Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 33

‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫حكومة الرئيس بن بلة األولى والخيار االشتراكي لتسيير الدولة الجزائرية‬


‫سبتمبر‪ - 2691‬سبتمبر‪2691‬‬
‫د‪ /‬جمال بلفردي ‪ -‬قسم العلوم االنسانية ‪ -‬جامعة الشهيد حمة‬
‫لخضر‪ -‬الوادي‬
‫الملخص‪:‬‬
‫ضبلت الًتكيبة اؽبيكلية ألوؿ حكومة بعد االستقالؿ بقيادة الرئيس بن بلة‬
‫تغَتات جذرية يف اػبريطة السياسية للقيادة التنفيذية للبالد بالتحاؽ عناصر‬
‫مدنية وعسكرية هبا‪ ،‬وعلى رأس دوائر وزارية داخل النظاـ السياسي اعبزائري‬
‫اعبديد‪ ،‬يف مقابل إقصاء إطارات وشخصيات اغبكومة اؼبؤقتة‪ ،‬والعناصر اؼبوالية‬
‫ؽبا عشية أزمة صيف ‪ ،1962‬وقد تزامنت وتنصيب حكومة الرئيس بن بلة‪،‬‬
‫من أجل استكماؿ ما حددتو احملاور االشًتاكية الكربى اليت جاء هبا ميثاؽ‬
‫طرابلس ماي‪/‬جواف ‪ 1962‬وتطبيق نصوصو خاصة اؼبتعلقة باعبوانب‬
‫االقتصادية واالجتماعية إىل غاية استفتاء الشعب اعبزائري عن دستور الدولة‬
‫اعبزائرية اؼبقبل‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪The structural combination carried of the first‬‬
‫‪government‬‬ ‫‪after‬‬ ‫‪independence‬‬ ‫‪under‬‬ ‫‪the‬‬
‫‪leadership of President Ben Bella carried a radical‬‬
‫‪changes in the political map of the executive‬‬
‫‪94‬‬ ‫العدد ‪09‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

leadership of the country the enrollment of


civilian and military elements in the head of
departments and ministries within the new
Algerian political system and the exclusion, of
same characters of the interim government and
their allies during the summer crisis of 1962 , that
operation has coincided with inauguration of the
government of President Ben Bella, in order to
complete the major axes of socialism brought by
the Charter of Tripoli, may / June 1962 and the
application of its provisions, especially concerning
the economic and social aspects till the
referendum about the next Constitution of the
Algerian state.
: ‫مقدمة‬
‫ورثت حكومة الدولة اعبزائرية غداة اإلستقالؿ ظروؼ ومشاكل اقتصادية‬
‫ وقد أثارت‬،‫واجتماعية شكلت يف ؾبملها الًتكة السلبية لالستعمار الفرنسي‬

95 09 ‫العدد‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫ىذه الوضعية الصعبة حزـ اغبكومة اعبزائرية اليت أهنكتها تراكمات أزمة صيف‬
‫‪ 1962‬وإفرازاهتا على النخبة الطالئعية اليت قادت البالد والعباد بإنشاء‬
‫مؤسسات وطنية قادرة على اؼببادرة إلقباح اؼبشروع االشًتاكي يف اعبزائر‪ .‬فكاف‬
‫تأسيس اغبكومة األوىل بعد االستقالؿ رغم تأخرىا عن موعدىا احملدد ؽبا قبل‬
‫هناية الفًتة االنتقالية للثورة اعبزائرية بتاريخ ‪.1962/09/20‬‬

‫‪ -2‬حكومة بن بلة األولى ‪: 2691/96/12‬‬


‫حددت اعبمعية الوطنية التأسيسية مساء يوـ ‪ ، 1962/09/28‬وعلى‬
‫الساعة الثامنة مساءا موعدا النعقاد دورهتا الثالثة (‪ )1‬الستماع خطاب رئيس‬
‫اغبكومة السيد أضبد بن بلة بعد افتتاح اعبلسة من طرؼ رئيس اجمللس‬
‫التأسيسي فرحات عباس‪.‬‬
‫وكما ذىب الباحث كوانت إىل أنو بعد موافقة اجمللس التأسيسي على‬
‫رئاسة اغبكومة يوـ ‪ ، 1962/09/26‬ويف اليوـ التايل قدـ الرئيس بن بلة‬
‫أضبد قائمة وزرائو إىل اعبمعية الوطنية‪ ،‬وبعدىا بيومُت وافقت اعبمعية‬
‫التأسيسية على أعضاء حكومتو‪ ،‬ويصور لنا الباحث نفسو أف ىناؾ اجتماعا‬
‫آخر للمجلس التأسيسي يوـ ‪ ،1962/09/27‬وذىب التربيزي بن صاحل‬

‫‪96‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫إىل ربديد تاريخ ‪ 1962/09/29‬إللقاء الرئيس أضبد بن بلة ػبطابو‬


‫الشهَت(‪.)2‬‬
‫وبعد اػبطاب الوزاري يوـ ‪ 1962/09/28‬عرض الرئيس قائمة وزرائو‪،‬‬
‫دوف السماح للنواب باؼبناقشة اغبرة يف ظل الظروؼ السياسية واالقتصادية‬
‫للبالد حسبو‪ ،‬غَت أف النائب آيت أضبد حسُت عارضو من خالؿ تدخلو يف‬
‫نقاشات اعبمعية ؿباوال التأثَت على رأي الكتل الربؼبانية عن طريق التشكيك يف‬
‫عمل الرئيس أضبد بن بلة وقدرتو على تطبيق برنامج طرابلس ‪. 1962‬‬
‫فالنائب عن والية القبائل آيت أضبد حسُت ‪،‬وحبسبو مل جيد يف خطاب‬
‫زميلو السابق يف السجن ما يؤسس لدراسة مشاكل اعبزائريُت مستقبال‪ .‬بل‬
‫الحظ اختالفات شديدة بُت اؼبقًتحات ووجهات النظر ووصل إىل قناعة أهنا‬
‫استذكار ؼبا جاء يف برنامج طرابلس‪ ،‬كما أكد النائب أثناء تدخلو دبمارسة‬
‫صالحيات اغبكومة داخل اعبمعية الوطنية التأسيسية اؼبكلفة بتوجيو السيادة‬
‫الوطنية من خالؿ تنظيم آليات فبارسة السلطة بُت اعبمعية التأسيسية واغبكومة‬
‫(‪.)3‬‬
‫ومل تفقد انتقادت النائب آيت أضبد من أمهية خطاب رئيس اغبكومة‪،‬‬
‫واإلعالف العاـ لسياسة اغبكومة كمقًتح برنامج منسجم داخل أطر سلطة‬
‫اعبمعية التأسيسية‪ ،‬وربصلت اغبكومة على موافقة نواب اعبمعية بواقع (‪)158‬‬
‫صوتا من أصل (‪ )178‬صوتا لنواب حضروا اعبلسة الثالثة لتنصيب أوؿ‬
‫حكومة جزائرية وامتناع ‪ 19‬عضوا عن التصويت‪ ،‬وصوت واحد ضد تنصيب‬

‫‪97‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اغبكومة ووزرائها‪ ،‬ورغم الفوز الساحق ؽبا اختتم النائب آيت أضبد بالدور‬
‫اؼبطاط للجمعية الوطنية مستقبال إف استمرت على ىذا اؼبنواؿ يف فبارسة‬
‫مهامها (‪.)4‬‬
‫كما أشار الباحث يفصح عبد القادر إىل خطاب الرئيس أضبد بن بلة‬
‫قبل تنصيب حكومتو ‪ ،‬وإمتثالو لربنامج طرابلس وتنفيذه إىل غاية مؤسبر‬
‫(ج‪.‬ت‪.‬و) متعهدا يف الوقت نفسو بإعادة اإلعمار واإلسكاف‪ ،‬والقضاء على‬
‫اؼبشاكل االجتماعية اعبمة اليت كانت صداع يف رأس أوؿ حكومة جزائرية‪،‬‬
‫وؿباولتها الستجابة لتطلعات الطبقات االجتماعية العريضة اليت تتطلب فريق‬
‫حكومي متجانس‪ ،‬والرغبة اؼبلحة للرئيس لتحقيق االشًتاكية اعبزائرية كما عرج‬
‫على تنصيب اغبكومة يف ؾبلس اعبمعية ‪ ،‬واليت حبسبو ربصلت على (‪)159‬‬
‫صوتا و ‪ 1‬ضد و‪ 19‬عضوا امتنعوا عن التصويت (‪.)5‬‬
‫إف ما ديكن التنبيو إليو أف الباحث الطاىر بن خرؼ اهلل قدـ إحصائيات‬
‫ؽبا فوارؽ مع اإلحصائيات اليت أوردىا كل من كوانت ‪ ،‬والتربيزي‪ ،‬وأنيس‬
‫صاحل‪ ،‬ويفصح إىل حد بعيد جدا فهو حيصى النتائج اآلتية ‪ )128( :‬صوتا‬
‫بالقبوؿ‪ ،‬و‪ 01‬صوت ضد و‪ 19‬امتنعوا عن التصويت‪ ،‬ويستطرد قائال أهنا‬
‫إحصائيات معتمدة من اعبريدة الرظبية العدد ‪ ،1962/3‬وىو ما يتناقض‬
‫وأعداد اعبريدة الرظبية اؼبتوفرة اليت يشَت فيها العدد الثالث إىل تاريخ انعقاد‬
‫اعبمعية التأسيسية واؼبؤرخة يف ‪ 1962/07/20‬والعدد عشروف إىل تاريخ‬
‫‪ .)6(1962/09/25‬وردبا يقصد أعدادا أخرى لشهري أكتوبر ونوفمرب من‬

