المحاضرة الرابعة انتقال الالتزام حوالة الحق وحوالة الدين

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫المحاضرة الرابعة انتقال االلتزام ‪ :‬حوالة الحق وحوالة الدين‬

‫يقصد بانتقال االلتزام ( إذا نظرنا إليه من جهة املدين)‪ ،‬أو احلق (إذا نظرنا إليه من جهة‬
‫الدائن)‪ ،‬أن يتحول احلق ذاته من دائن إىل آخر إذا تعلق األمر بحوالة الحق‪ ،‬ومن مدين إىل آخر‬
‫إذا تعلق األمر بحوالة الدين‪ ،‬ونشري إىل أن القوانني العربية قد استمدت هذا النظام من الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حوالة الحق (المواد من ‪ 239‬إلى ‪ 250‬قانون مدني جزائري )‬


‫الفرع األول‪ :‬مفهومها وأركانها‬
‫أوال‪ -‬مفهومها‪ :‬هي عق<<د أو اتف<<اق بني ال<<دائن ويس<<مى احملي<<ل مقتض<<اه حتوي<<ل أو نق<<ل م<<ا ل<<ه من ح<<ق‬
‫اجتاه مدينه ويسّم ى احملال عليه‪ ،‬إىل شخص آخر يسمى احملال له ليصبح هذا األخري دائنا جديدا يأخذ‬
‫حمل ال <<دائن األص <<لي‪ .‬ويش <<رتط يف ه <<ذا العق <<د أرك <<ان وش <<روط ك <<ل العق <<ود من رض <<ا ص <<حيح وحمل‬
‫وسبب‪ ،‬وشكلية يف بعض العقود إذا لزم األمر‪ ،‬وسنركز على ركين الرتاضي واحملل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أركانها‪ :‬سنقتصر على ركني التراضي والمحل‪.‬‬
‫أ‪-‬التراض@@ي‪ :‬رغم ع<<دم اش<<رتاط املش<<رع اجلزائ<<ري رض<<ا املدين (احملال علي<<ه) النعق<<اد حوال<<ة احلق‪ ،‬ولكن‬
‫اشرتط قبوله يف مرحلة النفاذ حىت تكون نافذة يف مواجهته ويف مواجهة غريه‪.‬‬
‫الرضا في مرحلة االنعقاد‪ :‬اتف<<اق حوال<<ة احلق ه<<و عق<<د رض<<ائي كس<<ائر العق<<ود تتطلب الرض<<ا‬ ‫‪‬‬
‫لتنعق<<د ص<<حيحة‪ ،‬ويقتص<<ر عنص<<ر الرض<<ا يف مرحل<<ة انعق<<اد حوال<<ة احلق على رض<<ا ال<<دائن األص<<لي وه<<و‬
‫احملي<ل وال<دائن اجلدي<د وه<و احملال إلي<ه‪ ،‬وال يش<رتط رض<ا املدين أي احملال علي<ه‪ ،‬ألن<ه لن يت<أثر أو يض<ار‬
‫بتغري الدائن فال ضرورة لرضائه النعقاد احلوالة‪.‬‬
‫الرضا في مرحلة النفاذ‪ :‬يتم نف<<اذ حوال<<ة احلق أن يل<<تزم املدين بالوف<<اء إىل ال<<دائن اجلدي<<د ب<<دل‬ ‫‪‬‬
‫الدائن األصلي‪ ،‬ويتوقف ذلك على قبول املدين للحوالة أو إعالنه هبا كدليل على العلم هبا‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بنفاذ احلوال<ة يف مواجه<ة الغ<ري‪ ،‬والغ<ري ه<و ك<ل ش<خص من غ<ري احملي<ل واحملال ل<ه‪،‬‬
