 47‬مف دستور ‪2016‬‬
‫بضماف الدولة عدـ انتياؾ حرمة الحياة الخاصة و حرمة المسكف فال تفتيش إال بأمر‬
‫مكتوب صادر عف السمطة القضائية المختصة‪ 4،‬وكذلؾ مف خالؿ قانوف العقوبات في‬
‫المادة ‪ 295‬عمى أف ال تمس أو تنتيؾ حرمة المسكف‪ ،‬والمادة ‪ 135‬ؽ ع فيما يتعمؽ‬
‫بحماية المسكف مف انتياكات الموظؼ باستغالؿ السمطة‪ ،‬وضمانات إجرائية تتعمؽ‬
‫‪5‬‬
‫بالتفتيش في المادة ‪ 138‬والمواد مف ‪ 44‬إلى ‪ 48‬ؽ إ ج‪.‬‬
‫واف حرمة المسكف الخاص مف أىـ مظاىر حرمة الحياة الخاصة لإلنساف‪ ،‬ويبقى‬
‫ىذا المكاف في ظؿ المراقبة اإللكترونية ميددا‪ ،‬إذ يصبح المنزؿ في حدود معينة مكانا‬
‫لتنفيذ ىذه العقوبة ويترتب عمى ذلؾ أف تنتيؾ حرمتو بدخوؿ رجاؿ السمطة العامة إلى‬
‫أماكف لـ يكف ليـ أف يدخموىا سابقا لوال ىذا النظاـ‪ ،‬ما يؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة‬
‫لحماية الحياة الخاصة لألف ارد‪ ،‬وتفاديا لذلؾ قاـ المشرع الفرنسي بوضع مجموعة مف‬
‫الشروط كوجوب خضوعيا إلشراؼ ورقابة قاضي تطبيؽ العقوبات لكي يكوف تطبيقيا‬
‫أكثر تنظيما وصرامة‪ ،‬كما جعؿ تنفيذىا محددا بمدة معينة ال يمكف تجاوزىا‪ ،‬كما أف‬

‫‪ 1‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.676‬‬


‫‪ 2‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬
‫‪ 3‬عمى ناظـ عبد الساده الشيباني‪ ،‬الحماية الجنائية لممحكوـ عميو أثناء مرحمة تنفيذ العقوبة السالبة لمحرية (دراسة‬
‫مقارنةث‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2019 ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 4‬رياض فوحاؿ‪ ،‬أ ثر المراقبة االلكترونية عمى المحكوـ عميو في ظؿ القانوف الجزائري‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الفكر‬
‫القانوني والسياسي‪ ،‬جامعة عمار ثميجي األغواط ‪،‬ع ‪ ، ،03‬ص ‪.325‬‬
‫‪ 5‬عمى مسعودي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫تطبيؽ ىذا النظاـ ال يتـ إال بعد الحصوؿ عمى رضا المحكوـ عميو‪ ،‬وىذا يعني موافقتو‬
‫عمى كؿ اإلجراءات التي ينطوي عمييا ىذا النظاـ والتي قد تشكؿ انتياكا لحرمة حياتو‬
‫الخاصة‪ ،‬غير أنو ال يمكف االحتجاج برضا المحكوـ عميو لتبرير انتياؾ حرمة أف ارد‬
‫أسرتو‪ ،‬وليذا حرص القانوف عمى تحديد ساعات زيارة المحكوـ عميو إال إذا قاـ بخرؽ‬
‫االلتزامات المفروضة عميو فينا يتحمؿ مسؤولية جعؿ مسكنو وحرمة أفراد عائمتو لمتفتيش‪،‬‬
‫واذا كانت ىذه المبررات مقنعة عندما يتعمؽ األمر بالمحكوـ عميو وحده فإنيا ال تكوف‬
‫كذلؾ متى تعمؽ ا ألمر بمحيطو األسري ألف حماية خصوصية األشخاص أمر يجب أف‬
‫‪1‬‬
‫يكفمو القانوف ميما كانت الظروؼ‪.‬‬
‫‪ -3‬المراقبة االلكترونية وحرمة جسػد المحكػوـ عميػو‪ :‬إف مبػدأ احتػراـ اإلنسػاف يترتػب عميػو‬
‫ضػرورة احتػراـ جسػده ومنػػع أيػة معاممػػة قاسػػية أو غيػر إنسػػانية تحػط مػػف شػأنو‪ 2،‬وقػػد وفػػر‬
‫المشرع الجزائري حماية لجسد اإلنساف في المادة ‪ 04‬مف دستور‪ 2016‬عمػى أف " تضػمف‬
‫الدول ػػة ع ػػدـ انتي ػػاؾ حرم ػػة اإلنس ػػاف ويحض ػػر أي عن ػػؼ ب ػػدني أو معن ػػوي أو أي مس ػػاس‬
‫بالك ارمػػة اإلنسػػانية"‪ ،‬والمػػادة ‪ " 41‬يعاقػػب القػػانوف عمػػى المخالفػػات المرتكبػػة ضػػد الحقػػوؽ‬
‫والحريػػات و عمػػى كػػؿ مػػا يمػػس سػ ػالمة اإلنسػػاف البدنيػػة والمعنويػػة"‪ ،‬وقػػد حػػاوؿ المش ػػرع‬
‫الفرنسي كذلؾ حماية لجسد المحكوـ عميو أثناء تطبيؽ المراقبػة اإللكترونيػة بالتأكػد مػف أف‬
‫استخداـ أداة المراقبة ال يؤثر سمبا عمى صحة المحكوـ عميو‪ ،‬حيػث يمكػف لقاضػي تطبيػؽ‬
‫العقوبات في أية لحظة أف يأمر بتعيػيف طبيػب لمتأكػد مػف أف المحكػوـ عميػو ال يعػاني مػف‬
‫مضػاعفات صػحية ناتجػة عػف وضػع السػوار اإللكترونػي‪ ،‬ومػا يمكػف قولػو فػي ىػذا المجػاؿ‬
‫أف عرضو عمى الطبيب مػف فتػرة إلػى أخػرى ال يحػوؿ دوف إصػابتو بمػرض نتيجػة تعػرض‬
‫خاليا جسمو لمذبذبات الناتجة عف ذلؾ الجياز المالزـ لػو لفتػرة طويمػة ودوف انقطػاع‪ ،‬ومػا‬
‫يؤكد ذلؾ ىو إقرار القانوف الفرنسػي بػأف تكػوف نفقػة عػالج المحكػوـ عميػو بيػذا النظػاـ فػي‬

‫‪ 1‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحريػة فػي التشػريع الج ازئػري‪ ،‬رسػالة ماجسػتير فػي عمػـ اإلجػراـ والعقػاب‪ ،‬جامعػة الحػاج‬
‫لخضر باتنة‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.159/158‬‬
‫‪ 2‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫حالػػة تعرضػػو لمػػرض عمػػى عػػاتؽ الدولػػة مػػا يؤكػػد إمكانيػػة إصػػابتو بمػػرض نتيجػػة انتيػػاؾ‬
‫‪1‬‬
‫حرمة جسده‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية نظام المراقبة االلكترونية‬

‫يعتب ػػر نظ ػػاـ المراقب ػػة االلكتروني ػػة إح ػػدى الب ػػدائؿ العقابي ػػة الحديث ػػة‪ ،‬في ػػو أب ػػرز وأى ػػـ‬
‫تطبيقػػات التطػػور العممػػي العقػػابي والػػذي انعكػػس بػػدوره عمػػى السياسػػة العقابيػػة فػػي معظػػـ‬
‫األنظمة العقابية المعاصرة التي أخذت بو‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم المراقبة االلكترونية‬

‫المراقبة االلكترونية ىي طريقة حديثػة لتنفيػذ العقوبػة السػالبة لمحريػة خػارج السػجف فػي‬
‫الوسػػط الحػػر مػػف خػػالؿ اسػػتخداـ التكنولوجيػػا حيػػث يمكػػف لممحكػػوـ عميػػو االلتحػػاؽ بعممػػو‬
‫أو االسػػتمرار فػػي د ارسػػتو‪ ،‬وكػػذلؾ الوفػػاء بمتطمباتػػو األسػرية كافػػة وغيرىػػا‪ 2،‬وقػػد أثبػػت ىػػذا‬
‫النظػػاـ نجاحػػو فػػي دوؿ عديػػدة كالواليػػات المتحػػدة‪ ،‬كنػػدا‪ ،‬بريطانيػػا حيػػث يخضػػع المحكػػوـ‬
‫‪3‬‬
‫عميو لمراقبة الكترونية تتـ عف بعد‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى تعدد المصطمحات التي استخدميا الفقو الجنائي لممراقبة االلكترونية‬
‫ومنيػػا الوضػػع قيػػد المراقبػػة‪ ،‬والس ػوار اإللكترونػػي‪ ،‬والحػػبس المنزلػػي‪ ،‬واإلقامػػة الجبريػػة مػػع‬
‫‪4‬‬
‫المراقبة االلكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي والفقهـي تعػددت المفػاىيـ التػي أطمقػت عمػى نظػاـ‬
‫الم ارقبػػة االلكترونيػػة‪ ،‬وا ف كانػػت تصػػب كميػػا فػػي معنػػى واحػػد‪ ،‬حيػػث يمقػػى نظػػاـ المراقبػػة‬
‫اإللكترونية تقبؿ عدة دوؿ ومف خالؿ ىذه النقطة سنتطرؽ إلى مفيوـ المراقبػة االلكترونيػة‬
‫مف الناحيتيف المغوية والفقيية‪.‬‬

‫‪ 1‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ 2‬محمد لينا جماؿ‪ ،‬الجرائـ االلكترونية‪ ،‬دار خالد المحياني لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف األردف‪ ،2016 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬نبيؿ بحري‪ ،‬العقوبة السالبة لمحرية وبدائميا‪ ،‬رسالة ماجستير في العموـ الجنائية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫‪ ،2012/2011‬ص ‪.132‬‬
‫‪ 4‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫أوال‪ :‬التعريــف المغــوي لمرقابػػة فػػي المغػػة معػػاني كثي ػرة منيػػا‪ :‬الحفػػظ فمػػف أسػػماء ا‬
‫تعالى الرقيب وىو الحافظ الذي ال يغيب عنو الشيء‪ ،‬وتأتي الرقابة بمعنى االنتظار‪،‬‬
‫ب َق ْوِلي‪".‬‬
‫‪1‬‬
‫ومنو قولو تعالى‪َ ":‬ولَ ْـ تَ ْرق ْ‬
‫والرقابة ىي مػف الفعػؿ ارقػب ي ارقػب مراقبػة فيػو أي انتصػابو لم ارعػاة الشػيء‪ ،‬و ارقػب‬
‫الشػ ػػخص أو الشػ ػػيء أي رقبػ ػػو أو حرصػ ػػو ورصػ ػػده‪ ،‬وعمػ ػػؿ م ارقػ ػػب أي خاضػ ػػع لممراقبػ ػػة‬
‫أو الح ارسػػة والم ارقػػب مػػف يقػػوـ بالمراقبػػة واإلش ػراؼ عمػػى العمػػؿ ومػػف يالحػػظ أمػػر مػػا عػػف‬
‫طريػػؽ القيػػاـ بالمراقبػػة‪ ،‬ومػػف معانييػػا رقيػػب القػػوـ أي حارسػػيـ الػػذي يشػػرؼ عمػػى المرقبػػة‬
‫ليحرسيـ‪ ،‬والمرقب ىي موضع المشرؼ ورقبو يرقبو رقبو ورقبانا ورقوبػا وارتقبػو أي انتظػره‬
‫‪2‬‬
‫ورصده‪.‬‬
‫أما كممة اإللكتروني فيي كممة تػـ أخػذىا مػف عمػـ االلكترونيػات وىػو فػرع مػف فػروع‬
‫عمػػـ ا لفيزيػػاء والػػذي يتنػػاوؿ االلكترونيػػات وآ ثػػار اسػػتخداـ األدوات االلكترونيػػة عػػف طريػػؽ‬
‫اسػػتعماؿ وسػػائؿ عمميػػة تقنيػػة حديثػػة كاالنترنػػت‪ ،‬السػػتاليت‪ ،‬األقمػػار الصػػناعية‪ ،‬كػػاميرات‬
‫‪3‬‬
‫البرمجة‪ ،‬التقنيات االلكترونية‪ ،‬البطاقة االلكترونية‪ ،‬كما عبر عنو بالعقؿ االلكتروني‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التعريف الفقهي تعد المراقبة اإللكترونية ترجمة لالصطالح اإلنجميزي والفرنسي‬


‫ويعبر عنو البعض أيضا السوار اإللكتروني ومف التعريفات الفقيية في ىذا الشأف‪:‬‬
‫والمراقب ػػة اإللكتروني ػػة ى ػػي أح ػػد الب ػػدائؿ الرض ػػائية لمعقوب ػػات الس ػػالبة لمحري ػػة الت ػػي‬
‫بمقتضاىا يتـ متابعة الشخص الخاضػع ليػا مػف خػالؿ اسػتخداـ التقنيػات الحديثػة مػف قبػؿ‬
‫أجي ػزة القػػانوف خػػارج السػػجف فػػي أمػػاكف وأوقػػات محػػددة سػػمفا وبإخضػػاعو لمجموعػػة م ػػف‬
‫‪4‬‬
‫االلتزامات والشروط‪ ،‬يترتب عمى مخالفتيا معاقبتو بعقوبة سالبة لمحرية‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة طو‪ ،‬اآلية ‪.94‬‬


‫‪ 2‬جماؿ الديف محمد بف مكرـ إبف منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬مج‪ ،01‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1995 ،‬ص ‪.425‬‬
‫‪ 3‬إنصاؼ سدايرية ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 4‬نبيمة رزاقي‪ ،‬المختصر في النظرية العامة لمجزاء الجنائي (العقوبة والتدابير األمنيةث‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫(الجزائرث‪ ،2018 ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫تعرؼ أيضا عمى أنيا إلزاـ المحكوـ عميػو باإلقامػة فػي منزلػو‪ ،‬أو محػؿ إقامػة محػدد‬
‫‪1‬‬
‫خالؿ ساعات محددة بحيث تتـ متابعة إلكترونيا‪.‬‬
‫عرف ػػو المرك ػػز العرب ػػي لمبح ػػوث القانوني ػػة ف ػػي القػ ػرار رق ػػـ ‪ 852‬عم ػػى أن ػػو‪" :‬جي ػػاز‬
‫إلكترونػي يثبػػت فػػي شػػكؿ سػوار إمػػا فػػي معصػػـ المحكػػوـ أو كاحمػػو‪ ،‬ويسػػتعمؿ كبػػديؿ عػػف‬
‫‪2‬‬
‫عقوبة السجف قصيرة المدة أو كإجراء تحفظي لمراقبة المتيـ المفرج عنو‪".‬‬
‫كما عرفيا الفقيو بيار بأنيا وسيمة لتنفيذ الحكـ دوف أف يكوف المحكوـ عميو في‬
‫السجف وقد يتقرر وضعو تحت اإلقامة الجبرية في انتظار جمسة المحاكمة مع موافقة‬
‫الشخص عمى البقاء في مكاف محدد خالؿ أوقات محددة وضعيا القاضي ومراقبتو‬
‫إلكترونيا مف خالؿ إشارات يتـ التعرؼ عمييا عف طريؽ سوار إلكتروني يوضع في‬
‫‪3‬‬
‫معصـ أو قدـ الخاضع لممراقبة في النطاؽ الجغرافي المحدد لو‪.‬‬
‫وتعرؼ كذلؾ عمى أنيا رقابة تتـ عف بعد بواسطة األجيزة االلكترونيػة وذلػؾ لتحديػد‬
‫تنقالت المحكوـ عميو ضمف المنطقة المسموح بيا ومدى التزامو بشػروط وضػوابط العقوبػة‬
‫المفروضػػة عميػػو وغالبػػا حيػػث يػػتـ التعػػرؼ عمػػى نب ػرات صػػوتو عػػف طريػػؽ اليػػاتؼ ومكػػاف‬
‫‪4‬‬
‫تواجده عف طريؽ التكنولوجيا‪،‬‬
‫وتعرؼ كذلؾ بأنيا إلزاـ المحكوـ عميو باإلقامة في مكاف سكنو‪ ،‬أو محؿ إقامتو‪،‬‬
‫خػػالؿ أوقػػات محػػددة‪ ،‬ويػػتـ التأكػػد مػػف ذلػػؾ مػػف خػػالؿ متابعتػػو‪ ،‬عػػف طريػػؽ جيػػاز إرسػػاؿ‬
‫عمػػى يػػده تسػػمح لمركػػز المراقبػػة مػػف معرفػػة مػػا إذا كػػاف فػػي المكػػاف والزمػػاف المحػػدديف لػػو‬
‫‪5‬‬
‫أـ ال‪ ،‬حيث يعطي الكمبيوتر تقارير عف نتائج ىذا االتصاؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬جماؿ قتاؿ‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية وفقا لمقتضيات القانوف ‪ ،01/18‬مقاؿ منشور في مجمة معالـ لمدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬المركز الجامعي تندوؼ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.340‬‬
‫‪ 2‬عبد اليادي درار‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في ظؿ تطورات النظـ اإلجرائية الجزائية بموجب األمر ‪ ،02/15‬مقاؿ‬
‫منشور في مجمة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬جامعة جياللي اليابس سيدي بمعباس‪ ،‬ع ‪ ،03‬ص ‪.146/145‬‬
‫‪ 3‬إنصاؼ سدايرية ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 4‬محمد صالح العنزي‪ ،‬االتجاىات الحديثة في العقوبات البديمة‪ ،‬دار غيداء لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2015 ،‬ص ‪.42‬‬
‫فيد يوسؼ الكساسبة‪ ،‬دور النظـ العقابية الحديثة في اإلصالح والتأىيؿ( دراسة مقارنةث‪ ،‬مقاؿ منشور في دراسات‬ ‫‪5‬‬

‫عموـ الشريعة والقانوف‪ ،‬جامعة عماف العربية األردف‪ ،‬مج ‪ ،39‬ع ‪ ،2012 ،02‬ص ‪396‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الفـــرع الثـــاني‪ :‬التعريـــف القـــانوني عرفػػت المراقبػػة اإللكترونيػػة فػػي السػػنوات‬


‫ػر‪ ،‬وأدرجتي ػػا العدي ػػد م ػػف الػػدوؿ ف ػػي منظومتي ػػا القانوني ػػة وعمم ػػت عم ػػى‬
‫األخي ػرة تط ػػو ار كبي ػ ا‬
‫تطبيقيا غير أف أغمبيا لـ تعطي تعريفا ليا بؿ اىتمت فقط بشروطيا واجراءاتيا‪ ،‬فالتشريع‬
‫الفرنسي تضمف في ؽ إج اسػتخداـ المراقبػة اإلل كترونيػة كبػديؿ لمحػبس المؤقػت فػي إطػار‬
‫الرقابػػة القضػػائية بتحديػػد اإلقامػػة ‪ ARSE‬و إمكانيػػة إخضػػاع المجػػرميف الخط ػريف والػػذيف‬
‫يعانوف اضطرابات نفسية عنػد اإلفػراج عػنيـ لممراقبػة االلكترونيػة المتنقمػة ‪ PSEM‬كتػدبير‬
‫أمنػػي‪ ،‬وكبػػديؿ لمعقوبػػة السػػالبة لمحريػػة ‪ 1،PSE‬أو المراقبػػة اإللكترونيػػة فػػي نيايػػة العقوبػػة‬
‫‪2‬‬
‫‪ SEFIP‬كمرحمة وسطى بيف سمب الحرية داخؿ المؤسسة العقابية واإلفراج النيائي‪.‬‬
‫وقد عرؼ المشرع الفرنسي الوضع تحت المراقبة اإللكترونية بالسوار اإللكتروني فػي‬
‫المػواد ‪ 2/26/132 ،1/26/132‬و ‪ 3/26/132‬مػف ؽ ع ؼ‪ ،‬والمػواد مػف ‪ 7/723‬إلػػى‬
‫‪ 13/723‬مػػف ؽ إ ج ؼ‪ ،‬وكػػذا المنشػػور التنفيػػذي المشػػترؾ المػػؤرخ فػػي ‪2013/06/28‬‬
‫المتعمؽ بتحديد كيفيات تنفيذ الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية وتوجيييا بأنيػا فػرض‬
‫الت ازمػػات عمػػى شػػخص مػػتيـ أو محكػػوـ عميػػو بعػػدـ مغػػادرة منزلػػو‪ ،‬أو محػػؿ إقامتػػو‪ ،‬أو أي‬
‫مكاف آخر محدد‪ ،‬خارج األوقات التي يحددىا القاضػي المخػتص‪ ،‬بحيػث تػتـ متابعػة مػدى‬
‫التزامو بالواجبات المفروضة عميو إلكترونيا‪ ،‬ويرد تحديد األماكف واألوقات فػي مػتف الحكػـ‬
‫أو األمػ ػػر بنػ ػػاء عمػ ػػى اعتبػ ػػارات متعمقػ ػػة أساسػ ػػا بممارسػ ػػة نشػ ػػاط مينػ ػػي‪ ،‬متابعػ ػػة الد ارسػ ػػة‬
‫الجامعية‪ ،‬أو التكويف الميني‪ ،‬أو ممارسػة نشػاط يسػاعده فػي تحقيػؽ اإلدمػاج االجتمػاعي‪،‬‬
‫أو المشاركة في الحياة العائمية‪ ،‬أو متابعة عالج طبي‪ ،‬وبالمقابؿ يمتزـ المػداف باالسػتجابة‬
‫لكػؿ االلت ازمػات الواقعػة عمػى عاتقػو‪ ،‬خاصػة إسػتدعاءات السػمطات العموميػة التػي يحػددىا‬
‫‪3‬‬
‫القاضي المختص‪.‬‬
‫كمػػا ورد كػػذلؾ فػػي ديباجػػة المنشػػور التنفيػػذي المػػؤرخ فػػي ‪ 2010/12/03‬المتعم ػؽ‬
‫بتوجيػو و بكيفيػات تطبيػؽ الوضػع تحػت نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة فػي نيايػة العقوبػة وكػذا‬

‫‪1‬‬
‫‪Tony Ferri, La Surveillance Eléctronique Penal, Ed Bréal, paris, France,2017, P 27.‬‬
‫خالد حساني‪ ،‬نظاـ المراقبة اإللكترونية في النظـ العقابية الحديثة نحو أنسنة العقوبة ‪ ،01‬مقاؿ منشور عمى الموقع‬ ‫‪2‬‬

‫االلكتروني ‪ /http://www.ech-chaab.com/ar‬تاريخ اإلطالع ‪ 2020/07/04‬عمى الساعة ‪.18:30‬‬


‫‪ 3‬عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.16/15‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫ديباجػػة ا لمنشػػور التنفيػػذي المشػػترؾ المػػؤرخ فػػي ‪ 2013/06/28‬المتعم ػؽ بتحديػػد كيفيػػات‬


‫تنفيذ الوضع تحت نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة و توجيييػا‪ ،‬بأنيػا نظػاـ بموجبػو يفػرض عمػى‬
‫شخص مداف أو تحت االختبار(المتيـث بناء عمى طمبو وبعد موافقتو‪ ،‬باإلقامة الجبرية فػي‬
‫مكاف تحدده السمطة القضػائية المختصػة‪ ،‬وااللتػزاـ بعػدـ مغادرتػو فػي أوقػات محػددة مسػبقا‬
‫مػػف طػػرؼ القاضػػي المخػػتص باإلضػػافة إلػػى الت ازمػػات أخػػرى‪ ،‬بحيػػث تػػتـ مراقبت ػو بجي ػاز‬
‫اليكترونػػي مرس ػؿ ‪ ،‬كمػػا يػػتـ تحػػذيره فػػي حالػػة تخطي ػو لممنػػاطؽ المسػػموح بي ػا‪ ،‬ويي ػدؼ ىػػذا‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراء لممحافظة عمى الروابط األسرية و االجتماعية و العممية‪.‬‬
‫كما عرفيا التشريع االنجميزي في قانوف الجريمة واإلخالؿ بالنظاـ لسنة ‪1998‬‬
‫بأنيا نظاـ مستحدث يمكف المحكوـ عميو الذي قضي جزء مف عقوبة الحبس أف يفرج عنو‬
‫ويبقى خاضعا لممراقبة اإللكترونية لمدة أقصاىا ‪ 125‬يوما كما يمكف أف يستفيد مف ىذه‬
‫الصورة جميع المحبوسيف لمدة تتراوح بيف ‪ 03‬أشير وأقؿ مف ‪ 04‬سنوات مع استثناء‬
‫بعض الفئات المحكوـ عمييـ في جرائـ العنؼ والجرائـ الجنسية‪ ،‬كما يمكف أف ينطؽ بيا‬
‫كعقوبة مستقمة وحيدة أو تكوف مصحوبة بتدابير أخرى‪ ،‬أما التشريع البريطاني فعرفيا‬
‫عمى انو التزاـ المحكوـ عميو بالبقاء في مكاف معيف خالؿ مدة زمنية معينة مع ضماف‬
‫المراقبة اإل لكترونية المتثاؿ المحكوـ عميو لاللتزامات المفروضة عميو والمحددة في األمر‬
‫‪2‬‬
‫أو القرار‪.‬‬
‫كما عرفيا المشرع اإلماراتي نظاـ المراقبة االلكترونية في نص المادة ‪ 355‬القانوف‬
‫االتحادي رقـ ‪ 17‬لسنة ‪ 2018‬المعدؿ ألحكاـ قانوف اإلجراءات الجزائية الصادر بالقانوف‬
‫االتحادي رقـ ‪ 35‬لسنة ‪ 1992‬عمى ما يمي‪ ":‬إجراءات الوضع تحت المراقبة االلكترونية‬
‫ىو حرماف المتيـ أو المحكوـ عميو مف أف يتغيب في غير األوقات الزمنية المحددة لو‬
‫عف محؿ إقامتو و إلى مكاف أخر يعينو األمر بالمراقبة عف بعد أو تمزـ الخاضع ليا‬

‫‪1‬‬
‫‪Circulaire de la DAC6 N° CRIM08-05/E3 du 28 Javier 2008 relative au placement sous‬‬
‫‪surveillance électronique mobile réf: NOR JUSD0802234C, bulletin official du minister de‬‬
‫‪la justice P2.‬‬ ‫نقال عف مذكرة ماستر عبد ا كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪18/17‬‬
‫ياسيف مفتاح‪ ،‬المراقبة االلكترونية الجزائية كعقوبة بديمة عف عقوبة الحبس في القانوف االنجميزي‪ ،‬مقاؿ منشور في‬ ‫‪2‬‬

‫المجمة العربية في العموـ اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زياني عاشور الجمفة‪ ،‬مج ‪ ،10‬ع ‪ ،2018 ،03‬ص ‪.305‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪1‬‬
‫يحمؿ جياز إرساؿ الكتروني مدمج طواؿ فترة الوضع تحت المراقبة‪"...‬‬
‫أما المشرع الجزائري ف عرؼ الوضع تحت المراقبة االلكترونية في المادة ‪ 150‬مكرر‬
‫مف القانوف رقـ ‪ 01/18‬بأنيا إجراء يسمح بقضاء المحكوـ عميو كؿ العقوبة أو جزء منيا‬
‫خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬مع حممو طيمة مدة المراقبة المذكورة في المادة ‪ 150‬مكرر‪1‬‬
‫لسوار إلكتروني يسمح بمعرفة تواجده في مكاف تحديد اإلقامة المبيف في مقرر الوضع‬
‫‪2‬‬
‫الصادر عف قاضي تطبيؽ العقوبات‪.‬‬
‫ويستنتج مف نص المادة بأف المشرع الجزائري أوجد نظاما جديدا الستبداؿ عقوبة‬
‫الحبس داخؿ المؤسسة العقابية المغمقة كبديؿ لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية في وسط حر‬
‫‪3‬‬
‫خارج السجف‪.‬‬
‫مف خالؿ التعاريؼ السابقة نستنتج أف نظاـ المراقبة اإللكترونية طريقة مبتكرة بديمة‬
‫عف العقوبة السالبة لمحرية قصيرة المدة أو كتقنية بديمة لمحبس المؤقت يخضع فييا‬
‫المحكوـ عميو لمراقبة إلكترونية عف طريؽ جياز الكتروني في شكؿ ساعة يوضع عمى‬
‫اليد أو أسفؿ القدـ‪ ،‬مع إلزاـ المحكوـ عميو بالبقاء في مقر إقامتو أو في مقر آخر يحدده‬
‫القاضي‪.‬‬

‫الفــرع الثالــث‪ :‬صــور وخصــائا المراقبــة اإل لكترونيــة لقػػد صػػاحب انتشػػار‬
‫نظاـ المراقبة اإللكترونية تنوع في صور تنفيذىا‪ ،‬مع تميزىا بسمات خاصة بيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صور المراقبة اإللكترونية وتتمثؿ في الصور التالية‪.‬‬


‫‪ -1‬المراقبة االلكترونية عف طريؽ البث المتواصؿ‪ :‬ىي طريقة يرسؿ فييا السوار كؿ ‪15‬‬
‫ثانية إشارات محددة إلى مستقبؿ موصوؿ بالخط الياتؼ الثابت في مكاف إقامة المحكوـ‬

‫محمد خيخـ‪ ،‬تعزيز حقوؽ اإلنساف في التشريع الجزائري‪ ،‬مقاؿ منشور في المجمة الجزائرية لمعموـ القانونية السياسية‬ ‫‪1‬‬

‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة بف يوسؼ بف خدة الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،57‬ع ‪ ،2020 ،01‬ص‪.164‬‬


‫‪ 2‬شرقي منير‪ ،‬دليمة مباركي‪ ،‬نظاـ الوضع تحت المراقبة االلكترونية كبديؿ لعقوبة الحبس قصير المدة‪ ،‬مقاؿ منشور في‬
‫مجمة معارؼ‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬مج ‪ ،14‬ع‪ ،2019 ،01‬ص‪.108‬‬
‫رتيبة بف دخاف‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية (السوار االلكتروني في التشريع الجزائريث‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة‬ ‫‪3‬‬

‫البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي بأفمو‪ ،‬ص ‪.248‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫عميو وينقؿ ىذه اإلشارات آليا إلى نظاـ معموماتي مركزي لممراقبة مجيز بتقنيات يمكنيا‬
‫أف تسجؿ ىذه اإلشارات والمعمومات‪ 1،‬وقد أخذ بيا المشرع الفرنسي حيث يسمح لممحكوـ‬
‫عميو البقاء في بيتو وأف يوجد في المكاف المخصص مع بقاء تحركات الشخص محدودة‬
‫ومراقبة بجياز إ لكتروني يشبو الساعة‪ ،‬يعرؼ بالسوار ويضعو المحكوـ عميو في معصمو‬
‫أو أسفؿ قدمو وىو عبارة عف مرسمة الكترونية تحتوى عمى جياز إرساؿ يبيف إشارات‬
‫متتالية محددة إلى مستقبؿ مثبت في مكاف محدد (المنزؿث أو مكاف العمؿ‪ ،‬أو الدراسة‪،‬‬
‫حيث يثبت الجياز مدى احتراـ الشخص لاللتزامات المفروضة عميو‪ 2،‬وقد أخذت بيذه‬
‫الطريقة الجزائر حسب نص المادة ‪ 150‬مكرر‪.‬‬
‫‪ -2‬المراقب ػػة اإل لكتروني ػػة ع ػػف طري ػػؽ الن ػػداء التمف ػػوني‪ :‬ي ػػتـ ذل ػػؾ م ػػف خ ػػالؿ ن ػػداء تميف ػػوني‬
‫الكترونػػي متكػػرر يرسػػؿ مػػف مكػػاف إقامػػة الشػػخص الخاضػػع لممراقبػػة‪ ،‬حيػػث يػػتـ اسػػتقبالو‬
‫بواسطة رمز صوتي أو تعريػؼ نطقػي‪ 3،‬تقػوـ ىػذه اآلليػة عمػى فكػرة تخػزيف بصػمة صػوت‬
‫الخاضػع لممراقبػػة عمػى جيػػاز كمبيػوتر مركػػزي فػػي مركػز المارقبػػة‪ ،‬عمػى أف يقػػوـ الخاضػػع‬
‫لممارقبة باالتصاؿ تميفونيا مف منزلو أو المكاف المحدد إلقامتػو بمركػز المراقبػة عمػى فتػرات‬
‫زمنيػػة متتابع ػػة‪ ،‬ليق ػػوـ الكمبي ػػوتر المرك ػػزي بمقارنػػة ص ػػوت المتص ػػؿ م ػػع بص ػػمة الص ػػوت‬
‫األصمية لمخاضع ليذا النظاـ والمسجمة قبؿ بدايػة التطبيػؽ بػالكمبيوتر المركػزي‪ ،‬كمػا يقػوـ‬
‫برصد رقـ الياتؼ الذي يستخدمو الخاضع ليذا النظاـ في االتصاؿ بالمركز تميفونيا خالؿ‬
‫فتػرات متقطعػػة لمتأكػػد مػػف تواجػػده داخػػؿ المكػػاف المحػػدد لممراقبػػة‪ ،‬وفػػي حالػػة عػػدـ مطابقػػة‬
‫بصمة صوت المتصؿ لبصمة الصوت األصػمية المسػجمة أو قيامػو باسػتخداـ تميفػوف آخػر‬
‫في األوقات المحددة لو‪ ،‬فيقوـ بعدىا الكمبيوتر المركزي بإثبات مخالفتو لقواعد تطبيؽ‬
‫‪4‬‬
‫النظاـ‪،‬ومف الدوؿ التي تستخدـ ىذه الوسيمة الواليات المتحدة األمريكية وبمغاريا وانجمترا‪.‬‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.310/309‬‬
‫مختارية بوزيدي‪ ،‬المراقبة اإللكترونية ضمف السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الدراسات الحقوقية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة موالي الطاىر سعيدة‪ ،‬مج ‪ ،03‬ع ‪ ،02‬ص ‪.102‬‬