‫‪98‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫نفس السنة‪ .‬واحملاجاة دبا صرح بو الرئيس بن بلة يف خطابو الوزاري األوؿ(‪، )7‬‬
‫وإعطاء سياقات لبعض األمثلة فبا قالو الرجل‪ ،‬وتطبيقو العكسي للسلطة بعدما‬
‫سبكن من إضفاء الشرعية التأسيسية على حكومتو‪.‬‬
‫ففيما خيص الدستور وحسب قناعتو الظرفية من مهاـ اجمللس الذي يتوىل‬
‫السيادة الوطنية‪ ،‬وعليو يقع وضع الدستور يستجيب ؼبصاحل الشعب اعبزائري‪،‬‬
‫وال دخل للحكومة يف وضعو بل وأضاؼ أهنا سوؼ تقف موقف اغبياد‪.‬‬
‫كما شكلت الثورة الدديقراطية الشعبية أىم األسس اليت تبٌت عليها جزائر‬
‫الصبغة االشًتاكية‪ ،‬وتنفيذ ما جاء بو برنامج طرابلس لتحقيق االستقالؿ بالبناء‬
‫والتشييد‪ ،‬واإلصالح الزراعي والصناعي وتوفَت األمن‪.‬‬
‫ومل خيف الرئيس بن بلة أضبد قواعد وأركاف دولتو ‪ .‬فاعبيش اؼبطالب‬
‫بتحقيق اؼبهاـ الشعبية واالقتصادية واإلدارية‪ .‬مث إف التسليم دبا جاء يف خطاب‬
‫الرئيس ال ينزع إىل الزعم أنو طبق قدرا يسَتا فبا جاء من مفاىيم إشًتاكية‬
‫فبيعة‪ .‬وسوؼ نرى فيما بعد مدى تدخالت اغبزب "اؼبكتب السياسي" يف‬
‫صالحيات اعبمعية التأسيسية ‪،‬ويتجلى ذلكفي اؼبناقشات غَت الدديقراطية‬
‫داخلها ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإف واقع القوة اليت يتطلبها الفريق اغبكومي غَت‬
‫متجانس أيديولوجيا يصور تباين التأييد الذي القاه من الفئات الرئيسية داخل‬
‫القيادة السياسية يف ذلك الوقت‪.‬‬
‫وىكذا ربالفت قيادة اعبمعية الوطنية ظرفيا ‪ ،‬والرئيس بن بلة والعقيد‬
‫بومدين من أجل التحكم على النظاـ السياسي للجزائر اؼبستقلة‪ .‬فكانت‬

‫‪99‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اؼبناصب الوزارية كما يف غَتىا يف بلداف العامل الثالث بعد حركات التحرير‬
‫شكلت لديها آلية توزيع اؼبناصب نوعا من أشكاؿ رد اعبميل على التأييد‬
‫السياسي لقيادة اؼبكتب السياسي ‪.‬خاصة أثناء صراعو مع اغبكومة اؼبؤقتة بعد‬
‫طرابلس إىل غاية ‪ ،1962/09/05‬فكانت التشكيلة اليت قادىا الرئيس‬
‫(‪)8‬‬
‫اؼبسؤوؿ األوؿ أضبد بن بلة على اؼبوافقة على اؼبسودة األخَتة ؽبا‬
‫إف ما ديكن مالحظتو على توليفة أوؿ حكومة جزائرية‪ ،‬وبعد اجتماع‬
‫التنصيب من طرؼ عباف اعبمعية الوطنية ليوـ ‪ ،1962/09/29‬واؼبتكونة من‬
‫السادة بن جلية عياش فبثل عبنة الشؤوف العامة وسبيحي ميسوـ فبثل اللجنة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬وحاج سعيد شريفي فبثل الشؤوف اؼبالية‪ ،‬ونظرا ؼبا جاء يف قرار‬
‫اعبمعية اػباص ليوـ ‪ 1962/09/26‬لتنصيب رئيس اغبكومة‪ ،‬والقرار‬
‫التأسيسي ليوـ ‪ 1962/09/28‬الذي وافقت فيو اعبمعية باألغلبية على‬
‫تنصيب اغبكومة األوىل للجمهورية اعبزائرية (‪.)9‬‬
‫كما أشار العدد األوؿ من اعبريدة الرظبية اؼبؤرخ يف ‪1962/10/26‬‬
‫البند اػبامس منها‪ ،‬مصادقة رئيس اغبكومة على تعيُت السادة وكالء اغبكومة‬
‫بتوقيع رئيس اغبكومة السيد أضبد بن بلة يوـ ‪ 1962/10/05‬على مدير‬
‫الديواف اغبكومة رحاؿ عبد اللطيف ورئيس الديواف ؿبمد اغباج إظباعُت‪،‬‬
‫ومستشارين تقنيُت لرئيس اغبكومة ومها ىَتيف بورج ‪ ،‬وبن زرفة ؾبدوب (‪.)10‬‬
‫إف اؼبالحظة األولية لتشكيلة أوؿ حكومة بعد اإلستقالؿ ىو وجود ‪17‬‬
‫وزيرا فعليا على رأس كل قطاع‪ ،‬ونائب رئيس اغبكومة السيد رابح بيطاط‪،‬‬

‫‪100‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫ورئيس اغبكومة أضبد بن بلة ومها التارخيياف الوحيداف يف أوؿ حكومة للجزائر‬
‫األوؿ شارؾ يف أشغاؿ ؾبموعة ‪ ،22‬مث صباعة (‪ )5‬مث ؾبموعة (‪ )6‬فمجموعة‬
‫(‪ ،)9‬وقائد الوالية الرابعة التارخيية ليلة انطالؽ أوؿ نوفمرب‪ ،‬والثاين لو شرؼ‬
‫وجوده يف الوفد اػبارجي بالقاىرة مع خيضر وآيت أضبد حسُت‪ ،‬وكذا عضو‬
‫يف ؾبموعة (‪ .)9‬باؼبقابل تواجد التارخيي اآلخر ؿبمد خيضر كأمُت عاـ‬
‫للحزب وعضو اؼبكتب السياسي فبا يوحي أف اغبكم والسلطة مل خيرج من‬
‫صباعة تلمساف دبشاركة اؼبؤيدين ؽبا واؼبقربُت من رئيس اغبكومة‪.‬‬
‫وعلى غرار الثوريُت مثل الليبَتاليُت أضبد بومنجل‪ ،‬والدكتور أضبد‬
‫فرانسيس يف اغبكومة وفرحات عباس البياين اؼبعروؼ على رأس اعبمعية‬
‫الوطنية‪ ،‬ومثل الشيوعيُت عمار أوزقاف‪ .‬كما أف تواجد زميل وصديق الرئيس‬
‫أضبد بن بلة أالا وىو ؿبمد صغَت نقاش متوافقا يف تكوينو الفكري واألطروحة‬
‫األيديولوجية اؼباركسية الراديكالية للرئيس أضبد بن بلة (‪ .)11‬وؿبمد خبزي وزير‬
‫التجارة والتاجر الثري بالعاصمة‪ ،‬والعقيد ؿبمدي السعيد الثوري وقائد الوالية‬
‫الثالثة التارخيية بعد مؤسبر الصوماـ أوت‪ 1956‬إىل غاية جويلية ‪ 1957‬كوزير‬
‫لقدماء احملاربُت‪ ،‬والراديكاليُت بومعزة وبن تومي‪ ،‬ويالحظ أف تصنيف األخَتين‬
‫بالراديكاليُت (‪ ، )12‬ومها اللذين كانا معتدلُت إصالحيُت قبل تفجَت الثورة‬
‫وربت لواء اؼبركزين قد أوقع ‪ -‬إف صح القوؿ ‪ -‬الباحث والسفَت األمريكي‬
‫باعبزائر ولياـ كوانت يف ورطة التصنيفات العديدة‪ ،‬ؿباوال إسقاطها على قيادة‬
‫الثورة بُت ‪ ،1968-1954‬واؼبثقفُت طبيسيت ‪ ،‬وبن ضبيدة‪ ،‬وؿبمد اغباج‬

