سجى إسماعيل خليل

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 33

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة ديالى‬

‫كلية القانوف والعلوـ السياسية‬

‫اختصاصات رئيس مجهورية العراق‬

‫يف دستور ‪5002‬‬


‫بحث تقدمت بو الطالبة (سجى إسماعيل خليل) إلى كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ /‬وىو‬
‫جزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في القانوف‬

‫بإشراؼ‬

‫أ‪ .‬ـ‪ .‬د‪ .‬أحمد فاضل حسين‬

‫‪7182‬ـ‬ ‫‪8341‬ىػ‬

‫‪01‬‬
‫اإلىداء‬

‫َح ِمل ْ‬
‫اس َمو بكل فخر واعتزاز‬ ‫إلى َم ْن أ ْ‬

‫والدي العزيز‪..........‬‬

‫إلى نبع الحناف والصبر‬

‫والدتي العزيزة‬

‫إلى روح أَخي (رحمو اهلل)‬

‫سجى اسماعيل خليل‬

‫‪00‬‬
‫الشكر والتقدير‬

‫أتقدـ بشكري وتقديري إلى عمادة كلية القانوف والعلوـ السياسية لما لها من فضل في‬
‫مساعدتي على التخرج‪ ,‬وأتقدـ بخالص أمتناني إلى أساتذتي في قسم القانوف لما لهم من فضل‬
‫كثيرا‬
‫خالؿ سنوات الدراسة االربعة فقد أرفدوني بعلم ومعرفة أفادتني ً‬

‫وأتقدـ بالشكر واالمتناف والتقدير إلى األستاذ (د‪ .‬أحمد فاضل حسين) لما قدمو لي من‬
‫مساعدة‪.‬‬

‫ضا إلى مكتبة كلية القانوف والعلوـ السياسية لم رقدتني بو من كتب‬


‫وأتوجو بشكري أي ً‬
‫ومعلومات أعانتني في إتماـ بحثي وإلى كل من قدـ لي يد العوف‪...‬‬

‫سجى اسماعيل خليل‬

‫‪01‬‬
‫اقرار المشرؼ‬

‫) قد جرى‬ ‫أشهد أف أعداد البحث الموسوـ (‬


‫تحت أشرافي في كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ ,‬جامعة ديالى وىو جزء من متطلبات نيل شهادة‬
‫البكالوريوس في القانوف‪.‬‬

‫المشرؼ‪/‬‬

‫‪7182/ /‬‬

‫‪02‬‬
‫المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫التفاصيل‬ ‫ت‬


‫أ‬ ‫اآلية القرآنية‬ ‫‪.1‬‬
‫ب‬ ‫اإلهداء‬ ‫‪.2‬‬
‫ج‬ ‫الشكر والتقدير‬ ‫‪.3‬‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪.4‬‬
‫‪2‬‬ ‫رئيس الجمهورية في العراق‬ ‫المبحث األ ََّول‬ ‫‪.5‬‬
‫‪2‬‬ ‫آلية اختيار رئيس الجمهورية‬ ‫المطمب األ ََّول‬ ‫‪.6‬‬
‫‪5‬‬ ‫الشروط الَّتِي يجب توفرها في رئيس الجمهورية‬ ‫المطمب الثاني‬ ‫‪.7‬‬
‫‪7‬‬ ‫مدة والية رئيس الجمهورية‬ ‫المطمب الثالث‬ ‫‪.8‬‬
‫‪11‬‬ ‫اختصاصات رئيس الجمهورية‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫‪.9‬‬
‫‪11‬‬ ‫االختصاصات التشريعية‬ ‫المطمب األ ََّول‬ ‫‪.11‬‬
‫‪11‬‬ ‫االختصاصات التنفيذية‬ ‫المطمب الثاني‬ ‫‪.11‬‬
‫‪21‬‬ ‫االختصاصات القضائية‬ ‫المطمب الثالث‬ ‫‪.12‬‬
‫‪23‬‬ ‫مسؤولية رئيس الجمهورية في دستور ‪2115‬‬ ‫المطمب الرابع‬ ‫‪.13‬‬
‫‪25‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪.14‬‬
‫‪27‬‬ ‫المصادر‬ ‫‪.15‬‬

‫‪03‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬رئيس الجمهورية في العراؽ‪.‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬تولية رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط التي يجب توفرىا في رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مدة والية رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية في السلطة التشريعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية في السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية في السلطة القضائية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مسؤولية رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫المبحث االوؿ‬

‫رئيس الجمهورية في دستور العراؽ‬

‫ىو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن‪ ,‬يمثل سيادة بالده‪ ,‬ويسهر على ضماف االلتزاـ‬
‫بالدستور‪ ,‬والمحافظة على استقالؿ العراؽ‪ ,‬وسيادتو‪ ,‬ووحدتو‪ ,‬وسالمة اراضيو‪ ,‬وفقا ألحكاـ‬
‫الدستور(‪.)8‬‬

‫أف آلية اختيار رئيس الدولة يختلف من دولة ألخرى حسب دستور كل دولة‪ ,‬لذل‬
‫نتناوؿ من خالؿ ىذا المبحث في ثالثة مطالب‪ :‬خصص المطلب االوؿ آللية اختيار رئيس‬
‫الجمهورية‪ ,‬وخصص المطلب الثاني للشروط التي يجب توفرىا فيمن يرشح لرئاسة الجمهورية‬
‫وكذل مدة والية الرئيس وتجديدىا وانتهائها في المطلب الثالث‪.‬‬

‫المطلب األَ َّوؿ‬

‫آلية اختيار رئيس الجمهورية‬

‫اعتمد دستور جمهورية العراؽ لسنة ‪ 7112‬النظاـ الجمهوري البرلماني رسميا(‪.)7‬‬

‫يعتبر انتخاب رئيس الجمهورية بواسطة البرلماف الطريقة األكثر اعتيادا في‬
‫الجمهوريات التي اخذت باألسس التقليدية للنظاـ البرلماني‪ ,‬وينفرد البرلماف بالقياـ بمهمة‬

‫(‪ )8‬تػنص المػادة االولػى مػن دسػػتور ‪ 7112‬علػى اف‪ :‬ججمهوريػة العػراؽ دولػة اتحاديػػة واحػدة مسػتقلة ذات سػيادة كاملػػة‪,‬‬
‫نظاـ الحكم فيها نيابي (برلماني) ديمقراطي‪ ,‬وىذا الدستور ضامن لوحدة العراؽج‪ ,‬المنشور في الوقائع العراقيػة رقػم‬
‫‪ 3187‬في ‪.7112-87-71‬‬

‫(‪ )7‬علػػي يوسػػف الشػػكري‪ ,‬دراسػػات حػػوؿ الدسػػتور العراقػػي‪ ,‬ط‪ ,8‬مؤسسػػة آفػػاؽ للدراسػػات واالبحػػاث العراقيػػة‪ ,‬باػػداد‪,‬‬
‫‪ ,7111‬ص‪.764‬‬

‫‪05‬‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية في كثير من الدوؿ ذات النظاـ البرلماني في العالم في الوقت‬
‫الحاضر‪ ,‬مثل الجمهورية اللبنانية‪ ,‬واليوناف‪ ,‬وتركيا(‪.)8‬‬

‫ووفقا لدستور عاـ ‪ 7112‬ينتخب مجلس النواب (من بين المرشحين) رئيسا للجمهورية‬
‫ونائبين لو‪ ,‬بأغلبية ثلثي عدد اعضائو أي (‪ )217‬صوتًا(‪.)7‬‬

‫تسبق عملية اختيار الرئيس‪ ,‬عملية الترشيح لمنصب الرئاسة إذ يبدي األشخاص رغبتهم‬
‫في تولي منصب رئيس الجمهورية بعد اف تتوفر فيهم الشروط التي ينص عليها الدستور وتختلف‬
‫أحكاـ الترشيح وفقا للمادة (‪ ,)841‬فاستنادا للمادة (‪ )21‬من الدستور التي تنظم الترشيح‬
‫الفردي‪ ,‬فمن يرغب بالترشيح يتقدـ بطلب الى رئاسة مجلس النواب خالؿ موعد اقصاه ثالثة اياـ‬
‫من بدء االعالف عن التقديم وترسل طلباتهم التحريرية مشفوعة بالوثائق الرسمية التي تثبت توافر‬
‫الشروط المنصوص عليها مع سيرىم الذاتية‪ ,‬أما ما تضمنتو المادة (‪ )841‬من الدستور التي‬
‫جاءت لتنظيم طريقة اختيار مجلس الرئاسة الذي يحل محل الرئيس‪ ,‬واعتمدت اسلوب القائمة‬
‫المكونة من ثالثة أشخاص (رئيس ونائبيو) والتصويت عليهم يتم بالكامل‪ ,‬ألنو يتم ترشيحهم‬
‫بالكامل(‪.)4‬‬

‫ويجري انتخاب رئيس الجمهورية خالؿ مدة زمنية حددىا الدستور‪ ,‬وألف والية الرئيس‬
‫تن تهي بانتهاء مدة مجلس النواب‪ ,‬فيكوف انتخاب رئيس الجمهورية خالؿ ثالثين يوما من تاريخ‬
‫أوؿ انعقاد لمجلس النواب(‪ ,)3‬إف مجلس النواب ينعقد بدعوى من رئيس الجمهورية المنتهية‬
‫واليتو بموجب مرسوـ جمهوري خالؿ خمسة عشر يوما من تاريخ المصادقة على نتائج‬

‫(‪ )8‬رافع خضر صالح شبر‪ ,‬فصل السلطتين التنفيذية والتشريعية في النظاـ البرلماني فػي العػراؽ‪ ,‬ط ػ‪ ,8‬مكتبػة السػنهوري‪,‬‬
‫باداد‪ ,7187 ,‬ص‪.87‬‬

‫(‪ )7‬الدستور العراقي النافذ لسنة ‪ ,7112‬المادة (‪-841‬ثانيا‪/‬أ)‪.‬‬

‫(‪ )4‬د‪ .‬مهػا بهجػػت يػػونس‪ ,‬توليػة رئػػيس الجمهوريػػة وسػػلطتو فػي دسػػتور جمهوريػػة العػراؽ لسػنة ‪ ,7112‬بحػػث منشػػور فػػي‬
‫مجلة كلية الحقوؽ‪ ,‬جامعة النهرين‪ ,‬مجلد ‪ ,82‬العدد ‪ ,4‬العراؽ‪ ,7112 ,‬ص‪.373‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الفقرة ثانيا‪ /‬المادة (‪ )28‬من دستور ‪.7112‬‬