‫‪ 3‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.664‬‬
‫‪ 4‬محمد الميدي بكراوي‪ ،‬عبد القادر حباس‪ ،‬مميكة جامع ‪ ،‬نظاـ الوضع تحت المراقبة االلكترونية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مقاؿ منشور في مجمة آفاؽ عممية‪ ،‬المركز الجامعي تمنراست‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع ‪ ،2019 ،03‬ص ‪.274/273‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪ -3‬المراقبة االلكترونية عف طريؽ األقمار الصناعية (الستااليتث‪ :‬يطبؽ ىذا النظاـ في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية و فرنسا التي عرفت نوعيف مف المراقبة (الثابتة والمتحركةث‪.‬‬
‫أ‪ -‬نظاـ المراقبة االلكترونية الثابت‪ :‬حيث يقوـ عمى فكرة السماح لمشخص بالبقاء في‬
‫منزلو عمى أف تبقى تحركاتو محدودة ومراقبة عبر السوار االلكتروني‪ ،‬والذي يحتوى عمى‬
‫جياز إرساؿ يثبت إشارات متتالية إلي مستقبؿ مثبت في مكاف محدد (المنزؿ‪ ،‬مكاف‬
‫العمؿ‪...‬ث ويرسؿ ىذا األخير رسائؿ عبر خط ىاتفي إلى الجية التي تتولى المراقبة ومف‬
‫خالؿ ىذه اإلشارات يمكف التثبت مف عمؿ الجياز‪ ،‬ووجود المعني في المكاف المحدد‬
‫‪1‬‬
‫وعميو التحقؽ مف احترامو لقيود المراقبة االلكترونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظاـ المراقبة المتحرؾ‪ :‬أما فيما يخص آلية عمؿ ىذا النظاـ فتتمثؿ في احتواء‬
‫السوار االلكتروني عمى جياز إرساؿ يعمؿ بنظاـ ‪ GPS‬والخاص بتحديد مواقع األماكف‪،‬‬
‫حيث يقوـ بإرساؿ إشارات عف موقع الشخص عمى أف يتـ وضع جياز آخر بحجـ‬
‫الياتؼ المحموؿ حوؿ وسط الشخص‪ ،‬وبموجبو تستطيع جيات المراقبة باإلدارة العقابية‬
‫مف تحديد موقعو وتتبع حركاتو‪ ،‬وفي حالة الخروج عف النطاؽ الجغرافي االفتراضي‪ ،‬فاف‬
‫المعني يستقبؿ رسالة تحذيرية ‪ SMS‬عمى جياز االستقباؿ الذي يرتديو حوؿ وسطو‪،‬‬
‫عمى أف يرسؿ الجياز إنذا ار لإلدارة العقابية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ يتـ تثبيت جياز مستقبؿ‬
‫ثابت يعتمد عمى تكنولوجيا موجات ‪ GSM‬ألف نظاـ ‪ GPS‬ال تخترؽ الجدراف والتي‬
‫‪2‬‬
‫تسمح بالتحقؽ مف بقاء الشخص في محؿ إقامتو خالؿ ساعات االلتزاـ المحددة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائا نظام المراقبة اإللكترونية يتميز نظاـ المراقبة االلكترونية بعدة‬
‫سمات خاصة‪.‬‬
‫‪ -1‬الطابع الرضائي‪ :‬تتسـ المراقبة اإللكترونية بالطابع الرضائي مف خالؿ إمكانية طمب‬
‫تطبيقو مف المتيـ أو الممثؿ القانوني لمقصر‪ ،‬أو محاميو كعقوبة بديمة عف الحبس‪،‬‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫‪ 2‬كريـ صياد‪ ،‬تكريس نظاـ المراقب ة االلكترونية لمسجيف في التشريع العقابي الجزائري‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة معارؼ‪،‬‬
‫جامعة البويرة‪ ،‬مج ‪ ،14‬ع‪ ،2019 ،01‬ص ‪.129/128‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫باإلضافة إلى الرضا الصريح مف المحكوـ عميو ومحيطو(عائمتوث‪ ،‬وكذا مالؾ العقار الذي‬
‫‪1‬‬
‫ينفذ المراقبة فيو‪ ،‬كما ال يجوز إلزاـ السمطة القضائية المجوء إلى المراقبة االلكترونية‪.‬‬
‫‪-2‬الطابع المقيد لمحرية‪ :‬تمثؿ المراقبة االلكترونية أحد تدابير تقييد حرية المحكوـ عمييـ‪،‬‬
‫وىي بالتالي تصمح ألف تكوف كبديؿ لمعقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬مف خالؿ إلزاـ الشخص‬
‫‪2‬‬
‫الخاضع ليا بعدـ مغادرة نطاؽ مكاني محدد خالؿ مدة محددة‪.‬‬
‫‪ -3‬الطابع التقني‪ :‬ىو ابرز خصائص نظاـ المراقبة االلكترونية والذي يمثؿ جوىرىا مف‬
‫خالؿ االستفادة مف األدوات التكنولوجية الحديثة وتوظيفيا في المراقبة‪ ،‬والذي يتطمب‬
‫وجود أجيزة تقنية خاصة كأجيزة إرساؿ خاصة‪ ،‬وأجيزة استقباؿ واعادة إرساؿ وجياز‬
‫‪3‬‬
‫كمبيوتر لممتابعة ومعالجة المعطيات‪.‬‬
‫‪-4‬الطابع الجوازي‪ :‬إف تطبيؽ المراقبة اإللكترونية ىو سمطة جوازية لقاضي تطبيؽ‬
‫العقوبات‪ ،‬أي ال يجوز إلزاـ السمطة القضائية بالمجوء إلجراء المراقبة القضائية‪.‬‬
‫‪-5‬الطابع المؤقت‪ :‬كما أ نو في الغالب إجراء مؤقت وغير مستمر أي محدد المدة‬
‫والتوقيت‪ ،‬ينتيي بعد استنفاذ مدة العقوبة المحكوـ بيا عميو‪.‬‬
‫‪-6‬الطابع القضائي‪ :‬وتتمثؿ في ضرورة صدور نظاـ المراقبة االلكترونية مف السمطة‬
‫‪4‬‬
‫القضائية مع إشرافيا عمى متابعة تنفيذ المراقبة باالستعانة بأجيزة أخرى‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام المراقبة اإللكترونية وتمييز عن بع‬


‫األنظمة المشابهة له‬

‫بالرجوع إلى ما سبؽ ذكره مف تعاريؼ لنظاـ المراقبة اإللكترونية وكذا مختمؼ‬
‫اآلراء الفقيية والنصوص التشريعية لمدوؿ التي انتيجت ىذا األسموب في سياستيا العقابية‬
‫يتضح لنا أنيا آلية حديثة يترتب عنيا عدة آراء فقيية وتشريعية حوؿ طبيعتيا القانونية‪،‬‬
‫إضافة إلى تميزىا عف غيرىا مف األنظمة القانونية المشابية ليا‪.‬‬

‫‪ 1‬منير شرقي‪ ،‬دليمة مباركي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪109‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ 3‬عبد اليادي ليزيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪ 4‬جماؿ بوشنافة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلراء الفقهية حول نظام المراقبة االلكترونية ثار خالؼ‬
‫فقيي حوؿ الطبيعة القانونية لنظاـ المراقبة االلكترونية مابيف اعتبارىا عقوبة قائمة بذاتيا‬
‫في حيف نظر إليو البعض عمى أنيا تدبير احترازي ليس لو صفة الجزاء‪ ،‬وأنيا مجرد‬
‫أسموب لمدفاع االجتماعي القصد منو مواجية ما قد تكشؼ عنو الجريمة لدى مرتكبيا مف‬
‫خطورة إجرامية تنذر باحتماؿ عودتو إلى ارتكاب جريمة أخرى في المستقبؿ‪.‬‬

‫االتجا األول‪ :‬المراقبة االلكترونية تدبير احترازي ذىب جانب مف الفقو إلى اعتبار‬
‫أف نظاـ المراقبة االلكترونية تدبير احترازي‪ ،‬ذلؾ ألف الغرض منيا ىو منع العودة إلى‬
‫الجريمة فضال عف تحييد العقوبة اإلجرامية لدى الجاني‪ ،‬واعادة دمجو اجتماعيا ويتجمى‬
‫ذلؾ بوضوح مف خالؿ االلتزامات التي تترتب عمى الخضوع لنظاـ المراقبة االلكترونية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كالتزامو بعدـ مبارحة محؿ إقامتو إال في الحاالت التي يحددىا القاضي‪.‬‬
‫ويرى كذلؾ جانب مف الفقو أف اليدؼ منو الوقاية وانتزاع الخطورة اإلجرامية‬
‫لمشخص‪ ،‬واصالحو‪ ،‬وتقويمو ومنعو مف ارتكاب جرائـ جديدة‪ ،‬أي باختصار تحقيؽ‬
‫أغراض السياسة الجنائية المعاصرة‪ ،‬وكذلؾ توظيؼ التكنولوجيا التي تقوـ عمييا المراقبة‬
‫اإللكترونية لمنع ارتكاب الجريمة‪ ،‬وبالتالي فأنصار ىذا االتجاه يروف ضرورة تجييز‬
‫وتزويد رجاؿ األمف بأجيزة تساعدىـ في تحديد أماكف وحاالت األشخاص الذيف سبقت‬
‫إدانتيـ الرتكابيـ جرائـ وتـ اإلفراج عنيـ‪ ،‬وذلؾ إذا وجدوا في أماكف يمكف أف تكوف‬
‫‪2‬‬
‫مسرحا لإلجراـ‪ ،‬عف طريؽ التدخؿ في الوقت المناسب لمنع وقوع الجريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫وقد انتقد جانب مف الفقو الجنائي ىذا الرأي مف منطمؽ أف الموجبات الشرعية‬
‫تقتضي التأني في تبني تطبيقات التكنولوجيا إذا كانت األخيرة تحمؿ في طياتيا عدوانا‬
‫‪3‬‬
‫عمى الحقوؽ والحريات‪.‬‬

‫‪ 1‬عماد الفقي‪ ،‬النظـ البديمة لمحبس قصير المدة(دراسة مقارنةث‪ ،‬مقاؿ منشور عمى الموقع اإللكتروني‬
‫‪ ، https://app.getpolarized.io/d‬تاريخ اإلطالع ‪ ، 2020/07/08‬عمى الساعة‪ ،14:36 :‬ص ‪.104/103‬‬
‫‪ 2‬خمود محمد أسعد إماـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.292/291‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫االتجا الثاني‪ :‬المراقبة اإللكترونية عقوبة جنائية اتجو جانب مف الفقو إلى‬
‫اعتبار المراقبة االلكترونية شكؿ جديد مف العقوبة يجمع بيف الردع والتأىيؿ ويقوـ بالدرجة‬
‫األولى عمى الثقة بالمحكوـ عميو وابعاده عف الوحدة وعزلو في السجف والعمؿ عمى إبقائو‬
‫في المجتمع‪ ،‬وكذ لؾ ىي تحمؿ في طياتيا معنى العقوبة مف خالؿ ما تحممو مف التزامات‬
‫معينة ‪ ،‬ويتفؽ ىذا الرأي مع اتجاه مجمس الشيوخ الفرنسي الذي رأى في أف المراقبة‬
‫اإل لكترونية إجراء مقيد لحرية اإلنساف في التنقؿ‪ ،‬فضال عما يسببو مف اضطراب في‬
‫الحياة األسرية باإلضافة إلى صعوبة التميز بيف ما يعد طريقا لتنفيذ العقوبة السالبة‬
‫لمحرية وما يعد مف إجراءات الضبط االجتماعي‪ 1،‬كما أف ىذا الرأي يتفؽ مع موقؼ‬
‫بعض التشريعات كالقانوف الفرنسي الذي عرؼ تطبيؽ المراقبة اإللكترونية كعقوبة‬
‫‪2‬‬
‫جنائية‪.‬‬

‫االتجا الثالث‪ :‬المراقبة اإللكترونية تتغير وفقا لممرحمة التي تطبق فيها اتجو‬
‫جانب ثالث مف الفقو في تحديد طبيعة المراقبة االلكترونية إلى التوفيؽ بيف االتجاىيف‬
‫السابقيف‪ ،‬فيو يقوـ عمى تحديد طبيعة المراقبة اإللكترونية في ضوء معيار شكمي يستند‬
‫إلى المرحمة اإلجرائية التي تطبؽ فييا المراقبة اإللكترونية‪ ،‬فإذا تـ تطبيقيا في المرحمة‬
‫السابقة عمى صدور حكـ في الدعوى الجنائية اكتسبت المراقبة حينئذ صفة التدبير‬
‫االحترازي‪ ،‬أما إذا طبقت المراقبة في مرحمة التنفيذ العقابي( صدور الحكـ بإدانة الجانيث‪،‬‬
‫فإنيا تكوف ذات طبيعة عقابية ألنيا تنطوي عمى تقييد لمحرية‪ ،‬ومع ذلؾ فيي ليست‬
‫عق وبة بالمفيوـ التقميدي‪ ،‬ولكنيا عقوبة تيذيبية بناءة تحمؿ طابع المكافأة عف حسف‬
‫سموؾ المحكوـ عميو في أوقات سمب الحرية وىو ما انتيى إليو الفكر العقابي الحديث في‬
‫‪3‬‬
‫تدرج نظـ المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫االتجا الرابع‪ :‬المراقبة اإللكترونية وسيمة مستحدثة لمتنفيذ العقابي يعتبر حرماف‬
‫المحكوـ عميو مف حرية الحركة والتنقؿ جوىر العقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬وىو مف المبادئ‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪ 3‬عماد الفقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫التقميدية في تنفيذ العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬وىو األمر الذي يختمؼ عف حالة المراقبة‬
‫اإللكترونية إذ أف سمب الحرية يكوف في غير أوقات العمؿ أو الدراسة أو العالج‪،‬‬
‫فاالستمرار في التنفيذ ليس مف سمات المراقبة االلكترونية عمى النحو الذي طبقتو األنظمة‬
‫العقابية التي أخذت بيا‪ 1،‬وعميو بناء عمى ىذه المعطيات‪ ،‬اعتبرت المراقبة اإللكترونية‬
‫وسيمة مستحدثة لتنفيذ العقوبات السالبة لمحرية خارج المؤسسات العقابية‪ ،‬فيي تمثؿ‬
‫استخداما لمتقنيات الحديثة في مجاؿ تنفيذ العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬والتي مف خالليا‬
‫يمكف تالشي اآلثار السمبية لمتنفيذ العقابي في ىذه المؤسسات‪ ،‬فضال عف إعادة إدماج‬
‫‪2‬‬
‫المحكوـ عمييـ في المجتمع مرة أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الموقف التشريعي حول طبيعة نظام المراقبة اإل لكترونية‬
‫ذىبت بعض التشريعات إلى اعتبار المراقبة االلكترونية أحد وسائؿ المعاممة‬
‫العقابية التي يتـ تطبيقيا عمى المحكوـ عميو كبديؿ عف العقوبة سالبة لمحرية‪ ،‬وبمقتضاىا‬
‫يترؾ المحكوـ عميو طميقا في الوسط الحر مع إخضاعو لعدد مف االلتزامات ومراقبتو في‬
‫تنفيذىا إ لكترونيا عف بعد‪ ،‬ومف قبيؿ التشريعات التي اعتمدت ىذه الوسيمة فرنسا حيث‬
‫يطبؽ عمى العقوبات السالبة لمحرية بشرط أال تزيد العقوبة عف سنة كحد أقصى لممراقبة‬
‫اإل لكترونية‪ ،‬حيث يعود تقديرىا لقاضي تنفيذ العقوبات كعقوبة بحد ذاتيا أثناء النطؽ‬
‫بالحكـ‪ ،‬أو إحدى تدابير الرقابة القضائية في مرحمة التحقيؽ االبتدائي‪ ،‬وفي الواليات‬
‫المتحدة األمريكية يعمؿ بنظاـ المراقبة االلكترونية كبديؿ عف العقوبة والحبس االحتياطي‪،‬‬
‫وفي انجمت ار اعتبر كعقوبة قائمة بحد ذاتيا حيث يبقى المحكوـ عميو في منزلو مع‬
‫إخضاعو لممراقبة االلكترون ية‪ ،‬وكذا اعتمادىا كعقوبة مكممة لمعمؿ ألجؿ المنفعة العامة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أما كندا فتعتبر عقوبة تكميمية لعقوبتي الغرامة أو إيقاؼ التنفيذ‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فاتجو إلى في النظر المرحمة التي تطبؽ فييا المراقبة اإللكترونية‬
‫فإذا طبقت قبؿ إصدار الحكـ في الدعوى العمومية فتعد بذلؾ بديؿ مف بدائؿ إجراءات‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.207/206‬‬
‫‪ 2‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.11/10‬‬
‫‪ 3‬محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.773/772‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫الرقابة القضائية التي يأمر بيا قاضي التحقيؽ كبديؿ عف الحبس المؤقت حسب المادة‬
‫‪ 125‬مكرر الفقرة ‪ 10‬ؽ إ ج ج ‪ ،‬أما إذا طبقت المراقبة بعد صدور الحكـ في المحاكمة‬
‫‪1‬‬
‫الجنائية فيي عقوبة بديمة لمعقوبة السالبة لمحرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز نظام المراقبة اإل لكترونية مع األنظمة المشابهة له‬
‫إف نظاـ المراقبة االلكترونية يعد إحدى البدائؿ الحديثة لمعقوبة السالبة لمحرية قد‬
‫ت تشارؾ مع العديد مف البدائؿ األخرى لمعقوبة في بعض الصفات‪ ،‬وقد تختمؼ في بعض‬
‫عناصر مفيوميا مع بدائؿ أخرى مف العقوبات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية ونظام اإلفراج المشروط يعرؼ اإلفراج المشروط‬
‫بأنو نظاـ يسمح بإخالء سبيؿ المحكوـ عميو المحبوس لعقوبة سالبة لمحرية قبؿ انقضاء‬
‫مدة عقوبتو إذا تبيف تحسف سموكو أثناء تواجده بالمؤسسة العقابية‪ ،‬وذلؾ بشرط خضوعو‬
‫لاللتزامات التي تيدؼ إلى تحسيف سموكو خالؿ المدة المتبقية مف العقوبة‪ ،‬عمى أف يعاد‬
‫إلى المؤسسة العقابية عند إخاللو بأحد االلتزامات المفروضة عميو‪ 2،‬وظير نظاـ اإلفراج‬
‫المشروط في أواخر القرف الثامف عشر في اإلمبراطورية النمساوية ثـ انتشر ليشمؿ معظـ‬
‫التشريعات عمى اختالؼ مذاىبيا العقائدية وأنظمتيا السياسية‪ ،‬وقد نشأ ىذا النظاـ في‬
‫فرنسا منذ سنة ‪ 1847‬ولكف لـ يؤخذ بو في قوانينيا إال بعد ذلؾ وقد سبقتيا إليو دوؿ‬
‫كثيرة‪ 3،‬ولقد أخذ بو المشرع الجزائري بمناسبة صدور أوؿ قانوف متعمؽ بإدارة السجوف‬
‫بتاريخ ‪ 1972/02/10‬وتمسؾ بو في القانوف ‪ 04/05‬في المواد مف‪ 134‬إلى ‪150‬‬
‫منو‪ 4،‬فيو يشترؾ مع نظاـ المراقبة االلكترونية في درجة المساس بالحرية فكالىما مقيد‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ 2‬ياسيف بوىنتالة احمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 3‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬عقوبة العمؿ لمنفع العاـ (شرح القانوف ‪ 01/09‬المعدؿ لقانوف العقوبات الجزائريث‪ ،‬دار‬
‫الخمدونية لمنشر والتوزيع‪،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ 4‬القانوف ‪ 04/05‬المؤرخ في ‪ 2005/02/06‬المتضمف تنظيـ السجوف واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف‪،‬‬
‫ج ر رقـ ‪ ،12‬الصادر بتاريخ ‪.2005/02/13‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫‪1‬‬
‫لمحرية‪ ،‬باإلضافة إلى كونيما يستجيباف لمتطمبات المتيـ واعادة إدماجو في المجتمع‪،‬‬
‫غير أنيما يختمفاف مف حيث ترتيب الزمف لتطبيقيما حيث تنص مثال المادة ‪ 7/723‬وما‬
‫بعدىا مف ؽ إ ج ؼ عمى أف المراقبة اإللكترونية ىي إجراء يسبؽ اإلفراج المشروط‪،‬‬
‫ويختمفاف أيضا في كوف اإلفراج المشروط نظاـ عقابي تقدره سمطة يخوليا القانوف ذلؾ‪،‬‬
‫وليس حقا لممحكوـ عميو وبالتالي فال يتوقؼ منحو عمى طمب المحكوـ عميو أو رضائو‬
‫بيا و بااللتزامات التي تقترف بيا‪ ،‬عكس نظاـ المراقبة االلكترونية قد أجاز القانوف‬
‫تطبيقيا بناء عمى طمب المحكوـ عميو أو محاميو كما أنو يعتبر رضا المحكوـ عميو‬
‫بالمراقبة شرطا إلصدار قرار توقيعيا‪ ،‬وكذلؾ يعد نظاـ المراقبة االلكترونية أشد مساسا‬
‫‪2‬‬
‫لمحرية مف اإلفراج المشروط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية ونظام الرقابة القضائية المراقبة القضائية نظاـ‬
‫يتضمف إجراءات مقيدة لمحرية يخضع ليا المتيـ خالؿ فترة التحقيؽ مع بقائو ح ار طميقا‬
‫مع فرض مجموعة مف االلتزامات التي تحد مف حريتو دوف أف تسمبيا‪ ،‬ومف ىذه‬
‫االلتزامات حرمانو مف مغادرة محؿ اإلقامة الخاص بو‪ ،‬واإلستجابة لما يصدر إليو مف‬
‫الجيات المختصة وحرمانو مف حيازة السالح وعدـ ارتياد أماكف محددة‪ 3،‬وعادة ما يتـ‬
‫المجوء إلى إجراءات الرقابة إذا كاف ىناؾ خشية مف ىروب المتيـ أو إعاقتو لسير‬
‫العدالة‪.‬‬
‫وقد سار المشرع الجزائري عمى خطى المشرع الفرنسي مف حيث تبني المراقبة‬
‫اإل لكترونية كتدبير مف تدابير المراقبة القضائية والتي ال يمكف فرضيا إال في حالة‬
‫ارتكاب جناية أو جنحة معاقب عمييا بالحبس مع شرط ضرورة توفير الحماية الكافية‬
‫لممجني عميو حسب المادة ‪ 144‬مف ؽ إ ج ؼ‪ ،‬وتجدر اإلشارة أف نظاـ المراقبة‬
‫االلكترونية يتفؽ مع الرقابة القضائية في أف ىدفيما إصالح الخاضع لممراقبة وتأىيمو‪ ،‬مع‬

‫‪ 1‬فيصؿ بدري ‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية (السوار االلكتروني كبديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية قصيرة المدةث‪ ،‬مقاؿ‬
‫منشور في مجمة األستاذ الباحث لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬مج ‪ ،02‬ع ‪ ،2018 ،10‬ص ‪.806‬‬
‫‪ 2‬محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.769‬‬
‫‪ 3‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.672‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫إتاحتيما الفرصة لمجاني لتقويـ سموكو ذاتيا‪ ،‬ومنحو الفرصة لالندماج في المجتمع خالؿ‬
‫فترة تطبيقيما‪ ،‬ويختمفاف في كوف المراقبة القضائية تفترض تقييد حرية الشخص الخاضع‬
‫ليا طواؿ فترة فرض الرقابة‪ ،‬أما المراقبة اإللكترونية فاف حرية الخاضع ليا تسمب تماما‬
‫‪1‬‬
‫خارج نطاؽ العمؿ أو الدراسة أو العالج‪ ،‬واف كاف سمب الحرية يكوف في محؿ إقامتو‪،‬‬
‫ويختمفاف كذلؾ في أف المراقبة القضائية تطبؽ قبؿ صدور حكـ ضد المتيـ باإلدانة أو‬
‫البراءة‪ ،‬ألنو في مرحمة التحقيؽ في الجرـ المنسوب إليو‪ ،‬وذلؾ عكس المراقبة اإللكترونية‬
‫التي تعد وسيمة لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية فيي تستوجب سبؽ صدور حكـ بعقوبة‬
‫‪2‬‬
‫سالبة لمحرية قصيرة المدة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية و وقف التنفيذ يقصد بوقؼ التنفيذ تعميؽ تنفيذ‬
‫العقوبة عمى شرط اإللتزاـ بموقؼ معيف يحدده القانوف خالؿ مدة معينة‪ ،‬فإف خالؼ‬
‫المحكوـ عميو الشرط نفذت العقوبة عميو‪ ،‬ونص عمييا المشرع الجزائري عمييا في المواد‬
‫‪3‬‬
‫مف ‪ 592‬إلى ‪ 595‬ؽ إ ج كإجراء بديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية قصيرة المدة‪.‬‬
‫ويتفؽ نظاـ المراقبة االلكترونية ووقؼ التنفيذ في أف العمة األساسية ليما ىي‬
‫تجنب مساوئ تنفيذ العقوبات السالبة لمحرية قصيرة المدة داخؿ المؤسسات العقابية‬
‫والوقاية مف العودة الرتكاب الجريمة‪ 4،‬وكذلؾ ييدفاف إلى تعزيز مبدأ تأىيؿ المتيـ‬
‫وتسييؿ إدماجو مف جديد في المجتمع وفي كونيما نظاميف جوازييف فيما ليسا حقا‪ ،‬وانما‬
‫األمر اختياري متروؾ لتقدير القاضي يقرره بحسب ظروؼ الدعوى‪ 5،‬ويتشابياف مف حيث‬
‫إمكانية إلغاء كؿ منيما واعادة المحكوـ عميو إلى المؤسسة العقابية لتنفيذ العقوبة عميو‪،‬‬
‫ويختمؼ النظاماف في كوف نظاـ وقؼ التنفيذ يشمؿ عقوبتي الغرامة والحبس في حيف أف‬
‫نظاـ المراقبة االلكترونية ال يمكف تقريره إال بالنسبة لعقوبة الحبس سواء كاف بديال لمعقوبة‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.210/209‬‬
‫محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬نظاـ الوضع تحت المراقبة االلكترونية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الحقوؽ والحريات‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬مج ‪ ،05‬ع ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.58‬‬


‫‪ 3‬عامر جوىر‪ ،‬طاىر عباسة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.182/181‬‬
‫‪ 4‬محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.770‬‬
‫‪ 5‬بدري فيصؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.807‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫أو كتدبير احترازي لنظاـ الرقابة القضائية‪ ،‬ومف جية أخرى إذا كاف نظاـ إيقاؼ التنفيذ‬
‫ال يمكف إعمالو إال في حالة ثبوت المساءلة الجنائية‪ ،‬فإنو عمى النقيض مف ذلؾ يجوز‬
‫إعماؿ نظاـ الوضع تحت الرقابة االلكترونية دوف أف تقرر المسؤولية الجنائية لممتيـ الذي‬
‫يكوف مستفيدا مف قرينة البراءة في حاؿ تـ تقرير النظاـ كتدبير أمني لضماف أحد تدابير‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة القضائية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية والعمل لمنفع العام يعرؼ نظاـ العمؿ لمنفع العاـ‬
‫عمى أ نو إلزاـ المحكوـ عميو بأف يقوـ بأداء أعماؿ معينة لمصمحة المجتمع في عدد معيف‬
‫مف الساعات وتكوف ىذه األعماؿ محددة سمفا‪ ،‬وتؤدي مجانا خالؿ أوقات فراغ المحكوـ‬
‫عميو مف أعمالو المينية والدراسية‪ ،‬وتناوليا المشرع الجزائري في المادة ‪ 5‬مكرر‪1‬‬
‫مف ؽ ع ج عمى أنيا قياـ المحكوـ عميو بعمؿ لمنفع العاـ بدوف أجر لمدة زمنية محددة‬
‫‪2‬‬
‫وتناوليا كذلؾ المشرع‬ ‫في أجؿ أقصاه ‪ 18‬شي ار لدى شخص معنوي مف القانوف العاـ‪،‬‬
‫الفرنسي كعقوبة بديمة لمحبس قصير المدة في المادة ‪ 131‬مف ؽ ع ؼ‪ ،‬يتفؽ في كوف‬
‫كمييما ييدؼ إلى تأىيؿ المتيـ واعادة إدماجو اجتماعيا خارج المؤسسة العقابية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عنصر الرضاء الذي يعتبر شرطا ضروريا في كؿ منيما‪ 3،‬إلى جانب‬
‫القميؿ مف الردع والمتمثؿ في اإليالـ الذي يحدث في نفس المحكوـ عميو واحساسو أنو‬
‫أفمت مف العقاب ولكف ميدد برجوعو إلى المؤسسة العقابية في حالة مخالفتو لمشروط‬
‫القانونية‪ ،‬إال أف النظاميف يختمفاف في كوف نظاـ العمؿ لمنفع العاـ يشترط إلعمالو أف ال‬
‫‪4‬‬
‫يكوف المتيـ مسبوقا قضائيا بخالؼ نظاـ المراقبة اإللكترونية الذي ال يشترط فيو ذلؾ‪،‬‬
‫وكذلؾ مف ناحية المحكوـ عميو أثناء تنفيذه اللتزامات المراقبة اإللكترونية يتوجب عميو‬
‫البقاء في المنزؿ خالؿ ساعات محددة خارج األوقات المخصصة لمزاولة عمؿ أو تمقي‬
‫عالج‬

‫‪ 1‬محمد الميدي بكراوي ‪ ،‬حباس عبد القادر‪ ،‬جامع مميكة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 2‬مبروؾ مقدـ‪ ،‬عقوبة الحبس قصير المدة وأىـ بدائميا‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع الجزائر‪ ،2017،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 3‬فيصؿ بدري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.806‬‬
‫‪ 4‬محمد الميدي بكراوي‪ ،‬عبد القادر حباس‪ ،‬مميكة جامع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.270‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫أو دراسة‪ ،‬في حيف نجد نظاـ العمؿ لمنفع العاـ ال يقوـ عمى سمب الحرية بعد ساعات‬
‫‪1‬‬
‫العمؿ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظام المراقبة االلكترونية وفترة االختبار القضائي االختبار القضائي ىو‬
‫أسموب عقابي لفئة منتقاة مف مرتكبي الجرائـ يستيدؼ تجنيبيـ دخوؿ السجف ويضمف‬
‫إعادة تأىيميـ اجتماعيا عف طريؽ مساعدتيـ ايجابيا ويفرض عمييـ االلتزامات المقيدة‬
‫لمحرية التي تؤدي اإلخالؿ بيا إلى توقيع عقوبة سالبة لمحرية‪ 2،‬ويتفؽ كال النظاميف في‬
‫كونيما مف البدائؿ المبنية عمى الثقة‪ ،‬فمؤداىما تغيير مواقؼ وسموكيات بعض المجرميف‬
‫مف خالؿ ما يقدـ ليـ مف مساعدة ودعـ وارشاد خارج أسوار السجف‪ ،‬إال أنيما يختمفاف‬
‫مف حيث درجة تقييد الحرية فاالختبار القضائي التزاـ بواجبات خارج نطاؽ المراقبة‬
‫االلكترونية‪ ،‬بينما نجد نظاـ المراقبة االلكترونية أساسيا الحبس المنزلي مع استعماؿ تقنية‬
‫‪3‬‬
‫السوار االلكتروني‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد بوكماش ‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪ 2‬ياسيف بوىنتالة أحمد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.154/153‬‬
‫‪ 3‬محمد بوكماش ‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المفاهيمي لنظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل األول‬