‫‪101‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫ضبو دوف انتماء حزيب‪ ،‬ومثل العلماء (توفيق اؼبدين) وهبؤالء الًتكيبة أكد الرئيس‬
‫بن بلة سلطتو كقائد سياسي للبالد‪ .‬ومثل العقيد بومدين القيادة العسكرية‬
‫للجيش الوطٍت الشعيب وكانت ألنصاره أماكن تواجدىم يف الوزرات السيادية‪:‬‬
‫الداخلية أضبد مدغري‪ ،‬والرائد عبد العزيز بوتفليقة وزيرا للشباب والرياضة‪،‬‬
‫واػبليفة لعروسي الصناعة والطاقة ‪،‬وموسى حساين وزيرا الربيد واؼبواصالت‬
‫(‪.)13‬‬
‫وقد شددت القيادة اعبديدة على إعادة تنظيم واسعة للقوى السياسية‬
‫والعسكرية بعد االستقالؿ ومل يبق من القيادة السياسية أثناء اغبرب التحريرية‪،‬‬
‫واؼبمثلُت للحكومة اؼبؤقتة للثورة اعبزائرية سوى عنصرين ومها توفيق اؼبدين وأضبد‬
‫فرانسيس‪.‬‬
‫ومن الوزراء السبعة عشرة حضي أحد عشر وزيرا خبربة وذبربة سابقة ‪.‬‬
‫فأضبد فرانسيس وزيرا للمالية يف اغبكومة اؼبؤقتة السابقة‪ ،‬وأضبد توفيق اؼبدين‬
‫وزيرا لألوقاؼ يف نفس اغبكومة ‪ ،‬وخليفة لعروسي اؼبهندس الزراعي ودوف‬
‫انتماء حزيب مديرا لديواف وزارة التسليح واؼبواصالت العامة أثناء الثورة التحريرية‬
‫‪ ،‬وؿبمد حاج ضبو احملامي ومستشارا بديواف وزارة اإلعالـ باغبكومة اؼبؤقتة‪،‬‬
‫وؿبمد طبيسيت الطالب بكلية الطب يف فرنسا ‪ ،‬والعضو الناشط يف حركة‬
‫انتصار اغبريات الدديقراطية سابقا وعضوا دبكتب (ج‪.‬ت‪.‬و) بفرنسا‪ ،‬وأضبد‬
‫بومنجل احملامي والقيادي يف االرباد الدديقراطي للبياف اعبزائري‪ ،‬وعضوا باجمللس‬
‫الوطٍت للثورة اعبزائرية والناطق الرظبي بإسم صباعة وجدة مث تلمساف أثناء أزمة‬

‫‪102‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫صيف ‪ ،1962‬وبن ضبيدة الذي ربصل على ثقافة يف اؼبستوى وباللغتُت‬


‫الفرنسية والعربية‪ ،‬وؿبمد صغَت نقاش الطبيب اؼبعروؼ يف جيش التحرير‬
‫الوطٍت‪ ،‬وىواري بومدين عقيدا وقائدا ؽبيئة األركاف على اغبدود ‪-1960‬‬
‫‪ 1962‬دوف انتماء حزيب وأضبد مدغري دبستوى بكالوريا رياضيات ومعلم‬
‫ودوف انتماء حزيب عضوا بقيادة األركاف الغربية ‪،‬والعضو الفاعل يف صباعة‬
‫وجدة وتلمساف‪ ،‬والعقيد ؿبمدي السعيد خريج زاوية ومعلم قرآف‪ ،‬ودوف انتماء‬
‫حزيب قائدا للوالية التارخيية الثالثة بعد خروج كرًن بلقاسم إىل تونس ومنها إىل‬
‫القاىرة (‪.)14‬‬
‫وديكن يف األخَت توضيح ‪،‬ولو جزئى يسَت من اؼبسار الثقايف والتعليمي‬
‫كظاىرة مسحية لنخبة اغبكومة األوىل للجمهورية اعبزائرية بعد اإلستقالؿ ‪،‬‬
‫واليت مشلت اؼبستوى (اإلبتدائي لثالثة وزراء أضبد بن بلة‪ ،‬وبيطاط‪ ،‬وبومعزة )‬
‫والثانوي (بومدين بوتفليقة) ‪ ،‬والبكالوريا مهنة معلم (أضبد مدغري) ومستوى‬
‫ثقايف ؿبدود خارج اؼبدارس النظامية (ؿبمدي السعيد)‪ ،‬وتوفيق اؼبدين عضو‬
‫اعبمعية اإلصالحية الكاتب والصحفي واؼبؤرخ‪ ،‬واعبامعيُت (عمار بن تومي‪،‬‬
‫وؿبمد طبيسيت‪ ،‬وأضبد فرانسيس‪ ،‬وعمار أوزقاف‪ ،‬وخليفة لعروسي‪ ،‬وأضبد‬
‫بومنجل‪ ،‬وؿبمد صغَت نقاش‪ ،‬وؿبمد حاج ضبو) (‪.)15‬‬
‫ومن القيادات السلطة الوزراء وأيضا من كاف وراء زنزنات السجوف‬
‫الفرنسية ‪ ،‬ويأيت على رأسهم ( بن بلة الرئيس ونائبو األوؿ رابح بيطاط‪ ،‬وبشَت‬
‫بومعزة‪ ،‬وعبد الرضبن بن ضبيدة ) فبا إنعكس على قباحهم يف قيادة الشؤوف‬

‫‪103‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اإلدارية للحكومة اعبزائرية‪ ،‬كما روعي يف توزيع اؼبناصب الوزارية التمثيل‬


‫اعبهوي النسيب ؼبناطق انتمائهم اعبغرايف للوطن(‪ .)16‬فكانت قسنطينة مسقط‬
‫رأس سبعة وزراء (رابح بيطاط بومدين‪ ،‬أضبد فرانسيس ‪ ،‬لعروسي خليفة‪،‬‬
‫عمار بن تومي‪ ،‬بومعزة‪ ،‬موسى حساين) ‪ ،‬ووىراف بستة وزراء ( أضبد بن بلة ‪،‬‬
‫وأضبد مدغري‪ ،‬وبوتفليقة عبد العزيز‪ ،‬وؿبمد صغَت نقاش‪ ،‬وؿبمد طبيسيت‪،‬‬
‫وؿبمد حاج ضبو )‪ ،‬وأربعة وزراء من العاصمة والقبائل ( عمار أوزقاف‪ ،‬ؿبمدي‬
‫السعيد‪ ،‬أضبد بومنجل‪ ،‬عبد الرضبن بن ضبيدة )‪.‬‬
‫‪ -1‬الخيار االشتراكي والتسيير الذاتي لحكومة الرئيس أحمد بن بلة ‪:‬‬
‫ورثت اغبكومة اعبزائرية حالة اقتصادية ومشاكل اجتماعية كًتكة‬
‫استعمارية‪ ،‬وأصبح بعضها ذا طابع بنيوي‪ .‬فإضافة إىل سقوط أكثر من مليوف‬
‫ونصف مليوف من شهداء للثورة التحريرية بُت ‪،1962-1954‬وإجبار حوايل‬
‫ثالثة ماليُت شخص على االنتقاؿ من مساكنهم إىل مرابع ذبميع (ؿبتشدات‪،‬‬
‫معتقالت سجوف) فرنسية‪ ،‬قابعُت ربت ظروؼ إجتماعية صعبة من أجل‬
‫عزؽبم عن (ج‪.‬ت‪.‬و)‪ .‬كما يوجد طبس مائة ألف (‪ 500‬ألف) الجئ يف‬
‫تونس واؼبغرب ‪ ،‬ونزوح أكثر من مليوف ونصف اؼبليوف شخص كبو اؼبدف ‪.‬‬
‫يضاؼ إليها ‪ 400‬ألف معتقل سياسي‪ ،‬و‪ 400‬ألف ىاجر إىل فرنسا(‪.)17‬‬
‫إف الًتكة االستعمارية مل تكن أثارىا تستدعي حزـ اغبكومة وفقط‪ ،‬بل‬
‫كاف وقعها على الشعب اعبزائري أشد نظرا للظروؼ اؼبعيشية القاسية‪ ،‬ومعاناة‬
‫سوء التغذية تزداد يوما بعد يوـ‪ ،‬وقد خلفت اػبسائر اؼبادية الكبَتة اليت سببها‬

‫‪104‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اعبيش الفرنسي مشاكل خطَتة أثناء فًتة الكفاح اؼبسلح فمسح وقنبلة شبانية‬
‫آالؼ بلدة وآالؼ القرى‪ ،‬وحرؽ مئات اآلالؼ من اؽبكتارات من الغابات‬
‫ونقصاف عدد رؤوس اؼباشية اليت أصبح عدد الرؤوس فيها ال تتعدى ثالثة‬
‫ماليُت رأس بعد ما كانت أكثر من ‪7‬ماليُت عشية إنطالؽ الثورة ‪ ،‬يضاؼ‬
‫إليها ـبلفات وإنعكاسات خطي شاؿ وموريس‪ ،‬واليت استمرت آثارىا السلبية‬
‫على األفراد واعبماعات ‪ ،‬ومكونات اجملتمع اعبزائري حىت بعد االستقالؿ(‪.)18‬‬
‫وديكن اإلشارة يف هناية ىذا اؼبدخل اؼبتعلق هبذا العنصر إىل األعماؿ‬
‫اإلجرامية اليت قامت هبا منظمة اعبيش السري الفرنسي يف اعبزائر أين ارتكبت‬
‫أعماؿ وحشية ضد اعبزائريُت والفرنسيُت على حد سواء‪ .‬غَت أهنا كثفت‬
‫عملياهتا اإلرىابية عشية انطالؽ اؼبفاوضات اعبزائرية الفرنسية‪ ،‬وبلغ عدد‬
‫ضحاياىا ‪ 100‬ألف قتيل حىت شهر جويلية ‪ ،1962‬ومل تتوقف عن نشاطها‬
‫اإلرىايب إالا يف ‪ 1962/06/17‬إثر اتفاؽ شوقي مصطفاي وجاؾ سيزيٍت‬
‫لتوقيف أعماؿ اؼبنظمة اإلرىابية الفرنسية (‪.)19‬‬
‫إف ما ديكن الوصوؿ إليو يف ىذا الصدد أف الوضعية االقتصادية‬
‫واالجتماعية للجزائريُت كانت قاسية جدا يضاؼ إليها تراكمات أزمة صيف‬
‫‪ 1962‬ونتائجها‪ ،‬ووجود ىيئة قيادية مؤقتة جديدة ذات ظبة استعمارية‬
‫جديدة ‪،‬وربت لوائها قوة قوامها ‪ 50‬ألف رجل كلها عوامل سامهت يف خلق‬
‫سباؽ شاؽ لإلستيالء على السلطة السياسية بُت القيادة الثورية ‪ ،‬وبإسم‬
‫"الشرعية الثورية"‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫وىكذا سبخضت عن ىذه الوضعية اإلسراع واؼببادرة بإنشاء مؤسسات‬