‫‪01‬‬
‫االنتخابات النيابية‪ ,‬وال يجوز التمديد ألكثر من ىذه المدة‪ ,‬وفي حالة خلو منصب رئيس‬
‫الجمهورية يتولى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد ألعماؿ المدة المتبقية لوالية الرئيس وفق‬
‫االجراءات المنصوص عليها في القانوف‪ ,‬وفي اطار عملية االقتراع الختيار مرشح معين لتولي‬
‫منصب الرئاسة‪ ,‬أوضحت المادة (‪ )21‬من الدستور جبأف ينتخب مجلس النواب من بين‬
‫المرشحين رئيسا للجمهورية بأغلبية ثلثي عدد أعضائو واذا لم يحصل أي من المرشحين على‬
‫األغلبية المطلوبة يتم التنافس بين المرشحين الحاصين على أعلى األصوات‪ ,‬ويعلن رئيسا من‬
‫يحصل على اكثرية االصوات في االقتراع الثانيج‪ .‬ويتضح من ىذه المادة انو يتطلب أغلبية خاصة‬
‫للمرشح لكي يفوز بمنصب رئيس الجمهورية‪ ,‬وىي أغلبية ثلثي عدد اعضاء مجلس النواب‪ ,‬وفي‬
‫حالة عدـ حصوؿ أي من المرشحين على االغلبية المطلوبة في الدور األوؿ‪ ,‬فيصار الى اجراء‬
‫اقتراع ثاني يكوف التنافس فيو محصور بين المرشحين الحاصلَّين على أعلى األصوات في الدور‬
‫االوؿ‪ ,‬ثم يعلن رئيسا من يحصل على اكثرية االصوات في االقتراع الثاني‪ ,‬في حين اشترطت‬
‫المادة (‪ ) 841‬من الدستور نصابا ثابتا الختيار القائمة الفائزة لتشكيل مجلس الرئاسة وىذا‬
‫النصاب يتمثل بأغلبية الثلثين لعدد أعضاء مجلس النواب‪ .‬كما اف الجهة المختصة للنظر في‬
‫الفصل في مدى صحة انتخابات رئيس الجمهورية ىي المحكمة االتحادية فمن لم يظهر اسمو‬
‫يقوـ باالعتراض بطلب تحريري وتبت المحكمة في االعتراض خالؿ مدة ثالثة اياـ‪ ,‬واختلفت‬
‫اآلراء حوؿ تقييم اآللية المتبعة النتخاب رئيس الجمهورية من قبل البرلماف‪ ,‬فهناؾ رأي يجد اف‬
‫اآللية تتفق والنظاـ الديمقراطي في إطاره العاـ حيث يمنح مجلس النواب أفضلية سياسية‬ ‫تل‬
‫ودستوريو يجعلو يحتل مركز دستوري اسمى من مركز رئيس الجمهورية‪ ,‬وىناؾ رأي آخر يشير الى‬
‫اف اسلوب انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق البرلماف‪ ,‬من شانو اف يضعف مركز رئيس‬
‫الجمهورية ويجعلو مركز تابع لمن اختاره(‪.)8‬‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪ 773‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫الشروط التي يجب توفرىا في رئيس الجمهورية‬

‫نظم المشروع الدستوري الشروط الواجب توفرىا في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية‬
‫في المواد (‪ )841/842/61‬من الدستور إذ نصت المادة (‪ )61‬من الدستور في‬ ‫وذل‬
‫المرشح لرئاسة الجمهورية أف يكوف‪:‬‬

‫أوالً‪ .‬عراقيًا بالوالدة من ابوين عراقيين‪ :‬على ذل ليس للمتجنس لمنصب رئيس الدولة كونو‬
‫ال يحمل الجنسية العراقية بالوالدة وإف كاف ابواه يحمالف الجنسية العراقية ومثل ىذا‬
‫االحتماؿ قد يكوف معتادا في العراؽ فكثيرا من األسر العراقية وال سيما التي عملت في‬
‫السياسة‪ ,‬تركت العراؽ وىاجرت الى الخارج في اعقاب انقالب ‪ 83‬تموز ‪ 8521‬ولم‬
‫تسمح الظروؼ السياسية ألبنائها المولودين بالخارج من الحصوؿ على الجنسية العراقية‪.‬‬
‫وقانونا ليس لهؤالء بموجب الدستور النافذ الترشيح لرئاسة الدولة‪ ,‬وىذا ما يخالف الحق‬
‫والمنطق وال معنى لحرماف ىذه الفئة من الحق في الترشيح بعد اكتسابها الجنسية العراقية‪.‬‬
‫إف ىناؾ من يكتسب الجنسية العراقية بالتجنس نتيجة الستيفائو الشروط التي حددىا قانوف‬
‫الجنسية‪ ,‬فمن المفترض أف يكوف لهذا المتجنس ذات الحقوؽ الممنوحة ألي مواطن آخر ال‬
‫سيما وأف عليو ذات االلتزامات المفروضة على حامل الجنسية بالوالدة‪ .‬قد يكوف السبب‬
‫وراء ىذا الحظر على المتجنس الخشية من عدـ والءه‪ ,‬ومع ىذا االحتماؿ جرى العمل في‬
‫الدساتير المقارنة على اشتراط مدة معينة على اكتساب الجنسية كشرط للترشيح ألي منصب‬
‫ِ‬
‫تكتف بأف يكوف المرشح عراقيا بالوالدة‪ ,‬ولكن اشترطت اف‬ ‫سياسي‪ .‬اف المادة (‪ )61‬لم‬
‫يكوف من أبوين عراقيين‪ ,‬وىذا يعني اف ليس للعراقي بالوالدة الترشيح لمنصب رئيس الدولة‬

‫‪01‬‬
‫اذا لم يكن احمد ابويو عراقيا‪ .‬ومن المؤكد اف ىذا الشرط يتعارض ونص المادة (‪ /81‬أوالً)‬
‫من الدستور التي تنص على انو (العراقي‪ :‬ىو كل من ولد ألب عراقي او ألـ عراقية)(‪.)8‬‬

‫ثانيًا‪ .‬أف يكوف كامل األىلية وأتم األربعين من عمره‪ :‬يقصد بكماؿ األىلية ىي صالحية‬
‫المرشح لمباشرة الحقوؽ وأداء الواجبات التي تقررىا تشريعات الدولة‪ ,‬والمشروع العراقي قد‬
‫أقر بشكل عاـ وجوب توفر األىلية فيمن يتولى منصب رئاسة الدولة‪ ,‬فاشترط في المادة‬
‫(‪ )61‬من الدستور والمادة (‪ /)8‬ثانيا من قانوف احكاـ الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية أف‬
‫المرشح لرئاسة الجمهورية كامل األىلية‪ ,‬كما اف المشرع قد اشترط االىلية األدبية عندما‬
‫نص في المادة (‪ )61‬من الدستور بأف ال يكوف الشخص قد ارتكب فعال يؤدي الى حرمانو‬
‫من الترشيح لهذا المنصب(‪.)7‬‬

‫بالنسبة للعمر اشترط البند (ثانيا) من المادة (‪ )61‬من الدستور اف يكوف‬ ‫وكذل‬
‫المرشح لرئاسة الجمهوريةج‪ ....‬أتم األربعين سنة من عمره‪....‬ج والارض من تحديد ىذا‬
‫السن اف يكوف المرشح لرئاسة الجمهورية على درجة معينة من النضج والوعي واالىتماـ‬
‫باألمور العامة التي تؤىلو للقيادة والزعامة‪ ,‬وبطبيعة الحاؿ فإف سن األربعين ىي سن اكتماؿ‬
‫النضج العقلي‪ ,‬والقدرة على تحمل المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق رئيس‬
‫الجمهورية(‪.)4‬‬

‫ومشهودا لو بالنزاىة واالستقامة‬


‫ً‬ ‫ثالثًا‪ .‬أف يكوف المرشح ذا سمعة حسنة وخبرة سياسية‬
‫والعدالة واالخالص للوطن‪ :‬فالمرشح لرئاسة الجمهورية يجب اف يتسم بالسمعة الحسنة‬
‫والمحمودة بين الناس‪ ,‬أي أف تكوف شخصية المرشح لرئاسة الجمهورية مقبولة لدى الناس‪,‬‬
‫يجب اف يكوف المرشح من ذوي الخبرة السياسية‪ ,‬والمشروع الدستوري ىنا‬ ‫وفوؽ ذل‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ ,‬رئيس الجمهورية في العراؽ رئيس في نظاـ برلماني اـ رئاسي‪ ,‬بحػث منشػور فػي مجلػة كليػة‬
‫الفقو‪ ,‬جامعة الكوفة‪ ,‬العدد‪ ,3‬لسنة ‪ ,7112‬ص‪.7‬‬

‫(‪ )7‬د‪ .‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.771‬‬

‫(‪ )4‬رافع خضر صالح شبر‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫واضح في كلمة (خبرة) إذ لم يشترط التخصص العلمي أو الشهادة في ىذا المجاؿ‪ ,‬ألف‬
‫قد تأتي من التخصص العلمي الالزـ للوصوؿ اليو الحصوؿ على‬ ‫الخبرة‬
‫شهادة علمية أو من خالؿ التجربة والممارسة العملية في مجاؿ السياسة‪.‬‬

‫كما اف المشروع الدستوري قد اشترط اف يكوف المرشح لرئاسة الجمهورية مشهودا‬


‫لو بالنزاىة واالستقامة والعدالة واالخالص للوطن‪ ,‬وىي صفات بقدر ما ىي مطلوبة‬
‫ومحمودة‪ ,‬إال أف معيار وجودىا من عدمو صعب الوصوؿ اليو وتحديده على وجو الدقة‪.‬‬
‫ذل انها تختلف باختالؼ وجهات النظر السياسية‪ ,‬وىذه المسألة نسبية تختلف من شخص‬
‫آلخر حسب االنتماءات السياسية والمذاىب الحزبية(‪.)8‬‬

‫رابعا‪ .‬غير محكوـ عليو بجريمة مخلة بالشرؼ‪ :‬وكاف على المشرع الدستوري اف يكوف اكثر‬
‫ً‬
‫دقة في صياغتو لهذا الشرط‪ ,‬بحيث يشترط اف ال يكوف المرشح قد سبق واف حكم عليو‬
‫بجناية مخلة بالشرؼ‪ ,‬فتعبير الجريمة ينصرؼ الى المخالفة والجنحة‪ ,‬ومن المؤكد اف مثل‬
‫ىذه الجرائم ال تكوف مخلة بالشرؼ‪ ,‬والجريمة المخلة بالشرؼ ىي الجناية فقط ىذا من‬
‫ناحية‪ ,‬ومن ناحية اخرى ال بد من وضع معيار جديد للجرائم المخلة بالشرؼ في العراؽ(‪.)7‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫مدة والية رئيس الجمهورية‬