‫كمح<<ال ل<<ه ث<<ان‪ ،‬ودائن احملي<<ل‪ ...‬فيتم عن<<د قي<<ام املدين بقب<<ول احلوال<<ة أو إعالهنا ل<<ه من ط<<رف احملي<<ل‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫والقب<<ول يتم ص<<راحة أو ض<<منا الحق<<ا على انعق<<اد احلوال<<ة‪ ،‬ويك<<ون ث<<ابت الت<<اريخ ويه<<دف ذل<<ك إىل‬
‫جتنب التواطؤ إضرارا بالغري الذين تكون حقوقهم ثابتة وسابقة على وجود احلوالة‪.‬‬
‫أم <<ا إعالن احملي <<ل احلوال <<ة للم <<دين فيجب أن يك <<ون ثابت <<ا بورق <<ة رمسية‪ ،‬عن طري <<ق احملض <<ر أو‬
‫مباش<<رة‪ ،‬ويكمن الغ<<رض من إعالن أو قب<<ول احلوال<<ة ه<<و امتن<<اع املدين عن الوف<<اء لغ<<ري ال<<دائن اجلدي<<د‪،‬‬
‫كما أنه ضمانة للدائن اجلديد يف مواجهة املدين‪ ،‬كما أنه يفيد امتناع الغري عن التعامل خبص<<وص احلق‬
‫مع الدائن األصلي‪.‬‬
‫ب‪-‬مح @@ل حوال @@ة الح @@ق‪ :‬حمل حوال <<ة احلق ه <<و نق <<ل احلق ال <<ذي يف ذم <<ة احملال علي <<ه (املدين) اجتاه ال <<دائن‬
‫األصلي(احملي<ل)‪ ،‬واألص<ل ج<واز نق<ل ك<ل احلق<وق الشخص<ية س<واء ك<ان حق<ا بس<يطا أو موص<وفا ك<أن‬
‫يكون مضاف ألجل أو معلق على شرط‪...‬ومهما كانت طبيعته س<<واء ال<<تزام بالقي<<ام بعم<<ل‪ ،‬باالمتن<<اع‬
‫عن عمل أو إعطاء شيء‪ ،‬وجيوز نقل حىت احلقوق املتنازع فيها‪ ،‬إال ما اس<<تثين مبوجب الق<<انون ومثال<<ه‬
‫من<<ع القض<<اة أو احملامني ش<<راء احلق<<وق املتن<<ازع فيه<<ا م<<ىت ك<<انت واقع<<ة يف دائ<<رة اختصاص<<هم‪ ،‬أو نظ<<را‬
‫لطبيع<<ة االل<تزام‪ ،‬ك<<احلقوق غ<<ري قابل<ة للحج<ز عليه<<ا‪،‬ك<<احلق يف النفق<<ة واملعاش<<ات واألج<ور واملعاش<<ات‪،‬‬
‫كم <<ا ميكن ألط <<راف العق <<د من <<ع حق <<وق من االنتق <<ال للغ <<ري‪ ،‬كمن <<ع املس <<تأجر من التن <<ازل على حق <<ه‬
‫للغري(اإلجيار الفرعي أو من الباطن)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثارها‬
‫أوال‪ -‬أثر الحوالة بالنسبة للدين المحال‪ :‬ختتل<<ف األحك<<ام املطبق<<ة على احلوال<<ة بالنس<<بة لل<<دين احملال‬
‫أي التصرف املتضمن احلوالة بني الدائن األصلي وال<دائن اجلدي<د‪ ،‬باإلض<افة إىل أحكامه<ا اخلاص<ة‪ ،‬فق<د‬
‫تكون بعوض فينطبق عليها أحكام عقد البيع‪ ،‬من مثن وضمان االستحقاق والتعرض‪ ،‬فيكون احملال له‬
‫مل <<زم ب <<دفع مقاب <<ل‪ ،‬أو بغ <<ري ع <<وض مما جيع <<ل أحك <<ام عق <<د الت <<ربع كعق <<د اهلب <<ة ينطب <<ق عليه <<ا كاألهلي <<ة‬
