Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 346

‫ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺸﺌﻮن اﻟﴩﻋﻴﺔ‬

‫اﻟـﻬﻴﺌﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ ‪٢٠٢١ / ١٢‬‬

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة‬


‫‪ ١٤٤٣‬ﻫـ ‪ ٢٠٢٢ -‬م‬
‫‪1 7 5‬‬
‫ﻣﺮﻛﺰ‬
‫اﻻﺗﺼﺎل‬
‫‪www.zakathouse.org.kw‬‬
‫‪INDEPENDENT GOVT. AUTHORITY‬‬
‫دولة الكويت‬

‫اإلصدار الرابع عرش‬


‫‪1443‬هـ ‪2022 -‬م‬
‫مكتب الشئون الرشعية‬
‫اهليئة الرشعية ‪2021/12‬‬
‫الرقم الدويل املعياري ‪978-99966-39-47-0‬‬
‫ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ‬
‫ﮓ ﮔﮕ‬
‫الحج ‪41 -‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫تقديـم‪:‬‬

‫الحمد لله رب العالمين والصالة والسالم على أشرف المرسلين نبينا محمد‬
‫وعلى آله وسلم تسليم ًا كثير ًا وبعد ‪،،،‬‬
‫فقد دأب بيت الزكاة من حين نشأته على نشر الوعي الشرعي بفريضة الزكاة من‬
‫خالل مكتب الشؤون الشرعية والهيئة الشرعية لبيت الزكاة واألمانة العامة لقضايا الزكاة‬
‫المعاصرة‪ ،‬فأقام الندوات والمؤتمرات‪ ،‬وقام بطباعة ونشر ما تمخض عنها من فتاوى‬
‫وتوصيات‪ ،‬وما هذا المطبوع الذي بين أيديكم إال أحد ثمرات هذا العمل الدؤوب‪،‬‬
‫الذي يتضمن ما جاء من فتاوى وتوصيات لندوات قضايا الزكاة المعاصرة منذ الندوة‬
‫األولى إلى الندوة السابعة والعشرين لقضايا الزكاة المعاصرة وكذلك ما صدر عن الهيئة‬
‫الشرعية لبيت الزكاة من فتاوى وتوجيهات منذ نشأتها لغاية محضرها رقم ‪.2021/12‬‬
‫وال يسعنا في هذا المقام إال أن نتقدم بجزيل الشكر لكل العلماء األفاضل الذين‬
‫شاركوا في ندوات قضايا الزكاة المعاصرة وكذلك أعضاء الهيئة الشرعية الذي بذلوا ما‬
‫في وسعهم في التوجيه واإلرشاد واإلجابة على االستفسارات واإلشكاالت الشرعية‬
‫التي تواجه العاملين في بيت الزكاة‪ ،‬داعين المولى تعالى أن ال يحرمهم األجر والثواب‪.‬‬
‫هذا والله نسأل أن يكون هذا العمل خالص ًا لوجهه الكريم‪.‬‬

‫*** والله ولي التوفيق ***‬

‫جابر فليح محود الصويلح‬


‫مدير مكتب الشئون الرشعية‬

‫‪5‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫اقترنت الصالة بالزكاة في ثمانية وعشرين موضع ًا فموقع الزكاة قرين لموقع‬
‫الصالة وهي عماد الدين‪ ،‬وال يقبل من مسلم أن يفرق بين الصالة والزكاة‪ ،‬فتطبيق ركن‬
‫الزكاة واجب على المسلمين كافة‪ ،‬وواجب ولي األمر أن يحملهم ويعينهـم على ذلك‪.‬‬
‫والله فرض الزكاة على كل من أغناه بنعمة وهي حق تعطى لمستحقيها الذين تكفل الله‬
‫عز وجل بتحديد أصنافهم الثمانية حتى ال تطال الزكاة األهواء واألغراض وتقع في غير‬
‫موقعها‪ ،‬ومن حكمة الله عز وجل أن جعل مواردها مطلقة لتشمل كل مال يستجد مع‬
‫تطور األزمنة واختالف األمكنة‪ .‬وأن القيام بواجب الزكاة غاية اجتماعية ودعوية‪ ،‬فقد‬
‫خص الله أربعة أصناف لتحقيق غايات اجتماعية‪ ،‬كما خص األربعة األخرى بغايات‬
‫دعوية‪ ،‬فاألولى مصارف الفقراء والمساكين والعاملين عليها‪ ،‬والغارمين‪ ،‬والثانية‬
‫المؤلفة قلوبهم‪ ،‬وفي الرقاب‪ ،‬وفي سبيل الله وابن السبيل‪.‬‬
‫وإن أثر الزكاة ال َيخفى في أي مجتمع ينعم بتطبيقها‪ ،‬فإن المستحقين للزكاة ال‬
‫ينقطع وجودهم جملة عن أي مجتمع غني أو فقير‪ ،‬وأخص اآلثار االجتماعية الملموسة‬
‫من تطبيق ركن الزكاة ‪ ،‬ذلكم التكافل الذي يحسه بشكل مباشر من يأخذ الزكاة ‪ ،‬حين‬
‫يأخذها حق ًا له ال منة‪ ،‬يأخذها عزيزة نفسه‪ ،‬محفوظ ًا له ماء وجهه ‪ ،‬كما يحس بها مباشرة‬
‫من يخرجها طيبة بها نفسه‪ ،‬سعيدة بها يده‪ ،‬تمتد للبذل والعطاء وإنما هي جسور المودة‬
‫والتراحم والتكافل تبنيها هذه األيادي الباذلة‪ ،‬فتمسح دمعة فقير أو يتيم وتؤوي مشرد ًا‬
‫أو منكوب ًا‪ ،‬وتعيل أسرة قصرت يدها عن الكفاية كل هذا وغيره يزكي ويطهر قلب الفقير‪،‬‬
‫فال يحقد على أخيه الغني لكثرة ماله بل يوده ويتمنى زيادة ما أنعم الله عليه ليزيد نصيبه‬
‫من هذا الخير‪ ،‬والغني َّيطهر ماله وينميه ويطيب قلبه ويزكيه‪ ،‬ومن جانب آخر فإن الزكاة‬
‫تحرك اقتصاد الدولة‪ ،‬حين يصبح لدى الفقير وغيره من مستحقي الزكاة قوة شرائية‪،‬‬
‫سيعود نفعها إلى الغني التاجر الباذل أوالً كما تعود على حركة تداول نشط على مستوى‬
‫المجتمع‪ ،‬وفي الوقت ذاته تخفف على الدول الكثير من معاناة الناس المادية والنفسية‬

‫‪7‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وتجعل منهم عوامل بناء واستقرار‪ ،‬ال عوامل هدم واضطراب‪ ،‬وفي ذلك‬
‫تحقيق األمن االجتماعي المنشود‪.‬‬
‫لقد أنشىء بيت الزكاة في الكويت عام (‪1982‬م) ليقوم بجمع الزكاة وتوزيعها‪،‬‬
‫وهي مهمة جسيمة تعتمد أوالً على ثقة الناس بمد الجسور إليهم وحسن التعامل معهم‪،‬‬
‫ليؤدوا عبادتهم وهم في اطمئنان على وصولها وأدائها لمستحقيها‪ ،‬وإعمار هذه الثقة‬
‫احتاج إلى فترة زمنية ليست باليسيرة‪ ،‬حتى أصبح بيت الزكاة اليوم – بحمد الله ‪ -‬عنوانا‬
‫لألمانة ومح ً‬
‫ال للثقة‪.‬‬
‫ولقد أرسى دعائم الثقة هذه مواكبة الهيئة الشرعية لبيت الزكاة التي أنيط بها دور‬
‫التوجيه والتسديد والمراقبة الشرعية في مراحل استالم الزكاة وصرفها‪ ،‬إلى جانب دورها‬
‫األساسي وهو التصدي للمشكالت والقضايا والتساؤالت التي تواجه البيت والقائمين‬
‫ال في أغلب األحايين‪ ،‬ولقد قامت الهيئة الشرعية‬ ‫عليه وتحتاج إلى حكم الشرع عاج ً‬
‫تكون‬
‫تكون لديها كم ضخم من تراث علمي في فقه الزكاة ًّ‬ ‫بدورها باذلة غاية وسعها حتى ّ‬
‫من إجاباتها المباشرة لما يسعها الجواب عنه ومن الندوات الفقهية التي تقيمها الهيئة‬
‫الشرعية العالمية لقضايا الزكاة المعاصرة ‪ -‬وهي تحت مظلة بيت الزكاة ‪ -‬في القضايا‬
‫والمشكالت التي ال يسع الهيئة الشرعية الجواب عنها دون مشاركة الفقهاء واالقتصاديين‬
‫والمحاسبين على مستوى العالم اإلسالمي يقدمون أبحاثهم في اجتماع ندوات سنوية‪،‬‬
‫تحصل من مجموع ذلك فتاوى جماعية في المعضالت االقتصادية المعاصرة فيما‬ ‫ولقد َّ‬
‫يتعلق بالزكاة سدت حاجة ضرورية وجعلت من الزكاة فريضة وركن ًا حي ًا مطبق ًا‪.‬‬
‫وهذا الكتاب بين أيديكم الكريمة‪ ،‬آملين أن تجدوا فيه الفائدة المرجوة‪ ،‬وأن‬
‫يتقبله الله تعالى جهد ًا في موازين كل من ساهم في إحياء هذا الركن من أركان ديننا‬
‫العظيم‪.‬‬
‫والله الهادي إلى سواء السبيل‬
‫الدكتور‪ :‬خالد شجاع العتيبي‬
‫رئيس الهيئة الشرعية لبيت الزكاة‬

‫‪8‬‬
‫تعريف بالهيئة ال�شرعية لبيت الزكاة‬
‫هي لجنة شرعية تتكون من الرئيس ونائبه وعدد من األعضاء‪ ،‬ومقرر للهيئة يتم‬
‫تشكيلها من مجلس إدارة بيت الزكاة وتضم ك ً‬
‫ال من‪:‬‬
‫رئيس ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫الدكتور ‪ /‬خالد شجاع العتيبي‬ ‫‪-1‬‬
‫نائب الرئيس‪.‬‬ ‫ ‬
‫الدكتور ‪ /‬عبدالله مطير مجبل الشريكة‬ ‫‪-2‬‬
‫عضو َا‪.‬‬ ‫ ‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬مبارك سيف الهاجري‬ ‫‪-3‬‬
‫عضو ًا‪.‬‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ /‬وليد محمد أحمد الكندري‬ ‫‪-4‬‬
‫عضو ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬الدكتور سليمان معرفي‬ ‫‪-5‬‬
‫ عضو ًا‪.‬‬
‫‪-‬األستاذ الدكتور‪ /‬ياسر عجيل النشمي‬ ‫‪6‬‬
‫عضو ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫الدكتور ‪ /‬محمد عود الفزيع‬ ‫‪-7‬‬
‫عضو َا‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬الدكتور‪ /‬أنس عادل اليتامى‬ ‫‪8‬‬
‫عضو ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫الدكتور ‪ /‬أحمد باجي العنزي‬ ‫‪-9‬‬
‫عضو ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫الدكتور ‪ /‬محمد ضاوي العصيمي‬ ‫‪-10‬‬
‫مقرر ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫مدير مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪-11‬‬
‫ومن أعضائها السابقين المستشار راشد عبد المحسن الحماد‪ ،‬والشيخ بدر‬
‫المتولي عبد الباسط‪ ،‬واألستاذ الدكتور عبد الله محمد عبدالله‪ ،‬األستاذ الدكتور‬
‫محمد سليمان األشقر‪ ،‬و األستاذ الدكتور عبد الستار أبو غدة‪ ،‬والدكتور عبد الله راشد‬
‫الهاجري‪ ،‬واألستاذ الدكتور عجيل جاسم النشمي‪ ،‬واألستاذ الدكتور خالد المذكور‪،‬‬
‫واألستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف‪ ،‬واألستاذ الدكتور أحمد الكردي‪،‬‬
‫واألستاذ الدكتور محمد عبدالرزاق الطبطبائي‪ ،‬واألستاذ الدكتور وليد محمد العلي‪،‬‬
‫والدكتور ناظم سلطان المسباح‪ ،‬والدكتور عبدالحميد خليفة الشايجي‪ ،‬والشيخ علي‬
‫سعود كليب الهدية‪ ،‬واألستاذ الدكتور عصام خلف العنزي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ومن اختصاصاتها‪:‬‬
‫‪ -1‬النظر في اللوائح التنظيمية لبيت الزكاة واقتراح تصحيحها بما يوافق الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬االطالع على أعمال بيت الزكاة وأنشطته‪ ،‬لضمان مطابقتها ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬إبداء الرأي من الوجهة الشرعية في المسائل المعروضة على الهيئة من قبل‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬أو اللجان المتفرعة عنه‪ ،‬أو إدارة بيت الزكاة‪.‬‬
‫‪ -4‬للهيئة في سبيل تمكينها من أداء مهامها‪ ،‬الحق في االطالع على جميع اللوائح‬
‫التنظيمية والنماذج العملية والمبادئ المتبعة لتوريد والتنمية والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -5‬للهيئة طلب النظر في التطبيقات العملية التي يظن أنها وقعت مخالفة ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫*******‬

‫‪10‬‬
‫نبذة تعريفية عن‬
‫الأمانة العامة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫تأسست األمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة بناء على التوصية رقم (‪)4‬‬
‫الصادرة عن مؤتمر الزكاة األول المنعقد في الكويت بتاريخ ‪ 29‬رجب ‪ 1404‬هجري‬
‫الموافق ‪1984/04/30‬م‪ ،‬وتنص على‪ :‬تشكيل لجنة علمية من الفقهاء والمتخصصين‬
‫لمعالجة األمور المعاصرة المتعلقة بالزكاة ورفع توصياتها للجهات المعنية‪ .‬وقد‬
‫أكدت هذه التوصية بالتوصية األولى لندوة الزكاة الثانية المنعقدة في الرياض بتاريخ‬
‫‪ 12‬ذوالقعدة ‪ 1406‬هـ‪ ،‬الموافق ‪1986/07/19‬م‪ ،‬التي تنص على‪ :‬التأكيد على‬
‫ضرورة متابعة جميع التوصيات الواردة في الندوة األولى المنعقدة في الكويت بتاريخ‬
‫‪ 29‬رجب ‪ 1404‬هـ‪ ،‬خصوصا الفقرة رقم (‪.)4‬‬
‫وقد تابع بيت الزكاة هاتين التوصيتين وقام بالجهود الالزمة إلى أن تم عقد‬
‫االجتماع التأسيسي لألمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة في الكويت بتاريخ ‪ 7‬صفر‬
‫‪1408‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ ،1987/09/30‬تحت رعاية معالي وزير األوقاف والشئون‬
‫اإلسالمية رئيس مجلس إدارة بيت الزكاة خالد أحمد الجسار‪.‬‬
‫وقد عقدت األمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة حتى اآلن ست ًا وعشرين ندوة‬
‫في عدة بلدان مختلفة‪.‬‬
‫وأس َست األمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة لتكون مرجع ًا في حل المشكالت‬
‫ِّ‬
‫والقضايا المعاصرة للزكاة ووضع الدراسات الالزمة لتطبيقها على الوجه األمثل‪،‬‬
‫ويتم تشكيل األمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة بموجب قرار وزاري من أعضاء‬
‫الهيئة الشرعية في بيت الزكاة‪ ،‬ويتم دعوة فقهاء شرعيين معنيين بالزكاة وعلماء في‬
‫االختصاصات ذات الصلة بالمواضيع المطروحة في الندوات‪ ،‬كما يتم التواصل وتبادل‬
‫الخبرات مع المؤسسات والهيئات المعنية بالزكاة في جميع الدول‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الباب الأول‬
‫التعريف بالزكاة‬
‫والرتغيب فيها‬

‫‪13‬‬
‫الزكــاة‬
‫أوالً‪ :‬تعريفات‬
‫‪ -1‬الزكاة لغة‪ :‬النماء والطهارة والريع والزيادة‪ ،‬من زكا يزكو وزكاء‪.‬‬
‫والزكاة أيض ًا الصالح‪ ﴿ ،‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﴾ أي صالح ًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫وقيل ما يخرج من حق الله في المال “زكاة” ألنه تطهير للمال مما فيه من حق‪،‬‬ ‫ ‬
‫وتثمير له‪ ،‬وإصالح ونماء في اإلخالف من الله تعالى‪.‬‬
‫‪ -2‬الزكاة إصالح ًا‪ :‬يطلق على أداء حق يجب في أموال مخصوصة‪ ،‬على وجه‬
‫مخصوص ويعتبر في وجوبه الحول والنصاب‪.‬‬
‫وتطلق الزكاة على المال المخرج نفسه‪ ،‬كما في قولهم‪ :‬عزل زكاة ماله‪ ،‬والساعي‬
‫يقبض الزكاة‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬زكى ماله أي أخرج زكاته‪.‬‬
‫والمزكي‪ :‬من يخرج عن ماله الزكاة‪ ،‬والمزكي أيض ًا من له والية الزكاة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬ثواب أداء الزكاة‪:‬‬
‫قال الله تعالى‪﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾ البقرة (‪،)277‬‬
‫قال الله تعالى‪ ﴿ :‬ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬
‫ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ﴾ النساء (‪ ،)162‬قال الله تعالى‪ ﴿ :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾ التوبة‬
‫(‪ ،)103‬قال الله تعالى ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ﴾ المؤمنون (‪،)4‬‬
‫قال الله تعالى‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓَ﴾‬

‫‪15‬‬
‫المؤمنون (‪ ،)11‬قال الله تعالى‪﴿ :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ األعراف (‪ ،)156‬قال الله تعالى‪:‬‬
‫﴿ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﴾ الروم (‪)39‬‬
‫قال الله تعالى‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚِ﴾ المعارج‬
‫(‪ ،)24،25‬قال الله تعالى‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨِ﴾ البينة (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬وعن ابن عمر · ‪ :‬أن رسول الله ‪ ‚ -‬قال‪ُ « :‬بنِ َي اإلسالم على خمس شهادة‬
‫أن ال إله إال الله وأن محمد ًا عبده ورسوله وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت‬
‫وصوم رمضان» (رواه البخاري)‪.‬‬
‫ال قال للنبي ‪ ‚ -‬أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟‬ ‫‪ -2‬وعن أبي أيوب ‪ : · -‬أن رج ً‬
‫قال‪“ :‬تعبد الله ال تشرك به شيئا وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم” (رواه‬
‫البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫‪ -3‬وعن أبي هريرة ‪ : · -‬أن أعرابي ًا أتى النبي ‪ ‚ -‬فقال‪ :‬يا رسول الله دلني على‬
‫عمل إذا عملته دخلت الجنة؟ قال‪“ :‬تعبد الله وال تشرك به شيئا وتقيم الصالة‬
‫المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان” قال‪ :‬والذي نفسي بيده ال‬
‫أزيد على هذا‪ ،‬فلما ولى قال النبي‪“ :‬من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة‬
‫فلينظر إلى هذا” (رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫‪ -4‬وعن معاذ بن جبل ‪ · -‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة‬
‫ويباعدني من النار‪ .‬قال‪“ :‬لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله‬
‫تعالى عليه‪ ،‬تعبد الله ال تشرك به شيئا وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان‬
‫وتحج البيت” (رواه أحمد والترمذي وصححه النسائي وبن ماجة)‪.‬‬
‫‪ -5‬وعن جابر ‪ · -‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله؟‬
‫فقال رسول الله ‪“ : ‚ -‬من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره” (رواه الطبراني‬

‫‪16‬‬
‫وابن خزيمة ورواه الحاكم مختصر ًا)‪“ :‬إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك‬
‫شره” وقال (صحيح على شرط مسلم)‪.‬‬
‫وعن عمرو بن مرة الجهني ‪ · -‬قال‪ :‬جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله ‪‚-‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فقال‪ :‬إني شهدت أن ال إله إال الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس‬
‫وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة‪ .‬فقال رسول الله ‪“ :‚-‬من مات على هذا‬
‫كان من الصديقين والشهداء” (رواه البزار وابن حبان)‪.‬‬

‫*******‬

‫‪17‬‬
‫الباب الثاين‬
‫�رشوط وجوب الزكاة‬

‫‪19‬‬
‫�شروط وجوب الزكاة‬
‫فرض اإلسالم الزكاة‪ ،‬ووضع شروط ًا بتوافرها يكون المال مح ً‬
‫ال لوجوب الزكاة‪،‬‬
‫وهذه الشروط شرعت للتيسير على صاحب المال‪ ،‬ف ُيخرج الزكاة طيبة بها نفسه مع‬
‫مراعاة حق الفقير‪ ،‬فتتحقق األهداف السامية التي ترمي إليها فريضة الزكاة‪ .‬والشروط‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الملك التام‪:‬‬
‫وهو قدرة المالك على التصرف بما يملك تصرف ًا تام ًا دون استحقاق للغير‪،‬‬
‫فال زكاة في المال الضمار وهو ما غاب عن صاحبه ولم يعرف مكانه‪ ،‬وال في مؤخر‬
‫الصداق ألنه ال يمكن للمرأة التصرف فيه‪ ،‬وال زكاة في الدين على معسر‪ ،‬لكن إذا قبض‬
‫شيئ ًا منه زكاه عن سنة واحدة فقط ولو أقام المال غائب ًا عن صاحبه سنين‪ ،‬أو بقي مؤخر‬
‫الصداق في ذمة الزوج أو الدين على المعسر سنين‪.‬‬
‫زكاة المال المجهول(‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف المال المجهول‪:‬‬
‫المال المجهول هو‪ :‬مال ال يعلم صاحبه وجوده أو ملكه أو جنسه أو نوعه أو‬
‫مقداره أو حوله‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬حكم زكاة المال المجهول‪:‬‬
‫إذا كان المال المجهول ضمار ًا فيزكى زكاة المال الضمار حسب القرار الصادر‬ ‫‪1‬ـ‬
‫عن الندوة الثانية عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة ونصه‪:‬‬
‫مال الضمار (هو المال الذي غاب صاحبه) ال يجب على مالكه إخراج الزكاة عنه‬
‫حتى يجده ألنه مال غير نام ال حقيقة وال حكم ًا فإذا وجده صاحبه زكاة عن سنة واحدة‬
‫وهو مذهب المالكية‪.‬‬
‫إذا كان المال المجهول غير ضمار‪:‬‬ ‫‪2‬ـ‬

‫(‪ )1‬الندوة الخام�سة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ �إ�سطنبول ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ترفع الجهالة بكل وسيلة ممكنة فيزكى المال المجهول بحسب العلم الحاصل‪،‬‬ ‫ ‬
‫فإذا تعذر رفع الجهالة فإنه يلجأ إلى التحري والتقدير بحسب غلبة الظن فيزكيه‬
‫على حسب نوع الجهالة فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬النماء‪:‬‬
‫بمعنى أن يكون نامي ًا حقيقة أو تقدير ًا‪ ،‬ويقصد بالنماء الحقيقي الزيادة بالتوالد‬
‫والتناسل والتجارة‪ ،‬والتقديري قابلية المال للزيادة‪ ،‬وذلك في الذهب والفضة‬
‫والعمالت‪ ،‬فإنها قابلة للنماء بالمتاجرة بها فتزكى مطلق ًا‪ ،‬أما عروض القنية فال تزكى‬
‫لعدم النماء ال حقيقة وال تقدير ًا‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم النماء(‪:)1‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع‪( :‬مفهوم النماء)‬
‫وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬النماء عند الفقهاء يطلق على الزيادة الحقيقية للمال‪ ،‬وعلى مظنتها‪.‬‬
‫‪ -2‬يختلف النماء باختالف أجناس األموال‪.‬‬
‫أ‪ -‬في الزروع والثمار والمعادن‪ ،‬يقصد به الزيادة الحقيقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬في بقية أنواع المال الزكوي بمرور الحول عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬التمكين من النماء شرط لوجوب الزكاة وقد عرف ذلك باالستقراء‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬النماء وأثره في أحكام الزكاة (‪:)2‬‬
‫‪ -1‬استحضرت الندوة الفتوى الصادرة في الندوة التاسعة بشأن مفهوم النماء‪ ،‬وأكدت‬
‫الندوة الفقرة األولى بشأن تعريف النماء‪ ،‬والفقرة الثانية بشأن تقسيم النماء إلى‬
‫حقيقي (في الزروع والثمار والمعادن) وإلى حكمي (في بقية أنواع المال الزكوي‬
‫(‪ )1‬الندوة التا�سعة ـ الأردن ـ ‪1999‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬الندوة الثانية ع�شرة ـ القاهرة ـ ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التي اشترط فيها الحول)‪.‬‬
‫كما اطلعت الندوة على الفقرة الثالثة التي نصها‪( :‬التمكين من النماء شرط‬ ‫ ‬
‫لوجوب الزكاة) فقررت توضيحها بما يلي‪:‬‬
‫إن سبب وجوب الزكاة هو ملك النصاب وشرط هذا السبب هو النماء‪ ،‬وإن‬ ‫ ‬
‫التمكين من النماء يحصل باشتراط مرور الحول في غير الزروع والثمار والمعادن‬
‫فإن الزكاة فيها تتوقف على النتاج الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬من صور النماء الحقيقي األشجار النامية (من غير الزروع والثمار) التي لها مالك‬
‫معين‪ ،‬ويقصد منه الحصول على األخشاب‪ ،‬فإنها تزكى عند قطعها بإخراج‬
‫العشر أو النصف العشر حسب الحال‪.‬‬
‫‪ -3‬مال الضمار (هو المال الذي غاب عن صاحبه) ال تجب على مالكه إخراج الزكاة‬
‫عنه حتى يجده‪ ،‬ألنه مال غير نام ال حقيقة وال حكم ًا‪ ،‬فإذا وجده صاحبه زكاه عن‬
‫سنة واحدة وهو مذهب المالكية‪.‬‬
‫‪ -3‬بلوغ النصاب‪:‬‬
‫النصاب مقدار من المال معين شرع ًا ال تجب الزكاة في أقل منه‪ ،‬والنصاب‬
‫للذهب عشرون مثقاالً وتساوي (‪ )85‬جرام ًا من الذهب الخالص‪ ،‬ويلحق به نصاب‬
‫العمالت الورقية والمعدنية والثروة التجارية (‪ ،)1‬ونصاب الفضة مائتا درهم وتساوي‬
‫(‪ )595‬جرام ًا من الفضة الخالصة‪ .‬ونصاب الزروع والثمار خمسة أوسق وتعادل‬
‫(‪ )612‬كيلو جرام ًا من القمح ونحوه ونصاب اإلبل خمس ونصاب البقر ثالثون‬
‫ونصاب الغنم أربعون‪.‬‬
‫‪ -4‬الزيادة عن الحاجة األصلية‪:‬‬
‫العروض المقتناة للحاجة األصلية مثل دور السكنى‪ ،‬والثياب‪ ،‬وآالت الحرفة‪،‬‬

‫(‪ )1‬يكون تقويم ن�صاب الزكاة في العمالت الورقية والمعدنية وعرو�ض التجارة على �أ�سا�س قيمتها ذهب ًا‪ ،‬ف�إذا بلغت ع�شرين مثقاال‬
‫ذهبا‪ ،‬وجبت فيها الزكاة‪ ،‬وذلك �أن الذهب �أقرب �إلى الثبات من غيره‪ ،‬ويرجع �إلى معرفة قيمة مثقال الذهب بالن�سبة �إلى‬
‫النقد الحا�ضر �إلى ال�سعر ال�سوقي يوم وجوب الزكاة‪ .‬القرار (ب) من قرارات الم�ؤتمر الثاني لمجمع البحوث اال�سالمية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ووسائل المواصالت – كالسيارة – وأثاث المنزل‪ ،‬فهذه ال زكاة فيها‪ ،‬وكذلك المال‬
‫المرصد لدين‪ ،‬فإن المدين محتاج إلى المال الذي في يده ليدفع عن نفسه الحبس‬
‫والذل‪.‬‬
‫‪ -5‬حوالن الحول‪:‬‬
‫وهو أن ينقضي على بلوغ المال نصاب ًا إثنا عشر شهر ًا بحساب األشهر القمرية‪،‬‬
‫فيزكي صاحب المال عندئذ جميع ما لديه من األموال بنسبة ربع العشر (‪.)%2.5‬‬
‫أما إذا تعسر مراعاة الحول القمري – بسبب ربط الميزانية للشركة أو المؤسسة‬
‫بالسنة الشمسية – فإنه يجوز مراعاة السنة الشمسية‪ ،‬وتزداد النسبة المذكورة بنسبة عدد‬
‫األيام التي تزيد بها السنة الشمسية على القمرية‪ ،‬فتكون النسبة عندئذ (‪.)%2.577‬‬
‫المال المستفاد أثناء الحول‪:‬‬
‫من كان عنده نصاب من أول الحول فنما ماله بربح أو غيره كميراث أو هبة أو‬
‫راتب أو عالوات‪ ،‬فإنه يضم ذلك إلى ما عنده من النصاب ويزكي الجميع عند تمام‬
‫الحول‪ ،‬ولو لم يمر حول كامل على ذلك المال الذي استفاده أثناء الحول (‪.)1‬‬
‫مثال عملي‪:‬‬
‫شخص لديه (‪ 1000‬د‪.‬ك) حال عليها الحول كم تكون زكاتها؟‬
‫الحل‪:‬‬
‫ليكن على سبيل المثال سعر جرام الذهب الخالص ‪-‬عيار‪ 8 -24‬د‪.‬ك ومن المعلوم‬
‫أن النصاب (‪ )85‬جرام ًا من الذهب الخالص ‪ 8 × 85‬د‪.‬ك = ‪ 680‬د‪.‬ك فإذ ًا هذا هو نصاب‬
‫النقود‪ ،‬وعليه فإن مبلغ ‪ 1000‬قد بلغ النصاب‪ ،‬فتكون الزكاة على المبلغ كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 25 = %2.5 × 1000‬د‪.‬ك‬

‫(‪ )1‬وهذا ما �أقره الم�ؤتمر الأول للزكاة والندوة الخام�سة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فقه الزكاة بين التوقيف ومراعاة المقاصد ‪:‬‬
‫فريضة الزكاة عبادة شرعية مالية يغلب على جوانب منها التوقيف وعلى جوانب‬
‫أخرى مراعاة المقاصد‪ ،‬وهي المعاني والحكم المرادة من التشريع عموم ًا وخصوص ًا في‬
‫االمتثال وتوجيه األحكام االجتهادية‪ ،‬وهو منهج أصيل لعلماء األمة‪ .‬وإن فهم المقاصد‬
‫الشرعية وفق الضوابط الدقيقة لالجتهاد يعين الباحثين والمفتين على معالجة النوازل‬
‫عموم ًا وفي قضايا الزكاة على وجه الخصوص‪ .‬وإن مقاصد الشريعة في الزكاة تظهر‬
‫محاسن اإلسالم في السبق إلى رعاية الفقراء وتحقيق التكافل االجتماعي واإلسهام في‬
‫التنمية الشاملة وتجسيد قيم العدل واإلحسان في المجتمع‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الخام�سة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ �إ�سطنبول ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الباب الثالث‬
‫الف�صل الأول‪ :‬زكاة النقود واحللي‬
‫الف�صل الثاين‪ :‬زكاة الرثوة التجارية‬
‫الف�صل الثالث‪ :‬زكاة الرثوة ال�صناعية‬
‫الف�صل الرابع‪ :‬زكاة ال�رشكات‬
‫الف�صل اخلام�س‪ :‬زكاة الأ�سهم‬
‫الف�صل ال�ساد�س‪ :‬زكاة ال�سندات‬
‫الف�صل ال�سابع‪ :‬زكاة ال�صناديق واملحافظ‬
‫وال�صكوك اال�ستثمارية‬
‫الف�صل الثامن‪ :‬زكاة امل�ستغالت‬

‫‪27‬‬
‫الف�صل الأول‬
‫زكاة النقود والحلي‬
‫‪ -1‬زكاة النقود‪:‬‬
‫المراد بالنقود جميع العمالت الورقية والمعدنية‪ ،‬سواء كانت عملة بلد المزكي‬
‫أم عملة بلد آخر‪.‬‬
‫وجوب الزكاة في النقود‪:‬‬
‫وجوب الزكاة في النقود ثابت بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬أما الكتاب فقوله عز‬
‫وجل ﴿ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‬
‫ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾ (التوبة ‪.)35-34‬‬
‫وأما السنة فقوله ‪( ‚ -‬ما من صاحب ذهب وال فضة ال يؤدي منها حقها‪ ،‬إال إذا‬
‫كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوي بها جنبه‬
‫وجبينه وظهره ‪( )...‬رواه مسلم)‪.‬‬
‫وأجمع المسلمون في كل العصور على وجوب الزكاة في النقدين (الذهب‬
‫والفضة) وقس على ذلك سائر العمالت‪.‬‬
‫سبب وجوب الزكاة في النقود‪:‬‬
‫تجب الزكاة في النقود إذا توافرت فيها شروط وجوب الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬زكاة الحلي‪:‬‬
‫المعدُّ لالستعمال الشخصي ال زكاة فيه إذا لم يزد عن القدر المعتاد‬
‫حلي المرأة ُ‬
‫للبس المرأة بين مثيالتها في المستوى االجتماعي لها‪ ،‬أما ما زاد عن القدر المعتاد‬
‫فيجب تزكيته ألنه صار في معنى االكتناز واالدخار‪ ،‬وكذلك تزكي المرأة كل ما عزفت‬
‫عن لبسه من الحلي لقدم طرازه أو نحو ذلك من األسباب‪.‬‬
‫وتحسب الزكاة في كال النوعين حسب وزن الذهب والفضة الخالصين‪ ،‬وال‬

‫‪29‬‬
‫اعتبار بالقيمة وال بزيادتها‪ ،‬بسبب الصياغة والصناعة‪ ،‬وال بقيمة ما فيها من األحجار‬
‫الكريمة‪ ،‬والقطع المضافة من غير الذهب والفضة‪.‬‬
‫وهذا بخالف الذهب والفضة الموجودين لدى التجار فإن العبرة في تزكيته‬
‫بالقيمة الشاملة للصناعة ولما في المصاغ من األحجار الكريمة‪.‬‬
‫ومـا حـرم استعمالـه من حلـي الذهـب والفضـة تجب فيـه الزكــاة‪ ،‬ومن ذلك‬
‫مــا اتخــذه الرجل لزينته من الذهب – والذهب محرم على الرجال – فعليه زكاته‪،‬‬
‫كسوار ذهبي أو ساعة ذهبية‪ ،‬بخالف ما لو اتخذ خاتم ًا من فضة فال زكاة فيه‪ ،‬ألنه حالل‬
‫له‪ ،‬وكذا ما تتخذه المرأة من حلي الرجال لزينتها فهو حرام عليها وفيه زكاة‪.‬‬
‫وجملة ذلك أن كل ما حرم استعماله من حلي الذهب والفضة فيه زكاة‪ ،‬بلغ نصاب ًا‬
‫بنفسه‪ ،‬أو بلغ بضمه إلى ما عنده نصاب ًا‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫حكم الزكاة في حلي النساء المعد لالستعمال(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬عرضت الندوة موضوع حكم الزكاة في حلي النساء المعدُ لالستعمال‪ .‬وبعد‬
‫دراسة هذا الموضوع من جوانبه المختلفة‪ ،‬واالستماع إلى النقاش المستفيض‬
‫حول األبحاث المقدمة‪ ،‬تبين أن هناك اتجاهين في الفقه اإلسالمي‪ :‬أحدهما يرى‬
‫وجوب الزكاة في حلي النساء والثاني يرى عدم الوجوب فيها‪.‬‬
‫ويرى المشاركون في الندوة أن لكل من االتجاهين حجته ودليله‪ ،‬فيسع أهل‬
‫العلم األخذ واإلفتاء بأحد الرأيين بما يترجح عندهم‪.‬‬
‫‪ -2‬عند األخذ بعدم وجوب الزكاة في حلي النساء تراعى الضوابط التالية‪:‬‬
‫أن يكون االستعمال مباح ًا‪ ،‬فتجب الزكاة فيما يستعمله استعماالً محرم ًا‬ ‫أ‪-‬‬
‫كالتزين بحلي على صورة تمثال‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يقصد بالحلي التزين‪ ،‬فإذا قصد به االدخار أو االتجار فتجب فيه الزكاة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة ـ ال�شارقة ـ ‪1996‬م‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون االستعمال في حاجة آنية غير مستقبلية بعيدة األجل فتجب فيه‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫أن يبقى الحلي صالح ًا للتزيين به‪ ،‬ولذا تجب الزكاة في الحلي المتهشم‬ ‫د‪-‬‬
‫الذي ال يستعمل إال بعد صياغة وسبك‪ .‬ويستأنف له حوالً من وقت‬
‫تهشمه‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬أن تكــون الكميــة المستعملــة من الحلـي في حـدود القصـد‬
‫واالعتـدال عرفـ ًا‪ .‬أمــا إذ بلغت حد اإلسراف والتبذير فتجب الزكاة فيما‬
‫زاد عن حد االعتدال‪.‬‬
‫‪ -3‬نصاب الذهب عشرون مثقاالً ويساوي (‪ )85‬جرام ًا تقريب ًا من الذهب الخالص‬
‫ونصاب الفضة مائتا درهم فضة وتساوي (‪ )595‬جرام ًا تقريب ًا من الفضة الخالصة‪،‬‬
‫ويراعى في تقدير نصاب الحلي الذي تجب فيه الزكاة الوزن ال القيمة الخالصة‬
‫من الوزن والصياغة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحلي من غير الذهب والفضة كالياقوت والآللئ ليس فيها زكاة ما لم تكن معدة‬
‫للتجارة‪.‬‬
‫الكيفية العملية لحساب زكاة الحلي‪:‬‬
‫علمنا أن الزكاة الواجب إخراجها في الحلي تكون على وزن الذهب الخالص‪،‬‬
‫ويقصد بالذهب الخالص السبائك الذهبية (‪ )999‬عيار (‪ ،)24‬أما غير الخالص فيسقط‬
‫من وزنه مقدار ما يخالطه من غير الذهب‪ ،‬ولطرح تلك المواد المخلوطة ومعرفة وزن‬
‫الذهب الخالص ومقدار الزكاة فيه نتبع المعادلة التالية‪:‬‬
‫وزن الذهب × نوع العيار × سعر الجرام(‪%2.5 × )1‬‬

‫‪24‬‬

‫(‪ )1‬يجب و�ضع �سعر جرام الذهب الخال�ص عيار ‪ )999( 24‬يوم �أداء الزكاة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬نظر ًا لكثرة األسئلة التي ترد إلينا عن زكاة الذهب األبيض وحيث إن الهيئة‬
‫الشرعية لبيت الزكاة لم يسبق لها أن أصدرت فتوى بخصوص هذا الموضوع‬
‫فالرجاء التكرم ببيان الحكم الشرعي في زكاة الذهب األبيض‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬حلي المرأة المعد لالستعمال الشخصي ال زكاة فيه إذا لم يزد عن القدر‬
‫المعتاد للبس المرأة بين مثيالتها في المستوى االجتماعي لها‪ ،‬أما ما زاد عن‬
‫القدر المعتاد فيجب تزكيته ألنه صار في معنى االكتناز واالدخار‪ ،‬وكذلك‬
‫تزكي المرأة كل ما عزفت عن لبسه من الحلي لقدم طرازه أو نحو ذلك من‬
‫األسباب‪.‬‬
‫وتحسب الزكاة في كال النوعين حسب وزن الذهب والفضة الخالصين‪ ،‬وال‬
‫اعتبار بالقيمة وال بزيادتها بسبب الصياغة والصناعة‪ ،‬وال بقيمة ما فيها من‬
‫األحجار الكريمة‪ ،‬وال القطع المضافة من غير الذهب والفضة‪.‬‬
‫وهذا بخالف الذهب والفضة الموجودين لدى التجار فإن العبرة في تزكيته‬
‫بالقيمة الشاملة للصناعة ولما في المصاغ من األحجار الكريمة‪.‬‬
‫وما حرم استعماله من حلي الذهب والفضة تجب فيه الزكاة‪ ،‬ومن ذلك ما‬
‫اتخذه الرجل لزينته من الذهب – والذهب محرم على الرجال – فعليه زكاته‪،‬‬
‫كسوار ذهبي أو ساعة ذهبية‪ ،‬بخالف ما لو اتخذ خاتم ًا من فضة فال زكاة فيه‪،‬‬
‫ألنه حالل له‪ ،‬وكذا ما تتخذه المرأة من حلي الرجال لزينتها فهو حرام عليها‬
‫وفيه زكاة‪.‬‬
‫وجملة ذلك أن كل ما حرم استعماله من حلي الذهب والفضة فيه زكاة‪ ،‬سواء‬
‫بلغ نصاب ًا بنفسه‪ ،‬أو بضمه إلى ما عنده نصاب ًا‪.‬‬
‫وتضيف الهيئة أن الذهب األبيض هو عادة من عيار (‪ )18‬قيراط ًا ومكون‬

‫‪32‬‬
‫من ذهب أصفر بمقدار (‪ 750‬جزء ًا من األلف) مضاف ًا إليه معدن الفضة أو‬
‫معدن البليديوم أو الروديوم أو خليط من االثنين مع ًا كما أوضحت ذلك إدارة‬
‫حماية المستهلك بوزارة التجارة والصناعة‪.‬‬
‫وعليه فإن الذهب األبيض يعامل معاملة الذهب األصفر في جميع األحكام‬
‫الشرعية في الزكاة وغيرها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬عند قيام موظفي الفروع اإليرادية بوزن الذهب للمتبرع واحتساب زكاته يبدي‬
‫البعض منهم رغبته بدفع بعض القطع من الذهب كزكاة بدالً من دفعها نقد ًا‪،‬‬
‫حيث يتم تحديد وزن القطع التي يمكن أن تجزئ عن الزكاة بسعر الجرام‬
‫للذهب الخالص ولكن عند بيع قطع الذهب لتحويلها نقد ًا تقوم المحالت‬
‫بشراء القطع بسعر أقل من السعر الذي يتم احتساب الزكاة على أساسه‪.‬‬
‫فالرجاء بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان المسلم يملك ذهب ًا حلي ًا وقد بلغ نصاب ًا فال زكاة عليه على رأي جمهور‬
‫الفقهاء وهو الذي أخذت به الهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪ ،‬فال تجب الزكاة في‬
‫حلي المرأة المعد لالستعمال الشخصي إذا كان بحسب ما يقتنيه أمثالها‪ .‬وأما‬
‫على رأي الحنفية فتجب زكاته بمقدار (‪ )%2.5‬من وزنه‪ ،‬ثم عليه أن يخرج‬
‫الذهب الذي وجب بحسب وزنه‪ ،‬وله أن يدفع قيمته بما يساويه يوم الدفع‪،‬‬
‫ولو زاد ثمنه أو نقص بعد ذلك فال يكون المزكي مسئوالً عنه ما دام قد سلمه‬
‫لبيت الزكاة بسعر يومه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/6‬‬

‫‪33‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬شخص لديه ُحلي تجب فيها الزكاة‪ ،‬ولم يخرج زكاته لعدة سنوات‪ ،‬فعلى‬
‫أي سعر يحسب زكاته؟ فهل يحسب زكاته على السعر الحالي عن السنوات‬
‫الماضية‪ ،‬أم أن لكل سنة سعرها ولو بغلبة الظن؟‬
‫الجواب‪ :‬زكاة الذهب ُحلي ًا أو غيرها تجب في وزنه‪ ،‬فإذا كان اإلنسان يملك (‪)1000‬‬
‫جرام من الذهب عيار (‪ )21‬مثالً‪ ،‬وقد بقيت عنده عشر سنين دون أن يزكيها‪،‬‬
‫فيجب عليه زكاتها كما يلي‪:‬‬
‫وزن الذهب بالجرام × ‪ ×21‬عدد السنين التي مرت عليه دون زكاة × سعر‬
‫جرام الذهب الخالص يوم اإلخراج × ‪ = 24 ÷ %2.5‬مبلغ الزكاة التي يجب‬
‫إخراجها عن هذا الذهب عن السنوات الماضية كلها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2007/3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬صدر عن الهيئة الشرعية لبيت الزكاة في محضرها رقم (‪ )86/3‬فتوى خاصة‬
‫بوجوب ضم الذهب إلى الفضة في تكملة النصاب‪ ،‬وأنه يضم أحدهما إلى‬
‫اآلخر باألجزاء (بالنسبة)‪.‬‬
‫والذي اختارته ندوات قضايا الزكاة المعاصرة عند مناقشة مشروع القانون‬
‫النموذجي للزكاة “ضم الفضة إلى الذهب في تكملة النصاب بالقيمة” كما‬
‫جاء في الفقرة (‪ )3‬من المادة رقم (‪ )13‬ونصها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -3‬تضم الفضة إلى الذهب في تكميل النصاب باعتبار قيمة الذهب‪.‬‬
‫فالرجاء التكرم بإبداء رأي الهيئة الشرعية في هذا الموضوع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تعتمد الهيئة ما اختارته الندوتان الخامسة عشرة والسادسة عشرة فيما يخص‬
‫موضوع ضم الفضة إلى الذهب في تكميل النصاب بما جاء في مشروع‬
‫القانون النموذجي للزكاة الفقرة (‪ )3‬من المادة (‪ )13‬ونصها كالتالي‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -3‬تضم الفضة إلى الذهب في تكميل النصاب باعتبار قيمة الذهب‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009/2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السـؤال‪ :‬هناك تفاوت في سعر جرام الذهب بين المعلن رسمي ًا‪ ،‬وبين ما هو موجود‬
‫واقعي ًا في السوق‪ ،‬فأ ّيهما يعتمد في حساب نصاب الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬المعتمد في سعر جرام الذهب هو السعر السائد في السوق وعند االختالف‬
‫يؤخذ متوسط السعر‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98/6‬‬

‫‪35‬‬
‫الف�صل الثاني‬
‫زكاة الثروة التجارية‬
‫ُيقصد بزكاة الثروة التجارية جميع األموال التي دخلت في ملك المزكي بنية‬
‫المتاجرة بها‪ ،‬سواء باالستيراد الخارجي أو الشراء من السوق المحلية أو غير ذلك‪،‬‬
‫وسواء كانت عقار ًا أو مواد غذائية أو زراعية أو مواشي أو غيرها‪ ،‬وقد تكون بضائع في‬
‫محل تجاري لفرد أو لمجموعة من األفراد‪.‬‬
‫وهذه األموال يطلق عليها عروض التجارة‪:‬‬
‫أما المؤسسات التي يقتصر عملها على الصناعة لآلخرين‪ ،‬فال تُعدّ أدواتها التي‬
‫تستعملها من عروض التجارة‪ ،‬كما هو الحال في الشركات التي تتخصص في أعمال‬
‫المقاوالت لصالح الغير‪ ،‬فمثل هذه الشركات تُعدّ صناعية وإن لم ُيؤلف إطالق هذه‬
‫الكلمة عليها‪ ،‬فكل شركة تعمل في الصناعة لآلخرين مثل شركات الحديد والصلب‬
‫تُعد شركات صناعية ومثلها محل الحدادة والنجارة‪.‬‬
‫ولكن لو اشترت هذه الشركات الصناعية بضائع ومواد بقصد بيعها بعد تصنيعها‬
‫فإن هذه المواد تعتبر عروض ًا تجارية‪.‬‬
‫الفرق بين عروض ال ُقنية وعروض التجارة‪:‬‬
‫ُيقصد بعروض القنية تلك العروض المعدة لالقتناء واالستعمال الشخصي‪ ،‬ال‬
‫للبيع والتجارة‪ ،‬وتعرف في المحاسبة المالية باألصول الثابتة‪ ،‬وهي التي ينوي التاجر أو‬
‫الشركة التجارية عند شرائها االحتفاظ بها ألنها أدوات إنتاج‪ ،‬مثل اآلالت‪ ،‬والمباني‪،‬‬
‫والسيارات‪ ،‬والمعدات‪ ،‬واألراضي‪ ،‬التي ليس الغرض منها بيعها والمتاجرة بها‪،‬‬
‫وكذلك األواني‪ ،‬والخزائن‪ ،‬والرفوف التي تعرض فيها البضاعة‪ ،‬وكذلك المكاتب‬
‫واألثاث ‪ ...‬إلخ‪ ،‬فجميع هذه األصول الثابتة ال زكاة فيها وتُحسم من وعاء الزكاة‪.‬‬
‫وأما عروض التجارة‪ ،‬وهي العروض المعدة للبيع‪ ،‬وتعرف في المحاسبة المالية‬
‫باألصول المتداولــــة‪ ،‬وهـــي التـــي ينــــوي التاجــر أو الشركــة التجاريــة عند‬

‫‪37‬‬
‫شرائــها المتاجـــرة بها‪ ،‬مثل البضائع‪ ،‬والسلع واآلالت‪ ،‬والسيارات‪ ،‬واألراضي التي‬
‫تُشترى بنية المتاجرة بها‪ ،‬فإنها تجب فيها الزكاة إذا ما استوفت شروط وجوب الزكاة‪.‬‬
‫شروط وجوب الزكاة في عروض التجارة‪:‬‬
‫يشترط لوجوب زكاة مال التجارة ما يشترط في المال النقدي من الشروط –‬
‫راجع شروط وجوب الزكاة – باإلضافة إلى أمرين اثنين البد من اعتبارهما في المال‬
‫ليصبح من مال التجارة الذي تجب زكاته‪ ،‬وهذان األمران أن تتوافر نية التجارة عند‬
‫تملك العروض‪ ،‬وأن ال تتحول نية المالك من التجارة إلى االقتناء قبل تمام الحول من‬
‫دون قصد التحايل‪ ،‬وال تشترط المعاوضة بشراء أو بغيره من المعاوضات في عروض‬
‫التجارة لوجوب الزكاة فيها‪ ،‬وإنما تكون عروض ًا تجارية بالنية وهذا ما أقرته ندوات‬
‫قضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫ال ناوي ًا أنها لالستعمال الشخصي‪ ،‬وفي نيته إن وجد ربح ًا‬
‫فإذا اشترى سيارة مث ً‬
‫باعها‪ ،‬فال تُعد من مال التجارة الذي تجب فيه الزكاة‪ ،‬بخالف ما لو اشترى مجموعة من‬
‫السيارات بنية التجارة والربح‪ ،‬واستعمل واحدة منها‪ ،‬فتعد من أموال التجارة التي تجب‬
‫فيها الزكاة‪ ،‬إذ العبرة بنية األصل – النية الغالبة عند الشراء – فما كان األصل فيه هو‬
‫االقتناء واالستعمال الشخصي ال ُيعد من التجارة بمجرد رغبته في البيع إذا وجد الربح‬
‫المناسب‪ ،‬وما كان األصل فيه التجارة والبيع ال يخرجه من مال التجارة االستعمال‬
‫الشخصي الطارئ عليه‪.‬‬
‫ثم إنه إذا اشترى عرض ًا معين ًا بنية المتاجرة فيه ثم قبل أن يبيعه – َح ّول نيته فيه إلى‬
‫االستعمال الشخصي على وجه – التأبيد – فتكفي النية هنا إلخراجه من مال التجارة‬
‫إلى المقتنيات الشخصية‪ ،‬فال تجب فيه الزكاة‪ ،‬وكذلك إن اشترى عرض ًا للقنية ثم غير‬
‫نيته إلى البيع فال يكون فيه زكاة كذلك‪.‬‬
‫مقدار الزكاة الواجب في عروض التجارة(‪:)1‬‬
‫ال يختلــف النصـاب والمقــدار الـواجب إخراجــه بين زكــاة النقــود وزكــاة‬

‫(‪ )1‬الندوة االولي – القاهرة – ‪1998‬م‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫عــروض التجارة وعلى ذلك استقر إجماع الفقهاء المعتبرين‪ .‬وما قد ُيظن من أن في‬
‫هذه التسوية تخفيف ًا على المكتنز وتشديد ًا على المستثمر بسبب أخذ نفس النسبة ممن‬
‫استثمر ماله بحيث يختفي الحافز على االستثمار هو غير صحيح‪ ،‬ألن االستثمار يهدف‬
‫إلى زيادة أصل المال وبذلك يمكن أداء الزكاة من الريع والحفاظ على األصول‪ .‬أما من‬
‫ال يجد فرصة لالستثمار فإنه يؤدي زكاته من رأس المال دائم ًا‪ .‬ولذا حثت السنَّة ولي‬
‫اليتيم على االتجار بمال اليتيم حتى ال تأكله الزكاة‪.‬‬
‫هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس كل مال يحول عليه الحول من النقد يعتبر‬
‫مكتنز ًا‪ ،‬كما أن المستثمر يخفف عنه بعدم فرض الزكاة على المال الذي يتحول إلى‬
‫أصول ثابتة‪.‬‬
‫والنقود في معظم األحوال رؤوس أموال لمشاريع استثمارية أو للحصول على‬
‫توابعها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫موضوع إجراءات احتساب الزكاة وصرفها في المؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة األبحاث المقدمة وتوصلوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التأكيد على أهمية التزام المؤسسات المالية اإلسالمية بالمبادئ والضوابط‬
‫واإلرشادات واإلجراءات التي تمكنها من تطبيق المعايير الشرعية والمحاسبية‬
‫في حساب زكاتها‪ ،‬وصرفها لمستحقيها‪ ،‬وتحقيق مقاصد الزكاة وغاياتها‪.‬‬
‫كيف تزكى الثروة التجارية؟‬
‫حل موعد الزكاة ينبغي للتاجر المسلم – أو الشركة التجارية – أن َيقوم بجرد‬ ‫إذ َّ‬
‫قوم ما لديه من نقود – سواء استغلها في التجارة‬‫قوم البضاعة الموجودة و ُي ِّ‬
‫تجارته و ُي ِّ‬
‫أم لم يستغلها – ويضيف إليها ما له من ديون مرجوة السداد‪ ،‬ثم يطرح منها الديون‬
‫التي عليه‪ ،‬ثم يزكي الباقي بنسبة ربع العشر (‪ – )%2.5‬راجع شرط حوالن الحول من‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة والع�شرون – المملكة الأردنية ‪2019 -‬م‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫شروط وجوب الزكاة – ونستطيع أن نوجز ذلك في المعادلة التالية‪:‬‬
‫مقدار الزكاة = (قيمة البضاعة الموجودة بسعر البيع ‪ +‬السيولة النقدية بالصندوق أو‬
‫البنك ‪ +‬الدين المرجو السداد – الديون التي على المزكي للغير(‪.)%2.5( × ))1‬‬
‫قوم التاجر بضاعته عند إخراج الزكاة؟‬
‫بأي سعر ُي ِّ‬
‫قوم البضاعة‬
‫ذكرنا في كيفية تزكية التاجر مال تجارته أن عليه أن يجرد تجارته ُي ِّ‬
‫الموجودة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫قومها بسعر الشراء (التكلفة) أو‬
‫قوم التاجر عروض تجارته؟ هل ُي ِّ‬
‫فبأي سعر ُي ِّ‬
‫بسعر السوق الحالي (سعر السوق يوم وجوب الزكاة)‪.‬‬
‫قومها بسعر الشراء‪ ،‬فمن المحتمل أن تكون األسعار قد هبطت عن سعر‬ ‫إن قلنا ُي ِّ‬
‫الشراء‪ ،‬وبالتالي يقع الضرر على التاجر حيث سيزكي تجارته على السعر المرتفع‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل كذلك أن تكون األسعار قد ارتفعت‪ ،‬وبالتالي ُيخرج الزكاة من رأس المال دون‬
‫الربح‪ ،‬والمشروع في زكاة التجارة أن تكون شاملة للربح أيضا‪.‬‬
‫قوم التاجر ثروته التجارية بسعر السوق الحالي‪ ،‬سواء كان سعر السوق الحالي‬‫لذا ُي ِّ‬
‫منخفض ًا عن سعر الشراء أو مرتفع ًا‪ ،‬فالعبرة بسعر السوق الحالي بسعر البيع‪.‬‬
‫ويكون التقويم لكل تاجر بحسبه سواء أكان تاجر جملة‪ ،‬أم تاجر تجزئة(‪2‬‬
‫)‬

‫والسعر المتوسط لمن يبيع بالجملة والتجزئة مع ًا‪.‬‬


‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬
‫زكاة عروض التجارة من أعيانها(‪:)3‬‬
‫األصل إخراج زكاة عروض التجارة نقد ًا بعد تقويمها وحساب المقدار الواجب‬
‫فيها‪ ،‬ألنها أصلح للفقير حيث يسد بها حاجاته مهما تنوعت‪ ،‬ومع ذلك يجوز إخراج‬
‫زكاة عروض التجارة من أعيانها إذا كان ذلك يدفع الحرج عن المزكي في حالة الكساد‬

‫(‪ )1‬انظر زكاة الديون �ص ‪.45‬‬


‫(‪ )2‬الندوة ال�سابعة ـ الكويت ـ ‪1997‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬الندوة الأولى – القاهرة ‪1988-‬م‬

‫‪40‬‬
‫وضعف السيولة لدى التجارة‪ ،‬ويحقق مصلحة الفقير في أخذ الزكاة أعيان ًا يمكنه‬
‫االنتفاع بها‪ .‬وهذا ما اختارته الندوة في ضوء االجتهادات الفقهية وظروف األحوال‪.‬‬
‫األصول المحاسبية المعاصرة لتقويم عروض التجارة(‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬يقصد بتقويم عروض التجارة‪ :‬تقديرها بقيمتها النقدية‪ ،‬وذلك لمعرفة بلوغ‬
‫النصاب‪ ،‬وتحديد الوعاء الزكوي من أجل معرفة القدر الواجب إخراجه‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬محل التقويم ما توافرت فيه الشروط الخاصة باالتجار‪ ،‬دون عروض القنية‬
‫(األصول الثابتة) وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تتوافر نية التجارة عند تملك العروض‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال تتحول نية المالك من التجارة إلى االقتناء قبل تمام الحول من دون‬
‫قصد التحايل‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬يكون التقويم لكل تاجر بحسبه سواء أكان تاجر جملة أم تاجر تجزئة بالقيمة‬
‫السوقية بسعر البيع يوم وجوب الزكاة‪ .‬وهو الذي أخذت به الندوة الحادية‬
‫عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة واعتمد في كتاب دليل اإلرشادات لحساب زكاة‬
‫الشركات‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬إذا تغيرت األسعار بين يوم وجوب الزكاة ويوم أدائها فالعبرة بأسعار يوم الوجوب‬
‫سواء زادت أو نقصت‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬زكاة البضائع المنقولة قبل قبضها على مالكها ويحصل الملك في البضاعة‬
‫المشتراة على الوصف بالقبض‪ ،‬فالبضاعة المشتراة على الوصف التي في الطريق‬
‫فإن كانت مشتراة (مثالً) على أساس التسليم في ميناء البائع (‪ )F.O.B‬تدخل في‬
‫الملك بمجرد التسليم إلى الشاحن‪ ،‬وإن كانت مشتراة على أساس التسليم في ميناء‬
‫المشتري (‪ )C.I.F‬تدخل في الملك عند بلوغها ميناء الوصول‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�سابعة ـ الكويت ـ ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫سادس ًا‪ :‬يكون التقويم لعروض التجارة على أساس سعرها في مكان وجودها بعد‬
‫حصول الملك‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬إذا اشتملت أموال التجارة على عمالت مختلفة‪ ،‬أو ذهب أو فضة‪َ ،‬ف ُت َق َّوم لمعرفة‬
‫المقدار الواجب إخراجه بالعملة التي يتخذها التاجر لتقويم عروض تجارته‪،‬‬
‫وذلك بالسعر السائد يوم وجوب الزكاة‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬الديون التي للتاجر (الذمم المدينة وأوراق القبض التجارية) َفت َّ‬
‫ُقوم بكامل مبلغها‬
‫إذا كانت مرجوة السداد‪ ،‬فإن كانت غير مرجوة السداد يحسم منها هذا القدر‪،‬‬
‫فيزكي ما يرجو سداده حاالً وما يقبضه في الحال‪.‬‬
‫تاسع ًا‪ -1 :‬المعادلة الميسرة لحساب الزكاة ومنها عروض التجارة حسب مقولة ميمون‬
‫بن مهران التي نصها (إذا ح َّلت عليك الزكاة فانظر ما عندك من نقد أو عرض للبيع‬
‫فقومه قيمة النقد‪ ،‬وما كان من َدين في مالءة فاحسبه ثم اطرح منه ما كان عليك‬‫ّ‬
‫من َدين ثم زكي ما بقي)‪ ،‬والمعادلة هي‪ :‬الزكاة الواجبة = (عروض التجارة ‪+‬‬
‫النقود ‪ +‬الديون المرجوة على الغير – الديون التي على التاجر)(‪ × )1‬نسبة الزكاة‬
‫حسب الحول القمري (‪ ،)%2.5‬أو حسب الحول الشمسي (‪.)%2.577‬‬
‫‪ -2‬لحساب زكاة التجارة ينظر إلى الموجودات الزكوية بجردها وتقويمها يوم‬
‫وجوب الزكاة وذلك باالستعانة بقائمة المركز المالي (الميزانية) بصرف النظر عن‬
‫وجود ربح أو خسارة في حساب األرباح والخسائر‪.‬‬
‫‪ -3‬البد من مراعاة الشروط العامة لوجوب الزكاة وأدائها‪ ،‬باإلضافة للشروط‬
‫الخاصة بعروض التجارة‪.‬‬
‫عاشر ًا‪ -1 :‬تُقوم عروض التجارة لمعرفة بلوغها النصاب على أساس نصاب الذهب‪،‬‬
‫وهو ما يعادل (‪ )85‬جرام ًا من الذهب الخالص‪.‬‬
‫ُقوم على حدة إذا لم تشتر بقصد البيع‬
‫‪ -2‬المواد المعدة للتغليف والتعبئة ال ت َّ‬

‫(‪ )1‬انظر زكاة الديون �ص ‪.45‬‬

‫‪42‬‬
‫مفردة‪ ،‬أما إذا كانت تستخدم في بيع عروض التجارة َفت َّ‬
‫ُقوم إن كانت تزيد‬
‫في قيمة تلك العروض كاألكياس الخاصة‪ ،‬وإن كانت ال تزيد كورق‬
‫التغليف فال تدخل في التقويم‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫أحكام زكاة صور من عروض التجارة المعاصرة(‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬زكاة صكوك المقارضة‪:‬‬
‫تزكى أموال صكوك المقارضة المستوفية لضوابطها الشرعية زكاة عروض‬
‫التجارة مع توافر شروط الزكاة فيها‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬زكاة األراضي‪:‬‬
‫األرض إما أن تكون زراعية فيزكى نتاجها زكاة الزروع والثمار‪ ،‬أو تكون معدة للتجارة‬
‫فتزكى زكاة عروض التجارة‪ ،‬وإن كانت لإليجار فالزكاة فيما يحول عليه الحول من إيرادها‬
‫مع توافر شروط الزكاة فيها‪ ،‬وإن كانت لالنتفاع الشخصي فال زكاة فيها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬زكاة المواد الخام الداخلة في الصناعة والمواد المساعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬المواد الخام (المواد األولية) المعدة للدخول في تركيب المادة المصنوعة‬
‫كالحديد في صناعة السيارات والزيوت في صناعة الصابون تجب الزكاة فيها‬
‫بحسب قيمتها(‪ )2‬التي يمكن الشراء بها في نهاية الحول‪ .‬وينطبق هذا أيض ًا على‬
‫الحيوانات ونحوها والحبوب والنباتات المعدة للتصنيع‪.‬‬
‫‪ -2‬المواد المساعدة التي ال تدخل في تركيب المادة المصنوعة‪ ،‬كالوقود في‬
‫الصناعات‪ ،‬ال زكاة فيها كاألصول الثابتة‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬زكاة السلع المصنعة والسلع الغير المنتهية الصنع‪:‬‬
‫تجب الزكاة في السلع المصنعة وفي السلع غير المنتهية الصنع زكاة عروض‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�سابعة ـ الكويت ـ ‪1997‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الذي �أخذت به الندوة الحادية ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة وتم اعتماده في كتاب دليل الإر�شادات لح�ساب زكاة ال�شركات‬
‫هو القيمة ال�سوقية يوم وجوب الزكاة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫التجارة بحسب قيمتها في حالتها الراهنة في نهاية الحول‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خامس ًا‪ :‬اجتماع سبب آخر للزكاة مع عروض التجارة‪:‬‬
‫إذا اجتمع مع عروض التجارة سبب آخر للزكاة كالسوائم أو الزروع تزكى زكاة‬
‫عروض التجارة‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬زكاة المبيع في مدة الخيار‪:‬‬
‫زكاة المبيع في مدة الخيار على مالكه‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬زكاة َّ‬
‫السلم‪:‬‬
‫زكــاة الثمـن فـي السلـم علـى البائــع (المسلــم إليـه)‪ ،‬ويعـد الحــول من‬
‫تــاريخ قبضـــه الثمن‪ ،‬وأما المبيع (المسلم فيه) فزكاته قبل قبضه كزكاة الديون‪ ،‬وبعد‬
‫القبض يزكى زكاة عروض التجارة إذا اتخذ للتجارة‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬زكاة االستصناع‪:‬‬
‫يجري في زكاة االستصناع ما يجري في زكاة السلم‪.‬‬
‫زكاة األصول الثابتة(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬األصول الثابتة‪ :‬هي الموجودات المادية والمعنوية للمشروعات االقتصادية مما‬
‫يتخذ بقصد االنتفاع به في أنشطة تلك المشروعات أو لدر الغلة وال يقصد به‬
‫البيع‪ .‬ويطلق على الموجودات المادية الدارة للغلة منها (المستغالت)‪.‬‬
‫تشمل األصول الثابتة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الموجودات التي تتخذ لالنتفاع بها في المشاريع اإلنتاجية‪ ،‬مثل وسائل النقل‬ ‫(أ)‬
‫وأجهزة الحاسوب‪ ،‬وهذا النوع ال زكاة فيه‪.‬‬
‫(ب) الموجودات المادية التي تدر غلة للمشروع‪ ،‬مثل آالت الصناعة والبيوت‬
‫المؤجرة‪ ،‬وهذا النوع ال تجب الزكاة في أصله‪ ،‬إنما تجب في صافي غلته بنسبة‬

‫(‪ )1‬انظر مو�ضوع تزاحم الأ�سباب الموجبة للزكاة في المال الواحد �ص ‪.165‬‬
‫(‪ )2‬الندوة الخام�سة – بيروت – ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫(‪ ،)%2.5‬بعد مرور حول من بداية النتاج‪ ،‬وضم ذلك إلى سائر أموال المزكي(‪.)1‬‬
‫(ج) الحقوق المعنوية الممتلكة للمشروع إذا أثمرت غلته تعامل معاملة النوع الثاني‬
‫في وجوب الزكاة‪.‬‬
‫ويتفق هذا مع قرارات المجامع الفقهية التي تناولت هذا الموضوع بالبحث‪ ،‬مثل‬ ‫ ‬
‫مجمع البحوث اإلسالمية بمصر في مؤتمره الثاني عام ‪ 1385‬هجري ‪1965‬‬
‫ميالدي‪ ،‬ومجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي في دورته‬
‫الثانية بجدة عام ‪ 1406‬هجري ‪ 1985‬ميالدي‪ ،‬ومؤتمر الزكاة األول بالكويت‬
‫عام ‪ 1404‬هجري ‪ 1984‬ميالدي‪ ،‬بأغلبية األعضاء‪.‬‬
‫(د) ال يحسم من الموجودات الزكوية مخصص االستهالك لألصول الثابتة‪ ،‬ألن تلك‬
‫األصول لم تدخل في الموجودات الزكوية‪.‬‬
‫الديون التجارية‪:‬‬
‫إن عملية التجارة‪ ،‬والبيع والشراء‪ ،‬قد تتم نقد ًا أو باألجل‪ ،‬فكيف يتعامل التاجر‬
‫مع الديون التجارية؟‬
‫الديون التي للتاجر على اآلخرين‪:‬‬
‫يقسم الفقهاء هذه الديون إلى قسمين‪:‬‬
‫‪َ -1‬دين مرجو األداء‪:‬‬
‫وهو ما كان على ُمقر بالدّ ين قادر على أدائه‪ ،‬أو جاحد للدّ ين لكن عليه ب ّينة ودليل‬
‫بحيث لو رفع األمر للقضاء الستطاع استرداده‪ ،‬وهي ما تعرف بالديون الجيدة‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة على التاجر – أو الشركة التجارية – تزكية هذا الدّ ين مع زكاتها كل عام‪.‬‬
‫‪َ -2‬دين غير مرجو األداء‪:‬‬
‫وهو ما كان على جاحد ومنكر للدَّ ين وال بينة عليه‪ ،‬أو ما كان على مقر بالدَّ ين‬

‫(‪ )1‬جاء في كتاب دليل الإر�شادات لح�ساب زكاة ال�شركات‪ :‬الحكم ال�شرعي للموجودات الثابتة الدارة للدخل ب�أنه ال زكاة في �أعيانها‬
‫�أي �أن قيمتها ال تدخل �ضمن الوعاء الزكوي‪� ،‬أما دخلها فحكم زكاته ح�سب ما �آل �إليه من نقود �أو ديون �أو موجودات متداولة �أو‬
‫موجودات ثابته‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ال أو معسر ًا ال يقدر على السداد‪ ،‬وهي ما تعرف بالديون المشكوك في‬ ‫لكن كان مماط ً‬
‫تحصيلها‪ ،‬فليس على التاجر – أو الشركة التجارية – زكاة هذا الدَّ ين إال بعد أن يقبضه‬
‫فعالً‪ ،‬فيزكيه عن سنة واحدة فقط‪ ،‬وإن بقي عند المدين سنين‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫زكاة الديون في المعامالت التجارية(‪:)1‬‬
‫اطلعت الندوة على ما توصلت إليه اللجنة المكلفة بدراسة موضوع االتجاهات‬
‫الفقهية في زكاة الديون في المعامالت التجارية والرأي الراجح فيها‪ ،‬وبعد الدراسة‬
‫والمناقشة المستفيضة لهذا الموضوع قررت الندوة ما يأتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بالنسبة للدائن‪:‬‬
‫ُيضاف إلى الموجودات الزكوية كل عام الديون المرجوة للمزكي سواء أكانت‬
‫حالة أم مؤجلة وذلك بعد استبعاد األرباح المؤجلة‪ .‬ويقصد باألرباح المؤجلة‪ :‬األرباح‬
‫المحتسبة للمزكي (الدائن) التي تخص األعوام التالية للعام الزكوي في المعامالت‬
‫المؤجلة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬بالنسبة للمدين‪:‬‬
‫ُيحسم من الموجودات الزكوية كل عام الديون التي على المزكي سواء أكانت‬
‫حالة أم مؤجلة وذلك بعد استبعاد األرباح المؤجلة‪ .‬ويقصد باألرباح المؤجلة باألرباح‬
‫المحتسبة على المزكي (المدين) التي تخص األعوام التالية للعام الزكوي في المعامالت‬
‫المؤجلة‪ .‬وال يحسم من الموجودات الزكوية الديون التي استخدمت في تمويل أصول‬
‫غير زكوية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلبراء من الدَّ ين على مستحق الزكاة واحتسابه منها‪:‬‬
‫إسقاط الدائن العاجز عن استيفاء دينه على المدين المعسر لهذا الدّ ين ال يحتسب‬