‫خاتمة الفصل األول‪:‬‬

‫مف خالؿ ىذا الفصؿ قد تطرقنا إلى المراقبة اإللكترونية كبديؿ لمعقوبة السالبة‬
‫لمحرية وىي وسيمة مستحدثة في السياسات العقابية الحديثة واف أغمب التشريعات التي‬
‫أخذت بيذا النظاـ قصرتو في بداية عمى المحكوـ عميو لتجنيبيـ اآلثار السمبية الناتجة‬
‫عف الحبس ونتيجة لعدة أسباب دفعت إلى األخذ بو وعرفيا المشرع الجزائري في أخر‬
‫تعديمو لقانوف تنظيـ السجوف واعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف غير انو الفقو انقسـ‬
‫إلى اتجاىيف معارض ومؤيد لو ولكؿ منيما حججو ومبرراتو ويتمتع بثالثة صور لتنفيذ‬
‫المراقبة االلكترونية‪ ،‬ويتميز بخصائص وببنية مستقمة تجعمو يختمؼ عف اإلفراج المشروط‬
‫والعمؿ لمنفع العاـ وغيرىا مف األنظمة المشابية لو‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام تطبيق نظام المراقبة اإل لكترونية‬

‫بعد أف رأينا في الفصؿ األوؿ تبني معظـ التشريعات المقارنة الغربية وكذا العربية‬
‫بما فييا الجزائر في أنظمتيا العقابية عمى بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية كالعمؿ لمنفع‬
‫العاـ ونظاـ‪ ،‬إيقاؼ التنفيذ‪ ،‬ونظاـ المراقبة اإللكترونية الذي يعتبر أىـ البدائؿ المستحدثة‬
‫في السياسة العقابية لمعقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬كما يعتبر أىـ وأبرز تطبيقات التطور‬
‫العممي والذي اثبت الدور الفعاؿ الذي تحققو عف درء اآلثار السمبية التي تنجـ عف‬
‫العقوبات السالبة لمحرية الشيء الذي جعميا عاجزة عف تحقيؽ الغرض الذي وضعت مف‬
‫أجمو وكذا فشؿ المؤسسات العقابية وعدـ فعاليتيا في تأدية دورىا في إعادة تأىيؿ‬
‫واصالح المسجونيف‪ ،‬ووقاية المجتمع مف الجريمة‪ ،‬وكذا اختالؼ الفقياء بيف مؤيد‬
‫ومعارض ليا‪ ،‬ومختمؼ المشاكؿ التي تثار بسببيا إضافة إلى تقديـ تعريؼ ليذا النظاـ‬
‫وتبياف مختمؼ خصائصو وطبيعتو القانونية‪ ،‬وتمييزه عف األنظمة المشابية لو‪.‬‬
‫ولمعرفة أحكاـ تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية سيتـ التطرؽ في ىذا الفصؿ‬
‫بالتحميؿ والمناقشة مف خالؿ تناوؿ عدة موضوعات جوىرية نقسميا إلى مبحثيف نتناوؿ‬
‫في المبحث األوؿ شروط واجراءات تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية المبحث الثاني اآلثار‬
‫المترتبة عمى الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تطبيق نظام المراقبة االلكترونية‬

‫يرسـ معالـ المراقبة اإللكترونية إطارىا القانوني حيث أنو يتعيف توافر العديد مف‬
‫الشروط لكي يتـ عمميا تطبيقيا عمى أرض الواقع كبديؿ لتنفيذ العقوبة السالبة لمحرية‬
‫خارج السجف لتجنيب المتيميف االتصاؿ بالوسط العقابي المغمؽ‪ ،‬وتتمثؿ في شروط‬
‫قانونية تتعمؽ باألشخاص والعقوبة وأخرى مادية وفنية ‪ ،‬كما أف ىناؾ العديد مف الشروط‬
‫التي تتعمؽ بالسمطة المختصة في إصدار قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط تطبيق نظام المراقبة االلكترونية‬


‫إف المراقبة اإللكترونية كأي عممية أخرى ليا عالقة بالرقابة تخضع لشروط منيا ما‬
‫يتعمؽ باألشخاص وبالعقوبة إضافة إلى شروط مادية وفنية‪.‬‬

‫الفررررأل األول‪ :‬الشرررروط الةانونيرررة المتحلةرررة برررالمحكوم ليررر إف الش ػػخص‬


‫الطبيعػػي ىػػو المسػػتفيد الوحيػػد مػػف ىػػذا اإلجػراء دوف يػره مػػف الشػػخص المعنػػوي‪ ،‬وكػػذلؾ‬
‫اسػػتحالة تطبيقػػو عمػػى الشػػخص المعنػػوي الػػذي يعػػد شػػخص افت ارضػػي ولكونػػو عبػػارة عػػف‬
‫‪1‬‬
‫سوار أو جياز الكتروني يوضع في معصـ أو ساؽ المحكوـ عميو‪.‬‬
‫والواق ػػع أف إجػ ػراء المراقب ػػة اإللكتروني ػػة يتناس ػػب م ػػع أش ػػخاص رجاؿ ونس ػػاء قميم ػػي‬
‫الخطػػورة اإلجراميػػة ويصػػمم كمعاممػػة عقابيػػة بػػدؿ اإليػػداع فػػي المؤسسػػات العقابيػػة‪ ،‬وىػػو‬
‫إجػ ػراء مالئ ػػـ لممحك ػػوـ عم ػػييـ بالعقوب ػػات الس ػػالبة لمحري ػػة الب ػػالغيف م ػػنيـ واألح ػػداث ال ػػذيف‬
‫يحت ػػاجوف لمعامم ػػة وع ػػالج عق ػػابي خ ػػاص بي ػػـ‪ ،‬ف ػػي ح ػػيف قص ػػر التشػ ػريع الفرنس ػػي نط ػػاؽ‬
‫‪2‬‬
‫تطبيؽ المراقبة اإللكترونية عمى طوائؼ محددة مف األشخاص‪.‬‬

‫أوال‪-‬البـــال ون‪ :‬يقتصػػر تطبيػػؽ المراقبػػة اإللكترونيػػة عمػػى المجػػرميف البالغيف رجػػاؿ‬
‫ونساء الذيف يزيد سنيـ عمى ‪ 18‬سنة‪ ،‬كما يجوز تطبيقو عمى األشخاص المحكػوـ عمػييـ‬
‫أو المتيميف الموضوعيف تحت نظاـ الرقابة القضائية واشػترط المشػرع الفرنسػي فػي المػادة‬

‫‪ 1‬نبيمة رزاقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫‪ 2‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪ 26-132‬ؽ ع ؼ أف يكوف المستفيد مف المراقبة اإللكترونيػة المحكػوـ عمػييـ الػذيف تبػرر‬


‫أوضاعيـ فرض ىذه الوسيمة‪ ،‬كممارستو لنشػاط مينػي أو متابعتػو لد ارسػة أو تػدريب عممػي‬
‫أو تأىيؿ ميني‪ ،‬أو مشاركتو الفعالة في واجبات الحياة األسرية أو ضرورة خضوعو لعػالج‬
‫‪1‬‬
‫طبي‪.‬‬

‫ثانيـــا‪ -‬األحـــ اث ‪ :‬أجػػاز المشػػرع الفرنسػػي تطبيػػؽ إج ػراء المراقبػػة اإللكترونيػػة عمػػى‬
‫األحداث شريطة أف يكوف عمر الحػدث مػا بػيف الثالثػة عشػرة والثامنػة عشػرة‪ ،‬مػع الحصػوؿ‬
‫عمػػى موافقػػة ولػػي الحػػدث أو المسػػؤوؿ عنػػو عنػػد تقريػػر تنفيػػذ العقوبػػة‪ 2،‬أمػػا األحػػداث الػػذيف‬
‫يقؿ سنيـ عف ثالثػة عشػر سػنة فػي ىػذه المرحمػة ال يجػوز الحكػـ عمػى الطفػؿ بػأي عقوبػة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫إنما تتخذ بشأنو مجموعة مف تدابير الحماية والتيذيب‪.‬‬
‫فػػي إنجمتػ ار حػػدد المشػػرع ‪ 18‬عامػػا كحػػد أدنػػى لسػػف المحكػػوـ عميػػو الػػذي يػراد تطبيػػؽ‬
‫‪4‬‬
‫النظاـ عميو‪ ،‬أما المشرع االسكتمندي فقد حدد الحد األدنى لتطبيقيا سف ‪ 16‬عاما‪.‬‬
‫كم ػػا اش ػػترط المش ػػرع الفرنس ػػي ش ػػرط ج ػػوىري يرتك ػػز عم ػػى رض ػػا الخاض ػػع لممراقب ػػة‬
‫اإللكتروني ػػة إذ ال يج ػػوز إص ػػدارىا دوف موافق ػػة م ػػف يري ػػد إخض ػػاعو لممراقب ػػة‪ 5،‬ف ػػال يمك ػػف‬
‫لمقاضػػي أف يحكػػـ بتطبيػػؽ المراقبػػة اإللكترونيػػة إال بعػػد موافقػػة المحكػػوـ عميػػو البػػال التػػي‬
‫تسػػمـ لمقاضػػي بحضػػور محػػامي المحكػػوـ عميػػو‪ ،‬أمػا بخصػػوص األحػػداث فػػال يمكػػف تطبيػػؽ‬
‫ىػػذا النظػػاـ إال بعػػد الحصػػوؿ عمػػى موافقػػة مػػف يممػػؾ السػػمطة األبويػػة‪ ،‬كمػػا أعطػػى المشػػرع‬
‫الفرنسػػي لممحكػػوـ عميػػو الحػػؽ فػػي المطالبػػة بالخضػػوع لنظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة بػػدال مػػف‬
‫‪6‬‬
‫تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة اإللكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.295/294‬‬
‫‪ 3‬محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ 4‬خالد حساني‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في النظاـ العقابية الحديثة نحو أنسنة العقوبة ‪ ،02‬مقاؿ منشور عمى‬
‫الموقع اإللكتروني ‪ ،http://www.ech-chaab.com/arl‬تاريخ االطالع ‪ ،2020/08/04‬عمى الساعة‪.15:45 :‬‬
‫‪ 5‬رياف شريؼ عبد الرزاؽ‪ ،‬بدائؿ العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة العدالة والقانوف‪ ،‬المركز الفمسطيني‬
‫الستقالؿ المحاماة والقضاء‪ ،‬راـ اهلل فمسطيف‪ ،2016 ،‬ص ‪.48‬‬
‫سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة لمحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫ولـ يكتؼ المشرع الفرنسي باشتراط رضا المحكوـ عميو‪ ،‬بؿ ألزـ أيضا حضور‬
‫محامي لو ر بة منو في تحقيؽ المساواة بيف المحكوـ عمييـ وفي حالة عدـ وجود محاـ‬
‫مػ ػػع المػ ػػتيـ‪ ،‬وجػ ػػب تعيػ ػػيف محػ ػػاـ ل ػ ػػو عػ ػػف طريػ ػػؽ نقيػ ػػب المحػ ػػاميف فػ ػػي الم ػ ػػادة ‪7/723‬‬
‫مػ ػػف ؽ إ ج ؼ‪ 1،‬ومػ ػػف جيػ ػػة أخػ ػػرى أوجػ ػػب أيضػ ػػا عنػ ػػد تنفيػ ػػذىا ضػ ػػرورة احت ػ ػراـ الك ارمػ ػػة‬
‫اإلنسانية لممحكوـ عميو وسالمتو وحياتو‪ ،‬ومػف ثػـ ال بػد أف ال يشػكؿ وضػع السػوار اعتػداء‬
‫عم ػػى حق ػػو ف ػػي الخصوص ػػية خاص ػػة وأف ى ػػذا األخي ػػر ىػ ػو ح ػػؽ مك ػػرس دس ػػتوريا ومحم ػػي‬
‫جنائي ػػا‪ 2،‬وى ػػذا م ػػا تناولت ػػو الم ػػادة ‪ 8/723‬ؽ إ ج ؼ ف ػػي تنفي ػػذ نظ ػػاـ المراقب ػػة اإللكتروني ػػة‬
‫الػػذي يجػػب أف يضػػمف احت ػراـ ك ارمػػة وحرمػػة الحيػػاة الخاصػػة لممحكػػوـ عميػػو‪ ،‬وأف ال يمػػس‬
‫‪3‬‬
‫بصحة واضعو وعدـ تعرض حياتو لمخطر إذا حاوؿ التخمص منو‪.‬‬
‫وقػػد سػػاير المشػػرع الج ازئػػري المشػػرع الفرنسػػي فػػي تطبيػػؽ نظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة‬
‫‪4‬‬
‫فطبقو عمى الشخص الطبيعي البالغيف والقصر دوف يرىـ في القانوف ‪.01/18‬‬
‫فبالنسبة لمبالغيف حسب ما نصت عميو المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 1‬أنو يمكػف وضػع السػوار‬
‫كػػرجراء بػػديؿ لمعقوبػػة السػػالبة لمحريػػة قصػػيرة المػػدة‪ ،‬لكػػؿ شػػخص بم ػ سػػف ‪ 19‬سػػنة كاممػػة‬
‫رجاؿ ونساء ‪ ،‬ويكوف بنػاء عمػى طمػب المحكػوـ عميػو أو عػف طريػؽ محاميػو بشػرط أف ال‬
‫يمػػس ذلػػؾ لمصػػحة والسػػالمة‪ ،‬أمػػا القصػػر فقػػد نصػػت المػػادة ‪ 150‬مكػػرر ‪ 2‬عمػػى انػػو ال‬
‫يمكف أف يستفيد القاصر الذي لـ يبم سف الرشد بعد مف نظاـ المراقبػة اإللكترونيػة إال بعػد‬
‫موافقػ ػػة ممثمػ ػػو القػ ػػانوني‪ 5،‬أمػ ػػا المػ ػػادة ‪ 150‬مكػ ػػرر‪ 3‬فرنيػ ػػا نصػ ػػت عمػ ػػى شػ ػػروط خاصػ ػػة‬
‫بالمحكوـ عميو أف يكوف لممحكوـ عميو مقر سكف أو إقامة ثابت‪ ،‬و يمكف القػوؿ أنػو إذا لػـ‬
‫يكػف لممحكػػوـ عميػػو محػػؿ إقامػة ثابػػت فػال يسػػتفيد مػػف ىػذا النظػػاـ؛ وأف يسػػدد المعنػػي مبػػال‬
‫الغرامات المحكوـ بيا عميو؛ وأف يظير المحكوـ عميو ضمانات االستقامة‪ ،‬كما يأخػذ بعػيف‬

‫‪ 1‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.279‬‬


‫‪ 2‬نبيمة رزاقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.86/85‬‬
‫‪ 3‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬رسالة ماجستير في العموـ الجنائية‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 4‬محمد نقموش‪ ،‬أحمد ميمودية‪ ،‬السوار االلكتروني والسياسة العقابية الجديدة في الجزائر‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الباحث‬
‫الباحث لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 5‬إنصاؼ سدايرية ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.23/22‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫االعتبار عند الوضع تحػت المراقبػة اإللكترونيػة الظػروؼ العائميػة لممحكػوـ عميػو أو متابعػة‬
‫الع ػػالج الطب ػػي أو نش ػػاط مين ػػي أو د ارس ػػي أو تك ػػويني؛ وأف ال يض ػػر السػ ػوار اإللكترون ػػي‬
‫بصحة المحكوـ عميو‪ 1،‬وىذا ما يستمزـ إرفاؽ ممؼ المحكوـ عميو بشػيادة طبيػة يشػار فييػا‬
‫أف اس ػػتعماؿ السػ ػوار اإللكترون ػػي ال يض ػػر ب ػػالمعني وق ػػد أش ػػار إل ػػى ى ػػذا الش ػػرط المشػ ػػرع‬
‫‪2‬‬
‫الجزائري في المنشور الوزاري رقـ ‪ 6189‬المتضمف كيفية تطبيؽ ىذا النظاـ‪.‬‬

‫الفرأل الثران ‪ :‬الشرروط الةانونيرة المتحلةرة بالحةوبرة تتمثػؿ الشػروط المتعمقػة‬


‫بالعقوبة في أمريف األوؿ يتعمؽ بطبيعة العقوبة والثاني بالحد األقصى ليا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرط العقوبة السالبة لمحريـة يقتصػر نظػاـ المراقبػة االلكترونيػة عمػى المحكػوـ‬
‫عمػػييـ بالعقوبػػات سػػالبة لمحريػػة وبػػذلؾ ال تكػػوف المراقبػػة اإللكترونيػػة بديمػػة عػػف الج ػزاءات‬
‫‪3‬‬
‫ير السالبة لمحرية كالغرامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬م ة العقوبة فيجب أف تكوف العقوبة ىي الحػبس الػذي ال يزيػد عػف سػنة أو أف‬
‫يك ػػوف المتبق ػػي مني ػػا ال يزي ػػد ع ػػف س ػػنة‪ 4،‬وفق ػػا لخط ػػة المش ػػرع الفرنس ػػي ال ػػذي طب ػػؽ نظ ػػاـ‬
‫المراقبة اإللكترونية عمى ثالث فئات‪:‬‬
‫‪ -‬المحكوـ عمييـ بعقوبة الحبس قصير المدة الذي ال يزيد عف سنة؛‬
‫‪ -‬المحكوـ عمييـ بعقوبات سالبة لمحرية طويمة المدة قػد تصػؿ إلػى ‪ 05‬أو ‪ 10‬سػنوات إذا‬
‫كانت المدة المتبقية مف تنفيذىا ال تزيد عمى سنة؛‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المحكوـ عمييـ الذيف يجوز ليـ االستفادة مف نظاـ اإلفراج الشرطي‪.‬‬

‫‪ 1‬زياني عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.292/291‬‬


‫‪ 2‬المنشور الوزاري رقـ ‪ 6189‬المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ الوضع تحت المراقبة االلكترونية المؤرخ في ‪.2018/09/23‬‬
‫‪ 3‬محمد صالم معزي العنزي‪ ،‬االتجاىات الحديثة في العقوبات البديمة‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬الجامعة األردنية‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 4‬نبيؿ العبيدى‪ ،‬أسس السياسة العقابية في السجوف ومدى التزاـ الدولة بالمواثيؽ الدولية دراسة معمقة في القانوف‬
‫الجنائي الدولي ‪ ،‬ط ‪ ،01‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاىرة مصر ‪ ،2015 ،‬ص ‪.375‬‬
‫ناـ محمد ناـ‪ ،‬عمـ اإلجراـ والعقاب‪ ،‬ط ‪ ،01‬دار الفكر والقانوف لمنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2015 ،‬ص ‪.292/291‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.292/291‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫و ػػرض المش ػػرع واض ػػم م ػػف ى ػػذا التقي ػػد الزمن ػػي‪ ،‬حي ػػث أراد درء س ػػمبيات العقوب ػػات‬
‫السالبة لمحرية قصيرة المدة‪ ،‬بتقييد حريػة المحكػوـ عميػو برخضػاعو لممراقبػة اإللكترونيػة مػع‬
‫‪1‬‬
‫تمتعو بحريتو الكاممة‪.‬‬
‫و أما السويد اعتمدت نظاـ المراقبة اإللكترونية في كؿ الجػرائـ التػي عقوبتيػا بسػيطة‬
‫أقؿ أو يساوي ‪ 3‬أشير ‪ ،‬و البا ما يػتـ إخضػاع األشػخاص ليػذا النظػاـ المػدانيف بتعػاطي‬
‫المخدرات والكحوؿ‪ ،‬أما التشريع البمجيكػي فجعػؿ ىػذه المػدة ال تتجػاوز العقوبػة ‪ 03‬سػنوات‬
‫حػػبس‪ 2،‬وفػػي كنػػدا طبقػػت المراقبػػة اإللكترونيػػة عمػػى فئتػػيف مػػف المجػػرميف األولػػى المحكػػوـ‬
‫عم ػػييـ بعقوب ػػة الح ػػبس لم ػػدة ال تق ػػؿ ع ػػف س ػػبعة أي ػػاـ وال تزي ػػد ع ػػف س ػػتة أش ػػير‪ ،‬و الثاني ػػة‬
‫المحكوـ عمييـ بعقوبة سالبة لمحرية ولـ يتبػؽ مػف تنفيػذىا إال ‪4‬أشػير عمػى األكثػر‪ ،‬كمػا ال‬
‫يجوز تطبيقيا عمى مرتكبي الجػرائـ الجنسػية أو جػرائـ العنػؼ‪ ،‬والمحكػوـ عمػييـ الػذيف لػيس‬
‫لدييـ نشاط ميني يساىـ فػي تػأىيميـ‪ ،‬أمػا انجمتػ ار فتقػرر الوضػع تحػت المراقبػة اإللكترونيػة‬
‫مػف أجػػؿ أي جريمػػة تأخػػذ وصػػؼ الجنحػػة‪ ،‬وأف تكػػوف الرقابػػة لمػػدة ال تزيػػد عػػف سػػتة أشػػير‬
‫وال تقؿ في اليوـ الواحد عف ساعتيف وال تزيد عف ‪ 12‬ساعة وذىب الػبعض إلػى أنػو يمكػف‬
‫تطبي ػػؽ نظ ػػاـ المراقب ػػة اإللكتروني ػػة ع ػػف أي ػػة جريم ػػة ف ػػي الوس ػػط الح ػػر خ ػػارج المؤسس ػػات‬
‫‪3‬‬
‫العقابية‪.‬‬
‫أما المشػرع الج ازئػري فأجػاز أف يخضػع المحكػوـ عميػو لنظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة إذا‬
‫كػػاف قػػد حكػػـ عميػػو بعقوبػػة سػػالبة لمحريػػة لمػػدة ال تتجػػاوز ‪ 03‬سػػنوات أو إذا كانػػت العقوبػػة‬
‫‪4‬‬
‫المتبقية لو مف عقوبتو األصمية ال تتجاوز ىذه المدة سواء كانت العقوبػة جنحػة أو جنايػة‪،‬‬
‫و ىذا ما أشارت إليو المادة ‪ 150‬مكرر مف القانوف ‪ 01/18‬وذلؾ كوف النظاـ يطبؽ‬

‫‪ 1‬نزار حمدي إبراىيـ قشطة‪ ،‬خمود محمد أسعد إماـ‪ ،‬التنظيـ القانوني لتطبيؽ المراقبة االلكترونية كبديؿ لعقوبة الحبس‬
‫عمى األحداث‪ ،‬مقاؿ منشور في الجريدة اإلسالمية التعميمية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية زة‪ ،‬ع ‪ ،2017 ،02‬ص ‪.165‬‬
‫‪ 2‬صارة شريفي‪ ،‬مدى حرية القاضي الجزائي في الحكـ بالعقوبة البديمة دراسة مقارنة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العموـ‬
‫الجنائية‪ ،‬جامعة وىراف ‪ ،2019/2018،2‬ص ‪.280/279‬‬
‫‪ 3‬محمد صبحي سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 790‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 4‬صامت جوىر قوادري‪ ،‬عقوبة العمؿ لمنفع العاـ في القانونيف الجزائري والمقارف‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانوف الخاص‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بمقايد تممساف‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪09‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫عمػػى المحكػػوـ عميػػو بعقوبػػة سػػالبة لمحريػػة ومفادىػػا السػػماح بقضػػاء العقوبػػة أو جػػزء منيػػا‬
‫‪1‬‬
‫خارج المؤسسة العقابية‪.‬‬
‫ومف ىنا يتضم لنا أف نظاـ المراقبة اإللكترونية في التشريع الجزائري يقوـ عمى‬
‫عمػػى صػػورتيف األولػػى عقوبػػة أصػػمية بػػديال عػػف عقوبػػة الحػػبس قصػػيرة المػػدة الموقعػػة عمػػى‬
‫المحك ػػوـ عمي ػػو والت ػػي ال تج ػػدي نفع ػػا ف ػػي إصػ ػالحو وتأىيم ػػو‪ ،‬مم ػػا ي ػػدفع ب ػػو إل ػػى اس ػػتبداليا‬
‫بالمراقبػػة كعقوبػػة قبػػؿ إيداعػػو فػػي المؤسس ػػة العقابيػػة لتجنيبػػو اآلثػػار السػػمبية الناجمػػة ع ػػف‬
‫صدمة السجف‪ ،‬أما الثانية تقوـ عمى أساس اعتبار المراقبة اإللكترونية أسموب مػف أسػاليب‬
‫المعاممة العقابية التي تنفد خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬حيث يفترض فػي المحكػوـ عميػو داخػؿ‬
‫المؤسسػػة العقابيػػة واسػػتنفذ فت ػرة معينػػة أجػػدت نفعػػا ممػػا يسػػتمزـ إفادتػػو بمعاممػػة عقابيػػة فػػي‬
‫الوسػػط المفتػػوح بالمراقبػة اإللكترونيػػة ليكمػػؿ المعاممػػة األصػػمية التػػي طبقػػت عميػػو فػػي البيئػػة‬
‫‪2‬‬
‫المغمقة‪.‬‬

‫الفرأل الثالث‪ :‬الشروط الماديرة والفنيرة لتطبيػؽ نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة البػد‬
‫مف توفر مجموعة مف األجيزة المتصمة فيما بينيا لموصوؿ إلى المراقبة اإللكترونيػة‪ ،‬حيػث‬
‫أف انفصاؿ أحػد األجيػزة عػف اآلخػر يحػوؿ دوف اعتمػاد نظػاـ المراقبػة اإللكترونيػة أو حتػى‬
‫اسػػتحالة تطبيقيػػا‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى ضػػرورة تػػوفر بعػػض الشػػروط الماديػػة المرتبطػػة بمحػػيط‬
‫‪3‬‬
‫الشخص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الما ية المتعمقة بالمحكوم عميه ال تختمؼ الشروط المادية المتعمقة‬
‫بالمحكوـ عميو عند تنفيذ المراقبة اإللكترونية عف تمؾ التي تتطمبيا المراقبة في صورتيا‬
‫‪4‬‬
‫التقميدية إال ما تعمؽ منيا بالجانب اإللكتروني وىي‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد سعود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.686‬‬


‫‪ 2‬شعيب ضريؼ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية لممحكوـ عمييـ في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬مقاؿ منشور في المجمة اإلفريقية‬
‫لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ ،‬مج ‪ ،03‬ع ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 3‬عبد الحميـ بف بادة‪ ،‬البرج أحمد‪ ،‬مداخمة في الممتقى الوطني الموسوـ ب ػ ػ واقع الجريمة وأساليب مواجيتيا في الجزائر‪،‬‬
‫كمية العموـ اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة حسيبة بف بوعمي الشمؼ‪ ،‬أياـ ‪ 18‬و ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 4‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.666‬‬

‫‪00‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪ -1‬وجود مكاف إقامة ثابت‪ :‬وىي مف أىـ الشروط التي تفترض عمى المحكوـ عميو المراد‬
‫إخضاعو لممراقبة اإللكترونية أف يكوف لو محؿ إقامة مستقر‪ ،‬حيث أف المشرع الفرنسي لـ‬
‫يشترط أف يكوف ممكا لممحكوـ عميو أو لمغير‪ ،‬أو مف األماكف العامة التي ال تخص‬
‫شخصا بعينو‪ 1،‬وىو ما يستشؼ مف أحكاـ المادة ‪ 7/723‬فقرة ‪ 02‬ؽ إ ج ؼ ويحدد ىذا‬
‫المحؿ مف طرؼ قاضي تطبيؽ العقوبات سواء كاف خاصا بالمحكوـ عميو أو يره وفي‬
‫ىذه الحالة يجب الحصوؿ عمى موافقة المالؾ إلتباع إجراءات المراقبة اإللكترونية‪ ،‬وكذلؾ‬
‫األمر إذا كاف السكف مشتركا‪ ،‬أما إذا كاف محؿ اإلقامة مف األماكف العمومية فال يشترط‬
‫الرضا‪ 2،‬مع التحقؽ مف الوضع العائمي أو المعيشي واالجتماعي لممحكوـ عميو مف خالؿ‬
‫تحقيؽ أولي تقوـ بو إدارة المساعدة عمى اإلدماج االجتماعي واالختبار وبعدىا تباشر‬
‫المراقبة اإللكترونية‪ ،‬ويجب عمى المحكوـ عميو أف يحترـ الحيز المخصص لمرقابة واف ال‬
‫يغادره إلى مكاف آخر‪ 3،‬أما المشرع الجزائري وحسب المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 3‬مف‬
‫القانوف ‪ 01/18‬تضمنت بأنو ال يستفيد مف المراقبة اإللكترونية إال الشخص الذي يكوف‬
‫لو مقر سكف أو إقامة ثابت‪ ،‬كما لـ يشترط أف يكوف السكف ممكا لممعني باألمر‪ ،‬بؿ‬
‫‪4‬‬
‫يمكف أف يكوف ممكا لمغير‪.‬‬
‫‪ -2‬موافقة مالؾ العقار‪ :‬ينبغي الحصوؿ عمى موافقة مالؾ أو مؤجر العقار إذا كانت‬
‫ير منزلو‪ ،‬ماعدا حالة ما إذا كاف المكاف عاما‪ ،‬و قد تطمبت‬ ‫إقامة الشخص في‬
‫المشرع الفرنسي ضرورة أف تكوف موافقة المالؾ أو المؤجر مكتوبة‪ ،‬ويحصؿ عمييا عف‬
‫طريؽ إدارة المساعدة عمى االندماج االجتماعي و االختبار‪ 5،‬وىو ما أ فؿ عنو مشرعنا‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬خط ىاتفي‪ :‬يشترط أف يكوف لممحكوـ عميو المراد إخضاعو لنظاـ المراقبة اإللكترونية‬
‫محؿ إقامة مزود بخط ىاتفي ثابت ويكفي أف يكوف جياز التميفوف مييأ الستقباؿ‬

‫‪ 1‬عمى ناظـ عبد الساده الشيباني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.280‬‬


‫‪ 2‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ 3‬صارة شريفي ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ 4‬نبيمة رزاقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 5‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية السوار االلكتروني نموذجا ‪ ،‬مقاؿ منشور‬
‫في مجمة الفكر الشرطي‪ ،‬مج ‪ ،26‬ع ‪ ،2017 ،103‬ص ‪.281‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫االتصاالت الياتفية التي تأتي مف طرؼ الييئة المكمفة بالسير عمى المراقبة اإللكترونية‬
‫لمتأكيد مف مدى تواجد المحكوـ عميو في محؿ إقامتو أو المكاف المخصص ألداء وظيفتو‬
‫أو ممارسة تعميمو أو أثناء قيامو بأي نشاط محدد بموجب مقرر الوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية‪ 1،‬حيث نجد أف المشرع الجزائري لـ يتضمف أف يحوز الشخص الخاضع‬
‫لممراقبة اإللكترونية عمى خط ىاتفي ثابت عند تقريره لشروط ىذا النظاـ واف كاف نص‬
‫‪2‬‬
‫عمى أف المراقبة ممكف أف تتـ ميدانيا أو عف طريؽ الياتؼ مثمما فعؿ المشرع الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -4‬شيادة طبية‪ :‬قد يتطمب األمر عرض الشخص محؿ المراقبة اإللكترونية عمى طبيب‬
‫لتحديد ما إذا كانت حالتو الصحية تسمم بتطبيؽ إجراء المراقبة اإللكترونية عميو‪ ،‬وذلؾ‬
‫مف خالؿ تقديمو شيادة طبية تؤكد أف حالة الشخص الصحية تتوافؽ مع وضع السوار‬
‫‪3‬‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الفنية المتعمقة بالنظام وىي تمثؿ الوسائؿ التقنية والفنية‪.‬‬
‫‪ -1‬السوار اإللكتروني‪ :‬يعد أحد األجيزة األساسية التي يتطمبيا تطبيؽ المراقبة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ىو أداة إرساؿ رقمية يشبو ساعة اليد كبيرة الحجـ ومستطيمة الشكؿ‪ ،‬وذات‬
‫لوف أسود عمى رار ساعات الغطس‪ ،‬ويتـ تثبيتو مف خالؿ رباط مطاطي‪ 4،‬حجمو يماثؿ‬
‫عمبة السجائر ويزف حوالي ‪ 100‬راـ إلى ‪ 142‬راـ ويتـ تقديمو في صورة طوؽ يتـ‬
‫وضعو إما في معصـ اليد أو كعب القدـ لمشخص الذي تتـ مراقبتو والذي ينقؿ ترميز‬
‫كودات واشارات مستمرة في مدى ‪ 50‬إلى ‪ 70‬متر‪ 5،‬كأف تتـ مثال برمجتو عمى مساحة‬
‫مكاف المراقبة‪ ،‬وخالؿ مدة ‪ 14‬ساعة‪ ،‬مف السابعة مساء إلى الثامنة صباحا مف اليوـ‬
‫الموالي‪ 6،‬طيمة فترة الرصد‪ ،‬حيث يرسؿ تمقائيا إشارات تراقب تواجد الشخص في المكاف‬