‫جزائرية كجمعية وطنية تأسيسية ‪ ،‬وحكومة جزائرية أوىل رغم تأخرمها عن‬
‫اؼبوعد احملدد قبل هناية الفًتة االنتقالية للثورة اعبزائرية ‪.1962/09/20‬‬
‫وأشارت الباحثة الدكتوراه مغنية األزرؽ أف اؼبساحة اؼبهجورة بعد إعالف‬
‫االستقالؿ بلغت مليوف ىكتار‪ ،‬وسبع مئة مشروع صناعي (وحدات صناعية)‬
‫ربت ضباية العماؿ الريفيُت واغبضريُت يف مواجهة أعماؿ التخريب اليت تقوـ هبا‬
‫منظمة اعبيش السري الفرنسي‪ ،‬وأخذ ىؤالء العماؿ على عاتقهم مسؤولية‬
‫اإلدارة اػباصة للمنشآت الصناعية والزراعية يف ظل الفراغ اغباصل يف السلطة‬
‫السياسية خاصة وأهنا كانت منشغلة بالصراع على السلطة من جانب ‪ ،‬ومن‬
‫جانب آخر كاف شطر منها يف سباؽ مع الزمن للقضاء على األعماؿ اإلرىابية‬
‫للمنظمة الفرنسية (‪.)20‬‬
‫ويتوافق ما ذىبت إليو الباحثة مغنية األزرؽ وما توصل إليو األستاذ‬
‫الباحث عبد العايل دبلة أف البدايات األوىل للتسيَت الذايت كانت تلقائية‪،‬‬
‫وبقدر عدـ اتضاح نية الكولوف من اؽبجرة خوفا من أعماؿ التخريب للتنظيم‬
‫االرىايب الفرنسي وردود أفعاؿ (ج‪.‬ت‪.‬و) من البناء االقتصادي واالجتماعي‬
‫للجزائر والفراغ الكبَت يف اؽبيكل االقتصادي اعبزائري ورحيل اإلدارة‬
‫االستعمارية فبا جعل الفالحُت والعماؿ يقوموف تلقائيا من تسيَت الوحدات‬
‫االنتاجية حىت ال يتوقف اإلنتاج (‪.)21‬‬

‫‪106‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫إف الذي يهمنا يف ىذا العنصر أف العماؿ عقدوا العزـ على خلق واقع‬
‫جديد‪ ،‬وربت ضغط الصعوبات االقتصادية واالجتماعية استولوا على اؼبزارع‬
‫وشكلوا إدارات ذاتية للمزارع واؼبصانع وبالتزكية من األطراؼ العسكرية اليت‬
‫رأت ضرورة اؼببادرة العاجلة ألجل القضاء على ظاىرة الفقر غَت أهنا اصطدمت‬
‫بفعلها ىذا بالتنظيم العمايل النقايب اعبزائري وظاىرة الربجوازية الصغَت اليت‬
‫أصبحت تؤمن بقدراهتا يف إدارة مؤسساهتا ذاتيا (‪.)22‬‬
‫وىكذا توافقت رغبة العماؿ بإصدار اغبكومة اعبديدة ؼبرسوـ ‪02/62‬‬
‫يف ‪ 1962/10/22‬تتعلق مواده الثمانية بكيفية استغالؿ عباف اإلدارات‬
‫الذاتية اليت ال يتعدى أعضاؤىا عشرة عماؿ فاؼبواد األوىل والثانية‪ ،‬والثالثة‬
‫متعلقة بتطبيق قرارات ‪ 1962/08/24‬اليت أصدرهتا اؽبيئة االنتقالية اليت أقرت‬
‫بشغور اؼبمتلكات اؼبهجورة مع كيفية إعادة إحياء تشغيلها إىل حُت عودة‬
‫مالكها‪ ،‬أما اؼبواد اػبمسة الباقية تتعلق بكيفيات اؽبيئات اؼبخولة لتطبيقها‬
‫وعلى رأسها وزارة الفالحة واإلصالح الزراعي(‪.)23‬‬
‫أما اؼبرسوـ الثاين ‪ 03/62‬اؼبؤرخ يف ‪ ، 1962/10/23‬واؼبتعلق‬
‫بالتحويالت واؼببيعات واإلجيارات اػباصة باؼبمتلكات اؼبهجورة‪ ،‬وحيتوي على‬
‫ستة مواد واليت أكدت يف ؾبملها ضباية العقارات واؼبمتلكات اؼبهجورة حىت‬
‫يفصل فيها التشريع القانوين‪ .‬كما أبرزت اؼبادة ‪ 4‬منها – مثال ال حصرا‪-‬‬
‫مسؤولية الدولة يف تقدًن اؼبعونات واالقًتاحات الفنية واؼبالية‪ ،‬وزبضع أصوؿ‬
‫الشركة إىل ربكم الدولة ويف حالة عودة اؼبالك اغبقيقي فالوزارات اآلتية ىي‬

‫‪107‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اؼبكلفة باألمر حينئذ (اؼبالية‪ ،‬والداخلية‪ ،‬والعمل‪ ،‬والفالحة‪ ،‬والصناعة والتجارة‬


‫) (‪.)24‬‬
‫وتفسر اؼبادتُت ‪ 6‬و‪ 7‬من اؼبرسوـ اؼبؤرخ يف ‪ 1962/10/22‬سلطة‬
‫الدولة يف تسيَت الوحدات الزراعية الكربى ‪ ،‬وىو ما أعطى الضوء األخضر‬
‫للجيش يف التدخل فيها‪ ،‬وبالضبط يف سهل متيجة وىو ما يفسر ويؤكد‬
‫التناقض يف إدارة األعماؿ يف تلك اؼبزارع واؼبصانع من جهة ‪ ،‬ورغبة الدولة يف‬
‫االمتالؾ أدى آليا إىل إلغاء قرارات التسيَت الذايت كواقع جديد فرضتو ظروؼ‬
‫استقالؿ اعبزائر‪ .‬وتعزز اؼبرسومُت السالفُت دبشروع قرار ‪ 38/62‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 1962/11/23‬متعلق بلجاف اؼبؤسسات الصناعية وتسيَتىا ‪ ،‬وحيتوي أيضا‬
‫على ‪ 6‬ستة مواد والذي يقرر يف مادتيو ‪ 1‬و‪ 2‬كيفية تشكل عبنة اإلدارة‬
‫الذاتية‪ ،‬واؼبادة الثالثة تطرقت للجمعية العامة اليت تقررىا الوزارة ‪ ،‬وتقوـ الدولة‬
‫بتقدًن االقًتاحات واؼبعونات للجنة اؼبسَتة يف ؾباؿ اؼبراقبة الفنية واؼبراقبة اؼبالية‪،‬‬
‫أما اؼبادتُت ‪ 5‬و‪ 6‬سبنح للعماؿ حق االستغالؿ يف إطار تلك اللجاف اؼبرتبطة‬
‫مباشرة بالدولة (‪.)25‬‬
‫ىذه القرارات الرظبية اليت ال تتوافق شكال ومضمونا مع ما صرح بو‬
‫الرئيس بن بلة يف حديثو للصحفي روبَت مَتؿ من أف اؼبستثمرات اليت أفبت ‪-‬‬
‫وكما كانت أمالؾ الدولة‪ -‬أصبحت مهمة تسيَتىا للعماؿ الذين أوكلت ؽبم‬
‫مهمة إنتخاب من يكوف اؼبسؤوؿ عنهم‪ ،‬وال تتدخل الدولة إاال يف عملية‬
‫اإلنتاج بصفتها اؼبستشار واؼبنظم اؼبفوض(‪.)26‬‬

‫‪108‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫وحبلوؿ سنة ‪ 1963‬أصبح القطاع اؼبسَت ذاتيا‪ ،‬أو الفًتة احملرجة‬


