Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة انتقال الالتزام حوالة الحق وحوالة الدين
المحاضرة الرابعة انتقال الالتزام حوالة الحق وحوالة الدين
المحاضرة الرابعة انتقال الالتزام حوالة الحق وحوالة الدين
يقصد بانتقال االلتزام ( إذا نظرنا إليه من جهة املدين) ،أو احلق (إذا نظرنا إليه من جهة
الدائن) ،أن يتحول احلق ذاته من دائن إىل آخر إذا تعلق األمر بحوالة الحق ،ومن مدين إىل آخر
إذا تعلق األمر بحوالة الدين ،ونشري إىل أن القوانني العربية قد استمدت هذا النظام من الشريعة
اإلسالمية.
1
والقب<<ول يتم ص<<راحة أو ض<<منا الحق<<ا على انعق<<اد احلوال<<ة ،ويك<<ون ث<<ابت الت<<اريخ ويه<<دف ذل<<ك إىل
جتنب التواطؤ إضرارا بالغري الذين تكون حقوقهم ثابتة وسابقة على وجود احلوالة.
أم <<ا إعالن احملي <<ل احلوال <<ة للم <<دين فيجب أن يك <<ون ثابت <<ا بورق <<ة رمسية ،عن طري <<ق احملض <<ر أو
مباش<<رة ،ويكمن الغ<<رض من إعالن أو قب<<ول احلوال<<ة ه<<و امتن<<اع املدين عن الوف<<اء لغ<<ري ال<<دائن اجلدي<<د،
كما أنه ضمانة للدائن اجلديد يف مواجهة املدين ،كما أنه يفيد امتناع الغري عن التعامل خبص<<وص احلق
مع الدائن األصلي.
ب-مح @@ل حوال @@ة الح @@ق :حمل حوال <<ة احلق ه <<و نق <<ل احلق ال <<ذي يف ذم <<ة احملال علي <<ه (املدين) اجتاه ال <<دائن
األصلي(احملي<ل) ،واألص<ل ج<واز نق<ل ك<ل احلق<وق الشخص<ية س<واء ك<ان حق<ا بس<يطا أو موص<وفا ك<أن
يكون مضاف ألجل أو معلق على شرط...ومهما كانت طبيعته س<<واء ال<<تزام بالقي<<ام بعم<<ل ،باالمتن<<اع
عن عمل أو إعطاء شيء ،وجيوز نقل حىت احلقوق املتنازع فيها ،إال ما اس<<تثين مبوجب الق<<انون ومثال<<ه
من<<ع القض<<اة أو احملامني ش<<راء احلق<<وق املتن<<ازع فيه<<ا م<<ىت ك<<انت واقع<<ة يف دائ<<رة اختصاص<<هم ،أو نظ<<را
لطبيع<<ة االل<تزام ،ك<<احلقوق غ<<ري قابل<ة للحج<ز عليه<<ا،ك<<احلق يف النفق<<ة واملعاش<<ات واألج<ور واملعاش<<ات،
كم <<ا ميكن ألط <<راف العق <<د من <<ع حق <<وق من االنتق <<ال للغ <<ري ،كمن <<ع املس <<تأجر من التن <<ازل على حق <<ه
للغري(اإلجيار الفرعي أو من الباطن).
الفرع الثاني :آثارها
أوال -أثر الحوالة بالنسبة للدين المحال :ختتل<<ف األحك<<ام املطبق<<ة على احلوال<<ة بالنس<<بة لل<<دين احملال
أي التصرف املتضمن احلوالة بني الدائن األصلي وال<دائن اجلدي<د ،باإلض<افة إىل أحكامه<ا اخلاص<ة ،فق<د
تكون بعوض فينطبق عليها أحكام عقد البيع ،من مثن وضمان االستحقاق والتعرض ،فيكون احملال له
مل <<زم ب <<دفع مقاب <<ل ،أو بغ <<ري ع <<وض مما جيع <<ل أحك <<ام عق <<د الت <<ربع كعق <<د اهلب <<ة ينطب <<ق عليه <<ا كاألهلي <<ة
وج <<واز الرج <<وع فيه <<ا ،...وق <<د يق <<وم احملي <<ل ب <<رهن حق <<ه حمل احلوال <<ة بنق <<ل حق <<ه الث <<ابت إىل احملال ل <<ه
مبوجب احلوال <<ة عن طري <<ق ال <<رهن ،فتنطب <<ق عليه <<ا أحك <<ام ال <<رهن ،كم <<ا يطب <<ق على احلوال <<ة األحك <<ام
اخلاصة هبا املتعلقة بأطرافها.