‫حدد الدستور العراقي مدة والية الرئيس بأربع سنوات فقد نص الدستور العراقي في‬
‫المادة (‪ /72‬أوالً) على أف‪ :‬جتحدد والية رئيس الجمهورية بأربع سنوات‪....‬ج ولم يحدد الدستور‬
‫بداية احتساب مدة والية الرئيس ىل ىي من تاريخ اعالف انتخابو رئيسا للدولة أـ من تاريخ ادائو‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬ادريػػس حسػػن محمػػد الجبػػوري ود‪ .‬ماجػػد نجػػم عيػػداف الجبػػوري‪ ,‬اإلمامػػة ئرئاسػػة الدولػػةل فػػي الشػػريعة االسػػالمية‬
‫والقػػانوف الوضػػعي (دراسػػة قانونيػػة مقارنػػة مػػع دسػػتور جمهوريػػة العػػراؽ لسػػنة ‪ 7112‬النافػػذ)‪ ,‬مجلػػة جامعػػة تكريػػت‬
‫للعلوـ القانونية‪ ,‬العدد‪ ,7‬العراؽ‪ ,7115 ,‬ص‪.87‬‬

‫(‪ )7‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.4‬‬

‫‪10‬‬
‫لليمين الدستورية ومن المالحظ بأف نص المادة (‪/27‬ثانيا‪/‬ب) من الدستور العراقي اشارت‬
‫الى تاريخ انتهاء والية رئيس الجمهورية فقط‪ ,‬فقد نصت على أنو (يستمر رئيس الجمهورية‬
‫بممارسة مهامو الى ما بعد انتهاء انتخابات مجلس النواب الجديد واجتماعو على اف يتم انتخاب‬
‫رئيس جديد للجمهورية خالؿ ثالثين يوما من تاريخ اوؿ انعقاد لو) واف مدة االربع سنوات كافية‬
‫لتمكين الرئيس من الوفاء بااللتزامات التي قطعها على نفسو للناخبين في برنامجو االنتخابي الذي‬
‫من خاللو صوت الشعب لو دوف المرشحين اآلخرين واف ىذه المدة كافية لتمكين الشعب من‬
‫تقييم إداء الرئيس‪ ,‬وعلى اساس ىذا االداء يصوت الشعب للرئيس ذاتو في والية اخرى او‬
‫(‪)8‬‬
‫يصوت لمرشح آخر‬

‫وبانتهاء األربع سنوات تنتهي والية الرئيس من الناحية الرسمية لكنو يستمر بممارسة مهاـ‬
‫عملو لحين انتخاب مجلس نواب جديد وانعقاده وانتخابو رئيسا جديدا خالؿ ثالثين يوما من‬
‫تاريخ االنعقاد االوؿ‪ ,‬وتنتهي والية الرئيس بعد حاالت أشار الدستور لبعض منها دوف البعض‬
‫اآلخر وعلى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ .8‬انتهاء مدة والية مجلس النواب‪.‬‬

‫‪ .7‬االستقالة‪ :‬على أف تقدـ تحريريا الى رئيس مجلس النواب‪ ,‬وتعد االستقالة نافذة بعد‬
‫مضي سبعة اياـ من تاريخ ايداعها لدى مجلس النواب‪ ,‬األمر الذي يعني أف ليس‬
‫للمجلس او لرئيسو رفض االستقالة في كل االحواؿ متى أصر رئيس الجمهورية على‬
‫قراره‪ .‬والمالحظ اف ىناؾ تناقض في نص المادة (‪ /27‬أوال)‪ ,‬حيث اوجب ىذا النص‬
‫في مقدمتو تقديم االستقالة لرئيس المجلس‪ ,‬في الوقت الذي يشير النص في نهايتو الى‬
‫أف االستقالة تعد نافذة بعد مضي سبعة اياـ من تاريخ تقديمها للمجلس وليس للرئيس‪.‬‬
‫وكاف االولى بالنص أما أف يخوؿ صالحية قبوؿ االستقالة لرئاسة المجلس ويعتبرىا نافذة‬
‫بعد مضي سبعة اياـ من تاريخ تقديمها‪ ,‬او يمنحها للمجلس بأغلبية ثلثي أعضائو مثالً‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬عل ػػي يوس ػػف الش ػػكري‪ ,‬م ػػدة والي ػػة الػ ػرئيس ف ػػي الدس ػػاتير العربي ػػة‪ ,‬بح ػػث منش ػػور ف ػػي مجل ػػة الحق ػػوؽ‪ ,‬الجامع ػػة‬
‫المستنصرية‪.7188 ,‬‬

‫‪11‬‬
‫ويعتبرىا نافذة بعد مضي سبعة أياـ من تاريخ تقديمها لو فتكوف في الحالتين مقدمة النص‬
‫منسجمة ونهايتو‪ ,‬أما النص القائم فيو تناقض من المؤكد انو غير مقصود‪.‬‬

‫‪ .4‬اإلقالة بقرار صادر باألغلبية المطلقة ألعضاء مجلس النواب بعد إدانتو (الرئيس)‬
‫من قبل المحكمة االتحادية العليا في إحدى الحاالت التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الحنث في اليمين‪.‬‬
‫ب‪ .‬انتهاؾ الدستور‪.‬‬
‫ت‪ .‬الخيانة العظمى‪.‬‬
‫والمالحظ أف الحاالت التي يداف بسببها حاالت وردت على سبيل الحصر في‬
‫المادة (‪ /21‬سادسا‪/‬ب) وبالتالي ال يداف الرئيس وال يقاؿ عن أي فعل او جرـ آخر‪.‬‬
‫وىو أمر نراه محل نظر وكاف األولى بالمشرع الدستوري إيراد الجرائم اعاله على سبيل‬
‫المثاؿ كما يفسح المجاؿ أماـ المحكمة االتحادية العليا إلدانة الرئيس عن أي جرـ‬
‫سياسي او جنائي آخر يمكن أف يهدد امن الدولة وسيادتها او يمس الشرؼ المهني(‪.)8‬‬
‫‪ .3‬خلو منصب رئيس الجمهورية ألي سبب من األسباب‪ :‬إف الخلو أما أف يكوف‬
‫مؤقتا او دائما‪ ,‬ويالحظ اف المشرع الدستوري لو يوفق في تنظيم حالة الخلو‪ ,‬حيث‬
‫يشير نص الفقرة (ج) من المادة (‪ )27‬الى حالة الخلو بشكل مطلق ثم يعود وينظم‬
‫الخلو المؤقت والدائم في المادة (‪ )22‬وفيما يتعلق بالمادة (‪ )22‬والتي نظمت حالة‬
‫الخلو يالحظ اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الخلو المؤقت‪ :‬حيث يحل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند غيابو‪.‬‬
‫‪ -‬الخلو الدائم‪ :‬حيث يكوف منصب رئيس الجمهورية في خلو دائم عند االستقالة او‬
‫االعفاء او الوفاة‪ ,‬ونظم الدستور حاؿ الخلو الدائم في الفقرتين ثالثا ورابعا من‬
‫المادة (‪ ,)22‬حيث يحل نائب الرئيس محل الرئيس عند خلو منصبو ألي سبب‬
‫كاف‪ ,‬وفي حاؿ عدـ وجود نائب لو يحل محلو رئيس مجلس النواب‪ ,‬على اف يتم‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.2‬‬

‫‪12‬‬
‫انتخاب رئيس جديد خالؿ مدة ال تتجاوز ثالثين يوما من تاريخ الخلو وفقا ألحكاـ‬
‫الدستور(‪.)8‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫اختصاصات رئيس الجمهورية في دستور العراؽ ‪7112‬‬

‫تختلف السلطات واالختصاصات التي يمارسها رئيس الدولة تبعا الختالؼ طبيعة نظاـ‬
‫الحكم المتبع في الدولة‪.‬‬

‫وسيتم دراسة اختصاصات رئيس الدولة في ظل دستور ‪ 7112‬العراقي مع بياف مسؤوليتو‬


‫وىي كاآلتي‪:‬‬

‫المطلب االوؿ‪ :‬االختصاصات التشريعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاصات التنفيذية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االختصاصات القضائية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مسؤولية رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫(‪ )8‬حميد حنوف خالد‪ ,‬مبادئ القانوف الدستوري وتطور النظاـ السياسي في العراؽ‪ ,‬طػ‪ ,8‬مكتبػة السػنهوري‪ ,‬العػراؽ‪ ,‬سػنة‬
‫‪ ,7182‬ص‪.766-762‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب االوؿ‬

‫االختصاصات التشريعية‬

‫افتتح الدستور العراقي النافذ صالحيات رئيس الجمهورية بنص عاـ‪ ,‬يوحي بأف للرئيس‬
‫بموجب نصوص الدستور صالحيات ىامة يمكن من خاللها تنفيذ ما ورد في نص المادة (‪)62‬‬
‫منو‪ .‬فقد نصت ىذه المادة على أف‪( :‬رئيس الجمهورية ىو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن‪ ,‬يمثل‬
‫سيادة البالد‪ ,‬ويسهر على ضماف االلتزاـ بالدستور‪ ,‬والمحافظة على استقالؿ العراؽ‪ ,‬وسيادتو‪,‬‬
‫ووحدتو‪ ,‬وسالمة أراضيو‪ ,‬وفقا ألحكاـ الدستور)‪ ,‬ومن المؤكد إف نقل مفردات ىذا النص إلى‬
‫حيز الواقع يقتضي بالضرورة تمتع الرئيس بمزيد ممن الصالحيات السيما واف الدستور العراقي لم‬
‫يأخذ بقاعدة التوقيع المجاور (رئيس الوزراء – الوزير المختص) مما يعني أف الرئيس ينفرد‬
‫بالصالحيات المناطة بو بموجب الدستور(‪.)8‬‬

‫وفي ىذا المطلب سيتم دراسة اختصاصات رئيس الجمهورية التشريعية من جانبين‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية في عالقتو بمجلس النواب‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫األوؿ‪ :‬اختصاص رئيس الجمهورية في عالقتو بمجلس النواب وىي‪:‬‬