‫‪ 1‬صامت جوىر قوادري‪ ،‬عقوبة العمؿ لمنفع العاـ في القانونيف الجزائري والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫نبيمة رزاقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ 4‬محمد أميف بكوش‪ ،‬نبيمة ىبة ىروؿ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية في التشريع الجزائري‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة الدراسات‬
‫الحقوقية‪ ،‬جامعة الطاىر موالي سعيدة‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع‪ ،2019 ،1‬ص ‪.134‬‬
‫‪ 5‬بوزيدي مختارية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 6‬سعاد جموط‪ ،‬عبد المجيد لخذاري‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة البحوث والدراسات‪،‬‬
‫جامعة الوادي‪ ،‬مج ‪ ،15‬ع ‪ ،2018 ،02‬ص ‪.248‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫المحدد‪ ،‬ويتضمف السوار ألياؼ بصرية ممكنة اإلبالغ عف أي محاولة لمكسر أو‬
‫اإلتالؼ‪ ،‬ويحتوي عمى بطارية لمشحف ويقوـ برنذار خاص عف أي خمؿ وظيفي لمجياز‬
‫‪1‬‬
‫الذي يرسؿ إشارات كؿ ‪ 30‬ثانية باتجاه جياز االستقباؿ‪.‬‬
‫يتميز السوار اإللكتروني بمجموعة مف الخصائص التقنية إذ تبم تكمفتو ‪ 833‬ألؼ‬
‫دوالر‪ ،‬فيو جياز مقاوـ لممياه في حدود ‪ 30‬مت ار والح اررة والرطوبة والغبار واالىت اززات‬
‫والذبذبات والصدمات إضافة إلى أنو مقاوـ لمتمزؽ والقطع والفتم‪ ،‬وفي حالة إزالتو يتـ‬
‫راما‬ ‫إطالؽ اإلنذار وكذلؾ مقاوـ لألشعة فوؽ البنفسجية والضغط لغاية ‪ 150‬كيمو‬
‫ويتحمؿ قوة الضغط وقابؿ لمشحف بواسطة شاحف خاص بو‪ ،‬كما أنو ضد الحساسية‬
‫ويحتوي عمى عازؿ مصنوع مف القماش يفصمو عف بشرة المتيـ ويتميز‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ القابمية لالختراؽ بحيث يكوف السوار مؤمف جيدا وال يمكف كسره أو فتحو أو نزعو‬
‫أو تعطيمو بسرعة؛‬
‫‪ -‬القابمية لمكشؼ بحيث تتمكف السمطات المكمفة بالتنفيذ مف كشؼ وتحديد مواقع حامؿ‬
‫السوار بسيولة ولو عمى مسافة بعيدة‪ ،‬بحيث يؤدي دوره مف الناحية التقنية كما ينبغي‬
‫دوف أعطاب‪.‬‬
‫‪ -‬الخصوصية ر ـ القيود وااللتزامات التي تفرضيا إال أنو ال ينبغي أف توفر ىذه‬
‫‪2‬‬
‫التكنولوجيا تفاصيؿ دقيقة تشكؿ تدخؿ في الحياة الخاصة لمفرد‪.‬‬
‫ويتكوف السوار مف جزأيف األوؿ يتضمف بطاقة إلكترونية ذات شريحة وأنظمة تحديد‬
‫المواقػػع والثػػاني يتضػػمف بطاريػػة لشػػحنو‪ ،‬يرفػػؽ الس ػوار بموحػػة تحكػػـ منقولػػة تشػػبو اليػػاتؼ‬
‫النقاؿ يحمميا المتيـ معو تضمف تطبيقو خاصة بو تسيؿ عمؿ مصالم المراقبػة مػف خػالؿ‬
‫تحدي ػ ػػدىا لممواق ػ ػػع المحظ ػ ػػورة أو المس ػ ػػموحة ل ػ ػػو‪ ،‬وي ػ ػػتـ ف ػ ػػتم السػ ػ ػوار االلكترون ػ ػػي بص ػ ػػفة‬
‫‪3‬‬
‫أوتوماتيكية بمفتاح مخصص لو‪.‬‬

‫عرشوش سفياف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،447‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.01‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.51/50‬‬


‫‪3‬‬
‫شعيب ضريؼ‪ ،‬آليات تنفيذ العقوبة السالبة في الحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانوف الجنائي‬
‫وعمـ اإلجراـ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.94‬‬

‫‪05‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪ -2‬جيػػاز االسػػتقباؿ‪ :‬ىػػو جيػػاز فػػي حجػػـ عمبػػة صػػغيرة يوضػػع فػػي المكػػاف المعػػد لممراقبػػة‬
‫اإللكترونيػ ػػة موصػ ػػوؿ بخػ ػػط ىػ ػػاتفي ثابػ ػػت مػ ػػف قبػ ػػؿ أع ػ ػواف الرقابػ ػػة بعػ ػػد تركيػ ػػب الس ػ ػوار‬
‫اإللكترونػ ػػي واصػ ػػطحاب المحكػ ػػوـ عميػ ػػو إلػ ػػى محػ ػػؿ إقامتػ ػػو‪ 1،‬ويقػ ػػوـ ىػ ػػذا الجيػ ػػاز برصػ ػػد‬
‫اإلشارات الواردة مف السوار ثـ يقوـ بفؾ شفرتيا واعادة إرساليا عبر الخط التمفػوني الثابػت‬
‫إلى جياز حاسب آلي مركزي‪ ،‬وارساؿ أي محاوالت إلتالؼ السػوار أو تخريبػو‪ ،‬وفػي حالػة‬
‫خػػروج الخاضػػع لممراقبػػة عػػف اإلطػػار الجغ ارفػػي المحػػدد لػػو وفقػػا لقػرار القاضػػي‪ ،‬فػػرف جيػػاز‬
‫‪2‬‬
‫االستقباؿ يقوـ تمقائيا بررساؿ رسائؿ تحذيرية إلى الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ -3‬مراكز المراقبة ‪ :‬ىػو جيػاز حاسػوب آلػي مركػزي متواجػد فػي مركػز المؤسسػة العقابيػة‪،‬‬
‫يقوـ وطيمة ‪ 24‬ساعة بتمقي رسائؿ البث‪ ،‬واشارات واردة مف جياز االسػتقباؿ الموجػود فػي‬
‫محؿ إقامة المحكوـ عميو‪ ،‬وبمقارنة المعمومات المتحصؿ عمييػا بػالمخطط الزمنػي والحػدود‬
‫الزمنيػػة المبرمجػػة فػػي الحاسػػب اآللػػي المركػػزي‪ ،‬والػػذي يتعػػيف عمػػى الخاضػػع إلػػى المراقبػػة‬
‫اإللكتروني ػػة االلتػ ػزاـ بي ػػا كم ػػا يت ػػولى ميم ػػة تس ػػجيؿ ي ػػاب المحك ػػوـ عمي ػػو خ ػػالؿ المس ػػاحة‬
‫الزمنيػ ػػة التػ ػػي يمنػ ػػع فييػ ػػا التغيػ ػػب عػ ػػف محػ ػػؿ اإلقامػ ػػة‪ ،‬فضػ ػػال عػ ػػف كػ ػػؿ محػ ػػاوالت تغييػ ػػر‬
‫أو تعطيػػؿ لمسػػوار أو جيػػاز االسػػتقباؿ‪ ،‬وكػػذا فػػي حالػػة العطػػب التمقػػائي‪ ،‬حيػػث أنػػو يرسػػؿ‬
‫إن ػػذا ار ي ػػتـ تس ػػجيمو واظي ػػاره عم ػػى شاش ػػة الم ػػوح اإللكترون ػػي لممراقب ػػة‪ 3،‬وعن ػػد ظي ػػور ى ػػذه‬
‫المعمومػػات يقػػوـ أعػواف المراقبػػة باالتصػػاؿ ىاتفيػػا بػػالمحكوـ عميػػو لمتأكػػد مػػف أسػػباب ظيػػور‬
‫اإلنذارات أمامو كما يجب عمييـ إخطار قاضػي تطبيػؽ العقوبػات بػذلؾ‪ ،‬ىػذا األخيػر يبػادر‬
‫بدوره إلى إرساؿ التقنييف القائميف عمى وضع وتركيب أجيزة المراقبة اإللكترونيػة إلػى محػؿ‬
‫‪4‬‬
‫إقامة المحكوـ عميو لمعاينة األجيزة والتأكد مف أسباب الخمؿ‪.‬‬
‫‪ -4‬مكتب التسيير العممياتي‪ :‬ىو مصمحة مكمفة بالمراقبة‪ ،‬تحتوي عمى جياز استقباؿ‬
‫يسجؿ وينشر كؿ اإلنذارات المستقبمة‪ ،‬ويحمؿ كػؿ تحركػػات الموضػػوعيف تحػػت المراقبػػة‪،‬‬

‫‪ 1‬عمي ناظـ عبد الساده الشيباني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.282‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة اإللكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ 3‬عمي ناظـ عبد السادة الشيباني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.283/282‬‬
‫‪ 4‬شعيب ضريؼ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية لممحكوـ عمييـ في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪04‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫والتنسيؽ و االتصاؿ بيػػـ فػػي حالػػة وجػػود أي خروقات‪.‬‬

‫المطلب الثان ‪ :‬إجراءات تطبيق نظام المراقبة االلكترونية‬

‫وتتمثؿ في إجراءات تفعيؿ نظاـ المراقبة االلكترونية باعتبارىػا أحػد األسػاليب المبتكػرة‬
‫لتنفيػػذ العقوبػػة السػػالبة لمحريػػة خػػارج أس ػوار السػػجف‪ ،‬وبالتػػالي يجػػب أف تكػػوف ىنػػاؾ آليػػة‬
‫إجرائيػػة معينػػة لتطبيقيػػا والتػػي تتطمػػب تػػدخؿ عػػدة جيػػات قضػػائية و يػػر قضػػائية فػػي تنفيػػذ‬
‫إجراءاتيا‪ ،‬كما تختص باإلشراؼ عمى المراقبة جيات أخرى‪.‬‬

‫الفرأل األول‪ :‬الجهة المختصة بتةرير الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬

‫إف نظػ ػػاـ الوضػ ػػع تحػ ػػت المراقبػ ػػة اإللكترونيػ ػػة‪ ،‬ور ػ ػػـ اعتمػ ػػاده عمػ ػػى أحػ ػػدث التقنيػ ػػات‬
‫التكنولوجية‪ ،‬إال أف العنصػر البشػري فيػو يبقػى حمقػة ال نػى عنيػا لضػماف سػيره و تطبيقػو‬
‫عمى أرض الواقػع‪ ،‬والتػي تتطمػب إجػراءات محػددة تتمثػؿ فػي طمػػب االسػتفادة منػػو‪ ،‬فيصػػدر‬
‫مقرر بذلؾ مف طرؼ الجيات القضائية يبيف فيو االلتزامات والقواعػد المتعمقػة بالمراقبة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طمــت تطبيــق المراقبــة اإللكترونيــة تختمػػؼ إجػراءات تطبيػػؽ المراقبػػة اإللكترونيػػة‬
‫حسب طبيعة إجراءاتيا إذ يجوز إصداره بناء عمى طمب الشخص المحكػوـ عميػو محكومػا‬
‫أو مفرجا عنو مباشرة أو عف طريؽ محاميو أو لقاضي تطبيػؽ العقوبػات أف يصػدر مقػرر‬
‫الوضع تحت المراقبة‪.‬‬
‫فػػرذا كػػاف الشػػخص المحكػػوـ عميػػو مفرجػػا عنػػو فرنػػو يػػتـ تقػػديـ الطمػػب لتنفيػػذ العقوبػػة‬
‫مف خالؿ الوضع تحػت المراقبػة اإللكترونيػة إلػى قاضػي تطبيػؽ العقوبػات مباشػرة أو إلدارة‬
‫المس ػػاعدة عم ػػى االن ػػدماج االجتم ػػاعي و االختب ػػار‪ ،‬وق ػػد يرس ػػؿ الطم ػػب بالبري ػػد م ػػع إش ػػعار‬
‫‪2‬‬
‫باالستالـ‪.‬‬
‫أما إذا كاف الشخص المحكوـ عميو محبوسا و تتوافر لديو الشروط القانونية لموضع‬

‫‪ 1‬ليمى طالبي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،258‬أنظر الممحؽ رقـ ‪02‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫تح ػػت المراقب ػػة اإللكتروني ػػة فف ػػي ى ػػذه الحال ػػة يق ػػوـ موظف ػػو إدارة المس ػػاعدة عم ػػى االن ػػدماج‬
‫االجتماعي و االختبار بمقابمة الشخص المحكوـ عميو لتقديـ المساعدة و تقييـ جدوى‬
‫تطبيؽ المراقبة اإللكترونية عميو‪ ،‬كما يجوز أف يحيؿ الشخص المحكوـ عميو طمبو إلى‬
‫‪1‬‬
‫قاضي تطبيؽ العقوبات مف خالؿ مساعد أو وسيط مف قمـ المحكمة‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري في المادتيف ‪150‬مكرر‪ 1‬و‪ 150‬مكرر‪ 4‬مف القانوف ‪01/18‬‬
‫يقدـ طمب لقاضي تطبيؽ العقوبات سواء مف المحكوـ عميو أو عف طريؽ محاميو‪ ،‬يمتمس‬
‫االستفادة مف نظاـ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬حيث يقدـ الطمب لمكاف إقامة المحكوـ عميو‬
‫أو المكاف الذي يوجد بو مقر المؤسسة العقابية المحبوس بيا المعني‪ ،‬ويتـ إرجاء تنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫العقوبة إلى حيف الفصؿ النيائي في طمب المعني إذا كاف ير محبوس‪.‬‬
‫ويكوف الطمب في شكؿ ممؼ يحتوي عمى‪:‬‬
‫‪ -‬طمب خطي لممعني أو محاميو أو استمارة اقتراح يعدىا قاضي تطبيؽ العقوبات؛‬
‫‪ -‬استمارة الموافقة القبمية لممعني المقترح لالستفادة مف ىذا النظاـ أو الممثؿ الشرعي إذا‬
‫تعمؽ األمر بالحدث؛‬
‫‪ -‬شيادة طبية يتـ اإلشارة فييا أف استعماؿ السوار االلكتروني ال يضر بصحة المعني؛‬
‫بالنسبة لممحكوـ‬ ‫‪ -‬الحكـ أو القرار الذي قضي بعقوبة سالبة لمحرية عف ‪ 03‬سنوات‬
‫عميو ير المحبوس ؛‬
‫‪ -‬الوضعية الجزائية بالنسبة لممحبوس ؛‬
‫‪ -‬تقرير السيرة والسموؾ بالنسبة لممحبوس ؛‬
‫‪ -‬شيادة السوابؽ القضائية؛ شيادة عدـ الطعف واالستئناؼ؛‬
‫‪ -‬وصؿ دفع الغرامات المالية المحكوـ بيا والمصاريؼ القضائية؛‬
‫‪ -‬شيادة إقامة؛‬
‫‪ -‬شيادة عمؿ أو شيادة مدرسية أو شيادة التربص أو التكويف أو بطاقة العالج‪،‬‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة اإللكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ 2‬أحمد سعود‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.688‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫وكؿ وثيقة تساعد قاضي تطبيؽ العقوبات عمى اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهات المخولة قانونا بإص ار مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫يتصور أف يصدر قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية إما أثناء مرحمة التحقيؽ‬
‫االبتدائي‪ ،‬أو مرحمة الحكـ بالعقوبة السالبة لمحرية‪ ،‬أو خالؿ مرحمة تنفيذ العقوبة‪ ،‬وعميو‬
‫تتعدد الجيات التي أجاز ليا المشرع الفرنسي إصدار قرار الوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -1‬قاضي التحقيؽ في إطار الرقابة القضائية بالنسبة لممتيميف؛‬
‫‪ -2‬قاضي الموضوع بواسطة النطؽ بالحكـ بعقوبة سالبة لمحرية في الجنم أو الجنايات؛‬
‫‪ -3‬قاضي تنفيذ العقوبات بالنسبة لمشخص المحكوـ عميو بعقوبة سالبة لمحرية؛‬
‫كما قد يتـ طمب تطبيؽ ىذا النظاـ بناء وكيؿ الجميورية باعتباره المسؤوؿ األوؿ‬
‫عف عممية تنفيذ األحكاـ الجنائية‪2،‬حيث يصدر قرار تنفيذ العقوبة بالوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية بمبادرة مف القاضي نفسو‪ ،‬أو باقتراح مف مدير اإلدارة العقابية لمتأىيؿ‬
‫‪3‬‬
‫واالختبار وذلؾ بموجب القانوف رقـ ‪ 204‬الصادر بتاريخ ‪.2004/03/09‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد أسند بموجب المادة ‪ 150‬مكرر‪ 1‬مف القانوف ‪01/18‬‬
‫صالحية إصدار مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية لقاضي تطبيؽ العقوبات بعد أخذ‬
‫رأي النيابة العامة إذا لـ يكف المحكوـ عميو محبوسا‪ ،‬أما إذا كاف ذلؾ وجب عميو أخذ‬
‫رأي لجنة تطبيؽ العقوبات‪ ،‬ويقرر قاضي تطبيؽ العقوبات تنفيذ العقوبة تحت نظاـ‬
‫المراقبة اإلل كترونية إما تمقائيا أو بناء عمى طمب المحكوـ عميو شخصيا أو عف طريؽ‬
‫‪4‬‬
‫محاميو‪ ،‬وفي جميع األحواؿ ال يمكف تقرير ىذا النظاـ إال بعد موافقة المحكوـ عميو‪.‬‬
‫وبالرجوع كذلؾ إلى أحكاـ ؽ إ ج ج نجد أف تقرير الوضع تحت المراقبة االلكترونية‬
‫كرحدى تدابير الرقابة القضائية يمكف أف يصدر مف طرؼ‪:‬‬

‫‪ 1‬فريدة بف يونس‪ ،‬آليات تطبيؽ إجراء الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة األستاذ الباحث‬
‫لمدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬ع ‪ ،2018 ،11‬ص ‪.512‬‬
‫‪ 2‬محمد صبحي سعيد صباح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.795‬‬
‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ 4‬محمد الميدي بكراوي‪ ،‬عبد القادر حباس‪ ،‬مميكة جامع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.277/276‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪ -‬قاضػ ػ ػػي التحقيػ ػ ػػؽ فػ ػ ػػي عػ ػ ػػدة أمػ ػ ػػور كػ ػ ػػالحبس المؤقػ ػ ػػت فػ ػ ػػي المػ ػ ػػادتيف ‪ 125‬مكػ ػ ػػرر‪1‬‬
‫و‪125‬مكرر‪ 3‬مف ؽ إ ج ج؛‬
‫‪ -‬رفة االتياـ باعتبارىا جية استئناؼ ومراقبة ألوامر وأعماؿ السيد قاضي التحقيؽ طبقا‬
‫‪1‬‬
‫لممادة ‪ 176‬وما يمييا مف ؽ إ ج ج‪.‬‬
‫‪ -‬قاضي األحداث المختص بالرجوع إلى المادتيف ‪ 69‬و‪ 71‬مف القانوف ‪ 15/12‬المتعمؽ‬
‫بحماية الطفولة‪ 2،‬أف يقرر إحالة القضية طبقا لمقتضيات المواد ‪ 123‬و‪ 125‬مكرر ‪1‬و‪3‬‬
‫مف ؽ إ ج ج بخصوص الرقابة القضائية األمر باتخاذ تدابير المراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬قضاة الحكـ طبقا لممادة ‪ 125‬مكرر‪ 3‬فقرة ‪ 02‬وحسب السمطة التقديرية متى قررت‬
‫تأجيؿ القضية أف تأمر بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قضاة المثوؿ الفوري في المواد ‪ 125‬مكرر‪ 3‬فقرة ‪ 02‬والمادة ‪ 339‬مكرر‪.06‬‬

‫الفرأل الثان ‪ :‬إجراءات إصدار قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬


‫إف نظاـ المراقبة اإللكترونية يصدر بحكـ مف المحكمة ير قابؿ لمطعف خالؿ مدة‬
‫أقصاىا أربعة أشير مف التاريخ المحدد لتنفيذ الحكـ‪ ،‬ويكوف لو تعميالت عدة تتعمؽ‬
‫بالمحكوـ عميو كأف يكوف يمارس نشاطا مينيا كما لو كاف طبيبا أو أف يكوف مريضا‬
‫يستمزـ مرضو خضوعو لعالج دائـ‪ ،‬كما لو كاف يعاني مف مرض الكمى الذي يستمزـ‬
‫سؿ الكمى باستمرار وىي تقنية يصعب توافرىا في مراكز اإلصالح والتأىيؿ‪ 4،‬فػال يمكف‬
‫تقرير الوضع تحت المراقبة اإل لكترونية إال بحضور الشخص الذي يراد إخضاعو ليػذا‬
‫النظػاـ وقبولو لو وبحضور محاميو‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أف حضور المحامي أصبم‬
‫‪5‬‬
‫اختيارياً بموجب القانوف ‪.204/2004‬‬

‫‪ 1‬عمى مسعودي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.66/65‬‬


‫‪ 2‬قانوف رقـ ‪ 12-15‬مػ ػ ػػؤرخ في ‪ 28‬رمضاف عاـ ‪ 1436‬الموافؽ ل ػ ‪ 15‬يوليو سنة ‪ 2015‬المتعمؽ بحماية الطفؿ‪،‬‬
‫ج ر رقـ ‪ ،39‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪.2015‬‬
‫‪ 3‬عمى مسعودي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ 4‬نبيؿ العبيدي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ 5‬صفاء أوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫أوال‪ :‬إص ار قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية بالنسبة إلجراءات إصدار قرار‬
‫الوضع فقد حددتيا المادة ‪ 6/712‬مف ؽ إ ج ؼ‪ ،‬عمى أف الحكـ بالوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية يكوف بعد أخذ رأي ممثؿ اإلدارة العقابية وفي جمسة وجاىية تعقد في رفة‬
‫المشورة‪ ،‬وفي أثناء الجمسة يستمع قاضي تطبيؽ العقوبات لممثؿ النيابة العامة‪،‬‬
‫و المحكوـ عميو‪ ،‬ويمكنو سماع محامي المحكوـ عميو‪ ،‬وتجدر اإلشارة عمى أنو يمكف‬
‫لقاضي تطبيؽ العقوبات اتخاذ قرار الوضع دوف موافقة وجاىية‪ ،‬وذلؾ في حاؿ موافقة‬
‫‪1‬‬
‫النائب العاـ‪ ،‬والمحكوـ عميو أو محاميو عمى تقرير الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫بعد اتخاذ قرار الوضع تحت المراقبة االلكترونية فرف قاضي تنفيذ العقوبة يبم‬
‫المحكوـ عميو بشػكؿ خطي بأماكف وأوقات الحضور المحددة‪ ،‬واألماكف المحظورة عميو‪،‬‬
‫وبالواجبات والتػدابير المفروضػة عميو خالؿ مدة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬كما‬
‫يخبره بأنو في حاؿ خرقػو لشروط المراقبة فسوؼ يتـ سحب قرار الوضع‪ ،‬ويعرضو ذلؾ‬
‫لعقوبة جريمة اليرب إضافة إلى ذلؾ إعادتو لتنفيذ ما تبقى مف العقوبة في أحد مراكز‬
‫‪2‬‬
‫اإلصالح والتأىيؿ‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد منم لقاضي تطبيؽ العقوبات إصدار القرار بالوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية في حالتيف األولى إذا كاف المحكوـ عميو ير محبوس أي مدة عقوبتو‬
‫ال تتجاوز ‪ 03‬سنوات فرف قاضي تطبيؽ العقوبة يصدر مقرر الوضع بعد أخذ رأي النيابة‬
‫العامة‪ ،‬والثانية إذا كاف المحكوـ عميو محبوسا أي قضى مدة العقوبة وتبقى منيا مدة ال‬
‫تتجاوز ‪ 03‬سنوات فرف قاضي تطبيؽ العقوبة يصدر مقرر الوضع بعد أخذ رأي لجنة‬
‫‪3‬‬
‫تكييؼ العقوبة‪.‬‬
‫واستنادا إلى القانوف ‪ 01/18‬والمنشور الوزاري رقـ ‪ 6189‬فرف قرار إصدار المراقبة‬
‫اإللكترونية عمى المحكوـ عميو الغير محبوس والمحبوس يتـ وفؽ إجراءات محددة‪.‬‬

‫‪ 1‬حناف زعيمش‪ ،‬السياسة الجنائية لبدائؿ العقوبات السالبة لمحرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانوف الجزائي‪ ،‬جامعة جياللي‬
‫اليابس سيدي بمعباس‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 2‬نبيؿ العبيدي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 376‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 3‬مديحة بف زكري بف عمو‪ ،‬نصيرة شيباف‪ ،‬تفعيؿ نظاـ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية بالسوار اإللكتروني‪ ،‬مقاؿ‬
‫منشور في مجمة الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة خنشمة‪ ،‬ع ‪ ،2019 ،12‬ص ‪.392/391‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪-1‬المحكوـ عميو ير المحبوس‪ :‬في حالة ما إذا تـ إلقاء القبض عمى المحكوـ عميو‬
‫بموجب مستخرج حكـ أو قرار نيائي وتـ تقديمو أماـ وكيؿ الجميورية لتنفيذ العقوبة‬
‫و صرح أنو يمتمس تقديـ طمب االستفادة مف إجراء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬واذا‬
‫تبيف لوكيؿ الجميورية أف الجريمة ير خطيرة يقوـ بأخذ أقوالو عمى محضر و الذي‬
‫يرسؿ نسخة منو إلى قاضي تطبيؽ العقوبات بمقر سكناه‪ ،‬ويتعيف تبمي المعني مف النيابة‬
‫العامة عمى ضرورة السعي شخصيا الستكماؿ ممفو و تقديمو إلى قاضي تطبيؽ العقوبات‬
‫دوف تأخير ابتداء بتقديـ الطمب عمى مستوى أمانة قاضي تطبيؽ العقوبات بالمجمس‬
‫‪1‬‬
‫القضائي‪.‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 150‬مكرر‪ 4‬يتـ إعالـ النائب العاـ فو ار بالطمب الذي يمكنو‬
‫اتخاذ قرار تأجيؿ تنفيذ الحكـ إلى اية الفصؿ فيو مف قبؿ قاضي تطبيؽ العقوبات‪،‬‬
‫وعمى النيابة العامة إبداء رأييا في الطمب في أجؿ ‪ 03‬أياـ مف تاريخ إبال يا مف‬
‫طرؼ قاضي تطبيؽ العقوبات‪ ،‬ويفصؿ قاضي تطبيؽ العقوبات في الطمب في أجؿ عشرة‬
‫‪ 10‬أياـ مف إخطاره بمقرر ير قابؿ ألي طعف‪ ،‬فرذا كاف بالرفض فيمكف لممحكوـ‬
‫عميو أف يقدـ طمبا جديدا بعد مضي ستة ‪ 6‬أشير مف تاريخ رفض طمبو حسب المادة‬
‫‪ 150‬مكرر‪ ،4‬أما إذا تـ قبولو فيبم المقرر فو ار لمنيابة العامة‪ 2،‬واذا تبيف ليا أف ىذا‬
‫المقرر يمس باألمف و النظاـ العاـ يقوـ النائب العاـ فو ار بطمب إلغائو مف طرؼ لجنة‬
‫‪3‬‬
‫تكييؼ العقوبات الموجودة عمى مستوى و ازرة العدؿ‪.‬‬
‫ويقوـ قاضي تطبيؽ العقوبات باستدعاء المحكوـ عميو ير المحبوس بواسطة إرساؿ‬
‫مكتوب أو رسالة نصية قصيرة)‪ SMS‬كما يمكف لو و بمناسبة إيداع المحكوـ عميو‬
‫لمطمب أف يبمغو بضرورة الحضور إلى مكتبو بعد مرور عشرة ‪ 10‬أياـ مف تقديـ الطمب‬
‫بغرض تبميغو باإلجراء المتخذ سواء القبوؿ أو الرفض‪ ،‬وفي حالة الرفض يتـ تبمي النيابة‬

‫‪ 1‬فريدة بف يونس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.513‬‬


‫‪ 2‬المنشور الوزاري رقـ ‪ ،2018/6189‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪،3‬‬
‫‪ 3‬المرسوـ التنفيذي ‪ 181/05‬المؤرخ في ‪ 2005/05/17‬المحدد لتشكيمة لجنة تكييؼ العقوبات‪ ،‬ج ر رقـ ‪،35‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2005/05/18‬‬

‫‪50‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫النيابة العامة بدوف تأخير بقرار الرفض لتتولى تنفيذ العقوبة الحبسية‪.‬‬
‫‪ -2‬المحكوـ عميو محبوس‪ :‬يمكنو تقديـ طمبو لالستفادة مف نظاـ المراقبة اإللكترونية‬
‫لقاضي تطبيؽ العقوبات‪ ،‬والذي بدوره يقوـ برخطار النيابة العامة إلبداء رأييا‪ ،‬كما يؤخذ‬
‫برأي لجنة تطبيؽ العقوبات التي تجتمع لتقرر بموجب محضر يدوف فيو رأييا‪ 2،‬وذلؾ‬
‫حسب المادة ‪ 07‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 180/05‬حيث تقوـ المجنة باالجتماع لدراسة‬
‫الطمبات وتصدر بعد ذلؾ ق اررات تتخذ بأ مبية األصوات وفي حالة تعادؿ األصوات يكوف‬
‫‪3‬‬
‫صوت الرئيس مرجحا وىو قاضي تطبيؽ العقوبات‪.‬‬
‫ير محبوس أماـ قاضي‬ ‫وبعد ذلؾ يتـ حضور المعني سواء كاف محبوسا أو‬
‫العقوبات لمتأكد مف ىويتو المدونة في الحكـ أو القرار الصادر بردانتو‪ ،‬والتعرؼ عمى‬
‫وضعيتو االجتماعية والمينية والصحية والعائمية‪ ،‬وكذا شيادة طبية تؤكد أف السوار‬
‫اإللكتروني ير مضر بصحتو‪ ،‬كما يمكف لقاضي تطبيؽ العقوبات أف يأمر بعرضو عمى‬
‫الطبيب لنفس الموضوع‪ ،‬أما إذا كاف الطمب مقدـ مف طرؼ المحبوس فيتـ عرضو عمى‬
‫طبيب المؤسسة العقابية‪ ،‬ويقيد في سجؿ المستفيديف مف النظاـ بعد تثبيت السوار‬
‫اإللكتروني عمى مستوى المؤسسة العقابية‪ ،‬ويتعيف كذلؾ عمى قاضي تطبيؽ العقوبات‬
‫‪4‬‬
‫مسؾ سجميف لموضع تحت المراقبة اإللكترونية المحبوسيف و ير المحبوسيف ‪.‬‬
‫بناء عمى ذلؾ يقوـ قاضي تطبيؽ العقوبات برعداد مقرر الوضع تحت نظاـ‬
‫المراقبة اإللكترونية و يتضمف حسب ما ىو منصوص عميو في المادة ‪ 150‬مكرر‪6‬‬
‫بيانات اليوية الكاممة لممعني‪ ،‬والتدابير التي يخضع ليا الشخص الموضوع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية مع اإلشارة إلى أنو في حالة اإلخالؿ بأحد التدابير المنصوص عمييا في‬
‫المقرر‪ ،‬ينفذ المعني بقية العقوبة المحكوـ بيا عميو داخؿ المؤسسة العقابية بعد استقطاع‬
‫مدة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬كما ينوه في المقرر أنو يتعيف عمى المصالم‬