‫(‪ )1‬الندوة التا�سعة ع�شرة – �سلطنة عمان ‪ 2010-‬م‬


‫(‪ )2‬الندوة الأولى القاهرة ‪1988‬م‬

‫‪46‬‬
‫من الزكاة ولو كان المدين مستحق ًا للزكاة وهذا ما ذهب إليه أكثر الفقهاء‪.‬‬
‫ومن الصور المتصلة بهذا الموضوع‪:‬‬
‫‪ -1‬لو دفع المزكي الدائن الزكاة للمدين ثم ردها المدّ ين إلى الدائن وفاء لدينه من‬
‫غير تواطؤ وال اشتراط‪ ،‬فإنه يصح ويجزئ عن الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬لو دفع الدائن الزكاة إلى المدين بشرط أن يردها إليه عن دينه‪ ،‬أو تواطأ االثنان‬
‫على الرد‪ ،‬فال يصح الدفع وال تسقط الزكاة وهذا رأي أكثر الفقهاء‪.‬‬
‫إلي حتى أقضيك دينك ففعل‪ ،‬أجزاه المدفوع‬
‫‪ -3‬لو قال المدين للمزكي‪ :‬ادفع الزكاة ّ‬
‫عن الزكاة‪ ،‬وملكه القابض‪ ،‬ولكن ال يلزم المدين القابض دفع ذلك المال إلى‬
‫الدائن عن دينه‪.‬‬
‫‪ -4‬لو قال رب المال للمدين‪ :‬اقض يا فالن ما عليك من الديون على أن أرده عليك‬
‫عن زكاتي فقضاه صح القضاء وال يلزم الدائن رد ذلك المال إلى المدين باالتفاق‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫زكاة القرض الحسن‪:‬‬
‫تعامل القروض في الزكاة معاملة الديون وفق ًا للقرار الصادر بشأن زكاة الديون‬
‫ويستثنى من ذلك‪:‬‬
‫إذا كان القرض مؤج ً‬
‫ال وقصد به اإلرفاق فإنه ال زكاة فيه على المقرض إال إذا‬ ‫‪-‬‬
‫قبضه ويزكيه لسنة واحدة فقط‪.‬‬
‫يزكي المقترض مال القرض إن بقي عنده أو استعمله في تجارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحسم القسط الحال من القرض من الوعاء الزكوي للمقترض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زكاة مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي‪:‬‬
‫مكافأة نهاية الخدمة هي مبلغ مالي مقطوع يستحقه العامل على رب العمل في‬
‫نهاية خدمته بمقتضى القوانين واألنظمة إذا توافرت الشروط المحددة فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثانية والع�شرون ـ تركيا ـ ‪2014‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الخام�سة ـ بيروت ـ ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫مكافأة التقاعد هي مبلغ مالي مقطوع تؤديه الدولة أو المؤسسات المختصة إلى‬
‫الموظف أو العامل المشمول بقانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬إذا لم تتوافر جميع الشروط‬
‫المطلوبة الستحقاق الراتب التقاعدي‪.‬‬
‫الراتب التقاعدي مبلغ مالي يستحقه شهري ًا الموظف أو العامل على الدولة أو‬
‫المؤسسة المختصة بعد انتهاء خدمته بمقتضى القوانين واألنظمة إذا توافرت الشروط‬
‫المحددة فيها‪.‬‬
‫ال تجب الزكاة على العامل أو الموظف في هذه االستحقاقات طيلة مدة الخدمة‬
‫لعدم تحقق الملك التام الذي يشترط لوجوب الزكاة‪.‬‬
‫هذه االستحقاقات إذا صدر القرار بتحديدها وتسليمها للموظف أو العامل‬
‫دفعة واحدة أو على فترات دورية أصبح ملكه لها تام ًا ويزكي ما قبضه منها زكاة المال‬
‫المستفاد‪ ،‬وقد سبق في مؤتمر الزكاة األول أن المال المستفاد يزكي بضمه إلى ما عند‬
‫المزكي من األموال من حيث النصاب والحول‪.‬‬
‫أما التكييف الشرعي ألموال مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي في ميزانيات‬
‫الشركات قبل صدور قرار صرفها هل هي ديون على الشركة أم ال؟ وأثــر ذلك في زكاة‬
‫أموال الشركة‪ .‬فالذي تم اعتماده في كتاب دليل االرشادات لحساب زكاة الشركات‬
‫أن مخصصات نهاية الخدمة للعاملين لدى الشركة ال تحسم من الموجودات الزكوية‬
‫للشركة(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زكاة الحقوق المعنوية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحقوق المعنوية (كاالسم التجاري‪ ،‬والترخيص التجاري‪ ،‬والتأليف‪،‬‬
‫واالختراع) أصبح لها في العرف قيمة مالية معتبرة شرع ًا‪ ،‬فيجوز التصرف فيها‬
‫حسب الضوابط الشرعية‪ ،‬وهي مصونة ال يجوز االعتداء عليها‪.‬‬
‫وهذا يتفق وقرار مجمع الفقه اإلسالمي المنبثق عن المؤتمر اإلسالمي في دورته‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬كتاب الإر�شادات لح�ساب زكاة ال�شركات المعتمد من الندوة الحادية ع�شرة ـ الكويت ـ ‪2001‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬الندوة ال�سابعة ـ الكويت ـ ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الخامسة بالكويت عام ‪ 1409‬هـ‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تجب الزكاة في حقوق التأليف واالبتكار في ذاتها لعدم توافر شروط الزكاة‬
‫فيها‪ ،‬ولكنها إذا استغلت يطبق على غلتها حكم المال المستفاد‪.‬‬
‫‪ -3‬تجب الزكاة في االسم التجاري والترخيص التجاري والعالمة التجارية إذا‬
‫اشتريت بنية المتاجرة بها – متصلة كانت أو منفصلة – مع توافر بقية شروط‬
‫عروض التجارة‪.‬‬
‫‪ -4‬تجب الزكاة ابتداء في البرامج االبتكارية (مثل برامج الحاسوب) وما في حكمها‬
‫مما ينتجه األفراد أو الشركات بجهود اآلخرين بنية تملكها للتجارة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مشموالت األموال الظاهرة والباطنة في العصر الحديث‪:‬‬
‫تقسيم األموال الزكوية إلى ظاهرة وباطنة محل اتفاق بين العلماء وتبنى عليه‬
‫أحكام فقهية مختلفة‪.‬‬
‫األموال الظاهرة‪ :‬يجوز لولي األمر أن يجبي زكاتها جبر ًا‪ ،‬وال يقبل من صاحبها‬
‫ادعاءه بأنه قد أدى زكاتها بنفسه على المستحقين مباشرة‪ ،‬هذا إذا كان ولي األمر يأخذ‬
‫الزكاة من أرباب األموال بحقها ويصرفها في مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫األموال الباطنة زكاتها موكولة ألمانة أصحابها‪ ،‬فلهم أن يؤدوها إلى مستحقيها‬
‫مباشرة‪ ،‬أو يأتوا بها طواعية إلى الجهة المختصة التي تصرفها في مصارفها الشرعية‬
‫وليس لولي األمر سلطة التفتيش عن هذه األموال وتتبعها لدى األفراد‪.‬‬
‫السوائم والزروع والثمار أموال ظاهرة باالتفاق‪.‬‬
‫النقود والذهب والفضة والقروض واالعتمادات المستندية واألرصدة المصرفية‬
‫الخاصة باألفراد تعد أمواالً باطنة‪.‬‬
‫أموال شركات المساهمة تعتبر أمواالً ظاهرة‪.‬‬
‫يفوض أصحاب‬
‫في حالة اإللزام بدفع الزكاة يجوز لولي األمر أو من ينوب عنه أن ّ‬
‫(‪ )1‬الندوة الخام�سة ـ لبنان ـ ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫األموال الظاهرة القيام بصرف بعض زكاة أموالهم في مصارف الزكاة بمعرفتهم‪ ،‬أما‬
‫األموال الباطنة فهي موكولة لتصرف أصحابها مع مراعاة ما ورد في التوصيات الخاصة‬
‫(‪)1‬‬
‫بمشموالت األموال الظاهرة والباطنة في العصر الحديث في الندوة الخامسة‪.‬‬
‫عروض التجارة والسندات الحكومية والخاصة والشركات األخرى غير الشركات‬
‫المساهمة‪ ،‬هل هي أموال ظاهرة أم باطنة؟ وشرط الشراء في وجوب الزكاة في عروض‬
‫(‪)2‬‬
‫التجارة‪:‬‬
‫‪ -1‬األموال الظاهرة‪ :‬هي ما ُي ًّطلع عليها عادة‪.‬‬
‫‪ -2‬األموال الباطنة‪ :‬هي ما ال ُيطلع عليها عادة‪.‬‬
‫‪ -3‬تُعد عروض التجارة والسندات الحكومية والخاصة وأموال الشركات ‪-‬عدا‬
‫المحاصة – أمواالً ظاهرة بناء على التعريف المتقدم‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تشترط المعاوضة في عروض التجارة لوجوب الزكاة فيها وإنما تكون عروض ًا‬
‫تجارية بالنية‪.‬‬
‫‪ -5‬الزكاة واجبة في األموال النامية كلها – الظاهرة والباطنة – وإنما يشترط الظهور‪،‬‬
‫لجبايتها من قبل الدولة‪ ،‬والباطنة زكاتها واجب دياني على مالكها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صور معاصرة من أعمال البنوك وحكم الزكاة فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬زكاة الحسابات االستثمارية‪:‬‬
‫يجب على صاحب الحساب االستثماري في مصرف إسالمي أن يخرج زكاة ذلك‬
‫الحساب وحده إذا بلغ نصاب ًا أو بضمه إلى موجوداته الزكوية األخرى (النقود وعروض‬
‫التجارة والديون على الغير) ويستوي الحكم فيما لو كان الحساب االستثماري متاح ًا‬
‫منه السحب أو مجمد ًا من قبل المصرف في استثمارات طويلة األجل أو بنية صاحب‬
‫الحساب في عدم السحب من أصل المبلغ واالقتصار على سحب األرباح‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة ـ ال�شارقة ـ ‪1996‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الرابعة ع�شرة ـ مملكة البحرين ‪2005‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬الندوة الرابعة ع�شرة ـ مملكة البحرين ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -2‬زكاة األموال المرصدة لحاجات أصلية‪:‬‬
‫ال وحال‬‫إن المال المرصد لحاجة من الحاجات األصلية إذا لم يوضع فيها فع ً‬
‫الحول وهو عند مالكه وكان نصاب ًا بذاته أو بضمه إلى الموجودات الزكوية األخرى‬
‫تجب زكاته لوجود الملك التام والنماء ولو تقدير ًا وهو ما عليه جمهور الفقهاء‬
‫والمحققون من فقهاء الحنفية‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك المبلغ الذي يستحق صرفه فع ً‬
‫ال ألداء َدين الله عز وجل أو‬
‫ال فهو خارج عن ملكه‪.‬‬‫ديون العباد فإنه مرصد إلبراء الذمة وهو مستحق للصرف فع ً‬
‫‪ -3‬غطاء االعتماد المستندي وخطابات الضمان بالنسبة للمصارف أو األفراد‪:‬‬
‫غطاء االعتماد المستندي المقدم من العميل سواء كان عمالت أو موجودات‬
‫قابلة للتسييل يعتبر أحد الموجودات الزكوية بالنسبة للفرد‪ ،‬إال أن يبرم مع التاجر عقد‬
‫الشراء فيكون الغطاء مخصص ًا للوفاء بالدين فيحسم من الموجودات الزكوية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمصرف في حال عدم تقديم العميل الغطاء فإن كان قد اقتصر على‬
‫حجز الغطاء فهو من موجوداته الزكوية‪ ،‬أما إذا دفعه للبائع نيابة عن المشتري فيطبق‬
‫عليه أحكام الدين‪.‬‬
‫وينطبق حكم هذه الفقرة على غطاء خطاب الضمان غير المغطى الذي‬
‫يلتزم المصرف بدفعه‪ ،‬أما إذا كان خطاب الضمان مغطى من العميل فإنه يظــل من‬
‫موجوداتـــه الزكوية إلى أن يتم تسييل الخطاب ودفع المبلغ إلى المستفيد من خطاب‬
‫الضمان فيخرج من الوعاء الزكوي‪.‬‬
‫‪ -4‬مخصص التعويضات‪:‬‬
‫هي المبالغ التقديرية التي يتم تحميلها على اإليرادات لمواجهة االلتزام المؤكد‬
‫الناتج عن صدور حكم قضائي ابتدائي بدفع مبلغ معين كتعويض للغير‪ ،‬و ُيقوم هذا‬
‫المخصص بالمبلغ الوارد في الحكم القضائي‪.‬‬
‫الحكم الشرعي‪ :‬أنه ال يحسم من الموجودات الزكوية ألنه لم يصبح واجب‬
‫الدفع بحكم القضاء النهائي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -5‬حصص التأمين على األصول الثابتة‪:‬‬
‫هي المبالغ التي يتم تحميلها على إيرادات الشركة لتكون بدي ً‬
‫ال عن األقساط‬
‫التي تدفع لشركات التأمين‪ ،‬ويتم تقويم هذا المخصص بالمبالغ التي يتكون منها هذا‬
‫المخصص‪.‬‬
‫الحكم الشرعي‪ :‬أن هذا المخصص ال يحسم من الموجودات الزكوية ألنه من‬
‫األموال المرصدة التي لم تخرج عن ملك الشركة‪.‬‬
‫‪ -6‬مخصص انخفاض أسعار العمالت‪:‬‬
‫هو المبلغ الذي يتم تحميله على اإليرادات لمواجهة انخفاض أسعار العمالت‬
‫األجنبية التي تمتلكها الشركة مقابل سعر العملة المستخدمة في القوائم المالية للشركة‬
‫عن أسعار شرائها‪ ،‬و ُيقوم بالفرق بين السعرين (سعر الشراء وسعر السوق)‪.‬‬
‫والحكم الشرعي‪ :‬أن هذا المخصص ال يحسم من الموجودات الزكوية ألن‬
‫المعتبر في تقويم الموجودات الزكوية هو القيمة السوقية‪.‬‬
‫‪ -7‬مخصص الضرائب‪:‬‬
‫هـي المبالــغ التقديريــة التي يتـم تحميلهــا على اإليرادات ألداء الضريبة‬
‫المستحقة على الشركــة‪ ،‬وتُقـوم في ضــوء حجم نشــاط الشركـــة في السنة نفسها‬
‫مع االستئناس بالربط الضريبي في السنوات السابقة‪.‬‬
‫الحكم الشرعي‪ :‬إن هذا المخصص يحسم من الموجودات الزكوية ألنه واجب‬
‫األداء بحكم القانون‪.‬‬
‫‪ -8‬مخصص الخصم النقدي للسداد المبكر (القطع أو األجيو)‪:‬‬
‫هو المبلغ الذي يخصص لتغطية الخسارة الناتجة عن الفرق بين المبلغ الحالي‬
‫والمبلغ األصلي للديون‪.‬‬
‫ويقوم محاسبي ًا بتقدير المبالغ التي يتوقع أن تتنازل عنها المنشأة لعمالئها نتيجة‬
‫ّ‬
‫السداد المبكر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الحكم الشرعي‪ :‬أنه ال يحسم من الموجودات الزكوية ألنه أمر احتمالي لعدم‬
‫جواز االتفاق على الخصم في عقد المداينة‪.‬‬
‫‪ -9‬مخصص الديون المشكوك في تحصيلها ومخصص انخفاض أسعار البضاعة‬
‫ومخصص انخفاض أسعار األوراق المالية ومخصص استهالك األصول الثابتة‬
‫ومخصص صيانتها وتجديدها ومخصص مكافأة ترك الخدمة‪ ،‬فقد تم بيانها في دليل‬
‫اإلرشادات لحساب زكاة الشركات‪.‬‬
‫‪ -10‬أثر مخصصات االستثمار والتمويل على الوعاء الزكوي في ضوء المعيار الدولي‬
‫(‪)1‬‬
‫للتقارير المالية (‪:)IFRS9‬‬
‫أوالً‪ :‬المخصص في الفكر المحاسبي هو مبلغ تقديري ُي ّ‬
‫حمل على بيان اإليرادات من‬
‫أجل مواجهة النقص الفعلي في قيمة الموجودات الثابتة‪ ،‬والخسارة المؤكدة أو‬
‫المحتملة في الموجودات المتداولة‪ ،‬والزيادة المؤكدة في االلتزامات‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬إن المعيار (‪ )IFRS9‬هو معيار تطلعي مستقبلي احترازي‪ ،‬يعترف بالخسائر‬
‫المحتملة بدالً عن انتظار تحققها‪ ،‬مما يستوجب تكوين مخصصات لها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬ال تحسم من وعاء الزكاة مخصصات الخسائر المحتملة التي تم تكوينها بنا ًء على‬
‫المعيار(‪.)IFRS9‬‬
‫من فتاوى ندوات الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زكاة األصول الثابتة ـ إشكاالت ومعالجة‬
‫أوالً‪ :‬يقصد باألصول الثابتة الموجودات المادية والمعنوية التي تقتنيها المنشأة بقصد‬
‫االستخدام في أنشطتها أو لدر الدخل ال بقصد البيع‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬يشمل وصف األصول الثابتة غير المتداولة ما يلي‪:‬‬
‫أصول القنية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة والع�شرون – المملكة الأردنية ‪2019 -‬م‬


‫(‪ )2‬الندوة الثالثة والع�شرون‪ ،‬الكويت‪2015 ،‬م‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ب ‪ -‬األصول اإليجارية واإلدارية والتشغيلية واألوراق المالية المحتفظ بها‬
‫لمدد طويلة‪.‬‬
‫ت ‪-‬الحقوق المعنوية بأنواعها كما هو مقرر في الندوة السابعة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬تتفق األصول الثابتة وعروض القنية على أن ك ً‬
‫ال منهما ال يعد للبيع‪ ،‬ويختلفان في‬
‫أن عروض القنية قد تستخدم في األغراض الشخصية أو في األنشطة االقتصادية‬
‫بينما األصول الثابتة ـ بالمصطلح المحاسبي ـ تستخدم في األنشطة االقتصادية‬
‫فقط‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬يحسب مقابل استخدام األصول الثابتة (االستهالك) ضمن تكاليف اإلنتاج أما في‬
‫عروض القنية فما يأخذه المحترف من العوض يكون بدل عمله ال بدل األصل‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬تختلف األصول الثابتة عن األصول المتداولة في أن األولى لم تعد للتجارة‬
‫بتقليبها في البيع والشراء بينما األصول المتداولة أعدت لذلك فتأخذ حكم زكاة‬
‫عروض التجارة‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬ال زكاة في عين األصول الثابتة‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬تحويل النقود إلى أصول ثابتة‪:‬‬
‫إذا كان تحويل النقود بنية المتاجرة فتزكى زكاة عروض التجارة ويكون‬ ‫أ‪-‬‬
‫بداية حولها حول النقود التي اشتريت بها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إذا كان التحويل بقصد استخدام األصول المشتراة فتأخذ حكم زكاة‬
‫األصول الثابتة‪.‬‬
‫ت ‪ -‬إذا كان التحويل بقصد التهرب من الزكاة فتزكى زكاة النقود اعتبار ًا باألصل‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬استثمار عائدات األصول المؤجرة في شراء أصول للتأجير‪ :‬تزكى عائدات األصول‬
‫المؤجرة بعد مرور حول من التعاقد على اإليجار سواء تم قبض األجرة أم ال‪ ،‬وال‬
‫يؤثر في هذا الحكم استخدام العائدات بعد قبضها في استخدامات أخرى‪.‬‬
‫تاسع ًا‪ :‬األصول الثابتة المستغلة يراد بها األموال التي لم تعد للبيع ولم تتخذ للتجارة‬

‫‪54‬‬
‫بأعيانها وإنما أعدت للنماء وأخذ منافعها وثمرتها ببيع ما يحل منها من نتاج أو‬
‫كراء‪.‬‬
‫أثر الكساد في زكاة عروض التجارة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أوالً‪ :‬الكساد مصطلح اقتصادي يعبر عن انخفاض في (الطلب) على العروض التجارية‬
‫في مقابلة (العرض)‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬تزكى عروض التجارة الكاسدة كل عام حسب قيمتها السوقية يوم وجوب الزكاة‬
‫مهما كانت هذه القيمة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬زكاة العقارات الكاسدة‪:‬‬
‫إذا كانت العقارات الكاسدة معدة لالتجار بها فتزكى زكاة عروض التجارة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت العقارات الكاسدة مؤجرة فيزكى عائدها ولو تدنى هذا العائد‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا انعدم الطلب على إجارتها كلي ًا فال زكاة فيها‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬زكاة األسهم الكاسدة‪:‬‬
‫إذا كانت األسهم الكاسدة تتخذ للتجارة فتزكى قيمتها السوقية وعائدها إن‬ ‫أ‪-‬‬
‫وجد وينطبق عليها حكم عروض التجارة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إذا كانت األسهم الكاسدة تتخذ لالستثمار فتزكي حسب ما جاء في دليل‬
‫اإلرشادات لحساب زكاة الشركات‪.‬‬
‫ت ‪ -‬تزكى األسهم الموقوف التعامل بها مرة واحدة عند بيعها إن بلغت نصاب ًا‬
‫بنفسها أو بضمها إلى أمواله الزكوية األخرى من جنسها‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬طبق ًا للقاعدة الزكوية في تيسير األداء والتطبيق‪:‬‬
‫يجوز إخراج الزكاة من عين العروض الكاسدة إذا أمكن ذلك وكانت نافعة‬ ‫أ‪-‬‬
‫للفقير‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة والع�شرون الكويت‪.2015 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫ب ‪ -‬في حالة الكساد يجوز تأجيل أخذ الزكاة من المزكي إلى حين توفر السيولة‬
‫لديه إن لم تكن معه سيولة من مصدر آخر يدفع منه الزكاة مع مراعاة عدم‬
‫التحايل‪.‬‬
‫زكاة األصول المؤجرة المنتهية بالتمليك‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أوالً‪ :‬تضم األقساط الواجبة التحصيل متى كانت مرجوة التحصيل إلى األقساط‬
‫المحصلة بالفعل ويتم إدراجهما مع ًا في وعاء الزكاة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬تعد أقساط اإلهالك وكذا مصروفات الصيانة غير التشغيلية باإلضافة إلى‬
‫مصروفات التأمين على األصول من النفقات واجبة الحسم من اإليرادات‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬يزكى ثمن المبيع حسب ما آل إليه عند تمام البيع سواء أكان ذلك خالل مدة‬
‫اإلجارة أو في نهايتها‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬تعد األقساط واجبة الدفع من المستأجر للمؤجر نفقات واجبة الحسم من‬
‫إيرادات المستأجر طوال مدة اإلجارة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زكاة األصول العقارية تحت التطوير‬
‫يقصد باألصول العقارية قيد التطوير‪ :‬العقارات غير مكتملة البناء‪ ،‬وتشمل‬
‫األراضي الخاضعة لتهيئة بنيتها التحتية‪ ،‬والمنشآت العقارية قيد البناء كالدور واألبراج‬
‫السكنية والتجارية ونحوها‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬العقارات قيد التطوير لغرض االستعمال‪:‬‬
‫العقارات قيد التطوير لغرض االستعمال ال تجب فيها الزكاة سواء أكان المالك‬
‫لها فرد ًا أم منشأة تجارية‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬األصول العقارية قيد التطوير المبيعة على الخريطة (المخطط)‪:‬‬
‫أ ‪ -‬البيع على الخريطة هو بيع العقار قبل بنائه بمواصفات محددة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة والع�شرون‪ ،‬الكويت ‪.2015‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الثانية والع�شرون تركيا‪.2014 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫ب ‪ -‬األصول العقارية قيد التطوير المبيعة على الخريطة تجب فيها الزكاة على‬
‫البائع (المطور) كل سنة‪ ،‬وذلك بنسبة المنجز منها إلى الثمن‪ ،‬مع خصم‬
‫الدفعات التي تسلمها البائع من المشتري التي تقابل القدر المنجز من تلك‬
‫العقارات‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬األصول العقارية قيد التطوير المعدة للبيع‪:‬‬
‫األصول العقارية قيد التطوير المعدة للبيع تجب فيها الزكاة كل سنة‪ ،‬سواء عرضها‬
‫المالك للبيع أثناء التطوير‪ ،‬أو أعدها للبيع بعد اكتمال تطويرها‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬أحكام عامة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تُـقوم تلك األصول العقارية ألغراض الزكاة بحالتها الراهنة بالقيمة السوقية‪ ،‬فإن‬
‫تعذر فبالقيمة العادلة حسب تقدير أهل الخبرة‪ ،‬فإن تعذر فبالتكلفة مع الرجوع‬
‫إلى كتاب دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات‪.‬‬
‫ب ـ إذا وجد مانع معتبر شرع ًا من بيع تلك األصول العقارية وهي قيد التطوير‪ ،‬كالكساد‬
‫أو وجود منازعة عليها أو تعثر أو تعلق حق الغير بها فال زكاة فيها إلى حين زوال‬
‫المانع‪.‬‬
‫ج ـ إذا كانت األصول العقارية قيد التطوير المعدة للبيع ممولة من ديون فينطبق فيها قرار‬
‫الندوة التاسعة عشرة بأن يخصم من قيمة العقارات ما يقابل تلك الديون‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬األصول العقارية قيد التطوير المؤجرة إجارة موصوفة في الذمة‪:‬‬
‫األصول العقارية الموصوفة في الذمة المؤجرة وهي قيد التطوير إجارة تشغيلية ال‬ ‫ ‬
‫تجب فيها الزكاة وال في أجرتها ولو كانت األجرة مقبوضة وحال عليها الحول‪،‬‬
‫ألنها في مقابل منفعة في ذمة المؤجر ولم يتم تسليمها للمستأجر‪.‬‬

‫*******‬

‫‪57‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬ورد في محضر الهيئة الشرعية رقم (‪ )97/2‬الفتوى التالية‪:‬‬
‫يرجى بيان كيفية تزكية أرض اشتراها صاحبها بنية بيعها عند ارتفاع ثمنها‪ ،‬مع‬
‫علمه عند شرائها بأن سعرها لن يرتفع إال بعد أربع سنوات مثالً‪ ،‬فهل يجب‬
‫عليه تزكيتها كل عام‪ ،‬أم يكتفي بتزكيتها عن سنة واحدة فقط عند بيعها وتَس ّلم‬
‫ثمنها؟‬
‫الجواب‪ :‬من اشترى عقار ًا بنية بيعه عند ارتفاع ثمنه‪ ،‬وهو يعلم أن ثمنه لن يرتفع قبل‬
‫مضي مدة معينة‪ ،‬ولم تتغير نيته حتى باعه كما جاء في السؤال فإن عليه أن‬
‫ُيـقومه عند كل حول ويخرج عنه ربع العشر من قيمته‪.‬‬
‫وفي محضرها رقم (‪ )2000/5‬وردت الفتوى التالية‪:‬‬
‫تم طرح محفظة عقارية من قبل إحدى المؤسسات اإلسالمية‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫المحفظة بشراء عقار ذي عائد ربع سنوي على أن يتم االستفادة من العائد‬
‫لمدة خمس سنوات ثم بعد ذلك يتم بيع العقار‪ .‬هل تجب الزكاة كل سنة أم‬
‫عند عرض العقار للبيع فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬يضم ريع العقار إلى موجوداته الزكوية األخرى‪ ،‬ويزكيها سنوي ًا إن‬
‫بلغت النصاب‪ ،‬وأما العقار فيزكى سنة واحدة عند بيعه‪.‬‬
‫وللعلم فإن وزارة األوقاف قد أخذت بقول اإلمام مالك في التفريق بين التاجر‬
‫المدير والتاجر المحتكر كما جاء في فتواها رقم (‪15/3‬ع‪ )2000/‬ونصها‪:‬‬
‫“ رأت اللجنة األخذ بمذهب المالكية في تزكية العقارات من هذا النوع عند‬
‫بيعها وقبض ثمنها عن عام واحد لما مضى‪ ،‬ألن هذا تاجر متربص‪ ،‬أما تاجر‬
‫العقار المدير (وهو الذي يقلب أمواله في تجارتها) فيزكي قيمتها كل عام ولو‬
‫لم يحصل البيع‪ .‬والله أعلم”‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فالرجاء التكرم بإزالة هذا اللبس بين الفتوى األولى والثانية‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬رأت الهيئة األخذ بمذهب المالكية بتزكية العقارات ‪ -‬التي تشترى بنية التربص‬
‫سنين معينة ثم بيعها بعد ارتفاع ثمنها ‪ -‬عند بيعها وقبض ثمنها عن عام واحد‬
‫لما مضى‪ ،‬ألن هذا تاجر متربص‪ ،‬أما تاجر العقار المدير (الذي يقلب ماله كل‬
‫فترة) فيزكي قيمتها كل عام ولو لم يحصل البيع‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2007/5‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صدر عن الندوة السابعة لقضايا الزكاة المعاصرة فتوى تبين الشروط الخاصة بزكاة‬
‫عروض التجارة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تتوافر نية التجارة عند تملك العروض‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال تتحول نية المالك من التجارة إلى االقتناء قبل الحول من دون قصد التحايل‪.‬‬
‫وفي الندوة الرابعة عشرة صدرت الفتوى التالية‪:‬‬
‫“ال تشترط المعاوضة في عروض التجارة لوجوب الزكاة فيها‪ ،‬وإنما تكون عروض ًا‬
‫تجارية بالنية”‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬لو اشترى شخص أو ورث أحد العروض لالستخدام الشخصي أو للتأجير ولم‬
‫ينو المتاجرة به عند دخوله في ملكه‪ ،‬ثم نوى المتاجرة به بعد ذلك‪ .‬فهل تجب‬
‫عليه زكاة عروض التجارة في هذا العرض أم أنه البد من توافر نية المتاجرة‬
‫عند تملكه؟‬
‫الجواب‪ :‬ما دامت نية التجارة غير متوفرة عند تملكه فال تلزمه زكاته حتى يبيعه فيضم‬
‫ثمنه إلى أمواله ويزكيها معها وال يغير الحكم نيته عقب تملكه‪.‬‬
‫فإذا تملكه للتجارة ثم عدل عن هذه النية ونوى أن يكون للقنية سقطت عنه‬
‫الزكاة من تاريخ هذه النية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009/2‬‬

‫‪59‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬في حال عدم استقرار نية المتبرع حين امتالكه للعقار حيث تكون النية بين‬
‫اتخاذه لالستفادة من ريعه وبين التجارة ببيعه‪.‬‬
‫فهل يعتبر هذا العقار بهذه النية المترددة عرض ًا تجاري ًا تجب الزكاة في قيمته أم‬
‫من المستغالت التي تجب الزكاة في غلتها فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬ال تجب عليه الزكاة ما دامت نيته مترددة بين البيع واالستثمار‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2018/1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬األراضي المملوكة للدولة كالشاليهات والمزارع واالسطبالت والتي تؤجرها‬
‫على المواطنين برسم سنوي‪ ،‬فإن البعض يقوم بأخذها ثم يقوم ببنائها‬
‫وإصالحها وبعد ذلك بيعها بقيمة مالية كبيرة‪.‬‬
‫فهل تعتبر هذه من عروض التجارة‪ ،‬وإن كانت كذلك فهل ُيـقوم البناء دون‬
‫األرض ألنها مملوكة للدولة‪ ،‬أم األرض مع البناء وذلك لغرض الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ما دام أنه ملكها بنية التجارة ف ُي َق ّو َمها بسعر السوق ويخرج الزكاة (‪.)%2.5‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006/6‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الذي أخذت به ندوات قضايا الزكاة المعاصرة فيما يخص الدَّ ين غير مرجو‬
‫التحصيل بأن يزكيه صاحبه عند قبضة عن سنة واحدة‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬هل يتم تزكية هذا الدَّ ين عند قبضه عن سنة واحدة دون اعتبار النصاب؟ وإذا‬
‫كان الدَّ ين خالل الفترة التي كان غير مرجو التحصيل فيها يمثل نصاب ًا وعند‬
‫قبضه كان أقل من النصاب‪ ،‬فهل يتم تزكيته أم يشترط النصاب؟‬
‫الجواب‪ :‬الدّ ين غير مرجو التحصيل يزكى عند قبضه عن سنة واحدة إذا بلغ نصاب ًا‬
‫بمفرده أو بضمه مع أمواله األخرى‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2014/4‬‬

‫‪60‬‬
‫(‪)6‬‬
‫صاحب شركة يقترض مبلغا من المال من أحد البنوك ويوجه ما نسبته ‪ %70‬من‬
‫القرض لتمويل أصول زكوية (بضاعة)‪ )%30( ،‬لتمويل أصول غير زكوية (أصول ثابتة)‪.‬‬
‫ال من القرض (ما نسبته ‪ )%70‬فقط‪ ،‬أم يتم‬ ‫والسؤال‪ :‬هل يتم خصم الجزء الذي مول أص ً‬
‫ال زكوي ًا أم أصال غير زكوي؟‬
‫خصم كامل القرض سواء مول أص ً‬
‫الجواب‪ :‬تؤكد الهيئة على ما جاء في الندوة التاسعة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة‬
‫بشأن حكم زكاة الديون التي على المزكي ونصها كالتالي‪:‬‬
‫«يحسم من الموجودات الزكوية كل عام الديون التي على المزكي سواء أكانت‬
‫حالة أم مؤجلة وذلك بعد استبعاد األرباح المؤجلة‪ ،‬ويقصد باألرباح المؤجلة‪،‬‬
‫األرباح المحتسبة على المزكي (المدين) التي تخص األعوام التالية للعام‬
‫الزكوي في المعامالت المؤجلة‪ ،‬وال يحسم من الموجودات الزكوية الديون‬
‫التي استخدمت في تمويل أصول غير زكوية»‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/7‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هو حكم الزكاة في األموال المرصودة لقضاء دين محتمل منظور في‬
‫القضاء؟‬
‫الجواب‪ :‬األموال المرصودة لقضاء َدين محتمل منظور في القضاء فيها الزكاة ألنها َدين‬
‫غير واجب السداد وذلك وفق ما ورد في المادة رقم (‪ )75‬مكرر ((مخصص‬
‫التعويضات)) بكتاب دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات ونصها كالتالي‪:‬‬
‫«مخصص التعويضات ال يحسم من الموجودات الزكوية ألنه لم يصبح‬
‫واجب الدفع بحكم القضاء النهائي»‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/7‬‬

‫‪61‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬ما كيفية معالجة الحسابات الجارية للشركاء‪ :‬حيث يعمد بعض الشركاء‬
‫إلى دعم الشركة (اقراض الشركة) من حسابه الخاص وعليه يتم وضع بند‬
‫الحسابات الجارية للشركاء في جانب المطلوبات هذا بالنسبة إلى الشركات‬
‫التقليدية أما إذا كانت الشركة تحمل الصفة العائلية فإن الشريك ال يطالب‬
‫باسترجاع هذه المبالغ التي دفعها للشركة حيث يعتبر هذه الشركة جزء من‬
‫أمواله الخاصة؟‬
‫ومن ناحية أخرى يعمد بعض الشركاء إلى االقتراض من الشركة وفي نهاية‬
‫السنة المالية تطالبه الشركة بتسديد هذه األموال المقترضة من الشركة‪ ،‬هذا‬
‫بالنسبة إلى الشركات التقليدية ـ أما الشركات العائلية فال يوجد هذا اإللزام‬
‫بالتسديد حيث يظهر فقط في التقرير المالي السنوي ولكن الواقع الفعلي ال‬
‫يسدد هذا المبلغ المقترض؟‬
‫الجواب‪ :‬استعرضت الهيئة أقوال المختصين من المحاسبين وبعد التداول والنظر‬
‫قررت الهيئة ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المعاملة الزكوية للحساب الجاري المدين للشريك في شركات األشخاص‪:‬‬
‫يعامل الحساب الجاري المدين للشريك معاملة الديون على الغير (المدينون)‬ ‫ ‬
‫فإذا كان الدين جيد ًا مرجو التحصيل وهو كذلك‪ ،‬يدخل ضمن األموال الزكوية‪،‬‬
‫وإذا كان الدين غير جيد بمعني ال يمكن استرداده بسبب اإلعسار فال يدخل ضمن‬
‫األموال الزكوية‪.‬‬
‫وعلة ذلك أن هناك استقالالً بين الشخصية االعتبارية للشركة وبين الشخصية‬ ‫ ‬
‫الطبيعية للشركاء‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬المعاملة الزكوية للحساب الجاري الدائن للشريك في شركات األشخاص الناشئ‬
‫عن قرض حسن للشركة أو إنه لم يقم بسحب أرباحه‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫يعامل الحساب الجاري الدائن للشريك في شركات األشخاص معاملة الدائنين‪،‬‬ ‫ ‬
‫أو القروض الحسنة من الغير‪ ،‬ويدخل ضمن االلتزامات (المطلوبات) الحالة‬
‫المستحقة واجبة األداء‪.‬‬
‫أما إذا كان هذا الحساب هو قرض حسن طويل األجل أو استثمار ثابت في‬ ‫ ‬
‫الشركة فال يخصم من األموال الزكوية حيث يعامل معاملة رأس المال‪.‬‬
‫وهو رأي األستاذ الدكتور حسين حسين شحاته رئيس قسم المحاسبة في جامعة‬ ‫ ‬
‫األزهر سابق ًا‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/7‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬في القروض الربوية طويلة األجل إذا نصت إيضاحات الشركة على أن سعر‬
‫الفائدة متغير من كذا إلى كذا‪ ،‬فهل يتم حسم أصل الدين‪ ،‬دون ربحه؟ وإذا‬
‫بناء على أنها فوائد ربوية فهل تحسب الفائدة بمتوسط‬
‫كانت األرباح ال تحسم ً‬
‫النسبتين أم يؤخذ بأعالهما؟‬
‫الجواب‪ :‬الفوائد الربوية مال حرام‪ ،‬وال قيمة له شرع ًا‪ ،‬وال تؤثر في الوعاء الزكوي‪،‬‬
‫سوا ًء أكانت في جانب الموجودات أم في جانب المطلوبات‪ ،‬جاء في القرار‬
‫الصادر عن الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة أن‪( :‬المال الحرام لذاته‬
‫ال للزكاة‪ ،‬ألنه ليس ماالً متقوم ًا في نظر الشرع) أما بالنسبة لإلشكال‬
‫ليس مح ً‬
‫الذي ورد في السؤال فيمكن العمل باإلجراءات التالية (على الترتيب)‪:‬‬
‫أن يتم االتصال بالشركة والتأكد من محاسبها عن مقدار الفوائد الربوية‬ ‫‪.1‬‬
‫المحملة على القرض‪ ،‬كي يحسم من الوعاء الزكوي أصل القرض‬
‫دون فوائده‪.‬‬
‫إذا لم يتمكن بيت الزكاة من االتصال بالشركة‪ ،‬وكان للشركة التزام واحد‬ ‫‪.2‬‬
‫في جانب المطلوبات‪ ،‬والفوائد الربوية المترتبة على هذا االلتزام متغيرة‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫فيحسم من االلتزام رصيد تكاليف التمويل المذكور في بيان الدخل‪.‬‬
‫إذا كان للشركة أكثر من التزام في جانب المطلوبات‪ ،‬وبعض التزاماتها‬ ‫‪.3‬‬
‫محملة بأرباح مقبولة شرع ًا‪ ،‬وبعضها محمل بفوائد ربوية‪ ،‬ونصت‬
‫إيضاحات الشركة على أن معدل الفوائد يدور بين ‪ %2‬و‪ ،%4‬ولم‬
‫يفرق رصيد (تكاليف التمويل) بين الفوائد واألرباح في السنة المالية‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة يحسم من االلتزام الربوي متوسط سعر الفائدة األقل‪،‬‬
‫تحقيق ًا للعدل بين المزكي ومستحق الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019/2‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا لم تفرق مطلوبات الشركة بين المطلوبات التي مولت أصوال زكوية‬
‫والمطلوبات التي مولت أصوالً غير زكوية‪ ،‬فإن اإلجراء المعمول به قبل‬
‫القرار الصادر عن الهيئة الشرعية في اجتماعها ذي الرقم (‪ )2019/3‬بتاريخ‬
‫‪ 2019/3/6‬كان ينص على أنه إذا لم يعرف إن كانت المطلوبات مولت أصال‬
‫بناء على أنها في‬
‫زكوية أو غير زكوي‪ ،‬فإن كانت طويلة األجل؛ فإنها ال تحسم؛ ً‬
‫الغالب مولت أصوالً غير زكوية‪ ،‬وإن كانت المطلوبات قصيرة األجل فتحسم من‬
‫الوعاء الزكوي‪ ،‬وفي محضر االجتماع المشار إليه آنف ًا قررت الهيئة العمل بالقرار‬
‫الصادر عن الندوة التاسعة عشر لقضايا الزكاة المعاصرة الذي نص على أنه‪:‬‬
‫سواء أكانت‬
‫ً‬ ‫(يحسم من الموجودات الزكوية كل عام الديون التي على المزكي‬
‫حالة أم مؤجلة‪ ،‬وذلك بعد استبعاد األرباح المؤجلة‪ ،‬وال يحسم من الموجودات‬
‫الزكوية الديون التي استخدمت في تمويل أصول غير زكوية) والسؤال‪:‬‬
‫إذا لم تبين إيضاحات الشركة التي يتم حساب زكاتها‪ ،‬هل مولت المطلوبات‬ ‫‪-1‬‬
‫على الشركة أصوالً زكوية أو غير زكوية‪ ،‬فهل تحسم كامل هذه المطلوبات‬
‫من الموجودات الزكوية؟‬
‫إذا نصت إيضاحات الشركة أن المطلوبات مولت أصال زكوي ًا وآخر غير‬ ‫‪-2‬‬

‫‪64‬‬
‫زكوي‪ ،‬ولم يتم تحديد نسبة األصل الزكوي فهل يتم حسم كامل المطلوبات؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا لم تفرق مطلوبات الشركة بين المطلوبات التي مولت أصوالً زكوية وأصوالً‬
‫غير زكوية‪ ،‬فيتم تحديد نسبة األصول غير الزكوية من مجمل الموجودات‬
‫(األصول) ثم يتم حسم مقدار هذه النسبة من المطلوبات الزكوية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019/6‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬هل تعتبر مكافأة أعضاء مجلس اإلدارة من المطلوبات الزكوية خصوص ًا إذا‬
‫تم حساب زكاة الشركة قبل انعقاد الجمعية العمومية؟‬
‫الجواب‪ :‬ال تعتبر مكافأة أعضاء مجلس اإلدارة من المطلوبات الزكوية‪ ،‬ألنها ال تعتبر‬
‫دين ًا على الشركة حيث إنها متوقفة على موافقة الجمعية العمومية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019/6‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬عند حساب قروض الشركات يتم استبعاد الفوائد التي من البنوك التقليدية‬
‫(الربوية)‪ ،‬فائدة البنك المركزي في التعامل مع هذه البنوك ولكن من جهة‬
‫أخرى تتعامل بعض الشركات مع بنوك نشاطها شرعي (لديها هيئة شرعية )‬
‫مع استخدام مصطلح “دائنو المرابحة” حيث يتضمن هذا الدين (القرض)‬
‫فائدة سنوية كذلك ‪ .‬هل يتم استبعاد الفائدة من البنك التقليدي ( الربوي )‬
‫واإلسالمي على حد سواء ؟ ام فقط البنك الربوي؟‬
‫الجواب‪ :‬تعامل فائدة البنك المركزي معاملة الضرائب وما دفع منها قد خرج من الوعاء‬
‫الزكوي للشركة وما لم يدفع منها فيحسم من وعاء الزكاة باعتباره حقا واجب‬
‫األداء وهذا ما جاء في قرارات الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة بشأن‬
‫الضريبة والزكاة وهذا ينطبق على البنوك االسالمية والتقليدية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2016/4‬‬

‫‪65‬‬
‫(‪)13‬‬
‫السؤال‪ :‬استثمرت شركة ذات نشاط مباح في شركة زميلة (شركة متخصصة في النشاط‬
‫الدوائي)‪ ،‬وبسبب حرص الشركة المالكة على حساب زكاتها أول السنة المالية‬
‫ِ‬
‫المستثمرة في يناير ‪ 2019‬من محاسبها القيام‬ ‫التالية دون تأخير‪ ،‬طلبت الشركة‬
‫بتقدير رصيد زكاة الشركة عن السنة المالي المنتهية في‪ ،2020/12/31‬وقد‬
‫ِ‬
‫المستثمرة جميع أصولها الزكوية إال الشركة‬ ‫أدرج في الوعاء الزكوي للشركة‬
‫الزميلة‪ ،‬ألنه لم يتمكن من الحصول على مركزها المالي للسنة المالية المنتهية‬
‫في ‪ 2018/12/31‬فقام باستبعادها من الوعاء الزكوي مطلق ًا دون إعالم‬
‫ِ‬
‫المستثمرة مع أنه كان بإمكانه التنسيق مع مجلس اإلدارة‬ ‫مجلس إدارة الشركة‬
‫المستثمرة لحين ورود المركز المالي للشركة‬ ‫ِ‬ ‫لتأجيل حساب زكاة الشركة‬
‫بناء على قيمتها الدفترية‪.‬‬
‫الزميلة أو حساب زكاة الشركة الزميلة ً‬
‫المستثمرة من هذا االستثمار الذي لم تدرجه‬ ‫ِ‬ ‫والسؤال‪ /‬ما موقف الشركة‬
‫في الوعاء الزكوي في السنة المالية المنتهية في ‪ ،2018/12/31‬علم ًا بأن‬
‫ِ‬
‫المستثمرة مدرجة في سوق األوراق المالية؟‬ ‫الشركة‬
‫الجواب‪ :‬يجب على الشركة المستثمرة تحديد مقدار الزكاة عن السنة التي لم يدرج‬
‫فيها هذا االستثمار وتخرج زكاة هذا االستثمار حاالً إن تيسر وإال أضيفت‬
‫إلى زكاة الشركة للعام الذي يليه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2020/1‬‬

‫‪66‬‬
‫الف�صل الثالث‬
‫زكاة الثروة ال�صناعية‬
‫مبادئ زكاة الثروة الصناعية هي نفس مبادئ زكاة الثروة التجارية‪ ،‬ففي كليهما‬
‫ُـقوم البضائع المشتراة بنية البيع بالقيمة السوقية‪ ،‬ويضاف إليها النقد الذي لدى‬‫(ت ّ‬
‫المزكي‪ ،‬والديون الجيدة المستحقة له على الغير‪ ،‬و ُيسقط ما عليه من الديون(‪ ،)1‬ثم‬
‫يزكي الباقي)‪ ،‬إال أنه عند تطبيق القاعدة نرى اختالف ًا واحد ًا وهو أنه في المحالت‬
‫التجارية تؤخذ الزكاة من قيمة البضائع الشاملة للتكاليف والربح مع ًا‪ ،‬أما في الثروات‬
‫الصناعية فتكون في الربح دون رأس المال‪ ،‬الذي غالب ًا ما يتحول إلى أصول ثابتة ال‬
‫زكاة فيها‪ ،‬مثل اآلالت‪ ،‬والمعدات‪ ،‬والمباني التي تحوي المصانع‪ ،‬فهذه تُعد أدوات‬
‫إنتاج‪ ،‬وال تخضع أدوات اإلنتاج إلى الزكاة‪.‬‬
‫ويؤخذ في االعتبار أن المواد الخام المستخدمة في المصنع إذا حال عليها الحول‪،‬‬
‫أو ُض َّمت إلى حول نصاب مشابه كالنقود أو عروض التجارة(‪ )2‬تجب فيها الزكاة‪ ،‬سواء‬
‫كانت مخزنة لدى الشركة لم تستعمل بعد‪ ،‬أو استعملت في أشياء قد تمت صناعتها ولم‬
‫يتم بيعها إلى أن َحل موعد الزكاة فتؤخذ الزكاة منها بحسب قيمتها في حالتها الراهنة‬
‫في نهاية الحول‪.‬‬

‫(‪� )1‬أنظر زكاة الديون �ص ‪.45‬‬


‫(‪ )2‬مثل م�صنع للمالب�س عنده �أقم�شة م�ضى عليها �ستة �أ�شهر تم �صنعها مالب�س ف�إنه يزكيها بالحول ال�سابق وال يبد�أ ح�ساب حول‬
‫جديد‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الف�صل الرابع‬
‫زكاة ال�شركات‬
‫تربط الزكاة على الشركات المساهمة لكونها شخص ًا اعتباري ًا‪ ،‬وذلك في كل من‬ ‫(أ)‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬صدور نص قانوني ملزم بتزكية أموالها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتضمن النظام األساسي ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬صدور قرار الجمعية العمومية للشركة بذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬رضا المساهمين شخصي ًا (أي بتوكيل المساهمين إلدارة الشركة في إخراج‬
‫زكاتها)‪.‬‬
‫ومستند هذا االتجاه األخذ بمبدأ ُ‬
‫الخلطة(‪ )1‬الوارد في السنة النبوية الشريفة بشأن‬
‫زكاة األنعام‪ ،‬والذي رأت تعميمه في غيرها بعض المذاهب الفقهية المعتبرة‪ ،‬وأخذ‬
‫بذلك مؤتمر الزكاة األول(‪.)2‬‬
‫والطريق األفضل أن تقوم الشركة بإخراج الزكاة ضمن الحاالت األربع المذكورة‬
‫في هذه النشرة‪ ،‬فإن لم تفعل فينبغي للشركة أن تحسب زكاة أموالها ثم تلحق بميزانيتها‬
‫ال على من أراد من‬ ‫السنوية بيان ًا بما يجب في حصة السهم الواحد من الزكاة‪ ،‬تسهي ً‬
‫المساهمين معرفة مقدار زكاة أسهمه‪.‬‬
‫(ب) تحسب الشركة زكاة أموالها بنفس الطريقة التي يحسب بها الشخص الطبيعي‪،‬‬
‫فتخرج زكاتها بمقاديرها الشرعية بحسب طبيعة أموالها ونوعيتها سواء أكانت‬
‫نقود ًا أو أنعام ًا (مواشي ًا) أو زروع ًا‪ ،‬أو عروض ًا تجارية‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫هذا وال زكاة في األسهم التي تخص مال الدولة (الخزانة العامة)‪ ،‬أو األوقاف‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬المراد بالخلطة النظر �إلى �أموال ال�شركات ك�أنها مال �شخ�ص واحد فيراعى ذلك في ح�ساب الزكاة ففي الن�صاب مث ًال‪ :‬يعتبر‬
‫الن�صاب متوافر ًا في �أغنام مملوكة لثالثة لكل منهم (‪� )15‬شاة لأن المجموع (‪� )45‬شاة وهو �أكثر من الن�صاب (‪� )40‬شاة‬
‫فتجب فيها الزكاة �شاة واحدة ولو نظر �إلى كل منهم على حدة لما اكتمل الن�صاب ولما �أخذ منهم زكاة‪.‬‬
‫(‪ )2‬عقد بدعوة من بيت الزكاة في الكويت بتاريخ ‪ 29‬رجب ‪ 1404‬هـ الموافق ‪ 3‬ابريل ‪ 1984‬م‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الخيرية‪ ،‬أو مؤسسات الزكاة‪ ،‬أو الجمعيات الخيرية‪.‬‬
‫(ج) عند جمع الزكاة من الشركات على وجه اإللزام يشمل اإللزام أموال الشركة‬
‫الزكوية جميعها‪ ،‬وال يعد ما يؤخذ من غير المسلمين زكاة(‪.)1‬‬
‫الشخصية االعتبارية وأحكامها الفقهية(‪:)2‬‬
‫إن الشخصية االعتبارية صناعة فقهية أصيلة إذ اقتضتها الحاجة العملية والمصلحة‬
‫الشرعية‪ .‬يجب أن تتوفر لها المقومات األساسية التالية‪ :‬الذمة المالية التي تصلح بها لإللزام‬
‫وااللتزام‪ ،‬ونظر ًا إلى أنها وصف مجرد فالبد أن ينوب عنها من يمثلها‪ ،‬لذا يعتبر األخذ بها‬
‫أمر ًا مشروع ًا شريطة تقيدها بالضوابط الشرعية‪ .‬وبناء على ذلك فإن المسئول عن إخراج‬
‫الزكاة هو المساهم أو صاحب حصة الملكية‪ ،‬ويمكن أن تتحمل الشخصية االعتبارية‬
‫مسئولية إخراجها نيابة عنه بالضوابط الشرعية المعتبرة‪.‬‬
‫اإلشكاالت العملية المتعلقة بزكاة الشركات المساهمة(‪:)3‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫األشكال األول‪ :‬إذا قامت الشركة بشراء سهم بأكثر من قيمته السوقية فإن الفرق بين ما‬
‫دفعته الشركة مقابل السهم وبين قيمته السوقية يسمى في األعراف المحاسبية‬
‫ال زكوي ًا‬
‫(شهرة) ويوضع في جانب الموجودات‪ ،‬فهل يعتبر هذا األصل أص ً‬
‫أو ال؟ علم ًا بأن المبلغ الذي يمثل هذا األصل انتقلت ملكيته للطرف البائع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ال تعد الشهرة من الموجودات الزكوية ألنها ليست من الموجودات المتداولة‬
‫إذ ال يمكن بيعها منفردة كما أنها ليست من الموجودات الثابتة الدارة للدخل‬
‫حتى يمكن القول بتزكية هذا الدخل منفرد ًا ألن الدخل المتولد منها يتمثل في‬
‫األرباح غير العادية التي تظهر مندمجة في األرباح‪ ،‬ويؤيد هذا االتجاه ما أخذ‬
‫به دليل االرشادات لحساب زكاة الشركات المادة (‪.)16‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة – ال�شارقة ‪1996‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة ال�سابعة ع�شرة – القاهرة ‪2008-‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬الندوة الحادية والع�شرون – تون�س ‪2012-‬م‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلشكال الثاني‪ :‬يخرج أكثر الناس زكاة أموالهم في شهر رمضان المبارك وبما أن شهر‬
‫رمضان المبارك في هذه السنوات يقع في الربع الثالث من السنة المالية وبسبب‬
‫بناء على‬
‫صعوبة توفير المعلومات المالية فإن أكثر الناس يخرجون زكاتهم ً‬
‫البيانات المالية للسنة السابقة‪ ،‬علم ًا بأن أصول الشركة قد تتغير تغير ًا جذري ًا‬
‫في الفترة ما بين نهاية السنة المالية السابقة والربع الثالث من السنة المالية‬
‫الحالية‪ ،‬فما الموقف الفقهي من هذا األمر؟‬
‫الجواب‪ :‬يقوم المستثمر باحتساب زكاته حسب آخر بيانات مالية متوفرة‪ ،‬فإن لم تتوافر‬
‫هذه البيانات فإنه يزكي قيمة استثماراته في الشركة بناء على التكلفة أو القيمة‬
‫الدفترية‪ .‬وبعد توفر البيانات فإن تبين له أن ما أخرجه زكاة كان أكثر من‬
‫الواجب عليه اعتبرت الزيادة زكاة معجلة عن العام القادم (شرط توافر نية‬
‫التعجيل في الزكاة وبقاء النصاب وإال كان صدقة)‪.‬‬
‫أما إن تبين له أن ما أخرجه كان أقل من الواجب فعليه إخراج الفرق‪.‬‬
‫اإلشكال الثالث‪ :‬هل يتم حسم مخصصات الهبوط في قيمة االستثمارات في األسهم‬
‫المشتراة بغرض االحتفاظ بها من الوعاء الزكوي‪ ،‬علم ًا بأن هذه المخصصات‬
‫تنشأ ألجل مراعاة هبوط األسعار في األسواق المالية أو القيمة الدفترية عن‬
‫التكلفة وذلك في حالة التقويم بالتكلفة وانخفاض سعر السوق عن التكلفة‬
‫في نهاية الحول؟‬
‫الجواب‪ :‬وفق ًا لما ورد بالمادة (‪ )2‬من دليل االرشادات لحساب زكاة الشركات وكذا‬
‫الفقرة (‪ )2/3/7‬من المعيار الشرعي فإنه ال يتم حسم مخصصات الهبوط‬
‫في قيمة االستثمارات طويلة األجل من الوعاء الزكوي ألنه ال ينظر إلى‬
‫قيمتها السوقية عند تزكيتها وإنما ما يخصها من الموجودات الزكوية في‬
‫الشركة المستثمر فيها‪.‬‬
‫وفي حالة عدم إمكانية معرفة ما يخصها من الموجودات الزكوية‪ ،‬فتزكى‬
‫بالقيمة الدفترية مع حسم المخصص إذا انخفضت القيمة السوقية عن التكلفة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلشكال الرابع‪ :‬كثير ًا ما تتضمن أصول الشركة استثمارات طويلة األجل في أسهم‬
‫العديد من الشركات‪ ،‬ويتوقف احتساب زكاة الشركة على معرفة مقدار الزكاة‬
‫الواجبة في كل سهم من أسهم الشركات المستثمر فيها‪ ،‬والتي هي بدورها‬
‫قد تكون مستثمرة في العديد من أسهم الشركات األخرى‪ ،‬مما يلزم معرفة‬
‫مقدار الزكاة في الشركات أيض ًا وهو أمر يؤدي للتسلسل ويجعل احتساب‬
‫زكاة الشركة األولى بصورة دقيقة أمر ًا شبه متعذر‪ ،‬فما الحل في هذه المسألة؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان للشركة استثمارات في شركات أخرى ولم تتمكن من احتساب زكاتها‬
‫بسبب قيام الشركات باالستثمار في شركات أخرى فتدرج هذه االستثمارات‬
‫بالقيمة الدفترية‪.‬‬
‫اإلشكال الخامس‪ :‬تطبيق ًا لمبدأ الخلطة‪ ،‬فإنه إذا تم تأسيس شركة فإن المستثمر فيها ال‬
‫تجب عليه الزكاة حتى يحول على الشركة حول كامل باعتبارها كيان ًا مستقالً‪،‬‬
‫وعندئذ تحسب زكاتها‪ ،‬وإن من شأن العمل بهذا أن يؤدي في بعض الصور‬
‫إلى تعطيل الزكاة‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬أن يكون حول المزكي يكتمل في ‪ 1‬رمضان ‪ ،1432‬وعليه فإذا‬
‫قام باالستثمار في شركة جديدة تم تأسيسها في ‪ 1‬صفر ‪ ،1432‬ومن ثم فإن‬
‫حولها يكتمل في ‪ 1‬صفر ‪ ،1433‬وعليه فأن المستثمر لن يزكي استثماره في‬
‫‪ 1‬رمضان ‪ .1432‬فإذا قام المستثمر بالتخارج من االستثمار في ذي القعدة‬
‫‪ 1432‬وحصل على النقد‪ ،‬فإنه سيضمه لسائر أمواله ويزكيه في ‪ 1‬رمضان‬
‫‪ .1433‬ويكون مؤدي هذه الصورة أن مبلغ االستثمار لم يزك عن جزء من‬
‫الحول‪.‬‬
‫(‪ 7‬شهور) هو الفترة من ‪ 1‬صفر ‪ 1432‬إلى ‪ 1‬رمضان ‪ .1432‬فما الحل في‬
‫هذه المسألة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال ينظر المستثمر في هذه الحالة إلى حول الشركة وإنما إلى حوله‪.‬‬
‫اإلشكال السادس‪ :‬بخصوص المبالغ التي تدفعها الشركة مقدما على العقود التي‬

‫‪72‬‬
‫تتملك بموجبها أصوالً عينية أو منافع‪ ،‬فقد نص المعيار الشرعي على أنها ال‬
‫تدرج ضمن الوعاء الزكوي للشركة‪ ،‬ألنها أموال خرجت من ملكها‪ .‬ولكن‬
‫الشركات تدرج هذه المبالغ ضمن موجوداتها على اعتبار أنها دفعتها في‬
‫مقابلة أصول‪ ،‬وهذه األصول لم تدرجها الشركة ضمن موجوداتها ألسباب‬
‫محاسبية‪ .‬إن مؤدى القول بعدم وجوب الزكاة في هذه األموال هو أن الشركة‬
‫لن تزك األصول التي تمتلكها وال المبالغ النقدية المدفوعة‪ ،‬وفي هذا تعطيل‬
‫للزكاة‪ ،‬فما الحل في المسألة؟‬
‫الجواب‪ :‬بالنسبة للمبالغ المدفوعة مقدم ًا ال تدرج ضمن الوعاء الزكوي كما نص على‬
‫ذلك دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات والمعيار الشرعي رقم (‪.)35‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اإلشكاالت التي تتعلق بالشركات التابعة والزميلة‪:‬‬
‫اإلشكال األول‪ :‬هل يجوز شرع ًا تأخير احتساب زكاة المؤسسات إلى نهاية النصف‬
‫األول من السنة المالية الالحقة‪ ،‬بسبب عدم توافر ميزانيات مدققة للشركات التابعة‬
‫والزميلة‪ ،‬خصوص ًا إذا كانت الزكاة تخص شركة قابضة وجميع أصولها تدار من قبل‬
‫شركاتها التابعة والزميلة؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل هو المبادرة إلى احتساب الزكاة وإخراجها عند تمام الحول‪ ،‬ولكن‬
‫يجوز التأخير بعذر شرعي‪ ،‬ومن األعذار ما ورد في السؤال ألن مقدار الزكاة‬
‫ال يمكن العلم به إال بعد توفر البيانات المالية‪.‬‬
‫اإلشكال الثاني‪ :‬قامت شركة قابضة بإخراج الزكاة عنها وعن شركاتها التابعة إال أن‬
‫واحدة من شركاتها التابعة أخرجت الزكاة عن نفسها دون إعالم الشركة األم‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة هل يجوز اعتبار ما دفعته الشركة التابعة زكاة معجلة للشركة‬
‫األم عن السنة المالية التالية‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يعد ما أخرجته الشركة التابعة زكاة معجلة للشركة األم عن السنة المالية التالية‪.‬‬
‫وإذا كانت الشركة األم ال تملك التابعة بنسبة ‪ %100‬فإن ما أخرجته الشركة‬
‫التابعة يعتبر زكاة معجلة عنها ال عن األم لعدم توفر النية من قبلها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلشكال الثالث‪ :‬الشركة التابعة المملوكة للشركة األم بنسبة ‪ %100‬يتم إدراج جميع‬
‫أصول هذه الشركة التابعة ومطلوباتها في ميزانية الشركة األم‪ ،‬أما حصص‬
‫األقلية فإنها توضع في بند مستقل خارج الميزانية‪ ،‬فكيف يتم احتساب زكاة‬
‫األقلية؟‬
‫الجواب‪ :‬إن حقوق األقلية تظهر في الميزانية المجمعة للشركة القابضة وكذا التابعة‬
‫طبق ًا لما ورد في معيار المحاسبة الدولي رقم (‪ )27‬وبناء على ما سبق فإن‬
‫زكاة حقوق األقلية ينطبق عليها ما جاء في دليل اإلرشادات لحساب زكاة‬
‫الشركات‪.‬‬
‫اإلشكال الرابع‪ :‬كيفية حساب الزكاة في الشركات التابعة التي تدرج بياناتها المالية مع‬
‫الشركة األم وليس لها ميزانيات مستقلة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬وفق ًا لما ورد في نص معيار المحاسبة الدولي رقم (‪ )27‬يتعين على الشركة‬
‫التابعة أن تقوم بإعداد ميزانيتها على سبيل االستقالل وذلك قبل قيام الشركة‬
‫األم بإعداد الميزانية المجمعة‪.‬‬
‫القسم الثالث‪:‬‬
‫اإلشكال‪ :‬قامت شركة باالستثمار في محافظ استثمارية‪ ،‬وتقوم سياسة الجهة المديرة‬
‫لهذه المحافظ على عدم تزويد الشركة مالكة أصول المحفظة بأي معلومات‬
‫تفصيلية تخص أصول المحفظة إلى تاريخ نهاية المحفظة – والذي قد يستمر‬
‫لسنوات طويلة – فكيف تحتسب زكاة هذه المحفظة؟‬
‫الجواب‪ :‬إن القول بامتناع مدير المحفظة عن تزويد الشركة بأي معلومات يخالف‬
‫النصوص القانونية والواقع العملي إلدارة المحافظ االستثمارية‪ ،‬وبفرض‬
‫صحة ما ورد في السؤال فإن زكاة المحفظة تحسب بالتكلفة ألنه األمر‬
‫المتيقن‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫زكاة األنشطة خارج الميزانية(‪:)1‬‬
‫أوالً‪ُ :‬يقصد باألنشطة خارج الميزانية تلك األنشطة المالية التي تقوم بها المنشأة أو‬
‫تلتزم بالقيام بها‪ ،‬وتعتمد على أحداث أو التزامات مستقبلية احتمالية وال تظهر‬
‫في صلب القوائم المالية وفق ًا للمفاهيم المحاسبية لألصول وااللتزامات‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬من أهم أدوات األنشطة خارج الميزانية ما يلي‪:‬‬
‫المشتقات المالية‪ ،‬وأهم صورها عقود االختيارات والعقود اآلجلة وعقود‬ ‫أـ‬
‫المستقبليات والمبادالت اآلجلة‪.‬‬
‫وتعد اإليرادات المتحققة من المشتقات المالية المحرمة شرع ًا من الكسب‬ ‫ ‬
‫المحرم ويطبق عليها ما ورد في زكاة المال الحرام بالندوة الرابعة وكذا السادسة‬
‫لندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫ب ـ أرصدة الخدمات المصرفية خارج الميزانية وأهمها خطابات الضمان واالعتمادات‬
‫المستندية والقبوالت المصرفية واالتفاقيات االئتمانية‪.‬‬
‫وتعد المبالغ غير المستخدمة من هذه الخدمات من الحسابات خارج الميزانية‬ ‫ ‬
‫التزامات محتملة ومن َثم ال تُعد التزام ًا زكوي ًا‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ المملكة الأردنية الها�شمية نوفمبر ‪.2016‬‬

‫‪75‬‬
‫الف�صل الخام�س‬
‫زكاة الأ�سهم‬
‫الحكم الشرعي في التعامل باألسهم‪:‬‬
‫السهم عبارة عن جزء من رأس مال الشركة‪ ،‬وهو معرض للربح والخسارة تبع ًا‬
‫لربح الشركة أو خسارتها‪ ،‬وصاحب السهم ُيعد شريك ًا في الشركة‪ ،‬أي مالك ًا لجزء من‬
‫أموالها بنسبة عدد أسهمه إلى مجموع أسهم الشركة‪ ،‬ويستطيع مالك السهم أن يبيعه‬
‫متى شاء‪.‬‬
‫وللسهم قيمة اسمية تتحدد عند إصداره أول مرة‪ ،‬وله أيض ًا قيمة سوقية تتحدد‬
‫على أساس العرض والطلب في سوق األوراق المالية التي تتداول فيها األسهم‪.‬‬
‫و ُيحكم على األسهم من حيث ّ‬
‫الحل والحرمة تبع ًا لنشاط الشركة المساهم فيها‪،‬‬
‫فتحرم المساهمة في الشركة ويحرم تملك أسهمها إذا كان الغرض األساسي من الشركة‬
‫محرم ًا كالربا‪ ،‬وصناعة الخمور والتجارة فيها مثالً‪ ،‬أو كان التعامل بطريقة محرمة كبيوع‬
‫العينة‪ ،‬وبيوع الغرر‪.‬‬
‫كيفية تزكية األسهم‪:‬‬
‫إذا قامت الشركة المشتراة أسهمها بتزكية موجوداتها فال يجب على المساهم‬
‫– فرد ًا كان أو شركة – إخراج زكاة أخرى على أسهمه منع ًا لالزدواج‪ ،‬هذا إذا لم تكن‬
‫أسهمه بغرض المتاجرة‪ ،‬وأما إذا كانت أسهمه بغرض المتاجرة فإنها تعامل معاملة‬
‫ُقوم بسعر السوق يوم وجوب الزكاة ثم يحسم منه ما زكّته الشركة‬ ‫عروض التجارة وت ّ‬
‫ويخرج الباقي إن كانت زكاة القيمة السوقية ألسهمه أكثر مما أخرجته الشركة عنه‪ ،‬وإن‬
‫كانت زكاة القيمة السوقية أقل فله أن يحتسب الزائد في زكاة أمواله األخرى أو يجعله‬
‫تعجي ً‬
‫ال لزكاة قادمة‪.‬‬
‫أما إذا لم تقم الشركة بإخراج الزكاة فإنه يجب على مالك األسهم تزكيتها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫إذا اتخذ أسهمه للمتاجرة بها بيع ًا وشرا ًء فالزكاة الواجبة فيها هي ربع العشر‬ ‫ ‬

‫‪77‬‬
‫(‪ )%2.5‬من القيمة السوقية يوم وجوب الزكاة‪ ،‬كسائر عروض التجارة‪.‬‬
‫أما إذا اتخذ أسهمه لالستفادة من ريعها السنوي فزكاتها كما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬إذا أمكنه أن يعرف – عن طريق الشركة أو غيرها – مقدار ما يخص كل‬
‫سهم من الموجودات الزكوية للشركة فإنه يخرج زكاة ذلك المقدار بنسبة‬
‫ربع العشرة (‪)% 2.5‬‬
‫‪ -2‬وإذا كانت لديها أموال تجب فيها الزكاة كنقود وعروض تجارة وديون‬
‫مستحقة على المدينين األملياء ولم ّ‬
‫تزك أموالها ولم يستطع المساهم أن‬
‫يعرف من حسابات الشركة ما يخص أسهمه من الموجودات الزكوية فإنه‬
‫يجب عليه أن يتحرى ما أمكنه ويزكي ما يقابل أسهمه من الموجودات‬
‫الزكوية‪ ،‬وهذا ما لم تكن الشركة في حالة عجز كبير بحيث تستغرق ديونها‬
‫موجوداتها‪.‬‬
‫أما إذا كانت الشركة ليس لديها أموال تجب فيها الزكاة‪ ،‬فإنه يزكي الريع فقط وال‬
‫يزكي أصل السهم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬كيف يمكن حساب زكاة المؤسسات التي تحسب ميزانيتها على السنة‬
‫الميالدية؟‬
‫الجواب‪ :‬رأت الهيئة أنه البد في حساب الزكاة من مراعاة الحول القمري‪ ،‬وينبغي‬
‫الحرص على ذلك إن أمكن‪ ،‬بأن يجري إعداد الميزانيات على أساسه ألنه هو‬
‫الذي اعتبرته الشريعة بنص القرآن وعمل الرسول ‪ -‚-‬وخلفائه من بعده‬
‫﴿ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‪( ﴾.....‬سورة البقرة‪ )189 :‬فإن‬
‫تَعسر ذلك فيحسب الفرق بالطريقة المحققة للغرض‪ ،‬وتعتبر النسبة للسنة‬
‫الشمسية بدالً من (‪ )%2.5‬نسبة زائدة هي (‪.)% 2.577‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/20‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬اشترى رجل مجموعة من األسهم لبعض البنوك الربوية وشركات التأمين‬
‫بعضها بنية المتاجرة وبعضها بنية االستثمار طويل األجل‪ ،‬وعلم بعد ذلك‬
‫بحرمة التعامل بهذه األسهم ووجوب التخلص منها وعندما عرضها للبيع‬
‫وجد أن أسعارها تقل كثير ًا عن سعر شرائها‪ .‬فهل يجب عليه التخلص منها‬
‫ال حتى تصل أسعارها إلى‬‫على الفور بغض النظر عن خسارته أم أنه ينتظر قلي ً‬
‫السعر الذي اشتراها به و َي ْس َلم على رأس ماله؟‬
‫ِ‬
‫لم هذا الرجل بحرمة التعامل بأسهم البنوك الربوية وشركات التأمين‬ ‫الجواب‪ :‬ع ُ‬
‫يوجب عليه التوقف فور ًا عن شراء أسهم جديدة لهذه المؤسسة الربوية‪ .‬مع‬
‫الندم ومعاهدة الله على عدم العودة إلى المتاجرة في هذه األسهم‪.‬‬
‫أما ما في يده من األسهم القديمة لهذه المؤسسات والتي تقل أسعارها كثير ًا‬
‫عن سعر شرائها‪ ،‬فال يجب عليه التخلص منها فور ًا إذا ترتب على التخلص‬