‫(‪ )8‬علي يوسف الشكري‪ ,‬التناسب بين سلطة رئيس الدولة ومسػؤوليتو فػي الدسػاتير العربيػة‪ ,‬منشػورات الحلبػي الحقوقيػة‪,‬‬
‫عماف‪ ,‬بدوف سنة نشر‪ ,‬ص‪.872‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .8‬دعػػوة مجلػػس النػػواب لالنعقػػاد فػػي دورتػػو األولػػى‪ :‬منحػػت الفقػػرة (رابعػػا) مػػن المػػادة‬
‫(‪ )24‬مػػن الدسػػتور والخاصػػة بصػػالحية رئػػيس الجمهوريػػة‪ ,‬صػػالحية دعػػوة مجلػػس النػػواب‬
‫لالنعقػػاد العػػادي التػػي تقضػػي بػػأف (يتػػولى رئػػيس الجمهوريػػة ‪ .....‬دعػػوة مجلػػس النػػواب‬
‫المنتخ ػػب خ ػػالؿ م ػػدة ال تتج ػػاوز خمسػ ػة عش ػػر يوم ػػا م ػػن ت ػػاريخ المص ػػادقة عل ػػى نت ػػائج‬
‫االنتخابػػات وفػػي الحػػاالت األخػػرى المنصػػوص عليهػػا فػػي الدسػػتور)‪ ,‬والمػػادة (‪ )23‬التػػي‬
‫سبقت المادة ة التي بينػت أف تكػوف الػدعوة إلػى االنعقػاد بمرسػوـ جمهػوري‪ ,‬وتكػوف ىػذه‬
‫الػػدعوة للجلسػػة األولػػى فقػػط‪ ,‬وخػػالؿ مػػدة خمسػػة عشػػر يومػػا مػػن تػػاريخ المصػػادقة علػػى‬
‫نتائج االنتخابات‪ ,‬وتكوف ىذه الجلسة بروتوكولية عادة‪ ,‬يلقي خاللها الرئيس كلمػة يرحػب‬
‫بهػػا بأعضػػاء المجل ػػس ونائبيػػو‪ ,‬وال يجػػوز التمدي ػػد ألكثػػر مػػن الم ػػدة المػػذكورة آنف ػاً‪ ,‬أم ػػا‬
‫االنعقػػاد فػػي الجلسػػات الالحقػػة للجلسػػة األولػػى فيكػػوف ذلػ مقػػررا وفػػق النظػػاـ الػػداخلي‬
‫الذي يحدده المجلس نفسو(‪.)8‬‬

‫‪ .7‬دعػػوة مجلػػس النػػواب لالنعقػػاد االسػػتثنائي‪ :‬لػػم يَػ ْقصػػر الدسػػتور العراقػػي حػػق رئػػيس‬
‫الجمهوريػػة علػػى دعػػوة مجلػػس النػػواب لالنعقػػاد العػػادي فػػي بدايػػة تكوينػػو‪ ,‬بػػل منحػػو أيضػػا‬
‫حق دعوتو لالنعقاد االستثنائي في حالة ظهور موضوعات توجب ذل ‪ ,‬وىػو مػا جػاءت بػو‬
‫الفقػػرة (أوال) مػػن المػػادة (‪ )21‬مػػن الدسػػتور والتػػي نصػػت علػػى أف (ل ػرئيس الجمهوريػػة او‬
‫لرئيس مجلس الوزراء أو لرئيس مجلس النواب‪ ,‬أو لخمسين عضػو مػن أعضػاء المجلػس‪,‬‬
‫دعوة مجلس النواب إلى جلسة استثنائية ويكوف االجتماع مقتصرا على الموضػوعات التػي‬
‫أوجبت الدعوة إليو) وىذا يعني أف الدسػتور العراقػي قػد فصػل بػين حػق رئػيس الجمهوريػة‪,‬‬
‫وحػػق رئػػيس مجلػػس النػػواب فػػي دعػػوة مجلػػس النػػواب لالنعقػػاد االسػػتثنائي‪ ,‬وبػػذل فػػإف‬

‫(‪ )8‬أثيل خزعل عبد الحميد‪ ,‬المركز القػانوني لػرئيس الدولػة فػي النظػاـ البرلمػاني‪ ,‬رسػالة ماجسػتير‪ ,‬كليػة القػانوف‪ ,‬الجامعػة‬
‫المستنصرية‪ ,7181 ,‬ص‪.484‬‬

‫‪15‬‬
‫رئػػيس الجمهوريػػة فػػي ظػػل دسػػتور ‪ 7112‬ينفػػرد بممارسػػة حقػػو فػػي دعػػوة مجلػػس النػػواب‬
‫لالنعقاد االستثنائي دوف خضوع ذل إلى قاعدة التوقيع المجاور(‪.)8‬‬

‫‪ .4‬تمديػػد الفصػػل التشػريعي‪ :‬مػػنح الدسػػتور العراقػػي رئػػيس الجمهوريػػة حػػق طلػػب تمديػػد‬
‫الفصػػل التش ػريعي كمػػا مػػنح ىػػذا الحػػق ل ػرئيس مجلػػس الػػوزراء وبهػػذا يسػػتطيع اف ينفػػرد‬
‫رئػيس الجمهوريػػة فػػي دعػػوة مجلػس النػػواب لالنعقػػاد لجلسػتو األولػى‪ ,‬وىػػو أمػػر طبيعػػي‬
‫لعػػدـ تسػػمية رئػػيس الػػوزراء بعػػد‪ ,‬كمػػا ينفػػرد بػػدعوة مجلػػس النػػواب لالنعقػػاد االسػػتثنائي‪,‬‬
‫وفي تمديد الفصل التشريعي وال تخضع صالحياتو في ذل للتوقيع المجاور(‪.)7‬‬

‫والفصل التشريعي لدورة االنعقاد مدتو أربعة أشػهر(‪ )4‬فلػرئيس الجمهوريػة طلػب تمديػد‬
‫تل المدة في حالة وجود مهمات لم يتم انجازىا ضمن المدة الدستورية المحددة‪.‬‬

‫‪ .3‬الموافقة على حل مجلس النواب‪ :‬دور الرئيس في ىذا االختصػاص شػكلي مػن ناحيػة‬
‫وفعلي من ناحية أخرى‪ ,‬فهو شكلي كوف الرئيس ليس لو ممارسة ىػذا االختصػاص إال بنػاء‬
‫على طلب رئيس الوزراء‪ .‬وفعلي باعتبار أف القوؿ الفصل في حل مجلس النواب للػرئيس‪.‬‬
‫إذا أيد الطلب حل المجلس وإذا رفضو استمر المجلس في ممارسة مهػاـ عملػو‪ ,‬ىػذا مػن‬
‫الناحيػػة الدس ػػتورية‪ .‬ولك ػػن م ػػن اس ػػتقراء الوض ػػع السياس ػػي ف ػػي العػ ػراؽ ف ػػي ظ ػػل الحكوم ػػة‬
‫االنتقاليػػة والحكومػػة الدائمػػة األولػػى والمهػػاـ التػػي اضػػطلع بهػػا ال ػرئيس‪ ,‬ويبػػدو أف الػػدور‬
‫الفعلي للرئيس في ممارسة ىذا االختصاص يالب على الدور الشكلي(‪.)3‬‬

‫‪ .2‬اقتػػراح تعػػديل الدسػػتور‪ :‬إف طلػػب تعػػديل الدسػػتور جػػاء فػػي نػػص المػػادة (‪ )876‬الفقػػرة‬
‫األولػػى‪ /‬والتػػي تػػنص علػػى (إف ل ػرئيس الجمهوريػػة ومجلػػس الػػوزراء مجتمعػػين أو لخمػػس‬

‫(‪ )8‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.741‬‬

‫(‪ )7‬اثيل خزعل عبد الحميد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.482‬‬

‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬المادة (‪ )22‬من الدستور العراقي لسنة ‪.7112‬‬

‫(‪ )3‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.5‬‬

‫‪11‬‬
‫أعضاء من مجلس النواب‪ ,‬اقتػراح تعػديل الدسػتور) والفقػرة ثانيػا‪ /‬فقػد نصػت علػى انػو (ال‬
‫يجػػوز تعػػديل المبػػادئ األساسػػية الػػواردة فػػي البػػاب األوؿ والحقػػوؽ والحريػػات الػػواردة فػػي‬
‫البػػاب الثػػاني مػػن الدسػػتور إال بعػػد دورتػػين انتخػػابيتين متعػػاقبتين‪ ,‬وبنػػاءا علػػى موافقػػة ثلثػػي‬
‫أعض ػ ػػاء مجل ػ ػػس الن ػ ػػواب علي ػ ػػو‪ ,‬وموافق ػ ػػة الش ػ ػػعب باالس ػ ػػتفتاء الع ػ ػػاـ‪ ,‬ومص ػ ػػادقة رئ ػ ػػيس‬
‫الجمهوريػػة‪ ,‬خػػالؿ سػػبعة أيػػاـ)‪ ,‬امػػا الفقػػرة (الثالثػػة) فقػػد نصػػت‪( :‬ال يجػػوز تعػػديل المػػواد‬
‫األخػرى غيػر المنصػوص عليهػا فػي البنػد ثانيػا مػن ىػذه المػادة اال بعػد موافقػة ثلثػي أعضػػاء‬
‫مجلس النواب عليو‪ ,‬وموافقة الشعب باالستفتاء العاـ‪ ,‬ومصادقة رئيس الجمهوريػة‪ ,‬خػالؿ‬
‫سبعة أياـ)‪ ,‬ونصت الفقرة (رابعا) على أنو‪( :‬ال يجوز اجػراء أي تعػديل علػى مػواد الدسػتور‬
‫مػػن شػػأنو أف ينػػتقص مػػن صػػالحيات األقػػاليم التػػي ال تكػػوف داخلػػة ضػػمن االختصاصػػات‬
‫الحص ػرية للسػػلطات االتحاديػػة‪ ,‬إال بموافقػػة السػػلطة التش ػريعية لاقلػػيم المعنػػي‪ ,‬وموافقػػة‬
‫أغلبية سكانو في االستفتاء العاـ)(‪.)8‬‬

‫الثاني‪ :‬االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ .8‬اقتػػراح مشػػروعات القػػوانين‪ :‬نظػػم الدسػػتور العراقػػي لعػػاـ ‪ 7112‬اقت ػراح القػػوانين فػػي‬
‫المػػادة (‪/61‬أوال‪ :‬مشػػروعات القػػوانين تقػػدـ مػػن رئػػيس الجمهوريػػة ومجلػػس الػػوزراء‪ ,‬ثانيػػا‪:‬‬
‫مقترحات القوانين تقدـ من عشرة من أعضاء مجلس النػواب أو إحػدى لجانػو المختصػة)‪,‬‬
‫وجػػاء الدسػػتور مؤكػػدا فػػي نػػص دسػػتوري آخػػر علػػى صػػالحية مجلػػس الػػوزراء فػػي اقت ػراح‬
‫مشروعات القوانين‪ ,‬ويتضح من ىػذه النصػوص الدسػتورية اف ممارسػة حػق اقتػراح القػوانين‬
‫ىو حق مشترؾ بين رئيس الجمهورية ومجلس الػوزراء وعشػرة مػن أعضػاء مجلػس النػواب‪,‬‬
‫واف من الواضح أف الدستور قد ميز بين مشروعات القوانين التي يقػدمها رئػيس الجمهوريػة‬
‫ومجلس الوزراء ومقترح القانوف المقدـ من مجلس النواب‪ ,‬وقػد يعػود السػبب فػي التمييػز‬
‫بين االثنين‪ ,‬ىو أف مشروع القانوف الػذي يقػدـ مػن قبػل رئػيس الجمهوريػة ومجلػس الػوزراء‬
‫يكوف مدروسا وجاىزا للمناقشة والتصويت عليو داخل قبة البرلمػاف ولكػن مػع ذلػ يكػوف‬

‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬نص المادة (‪ )876‬من الدستور العراقي لسنة ‪.7112‬‬

‫‪11‬‬
‫موضػػوع مقتػػرح القػػانوف المقػػدـ مػػن رئػػيس الجمهوريػػة ومجلػػس الػػوزراء قػػابال للمناقشػػة مػػع‬
‫إمكانيػػة رفضػػو أو قبولػػو مػػن البرلمػػاف‪ ,‬أمػػا مقتػػرح القػػانوف فهػػو مجػػرد فكػػره عارضػػة قػػد ال‬
‫تكو مصاغة بصياة قانونية سليمة‪.‬‬

‫واف الدسػػتور العراقػػي لعػػاـ ‪ 7112‬لػػم يقصػػر حػػق االقت ػراح علػػى أعضػػاء مجلػػس‬
‫النواب فقط بل شمل أيضا اللجاف المختصة فيها‪ ,‬إذ اف لكل لجنة من اللجاف المختصػة‬
‫التػػي يتكػػوف منهػػا مجلػػس النػػواب لهػػا الحػػق فػػي تقػػديم اقتػراح القػػانوف الػػذي يػػدخل ضػػمن‬
‫نطاؽ اختصاصها بصورة كتابيػة ويقػدـ إلػى رئػيس المجلػس الػذي يحيلػو بػدوره إلػى اللجنػة‬
‫المختصػػة بدراسػػة القػػانوف ثػػم يتػػولى رئػػيس المجلػػس احالػػة المقتػػرح علػػى اللجنػػة القانونيػػة‬
‫لتت ػػولى ص ػػياغتو وتدقيق ػػو لك ػػي يع ػػرض عل ػػى مجل ػػس الن ػػواب(‪ .)8‬وم ػػنح الدس ػػتور رئ ػػيس‬
‫الجمهوريػػة الحػػق فػػي تقػػديم مشػػروعات القػػوانين سػػواء فػػي المسػػائل العاديػػة اـ المسػػائل‬
‫المالية‪ ,‬عدا ما يتعلق بإعداد مشروع قانوف الموازنة العامة والحساب الختامي الذي خػص‬
‫بو مجلس الوزراء والذي يتولى تقديمو إلى مجلس النواب إلقراره(‪.)7‬‬

‫‪ .7‬حػػق رئػػيس الدولػػة فػػي التصػػديق علػػى القػػوانين‪ :‬يعػػد التصػػديق علػػى القػػوانين مرحلػػة‬
‫مهمة من مراحل العملية التشريعية وبدونو ال يعتبر القانوف الذي وافق عليو البرلمػاف نافػذا‪,‬‬
‫وىذا الحق مثبت لرئيس الدولة في األنظمة المقارنة‪.‬‬

‫في العراؽ في ظػل دسػتور ‪ 7112‬وفقػا لححكػاـ االنتقاليػة‪ ,‬يحػل تعبيػر (مجلػس‬
‫الرئاسة) محل تعبير رئيس الجمهورية في الدورة االنتخابية األولى فقط‪ ,‬وبموجبػو لمجلػس‬
‫الرئاسػة صػالحية تشػريعية للموافقػة باإلجمػاع علػػى القػوانين والقػرارات التػي يسػنها مجلػػس‬
‫النواب ويصدرىا خالؿ مدة عشرة أياـ من تاريخ وصولها إليو‪.‬‬

‫(‪ )8‬اسراء محمود بدر علي السميع‪ ,‬االختصاص التشريعي لرئيس الدولة في النظاـ الجمهوري البرلمػاني التقليػدي‪ ,‬رسػالة‬
‫ماجستير‪ ,‬كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ ,‬جامعة الكوفة‪ ,‬بدوف سنة نشر‪ ,‬ص‪ 41‬وما بعده‪.‬‬

‫(‪ )7‬ينظر المادة (‪/67‬أوالً‪ ,‬وثانيا) من دستور ‪.7112‬‬

‫‪11‬‬
‫وىػذا يعنػي اف لكػل مػن رئػيس الجمهوريػة ونائبيػو حػق االعتػراض علػى التشػريعات‬
‫الت ػػي يس ػػنها مجل ػػس الن ػػواب‪ ,‬ف ػػالقوانين ال تص ػػدر إال إذا واف ػػق عليه ػػا مجل ػػس الرئاس ػػة‬
‫باإلجمػاع‪ .‬وخػػالؿ الفتػػرة الزمنيػة المحػػددة إذا اعتػػرض الػرئيس أو احػد نائبيػػو يعػػاد القػػانوف‬
‫إلى مجلس النواب إلعادة النظر في النواحي المعترض عليهػا والتصػويت عليهػا باألغلبيػة‪,‬‬
‫ولمجلػػس الرئاسػػة عػػدـ الموافقػػة علػػى القػػوانين ثانيػػة خػػالؿ عشػػرة أيػػاـ مػػن تػػاريخ وصػػولها‬
‫إليو‪ ,‬وتعاد إلى مجلس النواب الذي لػو اف يقرىػا بأغلبيػة ثالثػة اخمػاس عػدد اعضػاءه غيػر‬
‫قابلة لالعتراض‪.‬‬

‫وبعػػد الػػدورة األولػػى‪ ,‬يعػػاد العمػػل بأحكػػاـ الفقػػرة (ثالثػػا) مػػن المػػادة (‪ )24‬فيمػػا‬
‫يخػػص صػػالحية رئػػيس الجمهوريػػة بتصػػديق القػػوانين التػػي يسػػنها مجلػػس النػػواب‪ ,‬خػػالؿ‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ تسليمها وبعد ىذه الفترة تعد مصادقا عليها‪.‬‬

‫ويالحػػظ عػػدـ صػػالحية رئػػيس الجمهوريػػة فػػي االعتػراض علػػى القػػوانين‪ ,‬انمػػا تعػػد‬
‫مصادقاً عليها بعد مرور الفترة المحددة(‪.)8‬‬

‫‪ .4‬االختصاصات التشريعية لرئيس الجمهورية في الظروؼ االستثنائية‪:‬‬

‫أ‪ .‬طلػػب إعػػالف حالػػة الطػػوارئ باالشػػتراؾ مػػع رئػػيس مجلػػس الػػوزراء‪ :‬حالػػة‬
‫الطوارئ ىي نظاـ قانوني يتقدر بمقتضى قوانين دسػتورية عاجلػة لحمايػة المصػالح‬
‫الوطنية‪ ,‬وال يلجأ إليها إال بصفة استثنائية ومؤقتة لمواجهة الظروؼ الطارئة‪ ,‬ونظم‬
‫دسػػتور ‪ 7112‬حالػػة الطػػوارئ بػػأف يخػػتص مجلػػس النػػواب بالموافقػػة علػػى إعػػالف‬
‫الح ػػرب وحال ػػة الط ػػوارئ وبأغلبي ػػة الثلث ػػين‪ ,‬بن ػػاء عل ػػى طل ػػب مش ػػترؾ م ػػن رئ ػػيس‬
‫الجمهوري ػ ػػة‪ ,‬ورئ ػ ػػيس مجل ػ ػػس ال ػ ػػوزراء‪ ,‬وخ ػ ػػوؿ رئ ػ ػػيس مجل ػ ػػس ال ػ ػػوزراء إع ػ ػػالف‬
‫الصالحيات الالزمة التي تمكنو من إدارة شؤوف البلد في أثناء مدة إعالف الحػرب‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬دانػا عبػػد الكػػريم سػعيد‪ ,‬دور البرلمػػاف فػػي األنظمػة البرلمانيػػة المعاصػػرة‪ ,‬ضػعف األداء التشػػريعي والرقػػابي للبرلمػػاف‬
‫وىيمنة السلطة التنفيذية‪ ,‬طػ‪ ,8‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬العراؽ‪ ,7184 ,‬ص‪.814‬‬

‫‪21‬‬
‫وحالػػة الطػػوارئ‪ ,‬واف ىػػذا الػػنص الدسػػتوري لػػم يعػػط رئػػيس الجمهوريػػة حػػق إعػػالف‬
‫حالػػة الطػػوارئ بػػل جعػػل ذلػ مػػن اختصػػاص مجلػػس النػػواب‪ ,‬واقتصػػر دور رئػػيس‬
‫الجمهورية بتقديم طلب باالشتراؾ مع رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬

‫كما لم يعالج الدستور حالة حصوؿ ظروؼ استثنائية أثناء غيػاب مجلػس‬
‫النػػواب تسػػتوجب إعػػالف حالػػة الطػػوارئ‪ ,‬وخػػوؿ الدسػػتور رئػػيس مجلػػس الػػوزراء‬
‫دوف رئيس الجمهورية عن إعالف حالة الطوارئ الصالحيات التي تمكنػو مػن إدارة‬
‫شؤوف البالد‪.‬‬