2
ثانيا -أثر الحوالة بالنسبة ألطرافها
أ -أث@@ر الحوال@@ة في عالق@@ة طرفيه@@ا المحي@@ل والمح@@ال إلي@@ه أو ل@@ه :ينتق<<ل احلق حمل احلوال<<ة إىل احملال ل<<ه
جبميع صفاته وضماناته ودفوعه ،واليت كانت له عندما كان يف ذم<ة ال<دائن احملي<ل ،ص<فاته ك<أن يك<ون
معلق<<ا على ش<<رط أو ك<<ان م<<ؤجال ،وض<<ماناته ك<<أن يك<<ون مض<<مونا بكفال<<ة أو تض<<امن أو حبق رهن أو
امتياز ،و الدفوع اليت كان ميلكه<ا املدين اجتاه احملي<ل فتص<بح موجه<ة ض<د احملال ل<ه ،ك<أن يك<ون ال<دين
قابال لإلبطال ،ومن مث تنتقل إىل احملال إلي<<ه ملكي<<ة احلق حمل احلول<<ة ،ويل<تزم احملي<<ل بتس<<ليم الس<<ند املثبت
للحوالة إىل احملال إليه.
وعلى ه<<ذا يل<<تزم احملي<<ل اجتاه احملال إلي<<ه بض<<مان أفعال<<ه الشخص<<ية ال<<يت تض<<ر ب<<احلوال باإلزال<<ة أو
النقص<<ان ،فليس للمحي<<ل مثال أن حيول احلق إىل حمال ل<<ه ث<<ان ،قب<<ل نف<<اذ احلوال<<ة ،كم<<ا يض<<من وج<<ود
احلق يف حال<<ة م<<ا إذا ك<<انت احلول<<ة بع<<وض ،ولكن ال يض<<من يس<<ار املدين ،وجيوز االتف<<اق على خالف
ذلك ،ويف حالة إخالل احمليل بضمان وجود احلق أو اليسار فيلتزم برد ما مت دفعه من ط<رف احملال ل<ه
كعوض للحوالة ،وكذا املصاريف اليت يكون قد تكب<<دها يف إط<<ار احلوال<<ة يف إبرامه<<ا ويف رجوع<<ه على
احملال عليه أو احمليل بالضمان.
ب -عالقة المحال له (الدائن الجديد) بالمحال عليه(المدين) :يف هذا منّيز بني مرحلتني ،مرحل<ة انعق<<اد
احلوالة فيكون للمحال له اختاذ مجيع اإلجراءات التحفظية لضمان حقه ،القيام باملطالبة القض<<ائية لدين<<ه
بغرض قطع التقادم ،أو جتيدي قيد الرهن الذي كان ثابت<<ا قب<<ل احلوال<<ة ،أم<<ا يف مرحل<ة نف<<اذ احلول<<ة ،أي
بع <<د قبوهلا ف <<إن حق <<ه يص <<بح ثابت <<ا وجيب على املدين احملال علي <<ه الوف <<اء ل <<ه ،ح <<ىت ت <<ربأ ذمت <<ه ،وباملقاب <<ل
للمح<<ال علي<<ه التمس<<ك يف مواجه<<ة احملال ل<<ه بك<<ل ال<<دفوع ال<<يت ك<<ان ل<<ه أن يتمس<<ك هبا يف مواجه<<ة
احمليل.
ج -عالقة المحيل بالمحال عليه :ختتلف عالقتهما حبسب ما إذا كانت احلوالة نافذة أم ال.
فقب <<ل اإلعالن أو القب <<ول يعت <<رب احملي <<ل ه <<و ال <<دائن الوحي <<د للم <<دين حيث ميكن <<ه مطالبت <<ه بالوف <<اء
بدين<<ه ،ول<<ه أن يربئ<<ه من<<ه ،ويتخ<<ذ ك<<ل إج<<راء حتفظي أو تنفي<<ذي ي<<راه ض<<روريا ،أم<<ا بالنس<<بة للمح<<ال ل<<ه
وإن ك<<ان ك<<ذلك دائن<<ا للمح<<ال علي<<ه ف<<إن حق<<ه حمدود فيج<<وز ل<<ه مباش<<رة اإلج<<راءات التحفظي<<ة دون
التنفيذية.
3
بعد نف<اذ احلوال<ة يص<بح احملال ل<ه ه<و ال<دائن الوحي<د للم<دين احملال عليهـ وال جيوز الوف<اء للمحي<ل ألن<ه
اصبح أجنبيا وإذا حدث الوفاء له يكون غري مربأ لذمة املدين.