‫‪79‬‬
‫منها ضرر كبير عليه يقل كثير ًا عن رأس ماله‪ ،‬بناء على القاعدة الشرعية (ال‬
‫ضرر وال ضرار) ويجوز له االنتظار حتى ترتفع أسعارها ويتم بيعها فيأخذ‬
‫رأس ماله منها ويتخلص من الباقي بإنفاقه على المحتاجين ألنه مال حرام‪،‬‬
‫وذلك لقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥَ﴾ (البقرة‪ )279‬وأما كيفية زكاة هذه األسهم فيضم قيمتها الحالية‬
‫إلى أمواله األخرى من حيث الحول والنصاب ويزكيها بنسبة (‪.)%2.5‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2000/5‬‬ ‫ ‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هي طريقة إخراج الزكاة عن استثمار في شركة محاصة غير مسجلة في سوق‬
‫األسهم‪ ،‬وتقع أنشطتها خارج الكويت‪ ،‬في مجال القرطاسية‪ ،‬ولم تحقـق‬
‫إيـرادات حتى اآلن‪ ،‬حيث سـبق لنـا ولمــدة ثــالث سنــوات إخــراج‬
‫قيمـــة الزكاة عن أصل االستثمار وذلك من النقدية المتوفرة لدينا ولسنا على‬
‫بينة من قيمة هذا األصل أو إيراداته لعدم وضوح الصورة حتى اآلن؟‬
‫الجواب‪ :‬عليهم أن ُي َق ّوموا موجودات الشركة في آخر كل عام‪ ،‬ثم يدفعوا زكاة األموال‬
‫السائلة والسلع التجارية الموجودة فيها بنسبة (‪ )%2.5‬ويستبعدوا األموال‬
‫الثابتة كالمباني واآلالت المستخدمة في الشركة فإنها ال زكاة فيها‪ ،‬وإذا لم‬
‫يستطيعوا معرفة ذلك بدقة فعليهم التحري على قدر اإلمكان‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002/1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬تأسست عدة شركات مؤخر ًا مثل مصرف بوبيان‪ ،‬شركة محطة الوقود وغيرها‪ ،‬ولم‬
‫تباشر أعمالها بعد ولم يتم تداول أسهمها في سوق األوراق المالية رغم تداولها‬
‫خارج السوق بأسعار ال تمثل قيمة هذه األسهم الحقيقية‪ .‬فكيف تتم تزكيتها؟‬
‫الجواب‪ :‬الشركات التي لم تباشر أعمالها ينظر المساهم إلى قيمة ما دفعه ويخرج‬

‫‪80‬‬
‫الزكاة بحسب ما دفعه‪ ،‬وأما الشركات التي باشرت أعمالها ولم تدرج في‬
‫سوق األوراق المالية فينظر المساهم إلى ميزانياتها ويخرج ما يقابل أسهمه‬
‫من موجودات زكوية داخل الشركة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/5‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬بعض األشخاص ممن يمتلكون أسهم ًا لبنوك ربوية وشركات تأمين تقليدية‬
‫وقد عزموا على التوبة والتوقف عن المساهمة في هذه الشركات ويرغبون في‬
‫التخلص من هذه األسهم وأن يسلموا على رؤوس أموالهم ويدفعوا ما زاد‬
‫على ذلك إلى بيت الزكاة لصرفه في وجوه الخير حسب ما أقرته الهيئة الشرعية‬
‫لبيت الزكاة‪.‬‬
‫فهل يجوز بيع هذه األسهم ألشخاص مسلمين؟ أم البد من بيعها على غير‬
‫المسلمين الذين يعتقدون حلها وال يرون حرمتها‪ ،‬وإن لم يجدوا من يشتريها‬
‫منهم من غير المسلمين فماذا يفعلون للتخلص منها؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز لمسلم أن يمتلك أسهم بنوك ربوية أو شركات تأمين تقليدية‪ ،‬ومن‬
‫يتملك هذا النوع من األسهم يجب عليه أن يتخلص منه‪ ،‬ولما كان بيع األسهم‬
‫في سوق األوراق المالية يتعذر فيه معرفة المشتري‪ ،‬فيجوز له أن يبيع أسهمه‬
‫لمن يريد شراءها ويقوم بتنقية أمواله من الفوائد الربوية ويأخذ رأس ماله‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/6‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان كيفية احتساب زكاة أسهم الشركات التي ال تتوافق أعمالها‬
‫مع أحكام الشريعة اإلسالمية؟‬

‫‪81‬‬
‫الجواب‪ :‬بالنسبة للشركة التي ال تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية وهي‪ :‬قطاعات‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬التأمين التقليدي والسينما والشركات المتخصصة بالتعامل‬
‫بالديون‪ ،‬تكون الزكاة الواجبة على أسهم هذه الشركات (‪ )% 2.5‬من رأس‬
‫المال المدفوع على أن يظهر في إعالنات بيت الزكاة الخاصة باحتساب زكاة‬
‫الشركات العبارة التالية‪:‬‬
‫“الشركات التي ال تتعامل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية تكون الزكاة الواجبة‬
‫عليها (‪ )% 2.5‬من رأس المال المدفوع مع وجوب التخلص مما زاد على‬
‫ذلك وإنفاقه في وجوه الخير ما عدا بناء المساجد وطباعة المصاحف”‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006/4‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬كيف تتعامل الشركات مع قانون الزكاة الجديد عند احتساب زكاتها؟‬
‫الجواب‪ :‬باعتبار أن بيت الزكاة هو المؤسسة الحكومية المختصة بشؤون الزكاة في‬
‫الكويت جمع ًا ممن وجبت عليهم وصرف ًا في مصارفها الشرعية‪ ،‬ونظر ًا ألن‬
‫القانون الجديد للزكاة أجاز للشركات المساهمة الخاضعة لهذا القانون بأن‬
‫تعد الـ (‪ )% 1‬المقتطع من أرباحها من زكاة أموالها‪ ،‬ليصرف في مصارفها‬
‫الشرعية‪ .‬فقد رأت الهيئة أن من واجب بيت الزكاة أن يقدم العون لهذه‬
‫الشركات في هذا الموضوع وييسر عليها أمر حساب زكاتها المتبقية عليها‬
‫بعد إخراجها لهذه النسبة من أرباحها ليتبين لكل مساهم فيها مقدار الزكاة‬
‫الباقية عليه بعد ذلك ويصرفه في مصارفه الشرعية تبرئة لذمته أمام الله تعالى‬
‫في ذلك‪ ،‬وتحصيال لألجر والمثوبة‪ ،‬رأت من واجبها أن يكتب إلى هذه‬
‫الشركات المساهمة الخاضعة لهذا القانون بما يلي‪:‬‬
‫على كل شركة مساهمة خاضعة لقانون الزكاة الجديد أن تحسب مقدار زكاة‬

‫‪82‬‬
‫سائر أموالها في آخر كل عام‪ ،‬وذلك وفق دليل اإلرشادات لحساب زكاة‬
‫الشركات الذي أصدره بيت الزكاة سابق ًا‪ ،‬وللشركة أن تستعين بالمختصين في‬
‫بيت الزكاة في ذلك عند الحاجة‪ ،‬ثم تحسم من هذا المبلغ نسبة الـ (‪ )% 1‬التي‬
‫دفعتها للدولة وفق قانون الزكاة الجديد‪ ،‬إذا شاءت أن تعد ذلك من الزكاة‪ ،‬ثم‬
‫تقسم المبلغ الباقي من الزكاة وفق حسابها السابق على عدد أسهمها‪ ،‬فيتبين‬
‫بذلك مقدار الزكاة المتبقي على كل سهم‪ ،‬ثم تخبر مالكي األسهم بذلك‪،‬‬
‫ليخرجوا ما بقي عليهم من الزكاة لمن يرونه من مستحقيها بمعرفتهم الخاصة‪،‬‬
‫تبرئة لذمتهم من الزكاة عن هذه األسهم‪ ،‬وطلب ًا للمثوبة من الله تعالى‪،‬‬
‫وللتوضيح نضرب على ذلك المثال التالي افتراضي ًا‪:‬‬

‫المبلغ‬ ‫البيـــــــــان‬
‫‪ 1000000‬د‪.‬ك‬ ‫مجموع كامل أموال الشركة في آخر العام مع األرباح‬
‫‪ 100000‬د‪.‬ك‬ ‫مقدار الربح المتحقق في هذا العام الخاضع لنسبة الـ ‪% 1‬‬
‫‪% 70‬‬ ‫نسبة رأس المال المتحرك الواجب الزكاة فيها‬
‫‪ 700000‬د‪.‬ك‬ ‫كامل الوعاء الزكوي ألموال الشركة‬
‫‪ 17500‬د‪.‬ك‬ ‫كامل مبلغ الزكاة الواجب على الشركة‬
‫‪ 1000‬د‪.‬ك‬ ‫ما دفع بنية الزكاة وفق ًا للقانون الجديد بنسبة ‪% 1‬‬
‫‪ 16500‬د‪.‬ك‬ ‫مبلغ الزكاة المتبقي على الشركة بعد حسم الضريبة‬
‫‪ 16500‬سهما‬ ‫عدد أسهم الشركة‬
‫‪ 1‬د‪.‬ك‬ ‫الزكاة المتبقية على السهم الواحد‬
‫وبذلك يتسنى لكل شركة خاضعة ألحكام قانون الزكاة الجديد‪ ،‬حساب الضريبة‬
‫التي يوجبها عليها القانون‪ ،‬وحسمها من الزكاة – إن شاءت ذلك – وبيان ما بقي على‬
‫كل مساهم من الزكاة‪ ،‬بطريقة بسيطة ميسرة‪ ،‬توصل إلى الغرض من تطبيق القانون‬

‫‪83‬‬
‫المذكور‪ ،‬وتبين ما يجب على كل مساهم من الزكاة بعد إخراج الشركة هذه النسبة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2007/3‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬قامت إحدى الشركات بدفع ما مقداره (‪ )% 1‬من صافي أرباحها إلى وزارة‬
‫المالية وكانت ترغب بتوجيهها إلى مصارف الزكاة وكان من المفروض على‬
‫هذه الشركة أن ترفق كتاب ًا مع المبلغ يوضح رغبة هذه الشركة بتوجيهه إلى‬
‫مصارف الزكاة الشرعية إال أن هذه الشركة لم ترسل هذا الكتاب إال بعد‬
‫أسبوعين أو ثالثة‪ ،‬ومن طبيعة عمل وزارة المالية أنها تقوم بتحويل تلك‬
‫المبالغ إلى الخدمات العامة‪ ،‬وهذا ما تم بالفعل‪ ،‬فهل يلزم الشركة إعادة دفع‬
‫الزكاة مرة أخرى نظر ًا ألن وزارة المالية قامت بتوجيه هذا المبلغ إلى الخدمات‬
‫العامة‪ ،‬أم أن ما دفعته يكفيها ألن الشركة قامت بإخراج المبلغ بنية الزكاة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يجب على الشركة إخراج هذا القدر مرة أخرى لعدم اعتباره من الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم من ساهم في بنوك ربوية منذ مدة طويلة مضت وقد تاب إلى الله ومن‬
‫المعلوم أن القوة الشرائية للدينار قد تغيرت عما كانت عليه في السابق فما‬
‫الذي يجب عليه في هذه الحالة؟‬
‫الجواب‪ :‬على المستفتي أن يصرف للفقراء والمساكين وفي طرق البر العامة كامل ما‬
‫دخل عليه من عوائد هذه األسهم سوى المبالغ التي دفعها في ثمنها‪ ،‬دون‬
‫النظر إلى تغير القيمة الشرائية لما دفعه في قيمتها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/3‬‬
‫(‪)10‬‬

‫‪84‬‬
‫السؤال‪ :‬هل تعتبر األسهم التي تعطى كمنح على األسهم االستثمارية مبلغ ًا من المال‬
‫يزكى على اعتبار أنه ريع؟ فإذا كان الجواب نعم فكيف تحسب قيمة هذا‬
‫السهم الذي يعطى كمنحة‪ ،‬هل بحسب القيمة االسمية للسهم أو بسعر السوق‬
‫أو بسعر آخر؟‬
‫الجواب‪ :‬تزكى أسهم المنحة زكاة الريع‪ ،‬ثم إن نوى صاحبها المضاربة بها أضافها على‬
‫موجوداته الزكوية بعد تزكيتها كريع عن السنة المالية الماضية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/4‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬بعض الناس يشتري أسهم ًا بغرض االستثمار لفترة معينة قد تطول أحيان ًا‬
‫وينوي بيعها بعد ذلك عندما تصل لسعر معين‪ .‬فهل يزكي أسهمه في فترة‬
‫االنتظار على أنها أسهم مضاربة أم استثمار؟‬
‫الجواب‪ :‬يزكيها المساهم في فترة االنتظار زكاة أسهم االستثمار‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/8‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬يقوم بعض المساهمين بشراء أسهم بغرض المتاجرة بها ونظر ًا لتذبذب حالة‬
‫السوق والهبوط الحاد في أسعار األسهم توقفوا عن عرضها للبيع مع بقاء‬
‫نية البيع إذا ارتفعت األسعار فما هي كيفية تزكية هذه األسهم في مثل هذه‬
‫األحوال؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أنه بهذا التصرف تحول من تاجر مدير إلى تاجر محتكر‪ ،‬وعليه‬
‫أن يزكي أسهمه زكاة أسهم االستثمار‪ ،‬وإذا باعها يزكيها عند بيعها زكاة سنة‬
‫واحدة وال ينتظر حوالن الحول‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009/1‬‬
‫(‪)13‬‬

‫‪85‬‬
‫السؤال‪ :‬هل تعتبر األسهم المنح على أسهم المضاربة في حسبة العام السابق أم تدخل‬
‫لحساب العام الالحق؟‬
‫الجواب‪ :‬أسهم المنحة على أسهم المضاربة ريع يزكى كما تزكى أصولها بحسب‬
‫قيمتها السوقية في العام نفسه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/4‬‬
‫(‪)14‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يلزم ممن يملك أسهم البنوك أن يأخذ رأس ماله علم ًا أن رأس المال الذي‬
‫اشترى فيه كان قبل (‪ )20‬سنة (‪ )100‬دينار وكانت القيمة الشرائية تعادل ألف‬
‫دينار اليوم أليس في هذا بخس لرأس مال التائب؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يستحق أكثر من رأس ماله الذي دفعه لقول الله تعالى‪ ﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥَ﴾‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/4‬‬
‫(‪)15‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كانت الزكاة على أسهم البنوك الربوية في رأس المال فقط‪ ،‬فما حكم‬
‫الفوائد الربوية المترتبة على هذه األسهم؟‬
‫الجواب‪ :‬إخراج الزكاة على رأس المال فقط ال يعفي من وجوب التصدق بكل الفوائد‬
‫الزائدة بعد ذلك تخلص ًا من الحرام‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/4‬‬
‫(‪)16‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يعتد بسعر السهم في السوق الموازي؟‬
‫الجواب‪ :‬يعتبر السعر في السوق الموازي لألسهم ما لم يمنع من ذلك أمر ولي األمر‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/4‬‬

‫‪86‬‬
‫(‪)17‬‬
‫السؤال‪ :‬ورد في فتاوي الندوة الحادية عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة عن زكاة األسهم‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫إذا قامت الشركة المشتراة أسهمها بتزكية موجوداتها فال يجب على المساهم‬
‫– فرد ًا كان أو شركة – إخراج زكاة على أسهمه منع ًا لالزدواج‪ ،‬هذا إذا لم تكن‬
‫أسهمه بغرض المتاجرة‪ ،‬وأما إذا كانت أسهمه بغرض المتاجرة فإنها تعامل‬
‫معاملة عروض التجارة و ُت َق ّوم بسعر السوق يوم وجوب الزكاة ثم يحسم منه‬
‫ما زكته الشركة ويخرج الباقي إن كانت زكاة القيمة السوقية ألسهمه أكثر مما‬
‫أخرجته الشركة عنه‪ ،‬وإن كانت زكاة القيمة السوقية أقل فله أن يحتسب الزائد‬
‫في زكاة أمواله األخرى أو يجعله تعجي ً‬
‫ال لزكاة قادمة‪.‬‬
‫كما ورد في قرارات المؤتمر األول للزكاة الحاالت التي يجوز فيها أن تخرج‬
‫الشركة الزكاة نيابة عن المساهمين وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬صدور قانون بإخراج الزكاة إلزام ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬اشتمال النظام األساسي للشركة على نص يلزمها بإخراج الزكاة‪.‬‬
‫‪ -3‬صدور قرار من الجمعية العمومية للشركة يلزمها بإخراج الزكاة‪.‬‬
‫‪ -4‬رضا جميع المساهمين بإخراج الزكاة نيابة عنهم‪.‬‬
‫ونظر ًا ألن المضارب بطبيعة عمله ال يستقر على سهم معين وال يدوم في‬
‫ملكه بل ينتقل من سهم آلخر وبكميات مختلفة من حين آلخر وقد ال يكون‬
‫مالك ًا للسهم في نهاية السنة المالية التي حددت الشركة زكاة أموالها فيها‪ ،‬بناء‬
‫على أن الشركة تخرج الزكاة عن موجوداتها في نهاية ‪ 31‬ديسمبر من كل عام‬
‫ميالدي نيابة عن المساهمين المقيدين لديها في ذلك الوقت أو وقت انعقاد‬
‫الجمعية العمومية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫والسؤال هو‪ :‬من يحق لهم حسم ما أخرجته الشركة من زكاة أموالهم الواجبة عليهم‪،‬‬
‫هل هم المقيدون في سجالت الشركة نهاية ديسمبر من كل عام أم من كانوا‬
‫مقيدين في سجالت الشركة وقت انعقاد الجمعية العمومية أم من اشتراها بعد‬
‫ذلك وحال موعد زكاته بعد هذا التاريخ؟‬
‫الجواب‪ :‬من يحق له حسم ما أخرجته الشركة من زكاة أمواله الواجبة عليه هو من‬
‫يملك األسهم حقيقة يوم إخراج الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2012/5‬‬
‫(‪)18‬‬
‫السؤال‪ :‬بعض األشخاص ممن يمتلكون أسهم بنوك ربوية أو شركات ال تعمل وفق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية عند احتسابهم لزكاة تلك األسهم تكون أحيان ًا قيمتها‬
‫السوقية يوم وجوب الزكاة أكبر من رأس المال الذي تم شراء هذه األسهم به‪،‬‬
‫ووفق ًا لفتوى الهيئة الشرعية رقم (‪ )2006/4‬تكون الزكاة فقط على رأس‬
‫المال المدفوع في هذه األسهم مع وجوب التخلص مما زاد على ذلك وإنفاقه‬
‫في وجوه الخير ماعدا بناء المساجد وطباعة المصاحف‪.‬‬
‫ولكن إذا كانت قيمة هذه األسهم يوم وجوب الزكاة أقل من قيمة رأس المال‬
‫المدفوع في شرائها على اعتبار أن قيمتها ترتفع وتنخفض‪ ،‬فكيف يتم تزكية‬
‫هذه األسهم‪ ،‬هل على رأس المال األصلي أم على قيمتها في السوق يوم‬
‫وجوب الزكاة‪ ،‬وكيف يتم تحديد نسبة األموال الربوية في حال انخفضت‬
‫قيمة األسهم عن قيمة رأس المال المدفوع في شرائها؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز للمسلم أن يتملك أسهم بنوك ربوية أو شركات تأمين تقليدية‪ ،‬ومن‬
‫حصل على أرباح زائدة عن رأس المال فإنه يتخلص منها بصرفها في وجوه‬
‫الخير ما عدا طباعة المصاحف وبناء المساجد‪ ،‬وأما إذا نقصت قيمة األسهم‬
‫عن رأس المال المدفوع فإنه يزكيها إذا بلغت نصاب ًا بنفسها أو بضمها إلى‬
‫أمواله الزكوية األخرى‪ ،‬مع الوصية بوجوب التوبة والتخلص من هذه األسهم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/9‬‬

‫‪88‬‬
‫(‪)19‬‬
‫السؤال‪ :‬هناك أسهم يتم إصدارها تسمى أسهم ((ضمان العضوية)) هذه األسهم يتم‬
‫حجزها من قبل الوزارة والبنك والشركة الكويتية للمقاصة‪ ،‬وال يجوز التعامل‬
‫معها إال بعد أن يتم فك الحجز عنها‪.‬‬
‫فهل يتم احتساب الزكاة على هذه األسهم؟‬
‫الجواب‪ :‬تعتبر هذه األسهم ماالً محجوز ًا ال يحق التصرف فيه فال زكاة فيها حتى يتم‬
‫فك الحجز عنها فع ً‬
‫ال فتزكى عند قبضها لسنة واحدة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2014/4‬‬
‫(‪)20‬‬
‫السؤال‪ :‬من المعلوم أن مقدار الزكاة المستحقة على السهم بالنسبة للمستثمر تكون أقل‬
‫عنها بالنسبة للمضارب‪ .‬ولكن عند احتساب زكاة أسهم بعض الشركات وفق ًا‬
‫للبيانات المالية لها وجد أن مقدار الزكاة المستحقة على السهم الواحد بالنسبة‬
‫للمستثمر تفوق مقدار الزكاة المستحقة على نفس السهم بالنسبة للمضارب‪.‬‬
‫فهل في مثل هذه الحالة يتم اعتماد القيمة األقل عند احتساب مقدار الزكاة‬
‫المستحقة على السهم بالنسبة للمستثمر‪ ،‬أم يتم اعتماد القيمة وفق ًا للبيانات‬
‫المالية للشركة التي تكون في مثل هذه الحاالت ال تعبر عن المركز المالي‬
‫الحقيقي للشركة؟‬
‫الجواب‪ :‬النية لها أثرها في وجوب الزكاة وقدرها‪ ،‬فيزكي المضارب باألسهم زكاة‬
‫عروض التجارة بحسب سعرها يوم وجوب الزكاة‪ ،‬ويزكي المستثمر في‬
‫األسهم استثمار ًا طويل األجل حسب ما تمثله الموجودات الزكوية في‬
‫الميزانية السنوية للشركة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015/12‬‬

‫‪89‬‬
‫الف�صل ال�ساد�س‬
‫زكاة ال�سندات‬

‫الحكم الشرعي في التعامل بالسندات‪:‬‬


‫السند يمثل جزء ًا من قرض على الشركة أو الجهة المصدرة له‪ ،‬وتعطي الشركة‬
‫عليه فائدة محددة عند إصداره‪ ،‬وهذه الفائدة غير مرتبطة بربح الشركة أو خسارتها‪،‬‬
‫والشركة ملزمة بالسداد في الوقت المحدد‪ ،‬وللسند قيمة اسمية هي قيمته األصلية عند‬
‫إصداره أول مرة‪ ،‬وقيمة سوقية تتحدد على أساس العرض والطلب‪.‬‬
‫والتعامل بهذه السندات حرام شرع ًا الشتمالها على الفائدة الربوية المحرمة‪،‬‬
‫وألن تداولها بالبيع والشراء من قبيل بيع الدين لغير من هو عليه‪ ،‬وهو غير جائز‪.‬‬
‫كيفية تزكية السندات‪:‬‬
‫يحرم التعامل بالسندات الشتمالها على الفوائد الربوية المحرمة‪ ،‬ومع ذلك‬
‫تجب على المالك تزكية األصل – رأس المال – كل عام بضم قيمة رأس مال السندات‬
‫إلى ماله في النصاب والحول‪ ،‬ويزكي الجميع بنسبة ربع العشر دون الفوائد الربوية‬
‫المرتبة له‪ ،‬فإن الفوائد محرمة عليه‪ ،‬ويجب صرفها في وجوه الخير والمصلحة العامة ما‬
‫عدا بناء المساجد وطبع المصاحف ونحوها‪ ،‬وهذا الصرف للتخلص من الحرام‪ ،‬وال‬
‫يحتسب ذلك من الزكاة‪ ،‬وال ينفق منه على نفسه أو عياله‪ ،‬واألولى صرفها للمضطرين‬
‫من الواقعين في المجاعات ونحوها‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬
‫زكاة السندات‪:‬‬
‫‪ -1‬السنـدات والصكوك التي تمثلها جملة األعيان والمنافع وغيرها مثل ســندات‬
‫الس َلم ونحوها تجب الزكاة فيها وفي‬
‫المقارضة وسندات اإلجارة وسندات ّ‬
‫ربحها‪.‬‬
‫‪ -2‬السندات التي تمثل ديون ًا بفائدة ربوية محرمة شرع ًا‪ ،‬وتكون الزكاة على رأس مال‬
‫السند‪ ،‬وال تجب الزكاة عن الفائدة المحرمة‪ ،‬وعلى صاحب السند أن يتخلص‬
‫منها متى قبضها وذلك بصرفها في وجوه الخير ما عدا المساجد والمصاحف‪.‬‬

‫*******‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة ع�شرة – ال�سودان ‪2004‬م‬

‫‪92‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هناك نوع من السندات الحكومية تسمى سندات التثمين تقوم الحكومة‬
‫بتسديدها لصاحب التثمين على مدة خمس سنوات‪ .‬فمث ً‬
‫ال إذا كانت قيمة‬
‫التثمين (‪ 50000‬د‪.‬ك) تقوم الحكومة بتسديد (‪ 10000‬د‪.‬ك) عن كل سنة‬
‫لمدة خمس سنوات‪ .‬فهل على السندات الباقية التي لم تُسدد بعد الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ليس في سندات التثمين الحكومية التي لم تُسدد زكاة حتى يحل أجلها فإذا‬
‫قبضها زكاها عن كل سنة واحدة ولو كان أجلها أكثر من سنة‪ ،‬وذلك ألنها‬
‫دين مؤجل فال يستطيع الدائن التصرف فيه وال تنميته حقيقة وال تقدير ًا‪،‬‬
‫فأشبه من هذه الناحية الدين الذي على المعسر‪.‬‬
‫وهذا إذا كانت سندات التثمين الحكومية غير قابلة للتداول في السوق بأن‬
‫يمكن السداد بها عن أثمان مؤجلة‪ ،‬أما إذا كانت قابلة للتداول فيزكيها كل عام للتمكن‬
‫من التصرف بها‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88/9‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬اشتريت مجموعة من السندات الحكومية‪ ،‬فكيف أحسب زكاتها؟‬
‫الجواب‪ :‬يحرم التعامل بالسندات الشتمالها على الفوائد الربوية المحرمة‪ ،‬ومع ذلك‬
‫تجب الزكاة على األصل – رأس المال – كلما حال الحول‪ ،‬وال زكاة في‬
‫الريع المتحصل منها ألنه فوائد ربوية‪ ،‬وكما هو مقرر شرع ًا ال زكاة في المال‬
‫الحرام وعلى صاحبه التخلص منه جميعه مباشرة بإنفاقه في وجوه الخير عدا‬
‫بناء المساجد أو طباعة المصاحف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89/3‬‬

‫‪93‬‬
‫الف�صل ال�سابع‬
‫زكاة ال�صناديق والمحافظ والودائع وال�صكوك اال�ستثمارية‬
‫(‪)1‬‬
‫أوالً‪ :‬الصندوق االستثماري‪:‬‬
‫وعاء مشترك تنشئه مؤسسة مالية متخصصة في إدارة االستثمارات لغرض جمع‬
‫األموال واستثمارها في مجال أو مجاالت متعددة مقابل أجر محدد لمدير االستثمار‬
‫أو حصة من أرباح الصندوق‪ ،‬ويتم تقسيم موجودات الصندوق إلى وحدات استثمارية‬
‫متساوية القيمة‪ ،‬وتجب الزكاة في الصندوق االستثماري على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن كان تملك الوحدات االستثمارية لغرض المتاجرة فتجب فيها زكاة عروض‬
‫التجارة بحسب قيمتها السوقية‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كان تملك الوحدات االستثمارية لغرض االستثمار فبحسب صافي‬
‫الموجودات الزكوية للوحدات االستثمارية في الصندوق‪ ،‬على أن يراعى في‬
‫حساب زكاة تلك الموجودات ما ورد في كتاب دليل اإلرشادات لحساب الزكاة‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان عمل الصندوق قائم ًا على المتاجرة فتطبق أحكام زكاة عروض التجارة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬المحفظة االستثمارية الخاصة‪:‬‬
‫وعاء استثماري تنشئة مؤسسة مالية متخصصة بناء على طلب المستثمر بغرض‬
‫تجميع أصول استثمارية متنوعة وإدارتها لصالح المستثمر مقابل أجر محدد أو حصة‬
‫من أرباح المحفظة‪ ،‬وتجب الزكاة في المحفظة االستثمارية بحسب صافي الموجودات‬
‫الزكوية فيها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬الصكوك االستثمارية‪:‬‬
‫وثائق متساوية القيمة تمثل حصص ًا شائعة في ملكية أعيان أو منافع أو خدمات‬
‫أو في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص وذلك بعد تحصيل قيمة‬
‫الصكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله‪ ،‬وتجب الزكاة‬
‫في الصكوك االستثمارية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬الندوة الحادية والع�شرون – الجمهورية التون�سية ‪2012-‬م‬

‫‪95‬‬
‫‪ -1‬إن كان تملكها لغرض المتاجرة فتجب فيها زكاة عروض التجارة بحسب قيمتها‬
‫السوقية‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كان تملكها لغرض االستثمار فتجب الزكاة فيها بحسب موجوداتها الزكوية‬
‫مع مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫إذا كانت موجوداتها تمثل ملكية أعيان مؤجرة أو ملكية منافع أو خدمات‬ ‫أ‪-‬‬
‫مثل صكوك اإلجارة فتزكى زكاة المستغالت‪ ،‬بإخراج ربع العشر من‬
‫صافي الغلة بعد مرور حول من بداية النشاط‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت موجوداتها تمثل حصة مشاعة في أنشطة تجارية بشراء سلع ثم‬
‫بيعها مثل صكوك المشاركة والمضاربة والوكالة في االستثمار فتزكى زكاة‬
‫عروض التجارة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا كانت موجوداتها تمثل ديون ًا مثل صكوك المرابحة والسلم واالستصناع‬
‫فتزكى زكاة الديون‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كانت موجوداتها تمثل حصص ًا في عقود مساقاة أو مزارعة فتزكى زكاة‬
‫الخارج من األرض‪.‬‬
‫وفي جميع ما سبق إذا كان من موجودات الصكوك فوائض نقدية أو ديون فتدخل‬
‫ضمن وعاء الزكاة‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬المكلف بإخراج الزكاة في الصناديق والمحافظ والصكوك‪:‬‬
‫المكلف بإخراج الزكاة في الصناديق والمحافظ والصكوك هو مالك الوحدة‬
‫االستثمارية في الصندوق أو المحفظة أو حامل الصك‪ ،‬إال إذا نص قانون الدولة أو نظام‬
‫الصندوق أو الصك على أن يتولى مدير االستثمار إخراج الزكاة نيابة عن المستثمرين‪،‬‬
‫أو كان هناك تفويض من المستثمرين للمدير بإخراجها‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬في حال تعذر العلم بالموجودات الزكوية للصندوق أو المحفظة أو الصكوك‪:‬‬
‫فيلجأ إلى التقدير‪ ،‬ويستأنس بالوصول إلى تقدير عادل بالنتائج المالية لألعوام السابقة أو‬

‫‪96‬‬
‫بأقرب تقدير‪ ،‬وبالمؤشرات المالية في األسواق التي تعمل بها تلك األوعية االستثمارية‪،‬‬
‫وبنظائرها من األوعية االستثمارية المشابهة‪ ،‬وبعد العلم الدقيق بالموجودات الزكوية‬
‫يقارن بين ما تجب فيه الزكاة وما دفعة فعالً‪ ،‬فإن كان أكثر فهو زكاة معجلة‪ .‬وإن كان أقل‬
‫أخرج الفرق‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬تجب الزكاة على مدير االستثمار في حصته من الربح مقابل عمله إن‬
‫كان عقد اإلدارة مضاربة أو مشاركة‪ ،‬وفي األجر المستحق له إن كان العقد وكالة في‬
‫االستثمار‪ ،‬وذلك بعد مضي حول من حين استالمه‪ ،‬ألن عمله ال زكاة عليه فيه‪ ،‬وهو في‬
‫ذلك كعامل المضاربة يخرج زكاة حصته زكاة المال المستفاد حسب ما قررته ندوات‬
‫قضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫زكاة الودائع االستثمارية‪:‬‬
‫يقصد بالحسابات االستثمارية ( الودائع االستثمارية )‬ ‫‪-1‬‬
‫المبالغ التي يتلقاها المصرف اإلسالمي ويهدف أصحابها إلى المشاركة في‬ ‫ ‬
‫العمليات االستثمارية التي يقوم بها المصرف اإلسالمي بغرض الحصول على‬
‫الربح‪.‬‬
‫تنقسم الحسابات االستثمارية إلى قسمين‪:‬‬
‫أ – الحسابات االستثمارية المقيدة ( المخصصة )‪:‬‬
‫وهي مبالغ يعهد بها المودعون إلى المصرف اإلسالمي في حسابات خاصة‬ ‫ ‬
‫بقصد االستثمار في مشروع أو غرض أو جهة معينة‪.‬‬
‫ب – الحسابات االستثمارية المطلقة‪:‬‬
‫هي مبالغ يعهد بها المودعون إلى المصرف اإلسالمي بقصد االستثمار المشترك‬ ‫ ‬
‫في جميع األوجه الجائزة شرع ًا بحسب ما يراه المصرف‪.‬‬
‫تجب الزكاة في الحسابات االستثمارية بقسميها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�سابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة – المنامة – مملكة البحرين ‪2020‬م‬

‫‪97‬‬
‫‪ -3‬تزكى الحسابات االستثمارية المقيدة بحسب ما تمثله من الموجودات الزكوية‬
‫الخاصة بها‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل في الحسابات االستثمارية المطلقة أن يزكى أصل المال (رصيد‬
‫الحساب) مع ربحه‪ ،‬وإن أمكن معرفة ما يخص هذه الحسابات من موجودات‬
‫زكوية فإنه يصار إلى تزكيتها بحسب ما تمثله فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬توصي الندوة بمزيد البحث لزكاة الحسابات االستثمارية المطلقة من حيث‬
‫إمكانية معرفة الموجودات الزكوية التي تخصها وطرق حسابها مع التطبيق على‬
‫القوائم المالية‪.‬‬
‫زكاة صكوك رأس المال اإلضافي(‪:)1‬‬
‫رأس المال اإلضافي هو أداة مالية لتدعيم رأس مال البنك لتحقيق كفاية رأس‬
‫المال المطلوبة عالمي ًا من جميع البنوك‪ ،‬ويتكون من مبالغ يتم معاملتها ضمن رأس‬
‫المال األساسي وتخلط مع موارد البنك األخرى‪ ،‬ويصبح حاملوا صكوكها شركاء مع‬
‫المساهمين في بعض حقوق الملكية‪ ،‬وذلك بإصدار صكوك قابلة للتداول عند توافر‬
‫ضوابط خاصة‪ ،‬وهي غير مقيدة بزمن إال عند التصفية طبقا لتعليمات الجهات الرقابية‬
‫وتستثمر حصيلة هذه الصكوك في الوعاء العام للبنك على أساس المضاربة‪ ،‬وهي غير‬
‫مضمونة إال بالتعدي أو التقصير أو مخالفة الشروط‪.‬‬
‫ولرأس المال اإلضافي القدرة على المشاركة في امتصاص الخسائر من خالل‬
‫تأخر استحقاق حملة هذه الصكوك عن أصحاب الحسابات الجارية وحسابات‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫ولذلك فإن الندوة قررت ما يلي‪:‬‬
‫صكوك رأس المال اإلضافي لها شبهان شبه بحقوق المساهمين‪ ،‬وشبه بحقوق‬
‫أصحاب حسابات االستثمار‪ ،‬ولذا فإن في زكاتها بالنسبة للبنوك المصدرة للصكوك‬
‫رأيين‪:‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الخام�سة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ ا�سطنبول ـ ‪2017‬م‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الرأي األول‪ :‬أن تزكى صكوك رأس المال اإلضافي مثل زكاة أسهم المساهمين‪ ،‬بداللة‬
‫مشاركتهم في بعض حقوق الملكية ولها المقدرة على امتصاص خسائر البنك‬
‫كالمساهمين‪ ،‬وربحها مرتبط بربح المساهمين‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬أن تزكى صكوك رأس المال اإلضافي مثل تزكية حسابات االستثمار‬
‫على أن يراعي حامل الصك تزكية ما بقي من الربح‪ ،‬باعتبار أن العالقة بين حملة‬
‫الصكوك وبين البنك عالقة مضاربة‪ ،‬مثل حسابات االستثمار‪ ،‬وال يغير من ذلك‬
‫أن اتفاقية بازل ‪ 3‬اعتبرت رأس المال اإلضافي ضمن رأس المال األساسي‪.‬‬
‫وللجهات المعنية األخذ بأحد هذين الرأيين بحسب غلبة األشباه في الصورة‬
‫الواقعة‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لحملة هذه الصكوك إذا لم يزكيها مصدرها فهي على حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا كانت نية حامل الصكوك المتاجرة فإنه يزكيها زكاة عروض التجارة‪،‬‬
‫وفقا لما قررته ندوات قضايا الزكاة المعاصرة ودليل اإلرشادات لحساب زكاة‬
‫الشركات‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كانت نية حامل الصكوك االقتناء بغرض الحصول على الريع وليس‬
‫المتاجرة‪ ،‬فعلى الرأي األول (أن تزكى زكاة المساهمين)‪ :‬يقوم البنك بحساب‬
‫زكاة هذه الصكوك ويزكي حاملها نسبة زكاة الصك مضروبة بعدد صكوكه‪.‬‬
‫أما على الرأي الثاني (أن تزكى زكاة حسابات االستثمار)‪ :‬فإن حامل الصك‬
‫يزكي أصله مع ربحه‪.‬‬

‫*******‬

‫‪99‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم لبيت الزكاة عدد كبير من الجمهور الكريم سائلين عن حكم الزكاة في‬
‫الصناديق والمحافظ الخاصة ببيت التمويل الكويتي وبالشركات االستثمارية‬
‫اإلسالمية األخرى‪ .‬فالرجاء بيان الحكم الشرعي لهذا الموضوع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا كانت الصناديق والمحافظ استثمارية‪ ،‬فإن الزكاة تجب في رأس المال‬
‫واألرباح في نهاية كل عام بنسبة (‪ .)%2.5‬أما المحافظ العقارية‪ ،‬فإن كانت‬
‫لشراء العقارات وتأجيرها فالزكاة تجب في األرباح فقط دون رأس المال‪،‬‬
‫وإذا كانت للمتاجرة بالعقارات بيع ًا وشرا ًء فالزكاة تجب في كامل قيمة‬
‫العقارات عند حوالن الحول‪ ،‬وإذا كانت المحافظ تقوم بشراء العقارات‬
‫وبيعها كما تقوم بشراء العقارات وإيجارها‪ ،‬فيجب النظر إلى نسبة كل من‬
‫رأس مالها‪ ،‬فتجب الزكاة في كامل قيمة العقارات في القسم األول‪ ،‬وعن‬
‫الربح فقط في القسم الثاني كل بحسب نسبة قيمته من رأس المال‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2004/4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان كيفية زكاة األسهم والمحافظ االستثمارية أو العقارية‬
‫أو الصناديق أو غيرها من مجاالت االستثمار وليس لدينا معرفة بالسعر‬
‫الذي وصلت إليه استثماراتهم يوم وجوب الزكاة‪ ،‬ولكن تصل إليهم أحيان ًا‬
‫إشعارات من تلك الجهات تبين أسعار استثماراتهم في أوقات محددة‪:‬‬
‫الجواب‪ :‬تزكى هذه األسهم والمحافظ االستثمارية أو العقارية أو الصناديق االستثمارية‬
‫بناء على هذه اإلشعارات التي وصلت إليهم كنوع من التحري إال أن يتبين‬
‫خالف ذلك فيعمل بما تبين له كما جاء في قرار مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫والمعتمد من ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪ ،‬والهيئة الشرعية لبيت الزكاة‬
‫“إن المساهم يتحرى ما أمكنه إذا لم يعرف ما يخص السهم من الموجودات‬

‫‪100‬‬
‫الزكوية”‪ .‬الهيئة الشرعية (‪)2007/1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا جاءت أرباح الودائع أو الصناديق أو األسهم أو الصكوك بعد نهاية الحول‬
‫وقد زكى صاحبها أصل المال فهل يزكيها عند قبضها مباشرة أم أنه يضمها إلى‬
‫أمواله األخرى ويزكيها زكاة المال المستفاد؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا زكى صاحب المال أصل ماله ثم ظهر له أرباح‪ ،‬فإن كانت األرباح مستحقة‬
‫عن هذا المال عن المدة السابقة على إخراجه زكاته فعليه أن يزكيها عن السنة‬
‫التي زكى عنها المال نفسه‪ ،‬وإن كانت األرباح تحققت عن المدة الالحقة‬
‫لنهاية حوله الذي زكى ماله فيه فال يزكيها فور ًا‪ ،‬ولكن يضمها إلى ماله في‬
‫السنة القادمة ويزكيها معه في نهاية حوله ما دام باقي ًا لم يستهلك‪ ،‬وإال فال‬
‫زكاة فيه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2010/6‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬تم طرح محفظة عقارية من قبل إحدى المؤسسات اإلسالمية‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫المحفظة بشراء عقار ذي عائد ربع سنوي على أن يتم االستفادة من العائد‬
‫لمدة خمس سنوات ثم بعد ذلك يتم بيع العقار‪ .‬هل تجب الزكاة كل سنة أم‬
‫عند عرض العقار للبيع فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬يضم ريع العقار إلى موجوداته الزكوية األخرى‪ ،‬ويزكيها سنوي ًا إن بلغت‬
‫النصاب‪ ،‬وأما العقار فيزكى سنة واحدة عند بيعه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2000/5‬‬

‫‪101‬‬
‫الف�صل الثامن‬
‫زكاة الم�ستغالت‬
‫المستغالت هي‪ :‬األموال التي لم تُعد للبيع ولم تُتخذ للتجارة بأعيانها وإنما‬
‫أعدت للنماء‪ ،‬وأخذ منافعها وثمرتها‪ ،‬ببيع ما يحصل منها من نتاج أو كراء‪.‬‬
‫فيدخل في المستغالت الدور والعمارات والمصانع والطائرات والسفن‬
‫والسيارات وغير ذلك مما أعد ألخذ ريعه ونتاجه‪ ،‬ويدخل في ذلك أيض ًا البقر‬
‫والجاموس والغنم غير السائمة التي تتخذ ليستفاد من لبنها وأصوافها وعلى هذا‬
‫فالفرق بين المستغالت وغيرها‪ ،‬هو أن المستغالت تتخذ بقصد االستفادة من إنتاجها‪،‬‬
‫فعينُها ثابتة‪ ،‬بينما غير المستغالت هو ما اتخذ بقصد التجارة بعينه بحيث تنتقل العين‬
‫من شخص إلى آخر‪ .‬فالدور والعمارات وغيرها قد تكون مستغالت‪ ،‬وقد تكون غير‬
‫مستغالت تبع ًا لقصد التملك فيها‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬
‫كيف تزكى المستغالت(‪:)1‬‬
‫الموجودات المادية التي تدر غلة للمشروع‪ ،‬مثل آالت الصناعة والبيوت‬
‫المؤجرة‪ ،‬وهذا النوع ال تجب الزكاة في أصله‪ ،‬إنما تجب في صافي غلته بنسبة (‪)%2.5‬‬
‫بعد مرور حول من بداية النتاج‪ ،‬وضم ذلك إلى سائر أموال المزكي‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الخام�سة ‪ -‬بيروت – ‪ 1995‬م‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هل زكاة عمارات اإليجار على العين أم على الريع؟‬
‫الجواب‪ :‬إن العمارات المؤجرة إذا كانت عند شرائها قد قصد مشتريها المتاجرة بها‬
‫فإن الزكاة في أعيانها‪ ،‬فتقدر قيمة أعيانها يوم وجوب الزكاة مضاف ًا إلى‬
‫ويؤخذ من ذلك كله المقدار الواجب وهو ربع العشر‬ ‫ذلك صافي إيرادها‪ُ .‬‬
‫(‪.)%2.5‬‬
‫أما إذا اشتريت بغير قصد التجارة سواء أقصد المشتري االستغالل بإيجارها أو‬
‫السكنى الخاصة أو لم يقصد شيئ ًا‪ ،‬فال تكون الزكاة في أعيانها‪ ،‬وإنما تكون على صافي‬
‫ريعها بإخراج ربع العشر‪ ،‬و ُيطبق عليه ما ُيطبق على المال المستفاد في أثناء الحول‪،‬‬
‫والمختار للهيئة أن ُيضم إلى سائر أموال المالك ويزكيه عند آخر الحول‪ ،‬الذي ُيخرج‬
‫فيه زكاته‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز إخراج الزكاة من منفعة العقار؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أنه يجوز إخراج الزكاة الواجبة من منفعة العقار‪ ،‬ألن الزكاة تتعلق‬
‫بذمة المزكي ال بعين النقود‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97/2‬‬

‫‪104‬‬
‫الباب الرابع‬
‫زكاة الرثوة الزراعية‬

‫‪105‬‬
‫زكاة الثروة الزراعية‬

‫أدلة وجوب زكاة الثروة الزراعية‪:‬‬


‫ثبت وجوب زكاة الزروع والثمار بالقرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬أما القرآن فقوله عز‬
‫وجل ﴿ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ﴾ (األنعام‪.)141 :‬‬
‫ومن السنة قوله ‪( -‚-‬فيما سقت األنهار والغيم العشور‪ ،‬وفيما سقي بالسانية‪-‬‬
‫البعير الذي ُيسقى به الماء من البئر– نصف العشر) (رواه مسلم)‪.‬‬
‫وأما اإلجماع فقد أجمعت األمة على وجوب ال ُعشر أو نصفه فيما أخرجته‬
‫األرض في الجملة وإن اختلفوا في التفاصيل‪.‬‬
‫الحاصالت الزراعية التي تجب فيها الزكاة‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء قديم ًا في الحاصالت الزراعية التي تجب فيها الزكاة على‬
‫عدة أقوال‪ ،‬فذهب بعض الفقهاء إلى وجوب الزكاة في كل ما يقتات و ُيدخر‪ ،‬أي ما‬
‫يتخذه الناس قوت ًا يعيشون به حال االختيار ال في الضرورة‪ ،‬مثل الحنطة واألرز والذرة‬
‫ونحوها‪ ،‬فال زكاة عندهم في اللوز والفستق والجوز ونحوه ألنه ليس مما يقتات به‬
‫الناس‪ ،‬وكذلك ال زكاة في التفاح والخوخ ونحوه ألنه ليس مما يدخر‪.‬‬
‫وذهب آخرون إلى أن الزكاة تجب في كل ما ييبس ويبقى و ُيكال‪.‬‬
‫وذهب الحنفية إلى وجوب الزكاة في كل ما ُيستنبت من األرض‪ ،‬وهذا القول‬
‫اختارته الندوة الثامنة لقضايا الزكاة المعاصرة واختارته الهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪،‬‬
‫حيث ورد في الئحة جمع الزكاة التي أعدتها الهيئة‪( :‬تجب الزكاة في كل ما ُيستنبت‬
‫مما يقصد بزراعته استثمار األرض ونماؤها) وهو أعدل األقوال وأرجحها لقوله عز‬
‫وجل ﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾‬

‫‪107‬‬
‫(البقرة‪ ،)267 :‬واآلية المتقدمة حيث ذكر فيها الرمان وهو من الفاكهة وال يكال وال‬
‫يدخر‪.‬‬
‫نصاب زكاة الزروع والثمار‪:‬‬
‫جاء في الحديث الصحيح (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة) والخمسة أوسق‬
‫تعادل ما وزنه (‪ )612‬كيلو جرام ًا من القمح ونحوه(‪ ،)1‬وفي الحب والثمر الذي من‬
‫شأنه التجفيف يعتبر التقدير السابق بعد الجفاف ال قبله‪.‬‬
‫وقت وجوب زكاة الزروع‪:‬‬
‫ال يراعى الحول في زكاة الزروع‪ ،‬بل يراعى الموسم والمحصول لقوله تعالى‪:‬‬
‫﴿ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ﴾‪ .‬وعليه لو أخرجت األرض أكثر من محصول واحد في‬
‫السنة وجب على صاحبها إخراج الزكاة عن كل محصول‪.‬‬
‫مقدار الواجب في زكاة الزروع‪:‬‬
‫يختلف مقدار الواجب في زكاة الزرع بحسب الجهد المبذول في الري على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫في حالة الري دون تكلفة يكون الواجب هو العشر (‪.)% 10‬‬ ‫‪-‬‬
‫في حالة الري بوسيلة فيها كلفة‪ ،‬كأن يحفر بئر ًا ويخرج الماء منها بآلة‪ ،‬أو يشتري‬ ‫‪-‬‬
‫الماء ونحوه‪ ،‬يكون مقدار الواجب نصف العشر (‪.)%5‬‬
‫وفي حالة الري المشترك بين النوعين يكون المقدار الواجب ثالثة أرباع العشر‬
‫(‪.)%7.5‬‬
‫مبادئ عامة‪:‬‬
‫‪ -1‬تضم األصناف من الجنس الواحد من الزرع أو الثمار بعضها إلى بعض‪ ،‬وال‬
‫يضم جنس إلى آخر‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا ما اختارته الندوة التا�سعة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -2‬إذا تفاوت الزرع رداءة وجودة ُأخذت الزكاة من أوسطه فما فوق‪ ،‬وال تؤخذ مما‬
‫دون الوسط‪.‬‬
‫‪ُ -3‬يضم زرع الرجل الواحد بعضه إلى بعض ولو اختلفت األرض التي زرع فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل أن ُيخرج المزارع الزكاة من عين المحصول‪ ،‬ويرى بعض العلماء جواز‬
‫إخراج القيمة‪ ،‬وذلك أن يحسب كمية الواجب من المحصول ثم يقدر قيمتها‬
‫بالسوق ويخرجها نقد ًا‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫زكاة الزروع والثمار(‪:)1‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع (زكاة الزروع والثمار)‪،‬‬
‫وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬وجوب الزكاة في كل ما تنتجه األرض من الزروع والثمار والخضروات إذا بلغت‬
‫نصاب ًا‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬النصاب الشرعي في الزروع والثمار والخضروات هو خمسة أوسق‪ ،‬وكل وسق‬
‫ستون صاع ًا‪ ،‬والصاع خمسة أرطال وثلث رطل بغدادي‪ ،‬وما ال يكال يكون‬
‫النصاب فيه مقدار النصاب في أوسط الحبوب المقتاتة في الغالب‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬تجب الزكاة في العسل إذا بلغ نصاب ًا وهو عشر أفرق‪ ،‬والفرق ستة عشر رط ً‬
‫ال‬
‫بغدادي ًا‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬األصل في زكاة الزروع والثمار والخضروات إخراجها من أعيانها‪ ،‬ويجوز دفع‬
‫قيمتها للمصلحة‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬للمؤسسات الزكوية تقدير الزكاة في الثمار بطريق الخرص (التقدير التقريبي‬
‫من أهل الخبرة العدول)‪.‬‬
‫ويراعى عند الخرص إعفاء ربع الثمار أو ثلثها من الزكاة حسب تقدير مؤسسة الزكاة‬

‫(‪ )1‬الندوة الثامنة – الدوحة – ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫لحاجات المزكي‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬ال تضم األجناس المختلفة بعضها إلى بعض في اعتبار النصاب عند إخراج‬
‫الزكاة‪ ،‬وتضم األنواع في الجنس الواحد‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬للخلطة في الثمار والزروع والخضروات تأثير في الزكاة‪ ،‬فيحسب الخليط بمثابة‬
‫مال واحد من حيث النصاب‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬زكاة ما يخرج من األرض المستأجرة أو المستعارة على المستأجر أو المستعير‪.‬‬
‫تاسع ًا‪ :‬المنشآت الزراعية التي تبيع ما تنتجه تؤدي زكاة الزروع والثمار‪.‬‬
‫أما المنشآت التي تتاجر في المحاصيل الزراعية فتزكيها زكاة عروض التجارة‪.‬‬
‫عاشر ًا‪( :‬أ) مقدار الزكاة في المحاصيل الزراعية العشر (‪ )%10‬إذا كانت تسقى بالماء‬
‫ونحوه‪ ،‬ونصف العشر (‪ )%5‬إذا كانت تسقى بطريقة اآلبار ونحوها مما فيه‬
‫كلفة معتبرة عند السقي‪.‬‬
‫(ب) زكاة العسل العشر من الناتج‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مستلزمات اإلنتاج الزراعي ومواد التعبئة‪:‬‬
‫مستلزمات اإلنتاج الزراعي من مواد أولية كالبذور واألسمدة ال تدخل في‬
‫الموجودات الزكوية‪ ،‬ألنها ليست محصوالً زراعي ًا فال ينطبق عليه قوله تعالى ﴿ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ﴾ (األنعام‪ )141 :‬كما أنها ال تتوافر نية التجارة عند شرائها إن‬
‫اشتريت‪ ،‬وباألولى لو أنها نشأت على ملك المزكي وهي تشبه ما يقتنى لالستهالك‬
‫وهي أيض ًا ال يظهر أثرها في المحصول الستحالتها فيه‪.‬‬
‫أما مواد التغليف والتعبئة فليست من عروض التجارة ألن شراءها ليس بقصد‬
‫بيعها وهي ليست مقصودة بالبيع ولو كان غالب ًا ال يتم البيع إال بها‪ .‬وهي ال تزيد في قيمة‬
‫البضاعة والقيمة المعتبرة في الزكاة وإن كانت تزيد في الثمن‪ ،‬وليس هو محل التزكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬دليل الإر�شادات لح�ساب زكاة ال�شركات ـ مادة ‪.129‬‬

‫‪110‬‬
‫أما النفقات المختلفة التي يتحملها المزارع ومدى تأثيرها على وعاء الزكاة‪ ،‬فقد‬
‫أصدر مجمع الفقه اإلسالمي قراره رقم ‪ )13/2( 119‬وهو كاآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ال يحسم من وعاء الزكاة النفقات المتعلقة بسقي الزرع‪ ،‬ألن نفقات السقي مأخوذة‬
‫في الشريعة باالعتبار‪ ،‬في القدر الواجب‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬ال تحسم من وعاء الزكاة نفقات إصالح األرض وشق القنوات ونقل التربة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬النفقات المتعلقة بشراء البذور والسماد والمبيدات لوقاية الزرع من اآلفات‬
‫الزراعية ونحوها مما يتعلق بموسم الزرع‪ ،‬إذا أنفقها المزكي من ماله ال تحسم‬
‫من وعاء الزكاة‪ ،‬أما إذا اضطر لالستدانة لها لعدم توافر مال عنده فإنها تحسم من‬
‫وعاء الزكاة‪ ،‬ومستند ذلك اآلثار الواردة عن بعض الصحابة ومنهم ابن عمر وابن‬
‫عباس رضي الله عنهم‪ ،‬وهو أن المزارع يخرج ما استدان على ثمرته ثم يزكي ما‬
‫بقي‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬يحسم من مقدار الزكاة الواجبة في الزروع والثمار النفقات الالزمة إليصالها‬
‫لمستحقيها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ضم المواسم في زكاة الزروع والثمار‪:‬‬
‫تضم الزروع والثمار إلى بعضها إذا كان في عام واحد واتحد جنسها‪ ،‬وتعتبر‬
‫الخضروات جنس ًا واحد ًا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حكم الزكاة في النخيل والتمور وطريقة حسابها‪:‬‬
‫إن مما قررته الشريعة اإلسالمية وجوب الزكاة على من يتاجر في النخيل وثمرها‪ ،‬بيع ًا‬
‫وشرا ًء‪ ،‬كما قررت وجوب الزكاة في ثمرها ولو لم تكن مح ً‬
‫ال لالتجار‪ ،‬وذلك وفق التالي‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬من يتاجر في أصول النخيل‪:‬‬
‫تجب الزكاة على من يتاجر في أصول النخيل أو فسائلها بيع ًا وشرا ًء‪ ،‬إذا بلغت‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة ع�شرة ـ مملكة البحرين ـ ‪2005‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الهيئة ال�شرعية (‪)2019/11‬‬

‫‪111‬‬
‫قيمة النخيل التي يملكها يوم حوالن الحول( سنة هجرية كاملة)منذ بلوغ ملكه النصاب‪،‬‬
‫بما يعادل ‪ 85‬غرام ًا من الذهب‪ ،‬لحديث سمرة بن جندب ‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬أما‬
‫بعد‪ ،‬فإن رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬كان يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذى‬
‫نعد للبيع»(‪ ، )1‬إذا تحققت الشروط التالية‪ :‬تحقق نية التجارة عند تملك هذه األصول‪،‬‬
‫وأال تتحول نية المالك من التجارة إلى االقتناء قبل تمام الحول دون قصد التحايل‪،‬‬
‫فإذا تحققت في تجارته هذه الشروط فإنه يقوم بتحديد وعائه الزكوي وفق اإلجراءات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد قيمة األصول التجارية التي يملكها (أصول النخيل أو الفسائل) بقيمة‬
‫بيعها يوم حوالن الحول‪.‬‬
‫‪ .2‬يضم إليها ما يملكه من أصول زكوية أخرى كالنقود‪.‬‬
‫‪ .3‬يضم إليها الديون المرجوة له على الغير‪.‬‬
‫‪ .4‬يجوز له أن يحسم من قيمة النخيل وبقية أصوله الزكوية الديون التي عليه‪.‬‬
‫ثم يقوم بتحديد مقدار الزكاة الواجبة عليه بما نسبته ‪ %2.5‬من وعائه الزكوي‪،‬‬
‫أو أن يقسم وعاءه الزكوي على ‪ 40‬وفق المعادلة التالية‪( :‬القيمة السوقية للنخيل يوم‬
‫حوالن الحول‪ +‬األرصدة النقدية للمزكي‪ +‬الديون المرجوة له على الغير والديون‬
‫الجيدة) جميع الديون التي على المزكي= الوعاء الزكوي÷ ‪ =40‬رصيد الزكاة الواجب‬
‫أداؤه‪.‬‬
‫ال قيمتها ‪ 10٬000‬ويملك‬ ‫تاجر نخيل حال عليه الحول وهو يملك نخ ً‬ ‫مثال‪:‬‬
‫رصيد ًا نقدي ًا قدره ‪ 5٬000‬دينار كويتي‪ ،‬وله ديون على أطراف آخرى قدرها‬
‫‪ 5٬000‬دينار ًا‪ ،‬وعليه دين في ذمته قدره ‪ )2(5٬000‬فتكون زكاته بالطريقة‬
‫التالية‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه �أبو داود‪.‬‬


‫(‪ )2‬ما عدا الديون التي تحملها المزكي ل�شراء �أ�صول غير زكوية‪ ،‬كالدين الذي في ذمة المزكي مقابل �شراء بيت ال�سكن �أو المركبة‬
‫لال�ستعمال‪ ،‬وهذا ما ن�ص عليه القرار ال�صادر عن الندوة التا�سعة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‪� ،‬إذ جاء فيه‪ " :‬وال يح�سم‬
‫من الموجودات الزكوية الديون التي ا�ستخدمت في تمويل �أ�صول غير زكوية"‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ 15٬000 =5٬000-5٬000+5٬000+10٬000‬دينار كويتي÷‪375 =40‬‬
‫دينار كويتي‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬من يتاجر في التمور ومشتقاتها‪:‬‬
‫من ال يملك مزرعة إلنتاج النخيل‪ ،‬وإنما يتاجر في التمور بيع ًا وشرا ًء‪ ،‬فتجب‬
‫عليه الزكاة إذا بلغت قيمة التمور التي يملكها يوم حوالن الحول (سنة هجرية كاملة)‬
‫منذ بلوغ ملكه النصاب التي يملكها بما يعادل ‪ 85‬غرام ًا من الذهب لحديث سمرة‬
‫بن جندب المتقدم‪ ،‬إذا تحققت الشروط التالية‪ :‬تحقق نية التجارة عند تملك التمور‬
‫ومشتقاتها‪ ،‬وأن ال تتحول نية المالك من التجارة إلى االقتناء قبل تمام الحول دون قصد‬
‫التحايل‪ ،‬فإذا تحققت في تجارته هذه الشروط فإنه يقوم بتحديد وعائه الزكوي وفق‬
‫اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد قيمة األصول التجارية التي يملكها (التمور ومشتقاتها) بقيمة بيعها يوم‬
‫حوالن الحول‪.‬‬
‫‪ .2‬يضم إليها ما يملكه من أصول زكوية أخرى كالنقود‪.‬‬
‫‪ .3‬يضم إليها الديون المرجوة له على الغير‪.‬‬
‫‪ .4‬يجوز له أن يحسم من قيمة األصول التجارية وبقية أصوله الزكوية الديون التي‬
‫عليه‪.‬‬
‫ثم يقوم بتحديد مقدار الزكاة الواجبة عليه بما نسبته‪ %2.5‬من وعائه الزكوي‪،‬‬
‫أو أن يقسم وعاءه الزكوي على ‪ 40‬وفق المعادلة التالية‪( :‬القيمة السوقية للنخيل يوم‬
‫حوالن الحول‪ +‬األرصدة النقدية للمزكي‪ +‬الديون المرجوة له على الغير أو الديون‬
‫الجيدة) ‪ -‬جميع الديون التي على المزكي= الوعاء الزكوي÷ ‪ =40‬رصيد الزكاة‬
‫الواجب أداؤه‪.‬‬
‫تاجر تمور يملك كمية من التمور قيمتها ‪ 10٬000‬ويملك رصيد ًا نقدي ًا قدره‬ ‫مثال‪:‬‬
‫‪ 5٬000‬دينار كويتي وله ديون على أطراف آخرى قدرها ‪ 5٬000‬دينار‪ ،‬وعليه‬
‫دين في ذمته قدره ‪ 5٬000‬يوم حوالن حوله‪ ،‬فتكون زكاته بالطريقة التالية‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ 15٬000 =5٬000-5٬000+5٬000+10٬000‬دينار ًا كويتي÷‪375 =40‬‬
‫دينار كويتي‪.‬‬
‫مبادئ عامة تتعلق بإخراج الزكاة في الحالتين األولى والثانية‪:‬‬
‫‪ .1‬األصل إخراج زكاة عروض التجارة نقدا بعد تقويمها وحساب المقدار الواجب‬
‫فيها‪ ،‬ألنها أصلح للفقير حيث يسد بها حاجاته‪ ،‬ويجوز إخراج زكاة عروض‬
‫التجارة من أعيانها إذا كان ذلك يدفع الحرج عن المزكي في حالة الكساد وضعف‬
‫السيولة لدى التاجر‪ ،‬ويحقق مصلحة الفقير في أخذ الزكاة أعيانا‪ ،‬يمكنه االنتفاع‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ .2‬يتم تقويم عروض التجارة بحسب قيمتها السوقية (سعر البيع) يوم وجوب الزكاة‪.‬‬
‫‪ .3‬يكون التقويم لكل تاجر بحسب طبيعة نشاطه التجاري‪ ،‬فتاجر الجملة يقوم‬
‫عروض تجارته بالقيمة السوقية لسلعته بسعر الجملة‪ ،‬وتاجر التجزئة يقوم‬
‫عروض تجارته بالقيمة السوقية لسلعته بسعر التجزئة‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا تغيرت أسعار النخيل بين يوم وجوب الزكاة ويوم أدائها فالعبرة بأسعارها يوم‬
‫وجوب الزكاة سواء زادت القيمة أو نقصت‪.‬‬
‫الشكل الثالث‪ :‬من ملك النخيل بقصد بيع الرطب‪ ،‬أو األكل منه‪ ،‬أو التبرع به‪ ،‬أو‬
‫تقديمه كهدايا‪:‬‬
‫من يملك نخ ً‬
‫ال ال ينوي بيعها‪ ،‬ويقوم ببيع ما تنتج له نخيله أو يأكله‪ ،‬أو يتبرع به‪،‬‬
‫أو يقدمه كهدايا‪ ،‬فيجب عليه أداء زكاتها بإجماع الفقهاء‪ ،‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ﴾ (‪ )1‬إذا بلغ صافي ما نتج له ‪ 522‬كيلو من التمر (خمسة أوسق) وذلك‬
‫وفق اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد كمية التمور التي نتجت له قبل التوزيع‪ ،‬ولو من باب التقدير‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد قيمة التمور التي نتجت له‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة البقرة‪� ،‬آية‪.267‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ .3‬يخرج زكاة هذه التمور بأداء ‪ %5‬منها‪ ،‬أو بقسمة قيمة التمور على ‪.20‬‬
‫مثال‪ :‬رجل أنتجت له نخيله كمية من التمور قدرها ‪ 1000‬كيلو‪ ،‬بعضها برحي‬
‫وبعضها إخالص‪ ،‬ومتوسط قيمة كيلو التمور في دولة الكويت ‪ ( 1.5‬دينار ونصف‪،‬‬
‫فتكون زكاته بالطريقة التالية‪:‬‬
‫‪ 1٬500 = 1.5×1000‬دينار÷‪ =20‬رصيد الزكاة ‪ 75‬دينار كويتي‪.‬‬
‫مبادئ عامة في إخراج زكاة من ملك النخيل بقصد بيع الرطب‪ ،‬أو األكل منه‪ ،‬أو‬
‫التبرع به‪ ،‬أو تقديمه كهدايا‪:‬‬
‫‪ .1‬تم تقدير الواجب في زكاة التمور ‪ %5‬بنا ًء على أن النخل تسقى بفعل أصحابها‬
‫غالب ًا‪ ،‬أما في الزروع التي تجب فيها الزكاة وتسقى بالمطر فإن الزكاة تجب فيها‬
‫بمقدار ‪.%10‬‬
‫‪ .2‬ال يحسم من وعاء الزكاة النفقات المتعلقة بسقي الزرع‪ ،‬ألن نفقات السقي‬
‫مأخوذة في الشريعة باالعتبار‪ ،‬في القدر الواجب‪.‬‬
‫‪ .3‬ال تحسم من وعاء الزكاة نفقات إصالح األرض وشق القنوات ونقل التربة‪.‬‬
‫‪ .4‬النفقات المتعلقة بشراء البذور والسماد والمبيدات لوقاية الزرع من اآلفات‬
‫الزراعية ونحوها مما يتعلق بموسم الزرع‪ ،‬إذا أنفقها المزكي من ماله ال تحسم‬
‫من وعاء الزكاة‪.‬‬
‫‪ .5‬ال يراعى حوالن الحول في زكاة الزروع بل يراعى الموسم والمحصول لقوله‬
‫(‪)1‬‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ﴾‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا كان للمزكي أكثر من نوع من التمور أو كانت النخيل التي تنتج متفرقة في أكثر‬
‫من مكان فيجمعها كلها كي تبلغ النصاب المقدر بـ ‪ 522‬كيلو‪ ،‬ويخرج زكاتها‪.‬‬
‫‪ .7‬ال يختلف مقدار الزكاة أو طريقة حسابها إذا اختلفت أنواع التمور‪.‬‬

‫(‪� )1‬سورة الأنعام‪� ،‬آية ‪.141‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .8‬إذا كانت بعض التمور من النوع الجيد وبعضها من النوع الردي يتم تقويم هذه‬
‫التمور بالمتوسط‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تصفية العسل وتأثيره على مقدار الزكاة‪:‬‬
‫تجب الزكاة في العسل بعد تصفيته إذا بلغ نصاب ًا وهو ما يعادل بالموازين‬
‫المعاصرة خمسة وسبعين كيلو جرام ًا‪.‬‬
‫ومقدار الزكاة الواجبة فيه هو العشر ويجوز دفع القيمة نقد ًا‪.‬‬
‫معادلة األوزان والمكاييل الشرعية باألوزان والمكاييل المعاصرة(‪.)2‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع معادلة األوزان والمكاييل‬
‫الشرعية باألوزان والمكاييل المعاصرة وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المثقال والدرهم أساس األوزان الشرعية أجزا ًء أو أضعاف ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬الدرهم بإجماع العلماء سبعة أعشار المثقال وزن ًا‪.‬‬
‫‪ -3‬الدينار الشرعي عملة ذهبية وزنه مثقال‪ ،‬والدرهم الشرعي عملة فضية وزنه‬
‫درهم‪.‬‬
‫‪ -4‬المثقال باألوزان المعاصرة يزن (‪ )4.25‬جرام تقريب ًا‪.‬‬
‫‪ -5‬الدرهم باألوزان المعاصرة يزن (‪ )2.975‬جرام تقريب ًا‪.‬‬
‫‪ -6‬المد والصاع أساس المكاييل الشرعية‪.‬‬
‫‪ -7‬الصاع الشرعي هو الصاع النبوي وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلث ًا من القمح‬
‫بالرطل البغدادي‪ ،‬والرطل يزن مائة وثمانية وعشرين درهم ًا وأربعة أسباع الدرهم‬
‫( ‪ )128 4‬فيكون وزنه بالجرامات هكذا‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 382.5 = 2677500 = 975 × 128 4‬جرام‬
‫‪7000‬‬ ‫‪ 7‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة ع�شرة ـ مملكة البحرين ـ ‪2005‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة التا�سعة ـ الأردن ـ ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫فيكون مقدار الصاع هكذا‪:‬‬
‫‪ 2040 = 5 1 × 382.5‬جرام ًا من حبوب القمح‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وهذا ما تراه الندوة‪ ،‬ويقدر الصاع باللتر هكذا‪ 2.582 = 0.79 ÷ 2040 :‬لتر‪.‬‬
‫والوسق ستون صاع ًا‪ ،‬وعليه يكون حجم الوسق‪:‬‬
‫‪ 154.92 = 2.582 × 60‬لتر‪ ،‬مع مراعاة اختالف فروق األوزان في الحبوب‬
‫والثمار المكيلة عند إخراجها وزن ًا‪.‬‬

‫*******‬

‫‪117‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬لدي مجموعة من األراضي أزرع في بعضها الحبوب واآلخر الفاكهة‬
‫علي زكاة في جميع ما أزرعه أم في الحبوب فقط؟ وإذا‬
‫والخضروات‪ ،‬فهل ّ‬
‫علي الزكاة في‬
‫كانت األرض تنتج في العام أكثر من محصول فكم مرة تجب ّ‬
‫هذه الحالة؟‬
‫الجواب‪ :‬يزكي المزارع كل ما يستنبت من األرض سواء أكان حبوب ًا أو خضروات‬
‫إذا بلغ المحصول النصاب وهو خمسة أوسق – وهي تساوي من القمح ما‬
‫وزنه (‪ )653‬كيلو جرام ًا (كتاب فقه الزكاة للدكتور يوسف القرضاوي ج‪1‬‬
‫ص ‪ )271‬ويستثنى ما يزرع لحياطة الحقول من األشجار غير المثمرة لقوله‬
‫تعالى ﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ﴾ (البقرة‪ ،)267 :‬وال يراعى الحول في زكاة الزروع بل يراعى‬
‫الموسم والمحصول‪ ،‬فيزكي المزارع كل محصول ولو خرج أكثر من‬
‫محصول واحد في السنة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89/3‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬ما رأي الهيئة الشرعية لبيت الزكاة في زكاة العسل‪ ،‬وما هو نصابه بالموازين‬
‫المعاصرة‪ ،‬وما هو القدر الواجب إخراجه؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة الشرعية وجوب الزكاة في العسل إذا بلغ نصاب ًا‪ ،‬وهو عشرة‬
‫ال بغدادي ًا‪ ،‬وبالموازين المعاصرة يساوي خمسة‬
‫أفرق‪ ،‬والفرق ستة عشر رط ً‬
‫وسبعين كيلو جرام ًا تقريب ًا‪ ،‬وذلك بعد تصفيته من الشمع والشوائب‪ ،‬والقدر‬
‫الواجب هو ُعشر الناتج‪ ،‬ويجوز إخراج القيمة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/6‬‬

‫‪118‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬ورد في فتاوى الندوة الثامنة لقضايا الزكاة المعاصرة القرار التالي‪:‬‬
‫“وجوب الزكاة في كل ما تنتجه األرض من الزروع والثمار والخضروات إذا‬
‫بلغت نصاب ًا”‪.‬‬
‫وجاء في فتاوى الندوة الرابعة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة ما يلي‪:‬‬
‫“ تضم الزروع والثمار إلى بعضها إذا كان ذلك في عام واحد واتحد جنسها‪،‬‬
‫وتعتبر الخضروات جنس ًا واحد ًا”‪.‬‬
‫فما المقصود بالخضروات التي تعتبر جنس ًا واحد ًا ويضم بعضها إلى بعض في‬
‫إكمال النصاب؟‬
‫الجواب‪ :‬الخضروات التي تعتبر جنس ًا واحد ًا ويضم بعضها إلى بعض في إكمال‬
‫النصاب هي ما يعتبره العرف فيها في كل بلد‪ ،‬كالخيار‪ ،‬القثاء‪ ،‬الثوم‪ ،‬البصل‪،‬‬
‫البطيخ‪ ،‬الباذنجان‪ ،‬الورود‪ ،‬الرياحين‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006/2‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بناء على قرار الهيئة الشرعية الموقرة بأن يتم تحديد نصاب زكاة التمر بوزن‬
‫السؤال‪ً :‬‬
‫الصاع تمر ًا ال رطب ًا‪ ،‬أحيطكم علم ًا بأن المقصود من الخرص تمكين مالك‬
‫الثمر من أكلها رطب ًا إذ ورد عند مسلم من حديث زيد بن ثابت‪ -‬رضي الله‬
‫عنه‪ -‬أن رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬رخص في العرية يأخذها أهل‬
‫البيت بخرصها تمرا يأكلونها رطبا‪ ،‬إال أنه يشكل على هذه الطريقة أن المذاهب‬
‫التي أخذت بالخرص نصت على أن مالك النخل ال يأكل ثمره رطب ًا إال بعد‬
‫الخرص‪ ،‬قال المواق‪“ :‬قال مالك‪ :‬ال يخرص إال العنب والثمر‪ ،‬للحاجة‬
‫إلى أكلهما رطبين” وقال الشربيني‪ “ :‬إذا تصرف المالك قبل الخرص فقال‬
‫في التهذيب‪ :‬ال يجوز أن يأكل وال يتصرف في شيء” وقال النووي‪ “ :‬إذا‬