‫إص ػػدار الل ػػوائح الض ػػرورية والل ػػوائح التفويض ػػية‪ :‬ق ػػد تتع ػػرض حي ػػاة‬ ‫ب‪.‬‬
‫الدولػػة أثنػػاء غيػػاب البرلمػػاف إلػػى ظػػروؼ غيػػر عاديػػة تشػػكل خط ػرا علػػى‬
‫وجودىا‪ ,‬وتعجز الوسائل القانونية المتاحة على التصدي لهػا‪ ,‬لػذا كػاف ال‬
‫بػػد مػػن إيجػػاد تنظػػيم قػػانوني للمحافظػػة علػػى كيػػاف الدولػػة‪ ,‬بإعطػػاء رئػػيس‬
‫الدولػػة حػػق إصػػدار ق ػرارات لهػػا قػػوة القػػانوف‪ ,‬وإمكانيػػة اتخػػاذ التػػدابير‬
‫المناسػػبة للمحافظػػة علػػى كيػػاف الدولػػة أو يطلػػق عليهػػا لػػوائح الضػػرورة‪,‬‬
‫وبػػالرجوع إلػػى دسػػتور العػراؽ لسػػنة ‪ 7112‬فػػانم المشػػرع الدسػػتوري لػػم‬
‫يخػػوؿ رئػػيس الجمهوريػػة حػػق إصػػدار ق ػرارات لهػػا قػػوة القػػانوف لمواجهػػة‬
‫الظ ػػروؼ الت ػػي ال تحتم ػػل التأجي ػػل وانتظ ػػار انعق ػػاد مجل ػػس الن ػػواب‪ ,‬ام ػػا‬
‫الل ػػوائح التنفيذي ػػة يقص ػػد به ػػا قي ػػاـ البرلم ػػاف بتف ػػويض الس ػػلطة التنفيذي ػػة‬
‫برئيسها سلطتو التشػريعية‪ ,‬فيحػل الػرئيس محػل البرلمػاف فػي مباشػرة ىػذه‬
‫االختصاص ػػات ف ػػي الح ػػدود الت ػػي يبينه ػػا ق ػػانوف التف ػػويض‪ ,‬واف دس ػػتور‬
‫‪ 7112‬لم يتطرؽ إلػى موضػوع التفػويض التشػريعي فلػم يتضػمن أي نػص‬
‫يجيز التفويض التشريعي لرئيس الجمهورية(‪.)8‬‬

‫(‪ )8‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪ 737‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫االختصاصات التنفيذية‬

‫اعتمد الدستور العراقي لعاـ ‪ 7112‬النظػاـ النيػابي البرلمػاني بموجػب مادتػو األولػى‬
‫وأنػػاط السػػلطة التنفيذيػػة االتحاديػػة إلػػى رئػػيس الجمهوريػػة‪ ,‬ومجلػػس الػػوزراء‪ ,‬ممػػا يؤكػػد علػػى ثنائيػػة‬
‫السػػلطة التنفيذيػػة‪ ,‬فيكػػوف ىنػػاؾ رئػػيس جمهوريػػة ومجلػػس وزراء ويػػتم ممارسػػة االختصاصػػات وفقػػا‬
‫للدستور والقانوف‪.‬‬

‫وسيتم تناوؿ اختصاصات رئيس الجمهورية التنفيذية وفق النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .8‬اختيػػار نػػواب الػػرئيس‪ :‬خػػالف الدسػػتور العراقػػي مػػا درجػػت عليػػو الدسػػاتير التػػي ذكػػرت‬
‫منصػػب نائػػب ال ػرئيس التػػي خولػػت ال ػرئيس صػػالحية اختيػػار نائبػػو‪ ,‬وىػػو أمػػر منطقػػي علػػى‬
‫اعتبار اف النائب يسػاعد الػرئيس فػي مهػاـ عملػو ومػن ىنػا لػم يحػدد أي مػن ىػذه الدسػاتير‬
‫المهػاـ التػػي يضػطلع بهػػا النائػػب وتركػت األمػػر لػرئيس الدولػػة‪ ,‬أمػػا فػي ظػػل دسػػتور ‪7112‬‬
‫فقػ ػػد نصػ ػػت المػ ػػادة (‪ /65‬ثانيػ ػػا) تنظػ ػػيم بقػ ػػانوف أحكػ ػػاـ اختيػ ػػار نائػ ػػب أو أكثػ ػػر ل ػ ػرئيس‬
‫الجمهوريػػة وصػػدر قػػانوف نػػواب رئػػيس الجمهوريػػة رقػػم (‪ )8‬لسػػنة ‪ 7188‬ونصػػت المػػادة‬
‫األولػى منػػو يختػػار رئػػيس الجمهوريػػة عنػػد تسػلمو مهامػػو الدسػػتورية نائبػػا أو أكثػػر علػػى أف ال‬
‫يزيد على ثالثة ويعرض الترشيح على مجلس النواب للمصادقة عليو باألغلبية المطلقة(‪.)8‬‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.733‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .7‬تكليف مرشح الكتلة النيابية األكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خالؿ خمسة‬
‫عش ػػر يوم ػػا م ػػن ت ػػاريخ انتخاب ػػو رئيس ػػا للجمهوري ػػة‪ ,‬ويت ػػولى رئ ػػيس مجل ػػس ال ػػوزراء‬
‫(المكلف)‪ ,‬تسمية أعضاء وزارتو‪ ,‬خالؿ مدة أقصاىا ثالثػوف يومػا مػن تػاريخ التكليػف‪ .‬أي‬
‫أف صػػالحية رئػػيس الجمهوريػػة ليس ػت مطلقػػة وإنمػػا مقيػػدة بتكليػػف مرشػػح الكتلػػة النيابيػػة‬
‫األكثر عدد‪ ,‬لتشكيل مجلس الوزراء(‪.)8‬‬

‫‪ .4‬إشااؿ منصب رئيس الوزراء‪ :‬عالج الدسػتور حالػة خلػو منصػب رئػيس مجلػس الػوزراء‪,‬‬
‫وقضػػى البنػػد (أوال) مػػن المػػادة (‪ )18‬مػػن الدسػػتور اف يقػػوـ رئػػيس الجمهوريػػة مقػػاـ رئػػيس‬
‫مجلس الوزراء عند خلو المنصب ألي سبب كاف‪.‬‬

‫وبمقتض ػػى ذلػ ػ س ػػوؼ يتمت ػػع رئ ػػيس الجمهوري ػػة ‪-‬باإلض ػػافة إل ػػى اختصاص ػػاتو‪-‬‬
‫بجميع الصالحيات واالختصاصات التي أوكلها الدستور لرئيس مجلس الوزراء‪.‬‬

‫واوج ػػب البن ػػد ثاني ػػا م ػػن الم ػػادة ذاته ػػا ‪-‬ف ػػي حال ػػة خل ػػو منص ػػب رئ ػػيس مجل ػػس‬
‫الوزراء‪ -‬اف يكلف رئػيس الجمهوريػة مرشػح آخػر لتشػكيل الػوزارة خػالؿ مػدة ال تزيػد عػن‬
‫يوما(‪.)7‬‬
‫خمسة عشر ً‬

‫‪ .3‬سحب الثقة من رئيس مجلػس الػوزراء‪ :‬اسػتنادا إلػى طلػب يقدمػو إلػى مجلػس النػواب‬
‫الػػذي يقػػدر باألغلبيػػة المطلقػػة لعػػدد أعضػػائو‪ .‬أي أف دور رئػػيس الجمهوريػػة يقتصػػر علػػى‬
‫تقديم طلب سحب الثقة‪ ,‬أما القرار بهذا الشأف فهو بيد مجلس النواب‪.‬‬

‫حيػػث اجػػاز الدسػػتور فػػي المػػادة (‪/68‬ثامنػػا‪ /‬ب) منػػو‪ ,‬ل ػرئيس الجمهوريػػة تقػػديم‬
‫طلب إلى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء(‪.)4‬‬

‫(‪ )8‬زيػرؾ مجيػػد‪ ,‬مػػدى التػػوازف بػين السػػلطتين التشػريعية والتنفيذيػػة‪ ,‬ط ػ‪ ,8‬منشػػورات الحلبػػي الحقوقيػػة‪ ,‬بيػػروت‪,7183 ,‬‬
‫ص‪.23‬‬

‫(‪ )7‬رافع خضر صالح شبر‪ ,‬فصل السلطتين التنفيذية والتشريعية في النظاـ البرلماني فػي العػراؽ‪ ,‬ط ػ‪ ,8‬مكتبػة السػنهوري‪,‬‬
‫العراؽ‪ ,7187 ,‬ص‪.811‬‬

‫(‪ )4‬زيرؾ مجيد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.22‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .2‬مػػنح األوسػػمة والنياشػػين‪ :‬وىػػذا االختصػػاص شػػرفي يئمػػنح ل ػرئيس الدولػػة فػػي مختلػػف‬
‫األنظمػػة الدسػػتورية‪ ,‬لكػػن الالفػػت للنظػػر أف الدسػػتور العراقػػي قيػػد ص ػالحية ال ػرئيس ىػػذه‬
‫بتوصية رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪ .6‬الػػدعوة النتخابػػات عامػػة‪ :‬ومثػػل ىػػذه الػػدعوة يتقػػدـ بهػػا ال ػرئيس إذا مػػا حػػل المجلػػس‬
‫بقػرار رئاسػػي بنػػاء علػػى طلػػب ثلػػث أعضػػاء المجلػػس (النػػواب)‪ ,‬أو بنػػاء علػػى طلػػب رئػػيس‬
‫مجلس الوزراء‪.‬‬

‫وألػػزـ الدسػػتور الػرئيس‪ ,‬بممارسػػة اختصاصػػو ىػػذا خػػالؿ مػػدة أقصػػاىا سػػتوف يومػػا‬
‫مػن تػػاريخ الحػػل‪ .‬وىػي مػػدة نراىػػا طويلػة ال سػػيما واف مجلػػس الػوزراء يعػػد مسػػتقيال حكمػػا‬
‫بحل المجلس‪ ,‬األمر الذي قد ينتهي إلى فراغ حكومي وتشريعي ونرى ضرورة تعػديل ىػذا‬
‫النص بما يضمن الدعوة النتخابات عامة خالؿ مدة خمسة عشر يومػا أو ثالثػوف يومػا فػي‬
‫أبعد أجل من تاريخ حل المجلس(‪.)8‬‬

‫‪ .2‬الصالحيات العسكرية والخارجيػة‪ :‬تجعػل اغلػب األنظمػة قيػادة القػوات المسػلحة بيػد‬
‫رئػػيس الجمهوريػػة كونػػو رئػػيس السػػلطة التنفيذيػػة‪ ,‬وألف مسػػألة قيػػادة القػػوات المسػػلحة أمػػر‬
‫خطير جدا وال بد من أف يتواله اعلي ىرـ في الدولة‪.‬‬

‫وفػػي الع ػراؽ نجػػد اف رئػػيس الجمهوريػػة يتػػولى قيػػادة القػػوات المسػػلحة ألغػػراض‬
‫تشريفية احتفالية وفق المادة (‪/24‬تاسعا) من دستور ‪ 7112‬ألف من يقوـ بقيػادة القػوات‬
‫المسػػلحة ىػػو رئػػيس مجلػػس الػػوزراء القائػػد العػػاـ للقػػوات وذل ػ مػػا نصػػت عليػػو المػػادة‬
‫(‪ )21‬من دستور العراؽ لعاـ ‪.7112‬‬

‫وال شػ ػ اف ى ػػذا اض ػػعاؼ واض ػػح ل ػػدور رئ ػػيس الجمهوري ػػة وتقوي ػػة س ػػلطة رئ ػػيس‬
‫مجلس الوزراء‪.‬‬