‫لالشًتاكية كما عرب عنها الدكتور أضبد بعلبكي يف دراستو حوؿ اؼبسألة الزراعية‬
‫يف اعبزائر‪ ،‬واليت رأى فيها أهنا اشًتاكية ؿبرجة لبعض األطراؼ يف السلطة‬
‫خاصة يف صيغتها الثانية أي تسيَت اؼبزارع واؼبصانع باالشًتاؾ مع العماؿ يف‬
‫التسيَت واألرباح‪ ،‬وىكذا كاف تدخل السياسة الدائم كمشكل سياسي ونظري‬
‫أعاؽ نوعا ما كانت تتمناه السلطة الثورية (‪.)27‬‬
‫قلنا أنو ومع سنة ‪ 1963‬أصبح قطاع التسيَت الذايت ديثل تقريبا نصف‬
‫ما كاف ديتلكو األوربيُت وأصبح يضم ‪ 782‬ألف ىكتار من األراضي الزراعية‬
‫مقسمة على وحدات إنتاجية تبلغ وحدة اؼبؤسسة فيها ‪ 100‬ىكتار ‪ ،‬و‪300‬‬
‫ألف من األراضي اؼبسًتحية‪ ،‬وحوايل ‪ 200‬ألف ىكتار تضم وحدات إنتاجية‬
‫تقل مساحتها عن ‪ 100‬ىكتار(‪.)28‬‬
‫وىكذا أصبح التسيَت الذايت كميكانيزـ إلقباح االشًتاكية يف اعبزائر فهو‬
‫أسلوب لتطوير اإلنتاج من جهة ‪،‬ويقضي بدوره على الفقر والبطالة اليت ىي‬
‫نتاج النظاـ الرأظبايل الذي ساد اعبزائر لفًتة تزيد عن ‪ 132‬سنة وأزبذ يف‬
‫البداية ‪ -‬كما قلنا‪ -‬الشكل العفوي مث ربوؿ إىل إجراءات سياسية يف شكل‬
‫مراسيم يف أكتوبر ونوفمرب ‪ ،1962‬وردبا يرجع ذلك إىل مستشاري الرئيس بن‬
‫بلة أضبد اؼباركسيُت دوف الغفلة عن عمل الرئيس اؼبتواصل يف البحث عن‬
‫التأييد األوساط القاعدة الشعبية‪ ،‬وسندا لو ؼبواجهة القوة اؼبتصاعدة للجيش‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫دعمت السلطة السياسية نفسها إشرافا وتنظيما على عملية التسيَت‬


‫الذايت بإصدارىا مرسوـ ‪ 88/63‬اؼبؤرخ يف ‪ 1963/03/18‬ومواده (‪)16‬‬
‫الستة عشرة‪ ،‬وؾبملها تتعلق بالتعريف باألمالؾ الشاغرة وعلى أساس تلك‬
‫التعريفات ضمنتها أهنا ملكية مهجورة‪ ،‬واؼبرسوـ ‪ 95/63‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ 1963/03/22‬ودبواده (‪ )16‬أيضا‪ ،‬واؼبتعلق بتنظيم اؼبؤسسات وكيفية‬
‫تسيَتىا ذاتيا خاصة اؼبؤسسات الصناعية واؼبنجمية والصناعات التقليدية‪،‬‬
‫واألراضي الزراعية الشاغرة‪ .‬أما اؼبرسوـ ‪ 98/63‬اؼبؤرخ يف ‪1963/03/28‬‬
‫وحيتوي على عشرة (‪ )10‬مواد وحيدد كيفية استغالؿ مؤسسات ومستثمرات‬
‫التسيَت الذايت(‪.)29‬‬
‫وتسارع نشاط الدولة من خالؿ ىذه اؼبراسيم كإعطاء صيغة مزارع الدولة‬
‫وعالقتها دبزارع اؼبستغلة ذاتيا ‪،‬واليت تنعتها بعض األدبيات (‪ )30‬باؼبزارع الشعبية‪،‬‬
‫وخلصت إىل أف الصيغة يف اؼبزارع الثانية كانت أكثر أمهية إىل اؼبزارع يف الصيغة‬
‫األوىل ‪ ،‬وذلك راجع إىل أسباب عدة منها أف مزارع الدولة ال تتناسب والواقع‬
‫االجتماعي واالقتصادي للجزائر ألف مشكلة اعبزائريُت مل تكن مشكلة‬
‫اقتصادية بل ىي اجتماعية ويعٍت ذلك إجياد حل ؼبشكلة اػبماسُت‪،‬‬
‫والفالحُت‪ ،‬ونظاـ التويزة ‪ ،‬وأيتاـ اغبرب‪ ،‬وسواعد الرجاؿ البطالُت‪ .‬وكذا عملية‬
‫التكلفة الباىظة ؼبزارع الدولة فاإلطارات الفنية الالزمة لرعاية التقسيم األفضل‬
‫للعمل وإجياد إدارة مركزية قادرة على تسيَت الوحدات اإلنتاجية والفنية‪ ،‬ومراقبة‬
‫التخطيط اؼبركزي‪ ،‬وبالتايل رباسب على أساس وحدات اقتصادية عامة‪.‬‬

‫‪110‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫إف التوافق اغباصل بُت ضروريات اغبياة االقتصادية واالجتماعية‬


‫للمجتمع اعبزائري‪ ،‬وربديد اػبيارات السياسية جوىرىا التسيَت الذايت كبنية‬
‫ىيكلية ىرمية إلقامة ىذا النظاـ اعبديد قد حددتو مواد اؼبرسومُت رقم‬
‫‪ 95/63‬الصادر يف ‪، 1963/03/22‬واؼبرسوـ رقم ‪ 98/63‬الصادر يف‬
‫‪ 1963/03/2‬والذي أقر اؼبكونات اؽبيكلية للمؤسسة الصناعية واؼبنجمية‬
‫والزراعية الشاغرة اليت تسَتىا اؽبيئات‪ .‬منها اعبمعية العامة للعماؿ وؾبلس‬
‫العماؿ‪ ،‬وعبنة تسيَت اإلدارة الذاتية واؼبدير ‪،‬وتقرر ىذه اؽبيئات على ضوء ما‬
‫جاء يف (اؼبادة ‪ )1‬من اؼبرسوـ األوؿ(‪.)31‬‬
‫فاعبمعية العامة للعماؿ واليت يطرحها اؼبرسوـ من اؼبادة الثانية إىل اؼبادة‬
‫التاسعة ؽبا حق ربديد عدد أعضاء اعبمعية معنويا و(اؼبادة ‪ )02‬تشًتط أف‬
‫يكوف سن اؼبرشح يفوؽ ‪ 18‬سنة‪ ،‬وأف يكوف جزائري اعبنسية وأف ال ينقطع‬
‫عن العمل ؼبدة ستة أشهر (اؼبادة ‪ ،)03‬كما ديكن عبمعية العماؿ االنعقاد من‬
‫قبل ؾبلس العماؿ أو عبنة التسيَت يف كل ثالثة أشهر‪ ،‬وتقوـ اعبمعية العامة‬
‫للعماؿ مقاـ اجمللس يف اؼبؤسسات وأماكن االستثمار اليت ال يبلغ عدد العماؿ‬
‫فيها ثالثُت عامال (اؼبادة ‪.)32()08‬‬
‫ويف الباب الثاين تناوؿ ؾبلس العماؿ من اؼبادة (‪ )10‬إىل اؼبادة (‪ )14‬يف‬
‫اؼبرسوـ بنية اجمللس اؼبتكوف على األكثر على (‪ )100‬مئة عضو‪ ،‬ويكوف اغبد‬
‫األدىن عشرة عماؿ (اؼبادة ‪ ،)10‬وينتخب ؼبدة ثالث سنوات وجيدد انتخاب‬
‫ثلثهم كل سنة (اؼبادة ‪ )12‬كما جيتمع ؾبلس العماؿ مرة على األقل بقرار من‬

‫‪111‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫عبنة التسيَت إال أنو ديكن عقد اجتماع استثنائي بطلب من ثلث األعضاء‬
‫(اؼبادة‪ )13‬ويقوـ أيضا بقبوؿ‪ ،‬أو رفض األعضاء اعبدد كما ينتخب ويراقب‬
‫عبنة التسيَت(‪.)33‬‬
‫أما عبنة التسيَت اليت جاء تفسَت سياقها ابتداء من (اؼبادة ‪ )15‬وتنتهي‬
‫(باؼبادة ‪ )19‬وتضم اللجنة ما بُت ثالث وأحد عشرة عضوا منتخبُت من طرؼ‬
‫ؾبلس العماؿ‪ ،‬وتعُت رئيسا ؽبا كل سنة من بُت أعضائها كما جيرى ذبديدىا‬
‫كل سنة عند هناية اؼبدة االنتخابية (اؼبادة ‪ ،)15‬وتتوىل مهاـ التسيَت ورسم‬
‫ـبطط التنمية للمؤسسة‪ ،‬وهتيئة الربامج السنوية للتجهيز واإلنتاج وترويج‬
‫التجارة‪ ،‬وإعداد اؼبقررات اػباصة بالعماؿ لتوزيع اؼبسؤوليات (اؼبادة‪ )16‬كما‬
‫يتوىل اؼبدير إدارة مناقشات عبنة التسيَت أثناء االجتماعات (اؼبادة ‪.)34()19‬‬
‫أما اؼبواد (‪ )22( ،)21( ،)20‬كلها مواد متعلقة باؼبدير اؼبمثل الرئيسي‬
‫للدولة داخل اؼبؤسسة أو ؿبل االستثمار ويسهر على السَت اليومي ؽبا‪ ،‬وينظر‬
‫يف حسابات اؼبؤسسة (اؼبادة ‪ )20‬ولو كل اغبقوؽ يف عبنة التسيَت إالا أف‬
‫صوتو استشاري (اؼبادة ‪ ،)21‬كما ال ديكن عزلو من وظيفتو كمدير إال عند‬
‫ارتكاب خطأ كبَت‪ ،‬أو عدـ كفاءتو‪ ،‬أو عندما يسحب اجمللس البلدي اػباص‬
‫بإنعاش التسيَت الذايت موافقتو منو (اؼبادة ‪ ،)22‬وىو الباب الفرعي اؼبتعلق‬
‫باؼبدير(‪.)35‬‬
‫إف الغموض النظري يف اؼبراسيم كانت ؽبا إنعكاسات حبكم أصولو‬
‫وجذوره ‪ .‬ومن حيث أنو وجو بالتحديد دور الربجوازية التجارية والزراعية‬