‫‪119‬‬
‫كان اإلتالف قبل الخرص‪ ،‬فيعزر والواجب ضمان الرطب” وقال ابن قدامة‪:‬‬
‫“ثمرة النخل والكرم تؤكل رطبا‪ ،‬فيخرص على أهله للتوسعة عليهم ليخلي‬
‫بينهم وبين أكل الثمرة والتصرف فيها ثم يؤدون الزكاة منها على ما خرص”‪.‬‬
‫وبما أن بعض مالكي النخل يرغبون بالتصرف بثمر النخيل حال كونه رطب ًا‬
‫ال تمر ًا‪ ،‬ففي هذه الحالة يجب عليه أن يحسب زكاته بالخرص‪ ،‬ثم يتصرف‬
‫بالرطب‪ ،‬ويزكي ثمره إذا صار تمر ًا‪ ،‬إال أن أكثر الناس اليوم ال يجيدون‬
‫الخرص‪ ،‬كما أن عدد الخارصين قليل‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن العمل‬
‫بالخيارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أال يقوم مالك النخل بالتصرف بالرطب‪ ،‬بل يبقيه حتى يكون تمر ًا‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بحساب زكاته وفي هذا مشقة على مالك النخل‪ ،‬تتمثل في حاجته ألكل‬
‫الرطب‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوم بتقدير ما تصرف به من رطب‪ ،‬ثم يزكي ما يماثله‪ ،‬وهذه الطريقة‬
‫نص عليها بعض المالكية كالقرافي‪ ،‬وبعض الشافعية مثل الجويني والنووي‬
‫والماوردي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يزكيه رطب ًا‪ ،‬وهذا يعني أن يقوم بتقديره بالصاع بعد قطعه رطب ًا قبل أكله‪،‬‬
‫دون الحاجة للخرص‪.‬‬
‫‪ -‬والمرجو التكرم بالتوجيه للمعالجة الفقهية األمثل في هذه الحالة في ضوء‬
‫نصوص الفقهاء المتقدمة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن يتم تحديد نصاب زكاة التمر بالتمر ال الرطب‪ ،‬حتى لو كان‬
‫مالك النخل ال يجيد الخرص‪.‬‬

‫الهيئة الشرعية (‪)2019/8‬‬

‫‪120‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز العمل بمتوسط نصاب الزكاة في التمور لكل أنواع التمور التي تزرع‬
‫في الكويت‪ ،‬فيكون نصاب التمور في دولة الكويت ‪ 522.2‬كيلو‪ ،‬علم ًا بأن‬
‫الندوة الثامنة قررت‪ “ :‬تضم األصناف من الجنس الواحد من الزرع أو الثمار‬
‫بعضها إلى بعض‪ ،‬وال يضم جنس إلى آخر” كما جاء في كتاب أحكام وفتاوى‬
‫الزكاة الصادر عن بيت الزكاة‪“ :‬إذا تفاوت الزرع رداءة وجودة‪ ،‬أخذت الزكاة‬
‫من أوسطه فما فوق‪ ،‬وال تؤخذ مما دون الوسط”‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬قررت الهيئة جواز العمل بمتوسط نصاب الزكاة في التمور لكل أنواع التمور‬
‫التي تزرع في الكويت‪ ،‬فيكون نصاب التمور في دولة الكويت ‪ 522.2‬كيلو‬
‫لكل أنواع التمور حتى لو اختلفت في جودتها؛ ألنها أنواع مختلفة تحت‬
‫جنس واحد‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019/8‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا نوى مالك النخل بيع الثمار بعد بدو صالحها‪ ،‬فهل تزكى هذه الثمار زكاة‬
‫عروض التجارة أو يزكيها زكاة الزروع والثمار؟‬
‫الجواب‪ :‬قررت الهيئة العمل بالقرار الصادر عن الندوة الرابعة والعشرين لقضايا الزكاة‬
‫المعاصرة الذي نص على أنه‪:‬‬
‫يراد بتزاحم األسباب الموجبة للزكاة في المال الواحد‪ :‬اجتماع األسباب‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫الموجبة للزكاة على محل زكوي واحد‪ ،‬كما إذا اجتمع مع عروض التجارة‬
‫سبب آخر للزكاة كالسوم أو الزرع‪.‬‬
‫إذا حصل هذا التزاحم؛ فإنه يراعى ما يلي‪:‬‬ ‫ثاني ًا‪:‬‬
‫‪ -‬أال يؤدي ذلك إلى أداء زكاة المال نفسه في العام الواحد مرتين‪ ،‬منع ًا للثنى في‬
‫الزكاة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫عدم صدور نظام من الدولة بسنده الشرعي يلزم بأحد األسباب ألن حكم الحاكم‬ ‫‪-‬‬
‫يرفع الخالف‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬من أوجه الترجيح بين األسباب عند تزاحمها النظر في‪:‬‬
‫األقوى دليالً‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو نية المزكي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو مقصد الزكاة بتحقيق العدل بالنظر إلى األحظ للفقير‪ ،‬واألرفق بالمزكي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تؤكد الندوة على ما جاء في قرارات الندوة السابعة‪ ،‬والندوة الثامنة‪ ،‬والندوة‬ ‫رابع ًا‪:‬‬
‫الثانية عشرة‪ ،‬والندوة الحادية والعشرين‪ ،‬وعلى ما جاء في مشروع القانون‬
‫النموذجي للزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019/8‬‬

‫*******‬

‫‪122‬‬
‫الباب اخلام�س‬
‫زكاة الرثوة احليوانية‬

‫‪123‬‬
‫زكاة الثروة الحيوانية‬

‫األنعام هي أعظم الحيوانات نفع ًا لإلنسان‪ ،‬واألنعام هي اإلبل والبقر – ويشمل‬


‫الجواميس ‪ ،-‬والغنم – وتشمل الضأن والماعز ‪ ،-‬وقد َبين الله عز ّ‬
‫وجل في القرآن‬
‫الكريم منافعها لبني آدم فقال الله تعالى‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ﴾ (يس‪ .)73 – 71 :‬والله سبحانه يأمرنا بأن نقوم بواجب شكره‬
‫جل وعال على هذه النعمة إخراج‬‫على نعمته في تسخير األنعام لنا‪ ،‬وأبرز مظاهر شكره ّ‬
‫الزكاة التي أوجبها فيها والتي بينت السنة النبوية المطهرة مقاديرها وحددت أنصبتها‪،‬‬
‫كما ورهبت ترهيب ًا شديد ًا من منعها‪ ،‬فقال ‪( :‚ -‬ما من رجل تكون له إبل‪ ،‬أو بقر‪،‬‬
‫أو غنم ال يؤدي حقها‪ ،‬إال أتي بها يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه‪ ،‬تطؤه بأخفافها‪،‬‬
‫وتنطحه بقرونها‪ ،‬كلما جازت أخراها‪ُ ،‬ردت عليه أوالها حتى يقضى بين الناس) (رواه‬
‫البخاري)‪.‬‬
‫شروط وجوب زكاة األنعام‪:‬‬
‫لوجوب زكاة األنعام شروط تتحقق بها مصلحة الفقراء والمساكين وغيرهم من‬
‫أهل استحقاق الزكاة‪ ،‬وتحول دون اإلجحاف بصاحب األنعام‪ ،‬فيخرج الزكاة طيبة بها‬
‫نفسه‪ .‬وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تبلغ النصاب‪:‬‬
‫والنصاب هو الحد األدنى لما تجب فيه الزكاة‪ ،‬فمن كان ال يملك النصاب فال‬
‫تجب عليه الزكاة‪ ،‬ونصاب اإلبل خمس ليس فيما أقل من ذلك زكاة‪ ،‬ونصاب الغنم‬
‫أربعون ليس فيما أقل من ذلك زكاة‪ ،‬ونصاب البقر ثالثون ليس فيما أقل من ذلك زكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يحول عليها الحول‪:‬‬
‫ِ‬
‫يمض الحول‬ ‫بمعنى أن يمضي على تملكها عام كامل من بدء الملكية‪ ،‬فلو لم‬
‫على تملكها لم تجب فيها الزكاة لحديث (ال زكاة في مال حتى يحول عليه الحول)‬

‫‪125‬‬
‫والحكمة في اشتراط الحول أن يتكامل نماء المال‪.‬‬
‫وأما أوالد األنعام فتضم إلى أماتها وتتبعها في الحول‪ ،‬ولو زال الملك عن الماشية‬
‫في الحول ببيع أو غيره ثم عاد بشراء أو مبادلة صحيحة‪ ،‬ولم يكن ذلك بقصد التهرب‬
‫من الزكاة استأنف حوالً جديد ًا النقطاع الحول األول بما فعله‪ ،‬فصار ملك ًا جديد ًا من‬
‫حول جديد للحديث السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬أال تكون عاملة‪:‬‬
‫والعوامل من اإلبل والبقر هي التي يستخدمها صاحبها في الحرث‪ ،‬أو السقي أو‬
‫الحمل وما شابه ذلك من األشغال‪ ،‬فليس في األنعام العاملة زكاة لحديث (ليس على‬
‫العوامل شيء)‪.‬‬
‫واشترط بعض العلماء في األنعام التي فيها زكاة أن تكون سائمة‪ ،‬والسائمة لغة‬
‫الراعية‪ ،‬وشرع ًا هي المكتفية بالرعي أكثر أيام السنة في الكأل المباح عن أن تعلف‪ ،‬فأما‬
‫إن كانت معلوفة فال زكاة فيها‪.‬‬
‫وذهب آخرون إلى أن المعلوفة أيض ًا تجب فيها الزكاة وبهذا أخذت الندوة الثانية‬
‫عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة والهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪.‬‬
‫األنعام التي تجب فيها الزكاة‪:‬‬
‫‪ -1‬نصاب اإلبل ومقدار الزكاة فيها‪:‬‬
‫يكون نصاب زكاة اإلبل‪ ،‬ومقدار الزكاة الواجبة فيها على النحو التالي‪:‬‬ ‫(أ)‬
‫القدر الواجب فيها‬ ‫عدد اإلبل‬
‫ال شيء فيها‬ ‫‪4–1‬‬
‫‪ 1‬شاة‬ ‫‪9–5‬‬
‫شاتان‬ ‫‪14 – 10‬‬
‫‪ 3‬شياه‬ ‫‪19 – 15‬‬
‫‪ 4‬شياه‬ ‫‪24 – 20‬‬

‫‪126‬‬
‫بنت مخاض (هي أنثى اإلبل أتمت سنة وقد دخلت في الثانية‪ ،‬سميت‬
‫‪35 - 25‬‬
‫بذلك ألن أمها لحقت بالمخاض‪ ،‬وهي الحوامل)‪.‬‬
‫بنت لبون (أنثى اإلبل التي أتمت سنتين ودخلت في الثالثة‪ ،‬سميت‬
‫‪45-36‬‬
‫بذلك ألن أمها تكون قد وضعت غيرها في الغالب وصارت ذات لبن)‬
‫حقه (أنثى اإلبل التي أتمت ثالث سنين ودخلت الرابعة‪ ،‬وسميت‬
‫‪60-46‬‬
‫حقه ألنها استحقت أن يطرقها الفحل)‪.‬‬
‫جذعة (أنثى اإلبل التي أتمت أربع سنين ودخلت الخامسة)‬ ‫‪75-61‬‬
‫بنتا لبون‬ ‫‪90-76‬‬
‫حقتان‬ ‫‪120-91‬‬
‫ثالث بنات لبون‬ ‫‪129-121‬‬
‫حقه ‪ +‬بنتا لبون‬ ‫‪139-130‬‬
‫حقتان ‪ +‬بنت لبون‬ ‫‪149-140‬‬
‫ثالث حقاق‬ ‫‪159-150‬‬
‫أربع بنات لبون‬ ‫‪169-160‬‬
‫ثالث بنات لبون ‪ +‬حقه‬ ‫‪179-170‬‬
‫بنتا لبون ‪ +‬حقتان‬ ‫‪189-180‬‬
‫ثالث حقاق ‪ +‬بنت لبون‬ ‫‪199-190‬‬
‫أربع حقاق أو خمس بنات لبون‬ ‫‪209-200‬‬
‫(ب) وهكذا ما زاد على ذلك يكون في كل خمسين حقه وفي كل أربعين بنت‬
‫لبون‪.‬‬
‫ويالحظ أن الله عز وجل فرض فيما كان أقل من خمسة وعشرين من اإلبل زكاة‬
‫من الغنم‪ ،‬مع أنه تعالى فرض في سائر أموال الزكاة في كل مال من جنسه‪ ،‬ولكن بحكمته‬
‫عز وجل فرض الغنم على ما دون (‪ )25‬من اإلبل رعاية للجانبين‪ ،‬الفقراء‪ ،‬واألغنياء‪،‬‬
‫فمن عنده خمس من اإلبل فهو غني‪ ،‬وفي إيجاب واحدة من اإلبل إجحاف به‪ ،‬وفي‬
‫عدم إخراج الزكاة تضييع لحقوق الفقراء‪ ،‬فجاءت الحكمة الربانية بإخراج الزكاة في‬
‫هذه الصورة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫نصاب البقر ومقدار الزكاة فيها‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(أ) يكون نصاب البقر‪ ،‬ومقدار الزكاة الواجبة فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫القدر الواجب فيها‬ ‫عدد البقر‬
‫ال شيء فيها‬ ‫‪29-1‬‬
‫تبيع (ما أتم من البقر سنة ودخل في الثانية‪ ،‬ذكر ًا كان أو أنثى)‪.‬‬ ‫‪39-30‬‬
‫مسنة (أنثى البقر التي أتمت سنتين ودخلت في الثالثة)‬ ‫‪59-40‬‬
‫تبيعان أو تبعيتان‬ ‫‪69-60‬‬
‫مسنة وتبيع‬ ‫‪79-70‬‬
‫مسنتان‬ ‫‪89-80‬‬
‫ثالثة أتبعة‬ ‫‪99-90‬‬
‫مسنة وتبعيان‬ ‫‪109-100‬‬
‫مسنتان وتبيع‬ ‫‪119-110‬‬
‫ثالث مسنات أو أربعة أتبعة‬ ‫‪129-120‬‬
‫(ب) وهكذا ما زاد عن ذلك في كل ثالثين تبيع أو تبيعة‪ ،‬وفي كل أربعين مسنة‪.‬‬
‫والجواميس صنف من أصناف البقر ينبغي لمالكها ضمها إلى ما عنده من البقر‬ ‫ ‬
‫وإخراج زكاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬نصاب الغنم ومقدار الزكاة فيها‪:‬‬
‫(أ) يكون نصاب زكاة الغنم‪ ،‬ومقدار الزكاة الواجبة فيها على النحو التالي‪:‬‬
‫القدر الواجب فيها‬ ‫عدد الغنم‬
‫ال شيء فيها‬ ‫‪39-1‬‬
‫شاة واحدة (أنثى من الغنم ال تقل عن سنة)‬ ‫‪120-40‬‬
‫شاتان‬ ‫‪200-121‬‬
‫ثالث شياه‬ ‫‪399-201‬‬
‫أربع شياه‬ ‫‪499-400‬‬
‫خمس شياه‬ ‫‪599-500‬‬

‫‪128‬‬
‫(ب) وهكذا ما زاد عن ذلك ففي كل مائة شاة‪ ،‬شاة واحدة‪.‬‬
‫األنعام المعدة للتجارة‪:‬‬
‫تعامل األنعام المعدة للتجارة معاملة عروض التجارة‪ ،‬وتحسب زكاتها بالقيمة‬
‫ال بعدد الرؤوس المملوكة‪ ،‬لذا ال يشترط النصاب المذكور سالف ًا لوجوب الزكاة فيها‪،‬‬
‫بل يكفي أن تبلغ قيمتها نصاب زكاة النقود (راجع شروط وجوب الزكاة) لتجب الزكاة‬
‫فيها‪ ،‬فيضمها مالكها إلى ما عنده من عروض التجارة والنقود ويخرج الزكاة عنها بنسبة‬
‫ربع العشر (‪ )%2.5‬متى ما استوفت شروط وجوب زكاة التجارة المبينة مسبق ًا‪.‬‬
‫لكن إن كان ما عند المالك من األنعام ال تبلغ قيمته نصاب ًا من النقد وبلغ نصاب ًا‬
‫بالعدد‪ ،‬فيخرج زكاتها كسائر األنعام التي ليست للتجارة بالمقادير المبينة مسبق ًا‪.‬‬
‫مبادئ عامة‪:‬‬
‫‪ -1‬يخرج المزكي الوسط من األنعام في الزكاة‪ ،‬وال يلزمه أن يخرج خيار المال وال‬
‫يقبل منه رديئة‪ ،‬وال تؤخذ المريضة وال الهرمة‪ ،‬وتحسب الصغار مع الكبار‪.‬‬
‫‪ -2‬يجزئ في زكاة األنعام اإلخراج من جنس األنعام التي عند المزكي أو إخراج‬
‫القيمة‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تجب الزكاة في شيء من الحيوان غير األنعام إال أن تكون للتجارة‪ ،‬وتعامل‬
‫معاملة عروض التجارة‪.‬‬
‫إذا تخلف أحد شروط وجوب الزكاة‪ ،‬كالنصاب مثالً‪ ،‬فللمالك أن يخرج ما‬
‫تطيب به نفسه وإن لم يجب عليه‪ ،‬ويكون عليه من صدقة التطوع‪ ،‬وكذا إن أخرج في‬
‫زكاة األنعام سن ًا أعلى من السن الواجبة‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪:‬‬
‫‪ -1‬زكاة األنعام(‪:)1‬‬
‫األنعام التي تجب فيها الزكــاة هي ثالثة أصناف من الماشية (اإلبل بنوعيها‬

‫(‪ )1‬الندوة الثانية ع�شرة – القاهرة – ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫العــراب والبخاتي والبقر مع الجاموس والغنم ضأنها ومعزها) وال تجب الزكاة في‬
‫الخيل والبغال والحمير ونحوها إال إذا اتخذت للتجارة‪.‬‬
‫‪ -2‬يشترط لوجوب الزكاة في األنعام ثالثة شروط‪:‬‬
‫بلوغ النصاب حسب أنصبة كل منها في الجداول اإلرشادية المرفقة‬ ‫(أ)‬
‫بالتوصيات‪.‬‬
‫(ب) استكمال الحول ويتبع ما عليه العمل في كل بيئة من كونه قمري ًا أو شمسي ًا إن‬
‫لم تتخذ للتجارة‪ ،‬فإن اتخذت للتجارة قصر على الحول القمري‪.‬‬
‫(ج) أن ال تكون عاملة‪.‬‬
‫وال يشترط في وجوب الزكاة في األنعام – على ما اختارته الندوة – السوم‬
‫فتجري الزكاة في المعلوفة أيض ًا وهو مذهب المالكية‪.‬‬
‫وكذلك ال يشترط االستغناء عن األمات‪ .‬فتجب الزكاة في الفصالن والحمالن‬
‫والعجاجيل مستقلة عن أماتها وحولها حول أماتها‪.‬‬
‫‪ -3‬إخراج القيمة‪:‬‬
‫األصل في زكاة األنعام إخراجها من أعيانها‪ ،‬ويجوز دفع قيمتها للمصلحة‪ .‬وإذا‬
‫لم يوجد في المال الفرض الواجب في اإلبل فإنه يعدل للسن األعلى مع إعطاء الجبران‬
‫أو إلى السن األدنى مع أخذ الجبران‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب على المصدق (الساعي) تجنب األخذ من نفائس األموال ورديئها‪ ،‬فليس‬
‫له أخذ الغالية كالحامل واالبن وفحل الغنم وال يأخذ المعيبة كالهزيلة والمريضة‬
‫ويجوز له أخذ األعلى مما يجب إن طابت به نفس صاحب المال‪.‬‬
‫‪ -5‬تعتبر الخلطة في األنعام سواء كانت خلطة مشاع (االشتراك في الملكية) أو خلطة‬
‫جوار ولو كان ألي من الخليطين أقل من نصاب‪ .‬وخلطة الجوار تتحقق بوحدة‬
‫الخدمات األساسية التي تقدم للماشيتين سواء قدمت من شخص أو أكثر أو من‬
‫جهة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -6‬األنعام (اإلبل والبقر والغنم) وغيرها من الحيوانات والطيور واألسماك‬
‫والحشرات وغيرها إذا اتخذت للتجارة وبلغت نصاب عروض التجارة وحال‬
‫عليها الحول فإنها تزكى زكاة عروض التجارة بشروطها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬الموضوعات المؤجلة من زكاة األنعام‬
‫بعد مناقشة الموضوعات المقدمة حول هذا الموضوع والموضوعات المؤجلة‬
‫من الندوة السابقة قررت الندوة ما يلي‪:‬‬
‫ال تجب الزكاة فيما سوى األنعام وهي اإلبل والبقر والغنم وال يقاس عليها غيرها‬
‫من الحيوانات‪.‬‬
‫إذا اتخذ ما عدا اإلبل والبقر والغنم للتجارة فلها حكم عروض التجارة‪.‬‬

‫*******‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة ع�شرة – ال�سودان – ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الباب ال�ساد�س‬
‫زكاة املال احلـــرام‬

‫‪133‬‬
‫زكاة المال الحــــرام‬

‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة(‪:)1‬‬


‫‪ -1‬المال الحرام هو كل مال حظر الشارع اقتناءه أو االنتفاع به سواء كان لحرمته‬
‫لذاته بما فيه من ضرر أو خبث كالميتة والخمر‪ ،‬أم لحرمته لغيره لوقوع خلل في‬
‫طريق اكتسابه ألخذه من مالكه بغير إذنه كالغصب‪ ،‬أو ألخذه منه بأسلوب ال يقره‬
‫الشرع ولو بالرضا كالربا والرشوة‪.‬‬
‫‪( -2‬أ) حائز المال الحرام لخلل في طريقة اكتسابه ال يملكه مهما طال الزمن ويجب‬
‫عليه ر ّده إلى مالكه أو وارثه إن عرفه‪ ،‬فإن يئس من معرفته وجب عليه صرفه في‬
‫وجوه الخير للتخلص منه وبقصد الصدقة عن صاحبه‪.‬‬
‫(ب) إذا أخذ المال أجرة عن عمل محرم فإن اآلخذ يصرفه في وجوه الخير وال‬ ‫ ‬
‫ير ّده إلى من أخذه منه‪.‬‬
‫(ج) ال ُيرد المال الحرام إلى من أخذ منه إن كان ُمصر ًّا على التعامل غير المشروع‬ ‫ ‬
‫الذي أ ّدى إلى حرمة المال كالفوائد الربوية‪ ،‬بل يصرف في وجوه الخير أيض ًا‪.‬‬
‫(د) إذا ّ‬
‫تعذر ر ّد مال الحرام بعينه وجب على حائزه مثله أو قيمته إلى صاحبه إن‬ ‫ ‬
‫عرفه‪ ،‬وإال صرف المثل أو القيمة في وجوه الخير وبقصد الصدقة عن صاحبه‪.‬‬
‫ال للزكاة‪ ،‬ألنه ليس ماالً متقوم ًا في نظر الشرع‪،‬‬
‫‪ -3‬المال الحرام لذاته ليس مح ً‬
‫ويجب التخلص منه بالطريقة المقررة شرع ًا بالنسبة لذلك المال‪.‬‬
‫‪ -4‬المال الحرام لغيره الذي وقع خلل شرعي في كسبه‪ ،‬ال تجب الزكاة فيه على‬
‫حائزه النتفاء تمام الملك المشترط لوجوب الزكاة‪ ،‬فإذا عاد إلى مالكه وجب‬
‫عليه أن يزكيه لعام واحد ولو مضى عليه سنين على الرأي المختار‪.‬‬
‫‪ -5‬حائز المال الحرام إذا لم ير ّده إلى صاحبه وأخرج قدر الزكاة منه بقي اإلثم‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة – المنامة – ‪ 1994‬م‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫بالنسبة لما بيده منه‪ ،‬ويكون ذلك إخراج ًا لجزء من الواجب عليه شرع ًا وال يعتبر‬
‫ما أخرجه زكاة‪ ،‬وال تبرأ ذمته إال بر ّده كله لصاحبه إن عرفه أو التصدق به عنه إن‬
‫يئس من معرفته‪.‬‬
‫‪ -6‬عند اإللزام بجمع الزكاة يفرض على المال الحرام ما يعادل مقدار الزكاة ويصرف‬
‫في مصارف الزكاة‪ ،‬وفي وجوه البر العام‪ ،‬ما عدا المساجد والمصاحف‪ ،‬ويوضع‬
‫في حساب خاص وال يخلط مع أموال الزكاة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة ـ ال�شارقة ـ ‪.1996‬‬

‫‪136‬‬
‫الباب ال�سابع‬
‫زكاة املال العام‬

‫‪137‬‬
‫زكاة المال العام‬

‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة(‪:)1‬‬


‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع زكاة المال العام‬
‫وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫من أهم ما تنبغي معرفته من قضايا الزكاة المعاصرة‪ ،‬حكم الزكاة في األموال‬
‫العامة‪.‬‬
‫وهو األمر الذي يقتضي تحديد معنى المال العام‪ ،‬ومن ثم بيان حكم تعلق الزكاة‬
‫بأنواعها المختلفة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المال العام هو المال المرصد للنفع العام‪ ،‬دون أن يكون مملوك ًا لشخص معين‬
‫أو جهة معينة‪ .‬كاألموال العائدة إلى بيت مال المسلمين (الخزانة العامة للدولة)‬
‫وما يسمى اليوم بالقطاع العام‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬ال تجب الزكاة في المال العام‪ ،‬إذ ليس له مالك معين وال قدرة ألفراد الناس على‬
‫التصرف فيه‪ ،‬وال حيازة لهم عليه وألن مصرفه منفعة عموم المسلمين‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬ال تجب على الدولة أداء الزكاة في أموال صناديق التأمينات االجتماعية‪ ،‬وأما‬
‫المستحق لها من الموظفين فينطبق عليه حكم زكاة المال المستفاد من ملك‬
‫النصاب وحوالن الحول‪ ،‬كما ورد في توصيات الندوة الخامسة التي عقدت عام‬
‫‪1415‬هـ‪1995 /‬م‪.‬‬
‫رابع ًا‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تجب الزكاة في أعيان األموال الموقوفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تجب الزكاة في ريع أموال الوقف على معين‪ ،‬كريع أموال الوقف األهلي‬
‫(الذري) وال تجب في ريع الوقف الخيري‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثامنة – الدوحة – ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫خامس ًا‪ :‬ال تجب الزكاة في أسهم الوقف الخيري في الشركات المساهمة‪ ،‬وينطبق على‬
‫ريع أسهم الوقف الخيري بعد دفعه لمستحقيه حكم المال المستفاد‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬إن لم يتوافر مستحقو الوقف األهلي مؤقت ًا أو بصفة دائمة النقراض مستحقيه‬
‫فال زكاة في المال الموقوف‪ ،‬إذ يؤول في هذه الحال إلى وقف خيري‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬ينطبق على أموال هذه المؤسسات العلمية والخيرية واالجتماعية وما في حكمها‬
‫حكم مال الوقف‪ ،‬سواء أكانت أهلية أم خيرية‪ ،‬فال زكاة فيها‪ ،‬أ ّيا كان مصدرها‪.‬‬
‫ثامن ًا‪:‬‬
‫‪ -1‬تجب الزكاة في أموال شركات التأمين التجارية غير المملوكة للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تجب الزكاة في أموال المستأمنين في شركات التأمين التبادلي‬
‫(اإلسالمي) نظر ًا إلى أنها مخصصة للصالح العام‪.‬‬
‫‪ -3‬تجب الزكاة في المستثمر من فائض التأمين‪ ،‬والعائد إلى المتبرعين في‬
‫التأمين التبادلي‪ ،‬طبق ًا ألحكام الزكاة المعروفة‪.‬‬
‫حكم الزكاة في أموال منشآت القطاع العام الهادفة للربح وحكم زكاة الثروات الباطنة(‪:)1‬‬
‫ناقش المشاركون األبحاث المقدمة حول هذا الموضوع وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬زكاة المال العام‪:‬‬
‫يندرج تحت مسمى المال العام أنواع منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المال العام المخصص لتقديم خدمـات ومنافــع يحتاجهــا المجتمــع دون‬
‫استهــداف الربـح‪ ،‬وسد كل عجز يتعرض له هذا النوع من المال العام وهذا‬
‫النوع ال تجب فيه الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬المال العام الذي يستثمر ليدر ربح ًا عن طريق مؤسسات عامة مملوكة بالكامل‬
‫للدولة‪ ،‬يراد لها أن تعمل على أسس تجارية وأن تحقق أرباح ًا‪ ،‬وهذا النوع غير‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة ع�شرة – ال�سودان – ‪ 2004‬م‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫خاضع للزكاة في رأي األكثرية‪ ،‬مع وجود رأي آخر يرى أن هذا المال يخضع‬
‫للزكاة وهذا ما ذهب إليه اإلمام محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اختلط المال العام مع مال األفراد في مؤسسة هادفة للربح يكون نصيب المال‬
‫العام خاضع ًا للزكاة مثل المال الخاص‪ ،‬وهناك رأي بعدم وجوب زكاة المال‬
‫العام في مثل هذه الخلطة‪.‬‬
‫‪ -2‬المعادن والركاز والنفط (البترول)‪:‬‬
‫استحضرت الندوة الفتوى الصادرة عن الندوة الثامنة بشأن المال العام‪ ،‬كما‬
‫ناقشت الندوة زكاة الثروات الباطنة بما فيها البترول‪ ،‬وبعد التداول في تفاصيل الموضوع‬
‫وما تضمنه من آراء فقهية قررت الندوة ما يأتي‪:‬‬
‫الثروات المعدنية التي تُملك من قبل الدولة لمؤسسات القطاع الخاص أو األفراد‬
‫تكون خاضعة للزكاة‪.‬‬
‫كما أوصت الندوة بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬توصى الندوة بتخصيص نصيب مناسب من األموال العامة غير الخاضعة للزكاة‬
‫للفقراء والمساكين والغارمين وفق مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫‪ -3‬زكاة الثروة المعدنية والبحرية(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬إن الثروة المعدنية والبحرية هي‪ :‬ماله قيمة مادية بين الناس‪ ،‬من الموارد الموجودة‬
‫في البر والبحر‪ ،‬وأذن الشارع باالنتفاع بها وتداولها‪.‬‬
‫‪ -2‬الثروة المعدنية برية كانت أم بحرية ملكيتها عامة للدولة‪ ،‬ولها حق التصرف فيها‬
‫ومنح األشخاص الحقيقيين أو االعتبارين حق التملك أو االنتفاع بها حسبما‬
‫تقتضيه المصلحة الشرعية‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا امتلكت الدولة الثروة المعدنية أو البحرية ورصدتها للصرف في المصالح‬
‫العامة‪ ،‬فال زكاة فيها‪ ،‬مع مراعاة ما جاء في قرارات الندوة الثالثة عشرة [ البند‬
‫ثالث ًا‪-‬الفقرة(أ) ]‪.‬‬
‫(‪ )1‬الندوة الرابعة ع�شرة – مملكة البحرين – ‪ 2005‬م‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -4‬يجب إخراج الحق الواجب في – الثروة المعدنية والبحرية – عند استخراجها إذا‬
‫امتلكها األشخاص الحقيقيون أو االعتباريون مطلق ًا‪ ،‬وهو الخمس في المعادن‬
‫والكنوز إذا استخرجت بال كلفة وربع العشر مع وجودها‪ ،‬مع مراعاة بلوغ نصاب‬
‫الذهب في المعادن دون الكنوز‪.‬‬
‫‪ -5‬األصل في الثروة البحرية من غير المعادن والكنوز‪ ،‬مثل األسماك واللؤلؤ‬
‫والمرجان أنها من المباحات التي ال تجب فيها الزكاة أما إذا قام سبب آخر‬
‫موجب للزكاة فيها‪ ،‬كإعدادها للتجارة فتزكى زكاة التجارة‪.‬‬
‫العالقة بين مصارف الزكاة ومصارف األموال العامة(‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬تتفق الزكاة مع األموال العامة في عدة أمور منها كون كل منهما مرصود ًا للنفع‬
‫العام‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬تفترق مصارف الزكاة عن مصارف األموال العامة بكون األولى محددة بالنص‬
‫الثابت الذي يجعلها توقيفية‪ ،‬فال يجوز صرف أموال الزكاة في غير مصارفها‬
‫الثمانية المنصوص عليها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬يتبوأ مصرف «الفقراء والمساكين» أعلى السلم في أولويات مصارف الزكاة في‬
‫األحوال العادية نظر ًا للضرورات والحاجات األساسية التي يلبيها هذا المصرف‪،‬‬
‫وينبني على ذلك أن لولي األمر أن يزيد في اإلنفاق على هذا المصرف من مال‬
‫الزكاة ويصرف لبقية المصارف من بيت المال (المال العام) كأن تدفع الدولة‬
‫رواتب ونفقات المؤسسات العاملة في الزكاة (العاملين عليها) ونفقات الجهاد‬
‫والجيش (في سبيل الله)‪.‬‬
‫هذا وتوصي الندوة الدول اإلسالمية بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬دعم المؤسسات العاملة في الزكاة من ميزانية الدولة بما يكفي مرتبات العاملين‬
‫ومصاريف اإلدارة أسوة بمؤسسات الدولة األخرى‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الحادية والع�شرون – تون�س – ‪ 2012‬م‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -2‬إيالء مصرف الفقراء والمساكين العناية الالزمة تحقيق ًا ألداء حقهم الواجب‬
‫بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫زكاة عقود االمتياز‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬عقد االمتياز‪:‬‬
‫هو عقد تَعهد بمقتضاه الدولة (أو من يمثلها) إلى الملتزم مهمة إنشاء أو إدارة‬ ‫ ‬
‫وتسيير مرفق عام (على نفقته ومسؤوليته) مقابل الحق في تقاضي مبالغ نقدية‬
‫من المنتفعين بخدمات المرفق تحت إشراف الدولة ورقابتها وبعائد يعود على‬
‫الدولة‪.‬‬
‫أما عقد االمتياز في مجال التعدين فهو اتفاق بين الدولة (أو من يمثلها) وجهة‬ ‫ ‬
‫متخصصة (شركة محلية أو أجنبية) يتضمن منح الجهة (الشركة) الحق (حصري ًا)‬
‫في البحث واالستخراج واالستثمار لمادة (أو مواد) معينة ولمدة معينة ضمن‬
‫مجال جغرافي (محدد) مقابل نسبة من اإلنتاج أو مبالغ معينة أو (قابلة للتعيين)‬
‫ووفق ما يتم االتفاق عليه من شروط تحقق المصلحة عامة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬من أهم الحقوق التي يرتبها عقد االمتياز‪:‬‬
‫عدم المنافسة من الشركات والجهات األخرى (الحق الحصري في البحث‬
‫والتعدين)‪ ،‬وقد تسمح بعض االتفاقيات االمتيازية للشركة أو الجهة صاحبة االمتياز الحق‬
‫في التصرف فيه بالتنازل عنه لجهة أو شركة أخرى بمقابل أو دونة وفق شروط معينة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬صور عقود االمتياز‪:‬‬
‫لعقود االمتياز المرتبطة بالثروة المعدنية عدة صور أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون االتفاق بين الدولة وشركة متخصصة للتنقيب واالستخراج والتعدين‬
‫والتسويق مقابل حصولها على مبالغ مالية محددة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون االتفاق بين شركة وطنية تملكها الدولة أو تملك حصة فيها وشركة‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة والع�شرون – الكويت – ‪ 2015‬م‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫(شركات) داخلية أو دولية لالستخراج والتعدين مقابل حصة من الناتج (عقود‬
‫المشاركة)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون االتفاق بين الدولة وشركة (داخلية أو دولية) على تقديم الشركة لخدمة‬
‫فنية مقابل مبالغ مالية معينة (عقود الخدمة أو عقود المقاوالت)‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬زكاة المعادن المستفادة من تفعيل عقود االمتياز‪:‬‬
‫مع مراعاة ما ورد في توصيات الندوة الرابعة عشرة‪.‬‬
‫أ – كل عقد يرتب حق ًا لصاحب االمتياز (الشركة) في تملك حصة من الناتج‬
‫المعدني تزكى الحصة أو النسبة المستحقة زكاة المعدن‪.‬‬
‫ب‪ -‬كل عقد يرتب لصاحب االمتياز (الشركة) مقابل خدمة التعدين مبالغ مالية‬
‫محددة تزكى كما ورد في دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات‪.‬‬
‫ت‪ -‬الواجب في الثروة المعدنية الناتجة عن عقود االمتياز ربع العشر من‬
‫الناتج‪.‬‬
‫ث‪ -‬حق االمتياز إذا تم التصرف فيه واالستعاضة عنه بمقابل مالي يزكى زكاة‬
‫المال المستفاد‪.‬‬
‫زكاة االمتياز في عقود المرافق العامة (‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬بقصد بعقود االمتياز في المرافق العامة العقود التي تبرمها الدولة مع جهة خاصة‬
‫إلقامة مشروعات عامة (مرافق) إلدارتها واستغاللها بعد إنجازها على نفقتها لمدة‬
‫محددة متفق عليها بين الطرفين‪ ،‬وقد يكون العقد إلدارة واستغالل المرفق فقط‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬زكاة عقود االمتياز في المرافق العامة‪:‬‬
‫بالنسبة للدولة مانحة حق االمتياز‪:‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫ال تجب الزكاة على الدولة مانحة حق االمتياز في أصل المرفق العام‪ ،‬سواء‬ ‫ ‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ المملكة الأردنية الها�شمية نوفمبر ‪.2016‬‬

‫‪144‬‬
‫ال دار ًا للدخل وفق ما جاء في ندوات قضايا الزكاة‬
‫عرضته للبيع أم اتخذته أص ً‬
‫المعاصرة الثامنة والثالثة عشرة بشأن زكاة المال العام‪.‬‬
‫بالنسبة إلى الحاصل على حق االمتياز‪:‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫حق االمتياز يظهر في جانب الموجودات طويلة األجل (غير متداولة) وبالتالي‬ ‫ ‬
‫فحق االمتياز أصل غير زكوي سواء كان في مرحلة التنفيذ أو بعدها‪ ،‬ومن ثم ال‬
‫يدخل ضمن الموجودات الزكوية‪ ،‬وإنما يزكى اإليراد الناتج عن تشغيل المرفق‬
‫العام بعد حسم النفقات والمطلوبات وفق ما جاء في دليل اإلرشادات لحساب‬
‫زكاة الشركات‪ ،‬وإذا قام الحاصل على حق االمتياز بعرض هذا الحق للبيع فإنه‬
‫فيقوم بضم قيمته السوقية إلى موجوداته الزكوية‪.‬‬
‫يزكيه زكاة عروض التجارة ّ‬

‫*******‬

‫‪145‬‬
‫الباب الثامن‬
‫الزكـاة وال�رضيبـة‬

‫‪147‬‬
‫الزكاة والضريبة‬

‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة(‪:)1‬‬


‫‪ -1‬تناشد الندوة حكومات الدول اإلسالمية إصدار القوانين القاضية بتطبيق نظام‬
‫الزكاة جباية وتوزيع ًا‪ ،‬على أساس االلتزام‪ ،‬وإقامة هيئات مختصة لذلك تكون‬
‫مواردها ومصارفها في حسابات خاصة‪.‬‬
‫كما تناشدها إعادة النظر في جميع النظم المالية وغيرها‪ ،‬لتوجيهها الوجهة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪( -2‬أ) األصل أن يكون تمويل ميزانية الدولة من إيرادات األمالك العامة وغيرها من‬
‫الموارد المالية المشروعة‪ ،‬فإذا لم تكف هذه الموارد جاز لولي األمر أن يوظف‬
‫الضرائب بصورة عادلة لمقابلة نفقات الدولة التي ال يجوز الصرف عليها من‬
‫الزكاة‪ ،‬أو لسد العجز في إيرادات الزكاة عن كفاية مستحقيها‪.‬‬
‫(ب) بما أن سند جواز التوظيف الضريبي هو قاعدة المصالح فيجب مراعاة‬
‫المصلحة المعتبرة عند فرض الضرائب في ضوء النظام المالي اإلسالمي‬
‫واالهتداء بالقواعد الشرعية العامة ومقاصد الشريعة‪.‬‬
‫(ج) يشترط لتوظيف الضرائب أن تكون الحاجة إلى فرضها حقيقية‪.‬‬
‫(د) يجب أن تراعى العدالة بمعيارها الشرعي في توزيع أعبائها‪ ،‬وفي استعمال‬
‫حصيلتها‪ ،‬وأن يخضع فرضها وصرفها لجهة رقابية موثوقة متخصصة‪.‬‬
‫‪( -3‬أ) إن أداء الضريبة المفروضة من الدولة ال يجزئ عن إيتاء الزكاة نظر ًا‬
‫ال عن الوعاء والقدر‬ ‫الختالفهما من حيث مصدر التكليف والغاية منه‪ ،‬فض ً‬
‫الواجب والمصارف‪ ،‬وال تحسم مبالغ الضريبة من مقدار الزكاة الواجبة‪.‬‬
‫(ب) ما استحق دفعه من الضرائب المفروضة من الدولة خالل الحول ولم يؤد‬ ‫ ‬
‫قبل حوالنه فإنه يحسم من وعاء الزكاة‪ ،‬باعتباره حق ًا واجب األداء‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة – المنامة – ‪ 1994‬م‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -4‬تؤكد الندوة ما جاء في فتاوى الندوة األولى للزكاة (‪ – 6‬د) والمتعلق بفرض‬
‫ضريبة تكافل اجتماعي على غير المسلمين بما يحقق المساواة مع المسلمين عند‬
‫إلزامهم بدفع الزكاة(‪.)1‬‬
‫فرض الزكاة والضرائب على المسلمين وغير المسلمين في ظل العولمة وتحرير‬ ‫ ‬
‫التجارة(‪.)2‬‬
‫أ‪ -‬أثر العولمة على الزكاة‪:‬‬
‫الزكاة فريضة شرعية محكمة وركن من أركان اإلسالم يجب أال تخضع لتأثيرات‬
‫العولمة‪ ،‬وبالرغم من أنها إحدى مهام الدولة من حيث تنظيم جمعها وصرفها فإنها تظل‬
‫واجب ًا ديني ًا يتحتم على األفراد القيام به في حالة عدم صدور القوانين المنظمة لها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثر الزكاة على التكاليف المالية األخرى‪:‬‬
‫تؤكد الندوة على قرارها السابق في الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة في‬
‫موضوع الزكاة والضريبة (بند – ‪ « :)4‬توصى الندوة حكومات الدول اإلسالمية بتعديل‬
‫قوانين الضرائب بما يسمح بخصم الزكاة من مبالغ الضريبة تيسير ًا على من يؤدون‬
‫الزكاة»‪.‬‬
‫ج – معالجة الفقر والمشكالت التنموية في ظل العولمة‪:‬‬
‫البد من رعاية الفقراء إلخراجهم من حالة الفقر إلى حالة االكتفاء اإلنتاجي‪،‬‬
‫ومن متطلبات العولمة وأهدافها وضع استراتيجية لمحاربة الفقر وتحويل الفقراء إلى‬
‫منتجين‪ ،‬والزكاة محور أساسي للمسلم في هذا المجال‪.‬‬
‫د‪ -‬توصى الندوة الدول اإلسالمية بالعمل على تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية وخاصة‬
‫فيما يتعلق بالزكاة حتى يكون ذلك سند ًا قوي ًا لها في تعاملها مع الدول األخرى لمواجهة‬
‫ما تحمله العولمة وتحرير التجارة من ضغوط وانعكاسات سلبية‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة – ال�شارقة – ‪ 1996‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الثالثة ع�شرة – ال�سودان – ‪ 2004‬م‬

‫‪150‬‬
‫الباب التا�سع‬
‫تقدمي وت�أخري الزكاة‬

‫‪151‬‬
‫تقديم وت�أخير الزكاة‬

‫(‪)1‬‬
‫تعجيل الزكاة وتأخيرها‪ :‬المسوغات واآلثار‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تعجيل الزكاة‪:‬‬
‫‪ -1‬يقصد بتعجيل الزكاة تقديم إخراجها قبل وقت الوجوب‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل أن الزكاة ال يجب إخراجها إال إذا تحققت شروطها‪ ،‬مع القدرة على‬
‫أدائها‪ ،‬ويجوز تعجيل إخراجها للمصلحة‪.‬‬
‫المعجل بموت أو ردة قبل حلول الحول؛ فإن الزكاة ال تسترد من‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬إذا تغ ّير حال‬
‫اآلخذ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تغ ّير حال اآلخذ بموت أو غنى أو ردة قبل حلول الحول؛ فإن ما ُع ّجل من‬
‫الزكاة يعد زكاة‪.‬‬
‫خرج‬
‫الم َ‬
‫‪ -5‬إذا تلف النصاب المعجل زكاته أو نقص قبل حلول الحول فال يعد ُ‬
‫زكاة‪.‬‬
‫المعجل زكاته؛ فإنه تجب الزكاة في الزيادة بحسبها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬إذا زاد المال‬
‫ال يزيد عن المقدار الواجب فله أن يعتبر الزائد معج ً‬
‫ال‬ ‫‪ -7‬إذا تبين أن ما أخرجه معج ً‬
‫عن السنة التي بعدها‪.‬‬
‫المعجل زكاته قبل حلول الحول؛ فال تعد من زكاة الوارث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -8‬إذا مات‬
‫ثاني ًا‪ :‬تأخير الزكاة‪:‬‬
‫‪ -1‬يقصد بتأخير الزكاة‪ :‬تأجيل إخراجها بعد وقت وجوبها‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل في وجوب إخراج الزكاة أنه على الفور ويترتب على ذلك عدم جواز‬
‫لمسوغ‬
‫ّ‬ ‫تأخيرها عن وقت وجوبها مع إمكان أدائها‪ ،‬ويستثنى من ذلك‪ :‬تأخيرها‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة والع�شرون – المملكة الأردنية ‪2019 -‬م‬

‫‪153‬‬
‫المسوغات ما يتعلق بالمزكي‪ :‬كالخوف على نفسه أو ماله‪ ،‬ومنها ما‬
‫ّ‬ ‫شرعي‪ ،‬ومن‬
‫يتعلق بالمال المزكى‪ :‬كتعذر الوصول إليه‪ ،‬ومنها ما يتعلق بمستحق الزكاة مراعاة‬
‫لمصلحته‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالوكيل أو الجهات الحكومية الرسمية‪.‬‬
‫لمسوغ شرعي على أال تتجاوز مدة التقسيط حوالً قمري ًا من‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬يجوز تقسيط الزكاة‬
‫وقت وجوبها‪.‬‬
‫لمسوغ شرعي‪ ،‬فيده يد‬
‫ّ‬ ‫أخر المزكي أو وكيله صرف زكاة المال بعد عزلها‬ ‫‪ -4‬إذا ّ‬
‫أمانة‪ ،‬ما لم يتعدّ أو يفرط‪.‬‬
‫ّ‬
‫المؤخر زكاته فالعبرة في إخراج الزكاة بوقت الوجوب‪.‬‬ ‫‪ -5‬إذا زاد المال‬
‫أخر الزكاة؛ فإنها ال تسقط عنه‪ ،‬وتؤخذ من تركته وجوب ًا‪ ،‬مقدمة على‬
‫‪ -6‬إذا مات من ّ‬
‫الوصايا والورثة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اعتبار ما أخرج على ظن الوجوب زكاة معجلة‪:‬‬
‫يجوز اعتبار شروط التعجيل مثل ملك المزكي النصاب‪ ،‬وبقاء المدفوع إليه‬
‫بصفة االستحقاق‪ ،‬ووجوب الزكاة على المزكي‪.‬‬
‫وهذا ما ذهب إليه الفقهاء غير المالكية فإذا اختل شرط من هذه الشروط‪ ،‬كان‬
‫المدفوع صدقة تطوعية‪ ،‬وال يجوز استردادها إذا قبضها المستحق من المزكي‪ ،‬أما إن‬
‫كان القبض من ولي األمر أو من مؤسسة للزكاة‪ ،‬فال مانع من االسترداد بعد ثبوت كون‬
‫المدفوع زيادة عن الواجب إذا لم يوزع على المستحقين‪.‬‬

‫أولى – القاهرة – ‪ 1988‬م‪.‬‬


‫(‪ )1‬الندوة ال ‪1‬‬

‫‪154‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬

‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز تأخير إخراج الزكاة تأخير ًا يسير ًا‪ ،‬لسبب عدم توفر السيولة؟ وكم‬
‫تُقدر مدة هذا التأخير اليسير؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان عدم توفر السيولة بالنسبة للمزكي األصلي الذي لديه أموال وجبت‬
‫ناض ( سائل ) أو ديون تجب‬ ‫فيها الزكاة ولكنها كلها أعيـان وليس فيها مال ّ‬
‫فيها الزكاة‪ ،‬ورأت أنه إذا كانت األموال ديون ًا فال يلزم زكاتها إال عند قبضها‪،‬‬
‫وأما األعيان (عروض التجارة من سلع وغيرها ) فإنه يجوز إخراج الزكاة‬
‫منها عين ًا‪ ،‬كما يجوز إخراج القيمة ( بالنقد ) و ُيفضل إخراج العين ــ مع توفر‬
‫السيولة ــ إذا تحققت بذلك المصلحة آلخذ الزكاة من العين‪.‬‬
‫والتأخير اليسير جائز‪ ،‬وحده أن يكون أيام ًا بحيث ال يبلغ شهر ًا‪ ،‬إال إذا كان‬
‫التأخير لمصلحة الزكاة بالبحث عن األحوج‪ ،‬أو لتنظيم االستفادة منها في سدِّ حاجة‬
‫المستحقين بصورة منتظمة ( بصرفها كمرتبات )‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية ( ‪) 83 / 19‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬شركة خدمات تقوم بشراء مواد معينة وتركيبها للعامة مما يجعل حساباتها مع‬
‫الموردين دائم ًا مكشوفة ومدينة‪ ،‬وعندما جاء حول الزكاة كانت الحسابات‬
‫الزالت مدينة ومكشوفة‪ ،‬فهل األولى تسديد الديون أو دفع الزكاة؟ وهل‬
‫يمكن تجزئة الزكاة على دفعات شهرية أو دورية بعد حوالن الحول؟‬
‫الجواب‪ :‬رأت الهيئة أنه في األحوال العادية ُيقدم سداد ديون العباد على أداء الزكاة عند‬
‫جمهور الفقهاء وذلك بالنسبة للمدين حال الحياة‪.‬‬
‫ولكن في الصورة المسؤول عنها حيث تبقى الشركة مدينة بصورة دائمة‪،‬‬

‫‪155‬‬
‫مما قد يترتب عليه اإلخالل بأداء الزكاة مدة خارجة عن العادة‪ ،‬لذا يصار إلى طريقة‬
‫المقاسمة (المحاصة) بأداء نسبة من ديون الناس‪ ،‬ونسبة من الزكاة المترتبة‪ ،‬وال مانع‬‫ُ‬
‫المقاسمة تجزئة أداء الزكاة على دفعات شهرية أو دورية‬ ‫من أن يترتب على هذه ُ‬
‫بعد حوالن الحول‪ ،‬على أنه ينبغي أال يتجاوز ذلك حوالن حول جديد لحصر حالة‬
‫الضرورة بالقدر الكافي لها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/20‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز إخراج الزكاة قبل وجوبها‪ ،‬وهل يجوز إخراجها على شكل دفعات‬
‫شهرية أثناء الحول؟‬
‫الجواب‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز تعجيل إخراج الزكاة قبل وجوبها بتمام‬
‫الحول لحديث علي بن أبي طالب ‪ · -‬الذي رواه الحاكم‪ :‬أن العباس سأل‬
‫رسول الله ‚ في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك‪.‬‬
‫وكما جاء في سنن الترمذي أن النبي ‚ قال لعمر بن الخطاب ·‪( :‬إنا قد‬
‫أخذنا زكاة العباس عام األول للعام)‪.‬‬
‫واشترطوا لجواز ذلك أن يكون النصاب موجود ًا‪ ،‬فال يجوز تعجيل الزكاة قبل‬
‫وجود النصاب بغير خالف‪ ،‬وذلك ألن النصاب سبب وجوب الزكاة والحول شرطها‬
‫وال يقدم قبل سببه ويجوز تقديمه قبل شرطه‪ ،‬ويجوز للمزكي تعجيل إخراج زكاته دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬وله تقسيطها على دفعات بحيث يكون القسط األخير يوم وجوب الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95/6‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬استكماالً لموضوع تعجيل إخراج الزكاة يرجى بيان الحكم الشرعي فيما لو‬
‫تبين للمزكي أن ما أخرجه معج ً‬
‫ال من زكاته يزيد على المقدار الواجب عليه‬
‫وكذلك لو تبين أن ما أخرجه أقل من المقدار الواجب؟‬

‫‪156‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا تبين أن ما أخرجه معج ً‬
‫ال يزيد عن المقدار الواجب فله أن يعتبر الزائد‬
‫معج ً‬
‫ال عن السنة التي بعدها وله أن يرجع على بيت الزكاة إن كان المال‬
‫موجود ًا ولم ُيصرف ولم يترتب على إرجاعه حرج على بيت الزكاة‪ ،‬وإذا‬
‫تبين أنه أقل من المقدار الواجب أخرج الفرق ليكمل القدر الواجب عن‬
‫عجل زكاتها‪.‬‬
‫السنة التي ّ‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95/7‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى بيان الحكم الشرعي في زكاة أموال تركة لم يقم الورثة بقسمتها بإرادتهم‬
‫سنين عديدة القسمة الشرعية؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أنه إذا لم يقم الورثة بتقسيم التركة بإراداتهم سنين عديدة‪ ،‬فإن‬
‫الزكاة تحسب في هذه األموال عند توفر شروطها‪ ،‬وعلى الورثة إخراجها عن‬
‫كل سنة مضت‪ ،‬فإن استلم كل واحد نصيبه أو جزء منه زكاه كل واحد من‬
‫نصيبه عن السنوات الماضية‪ ،‬إن لم يكن زكاه متى توافرت شروط الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98/2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم الزكاة لو تأخر استالم الورثة للتركة لسبب خارج عن إرادتهم؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة بأنه إذا تأخر استالم الورثة للتركة لسبب خارج عن إرادتهم‪،‬‬
‫فملكهم ناقص‪ ،‬ويزكي عند قبضه لسنة واحدة عما مضى من السنوات‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98/2‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬يودع بعض األشخاص أموالهم كودائع في بيت التمويل أو غيره‪ ،‬وإذا ّ‬
‫حل‬
‫موعد الزكاة ال تتوافر لديه السيولة الالزمة لهذا األمر إال بفك تلك الوديعة‬
‫وربما ترتب عليه ضرر بذلك‪ ،‬فما هو العمل المشروع للمزكي في هذه الحالة‬

‫‪157‬‬
‫والذي يرفع عنه اإلثم والحرج؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل إخراج الزكاة على الفور فإن لم يجد من وجبت عليه الزكاة سيولة‪،‬‬
‫أو عرض ًا زائد ًا عن حاجته (سلعة أو بضاعة) أو من يقرضه‪ ،‬فإنه يجوز له أن‬
‫يؤخر إخراج الزكاة أليام يسيرة‪ ،‬بشرط أال يبلغ ذلك شهر ًا‪ ،‬وإال وجب عليه‬
‫تسييل الوديعة وإخراج الزكاة الواجبة عليه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/2‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬رجل يخرج زكاة ماله في موعدها المحدد‪ ،‬ولكنه ال يدفعها للفقراء في الوقت‬
‫نفسه بل يضعها في خزينته ليوزعها على الفقراء والمحتاجين طوال العام إلى‬
‫الحول القادم‪ ،‬فما مدى جواز هذا العمل في حالة ما إذا كان هو الذي يبحث‬
‫عن الفقراء والمحتاجين وفي حالة جلوسه في مكانه وكلما جاءه محتاج دفع‬
‫إليه من هذه الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل إخراج الزكاة على الفور‪ ،‬ويجوز للسائل بعد أن يعزل زكاته أن يؤجل‬
‫ما دعت الحاجة إلى تأخيرها النتظار قريب‪ ،‬أو مستحق معين أو من جرت‬
‫عادته أن ُيقصد لطلب الزكاة بشرط أال تكون هناك حاجة عاجلة تقتضي‬
‫الصرف فور ًا‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/2‬‬
‫(‪)9‬‬
‫عجل زكاة ماله قبل حوالن الحول‪ ،‬وبعد فترة توفاه الله قبل نهاية‬ ‫السؤال‪ :‬رجل ّ‬
‫الحول‪ .‬فما هو موقف الورثة من هذه الزكاة المعجلة عن وقتها؟ وهل يحق‬
‫للورثة المطالبة باسترداد المبلغ المدفوع كزكاة معجلة؟‬
‫وهل يجوز أن يحتسبوا هذا المبلغ من زكاة أموالهم التي تحل هذا العام؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا دفع رب المال الزكاة المعجلة للفقير ومات قبل حوالن الحول‪ ،‬فليس‬

‫‪158‬‬
‫للورثة الحق في استرجاع هذه الزكاة‪ ،‬ألنها دفعت لمستحقها وتعتبر صدقة‬
‫من الصدقات‪ ،‬والغالب أن الفقير صرفها في حوائجه‪ ،‬وال تحتسب من زكاة‬
‫أموال الورثة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011/4‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬حكم تأخير الزكاة عن موعدها؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز تأخير إخراج الزكاة بضوابط مثل أن يكون النتظار قريب أو دفع الزكاة‬
‫على شكل مرتبات مراعاة لمصلحة الفقراء خاصة إذا كان أحد المحسنين‬
‫يقصد طول العام لطلب الزكاة على أن ينتهي منها قبل الحول القادم‪.‬‬
‫أما في الظروف العادية فال مانع أن تؤخر أيام ًا قليلة ال تتعدى الشهر ليتمكن‬
‫من توزيعها على مستحقيها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011/7‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم إذا نسي المزكي إخراج الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬يخرجها في الحال عندما يذكرها‪ ،‬وال إثم عليه في هذا التأخير‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011/7‬‬

‫‪159‬‬
‫الباب العا�شر‬
‫ح�ساب و�إخراج الزكاة‬

‫‪161‬‬
‫ح�ساب و�إخراج الزكاة‬

‫(‪)1‬‬
‫الزكاة في مال الصبي والمجنون‬
‫‪ -1‬تجب الزكاة في مال الصبي والمجنون إذا استجمع شروط وجوب الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب على ولي مال الصبي والمجنون في هذه الحالة أن يخرج الزكاة عنهما من‬
‫ماليهما‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا لم يخرج الوصي الزكاة عن الصبي والمجنون ألي سبب كان‪ ،‬وجب عليه‬
‫إخبارهما بذلك عند البلوغ أو اإلفاقة‪ ،‬وعليهما في هذه الحال إخراجها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زكاة المال الموروث‬
‫‪ -1‬إذا توفي مسلم وتبين لورثته أن عليه زكاة مال قد وجبت عليه قبل وفاته لسنة فأكثر‬
‫لم يخرجها لمستحقيها وجب على ورثته إخراج هذه الزكاة التي وجبت عليه إلى‬
‫مصارفها الشرعية من تركته ولو استغرقت كل التركة‪ ،‬أوصى بها أو لم يوص‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا ضاقت تركة المتوفى عن استيعاب زكاته وديونه األخرى‪ ،‬سواء كانت من‬
‫ديون الله تعالى أو ديون العباد غير الموثقة بالرهن قسمت التركة بين هذه الديون‬
‫بالمحاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا توفي مسلم وتعذر على ورثته اقتسام تركته بينهم إثر وفاته ألسباب خارجة‬
‫عن إرادتهم فال تلزمهم زكاة حصصهم فيها قبل التمكن من قبضها فإذا تمكنوا‬
‫من قبضها زكوها عن سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تمكن الورثة من قبض التركة ولم يقتسموها وأبقوها مشاعة بينهم وكانت‬
‫شروط الزكاة مستوفاة فيها وجب عليهم زكاتها مهما كان نوعها‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا اقتسم الورثة حصصهم في التركة‪ ،‬فإن كان لدى كل منهم أو بعضهم نصاب‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�سابعة ع�شرة – القاهرة – ‪ 2008‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬المرجع ال�سابق‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫من جنس الحصة زكوها زكاة المال المستفاد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقراض من أموال الزكاة‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في هذا الموضوع وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫عدم جواز اإلقراض من أموال الزكاة‪ ،‬سواء من مالك المال أو من الجهة التي‬
‫فوضها ولي األمر بجمع الزكاة وصرفها على مستحقيها‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك إيداع أموال الزكاة في البنوك اإلسالمية للحاجة إلى حفظ‬
‫أموال الزكاة ولكنها حسابات مضمونة وألن المقصود من ذلك حفظها ال إقراضها‪.‬‬
‫وتوصي الندوة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬دعوة اللجان والجمعيات المعنية بجمع الزكاة وتوزيعها بإنشاء صناديق‬
‫لإلقراض‪ ،‬لتجمع األموال لها من غير أموال الزكاة‪ ،‬والقيام بإقراضها‪.‬‬
‫‪ -2‬الدعوة لوقف النقود لإلقراض‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫دفع المنافع في الزكاة‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في هذا الموضوع‪ ،‬وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫يمكن تصوير المسألة بأمثلة عديدة منها‪ :‬حاجة المستحق للزكاة المريض إلجراء‬
‫عملية جراحية ال يملك أجرتها‪ ،‬وال يقبل المستشفى أو الطبيب تقديمها بأجـرة مؤجلـة‬
‫فيقوم بإجراء العملية باحتساب تلك الخدمة زكاة‪ ،‬أو حاجة عائلة مستحقة للزكاة‬
‫للسكن وال تملك أجرته وال يصار لتأجيرها بأجرة مؤجلة فيقدم المزكي منفعة السكن‬
‫لها بنية الزكاة‪ ،‬وهكذا‪ ...‬وقد انقسم الرأي حولها إلى اتجاهين‪.‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬جواز إخراج المنفعة زكاة عما وجب على المزكي إخراج زكاته‬
‫من شتى األموال‪ ،‬وذلك بتقديم ذوي المهن خدماتهم‪ ،‬أو مالكي المستغالت (األعيان‬

‫(‪ )1‬الندوة الثامنة ع�شرة – بيروت – ‪ 2009‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬المرجع ال�سابق‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الصالحة للتأجير) منافعها‪ ،‬لمستحقي الزكاة‪ ،‬وذلك بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الخدمة أو المنفعة ُمت َقومة‪ ،‬أي يباح االنتفاع بها شرع ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الخدمة أو المنفعة معلومة ببيان وصفها ومقدارها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ُت َق َّوم الخدمة أو المنفعة المقدمة زكاة بقيمة عادلة (قيمة المثل)‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬عدم جواز تقديم المنفعة زكاة‪.‬‬
‫ورجحت الندوة االتجاه األول باألغلبية‪.‬‬
‫تزاحم األسباب الموجبة للزكاة في المال الواحد (‪:)1‬‬
‫أوالً‪ :‬يراد بتزاحم األسباب الموجبة للزكاة في المال الواحد‪ :‬اجتماع األسباب الموجبة‬
‫للزكاة على محل زكوي واحد‪ ،‬كما إذا اجتمع مع عروض التجارة سبب آخر‬
‫للزكاة كالسوم أو الزرع‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬إذا حصل هذا التزاحم‪ ،‬فإنه يراعى ما يلي‪:‬‬
‫أال يؤدي ذلك إلى أداء زكاة المال نفسه في العام الواحد مرتين‪ ،‬منع ًا للثنى في الزكاة‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫عدم صدور نظام من الدولة بسنده الشرعي يلزم بأحد األسباب ألن حكم الحاكم‬ ‫‪2‬ـ‬
‫يرفع الخالف‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬من أوجه الترجيح بين األسباب عند تزاحمها النظر في‪:‬ـ‬
‫ـ األٌقوى دليالً‪.‬‬
‫ـ أو نية المزكي‪.‬‬
‫ـ أو مقصد الزكاة بتحقيق العدل بالنظر إلى األحظ للفقير‪ ،‬واألرفق بالمزكي‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬تؤكد الندوة على ما جاء في قرارات الندوة السابعة‪ ،‬والندوة الثامنة‪ ،‬والندوة الثانية‬
‫عشرة‪ ،‬والندوة الحادية والعشرين‪ ،‬وعلى ما جاء في مشروع القانون النموذجي للزكاة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة ـ المملكة الأردنية الها�شمية ـ نوفمبر ‪.2016‬‬

‫‪165‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬

‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز قبول الزكاة العينية وبيعها في السوق الخيري؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز للمزكي إخراج زكاة ماله عين ًا‪ ،‬كما يجوز له إخراجها بالقيمة‪ ،‬وال‬
‫يجوز له أن يخرج من المال رديئة بل يخرج أوسطه أو أجوده لقوله تعالى‪:‬‬
‫﴿ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﴾ ويجوز لبيت‬
‫الزكاة قبول الزكاة العينية ممن أخرجها عين ًا‪ ،‬وإذا قبلها فله تمليكها كما هي‬
‫للمستحقين وله أن يبيعها ويجعل ثمنها في مصارف الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/6‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬شخص لديه حساب توفير لكن رصيده يتغير مع مرور الوقت‪ ،‬فعلى أي مبلغ‬
‫يقوم بحساب الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ينبغي (أوالً) مراعاة العام القمري في حسابات الحول‪ ،‬أو احتساب الفرق‪.‬‬
‫(ثاني ًا) إن هذا المثال هو تطبيقات قضية المال المستفاد‪ ،‬وحساب الحول‬
‫للمال المستفاد في أثناء الحول كالتالي‪ :‬متى ُوجد للشخص نصاب فقد بدأ‬
‫الحول بالنسبة إليه‪ .‬أما الزيادة على ما كان لديه أول الحول فإن كان بطريق‬
‫النماء من المال نفسه كربح التجارة ونتاج الماشية‪ ،‬فاإلجماع على ضمها‬
‫للمال األصلي واعتبار حولهما واحد ًا‪ ،‬أما ما استفيد من غير هذا الطريق‪،‬‬
‫ضمه للمال األصلي‬ ‫كالهبات والميراث والمرتبات‪ ،‬فإن الحنفية يرون ّ‬
‫واعتبار حول واحد لهما وتزكية جميع ما عنده في نهاية الحول‪ ،‬وعلى هذا‬
‫ُينظر في نهاية الحول‪ ،‬فإن كان عند الشخص نصاب أو أكثر زكاه‪ ،‬وإن كان ما‬
‫عنــده أقل من النصــاب فليـس عليه زكـاة إلى أن يكتمل حول جديد ولديه‬
‫نصاب‪ ،‬إما إذا نفذ جميع المبلغ الذي ُبدئ به الحول فإنه ينظر إلى ّأول وقت‬

‫‪166‬‬
‫يكتمل فيه نصاب ُفيعتبر مبدء ًا للحول‪.‬‬
‫ويرى الشافعية والحنابلة أنه ُيحسب حول مستقل لكل مبلغ من مبالغ المال المستفاد‬
‫(من غير طريق النماء والنتاج) والمالكية كذلك إال في الماشية ُفيضم المستفاد منها‪.‬‬
‫وترى الهيئة أن األخذ بمذهب الحنفية أحوط‪ ،‬ألنه أحظ للفقير‪ ،‬وأيسر على‬
‫أصحاب األموال في الحساب‪ .‬على أنه ال حرج في األخذ بالرأي اآلخر‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/22‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم وآلية احتساب زكاة الرواتب وأصحاب المهن الحرة؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان للعامل أو المكتسب ‪ -‬بأي طريق كان كسبه الحالل ومهما كانت‬
‫مهنته أو طريقة دخله المالي‪ -‬نصاب من الزكاة من أي مال زكوي كان‪ ،‬بدأ‬
‫الحول في حقه من تاريخ ملكه النصاب‪ ،‬فإذا كسب في أثناء الحول ماال من‬
‫جنسه‪ ،‬ولم يصرفه في حوائجه‪ ،‬ضم هذا المال إلى أمواله األخرى‪ ،‬وفي‬
‫نهاية الحول يحسب ماله‪ ،‬فإن كان نصابا فأكثر زكاه كله بنسبة ‪ ،%2،5‬وإن‬
‫كان أقل من النصاب لغا الحول في حقه‪ ،‬فإذا كسب نصاب ًا بعد ذلك بدأ عليه‬
‫حول جديد‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فإذا كان المال المستفاد من غير جنسه لم يضم إليه‪،‬‬
‫ولكن يفرد له حول مستقل إن بلغ النصاب‪ ،‬كأن يكون عنده نقود واستفاد‬
‫مواشي‪ ،‬فال تضم إليه‪.‬‬
‫وإذا لم يكن للعامل نصاب من الزكاة‪ ،‬وليس له إال دخله‪ ،‬فإن كان يصرفه كله‬
‫في حوائجه فال زكاة عليه‪ ،‬وإن كان يدخر منه شيئا‪ ،‬فإن بلغ المدخر الزكوي‬
‫منه نصابا بدأ الحول عليه‪ ،‬فإن تم الحول وعنده نصاب زكاه بنسبة ‪،%2.5‬‬
‫وإن كان في نهاية الحول أقل من النصاب لغا الحول‪ ،‬فإذا ملك نصابا بعد‬
‫ذلك بدأ عليه حول جديد‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫هذا هو مذهب الحنفية وهو ما تراه الهيئة وهو أيضا ما أقره المؤتمر األول‬
‫للزكاة وأقرته ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫وأضافت الهيئة قرار المؤتمر األول للزكاة المتعلق بهذا الشأن ونصه‪ :‬من كان‬
‫عنده نصاب من أول الحول فنما ماله بربح أو غيره كميراث أو هبة أو راتب أو عالوات‪،‬‬
‫فإنه يضم ذلك إلى ما عنده من النصاب ويزكي الجميع عند تمام الحول‪ ،‬ولو لم يمر‬
‫حول كامل على ذلك المال الذي استفاده أثناء الحول‪.‬‬
‫وكذلك ما جـــاء في كتاب دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات (المادة‬
‫‪ )87‬ونصها كالتالي‪ :‬هذا النوع من المكاسب ليس فيه زكاة حين قبضه ولكن ما لم ينفق‬
‫منه يكون مندرج ًا في سائر األموال الزكوية في النصاب والحول‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2013/1‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬رجل لديه مكتبة تجارية لبيع الكتب قدرت زكاة ماله بـ (‪ )900‬دينار فقام‬
‫وأنشأ معرض ًا خيري ًا لصالح المجاهدين وعرض به كتب تقدر قيمتها بـ‬
‫وح ّصل قيمتها‪ .‬هل يجوز أن ُيخرج هذا‬ ‫(‪ )900‬دينار‪ ،‬فباعها في العرض َ‬
‫المبلغ المحصل من قيمة الكتب زكاة ماله؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز أن ُيقدر ما قيمته (‪ )900‬دينار من الكتب ثم يبيعها مع اإلعالن بأنها‬
‫للمجاهدين‪ ،‬فإن تحصل المبلغ فبها‪ ،‬وإذا زاد المبلغ فيدفع مبلغ الزكاة الزائد‬
‫لصالح المجاهدين‪ ،‬وإن نقص ثمنها عن مبلغ الزكاة ُيكمله من ماله‪ ،‬ألن‬
‫الغالب أن الزيادة إنما تحصلت بسبب رغبة المشترين في معاونة المجاهدين‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87/7‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬موظف يوفر من مرتبه مبلغ ًا متفاوت ًا من المال شهري ًا‪ ،‬وفي نهاية الحول يكون‬
‫لديه مبلغ من المال بعضه حال عليه الحول واألخر لم يمض عليه الحول‪،‬‬
‫فكيف يحسب زكاة ماله؟‬
‫الجواب‪ :‬تجب الزكاة في مال الموظف إذا اجتمعت فيه شروط وجوب الزكاة من‬
‫حوالن الحول وبلوغ النصاب وغيرهما من الشروط وهي أن يزكي جميع‬