‫(‪ )8‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪ 5‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أمػػا صػػالحية رئػػيس الجمهوريػػة فػػي مجػػاؿ العالقػػات الخارجيػػة وبالنسػػبة لدسػػتور‬
‫الع ػراؽ لع ػػاـ ‪ 7112‬فق ػػد جع ػػل إب ػػراـ المعاىػػدات ص ػػالحية مش ػػتركة ب ػػين رئ ػػيس مجل ػػس‬
‫ال ػػوزراء ومجل ػػس الن ػػواب واف يق ػػوـ رئ ػػيس مجل ػػس ال ػػوزراء بالتف ػػاوض والتوقي ػػع ومجل ػػس‬
‫النواب يصادؽ وفق قانوف يصدر بأغلبية ثلثي أعضاءه(‪.)8‬‬

‫‪ .1‬تعيػػين السػػفراء وقبػػوؿ اعتمػػاد السػػفراء األجانػػب‪ :‬يتػػولى رئػػيس الجمهوريػػة إصػػدار‬
‫المراسػيم الجمهوريػػة الخاصػة بتعيػػين السػفراء وذلػ بنػاء علػػى اقتػراح مػػن مجلػس الػػوزراء‪,‬‬
‫وتع ػػرض عل ػػى مجل ػػس الن ػػواب للموافق ػػة‪ ,‬ث ػػم يت ػػولى رئ ػػيس الجمهوري ػػة إص ػػدار المراس ػػيم‬
‫الخاصة لذل اما اختصاص رئيس الجمهورية بقبوؿ السفراء فهل ينصرؼ ذل إلػى قبػوؿ‬
‫السفراء أـ استقبالهم؟ ألنو ال يوجد فػرؽ بػين االختصاصػين‪ ,‬واف الدسػاتير البرلمانيػة غالبػا‬
‫مػػا تمػػنح ال ػرئيس صػػالحية اسػػتقباؿ السػػفراء األجانػػب‪ ,‬أمػػا صػػالحية قبػػولهم فهػػي مناطػػة‬
‫بمجل ػػس ال ػػوزراء أو برئيس ػػو‪ ,‬وال س ػػيما واف الدس ػػتور ق ػػد خ ػػوؿ ص ػػالحية تعي ػػين الس ػػفراء‬
‫الع ػراقيين لمجلػػس النػػواب بنػػاء علػػى اقت ػراح مجلػػس الػػوزراء‪ ,‬فكػػاف مػػن األولػػى مسػػايرة‬
‫الدساتير البرلمانية ومنح ىذا االختصاص لمجلس النواب ومجلس الوزراء(‪.)7‬‬

‫‪ .5‬طلب إعالف الحػرب وحالػة الطػوارئ‪ :‬مػنح الدسػتور العراقػي رئػيس الجمهوريػة ورئػيس‬
‫مجلػػس الػػوزراء سػػلطة التقػػدـ بطلػػب مشػػترؾ إلػػى مجلػػس النػػواب بػػإعالف الحػػرب وحالػػة‬
‫الط ػػوارئ‪ ,‬ولمجل ػػس الن ػػواب الموافق ػػة بأغلبي ػػة الثلث ػػين وب ػػذل ال ينف ػػرد ك ػػل م ػػن رئ ػػيس‬
‫الجمهورية ورئيس الوزراء بطلب إعالف الحرب‪ ,‬أو بطلب إعالف حالة الطوارئ‪ ,‬بػل يكػوف‬
‫ذل بطلب مشترؾ يتقدـ بو كالىما إلى مجلس النواب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫(‪ )8‬د‪ .‬كػػاظم علػػي عبػػاس الجنػػابي‪ ,‬مصػػادر قػػوة رئػػيس الجمهوريػػة فػػي األنظمػػة السياسػػية‪ ,‬مجلػػة كليػػة التربيػػة‪ ,‬واسػػط‪,‬‬
‫‪ ,7187‬ص‪.732‬‬

‫(‪ )7‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.732‬‬

‫‪24‬‬
‫االختصاصات القضائية‬

‫يتمتػػع رئػػيس الدولػػة إلػػى جانػػب صػػالحياتو التشػريعية والتنفيذيػػة بصػػالحيات قضػػائية تتمثػػل‬
‫فػػي تعيػػين القضػػاة وإصػػدار العفػػو الخػػاص‪ ,‬والمصػػادقة علػػى أحكػػاـ اإلعػػداـ اسػػتنادا لػػنص المػػادة‬
‫(‪ )24‬من الدستور والخاصة بصالحيات رئيس الجمهورية وسلطات تكاد تكوف محدودة وىي‪:‬‬

‫‪ .8‬تعيػ ػػين القضػ ػػاة‪ :‬مػ ػػنح الدسػ ػػتور العراقػ ػػي رئ ػػيس الجمهوريػ ػػة صػ ػػالحية إصػ ػػدار المراسػ ػػيم‬
‫الجمهوريػػة بنػػاء علػػى اقتػ ػراح رئػػيس مجلػػس القضػػاء األعل ػػى التػػي تقضػػي بتعيػػين القض ػػاة‬
‫وأعضاء السلطة القضائية استنادا لنص المادة (‪/24‬سابعا) من الدستور(‪.)8‬‬

‫‪ .7‬إصػػدار العف ػػو الخ ػػاص‪ :‬بتوجيػػو مػػن رئػػيس مجلػػس الػػوزراء‪ ,‬باسػػتثناء مػػا يتعلػػق بػػالحق‬
‫الخاص‪ ,‬والمحكومين بارتكاب الجرائم الدولية واإلرىاب والفساد المالي واإلداري(‪.)7‬‬

‫‪ .4‬المصػ ػػادقة علػ ػػى أحكػ ػػاـ اإلعػ ػػداـ‪ :‬وى ػػذا االختص ػػاص إجرائ ػػي ت ػػنص علي ػػو الق ػػوانين‬
‫الجنائيػػة‪ .‬وبػػالرغم مػػن شػػكلية ى ػذا االختصػػاص إال اف الدسػػتور العراقػػي جػػاء مقتضػػبا فػػي‬
‫تنظيمو حيث لم يبين الدستور مػن يحػل محػل الػرئيس فػي ممارسػة ىػذا االختصػاص إذا مػا‬
‫غاب الرئيس ألي سبب من األسباب أو إذا ما امتنع عن ممارسة اختصاصو ىذا(‪.)4‬‬

‫إضافة إلى تل االختصاصات التي حددىا الدستور فقػد أضػيف لهػا اختصػاص آخػر وىػو‬
‫إصػػدار المراسػػيم الجمهوريػػة‪ ,‬فقػػد مػػنح الدسػػتور بموجػػب المػػادة (‪/24‬سػػابعا) رئػػيس الجمهوريػػة‬
‫الحق في إصػدار المراسػيم الجمهوريػة بشػأف مػا يػراه الزمػا وضػمن صػالحياتو المنصػوص عليهػا فػي‬
‫الدستور في مجاؿ الوظائف التنفيذية والتشريعية والقضائية أو مػا يػنص الدسػتور علػى لػزوـ إصػداره‬
‫بمرسػػوـ جمهػػوري سػػواء بطلػػب مػػن البرلمػػاف أو مجلػػس الػػوزراء(‪ ,)3‬وممارسػػة أي صػػالحية رئاسػػية‬

‫(‪ )8‬مها بهجت يونس‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.731‬‬

‫(‪ )7‬زيرؾ مجيد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.21‬‬

‫(‪ )4‬د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.2‬‬

‫(‪ )3‬اثيل خزعل عبد الحميد‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪ 485‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أخػ ػػرى واردة فػ ػػي ىػ ػػذا الدسػ ػػتور‪ ,‬وبهػ ػػذا الػ ػػنص خػ ػػتم الدسػ ػػتور صػ ػػالحيات واختصاصػ ػػات رئػ ػػيس‬
‫الجمهورية وحسنا فعػل واضػعو الدسػتور بػإيرادىم ىػذا الػنص‪ ,‬إذ وردت صػالحيات للػرئيس متنػاثرة‬
‫بػ ػػين نصػ ػػوص الدسػ ػػتور‪ ,‬وغيػ ػػر محػ ػػددة بالمػ ػػادة (‪ )24‬مػ ػػن الدسػ ػػتور كالمػ ػػادة (‪ )63 ,68‬مػ ػػن‬
‫الدستور(‪.)8‬‬

‫المطلب الرابع‬

‫مسؤولية رئيس الجمهورية في دستور ‪7112‬‬

‫لػػم يعػػالج الدسػػتور مسػػؤولية رئػػيس الجمهوريػػة بشػػكل واضػػح‪ ,‬إذ مػػن المعػػروؼ اف رئػػيس‬
‫الدولة في النظم الملكية ال يجوز مساءلتو باعتبػار ذاتػو مصػونة ال تمػس‪ ,‬علػى أسػاس اف الملػ ال‬
‫يخطئ‪ ,‬كما ىو متبع في بريطانيا‪ ,‬أما فػي الػنظم الجمهوريػة فػاف رئػيس الدولػة غيػر مسػؤوؿ سياسػيا‬
‫عػػن األعمػػاؿ التػػي يباشػػرىا خػػالؿ قيامػػو بواجباتػػو‪ ,‬مػػا عػػدا خػػرؽ الدسػػتور أو الخيانػػة العظمػػى أو‬
‫ارتكابو فعال جنائيا وفقا للدستور العراقي يتم مساءلة الرئيس في إحدى الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ .8‬الحنث في اليمين الدستورية‪.‬‬

‫‪ .7‬انتهاؾ الدستور‪.‬‬

‫‪ .4‬الخيانة العظمى(‪.)7‬‬

‫‪ .8‬الحنث في اليمين الدستورية‪ :‬المراد بػ(الحنث) من الناحية اللاوية الرجػوع فػي اليمػين‪,‬‬
‫ويػ ػراد ب ػػو اص ػػطالحا نق ػػض العه ػػد المؤك ػػد ف ػػي اليم ػػين والم ػػأخوذ عل ػػى رئ ػػيس الجمهوري ػػة‬
‫ومحتوى ىذا العهد ورد في صػياة اليمػين والمػأخوذ علػى رئػيس الجمهوريػة‪ .‬ومحتػوى ىػذا‬
‫العهػػد ورد فػػي صػػياة اليمػػين الدسػػتورية التػػي يؤديهػػا رئػػيس الجمهوريػػة‪ .‬إذ نصػػت المػػادة‬

‫(‪ )8‬مها بهجت يونس‪ ,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.735‬‬

‫(‪ )7‬د‪ .‬حميد حنوف خالد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.462-466‬‬

‫‪21‬‬
‫(‪ )28‬من الدستور على اف جيؤدي رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أماـ مجلػس النػواب‬
‫بالصياة المنصوص عليها في المادة (‪ )21‬من الدستورج‪.‬‬