د -عالقة المحال له بالغير :يقص<<د ب<<الغري ك<<ل ش<<خص أجن<<يب عن احملي<<ل واحملال ل<<ه كمح<<ال ل<<ه ث<<ان،
أو دائ<<ين احملي<<ل ،وح<<ىت احملال علي<<ه املدين فيعت<<رب من الغ<<ري قب<<ل نف<<اذ احلوال<<ة ألن<<ه أجن<<يب عنه<<ا ،أم<<ا بع<<د
قبوهلا من طرفه ،إعالهنا من طرف الدائن ،فال يعترب غ<ريا .وي<رتتب على نف<اذ احلوال<ة تفض<يل احملال ل<ه
على دائين الدائن ،أما يف حالة تزاحم احملال له فنكون أمام صورتني:
ت@@زاحم المح@ال ل@@ه م@@ع مح@ال ل@@ه ث@@ان :إذا وج<<د حمال ل<<ه آخ<<ر ب<<احلق ب<<أن متت احلوال<<ة م<<رتني ،ف<<العربة
باحلوالة اليت أصبحت نافذة باإلعالن أو القبول ،وليس باليت أنشئت أّو ال.
تزاحم المحال له مع دائن حاجز :ومفاد ذلك أنه إذا مت نفاذ احلولة فيرتتب على ذل<<ك تفض<<يل احملال
ل<<ه يف مواجه<<ة دائ<<ين ال<<دائن ال<<ذين يتخ<<ذون إج<<راءات احلج<<ز على احلق احملال بع<<د نف<<اذ احلوال<<ة ،ولكن
إذا كان احلجز قد مت قبل نفاذ احلوالة ،مث يتم نفاذها و يقع حجز ثاين بع<د نفاذه<ا ،فهن<ا يق<ع ال<تزاحم
بينهم على أس<<اس اعتب<<ارين ،االعتب@ار األول ه<<و تفض<<يل احملال ل<<ه على احلاجز الث<<اين(ألن احلج<<ز الث<<اين
قد وقع على حمل ال ميلكه املدين أي احمليل) ،واالعتبار الثاني ه<<و ح<<ق احلاجز الث<<اين يف مزامحة احلاجز
األول رغم أن احملال ل <<ه مق <ّد م علي <<ه (ح <<ق ث <<ابت قانون <<ا) ،حيث يقتس <<م األط <<راف الثالث أي احملل ل <<ه
واحلاجز املتق <<دم واحلاجز املت <<أخر احلق احملال قس <<مة الغرم <<اء ،على أن يؤخ <<ذ من حص <<ة ال <<دائن احلاجز
الثاين لتكملة قيمة احلوالة لصاحل احملال له.
المطلب الثاني :حوالة الدين (المواد من 251إلى 257قانون مدني جزائري)
الفرع األول :مفهومها وصور انعقادها
أوال -مفهومه@ا :هي اتف<<اق أو عق<<د بني املدين األص<<لي(احملي<<ل) وش<<خص من الغ<<ري (احملال علي<<ه) يقب<<ل
التحم<<ل بال<<دين ب<<دال من املدين األص<<لي يف مواجه<<ة ال<<دائن ،أو ه<<و إحالل ش<<خص (احملال علي<<ه) حمل
املدين األصلي (احمليل) يف الدين الواجب على األخري اجتاه الدائن.
ثاني@@ا -ص@@ور انعقاده@@ا :جيب أن يت<<وفر يف حوال<<ة ال<<دين األرك<<ان والش<<روط الالزم توفره<<ا يف العق<<ود،
من ت<<راض وحمل وس<<بب ،وعلى خالف حوال<<ة احلق تنعق<<د حوال@@ة ال@@دين يف ص<<ورتني ،فق<<د تتم بعق<<د
4
بني املدين احملي <<ل والش <<خص احملال علي <<ه ،وق <<د تتم بعق <<د بني ال <<دائن واحملال علي <<ه مباش <<رة دون حاج <<ة
لرضاء املدين:
أ-اتفاق المدين األصلي (المحيل) والجديد :جيب أن تت<<وفر في<<ه ش<<روط العق<<د العام<<ة ،تطب<<ق األحك<<ام
القانوني<<ة حبس<<ب م<<ا إذا ك<<انت معاوض<<ة حبيث يتلقى املدين اجلدي<<د عوض<<ا عن حوال<<ة ال<<دين ،أو ت <ّربع
حبيث ال يتلقى مقابال عنها .ولنفاذ احلوال<ة ال ب<د من قي<ام ال<دائن بإقراره<ا أي قبول<ه هلا ،حيث أن تغ<ري
الدائن بالنس<بة إلي<ه ه<و حمل اعتب<ار ،وميكن أن يك<ون اإلق<رار ص<راحة أو ض<منا ،ويعت<رب س<كوت ال<دائن
عن إقرار احلوالة بعد إعالهنا له رفضا للحوالة ،ويرتتب على إقرار الدائن براءة ذم<ة املدين األص<لي من
الدين.