‫‪168‬‬
‫ما لديه من المال عندما يحول الحول على أول نصاب ملكه وإن لم يمض‬
‫الحول على المبالغ األخرى لديه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89/3‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز للفرد المزكي إخراج زكاته عين ًا‪ ،‬ولبيت الزكاة كمؤسسة قائمة على‬
‫جمع وصرف الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل في إخراج الزكاة أن تكون من جنس المال المزكى إال في عروض‬
‫التجارة فاألصل إخراجها نقد ًا‪ ،‬ويجوز إخراج زكاة المال من األعيان‬
‫(العروض) إذا كان في ذلك مصلحة للفقير أو يدفع حرج ًا عن المزكي في‬
‫حالة عدم توفر السيولة عنده‪ ،‬وعلى ذلك يجوز لبيت الزكاة قبولها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)92/1‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬هل على المال المرهون في البنك على شكل وديعة تدر ربح ًا سنوي ًا زكاة؟‬
‫مثـــال‪ :‬تفرض الجهة المختصة على من يرغب بفتح مكتب استقدام أيدي عاملة أن‬
‫يضع تأمين ًا في البنك قدره (‪ 5000‬د‪.‬ك) ال يحق له التصرف فيه إلى أن تنتهي‬
‫أعمال المكتب‪ ،‬فيقوم صاحب المكتب برهنها على شكل وديعة حتى يستفيد‬
‫من ربحها السنوي‪ ،‬فالمال مرهون وال يمكنه التصرف به من جانب‪ ،‬ومن‬
‫جانب آخر يدر عليه ربح ًا سنوي ًا‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يعتبر هذا المال ماالً محجوز ًا ال يحق لصاحبه التصرف فيه فال زكاة فيه حتى‬
‫يقبضه فع ً‬
‫ال فيزكيه عن سنة واحدة فقط‪ ،‬أما األرباح الناشئة عن هذا التأمين‬
‫فيضمها إلى ما عنده من نصاب إن وجد ويزكيه بزكاته‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)96/6‬‬

‫‪169‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى بيان مدى جواز إخراج الزكاة من التركة قبل توزيعها على الورثة‪ ،‬وإذا‬
‫علم أن المتوفى لم يكن يخرج الزكاة؟ وكذلك لو علم أن المتوفى كان يخرج‬
‫الزكاة‪ ،‬لكنه ونظر ًا لمرضه لم يخرج زكاة العام الذي توفي فيه‪ .‬فهل يجب على‬
‫الورثة في كلتا الحالتين إخراج الزكاة من التركة قبل توزيعها‪ ،‬أم ال؟‬
‫وإذا كانت اإلجابة بالوجوب‪ ،‬فكيف يتم تقدير السنوات في الحالة األولى؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا مات من وجبت عليه الزكاة أخذت من تركته لسنة أو سنوات ولم تسقط‬
‫يوص بها‪ ،‬ألنها حق واجب للفقراء فلم تسقط بالموت‪ ،‬لقوله‬ ‫ِ‬ ‫بموته‪ ،‬ولو لم‬
‫عليه الصالة والسالم‪( :‬فدين الله أحق بالوفاء) فيخرجها وارث وغيره‪ ،‬أما إذا‬
‫لم يعلم أنه كان يخرج زكاته أو ال فاألصل أنه ال يجب على ورثته إخراجها‪.‬‬
‫وأما عن تقدير الزكاة لألعوام السابقة فإذا لم يعلم عدد السنوات التي وجبت‬
‫فيها الزكاة فتقدر بما يغلب على الظن‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98/8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬رجالن أحدهما مدين لآلخر بمبلغ من المال‪ ،‬وهناك رجل ثالث وكيل عن‬
‫االثنين الدائن والمدين‪ ،‬وحيث إن الدائن رجل غني فقد وكّل الشخص‬
‫الثالث بإخراج الزكاة نيابة عنه‪ ،‬فهل يجوز لهذا الوكيل أخذ الزكاة‪ ،‬من الدائن‬
‫واستالمها نيابة عن المدين باعتباره وكي ً‬
‫ال عنه ثم يردها للدائن وفاء لدينه دون‬
‫أن يستلم المدين شيئ ًا من هذا المبلغ‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة الشرعية أنه يجوز لهذا الوكيل أخذ الزكاة‪ ،‬من الدائن واستالمها‬
‫نيابة عن المدين باعتباره وكي ً‬
‫ال عنه ثم يردها للدائن وفاء لدينه دون أن يستلم‬
‫المدين شيئ ًا من هذا المبلغ على أال يكون هناك اتفاق‪.‬‬
‫الهيئة الشرعة (‪)98/12‬‬

‫‪170‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬تقدم شخص لم يخرج زكاة أمواله لسنوات مضت‪ ،‬وأراد أن يخرج ما عليه‬
‫من زكاة عن جميع السنوات السابقة‪ ،‬وبالرجوع إلى كشف حسابه استطاع‬
‫معرفة أرصدته في نهاية كل حول من تلك السنوات‪ ،‬فهل يخرج زكاة ماله‬
‫على كل رصيد في نهاية الحول؟ أم أنه يخصم من السنة الثانية زكاة السنة‬
‫األولى ويزكي الباقي‪ ،‬وهكذا؟‬
‫الجواب‪ :‬يجب على السائل إخراج الزكاة عن السنوات الماضية‪ ،‬بأن يحسب زكاة السنة‬
‫األولى من السنوات الفائتة‪ ،‬ثم يحسم مقدار زكاتها في السنة الثانية‪ ،‬وهكذا‬
‫إلى أن يخرج زكاة السنوات الفائتة جميع ًا‪ ،‬وهو مشروط بأن يبلغ رصيد كل‬
‫سنة النصاب فأكثر مع مراعاة سائر الشروط األخرى لوجوب الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/3‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬شخص قام بكفالة شخص آخر في شراء سيارة‪ ،‬ثم سافر المشتري إلى بلده‬
‫نهائي ًا‪ ،‬وامتنع عن دفع األقساط المستحقة متعل ً‬
‫ال بظروفه المادية الصعبة‪ ،‬فهل‬
‫يجوز للكفيل دفع األقساط المتأخرة من زكاته؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة بأنه ال يجوز لمن قام بكفالة آخر‪ ،‬ثم امتنع المكفول عن السداد‪،‬‬
‫أن يحسب ما التزمه بكفالته من زكاته‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/3‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز لألفراد إخراج زكاة أموالهم عين ًا مما يملكون من عروض قنية خاصة‬
‫بهم زائدة عن حاجاتهم‪ ،‬أو شراء مواد غذائية أو مالبس وتمليكها للمستحقين‬
‫بدل إخراج الزكاة نقد ًا؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل أن تخرج زكاة المال من جنــس المــال الــذي وجـبت فيــه‪،‬‬

‫‪171‬‬
‫ســـوى أمــوال التجارة‪ ،‬حيث تخرج أموالها نقد ًا‪.‬‬
‫وال بأس بإخراج المزكي زكاة ماله تجاري ًا كان أو غيره‪ ،‬عروض ًا استهالكية‪،‬‬
‫أو مواد غذائية أو مالبس‪ ،‬أو غير ذلك مما يحتاجه الفقير وينتفع به في حياته‬
‫ومعاشه‪ ،‬سواء كانت هذه األعيان في ملكه‪ ،‬أو يشتريها ليخرجها للفقير عن‬
‫الزكاة‪ ،‬وذلك بحسب قيمتها في السوق يوم إخراجها للفقير في حالتها الراهنة‬
‫يوم اإلخراج بما يغطي ما وجب عليه من الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2000/9‬‬
‫(‪)13‬‬
‫السؤال‪ :‬الرجاء التكرم ببيان الحكم الشرعي في زكاة مال األسير والمفقود حيث إنه‬
‫مودع في البنك على شكل ودائع استثمارية‪ ،‬أو أرصدة أخرى في حساب‬
‫التوفير‪ ،‬ولها أرباح سنوية؟‬
‫الجواب‪ :‬يجب على ذوي األسير والمفقود رفع أمره إلى القاضي ليعين وصي ًا على‬
‫أمواله في مدة أسره وفقده‪ ،‬وتجري عليه أحكام ولي اليتيم‪ ،‬فيحفظ له أمواله‬
‫وينميها له ويؤدي منها ما وجب فيها من نفقة واجبة وزكاة مفروضة‪ ،‬وتقوم نية‬
‫الوصي مقام نية األسير والمفقود‪ ،‬هذا إذا لم يترك وكي ً‬
‫ال وكّله بإخراج الزكاة‪،‬‬
‫ال بذلك جاز للوكيل إخراج الزكاة من أموال األسير أو المفقود‪.‬‬ ‫فإن ترك وكي ً‬
‫فإذا حكم القاضي بوفاته ُفتقسم أمواله قسمة ميراث بين ورثته‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002/1‬‬
‫(‪)14‬‬
‫السؤال‪ :‬تاجر عليه قرض مدته سنة وليس في نيته السداد ألنه إذا سدد القرض سوف‬
‫يقوم بتسييل االستثمارات الموجودة لديه ويقوم بجدولة القرض مع البنك‬
‫لمدة سنة أخرى‪ ،‬هل يعتبر في هذه الحالة القرض قصير األجل ويخصم من‬
‫الموجودات الزكوية على اعتبار أنه سدد القرض القديم وأخذ قرض ًا جديد ًا‪،‬‬
‫أو اعتباره قرض ًا طويل األجل وال يخصم من الموجودات الزكوية؟‬

‫‪172‬‬
‫الجواب‪ :‬يحسم من الوعاء الزكوي باعتباره مدين ًا فيما يقابل السنة مع تحمل إثم جدولة‬
‫الدّ ين على اعتباره َدين ًا ربوي ًا ال يجوز الدخول فيه أصالً‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2003/5‬‬
‫(‪)15‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز لبيت الزكاة قبول الزكوات العينية التي يصعب بيعها؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا رأى بيت الزكاة أنها ال تباع وال ينتفع الفقير بها فإنه ال يقبلها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006/7‬‬
‫(‪)16‬‬
‫السؤال‪ :‬كثرت األسئلة في اآلونة األخيرة عن حكم الزكاة في المال المرصد للحاجات‬
‫األصلية مثل الزواج – شراء البيت أو غير ذلك‪ ،‬حيث أفاد بعض السائلين‬
‫بأن هناك عدة فتاوى من بعض العلماء تفيد بأنه ال زكاة في األموال المرصدة‬
‫للحاجات األصلية‪ ،‬وهو مخالف لما أقرته الندوة الرابعة عشرة لقضايا الزكاة‬
‫المعاصرة من وجوب الزكاة في هذه األموال‪ ،‬فالرجاء التكرم ببيان رأي الهيئة‬
‫الشرعية في هذا الموضوع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تؤكد الهيئة على قرار الندوة الرابعة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة في موضوع‬
‫زكاة األموال المرصدة للحاجات األصلية ونصه‪:‬‬
‫إن المال المرصد لحاجة من الحاجات األصلية إذا لم يوضع فيها فع ً‬
‫ال وحال‬
‫عليه الحول وهو عند مالكه وكان نصاب ًا بذاته أو بضمه إلى الموجودات‬
‫الزكوية األخرى تجب زكاته لوجود الملك التام والنماء ولو تقدير ًا وهو ما‬
‫عليه جمهور الفقهاء والمحققون من فقهاء الحنفية‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك المبلغ الذي يستحق صرفه فع ً‬
‫ال ألداء دين الله عز وجل أو ديون‬
‫ال فهو خارج عن ملكه‪.‬‬‫العباد فإنه مرصد إلبراء الذمة وهو مستحق للصرف فع ً‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008/8‬‬

‫‪173‬‬
‫(‪)17‬‬
‫السؤال‪ :‬توفي رجل وترك ثروة قسمت بين أوالده القسمة الشرعية ولكنهم لم يعلموا‬
‫بوديعة من الودائع االستثمارية إال بعد مرور عشرين عام ًا‪ ،‬وتم تنضيضها‬
‫واقتسامها بين الورثة‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬هل يجب على الورثة أن يزكي كل واحد منهم نصيبه عن العشرين عام ًا‬
‫الماضية‪ ،‬أم أنه تكفي زكاة سنة واحدة لعدم علمهم بها في المدة الماضية؟ مع‬
‫العلم أنها كانت تستثمر لدى المصرف وتدر أرباح ًا سنوية في تلك الفترة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تؤكد الهيئة على ما جاء في فتاوى الندوة السابعة عشرة لقضايا الزكاة المعاصرة‬
‫فيما يخص موضوع زكاة المال الموروث الفقرة (‪ )3‬ونصها كالتالي‪:‬‬
‫‪ -3‬إذا توفي مسلم وتعذر على ورثته اقتسام تركته بينهم إثر وفاته ألسباب‬
‫خارجة عن إرادتهم فال تلزمهم زكاة حصصهم فيها قبل التمكن من قبضها‬
‫فإذا تمكنوا من قبضها زكوها عن سنة واحدة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009/2‬‬
‫(‪)18‬‬
‫السؤال‪ :‬والدي كبير في السن وصل إلى مرحلة التخريف وقد أشار علينا بعض اإلخوة‬
‫برفع قضية عند المحكمة للحجر على أبينا وتعيين ولي عليه للتصرف في‬
‫أمواله وإخراج الزكاة عنه‪ ،‬وكما تعلمون بأن هذا األمر يصيبنا بحرج كبير من‬
‫الناحية االجتماعية‪ ،‬فهل يجوز لنا باتفاق جميع الورثة أن نخرج الزكاة نيابة‬
‫عنه دون الرجوع للمحكمة؟ وما حكم الزكاة التي تم دفعها عن أمواله في‬
‫السنوات السابقة؟‬
‫الجواب‪ :‬اإلصابة بالخرف ال تسقط وجوب الزكاة في المال‪ ،‬ويجوز ألوالده إخراج‬
‫زكاة ماله دون الرجوع إلى المحكمة‪ ،‬وأما الزكاة التي تم دفعها عن أمواله‬
‫في السنوات السابقة فهي مجزئة وتبرأ بها الذمة‪ ،‬وال حرج برفع األمر إلى‬

‫‪174‬‬
‫القضاء لتعيين وصي درء ًا لحصول النزاع مستقب ً‬
‫ال وال يعتبر ذلك من العقوق‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2016/6‬‬
‫(‪)19‬‬
‫ورد إلينا من أحد المتبرعين األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬اتفق مجموعة من األشخاص على فتح حساب خاص لديوانهم الذي‬
‫يرتادونه بشكل دائم من أجل صيانة وترميم وتجديد الديوان باإلضافة إلى‬
‫الخدمات التي تقدم في الديوان‪ ،‬وذلك من خالل استقطاعات شهرية تخصم‬
‫من حساباتهم وتودع في حساب الديوان‪ ،‬على أن ال يحق ألي من هؤالء‬
‫األشخاص التصرف بهذه األموال بغير الغرض الذي اتفق عليه‪.‬‬
‫فهل على هذه األموال زكاة؟‬
‫السؤال الثاني‪ :‬تقوم بعض العوائل بإنشاء صندوق خاص بها لمواجهة الحاجات‬
‫والطوارئ التي تقع على أفراد العائلة‪ ،‬ويلتزم جميع أفراد العائلة بالتبرع له‬
‫شهري ًا أو سنوي ًا بمبلغ معين‪ ،‬ولهذا الصندوق مجلس إدارة يقوم بإدارة هذا‬
‫الصندوق وتقدير احتياجات أفراد العائلة‪ ،‬ومتابعة جميع أعماله‪.‬‬
‫فما مدى تعلق الزكاة بهذا الصندوق؟‬
‫السؤال الثالث‪ :‬عندنا في بيت الزكاة استقطاع شـهري من الموظفين بمبلغ ثالثة دنانير‪،‬‬
‫لقاء استخدام مواقف السيارات‪ ،‬وتوضـع هذه المبالغ في حساب معين‪،‬‬
‫يشرف عليه مجلس إدارة منتخب من موظفي البيت‪ ،‬وتخصص هذه األموال‬
‫لخدمات الموظفين من أنشطة ومسابقات وحفالت وخالفه‪.‬‬
‫فما حكم الزكاة في هذه المبالغ؟‬
‫الجواب‪ :‬السؤال األول‪:‬‬
‫تعد هذه األموال التي في الصندوق ملك ًا مشترك ًا لجميع المشتركين في‬

‫‪175‬‬
‫الصندوق ولم يخرج عن ملكهم‪ ،‬وعليه يعد مال هذا الصندوق ماالً زكوي ًا‬
‫يزكى كل عام مثل أي مال شركة من الشركات األخرى إذا توافرت فيه شروط‬
‫الزكاة من الحول والنصاب وغير ذلك‪.‬‬
‫هذا إذا لم يكن المال مرصد ًا لديوان موقوف‪ ،‬أما الديوان الموقوف إذا‬
‫رصد هذا المبلغ له بنية التبرع لصندوق الديوان لينفق على ترميمه ومصالحه‬
‫وضيوفه وزواره فيخرج عن ملك المتبرعين بالتسليم للقائم على الصندوق‬
‫إلى ملك هذا الوقف الخيري‪ ،‬وعندها تسقط الزكاة فيه عن المتبرعين‬
‫لخروجه عن ملكهم‪ ،‬وال تجب الزكاة فيه على الوقف ألن الوقف الخيري ال‬
‫زكاة في ماله‪.‬‬
‫الجواب السؤال الثاني‪:‬‬
‫ينطبق على هذا المال حكم المال المرصد لديوان غير موقوف‪ ،‬وبالتالي‬
‫تجب الزكاة فيه على مالكيه بشروطها الشرعية من الحول والنصاب وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الجواب السؤال الثالث‪:‬‬
‫هذه الدنانير الثالثة التي تدفع من بعض الموظفين شهري ًا تعد أجرة للمواقف‬
‫التي يوقفون فيها سياراتهم‪ ،‬ولهذا فإنها تخرج بذلك عن ملكهم وال تجب‬
‫زكاتها عليهم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002/4‬‬

‫*******‬

‫‪176‬‬
‫الباب احلادي ع�شر‬
‫م�صارف الزكاة‬

‫‪177‬‬
‫م�صارف الزكاة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -1‬مصرف (الفقراء والمساكين)‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع الفقراء والمساكين‬
‫وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الفقير هو الذي ال مال له وال كسب يقع موقع ًا من كفايته‪ ،‬والمسكين هو الذي‬
‫يملك ما يقع موقع ًا من كفايته وال يكفيه لمدة سنة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬يعطى من سهم الفقراء والمساكين ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من كان بحاجة إلى الزواج وهو عاجز عن تكاليفه المعتادة لمثله‪.‬‬
‫‪ -2‬طالب العلم العاجز عن الجمع بين طلب العلم والتكسب‪.‬‬
‫‪ -3‬العاجزون عن التكسب‪.‬‬
‫‪ -4‬من لم يجد عم ً‬
‫ال يليق بمكانته ومروءته‪.‬‬
‫‪ -5‬العاملون في وظائف عامة أو خاصة ممن ال تكفي دخولهم من مرتبات أو غيرها‬
‫لسد حاجاتهم‪.‬‬
‫‪ -6‬آل البيت الذين ال يعطون كفايتهم من بيت المال‪.‬‬
‫‪ -7‬الزوج الذي ال يملك كفايته وال يقدر على تحصيلها‪ ،‬فيجوز لزوجته أن تعطيه من‬
‫زكاة مالها‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬ال يخرج عن وصف الفقر أو المسكنة من تحقق فيه المعنى المتقدم في (أوالً) ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من له مسكن مالئم يحتاج إليه فال يكلف بيعه لإلنفاق منه‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثامنة ـ الدوحة ـ ‪1998‬م‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ -2‬من له مال ال يقدر على االنتفاع به وال يتمكن من الحصول عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬من له نصاب أو نصب ال تفي بحوائجه وحوائج من يعولهم‪.‬‬
‫‪ -4‬من له عقار يدر عليه ريع ًا ال يفي بحاجته‪.‬‬
‫‪ -5‬من لها حلي تتزين بها وال تزيد عن حوائج مثلها عادة‪.‬‬
‫‪ -6‬من له أدوات حرفة يحتاج إلى استعمالها في صنعته وال يكفي كسبه منها وال من‬
‫غيرها حاجته‪.‬‬
‫‪ -7‬من كانت لديه كتب علم يحتاج إليها سواء أكانت كتب علوم شرعية أم كانت‬
‫كتب علوم أخرى نافعة‪.‬‬
‫‪ -8‬من كان له َدين ال يستطيع تحصيله لكونه مؤج ً‬
‫ال أو على مدين مفلس أو مماطل‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬يعطي الفقير والمسكين كفايته لمدة عام‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬يقصد بالكفاية كل ما يحتاج إليه هو ومن يعولهم من مطعم وملبس ومسكن‬
‫وأثاث وعالج وتعليم أوالده وكتب علم إن كان ذلك الزم ًا ألمثاله وكل ما يليق‬
‫به عادة من غير إسراف وال تقتير‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬مراعاة حاجات المسلم بال تفريق بين فقير وفقير باعتبار جنسيته‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬نظر ًا لشيوع ادعاء الفقر والمسكنة ينبغي التحري في حالة االشتباه قبل اإلعطاء‬
‫ويراعى في ذلك وسائل اإلثبات الشرعية‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬ال يعطى من سهم الفقراء والمساكين من يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬األغنياء وهم من يملكون كفايتهم وكفاية من يعولونهم لمدة سنة‪.‬‬
‫‪ -2‬األقوياء المكتسبون الذين يقدرون على تحقيق كفايتهم وكفاية من يعولونهم‪.‬‬
‫‪ -3‬آل البيت الذين يعطونهم كفايتهم من بيت المال‪.‬‬
‫‪ -4‬غير المسلمين‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬مصرف (العاملين على الزكاة)‬
‫‪ -1‬العاملون على الزكاة هم كل من يعينهم أولياء األمور في الدول اإلسالمية أو‬
‫يرخصون لهم أو تختارهم الهيئات المعترف بها من السلطة أو المجتمعات‬
‫اإلسالمية للقيام بجمع الزكاة وتوزيعها وما يتعلق بذلك من توعية بأحكام الزكاة‬
‫وتعريف بأرباب األموال وبالمستحقين ونقل وتخزين وحفظ وتنمية واستثمار‬
‫ضمن الضوابط والقيود التي أقرت في التوصية األولى من الندوة الثالثة لقضايا‬
‫الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫كما تعتبر هذه المؤسسات واللجان القائمة في العصر الحديث صورة عصرية من‬ ‫ ‬
‫والية الصدقات المقررة في النظم اإلسالمية ولذا يجب أن يراعى فيها الشروط‬
‫المطلوبة في العاملين على الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬المهام المنوطة بالعاملين على الزكاة منها ما له صفة والية التفويض (لتعلقها‬
‫بمهام أساسية وقيادية) ويشترط فيمن يشغل هذه المهام شروط معروفة عند‬
‫الفقهاء منها‪ :‬اإلسالم والذكورة واألمانة والعلم بأحكام الزكاة في مجال العمل‪.‬‬
‫وهناك مهام أخرى مساعدة يمكن أن يعهد بها إلى من ال تتوافر فيه بعض تلك‬ ‫ ‬
‫الشروط‪.‬‬
‫‪( -3‬أ) يستحق العاملون على الزكاة عن عملهم من سهم العاملين ما يفرض لهم من‬
‫الجهة التي تعينهم على أال يزيد عن أجر المثل ولو لم يكونوا فقراء‪ ،‬مع الحرص‬
‫على أن ال يزيد مجموع ما يدفع إلى جميع العاملين والتجهيزات والمصاريف‬
‫اإلدارية عن ُثمن الزكاة‪ .‬ويجب مراعاة عدم التوسع في التوظيف إال بقدر الحاجة‬
‫ويحسن أن تكون المرتبات كلها أو بعضها من خزانة الدولة وذلك لتوجيه موارد‬
‫الزكاة إلى المصارف األخرى‪.‬‬
‫(ب) ال يجوز للعاملين على الزكاة أن يقبلوا شيئ ًا من الرشاوى أو الهدايا أو‬ ‫ ‬
‫الهبات العينية أو النقدية‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الرابعة – المنامة – ‪1994‬م‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ -4‬تزويد مقار مؤسسات الزكاة وإداراتها بما تحتاج إليه من تجهيزات وأثاث وأدوات‬
‫إذا لم يكن توفيرها من مصادر أخرى كخزينة الدولة والهبات والتبرعات‪ ،‬يجوز‬
‫توفيرها من سهم العاملين عليها بقدر الحاجة شريطة أن تكون هذه التجهيزات‬
‫ذات صلة مباشرة بجمع الزكاة وصرفها أو أثر في زيادة موارد الزكاة‪.‬‬
‫‪ -5‬تجب متابعة ومراقبة لجان الزكاة من الجهات التي عينتها أو رخصتها تأسي ًا بفعل‬
‫النبي ‚ في محاسبته للعاملين على الزكاة‪.‬‬
‫والعامل على الزكاة أمين على ما في يده من أموال ويكون مسؤوالً عن ضمان‬ ‫ ‬
‫تلفها في حاالت التعدي والتفريط واإلهمال والتقصير‪.‬‬
‫‪ -6‬ينبغي أن يتحلى العاملون على الزكاة باآلداب اإلسالمية العامة كالرفق بالمزكين‬
‫والمستحقين والتبصير بأحكام الزكاة وأهميتها في المجتمع اإلسالمي لتحقيق‬
‫التكافل االجتماعي واإلسراع بتوزيع الصدقات عند وجود المستحقين والدعاء‬
‫لهم‪.‬‬
‫‪ -7‬يجب أن يخصص لمال الزكاة صندوق خاص يكون بمثابة بيت مال الزكاة تودع‬
‫فيه أموال الزكاة لتصرف في مصارفها الشرعية وال تضم إلى الخزانة العامة للدولة‬
‫(‪)1‬‬
‫مع مراعاة ما ورد في التوصيات الخاصة بالعاملين عليها في الندوة الرابعة‬
‫(‪)2‬‬
‫المستجدات الفقهية في مصرف العاملين على الزكاة‪:‬‬
‫تؤكد الندوة على قرارها في الندوة الرابعة المنعقدة في البحرين ‪1994‬م والمتعلق‬
‫بمصرف العاملين على الزكاة وتقرر فيما يتعلق بالمستجدات الفقهية فيه اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬العاملون على الزكاة‪:‬‬
‫يدخل في العاملين على الزكاة الجهات الخيرية الموكل والمرخص لها من قبل‬ ‫أ)‬
‫الدولة بجمع الزكاة وتوزيعها‪ ،‬وفي حكمها الجهات الخيرية والمراكز اإلسالمية‬
‫خارج بلدان العالم اإلسالمي المأذون لها أو المفوضة من قبل المجتمع المسلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة – ال�شارقة – ‪1996‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة ال�سابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة – المنامة – مملكة البحرين ‪2020‬م‬

‫‪182‬‬
‫ب) ال يدخل في االستحقاق من مصرف العاملين على الزكاة الجهات التطوعية‬
‫واألفراد المتطوعون وإن كان مرخص ًا لهم بجمع الزكاة وتوزيعها‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬مستجدات متعلقة بشروط العاملين على الزكاة‪:‬‬
‫ال يجوز االستعانة بغير المسلمين إال في األعمال المساعدة وعند الضرورة‬ ‫أ)‬
‫المقتضية لذلك‪.‬‬
‫ب) يجوز عمل المرأة المسلمة في األعمال المتعلقة بالزكاة التي تتناسب مع طبيعتها‬
‫وتحقق مقصود الزكاة‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬ما يستحقه العاملون على الزكاة‪:‬‬
‫يتم تقدير أجرة المثل للعاملين على الزكاة بالرجوع إلى أهل الخبرة في مجال‬ ‫أ)‬
‫العمل نفسه وفق االختصاصات التي يتطلبها مع مراعاة أن ال يزيد عن الحد‬
‫األعلى المخصص لسهم العاملين على الزكاة وهو ال ُثمن ( ‪ )%12.5‬من حصيلة‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫ب) ال يجوز الزيادة على الحد األعلى المخصص لسهم العاملين من مال الزكاة مهما‬
‫تعددت الجهات العاملة على الزكاة‪.‬‬
‫ج) ال تدفع أي حوافز أو مكافآت تشجيعية من أموال الزكاة مهما كانت تسميتها‪.‬‬
‫ال يجوز اإلنفاق على اإلعالم والبرامج الدعائية لجمع األموال من حساب الزكاة؛‬ ‫د)‬
‫لعدم شمول مصارف الزكاة لها‪ ،‬ويجوز الصرف عليها من حساب التبرعات‬
‫والصدقات واألوقاف شريطة إعالم المتبرعين والمتصدقين والواقفين بذلك‪.‬‬
‫هـ) يصرف الفائض المالي من سهم العاملين على الزكاة نهاية السنة المالية في‬
‫مصارف الزكاة األخرى‪.‬‬
‫يجوز استخدام وسائل الدفع اإللكترونية واقتطاع مبلغ عند كل معاملة‪ ،‬وتحسب‬ ‫و)‬
‫هذه المبالغ من سهم العاملين عليها إذا لم تتحملها الدولة أو أي جهة أخرى‬
‫تتبرع بها‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫يجب فصل حساب الزكاة عن الحسابات الخيرية األخرى كالوقف والكفارات‬ ‫ز)‬
‫والنذور والصدقات العامة‪.‬‬
‫ح) تلتزم الجهات الخيرية ومن في حكمها بالفتاوى والقرارات الشرعية ذات الصلة‬
‫في تطبيق أحكام الزكاة‪ ،‬وينبغي تدريب العاملين في هذه الجهات وتثقيفهم‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫ط) توصي الندوة الجهات الخيرية بإنشاء وقف يصرف ريعه على األعمال اإلدارية‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -3‬مصرف (المؤلفة قلوبهم)‬
‫ناقش الحاضرون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع (المؤلفة قلوبهم)‪،‬‬
‫وبعد المداولة انتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مصرف “المؤلفة قلوبهم” الذي هو أحد مصارف الزكاة الثمانية‪ ،‬وهو من التشريع‬
‫المحكم الذي لم يطرأ عليه نسخ كما هو رأي الجمهور‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬من أهم المجاالت التي يصرف عليها هذا السهم ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تأليف من يرجى إسالمه وبخاصة أهل الرأي والنفوذ ممن يظن أن له دور ًا كبير ًا‬
‫في تحقيق ما فيه صالح المسلمين‪.‬‬
‫‪ -2‬استمالة أصحاب النفوذ من الحكام والرؤساء ونحوهم لإلسهام في تحسين‬
‫ظروف الجاليات واألقليات اإلسالمية ومساندة قضاياهم‪.‬‬
‫‪ -3‬تأليف أصحاب القدرات الفكرية واإلسالمية لكسب تأييدهم ومناصرتهم لقضايا‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫‪ -4‬إيجاد المؤسسات العلمية واالجتماعية لرعاية من دخل في دين الله وتثبيت‬
‫قلبه على اإلسالم وكل ما يمكنه من إيجاد المناخ المناسب معنوي ًا ومادي ًا لحياته‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة – الكويت – ‪ 1992‬م‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬يراعى في الصرف من هذا السهم الضوابط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يراعى في الصرف المقاصد ووجوه السياسة الشرعية بحيث يتوصل به إلى‬
‫الغاية المنشودة شرع ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اإلنفاق بقدر ال يضر بالمصارف األخرى وأال يتوسع فيه إال بمقتضى‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫‪ -3‬توخي الدقة والحذر في أوجه الصرف لتفادي اآلثار غير المقبولة شرع ًا‪ ،‬أو ما‬
‫قد يكون له ردود فعل سيئة في نفوس المؤلفة قلوبهم وما قد يعود بالضرر على‬
‫اإلسالم والمسلمين‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬تستخدم الوسائل واألساليب المتقدمة الحديثة والمشاريع ذات التأثير األجدى‬
‫واختيار األنفع واألقرب لتحقيق المقاصد الشرعية من هذا المصرف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬مصرف (في الرقاب)‬
‫نظر ًا إلى أن مصرف (في الرقاب) ليس موجود ًا في الوقت الحاضر‪ ،‬فإنه ينقل‬
‫سهمهم إلى بقية مصارف الزكاة(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -5‬مصرف (الغارمين)‪.‬‬
‫‪ -1‬الغارمون قسمان‪:‬‬
‫األول‪ :‬المدينون المسلمون الفقراء لمصلحة أنفسهم في المباح‪ ،‬وكذا بسبب الكوارث‬
‫والمصائب التي أصابتهم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬المدينون المسلمون إلصالح ذات البين لتسكين الفتن التي قد تثور بين‬
‫المسلمين‪ ،‬أو لإلنفاق في المصائب والكوارث التي تحل بالمسلمين‪ ،‬وال‬
‫يشترط الفقر في هذا القسم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثانية ‪ -‬الكويت ‪ 1989 -‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬اجازات الهيئة ال�شرعية لبيت الزكاة فكاك الأ�سرى من هذا الم�صرف في مح�ضرها رقم ‪97/10‬‬
‫(‪ )3‬الندوة الخام�سة ‪ -‬بيروت ‪1995 -‬م‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ -2‬الضامن ماالً عن رجل معسر يجوز إعطاؤه ما ضمنه إن كان الضامن معسر ًا‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز إعطاء الغارم لمصلحة نفسه من الزكاة إذا كان َدينه في معصية‪ ،‬كالخمر‪،‬‬
‫والميسر‪ ،‬والربا‪ ،‬إال إذا تحقق صدق توبته‪.‬‬
‫‪ -4‬يجوز قضاء َدين الميت من مال الزكاة إذا لم يكن في ميراثه ما يفي به‪ ،‬ولم يسدد‬
‫ورثته دينه‪ ،‬ففي تسديد دينه من الزكاة إبراء لذمته‪ ،‬وحفظ ألموال الدائنين‪.‬‬
‫‪ -5‬الغارم لمصلحة نفسه القوي المكتسب ال يجوز له أن يأخذ من مال الزكاة إذا‬
‫أمكنه سداد دينه من كسبه‪ ،‬أو أنظره صاحب المال إلى ميسرة‪ ،‬وكذلك من كان له‬
‫مال سواء كان نقد ًا أو عقار ًا أو غيرها يمكنه السداد منه‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا أخذ الغارم من الزكاة بوصف الغرم فال يجوز له أن ينفق هذا المال إال في‬
‫سداد غرامه‪ ،‬أما إذا أخذه بوصف الفقر فيجوز له إنفاقه في حاجاته‪.‬‬
‫‪ -7‬الغارم الفقير أو الغارم المسكين أولى بالزكاة من الفقير أو المسكين الذي ليس‬
‫واآلخرين‬
‫َ‬ ‫األو َلين اجتمع فيهم وصفان‪ :‬الغرم والفقر أو المسكنة‪،‬‬
‫بغارم‪ ،‬ألن ّ‬
‫ليس فيهما إال وصف الفقر‪.‬‬
‫‪ -8‬يجوز إعطاء الغارم من الزكاة بمقدار ما عليه من ديون قلت أو كثرت‪ ،‬إذا كان‬
‫في مال الزكاة وفاء لتلك الديون‪ ،‬وإن استغنى الغارم قبل سداد ما عليه من ديون‬
‫وجب عليه إرجاع تلك األموال لولي األمر‪ ،‬أو لمن أخذها منه‪ .‬فإن لم يستطع‪،‬‬
‫فإنه يدفعها في مصارف الزكاة‪.‬‬
‫‪ -9‬يجوز إعطاء الغارم من مال الزكاة للعام الذي يحل َدينه فيه ولو بقي من ذلك العام‬
‫أشهر على موعد السداد‪ ،‬وال يعطى لسداد دين العام التالي‪ ،‬إال أن يصالح المدين‬
‫صاحب الدَّ ين على السداد في الحال مع الحط من الدَّ ين‪.‬‬
‫ال يكفيه أن يستدين إلنشاء مصنع أو مزرعة أو مسكن‬ ‫‪ -10‬ال ينبغي لمن يجد دخ ً‬
‫اعتماد ًا منه على السداد من مال الزكاة‪ ،‬فمال الزكاة يعطى لسد حاجة الفقراء‪ ،‬أو‬
‫إيجاد دخل لهم يسد حاجتهم‪ ،‬وال يعطى لمن لديه ما يكفيه ليزداد ثراء‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -11‬يعطى ذوو قرابة الرسول ‚ الغارمون من هذا المصرف‪ ،‬إذا انقطعت حقوقهم‬
‫المقررة شرع ًا‪.‬‬
‫دفع الدِّ يات من مال الزكاة (مصرف الغارمين)(‪.)1‬‬
‫أوالً‪ :‬يعان من الزكاة المدين بدية قتل خطأ إذا ثبت عجز العاقلة عن تحملها وعدم قدرة‬
‫بيت المال على تحملها‪ ،‬ويجوز دفع هذه المعونة من أموال الزكاة مباشرة إلى‬
‫أولياء المقتول‪.‬‬
‫أما دية القتل العمد فال يجوز دفعها من مال الزكاة‪.‬‬
‫وتوصي الندوة في هذا المجال بما يلي‪:‬‬
‫مراعاة لقاعدة (الضروريات) ينبغي عدم التساهل في دفع الديات من أموال الزكاة‬ ‫(أ)‬
‫وال سيما مع كثرة الحوادث ووجود الحاجة الماسة بالنسبة للمصارف األخرى‪.‬‬
‫(ب) إنشاء صناديق تعاونية في البالد اإلسالمية بمعرفة المؤسسات الزكوية فيها‪ ،‬تمول‬
‫من اشتراكات‪ ،‬وتبرعات ورسوم (إضافية) على تراخيص السيارات والقيادة‪،‬‬
‫لتكون ضمان ًا اجتماعيا لإلسهام في تخفيف األعباء عمن لزمتهم الديات بسبب‬
‫حوادث المرور وغيرها‪.‬‬
‫(ج) تشجيع إقامة الصناديق العائلية والمهنية لالستفادة من نظام (العواقل) المعروف‬
‫في الفقه اإلسالمي والقائم على التعاون والتناصر بين ذوي القرابة وبين أهل‬
‫الحرف‪ .‬وذلك بصورة مالئمة لمعطيات العصر‪.‬‬
‫‪ -6‬مصرف (في سبيل الله)(‪.)2‬‬
‫إن مصرف في سبيل الله يراد به الجهاد بمعناه الواسع الذي قرره الفقهاء بما‬
‫مفاده حفظ الدين وإعالء كلمة الله ويشمل مع القتال الدعوة إلى اإلسالم والعمل على‬
‫تحكيم شريعته ودفع الشبهات التي يثيرها خصومه عليه‪ ،‬وصد التيارات المعادية له‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثانية ـ الكويت ـ ‪.1989‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الأولى ـ القاهرة ـ ‪.1988‬‬

‫‪187‬‬
‫وبهذا ال يقتصر الجهاد على النشاط العسكري وحده ويدخل تحت الجهاد بهذا‬
‫المعنى الشامل ما يلي‪:‬‬
‫(أ) تمويل مراكز الدعوة لإلسالم التي يقوم عليها رجال صادقون في البالد غير‬
‫اإلسالمية بهدف نشر اإلسالم بمختلف الطرق الصحيحة التي تالئم العصر‪،‬‬
‫وينطبق هذا على كل مسجد يقام في بلد غير إسالمي يكون مقر ًا للدعوة اإلسالمية‪.‬‬
‫(ب) تمويل الجهود التي تثبت اإلسالم بين األقليات اإلسالمية في الديار التي تسلط‬
‫فيها غير المسلمين على رقاب المسلمين‪ ،‬والتي تتعرض لخطط تذويب البقية‬
‫الباقية من المسلمين في تلك الديار‪.‬‬
‫‪ -7‬مصرف (ابن السبيل) وتطبيقاته المعاصرة(‪.)1‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع (مصرف ابن السبيل‬
‫وتطبيقاته المعاصرة) وانتهوا إلى ما يلي‪:‬‬
‫إن جعل الشريعة ابن السبيل من مصارف الزكاة ُيظهر مدى عناية اإلسالم‬
‫بالمصالح المترتبة على السفر والترحال‪ ،‬حيث أوجد لهم مسعف ًا في حال انقطاع السبل‬
‫بهم‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تشجيع طلبة العلم والدعاة والتجار ونحوهم على االرتحال‬
‫وتحصيل منافع السفر مما يسهم في تنشيط االقتصاد وتحقيق المصالح االجتماعية‬
‫واالقتصادية لألمة اإلسالمية‪.‬‬
‫ال مهما كانت مسافة سفره الذي طرأت عليه الحاجة‬ ‫‪ -1‬ابن السبيل‪ :‬هو المسافر فع ً‬
‫بسبب ضياع ماله أو نفاد نفقته وإن كان غني ًا في بلده‪.‬‬
‫‪ -2‬يشترط إلعطاء ابن السبيل من الزكاة ما يلي‪:‬‬
‫(أ) أن ال يكون سفره سفر معصية‪.‬‬
‫(ب) أن ال يتمكن من الوصول إلى ماله‪.‬‬
‫‪ -3‬يعطى ابن السبيل مقدار حاجته من الزاد والرعاية واإليواء وتكاليف السفر إلى‬

‫(‪ )1‬الندوة التا�سعة ـ عمان ـ ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫مقصده ثم الرجوع إلى بلده‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يطلب من ابن السبيل إقامة البينة على ضياع ماله أو نفاد نفقته‪ ،‬إال إذا ظهر من‬
‫حاله ما يخالف دعواه‪.‬‬
‫‪ -5‬ال يجب على ابن السبيل أن يقترض ولو وجد من يقرضه‪ ،‬وال أن يكتسب وإن‬
‫كان قادر ًا على الكسب‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يجب على ابن السبيل أن يرد ما فضل في يده من مال الزكاة عند وصوله إلى‬
‫بلده وماله‪ ،‬واألولى أن يرد ما فضل – إن كان غني ًا – إلى صندوق الزكاة أو إلى‬
‫أحد مصارف الزكاة‪.‬‬
‫‪ -7‬يندرج في مفهوم (ابن السبيل) بالقيود والشروط السابقة كل من‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحجاج والعمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬طلبة العلم والعالج‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدعاة إلى الله تعالى‪.‬‬
‫د‪ -‬الغزاة في سبيل الله تعالى‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المشردون أو المهجرون عن ديارهم أو مساكنهم إلى أن يستوطنوا غيرها‪.‬‬
‫و‪ -‬المغتربون عن أوطانهم إذا أرادوا العودة ولم يجدوا ما يوصلهم إليها‪.‬‬
‫ز‪ -‬المرحلون عن أماكن إقامتهم‪.‬‬
‫ح‪ -‬المهاجرون الفارون بدينهم الذين حيل بينهم وبين الوصول إلى ديارهم أو‬
‫الحصول على أموالهم‪.‬‬
‫ط‪ -‬المراسلون والصحفيون الذين يسعون لتحقيق مصلحة إعالمية مشروعة‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫التمليك والمصلحة فيه ونتائجه(‪.)1‬‬
‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع‪ :‬التمليك والمصلحة‬
‫فيه ونتائجه وانتهوا إلى القرارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬التمليك في األصناف األربعة األولى المذكورة في آية مصارف الزكاة ﴿ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾ (التوبة‪)60 :‬‬
‫شرط في إجزاء الزكاة‪ ،‬والتمليك يعني دفع مبلغ من النقود أو شراء وسيلة‬
‫إنتـــاج‪ ،‬كاآلت الحرفة وأدوات الصنعة‪ ،‬وتمليكها للمستحق القادر على العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز إقامة مشروعات إنتاجية من مال الزكاة وتمليك أسهمها لمستحقي الزكاة‬
‫بحيث يكون المشروع مملوك ًا لهم يديرونه بأنفسهم أو من ينوب عنهم ويقتسمون‬
‫أرباحه‪.‬‬
‫‪ -3‬يجوز إقامة مشروعات خدمية من مال الزكاة كالمدارس والمستشفيات والمالجئ‬
‫والمكتبات بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫يفيد من خدمات هذه المشروعات مستحقو الزكاة دون غيرهم إال بأجر‬ ‫أ‪-‬‬
‫مقابل تلك الخدمات يعود نفعه على المستحقين‪.‬‬
‫ب‪ -‬يبقى األصل على ملك مستحقي الزكاة ويديره ولي األمر‪ ،‬أو الهيئة التي‬
‫تنوب عنه‪.‬‬
‫(ج) إذا بيع المشروع أو صفي كان ناتج التصفية مال زكاة‪.‬‬
‫إعطاء الزكاة للفروع واألصول واألقارب والزوج والزوجة(‪:)2‬‬
‫ال يعطي المزكي من زكاة ماله كل من تلزمه نفقتهم (شرع ًا أو قضا ًء) من األصول‬
‫والفروع والزوجة واألقارب بسبب الفقر أو المسكنة‪.‬‬
‫ويجوز إعطاؤهم من الزكاة لسبب آخر (كالغارمين)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة – الكويت – ‪1992‬م‪.‬‬


‫(‪ )2‬الندوة الرابعة ع�شرة – مملكة البحرين – ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ويجوز إعطاء الزكاة لألقارب من غير األصول والفروع ومن غير من تلزمه نفقتهم‬
‫إذا كانوا مستحقين لها‪ ،‬بل إعطاؤهم أولى من إعطاء غيرهم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إعطاء الزكاة للمسلم الفاسق‬
‫األصل أن تعطى الزكاة للمسلم الظاهر الصالح ويجوز إعطاؤها للفاسق من‬
‫المسلمين ما لم يغلب على الظن أنه يستعين بها على فسقه‪ ،‬وال مانع من إعطاء الزكاة‬
‫لمن تلزم الفاسق نفقتهم بأي طريق ال تصل إليها يده‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع ال�سابق‬

‫‪191‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬

‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم إلى البيت الكثير من األفراد لطلب العالج في الخارج أو دفع نفقات‬
‫العالج فهل يجوز الصرف عليهم من الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز الصرف من الزكاة على األفراد المتقدمين للبيت لطلب العالج في‬
‫الخارج أو دفع نفقات العالج بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون العالج ضروري ًا‪ ،‬بمعنى أن يترتب على عدمه ضرر شديد يعوق اإلنسان‬
‫عن عبادته وأعماله‪ ،‬وذلك الستبعاد العالج المعدود من األمور الكمالية‬
‫(التجميلي)‪.‬‬
‫‪ -2‬أال يكون صاحب الطلب قادر ًا على تأمين نفقات العالج من ماله أو مورده‪.‬‬
‫‪ -3‬أال يتوافر له العالج المجاني داخل البالد‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)99/5‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬ترد علينا بعض االستفسارات الشرعية حول صرف األموال التي عندنا في‬
‫مشاريع خيرية داخل الكويت وخارجها‪ ،‬ونود معرفة بند الصرف هل هو من‬
‫الزكاة أم من الخيرات للمشاريع اآلتية‪:‬‬
‫بناء أو دعم مساجد خارج الكويت‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬بناء أو دعم دار أيتام تضم أيتام المسلمين‪.‬‬
‫‪ -3‬بناء أو دعم مستشفى في بلد إسالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬بناء مركز إسالمي لنشر الدعوة‪.‬‬
‫‪ -5‬استثمار بعض األموال في مصانع حرفية خارج الكويت‪ ،‬يعود ريعها‬
‫لتمويل مشاريع إسالمية هناك‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫بناء خالوي (مالجئ) تضم مساكن ومدارس الالجئين األريتريين في‬ ‫‪-6‬‬
‫السودان‪.‬‬
‫بناء مستوصف خيري مع أدوية طبية ومعدات إغاثة في بلد إسالمي‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬بناء سكن لطالب وطالبات في مدارس إسالمية خارج الكويت‪.‬‬
‫‪ -9‬إعطاء رواتب لدعاة مسلمين متفرغين للدعوة‪.‬‬
‫‪ -10‬دعم لجان الزكاة في الكويت لمساعدتها في اإلنفاق على األسر المتكلفة‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -11‬توظيف أطباء لمعالجة الفقراء خارج الكويت‪.‬‬
‫‪ -12‬إنشاء مطبعة لطباعة كتب إسالمية‪.‬‬
‫‪ -13‬توزيع ونشر كتب إسالمية للدعوة‪.‬‬
‫‪ -14‬طباعة مصاحف للتوزيع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إن الصرف على المشاريع المذكورة من أموال الخيرات جائز‪ ،‬ألنها جميعها‬
‫من وجوه الخير والنفع العام للمسلمين‪ ،‬وقد أشير إليها في الئحة توزيع‬
‫الزكاة والخيرات‪.‬‬
‫أما الصرف من أموال الزكاة فقد رأت الهيئة اإلجابة على األسئلة ك ً‬
‫ال على حدة‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬بناء أو دعم مسجد خارج الكويت‪:‬‬
‫إذا كان المسجد مركز ًا للدعوة اإلسالمية لغير المسلمين‪ ،‬أو لعصمة المسلمين‬
‫من حمالت التنصير واإللحاد فإن الصرف على ذلك من الزكاة مشروع (كما في الالئحة‬
‫مادة ‪ 11‬فقرة ‪ .)1()2‬أما غير ذلك من المساجد فال ُيدعم من الزكاة‪ ،‬ولذا لم تتضمنه‬
‫الالئحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مراكز ن�شر الإ�سالم في البالد غير الإ�سالمية‪ .‬وهي ما كان هدفها تبليغ الإ�سالم لغير الم�سلمين ب�شتى الو�سائل والأن�شطة‬
‫الموافقة للكتاب وال�سنة والجماعة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫(‪ )2‬بناء أو دعم دار أيتام تضم أيتام المسلمين‪:‬‬
‫يجوز ذلك من الزكاة ويشمل اإلنفاق على مرافق الدار‪ ،‬وهذا إذا كان النفع منها‬
‫قاصر ًا على األيتام الذين تتوفر فيهم الشروط المبينة في الالئحة مادة (‪ )6‬فقرة (‪.)1()1‬‬
‫على أنه إذا كانت دار األيتام في بلد غير إسالمي‪ ،‬واستُخدمت وسيلة لحفظ أيتام‬
‫المسلمين من حمالت التنصير أو اإللحاد‪ ،‬أو الجتذاب أوالد غير المسلمين على سبيل‬
‫دعوتهم إلى اإلسالم فهو جائز شرع ًا من مصرف في سبيل الله والمؤلفة قلوبهم (مادة‬
‫‪ 11‬فقرة ‪ ،3‬مادة ‪ 8‬فقرة‪ .)2()2‬ويجب على بيت الزكاة اتخاذ اإلجراءات التي تضمن‬
‫بقاء هذه الدار ملك ًا لبيت الزكاة‪ ،‬أو لجهة إسالمية عامة في ذلك البلد تعتبر من مصارف‬
‫الزكاة‪ ،‬بحيث إذا استغنى عنها األيتام أو تم تصفيتها ال تصير إلى ملك خاص أو للدولة‬
‫التي تقع فيها‪ ،‬بل يؤول إلى بيت الزكاة‪ ،‬أو لمصرف من مصارف الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )3‬بناء أو دعم مستشفى في بلد إسالمي‪:‬‬
‫ُيطبق عليه ما سبق في بند (‪ )2‬من الالئحة مادة (‪ )6‬فقرة (‪ )3()6‬مع اإلجراء‬
‫المطلوب في جواب من بند السؤال رقم ‪.2‬‬
‫(‪ )4‬بناء مركز إسالمي لنشر الدعوة‪:‬‬
‫يجوز من الزكاة (الالئحة مادة ‪ 11‬فقرة ‪ )2‬بنفس اإلجراء المشار إليه في السؤال‬
‫الثاني‪.‬‬

‫(‪ )1‬ون�صها‪ :‬الأيتام ممن تحققت فيهم ال�شروط التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬وفاة الأب �أو كونه مفقود ًا �أو مجهول الأب‪.‬‬
‫‪� -2‬أال يتجاوز �سنة ‪� 18‬سنة‪.‬‬
‫‪� -3‬أال يكون له دخل �أو مال تزيد قيمتها ولو مجتمعين عن المعا�ش في جدول المعونات‪.‬‬
‫‪� -4‬أال يوجد له عائل ملزم �شرع ًا ب�إعالته‪.‬‬
‫(‪ )2‬ون�ص المادة رقم ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬المرغبون في الإ�سالم ويعتبر من هذه الفئة كل من ي�ؤمل بال�صرف �إليه دخوله في الإ�سالم �أو ت�أثيره‬
‫في �إ�سالم غيره‪.‬‬
‫ً‬
‫(‪ )3‬ون�صها‪� :‬أن يكون م�صابا بمر�ض يعجزه عن العمل لفترة‪.‬‬
‫�أ‪� -‬أن يكون قد جاوز الثامنة ع�شرة ولم يتجاوز ال�ستين‪.‬‬
‫ج‪� -‬أن ال يكون له دخل �أو مال تزيد قيمتهما ولو مجتمعين عن المعا�ش الم�ستحق في جدول المعونات وعن نفقات العالج‬
‫ال�ضروري غير المتوفر له مجان ًا‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫(‪ )5‬استثمار بعض األموال في بناء مصانع حرفية خارج الكويت يعود ريعها لتمويل‬
‫مشاريع إسالمية هناك‪:‬‬
‫رأت الهيئة أن موضوع استثمار أموال الزكاة سبق لها اإلجابة عنها في محضرها‬
‫(‪ )83 /19‬وعليه‪ :‬يجوز االستثمار في بناء مصانع يعود ريعها لتمويل مشاريع إسالمية‪،‬‬
‫إذا كانت تلك المشاريع من جهات صرف الزكاة‪ ،‬بشرط أن تظل أعيان تلك المصانع‬
‫من مال الزكاة الواجب صرفه‪ ،‬بحيث إذا بيعت تلك المصانع ُيرد ثمنها إلى مصارف‬
‫الزكاة دون غيرها من المصارف الخيرية‪.‬‬
‫(‪ )6‬بناء خالوي (مالجئ) تضم مساكن ومدارس الالجئين األريتريين في السودان‪.‬‬
‫(‪ )7‬بناء مستوصف خيري مع أدوية طبية ومعدات إغاثة في بلد إسالمي‪.‬‬
‫(‪ )8‬بناء سكن لطالب وطالبات في مدارس إسالمية خارج الكويت‪.‬‬
‫(‪ )9‬إعطاء رواتب لدعاة مسلمين متفرغين للدعوة‪.‬‬
‫رأت الهيئة أنه إذا كان مجال عمل هؤالء بين غير المسلمين لدعوتهم إلى‬
‫اإلسالم‪ ،‬أو في المناطق اإلسالمية المعرضة لحمالت التنصير واإللحاد‪ ،‬فإنه يجوز‬
‫الصرف من أموال الزكاة‪ ،‬على أنه من سبيل الله‪.‬‬
‫أما اإلنفاق على الدعاة في غير هذين المجالين فيقتصر على أموال الخيرات‪.‬‬
‫(‪ )10‬دعم لجان الزكاة في الكويت لمساعدتها في اإلنفاق على األسر المتكفلة بها‪:‬‬
‫رأت الهيئة أنه يجوز‪ ،‬ويعتبر توكي ً‬
‫ال من البيت لتلك اللجان في الصرف‪.‬‬
‫(‪ )11‬توظيف أطباء لمعالجة الفقراء خارج الكويت‪:‬‬
‫رأت الهيئة أنه جائز‪.‬‬
‫(‪ )12‬إنشاء مطبعة لطباعة كتب إسالمية‪:‬‬
‫رأت الهيئة أن ذلك جائز في إحدى الحالتين‪ :‬إما أن يقتصر ما تطبعه تلك المطبعة‬
‫على كتب الدعوة إلى اإلسالم بشتى اللغات وتوزع في المجاالت المناسبة‪.‬‬
‫وإما أن تطبع ما ُيعرض عليها من كتب يجوز طبعها شرع ًا ويوزع الريع عن‬

‫‪195‬‬
‫التكاليف‪ ،‬أو أثمان الكتب في مصارف الزكاة‪ ،‬و ُيشترط أن تظل عين المطبعة من مال‬
‫الزكاة‪ ،‬بحيث إذا بيعت ُيصرف ثمنها في الزكاة‪.‬‬
‫(‪ )13‬توزيع ونشر كتب إسالمية للدعوة‪:‬‬
‫رأت الهيئة أن ذلك جائز إذا كان مجال الدعوة فيما سبق بيانه في السؤال العاشر‪.‬‬
‫(‪ )14‬طباعة مصاحف للتوزيع‪:‬‬
‫رأت الهيئة أن ذلك جائز إذا كان توزيع المصحف في المجالين المشار إليهما في‬
‫البند العاشر‪ ،‬وينطبق ذلك على طبع ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات األخرى‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)84 /30 ،83 /29‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لقد ورد في الالئحة المنظمة لمصارف الزكاة وفي أحد الشروط المتكررة (أال‬
‫يوجد له عائل ملزما شرع ًا بإعالته)‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كان العائل الملزم شرع ًا بإعالته غير ملزم قانون ًا باإلعالة أو كان ابن ًا عاق ًا‬
‫ال وال ينفق عليهم اإلنفاق الملزم به شرع ًا‪ .‬فما هو الرأي الشرعي‬ ‫لوالديه مث ً‬
‫حينئذ؟ وهل يجوز لمؤسسات الزكاة أن تصرف لهؤالء مع وجود عائل ملزم‬
‫شرع ًا بإعالتهم إال أنه ال ينفق عليهم ألسباب مختلفة؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان عدم تحقق اإلنفاق من العائل الملزم شرع ًا باإلعالة لعدم تمكن‬
‫المستحق من تحصيل النفقة الواجبة له شرع ًا بالرغم من اتخاذه اإلجراءات‬
‫القضائية أو اإلدارية (أو تحقق عجز المستحق عن القيام بتلك اإلجراءات‬
‫ألسباب قاهرة‪ )..‬فإنه يجوز لمؤسسات الزكاة أن تصرف لهؤالء ما دام العذر‬
‫المشار إليه قائم ًا‪ ،‬وينقطع االستحقاق بمجرد تمكن المستحق من إلزام‬
‫العائل قانون ًا بما هو واجب عليه شرع ًا‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)85/ 45‬‬

‫‪196‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬ما مدى جواز ومشروعية صرف أموال من الزكاة في إعداد وتنفيذ توعية إعالمية‬
‫حول فريضة الزكاة‪ ،‬تهدف إلى إرشاد المواطنين وتوعيتهم وحثهم إلدراك‬
‫عظم هذا الركن الركين وتعميق هذه الشعيرة في نفوسهم وإشعارهم بأهمية‬
‫فريضتها وأحقية صرفها في مصارفها المحددة كما بينها التشريع اإلسالمي‪،‬‬
‫ولتشجعيهم على دفعها إلى الجهات المختصة بذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز الصرف من أموال الزكاة في هذا المجال‪ ،‬مع االقتصار على القدر‬
‫الضروري‪ ،‬ويفضل اإلنفاق على ذلك من المخصصات الحكومية التي‬
‫يصرف منها على الرواتب ونحوها‪ ،‬أو من المعونة أو من الخيرات‪ ،‬وذلك‬
‫لتوفير موارد الزكاة ألمور أشد حاجة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)85 / 45‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مستشفى حكومي تُعالج الفقراء بالمجان ومطلوب التبرع لها بهدف تطوير أنظمة‬
‫المستشفى اإلدارية والقيادية بما يعود بالنفع على متلقي الخدمة من األطفال بشكل غير‬
‫مباشر‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز دعم هذا المشروع بدفع قيمة األتعاب واالستشارات للشركة التي‬
‫ستقوم بالتطوير من أموال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز الصرف من أموال الزكاة على تطوير أنظمة المستشفى الحكومي‬
‫اإلدارية والقيادية الذي ال يختص بعالج الفقراء فقط‪ .‬ويمكن دعم هذا‬
‫المشروع من الصدقات وغيرها من غير أموال الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019 /1‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬رجل تزوج امرأة ثانية وزوجته األولى في عصمته‪ ،‬مما اضطره إلى توفير سكن‬

‫‪197‬‬
‫ومصرف ومواصالت ألزواجه‪ ،‬وهو قد يكون من ذوي الدخل المحدود مما‬
‫يضطره أيض ًا إلى أن يستدين من الناس‪ ،‬أو يشتري من الشركات باألقساط‬
‫وتتراكم عليه الديون‪ ،‬هل تجوز مساعدته؟ ومن أي بند ُيصرف له؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز الصرف على صاحب هذه الحالة من بند الفقراء إذا كانت تنطبق عليه‬
‫الشروط المبينة لذلك الصنف في الالئحة‪ ،‬وال عبرة لكونه لديه زوجتان أو‬
‫أكثر وال ُيقال إنه لو لم يتزوج ثالثة لما افتقر‪ ،‬على أنه إذا تزوج الثانية وهو فقير‬
‫فإنه ينصح بعدم زيادة أعبائه العائلية في المستقبل‪ ،‬و ُيرغب في زيادة التكسب‬
‫إن كان قادر ًا على ذلك‪ ،‬ولبيت الزكاة أن ُيفضل الصرف على من هو أحوج‬
‫منه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 /5‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كان راتب األب ضعيف ًا ولديه أوالد يعملون وهم في حالة العزوبة مما‬
‫يجعل األوالد ينفقون على األب وهذا ال يجعلهم يدخرون أمواالً لحياتهم‬
‫المعيشية كالزواج لكون األب ممن تجب النفقة عليه من األبناء؟‬
‫الجواب‪ :‬نصت الئحة توزيع الزكاة والخيرات في المادة (‪ )6‬بند (‪ – 7‬د) على أن‬
‫ذوي الدخول الضعيفة يستحقون الصرف لهم من الزكاة بشرط أال يوجد‬
‫للشخص منهم عائل ملزم بإعالته شرع ًا‪ .‬ومن المقرر شرع ًا أن الشخص ال‬
‫ُيلزم بإعالة من تجب عليه إعالته إال بعد أن ُيسد حاجته األساسية ويفضل عن‬
‫ذلك ما ينفقه على غيره‪ ،‬ففي هذه الحالة المعروضة إن كانت حالة األوالد‬
‫إلى الزواج ونحوه ملحة‪ ،‬وإذا ادخروا لسد هذه الحاجة الملحة ولم يبق ما‬
‫ينفقونه على األب‪ ،‬تحقق الشرط للصرف من الزكاة على هذه الحالة‪.‬‬
‫أمـــا إذا كــــان بعــض األوالد قــــادر ًا على اإلنفـــاق وليسـت‬
‫الحاجـــة الملحــة إلى الزواج ونحوه قائمة في حقه‪ ،‬فإن نفقة أبيه تلزمه وال‬
‫ُيعطى األب الزكاة لتخلف الشرط‪ ،‬وهذا الجواب مراعى فيه ما جاء في قانون‬

‫‪198‬‬
‫األحوال الشخصية الكويتي المادة (‪ :)200‬بحصر نفقة األقارب في األصول‬
‫وإن علو‪ ،‬والفروع وإن نزلوا‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 /9‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم إلى البيت لطلب المساعدة أفراد قد دخلوا السجن لقضايا متفرقة‪،‬‬
‫منها مخلة بالشرف ومنها غير ذلك (هتك عرض – تزوير – شرف – خمر‬
‫‪ ...‬الخ) وفي حالة دخول السجن تصرف وزارة الشئون مساعدة ألسرته إذا‬
‫كان كويتي ًا‪ ،‬وبيت الزكاة يصرف لألسر غير الكويتية التي في مثل هذه الحالة‪،‬‬
‫ثم بعد خروج العائل من السجون قد ال يستطيع العمل في الدوائر الحكومية‬
‫والشركات لفترة معينة قد تستمر إلى خمس سنوات‪ ،‬ولكنه يمكن له أن يشتغل‬
‫في األعمال الحرة لكسب معيشته‪ ،‬فهل يجوز صرف مساعدات شهرية من‬
‫أموال الزكاة لمثل هذه الحالة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يعطى من الزكاة من كان يستطيع التكسب بعمل غير محرم ال يخل بمروءته‪،‬‬
‫وال ينظر إلى كون الحرفة مناسبة له أو غير مناسبة لظروفه االجتماعية‪ ،‬وهذا‬
‫بخالف الحرف الدنيئة إذا امتنع منها الفقير لكونها تُخل بمروءته ولم يجد‬
‫غيرها فال يمنعه ذلك حقه من الزكاة‪.‬‬
‫والتكسب من هذا السبيل أي العمل بحرفة غير مناسبة للشخص إذا كانت‬
‫غير مخلة بالمروءة خير من مد اليد إلى الصدقات وذلك لقول النبي ‪‚ -‬‬
‫(ال تحل الصدقة لغني وال لذي مرة سوي) وفي رواية (وال لقوي مكتسب)‬
‫(رواه أبو داود عن حديث عبدالله بن عمرو)‪ ،‬ولما روى عن النبي ‪ ‚-‬أنه‬
‫قال‪( :‬ألن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف‬
‫الله بها وجهه‪ ،‬خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (رواه البخاري في‬
‫كتاب الزكاة)‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 9‬‬

‫‪199‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬جاءنا أحد المزكين يريد أن يدفع مبلغ ًا كبير ًا من أموال زكاته على أن تصرف‬
‫في اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬بناء مساجد في الخارج‪.‬‬
‫(‪ )2‬بناء مراكز إسالمية مكونة من‪:‬‬
‫مسجد‪.‬‬ ‫(أ)‬
‫مستوصف ‪ +‬صيدلية‬ ‫(ب)‬
‫دار تحفيظ للقرآن‬ ‫(ج)‬
‫محالت تجارية للصرف على المشروع ذاتي ًا‪.‬‬ ‫(د)‬
‫(‪ )3‬مشاريع بيت الزكاة النموذجية مثل‪:‬‬
‫ترميم مدار إسالمية في تركيا‪.‬‬ ‫(أ)‬
‫تمويل مشروع زراعي في أفريقيا ومشروعات خيرية أخرى‪.‬‬ ‫(ب)‬
‫علم ًا بأن أموال الزكاة لدى البيت ال تكفي حاجة الحاالت الفقيرة التي يصرف‬
‫لها بيت الزكاة مساعدات شهرية‪ .‬وإن لمثل هذا المبلغ الزكوي مصارف مهمة‬
‫داخل الكويت‪ .‬فهل يجوز لهذا المزكي أن يصرف أموال زكاته على مثل هذه‬
‫المشاريع الخيرية؟ وهل يجوز لبيت الزكاة قبول ذلك مع وجود عجز عنده في‬
‫إيراد الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬النوع األول المراد صرف الزكاة فيه وهو‪ :‬بناء مساجد في الخارج‪ .‬جاء جوابه‬
‫في المحضر (‪ )83 /29‬للهيئة ونصه‪:‬‬
‫إذا كان المسجد مركز ًا للدعوة اإلسالمية لغير المسلمين أو لعصمة المسلمين‬
‫من حمالت التنصير واإللحاد‪ ،‬فإن الصرف على ذلك من الزكاة مشروع ‪....‬‬
‫الخ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫أما النوع الثاني وهو‪ :‬بناء مراكز إسالمية‪ ،‬مسجد‪ ،‬مستوصف ‪ +‬صيدلية‪،‬‬
‫دار تحفيظ القرآن‪ ،‬فإنه يعرف جوابه من الالئحة الشرعية من المادة (‪)11‬‬
‫مصرف في سبيل الله بند (‪ )2‬مراكز نشر اإلسالم في البالد غير اإلسالمية‬
‫وهي ما كان هدفها تبليـــــغ اإلســـالم لغير المسلمين بشتى الوســـائل‬
‫واألنشطـــة الموافقة للكتاب والسنة والجماعة‪ .‬أما بناء محالت تجارية من‬
‫مال الزكاة للصرف على المراكز اإلسالمية ذاتي ًا‪ ،‬فإن كانت ضمن المركز‬
‫اإلسالمي بحيث يصعب بيعها عند اللزوم خاصة إذا كانت ملحقة بالمسجد‬
‫كجزء منه لصرف قيمتها لمصارف الزكاة فال يجوز‪.‬‬
‫أما إذا كانت تبنى منفصلة عنه بحيث يمكن بيعها عند اللزوم وصرف قيمتها‬
‫في مصارف الزكاة فهو جائز بالشروط المذكورة في آخر هذا المحضر‪.‬‬
‫(راجع فصل استثمار أموال الزكاة)‪.‬‬
‫أما النوع الثالث الفقرة (أ) (ترميم مدارس إسالمية)‪ .‬فإن األصل عدم صرف‬
‫الزكاة في بناء مدارس داخل البالد اإلسالمية ومنها تركيا لما في أهلها الغيرة‬
‫اإلسالمية وكثرة األوقاف فيها‪ .‬وأما الفقرة (ب) تمويل مشاريع صناعية‬
‫وزراعية فيعرف جوابه مما جاء في المحضر (‪ )84 /30‬ونصه‪:‬‬
‫يجوز االستثمار في بناء مصانع يعود ريعها لتمويل مشاريع إسالمية إذا كانت‬
‫تلك المشاريع من جهات صرف الزكاة‪ ،‬بشرط أن تظل أعيان تلك المصانع‬
‫من مال الزكاة الواجب صرفه بحيث إذا بيعت تلك المصانع يرد ثمنها‬
‫إلى مصارف الزكاة دون غيرها من المصارف الخيرية مع التقيد بالشروط‬
‫الشرعية لجواز استثمار أموال الزكاة الموضحة في إجابة السؤال األخير‬
‫في هذا المحضر‪( .‬راجع فصل استثمار أموال الزكاة)‪ .‬وبما أن هذه األنواع‬
‫يصرف عليها من بند في سبيل الله وهو بطبيعته يكون خارج بلد المزكي‬
‫غالب ًا‪ ،‬فإن إخراج الزكاة في هذه المصارف جائز ألن الفقر في هذه البالد التي‬
‫ورد ذكرها في اإلفادة الشفهية أشد من الفقر في داخل الكويت‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 31‬‬

‫‪201‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز حفر آبار في السودان في منطقة كل أهلها فقراء وتعاني من نقص‬
‫حاد في المياه‪ ،‬وذلك من أموال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل في الزكاة أن تصرف للفقراء‪ ،‬أو توضع في مشروع يخصص نفعه‬
‫أو ريعه للفقراء على أن تبقى عين المشروع ماالً زكوي ًا قاب ً‬
‫ال للبيــــــع عند‬
‫الحاجــــة ليصرف بدلة في الزكاة عند الحاجة إلى ذلك‪ .‬وذلك ال يتحقق‬
‫في حفر بئر في منطقة غير داخلة في ملك أحد ويردها الغني والفقير‪ ،‬ألن‬
‫الماء في مثل هذه الحالة يشترك فيه الناس غنيهم وفقيرهم‪ ،‬وال يمكن منع‬
‫أو امتناع الغني من ذلك‪ ،‬وهذا أشبه بالصدقة الجارية أو الوقف‪ ،‬لكن ترى‬
‫الهيئة أنه يجوز شرع ًا تمليك مال الزكاة ألهل المنطقة الفقراء ثم يوجهون إلى‬
‫وضعه في حفر بئر يبيحون االنتفاع بها لهم ولغيرهم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88 /8‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم تصرف الوكيل عن المزكي بصرف الزكاة على مشروع حفر اآلبار‬
‫وبناء مسجد؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن هذا التصرف غير جائز شرع ًا‪ ،‬فليس حفر اآلبار وبناء المساجد‬
‫من مصارف الزكاة‪ ،‬وعلى من فعل هذا الضمان‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2015 /7‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز مساعدة األفراد الذين يمتنع العائل الشرعي القادر مادي ًا على‬
‫مساعدتهم؟ مثال ذلك عائل قادر مادي ًا على الصرف على من يعولهم لكنه‬
‫يمتنع عن ذلك بسبب البخل‪ .‬أو يكون منحرف ًا ويبدد ماله في أمور مخالفة لنهج‬
‫اإلسالم وفي نفس الوقت يمتنع هؤالء عن رفع قضية بسبب عدم توفر المادة‬