‫‪ 1‬المنشور الوزاري رقـ ‪ ،2018/6189‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،4‬انظر الممحؽ رقـ ‪.03‬‬
‫‪ 2‬فريدة بف يونس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،514‬انظر الممحؽ رقـ ‪.04‬‬
‫‪ 3‬المرسوـ التنفيذي ‪ 180/05‬المؤرخ في ‪ 2005/05/17‬المحدد لتشكيمة لجنة تطبيؽ العقوبات‪ ،‬ج ر رقـ ‪،35‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2005/05/18‬‬
‫‪ 4‬فريدة بف يونس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.516‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫الخارجية إلدارة السجوف المكمفة برعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف‪ ،‬تبمي قاضي‬
‫فور و ترسؿ إليو التقارير كؿ شيريف‪ ،‬وفي‬
‫تطبيؽ العقوبات بكؿ خرؽ لمواقيت المراقبة ا‬
‫حالة عدـ وجود مصمحة خارجية تتكفؿ المؤسسة العقابية المتواجدة بمقر المجالس برعداد‬
‫تقارير المتابعة‪ ،‬يرسؿ قاضي تطبيؽ العقوبات إشعار بمقرر الوضع أو اإللغاء إلى‬
‫‪1‬‬
‫مصمحة السوابؽ القضائية المختصة و يخطر بذلؾ النيابة العامة‪.‬‬
‫يمكف لقاضي تطبيؽ العقوبات وخالؿ مرحمة التنفيذ أف يأمر بوقؼ الوضع تحت‬
‫نظاـ المراقبة اإللكترونية مؤقتا إذا تبيف أف ىناؾ سبب جدي كرجراء المعني لعممية‬
‫جراحية‪ ،‬ويبم قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية برسالة كتابية أو رسالة نصية‬
‫قصيرة‪ SMS‬لممستفيد‪ ،‬وفي حالة استجابتو لمتبمي دوف مبرر شرعي مف طرفو أو ممف‬
‫يمثمو‪ ،‬يتعيف عمى قاضي تطبيؽ العقوبات إعداد محضر عف عدـ المثوؿ‪ ،‬يتضمف‬
‫اإلجراءات التي تـ القياـ بيا و يرسميا إلى النيابة العامة التي تتولى إجراءات التنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫لعقوبة الحبس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يشمؿ قرار الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية عدة عناصر منيا بداية المراقبة ومدتيا وعدد ساعاتيا اليومية ومكاف‬
‫تنفيذىا ومساحة منطقة المراقبة وااللتزامات المترتبة عنيا‪.‬‬
‫‪ -1‬بداية المراقبة‪ :‬يحدد القاضي المختص بالتنسيؽ مع اإلدارة العقابية تاريخ افتتاح‬
‫المراقبة اإللكترونية بتحديد توقيت مناسب لتركيب األجيزة الفنية إذا كانت متوفرة لتكميف‬
‫الفنييف مف تركيبيا والتأكد مف أدائيا الوظيفي الجيد في التاريخ والتوقيت المحدد في‬
‫القرار‪ 3،‬ويتـ تركيب األجيزة خالؿ يوـ عمؿ مع تحديد الحد األقصى لمدة تركيب األجيزة‬
‫بالتشاور مع الفنييف المعنييف‪ ،‬وحسب متطمبات عممية ضبط األجيزة و التأكد مف أدائيا‬
‫‪4‬‬
‫لوظائفيا بشكؿ جيد‪.‬‬

‫‪ 1‬فريدة بف يونس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.517‬‬


‫‪ 2‬المنشور الوزاري‪ ،6189‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.6/5‬‬
‫‪ 3‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 4‬عبد اهلل كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪ -2‬مكاف المراقبة‪ :‬ىو في الب األحياف مكاف إقامة الخاضع‪ ،‬ير أنو يمكف أف يكوف‬
‫أي مكاف آخر تحدده السمطة القضائية بناء عمى ممؼ الخاضع لممراقبة‪ ،‬كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لألحداث‪ ،‬أيف مف الممكف أف يكوف مؤسسة تربوية أو ذات طابع ميني‬
‫أو اجتماعي‪ ،‬وفي جميع األحواؿ يجب أف يتضمف متف الحكـ عنواف مكاف المراقبة‪ ،‬وكؿ‬
‫المعمومات الضرورية المتعمؽ بو لتبمي القرار ولتسييؿ عمؿ الجيات الفاعمة في الوضع‬
‫‪1‬‬
‫تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -3‬مساحة المنطقة المراقبة ‪ :‬ويذكر في متف القرار مساحة مكاف المراقبة‪ ،‬ومكوناتو مثؿ‬
‫الشرفات أو الحديقة أو الطوابؽ‪ .....‬الخ‪ ،‬لتمكيف الخاضع لممراقبة مف توخي الحذر في‬
‫تحركاتو وكذلؾ لتسييؿ المتابعة مف طرؼ الجيات الفاعمة في المراقبة اإللكترونية وتحديد‬
‫تقريبي لمحدود االفتراضية؛‬
‫‪ -4‬مواقيت المراقبة‪ :‬وتتمثؿ في أف يتضمف صمب القرار مواقيت الم ارقبة بدقة‪ ،‬والتي‬
‫ال يسمم خالليا لمشخص الخاضع لممراقبة بمغادرة مكاف المراقبة‪ ،‬و يتـ تحديد ىذه‬
‫المواقيت سواء في أياـ العمؿ أو الراحة‪ ،‬كما يمكف أف يتضمف القرار بصفة استثنائية‬
‫تصريم بالخروج أياـ العطمة األسبوعية أو المناسبات الوطنية‪ ،‬وكذا صالحية تعديؿ‬
‫‪2‬‬
‫المواقيت سواء لإلدارة العقابية أو جياز المتابعة القضائية دوف اإلخالؿ بتوازف اإلجراء‪.‬‬
‫‪– 5‬االلتزامات والواجبات‪ :‬مف البدييي أف يتضمف قرار الوضع تحت نظاـ المراقبة‬
‫اإللكترونية بالسوار اإللكتروني جممة مف الواجبات وااللتزامات يتعيف عمى الخاضع‬
‫‪3‬‬
‫لممراقبة مراعاتيا واتباعيا‪.‬‬
‫يالحظ أف الوضع تحت المراقبة االلكترونية يعد إمكانية جديدة ممنوحة لقاضي تنفيذ‬
‫العقوبػة حيػث يممؾ صالحيات واسعة سواء مف حيث فرض األمكنػة أو األوقػات التػي‬
‫يتوجب عمى المحكوـ عميو االلتزاـ بيا في أثناء تنفيذ المراقبة‪ ،‬أو مف حيث تحديد‬
‫األشخاص الػذيف يتولوف اإلشراؼ عمى المحكوـ عميو‪ ،‬وتعديؿ شروط وآلية تنفيذ المراقبة‪،‬‬

‫‪ 1‬عمي مسعودي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪ 2‬عبد اهلل كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.106/105‬‬
‫‪ 3‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫ولو حػؽ سػحب المراقبة االلكترونية إذا ثبت مخالفة المحكوـ عميو لمشروط وااللتزامات‬
‫‪1‬‬
‫المفروضة عميو‪.‬‬

‫الفرأل الثالث‪ :‬الجهات المشرفة لى تنفيذ المراقبة اإللكترونية‬


‫يتطمب تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية عمى أرض الواقع تدخؿ عدة جيات قضائية‬
‫لتنفيذ إجراءاتيا بداية مف قاضي الحكـ الذي ينطؽ بالعقوبة ثـ قاضي تطبيؽ العقوبات‬
‫الذي يتابع مدى احتراـ التزاماتيا والسير عمى آلية عمؿ ىذا الجياز‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قاضي تطبيق العقوبات عيد المشرع الفرنسي إلى قاضي تطبيؽ العقوبات‬
‫بميمة اإلشراؼ ومتابعة تنفيذ المراقبة اإللكترونية طبقا ألحكاـ المادة ‪ 7/723‬ؽ إ ج ؼ‬
‫وما بعدىا‪ ،‬كما أقر لو صالحيات اإلشراؼ المباشر بعد استيفاء بعض الشروط التي‬
‫يضطمع بيا شخصيا كالحصوؿ عمى شيادة طبية لممحكوـ عميو الخاضع لممراقبة‬
‫اإللكترونية والتأكد مف موافقة مالؾ العقار عمى إجراء المراقبة اإللكترونية في منزلو وأخي ار‬
‫‪2‬‬
‫األمر برخضاع المستفيديف منيا لاللتزامات المقررة قانونا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مأمور المراقبة نصت المادة ‪ 9/723‬ؽ إ ج ؼ بأنو" يختص باإلشراؼ عمى‬
‫المراقبة اإللكترونية عف بعد موظفوف تابعوف لإلدارة العقابية"‪ ،‬الذيف يناط بيـ ميمة‬
‫المراقبة مف الناحية المادية خالؿ الفترة المحددة ليا‪ ،‬بحيث يتولوف القياـ بالزيارات لمحؿ‬
‫إقامة المحكوـ عميو لمقابمتو‪ ،‬وفي حالة عدـ امتثاؿ المحكوـ عميو لطمب المقابمة يعتبر‬
‫‪3‬‬
‫ائب‪ ،‬ويقوـ مأمور الرقابة بتحرير تقرير وارسالو لقاضي تطبيؽ العقوبات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشركات الخاصة أبدى المشرع الفرنسي في الوىمة األولى تحفظا إزاء اشتراؾ‬
‫متعاممي القطاع الخاص في ميمة تنفيذ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬قاص ار إياىا عمى موظفي‬
‫ير أف ىذا الوضع ما فتئ أف تغير‪ ،‬فأصدر المشرع الفرنسي القانوف رقـ‬ ‫الدولة‪،‬‬
‫‪ 1138-2002‬المؤرخ في ‪ 2002/09/09‬المتعمؽ بتوجيو وتنظيـ العدالة وأضاؼ بندا‬

‫‪ 1‬صفاء أوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪ 2‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬العقوبة الرضائية وأثرىا في ترشيد السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.220/219‬‬
‫‪ 3‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪54‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫جديدا لممادة ‪ 9/723‬ؽ إ ج ؼ أجاز مف خاللو االستعانة بأشخاص القانوف الخاص‬


‫المؤىميف فنيا لإلشراؼ عمى تنفيذ المراقبة عف بعد‪ ،‬عف طريؽ توريد أجيزة المراقبة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫التدخؿ الفني إلصالح األعطاؿ واالضطرابات التي تصيب األجيزة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القطت المركزي لممراقبة في فرنسا توجد أقطاب مركزية لممراقبة اإللكترونية‬
‫موزعة عمى كامؿ التراب الفرنسي تسير عمى متابعة كؿ صور المراقبة اإللكترونية بدوف‬
‫انقطاع ‪ 24/24‬و كامؿ أياـ األسبوع ‪ ، 7/7‬تتمتع باختصاص إقميمي يمتد إلى عدة‬
‫مؤسسات عقابية بحيث يتبع كؿ قطب مجموعة مف المؤسسات العقابية الموجودة في‬
‫واليات مختمفة‪ ،‬كما يشرؼ القطب عمى تسيير مخزوف الوسائؿ المادية و توفير األجيزة‬
‫لممؤسسات العقابية‪ ،‬وخالؿ عممية المراقبة والمتابعة يتمقى القطب المركزي نوعيف مف‬
‫اإلخطارات التقنية ومتعمقة بخرؽ االلتزامات؛‬

‫خامسا‪ :‬جهاز الحماية القضائية لمشبات يتدخؿ ىذا الجياز إذا كاف المستفيد مف‬
‫المراقبة اإللكترونية قاص ار سواء كتدبير أمني أو كبديؿ لمعقوبة السالبة لمحرية كميا‬
‫أو بعضيا أو في نياية العقوبة‪ ،‬وتكوف تدخالتيا بالتنسيؽ مع اإلدارة العقابية مصمحة‬
‫اإلصالح والتأىيؿ أيف تتكفؿ ببعض المياـ كدراسة الجدوى و القابمية‪ ،‬قبؿ و أثناء تنفيذ‬
‫الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬وليا صالحيات واسعة في اقتراح التدابير‬
‫والجزاءات التي تتماشى والخصائص النفسية و السموكية لمقاصر ومتطمبات إعادة إدماجو‬
‫و تيذيب لتفادي العودة لمجريمة كما تحوز صالحية انجاز معاينات ميدانية قبؿ و خالؿ‬
‫تنفيذ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية و اقتراح أي تعديؿ في االلتزامات وكذا المواقيت‬
‫‪2‬‬
‫كي تتماشى المراقبة مع متطمبات البرنامج التربوي‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فأسند ميمة تنفيذ ومراقبة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫تحت إشراؼ قاضي تطبيؽ العقوبات في المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 8‬مف القانوف ‪،01/18‬‬
‫حيث تقوـ المصالم الخارجية إلدارة السجوف المكمفة برعادة اإلدماج االجتماعي‬

‫‪ 1‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ 2‬عبد اهلل كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 116‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫لممحبوسيف بالمراقبة عف بعد وكذا الزيارات لممستفيد منيا واعداد التقارير الدورية عف تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫المراقبة اإللكترونية لقاضي تطبيؽ العقوبات واعالمو كذلؾ بكؿ خرؽ لممواعيد‪.‬‬
‫لذا فنظاـ المراقبة اإللكترونية يعتمد عمى أحدث التقنيات التكنولوجية في عممو‬
‫التي تتطمب موظفيف ذوي كفاءة وحس عاؿ بالمسؤولية واطالع واسع عمى ىذه اآللية‪،‬‬
‫ويكونوا عادة قد خضعوا لتربصات وتكويف مكثؼ يسمم ليـ مف التمكف و اإلحاطة‬
‫بجميع مكوناتيا‪ ،‬و يكوف ىؤالء الموظفوف تابعيف لو ازرة العدؿ حيث يقوموف بمياـ محددة‪.‬‬
‫‪-1‬ميمة تركيب السوار اإللكتروني‪ :‬توجد عمى مستوى كؿ مؤسسة عقابية مكتب مختص‬
‫بتركيب جياز السوار اإللكتروني عمى المعني ووضع حيز الخدمة المراقبة اإللكترونية‪،‬‬
‫حيث يتكوف مف موظفيف موظؼ أحدىما مؤىؿ مكمؼ بعممية تثبيت ونزع السوار‬
‫اإللكتروني؛ واآلخر تقني في اإلعالـ اآللي مكمؼ بتشغيؿ السوار اإللكتروني وتحديد‬
‫النطاؽ الجغرافي لحاممو حسب مضموف األمر القضائي؛‬
‫حيث يقوـ قاضي تطبيؽ العقوبات بررساؿ قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية إلى‬
‫المؤسسة العقابية وبمجرد استالمو يتـ فتم ممؼ خاص لممعني يتضمف بطاقة معمومات‬
‫قرار أو حكـ القاضي باإلدانة‪ ،‬صحيفة السوابؽ القضائية‪ ،‬ومقرر الوضع‬ ‫شخصية‬
‫تحت المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬ويسجؿ في سجؿ خاص بالمؤسسة العقابية ثـ يتـ استدعاء‬
‫المحكوـ عميو لمتأكد مف مطابقة المعمومات الخاصة بو‪ ،‬ويتـ تذكيره بالتدابير التي يتعيف‬
‫االلتزاـ بيا وفقا لما ىو منصوص عميو في مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وما‬
‫يترتب عف مخالفة ذلؾ‪ ،‬وبعدىا يقوـ الموظؼ المؤىؿ بتثبيت السوار اإللكتروني عمى‬
‫المحكوـ عميو؛‬
‫‪ -2‬ميمة المراقبة‪ :‬يوجد عمى مستوى المصالم الخارجية إلعادة اإلدماج أو المؤسسة‬
‫العقابية مركز يتكوف مف موظفيف يعمالف بنظاـ المناوبة قصد ضماف الرقابة المتواصمة‬
‫خالؿ اليوـ‪ ،‬لمدى احتراـ المعنييف لاللتزامات المفروضة عمييـ بصفة دورية سواء عف‬
‫طريؽ االنتقاؿ إلى مكاف تواجده أو عف طريؽ الياتؼ‪ 2،‬فيقوـ ىذا السوار برصدار‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ 2‬المنشور الوزاري رقـ ‪ ،2018/6189‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 09‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫موجات معينة يمتقطيا جياز آخر يتـ تثبيتو بواسطة القائميف عمى مراقبة التنفيذ‪ ،‬ويتصؿ‬
‫الجياز المثبت بالكمبيوتر المركزي الموجود بمركز المراقبة بواسطة خط الياتؼ المثبت‬
‫في مكاف اإلقامة‪ ،‬وفي حالة مغادرة الخاضع ليذا النظاـ لممكاف المفروض عميو‪ ،‬ويقوـ‬
‫‪1‬‬
‫الجياز بررساؿ إشارات تحذيرية لمكمبيوتر المركزي‪.‬‬
‫وخالؿ سير المراقبة اإللكترونية يتمتع قاضي تطبيؽ العقوبات بصالحيات واسعة‬
‫لضماف حسف سيرىا ومرونة تطبيقيا بما يكفؿ تحقيؽ أ راضيا في الردع واعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي‪ ،‬وخصوصا سمطتو في أف يعدؿ في أي وقت شروطيا وأف يفرض عمى‬
‫‪2‬‬
‫المحكوـ عميو التزامات يراىا مناسبة طبقا لممواد ‪ 150‬مكرر‪ 6‬مف القانوف ‪.01-18‬‬
‫كما أقرت و ازرة العدؿ عمى مجموعة مف األحكاـ القانونية التي تسمم باستعماؿ‬
‫السوار اإللكتروني عمى أحسف وجو عف طريؽ‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء تطبيؽ خاص بتسيير السوار اإللكتروني عمى مستوى المجالس القضائية وأجيزة‬
‫االستكشاؼ عمى مستوى الضبطية القضائية لمتابعة مدى تقيد المتيـ بالتعميمات السابقة؛‬
‫‪ -‬استحداث قاعدة معطيات مركزية خاصة باألشخاص الخاضعيف لنظـ السوار‬
‫اإللكتروني والتي سيتـ ربطيا آليا بتطبيؽ تسيير الممؼ القضائي وكذا بالمصالم المكمفة‬
‫بميمة تسيير السوار اإللكتروني ومراقبة حامميا؛‬
‫‪ -‬إجراء عدة تجارب تقنية مع متعاممي الياتؼ النقاؿ أوريدو‪ ،‬جيزي‪ ،‬موبيميس والتي‬
‫‪3‬‬
‫أفضت إلى نتائج مجدية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫‪ 2‬ضريؼ شعيب‪ ،‬المراقبة اإللكترونية لممحكوـ عمييـ في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 3‬عبد اليادي ليزيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.314/313‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫المبحث الثان ‪ :‬اآلثار المترتبة لى الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬

‫إف تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية باعتبارىا بديال عف العقوبات السالبة لمحرية‬
‫آثار تتمحور في مجموعة مف الحقوؽ وااللتزامات عمى الشخص الخاضع لنظاـ‬
‫تحدث ا‬
‫المراقبة اإللكترونية الخضوع ليا و إتباعيا وعند اإلخالؿ بيا يتعرض لجزاءات معينة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬واجبات الشخص الموضوأل تحت المراقبة االلكترونية‬

‫يعيد إلى قاضي تطبيؽ العقوبات صالحية مراقبة وتحديد مجموعة مف االلتزامات‬
‫التي يجب عمى الشخص موضوع المراقبة اإللكترونية إتباعيا وتنقسـ إلى التزامات أصمية‬
‫والتزامات تكميمية في المواد ‪ 43-132‬إلى ‪ 46-132‬مف ؽ ع ؼ‪ 1،‬إضافة إلى منحو‬
‫مجموعة مف الحقوؽ والضمانات القانونية التي تضمف عدـ المساس بالحياة الخاصة‬
‫لممحكوـ عميو عند وضعو تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرأل األول‪ :‬حةوق المستفيد من المراقبة اإللكترونية عند تطبيؽ نظاـ‬


‫المراقبة اإللكترونية يجب احتراـ الشخص المستفيد منيا وحفظ سالمة حياتو وحرمة مسكنو‬
‫الخاص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حق الفرد ف تةبل المجتمع ل مما ال شؾ فيو أف األفراد في أي مجتمع‬


‫ير ممف سبؽ إدانتيـ أو حبسيـ نظرة تحمؿ الرفض واالحتقار تظير‬ ‫ينظروف إلى‬
‫واضحة بالنسبة لمف سبؽ حبسيـ‪ ،‬ير أف نظاـ المراقبة اإللكترونية ير ىذه الفكرة‬
‫لكونو يستوجب تثبيت جياز في يده أو أسفؿ ساقو‪ ،‬يتعذر عمى الكثيريف مف أفراد‬
‫‪2‬‬
‫المجتمع رؤيتو وبيذا تحقؽ قد ار كبي ار مف الحماية في حؽ الفرد مف تقبؿ المجتمع لو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق الفر في حرمة مسكنه الخاص يعد ىذا الحؽ مف أحد مجاالت حؽ‬
‫الحياة الخاصة وىو الحؽ في الحياة األسرية والشخصية والداخمية والزوجية لمشخص‬

‫‪ 1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪.676‬‬ ‫‪ 2‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫عندما يعيش وراء بابو المغمؽ وىو إحدى الحقوؽ التي يكفميا نظاـ المراقبة اإللكترونية‬
‫فحسب القانوف الفرنسي وانطالقا مف شروطو الفنية حيث يكتفي بتركيب السوار‬
‫اإللكتروني فقط ويمنع استعماؿ كاميرات المراقبة داخؿ مكاف إقامة الخاضع لممراقبة وكذا‬
‫تقييد استعماؿ نظاـ ‪ GPS‬لتحديد مواقع تواجده‪ ،‬مما يعطيو حؽ في حرمة مسكنو وحياتو‬
‫الخاصة؛‬

‫ثالثا‪ :‬الحق في حرمة جسم الخاضع لممراقبة وىي مف الحقوؽ المصيقة بشخص‬
‫اإلنساف أي الكياف المادي والمعنوي لمشخصية‪ ،‬وىي حؽ مكفوؿ دستوريا مف قبؿ معظـ‬
‫الدوؿ لضماف عدـ انتياؾ حرمة اإلنساف وحظر أي عنؼ بدني أو معنوي أو أي مساس‬
‫بالكرامة اإلنسانية بحيث تضمف المراقبة اإللكترونية عند تركيب السوار اإللكتروني عدـ‬
‫‪1‬‬
‫اإلضرار بجسمو عف طريؽ عرضو عمى طبيب لفحصو‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحق في الخموة الشرعية إف الحؽ في الخموة الشرعية لإلنساف يعد مف أىـ‬
‫األسباب التي تعزز بنظاـ المراقبة اإللكترونية إذ يكوف بوسع الخاضع لممراقبة أف يمارس‬
‫حياتو الطبيعية داخؿ أسرتو‪ ،‬ولقد تنبيت بعض التشريعات ألىمية الخموة الشرعية‬
‫باعتبارىا مف الحقوؽ اإلنسانية والحقوؽ المشتركة لمزوجيف فأقرتيا لمسجناء انطالقا مف أف‬
‫ياب الخموة الشرعية قد يؤدي إلى انحراؼ جنسي عند السجيف وكذا انتشار الجرائـ‬
‫الجنسية داخؿ السجوف مما ينشأ عنو األمراض الجمدية والتناسبية‪ ،‬والشعور بالسخط عمى‬
‫المجتمع‪ ،‬إضافة إلى الحرماف الذي يصيب الطرؼ اآلخر في العالقة الزوجية وىو ما‬
‫‪2‬‬
‫يؤدي أحيانا إلى تفكؾ األسرة‪.‬‬
‫وقد تناوؿ المشرع الجزائري ىذه الحقوؽ في القانوف ‪ 01/18‬بضرورة احتراـ دراسة‬
‫الشخص المعني وسالمتو وحياتو وحرمة مسكنو الخاصة عند تنفيذ المراقبة اإللكترونية‪،‬‬
‫والمادتيف ‪ 150‬مكرر‪ 02‬و‪ 150‬مكرر‪ 07‬تناولت أف قاضي تطبيؽ العقوبات قبؿ‬
‫إصدار القرار بالمراقبة اإللكترونية أو أثناء تنفيذىا أف يتحقؽ تمقائيا أو بناء عمى طمب‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 39‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪ 2‬ساىر إبراىيـ الوليد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.680‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫المعني مف أف السوار اإللكتروني ال يمس بصحة المعني‪ ،‬وكذا ال يمكف وضعو إال‬
‫بموافقة المحكوـ عميو أو ممثمو القانوني إذا كاف قاصرا‪ ،‬كما أعطي لو الحؽ في تطبيؽ‬
‫‪1‬‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرأل الثان ‪ :‬االلتزامات األصلية وتتمثؿ أبرز ىذه االلتزامات فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪:‬االلتزام بع م م ا رة محل اإلقامة في األوقات المح ة من قبل القاضي وتمثؿ‬


‫أولى االلتزامات الواجبة عمى عاتؽ الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية بعدـ مغادرة بيتو‬
‫أو الغياب عنو ‪ ،‬أو عف األماكف المحددة مف قبؿ قاضي تطبيؽ العقوبات و ذلؾ خالؿ‬
‫‪2‬‬
‫المدة المحددة في قرار القاضي‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االلتزام بالخضوع لمتابعة األخصائي االجتماعي تشير إحصائيات و ازرة العدؿ‬


‫الفرنسية إلى قمة أعداد األخصائييف االجتماعييف بالنسبة ألعداد األشخاص الموضوعيف‬
‫تحت الم ارقبة اإللكتروني‪ ،‬عمى اعتبار أف المراقبة اإللكترونية تتطمب مالزمة ضرورية‬
‫مف جانب األخصائي االجتماعي‪ ،‬كما تشير تقديرات اإلدارة العقابية في فرنسا في يناير‬
‫‪ 2007‬إلى أف ىناؾ ‪ 2766‬أخصائيا اجتماعيا فقط لمتابعة ‪ 146‬ألؼ محكوـ عميو ينفذ‬
‫عقوبتو في الوسط المفتوح فضال عف متابعة التأىيؿ االجتماعي داخؿ المؤسسات العقابية‬
‫‪3‬‬
‫لمسجناء الذيف يبم عددىـ ‪ 59‬ألؼ سجيف‪.‬‬

‫ثالثـــا‪:‬االلتزام بوضـــع الســـوار االلكترونـــي إذ يجػػب عمػػى الشػػخص الموضػػوع تحػػت‬


‫المراقب ػػة االلكتروني ػػة وض ػػع السػ ػوار االلكترون ػػي عم ػػى م ػػدار الي ػػوـ ‪24/24‬س ػػا ‪ ،‬واحتػ ػراـ‬
‫األوقػػات و المحػػيط المحػػدد لتنقالتػػو عػػف طريػػؽ منػػع الشػػخص مػػف المغػػادرة أو الغيػػاب عػػف‬
‫بيتو أو مكاف محدد لممراقبة مف طػرؼ قاضػي تنفيػذ العقوبػة وذلػؾ طيمػة المػدة المحػددة فػي‬
‫‪4‬‬
‫القرار‪.‬‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.39/38‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ 3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ 4‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.260‬‬

‫‪50‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫وفقا لمنظاـ الفرنسي تحدد أماكف الحضور واألوقات مع األخذ باالعتبار‪:‬‬


‫‪ -‬ممارس ػػة النش ػػاطات الميني ػػة م ػػف قب ػػؿ الش ػػخص الموض ػػوع تح ػػت المراقبػ ػػة االلكترونيػ ػػة‪،‬‬
‫أو متابعػة التدريب والتأىيؿ الميني‪ ،‬أو الدراسة أو القياـ بعمؿ مؤقت بيدؼ مساعدة‬
‫الشخص عمى إعػادة االندماج االجتماعي؛‬
‫‪ -‬المشػ ػػاركة فػ ػػي واجبػ ػػات الحيػ ػػاة العائميػ ػػة‪ ،‬وذلػ ػػؾ عنػ ػػدما يتعمػ ػػؽ الوض ػ ػػع تح ػ ػػت المراقبػ ػػة‬
‫االلكترونية بمتيـ يمارس السمطة األبويػة عمػى طفػؿ دوف العاشػرة مػف عمػره ويقػيـ معػػو فػي‬
‫‪1‬‬
‫بيتو؛ الخضوع لعالج طبي‪.‬‬

‫الفرررأل الثالررث‪ :‬االلتزامررات التكميليررة لقػػد أعطػػت النصػػوص التشػريعية لقاضػػي‬


‫تطبيؽ العقوبات طبقا لممادة ‪ 10-723‬مف ؽ إ ج ؼ والمادة ‪ 3-26-132‬مػف ؽ ع ؼ‬
‫المعدل ػ ػػة بالق ػ ػػانوف رق ػ ػػـ ‪ 204-2004‬و الم ػ ػػادة ‪ 185‬إمكاني ػ ػػة ف ػ ػػرض الت ازم ػ ػػات تكميمي ػ ػػة‬
‫منصػ ػػوص عمييػ ػػا فػ ػػي الم ػ ػواد ‪ 43-133‬إلػ ػػى ‪ 46-132‬مػ ػػف ؽ ع ؼ عمػ ػػى األشػ ػػخاص‬
‫الخاضعيف لممراقبة اإللكترونية‪ ،‬ويقسػـ الفقػو الجنػائي ىػذه االلت ازمػات إلػى طػائفتيف‪ :‬األولػى‬
‫التزامات شكمية الزمة لكفالة احتراـ النظاـ الذي تقترف بو وتسمم بالمتابعة الفعالة لممحكػوـ‬
‫عميو‪ ،‬و أما الثانية فيي إجرائية إصالحية أو وقائية تتيم لمخاضػع لممراقبػة إعػادة االنػدماج‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعي وازالة آثار الجريمة ومنع تجددىا‪.‬‬
‫وتتمثؿ أىـ ىذه االلتزامات في‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة نشاط ميني‪ ،‬أو متابعة الدراسة أو التأىيؿ الميني؛‬
‫‪ -‬الخض ػ ػػوع لمفحوص ػ ػػات الص ػ ػػحية والع ػ ػػالج الطب ػ ػػي‪ ،‬ول ػ ػػو اس ػ ػػتدعى األم ػ ػػر اإلقام ػ ػػة ف ػ ػػي‬
‫المستشفى؛‬
‫‪ -‬تعويض الضرر بصورة كمية أو جزئية؛‬
‫‪ -‬أداء الغرامات والنفقات المالية المستحقة لمخزينة العمومية؛‬
‫‪ -‬المنع مف قيادة بعض المركبات المحددة في فئات الرخص المنصوص عمييا في قانوف‬

‫‪ 1‬صفاء أوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬


‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬توظيؼ التقنيات الحديثة في مجاؿ السياسة العقابية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.287/286‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫السير؛‬
‫‪ -‬المنع مف مزاولة العمؿ إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بمناسبة ممارستو؛‬
‫‪ -‬المنػع مػػف ارتيػػاد بعػض األمػػاكف المحػػددة كمحػػالت بيػع وتعػػاطي المشػػروبات الكحوليػػة‪،‬‬
‫وأماكف لعػب القمار ؛‬
‫‪ -‬المنع مف مقابمة بعض األشخاص المحكوميف مثال المساىميف في الجريمة ؛‬
‫‪ -‬المنع مف الدخوؿ فػي عالقػات مػف أي نػوع مػع بعػض األشػخاص‪ ،‬وخاصػة مػع المجنػي‬
‫عميو؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المنع مف حيازة السالح أو حممو؛ إتباع دورات خاصة في واجبات المواطنة‪.‬‬
‫وقػ ػػد أضػ ػػافت المػ ػػادة ‪ 2/27/132‬مػ ػػف ؽ ع ؼ المسػ ػػتحدثة بالقػ ػػانوف ‪204/2004‬‬
‫وكذا المادة ‪ 185‬منو التزاما آخر عمى الشػخص الخاضػع لممراقبػة اإللكترونيػة يتعمػؽ بػالرد‬
‫‪3‬‬
‫عمى كؿ دعوى موجية مف أي جية أو سمطة عامة مف طرؼ قاضي تطبيؽ العقوبة‪.‬‬
‫وم ػػف ىن ػػا أك ػػد المش ػػرع الفرنس ػػي أن ػػو يمك ػػف أيض ػػا إخضػ ػػاع المحكػ ػػوـ عمي ػػو لت ػػدابير‬
‫المس ػػاعدة بيػ ػػدؼ إع ػ ػادة اندماجػ ػػو ب ػػالمجتمع‪ ،‬وى ػػذه المس ػػاعدات تك ػػوف ع ػػف طري ػػؽ تق ػػديـ‬
‫العػػوف االجتمػػاعي مػػف طػػرؼ اإلدارة المسػػاعدة عمػػى االنػػدماج االجتمػػاعي واالختبػػار‪ ،‬ومػػف‬
‫ىنػا نمػػتمس البعػػد اإلنسػػاني لموضػػع تحػػت المراقبػػة اإللكترونيػػة‪ ،‬المتمثػػؿ بمسػػاىمة المجتمػػع‬
‫المػػدني فػػي مسػػاعدة المحكػػوـ عميػػو الػػذي ربمػػا فقػػد عائمتػػو‪ ،‬وعالقاتػػو‪ ،‬وعممػػو‪ ،‬عم ػػى فعػػؿ‬
‫شيء ما مف جديد وقد أضاؼ المشرع الفرنسي التزاماً آخر عمى الشػخص الموضػوع تحػت‬
‫المراقبة اإللكترونية يتعمػؽ بالرد عمى كؿ دعوة موجية مف أي سمطة عامة محػددة مػف قبػؿ‬
‫‪4‬‬
‫قاضي تنفيذ العقوبة‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري وحسب المادة ‪ 150‬مكرر ‪ 5‬مف القانوف ‪ 01/18‬تضمنت‬
‫أف يترتب عمى المستفيد مف الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عدـ مغادرة منزلو‬
‫أو المكاف الذي يعينو قاضي تطبيؽ العقوبات‪ ،‬وخالؿ الفترات المحددة في مقرر الوضع‬