‫‪112‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫وذبميع العماؿ والفالحُت حوؿ سلطة اغبكم اعبديدة‪ ،‬ومل تطبق حىت يف‬
‫صورهتا الناقصة فعدـ معرفة العماؿ والفالحُت للمراسيم(‪ )36‬كانت تقريبا‬
‫بالشكل اؼبطلق نظرا ألهنا جاءت نصوصها باللغة األجنبية (الفرنسية)‪ ،‬وحىت إذ‬
‫كانت باللغة العربية فاعبزائريوف حالتهم العامة بعد االستقالؿ كحالتهم‬
‫اإلجتماعية البائسة ‪ ،‬وبالتايل كانت معرفتهم للعربية يوازي إف مل نقل أدىن‬
‫مستوى من معرفتهم للفرنسية‪.‬‬
‫كما أف التسيَت الذايت الذي أوجدتو الدولة‪ ،‬ورظبت لو حدود قباحو ‪.‬‬
‫أو فشلو من خالؿ تركيز السلطة اإلدارية العامة للمؤسسة يف شخص اؼبدير‬
‫كما امر معنا يف اؼبواد (‪ ،)22( )21( )20‬وسلطتو اؼبطلقة وعالقتو باجمللس‬
‫البلدي اؼبخوؿ لو قانونا تعيُت رئيس اؼبؤسسة اؼبسَتة ذاتيا (اؼبادة ‪،)37( )24‬‬
‫وانعكس ذلك يف بروز ظاىرة البَتوقراطية (‪ . )38‬فبدؿ التوجيو واؼبراقبة وكيفية‬
‫اإلنتاج والتوزيع من أجل توعية الفالحُت أدت النقاشات النظرية إىل نقد‬
‫الربجوازية دوف تفسَت جهود الطبقات الكادحة‪ ،‬بل كانت العملية عبارة عن‬
‫خطابات سياسية وقياس ؼبعيار مدى الوالء السياسي ػبيارات السلطة القائمة‪.‬‬
‫وردبا ليس يف ىذا الطرح أي وجو للغرابة إذا ما أكدنا أف الشروط‬
‫األساسية لعضوية العامل بقيت باىتة وغامضة‪ ،‬فال فرؽ بُت العامل الدائم‬
‫والعامل اؼبوظبي‪ ،‬كما أف الفروؽ بُت ملكية اؼبزارع التابعة للدولة أـ إف ملكيتها‬
‫تعود للعماؿ ! ‪.‬واؼبؤكد أف ىذا الطرح األخَت غَت موجود أصال (‪.)39‬‬

‫‪113‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫يضاؼ إليها تدخالت اؼبدير اؼبوايل للوزارة اليت عينتو مباشرة‪ ،‬مهمشا يف‬
‫ذلك دور اعبمعية العامة اليت ال سبتلك سلطة ازباذ القرار رغم أهنا اؽبيئة الرئيسية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وأصبح الدور الذي رظبو اؼبرسوـ اؼبؤرخ يف ‪ 1963/03/25‬للمدير‬
‫أقوى من اعبمعية واليت نادرا ما تعقد صبعياهتا العامة السنوية(‪ ،)40‬ويذىب أضبد‬
‫بعلبكي يف ربليلو أف ربالف الطبقة العامة والربجوازية الصغَتة داخل خيارات‬
‫الدولة اليت عقبت بناء الدولة بعد االستقالؿ قد عصفت باألسس اؼبشًتكة‬
‫النتقاؿ وربقيق االشًتاكية‪ ،‬وضرب مرتكزات ىيمنة الربجوازية الرأظبالية فالصراع‬
‫البيٍت يف مؤسسات التسيَت الذايت كاف على أشده بُت ؿباربة الربجوازية وميالد‬
‫برجوازية الدولة "اؼبدير" كممثل للسلطة القائمة‪ ،‬وىكذا برزت رأظبالية الدولة‬
‫كمرحلة ال بد منها لتنمية القدرات الذاتية واؼبوضوعية للطبقات ذات اؼبصلحة‬
‫لتحقيق االشًتاكية‪ ،‬غَت أف ىذه النتيجة يف األخَت أدت إىل زيادة ضعف‬
‫الطبقة العاملة‪ ،‬ولصاحل الدولة ومل ديس الربجوازية بشيء(‪.)41‬‬
‫بينما يرى السيد رئيس اغبكومة وصاحب القرارات ومراسيم مارس‬
‫‪1963‬بأف "البالد انفجرت أفراحا يف طوؿ البالد وعرضها‪ ،...‬إف األرض‬
‫تعود للذين يكدحوف فيها‪ ،‬واعبزائر سبشي خطوة حاظبة يف طريق‬
‫االشًتاكية‪ ،...‬بفعل قرارات مارس اليت أصدرهتا حكوميت‪ ،‬واليت أفبت اعبزء‬
‫األعظم من اؼبلكيات العقارية‪ ،...‬مث كاف اػبطر الذي يؤرؽ رئيس اغبكومة ىو‬
‫حلوؿ مالؾ جزائريُت أكثر غٌت من أسالفهم الفرنسيُت‪ ،‬وشكلوا برجوازية أىلية‬
‫أبقت اعبماىَت الكادحة غارقة يف بؤسها‪ ،‬فبا اضطر حكومتو إىل تأميم‬

‫‪114‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫الفنادؽ‪ ،‬واؼبطاعم‪ ،‬واؼبقاىي"(‪ ،)42‬وإذا كانت اؼبرحلة األوىل من دخوؿ اعبزائر‬


‫يف االشًتاكية على ضوء قرارات مارس ‪ 1963‬على مستوى التنظَت مل تكن‬
‫باؼبشكل بالنسبة للسلطة اغباكمة‪ .‬بل كانت قيمة مضافة للمؤسسات القائمة‬
‫‪ ،‬ويف مقدمتها اؽبيئة الوطنية لإلصالح الزراعي اؼبنشأة ربت مرسوـ ‪90/63‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪ 1963/03/18‬وربت إشراؼ وزارة الفالحة بقيادة عمار أوزقاف‬
‫(‪.)43‬‬
‫وأوكل ؽبذه الدائرة الوزارية حق اإلشراؼ والوصاية على الشركات الزراعية‬
‫لإلحتياط اليت أسست يف العهد االستعماري‪ ،‬وأصبحت تسمى دبراكز‬
‫التعاونيات اإلصالح الزراعي ‪ ،‬وتقوـ خبدمات التسليف القصَت األجل‪،‬‬
‫والتجهيز والتسويق‪ ،‬وصندوؽ اغبصوؿ على اؼبلكية واغبيازة الزراعية ومراكز‬
‫تعاونيات إلستخداـ العتاد الزراعي‪ ،‬ويبقى تقرير وإشراؼ ىذه اؽبيئات ترجع‬
‫إىل اؽبيئة الوطنية لإلصالح الزراعي‪ ،‬وعلى كافة الوحدات االنتاجية اؼبسَتة ذاتيا‬
‫للزراعة(‪ ،)44‬وإختصت شركات أخرى وبإشراؼ اؽبيئة الوطنية على تكييف‬
‫مؤسسات أعيدت ىيكلتها إظبيا بعدما كانت قائمة قبل االستقالؿ كاؽبيئة‬
‫اعبزائرية اؼبشًتكة للحبوب واؽبيئة الوطنية للتسويق ومهمتهما ضبط عملية‬
‫التسويق اؼبنتوج ‪،‬وتتوسط من أجل إصالح تعاونيات اإلصالح الزراعي على‬
‫استالـ احملاصيل اؼبخزنة "البذور"(‪.)45‬‬
‫ويف ىذه اؼبرحلة اليت دخلت فيها مؤسسات الدولة عمليات التجهيز‬
‫والتسيَت كإدارة مركزية ومستحوذة فعليا على الصالحيات عن طريق اؼبراقبة‬

‫‪115‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اؼبركزية كالتنظيم اإلداري والتحكم يف شؤوف التجهيز كل ىذا أدى إىل بروز‬
‫ظاىرة البَتوقراطية حىت على ىذه اؽبيئات‪،‬ويف عالقاهتا الداخلية واػبارجية‪،‬‬
‫وتسارعت التغَتات االقتصادية الشكلية بسيطرة التيار الشعبوي ‪ -‬اؼبهٍت داخل‬
‫الربجوازية الصغَتة‪ ،‬واليت ربفزت بتدابَت التأميم دعما للتطلعات االشًتاكية‪ ،‬ويف‬
‫أواسط الفالحُت والعماؿ فبا حذا بالرئيس بإقدامو وسلطتو التنفيذية على تأميم‬
‫الفنادؽ واؼبطاعم واؼبقاىي واؼبنازؿ اليت أصبحت استثمارات اقتصادية‬
‫للجزائريُت(‪.)46‬‬
‫وواجو التسيَت الصناعي نفس مشاكل التسيَت الزراعي‪ ،‬واليت عمد أمر‬
‫سبويلها إىل البنك اؼبركزي اعبزائري ‪ ،‬والصندوؽ اعبزائري للتنمية وفقا للمرسوـ‬
‫رقم ‪ 64/176‬اؼبؤرخ يف جواف ‪ .1964‬فالبنك يقوـ بالتمويل عن طريق‬
‫القروض القصَتة األجل مع مراقبة اؼبشاريع‪ ،‬واؼبشاركة يف وضع الربامج‬
‫واؼبخططات يف اؼبقابل يقوـ الصندوؽ دبنح القروض الطويلة األمد(‪.)47‬‬
‫إف السبب يف اختالؼ وجهات النظر بُت اللجاف التسيَت الذايت‬
‫الصناعي‪ ،‬واليت أنشئت لتوىا والشروط التعجيزية للبنك الذي إزبذ من مسألة‬
‫ربقيق األرباح للجاف والتسيَت اإلداري ‪،‬واؼبطالبة بتقدًن تقريرا على وضعية‬
‫اؼبؤسسة‪ ،‬واألرباح اليت حققتها خالؿ السنوات الثالث األوىل لتسيَتىا ‪،‬وىو ما‬
‫يًتصبو تصرحيات وزير االقتصاد بشَت بومعزة آنذاؾ حسب الباحث مونيك‬
‫الكس‪" :‬سوؼ كبدد عدد اللجاف اإلدارية اليت وفت بالتزاماهتا وكبدد على‬