‫وج <<واز الرج <<وع فيه <<ا‪ ،...‬وق <<د يق <<وم احملي <<ل ب <<رهن حق <<ه حمل احلوال <<ة بنق <<ل حق <<ه الث <<ابت إىل احملال ل <<ه‬
‫مبوجب احلوال <<ة عن طري <<ق ال <<رهن‪ ،‬فتنطب <<ق عليه <<ا أحك <<ام ال <<رهن‪ ،‬كم <<ا يطب <<ق على احلوال <<ة األحك <<ام‬
‫اخلاصة هبا املتعلقة بأطرافها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ -‬أثر الحوالة بالنسبة ألطرافها‬
‫أ‪ -‬أث@@ر الحوال@@ة في عالق@@ة طرفيه@@ا المحي@@ل والمح@@ال إلي@@ه أو ل@@ه‪ :‬ينتق<<ل احلق حمل احلوال<<ة إىل احملال ل<<ه‬
‫جبميع صفاته وضماناته ودفوعه‪ ،‬واليت كانت له عندما كان يف ذم<ة ال<دائن احملي<ل‪ ،‬ص<فاته ك<أن يك<ون‬
‫معلق<<ا على ش<<رط أو ك<<ان م<<ؤجال‪ ،‬وض<<ماناته ك<<أن يك<<ون مض<<مونا بكفال<<ة أو تض<<امن أو حبق رهن أو‬
‫امتياز‪ ،‬و الدفوع اليت كان ميلكه<ا املدين اجتاه احملي<ل فتص<بح موجه<ة ض<د احملال ل<ه‪ ،‬ك<أن يك<ون ال<دين‬
‫قابال لإلبطال‪ ،‬ومن مث تنتقل إىل احملال إلي<<ه ملكي<<ة احلق حمل احلول<<ة‪ ،‬ويل<تزم احملي<<ل بتس<<ليم الس<<ند املثبت‬
‫للحوالة إىل احملال إليه‪.‬‬
‫وعلى ه<<ذا يل<<تزم احملي<<ل اجتاه احملال إلي<<ه بض<<مان أفعال<<ه الشخص<<ية ال<<يت تض<<ر ب<<احلوال باإلزال<<ة أو‬
‫النقص<<ان‪ ،‬فليس للمحي<<ل مثال أن حيول احلق إىل حمال ل<<ه ث<<ان‪ ،‬قب<<ل نف<<اذ احلوال<<ة‪ ،‬كم<<ا يض<<من وج<<ود‬
‫احلق يف حال<<ة م<<ا إذا ك<<انت احلول<<ة بع<<وض‪ ،‬ولكن ال يض<<من يس<<ار املدين‪ ،‬وجيوز االتف<<اق على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬ويف حالة إخالل احمليل بضمان وجود احلق أو اليسار فيلتزم برد ما مت دفعه من ط<رف احملال ل<ه‬
‫كعوض للحوالة‪ ،‬وكذا املصاريف اليت يكون قد تكب<<دها يف إط<<ار احلوال<<ة يف إبرامه<<ا ويف رجوع<<ه على‬
‫احملال عليه أو احمليل بالضمان‪.‬‬
‫ب‪ -‬عالقة المحال له (الدائن الجديد) بالمحال عليه(المدين)‪ :‬يف هذا منّيز بني مرحلتني‪ ،‬مرحل<ة انعق<<اد‬
‫احلوالة فيكون للمحال له اختاذ مجيع اإلجراءات التحفظية لضمان حقه‪ ،‬القيام باملطالبة القض<<ائية لدين<<ه‬
‫بغرض قطع التقادم‪ ،‬أو جتيدي قيد الرهن الذي كان ثابت<<ا قب<<ل احلوال<<ة‪ ،‬أم<<ا يف مرحل<ة نف<<اذ احلول<<ة‪ ،‬أي‬
‫بع <<د قبوهلا ف <<إن حق <<ه يص <<بح ثابت <<ا وجيب على املدين احملال علي <<ه الوف <<اء ل <<ه‪ ،‬ح <<ىت ت <<ربأ ذمت <<ه‪ ،‬وباملقاب <<ل‬