‫‪ 1‬خمود محمد أسعد إماـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪ 2‬حناف زعيمش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 3‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ 4‬صفاء أوتاني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫تحت المراقبة اإللكترونية مع مراعاة ممارسة المحكوـ عميو لنشاط ميني ومتابعتو لدراسة‬
‫‪1‬‬
‫أو تكويف أو تربص أو شغمو وظيفة أو متابعتو لعالج‪.‬‬
‫كم ػػا أج ػػازت الم ػػادة ‪ 150‬مك ػػرر‪ 6‬لقاضػ ػي تطبي ػػؽ العقوب ػػات أف يخض ػػع الش ػػخص‬
‫الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية اللتزاـ أو أكثر مف االلتزامات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة نشاط ميني أو متابعة تعميـ أو تكويف ميني؛‬
‫‪ -‬عػػدـ ارتيػػاد بعػػض األمػػاكف؛ عػػدـ االجتمػػاع بػػبعض األشػػخاص المحكػػوـ عمػػييـ‪ ،‬بمػا فػػي‬
‫ذلؾ الفاعميف األصمييف أو الشركاء في الجريمة؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عدـ االجتماع ببعض األشخاص السيما الضحايا القصر؛‬
‫‪-‬االلت ػزاـ بشػػروط التكفػػؿ الصػػحي أو اإلجتمػػاعي أو التربػػوي أو النفسػػي التػػي تيػػدؼ إلػػى‬
‫إعادة إدماجو اجتماعيا؛‬
‫‪-‬كمػػا يمتػػزـ المحكػػوـ عميػػو بالمراقبػػة اإللكترونيػػة باالسػػتجابة إلػػى اسػػتدعاء قاضػػي تطبيػػؽ‬
‫العقوبػ ػػات أو أي سػ ػػمطة قضػ ػػائية أخػ ػػرى‪ ،‬وفػ ػػي حالػ ػػة مخالفتػ ػػو لتمػ ػػؾ االلت ازمػ ػػات تقػ ػػرر لػ ػػو‬
‫‪3‬‬
‫العقوبات المناسبة‪.‬‬
‫كمػػا ألػػزـ المشػػرع الج ازئػػري حسػػب المنشػػور ‪ 6189‬أف يمضػػي المحكػػوـ عميػػو تعيػػد‬
‫يتضمف‪:‬‬
‫‪-‬يجب أف يتوفر عمى ىاتؼ نقاؿ بو رقـ ىاتفو الشخصي؛‬
‫‪-‬يتعػػيف عميػػو اإلجابػػة عمػػى االتصػػاالت الياتفيػػة التػػي توجػػو لػػو مػػف قبػػؿ المصػػمحة المكمفػػة‬
‫بمتابعتو ‪24/24‬سا؛‬
‫‪-‬تمكػػيف مصػػمحة المتابعػػة مػػف رقػػـ ىػػاتؼ ألحػػد أقاربػػو لالتصػػاؿ بػػو فػػي حالػػة الضػػرورة؛‬
‫‪-‬االمتثاؿ لمرسائؿ النصية التي تبم لو مف طرؼ مصمحة المتابعة؛‬
‫‪-‬عدـ قيامو بتعطيؿ أو نزع السوار اإللكتروني ميما كاف السبب؛‬
‫‪-‬في حالة العطب يتعيف إخطار فو ار الجية التي تقػوـ بمتابعتػو؛ يتعػيف عميػو شػحف بطاريػة‬
‫الياتؼ و السوار اإللكتروني؛‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.37/36‬‬


‫عبد اهلل زياني‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.297/296‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.38/37‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪-‬عن ػػد انتي ػػاء العقوب ػػة ي ػػتـ اس ػػتدعاء المعن ػػي م ػػف ط ػػرؼ المص ػػالم الخارجي ػػة أو المؤسس ػػة‬
‫العقابيػ ػػة لنػ ػػزع الس ػ ػوار اإللكترونػ ػػي منػ ػػو؛ فػ ػػي حالػ ػػة نيايػ ػػة الوضػ ػػع تحػ ػػت نظػ ػػاـ المراقبػ ػػة‬
‫‪1‬‬
‫اإللكترونية و لـ يقـ المستفيد بررجاع السوار اإللكتروني يتابع قضائيا‪.‬‬

‫المطلب الثان ‪ :‬حاالت إلغاء المراقبة اإللكترونية والنتائج المترتبة ليها‬

‫إف نياية وضع المحكوـ عميو تحت المراقبة اإللكترونية مرىوف بتنفيذ كافة‬
‫ير أنو قد يشوبيا‬ ‫االلتزامات المفروضة عميو في قرار الوضع وانتياء مدتيا بنجاح‬
‫عارض يؤدي إلى تعميقيا أو إلغائيا وقد تنتيي بنجاح فيثبت انتياؤىا‪ 2،‬ويحدد موعد لفؾ‬
‫جياز االستقباؿ المركب في مكاف اإلقامة إلرجاعو إلى مركز المراقبة بالمؤسسة العقابية‪،‬‬
‫ثـ ينزع السوار اإللكتروني مف جسـ الخاضع ليا ليغادر المؤسسة العقابية بعد ذلؾ‪ ،‬ير‬
‫‪3‬‬
‫أنو قد يشوب تنفيذىا بعض األحداث تستوجب التعميؽ أو اإللغاء‪.‬‬
‫يقصد بتعميؽ قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية أف تقوـ السمطة القضائية بأمر‬
‫توقيؼ مؤقت لإلجراء خالؿ مرحمة تنفيذه‪ ،‬بناء عمى أسباب صحية أو أسرية‬
‫أو اجتماعية متعمقة بالخاضع لممراقبة كتحويؿ مكاف اإلقامة أو ظرؼ صحي طارئ‪ ،‬وىو‬
‫ما نص عميو المشرع الفرنسي في المواد ‪1/720‬و‪ 1/1/720‬ؽ إ ج ؼ بتعميؽ المراقبة‬
‫لمدة زمنية قابمة لمتجديد وال يترتب عمييا التحمؿ مف كؿ االلتزامات إنما يشمؿ فقط عدـ‬
‫الخضوع لمواقيت المراقبة‪ ،‬ولـ يشترط كذلؾ سحب معدات المراقبة ونزع السوار‬
‫اإللكتروني إذا كاف التعميؽ لمدة زمنية بسيطة‪ ،‬أما إذا كاف لمدة طويمة أو ير محددة‬
‫المدة فينا يقوـ الفريؽ التقني بسحب المعدات بما فييا السوار اإللكتروني‪ ،‬وبانتياء مدة‬
‫التعميؽ يقوـ نفس الفريؽ برعادة تركيبيا فو ار ما لـ تقرر السمطة القضائية خالؼ ذلؾ‪،‬‬
‫وقد يكوف التعميؽ لمقرار بسبب خرؽ االلتزامات المترتبة عنيا‪ ،‬حيث يمكف لقاضي‬
‫العقوبات أو قاضي األحداث وتبعا لممادة ‪ 12/712‬ؽ إ ج ؼ تعميؽ القرار الوضع‬

‫‪ 1‬فريدة يف يونس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ ،518‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.05‬‬


‫‪ 2‬عماد الفقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ 3‬محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪54‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫وايداع الخاضع لممراقبة مباشرة الحبس مع استجوابو مف طرؼ القاضي المختص في أجؿ‬
‫‪ 15‬يوـ مف تاريخ إيداعو‪ ،‬التخاذ قرار بشأف مواصمة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫‪1‬‬
‫أو إلغائيا‪.‬‬

‫الفرأل األول‪ :‬حاالت إلغاء المراقبة اإللكترونية أجاز المشرع الفرنسي إلغاء‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية بسحب قرار المراقبة في حالة تحقؽ حالة مف حاالت‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 13/723‬ؽ إ ج ؼ ‪:‬‬
‫‪ -1‬مخالفة شروط تنفيذ المراقبة اإللكترونية‪ :‬يقصد بيا تغيب الشخص المحكوـ عميو‬
‫بالمراقبة اإللكترونية عف المكاف الذي حدده قاضي تطبيؽ العقوبات بدوف مبرر‬
‫أو محاولتو تحييد أجيزة المراقبة‪ ،‬ويتـ التأكد منيا عند قياـ السوار اإللكتروني بررساؿ‬
‫إشارات ت فيد أف المحكوـ عميو قد ادر المكاف المحدد لو‪ ،‬أو عندما يثبت أف الجياز قد‬
‫‪3‬‬
‫تعطؿ تماما‪ ،‬فعندىا يقوـ رجاؿ المراقبة بالتحري عف األمر واثبات المخالفة إف وجدت‪.‬‬
‫‪ -2‬مخالفة التدابير المنصوص عمييا في المادة ‪ 10/723‬مف ؽ إ ج ‪ :‬وىي تدابير‬
‫المساعدة والمتابعة في المواد ‪ 43/132‬إلى ‪ 46/132‬مف ؽ ع ؼ كعدـ استجابة‬
‫المحكوـ عميو الستدعاء قاضي تطبيؽ العقوبات‪ 4،‬أو عدـ التزامو بساعات المراقبة‬
‫أو محاولتو إحداث اضطرابات في أجيزتيا‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ التقارير الدورية التي تصؿ‬
‫لقاضي تطبيؽ العقوبات مف طرؼ األعواف المكمفيف بالرقابة عف بعد وعف طريؽ الزيارات‬
‫الميدانية أو الياتؼ‪ ،‬وكذلؾ في حاؿ ارتياده لبعض األماكف التي منعو قاضي تطبيؽ‬
‫العقوبات عف ارتيادىا‪ ،‬كا لحانات وأماكف بيع المشروبات الكحولية‪ ،‬وأماكف لعب القمار‪،‬‬
‫وفي حاؿ اجتماعو ببعض األشخاص الذيف منعو قاضي تطبيؽ العقوبات عف االتصاؿ‬
‫بيـ السيما الضحايا والقصر‪ 5،‬ضؼ إلى ذلؾ عدـ امتثالو لبرامج التكفؿ الصحي‬

‫‪ 1‬عبد اهلل كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 119‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ 3‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 4‬حناف زعيمش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 5‬شعيب ضريؼ ‪ ،‬آليات تنفيذ العقوبة السالبة في الحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫أو االجتماعي أو التربوي أو النفسي التي تيدؼ في مجمميا إلى إعادة التوافؽ االجتماعي‬
‫‪1‬‬
‫لممحكوـ عميو‪.‬‬
‫أشارت المادة ‪ 7/434‬مف ؽ إ ج ؼ عمى أنو في حالة خرؽ االلتزامات المفروضة‬
‫عمى الشخص الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية فرف الجياز يرسؿ إشارات إنذار لمركز‬
‫المراقبة‪ ،‬كما يعد المحكوـ عميو مرتكبا لجريمة اليروب مف تطبيؽ المراقبة اإللكترونية‬
‫‪2‬‬
‫وقد تصؿ العقوبة إلى الحبس ‪ 03‬سنوات والغرامة المالية تصؿ حتى ‪ 45000‬أورو‪.‬‬
‫‪ -3‬رفض المحكوـ عميو لتعديالت شروط المراقبة اإللكترونية ولحدودىا تستمزـ توافر‬
‫شرطيف األوؿ أف يكوف التعديؿ ضروريا كما لو تعمؽ بمكاف المراقبة‪ ،‬أو األوقات التي‬
‫يمتنع عميو فييا مغادرة مكاف اإلقامة أما الثاني يكمف في رفض المحكوـ عميو ليذه‬
‫التعديالت‪3،‬وقد سبؽ وأف رأينا أف المشرع الفرنسي يمزـ رضا المحكوـ عميو بنظاـ‬
‫المراقبة‪ ،‬ولكنو لـ يستمزـ رضاه برجراء تعديالت عمييا‪ ،‬لذلؾ كاف مف المنطقي اعتبار‬
‫رفض المراقبة مف أسباب إلغائيا‪ ،‬ألف نظاـ المراقبة يفترض رضا المحكوـ عميو بو‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وبدوف ذلؾ فمف تحقؽ أىدافيا‪.‬‬
‫‪ -4‬صدور حكـ جديد باإلدانة ضد المحكوـ عميو‪ :‬سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة‬
‫بؿ ال ييـ زمف معيف الرتكابيا سواء كانت قبؿ الجريمة األصمية التي وقعت المراقبة‬
‫اإللكترونية بسببيا أو بعدىا أو أثناء تنفيذ ىذه األخيرة‪ 5،‬ومرد ذلؾ أف المشرع الفرنسي‬
‫تناوؿ ىذه الحالة بطريقة عامة ير مقيدة تتطمب فقط صدور حكـ جديد باإلدانة دوف‬
‫‪6‬‬
‫تحديد طبيعة الحكـ وبغض النظر عف الجريمة الصادر فييا أو وقت ارتكابيا‪.‬‬
‫‪ -5‬طمب المحكوـ عميو إلغاء مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ :‬ويكوف ذلؾ لعدة‬
‫أسباب قد تكوف أسباب شخصية أو عائمية خاصة أو مساس بحياتو خاصة جراء زيارات‬
‫دورية مف طرؼ المصالم المختصة أو ضغط عمى عائمتو أو صاحب العقار الذي يقطف‬

‫‪ 1‬شعيب ضريؼ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية لممحكوـ عمييـ في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 2‬محمد صبحي سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.801‬‬
‫‪ 3‬حناف زعيمش‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ 4‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ 5‬عبد المطيؼ بوسري‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ 6‬عماد الفقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫فيو إذا لـ يكف يممؾ مسكف خاص أو مستقر‪ ،‬مما يجبره عمى تقديـ طمب إلغاء إجراء‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية و الخضوع لمعقوبة األصمية التي يفرضيا عميو‬
‫‪2‬‬
‫القاضي‪ 1،‬ويفضؿ في ىذه الحالة طمب إلغاء المراقبة بدال مف مخالفة شروطيا‪.‬‬
‫‪ -6‬سوء سموؾ المحكوـ عميو بتوقيع نظاـ المراقبة اإللكترونية الناتج عف مخالفة القواعد‬
‫العامة وسوء السمعة والسيرة‪ 3،‬وقد أضيفت ىذه الحالة بمقتضي قانوف توجيو وتنظيـ‬
‫العدالة الفرنسي ومف أمثمتيا ارتكاب الخاضع لجريمة جديدة أو اتيامو فييا أو القبض‬
‫عميو دوف صدور حكـ باإلدانة ويكوف ىذا السموؾ يخؿ باألخالؽ وحسف السيرة‬
‫‪4‬‬
‫والسمعة‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد حدد الحاالت التي تمغى فييا المراقبة اإللكترونية مف قبؿ‬
‫قاضي تطبيؽ العقوبات بعد سماح المعني في المادتيف ‪ 150‬مكرر‪ 8‬و‪ 150‬مكرر‪10‬‬
‫مف القانوف ‪: 01/18‬‬
‫‪ -1‬حالة إدانة المحكوـ عميو بعقوبة أخرى‪ ،‬لـ يحدد المشرع نوع العقوبة سواء كانت‬
‫عقوبة سالبة لمحرية أو حتى رامة مالية؛‬
‫‪ -2‬طمب المحكوـ عميو إللغاء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ألسباب تعود إليو‬
‫‪5‬‬
‫شخصيا؛‬
‫‪ -3‬عدـ احتراـ المحكوـ عميو لاللتزامات المحددة في مقرر الوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية دوف مبررات مشروعة‪ ،‬حيث تبم المصالم الخارجية إلدارة السجوف المكمفة‬
‫برعادة اإلدماج االجتماعي لممحبوسيف قاضي تطبيؽ العقوبات فو ار عف كؿ خرؽ لمواقيت‬
‫‪6‬‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫كما يمكف لمشخص الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية التظمـ ضد قرار اإللغاء‬
‫خالؿ أجؿ ‪ 05‬أياـ مف تاريخ تبمي قرار اإللغاء لدى لجنة تكييؼ العقوبات التي يجب‬

‫‪ 1‬ضريؼ شعيب‪ ،‬المراقبة اإللكترونية لممحكوـ عمييـ في السياسة العقابية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.184/183‬‬
‫‪ 2‬عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ 3‬محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ 4‬عماد الفقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 5‬فيصؿ بدري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.809‬‬
‫‪ 6‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫عمييا الفصؿ فيو في أجؿ ‪ 15‬يوما مف تاريخ إخطارىا حسب المادة ‪150‬مكرر‪،11‬‬
‫و يبقى المستفيد في حالة إفراج إلى اية فصؿ لجنة تكييؼ العقوبات في تظممو‪ ،‬ونظ ار‬
‫لكوف مقر لجنة تكييؼ العقوبات بالمديرية العامة إلدارة السجوف واعادة اإلدماج‪ ،‬وبالتالي‬
‫فمف الصعب الوصوؿ إلييا‪ ،‬لذلؾ قرر المنشور الوزاري ‪ 6189‬أف يتـ تقديـ طمب التظمـ‬
‫ضد إلغاء مقرر الوضع لدى أمانة قاضي تطبيؽ العقوبات الذي يحيمو إلى النيابة العامة‬
‫التي تتولى إرسالو فو ار إلى لجنة تكييؼ العقوبات لمفصؿ فيو‪.1‬‬

‫الفرأل الثان ‪ :‬النتائج المترتبة لى إلغاء المراقبة اإللكترونية يترتب عمى‬


‫اإلخالؿ بشروط الوضع تحت المراقبة اإللكترونية قياـ قاضي تطبيؽ العقوبات برلغاء‬
‫مقرر الوضع‪ ،‬وقد يعاقب المحكوـ عميو عف جنحة اليروب مف تنفيذ العقوبة السالبة‬
‫لمحرية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إل اء مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يتـ إلغاء قرار الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية عمى عدة مراحؿ إجرائية متعاقبة‪ ،‬تبدأ بتحديد موظفي اإلدارة العقابية‬
‫لاللتزاـ الذي تمت مخالفتو‪ ،‬ثـ يتـ تقدير حجـ المخالفة وداللتيا بواسطة مأموري المراقبة‬
‫اإللكترونية مع مدى التقدـ الذي أحرزه الخاضع لممراقبة في التأىيؿ واعادة االندماج‪ ،‬ثـ‬
‫يتـ تقديـ الطمب برلغاء قرار المراقبة اإللكترونية‪ ،‬وينتيي برصدار القرار مف قاضي تطبيؽ‬
‫العقوبات وبالتالي ال يقع إلغاء المراقبة اإللكترونية بقوة القانوف بتوافر إحدى حاالت إلغاء‬
‫القرار السابؽ ذكرىا‪ ،‬إنما يتعيف إصدار قرار بذلؾ‪ ،‬والمشرع الفرنسي قد أعطى لمقاضي‬
‫‪2‬‬
‫السمطة التقديرية في مالئمة إلغاء القرار مف عدمو‪.‬‬
‫فرذا ما قدر لمقاضي إلغاء قرار الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬يتعيف عميو‬
‫سماع أقواؿ المحكوـ عميو الخاضع لممراقبة بحضور محاميو في رفة المشورة بعد مداولة‬
‫قانونية‪ 3،‬ويستمع لطمبات النيابة العامة‪ ،‬وممثؿ عف اإلدارة العقابية ويصدر بعدىا قرار‬

‫‪ 1‬فريدة بف يونس‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.519‬‬


‫‪ 2‬محمد صبحي سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.802‬‬
‫‪ 3‬محمد بوكماش‪ ،‬أسماء حقاص‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫مسببا بالبت في قرار اإللغاء مف عدمو‪ ،‬ويكوف القرار نافذا فور صدوره ويجوز لممحكوـ‬
‫عميو الطعف فيو خالؿ ‪ 10‬أياـ عف طريؽ االستئناؼ أماـ محكمة االستئناؼ‪ ،‬ويترتب‬
‫عمى إلغاء قرار المراقبة اإللكترونية في مرحمة التنفيذ العقابي‪ ،‬خضوع المحكوـ عميو لباقي‬
‫مدة العقوبة السالبة لمحرية المتبقية بعد خصـ المدة التي خضع خالليا ليذه اآللية مف‬
‫المدة المتبقية مف تنفيذ العقوبة األصمية‪ ،‬وىو ما أشارت لو المادة ‪ 13/723‬مف ؽ إ ج‬
‫‪1‬‬
‫ؼ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعتبار المحكوم عميه مرتكت لجنحة الهروت من المراقبة اإللكترونية ومؤدى‬
‫ذلؾ أف ىروب المحكوـ عميو مف االلتزامات التي يفرضيا نظاـ المراقبة اإللكترونية يشكؿ‬
‫الجريمة منصوص عمييا في المادة ‪ 29/434‬مف ؽ ع ؼ عمى أنو يعد مرتكبا لجريمة‬
‫اليروب‪:‬‬
‫‪ -1‬المحبوس الذي ييرب مف المراقبة المفروضة عميو أثناء وضعو في إحدى‬
‫المستشفيات أو المراكز الصحية؛‬
‫‪ -2‬المحبوس الذي ييرب مف المراقبة المفروضة عميو وذلؾ في حالة صدور قرار‬
‫بوضعو خارج المؤسسة العقابية أو استفادتو مف نظاـ شبو الحرية‪ ،‬أو إذف الخروج مف‬
‫المؤسسة؛‬
‫‪ -3‬المحكوـ عميو الذي ال يعود إلى المؤسسة العقابية عند نياية مدة وقؼ أو تجزئة‬
‫عقوبة الحبس‪ ،‬أو الوضع خارج المؤسسة‪ ،‬أو نظاـ شبو الحرية أو إذف الخروج؛‬
‫وقد أضاؼ المشرع الفرنسي في المادة ‪ 12‬مف القانوف ‪ 1159/97‬حالة رابعة يكوف‬
‫بمقتضاىا مرتكبا لجريمة اليرب أيضا كؿ محكوـ عميو يخضع لنظاـ المراقبة اإللكترونية‬
‫ويقوـ بأي وسيمة تعطيؿ أو تحييد جياز المراقبة عف بعد والذي يسمم بمعرفة تواجده‬
‫‪2‬‬
‫أو يابو عف مكاف اإلقامة الذي حدده قاضي تطبيؽ العقوبات‪.‬‬
‫كأي جريمة جنائية تتكوف جريمة اليروب مف ركف شرعي وركنييف مادي ومعنوي‬
‫وركف مفترض وذلؾ عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد صبحي سعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.803/802‬‬


‫‪ 2‬عماد الفقي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.123/122‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫الركف الشرعي‪ :‬تناوليا المشرع في المادة ‪ 29/434‬مف ؽ ع ؼ عمى أف يعاقب‬


‫الشخص المداف بارتكاب جريمة اليروب مف المراقبة اإللكترونية بعقوبة الحبس لمدة ثالث‬
‫‪1‬‬
‫سنوات والغرامة تصؿ حتى ‪ 45000‬أورو‪.‬‬
‫الركف المفترض‪ :‬ويتمثؿ في أف يكوف الفاعؿ خاضعا إلجراء المراقبة اإللكترونية‬
‫وفقا لمشروط واإلجراءات القانونية‪ ،‬وأف يكوف ىذا اإلجراء قائما في مرحمة التنفيذ العقوبة‬
‫أو كعقوبة بديمة عف عقوبة الحبس أو كتدبير مف ضمف تدابير المراقبة القضائية‪.‬‬
‫الركف المادي‪ :‬ويتحقؽ إذا قاـ الشخص الخاضع لممراقبة اإللكترونية بتعطيؿ جياز‬
‫المراقبة اإللكترونية بحيث ال يرسؿ اإلشارات الالزمة‪ ،‬أو حاوؿ نزع الجياز‪ ،‬أو تعطيؿ‬
‫جياز اإلرساؿ أو جياز االستقباؿ‪.‬‬
‫الركف المعنوي‪ :‬ىي جريمة عمدية يتطمب توافر القصد الجنائي بعنصرية العمـ‬
‫واإلرادة فرذا انتفى القصد الجنائي تنتفي الجريمة‪ ،‬وبالتالي ال يجوز مساءلة الشخص عف‬
‫‪2‬‬
‫جريمة اليروب‪.‬‬
‫وختاما يترتب عمى نياية قرار الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية مجموعة مف‬
‫اإلجراءات العممية والمتمثمة في استرجاع المعدات والتجييزات حيث يتكفؿ أعواف‬
‫المؤسسة العقابية بتبمي الخاضع لممراقبة ومحاميو‪ ،‬واإلدارة العقابية مصمحة اإلصالح‬
‫والتأىيؿ‪ ،‬سواء بنياية المدة القانونية أو إلغاء قرار الوضع تحت نظاـ المراقبة اإللكترونية‪،‬‬
‫أو حالة تعميؽ القرار لمدة زمنية طويمة تتطمب استرجاع التجييزات‪ ،‬أو تعديؿ في‬
‫الوضعية القانونية لمخاضع لمم ارقبة كاستبداليا بآلية أخرى‪ 3،‬وبعدىا يتـ فؾ السوار‬
‫اإللكتروني و التأكد مف سالمة المعدات وجردىا وارساليا إلى القطب المركزي في اجؿ ال‬
‫يتعدى ‪ 07‬أياـ‪ ،‬وتحييف سجالت المراقبة اإللكترونية وانجاز تقرير تقييمي شامؿ عف‬
‫عممية المراقبة اإللكترونية‪ ،‬تحفظ نسخة منو ويرسؿ إلى القاضي المختص والى القطب‬
‫المركزي لممراقبة اإللكترونية‪ ،‬إما في حالة وجود مانع مف استرجاع التجييزات سواء بسبب‬
‫رفض الخاضع لممراقبة‪ ،‬أو أي شخص أخر في مكاف المراقبة‪ ،‬أو بسبب تدمير أو تدىور‬

‫‪ 1‬بوسري عبد المطيؼ‪ ،‬النظـ المستحدثة لمواجية أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ 2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظاـ المراقبة االلكترونية في القانوف الفرنسي والمقارف‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.321/320‬‬
‫‪ 3‬عبد اهلل كباسي‪ ،‬وداد وقيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪50‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫حالة المعدات والتي تجعؿ مف المستحيؿ استرجاعيا‪ ،‬يتـ انجاز تقرير مفصؿ بمعية مدير‬
‫المؤسسة العقابية المختصة‪ ،‬يرسؿ إلى المحكمة المختصة إقميميا‪ ،‬لتكييؼ العناصر فيما‬
‫إذا كانت تشكؿ جريمة إتالؼ ممتمكات عمومية‪ ،‬أو خيانة أمانة‪ ،‬أما في حالة وجود‬
‫الخاضع لممراقبة رىف الحبس أو الحبس المؤقت أو التوقيؼ لمنظر نتيجة اإلخالؿ الجسيـ‬
‫بااللتزامات فرف عممية استرجاع المعدات تسير عمييا المؤسسة العقابية أو الجية‬
‫المختصة؛‬
‫بعد أف حدد المشرع الجزائري حاالت إلغاء المراقبة اإللكترونية نتيجة عدـ احتراـ‬
‫المعني االلتزامات المفروضة عميو‪ ،‬وكذا محاولة المعني التممص مف آلية المارقبة حيث‬
‫وضع المشرع في المادة ‪ 150‬مكرر‪ 13‬مف القانوف ‪ 01/18‬منم إلغاء قرار الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية لمقضاء في جمسة عمنية يترتب عمى رفعو عودة الخاضع لو إلى‬
‫السجف‪ ،‬وتنفيذ المدة المتبقية مف العقوبة داخؿ المؤسسة العقابية‪ 1،‬وأما المادة ‪150‬‬
‫مكرر‪ 14‬تناولت إجراء آخر يمحؽ بالمحكوـ الذي يتممص مف المراقبة اإللكترونية بنزعو‬
‫أو تعطيمو لمسوار اإللكتروني‪ ،‬وتتمثؿ بردانتو بجريمة اليروب المنصوص عمييا في المادة‬
‫‪ 188‬ؽ ع ج‪ 2،‬وتحدث ىذه الحالة عند محاولة قطع السوار أو الفتم أو الخرؽ أو النزع‬
‫فيقوـ السوار عف طريؽ تقنية ‪ SOS‬بررساؿ إنذارات واشعارات لمجيات المختصة‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة يتـ التدخؿ المباشر الفوري عند رصد أي خرؽ لاللتزامات المفروضة وضبط‬
‫المتيـ مع إخطار القاضي بذلؾ أيف تعد جريمة اليروب مف المراقبة اإللكترونية وىذا ما‬
‫أشارت إليو المادة ‪ 150‬مكرر ‪14‬؛‬
‫وحسب المادة ‪ 188‬مف ؽ ع ج فرنو يعاقب بالحبس مف شيريف إلى ‪ 3‬سنوات كؿ‬
‫مف كاف مقبوضا عميو أو معتقال قانونا بمقتضى أمر أو حكـ قضائي وييرب أو يحاوؿ‬
‫اليروب مف األماكف التي خصصتيا السمطة المختصة لحبسو أو مف مكاف العمؿ‬
‫أو أثناء نقمو‪ 3،‬ويعاقب كذلؾ الجاني بالحبس مف سنتيف إلى ‪ 5‬سنوات إذا وقع اليروب‬

‫‪ 1‬إنصاؼ سدايرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 60‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪ 2‬محمد الميدي بكراوي‪ ،‬عبد القادر حباس‪ ،‬مميكة جامع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫إنصاؼ سدايرية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 61‬وما بعدىا‪ ،‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.06‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫أو الشروع فيو بالعنؼ أو لتيديد ضد األشخاص أو بواسطة كسر أو تحطيـ السوار‬
‫‪1‬‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرأل الثالث‪ :‬وسائل نجاح ومحيةات تطبيق المراقبة اإللكترونية‬


‫قبؿ التطرؽ لممعيقات التػي قػد تحػوؿ دوف تطبيػؽ المراقبػة اإللكترونيػة كعقوبػة بديمػة‬
‫ال بػػد مػػف اإلشػػارة إلػػى وسػػائؿ نجاحيػػا‪ ،‬ألف المتتبػػع لإلجػراءات القضػػائية يجػػد أف معػػدالت‬
‫اإلدخاؿ لمسجوف ىي فػي ازديػاد وليسػت فػي الػنقص كمػا ىػو متوقػع بعػد االتجػاه العػاـ إلػى‬
‫‪2‬‬
‫العقوبات البديمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحيةات توجد معيقات مادية‪ ،‬تكنولوجية ومعيقات مف جانب المحكوـ عميو‪:‬‬
‫‪-1‬المعيقػػات الماديػػة‪ :‬الشػػؾ أف تطبي ػػؽ نظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة ق ػػد يحتػػاج إلػػى نفق ػػات‬
‫ماديػػة كبي ػرة فكػػؿ شػػخص محكػػوـ عميػػو بعقوبػػة الوضػػع تحػػت المراقبػػة اإللكترونيػػة يحتػػاج‬
‫جيػػازيف بمسػػكنو أحػػدىما يسػػتخدمو فػػي يػػده‪ ،‬واآلخػػر يػػتـ تركيبػػو عمػػى جيػػاز التمفػػوف ىػػذا‬
‫باإلضػػافة إلػػى ضػػرورة تػػوفير جيػػاز حاسػػب آلػػي مركػػزي عمػػى مسػػتوى المركػػز وكػػؿ ذلػػؾ‬
‫يحتػ ػػاج إلػ ػػى نفق ػ ػات ماليػ ػػة كبي ػ ػرة‪ ،‬وأف ىنػ ػػاؾ بعػ ػػض التش ػ ػريعات لػ ػػـ تأخػ ػػذ بنظػ ػػاـ المراقبػ ػػة‬
‫اإللكترونية ألسباب مالية ولكثرة نفقات ىذا النظاـ‪ ،‬واذا ألزمنا المحكوـ عميو بتحمػؿ نفقػات‬
‫ىػػذا الجيػػاز فػػرف ذلػػؾ يحممػػو عػػبء مػػادي قػػد يدفعػػو الرتكػػاب جريمػػة حتػػى يسػػتطيع تػػوفير‬
‫نفقػػات المراقبػػة اإللكترونيػػة حيػػث أف مسػػتوى الػػدخؿ لألفػراد يعػػد منخفضػػا نسػػبيا يكػػاد يػػوفي‬
‫‪3‬‬
‫بمتطمبات الحياة الفردية لألفراد‪.‬‬
‫‪-2‬معيقػػات تكنولوجيػػة‪ :‬يحتػػاج إدخػػاؿ نظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة إلػػى حاسػػوب آلػػي مركػػزي‬
‫وذلؾ الستقباؿ اإلشارات الواردة إليو‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة توافر عدد كبير مف العامميف‬
‫عمى تمؾ األجيزة‪ ،‬وليـ خبرة عممية‪ ،‬وفنية في تشغيميا‪ ،‬وتمؾ التكنولوجيا وادارتيا تحتاج‬
‫إلى نفقات مادية عالية قد ال تستطيع عمييا الدوؿ التي تعاني ضعؼ في اقتصادىا؛‬