‫وق ػػد وردت اليم ػػين الدس ػػتورية ف ػػي الم ػػادة (‪ )21‬م ػػن الدس ػػتور بالص ػػياة اآلتي ػػة‪:‬‬
‫جأقسػػم بػػاهلل العلػػي العظػػيم‪ ,‬أف أؤدي مهمػػاتي ومسػػؤولياتي القانونيػػة‪ ,‬بتفػػاف وإخػػالص‪ ,‬وأف‬
‫أحػػافظ علػػى اسػػتقالؿ الع ػراؽ وسػػيادتو‪ ,‬وأرعػػى مصػػالح شػػعبو‪ ,‬وأسػػهر علػػى سػػالمة أرضػػو‬
‫وسػػمائو ومياىػػو وثروتػػو ونظامػػو الػػديمقراطي االتحػػادي‪ ,‬واف اعمػػل علػػى صػػيانة الحريػػات‬
‫العامة والخاصة‪ ,‬واستقالؿ القضػاء‪ ,‬والتػزـ بتطبيػق التشػريعات بأمانػة وحيػاد‪ ,‬واهلل علػى مػا‬
‫أقوؿ شهيدج‪.‬‬

‫وبعد تأدية رئيس الجمهوريػة لليمػين الدسػتورية‪ ,‬يتوجػب عليػو االلتػزاـ بمضػامينها‪.‬‬
‫وأال يَػ ػ ػ ْنػ ئقض العهػ ػػد الػ ػػذي قطع ػ ػو علػ ػػى نفسػ ػػو‪ ,‬وبخػ ػػالؼ ذل ػ ػ أي إذا أخػ ػػل بالتزاماتػ ػػو‬
‫الدستورية‪ ,‬يعد مرتكبا للحنث في اليمين‪.‬‬

‫‪ .7‬انتهػ ػػاؾ الدسػ ػػتور‪ :‬ومعنػ ػػى انتهػ ػػاؾ الدسػ ػػتور‪ ,‬يتمثػ ػػل فػ ػػي أي عمػ ػػل يصػ ػػدر عػ ػػن رئػ ػػيس‬
‫الجمهورية ويعد خرؽ لححكاـ الواردة في وثيقة الدستور‪ .‬وتتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬مخالفة نص من نصوص الدستور‪.‬‬

‫‪ ‬وقف العمل كليا أو جزئيا بأحكاـ الدستور‪.‬‬

‫‪ ‬تاييػػر الدسػػتور جزئيػػا (بتعػػديل نصوصػػو) أو كليػػا (بإلاائػػو أو إنهػػاء وجػػوده)‪ ,‬دوف إتبػػاع‬
‫اإلجراءات والشكليات الرسمية الواجبة التطبيق‪.‬‬

‫‪ .4‬الخيانة العظمى‪ :‬تتحقق الخيانة العظمى إذا ارتكب رئيس الدولة أحد األفعاؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬عرقل ػػة عم ػػل المؤسس ػػات الدس ػػتورية بوس ػػائل غي ػػر مش ػػروعة‪ ,‬ومنه ػػا الح ػػل المش ػػروع‬
‫للبرلماف‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬المساس بالشخصية الداخلية للدولة‪ ,‬ويتمثل فػي المسػاس باسػتقالؿ الدولػة ووحػدتها‬
‫وسالمة أراضيها(‪.)8‬‬

‫(‪ )8‬رافع خضر صالح شبر‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪ 822‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الخاتمة‬

‫توصلنا في ختاـ ىذه المحاولة المتواضعة لدراسة (اختصاصات رئيس جمهورية العراؽ‬
‫لسنة ‪ )7112‬خلصنا إلى مجموعة من النتائج والتوصيات يمكن إيجازىا باآلتي‪:‬‬

‫‪ .8‬اشترط الدستور في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية‪ ,‬أف يكوف عراقيا بالوالدة من أبوين‬
‫عراقيين‪ ,‬وكاف األولى بواضعي الدستور االكتفاء بشرط الجنسية العراقية دوف اشتراط‬
‫اكتسابها بالوالدة ألف ىذا الشرط سيحرـ المتجنس من حق الترشيح‪.‬‬

‫‪ .7‬للرئيس بموجب الدستور‪ ,‬صالحيات بروتوكولية شرفية كإصدار العفو الخاص بناء على‬
‫طلب من رئيس مجلس الوزراء‪ ,‬والمصادقة على أحكاـ اإلعداـ‪ ,‬ومنح األوسمة‬
‫والنياشين‪ ,‬وإصدار المراسيم الجمهورية‪ ,‬والقيادة العليا للقوات المسلحة ألغراض‬
‫تشريفية واحتفالية‪.‬‬

‫‪ .4‬اف الدستور لم يمنح رئيس الجمهورية حق االعتراض على مشروعات القوانين وىي من‬
‫الصالحيات المهمة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية في ظل األنظمة البرلمانية‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫إف التوصيات التي تم التوصل إليها تتعلق باختصاصات رئيس الجمهورية في دستور‬
‫جمهورية العراؽ لسنة ‪ 7112‬الذي تبنى النظاـ البرلماني وترمي ىذه التوصيات إلى تعديل أحكاـ‬
‫الدستور وىي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .8‬اف يتم انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة‪ ,‬وبشروط قانونية صريحة‬
‫ومحددة‪.‬‬

‫‪ .7‬منح رئيس الجمهورية سلطة االعتراض على مشروعات القوانين بما يضمن مشاركتو‬
‫للسلطة التشريعية ويمنع على السلطة التشريعية ممارسة ىذه االختصاصات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ .4‬معالجة حالة عجز الرئيس الدائم عن مباشرة اختصاصاتو (كإحدى حاالت والية‬
‫الرئيس)‪ ,‬نظرا لاشكالية التي تنجم عن قياـ ىذا العجز وعدـ وجود نص دستوري‬
‫لمعالجتو مما قد يؤثر على عمل المؤسسات الدستورية في البالد‪.‬‬

‫المصادر‬

‫أوالً‪ :‬الكتب‬

‫‪ .8‬حميد حنوف خالد‪ ,‬مبادئ القانوف الدستوري وتطور النظاـ السياسي في العراؽ‪ ,‬طػ‪,8‬‬
‫مكتبة السنهوري‪ ,‬العراؽ‪ ,‬سنة ‪.7182‬‬

‫‪ .7‬د‪ .‬دانا عبد الكريم سعيد‪ ,‬دور البرلماف في األنظمة البرلمانية المعاصرة‪ ,‬ضعف األداء‬
‫التشريعي والرقابي للبرلماف وىيمنة السلطة التنفيذية‪ ,‬طػ‪ ,8‬منشورات الحلبي الحقوقية‪,‬‬
‫العراؽ‪.7184 ,‬‬

‫‪ .4‬رافع خضر صالح شبر‪ ,‬فصل السلطتين التنفيذية والتشريعية في النظاـ البرلماني في‬
‫العراؽ‪ ,‬طػ‪ ,8‬مكتبة السنهوري‪ ,‬باداد‪.7187 ,‬‬

‫‪ .3‬زيرؾ مجيد‪ ,‬مدى التوازف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ,‬طػ‪ ,8‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ,‬بيروت‪.7183 ,‬‬

‫‪ .2‬علي يوسف الشكري‪ ,‬التناسب بين سلطة رئيس الدولة ومسؤوليتو في الدساتير العربية‪,‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ,‬عماف‪ ,‬بدوف سنة نشر‪.‬‬

‫‪ .6‬علي يوسف الشكري‪ ,‬دراسات حوؿ الدستور العراقي‪ ,‬ط‪ ,8‬مؤسسة آفاؽ للدراسات‬
‫واالبحاث العراقية‪ ,‬باداد‪.7111 ,‬‬

‫ثانيًا‪ :‬البحوث والمقاالت‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ .8‬د‪ .‬ادريس حسن محمد الجبوري ود‪ .‬ماجد نجم عيداف الجبوري‪ ,‬اإلمامة ئرئاسة‬
‫الدولةل في الشريعة اإلسالمية والقانوف الوضعي (دراسة قانونية مقارنة مع دستور جمهورية‬
‫العراؽ لسنة ‪ 7112‬النافذ)‪ ,‬بحث منشور في مجلة جامعة تكريت للعلوـ القانونية‪,‬‬
‫مجلد ‪ ,8‬العدد‪ ,7‬العراؽ‪.7115 ,‬‬

‫‪ .7‬د‪ .‬كاظم علي عباس الجنابي‪ ,‬مصادر قوة رئيس الجمهورية في األنظمة السياسية‪ ,‬بحث‬
‫منشور في مجلة كلية التربية‪ ,‬جامعة واسط‪,‬مجلد ‪ ,87‬العدد‪ ,81‬العراؽ ‪.7187,‬‬

‫‪ .4‬د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ ,‬رئيس الجمهورية في العراؽ رئيس في نظاـ برلماني اـ رئاسي‪,‬‬
‫بحث منشور في مجلة كلية الفقو‪ ,‬جامعة الكوفة‪ ,‬العدد‪ ,3‬لسنة ‪.7112‬‬

‫‪ .3‬د‪ .‬علي يوسف الشكري‪ ,‬مدة والية الرئيس في الدساتير العربية‪ ,‬بحث منشور في مجلة‬
‫الحقوؽ‪ ,‬الجامعة المستنصرية‪ ,‬مجلد ‪ ,3‬العدد‪84‬و‪ ,83‬العراؽ‪.7188 ,‬‬

‫‪ .2‬د‪ .‬مها بهجت يونس‪ ,‬تولية رئيس الجمهورية وسلطتو في دستور جمهورية العراؽ لسنة‬
‫‪ ,7112‬بحث منشور في مجلة كلية الحقوؽ‪ ,‬جامعة النهرين‪ ,‬مجلد ‪ ,82‬العدد ‪, 4‬‬
‫العراؽ‪.7182 ,‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الرسائل الجامعية‬

‫‪ .8‬أثيل خزعل عبد الحميد‪ ,‬المركز القانوني لرئيس الدولة في النظاـ البرلماني‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ,‬كلية القانوف‪ ,‬الجامعة المستنصرية‪.7181 ,‬‬

‫‪ .7‬إسراء محمود بدر علي السميع‪ ,‬االختصاص التشريعي لرئيس الدولة في النظاـ البرلماني‬
‫التقليدي‪ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬كلية القانوف والعلوـ السياسية‪ ,‬جامعة الكوفة‪ ,‬بدوف سنة‬
‫نشر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الدساتير‬

‫دستور العراؽ الدائم لعاـ ‪.7112‬‬

‫‪31‬‬

You might also like