‫‪116‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫األمواؿ اؼبختلفة اليت تتحصل عليها استنادا لقرارات مارس ونعطيها للمرة األوىل‬
‫حق اؼبشاركة يف األرباح" (‪.)48‬‬
‫ىذا التضارب اغباصل من خالؿ مطالبة مؤسسة تنطلق من العدـ بأرباح‬
‫أدت باللجاف التسيَت الذايت الصناعي إىل التخلي عنها فأفبت الغالبية منها بعد‬
‫سنة ‪ 1965‬مع ؾبيء سلطة حركة ‪.1965/06/19‬‬
‫والحظ الفالحوف والعماؿ أف مراسيم مارس ‪ ،1963‬وإف كانت من‬
‫الناحية الثورية ىامة وتنطوي على التغَتات اعبذرية يف العالقات االجتماعية‬
‫القائمة على اإلنتاج‪ ،‬ووقوفها حاجزا أماـ الربجوازية الصغَتة إالا أهنا مل تستطع‬
‫أف تقف يف وجو الربجوازية الكبَتة (اؼبالكة لرؤوس األمواؿ) اليت أصبحت‬
‫حائال دوف تطبيق تلك اؼبراسيم‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يرجع صعوبة فهم نصوصها إىل نقص الثقافة‬
‫االشًتاكية‪ ،‬وعدـ االنتظاـ يف العمل اعبماعي التعاوين (قواعد اشًتاكية)‪ ،‬وردبا‬
‫يعود ذلك على عدـ تغلغل تلك الثقافة يف األوساط الفالحية والعماؿ يف‬
‫وحدات والتسيَت الذايت‪.‬‬
‫ويذىب الباحث جولياف روشَتيو (‪ )49‬إىل أبعد من ىذا عندما يكشف‬
‫أف سياسة التسيَت الذايت ورغم ما توصلت إليها من نتائج ملموسة وفورية‬
‫لصاحل اجملتمع اعبزائري‪ ،‬ومنها توظيف أكثر من ‪ 115‬ألف عامل معًتفا يف‬
‫الوقت نفسو أهنا سياسة مرذبلة وفشلت فشال ذريعا‪ ،‬وكانت ؽبا انعكاسات‬
‫خطَتة ظهرت معها بوادرىا األوىل يف تدفق حركة اؽبجرة الريفية إىل اغبواضر‬

‫‪117‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫جنبا إىل جنب مع عملية ترؾ اؼبساحات الشاغرة اليت احتفل هبا الفالح غداة‬
‫قرارات مارس ‪ ،1963‬وإلبفاض اإلنتاج الزراعي أنذر دبشاكل خطَتة على بنية‬
‫الدولة اغبديثة ‪،‬وظهرت مشكلة البطالة كحلقة أخرى يضاؼ إىل سلسلة‬
‫الضغوطات على سوؽ العمل رغم ىجرة ‪ 450‬ألف جزائري إىل فرنسا ـبففُت‬
‫ولو بنسبة ضئيلة من الضغط اؼبفروض على اؼبدف اعبزائرية الكربى‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫أدى تراجع القيادة الكالسيكية للحكومة اؼبؤقتة إثر أزمة صيف ‪1962‬‬
‫‪،‬وإنعكاس ذلك على إطاراهتا السياسية والعسكرية إىل تغَت جذري يف اػبريطة‬
‫السياسية للقيادة التنفيذية اعبديدة ‪،‬وأصبح جيل جديد (سياسيُت وعسكريُت)‬
‫وصلوا لتوىم إىل السلطة‪ ،‬وديثلهم كل من (بوتفليقة وطبيسيت) ىذه الفئة‬
‫كأصغر وزراء اغبكومة األوىل لالستقالؿ‪ ،‬وقد ترقى األوؿ بفضل عالقتو‬
‫بالعسكري العقيد ىواري بومدين‪ ،‬وأكد الثاين شهرتو يف القيادة السياسية‬
‫اعبديدة الذي تلقى تزكية مطلقة من السياسي الرئيس بن بلة أضبد‪.‬‬
‫إف عدـ الوضوح يف خطوط اؼبهاـ والصالحيات بُت مؤسسات اغبكم‬
‫بعد اإلستقالؿ أدى إىل تداخل اؼبهاـ بُت اإلدارات الذاتية اليت عملت منذ‬
‫البداية على أهنا منفذة ومنقذة إلسًتاتيجية حكومة الرئيس أضبد بن بلة‬
‫فأخذت تستغل الوحدات والعماؿ والفالحُت كما لو أهنا ملكية خاصة من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى خلقت جهازا بَتوقراطيا على مستوى ىيئات التسيَت‬
‫والتنظيم اؼبايل‪ ،‬والتسويق فبا أدى اىل ظهور مشاكل بُت العماؿ واؽبيئات‬

‫‪118‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫التسيَتية أثر بطريقة مباشرة على عملية اإلنتاج‪ ،‬وإحتكار الدولة عن طريق‬
‫وكالئها "القطاع اػباص" وأدى ىذا التداخل إىل تراكمات إدارية‪ -‬بَتوقراطية‬
‫بدؿ تطوير قوى اإلنتاج اليت من اؼبمكن لو مت ترشيدىا لكانت نتائجو إجيابية‬
‫على الدولة واجملتمع اعبزائريُت على األقل على عهد الرئيس أضبد بن بلة ‪.‬‬

‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬
‫‪ - 1‬علما أف اعبلسة األوىل للمجلس التأسيسي كانت يوـ ‪1962/09/25‬‬
‫ومت فيها انتخابات رئيس اجمللس التأسيسي ونوابو‪ ،‬واعبلسة الثانية انعقدت يف‬
‫اليوـ اؼبوايل ‪ ،1962/09/26‬ومت فيها تنصيب رئيس اغبكومة السيد أضبد بن‬
‫بلة‪ ،‬ومل تكن الدورة بتاتا يوـ ‪ 1962/09/20‬أي يف نفس اليوـ الذي‬
‫تأسس فيو اجمللس التأسيسي نفسو‪ ،‬وانتخاب أعضائو‪ ،‬ومل ينعقد اجمللس‬
‫التأسيسي يوـ ‪ 1962/09/27‬إلعطاء وقت لرئيس اغبكومة لتحديد قائمة‬
‫وزرائو‪ ،‬وإف كانت األمور ؿبسومة لصاحل أنصار الرئيس بن بلة قبل ىذا اليوـ‬
‫باؼبوافقة على القائمة النهائية غبكومتو شكليا‪ .‬إف ما نود اإلشارة إليو ىو‬
‫إيضاح ومقارنة ما ذىبت إليو بعض األدبيات التارخيية ومنها ما ذىب إليو رابح‬
‫لونيسي من أف تعيُت بن بلة كرئيس للحكومة كاف يف أوؿ اجتماع للمجلس‬

‫‪119‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫التأسيسي يوـ ‪ ،1962/09/20‬ينظر‪ :‬رابح لونيسي‪ ،‬رؤساء الجزائر في‬


‫ميزان التاريخ‪ ،‬دار اؼبعرفة‪ ،2009 ،‬اعبزائر‪ ،‬ص ‪.70 ،‬‬
‫‪William quandt , revolution and political - 2‬‬
‫‪leadership Algeria 1954-1968, Cambridge,‬‬
‫‪London 1969, P 209‬‬
‫‪Henry. F.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Jackson , the fln in Algeria , Berkley, california,‬‬
‫‪USA, 1976. P 80,81.‬‬
‫‪Anisse Salah-Bey , « L’assemblée‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪nationale constituante algérienne », annuaire de‬‬
‫‪l’Afrique du nord,‬‬ ‫‪CRESM, Vol1, paris,‬‬
‫‪1964, P ,122.‬‬
‫‪ -5‬لقد ذىبت األدبيات السياسية والتارخيية يف عدـ التفريق بُت اؼبوافقة على‬
‫اغبكومة ومشروع اػبطاب والتنصيب طرائق متضاربة وكأف األمر سياف فاألوؿ‬
‫مت يوـ ‪ 1962/09/28‬والتنصيب مت يف اليوـ اؼبوايل أي ‪،1962/09/29‬‬
‫واؼبوافقة على السياسة العامة غبكومة بن بلة وتسليمو للراية البيضاء من طرؼ‬
‫اعبمعية يوـ ‪ ، 1962 /11/20‬ؼبمارسة مهامو واؼبوافقة على السياسية‬
‫‪120‬‬ ‫العدد ‪09‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫اػبارجية يوـ ‪ 1962/11/26‬واؼبالية يوـ ‪ .1962/12/30‬ينظر‪:‬‬