‫‪ 1‬فريد روابم‪ ،‬السوار اإللكتروني مراقبة إلكترونية بديمة عف عقوبة الحبس‪ ،‬مقاؿ منشور في مجمة العموـ القانونية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة زياني عاشور الجمفة‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،2019 ،02‬ص ‪.235‬‬
‫‪ 2‬خمود محمد أسعد إماـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 3‬حسف النمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.369‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫‪-3‬المعيق ػػات م ػػف جان ػػب المحك ػػوـ عمي ػػو‪ :‬حي ػػث ق ػػد ال يك ػػوف المحك ػػوـ عمي ػػو يمم ػػؾ م ػػأوى‬
‫أو مسكف لو‪ ،‬وبالتالي فقد يتـ تنفيذ العقوبة في المؤسسة العقابية‪ ،‬وبالتالي لف يتـ اسػتخداـ‬
‫نظػػاـ المراقبػػة اإللكترونيػػة‪ ،‬وقػػد يكػػوف العػػائؽ أف المحكػػوـ عميػػو ال يقػػيـ فػػي مسػػكف خػػاص‬
‫بػػو‪ ،‬ولكػػف تشػػترؾ معػػو أس ػرة أخػػرى فػػي ىػػذا المسػػكف‪ ،‬وبالتػػالي فػػرف تطبيػػؽ ىػػذا النظػػاـ قػػد‬
‫يحػػدث أض ػ ار ار بػػالمحيطيف بػػو الػػذيف ال ذنػػب ليػػـ إال كػػونيـ يقيمػػوف معػػو فػػي ىػػذا المسػػكف‬
‫المشترؾ‪ ،‬ويوجد عائؽ ثالػث أال وىػو عػدـ وجػود خػط تمفػوني خػاص بػالمحكوـ عميػو‪ ،‬نظػ ار‬
‫لع ػػدـ امتالك ػػو ى ػػذا الخ ػػط التمف ػػوني‪ ،‬أو أف يك ػػوف ىنال ػػؾ عج ػػز ف ػػي المواص ػػالت الس ػػمكية‪،‬‬
‫والالس ػػمكية ف ػػي المنطق ػػة ال ػػذي يق ػػيـ بي ػػا فب ػػذلؾ ال نس ػػتطيع تطبي ػػؽ النظ ػػاـ عم ػػى المحك ػػوـ‬
‫‪1‬‬
‫عميو‪.‬‬
‫‪ -4‬معيقات أخرى وتتمثؿ فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أف الحكـ بالحبس يظؿ لو األولوية في ذىف القضاة في حيف أف عقوبة الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية كعقوبة بديمة تعد عقوبة لينة ال تفي بالغرض المطموب مف معاقبة‬
‫المجرـ؛‬
‫‪ -‬أف السجوف تعد جزءا مف النظاـ الجنائي الرسمي لمدولة‪ ،‬وبالتالي فرنيا تعمؿ وفقا‬
‫لضوابط وقوانيف رسمية‪ ،‬ما يجعؿ القضاة يثقوف فييا وفي أدائيا لمعقاب المطموب‪ ،‬عمى‬
‫عكس العقوبات البديمة التي تتضمف سجنا؛‬
‫‪ -‬أف عقوبة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية مازاؿ يكتنفيا ويحوؿ دوف تطبيقيا‬
‫الغموض‪ ،‬ما أدى إلى جدؿ وسوء فيـ في بعض األحياف حياؿ استخداميا؛‬
‫‪ -‬صعوبة تقبؿ الرأي العاـ لعقوبة المراقبة اإللكترونية كعقوبة بديمة‪ ،‬حيث أف المجتمع‬
‫وأفكاره فسر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عمى أنو تراخ في ردة الفعؿ االجتماعي‬
‫عمى الجريمة‪ ،‬وتقصير في الحماية الجزائية باعتبار أف العقاب جزء مف ثقافة الشعوب‬
‫منذ أقدـ العصور‪ ،‬ومازاؿ المجتمع ينظر إلى العقوبة كرمز لمعقاب والوقاية مف اإلجراـ‪،‬‬
‫ألنيا تشكؿ تيديدا وتخويفا فرنيا تحقؽ الزجر الكمي أو الردع العاـ والوقاية مف اإلجراـ‪،‬‬
‫ومف ىنا ي فيـ أف مشكمة الرأي العاـ ال تتعمؽ في كوف الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬

‫‪ 1‬حسف النمر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.371/370‬‬

‫‪55‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫ينفذ خارج الوسط العقابي المغمؽ فقط‪ ،‬المشكمة األىـ تكمف في مكاف التنفيذ ذاتو البيت‬
‫األمر الذي يبدو معو أف الوضع تحت المراقبة اإللكترونية رحيما ومتسامحا أكثر مف‬
‫الالزـ‪ ،‬لذا فقد جاء في أحد استطالعات الرأي العاـ أف األشخاص العادييف يروف أف‬
‫القضاة ال يحكموف بعقوبة قاسية بما فيو الكفاية؛‬

‫أوال‪ :‬وسائل نجاح تطبيق المراقبة اإللكترونية إلنجاح التزامات الوضع تحت‬
‫المراقبة اإللكترونية الرامية إلى إصالح المحكوـ عميو والى تقويـ سموكو والحيمولة بينو‬
‫وبيف االنحراؼ في المستقبؿ‪ ،‬ودوف إخضاعو لمسجف فال بد مف مراعاة الوسائؿ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تنشئة الرأي العاـ لتقبؿ مثؿ ىذه التدابير بشرح فوائدىا وبياف سمبيات عقوبة السجف؛‬
‫‪ -2‬تطبيؽ ىاتو اإلجراءات البديمة ومنيا الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عف السجف‬
‫تدريجيا‪ ،‬ومدى إبراز مدى فعاليتيا وتقبميا مف المجتمع‪ ،‬وأف ىذه التجربة ناجحة مف‬
‫خالؿ الدوؿ التي تطبقيا؛‬
‫‪ -3‬مف الضروري معرفة الظروؼ المحيطة بالمحكوـ عميو بالمراقبة اإللكترونية مثؿ‬
‫المؤىؿ العممي ودرجة نضجو وطباعو ومزاجو وعدد أفراد عائمتو‪ ،‬وعدد األفراد الذيف‬
‫يقطنوف في بيتو؛‬
‫‪ -4‬العمؿ عمى توفير القناعة التامة لدى القضاة حوؿ جدوى ىاتو البدائؿ حتى يثقوا بيا‬
‫وبجدواىا وفعاليتيا؛‬
‫‪ -5‬توفير األنظمة الجزائية التي تسمم بتطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية‪ ،‬ونشر التفاصيؿ‬
‫اإلدارية الخاصة بالتطبيؽ العممي والميداني؛‬
‫‪ -6‬أف تتصؼ ىذه البدائؿ بالمرونة الكافية‪ ،‬ويؤخذ فييا الفروؽ الفردية والمتغيرات‬
‫االجتماعية واالقتصادية؛‬
‫‪ -7‬توفير لقاءات عممية بيف مؤسسات العدالة الجزائية ومؤسسات الخدمة االجتماعية‬
‫لتأميف ا لتوافؽ والتعاوف بيف المؤسسات وتنظيـ الدورات التدريبية لكافة مستويات العامميف‬
‫‪1‬‬
‫فييا‪.‬‬

‫‪ 1‬خمود محمد أسعد إماـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 145‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أحكام تطبيق نظــام المراقبــــــــــة اإللكترونيــــــة‬ ‫الفصــــــل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إف الدولة باعتبارىا صاحبة السيادة ىي الييئة الوحيدة التي تممؾ حؽ العقاب‬
‫وتطبيقو‪ ،‬ويمكف القوؿ أف تطبيؽ نظاـ المراقبة اإللكترونية كبديؿ لتنفيذ العقوبة السالبة‬
‫لمحرية قد يعود إلى إعادة صيا ة تنفيذ العقوبة السالبة لمحرية باعتبارىا أىـ وأكثر‬
‫العقوبات تطبيقا‪ ،‬واذا كانت التكنولوجيا الحديثة قد تعطينا اإلمكانيات لسمب الحرية في‬
‫ير اإلطار التقميدي المؤسسات العقابية مف جية‪ ،‬ومف جية أخرى قد تقود عدـ الحاجة‬
‫إلى م ؤسسة عقابية إال في حدود ضيقة‪ ،‬ولف يكوف ىنالؾ فاصؿ مادي بيف المحكوـ عميو‬
‫والمجتمع‪ ،‬فيتـ سمب الحرية في منزؿ المحكوـ عميو ومراقبتو بطريقة تحوؿ دوف تمتعو‬
‫بطريقة التنقؿ‪ ،‬فالمراقبة اإللكترونية تضيؼ بعدا جديدا إلمكانية االستغناء عف السجف في‬
‫دوره كرمز لمممارسة الدولة في تنفيذ العقاب عمى الخارجيف عمى أحكاـ القانوف مف خالؿ‬
‫أنظمة تكنولوجية تكفؿ المراقبة دوف الحاجة إلى حراس المؤسسات العقابية‪ ،‬فتحؿ اآللة‬
‫محؿ اإلنساف في المراقبة‪.‬‬
‫واف تنفيذ المراقبة اإللكترونية داخؿ المجتمع يؤدي بدوره إلى رقابة مباشرة لممجتمع‬
‫عمى أفراده والى توجو السياسة العقابية إلى المجوء إلى العدالة الجنائية الرضائية‪،‬‬
‫والمشاركة وليس القمع واالحتقار والقير والتيميش لممتيـ‪.‬‬
‫كما تجسد المراقبة اإللكترونية بعدا آخر لمعقوبة البدنية يناؿ الجسد فقط أي حريتو‬
‫في التنقؿ خالؿ فترات معينة تختمؼ باختالؼ التشريعات لكف تظؿ مكانتو الشخصية‬
‫األخرى حرة وطميقة‪ ،‬إذ يستطيع أف يواصؿ عممو ودراستو وعالجو فتحؿ األجيزة الحديثة‬
‫لممراقبة محؿ المؤسسة العقابية في تنفيذ العقوبة بواسطة وسائؿ تكنولوجية حديثة تتمثؿ‬
‫في السوار اإللكتروني‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫خاتمــــــة‬

‫خاتمـــــــــة‪:‬‬

‫لقد استعرضنا خالل هاته الدراسة المتواضعة موضوع مستحدث في مجال العدالةة‬
‫الجنائيةةة نظةةام المراة ةةة اوليترونيةةة ي ةةديل لسعقو ةةة السةةال ة لسحريةةة والمتمثةةل فةةي اسةةتخدام‬
‫تقنيات التينولوجيا الحديثة المعاصرة من خالل استخدام تقنيات المراة ة االليترونيةة‪ ،‬و ةةد‬
‫أث ت هذا النظام نجاحا في الدول المتقدمة من خالل عةالج مكةيسة السةس يات الناجمةة عةن‬
‫تنفيذ العقو ات السال ة لسحرية في المؤسسات العقا ية‪.‬‬
‫و التةةالي يةةان نظةةام المراة ةةة اوليترونيةةة نتيجةةة لسعديةةد مةةن اوكةةياالت التةةي أفرزت ةةا‬
‫تط يق العقو ات السال ة لسحرية خاصة القصيرة المدة التي لم تحقةق اههةداا المرجةوة مةن‬
‫السياسة العقا ية الحديثة‪ ،‬مما دفع اليثير من التكريعات الجنائية الحديثة إلى إعادة تقيةيم‬
‫هةذ العقو ةةات‪ ،‬وتنظيم ةةا عسةةى أسةةاس ال ةةدا الجديةةد لسسياسةةة الجنائيةةة المعاصةرة المتمثةةل‬
‫في التأهيةل االجتمةاعي لسمحيةوم عسيةه دون سةسب لسحريةة‪ ،‬وهةذا مةا أد إلةى ظ ةور ونكةأة‬
‫نظام المراة ة االليترونية و التحديد السوار االليتروني وهي موضوع دراستنا‪.‬‬
‫حي ةةث تس ةةمو ه ةةذ الوس ةةيسة اودم ةةاج االجتم ةةاعي لسمحي ةةوم عسي ةةه وتف ةةاد ايتظ ةةاظ‬
‫الس ةةجون وتقس ةةيل م ةةن المص ةةاريا العمومي ةةة م ةةع االحتف ةةاظ خصوص ةةيت ا يعقو ةةة ديس ةةه‬
‫لسعقو ة السال ة لسحرية أو موةوفة النفاذ‪.‬‬
‫وليةةن تةةم انتقادهةةا عسةةى أسةةاس أن تط يق ةةا عسةةى فئةةة دون أخةةر فيةةه مسةةاس م ةةدأ‬
‫المساواة أمام القانون‪ ،‬يما أن ا تفتقةر إلةى اودمةاج االجتمةاعي هن ةا ال تعةدو أن تيةون إال‬
‫وسيسة مراة ة‪ ،‬يما أن هذ الوسيسة محفوفة مخاطر الفرار‪.‬‬
‫و ناء عسى ما س ق يمين القول أن أسسوب المراة ة االليترونية يعةد إميانيةة جديةدة‬
‫تمةةنو لقاضةةي تنفيةةذ العقو ةةات فةةي القةةانون الفرنسةةي ‪ ،‬ويقا سةةه ةاضةةي تط يةةق العقو ةةات فةةي‬
‫ذا الكةأن سةواء مةن حيةث‬ ‫التكريع الجزائر ‪ ،‬حيث يمسك هذا اهخير صالحيات عديدة‬
‫اهوةةةات المسةةتوجب لسمحيةةوم عسيةةه االلت ةزام ةةا أثنةةاء تنفيةةذ العقو ةةة‪ ،‬أو مةةن حيةةث تقةةدير‬
‫كروط تنفيذ المراة ةة ‪ ،‬يمةا لةه أيضةا إميانيةة سةحب هةذ العقو ةة إذا اث ةت مخالفةة المحيةوم‬
‫عسيه لسكروط و االلتزامات المفروضة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خاتمــــــة‬

‫وعس ةةى ض ةةوء م ةةا سة ة ق فق ةةد توص ةةسنا إل ةةى ع ةةل النت ةةائ والتوص ةةيات الت ةةي ن ةةر م ةةن‬
‫المناسب اهخذ ا وتط يق ا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪ -‬إن نظام المراة ة اوليترونية يعد إضافة جديدة ل دائل العقو ات ةصيرة المدة التي يمين‬
‫لستكريعات العقا ية ت ني ا إدخال ا في نظام ا العقا ي‪ ،‬ونتيجة لما تحققه من مزايا تنعيس‬
‫آثارها عسى الفرد والمجتمع واودارة العقا ية ومن أ رزها المسةاهمة فةي حةل مكةيسة ايتظةاظ‬
‫السة ةةجون تخفية ةةا العة ةةبء عسة ةةى المؤسسة ةةات العقا ية ةةة وتجنة ةةب اهف ة ةراد مسة ةةاوئ مخالطة ةةة‬
‫المج ةةرمين وه ةةو إجة ةراء يعط ةةي لسمحي ةةوم عسي ةةه فرص ةةة ت ةةدارك اهخط ةةاء وتحس ةةين الس ةةسوك‬
‫والكعور المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬نظام المراة ة اوليترونية من اهنظمةة الرضةائية التةي تتطسةب موافقةة الكةخل الخاضةع‬
‫له‪ ،‬نظ ار لما ينطو عسى هذا النظام من مساس الحقوق الكخصية لسمحيوم عسيه لتدخس ا‬
‫فةةي حياتةةه الخاصةةة اكةةتراط المكةةرع ضةةرورة الحصةةول عسةةى رضةةا المحيةةوم عسيةةه حيةةث‬
‫أص ة حت تمث ةةل إض ةةافة جدي ةةدة لسياسةةة االعت ةةداد ةةإرادة المحي ةةوم عسيةةه ف ةةي مج ةةال التنفي ةةذ‬
‫العقا ي‪.‬‬
‫‪ -‬اهخذ نظام المراة ةة اوليترونيةة فةي الج ازئةر فةي تعةديس ا لقةانون تنظةيم السةجون واعةادة‬
‫اودم ةةاج االجتم ةةاعي لس ةةنة ‪ 8102‬يع ةةد يمرحس ةةة جدي ةةدة ف ةةي ت ةةاريج العقو ةةة ال يخ ةةرج ع ةةن‬
‫النموذج العقا ي‪ ،‬ليونه يعد إنتاج فير وعسمي يفرضه التطةور التينولةوجي والعسمةي الةذ‬
‫وصل إليه اونسان المعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬أ ن الوضع تحت نظام المراة ة اوليترونية يمتاز المرونةة يتطسةب نظةام ةةانوني متيامةل‬
‫حسةةب يةةل مرحسةةة إجرائيةةة يوظةةا في ةةا والةةى نصةةول تنظيميةةة وتط يقيةةة ايةةة فةةي الدةةةة‬
‫والكةةرح والت سةةيط يون ة ه يتيةةون مةةن كةةطر فنةةي وكةةطر ةةةانوني‪ ،‬إضةةافة إلةةى تعةةدد الج ةةات‬
‫القائمة عسى تنفيذ ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خاتمــــــة‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫ترتيز أهم التوصيات التي خسصنا إلي ا‪:‬‬
‫‪ -‬يجةةب عةةدم االعتمةةاد عسةةى الوضةةع تحةةت المراة ةةة االليترونيةةة يواحةةد مةةن الحسةةول لجميةةع‬
‫مك ةةايل الس ةةجن‪ ،‬ةةالنظر إل ةةى تياليف ةةه وال يمي ةةن تحمس ةةه إال ف ةةي العقو ةةات الس ةةال ة لسحري ةةة‬
‫ةصيرة المدة فقط‪.‬‬
‫‪ -‬نوصةي تط يةق نظةام المراة ةةة اوليترونيةة فةي العقو ةات طويسةةة المةدة متةى أث ةت المةةت م‬
‫حسن سسويه‪.‬‬
‫‪ -‬فيم ةةا يخ ةةل تط ي ةةق نظ ةةام المراة ةةة االليتروني ةةة ي ةةإجراء ةةديل ف ةةي ن اي ةةة العقو ةةة الت ةةي‬
‫ال يتج ةةاوز م ةةدت ا ‪ 10‬س ةةنوات ي ةةان ين ي ةةي تخص ةةيل نص ةةول خاص ةةة ةةا وتحدي ةةد ن ةةوع‬
‫الجريمة إذا يانت من ة يل الجنايات أو الجنو‪.‬‬
‫‪ -‬دع ةةوة م ارية ةةز ال حة ةةوث واهسة ةةاتذة الجة ةةامعيين والمختصة ةةين وج ة ةراء المزية ةةد مة ةةن ال حة ةةوث‬
‫والد ارسة ةةات المتخصصة ةةة فة ةةي نظة ةةام المراة ة ةةة اوليترونية ةةة تنظة ةةيم النة ةةدوات والمحاض ة ةرات‬
‫ورعايت ا واستقطاب المعنيين كأن هذا النظام الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬عةةدم نةةاء يةةل السياسةةات العقا يةةة عسةةى الكةةخل ال مةةت م ةةل يجةةب موازنت ةةا مةةع حقةةوق‬
‫الضةةحية والمجتمةةع م ةةن خةةالل أخةةذ مصةةسحة الضةةحية عةةين االعت ةةار ةةل وة ةةل مصةةسحة‬
‫المت م‪.‬‬
‫‪ -‬االسةةتفادة مةةن تجةةارب الةةدول المتقدمةةة فةةي هةةذا المجةةال ونقةةل الخ ةرات تةةوفير الوسةةائل‬
‫التقنية الالزمة التي يتطس ا تنفيذ هذا النظام‪.‬‬
‫‪ -‬يتطسب نظام المراة ة اوليترونيةة اسةتحداث هيئةة مسةتقسة تا عةة لةو ازرة العةدل تقةوم تنفيةذ‬
‫المراة ةةة اوليترونيةةة واوك ةراا عسي ةةا وتزويةةدها الوسةةائل الماديةةة وال ك ةرية المؤهسةةة وادراج‬
‫النصول المتعسقة ا في ةانون السجون واعادة اودمةاج االجتمةاعي لسمح وسةين اعت ةار‬
‫القطاع صاحب اهولوية‪.‬‬
‫‪ -‬ال د أن ييون هناك دور لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيةات فةي تفعيةل الة أر العةام‬
‫وتوعيته فائدة تط يق الوضع تحت المراة ة االليترونية ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫‪44‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق ‪10‬‬

‫‪010‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الكريم‬
‫القواميس والمعاجم‪:‬‬
‫ا ‪ ،01‬عا ص ا ا روااا ‪ ،‬لرن ا ا‪،‬‬ ‫‪ -‬جماااا الاادين مبمااد ماان مكاارم اماان م ظااور‪ ،‬لس ا ا علبااال‪ ،‬عل‬
‫‪.1955‬‬
‫ال صوص التشريعية والت ظيمية‪:‬‬
‫‪ -‬علق ا ا ا ن ا ‪ 01/16‬عل ا ا ا ا ا ا ا ‪ 2016/03/06‬عل تض ا ا ا ا علتب ا ا ا وا عل سا ا اات ا ‪ ،‬عل او ا ا ا علاس ا ا ا و‬
‫اقم ‪14‬علص ا رت اوخ ‪.2016/03/07‬‬
‫و وا ا ‪ 2015‬عل با ا ا عل اات م لم ااا اق اام ‪ 155/66‬عل ا ا ا‬ ‫‪ -‬عأل ااا اق اام ‪ 02/15‬عل ا ا ا ا ا ‪23‬‬
‫عل ع وا ا ا ‪ ،‬عل اوا ا ا علاسا ا ا و اق ا اام ‪ 40‬علصا ا ا ا‬ ‫ا ا ا ‪ 8‬ا ا ا عا ‪ 1966‬عل تضا ا ا ا قا ا ا ن ا عج ا ا ا عا ع‬
‫رت اوخ ‪.2015/07/23‬‬
‫ت ا إل‬ ‫ع‬ ‫عج ا‬ ‫‪ -‬علق ا ن ا ‪ 04/05‬عل ا ا ا ‪ 2005/02/06‬عل تض ا ا تنظااوم علس ا ا اعإل ا‬
‫ل حر سوا‪ ،‬عل او علاس و اقم ‪ 12‬علص ا رت اوخ ‪.2005/02/13‬‬
‫‪ -‬ق ن ا اقام ‪ 12-15‬ا ا ا ا ا ا ‪ 28‬ا ضا ا إلا م ‪ 1436‬عل ع ا لا ا ‪ 15‬و لوا سان ‪ 2015‬عل تب ا‬
‫رح و علطفا‪ ،‬عل او علاس و اقم ‪ 39‬علص ا رت اوخ ‪ 19‬و لو ‪.2015‬‬
‫‪ 19‬و نو سن ‪ ،2016‬عل ب ا عل ات م لم اا اقام ‪ 156/ 66‬ا ا ا‬ ‫‪ -‬علق ن ا ‪ 02/16‬عل ا‬
‫‪ 8‬و نو ‪ 1966‬عل تض ا ق ن ا علبق ر ‪ ،‬عل او علاس و اقم ‪ 37‬علص ا رت اوخ ‪ 22‬و نو ‪.2016‬‬
‫‪ -‬ق ا ن ا ‪ 01/18‬عل ا ا ا ‪ 30‬ون ا وا ‪ 2018‬عل اات م ل ق ا ن ا اقاام ‪6 04/05‬عل ا ا ا ‪ 06‬ر عاوااا‬
‫ت ا إل ل حر سااوا‪ ،‬عل او ا علاساا و‬ ‫ع‬ ‫عج اا‬ ‫عل تض ا ا ق ا ن ا تنظااوم علس ا ا اعإل ا‬ ‫‪2005‬‬
‫نف ‪.2018‬‬ ‫اقم ‪ 05‬علص ا رت اوخ ‪30‬‬
‫علفانس ‪.‬‬ ‫‪ -‬ق ن ا علبق ر‬
‫عل ع و علفانس ‪.‬‬ ‫‪ -‬ق ن ا عج عا ع‬
‫‪ 180/05‬عل ا ا ا ا ا ‪ 2005/05/17‬عل حا ا لتة ااةو ل نا ا تطروا ا علبق را ا‬ ‫‪ -‬عل اسا ا م علتنفوا ا‬
‫عل او علاس و اقم ‪ 35‬رت اوخ ‪.2005/05/18‬‬
‫علبق را ا‬ ‫‪ 181/05‬عل ا ا ا ا ا ‪ 2005/05/17‬عل حا ا لتة ااةو ل نا ا تةووا ا‬ ‫‪ -‬عل اسا ا م علتنفوا ا‬
‫عل او علاس و اقم ‪ 35‬علص ا رت اوخ ‪.2005/05/18‬‬
‫عل ع وا ‪،‬‬ ‫‪ 2020/06/10‬عل تب ا رنظا م عل اعقرا عجلةتا نوا ا عل ا‬ ‫‪ -‬عل اس م اقم ‪ 29‬عل ا‬
‫‪.2020/06/10‬‬ ‫‪ 29‬علص ا‬ ‫ي او علت نسو عل او علاس و اقم ‪ 54‬علب‬ ‫ل‬ ‫عل عا علاس‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عل اعقرا ع لةتا نوا عل ا ا ا‬ ‫تطرو ا عل ضاام تحا‬ ‫‪ -‬عل نةا ا علا عا اقاام ‪ 6189‬عل تب ا رةوفوا‬
‫‪.2018/09/23‬‬
‫ثا يا ‪ :‬المراجع‬
‫‪ -10‬مالمغة العرمية‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫ا علتةااوم عل ع ااا ‪ ،‬طربا ‪ ،01‬عا علساابو ل نةاا علت واام‪،‬‬ ‫ساادايرية‪ ،‬علسا عا عجلةتا نا‬ ‫‪ -‬إ صاا‬
‫ترس ‪.2019 ،‬‬
‫عل ص ااو علبارو ا ‪ ،‬علطرب ا ‪،01‬‬ ‫اعقر ا علةاااط ا علتة ااوب‬ ‫‪ -‬بساان مااار‪ ،‬إلق ر ا عل ضاام تح ا‬
‫علق ن نو ‪ ،‬عجسةن او ‪.2018 ،‬‬ ‫ةتر عل‬
‫علس ا لر ل حاو ا ا علتة ااوم عل ع ااا ‪ ،‬علطرب ا ‪ ،1‬ةتر ا عل ا علق ن نو ا ‪،‬‬ ‫‪ -‬ساااارة معااااش‪ ،‬علبق ر ا‬
‫عجسةن او ‪.2016 ،‬‬
‫علبا ا ا م‪ ،‬علطربا ا ا ‪ ،01‬عا ر ق ا ااور ل نة ا ااا‪،‬‬ ‫‪ -‬عااااااز الاااااادين وداعاااااا ‪ ،‬عل رس ا ااط ا ا ا علقا ا ا ن ا عل نا ا ا‬
‫عا علروض ‪.2019 ،‬‬
‫اح ا تنفوا علبق را علسا لر‬ ‫‪ -‬عمى اظم عماد الساادا الشايما ‪ ،‬علح وا عل ن وا ل حةا م إل واو نانا‬
‫ب عل و ‪ ،‬عجسةن او ‪.2019 ،‬‬ ‫ق ان )‪ ،‬عا عل‬ ‫ل حاو ( اعس‬
‫نىااام ر ا ا ع ي ‪ ،‬عا ى ا ا ل طر إل ا ا علنةا ااا علت وا اام‬ ‫‪ -‬مماااارود مقاااادم‪ ،‬إلق ر ا ا علحا اارر قصا ااوا عل ا ا‬
‫عل ع ا‪.2017،‬‬
‫تيصااو و ل نظ ا م علبق ا ر عل ب صااا‬ ‫‪ -‬مبمااد أمااو العااا عقياادة‪ ،‬نص ا ا إل اام علبق ا ل‪ ،‬عاس ا تح و و ا‬
‫ق ان ر لنظ م علبق ر عجسال ‪ ،‬عا علفةا علبار ‪ ،‬علق ىا ‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬مبمااد الصااغير سااعداو ‪ ،‬إلق را علب ااا ل نفاام علب ا م (ةااا علقا ن ا ‪ 01/09‬عل با ا لقا ن ا علبق را‬
‫عل ع ا )‪ ،‬عا علخ نو ل نةا علت وم‪،‬عل ع ا‪.2013 ،‬‬
‫علر و ا ا ‪ ،‬عا ‪،‬و ا ا ع ل نةا ااا علت وا اام‪،‬‬ ‫علح وا ا ا ا ا علبق ر ا ا‬ ‫‪ -‬مبمااااد صااااالع الع ااااز ‪ ،‬ع ت ى ا ا‬
‫عألا ا‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬مبمد لي ا جماا‪ ،‬عل عا م ع لةتا نو ‪ ،‬عا خ ل عل حو ن ل نةا علت وم‪ ،‬إل ا‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬مبمود جيب بس ‪ ،‬إل م عج اعم‪ ،‬علطرب ‪ ،03‬علق ىا ‪.1983 ،‬‬
‫اا ل علت ا عم عل ل ا راا ل عاو عل لو ا ( عاساا‬ ‫‪ -‬مياااا العمياااد ‪ ،‬نساار علسو س ا علبق رواا ا علس ا ا‬
‫لاصا ا ع عا علق ن نوا ا ‪ ،‬علقا ا ىا ‪،‬‬ ‫علا ا ل )‪ ،‬علطربا ا ‪ ،01‬عل اةا ا علقا ا‬ ‫ب قا ا ا ا علقا ا ن ا عل نا ا‬
‫‪.2015‬‬
‫(علبق ر ا علت ا عروا عأل نو ا )‪ ،‬عا ر قااور‬ ‫‪ -‬ميمااة رزاقاا ‪ ،‬عل ختصااا ا علنظاو ا علب ا ل ا ع عل ن‬
‫ل نةا‪ ،‬عل عا علروض ‪.2018 ،‬‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ق انا )‪ ،‬علطربا ‪ ،01‬عل سسا‬ ‫علر و ( اعس قيوا تح و وا تيصاو و‬ ‫‪ -‬عمد الربمان خمف ‪ ،‬علبق ر‬
‫علح وا ل ةت ل‪ ،‬لرن ا‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬عمااار ساااالم‪ ،‬عل اعقرا ا ع لةتا نوا ا طاوقا ا ح واا ا لتنفوا ا علبق را ا علسا ا لر ل حاوا ا خا ا ا علسا ا ا‪ ،‬عا‬
‫علنيض علبارو ‪ ،‬علق ىا ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬غ ااام مبمااد غ ااام‪ ،‬إل اام عج ااعم علبقا ل‪ ،‬علطربا ‪ ،01‬عا علفةااا علقا ن ا ل نةااا علت واام‪ ،‬صااا‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫عاس ا ا ا ا علتة ا ااوم عل ع ا ااا ‪،‬‬ ‫‪ -‬ياسااااين مول تالااااة أبمااااد‪ ،‬علقو ا ا علبق رو ا ا ل بق ر ا ا علس ا ا لر ل حاو ا ا‬
‫علق ن نو ‪،‬عجسةن او ‪.2015 ،‬‬ ‫علطرب ‪ ،01‬ةتر عل‬
‫األطروبات والرسائا والمذكرات‪:‬‬
‫ا نظ ا م علب عل ا‬ ‫لاصااال‬ ‫علسا لر ل حاوا ةن ا‬ ‫‪ -‬أيماان ماان عمااد العزيااز المالااد‪ ،‬را ع ا علبق ر ا‬
‫علبارو ل ب م عأل نو ‪ ،‬علاو ض‪.2010 ،‬‬ ‫ب نو‬ ‫ةت اعه‪،‬‬ ‫عل ن و ‪ ،‬نطا ح‬
‫‪ -‬مصطفى شريد‪ ،‬نظ م علسا ا ا عل ع اا نظاا إل اع إل وا علتيىواا ة ا خراىا علسا ن ‪ ،‬نطا حا‬
‫ب إلن ر ‪.2011/2010 ،‬‬ ‫ت ع‪،‬‬ ‫إل م ع‬ ‫ةت اعه‬
‫ةتا اعه ا‬ ‫عل ق اا‪ ،‬نطا حا‬ ‫علق ن نوا عل ع ا‬ ‫‪ -‬صامت جولر قوادر ‪ ،‬إلق ر علب ا ل نفم علب م‬
‫ب نر رةا ر ق و ت س ا‪.2017/2016 ،‬‬ ‫علق ن ا علخ ص‪،‬‬
‫ةتا ا اعه ا ا علقا ا ن ا‬ ‫علسا ا لر ل حاوا ا ‪ ،‬نطا حا ا‬ ‫‪ -‬ب اااان زعااايمش‪ ،‬علسو سا ا عل ن وا ا لرا ا ع ا علبق را ا‬
‫ر بر ر‪.2017/2016 ،‬‬ ‫والل علو رر سو‬ ‫ب‬ ‫عل ع ‪،‬‬
‫ةت ا اعه ا‬ ‫موساار ‪ ،‬علبق ر ا علاض ا و نااى ا ا تاةااو علسو س ا علبق رو ا ‪ ،‬نطا ح ا‬ ‫‪ -‬عمااد المطياا‬
‫ب ر تن ‪ ،01‬سن ‪.2018/2017‬‬ ‫علب م عل ن و ‪،‬‬
‫ق ان ا )‪ ،‬نطا ح ا‬ ‫ا علحةاام ر لبق ر ا علر و ا ( عاس ا‬ ‫‪ -‬صااارة شااريف ‪ ،‬ا ل حاو ا علق ض ا عل ع ا‬
‫ب ىاعا‪.2019/2018 ،02‬‬ ‫علب م عل ن و ‪،‬‬ ‫ةت اعه‬
‫ةتا اعه ا‬ ‫تنفوا علبق را علسا لر ا علحاوا ا علتةااوم عل ع ااا ‪ ،‬نطا حا‬ ‫‪ -‬شااعيب يااري ‪ ،‬آلوا‬
‫ب عل ع ا ‪2019 ،01‬‬ ‫إل م عج اعم‪،‬‬ ‫علق ن ا عل ن‬
‫ةتا اعه ا علقا ن ا‬ ‫ق انا )‪ ،‬نطا حا‬ ‫علر و ا ا علقا ن ا عل ع اا ( عاسا‬ ‫‪ -‬عمد اهلل زيا ‪ ،‬علبق را‬
‫ب ىاعا‪.2020/2019 ،‬‬ ‫علب م‪،‬‬
‫س ااتوا ا ا إل اام عج ا ااعم‬ ‫علسا ا لر ل حاوا ا ا ا علتةا ااوم عل ع ااا ‪ ،‬اسا ا ل‬ ‫‪ -‬ساااارة معااااش‪ ،‬علبق ر ا‬
‫لخضا ر تن ‪.2011/2010 ،‬‬ ‫ب علح‬ ‫علبق ل‪،‬‬
‫نت ا ا‬ ‫با‬ ‫سااتوا ا علب ا م عل ن و ا ‪،‬‬ ‫ر ا ع ي ‪ ،‬اس ا ل‬ ‫‪ -‬ميااا مباار ‪ ،‬علبق ر ا علس ا لر ل حاو ا‬
‫قسنطون ‪.2012/2011 ،‬‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سااتوا ا‬ ‫موساار ‪ ،‬علاانظم عل سااتح ا ل ع ي ا ن ا علحاارر قصااوا عل ا ‪ ،‬اس ا ل‬ ‫‪ -‬عمااد المطي ا‬