ب-اتف@اق ال@دائن(المحي@ل) والم@دين الجدي@د :هن<<ا ال يك<<ون املدين األص<<لي طرف<<ا يف احلوال<<ة ،حيث تتم
بني املدين(احملال علي <<ه) اجلدي <<د وال <<دائن ،وتنعق <<د وتص <<بح ناف <<ذة دون حاج <<ة لت <<دخل املدين األص <<لي،
واألهم أن ت <<ربز ني <<ة احلوال <<ة يف االتف <<اق وليس أم <<ر آخ <<ر كتق <<دمي م <<دين متض <<امن من املدين األص <<لي،
وليس هلذا االتفاق شكل خاص وقد يكون مببادرة من ال<<دائن أو من املدين اجلدي<<د ،وبن<<اء علي<<ه يص<<بح
املدين اجلديد هو امللتزم بالوفاء بالدين يف حمل املدين األصلي وال أمهية لعلم هذا األخري أو عدم علمه،
أو حىت اعرتاضه عليها.
الفرع الثاني :آثارها
أوال -عالقة أطراف الحوالة أي بين الدائن والمحال عليه(المدين الجديد)
يف حال <<ة إق <<رار ال <<دائن للحوال <<ة فال يك <<ون ل <<ه إال مطالب <<ة املدين اجلدي <<د احملال علي <<ه ،وت <<ربأ ذم <<ة
املدين األصلي من الدين ،فإذا رجع الدائن على احملال عليه وكان هذا األخري معسرا ،فيمكنه الرجوع
على املدين األص <<لي على أس <<اس ض <<مان اليس <<ار يف حال <<ة م <<ا ك <<انت احلوال <<ة اتف <<اق بني املدين األص <<لي
واحملال علي<<ه وأقره<<ا ال<<دائن ،وال ميكن<<ه الرج<<وع بض<<مان اليس<<ار إذا ك<<انت احلوال<<ة نش<<أت باتف<<اق بني
الدائن واحملال عليه.
وينتق< < <<ل ال< < <<دين من املدين األص< < <<لي إىل اجلدي< < <<د بأوص< < <<افه ،ك< < <<أن يك< < <<ون معل< < <<ق على ش < <<رط،
وبض <<ماناته ك <<الرهن الرمسي ال <<ذي قدم <<ه املدين األص <<لي ،كم <<ا ينتق <<ل بدفوع <<ه ،فيمكن للمح <<ال علي <<ه
التمسك اجتاه الدائن بالدفوع اليت كانت للمدين األصلي.
5
ثانيا -عالقة الدائن بالمدين األصلي:
يتوق<<ف ت<<رتيب حوال<<ة ال<<دين ألثره<<ا على إق<<رار(قب<<ول) ال<<دائن هلا ،ف<<إذا مل يقّر ه<<ا فيمكن<<ه مطالب<<ة
مدين <<ه األص <<لي بالوف <<اء ،دون االحتج <<اج علي <<ه حبل <<ول املدين اجلدي <<د حمل <<ه ،ف <<إذا أقره <<ا ت <<ربأ ذم <<ة املدين
األص <<لي وليس لل <<دائن الرج <<وع علي <<ه ولكن يك <<ون ض <<امنا ليس <<ار املدين اجلدي <<د وقت إق <<رار ال <<دائن
للحوالة.
ثالثا -عالقة المدين األصلي بالمحال عليه :إن عالقة املدين األصلي باملدين اجلديد احملال عليه تأخذ
إما شكل التربع ،أو وفاء الدائن اجلديد بدين عليه اجتاه املدين األصلي ،وقد يقص<د من ذل<ك إقراض<ه،
وبالتايل تطبق األحكام القانوني<ة املتعلق<ة هبذه العق<ود وت<رتتب علي<ه املس<ؤولية العقدي<ة يف حال<ة اإلخالل
بالتزامه بالوفاء لصاحل الدائن.
6