‫‪202‬‬
‫لديهم أو ابتعاد ًا عن اإلساءة إليه‪ .‬وهل يجوز للبيت مساعدتهم في الوصول‬
‫إلى حقهم عن طريق توكيل محامي وهناك فترة طويلة بين رفع القضية على‬
‫العائل وبين صدور الحكم‪ .‬فهل يجوز الصرف عليهم أثناء هذا الوقت؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز مساعدة األفراد الذين لهم عائل قادر على إعالتهم ولكنه يمتنع من‬
‫ذلك إذا كان مستحقو النفقة متساهلين في تحصيل حقهم بالطرق الممكنة‬
‫ومنها الرجوع إلى القضاء‪.‬‬
‫وإن رفع قضية على العائل الممتنع من اإلنفاق ال يعتبر إساءة إليه ألنه مطالبة‬
‫بحق‪.‬‬
‫أما إن لم يتساهلوا فيجوز إعطائهم من الزكاة على سبيل المعونة‪ ،‬أو من غير‬
‫الزكاة على سبيل المعونة أو القرض إلى أن يحصلوا على النفقة وتكاليف‬
‫رفع القضية‪ ،‬وينبغي ضرب أجل معقول النتهاء هذه المساعدات لئال يحصل‬
‫التراخي عن متابعة حقهم لدى العائل‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88 / 13‬‬
‫(‪)13‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز مساعدة األشخاص المترتبة عليهم غرامات مالية إلخاللهم بالقانون‬
‫وال يستطيعون سدادها مثل‪:‬‬
‫‪ -‬غرامات التخلف عن أداء الخدمة العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬غرامات التأخير في عمل اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -‬غرامات مخالفة قوانين اإلقامة‪ ،‬وخاصة لألزواج الذين تنجب زوجاتهم‬
‫وهم على المادة (‪ )20‬من قانون اإلقامات‪.‬‬
‫‪ -‬غرامات التأخير في بطاقة الزيارة عن المدة المحددة قانوني ًا‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان التخلف عن أداء الخدمة العسكرية لسبب مقبول شرع ًا كأن يغلب‬
‫على ظنه الوقوع في ترك بعض الواجبات أو تضييع من يعوله لكونه ال مورد‬

‫‪203‬‬
‫له سوى عمله‪ ،‬فيجوز إعطاؤه من الزكاة أو الصدقات ما يسدد به الغرامة إن‬
‫لم يكن لديه قدرة على سدادها على ما ورد في بند الغارمين في الئحة توزيع‬
‫الزكاة‪ ،‬أما إن كان تخلفه عن الخدمة العسكرية لسبب غير مقبول شرع ًا كأن‬
‫يكون إيثار ًا للراحة والدعة فال يجوز مساعدته ألنها إعانة على ترك واجب‪.‬‬
‫أما الحاالت الثالث األخيرة فإجابتها كاآلتي‪:‬‬
‫إذا كانت الغرامات المترتبة بسبب مخالفة قوانين اإلقامة قد نشأت ألسباب‬
‫يعذر فيها اإلنسان ككونه معسر ًا أو لتعسر اإلجراءات أو لغير ذلك من األمور‬
‫الخارجة عن إرادته فيكون من الغارمين ويعطى من بند الغارمين إذا تحققت‬
‫باقي الشروط‪ ،‬أما إن كان لغير عذر فال يعطى ألن الدَّ ين يكون قد نشأ بتقصيره‪.‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88 /16‬‬
‫(‪)14‬‬
‫السؤال‪ :‬بعد النظر في الئحة توزيع الزكاة مادة (‪ )12‬وهي تتعلق بابن السبيل‪ ،‬لدينا‬
‫بعض الحاالت التي تقدمت للبيت‪ ،‬نرجو اإلفادة فيما إذا كانت تندرج تحت‬
‫هذه الفئة وهي كاآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬أسرة أقامت في الكويت فترة من الزمن لطلب الرزق ثم بعد ذلك أرادت‬
‫السفر ونقصت نفقتها للسفر‪.‬‬
‫(‪ )2‬الطالب الذين يدرسون في الخارج ويرغبون بزيارة أهليهم أو يخشون‬
‫انتهاء اإلقامة‪.‬‬
‫(‪ )3‬المشردون والالجئون‪.‬‬
‫(‪ )4‬المرضى الذين يأتون من الخارج للعالج في الكويت ثم ينقصهم النفقة‪،‬‬
‫وقد يكون مع المريض مرافق‪.‬‬
‫(‪ )5‬المتسولون من أجل جمع الدية وهم يأتون من خارج الكويت‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫الجواب‪ )1( :‬إذا كانت األسرة المقيمة في الكويت للتكسب قد عزمت عزم ًا أكيد ًا على‬
‫السفر إلى بلد آخر أو إلى البلد األصلي لها أو اضطرت للسفر بسبب انتهاء‬
‫اإلقامة أو انتهاء العمل الوظيفي ولم يكن لديها ما يفي بتكاليف السفر‪ ،‬فإن‬
‫هذه الحالة تندرج في بند ابن السبيل طبق ًا للفقرة (أ)‪ ،‬ألن انتهاء اإلقامة أو‬
‫انتهاء العمل لمن هو مقيم في الكويت يجعل الكويت ليست بلد إقامة بالنسبة‬
‫إليه فيعتبر مسافر ًا‪.‬‬
‫ولكن ال يعطى إال عند شروعه في السفر وذلك بإعطائه تكاليف السفر‬
‫المعتادة‪ ،‬وإذا أعطي تذاكر سفر جوية تكون غير قابلة لرد القيمة‪ ،‬فربما تتغير‬
‫نيته أو تتغير ظروفه فيعدل عن السفر‪.‬‬
‫(‪ )1‬الطالب الذين يدرسون في الخارج ويريدون السفر لمجرد زيارة أهليهم‬
‫ال يعتبرون عند إنشاء السفر من أبناء السبيل‪ ،‬ولكن لو انتهت دراستهم وأرادوا‬
‫العودة إلى بلدهم األصلي أو بلد اإلقامة للتكسب فيعتبرون من أبناء السبيل‪.‬‬
‫على أنه إذا كانت لهم حاجة أساسية للسفر لرعاية أبوين مريضين مث ً‬
‫ال أو‬
‫رعاية أسرته فيما ال يقوم به غيره فإنه يجوز إعطاؤهم باسم الفقراء‪.‬‬
‫(‪ )2‬المشردون والالجئون الذين حيل بينهم وبني أمواهلم وأمالكهم‬
‫وحيتاجون بسبب ظروفهم للتنقل من بلد إىل آخر يعتربون من أبناء السبيل‪.‬‬
‫أما إن أقاموا ببلد واستقروا فيها فيعطون بصفة الفقر إن توافرت فيهم‬
‫الرشوط المعتبرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعتبر من أبناء السبيل المرضى الذين يأتون من الخارج للعالج في‬
‫الكويت ثم تنقصهم النفقة‪ ،‬كذلك المرافقون‪ ،‬مع مراعاة انطباق الشروط في‬
‫المادة (‪ )1()12‬من الئحة الصرف‪.‬‬

‫(‪ )1‬ون�صها‪ :‬ابن ال�سبيل هو من تحقق فيه ال�شروط التالية‪:‬‬


‫�أ ‪ -‬ان يكون م�سافر ًا عن بلد اقامته‪.‬‬
‫ب ‪� -‬أال يكون �سفره محظور ًا �شرع ًا‪.‬‬
‫ج ‪� -‬أال يكون معه نفقات �سفره �إلى بلده‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫(‪ )4‬الذين يجمعون الدية تطبق عليهم الشروط المذكورة في بند الغارمين‬
‫وليسوا من أبناء السبيل‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 /2‬‬
‫(‪)15‬‬
‫السؤال‪ )1( :‬هل يجوز شراء سيارة ألسرة تحتاجها كوسيلة مواصالت من أموال‬
‫الزكاة؟‬
‫(‪ )2‬هل يجوز شراء سيارة أو تصليحها لمن تكون له وسيلة كسب ومعيشة من‬
‫أموال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ -1 :‬إن وسيلة المواصالت بالرغم من أنها من الحاجات األساسية للشخص‬
‫فإنه من الممكن سد هذه الحاجات بطرق غير تملك الوسيلة وذلك عن‬
‫طريق تأمين المنفعة بإعطاء المحتاج من الزكاة ما يتمكن به من تأمين أجور‬
‫استخدامه لوسائل المواصالت العامة‪.‬‬
‫ولذا ال يجوز شراء سيارات من أموال الزكاة وتمليكها للفقير تمليك ًا خاص ًا‬
‫لالستعمال الخاص‪ ،‬وهذا هو القاعدة العامة‪ ،‬ومع ذلك يجوز أن ُيشترى من‬
‫الزكاة سيارة كوسيلة مواصالت في حاالت خاصة ال يمكن فيها استخدام‬
‫وسائل النقل العام‪ ،‬كحاالت المعوقين ونحوهم‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز شراء سيارة أو تصليحها من أموال الزكاة لمن تكون وسيلة كسب‬
‫ومعيشة له‪ ،‬وذلك لما في هذا من إغنائه عن الزكاة بكسبه الخاص‪ ،‬وقد‬
‫مضى كثير من الفقهاء على أن يعطى من الزكاة ثمن أدوات الحرفة للفقير‬
‫المحترف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 /4‬‬
‫(‪)16‬‬
‫السؤال‪ :‬نرجو التكرم باإلجابة على االستفسار التالي المتعلق بمدى مشروعية توظيف‬

‫‪206‬‬
‫أموال الزكاة في المشاريع الخاصة بالتأهيل اإلنتاجي‪ ،‬وتشمل مشاريع التأهيل‬
‫اإلنتاجي التدريب على أعمال الخياطة‪ ،‬النجارة‪ ،‬الميكانيكا وغيرها من‬
‫الحرف المهنية‪ ،‬إلى جانب شراء اآلالت والمعدات الخاصة بأعمال التدريب‬
‫وتشمل أيض ًا صرف مكافآت تشجيعية للمشاركين في برنامج التدريب‪،‬‬
‫وتوفير وسائل النقل لهم‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أنه ال مانع من توظيف أموال الزكاة في المشاريع الخاصة بالتأهيل‬
‫اإلنتاجي بأن يصرف منها على عملية التدريب وشراء اآلالت والمعدات‬
‫الخاصة بأعمال التدريب وتوفير وسائل النقل للمتدربين‪ ،‬وهذا مادام‬
‫المتدربون من مستحقي الزكاة‪ ،‬وأما صرف المكافأة التشجيعية للمتدربين‬
‫فإن كانوا يأخذون من المعونات ما يكفي حاجاتهم األساسية فال يجوز أن‬
‫يصرف من الزكاة مكافأة تشجيعية لهم ألنها تكون زكاة زائدة عن قدر الحاجة‬
‫وإن كانت المعونات غير كافية لسداد الحاجات األساسية فال بأس من صرف‬
‫المكافآت التشجيعية لهم من الزكاة والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 /6‬‬
‫(‪)17‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم أشخاص مرضى إلى بيت الزكاة طالبين المعونة لشراء أعضاء مثل‬
‫(الكلى وغيرها) من أشخاص آخرين‪ .‬فهل يجوز لنا إعطاؤهم من الزكاة أم‬
‫من المعونة على سبيل االقتراض؟ علم ًا بأن مثل هذه العمليات تكلف آالف‬
‫الدنانير‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬اطلعت الهيئة على التوصية رقم (‪ )8‬من توصيات ندوة الرؤية اإلسالمية‬
‫لبعض الممارسات الطبية ونصها (ال يجوز بيع األعضاء وإذا لم يمكن‬
‫الحصول على األعضاء بالتبرع ولم يمكن الحصول عليها إال ببذل مال فهذا‬
‫جائز وهو من المحظور الذي يباح في حال الضرورة)‪ ،‬وقد أخذت الهيئة‬
‫بهذا‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫وبناء عليه ترى الهيئة أنه يجوز إعطاؤه من الزكاة أو إقراضه من المعونة إن‬
‫كان فقير ًا ال يقدر على التكاليف الالزمة ولم يمكن الحصول على العضو‬
‫المطلوب بالتبرع وكانت حاجته إلى العضو إلنقاذ حياته وإال فال يجوز‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 /6‬‬
‫(‪)18‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز المساعدة في أتعاب المحامين من أموال الزكاة سواء مساعدة‬
‫الموقوفين على ذمة القضايا‪ ،‬أو غيرهم ممن اضطرتهم الظروف لالستعانة‬
‫بالمحامين للوصول إلى حقوقهم؟‬
‫الجواب‪ :‬العاجزون عن الوصول إلى حقوقهم والموقوفون على ذمة القضايا‪،‬‬
‫واضطرتهم الظروف لالستعانة بمحامين بمقابل‪ ،‬يجوز إعطاؤهم من الزكاة‬
‫إذا تعين وصولهم إلى البراءة أو الوصول إلى حقوقهم على دفع أتعاب‬
‫المحاماة ولم يمكن تحصيل المبلغ من طريق آخر‪ ،‬وغلب على الظن البراءة‬
‫أو إمكان الوصول للحق‪ .‬ويعطون في هذه الحالة باعتبارهم غارمين بعد‬
‫تعاقدهم مع المحامين أو باعتبارهم فقراء‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95 /8‬‬
‫(‪)19‬‬
‫السؤال‪ :‬هل المنع من إعطاء األصول والفروع من الزكاة وكذلك الزوج لزوجته يشمل‬
‫جميع المصارف أم أن المنع خاص بسهمي الفقراء والمساكين فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز دفع الزكاة ألصول المزكي وفروعه وزوجته من غير سهمي الفقراء‬
‫والمساكين كالغارمين والعاملين عليها وغيرهما‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 /2‬‬
‫(‪)20‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز أن تعطى الزكاة للطلبة الذين يشاركون في الدورات وفي حفظ‬

‫‪208‬‬
‫القرآن وفي العمل الدعوي من قبيل تشجيعهم وعدم تعريضهم لذل السؤال‬
‫وطلب المساعدة‪ ،‬وكذلك لالستفادة من حضورهم هذه الدورات واألنشطة؟‬
‫الجواب‪ :‬تعطى الزكاة لطلبة العلم أو غيرهم إذا تحققت فيهم أوصاف المستحقين لها‬
‫كالفقر وال يجوز اشتراط المشاركة في األنشطة الستحقاق الزكاة‪ ،‬وال تعطى‬
‫على سبيل األجرة على عمل يقومون به‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 /4‬‬
‫(‪)21‬‬
‫السؤال‪ :‬يقوم بعض اآلباء واألمهات بفتح حسابات خاصة بأوالدهم ويقومون بعمل‬
‫تحويالت شهرية لهذه الحسابات ليستفيد األوالد منها عند كبرهم ولتأمين‬
‫مستقبلهم‪.‬‬
‫فهل تعامل هذه األموال بصفة مستقلة عند إخراج الزكاة باعتبارها ملك للولد‬
‫فيراعى فيها النصاب والحول والشروط األخرى‪ ،‬أم أنها تعامل هذه األموال‬
‫مع أموال آبائهم كمال واحد في نصابه وحوله‪ ،‬وهل لو احتاج الوالد لهذه‬
‫األموال في المستقبل له الحق في أخذها؟‬
‫الجواب‪ :‬ما يدفعه األب أو األم أو غيرهما من المال في المصرف باسم الولد يعد هبة‬
‫له من تاريخ اإليداع‪ ،‬وعليه فإن زكاته من تاريخ اإليداع تكون على الولد‬
‫بشروطها الشرعية من حيث النصاب والحول ويخرجها عنه وليه‪ ،‬فإذا رغب‬
‫األب أو األم في الرجوع بشيء مما وهباه لالبن بعد ذلك جاز لهما الرجوع‬
‫فيه وإنفاقه في مصالحهما‪ ،‬فإذا فعال ذلك سقطت زكاته عن الولد من تاريخ‬
‫الرجوع‪.‬‬
‫وأما ما يهبه غير األب واألم للولد بعد ذلك فال يجوز لألب واألم إنفاقه في‬
‫مصالح نفسيهما‪ ،‬إال إذا احتاجا إليه لنفقتهما الواجبة على هذا االبن‪ ،‬وعندها‬
‫يأخذان منه ما يكفيهما من النفقة الواجبة لهما عليه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 /5‬‬

‫‪209‬‬
‫(‪)22‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان حكم إعطاء الزوجة زوجها من زكاتها إذا كان من مستحقي‬
‫الزكاة؟ وهل يجوز له أن يستعين بهذا المال على نفقتها؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز للزوجة أن تعطي زوجها من زكاة مالها إذا كان مستوفي ًا شروط‬
‫استحقاق الزكاة‪ ،‬وال بأس بأن يستعين الزوج بهذا المال على نفقتها ونفقة‬
‫غيرها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 /5‬‬
‫(‪)23‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز فكاك األسرى من مال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز فكاك األسرى من أموال الزكاة من مصرف (وفي الرقاب) وهذا مذهب‬
‫الحنابلة وابن رجب‪ ،‬وابن عبدالحكم من المالكية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 /10‬‬
‫(‪)24‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان مدى جواز أن يعطي المزكي زكاته لخدمة‪ ،‬أو صاحب‬
‫الشركة التجارية لموظفيه؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة الشرعية بأنه يجوز أن يعطي المزكي زكاته لخدمه أو صاحب‬
‫الشركة التجارية لموظفيه‪ ،‬إذا كانوا من المستحقين للزكاة‪ ،‬على أال يعتبر‬
‫أجرة أو جزء منها أو مكافأة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98 /12‬‬
‫(‪)25‬‬
‫السؤال‪ :‬امرأة دفعت زكاتها إلى موظفة بيت الزكاة وسألت عن أفقر البالد وأشدها‬
‫حاجة فأشارت عليها الموظفة بأن تجعل هذه األموال في اآلبار في تلك البالد‬
‫ولم تسألها الموظفة هل هي أموال زكاة أم صدقات وفي ظن المتبرعة أن‬

‫‪210‬‬
‫الموظفة تعلم بأنها أموال زكاة‪.‬‬
‫فما حكم هذه األموال التي دفعتها‪ ،‬وهل يمكن إعادة تسويق هذه اآلبار على متبرعين‬
‫آخرين وإعادة قيمتها إلى حساب الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ما دام أن هذا المبلغ قد س ّلم لبيت الزكاة بنية الزكاة فقد برأت ذمة المزكي‪،‬‬
‫ويجوز لبيت الزكاة أن يضع هذا المال في آبار يخصص ريعها أو نفعها للفقراء‬
‫على أن يبقى عين المشروع ماالً زكوي ًا قابل للبيع عند الحاجة ليصرف بدله‬
‫في مصارف الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006 /2‬‬
‫(‪)26‬‬
‫السؤال‪ :‬من يملك نصاب ًا من األنعام لالنتفاع منها‪ ،‬أو أسهم ًا قد هبط سعرها كثير ًا‪،‬‬
‫وأصبح غير قادر على سد حاجاته األصلية‪.‬‬
‫فهل يكلف ببيعها وسد حاجاته األصلية مؤقت ًا‪ ،‬أم أنه يحتفظ بها ويأخذ من‬
‫الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬يكلف ببيع بعض هذه األموال بما يكفي لسد حاجاته األساسية‪ ،‬فإن بقي‬
‫عنده ما يقل عن النصاب وال يفي لحوائجه فيحل له أخذ الزكاة من غيره‪ ،‬وإن‬
‫كان عنده ما يساوي نصاب ًا أو يزيد فتجب فيه الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2007 /2‬‬
‫(‪)27‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز إدراج الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين ضمن الجهات المستفيدة‬
‫من الزكاة المحصلة بموجب قانون الزكاة رقم (‪.)2006 / 46‬‬
‫الجواب‪ :‬مصارف الزكاة ثمانية بينتها اآلية الكريمة (‪ )60‬من سورة التوبة فإذا وافق‬
‫المعاق واحدة من هذه الصفات جاز له أخذ الزكاة بها وإال فال‪ ،‬ألن اإلعاقة‬
‫المجردة ليست من مصارف الزكاة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫وعليه فال مانع من دفع بعض أموال الزكاة للجمعيات التي ترعى المعاقين‬
‫لصرفها على المعاقين المستحقين للزكاة على وجه التمليك لهم نقد ًا أو طعام ًا‬
‫أو كسا ًء أو عالج ًا أو غير ذلك مما يحتاجون إليه من الحاجات األساسية‪ ،‬وال‬
‫يجوز صرفها لغير هؤالء كما ال يجوز صرفها على رعاية الفقراء منهم كترميم‬
‫البناء أو رواتب المدرسين أو غير ذلك‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008 /4‬‬
‫(‪)28‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم عدد من األشخاص لطلب مساعدة من بيت الزكاة لغرض العالج في‬
‫الخارج أو لسداد ديون صدرت فيها أحكام قضائية وهم يمتلكون أمواالً تزيد‬
‫عن النصاب وتوافرت فيها شروط وجوب الزكاة ولكنها ال تفي بتكاليف‬
‫العالج وال تكفي لسداد الدين‪.‬‬
‫فهل يجوز إعطاؤهم من الزكاة في مثل هذه األحوال؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كانت أمواله الزائدة عن النصاب ال تفي بديونه التي ثبتت عليه في أحكام‬
‫قضائية أو بأدلة شرعية فيجوز أن يدفع له من الزكاة ما يفي بديونه‪ ،‬أما المحتاج‬
‫للعالج فيعطى من الزكاة ما يفي بتكاليف عالجه بالضوابط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون العالج ضروري ًا‪ ،‬بمعنى أن يترتب على عدمه ضرر شديد‬
‫يعوق اإلنسان عن عبادته وأعماله‪ ،‬وذلك الستبعاد العالج المعدود‬
‫من األمور الكمالية (التجميلي)‪.‬‬
‫‪ -2‬أال يكون صاحب الطلب قادر ًا على تأمين نفقات العالج من ماله‪.‬‬
‫‪ -3‬أال يتوافر له العالج المجاني داخل البالد‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009 /1‬‬
‫(‪)29‬‬
‫السؤال‪ :‬هل الصرف من الزكاة من مصرف الغارمين يقتصر على سداد ديون العباد أم‬

‫‪212‬‬
‫أنه يشمل كذلك الديون التي لله سبحانه وتعالى كالوفاء بنذر عجز عنه صاحبه‬
‫أو كفارة عجز عنها صاحبها؟‬
‫الجواب‪ :‬يقتصر في ذلك على سداد ديون العباد‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009 /5‬‬
‫(‪)30‬‬
‫السؤال‪ :‬اطلعت الهيئة على السؤال رقم (‪ )2009 /8‬المقدم من السيد المدير العام‬
‫ونصه كالتالي‪:‬‬
‫أصدرت لجنة الفتوى بوزارة األوقاف الكويتية في محضرها رقم (‪/11 /2‬‬
‫ع‪ )2000 /‬الفتوى التالية والتي مفادها‪:‬‬
‫أنه يجوز اإلنفاق على البحوث العلمية التي تفيد المسلمين في تقوية شوكتهم‬
‫أمام أعدائهم أو تحصينهم ضد مرض خطير يهدد حياتهم ويضعفهم أمام عدوهم‪،‬‬
‫أو كانت تساهم في تفنيد التيارات الفكرية المعادية لإلسالم وكذلك كل ما يفيد‬
‫المسلمين ويقويهم ويحقق لهم النصر على أعدائهم‪ ،‬فهي كلها في سبيل الله‬
‫وتدخل تحت هذا المصرف الذي هو أحد المصارف الثمانية‪ ،‬ويجوز دفع الزكاة‪،‬‬
‫إال أن يكون الباحث فقير ًا فيعطى من مصرف الفقراء والله تعالى أعلم‪.‬‬
‫فالرجاء التكرم بإبداء رأي الهيئة حول هذا الموضوع‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن اإلنفاق على األمور المذكورة في السؤال من مال الزكاة خاص‬
‫بالبالد غير اإلسالمية‪ ،‬وهو ما يتفق مع قرارات الندوة األولى لقضايا الزكاة‬
‫المعاصرة في موضوع “مصرف في سبيل الله”‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009 /6‬‬
‫(‪)31‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم الذبائح الخارجية من أموال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال بأس بذلك إذا كانت مقصورة على مستحقي الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011 /8‬‬

‫‪213‬‬
‫(‪)32‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم إعطاء غير المسلم من أموال الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز إعطاء غير المسلمين من أموال الزكاة إال من مصرف المؤلفة قلوبهم‬
‫بالضوابط الشرعية التي بينتها الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫ويجوز إعطاء غير المسلم من الصدقات بشرط أال يكون حربي ًا أو ُمظهر عداوته‬
‫لإلسالم والمسلمين‪ ،‬قال تعالى ﴿ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾‬
‫( الممتحنة ‪)9-8‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2012 /1‬‬
‫(‪)33‬‬
‫السؤال‪ :‬ما الحكم الشرعي في بناء مساكن للفقراء والمساكين من أموال الزكاة تملك‬
‫لهم وتسجل بأسمائهم دون أن يكون لهم حق التصرف فيها‪ ،‬سواء بالبيع أو‬
‫غيره حماية لهم وألوالدهم‪ ،‬على أن تبقى هذه المساكن تحت إشراف هيئة او‬
‫جهة خيرية موثوق بها؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن هذا التمليك المقيد بعدم جواز البيع ال يجوز ألنه ينافي مقتضى‬
‫التمليك‪ ،‬كذلك ال يجوز عدّ ه من أموال الزكاة ألنه تمليك ناقص فال تصح‬
‫الزكاة معه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2014 /3‬‬
‫(‪)34‬‬
‫االطالع على السؤال المتعلق عن حكم استالم الوكالة من الفقير في قيام المؤسسة في‬
‫التصرف في األموال الزكوية ونصه‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم أن تأخذ الجمعية الخيرية وكالة من فقراء قرية للتصرف في أموال‬
‫الزكاة المدفوعة إليهم دون تمليكهم هذه األموال بدافع أن تبني لهم مسجد ًا أو‬
‫تحفر لهم بئر ًا‪.‬‬
‫وصورة المسألة‪:‬‬
‫أن هناك جمعيات خيرية تجمع أموال الزكاة من المسلمين ثم تذهب‬
‫إلى بعض البلدان الفقيرة وتأتي إلى قرية محتاجة لمسجد مث ً‬
‫ال أو بئر فبدل‬
‫أن تعطي الفقير هذه األموال تجعله يوقع على استمارة وكالة‪ ،‬بحيث أن‬
‫الفقير يوكل هذه الجمعية في هذه األموال ‪-‬علم ًا أن بعض الفقراء قد‬
‫ال أو يخشى أال تعطيه الجمعية شيء إذا لم يوكلهم‪ -‬فتقوم‬ ‫يكون جاه ً‬
‫بناء على الوكالة التي أعطيت لهم من الفقراء بالتصرف بهذه‬
‫هذه الجمعية ً‬
‫األموال ببناء مسجد أو مدرسة أو حفر بئر مما ال يدخل في مصارف الزكاة‪.‬‬
‫كيف يحصل على الوكالة من الفقراء‪:‬‬
‫أوالً وقبل البدء بالمشروع‪ ،‬يتم إجراء تقييم من قبل موظفي المؤسسات الخيرية‬
‫(إما زيارات منزلية‪ ،‬أو استبيانات‪ ،‬إلخ) حيث سيطرحون أسئلة معينة حول حالة‬
‫الفرد الفقير لتحديد الحاجة‪ .‬في هذا الوقت‪ ،‬يمكن الحصول على وكالة‪:‬‬
‫في المقام األول من خالل اتفاقية موقعة أو بصمة اإلبهام‪ ،‬بقبول المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫الخيرية الستخدام ‪ /‬توزيع أموال الزكاة على النحو الذي سيكون مفيدً ا‬
‫خاصا يوقعون عليه‪.‬‬
‫الحتياجات األفراد‪ .‬سيكون هذا بيانًا ً‬
‫رفع األيدي ‪ -‬لقد قرأت أن منظمة (‪ )IR‬اقترحت سؤال األعضاء في‬ ‫‪-‬‬
‫مجموعة (محددة) عما إذا كانوا يسمحون باستخدام بعض أموال الزكاة‬
‫في مشروع يستفيد منه المجتمع‪ .‬إذا رفعت األغلبية أيديهم (إشارة إلى‬
‫الموافقة)‪ ،‬فهذا يكون القبول‪.‬‬
‫هناك ملحق يبين كيف تتعامل ‪ NZF‬مع الوكالة مع أنه مختلف قلي ً‬
‫ال وهو‬ ‫‪-‬‬
‫خاص بالمملكة المتحدة‪ ،‬ولكن المفهوم واحد تقريب ًا‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫الفوائد المتحصلة من الحصول على الوكالة‪ :‬سأختصر ما ذكر فيها مع‬ ‫ ‬
‫المحافظة على ما ذكر‪.‬‬
‫في بعض الحاالت يسمح للمؤسسة بتنفيذ مشروع تكون الفائدة فيه عامة‬ ‫‪-‬‬
‫وقد تعود على المستفيد بشكل أكبر (على سبيل المثال‪ ،‬عيادة صحية‬
‫في منطقة الالجئين حيث الحاجة ماسة‪ ،‬والتدريب على ريادة األعمال‬
‫لألمهات العازبات وما إلى ذلك) مقارنة بالنقد ‪ /‬الغذاء الطرود فقط‪.‬‬
‫يمنح المنظمة مرونة أكبر عند االستجابة لحالة معينة‪ .‬على سبيل المثال‬ ‫‪-‬‬
‫في مخيمات إدلب ال يوجد تعليم لألطفال‪ ،‬لذا يمكن استخدامها لتمويل‬
‫مدرسة متنقلة‪ .‬حتى لو حصلت كل أسرة على نقود‪ ،‬فقد ال يكون لديها‬
‫القدرة على إنشاء مدرسة‪.‬‬
‫التحويالت النقدية في بعض المناطق صعبة‪ ،‬محفوفة بالمخاطر‪ ،‬لذا فإن‬ ‫‪-‬‬
‫إنفاق األموال على األفراد قد يكون صع ًبا‪.‬‬
‫(صدق ًا) حتى تسمح للمؤسسات بإخراج الزكاة بأسرع ما يمكن وبدون‬ ‫‪-‬‬
‫االحتفاظ بها لفترة طويلة (مثل أكثر من عام)‪.‬‬
‫التعقيد‪ ،‬اإلشكال اإلضافي أن الكثير من المؤسسات تجمع الزكاة‬ ‫‪-‬‬
‫بحسب بلد معين‪ ،‬فال يستطيعون اإلنفاق إال في هذه البلدان معينة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تؤكد الهيئة في جوابها على االستفسار المذكور على ما جاء في قرارات‬
‫الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة في موضوع التمليك والمصلحة فيه‬
‫ونتائجه ونصه كاآلتي‪:‬‬
‫“ ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع‪ :‬التمليك والمصلحة فيه‬
‫ونتائجه وانتهوا إلى القرارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬التمليك في األصناف األربعة األولى المذكورة في آية مصارف‬
‫الزكاة ﴿ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬

‫‪216‬‬
‫ﮨ ﴾ (التوبة‪ )60 :‬شرط في إجزاء الزكاة‪ ،‬والتمليك يعني دفع‬
‫مبلغ من النقود أو شراء وسيلة إنتـــاج‪ ،‬كاآلت الحرفة وأدوات‬
‫الصنعة‪ ،‬وتمليكها للمستحق القادر على العمل‪.‬‬
‫‪ -2‬يجوز إقامة مشروعات إنتاجية من مال الزكاة وتمليك أسهمها‬
‫لمستحقي الزكاة بحيث يكون المشروع مملوك ًا لهم يديرونه بأنفسهم‬
‫أو من ينوب عنهم ويقتسمون أرباحه‪.‬‬
‫‪ -3‬يجوز إقامة مشروعات خدمية من مال الزكاة كالمدارس والمستشفيات‬
‫والمالجئ والمكتبات بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫فيد من خدمات هذه المشروعات مستحقو الزكاة دون غيرهم إال‬ ‫أ‪-‬‬
‫بأجر مقابل تلك الخدمات يعود نفعه على المستحقين‪.‬‬
‫ب‪ -‬يبقى األصل على ملك مستحقي الزكاة ويديره ولي األمر‪ ،‬أو‬
‫الهيئة التي تنوب عنه‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا بيع المشروع أو صفي كان ناتج التصفية مال زكاة‪”.‬‬
‫كما تؤكد الهيئة على أن مثل هذه الوكالة المذكورة في السؤال قد تكون ذريعة‬
‫إلى مخالفة مقاصد الشريعة في تمليك الفقير الزكاة وتحقيق كفايته‪ .‬ولذلك ترى الهيئة‬
‫تمليك الفقراء مال الزكاة أو إقامة المشاريع مباشرة وفق ما جاء في قرارات الندوة‬
‫السابقة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2020 /7‬‬
‫(‪)35‬‬
‫السؤال‪ :‬في ظروف كورونا وخاصة عند توقف العمل في األشهر األولى وتضرر من‬
‫له مشروع حتى وقتنا الحالي‪ ،‬زوجة ابني لديها مشروعها ومكتبها الخاص هل‬
‫يجوز لزوجي إعطاؤها من الزكاة لدفع جزء من اإليجارات السابقة المتراكمة‬
‫والتي من الصعب تسديدها كاملة‪ ،‬علما بأن ابني يعمل حالي ًا في مكتب زوجته‬

‫‪217‬‬
‫(يساعدها في إدارة العمل‪ ،‬وخرج من وظيفته ولحين إيجاد وظيفة جديدة)‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة في حال عجز صاحبة المشروع عن سداد الديون المترتبة على‬
‫اإليجارات السابقة أنه يجوز لوالد زوجها أن يدفع إليها زكاة ماله لسداد تلك‬
‫الديون ألنه ال تلزمه نفقتها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2021 /2‬‬

‫‪218‬‬
‫الباب الثاين ع�شر‬
‫نقل الزكاة‬

‫‪219‬‬
‫نقل الزكاة‬
‫نقل الزكاة خارج منطقة جمعها(‪.)1‬‬
‫مع مراعاة ما ورد في القرار (‪ 5‬هـ) للمؤتمر الثاني لمجمع البحوث اإلسالمية من‬
‫أن الزكاة تعتبر أساس ًا للتكافل االجتماعي في البالد اإلسالمية كلها فإن األصل الذي ثبت‬
‫بالسنة وعمل الخلفاء هو البدء في صرف الزكاة للمستحقين من أهل المنطقة التي جمعت‬
‫منها‪ ،‬ثم ينقل ما فاض عن الكفاية إلى مدينة أخرى باستثناء حاالت المجاعة والكوارث‬
‫والعوز الشديد فتنقل الزكاة إلى من هم أحوج‪ ،‬وهذا على النطاق الفردي والجماعي‪ ،‬كما‬
‫يجوز على النطاق الفردي نقلها إلى المستحقين من قرابة المزكي في غير منطقته‪.‬‬
‫نقل الزكاة إلى غير موضعها وضوابطه(‪:)2‬‬
‫بعد االطالع على التوصية الثالثة للندوة األولى لقضايا الزكاة المعاصرة من أن‬
‫األصل صرف الزكاة للمستحقين من أهل المنطقة التي جمعت منها ثم ينقل ما فاض‬
‫عن الكفاية إلى مدينة أخرى مع جواز النقل – استثناء – لمن هو أحوج‪ ،‬أو للقرابة‪.‬‬
‫انتهت الندوة إلى تفصيل المبدأ الشرعي في نقل الزكاة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬األصل في صرف الزكاة أن توزع في موضع األموال المزكاة – ال موضع المزكي‬
‫– ويجوز نقل الزكاة عن موضعها لمصلحة شرعية راجحة‪ .‬ومن وجوه المصلحة‬
‫للنقل‪:‬‬
‫(أ) نقلها إلى مواطن الجهاد في سبيل الله‪.‬‬
‫(ب) نقلها إلى المؤسسات الدعوية أو التعليمية أو الصحية التي تستحق الصرف‬
‫عليها من أحد المصارف الثمانية للزكاة‪.‬‬
‫(ج) نقلها إلى مناطق المجاعات والكوارث التي تصيب بعض المسلمين في‬
‫العالم‪.‬‬

‫أولى – القاهرة – ‪ 1988‬م‪.‬‬


‫(‪ )1‬الندوة ال ‪1‬‬

‫(‪ )2‬الندوة الثانية – الكويت – ‪ 1989‬م‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫(د) نقلها إلى أقرباء المزكي المستحقين للزكاة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬نقل الزكاة إلى غير موضعها في غير الحاالت السابقة ال يمنع اجزاءها عنه ولكن‬
‫مع الكراهة بشرط أن تعطى إلى من يستحق من أحد المصارف الثمانية‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬موطن الزكاة هو البلد وما بقربه من القرى وما يتبعه من مناطق مما هو دون مسافة‬
‫القصر (‪ 82‬كم تقريب ًا) ألنه في حكم بلد واحد‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬موضع الزكاة بالنسبة لزكاة الفطر هو موضع من يؤديها ألنها زكاة األبدان‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬مما يسوغ من التصرفات في حاالت النقل‪:‬‬
‫(أ) تعجيل إخراج زكاة المال عن نهاية الحول بمدة يمكن فيها وصولها إلى‬
‫مستحقيها عند تمام الحول إذا توافرت شروط وجوب الزكاة‪ ،‬وال تقدم‬
‫زكاة الفطر على أول رمضان‪.‬‬
‫(ب) تأخير إخراج الزكاة للمدة التي يقتضيها النقل‪.‬‬

‫*******‬

‫‪222‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬ما رأي الشرع في نقل أموال الزكاة إلى خارج البالد‪ ،‬وهل هناك توجهات‬
‫شرعية عامة حول نسبة توزيع الزكاة في داخل الكويت وخارجها‪ ،‬وخاصة أن‬
‫مجال المساعدات في الخارج رحب واسع؟‬
‫الجواب‪ :‬إن األصل شرع ًا عدم جواز نقل الزكاة المفروضة من البلد الموجود فيه‬
‫المال‪ ،‬و ُيستثنى من ذلك حاالت‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود من هم أحوج إليها من أهل البلد الموجود فيه المال‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود قرابة للمزكي من أهل استحقاق الزكاة‪.‬‬
‫‪ -3‬إعطاؤها لطلبة العلم‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان في نقلها مصلحة عامة للمسلمين أكثر مما لو لم تنقل‪.‬‬
‫على أن بعض المصارف بطبيعتها قد تكون خارج بلد المال‪ ،‬كمصرف الجهاد‬
‫في سبيل الله وما هو بمعناه‪ ،‬كاإلنفاق على الدعوة إلى اإلسالم وكذلك مصرف (وفي‬
‫الرقاب) أي في فكاك األسرى كما في الالئحة الشرعية للزكاة والخيرات(‪.)1‬‬
‫أما تحديد نسبة للتوزيع في داخل الكويت وخارجها فهو أمر مصلحي ُيرجع فيه‬
‫إلى تقدير القائمين على بيت الزكاة‪ ،‬ويختلف بين عام وآخر وتبع ًا للظروف الطارئة‪،‬‬
‫وليس هناك ضابط شرعي محدد‪.‬‬

‫الهيئة الشرعية (‪)83 / 29‬‬

‫(‪ )1‬ن�صت المادة ‪ 9‬من الئحة الزكاة والخيرات الخا�صة بم�صرف ( وفي الرقاب ) يقت�صر ال�صرف في هذا المجال حالي ًا على‬
‫فكاك الأ�سرى الم�سلمين ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬ما مدى جواز نقل الزكاة إلى الصومال؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز نقل الزكاة إلى الصومال وهو ما أقرته ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬
‫والهيئة الشرعية لبيت الزكاة‪ ،‬كما جاء في الئحة بيت الزكاة في المادة الثامنة‬
‫فقرة (‪/ 3‬أ) يجوز نقل الزكاة لمناطق المجاعات والكوارث للمسلمين‬
‫وغيرهم إذا كان ذلك يؤدي إلى تحسين النظرة لإلسالم والمسلمين‪ ،‬ويعتبر‬
‫من مصرف المؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011 /7‬‬

‫‪224‬‬
‫الباب الثالث ع�شر‬
‫ا�ستثمار �أموال الزكاة‬

‫‪225‬‬
‫ا�ستثمار �أموال الزكاة‬

‫استثمار أموال الزكاة(‪:)1‬‬


‫ناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة في موضوع استثمار أموال الزكاة‬
‫وانتهوا إلى القرارات التالية‪:‬‬
‫تؤكد الندوة قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم (‪( )3‬د ‪ )86 / 07 /3‬بشأن توظيف‬
‫أموال الزكاة في مشاريع ذات ريع وأنه جائز من حيث المبدأ بضوابط أشار القرار إلى بعضها‪.‬‬
‫وبعد مناقشة البحوث المقدمة إلى الندوة في هذا الموضوع بشأن المبدأ‬
‫والضوابط انتهت إلى ما يلي‪:‬‬
‫يجوز استثمار أموال الزكاة بالضوابط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال تتوافر وجوه صرف عاجلة تقتضي التوزيع الفوري ألموال الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتم استثمار أموال الزكاة كغيرها بالطرق المشروعة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تتخذ اإلجراءات الكفيلة ببقاء األصول المستثمرة على أصل حكم الزكاة‬
‫وكذلك ريع تلك األصول‪.‬‬
‫‪ -4‬المبادرة إلى تنضيض (تسييل) األصول المستثمرة إذا اقتضت حاجة مستحقي‬
‫الزكاة لصرفها عليهم‪.‬‬
‫‪ -5‬بذل الجهد للتحقق من كون االستثمارات التي ستوضع فيها أموال الزكاة مجدية‬
‫ومأمونة وقابلة للتنضيض عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يتخذ قرار استثمار أموال الزكاة ممن عهد إليهم ولي األمر بجمع الزكاة‬
‫وتوزيعها لمراعاة مبدأ النيابة العامة الشرعية‪ ،‬وأن يسند اإلشراف على االستثمار‬
‫إلى ذوي الكفاءة والخبرة واألمانة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة – الكويت – ‪ 1992‬م‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬

‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كان هناك مبلغ من متبرعين ُخصص لصالح المتضررين من المجاعة‬
‫فهل يجوز لإلدارة إنفاقه لصالح مشاريع زراعية وإنتاجية يعود ريعها لصالح‬
‫المحتاجين والمتضررين من المجاعة‪ ،‬علم ًا بأن هذه المشاريع تخضع لمبدأ‬
‫الربح والخسارة‪ ،‬علم ًا بأن اإلدارة تتفق مع جهات موثوقة وهذه الجهات تقوم‬
‫على إدارة تلك المشاريع؟‬
‫الجواب‪ :‬وضع المبالغ ُ‬
‫المتبرع بها للمجاعات في مشاريع زراعية وإنتاجية يعود ريعها‬
‫لصالح المحتاجين نوع من االستثمار لهذه المبالغ‪ ،‬واالستثمار في هذه‬
‫األموال جائز شرع ًا بشرط أن ال يخل بدواعي التوزيع الدوري والطارئ‪،‬‬
‫بحيث ال يترتب على هذا التصرف تأخير الصرف إلى المستحقين بمجرد‬
‫وجودهم‪ ،‬فال يجوز تأخير الصرف إليهم لمجرد قصد االستثمار‪ ،‬بل ُيقتصر‬
‫فيه على الحاالت التي يحصل فيها التأخير لمراعاة المصلحة الراجحة‬
‫لوجوه الصرف التي لم تحل مواعيدها بعد‪ ،‬وال يمتنع من هذا االستثمار كون‬
‫هذه المشاريع معرضة للربح والخسارة‪ ،‬ولو حصلت خسارة فال ضمان على‬
‫أحد قياس ًا على تصرفات ولي اليتيم‪ .‬على أنه ينبغي تحري المشاريع التي‬
‫يغلب عليها السالمة‪ ،‬وذلك بعد إجراء الدراسات الالزمة لمعرفة الجدوى‬
‫االقتصادية منها‪ ،‬على أن هذا ال يمنع من أن يكون التبرع بطريقة أخرى وهي‬
‫أن يعطي المتبرع المال إلى بيت الزكاة ويجعل للبيت الخيار في استثماره في‬
‫المتبرع‬
‫مشروعات ثابتة وإنفاق ريعه في أبواب الخير‪ .‬فاستثمار هذه األموال ُ‬
‫بها على هذا الوجه جائز‪ ،‬وللبيت أن يبيع المشروع – إذا رأى المصلحة في‬
‫بيعه و ُينفق ثمنه في أبواب الخير‪.‬‬
‫المتبرع به مشروع ثابت ُينفق من ريعه‬
‫أما إن اشترط المتبرع أن ُينشأ بالمبلغ ُ‬
‫في أبواب الخير ولم يجعل الخيار للبيت في التصرف بعينه‪ ،‬فيكون من قبيل‬

‫‪228‬‬
‫الوقف ال يجوز بيعه إال حيث يجوز االستبدال بشروطه المقررة في باب‬
‫الوقف من كتب الفقه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 10‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ -1 :‬ما مدى جواز شراء عقارات أو منشآت صناعية من أموال الزكاة لتظل‬
‫أصولها باسم الزكاة ويصرف الريع كله في مصارف الزكاة‪ ،‬كما يتم بيع هذه‬
‫األصول كلها أو بعضها إذا لزم للصرف منها على المستحقين‪.‬‬
‫‪ -2‬هل يوجد ما يمنع من االحتفاظ ببعض أموال الزكاة لمواجهة العجز في‬
‫السنوات القادمة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬بالنسبة للفقرة (‪ )1‬اطلعت الهيئة على جواب لجنة الفتوى بوزارة األوقاف‬
‫بخصوص هذا األمر ووافقت على األخذ به كما يلي‪:‬‬
‫وأما توظيف أموال الزكاة في مشاريع استثمارية عقارية أو صناعية أو تجارية‬
‫إذا زادت أموال الزكاة عن الحاجات الفورية أو الدورية لسنة كاملة فيجوز‬
‫بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقتصر االنتفاع بريع تلك المشاريع على مستحقي الزكاة من‬
‫األصناف الثمانية‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا اقتضى األمر صرف أعيان تلك األصول لقيام الحاجة إلى ذلك‬
‫لوجود وجوه صرف عاجلة وال يوجد ما يسدها من أموال أخرى فإنه يجب‬
‫بيعها وصرف أثمانها في مصارف الزكاة‪ ،‬إذ ال يجوز تأخير صرف الزكاة‬
‫سواء ظهرت في صورة مبالغ نقدية أو أصول ما دامت الحاجة قائمة‪ .‬وال‬
‫يغير هذا الحكم اشتراط المزكي خالفه‪.‬‬
‫‪ -3‬يحدد مصير هذه المشاريع بأحد األمرين‪ ،‬إما تمليك أصحاب‬
‫االستحقاق للزكاة أو مآلها إلى الجهة المسؤولة عن جمع الزكاة وتوزيعها‬

‫‪229‬‬
‫لبيعها ورد أثمانها إلى أموال الزكاة للصرف على المستحقين أو لشراء‬
‫مشروع بديل يخصص لنحو ما كان له المشروع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬اتخاذ االحتياطات الكافية للحفاظ على الطبيعة الزكوية لهذه المشاريع‬
‫عن طريق التوثيق الرسمي الكافي‪ ،‬ومن جملة ذلك التسجيل العقاري كلما‬
‫كان ممكن ًا مع تضمين وثيقة التسجيل الصفة الزكوية لهذا المشروع‪.‬‬
‫‪ -5‬تحاشي الدخول في مشاريع هي مظنة للخسارة أو التقلبات السوقية‬
‫الكثيرة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للفقرة رقم (‪ ،)2‬رأت الهيئة أنه ال يجوز استقطاع جزء من أموال‬
‫الزكاة لمواجهة الخسارة المحتملة في العقار‪ ،‬وذلك أن الواجب في الزكاة الصرف‬
‫على المستحقين عند توفرهم‪ ،‬وفي حالة االدخار منها لمواجهة الخسارة في العقار‬
‫الذي يملكه ال ُق ّصر فسيؤدي هذا إلى رجوع مال الزكاة إلى صاحبه وإنفاقه في منافعه‪،‬‬
‫وهو ممنوع شرع ًا‪ .‬على أنه يجوز تأخير صرف بعض أموال الزكاة في حالة عدم وجود‬
‫المستحق وذلك إلى أن يوجد‪ ،‬فإذا توافق هذا مع سد الحاجة المحتملة في حالة‬
‫الكوارث فيها‪ ،‬أما تأخير جزء بهذا القصد مع وجود المستحق فال يجوز‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 /13‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز لنا صرف األرباح الناتجة عن إيداع مبالغ متخصصة لمشاريع خيرية‬
‫في ترميم المساجد والمدارس والمستشفيات أو جميع األعمال الخاصة‬
‫بالبناء؟‬
‫مع العلم بأننا نقوم باستالم المبلغ كام ً‬
‫ال من المتبرع وننفقه على أقساط في‬
‫المشروع مما ينتج عنه هذه األرباح‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان التبرع مطلق ًا فهو تفويض بالتصرف فيه‪ ،‬فيجوز االستفادة من األرباح‬
‫في أبواب الخير‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫أما إذا كان التبرع مخصص ًا لمشروع محدد‪ ،‬فينبغي التقيد برأس المال وريعه‬
‫لذات المشروع‪.‬‬
‫المتبرع به عن المشروع فيصرف في جهة مماثلة ما أمكن‪،‬‬
‫فإذا زاد رأس المال ُ‬
‫هذا ما لم يأذن المتبرع بالتصرف في الزائد والريع حسب المصلحة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88 / 14‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز وضع أموال الزكاة في حساب التوفير؟ وإذا كانت اإلجابة بالجواز‬
‫فما حكم األرباح الناتجة؟ هل تصرف في مصارف الزكاة أم للبيت الحق في‬
‫صرفها كيفما يشاء؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز وضع أموال الزكاة في حساب توفير لدى بنك إسالمي وذلك إلى أن‬
‫يحين موعد صرفها إذا كان للصرف مواعيد‪ ،‬أما إذا وجد المستحق فال يجوز‬
‫تأخير صرفها بقصد االستثمار‪ ،‬وهذا بمثابة استثمار أموال الزكاة بوسيلة‬
‫مشروعة مع سهولة استردادها‪ ،‬وتُعامل األرباح الناتجة عن ذلك معاملة‬
‫األصل في مصارف الزكاة ألنها نماء األصل الزكوي كأوالد ماشية الزكاة‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫أما وضع أموال الزكاة في حساب توفير لدى بنك ربوي فال يجوز إال للضرورة‬
‫وينبغي أن توضع في حساب جار أو حساب توفير ليس عليه فوائد‪ ،‬إذا كان‬
‫ذلك ممكن ًا‪ ،‬فإن لم يوجد ووضعت في حساب توفير عليه فائدة فإن ما ينتج‬
‫عنه من فوائد يصرف في وجوه الخير التي يراها بيت الزكاة كسائر األموال‬
‫المشبوهة‪ ،‬ألن هذه الفوائد ال تعتبر نما ًء مشروع ًا للزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 /4‬‬

‫‪231‬‬
‫الباب الرابع ع�شر‬
‫زكاة الفطر‬
‫وفدية الإفطار يف رم�ضان‬

‫‪233‬‬
‫زكاة الفطر‬
‫وفدية الإفطار في رم�ضان‬

‫تعريف زكاة الفطر وحكمة مشروعيتها‪:‬‬


‫هي الزكاة التي سببها الفطر من رمضان‪ ،‬فيطلق عليها زكاة الفطر‪ ،‬وتسمى زكاة‬
‫البدن تمييز ًا لها عن زكاة المال‪ ،‬وألنها تزكي الصائم وتتطهر صومه‪ ،‬ومن حكمة تشريعها‬
‫أنها تشيع الفرح والسرور في المجتمع يوم العيد وخاصة بين الفقراء والمساكين‪.‬‬
‫حكمها‪:‬‬
‫زكاة الفطر واجبة عن كل فرد من المسلمين صغير ًا كان أو كبير ًا‪ ،‬ذكر ًا كان أو‬
‫أنثى‪ ،‬لما جاء عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما (فرض رسول الله ‪ ‚-‬زكاة‬
‫الفطر من رمضان‪ ،‬صاع ًا من تمر أو صاع ًا من شعير‪ ،‬على العبد‪ ،‬والحر‪ ،‬والذكر‪،‬‬
‫واألنثى‪ ،‬والصغير‪ ،‬والكبير من المسلمين) (رواه البخاري)‪.‬‬
‫شروط وجوبها‪:‬‬
‫ال تجب زكاة الفطر إال على مسلم يكون لديه عند وجوبها ما يزيد عن ُقوته وقوت‬
‫عياله الذين تلزمه نفقتهم‪ ،‬وزائدة عن مسكنه ومتاعه وحاجاته األصلية لليلة العيد ويومه‪،‬‬
‫وال يمنع الدَّ ين من وجوبها ما لم يكن َدين حال يستغرق ماله كله‪ ،‬والمطالبة به قائمة‪.‬‬
‫من يلزم المزكي إخراجها عنهم‪:‬‬
‫يلزم المزكي أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه‪ ،‬وعن زوجته‪ ،‬وعن كل من تلزمه‬
‫نفقتهم من أوالده‪ ،‬ووالديه إذا كان يعولهما‪ ،‬وال تلزمه الفطرة عن خدمه‪ ،‬وإن تبرع‬
‫بفطرة خدمة أو بعض من يعمل عنده أو غيرهم مع اإلذن منهم جاز‪ ،‬وال تلزمه فطرة‬
‫الجنين‪ ،‬ما لم يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان‪.‬‬
‫مقدار الفطرة‪:‬‬
‫المقدار الواجب إخراجه في زكاة الفطر صاع نبوي من األرز ونحوه مما يعتبر‬

‫‪235‬‬
‫قوت ًا يتقوت به‪ .‬فيجوز إخراج زكاة الفطر من األقوات األخرى كالقمح والتمر والذرة‬
‫والدقيق واإلقط (اللبن المجفف) والحليب المجفف (البودرة) والجبن واللحوم سواء‬
‫كانت معلبة أم غير معلبة‪ ،‬حسب تعدد أصناف المقيمين في الدولة وتعدد أغراضهم‪.‬‬
‫والصاع مكيال يتسع لما مقداره (‪ )2.5‬كيلو جرام من األرز تقريب ًا‪ ،‬ويختلف‬
‫الوزن بالنسبة لغير األرز من األقوات‪ ،‬وحيث إن األصل هو الكيل فيراعى عند تقديرها‬
‫كثافة مادتها‪.‬‬
‫إخراج القيمة نقد ًا‪:‬‬
‫يجوز إخراج زكاة الفطر نقد ًا بمقدار قيمة الفطرة العينية‪ ،‬وتقدر القيمة في العام‬
‫الحالي بمبلغ دينار كويتي واحد عن كل فرد‪ .‬وقد أخذت الهيئة الشرعية في بيت الزكاة‬
‫بذلك لما فيه من التيسير على المزكي وعلى الفقير‪ ،‬إال أن تقديرها بدينار ليس تقدير ًا‬
‫ثابت ًا بل يختلف من عام لعام ومن بلد لبلد بحسب غالء األقوات ورخصها‪.‬‬
‫وقت وجوبها‪:‬‬
‫تجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من رمضان‪ ،‬ألنها فرضت طهرة‬
‫للصائم‪ ،‬والصوم ينتهي بالغروب فتجب به الزكاة‪.‬‬
‫والسنة إخراجها يوم الفطر قبل صالة العيد‪ ،‬لحديث ابن عمر – رضي الله عنهما‬
‫– (أن رسول الله ‪ ‚ -‬أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصالة) (رواه‬
‫الجماعة)‪.‬‬
‫ويجوز تعجيل إخراجها من أول أيام رمضان وال سيما إذا سلمت لمؤسسة خيرية‪،‬‬
‫حتى يتسنى لها الوقت الكافي لتوزيعها بحيث تصل مستحقيها في وقتها المشروع‪.‬‬
‫وتأخيرها عن صالة العيد مكروه‪ ،‬ألن المقصود األول منها إغناء الفقراء في هذا‬
‫اليوم‪ ،‬فمتى أخرها فات جزء من اليوم دون أن يتحقق هذا اإلغناء‪ ،‬وذلك لحديث ابن‬
‫عباس – رضي الله عنهما – قال‪( :‬فرض رسول الله ‪ ‚ -‬زكاة الفطر طهرة للصائم‬
‫من اللغو والرفث‪ ،‬وطعمة للمساكين‪ ،‬فمن أ ّداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة‪ ،‬ومن‬
‫أخرها عن صالة العيد‬ ‫أ ّداها بعد الصالة فهي صدقة من الصدقات) (رواه أبو داود)‪ ،‬فلو ّ‬

‫‪236‬‬
‫وأ ّداها في يومه لم يأثم‪ ،‬فإن لم يخرجها حتى غابت الشمس يأثم وتبقى في ذمته دين ًا لله‬
‫عز وجل عليه قضاؤها‪.‬‬
‫مصرفها‪:‬‬
‫مصرف زكاة الفطر مصرف الزكاة‪ ،‬أي أنها توزع على األصناف الثمانية المذكورة‬
‫في آية ﴿ ﮤ ﮣ ﮢ ﮡ ‪( ﴾ .......‬التوبة‪ ،)60 :‬ألنها صدقة فتدخل في‬
‫عموم اآلية‪ ،‬إال أن الفقراء والمساكين هم أولى األصناف بها ألن المقصود إغناؤهم بها‬
‫في ذلك اليوم خاصة‪.‬‬
‫وال يجزئ إعطاء زكاة الفطر وغيرها من الزكوات إلى اآلباء واألمهات وإن علو‪،‬‬
‫وال إلى األبناء وإن نزلوا‪ ،‬وال الزوجات‪.‬‬
‫وال يجوز صرف زكاة الفطر إلى صنف ممن ال يجوز صرف زكاة المال إليهم‪،‬‬
‫كأهل البيت‪ ،‬واألغنياء‪ ،‬والقادرين على الكسب‪ ،‬وال تصرف لكافر‪.‬‬
‫نقلها‪:‬‬
‫يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير البلد الذي يقيم فيه المزكي‪ ،‬إذا كان في‬
‫هذا البلد من هم أحوج إليها من البلد الذي فيه المزكي‪ ،‬أو إذا كان في نقلها تحقيق‬
‫مصلحة عامة للمسلمين أكثر مما لو لم تنقل‪ ،‬أو فاضت عن حاجة فقراء البلد‪ ،‬فإن لم‬
‫يكن هناك عذر من هذه األعذار المذكورة فإنه يجوز نقل زكاة الفطر من البلد الذي فيه‬
‫المزكي لكن مع الكراهة‪ ،‬بشرط أن تعطى ألحد المستحقين من األصناف الثمانية وهذا‬
‫ما أخذت به الندوة الثانية لقضايا الزكاة المعاصرة‪.‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يملك قوت نفسه ومن تلزمه نفقته يوم العيد‬
‫وليلته فاض ً‬
‫ال عن حوائجه األصلية‪ ،‬ويلزمه إخراج صدقة زوجته وأوالده الصغار‬
‫الذين ال مال لهم‪ ،‬وال يلزمه صدقة الفطر عن أوالده الذين ال تجب نفقتهــم‬

‫(‪ )1‬الندوة ال�ساد�سة ‪ -‬ال�شارقة ‪1996 -‬م‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫عليــه أو خدمــــه أو من تبرع بمؤونته أو كفله يتيم ًا كان أو طالب علم أو فقير ًا‬
‫أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الواجب في صدقة الفطر صاع من تمر أو شعير أو زبيب أو صاع من بر “القمح”‪،‬‬
‫والصاع مكيال يتسع لما يزن باألوزان الحالية كيلوين وأربعين جرام ًا تقريب ًا من‬
‫القمح(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬األصل إخراج الزكاة من األجناس المنصوص عليها في الحديث كما يجوز‬
‫إخراجها من غالب قوت أهل البلد مثل األرز واللحم والحليب المجفف‪.‬‬
‫ويعتبر في األجناس غير المنصوص عليها قيمتها باعتبار المنصوص عليه‪ ،‬فيقدر‬ ‫ ‬
‫في اللحم مث ً‬
‫ال ما قيمته صاع من بر وهكذا في سائر األجناس المنصوص عليها‪.‬‬
‫ويجوز إخراج زكاة الفطر نقد ًا بقيمة الواجب‪ ،‬ويمكن للجهات المعنية تقدير‬ ‫ ‬
‫هذه القيمة سنوي ًا‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل إخراج زكاة الفطر قبل صالة العيد ويحرم تأخيرها عن يوم العيد ويجب‬
‫قضاؤها‪ ،‬كما يجوز عند الحاجة إخراجها من أول شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ -5‬يجوز التوكيل في إخراج صدقة الفطر‪.‬‬
‫‪ -6‬يجوز للمؤسسات الزكوية تحويل زكاة الفطر من عين إلى نقد وعكسه بما تقتضيه‬
‫الحاجة أو المصلحة‪.‬‬
‫‪ -7‬يجوز نقل زكاة الفطر إلى خارج البلد الذي وجبت فيه على المزكي إلى من هو‬
‫أقرب أو أحوج‪.‬‬
‫كما يجوز نقل زكاة الفطر عند عدم وجود محتاجين في البلد الذي وجبت فيه‬ ‫ ‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫‪ -8‬البد من النية إلخراج صدقة الفطر ويقوم مقام النية اإلذن الثابت ولو عادة‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع معادلة الأوزان والمكاييل ال�شرعية بالأوزان والمكاييل المعا�صرة �ص ‪.116‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ -9‬إذا اقتضت المصلحة أو الحاجة يجوز للمؤسسات الزكوية تأخير صرف ما‬
‫اجتمع لديها من زكاة الفطر إلى ما بعد يوم العيد‪.‬‬
‫‪ -10‬األولى صرف زكاة الفطر للفقراء والمساكين ويجوز صرفها في مصارف الزكاة‬
‫العامة‪.‬‬

‫فدية اإلفطار في رمضان‬

‫تعريفها‪:‬‬
‫هي ما يدفعه العاجز عن الصوم بدالً عن الصيام بسبب مرض ال يرجى برؤه أو‬
‫عجز دائم ال يمكن معه القدرة على الصوم أبد ًا‪.‬‬
‫مشروعيتها‪:‬‬
‫حكم الفدية الوجوب على من وجد منه سببها إذا أفطر به‪ ،‬لقوله عز وجل‪َ ( :‬و َع َلى‬
‫ين) (البقرة‪ ،)184 :‬قال ابن عباس رضي الله عنهما‪ :‬هو‬ ‫ا َّل ِذي َن ُيطِي ُقو َن ُه فِدْ َي ٌة َط َعا ُم ِم ْس ِك ٍ‬
‫الشيخ الكبير‪ ،‬والمرأة الكبيرة ال يستطيعان أن يصوما‪ ،‬فيطعمان مكان كل يوم مسكين ًا‪.‬‬
‫سبب وجوبها‪:‬‬
‫تجب الفدية على من فقد القدرة على الصوم أبد ًا‪ ،‬ويحصل ذلك بكل من‬
‫األسباب التالية‪:‬‬
‫الشيخوخة‪ ،‬فالشيخ الهرم والمرأة العجوز إذا كان يجهدهما الصيام ويشق عليهما‬ ‫‪-1‬‬
‫مشقة شديدة فلهما أن يفطرا ويطعما عن كل يوم مسكين ًا‪.‬‬
‫المرض الذي ال يرجى برؤه‪ ،‬فالمريض مرض ًا مزمن ًا يجوز له أن يفطر إن كان‬ ‫‪-2‬‬
‫يجهده الصوم‪ ،‬أو يشق عليه‪ ،‬أو يخشى منه زيادة المرض‪ ،‬فإن أفطر لم يجب عليه‬
‫القضاء بل عليه عن كل يوم فدية طعام مسكين‪.‬‬
‫أما المرض الذي يرجى برؤه فال تصلح فيه الفدية أصالً‪ ،‬بل إذا أفطر المريض‬ ‫ ‬

‫‪239‬‬
‫َان َم ِر ً‬
‫يضا‬ ‫لمرضه يجب عليه القضاء متى ما زال المرض لقوله عز وجل‪َ ) :‬و َم ْن ك َ‬
‫َأ ْو َع َلى َس َف ٍر َف ِعدَّ ٌة ِم ْن َأ َّيا ٍم ُأ َخ َر( (البقرة‪.)185 :‬‬
‫الحامل والمرضع‪ ،‬ذهب بعض العلماء إلى أن الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوف ًا‬ ‫‪-3‬‬
‫على ولديهما تجب عليهما الفدية مع القضاء‪ ،‬أما إذا أفطرتا خوف ًا على أنفسهما‬
‫فعليهما القضاء فقط دون الفدية‪ ،‬واستدلوا بقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ﴾ (البقرة‪ ،)184 :‬قال ابن عباس – رضي الله عنهما ‪ -‬الحبلى‬
‫والمرضع إذا خافتا على أوالدهما أفطرتا وأطعمتا‪.‬‬
‫والراجح أن الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما‪ ،‬أو خافتا على أنفسهما‬ ‫ ‬
‫ليس عليهما الفدية بحال من األحوال‪ ،‬ولكن عليهما القضاء فقط‪.‬‬
‫وتجب الفدية أيض ًا على من فرط في قضاء رمضان فترك القضاء من غير عذر حتى‬ ‫‪-4‬‬
‫جاء رمضان التالي‪ ،‬فعليه أن يصوم رمضان وعليه الفدية بسبب التأخير بغير عذر‪.‬‬
‫مقدار الفدية‪:‬‬
‫األصل في الفدية أن تكون بإطعام فقير واحد عن كل يوم‪ ،‬فمن أراد الفدية فإنه‬
‫يطعم فقير ًا واحد ًا طعام ًا جاهز ًا وجبتين مشبعتين عن كل يوم أفطره‪ ،‬ويجوز أن يخرج‬
‫الطعام عين ًا بأن يخرج صاع ًا من قوت أهل البلد وهو (‪ )2.5‬كيلو جرام من األرز ونحوه‬
‫على ما سبق بيانه في زكاة الفطر‪ ،‬وله أن يخرج قيمة الطعام نقد ًا‪ ،‬وتقدر في هذا العام‬
‫بدينار كويتي واحد عن كل يوم كحد أدنى‪.‬‬
‫وقت إخراجها‪:‬‬
‫األصل أن من عجز عن الصوم يفطر ثم يخرج الفدية بعدئذ‪ ،‬لكن من علم من‬
‫نفسه العجز عن الصيام قبل دخول رمضان وهم الشيخ الهرم والمريض مرض ًا مزمن ًا‪،‬‬
‫جاز له أن يخرج الفدية من أول شهر رمضان عن جميع أيامه دفعة واحدة لألثر الوارد‬
‫(ضعف أنس عن الصوم فصنع جفنة من ثريد‪ ،‬فدعا ثالثين مسكين ًا فأطعمهم) رواه‬
‫البخاري تعليق ًا ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز دفع زكاة الفطر إلى المتضررين من المسلمين في اليمن وأفغانستان‬
‫ولبنان وخاصة إذا علمنا أن جزء ًا كبير ًا منها قد يتأخر دفعه إلى المستحقين إلى‬
‫ما بعد العيد؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان الضرر الذي لحق بهؤالء المسلمين المتضررين قد جعلهم فقراء‪ ،‬أي‬
‫ليس لهم من المال أو الموارد ما يكفي لسد حاجاتهم األساسية فإنه يجوز‬
‫إعطاؤهم زكاة الفطر‪.‬‬
‫أما إذا تأخر دفعها إليهم إلى ما بعد العيد‪ ،‬فبالنسبة للمزكي تبرأ ذمته بأدائها‬
‫في الوقت المحدد (قبل صالة العيد) ألنه يكون كمن سلمها للفقير بمجرد‬
‫تسليمها إلى بيت الزكاة المفوض إليه في ذلك من ولي األمر‪ ،‬فبيت الزكاة‬
‫وكيل عن المستحقين‪.‬‬
‫أما بالنسبة للبيت فإنه ينبغي الحرص على تعجيل إيصالها ويغتفر التأخير إذا‬
‫كان لضرورة أو مصلحة‪.‬‬
‫ويحسن دعوة الناس إلى تعجيل إخراجها وتوعيتهم إلمكانية إخراج زكاة الفطر‬
‫من أول رمضان‪ ،‬مع أن األفضل إخراجها يوم العيد قبل الخروج للصالة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)84 /33 – 32‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هو المقصود بقوت أهل البلد في زكاة الفطر في دولة الكويت مثالً‪ ،‬وخاصة‬
‫أن هناك الكثير من الفئات التي تتنوع عاداتهم الغذائية وأنواع طعامهم؟‬
‫وهل نستطيع أن نعتبر األرز والسكر والدقيق والدهن والمعلبات الغذائية‬
‫والخبز هي من غالب قوت أهل البلد؟‬
‫الجواب‪ :‬المقصود بقوت أهل البلد شرع ًا كل غذاء يصلح أن يكون طعام ًا تتغذي‬
‫به األجسام على الدوام‪ ،‬بخالف ما يون قوامـــ ًا لألجسام ال على الدوام‪،‬‬

‫‪241‬‬
‫كالخضروات والفواكه فإنه تصلح بصورة مؤقته‪ ،‬وال يمكن االكتفاء بها‬
‫وحدها دائم ًا‪ ،‬وكذلك ال يعتبر قوت ًا ما اكتفي به حال االضطرار‪ .‬ويجوز‬
‫إخراج ما يعتبر قوت ًا في نظر المعطي أو قوت أهل البلد‪ .‬واألرجح في حال‬
‫اختالف عرف المعطي عن عرف اآلخذ مراعاة عرف اآلخذ‪.‬‬
‫وبالنسبة لدولة الكويت باعتبار تعدد المقيمين فيها واختالف أعرافهم‪ ،‬يعتبر‬
‫من األقوات الصالحة إلخراج زكاة الفطر فيها األرز‪ ،‬والقمح‪ ،‬والدقيق‪،‬‬
‫والخبز‪ ،‬والتمر‪ ،‬والحليب المجفف‪ ،‬والجبن‪ ،‬واللحوم معلبة أم غير معلبة‪،‬‬
‫أما السكر والدهن فال يجوزان ألنهما ليسا قوتا بل هما لتطييب الطعام‪ .‬على‬
‫أنه يراعى الوزن في المواد التي توزن وال تكال‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)84 / 33 – 32‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬ورد في فتوى سابقة في محضر (‪ )84 / 33‬بخصوص قوت أهل البلد وكانت‬
‫الفتوى بالنسبة لدولة الكويت باعتبار تعدد المقيمين فيها واختالف أعرافهم‬
‫يعتبر من األقوات الصالحة إلخراج زكاة الفطر فيها األرز والقمح والدقيق‬
‫والخبز والتمر والحليب المجفف والجبن واللحوم معلبة أم غير معلبة‪.‬‬
‫فهل يجوز إخراج المعكرونة واعتبارها من منتجات الدقيق علم ًا بأن حاجة‬
‫الفقراء لها أكثر من الدقيق نفسه‪ ،‬وهي قوت يمكن ادخاره؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز إخراج المعكرونة في زكاة الفطر ألنها قوت يمكن ادخاره‪ ،‬وهي مشتقة‬
‫من الدقيق‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)89 / 4‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم دفع زكاة الفطر من المواد التموينية المجانية من الدولة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال مانع من دفع زكاة الفطر من المواد التموينية المجانية من الدولة إذا تسلمها‬
‫المواطن وفاضت عن حاجته‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011 / 7‬‬