‫لخضا ر تن ‪.2013/2012 ،‬‬ ‫ب علح‬ ‫علب م عل ن و ‪،‬‬
‫ساتوا ا علقا ن ا‪،‬‬ ‫علر و ا ‪ ،‬اسا ل‬ ‫علح واا ا علبق را‬ ‫‪ -‬مبماد صاالع معاز الع از ‪ ،‬ع ت ىا‬
‫ب عألا نو ‪.2014 ،‬‬ ‫عل‬
‫علاق ر ع لةتا نوا ةبق را ر و ا ل حرر( عاسا تح و وا‬ ‫‪ -‬خمود مبمد اسعد إمام‪ ،‬ضم عألح عث تح‬
‫ب عجسال و ‪.2016 ، ،‬‬ ‫ق ن ا علب م‪ ،‬ة و علةاوب علق ن ا‪ ،‬عل‬ ‫ستوا‬ ‫ق ان )‪ ،‬اس ل‬
‫علر و ا ا علتة ااوم عألا ن ا ‪،‬‬ ‫عل ت بو ا ة ح ا ل علبق ر ا‬ ‫‪ -‬رفعااات صاااف عم ا أوبجمااة‪ ،‬علبق ر ا‬
‫ب علةا عأل سط إل ا عألا ا‪.2019 ،‬‬ ‫علق ن ا علب م‪،‬‬ ‫ستوا‬ ‫اس ل‬
‫ق ان ا )‪،‬‬ ‫علس ا لر ل حاو ا ا علق ا ن ا علقطااا ( عاس ا‬ ‫أبمااد الك اوار ‪ ،‬ر ا ع ا علبق ر ا‬ ‫‪ -‬سااالم يوس ا‬
‫ب قطا‪.2019 ،‬‬ ‫علق ن ا علب م‪،‬‬ ‫ستوا‬ ‫اس ل‬
‫‪ -‬عمااد اهلل كماس ا ا وداد وقيااد‪ ،‬عل اعقر ا ع لةتا نو ا ر سااتب ا علس ا عا ع لةتا ن ا ‪ ،‬ا ةا سااتا ا‬
‫خت ا إلن ر ‪.2017/2016 ،‬‬ ‫ب ر‬ ‫‪،‬‬ ‫علق ن ا عل ن‬
‫ا‬ ‫نانا تي وا علبق را ‪ ،‬ا ةا سااتا نةا و‬ ‫‪ -‬عمااى مسااعود ‪ ،‬علاق را عجلةتا نوا نانا علتحقوا‬
‫عل سو ‪.2019/2018 ،‬‬ ‫ر ضو‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫علق ن ا علب م‪،‬‬
‫ا علق ا ن ا‬ ‫علف سااف ) رحااث نوااا عج ا‬ ‫علس ا لر ل حاو ا (عل في ا م‬ ‫‪ -‬إم اراليم م اراميط‪ ،‬ر ا ع ا علبق ر ا‬
‫قم علب م علق ن نو ‪.2012/2013 ،‬‬ ‫علخ ص‬
‫المقاالت واألمباث العممية‪:‬‬
‫ا علب ا م علق ن نوا‬ ‫‪ -‬أبمااد سااعود‪ ،‬عل اعقرا ع لةتا نوا ةرا وا ل بق را علسا لر ل حاوا قصااوا عل ا ‪،‬‬
‫‪.2018 ،03‬‬ ‫‪ ،09‬علب‬ ‫ب عل ع ‪ ،‬عل‬ ‫علسو سو ‪،‬‬
‫با‬ ‫علق ن نوا ‪،‬‬ ‫ا عل عاسا‬ ‫عل اعقرا عجلةتا نوا ‪،‬‬ ‫‪ -‬جماااا موشا افة‪ ،‬تنفوا علبق را ر ل ضاام تحا‬
‫‪.2018 ،01‬‬ ‫‪ ،04‬علب‬ ‫وحوع ار عل و ‪ ،‬عل‬
‫با ا لم‬ ‫اا‬ ‫علقا ا ن ا ‪،01/18‬‬ ‫قا ا ل قتض ااو‬ ‫عل اعقرا ا ع لةتا نوا ا‬ ‫‪ -‬جماااااا قتاااااا‪ ،‬عل ضااام تحا ا‬
‫‪ ،04‬علب ‪.2020 ،01‬‬ ‫‪ ،‬عل‬ ‫ب تن‬ ‫علق ن نو علسو سو ‪ ،‬عل اة عل‬ ‫ل اعس‬
‫ا ا علسو س ا علبق رو ا (علس ا عا ع لةتا ن ا‬ ‫علح وا ا ا‬ ‫علتقنو ا‬ ‫‪ -‬رامااا متاااول القايااا ‪ ،‬ت ظو ا‬
‫‪.2017 ،103‬‬ ‫‪ ،26‬علب‬ ‫علفةا علةاط ‪ ،‬عل‬ ‫)‪،‬‬ ‫ن‬
‫ا ا علةا ااوب‬ ‫عل قا ا اا‪،‬‬ ‫‪ -‬رامااا متاااول القايااا ‪ ،‬نظا ا م عل اعقرا ا ع لةتا نوا ا ا ا علقا ا ن ا علفانسا ا‬
‫‪.2015 ،63‬‬ ‫ب عج عا علبارو عل تح ‪ ،‬علب‬ ‫علق ن ا‪،‬‬
‫ا‬ ‫ا علتةااوم عل ع اا )‪،‬‬ ‫عل اعقر ع لةتا نوا (علسا عا ع لةتا نا‬ ‫‪ -‬رتيمة من دخان‪ ،‬عل ضم تح‬
‫ري ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫علرح ث علق ن نو ع قتص و ‪ ،‬عل اة عل‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ا علفةااا‬ ‫‪ -‬ريااض فوباااا‪ ،‬ناااا عل اعقرا ع لةتا نوا إل اع عل حةا م إل واو ا ظاا علقا ن ا عل ع اا ‪،‬‬
‫‪.03‬‬ ‫عأل‪ ،‬عط ‪،‬علب‬ ‫ب إل ا ا و‬ ‫علسو س ‪،‬‬ ‫علق ن ن‬
‫ا علب علا علقا ن ا‪ ،‬عل اةا علف ساطون‬ ‫علسا لر ل حاوا ‪،‬‬ ‫عمد الرزاق‪ ،‬را ع ا علبق را‬ ‫‪ -‬ريان شري‬
‫علقض ‪ ،‬اعم عهلل سطوا‪.2016 ،‬‬ ‫ستقالا عل ح‬
‫علحاارر ع حتوا ط ( عاس ا‬ ‫ااا سا‬ ‫‪ -‬سااالر إم اراليم الوليااد‪ ،‬اعقرا عل ااتيم علةتا نوا ة سااو ل حا‬
‫سطوا‪.2013 ،‬‬ ‫ب ‪،‬‬ ‫‪،01‬‬ ‫‪ ،21‬علب‬ ‫ب عجسال و ‪ ،‬عل‬ ‫عل‬ ‫تح و و )‪،‬‬
‫ا علرح ا ث عل عاس ا ‪،‬‬ ‫عل اعقر ا عجلةتا نو ا ‪،‬‬ ‫‪ -‬سااعاد جمااوطا عمااد المجيااد لخااذار ‪ ،‬عل ضاام تح ا‬
‫‪.2018 ،02‬‬ ‫‪ ،15‬علب‬ ‫ب عل ع ‪ ،‬عل‬
‫علب ا م‬ ‫ا علحق ا‬ ‫علس ا لر ل حاو ا ‪،‬‬ ‫‪ -‬ساافيان عرشااوش‪ ،‬عل اعقر ا عجلةتا نو ا ةر ا وا إلااا عل ا ع ع‬
‫‪.2017 ،08‬‬ ‫إلر ر نة ‪ ،‬علب‬ ‫ب لغا‬ ‫علسو سو ‪،‬‬
‫ا علقا ن ا‪ ،‬عل اةا عل ا ب‬ ‫‪ -‬سااميمان ال بااو ا عيسااى لباااق‪ ،‬عل اعقرا ع لةتا نوا إلق را ر و ا ‪،‬‬
‫‪.2019 ،02‬‬ ‫‪ ،08‬علب‬ ‫ر ن رغ و عا ‪ ،‬عل‬ ‫نح‬
‫عل اعقر ا ع لةتا نو ا ةر ا وا لبق ر ا علحاارر قصااوا‬ ‫‪ -‬شاارق م ياارا دليمااة ممااارك ‪ ،‬نظ ا م عل ضاام تحا‬
‫‪ ،14‬علب ‪.2019 ،01‬‬ ‫ب علر وا ‪ ،‬عل‬ ‫با ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عل‬
‫ا عج اوقوا‬ ‫‪ -‬شعيب يري ‪ ،‬عل اعقرا عجلةتا نوا ل حةا م إل اويم ا علسو سا علبق روا عل ع اوا ‪ ،‬عل‬
‫‪.2019 ،01‬‬ ‫‪ ،03‬علب‬ ‫اعو ن اعا‪ ،‬عل‬ ‫ب نح‬ ‫علق ن نو علسو سو ‪،‬‬ ‫ل اعس‬
‫ا علسو سا علبق روا علفانساو )‪،‬‬ ‫عل اعقر عجلةتا نو (علس عا عجلةتا نا‬ ‫‪ -‬صفاء آوتا ‪ ،‬عل ضم تح‬
‫‪.2009 ، 01‬‬ ‫‪ ، 25‬علب‬ ‫ة ‪ ،‬عل‬ ‫ب‬ ‫علب م ع قتص و علق ن نو ‪،‬‬
‫‪ -‬عااامر جااولرا طااالر عماسااة‪ ،‬علس ا عا ع لةتا ن ا ء ا عا ر ا وا ل بق ر ا علس ا لر ل حاو ا ا علتة ااوم‬
‫‪.2018 ،16‬‬ ‫خوضا رسةا ‪ ،‬علب‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫تي علقض‬ ‫ع‬ ‫عل ع ا ‪،‬‬
‫ال عأل اا‬ ‫ظاا تطا عا علانظم عج عا وا عل ع وا ر‬ ‫‪ -‬عمد الهاد درار‪ ،‬نظ م عل اعقر ع لةتا نو‬
‫‪.03‬‬ ‫ر بر ر‪ ،‬علب‬ ‫والل علو رر سو‬ ‫ب‬ ‫علرح ث علق ن نو ‪،‬‬ ‫عل اعس‬ ‫‪،02/15‬‬
‫ا علفةاا علقا ن ن‬ ‫ا علسو سا علقضا و عل ع اوا ‪،‬‬ ‫‪ -‬عمد الهاد لهزيا‪ ،‬نظ م علس عا ع لةتا نا‬
‫‪ ، 3‬ص ‪.309‬‬ ‫عأل‪ ،‬عط ‪ ،‬علب‬ ‫ب إل ا ا و‬ ‫علسو س ‪،‬‬
‫اا‬ ‫علبق روا ا ا ا عل ع ا‪،‬عل‬ ‫ظا ا ىا عةتظا ا ظ عل سسا ا‬ ‫علسا ا لر ل حاوا ا‬ ‫‪ -‬عمااار خاااور ‪ ،‬علبق را ا‬
‫‪.04‬‬ ‫را خ عل ع ا‪،‬علب‬ ‫ب را و س‬ ‫عل ع او ل ب م علق ن نو ع قتص و علسو سو ‪،‬‬
‫ا علب ا م علق ن نو ا‬ ‫اعقر ا ءلةتا نو ا ر و ا إلااا إلق ر ا علحاارر‪،‬‬ ‫‪ -‬فريااد روامااع‪ ،‬علس ا عا عجلةتا ن ا‬
‫‪.2019 ،02‬‬ ‫‪ ،04‬علب‬ ‫ب و ن إل ة ا عل ف ‪ ،‬عل‬ ‫ت إلو ‪،‬‬ ‫ع‬
‫ا عألسات علر حاث‬ ‫نظا م عل اعقرا عجلةتا نوا ‪،‬‬ ‫تطرو ء عا عل ضم تح‬ ‫‪ -‬فريدة من يو س‪ ،‬آلو‬
‫‪.2018 ،11‬‬ ‫ب عل سو ‪ ،‬علب‬ ‫علق ن نو علسو سو ‪،‬‬ ‫ل اعس‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ق انا )‪ ،‬عاسا‬ ‫علتيىواا( عاسا‬ ‫ا علانظم علبق روا علح واا ا عجصاال‬ ‫الكساسمة‪،‬‬ ‫‪ -‬فهد يوس‬
‫‪.2012 ،02‬‬ ‫‪ ،39‬علب‬ ‫ب إل ا علبارو عألا ا‪ ،‬عل‬ ‫إل م علةاوب علق ن ا‪،‬‬
‫عل اعقر ا ع لةتا نو ا (علس ا عا ع لةتا ن ا ةر ا وا ل بق ر ا علس ا لر ل حاو ا‬ ‫‪ -‬فيصااا ماادر ‪ ،‬عل ضاام تح ا‬
‫ا ‪ ،02‬علبا‬ ‫با عل ساو ‪ ،‬عل‬ ‫علق ن نوا علسو ساو ‪،‬‬ ‫ا عألسات علر حاث ل عاسا‬ ‫)‪،‬‬ ‫قصوا عل‬
‫‪.2018 ،10‬‬
‫ت إلوا‬ ‫ع‬ ‫علبق ر علس لر ل حاو لقصوا عل ا ‪ ،‬عألة و وا ل عاسا‬ ‫‪ -‬صامت جولر قوادر ‪ ،‬س‬
‫‪.2015 ،14‬‬ ‫ب علة ‪ ،‬علب‬ ‫عجنس نو ‪،‬‬
‫با ا ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬كريم صياد‪ ،‬تةاور نظ م عل اعقر ع لةتا نوا ل سا وا ا علتةااوم علبقا ر عل ع اا ‪،‬‬
‫‪ ،14‬علب ‪.2019 ،01‬‬ ‫ب علر وا ‪ ،‬عل‬
‫عل اعقر ع لةتا نوا ا‬ ‫‪ -‬مبمد المهد مكراو ا عمد القادر بماسا مميكة جامع‪ ،‬نظ م عل ضم تح‬
‫‪.2019 ،03‬‬ ‫‪ ،11‬علب‬ ‫ب ت ناعس ‪ ،‬عل‬ ‫إل و ‪ ،‬عل اة عل‬ ‫آ‬ ‫علتةاوم عل ع ا ‪،‬‬
‫‪ -‬مبمد أمين مكوشا ميماة لماة لاروا‪ ،‬عل اعقرا عجلةتا نوا ا علتةااوم عل ع اا ‪ ،‬قا ا نةا ا ا‬
‫‪ ،6‬علب ‪.2019 ،‬‬ ‫سبو ‪ ،‬عل‬ ‫ب علط ىا‬ ‫علحق قو ‪،‬‬ ‫عل اعس‬
‫علحاوا ‪،‬‬ ‫ا علحقا‬ ‫عل اعقرا ع لةتا نوا ‪،‬‬ ‫‪ -‬مبمد موكماشا أساماء بقااص‪ ،‬نظا م عل ضام تحا‬
‫‪.2019 ،01‬‬ ‫‪ ،05‬علب‬ ‫خوضا رسةا ‪ ،‬عل‬ ‫ح‬ ‫ب‬
‫عل اعقر ا ع لةتا نو ا‬ ‫عجنس ا ا ا علتة ااوم عل ع ا (نظ ا م عل ضاام تح ا‬ ‫‪ -‬مبمااد خاايخم‪ ،‬تب و ا حق ا‬
‫راا خا عل ع ااا‪،‬‬ ‫با راا و سا‬ ‫ا عل ع اوا ل ب ا م علق ن نوا علسو سااو ع قتصا و ‪،‬‬ ‫ا )‪ ،‬عل‬ ‫ن‬
‫‪.2020 ،01‬‬ ‫‪ ،57‬علب‬ ‫عل‬
‫ا علرح ا ث‬ ‫علس ا لر ل حاو ا ‪،‬‬ ‫‪ -‬مبمااد صاامب سااعيد صااما ‪ ،‬عل اعقر ا عجلةتا نو ا ةر ا وا ل بق ر ا‬
‫‪.2017 ،45‬‬ ‫‪ ،27‬علب‬ ‫ب عل ن و علق ىا ‪ ،‬عل‬ ‫علق ن نو ‪،‬‬
‫ا‬ ‫ا عل ع ااا‪،‬‬ ‫علسو س ا علبق رو ا عل و ا‬ ‫‪ -‬مبمااد قمااوشا أبمااد ميموديااة‪ ،‬علس ا عا ع لةتا ن ا‬
‫‪.2019 ،01‬‬ ‫‪ ،04‬علب‬ ‫ب عل سو ‪ ،‬عل‬ ‫علق ن نو علسو سو ‪،‬‬ ‫علر حث ل اعس‬
‫علحق قو ا ‪،‬‬ ‫ا عل عاس ا‬ ‫‪ -‬مختاريااة موزيااد ‪ ،‬عل اعقر ا عجلةتا نو ا ض ا ا علسو س ا علبق رو ا علح وا ا ‪،‬‬
‫‪.02‬‬ ‫‪ ،03‬علب‬ ‫علط ىا سبو ‪ ،‬عل‬ ‫ب‬
‫عل اعقرا عجلةتا نوا ر لسا عا‬ ‫‪ -‬مديبااة ماان زكاار ماان عمااوا صاايرة شاايمان‪ ،‬تفبوااا نظ ا م عل ضاام تحا‬
‫‪.2019 ،12‬‬ ‫ب خنة ‪ ،‬علب‬ ‫علب م علسو سو ‪،‬‬ ‫علحق‬ ‫عجلةتا ن ‪،‬‬
‫ة وا‬ ‫إلم لقاون علر عا ‪ ،‬ح لوا‬ ‫و إلا علحرر عل ق‬ ‫‪ -‬مروان سيمة‪ ،‬عل اعقر ع لةتا نو ر وا‬
‫‪.2015 ،07‬‬ ‫ب ىاعا‪ ،02‬علب‬ ‫علب م علسو سو ‪،‬‬ ‫علحق‬
‫اا عل عاس ا‬ ‫علبق راا ‪،‬‬ ‫واا لتةوو ا‬ ‫عل اعقر ا ع لةتا نواا ةنظاا م‬ ‫‪ -‬ميماااة صااادرات ‪ ،‬عل ضاام تح ا‬
‫‪.2018 ،09‬‬ ‫ب عل سو ‪،‬علب‬ ‫علرح ث علق ن نو ‪،‬‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬ازار بمااد إماراليم قشااطةا خمااود مبمااد أسااعد إمااام‪ ،‬علتنظااوم علقا ن ن لتطروا عل اعقرا ع لةتا نوا‬
‫‪،02‬‬ ‫با عجساال و ‪،‬ا ‪ ،‬علبا‬ ‫ةر وا لبق ر علحرر إل اع عألحا عث‪ ،‬عل اوا عجساال و علتب و وا ‪ ،‬عل‬
‫‪.2017‬‬
‫تاةاو علسو سا‬ ‫عل اعقرا ع لةتا نوا ر ساتب ا علسا عا ع لةتا نا (آلوا‬ ‫‪ -‬ويزة ممعسم ‪ ،‬عل ضم تحا‬
‫‪،05‬‬ ‫ح اا خوضااا رسااةا ‪ ،‬علباا‬ ‫باا‬ ‫اا عألنظ اا عل ق اناا ‪،‬‬ ‫علحاو ا‬ ‫علبق رواا )‪ ،‬خرااا علحقاا‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -‬ياسين مفتا ‪ ،‬عل اعقرا ع لةتا نوا عل ع وا ةبق را ر و ا إلاا إلق را علحارر ا علقا ن ا ع ن وا ‪،‬‬
‫‪،03‬‬ ‫ا ‪ ،10‬علبا‬ ‫با وا ن إل ةا ا عل فا ‪ ،‬عل‬ ‫ت إلوا ‪،‬‬ ‫علب م عجنس نو ع‬ ‫علبارو‬ ‫عل‬
‫‪.2018‬‬
‫المقاالت الم شورة عمى المواقع اإللكترو ية‪:‬‬
‫علس ا ا ا لر ل حاوا ا ا ‪ ،‬قا ا ا ا نةا ا ا ا إل ا ا ااع عل قا ا اام‬ ‫‪ -‬إسااااااماعيا مااااااوكيم مخااااااوخ ‪ ،‬ن ا ا ا علبق را ا ا‬
‫‪https://www.hespress.com‬‬
‫ااا علة ا نا ا ‪ ،‬قا ا ا نةا ا ا إل ااع عل ق اام‬ ‫ا ا ل ب لوت ااو ا ا‬ ‫‪ -‬مشااار مااازوز‪ ،‬علسا ا عا ع لةتا نا ا‬
‫‪https://www.aljami3a.com‬‬
‫علنظم علبق رو علح وا ‪ ،‬نح ننسان علبق را ‪ ،‬قا ا نةا ا‬ ‫‪ -‬خالد بسا ‪ ،‬نظ م عل اعقر عجلةتا نو‬
‫‪/http://www.ech-chaab.com/ar‬‬ ‫إل ع عل قم ع لةتا ن‬
‫‪ -‬سا دس عطيااة‪ ،‬ىااا وةا ا علسا عا ع لةتا نا علحااا عأل اااا ل ناام عةتظا ظ علسا ا ا تا نر‪ ،‬قا ا‬
‫نة ا إل ع عل قم ‪/https://www.rayaljadid.com‬‬
‫عل ق ا اا‪ ،‬ق ا ا نة ا ا إل ااع‬ ‫‪ -‬عمااد الفتاااا ماان البساااين‪ ،‬عل اعقر ا عجلةتا نو ا ا علق ا ن ا عل غار ا‬
‫عل قم ‪/https://www.maroclaw.com‬‬
‫ق انا )‪ ،‬قا ا نةا ا إل اع عل قام عجلةتا نا‬ ‫( اعس‬ ‫‪ -‬عماد الفق ‪ ،‬علنظم علر و ل حرر قصوا عل‬
‫‪https://app.getpolarized.io/d‬‬
‫ا ا ظ ااا قا ا ن ا عج ا ا عا ع‬ ‫‪ -‬عماااى مبماااد البوسااا ‪ ،‬عل اعقراا عجلةتا نوا ا را ا وا ل ح اارر ع حتواا ط‬
‫ق آلخا تب والتو‪ ،‬ق ا نة ا إل ع عل قم ‪./https://www.dxbpp.gov.ae‬‬ ‫عجتح‬
‫الممتقيات وال دوات ‪:‬‬
‫عخ ا ا عل تقااع علا طن عل سا م را ا ا عقاام عل او ا نسا لول‬ ‫‪ .1‬إلرا علح ااوم رااا را ‪ ،‬علرااا نح ا ‪،‬‬
‫علةا ا ‪،‬‬ ‫با ا حس ااور ر ااا را ا إل‬ ‫ت إلوا ا ‪،‬‬ ‫ع يتيا ا ا ا عل ع ااا‪ ،‬ة وا ا علب ا ا م عجنسا ا نو ع‬
‫‪ 19‬وس را ‪.2019‬‬ ‫نو م ‪18‬‬
‫‪ -12‬مالمغة الفر سية‬
‫‪- Tony Ferri, La Surveillance Electronique Penal, Edition Bréal, paris, France,2017.‬‬

‫‪201‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

- Circulaire de la DAC6 n° CRIM08-05/E3 du 28 Javier 2008 relative au placement sous


surveillance électronique mobile réf: NOR JUSD0802234C, bulletin official du ministre
de la justice

201
‫فهرس المحتويات‬

‫الفهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬
‫اإلهداء‬
‫تشكرات‬
‫قائمة ألىم المختصرات‬
‫‪10‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل األول‪ 9‬اإلطار المفاىيمي لنظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث األول‪ 9‬التطور التاريخي والتشريعي لنظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬نشأة نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدول الغربية‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الدول العربية‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الجزائر‬
‫‪05‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬مبررات تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أسباب ظهور نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجدل الفقهي حول نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلشكاالت الناجمة عن العمل بنظام المراقبة اإللكترونية مع‬
‫المبادئ العامة لمقانون الجنائي‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثاني‪ 9‬ماىية نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬مفيوم المراقبة اإللكترونية‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي والفقهي‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف القانوني‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬صور وخصائص المراقبة اإللكترونية‬
‫‪28‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬الطبيعة القانونية لنظام المراقبة اإللكترونية وتمييزه عن‬
‫بعض األنظمة المشابية لو‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اآلراء الفقهية حول نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الموقف التشريعي حول طبيعة نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز نظام المراقبة اإللكترونية مع األنظمة المشابهة له‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الثاني‪ 9‬أحكام تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪41‬‬ ‫المبحث األول‪ 9‬تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية‬

‫‪111‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪41‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬شروط تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية‬


‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط القانونية المتعمقة بالمحكوم عميه‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط القانونية المتعمقة بالعقوبة‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط المادية والفنية‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬إجراءات تطبيق نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجهة المختصة بتقرير الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات إصدار قرار الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الجهات المشرفة عمى تنفيذ المراقبة اإللكترونية‬
‫‪62‬‬ ‫المبحث الثاني‪ 9‬اآلثار المترتبة عمى الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫‪62‬‬ ‫المطمب األول‪ 9‬واجبات الشخص الموضوع تحت المراقبة اإللكترونية‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق المستفيد من المراقبة اإللكترونية‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االلتزامات األصمية‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزامات التكميمية‬
‫‪68‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 9‬حاالت إلغاء المراقبة اإللكترونية والنتائج المترتبة عمييا‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حاالت إلغاء المراقبة اإللكترونية‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عمى إلغاء المراقبة اإللكترونية‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬وسائل نجاح ومعيقات تطبيق المراقبة اإللكترونية‬
‫‪80‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪83‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫‪011‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪110‬‬ ‫فيرس المحتويات‬

‫‪111‬‬
‫الملخص‬

:‫الملخص‬

‫انطالقا من ضرورة استفادة المجال الجنائي من معطيات التطوور العممويت تطمعوت السياسوج الجنائيوج‬
.‫الحديثجت إلى ابتكار تدابير وبدائل لمعقوبج السالبج لمحريج تكون أكثر فعاليج كنظام المراقبج اإللكترونيج‬
‫حيووث يعتبوور الوضووا تحووت المراقبووج اإللكترونيووج موون البوودائل المسووتحدثج لتنفيووح العقوبووج السووالبج لمحريووج‬
01/11 ‫خووارج أسووار السووجن والووحا تبنووال المروورع الج اأئوورا رووتنا رووتن التروريعات المقارنووج فووي القووانون‬
‫ المتضمن تنظيم السوجون عوااوادة اإلدمواج االجتموااي لممحبوسوينت‬00/00 ‫المتمم والمعدل بالقانون رقم‬
‫ويتضوومن ووحا انس ووموك نظ ووام إلكترونووي لممراقب ووج ا وون بع وود بموجب ووا يمكوون التتك وود م وون وج ووود أو ي وواك‬
‫الرخص ان المكان المخصوص إلقامتوا بموجوك حكوم قضوائيت حيوث يسومو لممحكووم اميوا بالبقوا فوي‬
‫منألا لكن تحركاتا محدودة ومراقبج بواسطج جهاأ مثبت في معصما أو في أسوفل قدموا يعورب بالسووار‬
.‫اإللكترونيت فتحل نا التكنولوجيا محل الحارس‬

.‫ السوار اإللكتروني‬،‫ المحكوم عليه‬،‫ المراقبة اإللكترونية‬،‫ السياسة الجنائية الحديثة‬:‫كلمات مفتاحية‬

Résumé:
Suite à l’importance de benefice le domaine pénal de bénéficier des
données du développement scientifique, la politique pénale moderne a visé à
innover des mesures et des substituts aux peines privatives de liberté plus
efficaces, comme le système de surveillance électronique.
La situation sous surveillance électronique étant considérée comme
l'une des nouvelles substituts à la mise en œuvre de la sanction privant de liberté
hors des murs de la prison, qui a été adoptée par le législateur algérien, de même
que la législation comparative de la loi 01/18 complétée et modifiée par la loi n °
04/05 sur l'organisation des prisons et la réinsertion sociale des détenus, et cette
méthode comprend un système électronique de surveillance à distance, selon
laquelle il est possible de constater la présence ou l'absence d'une personne du
lieu désigné pour sa résidence selon un jugement, car le condamné est autorisé à
rester chez lui, mais ses mouvements sont limités et surveillés par un dispositif
installé dans son poignet ou au bas de son pied appelé bracelet électronique,
donc la technologie remplace ici le garde.
Mots clés: politique pénale moderne, surveillance électronique, condamné,
bracelet électronique.

You might also like