‫للمح<<ال علي<<ه التمس<<ك يف مواجه<<ة احملال ل<<ه بك<<ل ال<<دفوع ال<<يت ك<<ان ل<<ه أن يتمس<<ك هبا يف مواجه<<ة‬
‫احمليل‪.‬‬
‫ج‪ -‬عالقة المحيل بالمحال عليه‪ :‬ختتلف عالقتهما حبسب ما إذا كانت احلوالة نافذة أم ال‪.‬‬
‫فقب <<ل اإلعالن أو القب <<ول يعت <<رب احملي <<ل ه <<و ال <<دائن الوحي <<د للم <<دين حيث ميكن <<ه مطالبت <<ه بالوف <<اء‬
‫بدين<<ه‪ ،‬ول<<ه أن يربئ<<ه من<<ه‪ ،‬ويتخ<<ذ ك<<ل إج<<راء حتفظي أو تنفي<<ذي ي<<راه ض<<روريا‪ ،‬أم<<ا بالنس<<بة للمح<<ال ل<<ه‬
‫وإن ك<<ان ك<<ذلك دائن<<ا للمح<<ال علي<<ه ف<<إن حق<<ه حمدود فيج<<وز ل<<ه مباش<<رة اإلج<<راءات التحفظي<<ة دون‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بعد نف<اذ احلوال<ة يص<بح احملال ل<ه ه<و ال<دائن الوحي<د للم<دين احملال عليهـ وال جيوز الوف<اء للمحي<ل ألن<ه‬
‫اصبح أجنبيا وإذا حدث الوفاء له يكون غري مربأ لذمة املدين‪.‬‬
‫د‪ -‬عالقة المحال له بالغير‪ :‬يقص<<د ب<<الغري ك<<ل ش<<خص أجن<<يب عن احملي<<ل واحملال ل<<ه كمح<<ال ل<<ه ث<<ان‪،‬‬
‫أو دائ<<ين احملي<<ل‪ ،‬وح<<ىت احملال علي<<ه املدين فيعت<<رب من الغ<<ري قب<<ل نف<<اذ احلوال<<ة ألن<<ه أجن<<يب عنه<<ا‪ ،‬أم<<ا بع<<د‬
‫قبوهلا من طرفه‪ ،‬إعالهنا من طرف الدائن‪ ،‬فال يعترب غ<ريا‪ .‬وي<رتتب على نف<اذ احلوال<ة تفض<يل احملال ل<ه‬
‫على دائين الدائن‪ ،‬أما يف حالة تزاحم احملال له فنكون أمام صورتني‪:‬‬
‫‪‬ت@@زاحم المح@ال ل@@ه م@@ع مح@ال ل@@ه ث@@ان‪ :‬إذا وج<<د حمال ل<<ه آخ<<ر ب<<احلق ب<<أن متت احلوال<<ة م<<رتني‪ ،‬ف<<العربة‬
‫باحلوالة اليت أصبحت نافذة باإلعالن أو القبول‪ ،‬وليس باليت أنشئت أّو ال‪.‬‬
‫‪‬تزاحم المحال له مع دائن حاجز‪ :‬ومفاد ذلك أنه إذا مت نفاذ احلولة فيرتتب على ذل<<ك تفض<<يل احملال‬
‫ل<<ه يف مواجه<<ة دائ<<ين ال<<دائن ال<<ذين يتخ<<ذون إج<<راءات احلج<<ز على احلق احملال بع<<د نف<<اذ احلوال<<ة‪ ،‬ولكن‬
‫إذا كان احلجز قد مت قبل نفاذ احلوالة ‪ ،‬مث يتم نفاذها و يقع حجز ثاين بع<د نفاذه<ا‪ ،‬فهن<ا يق<ع ال<تزاحم‬
‫بينهم على أس<<اس اعتب<<ارين‪ ،‬االعتب@ار األول ه<<و تفض<<يل احملال ل<<ه على احلاجز الث<<اين(ألن احلج<<ز الث<<اين‬
‫قد وقع على حمل ال ميلكه املدين أي احمليل)‪ ،‬واالعتبار الثاني ه<<و ح<<ق احلاجز الث<<اين يف مزامحة احلاجز‬