‫‪242‬‬
‫الباب اخلام�س ع�شر‬
‫النذور والكفارات‬

‫‪243‬‬
‫النذور والكفارات‬

‫أوالً‪ :‬النذور‪:‬‬
‫حكم النذر‪ :‬ثبتت مشروعية النذر بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب فقد قال الله عز وجل‪ ﴿ :‬ﭙ ﭚ ﴾ (اإلنسان‪ ،)7 :‬وقال )وليوفوا‬
‫نذورهم(‪( .‬الحج‪)29 :‬‬
‫وأما السنة فقد فقال النبي ‪( : ‚ -‬من نذر أن يطيع الله فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن‬
‫يعصي الله فال يعصه) (رواه البخاري عن عائشة – رضي الله عنها)‪ .‬وأجمع المسلمون‬
‫على وجوب الوفاء بالنذر‪.‬‬
‫والنذر مكروه كراهة تنزيهية لقول النبي ‪( ‚ -‬إن النذر ال يقدم شيئ ًا وال يؤخر‪،‬‬
‫وإنما يستخرج بالنذر من البخيل) (رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله‬
‫عنهما) ولو كان مستحب ًا لفعله النبي ‪ ‚ -‬وأفاضل الصحابة‪.‬‬
‫لكن ال يمنع كون النذر مكروه ًا من وجوب الوفاء به‪ ،‬فمن نذر طاعة الله لزمه‬
‫الوفاء به‪.‬‬
‫صيغة النذر‪:‬‬
‫علي نذر كذا‪،‬‬
‫علي أن أفعل كذا‪ ،‬أو ّ‬
‫ال ينعقد النذر إال بالتلفظ به‪ ،‬بأن يقول‪ :‬لله ّ‬
‫أما لو حدث اإلنسان نفسه بفعل شيء دون تلفظ‪ ،‬فال يلزمه الوفاء‪ ،‬لقول النبي ‪:‚ -‬‬
‫(إن الله تجاوز ألمتي ما حدثت به أنفسها‪ ،‬ما لم تتكلم أو تعمل به)‪( ،‬رواه مسلم عن أبي‬
‫هريرة – رضي الله عنه)‪ .‬وكذا إذا قال الناذر‪ :‬إن شاء الله سأفعل كذا‪ ،‬فال يجب الوفاء‬
‫لوجود التعليق بمشيئة الله تعالى‪.‬‬
‫شروط النذر‪:‬‬
‫‪ -1‬يشترط كون الناذر عاقالً‪ ،‬بالغ ًا‪ ،‬فال نذر على مجنون أو صبي‪ ،‬ولو نذر أحدهما‬
‫شيئ ًا فال يجب عليه الوفاء به بعد اإلفاقة والبلوغ‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫ال وشرع ًا‪ ،‬فال ينعقد نذر المستحيل‪ ،‬وال بما‬
‫‪ -2‬أن يكون المنذور مقدور ًا عليه عق ً‬
‫علي أن أصوم ليالً‪ ،‬ألن الليل ليس بمحل‬ ‫ال ُيتصور وجوده شرع ًا‪ ،‬كقوله‪ :‬لله ّ‬
‫للصوم‪.‬‬
‫‪ -3‬وأن يكون قربة كصيام وصالة وصدقة‪ ،‬لقول النبي ‪( : ‚ -‬ال نذر إال ما ُيبتغى به‬
‫وجه الله) (رواه أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما)‪ ،‬وقوله‬
‫أيض ًا‪( :‬من نذر أن يطيع الله فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي الله فال يعصه) (رواه‬
‫البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها)‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال يكون فرض ًا أو واجب ًا‪ ،‬فال ينعقد النذر بشيء من الفرائض كالصلوات‬
‫الخمس وصوم رمضان‪ ،‬وال الواجبات مثل صدقة الفطر ورد السالم‪.‬‬
‫نذر المباح ونذر المعصية‪:‬‬
‫علي أن أمشي إلى بيتي‪ ،‬أو نذر ترك مباح‪،‬‬
‫إذا نذر إنسان فعل مباح‪ ،‬كقوله‪ :‬لله ّ‬
‫علي أن ال آكل اللحم‪ ،‬لم يلزمه الفعل وال الترك‪ ،‬لخبر البخاري عن ابن‬ ‫كقوله‪ :‬لله ّ‬
‫عباس رضي الله عنهما‪ :‬بينما رسول الله ‪ ‚ -‬يخطب إذ رأى رج ً‬
‫ال قائما في الشمس‪،‬‬
‫فسأل عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا أبو إسرائيل‪ ،‬نذر أن يصوم وال يقعد‪ ،‬وال يستظل وال يتكلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫(مروه فليتكلم‪ ،‬وليستظل‪ ،‬وليقعد‪ ،‬وليتم صومه)‪.‬‬
‫علي أن أشرب الخمر‪ ،‬وجب عليه مخالفة نذره‪،‬‬ ‫ومن نذر معصية‪ ،‬كقوله‪ :‬لله ّ‬
‫وال كفارة عليه لقوله ‪( :‚ -‬من نذر أن يطيع الله فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي الله فال‬
‫يعصه) (رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها)‪.‬‬
‫وقت ثبوت حكم النذر ومكانه‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان النذر مطلق ًا‪ ،‬أي غير معلق بشرط وال مقيد بزمان‪ ،‬وال مكان‪ ،‬مثل قوله‬
‫علي أن أصوم أسبوع ًا‪ ،‬فينعقد نذره ويمكنه الوفاء به مطلق ًا عن الشرط‪ ،‬أو‬
‫لله ّ‬
‫الزمان‪ ،‬أو المكان‪ ،‬ألن سبب الوجوب ُوجد مطلق ًا‪ .‬فيثبت الوجوب مطلق ًا‪ ،‬لكن‬
‫يندب التعجيل‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان النذر معلق ًا بشرط‪ ،‬مثل قوله‪ :‬إذا شفى الله فالن ًا‪ ،‬فلله ّ‬
‫علي صوم أسبوع‪،‬‬

‫‪246‬‬
‫وجد الشرط‪ ،‬ولو فعل المشروط قبل حدوث الشرط يكون نفالً‪،‬‬
‫فعليه الوفاء إذا ُ‬
‫وعليه الوفاء بعد حدوث الشرط‪.‬‬
‫علي أن أصلي ركعتين في موضع كذا‪،‬‬ ‫‪ -3‬إذا كان النذر مقيد ًا بمكان‪ ،‬مثل قوله‪ :‬لله ّ‬
‫فإن كان نذر الصالة في أحد المساجد الثالثة‪ ،‬وهي المسجد الحرام ومسجد‬
‫النبي ‪ ،‚ -‬والمسجد األقصى‪ ،‬لزم التقيد بالوفاء فيها‪ ،‬لقول النبي ‪( : ‚ -‬ال‬
‫تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد‪ ،‬المسجد الحرام‪ ،‬ومسجدي هذا‪ ،‬والمسجد‬
‫األقصى) (متفق عليه)‪ .‬فإذا نذر الصالة في المسجد الحرام‪ ،‬لم تجزئه الصالة‬
‫في غيره‪ ،‬وإن نذر الصالة في المسجد النبوي أجزأته الصالة فيه وفي المسجد‬
‫الحرام ألنه أفضل‪ ،‬وإن نذر الصالة في المسجد األقصى أجزأته الصالة فيه وفي‬
‫المسجد الحرام وفي المسجد النبوي ألنهما أفضل‪ .‬أما إن نذر الصالة بغير‬
‫المساجد الثالثة‪ ،‬فال يلزمه التقيد‪ ،‬ويصلي حيث شاء فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬إن نذر الصدقة والنحر في بلد معين‪ ،‬وكان في المكان ما ال يجوز النذر له‪،‬‬
‫كصنم‪ ،‬أو قبر‪ ،‬أو حجر مما جرت عادة بعض األقوام بتعظيمه‪ ،‬لم ُيجز الوفاء‬
‫به‪ ،‬فإن لم يكن شيء من ذلك لزم التقيد بالوفاء بالصدقة أو النحر بذلك المكان‪،‬‬
‫لحديث ثابت بن الضحاك‪ ،‬قال‪ :‬نذر رجل على عهد رسول الله ‪ ‚ -‬أن ينحر‬
‫ال ببوانة‪ ،‬فأتى رسول الله ‪ ‚ -‬فقال‪( :‬هل كان فيها من وثن يعبد؟) قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫إب ً‬
‫قال (فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟) فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪( :‬أوف بنذرك‪ ،‬فإنه ال وفاء‬
‫لنذر في معصية الله تعالى‪ ،‬وال في قطيعة رحم‪ ،‬وال فيما ال يملك ابن آدم) (رواه‬
‫أبو داود)‪.‬‬
‫كفارة النذر‪:‬‬
‫دل هذا الحديث‬ ‫قال ‚ في الحديث (كفارة النذر كفارة اليمين) (رواه مسلم)‪ّ ،‬‬
‫أن من ألزم نفسه بنذر ولم يستطع الوفاء به فعليه كفارة يمين – يأتي بيانها‪ -‬وعند بعضهم‬
‫ال ُيكفر عن نذره كفارة يمين‪ ،‬وقال آخرون إن الحديث‬ ‫من نذر معصية كشرب الخمر مث ً‬
‫محمول على نذر ال ُلجاج وهو أن يقول إنسان إن كلمت فالن ًا ّ‬
‫فعلي كذا‪ ،‬فهو مخ ّير هنا‬
‫بين كفارة اليمين وبين ما ألزم به نفسه من النذر‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫والذي أخذت به الهيئة الشرعية لبيت الزكاة في حالة العجز عن الوفاء بالنذر بأن‬
‫النذر الذي له بدله في الشرع يعدل إلى بدله عند العجز عنه وماال بدل له فكفارته كفارة‬
‫يمين‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬الكفارات‬
‫الكفارات مشتقة من الكفر – بفتح الكاف – أي الستر‪ ،‬وسميت الكفارات‬
‫كفارات ألنها تُكفر الذنوب‪ ،‬أي تسترها وتمحيها‪.‬‬
‫والكفارات أربعة أنواع هي‪:‬‬
‫النوع األول كفارة اليمين‪:‬‬
‫مشروعيتها‪:‬‬
‫ثبتت مشروعية كفارة اليمين بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬فمن القرآن الكريم قوله‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﴾ (المائدة ‪)89 :‬‬
‫ومن السنة‪ ،‬قول النبي ‪( :‚ -‬إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خير ًا منها‪ ،‬فأت‬
‫الذي هو خير‪ ،‬وك ّفر عن يمينك) (رواه أبو داود عن عبدالرحمن بن سمرة)‪.‬‬
‫سبب وجوبها‪:‬‬
‫تجب الكفارة بالحنث في اليمين‪ ،‬ويجوز تقديم الكفارة على الحنث إذا عزم‬
‫الحالف عليه‪.‬‬
‫أنواع الواجب في كفارة اليمين (خصال الكفارة)‪:‬‬
‫الكفارة واجب مطلق من حيث الزمان‪ ،‬أي ليس له وقت محدد ألدائه‪ ،‬واألولى‬
‫القيام به عقب الحنث مباشرة‪ ،‬ويجوز بعده في أثناء العمر‪.‬‬
‫والواجب في الكفارة واجب مخ ّير‪ ،‬بمعنى أن الحانث مخيـّر بين أمور ثالثة‪،‬‬
‫وهي اإلطعام‪ ،‬والكسوة‪ ،‬وعتق رقبة‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫فإن عجز اإلنسان عن األمور الثالثة لزمه صيام ثالثة أيام‪ ،‬وذلك لقوله عز وجل‪:‬‬
‫﴿ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﴾ وحرف العطف‬
‫(أو) في اآلية يفيد التخيير بين األمور الثالثة‪ .‬فإذا عجز عنها لزم صوم ثالثة أيام‪ .‬والمراد‬
‫بالعجز أن ال يكون لديه ما يصرفه في الكفارة فائض ًا عن حاجته األساسية‪.‬‬
‫اإلطعام‪:‬‬
‫ويكون بتمليك الطعام للفقراء‪ ،‬ومقدار ما يملك للمسكين الواحد صاع من غالب‬
‫قوت أهل البلد من األرز‪ ،‬والصاع مكيال يتسع لما مقداره (‪ )2.5‬كيلو جرام من األرز‪،‬‬
‫ويجوز تقديم طعام ًا جاهز ًا للمساكين ليأكلوه‪ ،‬ويكون الطعام كما في اآلية من أوسط ما‬
‫ُيطعمه اإلنسان أهله فما فوق وال يجوز دون ذلك‪.‬‬
‫واإلطعام وجبتان مشبعتان‪ ،‬غداء وعشاء‪ ،‬أو فطور وسحور في رمضان‪.‬‬
‫والبد من إطعام عشرة مساكين في يوم واحد‪ ،‬أو في أيام مختلفة‪ ،‬بعضهم في‬
‫يوم‪ ،‬وبعضهم في يوم آخر‪ ،‬حتى ُيكمل إطعام عشرة مساكين‪.‬‬
‫فإن تعسر عليه وجود العدد أطعم مسكين ًا واحد ًا عشرة أيام‪.‬‬
‫وال يجوز أن ُيطعم في الكفارة إال مسلم ًا‪.‬‬
‫الكسوة‪:‬‬
‫وهي تمليك المسكين ما يستر عامة بدنه‪ ،‬وقيل تمليكه ما تجزئ الصالة فيه‪ ،‬وال‬
‫تجزئ القلنسوة والخفان والقفازان وغيرهما مما ال ُيعد كسوة‪.‬‬
‫عتق رقبة‪:‬‬
‫ال يمكن التكفير بهذا النوع في عصرنا الحاضر النتفاء الرق‪ ،‬ويظل الخيار‬
‫للحانث محصور ًا بين اإلطعام والكسوة‪.‬‬
‫إخراج القيمة في كفارة اليمين‪:‬‬
‫يجوز للحانث أن يخرج في الكفارة قيمة الطعام أو الكسوة نقد ًا‪ ،‬ويقدر في هذه‬

‫‪249‬‬
‫األيام بالنسبة لعامة الناس بما ال يقل عن دينار لكل مسكين‪ ،‬ويتغير هذا التقدير حسب‬
‫غالء المعيشة‪ ،‬وحسب اختالف المستوى المعيشي للشخص الحانث‪.‬‬
‫الصوم‪:‬‬
‫إذا لم يجد الحانث طعام ًا وال كسوة فعليه صيام ثالثة أيام‪ ،‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﰃ ﰄ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ﴾ ‪.‬‬
‫وال يشترط تتابع األيام الثالثة‪ ،‬بل يجزئ صيامها متفرقة‪.‬‬
‫النوع الثاني كفارة الظهار‪:‬‬
‫حكم الظهار‪:‬‬
‫فلما جاء اإلسالم ألغى كونه طالق ًا‪ ،‬باإلضافة‬
‫كان الظهار في الجاهلية يعتبر طالق ًا‪ّ ،‬‬
‫وزور‪ ،‬ال يجوز لإلنسان أن‬
‫ٌ‬ ‫منكر وحرا ٌم‬
‫فاحش‪ٌ ،‬‬‫ٌ‬ ‫قول ٌ‬
‫باطل‬ ‫إلى تحريم الظهار‪ ،‬واعتباره ٌ‬
‫يتلفظ به فقال الله تعالى ﴿ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾ (المجادلة‪ )2:‬لكن إذا‬
‫وقع هذا وتلفظ به‪ ،‬فإن الله سبحانه وتعالى أوجب عليه الكفارة‪.‬‬
‫مشروعيتها‪:‬‬
‫ثبتت مشروعية كفارة الظهار بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫أما الكتاب فقوله عز وجل‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﴾ (المجادلة‪.)4 – 3 :‬‬
‫وأما السنة فما روى أبو داود عن خولة بنت مالك بن ثعلبة قالت‪ :‬ظاهر مني‬
‫أوس بن الصامت‪ ،‬فجئت رسول الله ‪ ‚ -‬أشكو إليه‪ ،‬ورسول الله ‪ ‚ -‬يجادلني فيه‪،‬‬
‫ويقول‪( :‬اتقي الله فإنه ابن عمك) فما برح حتى نزل القرآن‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ﴾ (المجادلة ‪ )1:‬فقال ‪ :‬يعتق رقبة‪ ،‬قالت‪ :‬ال يجد‪ ،‬قال ‪ :‬فيصوم شهرين متتابعين‪،‬‬
‫قالت‪ :‬يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من صيام‪ ،‬قال‪ :‬فليطعم ستين مسكن ًا‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬

‫‪250‬‬
‫عنده من شيء يتصدق به‪ ،‬فأتى بعرق من تمر‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول الله إني سأعينه بعرق‬
‫آخر‪ ،‬قال‪ :‬قد أحسنت‪ ،‬اذهبي فأطعمي عنه ستين مسكين ًا وارجعي إلى ابن عمك‪.‬‬
‫سبب وجوبها‪:‬‬
‫علي كظهر أمي‪ ،‬ومثل ذلك أن يجعلها‬
‫الظهار هو أن يقول الرجل لزوجته‪ :‬أنت ّ‬
‫على نفسه كظهر أخته أو غيرها من محارمه‪ ،‬وأيض ًا أن يجعل من أعضائها على نفسه‬
‫كعضو إحدى محارمه‪.‬‬
‫علي حرام‪ ،‬هل هو ظهار‪ ،‬أو طالق‪ ،‬أو يمين‪،‬‬
‫واختلف فيما لو قال لزوجته‪ :‬أنت ّ‬
‫والمختار أن ذلك يمين وعليه كفارة يمين إن حنث‪.‬‬
‫وقت وجوب كفارة الظهار‪:‬‬
‫ال تجب كفارة الظهار قبل العود‪ ،‬فلو مات الزوج أو الزوجة قبل العود‪ ،‬أو‬
‫فارق المظاهر زوجته قبل العود‪ ،‬فال كفارة عليه‪ ،‬لقوله عز وجل‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾ وال يحل للمظاهر أن يطأ زوجته قبل التكفير لقوله‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ﴾ ‪.‬‬
‫تعدد الكفارات بتعدد الزوجات المظاهر منهن به أو بتعدد الظهار‪:‬‬
‫إذا ظاهر الرجل من أكثر من زوجة لديه بلفظ واحد فعليه كفارة واحدة‪ ،‬فإن ظاهر‬
‫كل واحدة منهن بلفظ خاص فعليه عن كل واحدة منهن كفارة‪ ،‬فإن ُك ّن اثنتين فعليه‬
‫كفارتان‪ ،‬وإن ُك ّن ثالث ًا فعليه ثالث كفارات‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫أنواع الواجب في كفارة الظهار (خصال الكفارة)‪:‬‬
‫دل على ذلك‬ ‫الكفارات في الظهار أنواع ثالثة‪ ،‬وهي واجبة على الترتيب كما ّ‬
‫القرآن الكريم في قوله تعالى‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ وليست على التخيير كما هو‬
‫الحال في كفارة اليمين‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫وترتيبها على ما جاء في القرآن والسنة كما يلي‪:‬‬
‫عتق رقبة‪:‬‬
‫وال يمكن هذا اآلن لعدم وجود الرقيق فينتقل المكفر إلى الصيام‪.‬‬
‫صيام شهرين متتابعين‪:‬‬
‫والتتابع واجب في صيام كفارة الظهار‪ ،‬فمن صام بعض شهر ثم قطعه لغير عذر‬
‫فأفطر فعليه استئناف شهرين جديدين‪ ،‬ومعنى التتابع المواالة بين صيام أيام الشهرين‪،‬‬
‫فال ُيفطر فيهما‪ ،‬وال يصوم عن غير الكفارة‪ .‬فإن أفطر يوم ًا بغير عذر انقطع التتابع وعليه‬
‫استئناف الشهرين‪.‬‬
‫المحرم‬
‫وال ينقطع التتابع بالفطر بسبب السفر‪ ،‬أو المرض‪ ،‬أو تخلل أيام العيد ُ‬
‫صومها‪ ،‬وهي عيد الفطر‪ ،‬وهو يوم واحد‪ ،‬ويوم عيد األضحى‪ ،‬وأيام التشريق الثالثة بعده‪.‬‬
‫المظاهر امرأته المظاهر منها عامد ًا في النهار يأثم وينقطع التتابع لكونه‬
‫ُ‬ ‫وإن وطئ‬
‫ال فيأثم وال ينقطع التتابع‪.‬‬ ‫أفطر قبل اإلتمام‪ ،‬أما إن كان الوطء لي ً‬
‫إطعام ستين مسكين ًا‪:‬‬
‫إذا لم يستطع المظاهر عتق رقبة‪ ،‬أو الصيام فعليه أن ُيطعم ستين مسكين ًا‪.‬‬
‫واألسباب التي ينتقل بها بالمظاهر من الصيام إلى اإلطعام هي الهرم‪ ،‬أو المرض‬
‫الذي يخاف بالصوم زيادته أو تباطؤ الشفاء منه‪ ،‬أو الشبق الذي ال يصبر بسببه عن‬
‫الجماع لحديث سلمة بن صخر عندما أمره النبي ‪ ‚ -‬بالصيام للظهار فقال‪ :‬وهل‬
‫أصبت الذي أصبت إال من الصيام‪ ،‬فقال‪( :‬فأطعم)‪ .‬وما عدا هذا فعليه أن يصوم (رواه‬
‫أبو داود من حديث سلمه بن صخر)‪.‬‬
‫أما اإلطعام فهو لستين مسكين ًا على النحو المبين في كفارة اليمين‪.‬‬
‫مستحق اإلطعام‪:‬‬
‫مستحق طعام الكفارة هو الفقير المسلم‪ ،‬فال يجوز إعطاء الكفارة لغير المسلم‪،‬‬
‫وال يجوز للمكفر أن يعطي الكفارة ألحد من أصوله أو فروعه ولو كانوا فقراء‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫شروط التكفير‪:‬‬
‫النية شرط لصحة الكفارة‪ ،‬وذلك بأن ينوي الصيام أو اإلطعام الواجب عليه عن‬
‫الظهار‪ ،‬إما بنية مقارنة للتكفير أو قبله بيسير‪.‬‬
‫من وطء قبل أن ُيكفر‪:‬‬
‫من وطء امرأته قبل أن يكفر عصى ربه وأثم لمخالفة أمره عز وجل‪ ،‬وتجب‬
‫الكفارة في ذمته فال تسقط بعدئذ ال بموت وال بفراق‪.‬‬
‫انتهاء حكم الظهار‪:‬‬
‫علي كظهر أمي يوم ًا أو شهر ًا‬
‫إن كان الظهار مؤقت ًا‪ ،‬كأن يقول الرجل لزوجته‪ :‬أنت ّ‬
‫أو سنة‪ ،‬ينتهي بانتهاء الوقت الذي حدده وال كفارة عليه إذا وطء بعد ذلك‪.‬‬
‫وإن كان ظهار ًا مطلق ًا‪ ،‬فينتهي إما بالكفارة أو بموت أحد الزوجين‪ ،‬ولو فارق‬
‫المظاهر زوجته قبل العود فال كفارة عليه‪ ،‬لكن إن بانت منه زوجته‪ ،‬ثم أراد الزواج بها‬
‫ثانية فال يحل له وطئها حتى يكفر‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬كفارة الفطر في رمضان‪:‬‬
‫مشروعيتها‪:‬‬
‫الصوم هو اإلمساك عن األكل والشرب والجماع وسائر المفطرات في رمضان من‬
‫طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪ .‬وفي الصوم يترك اإلنسان طعامه وشرابه وشهوته طلب ًا‬
‫لرضواناللهعزوجلوعظيمثوابه‪.‬واإلفطارفيرمضانعمد ًامنغيرعذرمنكبائرالذنوب‪،‬‬
‫وال يجوز اإلقدام عليه‪.‬‬
‫ودليل وجوب الكفارة على من أفطر بالجماع في نهار رمضان حديث أبي هريرة‬
‫‪ · -‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪ ‚ -‬فقال‪ :‬هلكت يا رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬وما أهلكك؟ قال‬
‫وقعت على امرأتي في رمضان قال‪ :‬هل تجد ما تعتق به رقبة؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬هل تستطيع‬
‫أن تصوم شهرين متتابعين وقال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فهل تجد ما تُطعم ستين مسكين ًا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‬
‫ثم جلس‪ ،‬فأتى النبي ‪ ‚ -‬بعرق فيه تمر‪ ،‬قال‪ :‬تصدق بهذا قال‪ :‬فهل على أفقر منا‪،‬‬
‫فما بين البتيها أهل بيت أحوج إليه منا؟ فضحك النبي ‪ ‚ -‬حتى بدت نواجذه‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫‪253‬‬
‫اذهب فأطعمه أهلك (رواه الجماعة)‪.‬‬
‫سبب وجوبها‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء على أن من وطئ في نهار رمضان متعمد ًا مختار ًا يبطل صومه ويجب‬
‫عليه القضاء والكفارة‪ ،‬أما الناسي فال تجب عليه‪ ،‬وكذا المستكره والجاهل الذي ُغ ّم‬
‫عليه الشهر‪ ،‬فأما المرأة إن كانت مستكرهة فال كفارة عليها باالتفاق‪ ،‬وإن كانت مطاوعة‬
‫فالجمهور على وجوبها عليها أيض ًا‪.‬‬
‫وذهب الحنفية والمالكية إلى أن الكفارة تجب أيض ًا باألكل والشرب في نهار‬
‫رمضان عامد ًا‪ ،‬قياس ًا على الفطر بالجماع‪.‬‬
‫أنواع الواجب في الكفارة‪:‬‬
‫أوضح الحديث السابق أن كفارة الفطر في نهار رمضان ثالثة أنواع على الترتيب‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬العتق‪.‬‬
‫‪ -2‬صيام شهرين متتابعين‪.‬‬
‫‪ -3‬إطعام ستين مسكين ًا‪.‬‬
‫وينظر تفصيل القول في كل منهما فيما سبق من الكالم في كفارة الظهار‪.‬‬
‫هل كفارة الجماع في نهار رمضان على الترتيب أم التخيير؟‬
‫ذهب جمهور العلماء إلى أن كفارة اإلفطار بالوطء في نهار رمضان على الترتيب‪،‬‬
‫فال ينتقل عن تحرير الرقبة إلى الصيام إال حيث ال يجد رقبة‪ ،‬وال ينتقل عن الصيام إلى‬
‫اإلطعام إال حيث ال يتمكن من الصيام‪ ،‬وذلك لألعذار المتقدم بيانها‪ .‬وذهب بعض‬
‫العلماء وهم المالكية إلى أن كفارة الوطء في رمضان على التخيير بين األنواع الثالثة‬
‫بناء على أنه ليس في الحديث المذكور ما يوجب الترتيب‪ ،‬والذي تراه الهيئة الشرعية‬
‫لبيت الزكاة أن األخذ بمذهب الجمهور أحوط‪ ،‬ومن أخذ برأي المالكية فال حرج‬
‫عليه(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬الهيئة ال�شرعية (‪)2006/6‬‬

‫‪254‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬كفارة القتل‪:‬‬
‫تجب الكفارة في القتل الخطأ لقوله تعالى ‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﴾ (النساء ‪.)92 :‬‬
‫وتجب في القتل شبه العمد‪ ،‬قياس ًا على القتل الخطأ‪.‬‬
‫وأما القتل العمد فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه ال كفارة فيه لعظيم الذنب فال‬
‫تؤثر فيه الكفارة‪.‬‬
‫وقد انحصرت الكفارة بعد زوال العتق اآلن في صيام شهرين متتابعين على النحو‬
‫المبين في كفارة الظهار‪ .‬أما اإلطعام فال يجزئ في كفارة القتل بحال من األحوال ألنه‬
‫غير مذكور في اآلية‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬

‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬يستقبل بيت الزكاة من المسلمين الكفارات (كفارة اليمين‪ ،‬كفارة الصيام‪،‬‬
‫وغيرها) وإعطائها لمستحقيها كما أن هناك والئم إفطار خالل شهر رمضان‬
‫المبارك ينظمها ويشرف عليها بيت الزكاة‪ ،‬وعدد المستفيدين من المشروع‬
‫(‪ )58000‬فرد‪ ،‬ويوجد من بين هذا العدد الكبير من الفقراء والمحتاجين‪.‬‬
‫فهل يجوز لبيت الزكاة صرف مبلغ الكفارات في مشروع والئم اإلفطار؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز الصرف في والئم اإلفطار من أموال الكفارات ومن فدية اإلفطار في‬
‫رمضان لكبير السن ونحوه‪ ،‬على شرط أن يكون القائمون على المشروع‬
‫مطمئنين إلى أنه قد أكل من الوالئم المذكورة العدد المطلوب من الفقراء‪.‬‬
‫على أنه ينبغي أن يالحظ المطلوب من إطعام المساكين في الكفارات ونحوها‬
‫أن يأكل كل المساكين وجبتين مشبعتين‪ ،‬غداء وعشاء أو غدائين‪ ،‬أو عشائين‬
‫وليس وجبة واحدة فقط‪.‬‬
‫وعلى هذا فكفارة اليمين التي هي إطعام عشرة مساكين البد أن يحضر لها في‬
‫وليمة اإلفطار عشرون مسكين ًا على األقل‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 /8‬‬

‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز للبيت شراء مواد غذائية مثل (أرز – لحم – حليب مجفف – دجاج‬
‫– سمن – دقيق ‪ .....‬الخ) من أموال النذور والكفارات التي ترد إليه وتوزيعها‬
‫على المستحقين؟ وهل هناك مواد معينة يجب االلتزام بها في حالة الجواز؟‬
‫الجواب‪ :‬الكفارات‪ :‬يجوز أن يوزع مبلغ الكفارات نقد ًا‪ ،‬ويجوز أن تُشترى به مواد‬

‫‪256‬‬
‫غذائية من هذه األنواع (أرز – حليب مجفف – دجاج – سمن – دقيق)‬
‫وأمثالها مما هو قوت ويمكن ادخاره‪ .‬ويوزع عين ًا على المستحقين‪.‬‬
‫ويجوز أيض ًا أن يقدم للمساكين في الكفارة طعام مطبوخ جاهز لألكل‪ .‬فإن‬
‫لم يكن كذلك كالفواكه والحلويات فال يجزئ إذا أخرج مفرد ًا‪ .‬وال يمنع‬
‫ذلك تقديمه للمساكين ضمن األطعمة األخرى إذا أطعمهم طعاما جاهز ًا‪.‬‬
‫ويالحظ أن كفارة اليمين خاصة يجوز إخراجها بشكل ثياب جاهزة‪.‬‬
‫إذا كان الناذر قد نذر طعام ًا لمساكين فهذا يأخذ فيما يخرج فيه من الطعام مثل‬ ‫النذر‪:‬‬
‫حكم طعام الكفارات تمام ًا كما تقدم بيانه‪.‬‬
‫وإن نذر غير ذلك فيجب االلتزام بما في صيغة الناذر تمام ًا‪ .‬فلو نذر أن يذبح‬
‫ذبيحة ويطعم المساكين وجب ذلك‪ ،‬ولو نذر صنف ًا بعينه من الطعام وجب‬
‫عليه االلتزام بالصنف الذي التزم به‪ ،‬ولو نذر إطعام مساكين معينين وجب‬
‫االلتزام بنذره بإطعامهم بأعيانهم‪ ،‬ولذا يجب في أموال النذور أن يستفسر‬
‫من الناذر عن صيغة النذر التي صدرت منه حتى تكون معلومة بصورة دقيقة‬
‫ويثبت ذلك باإليصاالت أو بأي طريقة تكفل معرفة شروط الناذر لكي يلتزم‬
‫البيت بها‪.‬‬
‫وترى الهيئة أنه ينبغي المبادرة في صرف كل شيء من هذه األموال في وقته‬
‫ما دام المستحقون موجودين‪ ،‬وال ينبغي التأخير إال لحاجات ملحة ينتظر‬
‫تحقيقها في المستقبل‪.‬‬
‫مع مالحظة أنه يجوز إعطاء األسرة الواحدة من كفارتين أو أكثر في وقت‬
‫واحد وأوقات متفاوتة‪ ،‬وإنما الذي ينبغي االلتزام به عدم إعطاء الكفارة‬
‫الواحدة لعدد من المساكين أقل من العدد المشروع‪ ،‬فكفارة اليمين مث ً‬
‫ال يجب‬
‫إعطاؤها لعشرة مساكين وال يجوز ألقل من ذلك‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87 / 17‬‬

‫‪257‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬يقول الله تبارك وتعالى بشأن الظهار‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﴾ (المجادلة ‪.)4 ،3‬‬
‫فإذا عجز المظاهر الذي أراد العود عن صيام شهرين متتابعين لعذر شرعي‬
‫وانتقل بذلك إلى إطعام ستين مسكين ًا‪ .‬فهل بمجرد تسليم مبلغ الكفارة لبيت‬
‫الزكاة أو أحد اللجان الخيرية ينتهي أثر الظهار؟ أم البد أن يتأكد من إطعام‬
‫يتماسا؟‬
‫ّ‬ ‫العدد المذكور من قبل أن‬
‫الجواب‪ :‬إذا عجز المظاهر الذي أراد العود عن صيام شهرين متتابعين لعذر شرعي‬
‫وانتقل بذلك إلى إطعام ستين مسكين ًا‪ ،‬فتبرأ ذمته بمجرد تسليم الكفارة لبيت‬
‫ال عن المعطي والمستحق‪ ،‬أو إحدى اللجان الخيرية‬ ‫الزكاة باعتباره وكي ً‬
‫المأذون لها من ولي األمر‪.‬‬
‫وتوصي الهيئة الشرعية بيت الزكاة باالستعجال بصرف أموال كفارة الظهار‪،‬‬
‫وأن يقدموها على غيرها من الكفارات‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2000 / 3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا نذر شخص نذر ًا علقه على تحقيق أمر معين‪ ،‬وتبين له بعد ذلك أن هذا‬
‫األمر غير موجود أصالً‪ ،‬كمن نذر صدقة إذا شفي الله مريضه‪ ،‬ثم تبين له أن‬
‫هذا الشخص غير مريض أصالً‪ ،‬وأن الخبر نقل له بطريق الخطأ‪.‬‬
‫فما حكم نذره في هذه الحالة من الناحية الشرعية؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا نذر شخص نذر ًا علقه على تحقيق أمر معين وتبين له بعد ذلك أن هذا‬
‫ال كان نذره لغو ًا باط ً‬
‫ال وال يلزمه شيء‪.‬‬ ‫األمر غير موجود أص ً‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002 /1‬‬

‫‪258‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬تقدم شخص لبيت الزكاة قاصد ًا دفع كفارة يمين‪ ،‬وقال ما الحكم لو أقسم‬
‫شخص على شخص آخر أن يفعل شيئ ًا اآلن‪ ،‬ولكن هذا الشخص المحلوف‬
‫عليه لديه مانع شرعي يمنعه من القيام بهذا العمل في الوقت الحاضر‪ ،‬كالحيض‬
‫بالنسبة للمنع من الصالة‪.‬‬
‫فهل تلزم الكفارة للحالف في هذه الحال؟‬
‫الجواب‪ :‬يندب للمحلوف عليه أن ّ‬
‫يبر بيمين الحالف ما لم يكن معصية‪ ،‬فإذا ّبر به لم‬
‫يجب على الحالف كفارة‪ ،‬وإال لزمه التكفير‪.‬‬
‫تبر بيمين الحالف بعد زوال‬
‫وفي هذا السؤال بالذات للمحلوف عليها أن ّ‬
‫عذرها‪.‬‬
‫فإذا ّبرت به فال كفارة على الحالف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002 / 2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز شراء المواد التالية (حليب بودرة‪ ،‬ذبائح‪ ،‬دجاج) من بند كفارات‬
‫الصيام وما هي حصص كل فرد من هذه المواد؟ خاصة أن األسر محتاجة لهذه‬
‫المواد من ناحية ومن ناحية أخرى توافر مادة األرز بكميات كبيرة في قسم‬
‫التبرعات العينية‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ما دام أنها قدمت لبيت الزكاة نقد ًا فيفضل أن توزع نقد ًا‪ ،‬ويمكن شراء المواد‬
‫المذكورة على أن يضبط العدد المطلوب في صرف الكفارات‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005 / 6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬ترد إلينا أحيان ًا بعض األسئلة من الجمهور تتعلق ببعض التجاوزات الشرعية‪،‬‬
‫ومنها جماع الحائض‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫والسؤال‪ :‬هل تجب على من فعل هذا كفارة باإلضافة إلى التوبة واالستغفار‪ ،‬وما هو‬
‫مقدارها في الوقت الحاضر؟ برجاء إفادتنا بالرأي الشرعي في ذلك‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬وطء الحائض في الفرج حرام من العامد المختار العالم بالتحريم وعلى من‬
‫يتورط في ذلك االستغفار والتوبة والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل‪.‬‬
‫ويستحب له إنفاق ما قيمته (‪ )2.125‬جرام من الذهب الخاص وهو ما‬
‫يعادل نصف دينار ذهبي‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006 /6‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬ورد في كتاب “أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات” والمعتمد من الهيئة الشرعية‬
‫لبيت الزكاة رأيان للفقهاء في مسألة كفارة الفطر في رمضان ونصها كالتالي‪:‬‬
‫“اتفق الفقهاء على أن من وطء في نهار رمضان متعمد ًا مختار ًا يبطل صومه‬
‫ويجب عليه القضاء والكفارة‪ ،‬أما الناسي فال تجب عليه‪ ،‬وكذا المستكره‬
‫والجاهل الذي ُغ ّم عليه الشهر‪ ،‬فأما المرأة إن كانت مستكرهة فال كفارة عليها‬
‫باالتفاق‪ ،‬وإن كانت مطاوعة فالجمهور على وجوبها عليها أيضا‪.‬‬
‫وذهب الحنفية والمالكية إلى الكفارة تجب أيض ًا باألكل والشرب في نهار‬
‫رمضان عامد ًا‪ ،‬قياس ًا على الفطر بالجماع‪.‬‬
‫فالرجاء التكرم ببيان ما ترجحه الهيئة الشرعية في هذا الموضوع لألخذ به عند‬
‫الرد على أسئلة الجمهور‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬اتفق الفقهاء على من وطء في نهار رمضان متعمد ًا مختار ًا يبطل صومه ويجب‬
‫عليه القضاء والكفارة‪ ،‬أما الناسي والمستكره فال كفارة عليه عند الجمهور‪.‬‬
‫وقال الحنفية والشافعية ال قضاء عليه وال كفارة قياس ًا على من شرب أو أكل‬
‫ناسي ًا‪ .‬وتجب الكفارة أيض ًا باألكل والشرب في نهار رمضان عامد ًا (قياس ًا‬
‫على الفطر بالجماع)‪ ،‬وهو قول الحنفية والمالكية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006 / 6‬‬

‫‪260‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬رجل قال إن فعلت هذا الشيء – وهو ذنب تكرر الوقوع فيه – سأدفع مائة‬
‫دينار‪ ،‬وقد وقع فيه فع ً‬
‫ال ودفع المائة دينار‪ ،‬وبعد مدة من دفع هذا المبلغ وقع‬
‫فيه مرة أخرى فهل يجب عليه أن يدفع مائة أخرى؟‬
‫وقد سألناه ماذا تقصد عندما قلت إن حصل مني هذا الشيء سأدفع هذا المبلغ‪،‬‬
‫هل تقصد كلما وقعت في هذا الذنب سأدفع مائة دينار؟ قال‪ :‬ال أذكر ولكن‬
‫القصد من قولي هذا شد عزيمتي لعدم الوقوع في هذا الذنب‪ .‬فما الحكم‬
‫الشرعي في هذه المسألة؟‬
‫الجواب‪ :‬يكفيه ما دفعه ما دام لم يقل (كلما ‪ )...‬فإذا شك في أنه قال كلما أو لم يقله‪،‬‬
‫فإن ترجح عنده أنه قالها لزمه ما نذر كلما كرره‪ ،‬وإذا لم يترجح عنده ذلك لم‬
‫يلزمه شيء بتكرار الذنب‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009 /2‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز للناذر أن يأكل من نذره؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا اشترط عند النذر األكل منها جاز له ذلك‪ ،‬وإال فعليه التصدق بها كلها‬
‫على الفقراء والمساكين سوى أصوله وفروعه ومن تجب نفقته عليه‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009 / 5‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز المساهمة في مشروع والئم اإلفطار من أموال الفدية والكفارات‬
‫والزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬يجب أن تبعد هذه األموال عن والئم اإلفطار ألن الوالئم غير مخصصة‬
‫للفقراء والمساكين‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2011 / 7‬‬

‫‪261‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم النذر الذي عجز صاحبه عن الوفاء به؟‬
‫الجواب‪ :‬النذر الذي له بدل في الشرع يعدل إلى بدله عند العجز عنه‪ ،‬وما ال بدل له‬
‫فكفارته كفارة يمين‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/5‬‬

‫*******‬

‫‪262‬‬
‫الباب ال�ساد�س ع�شر‬
‫الو�صايا والأوقاف‬

‫‪263‬‬
‫الو�صايا والأوقاف‬

‫(‪)1‬‬
‫من فتاوى ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬
‫‪ -1‬ال تجب الزكاة في أعيان األموال الموقوفة‪.‬‬
‫‪ -2‬تجب الزكاة في ريع أموال الوقف على معين‪ ،‬كريع أموال الوقف األهلي (الذري)‬
‫وال تجب في ريع الوقف الخيري‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تجب الزكاة في أسهم الوقف الخيري في الشركات المساهمة‪ ،‬وينطبق على‬
‫ريع أسهم الوقف الخيري بعد دفعه لمستحقيه حكم المال المستفاد‪.‬‬
‫‪ -4‬إن لم يتوافر مستحقو الوقف األهلي مؤقت ًا أو بصفة دائمة النقراض مستحقيه‪ ،‬فال‬
‫زكاة في المال الموقوف‪ ،‬إذ يؤول في هذه الحال إلى وقف خيري‪.‬‬
‫‪ -5‬ينطبق على أموال هذه المؤسسات العلمية والخيرية واالجتماعية وما في حكمها‬
‫حكم مال الوقف‪ ،‬سواء أكانت أهلية أم خيرية‪ ،‬فال زكاة فيها‪ ،‬أيا كان مصدرها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حكم وقف أموال الزكاة‬
‫ال يجوز وقف أموال الزكاة الختالف كل منهما (الوقف – الزكاة) عن اآلخر‬
‫معنى وقصد ًا وحكم ًا‪.‬‬
‫فإذا فاضت أموال الزكاة عن حاجة مستحقيها اآلنية فإن لولي األمر أن ينشئ‬
‫مشروعات خدمية أو استثمارية إذا رأى مصلحة في ذلك يعود ريعها على مستحقيها مع‬
‫مراعاة الضوابط الواردة في الندوة الثالثة في موضوع استثمار أموال الزكاة‪ ،‬ولولي األمر‬
‫تسييلها إذا اقتضت حاجة المستحقين لها وتوزيع قيمتها عليهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الندوة الثالثة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة – قطر – ‪ 1998‬م‬


‫(‪ )2‬الندوة الرابعة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة – البحرين – ‪ 2005‬م‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬أوالً‪ :‬شخص يريد أن يوصي بحدود الثلث في حياته ويخرج هذا المبلغ من‬
‫المال مقدم ًا قبل موته‪ ،‬فهل يجوز ذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬ما أراد الشخص إخراجه من المال مقدم ًا قبل موته ال ُيعتبر وصية‪ ،‬ألن الوصية‬
‫ُصرف مضاف إلى ما بعد الموت‪ ،‬على أن الصدقة قبل الموت أفضل وذلك‬ ‫ت ّ‬
‫لقول النبي ‪( : ‚ -‬أفضل الصدقة أن تصدّ ق وأنت صحيح شحيح‪ ،‬تأمل‬
‫الغنى وتخشى الفقر‪ ،‬وال تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفالن كذا‪،‬‬
‫ولفالن كذا‪ ،‬أال وقد كان لفالن) (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي‬
‫هريرة)‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 10‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬هناك مكتبة تجارية موقوفة خيري ًا على إحدى جمعيات النفع العام‪ ،‬هل تجب‬
‫عليها الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬من المقرر شرع ًا أن المال الموقوف على الخيرات ال زكاة فيه‪ ،‬ألنه كله بصدد‬
‫الصرف لمصارف الزكاة وشبهها من وجوه الخير والبر العام‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87 / 2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬أوصت إحدى المتبرعات بجميع تركتها لصالح بيت الزكاة ينفقه في وجوه‬
‫البر واإلحسان وفي كل فعل خيري يعود نفعه عليها بعد وفاتها‪ .‬وقد جاء‬
‫في الوصية أن المذكورة ليس لها أي وارث يرثها‪ .‬فهل لها أن توصي بجميع‬
‫تركتها؟‬
‫وهل يجوز للبيت قبول هذه التركة؟‬

‫‪266‬‬
‫الجواب‪( :‬أ) تجوز الوصية بجميــع التركــــة إذا لـــم يكـــن للوصـــي وارث‪ ،‬ألن‬
‫التقيــد بالثلث في حديث (الثلث والثلث كثير) الغرض منه رعاية الورثة‪ .‬لذا‬
‫جاء فيه (ألن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)‪.‬‬
‫ال تحتاج الوصية إلى قبول جهة من جهات البر والخير‪ ،‬وعليه يجوز لبيت‬ ‫(ب)‬
‫الزكاة أن ينهض بتنفيذ هذه الوصية‪ ،‬على أنه ال عبرة للقبول أو الرد أو عدم‬
‫الوارث إال عند الوفاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)88/ 3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬امرأة أوصت بحليها بعد وفاتها لبنات أخيها‪ ،‬على أن تُدفع لهن حين بلوغهن‬
‫سن ًا معين ًا‪ ،‬فما هو حكم الزكاة في هذه الحلي قبل دفعها إليهن‪ ،‬وقد تطول‬
‫المدة عدة سنوات؟‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن هذه الوصية تدخل في ملك الموصى له بقبول الولي عنه‪،‬‬
‫على أن تكون في حدود الثلث‪ ،‬وما زاد عن الثلث ينفذ بإجازة الورثة وتجب‬
‫الزكاة على هذه الحلي أخذ ًا بما جاء في فتاوى الندوة السادسة لقضايا الزكاة‬
‫المعاصرة‪ ،‬وتنصح الهيئة ولي الصغير إذا رأى مصلحة في بيع هذه الحلي أن‬
‫يبيعها ويستثمر ثمنها حتى ال تأكلها الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2001 /7 ،98 /2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬أوقف شخص وديعة استثمارية لمدة ثالث سنوات‪ُ ،‬ينفق ريعها بكامله في‬
‫وجوه الخير‪ ،‬وبعد المدة تعود هذه الوديعة إلى ما كانت عليه قبل ذلك‪ .‬فهل‬
‫تجب الزكاة في هذه الوديعة وأرباحها خالل سنوات الوقف الثالث؟‬
‫الجواب‪ :‬رأت الهيئة في هذه المسألة اختيار مذهب المالكية الذي ينص على ما يلي‪:‬‬
‫إنه من أوقف مبلغ ًا من النقود لمدة معينة (وديعة استثمارية)‪ ،‬على أن ينفق‬
‫ريعه في وجوه الخير فإن الزكاة واجبة في هذا المال‪ ،‬وذلك ألن الوقف ال‬

‫‪267‬‬
‫يخرج المال من ملك الواقف‪ ،‬على المشهور من مذهب المالكية‪ ،‬وقد ُسئل‬
‫اإلمام مالك – رحمه الله ‪“ :-‬فلو أن رج ً‬
‫ال حبس مائة دينار موقوفة يسلفها‬
‫الناس‪ ،‬ويردونها على ذلك‪ ،‬جعلها حبس ًا‪ ،‬هل ترى فيها زكاة؟ فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫أرى فيها زكاة” المدونة ‪.)380 /1‬‬
‫فإن كان هذا وقف النقود غير المؤقت‪ ،‬ففي المؤقت من باب أولى‪.‬‬
‫وورد في المقدمات البن رشد‪( :‬وأما زكاة الثمرة المتصدق بها والمرهونة‬
‫المبتولة لعام واحد أو أعوام معلومة‪ ،‬فإن كانت على المساكين فال اختالف‬
‫أنها مزكاة على ملك واهبها أو المتصدق بها‪ ،‬إن كان في جملتها ما تجب فيه‬
‫الزكاة‪ ،‬أو لم يكن فيها ما تجب فيه الزكاة‪ ،‬إال أنه إذا أضافه إلى ما تبقى في‬
‫ماله وجبت فيه الزكاة)‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2000 / 8‬‬
‫(‪)6‬‬
‫مجمع يوقفه على بعض النشاطات الثقافية والعلمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السؤال‪ :‬رجل أعمال يريد بناء‬
‫ومن بينها مشاريع خيرية كبناء المساجد وتعليم العلوم الشرعية‪ ،‬وتمثل هذه‬
‫المشاريع الخيرية نسبة (‪ )% 25‬من ريع هذا الوقف‪.‬‬
‫فهل يستطيع أن يقدم زكاة أمواله لمدة أربع سنوات مع ما رصده من أموال‬
‫المجمع؟‬
‫لبناء هذا ّ‬
‫الجواب‪ :‬ترى الهيئة أن هذا سيؤول إلى وقف أموال الزكاة‪ ،‬وللهيئة رأي في هذا‬
‫الموضوع كما جاء في محضرها رقم (‪ )96 /5‬ونص الفتوى كالتالي‪:‬‬
‫“المشروع الوقفي ال يجوز إنفاق أموال الزكاة فيه‪ ،‬ألن من شرط الزكاة‬
‫تمليك عينها للمستحق‪ ،‬بينما الوقف حبس العين وتسبيل المنفعة”‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2002 / 11‬‬

‫‪268‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬هل الوصية بالثلث تعتبر وقف ًا يحبس األصل فيها ويتبرع بثمرته أم هي صدقة‬
‫يتم التبرع فيها بكامل المبلغ؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا نص الموصي في وصيته بثلثه على إنفاقه في وجوه البر والخير فهو وصية‬
‫ال وقف‪ ،‬وإن قال‪ :‬على أن ينفق ريعه ‪ ...‬فهو وقف‪ ،‬وإن قال‪ ... :‬لينفق‬
‫على وجوه الخير على يد إبني ‪ ...‬ومن بعده ‪ ...‬فهو وقف بقرينة استمرارية‬
‫اإلشراف عليها‪ ،‬وكذلك إن جرى العرف على أن الوصية بالثلث وقف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2018 /2‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا أوصى الموصي إلى بيت الزكاة بالثلث في وجوه الخير فهل يجوز للورثة توجيه‬
‫هذه األموال إلى وجه معين من أوجه الخير‪ ،‬وإن اختلفت آراؤهم فما هو العمل؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا أوصى الموصي إلى بيت الزكاة بالثلث في وجوه الخير فيرجع أمر‬
‫صرف هذه األموال إلى بيت الزكاة‪ ،‬وإن رأى بيت الزكاة أن مطلب الورثة‬
‫ال يتعارض مع سياساته في الوصايا فال مانع من تنفيذ رغبة الورثة‪ .‬وأما عند‬
‫اختالف آرائهم فيكون المرجع هو بيت الزكاة‪ .‬وفي حال كانت الوصية على‬
‫يد الورثة وحصل خالف بينهم فالمرجع في ذلك القضاء‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2018 /2‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬عندما يتم بناء مسجد مع بئر ومحالت تجارية ريعها للمسجد ولمساعدة‬
‫الفقراء فهل نكتب في العقد أنه وقف عام أم وقف للمسلمين خصوص ًا أن‬
‫البئر قد يستفيد منه غير المسلمين بينما المسجد ال يستفيد منه إال المسلمون؟‬
‫الجواب‪ :‬ال مانع من أن يكتب في العقد أنه وقف عام لجواز الوقف على غير المسلمين‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2018 /2‬‬

‫‪269‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ -1 :‬هل عبارة الهبة الواردة في نص الوصية تعتبر وقفا ال يجوز بيعه ويصرف‬
‫ريعه في وجوه الخير أم تمليكا لبيت الزكاة يفعل بها ما يشاء لتنفيذ مشاريعه‬
‫الخيرية ودعمها ولو ببيع العقار‪.‬‬
‫‪ -1‬ما هو الحكم فيما لو ألحق هذه الهبة بعد تسجيلها رسمي ًا باسم بيت‬
‫الزكاة بشروط معينة كتحديد مصارف معينة وبمبالغ مخصصة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬الظاهر من التصرفات الالحقة لعقد الهبة والشروط التي نص عليها الواهب‬
‫وعمل بموجبها بيت الزكاة تدل على أن عقد الهبة موضع السؤال أريد به‬
‫الوقف‪ ،‬وعليه تجري أحكام الوقف وااللتزام بشروط الواقف‪ .‬ويجوز له‬
‫أن يضيف شروط ًا أخرى فيما يملك التصرف فيه وال يتعارض مع أحكام‬
‫الوقف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2018 /2‬‬
‫(‪)11‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يأخذ التبرع النقدي لصالح مشروع الصدقة الجارية حكم الوقف؟‬
‫الجواب‪ :‬التبرع النقدي لمشروع الصدقة الجارية يختلف عن الوقف في جواز تصرف‬
‫القائمين عليه في طريقة استثماره بحيث يكون ريعه مستمر ًا ولهم االنتقال‬
‫عن طريقة االستثمار هذه إلى غيرها حسب ما يرونه من مصلحة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019 /4‬‬
‫(‪)12‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز الرجوع عن الوقف؟‬
‫الجواب‪ :‬اختلف الفقهاء في جواز الرجوع عن الوقف إلى قولين‪ ،‬أولهما‪ :‬المنع‪ ،‬وهو‬
‫قول الجمهور‪ .‬والثاني‪ :‬يرى جواز الرجوع عن الوقف وهو قول اإلمام أبي‬
‫حنيفة رحمه الله‪ ،‬وصدر األمر السامي بجواز رجوع الواقف عن وقفه‪ ،‬فقد‬

‫‪270‬‬
‫جاء في نص المادة السابعة من قانون األوقاف الكويتي‪( :‬أن للواقف أن‬
‫يرجع في وقفه ك ّله أو بعضه‪ ،‬خير ّي ًا كان أو أهلي ًا‪ ،‬كما يجوز له أن يغ ّير في‬
‫مصارفه وشروطه‪ ،‬ولو حرم نفسه ذلك‪ ،‬إال في وقف المسجد‪ ،‬وفيما وقف‬
‫على المسجد‪ ،‬فإنه ال يجوز له الرجوع وال التغيير فيه‪ ،‬ولو شرط ذلك) وترى‬
‫الهيئة األخذ بالقول الثاني ألن حكم الحاكم يرفع الخالف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019 /4‬‬
‫(‪)13‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز إضافة شروط جديدة للوقف حال حياة الواقف أو التعديل عليها؟‬
‫ال بمذهب اإلمام‬ ‫الجواب‪ :‬أجاز األمر السامي تغيير شروط ومصارف الوقف‪ ،‬عم ً‬
‫أبي حنيفة‪ ،‬فقد جاء في المادة السابعة من قانون األوقاف الكويتي ما نصه‬
‫(للواقف أن يرجع في وقفه‪ ،‬ك ّله أو بعضه‪ ،‬خير ّيا كان أو أهلي ّا‪ ،‬كما يجوز‬
‫له أن يغير في مصارفه وشروطه) واستثنى األمر السامي وقف المسجد‪ ،‬فال‬
‫يجوز الرجوع فيه أو تغييره‪.‬‬
‫وجاء في شرح المادة‪:‬‬
‫“وإذا جاز الرجوع عن الوقف من أصله‪ ،‬فمن باب أولى جواز التغيير والتبديل‬
‫في شرط الوقف‪”.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019 /4‬‬

‫‪271‬‬
‫الباب ال�سابع ع�شر‬
‫ال�صدقات وال�صدقة اجلارية‬

‫‪273‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬هناك مشروع يود بيت الزكاة القيام به‪ ،‬تقوم فكرته على أساس قبول الصدقات‬
‫الواردة إليه من قبل المتصدقين وجعلها بمثابة أصول ثابتة تدر دخوالً نقدية‬
‫سنوية تصرف على أنشطة الصندوق‪ ،‬والتي تشمل وجوه النفع العام ومجاالت‬
‫الصرف في وجوه الخير كبناء مستشفيات ومدارس لفقراء المسلمين‪،‬‬
‫والصرف منها على طلبة العلم واأليتام وغيرها من مجاالت الصرف واإلنفاق‬
‫الكثيرة والتي حث عليها ديننا اإلسالمي الحنيف‪ .‬فهل ُيعتبر ذلك داخ ً‬
‫ال في‬
‫مفهوم الصدقة الجارية؟‬
‫الجواب‪ :‬إن مشروع (الصدقة الجارية) المطروح فكرته والقائم على أساس تحويل‬
‫الصدقات إلى أصول ثابتة تدر دخوالً نقدية سنوية للصرف في وجوه الخير‬
‫ال في مفهوم الصدقة الجارية‪ ،‬ألن تحويل هذه الصدقات من‬ ‫العامة يعتبر داخ ً‬
‫مبالغ نقدية إلى أصول ثابتة كالعقارات وأسهم الشركات والمشاريع اإلنتاجية‬
‫طويلة األمد من شأنه بقاء أصولها واستمرار ريعها فتكون صدقة جارية يدوم‬
‫ثوابها مادام االنتفاع متحقق ًا‪ .‬وينبغي وضع الصورة التي توضح كيف يتم هذا‬
‫المشروع من حيث التصور والشروط ليكون إقدامهم على التصدق ألجله‬
‫واضح ًا‪ ،‬وليمكن التنفيذ وفق قصدهم‪ ،‬وينبغي مالحظة الفرق بين هذا‬
‫المشروع وبين الوقف‪ ،‬فإن الوقف مع أنه نوع من الصدقة الجارية يختلف من‬
‫حيث الماهية والشروط واألحكام‪ ،‬إذ ال يجوز في الوقف بيعه أو استبداله أو‬
‫التصدق بعينه إال عند الضرورة بقيود مفصلة في كتب الفقه‪ ،‬أما هذا المشروع‬
‫فيجوز فيه التصرفات التي ُيقصد بها المصلحة فيما لو رأى القائمون عليه أن‬
‫يغيروا وجه االنتفاع أو كيفيته أو يبيعوه للتصدق بعينه إذا ظهرت المصلحة‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫هذا وإذا كان التوريد لهذا المشروع يشمل الزكاة‪ ،‬فينبغي أن ُيراعى فيما‬
‫حول من مبالغ الزكاة إلى أصول ثابتة ما يلي‪:‬‬
‫ُي ّ‬

‫‪275‬‬
‫‪ -1‬االنتفاع بتلك األصول وريعها ُيقصر على مستحق الزكاة من األصناف‬
‫الثمانية‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا اقتضى األمر صرف أعيان تلك األصول لقيام الحاجة إلى ذلك لوجود‬
‫وجوه صرف عاجلة وال يوجد ما يسدها من أموال أخرى فإنه يجب بيعها‬
‫وصرف أثمانها في مصارف الزكاة‪ ،‬إذ ال يجوز تأخر صرف الزكاة سواء‬
‫ظهرت في صورة مبالغ أو أصول ما دامت الحاجة قائمة‪ ،‬وال يغير هذا الحكم‬
‫اشتراط المزكي خالفه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا بيعت تلك األصول ألي سبب فيجب أن تُرد أثمانها إلى أموال الزكاة‬
‫للصرف على المستحقين‪ ،‬أو شراء بديل ُيخصص لمثل ما كانت له‪.‬‬
‫واألولى لضمان تحقيق هذه الضوابط وتحكم االلتزام بها أن يكون مشروع‬
‫الصدقة الجارية مقسوم ًا إلى مشروعين‪ ،‬أحدهما مشروع (للصدقة الجارية‬
‫الزكوية) والثاني مشروع (للصدقة الجارية الخيرية) أو نحو ذلك من‬
‫التسميات المميزة بين النوعين لسهولة تطبيق األحكام المشار إليها‪ .‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)84 / 38‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬أوالً‪ :‬هل يجوز القيام بإنشاء مياه للسبيل‪ ،‬وذلك باستخدام مياه الحكومة‬
‫الخاصة بالمساجد مع العلم بأنه قد تم أخذ اإلذن المسبق على ذلك من‬
‫الجهات المختصة؟‬
‫ثاني ًا‪ :‬هل يجوز إنشاء مياه للسبيل وذلك باستخدام مياه القطاع الخاص‬
‫كاستخدام مياه أحد المصانع مث ً‬
‫ال مع أخذ إذن مسبق من إدارة القطاع نفسه؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز إنشاء مياه للسبيل بتبرع من أهل الخير بالمعدات واستخدام مياه‬
‫الحكومة أو القطاع الخاص بعد الحصول على اإلذن من الجهة الحكومية‬
‫المختصة أو إدارة القطاع الخاص‪ ،‬و ُيعتبر هذا إسهام ًا من الطرفين في فعل‬

‫‪276‬‬
‫الخير وهو من التعاون المأمور به على البر والتقوى‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)85 / 45‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان مدى جواز تصرف بيت الزكاة بالمبالغ الفائضة من مشروع‬
‫والئم اإلفطار داخل الكويت‪ ،‬وذلك بشراء مواد غذائية وصرفها على حاالت‬
‫بيت الزكاة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬يجوز إنفاق المبالغ الفائضة من مشروع والئم اإلفطار داخل الكويت بشراء‬
‫مواد غذائية وتوزيعها على الفقراء في رمضان‪ ،‬ألن المتبرع اشترط في نيته‬
‫كسب أجر إفطار الصائم في رمضان‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)91 /9‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬يتقدم إلى بيت الزكاة بعض المتبرعين للمساهمة في مشروع الصدقة الجارية‬
‫عن أقربائهم المتوفين من غير األصول أو الفروع أو عن أصدقائهم المتوفين‪.‬‬
‫فيرجى بيان الحكم الشرعي في الصدقة عن المتوفى‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تجوز الصدقة جارية أو غير جارية عن األقرباء والغرباء وال يلزم أن تكون عن‬
‫األصول أو الفروع ألنها تبرع يبتغي فيها مرضاة الله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية ( ‪)92 /1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬من المعلوم أنه يجوز للولد أن يتصدق صدقة يخرجها من ماله وينوي ثوابها‬
‫لوالديه من باب بر الوالدين في حالة موتهما‪ ،‬ولكن هل يجوز أن يفعل هذا‬
‫ووالداه على قيد الحياة؟‬
‫الجواب‪ :‬الصدقات وفعل الخيرات المختلفة من أنواع البر التي يثيب الله تعالى‬
‫فاعلها‪ ،‬إن قدمها خالصة لله تعالى‪ ،‬فإذا أهدى ثوابها إلى أبويه أو أحدهما أو‬

‫‪277‬‬
‫غيرهما من المسلمين جاز‪ ،‬وكان للمهدى إليه من الثواب مثل ما للمهدي‪،‬‬
‫دون أن ينقـــص مـــن أجــر وثـــواب المهدي شيء‪ ،‬يستدل بما جاء من‬
‫أن النبي ‪( ‚ -‬ضحى بكبشين أملحين أحدهما عن نفسه واآلخر عنه أمته)‬
‫وبما جاء عن النبي ‪ ‚ -‬قال‪( :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث‪:‬‬
‫صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له) (رواه مسلم من حديث‬
‫أبي هريرة ‪ )· -‬وألنه ال فارق في المهدى إليه أن يكون حي ًا أو ميت ًا‪ ،‬وهذا‬
‫في حق وصول الثواب إليه‪ ،‬وهو من أعمال البر به‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)97 / 6‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬امرأة دفعت زكاتها إلى موظفة بيت الزكاة وسألت عن أفقر البالد وأشدها‬
‫حاجة فأشارت عليها الموظفة بأن تجعل هذه األموال في اآلبار في تلك البالد‬
‫ولم تسألها الموظفة هل هي أموال زكاة أم صدقات وفي ظن المتبرعة أن‬
‫الموظفة تعلم بأنها أموال زكاة‪.‬‬
‫فما حكم هذه األموال التي دفعتها‪ ،‬وهل يمكن إعادة تسويق هذه اآلبار على‬
‫متبرعين آخرين وإعادة قيمتها إلى حساب الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ما دام أن هذا المبلغ قد ُسلم لبيت الزكاة بنية الزكاة فقد برأت ذمة المزكي‪،‬‬
‫ويجوز لبيت الزكاة أن يضع هذا المال في آبار يخصص ريعها أو نفعها للفقراء‬
‫على أن يبقى عين المشروع ماالً زكوي ًا قاب ً‬
‫ال للبيع عند الحاجة ليصرف بدله‬
‫في مصارف الزكاة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2006 / 2‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يأخذ التبرع النقدي لصالح مشروع الصدقة الجارية حكم الوقف؟‬
‫الجواب‪ :‬التبرع النقدي لمشروع الصدقة الجارية يختلف عن الوقف في جواز تصرف‬
‫القائمين عليه في طريقة استثماره بحيث يكون ريعه مستمر ًا ولهم االنتقال‬

‫‪278‬‬
‫عن طريقة االستثمار هذه إلى غيرها حسب ما يرونه من مصلحة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2019 /4‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬أوصتني والدتي شفهي ًا وهي في كمال عقلها ورشدها أن أتصدق عنها من‬
‫أموالها في الخيرات وأعمال البر‪ ،‬وقمت بذلك مدة من الزمن‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫إنها ربما مع مرور الزمن وتقدم العمر ال تكون في كمال عقلها ورشدها في‬
‫المستقبل وأطلب منك االستمرار في الصدقة في جميع األحوال المستقبلية‪.‬‬
‫وهي حالي ًا ليست في كمال عقلها‪ ،‬فهل أستمر في الصدقة من أموالها حسب‬
‫ما أوصت؟‬
‫الجواب‪ :‬تبطل الوكالة بذلك وال يجوز له أن يستمر في التصدق عنها من مالها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2013/4‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ -1 :‬هل يجوز الحج من مال الصدقات؟‬
‫‪ -2‬إذا كان المال الذي حج به الفقير هو مال الصدقة‪ ،‬فهل يسقط به الفرض‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان الهدي قد قدم إلى الحاج الفقير صدقة فذبحه عن التمتع أو نحوه‬
‫فهل يجزئ؟‬
‫‪ -4‬هل يجوز للفقير أن يسأل الصدقة ليحج بها؟‬
‫‪ -5‬إذا كان الشخص المعطي قد طلبها من األغنياء لتمكين الفقراء من الحج‬
‫وتقدم الفقير بطلبها فهل يجوز له ذلك‪ ،‬وهل تفترق هذه المسألة عن المسألة‬
‫السابقة؟‬
‫الجواب‪ - 1 :‬قد سبق للهيئة اإلجابة حول جواز الحج من مال الصدقات وذلك في‬
‫محضر (‪ )87 /10‬وحاصله جواز اإلقدام على هذا المشروع ألنه من‬

‫‪279‬‬
‫باب التعاون على البر والتقوى‪ ،‬وإن كان الحج ليس واجبا على من‬
‫سيستفيدون من هذا المشروع‪ ،‬فالجواز غير الوجوب‪.‬‬
‫وتضيف الهيئة أن غير المستطيع إذا بذل له مال من غيره ال يجب عليه‬ ‫ ‬
‫قبوله لما في ذلك من المنة والضرر المعنوي ( واستثنى الشافعية ما‬
‫لو كان الباذل ابنا وقالوا إنه ال منة عليه فيصبح مستطيعا للحج بذلك‬
‫ويجب عليه قبوله ) وتختار الهيئة رأي الجمهور أنه ال يكون مستطيع ًا‬
‫للحج ببذل ابنه له ماال لذلك‪ ،‬وال يجب عليه قبوله‪ ،‬لكن لو قبل منه‬
‫وتملك المال ُوجدت االستطاعة في حقه ووجب عليه الحج لكونه‬
‫أصبح مستطيعا بما يملكه‪.‬‬
‫‪ -2‬تسقط حجة الفريضة عن الفقير الذي يحج من مال ُب ِذ َل له على سبيل‬
‫الصدقة‪ ،‬ألنه ليس من شروط صحة الحج أن يكون المال الذي حج به‬
‫من خالص كسبه‪.‬‬
‫‪ -3‬ثمن الهدي إذا ُب ِذ َل للحاج الفقير فذبحه أجزأ عنه‪ ،‬ولو كان مرخصا له‬
‫في األصل اللجوء إلى الصوم لعدم ِو ْجد َا ِن الهدي‪ ،‬ألن ذلك على سبيل‬
‫الرخصة وليس على سبيل تخصيص الفقير بالصوم والغني بالهدي‪.‬‬
‫‪ -4‬سؤال الفقير الصدقة ليحج بها إذا كان غير مسبوق بعرض من باذل‬
‫الصدقة فإنه ال يجوز شرعا لما روى قبيصة أن الرسول ‚ قال‪ « :‬ال‬
‫َحمل َح ّمالة فحلت له المسألة‬
‫تحل المسألة إال ألحد ثالثة‪ :‬رجل ت ّ‬
‫حتى يصيبها ثم يمسك‪ ،‬ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له‬
‫المسألة حتى يصيب ِقواما من عيش‪ -‬أو قال ِسدادا من عيش ‪ -‬ورجل‬
‫أصابته فاقة حتى يقول ثالثة من ذوي الحجا من قومه‪ :‬لقد أصابت فالنا‬
‫فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ‪ -‬أو قال ِسدادا من‬
‫عيش ‪ -‬وما سواها يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا « رواه مسلم‪.‬‬
‫وألنه يسأل الصدقة ألمر له عنه مندوحة وهو الحج‪ ،‬فإن الحج غير‬ ‫ ‬

‫‪280‬‬
‫واجب عليه لكونه غير مستطيع‪.‬‬
‫أما إن كان طلب الفقير للصدقة مسبوقا بعرض من جانب المتصدق فال‬ ‫ ‬
‫بأس له أن يطلبها منه ليحج بها سواء كان العرض خاصا بفقير معين أو‬
‫عام ًا للفقراء‪.‬‬
‫‪ -5‬أما من جهة الهيئة أو الشخص المعطي للصدقة‪ ،‬إذا كان قد طلبها‬
‫من األغنياء لتمكين الفقراء من الحج فال بأس بعمله ذلك ألنه أمر‬
‫بالمعروف ودعوة إلى الخير‪ ،‬وقد سبق بيان ذلك في المحضر رقم‬
‫(‪ .)87/10‬ثم إن هذه الهيئة أو الشخص الذي جمع الصدقات إن‬
‫عرض تلك الصدقات على الفقراء الراغبين في الحج عرضا خاصا أو‬
‫عاما فطلب منه أحدهم ما يحج به فال بأس بذلك ألن فعل ذلك يكون‬
‫مجرد قبول للعرض كما تقدم في جواب السؤال رقم (‪ .)4‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87 /11‬‬

‫*******‬

‫‪281‬‬
‫الباب الثامن ع�شر‬
‫الأ�ضحية‬

‫‪283‬‬
‫الأ�ضحية‬

‫حكم األضحية‪:‬‬
‫األضحية ُسنة مؤكدة عند جمهور العلماء ال يحس ُن تركها من القادر عليها‪ ،‬فقد‬
‫ورد عن البراء بن عازب ‪ · -‬قال‪ :‬خطب رسول الله ‪ ‚ -‬يوم النحر بعد الصالة فقال‪:‬‬
‫(من صلى صالتنا هذه ونسك نُسكنا فقد أصاب النسك‪ ،‬ومن نسك قبل الصالة فتلك‬
‫شاة لحم) (رواه أبو داود)‪.‬‬
‫وقت التضحية‪:‬‬
‫وقتها بعد طلوع شمس يوم عيد األضحى وتمام صالة العيد والخطبتين‪ ،‬أو ُمضي‬
‫زمن قدر ما يسع صالة العيد والخطبتين‪.‬‬
‫ومن ذبح قبل ذلك فذبيحته ذبيحة لحم وليست بأضحية لقول النبي ‪ ‚ -‬في‬
‫الحديث المتقدم‪( :‬ومن نسك قبل الصالة فتلك شاة لحم) (رواه أبو داود)‪.‬‬
‫ويصح ذبحها بعد ذلك في أي يوم من أيام التشريق الثالثة في ليل أو نهار‪،‬‬
‫ُ‬
‫ويخرج وقتها بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من‬
‫ذي الحجة‪.‬‬
‫شروط األضحية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يجوز من األضحية إال بهيمة األنعام وهي اإلبل والبقر والغنم بجميع أنواعها‬
‫ذكور ًا وإناث ًا‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز من اإلبل إال المسنة‪ ،‬وهي الكبيرة من اإلبل التي أتمت خمس سنين‪،‬‬
‫ويجزئ من البقر ما أتم سنتين‪ ،‬ومن الضأن والمعز ما أتم سنة‪ ،‬ويجوز عند التعسر‬
‫ما أتم ستة أشهر من الضأن‪.‬‬
‫ويجب أن تكون األضحية سليمة من العيوب المذكورة في الحديث اآلتي‪ :‬عن‬
‫البراء بن عازب أن النبي ‪ ‚ -‬قال‪ ( :‬ال ُيجزئ في األضاحي العوراء الب ّين عورها‪،‬‬