‫‪Abdelkader Yafsah , « L’armée et le pouvoir en‬‬
‫‪Algérie de 1962-1992 ». Revue: du monde‬‬
‫‪musulmane et la méditerranée N :65,‬‬
‫‪REMAM, France,1992, P,98‬‬
‫‪ - 6‬الطاىر بن خرؼ اهلل ‪ ،‬النخبة الحاكمة في الجزائر ‪-2691‬‬
‫‪ 2626‬بين التصور اإليديولوجي والممارسة السياسية‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ىومة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.15 ،‬‬
‫‪ – 7‬ديكن العودة اىل خطاب رئيس اغبكومة الوزاري أماـ اعبمعية الوطنية‬
‫التأسيسية يوـ ‪ 1962/09/28‬كامال‪ .‬عمار قليل‪ ،‬ملحمة الجزائر‬
‫الجديدة‪ ،‬ج‪ ،3‬دار الطباعة للنشر والطبع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اعبزائر‪ ،1991 ،‬ص‪-‬‬
‫ص‪.351-340 :‬‬
‫‪Abdelkader Yafsah , op cit, P 99.- 8‬‬
‫‪ -9‬األمانة العامة للحكومة اعبزائرية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد (‪ )1‬بتاريخ‬
‫اعبمعة ‪ ،1962/10/26‬ص‪.2 ،‬‬
‫‪ -10‬نفسو‪ ،‬ص‪.15 ،‬‬

‫‪121‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪Abdelkader yafsah , op cit, P 99. -11‬‬


‫‪ -12‬ديكن االستفادة من الرد الوايف والشرح الكايف لألستاذ خيثر عبد النور‬
‫للتصنيفات الواردة يف منت دراستو حوؿ تطور الهيئات القيادية للثورة‬
‫التحريرية ‪ ،2691 -2691‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف التاريخ‬
‫اؼبعاصر (إشراؼ) حباسي شاوش‪ ،‬جامعة اعبزائر‪ ،2006/2005 ،‬ص ‪،‬‬
‫‪.61‬‬
‫‪ -13‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،1962/10/26 ،1‬العدد السابق‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد النور خيثر‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.458-450 :‬‬
‫‪ -15‬على الرغم من اختالفات التكوين اعبامعي ألعضاء اغبكومة اعبزائرية‬
‫األوىل إال أف ميزة اختصاص الطب‪ ،‬واحملاماة غلب على باقي التخصصات‬
‫األخرى‪ ،‬وال تتوافق ىذه اإلسقاطات للمستويات التعليمية للوزراء اليت أوردهتا‬
‫الباحثة مغنية األزرؽ يف كتاهبا نشوء الطبقات يف اعبزائر‪ .‬ينظر مغنية األزرؽ‪:‬‬
‫نشوء الطبقات في الجزائر "دراسة في االستعمار والتغير االجتماعي‬
‫السياسي" (تر) ظبَت كرـ مؤسسة األحباث العربية‪ ،1981 ،‬ص ‪.92 ،‬‬
‫‪-17William quantd , op cit, P211. -16‬‬
‫‪Abdelhamid Brahimi , l’économie algérienne‬‬
‫‪« hier a Demain » office des publication‬‬
‫‪122‬‬ ‫العدد ‪09‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ibid , -18universités, 1991, Alger, P,77.‬‬


‫‪ -19P,78.‬مل يتوقف‬
‫النشاط االرىايب ؽبذه اؼبنظمة عند اغبدود اؼبادية والبشرية‪ ،‬بل أتلفت مكتبة‬
‫جامعة اعبزائر وحرقها لػ ‪600‬ألف ؾبلد وىو ما يطرح ارتكاهبا عبردية التعدي‬
‫على الًتاث الثقايف والعلمي للجزائر كبلد مستقل ‪ .‬ينظر‪ :‬ؿبمود الواعي‪:‬‬
‫"إنشاء منظمة اعبيش السري ونشاطها"‪ ،‬المرحلة االنتقالية للثورة الجزائرية‬
‫من ‪ 26‬مارس ‪ 2691‬إلى سبتمبر ‪ ،2691‬منشورات اؼبتحف الوطٍت‬
‫للمجاىد‪ ،‬مطابع قريف‪ ،‬اعبزائر‪ ،1995 ،‬ص ‪.298 ،‬‬
‫‪ -20‬مغنية األزرؽ‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.102 ،‬‬
‫‪ -21‬عبد العايل دبلة ‪ ،‬الدولة الجزائرية الحديثة‪ ،‬دار الفجر للتوزيع‪ ،‬القاىرة‬
‫‪ ،2004 ،‬ص ‪.29 ،‬‬
‫‪Monique Laks , Autogestion‬‬ ‫‪-22‬‬
‫‪ouvrière et pouvoir politique en Algérie‬‬
‫‪« 1962-1965 », études, et documentation‬‬
‫‪internationales, paris, 1962, P ,138‬‬
‫‪Ministère de l’orientation nationale ,‬‬ ‫‪-23‬‬

‫‪123‬‬ ‫العدد ‪09‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪document sur l’autogestion, Mars, Alger,‬‬


‫‪1964, P, 7,8‬‬
‫‪ibid , P 8,9-.24‬‬
‫‪ibid , pp, 9,10. -25‬‬
‫‪ -26‬أضبد بن بلة ‪ ،‬مذكرات أحمد بن بلة كما أمالها على روبير ميرل‬
‫(تر) العفيف األخضر‪ ،‬منشورات دار اآلداب‪ ،‬بَتوت‪( ،‬د‪.‬س‪.‬ف)‪ ،‬ص‬
‫‪.179‬‬
‫‪ -27‬أضبد بعلبكي ‪ ،‬المسألة الزراعية أو الوعد الراقد في ريف الجزائر‪،‬‬
‫منشورات عويدات‪ ،‬ط‪ ،1‬بَتوت‪ ،1985 ،‬ص ‪.144 ،‬‬
‫‪ -28‬ؿبمد السويدي ‪ ،‬التسيير الذاتي في التجربة الجزائرية والتجارب‬
‫العالمية‪ ،‬اؼبؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬اعبزائر‪ ،1986 ،‬ص ‪.143،‬‬
‫‪Ministère de de l’orientations nationale , op -29‬‬
‫‪cit, P P , 11-24‬‬
‫‪ -30‬ؿبمد السويدي ‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145 ،144،‬‬
‫‪Ministres de de l’orientation -31‬‬
‫‪nationale , « organisation et gestion des‬‬
‫‪entreprises Industrielles, minières et‬‬
‫‪124‬‬ ‫العدد ‪09‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪artisanales ainsi que des exploitation agricoles‬‬


‫‪vacantes » article1 , op cit, P,14 .‬‬
‫‪Gérard Chaliand et juiliette Mincees ,‬‬ ‫‪-32‬‬
‫‪L’Algérie indépendance, paris, 1972, P , 32,33‬‬
‫‪ -33‬ؿبمد السويدي ‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150 ، 149،‬‬
‫‪Monique Lakas , op cit, P,155.‬‬ ‫‪-34‬‬
‫‪Ministers de de l’orientation nationale , op -35‬‬
‫‪cit, article 20-22, P ,21,22.‬‬
‫‪ -36‬مغنية األزرؽ ‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪.107‬‬
‫‪Ministers de l’orientation nationale , op cit, -37‬‬
‫‪P19.‬‬
‫‪ -38‬إف ظاىرة البَتوقراطية ظاىرة خاصة يف انتخابات أعضاء اللجاف‬
‫التسيَتية ويف انتخابات رئيس اؼبزرعة مع زيادة الوعي النسيب للفالحُت والعماؿ‬
‫إال أهنا أصبحت مشكال حقيقيا مع مرور الوقت أثرت بشكل مباشر يف‬
‫نقص العملية االنتاجية‪ ،‬ويضاؼ إليها األجر الذي يتقاضاه الفالح و اؼبنح‬
‫اليت كاف يسمع عنها فقط‪ .‬ينظر‪Gérard Chaliand et Juliette :‬‬
‫‪Minces , opcit, P, 41.42.‬‬
‫‪125‬‬ ‫العدد ‪09‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

.153، ‫ ص‬،‫ اؼبرجع السابق‬، ‫ ؿبمد السويدي‬-39


Monique laks , op cit, P162.163. -40
. 179، ‫ ص‬،‫ اؼبرجع السابق‬،‫ أضبد بعلبكي‬-41
. 178 -176 :‫ ص‬- ‫ ص‬،‫ اؼبصدر السابق‬،‫ أضبد بن بلة‬-42
Monique Laks, op cit , P ,175. -43
Abd elahamid Brahimi , op cit, P, 90. -44
Chaliand et Juliette Minces , op cit, P ,69 -45
. 178، ‫ ص‬،‫ اؼبرجع السابق‬،‫ أضبد بن بلة‬-46
Monique laks , op cit ,P ,190. -47
ibid , P P , 191-193 -48
49- Rocherieux Julien , « l’évolution de l’Algérie
depuis l’indépendance ». Revus. Sud/nord,N14,
2001, CAIRN, France, P ,31.

126 09 ‫العدد‬

You might also like