‫األول رغم أن احملال ل <<ه مق <ّد م علي <<ه (ح <<ق ث <<ابت قانون <<ا)‪ ،‬حيث يقتس <<م األط <<راف الثالث أي احملل ل <<ه‬
‫واحلاجز املتق <<دم واحلاجز املت <<أخر احلق احملال قس <<مة الغرم <<اء‪ ،‬على أن يؤخ <<ذ من حص <<ة ال <<دائن احلاجز‬
‫الثاين لتكملة قيمة احلوالة لصاحل احملال له‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حوالة الدين (المواد من ‪ 251‬إلى ‪ 257‬قانون مدني جزائري)‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهومها وصور انعقادها‬
‫أوال‪ -‬مفهومه@ا‪ :‬هي اتف<<اق أو عق<<د بني املدين األص<<لي(احملي<<ل) وش<<خص من الغ<<ري (احملال علي<<ه) يقب<<ل‬
‫التحم<<ل بال<<دين ب<<دال من املدين األص<<لي يف مواجه<<ة ال<<دائن‪ ،‬أو ه<<و إحالل ش<<خص (احملال علي<<ه) حمل‬
‫املدين األصلي (احمليل) يف الدين الواجب على األخري اجتاه الدائن‪.‬‬
‫ثاني@@ا‪ -‬ص@@ور انعقاده@@ا‪ :‬جيب أن يت<<وفر يف حوال<<ة ال<<دين األرك<<ان والش<<روط الالزم توفره<<ا يف العق<<ود‪،‬‬
‫من ت<<راض وحمل وس<<بب‪ ،‬وعلى خالف حوال<<ة احلق تنعق<<د حوال@@ة ال@@دين يف ص<<ورتني‪ ،‬فق<<د تتم بعق<<د‬

‫‪4‬‬
‫بني املدين احملي <<ل والش <<خص احملال علي <<ه‪ ،‬وق <<د تتم بعق <<د بني ال <<دائن واحملال علي <<ه مباش <<رة دون حاج <<ة‬
‫لرضاء املدين‪:‬‬
‫أ‪-‬اتفاق المدين األصلي (المحيل) والجديد‪ :‬جيب أن تت<<وفر في<<ه ش<<روط العق<<د العام<<ة‪ ،‬تطب<<ق األحك<<ام‬
‫القانوني<<ة حبس<<ب م<<ا إذا ك<<انت معاوض<<ة حبيث يتلقى املدين اجلدي<<د عوض<<ا عن حوال<<ة ال<<دين‪ ،‬أو ت <ّربع‬
‫حبيث ال يتلقى مقابال عنها‪ .‬ولنفاذ احلوال<ة ال ب<د من قي<ام ال<دائن بإقراره<ا أي قبول<ه هلا‪ ،‬حيث أن تغ<ري‬
‫الدائن بالنس<بة إلي<ه ه<و حمل اعتب<ار‪ ،‬وميكن أن يك<ون اإلق<رار ص<راحة أو ض<منا‪ ،‬ويعت<رب س<كوت ال<دائن‬
‫عن إقرار احلوالة بعد إعالهنا له رفضا للحوالة‪ ،‬ويرتتب على إقرار الدائن براءة ذم<ة املدين األص<لي من‬
‫الدين‪.‬‬
‫ب‪-‬اتف@اق ال@دائن(المحي@ل) والم@دين الجدي@د‪ :‬هن<<ا ال يك<<ون املدين األص<<لي طرف<<ا يف احلوال<<ة‪ ،‬حيث تتم‬
‫بني املدين(احملال علي <<ه) اجلدي <<د وال <<دائن‪ ،‬وتنعق <<د وتص <<بح ناف <<ذة دون حاج <<ة لت <<دخل املدين األص <<لي‪،‬‬
‫واألهم أن ت <<ربز ني <<ة احلوال <<ة يف االتف <<اق وليس أم <<ر آخ <<ر كتق <<دمي م <<دين متض <<امن من املدين األص <<لي‪،‬‬