‫‪285‬‬
‫والمريضة الب ّين مرضها‪ ،‬والعرجاء الب ّين ظلعها‪ ،‬والعجفاء التي ال تنقي) (رواه الترمذي)‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬وال تُجزئ األضحية إذا قطعت منها األذن أو القرن أو اإللية‪ ،‬أو قطع من هذه‬
‫األعضاء النصف فما أكثر‪ ،‬فإن كان المقطوع أقل من نصف القرن أو األذن‪ ،‬أو‬
‫اإللية‪ ،‬فال بأس‪ ،‬وكذا ما قطع منه عضو مقصود كاليد أو الرجل‪.‬‬
‫أما الخصي فال بأس بالتضحية به ألن لحمه يكون بعد الخصاء أطيب‪.‬‬
‫أحكام التضحية‪:‬‬
‫‪ -1‬من دخلت عليه عشر من ذي الحجة وأراد أن يضحي فيكره له أن يأخذ شيئ ًا‬
‫من شعره‪ ،‬أو ُيقلم أظفاره حتى ُيضحى لورود النهي عن ذلك‪ ،‬فعن أم سلمة‬
‫رضي الله عنها عن رسول الله ‪ ‚ -‬أنه قال‪( :‬من رأى هالل ذي الحجة فأراد أن‬
‫يضحي فال يأخذ من شعره وال من أظفاره حتى يضحي) (رواه النسائي)‪.‬‬
‫‪ُ -2‬يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ثلثها‪ ،‬ويهدي ثلثها‪ ،‬ويتصدق بثلثها‪ ،‬ولو‬
‫أكل أكثر من الثلث أو أقل جاز ولو تصدق بأكثر جاز‪ ،‬وذلك لقوله تعالى ﴿ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞَ﴾ (الحج‪)36 :‬‬
‫المضحي أضحيته بنفسه لما ورد عن أنس ‪ · -‬أن رسول‬
‫‪ -3‬المستحب أن يذبح ُ‬
‫الله‪( -‚-‬ضحى بكبشين أملحين‪ .‬ووضع رجله على صفاحهما ّ‬
‫وسمى وكبر)‪.‬‬
‫(رواه البخاري)‪.‬‬
‫‪ -4‬يجوز أن يذبح شاة واحدة عنه وعن أهل بيته‪ ,‬فقد كان الرجل من الصحابة رضى‬
‫الله عنهم يضحي بالشاة عن نفسه وعن أهل بيته‪ ،‬لما روى ابن ماجة والترمذي‬
‫وصححه‪ ،‬أن أبا أيوب ‪ · -‬قال‪ :‬كان الرجل في عهد رسول الله ‪ُ ‚ -‬يضحي‬
‫بالشاة عنه وعن أهل بيته‪ ،‬فيأكلون و ُيطعمون‪ ،‬حتى تباهى الناس‪ ،‬فصار كما ترى‪.‬‬
‫‪ -5‬يجوز االشتراك في األضحية إذا كانت من اإلبل أو البقر‪ ،‬وتُجزئ البقرة أو‬
‫الجمل عن سبعة أضاحي‪ ،‬لما ورد عن جابر ‪ · -‬أنه قال‪ :‬نحرنا بالحديبية مع‬
‫النبي ‪ ‚-‬البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة (رواه مسلم)‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫‪ -6‬تجوز االستنابة والتوكيل في ذبح األضحية وتفويض النية إلى الوكيل‪ ،‬فإن النبي‬
‫‪ ‚-‬أهدى في حجة الوداع مائة ناقة‪ ،‬قال جابر ‪ : · -‬أن النبي ‪ ‚ -‬نحر ثالث ًا‬
‫وستين بدنة منها بيده‪ ،‬ثم أعطى علي ًا فنحر ما غبر منها‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬
‫عمن ُيضحي عنه‪ ،‬بل تكفي‬ ‫المضحي أن يقول بلسانه عند الذبح ّ‬ ‫‪ -7‬ال يجب على ُ‬
‫النية في قلبه‪ ،‬ألن النية تُجزئ‪ .‬وإن ذكر من ُيضحي عنه‪ ،‬كأن يقول‪( :‬اللهم هذا‬
‫منك ولك‪ ،‬اللهم تقبل مني‪ ،‬أو من فالن‪ ،‬فحسن وبه قال أكثر أهل العلم‪.‬‬
‫‪ -8‬وينبغي أن يذبحها بنية صالحة‪ ،‬بقصد طاعة الله عز وجل‪ ،‬والتقرب إليه‪ ،‬وإحياء‬
‫سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصالة والسالم‪ ،‬وأن يطيب بها نفس ًا وأن‬
‫تكون من طيب ماله‪ ،‬لما ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ‪ ‚ -‬أتى بكبش‬
‫ليذبحه‪ ،‬فأضجعه‪ ،‬ثم قال‪( :‬اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد ثم‬
‫ضحى) (رواه مسلم)‪.‬‬
‫‪ -9‬من نذر أن ُيضحى فله أن يأكل منها‪ ،‬إال إذا نص في النذر أن ال يأكل منها‪ ،‬أو أنها‬
‫للفقراء‪ ،‬أما إذا كان نذره بمطلق الذبح‪ ،‬أو التضحية‪ ،‬فيحل له أن يأكل منها هو‬
‫وأهله‪.‬‬
‫التضحية على الميت‪:‬‬
‫تجب التضحية عن الميت إن كان قد أوصى بها وله مال‪ .‬أو وقف وقف ًا لذلك‪ ،‬أو‬
‫وجبت عليه بنذر وله مال‪ .‬ففي هذه الحاالت يكون حكمها الوجوب‪.‬‬
‫أما في غير هذه األحوال‪ ،‬فإن التضحية عن الميت جائزة عند جمهور الفقهاء‪،‬‬
‫وال تكون واجبة‪.‬‬
‫وفي حال ذبحها عن الميت ُيعمل بها كما ُيعمل باألضحية عن الحي من األكل‬
‫والتصدق واإلهداء‪.‬‬
‫الذبح خارج الكويت‪:‬‬
‫األولى أن تذبح األضحية في البلد الذي فيه المضحي‪ ،‬ألن في ذبحها في البلد‬
‫تحصيل سننها‪ ،‬ومنها ذبح اإلنسان أضحيته بيده‪ ،‬أو حضوره ذبحها‪ ،‬وأكله هو وأهله‬

‫‪287‬‬
‫منها‪ ،‬وإهداؤه للجار والصديق والضيف‪ ،‬باإلضافة إلى التصدق منها‪.‬‬
‫وهذه السنن ال تحصل إذا ُذبحت في الخارج‪ ،‬أما إذا دعت شدة الحاجة في بالد‬
‫المسلمين الفقيرة فال بأس بذبحها في الخارج‪ ،‬ألن فضل الصدقة على المسلمين عند‬
‫شدة الحال يعادل أجر تلك السنن إن شاء الله‪ ،‬وقد يزيد عنها‪.‬‬
‫للمضحي من أهل العوز والحاجة في غير البلد الذي‬
‫وكذلك إن كانت هناك قرابة ُ‬
‫المضحي‪.‬‬
‫فيه ُ‬

‫*******‬

‫‪288‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬ما مدى جواز نقل األضاحي إلى الخارج‪ ،‬حيث يتم توزيعها إلى الدول‬
‫الفقيرة؟ وهل يجوز ذبح أضحية عن الميت؟‬
‫الجواب‪ :‬األصل في مشروعية األضحية أنها من شعائر يوم العيد للمسلمين كل في بيته‬
‫وبين أهله‪ ،‬كما يشرع حضور صاحب األضحية ذكاة أضحيته إن لم يتولها‬
‫بنفسه‪ ،‬كما ُيسن أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدق‪ ،‬وهذه السنن كلها‬
‫تفوت في حال نقل األضحية للخارج بتوكيل من يذبحها هناك بخالف ما إذا‬
‫ُذبحت في حضور المضحي ثم أرسل ما شاء منها إلى الخارج‪.‬‬
‫وعلى ك ٍ‬
‫ُل فإن التوكيل بذبحها في الخارج جائز‪ ،‬ولكنه خالف األولى خشية‬
‫تعطيل هذه الشعيرة‪ ،‬ألن تحققها هو في ذبحها من المضحي بمرأى أهله‬
‫وأوالده‪.‬‬
‫وأما توزيعها فهو من قبيل الصدقة‪ ،‬واألضحية ليست لمجرد الصدقة‪.‬‬
‫وعلى أنه إذا دعت الحاجة الماسة إلغاثة المسلمين في البالد الفقيرة فال مانع‬
‫إن شاء الله‪.‬‬
‫أما ذبح األضاحي عن الميت فإن كان أوصى بها وله مال أو وقف وقف ًا لذلك‪،‬‬
‫أو وجبت عليه بنذر وله مال ففي هذه الحاالت يكون حكمها الوجوب‪ ،‬أما‬
‫في غير هذه األحوال فإن التضحية على الميت جائزة عند جمهور الفقهاء –‬
‫وهو ما تأخذ به الهيئة – خالف ًا للشافعية‪ .‬وفي حال ذبحها عن الميت ُيعمل‬
‫بها كما ُيعمل في األضحية للحي من األكل والتصدق واإلهداء والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)84 / 36‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬عندما يتفاوت يوم النحر في بعض الدول التي يتم نقل األضاحي إليها عن بقية‬

‫‪289‬‬
‫البالد األخرى‪ ،‬بمعنى أنه ال يثبت عندها يوم العيد مع ثبوته في باقي الدول‬
‫المضحي الذي َوكّل جهة معينة بالذبح عنه‪.‬‬‫وبالذات بلد الموكل أو ُ‬
‫والسؤال المطروح هو‪ :‬هل تتبع تلك الجهة الموكلة بالذبح عن المضحي بلد‬
‫المضحي أم البلد الذي يتم فيه ذبح األضحية؟ وفيما لو وقع الذبح تبع ًا لبلد‬
‫المضحي فهل تقع األضحية في موقعها الصحيح أم أنها ال تقبل؟‬
‫وهناك سؤال آخر يتفرع من هذا السؤال وهو‪ :‬متى يحل للمضحي أن يتحلل‬
‫من إحرامه (حلق الشعر وتقليم األظافر) هل هو فيما يثبت عند البلد الذي‬
‫ذبحت فيه األضحية أو فيما ثبت عنده في بلده هو؟ وفيما لو اتفق البلدان في‬
‫ثبوت يوم العيد عندهم‪ ،‬كيف يتسنى للمضحي أن يعرف هل ذبحت أضحيته‬
‫فيتحلل من إحرامه ذاك أم لم تذبح بعد‪ ،‬مع العلم أنه قد ال يتسنى للجهة‬
‫الموكلة بالذبح عنه أن تذبح أضحيته في اليوم األول‪ ،‬فقد تذبح عنه في اليوم‬
‫ال أو الثالث‪ ،‬فال يعلم المضحي متى ذبحت أضحيته‪ ،‬فكيف يتصرف‬ ‫الثاني مث ً‬
‫في إحرامه عندئذ؟‬
‫الجواب‪ :‬إن وقت التضحية في البالد اإلسالمية موحد عملي ًا في الغالب الرتباطه بيوم‬
‫عرفة‪ ،‬لكن لو وقع اختالف في تحديد يوم عيد األضحى فالمعتبر توقيت‬
‫مكان التضحية دون مكان الموكل‪.‬‬
‫أما بالنسبة النتهاء االمتناع عن حلق الشعر وقص الظفر لمن أراد التضحية فإن‬
‫حكم هذا االمتناع أنه سنة عند جمهور الفقهاء‪ ،‬وحتى من قال بوجوبه منهم‬
‫فإنه ال أثر له على إجزاء األضحية وعدمه‪ ،‬مع المالحظة بأن هذا االمتناع‬
‫ليس إحرام ًا وال تترتب عليه أحكام اإلحرام األخرى‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية ( ‪)85 / 45‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬يقوم البيت بمشروع األضاحي داخل وخارج الكويت والبعض من المضحين‬
‫يطلب من القائمين على المشروع أن يذكر اسمه واسم أمه فالن بن فالنة عند‬

‫‪290‬‬
‫تأدية هذه الشعيرة عنه‪ ،‬فهل البد من ذكر اسم المضحي عن أضحيته أم أن النية‬
‫تكفي بذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يشترط ذكر االسم عند التضحية بل تكفي النية وإن أمكن ذكر اسم المضحي‬
‫فحسن لما ورد أن النبي ‪ ‚ -‬أتى بكبش ليذبحه فأضجعه ثم قال‪( :‬اللهم‬
‫تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد ثم ضحى) (رواه مسلم)‪ ،‬والمراد‬
‫باالسم الذي يتعين به الشخص‪ ،‬أما ذكر اسم األم فليس له أصل في الشرع‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 8‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬تبرع إلينا بعض األشخاص بمبالغ مشروطة وذلك لشراء ذبائح وتوزيعها على‬
‫الفقراء ولكن هناك مبالغ صغيرة بحيث أنها ال تفي بقيمة الذبيحة الواحدة‬
‫وهناك مبالغ أكثر من قيمة الذبيحة‪.‬‬
‫فهل يجوز ضم المبالغ الصغيرة على الكبيرة ومن ثم شراء ذبائح بالقيمة‬
‫اإلجمالية؟‬
‫الجواب‪ :‬إن كان التبرع لمطلق الذبح فيجوز ضم المبالغ الصغيرة إلى الكبيرة ومن ثم‬
‫شراء ذبائح بالقيمة اإلجمالية‪ ،‬أما إن كان هناك ما يستدعي أن يكون لذبيحة‬
‫كاملة فالبد من الوفاء بذلك‪ ،‬وذلك كأن تكون عن عقيقة أو نذر‪ ،‬والبد من‬
‫مراعاة السن المجزئة في الذبح‪ ،‬وينبغي لموظفي بيت الزكاة أن يستفسروا‬
‫من المتبرع عن السبب الداعي إلى الذبح ليمكنهم مراعاة أحكام الذبائح‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86 / 10‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان جواز قيام البيت باستقبال لحوم األضاحي أيام العيد‬
‫وتغليفها وتبريدها‪ ،‬وإعادة توزيعها على المستحقين بعد العيد‪ ،‬وذلك لتنظيم‬
‫عملية توزيع اللحوم‪ ،‬تجنب ًا لالزدحام الشديد الذي يحصل عادة أيام العيد؟‬

‫‪291‬‬
‫الجواب‪ :‬األصل أن يتم توزيع األضاحي يوم العيد وأيام التشريق مع التنظيم لقول‬
‫النبي ‪( ‚ -‬كلوا وتزودوا وادخروا ‪( )...‬رواه مسلم)‪ ،‬ولتعلق قلب الفقير‬
‫باألضحية وإلدخال الفرحة عليه وعلى أسرته‪.‬‬
‫ويجوز أن يقوم البيت بتغليف وتبريد الفائض من لحوم األضاحي وتوزيعه‬
‫على المستحقين بعد العيد للحديث السابق‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95 / 2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬النظر في كتاب المدير العام والمتضمن فتوى وزارة األوقاف والشئون‬
‫اإلسالمية بشأن التضحية بمقطوع الذنب‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬تعتمد الهيئة فتوى وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ونصها‪:‬‬
‫( من شروط صحة األضحية أن يكون الحيوان المضحى به سليم ًا من العيوب‬
‫الفاحشة التي من شأنها أن تنقص اللحم أو الشحم مثل العرجاء والعوراء‪...‬‬
‫أما العيوب القليلة مثل مشقوقة األذن والحوالء أو التي تزيد في اللحم‬
‫والشحم وال تنقص منها مثل الخصاء فإنه ال يمنع من صحة التضحية وذلك‬
‫لما ثبت عن النبي ‪( ‚ -‬أنه ضحى بكبشين أملحين موجؤين أي مرضوضي‬
‫الخصيتين ‪( )...‬رواه أحمد)‪.‬‬
‫وعليه فال بأس بالتضحية بمقطوعة الذنب إذا أريد من قطع ذنبها التسمين‬
‫وتحسين اللحم‪ ،‬فإن أريد لغير ذلك فال يجوز‪ ،‬والله أعلم وصلى الله على‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)98 / 3‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬من ضحى خارج البالد‪ ،‬ما هو الوقت المشروع لقص أظافره وحلق شعره‬
‫إتباع ًا للسنة‪ ،‬حيث إنه ال يعلم متى ستذبح أضحيته‪ ،‬وهل يستحب لمن أراد‬

‫‪292‬‬
‫أن ُيضحي عن شخص آخر سواء كان حي ًا أو ميت ًا التقيد بعدم األخذ من شعره‬
‫وظفره‪ ،‬أم يكون هذا في حق المضحي عنه فقط؟‬
‫الجواب‪ :‬الوقت المشروع لقص أظافره وحلق شعره واألخذ من بشرته لمن يضحي‬
‫خــارج الكويت أو داخلهـــا يبدأ من أول ذي الحجة وينتهي إذا تيقن أن‬
‫أضحيته قد ذبحت أو غلب على ظنه ذلك‪ ،‬وإال فإن عليه أن ينتظر إلى نهاية‬
‫اليوم الثالث من أيام التشريق وهو الرابع بعد يوم األضحى ألنه آخر أيام‬
‫التضحية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2001 / 4‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هو الوقت المعتبر شرع ًا في صحة األضحية هل هو وقت ُ‬
‫الموكل أم وقت‬
‫الوكيل؟ وهل ما يذبح في الخارج يعتبر أضحية أم صدقة؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان من عليه األضحية مقيم ًا في المصر‪ ،‬ووكّل من يضحي عنه في غيره‬
‫الموكًل (المضحي) ألن الذبح هو‬
‫أو العكس‪ ،‬فالعبرة بمكان الذبح ال بمكان ُ‬
‫القربة‪.‬‬
‫والذي تراه الهيئة أن األولى أن تذبح األضحية في البلد الذي فيه المضحي‪،‬‬
‫ألن في ذبحها في البلد تحصيل سننها‪.‬‬
‫أما إذا دعت الحاجة في بالد المسلمين الفقيرة فال بأس بذبحها في الخارج‬
‫وتعتبر أضحية‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2008 / 8‬‬

‫‪293‬‬
‫الباب التا�سع ع�شر‬
‫اليتيم‬

‫‪295‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم الشرع في كفالة اللقيط؟ وما هي أوجه التشابه واالختالف بين اللقيط‬
‫واليتيم شرع ًا؟ وهل يجوز أن ُيعطى اللقيط من أموال مخصصة أص ً‬
‫ال لليتامى؟‬
‫الجواب‪ :‬حث الشرع على كفالة من ال عائل له سواء أكان يتيم ًا‪ ،‬وهو من مات أبوه قبل‬
‫البلوغ (قبل مجاوزة الثامنة عشر كما اختارت الهيئة في الالئحة) أو كان لقيط ًا‬
‫(مجهول األبوين) أو كان مفقود األب‪ ،‬أو مجهول إقامة األب‪ ،‬وذلك إذا لم‬
‫يكن ألحد من هؤالء دخل أو مال يسد حاجته‪ ،‬ولم يكن له عائل ملزم شرع ًا‬
‫بإعالته‪.‬‬
‫أما الفرق بين اليتيم واللقيط‪ ،‬فهو أن اللقيط مجهول األبوين‪ ،‬وقد ال يكون له‬
‫أب يثبت نسبه منه شرع ًا‪ ،‬كالمولود من الزنى‪.‬‬
‫أما إعطاء اللقيط من أموال مخصصة أص ً‬
‫ال لليتامى‪ .‬فتختار الهيئة جواز ذلك‪،‬‬
‫مراعاة للمعنى الملحوظ في كفالة اليتيم‪ .‬ألن اللقيط إما ليس له أب شرعي‬
‫ُينسب إليه‪ ،‬وهو ولد الزنى‪ ،‬فهو أولى من اليتيم بالرعاية‪ ،‬وإما له أب غير‬
‫معروف‪ ،‬فإن كان ـ في الواقع ونفس األمر ـ متوفى‪ ،‬فالولد يتيم حقيقة‪ ،‬وإن‬
‫كان حي ًا لكنه مجهول فهذا الولد ملحق باليتيم بجامع الحاجة واستحقاق‬
‫الرعاية‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)85/43‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬المنصوص في الئحة توزيع الزكاة والخيرات في المادة (‪ )6‬بند رقم (‪)1‬‬
‫الشروط التي يجب تحققها في األيتام‪ ،‬منها فقرة (ب) أال يتجاوز سنّ ُه عن‬
‫(‪ )18‬سنة‪ .‬فما هو المستند لتحديد سن اليتيم بهذه الصورة؟ علم ًا بأنه يمكنه‬
‫االعتماد على نفسه قبل هذا السن‪ .‬وأن سن البلوغ وسن التكليف أقل من سن‬
‫(‪ )18‬سنة؟‬

‫‪297‬‬
‫الجواب ‪ :‬األصل أن اليتيم ينتهي بالبلوغ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ‪( :‬ال يتم‬
‫بعد االحتالم) (أخرجه أبو داود وحسنه النووي)‪ ،‬والمراد بالبلوغ الطبيعي‬
‫ولو مبكر ًا ويكون ذلك بالعالقات الطبيعية كاالحتالم والحبل واإلحبال‬
‫والحيض واإلنبات وغير هذا من العالمات المعتبرة‪ ،‬فإن لم يظهر شيء من‬
‫تلك العالمات فيعتبر البلوغ بالسن‪ ،‬وهو مختلف فيه بين أن يكون خمسة‬
‫عشر سنة للذكر وسبعة عشر لألنثى وهو مذهب أبي حنيفة‪ ،‬أو يكون ثمانية‬
‫عشر للذكر واألنثى وهو مذهب مالك‪ ،‬والمادة المشار إليها راعت أن يكون‬
‫التقدير بالسن ثمانية عشر للذكر واألنثى مراعاة لظروف البالد‪ ،‬حيث إن‬
‫قوانين العمل في القطاع األهلي وقانون الخدمة المدنية في القطاع الحكومي‬
‫تمنع تشغيل األحداث قبل بلوغ هذه السن‪ ،‬وبذلك يبقى الحدث عالة على‬
‫أهله وال يتمكن من االستقالل بتحصيل كسبه إال بعد بلوغ هذه السن‪ ،‬وفي‬
‫تطبيق العالمات الطبيعية عسر ومشقة فاكتفى ببلوغ السن المذكور‪ .‬علم ًا بأن‬
‫استحقاق اليتيم ليس لذات اليتيم‪ ،‬بل لفقره وفقد عائله‪ ،‬فإن كان غني ًا بماله‬
‫لم يستحق‪ ،‬وإذا بلغ ثمانية عشر واستمر فقره يستحق من الزكاة بوصف الفقر‬
‫وينقل إلى فئة من الفئات األخرى كفئة الطلبة أو فئة العاطلين عن العمل أو‬
‫غيرها إذا أمكن‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86/14‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السؤال‪ :‬سافر رجل إلى بلد منذ سبعة أشهر‪ ،‬وفقد الرجل هناك وأبلغت الزوجة‬
‫الجهات المسئولة هناك ولم تعثر عليه إلى اآلن‪ ،‬ولم يحكم القاضي بموت‬
‫الرجل لعدم عرض المسألة على القضاء‪ ،‬فهل ُيعد أوالد هذا الرجل في حكم‬
‫األيتام و ُيصرف عليهم من األموال المخصصة لليتامى؟ علم ًا بأن بيت الزكاة‬
‫لديه أموال وقف على اليتامى‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ال يعد أوالد هذا الرجل أيتام ًا‪ ،‬وال يصرف لهم ما لدى بيت الزكاة من أموال‬
‫موقوفة على اليتامى‪ ،‬لعدم الحكم بوفاة األب‪ ،‬ويعطون حسب البند (‪)11‬‬

‫‪298‬‬
‫من المادة (‪ )1()6‬الخاصة بأسر المفقودين المذكورين في الئحة توزيع الزكاة‬
‫في لوائح وأنظمة بيت الزكاة ـ إن تحققت فيهم شرط االستحقاق‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)86/15‬‬
‫(‪)4‬‬
‫السؤال‪ :‬لقد ورد ذكر تعريف اليتيم في نظام مشروع كافل اليتيم‪ :‬هو كل من توفى والده‬
‫أو ُفقد أو كان مجهول اإلقامة وال عائل له ملزم شرع ًا بإعالته‪.‬‬
‫كيف نستطيع أن نحدد مدة الفقيد أو مجهول اإلقامة‪ ،‬وشروط ذلك من الناحية‬
‫الشرعية‪ ،‬وإذا رجع األب بعد ذلك فماذا يكون الحكم حينئذ؟‬
‫الجواب‪ :‬اليتيم هو من مات أبوه وهو صغير دون البلوغ‪ ،‬أو صدر حكم قضائي بموته‬
‫بعد فقده‪ ،‬ويلحق به في مشروع (كافل اليتيم) من انقضت على فقد والده‬
‫مدة ال تقل عن أربع سنوات إذا غاب في حال يغلب على الظن الهالك فيها‬
‫كالحرب ونحوها‪ .‬وهذا التعريف هو لمشروع كافل اليتيم خاصة‪ .‬أما ما ورد‬
‫في الئحة توزيع الزكاة من إلحاق من كان والده مجهول اإلقامة فال يصلح في‬
‫مشروع كافل اليتيم ألن الصغير الفقير يستحق من الزكاة بوصف الفقر سواء‬
‫أكان يتيم ًا أم لم يكن إن كان عائله مجهول اإلقامة‪ ،‬بخالف مشروع كافل‬
‫اليتيم فهو لأليتام خاصة‪.‬‬
‫وإذا رجع األب بعد أن اعتبر ابنه يتيم ًا يتبين سقوط وصف اليتيم ويخرج عنه‬
‫من المشروع‪ ،‬وال ُيطالب بإرجاع ما مضى‪ ،‬إال إذا كان أبوه غني ًا وأدخله في‬
‫مشروع كافل اليتيم بنوع من التدليس أو اإلدالء ببيانات كاذبة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87/19‬‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪ )1‬ون�صها‪� :‬أ�سر المفقودين ممن تحققت فيها ال�شروط التالية‪:‬‬


‫�أـ غياب العائل وانقطاع �أخباره وجهل موطن �إقامته لمدة �أربع �أ�شهر ف�أكثر‪.‬‬
‫ب ـ �أال يكون للعائل دخل �أو مال على النحو المبين في فئة الأيتام‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان الحكم الشرعي ألوالد المفقودين الذين ترد استماراتهم‬
‫من البوسنة والهرسك‪ .‬هل يعتبرون أيتام ًا يجوز لبيت الزكاة اإلنفاق عليهم‬
‫من األموال المخصصة لأليتام؟‬
‫الجواب‪ :‬بالنسبة ألبناء المفقودين في البوسنة والهرسك في حكم من يغلب عليهم‬
‫الهالك‪ ،‬خاصة إذا كانوا دون سن البلوغ ُ‬
‫فيأخذون حكم اليتيم و ُيصرف لهم‬
‫من مشروع كافل اليتيم‪ .‬وإن كانوا بالغين فيدخلون في صفة الفقر والحاجة‬
‫ويصرف لهم من الزكاة والخيرات بهذا الوصف‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)93/5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كفل محسن برامج األيتام الدعوية أو الطبية أو التعليمية دون تحديد يتيم‬
‫بعينه‪ ،‬هل ينطبق عليه حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم‪( :‬أنا وكافل‬
‫اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعية السبابة والوسطى) (رواه الترمذي من‬
‫حديث سهل بن سعد ـ رضي الله عنهما) ويكون له أجر كافل اليتيم؟‬
‫الجواب‪ :‬ينطبق حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم‪( :‬أنا وكافل اليتيم في الجنة‬
‫وفرج بينهما شيئ ًا) (رواه البخاري من حديث‬ ‫هكذا وأشار السبابة والوسطى ّ‬
‫بن عمر ـ رضي الله عنهما) على كل من يتكفل بالبرامج الدعوية والطبية‬
‫والتعليمية وغيرها لأليتام سواء أحدد يتيم ًا بعينه أم لم يحدد‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95/5‬‬
‫(‪)7‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم ببيان حكم االستمرار في كفالة يتيم بعد تجاوزه (‪ )18‬عام ًا من‬
‫عمره‪ ،‬حتى يتسنى له إكمال دراسته والبحث عن عمل يتكسب منه‪ ،‬حيث إن‬
‫الئحة بيت الزكاة ذكرت من شروط اليتيم أن ال يتجاوز (‪ )18‬عام ًا من عمره‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إذا بلغ اليتيم ثمانية عشر عام ًا انتهت كفالته النتفاء صفة اليتم عنه حسب ما‬
‫ورد في الئحة توزيع الزكاة والخيرات لبيت الزكاة‪ .‬وتقترح الهيئة على إدارة‬

‫‪300‬‬
‫مشروع كافل اليتيم أن يكتب في استمارة االشتراك في المشروع ما يلي‪ :‬مبلغ‬
‫الكفالة يغطي سن اليتيم ويمتد بعد ذلك إلى حصول تحقق مقدرته على‬
‫الكسب‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)95/5‬‬
‫(‪)8‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يجوز التحويل بين بند اإليرادات المالية الخاصة ببند إيراد عام مشروع‬
‫كافل اليتيم إلى بند صدقة جارية لمشروع كافل اليتيم ليتم استثمارها كوقفية‬
‫الصدقة الجارية لمشروع كافل اليتيم؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان المتبرعون لأليتام المعينين وغير المعينين قد فوضوا بيت الزكاة‬
‫بصرف ما يزيد من تبرعاتهم عن حاجة األيتام المتبرع لهم من قبل‬
‫المتبرعين بتحويل هذه الفوائض إلى جهة خيرية معينة أو أي جهة خيرية‬
‫أخرى‪ ،‬فال مانع في هذه الحال من تحويل هذه الفوائض إلى الجهات‬
‫الخيرية المفوض بها‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن الهيئة قد سبق لها أن أشارت‬
‫على القائمين على مشروع كافل اليتيم في بيت الزكاة بإضافة مالحظة في‬
‫استمارات التبرع لأليتام تتضمن تفويض البيت بصرف ما يزيد عن حاجة‬
‫األيتام المتبرع لهم بها إلى جهة خيرية معينة أو أي جهة خيرية أخرى يرى‬
‫البيت حاجتها إليها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2003/8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم باإلفادة بشأن آلية التصرف في حالة عدم تحقيق المبلغ المتبرع‬
‫به الريع المطلوب لكفالة اليتيم حسب طلب المتبرع وحسب األوضاع‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬ال يلزم بيت الزكاة تكميل النقص في الريع‪ ،‬ويسلم للجهة القائمة على األيتام‬
‫ولو نقص عن المطلوب‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫وترى الهيئة أنه ال مانع شرع ًا أن يتبرع البيت بإكمال النقص من الصدقات‪ ،‬أو‬
‫من معونة الدولة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2009/4‬‬
‫(‪)10‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم كفالة اليتيم غير المسلم وإدخاله دار األيتام؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز كفالة اليتيم غير المسلم من الصدقات‪ ،‬كما يجوز كفالته من الزكاة إذا‬
‫رجي إسالمه‪ ،‬أو إسالم من يرعاه‪ ،‬أو لدفع شر متوقع من عدم الكفالة‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2016/8‬‬

‫‪302‬‬
‫الباب الع�شرون‬
‫اللقطة وامل�صادرات‬

‫‪303‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬عرضت إحدى الشركات على بيت الزكاة استالم بعض المفقودات ناتجة‬
‫عن ضياعها من أصحابها في حال تواجدهم لقضاء اإلجازات والنزهة في‬
‫ُعرف بالمفقودات كل في المكان الذي ُفقدت‬‫مرافقها‪ .‬علم ًا بأن هذه الشركة ت ّ‬
‫فيه‪ ،‬لكون مرافق الشركة في عدة مناطق بالكويت‪ .‬وهذه المفقودات عبارة عن‬
‫ساعات وذهب مصاغ ومالبس وألعاب أطفال وغيرها‪ ،‬منها ما مضى عليه‬
‫ثالث سنوات‪ ،‬ومنها ما مضى عليه سنة‪ ،‬ومنها ما مضى عليه أشهر‪.‬‬
‫فما هو الحكم الشرعي تجاه قبول هذه المفقودات حتى يتسنى لنا مخاطبتهم‬
‫في ذلك؟‬
‫الجواب‪ :‬حكم األموال الملتقطة أن واجدها يلزمه أن ُيعرفها سنة كاملة في األماكن‬
‫العامة التي يظن أن أصحابها يطلبها فيها‪ ،‬فإن عرفها كذلك ولم يظهر صاحبها‬
‫طيلة السنة كان ملتقطها بالخيار بين أن يمتلكها وينتفع بها باستهالكها‪ ،‬أو أن‬
‫يتصدق بها‪ ،‬أو يستمر في حفظها لصاحبها‪ ،‬فإن ظهر صاحبها بعد ذلك يلزم‬
‫دفعها إليه أو قيمتها‪ ،‬فإن كان ملتقطها قد استهلكها فيرد قيمتها‪ ،‬وإن كان قد‬
‫تصدق بها خ ّير صاحبها بين ثوابها وبين أخذ قيمتها‪ ،‬فإن أخذ قيمتها فالثواب‬
‫للملتقط‪ .‬وعلى هذا فيجوز لبيت الزكاة قبول المفقودات التي مر على فقدها‬
‫حس ُن للشركة‬
‫سنة إن كانت الشركة قد أعلنت عنها اإلعالن الكافي‪َ ،‬و َي ُ‬
‫أن تتخذ بعض الوسائل الكافية في إشعار الناس عن مفقوداتهم بالوسائل‬
‫المتاحة كاإلذاعة الداخلية والملصقات التي تُعلق في األماكن البارزة‪ .‬والله‬
‫أعلم‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)87/11‬‬

‫‪305‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬ما مدى إمكانية الحصول على المالبس والبطانيات من شركات التنظيف‬
‫(المصبغة) التي مضى عليها أكثر من ستة شهور من الناحية الشرعية؟‬
‫الجواب‪ :‬يجوز لبيت الزكاة تسلم المالبس والبطانيات من شركات التنظيف وغيرها‬
‫التي مضى عليها ستة أشهر أو أكثر إذا تعذر معرفة أصحابها أو الوصول‬
‫إليهم‪ ،‬وما دام ذلك مشروط ًا عليهم في العقد فليس لصاحبها الحق بالمطالبة‬
‫بقيمتها بعد التصرف بها‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)2005/4‬‬

‫‪306‬‬
‫الباب احلادي والع�شرون‬
‫الأموال امل�شبوهة‬

‫‪307‬‬
‫فتاوى الهيئة ال�شرعية‬
‫(‪)1‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى بيان مدى جواز قبول بيت الزكاة ألموال ترد إليه من جهات لها أغراض‬
‫في أعمالها مخالفة للشرع كاالقتراض بالربا ونحوه‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬إن القواعد الرشعية تقيض إن كل مال نشأ من كسب غري مرشوع فإن سبيله‬
‫التصدق به أو إنفاقه يف املصالح العامة‪ ،‬ختلص ًا من الوزر عىل من هو يف يده‬
‫عىل أن ال يوضع هذا املال يف بناء املساجد أو صيانتها وال يف طباعة املصاحف‪.‬‬
‫وقد أشار بعض الفقهاء كاإلمام الغزالي إلى أن التحاشي عن أخذ مثل‬
‫هذا المال ورع ًا ال ينافي إعطاؤه من تحل له الصدقة‪ ،‬الختالف حاله عن‬
‫المستغني عنه‪ .‬فهو يشبه حال الضرورة التي يجوز فيها مما ال يجوز بدونها‪.‬‬
‫واتفقت الهيئة على أنه يجوز لبيت الزكاة رفض هذه األموال كغيرها بقطع‬
‫النظر عن المنشأ‪ ،‬إذا اقترن تقديمها للبيت بشرط ينافي الشريعة أو يؤثر على‬
‫سياسة البيت سواء كان الشرط صريح ًا أو ُعرف بالقرائن‪ ،‬وللبيت أال يتقيد‬
‫بهذا الشرط‪ ،‬وتقترح الهيئة أن ُيخصص لمثل هذه األموال حساب خاص‬
‫منفصل عن حسابي الزكاة والخيرات باسم (المشبوهات) أو (موارد أخرى)‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)83/18‬‬
‫(‪)2‬‬
‫السؤال‪ :‬يرجى التكرم باإلفادة عن مدى جواز قبول البيت مجموعة من كوبونات يانصيب‬
‫على إحدى السيارات والتي قام أحد المتبرعين بتقديمها إلى بيت الزكاة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال يجوز لبيت الزكاة قبول كوبونات يانصيب على النحو الوارد في السؤال‪،‬‬
‫ألنه من صور القمار المحرمة‪ .‬وتدعو الهيئة بيت الزكاة إلى مخاطبة المدرسة‬
‫(الجهة المصدرة للكوبون) وإبداء النصح إليها ببيع السيارة بيع ًا مشروع ًا‪.‬‬
‫الهيئة الشرعية (‪)93/2‬‬

‫‪309‬‬
‫�أ�سماء الباحثني والأبحاث‬
‫املقدمة يف ندوات ق�ضايا‬
‫الزكاة املعا�رصة من الندوة‬
‫الأوىل ـ ال�سابعة والع�رشين‬
‫‪2020 - 1988‬‬

‫‪311‬‬
‫الندوة الأولى لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫‪1‬‬
‫القاهرة‪� 27- 25 :‬أكتوبر ‪1988‬‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫الشيخ ‪ /‬صالح عبدالله كامل‬ ‫خواطر وتساؤالت حول اآلثار االجتماعية واالقتصادية للزكاة‬
‫‪1‬ـ الدكتور‪ /‬وهبة مصطفي الرحيلي‬ ‫اإلبراء من الدَّ ين على مستحق الزكاة واحتسابه منها واعتبار ما أخرج على‬
‫‪2‬ـ الدكتور‪ /‬عبدالله محمد عبدالله‬ ‫ظن الوجوب زكاة معجلة‪.‬‬
‫‪1‬ـ المستشار‪ /‬السيد عبدالعزيز هندي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )12‬بحث‬


‫إلزامية الزكاة وتطبيقها من ولي األمر‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬حامد محمود اسماعيل‬
‫مشموالت مصرف "في سبيل الله" بنظرة معاصرة حسب االعتبارات المختلفة الدكتور ‪ /‬عمر سليمان األشقر‬
‫الدكتور‪ /‬محمد عثمان شبير‬ ‫الزكاة ورعاية الحاجات األساسية الخاصة‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالوهاب أبو سليمان‬ ‫زكاة الديون االستثمارية المؤجلة والديون اإلسكانية الحكومية‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬شوقي اسماعيل شحاته‬ ‫محاسبة الزكاة للشركات بأنواعها وتحديد الوعاء الزكوي في ميزانيتها‬
‫‪2‬ـ األستاذ ‪ /‬دحمان عوض دحمان‬ ‫ومعايير التقويم لألعيان المزكاة‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬يوسف محمود عبدالمقصود‬ ‫إخراج زكاة التجارة من العروض نفسها في حالتي إمكان انتفاع المستحق‬
‫‪2‬ـ الدكتور‪ /‬محمد عبدالغفار الشريف‬ ‫من عينها أو عدم اإلمكان‪.‬‬
‫الندوة الثانية لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫القاهرة‪ 16- 14 :‬يونيو ‪1989‬‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬حمد عبيد الكبيسي‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬علي محي الدين القرة داغي‬ ‫الغارمون ودفع الديات من مال الزكاة‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬داتو محمود غنيم‬
‫‪1‬ـ الشيخ ‪ /‬محمد المختار السالمي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )14‬بحث‬


‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬حامد محمود اسماعيل‬ ‫زكاة المال الحرام‪.‬‬
‫‪3‬ـ األستاذ ‪ /‬عز الدين محمد توني‬

‫‪314‬‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالوهاب أبو سليمان‬ ‫زكاة الديون االستثمارية المؤجلة والديون اإلسكانية الحكومية‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬عيسي زكي شقرة‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬وهبة مصطفي الزحيلي‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالله محمد عبدالله‬ ‫مصرف " في الرقاب"‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬علي محيي الدين القرة داغي‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‬
‫نقل الزكاة من موضعها وضوابطه‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬إبراهيم فاضل الدبو‬
‫الندوة الثالثة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت‪ 3- 2 :‬دي�سمبر ‪1992‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‪.‬‬
‫استثمار أموال الزكاة‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عيسي زكي شقرة‪.‬‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )7‬بحث‬

‫‪315‬‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عمر سليمان األشقر‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالله بن سليمان المنيع‬ ‫مصرف المؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬وهبة مصطفي الرحيلي‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‪.‬‬
‫التمليك والمصلحة فيه ونتائجه‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالحميد محمود البعلي‬
‫الندوة الرابعة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫البحرين‪ 31- 29 :‬مار�س ‪1994‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور‪ /‬وهبة مصطفي الزحيلي‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالله محمد عبدالله‬
‫مصرف (( العاملين عليها ))‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬عمر سليمان األشقر‬
‫‪4‬ـ الدكتور ‪ /‬حامد محمد اسماعيل‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )12‬بحث‬

‫‪316‬‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالوهاب أبو سليمان‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد نعيم ياسين‬
‫زكاة المال الحرام‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالله بن سليمان المنيع‬
‫‪4‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عبدالغفار الشريف‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‬
‫الزكاة والضريبة‪.‬‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالحميد محمود البعلي‬
‫‪4‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬علي محيي الدين القرة داغي‬
‫الندوة الخام�سة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫لبنان‪� 20- 18 :‬أبريل ‪1995‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد نعيم ياسين‬
‫زكاة نهاية الخدمة‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‬
‫‪1‬ـ الدكتور‪ /‬محمد مصطفى الزحيلي‬
‫مصرف "الغارمين"‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور‪ /‬عمر سليمان األشقر‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )8‬بحث‬

‫‪317‬‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬
‫مشموالت األموال الظاهرة والباطنة في العصر الحديث‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد سليمان األشقر‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬منذر قحف‬
‫زكاة األصول االستثمارية الثابتة‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪/‬محمد عثمان شبير‬
‫(ورقة عمل)‬ ‫‪1‬ـ زكاة الحلي‪.‬‬
‫(ورقة عمل)‬ ‫‪2‬ـ الجهات التي ال يجوز للمزكي دفع الزكاة إليها‪.‬‬
‫(ورقة عمل)‬ ‫‪3‬ـ زكاة المدخرات الثمينة‪.‬‬
‫(ورقة عمل)‬ ‫‪4‬ـ صرف زكاة الفطر بالمبالغ المتوقعة قبل قبضها‪.‬‬
‫الندوة ال�ساد�سة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫دولة الإمارات‪� 4 – 2 :‬أبريل ‪1996‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عيسي زكي شقرة‬
‫تطبيقات عملية على اإللزام بدفع الزكاة‪.‬‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬على محيي الدين القرة داغي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )7‬بحث‬


‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد رأفت عثمان‬ ‫زكاة عروض التجارة‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عبدالغفار الشريف‬
‫زكاة الفطر‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬أحمد بن عبدالله بن حميد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عمر سليمان األشقر‪.‬‬
‫زكاة الحلي‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عثمان شبير‪.‬‬
‫الندوة ال�سابعة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت‪ 29 :‬ابريل ـ ‪ 1‬مايو ‪1997‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬حسين حسين شحاته‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد سليمان األشقر‬ ‫األصول المحاسبية المعاصرة لتقويم عروض التجارة‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬منذر قحف‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )11‬بحث‬

‫‪319‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬أحمد الحجي الكردي‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬وهبة مصطفي الزحيلي‬
‫أحكام زكاة صور من عروض التجار المعاصرة‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬
‫‪4‬ـ الشيخ ‪ /‬عبدالله بن سليمان المنيع‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬عبدالحميد محمود البعلي‬
‫زكاة الحقوف المعنوية‪.‬‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬عجيل جاسم النشمي‬
‫‪4‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬علي محيي الدين القرة داغي‬
‫الندوة الثامنة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫قطر‪ 20 :‬ـ ‪� 23‬أبريل ‪1998‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬ماجد أو رخينة‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد رأفت عثمان‬ ‫زكاة الزروع والثمار‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬زكريا عبدالرزاق المصري‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬المرسي عبدالعزيز السماحي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )9‬أبحاث ‪ )4( +‬أوراق عمل‬


‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬علي محمد المحمدي‬ ‫مصرف " الفقراء والمساكين"‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬خالد شعيب‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬وهبه مصطفي الزحيلي‬

‫‪320‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد عبدالغفار الشريف‬ ‫زكاة المال العام‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‬
‫السندات الحكومية هل هي أموال ظاهرة أم باطنة؟ وأموال الشركات‬
‫الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬ ‫األخرى غير المساهمة هل هي أموال ظاهرة أم باطنة؟ (ورقة عمل)‬
‫التكييف الشرعي ألموال مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي في ميزانية‬
‫الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‬ ‫الشركات قبل صرفها وأثره في الزكاة (ورقة عمل)‬
‫األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد نعيم ياسين‬ ‫مفهوم النماء (ورقة عمل )‬
‫صور معاصرة من أعمال البنوك (غطاء االعتماد المستندي ‪ /‬الغطاء النقدي‬
‫األستاذ الدكتور ‪ /‬علي السالوس‬ ‫لخطابات الضمان ‪ /‬التأمينات النقدية ‪ /‬األموال المدخرة لمشروع من‬
‫المشروعات ‪ /‬االحتياطات ‪ /‬المخصصات) (ورقة عمل)‪.‬‬
‫الندوة التا�سعة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫المملكة الأردنية الها�شمية‪ 26 :‬ـ ‪� 29‬أبريل ‪1999‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬أحمد الحجي الكردي‬
‫‪2‬ـ الشيخ ‪ /‬عبدالله بن سليمان المنيع‬ ‫معادلة األوزان والمكاييل الشرعية باألوزان والمكاييل المعاصرة‪.‬‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬محمود الخطيب‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد نعيم ياسين‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )13‬بحث‬


‫مفهوم النماء‬

‫‪321‬‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد عبدالغفار‬
‫الشريف‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد سليمان األشقر‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد عبدالغفار‬
‫الشريف‬
‫مناقشة مادة كتاب " دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات"‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‬
‫‪4‬ـ الدكتور ‪ /‬أسامة شلتوت‬
‫‪5‬ـ األستاذ ‪ /‬محمد عبدالقادر شعيل‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬عمر سليمان األشقر‬
‫مصرف " ابن السبيل" وتطبيقاته المعاصرة‬
‫‪2‬ـ األستاذ ‪ /‬عز الدين التوني‬
‫الندوة العا�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫�سلطنة عمان‪ 3 :‬ـ ‪� 6‬أبريل ‪ 2000‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫خصصت هذه الندوة لمناقشة واعتماد مواد كتاب‬

‫‪322‬‬
‫دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات‬
‫(لم تقدم فيها أبحاث)‬
‫الندوة الحادية ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت‪ 2 :‬ـ ‪� 5‬أبريل ‪ 2001‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬الصديق محمد الضرير‬
‫‪2‬ـ الشيخ ‪ /‬عبدالله بن سليمان المنيع‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬حسين حسين شحاته‬ ‫زكاة األسهم والسندات وأذونات الخزانة‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )5‬أبحاث‬


‫‪4‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬أحمد مجذوب أحمد‬
‫‪5‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬وهبه مصطفي الزحيلي‬

‫‪323‬‬
‫خصصت هذه الندوة الستكمال مناقشة مواد كتاب "دليل اإلرشادات لحساب زكاة الشركات"‬
‫المؤجلة من الندوة العاشرة‪ ،‬وتم اعتماد الكتاب كام ً‬
‫ال في هذه الندوة‪.‬‬
‫الندوة الثانية ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫القاهرة‪ 22 :‬ـ ‪� 25‬أبريل ‪ 2002‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ سماحة الشيخ ‪ /‬أحمد بن حمد الخليلي‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد رأفت عثمان‬ ‫زكاة األنعام‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬الخضر على إدريس‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )8‬أبحاث ‪ )3(+‬أوراق عمل‬


‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬الصديق محمد األمين الضرير‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬ ‫زكاة الديون‬
‫‪3‬ـ الدكتور ‪ /‬أشرف أبو العزم العماوي‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬محمد عبد الغفار الشريف‬
‫شرط النماء في الزكاة‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬
‫مقدم الورقة‬ ‫موضوع الورقة‬
‫أوالً‪ :‬التعريف والتقويم المحاسبي‪:‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ‪ /‬عادل أحمد العميري‪.‬‬
‫‪2‬ـ األستاذ‪ /‬دحمان عوض دحمان‬ ‫زكاة شركات الثروة الحيوانية والثروة الزراعية وشركات التأمين‬
‫ثاني ًا‪ :‬الحكم الشرعي‪:‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‪.‬‬
‫الندوة الثالثة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫ال�سودان‪ 29 :‬مار�س ـ الأول من �أبريل ‪ 2004‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ الدكتور‪/‬عبدالحميد محمود البعلي‬ ‫فرض الزكاة والضرائب على المسلمين وغير المسلمين في ظل العولمة‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬رفيق يونس المصري‬ ‫وتحرير التجارة‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )6‬أبحاث ‪ )4( +‬أوراق عمل‬


‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬الخضر على إدريس‬
‫الموضوعات المؤجلة من زكاة األنعام‪.‬‬
‫‪2‬ـ الدكتور ‪ /‬يوسف الشراح‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪/‬وهبه مصطفي الزحيلي‪.‬‬ ‫حكم الزكاة في أموال منشآت القطاع العام الهادفة للربح وحكم زكاة‬

‫‪325‬‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عثمان شبير‬ ‫الثروات الباطنية والسندات الحكومية‪.‬‬
‫قانون الزكاة وفق ما انتهت إليه ندوات قضايا الزكاة المعاصرة (ورقة عمل) الدكتور‪ /‬عيسي زكي شقره‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬أحمد مجذوب أحمد‬ ‫تجربة السودان في مجال الزكاة (ورقة عمل)‬
‫‪1‬ـ الدكتور ‪ /‬عبدالستار أبو غدة‪.‬‬ ‫التعريف المحاسبي والتقويم المحاسبي والحكم الشرعي لبنود ميزانيات‬
‫‪2‬ـ األستاذ ‪ /‬دحمان عوض دحمان‬ ‫شركات التأمين‪ ،‬الثروة الزراعية‪ ،‬الحيوانية (ورقة عمل)‬
‫الندوة الرابعة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫مملكة البحرين‪ 31 - 28 :‬مار�س ‪ 2005‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬علي محيي الدين القرة داغي‬
‫زكاة الثروة المعدنية والبحرية‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عثمان شبير‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )7‬أبحاث ‪ )6( +‬أوراق عمل‬


‫‪1‬ـ د‪ / .‬عبدالستار عبدالكريم أبو غده‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د‪ /‬عصام عبدالهادي أبو النصر‬ ‫صور معاصرة من أعمال البنوك وحكم الزكاة فيها‬
‫‪3‬ـ أ‪ .‬د ‪ /‬شوقي أحمد دنيا‬

‫‪326‬‬
‫أ ـ عروض التجارة‪ ،‬السندات الحكومية والخاصة‪ ،‬أموال الشركات‬
‫‪1‬ـ أ‪ .‬د ‪ /‬محمد رأفت عثمان‬
‫األخرى غير الشركات المساهمة‪ ،‬هل هي أموال ظاهرة أم باطنة؟‬
‫‪2‬ـ أ‪ .‬د ‪ /‬أحمد الحجي الكردي‬
‫ب ـ شرط الشراء في وجوب الزكاة في عروض التجارة‪.‬‬
‫أوراق عمل في الموضوعات التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪1‬ـ ضم المواسم في زكاة الزروع‪.‬‬
‫‪2‬ـ مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪2‬ـ تصفية العسل وتأثيره على مقدار الزكاة‪.‬‬
‫‪3‬ـ مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪3‬ـ إعطاء الزكاة لألصول والفروع واألقارب والزوج والزوجة‪.‬‬
‫‪4‬ـ مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪4‬ـ إعطاء الزكاة للمسلم الفاسق‪.‬‬
‫‪5‬ـ مكتب الشئون الشرعية‬ ‫‪5‬ـ حكم وقف مال الزكاة‪.‬‬
‫‪6‬ـ د‪ /‬عصام العنزي‬ ‫‪6‬ـ زكاة الديون‪.‬‬
‫الندوة الخام�سة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت‪ 29-27 :‬مار�س ‪ 2006‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫خصصت لمناقشة مشروع القانون النموذجي للزكاة‬

‫‪327‬‬
‫والئحته التنفيذية والمذكرة التفسيرية‬
‫(لم تقدم فيها أبحاث)‬
‫الندوة ال�ساد�سة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫اليمن ـ �صنعاء‪ 22 :‬ـ ‪� 25‬صفر ‪1428‬هـ ‪ 15 - 13‬مار�س ‪ 2007‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫خصصت الستكمال مناقشة مشروع القانون النموذجي للزكاة والئحته‬

‫‪328‬‬
‫التنفيذية والمذكرة التفسيرية‬
‫(لم تقدم فيها أبحاث)‬
‫الندوة ال�سابعة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫القاهرة‪ 7 – 4 :‬ربيع الأول ‪ 1429‬هـ ‪ 15 - 12‬مار�س ‪ 2008‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ دكتور ‪ /‬أسامة عمر سليمان األشقر‬ ‫القواعد والضوابط الفقهية المتعلقة بالزكاة وأثرها في االتجاهات الفقهية‬
‫تعقيب أ‪.‬د ‪ /‬على أحمد الندوى‬ ‫(جمع القواعد وشرحها وأثرها)‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )7‬أبحاث ‪ )6( +‬أوراق عمل‬


‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬عبدالحميد محمود البعلي‬ ‫الشخصية االعتبارية وأحكامها الفقهية في الدولة المعاصرة وأثرها في‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬على محيي الدين القرة داغي‬ ‫تحقق شرط الملك التام‪ ،‬وبحث صفات الشخصية االعتبارية وما يترتب‬
‫‪3‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد سعيد رمضان البوطي‬ ‫على ذلك في مسائل الزكاة‬

‫‪329‬‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عبد الغفار الشريف‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد مصطفي الزحيلي‬ ‫الزكاة في مال الصبي والمجنون‬
‫‪4‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬أحمد بن عبد الله بن حميد‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬أحمد الحجي الكردي‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬أحمد عبدالعزيز الحداد‬ ‫زكاة المال الموروث صوره وأحكامه (ورقة عمل)‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عبدالرزاق الطبطبائي‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬على محمد حسين الصوا‬ ‫زكاة المال المجهول النوع والمقدار (ورقة عمل)‬
‫د‪ / .‬نايف حجاج العجمي‬ ‫اإلٌقراض من أموال الزكاة (ورقة عمل)‬
‫أ‪.‬د ‪ /‬محمد عثمان شبير‬ ‫تحول المال الزكوي إلى مال آخر قبل الحول وأثره على وجوب الزكاة‬
‫الندوة الثامنة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫بيروت‪ 9- 7 :‬ربيع الأول ‪ 1430‬هـ ‪ 6 - 4‬مار�س ‪ 2009‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عثمان شبير‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬على محيي الدين القرة داغي‬ ‫زكاة الثروة المعدنية وحقوق االمتياز‬
‫‪3‬ـ د‪ / .‬خالد جاسم الهولي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )9‬أبحاث ‪ )4( +‬أوراق عمل‬


‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬نايف حجاج العجمي‬
‫اإلقراض من أموال الزكاة‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬حمدي صبح طه‬

‫‪330‬‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عبدالغفار الشريف‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬أحمد الحجي الكردي‬
‫دفع المنافع في الزكاة‬
‫‪3‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬يوسف حسن الشراح‬
‫‪4‬ـ أ‪.‬د‪ .‬عبدالستار أبو غدة‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬محمد عبدالرزاق الطبطبائي‬ ‫االحتفاظ باألسهم المحرمة لحين ارتفاع سعرها والحصول على‬
‫‪2‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬عبدالعزيز خليفه القصار‬ ‫رأس المال (ورقة عمل)‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬عبدالرحمن صالح األطرم‬
‫االتجاهات الفقهية في زكاة الديون والرأي الراجح فيها (ورقة عمل)‬
‫‪2‬ـ د‪ .‬عصام خلف العنزي‬
‫الندوة التا�سعة ع�شرة لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫�سلطنة عمان‪ :‬الفترة من ‪ 16- 14‬ربيع الأول ‪ 1431‬هـ الموافق ‪ 3 - 1‬مار�س ‪ 2010‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬عبدالعزيز خليفه القصار‬

‫األبحاث المقدمة (‪)3‬‬


‫زكاة العقارات تحت التطوير‬
‫‪2‬ـ د ‪ /‬محمد عود الفزيع‬
‫د‪ /‬عبدالستارعبدالكريم أبو غدة‬ ‫زكاة عقود االمتياز‬

‫‪331‬‬
‫المستشار أحمد على الساعوري‬ ‫اإلشكاالت الواردة في زكاة األصول الثابتة‬

‫ورقة عمل (‪)2‬‬


‫استعراض نتائج ما توصلت إليه اللجنة التي شكلت‬
‫الستكمال البحث بناء على قرار الندوة الثامنة عشرة‬ ‫االتجاهات الفقهية في زكاة الديون والرأي الراجح فيها‬
‫لقضايا الزكاة المعاصرة‬
‫الندوة الع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت‪ :‬الفترة من ‪ 10‬ـ ‪ 12‬ربيع الآخر ‪ 1432‬هـ الموافق ‪ 17 - 15‬مار�س ‪ 2011‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫خصصت لمناقشة واعتماد مشروع القانون النموذجي للزكاة والمذكرة التفسيرية‬

‫‪332‬‬
‫والالئحة التنفيذية (لم تقدم فيها أبحاث)‬
‫وصدر البيان الختامي باعتماد مشروع القانون النموذجي للزكاة ومذكرته التفسيرية‬
‫والئحته التنفيذية وأوصت الندوة بيت الزكاة بطباعته ونشره‬
‫الندوة الحادية والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الجمهورية التون�سية ـ تون�س‪ 6- 4 :‬جمادي الآخرة ‪ 1433‬هـ الموافق ‪� 27 - 25‬أبريل ‪ 2012‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عبدالحليم عمر‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالرحمن صالح األطرم‬ ‫اإلشكاالت العملية المتعلقة بزكاة الشركات المساهمة‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عود الفزيع‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )8‬أبحاث‬

‫‪333‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد نعيم ياسين‬
‫العالقة بين مصارف الزكاة ومصارف األموال العامة‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬أحمد عبدالعزيز الحداد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬على محمد حسين الصوا‬
‫‪2‬ـ الدكتور‪ /‬يوسف عبدالله الشبيلي‬ ‫زكاة الصكوك االستثمارية والمحافظ والصناديق االستثمارية‬
‫‪3‬ـ الدكتور‪ /‬عبدالله بن منصور الغفيلي‬
‫الندوة الثانية والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫تركيا – ا�سطنبول – ‪ 15-11‬جماي الأولى ‪ 1435‬هـ الموافق ‪ 15-12‬مار�س ‪2014‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد نعيم ياسين‬
‫زكاة القرض الحسن‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد خالد منصور‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )8‬أبحاث و (‪ )1‬ورقة عمل‬


‫زكاة األصول الثابتة – اشكاال ومعالجة‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد عبدالحليم عمر‬
‫( ورقة عمل )‬

‫‪334‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬يوسف عبدالله الشبيلي‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالعزيز خليفه القصار‬
‫( سبق عرضه في الندوة ‪) 19‬‬ ‫زكاة األصول تحت التطوير‬
‫د‪ /‬محمد عود الفزيع‬
‫( سبق عرضه في الندوة ‪) 19‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬على محيي الدين القره داغي‬
‫أ‪.‬د‪ /‬خالد عبدالله المصلح‬ ‫زكاة األصول المؤجرة المنتهية بالتملك‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عصام عبدالهادي ابو النصر‬
‫الندوة الثالثة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الكويت ‪ 27-24‬جماي الأولى ‪ 1436‬هـ الموافق ‪ 18-15‬مار�س ‪2015‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪ -1‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالفتاح محمود إدريس‬
‫زكاة األصول الثابتة‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد عبدالحليم عمر‬
‫إشكاالت ومعالجة‬
‫أ‪.‬د‪ /‬احمد عبدالعزيز الحداد‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )9‬أبحاث و (‪ )1‬ورقة عمل‬


‫أ‪.‬د‪ /‬نور الدين الخادمي‬
‫أثر الكساد في زكاة عروض التجارة‬
‫أ‪.‬د‪ /‬محمد خالد منصور‬

‫‪335‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالحميد محمود البعلي‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عصام عبدالهادي ابو النصر‬
‫زكاة عقود االمتياز‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالستار عبدالكريم ابو غده‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالناصر ابو البصل‬
‫استعراض نتائج ما توصلت إليه اللجنة التي شكلت‬
‫الستكمال البحث بناء على قرار الندوة الثانية والعشرين‬ ‫زكاة األصول المؤجرة المنتهية بالتملك‬
‫وقدمها األستاذ الدكتور عصام عبدالهادي أبو النصر‬
‫الندوة الرابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫المملكة الأردنية الها�شمية ـ عمان ‪� 28‬صفر ـ ‪ 1‬ربيع الأول ‪ 1438‬هـ الموافق ‪ 30-28‬نوفمبر ‪2016‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬نور الدين الخادمي‬
‫تزاحم األسباب الموجبة للزكاة في المال الواحد‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪/‬محمد خالد منصور‬

‫األبحاث المقدمة ‪ 8‬أبحاث‬

‫‪336‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالستار أبو غدة‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالناصر أبو البصل‬ ‫زكاة االمتياز في عقود المرافق العامة‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عصام خلف العنزي‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عبدالحليم عمر‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬يوسف الشبيلي‬ ‫زكاة األنشطة خارج الميزانية‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬عصام أبو النصر‬
‫الندوة الخام�سة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫الجمهورية التركية ـ �إ�سطنبول ‪� 7-5‬صفر ‪ 1439‬هـ الموافق ‪� 27-25‬أكتوبر ‪ 2017‬م‪.‬‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالرحمن الكيالني‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور ‪ /‬عبدالناصر أبو البصل‬ ‫فقه الزكاة بين التوفيق ومراعاة المقاصد‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬نور الدين بن مختار الخادمي‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )11‬بحث ًا‬

‫‪337‬‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالعزيز القصار‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عصام خلف العنزي‬ ‫زكاة صكوك رأس المال اإلضافي‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد عود الفزيع‬
‫‪1‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عادل المطيرات‬
‫‪2‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬عبد الله الغفيلي‬
‫‪3‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬على محمد حسين الصوا‬ ‫زكاة المال المجهول‬
‫‪4‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬محمد خالد منصور‬
‫‪5‬ـ األستاذ الدكتور‪ /‬حمد الهاجري‬
‫الندوة ال�ساد�سة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫المملكة الأردنية ‪-‬ع ّمان‪ 11 - 9 -‬جمادى الآخرة ‪1440‬هـ الموافق ‪ 16-14‬فبراير ‪2019‬م‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫الدكتور‪ /‬محمد عود الفزيع‬ ‫إجراءات احتساب الزكاة وصرفها في المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫الدكتور‪/‬عبدالباري مشعل‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )9‬أبحاث‬

‫‪338‬‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬محمد خالد منصور‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد باجي العنزي‬ ‫تعجيل الزكاة وتأخيرها‪ :‬المسوغات واآلثار‬
‫الدكتور‪ /‬مرضي مشوح العنزي‬
‫االستاذ الدكتور‪ /‬صالح احميد العلي‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬عبد العزيز القصار‬
‫أثر مخصصات االستثمار والتمويل على الوعاء الزكوي في ضوء المعيار‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬عصام أبو النصر‬
‫الدولي للتقارير المالية ‪IFRS9‬‬
‫االستاذ الدكتور‪ /‬عصام خلف العنزي‬
‫الندوة ال�سابعة والع�شرون لق�ضايا الزكاة المعا�صرة‬
‫المنامة‪ -‬مملكة البحرين‪ 15 – 13 :‬جمادى الأولى ‪ 1441‬هـ الموافق ‪ 10 – 8‬يناير ‪2020‬م‪.‬‬
‫اسم الباحث‬ ‫اسم البحث‬ ‫العدد‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬عبدالعزيز القصار‬
‫الدكتور‪ /‬محمد الفزيع‬ ‫معالجة فقهية لبعض إشكاالت حساب زكاة شركات التأمين التكافلي‬
‫الدكتور‪ /‬علي محمد نور‬
‫الدكتور‪ /‬سليمان الجويسر‬

‫األبحاث المقدمة (‪ )10‬أبحاث‬

‫‪339‬‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬محمد خالد منصور‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬علي الراشد‬ ‫المستجدات الفقهية في مصرف العاملين على الزكاة‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد باجي العنزي‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬عجيل النشمي‬
‫األستاذ الدكتور‪ /‬عصام أبو النصر‬ ‫موضوع زكاة الودائع االستثمارية‬
‫االستاذ الدكتور‪ /‬عصام خلف العنزي‬
‫خدمة‬
‫الرد الشرعي‬
‫هاتف ‪22241814 :‬‬
‫بريد إلكتروني ‪www.zakathouse.org.kw/inquiry.aspx :‬‬
‫بدالة ‪22240225 :‬‬
‫االستفسار اآللي ‪25745000 :‬‬

‫مركز االتصال ‪Call Center‬‬


‫خدمة المتبرعين ـ خدمة المستفيدين ‪175‬‬
‫دولة الكويت ـ جنوب السرة ـ منطقة الوزارات‬
‫ص‪.‬ب‪ 23865 :‬الصفاة ‪13099‬‬

‫اإلنترنت‬
‫‪http://www.zakathouse.org.kw‬‬‫عنوان بيت الزكاة‪:‬‬
‫العنوان البريدي‪zakat@zakathouse.org.kw :‬‬
‫طلب معلومات‪info@zakathouse.org.kw :‬‬

‫مالحظة‪ :‬يسر مكتب الشئون الشرعية‬


‫تلقي أية مالحظات حول هذا الكتاب‬
‫الرقم الدولي المعياري ‪978-99966-39-47-0‬‬

‫‪340‬‬
‫�أرقام هواتف مراكز بيت الزكاة الإيرادية‬
‫هاتف‬ ‫المنطقة‬ ‫م‬
‫‪22241834‬‬ ‫صالة المتبرعين السالمية‬ ‫‪1‬‬
‫‪22241994‬‬ ‫صالة المتبرعين الرئيسية‬ ‫‪2‬‬
‫‪22485123‬‬ ‫مجمع الوزارات‬ ‫‪3‬‬
‫‪22543041/2/3‬‬ ‫عبدالله السالم‬ ‫‪4‬‬
‫‪22528112‬‬ ‫النزهة‬ ‫‪5‬‬
‫‪25339696‬‬ ‫اليرموك‬ ‫‪6‬‬
‫‪22519529‬‬ ‫الفيحاء‬ ‫‪7‬‬
‫‪24818377‬‬ ‫الشامية‬ ‫‪8‬‬
‫‪24819951‬‬ ‫الخالدية‬ ‫‪9‬‬
‫‪22544755‬‬ ‫العديلية‬ ‫‪10‬‬
‫‪24802259‬‬ ‫العارضية‬ ‫‪11‬‬
‫‪ 22240225‬داخلي ‪5670‬‬ ‫سلوى‬ ‫‪12‬‬
‫‪24827086‬‬ ‫كيفان‬ ‫‪13‬‬
‫‪25317424‬‬ ‫السرة‬ ‫‪14‬‬
‫‪22544799‬‬ ‫الروضة‬ ‫‪15‬‬
‫‪25415639‬‬ ‫القرين‬ ‫‪16‬‬
‫‪25657679‬‬ ‫الرميثية‬ ‫‪17‬‬
‫‪25384858‬‬ ‫بيان‬ ‫‪18‬‬
‫‪22543078‬‬ ‫القادسية‬ ‫‪19‬‬
‫‪25397198‬‬ ‫مشرف‬ ‫‪20‬‬
‫‪25425572‬‬ ‫العدان‬ ‫‪21‬‬
‫‪23964923‬‬ ‫فهد األحمد‬ ‫‪22‬‬
‫‪23927853‬‬ ‫الفحيحيل‬ ‫‪23‬‬
‫‪25527279‬‬ ‫صباح السالم‬ ‫‪24‬‬
‫‪25337315‬‬ ‫قرطبة‬ ‫‪25‬‬
‫‪24753270‬‬ ‫العمرية‬ ‫‪26‬‬
‫‪24897229‬‬ ‫األندلس‬ ‫‪27‬‬
‫‪22638542‬‬ ‫الشعب‬ ‫‪28‬‬
‫‪ 22240225‬داخلي ‪5671‬‬ ‫السالم‬ ‫‪29‬‬
‫الكول سنتر ‪175‬‬ ‫اشبيلية‬ ‫‪30‬‬
‫‪22241988‬‬ ‫الجهراء‬ ‫‪31‬‬

‫‪341‬‬
‫الفهـــر�س‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوعات‬

‫‪5‬‬ ‫تقديم‬

‫‪7‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫تعريف بالهيئة الشرعية لبيت الزكاة‬

‫‪11‬‬ ‫نبذة تعريفية عن األمانة العامة لقضايا الزكاة المعاصرة‬

‫‪13‬‬ ‫الباب األول‪ :‬التعريف بالزكاة والترغيب فيها‬

‫‪19‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬شروط وجوب الزكاة‬

‫‪27‬‬ ‫الباب الثالث‪:‬‬

‫‪29‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬زكاة النقود والحلي‬

‫‪37‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬زكاة الثروة التجارية‬

‫‪67‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬زكاة الثروة الصناعية‬

‫‪69‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬زكاة الشركات‬

‫‪77‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬زكاة األسهم‬

‫‪91‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬زكاة السندات‬

‫‪95‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬زكاة الصناديق والمحافظ والودائع والصكوك االستثمارية‬

‫‪103‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬زكاة المستغالت‬

‫‪105‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬زكاة الثروة الزراعية‬

‫‪123‬‬ ‫الباب الخامس‪ :‬زكاة الثروة الحيوانية‬

‫‪343‬‬
‫‪133‬‬ ‫الباب السادس‪ :‬زكاة المال الحرام‬

‫‪137‬‬ ‫الباب السابع‪ :‬زكاة المال العام‬

‫‪147‬‬ ‫الباب الثامن‪ :‬الزكاة والضريبة‬

‫‪151‬‬ ‫الباب التاسع‪ :‬تقديم وتأخير الزكاة‬

‫‪161‬‬ ‫الباب العاشر‪ :‬حساب وإخراج الزكاة‬

‫‪177‬‬ ‫الباب الحادي عشر‪ :‬مصارف الزكاة‬

‫‪219‬‬ ‫الباب الثاني عشر‪ :‬نقل الزكاة‬

‫‪225‬‬ ‫الباب الثالث عشر‪ :‬استثمار أموال الزكاة‬

‫‪233‬‬ ‫الباب الرابع عشر‪ :‬زكاة الفطر وفدية اإلفطار في رمضان‬

‫‪243‬‬ ‫الباب الخامس عشر‪ :‬النذور والكفارات‬

‫‪263‬‬ ‫الباب السادس عشر‪ :‬الوصايا واألوقاف‬

‫‪273‬‬ ‫الباب السابع عشر‪ :‬الصدقات والصدقة الجارية‬

‫‪283‬‬ ‫الباب الثامن عشر‪ :‬األضحية‬

‫‪295‬‬ ‫الباب التاسع عشر‪ :‬اليتيم‬

‫‪303‬‬ ‫الباب العشرون‪ :‬اللقطة والمصادرات‬

‫‪307‬‬ ‫الباب الحادي والعشرون‪ :‬األموال المشبوهة‬

‫‪311‬‬ ‫أسماء الباحثين واألبحاث المقدمة في ندوات قضايا الزكاة المعاصرة‬

‫‪344‬‬
‫ﻋﻨﻮان ﺑﻴﺖ اﻟﺰﻛﺎة‬
‫دوﻟﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ‪ -‬ﺟﻨﻮب اﻟﺴﺮة ‪ -‬ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮزارات‬
‫ص‪.‬ب‪ ٢٣٨٦٥ :‬اﻟﺼﻔﺎة ‪ ١٣٠٩٩‬اﻟﻜﻮﻳﺖ‬
‫ﻫﺎﺗﻒ‪ - ٢٢٢٤٠٢٢٥ :‬ﻣﺮﻛﺰ اﻻﺗﺼﺎل‪١٧٥ :‬‬
‫‪http://www.zakathouse.org.kw‬‬
‫‪zakat@zakathouse.org.kw‬‬
‫ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ ‪ISBN: 978-99966-39-47-0‬‬

You might also like