‫وليس هلذا االتفاق شكل خاص وقد يكون مببادرة من ال<<دائن أو من املدين اجلدي<<د‪ ،‬وبن<<اء علي<<ه يص<<بح‬
‫املدين اجلديد هو امللتزم بالوفاء بالدين يف حمل املدين األصلي وال أمهية لعلم هذا األخري أو عدم علمه‪،‬‬
‫أو حىت اعرتاضه عليها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثارها‬
‫أوال‪ -‬عالقة أطراف الحوالة أي بين الدائن والمحال عليه(المدين الجديد)‬
‫يف حال <<ة إق <<رار ال <<دائن للحوال <<ة فال يك <<ون ل <<ه إال مطالب <<ة املدين اجلدي <<د احملال علي <<ه‪ ،‬وت <<ربأ ذم <<ة‬
‫املدين األصلي من الدين‪ ،‬فإذا رجع الدائن على احملال عليه وكان هذا األخري معسرا‪ ،‬فيمكنه الرجوع‬
‫على املدين األص <<لي على أس <<اس ض <<مان اليس <<ار يف حال <<ة م <<ا ك <<انت احلوال <<ة اتف <<اق بني املدين األص <<لي‬
‫واحملال علي<<ه وأقره<<ا ال<<دائن‪ ،‬وال ميكن<<ه الرج<<وع بض<<مان اليس<<ار إذا ك<<انت احلوال<<ة نش<<أت باتف<<اق بني‬
‫الدائن واحملال عليه‪.‬‬
‫وينتق< < <<ل ال< < <<دين من املدين األص< < <<لي إىل اجلدي< < <<د بأوص< < <<افه‪ ،‬ك< < <<أن يك< < <<ون معل< < <<ق على ش < <<رط‪،‬‬
‫وبض <<ماناته ك <<الرهن الرمسي ال <<ذي قدم <<ه املدين األص <<لي‪ ،‬كم <<ا ينتق <<ل بدفوع <<ه‪ ،‬فيمكن للمح <<ال علي <<ه‬
‫التمسك اجتاه الدائن بالدفوع اليت كانت للمدين األصلي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ -‬عالقة الدائن بالمدين األصلي‪:‬‬
‫يتوق<<ف ت<<رتيب حوال<<ة ال<<دين ألثره<<ا على إق<<رار(قب<<ول) ال<<دائن هلا‪ ،‬ف<<إذا مل يقّر ه<<ا فيمكن<<ه مطالب<<ة‬
‫مدين <<ه األص <<لي بالوف <<اء‪ ،‬دون االحتج <<اج علي <<ه حبل <<ول املدين اجلدي <<د حمل <<ه‪ ،‬ف <<إذا أقره <<ا ت <<ربأ ذم <<ة املدين‬
‫األص <<لي وليس لل <<دائن الرج <<وع علي <<ه ولكن يك <<ون ض <<امنا ليس <<ار املدين اجلدي <<د وقت إق <<رار ال <<دائن‬
‫للحوالة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عالقة المدين األصلي بالمحال عليه‪ :‬إن عالقة املدين األصلي باملدين اجلديد احملال عليه تأخذ‬
‫إما شكل التربع‪ ،‬أو وفاء الدائن اجلديد بدين عليه اجتاه املدين األصلي‪ ،‬وقد يقص<د من ذل<ك إقراض<ه‪،‬‬
‫وبالتايل تطبق األحكام القانوني<ة املتعلق<ة هبذه العق<ود وت<رتتب علي<ه املس<ؤولية العقدي<ة يف حال<ة اإلخالل‬
‫بالتزامه بالوفاء لصاحل الدائن‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like