Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫( يسبح هللا) أي يذكر هللا بالتنزيه (ما فى السموات وما فى االرض) أي مافي جهة الماء والفل‬

‫من الخلق (الملك) فكلهم تحت تصرفه وفى قبضة قدرته (القدوس) أى المنزه عما يخطر ببال أوليائه‬

‫كما نقل عن الغزالي وقيل أى المبارك أو الطاهر بال ولد والشريك (العزيز ) أى الغالب في ملكه‬

‫بالنقمة لمن ال يؤمن به (الحكيم) أى الذى يضع األشياء مواضعها وقد قرئت هذه الصفات األربع‬

‫بالرفع على الملح ( هو الذي بعث فى األميين رسوال منهم) أي هو الذي أرسل الى العرب رسوال من‬

‫جملتهم وهو محمد صلى هللا عليه وسلم فهو من جنسهم قال ابن عباس المراد باالميين الذين ليس لهم كتاب‬
‫والني بعث فيهم ينالوا عليهم آياته التي تبين رسالته وتظهر نبوته مع كونه أميا مثلهم لم يعتد منه‬

‫قراءة وال تعلم وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم االستعانة بالكتابة على ما أتى به من الوحى وتكون‬

‫حاله مشابهة لحال أمته الذين بعث فيهم (ويزكيهم) أى يطهرهم من خبث الشرك وخبث األقوال‬

‫واألفعال و يعلمهم الكتاب) أى آيات القرآن (والحكمة) أى وجه التمسك بها وقيل الكتاب هو‬

‫اآليات نما والحكمة ما أودع فيها من المعاني (وان كانوا من قبل لفي ضالل مبين) أى والحال انهم كانوا‬

‫من قبل مجي‪ ،‬محمد اليهم بالقرآن لفي ضالل ظاهر النهم كانوا عبدة األصنام وآخرين منهم لما يلحقوا‬

‫بهم وآخر بن معطوف على االميين ولما يلحقواصفة آلخرين أى و بعثه إلى غير العرب من أى‬

‫طائفة كانت لم يلحقوا بالعرب االول وهم كل من دخل فى االسالم بعد النبي صلى هللا عليه وسلم الى‬

‫يوم القيامة ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير المنصوب في و يعلمهم أى و يعلم آخرين من االميين لم‬

‫يلحقوا بهم وهم كل من يعلم شريعة محمد صلى هللا عليه وسلم إلى آخر الزمان فرسول هللا معلمهم بالقوة‬

‫أى في المعنى والحكم النه أصل الخير والفضل (وهو العزيز الحكيم) حيث جعل في كل واحد من البشر أثر‬

‫الفقر اليه وجعل فى كل مخلوق ما يشهد بوحدانيته (ذلك) أى تفضيل رسول هللا على غيره والحاق‬
‫أبناء العجم الذين آمنوا و شاهدوا الرسول بقريش في درجة الفضل (فضل هللا) وهو مالم يكن مستحقا‬

‫( يؤتيه من يشاء) وهم رسول هللا واألميون واآلخرون ( وهللا ذو الفضل العظيم) على جميع خلقه في‬

‫الدنيا بتعليم الكتاب والحكمة وفي اآلخرة بتفخيم الجزاء على األعمال (مثل الذين حملوا التوراة‬

‫تم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) أي صفة الذين أمروا بأن يعملوا بما فى التوراة ثم لم يعملوا بما‬

‫أمروا فيها كصفة الحمار يحمل كتبا كبارا فى عدم انتفاعه بها وقال أهل المعاني هذا المثل مثل من‬

‫يفهم معانى القرآن ولم يعمل به وأعرض عنه اعراض من ال يحتاج اليه (بنس مثل القوم الذين كذبوا‬

‫با آیات هللا أى بلس صفة القوم الذين كذبوا بالتوراة حين تركوا االيمان بمحمد صلى هللا عليه وسلم‬

‫( وهللا ال يهدى القوم الظالمين) ألنفسهم بتكذيب األنبياء (قل يأيها الذين هادوا أى الذين تهودوا‬

‫وقالوا نحن أبناء هللا وأحباؤه (ان زعمتم أنكم أولياء هللا من دون الناس فتمنوا الموت) أى ان قلتم‬

‫انكم أحباء هللا من دون محمد وأصحابه فتمنوا من هللا أن يميتكم وينقلكم سريعا من دار البلية الى دار‬

‫الكرامة التي أعدها هللا الحبابه وقوله تعالى فتمنوا الموت جواب الشرط والعامة بضم الواو وقرأ‬
‫ابن السميقيع وابن بعمرو ابن أبى اسحق بكسرها وقرأ ابن السميقيع أيضا بفتحها للتخفيف (ان‬

‫كنتم صادقين) في زعمكم فتمنوا الموت فان من أيقن بأنه من أهل الجنة أحب أن يتخلص اليها‬

‫وطريقها الموت وال يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) أى و يأبون التمنى للموت بسبب ما عملوا من الكفر‬

‫وتحريف اآليات الموجب لدخول النار (وهللا عليم بالظالمين) أي بظلم الظالمين من تحريف اآليات‬

‫وعنادهم لها (قل ان الموت الذي تفرون منه فانه مالقيكم أى ان الوت الذي تخافون من أن تتمنوه‬

‫بالنكم بسبب ما قدمتموه من تحريف اآليات وغيره مالقيكم البتة والفاء في فانه لتضمن االسم معنى‬

‫الشرط باعتبار الوصف وقرأز بدبن على انه بدون فاء وفى قراءة ابن مسعود نفرون منه مال فيكم‬

‫من غير فانه تم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) فاهلل تعالى عالم عاعيتم عن الخلق من نعت محمد صلى‬

‫هللا عليه وسلم وبما أسررتم في أنفسكم من تكذيب كم رسالته فيكم ما كنتم تعملون اما عيانا‬

‫مقرونا بلقائكم يوم القيامة أو بالجزاء ان كان خير الغير وان كان شرا فشر (يأيها الذين آمنوا اذا‬

‫بودى للصالة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر هللا أى اذا بودي لوقت الصالة من يوم الجمعة فاذهبوا‬

‫إلى الخطبة والصالة وذروا البيع) أى تركوا العاملة (ذلكم) أى الذهاب الى ذكر هللا وترك المعاملة‬
‫(خير لكم) في اآلخرة من التكب في ذلك الوقت ان كنتم تعلمون أى ان كنتم أهل العلم فأتم‬

‫ترون ذلك خيرا (فاذا قضيت الصالة فانتشروا فى االرض وابتغوا من فضل هللا) أى اذا أديت الصالة‬

‫فاخرجوا من المسجد ان شئتم القامة مصالحكم واطلبوا الرزق ان شئتم فهذ مرخصة بعد النهي بقوله‬

‫تعالى وذروا البيع وعن عراك من مالك أنه كان اذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد قال‬

‫اللهم أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرزاقين‬

‫(واذكروا هللا كثيرا ) على كل حال بالقلب واللسان قال مجاهد ال يكون من الذاكرين هللا‬

‫كثيرا حتى يذكره قائما وقاعدا ومضطجعا وعن عمر رضى هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال اذا‬

‫أتيتم السوق فقولو اال إله إال هللا وحده الشريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شي قدير‬

‫فان من قالها كتب هللا له ألف ألف حسنة وحط عنه ألف ألف خطيئة ورفع له ألف ألف درجة‬

‫(لعلكم تفلحون) أي كي تفوزوا بخير الدارين أى لما جعل يوم الجمعة يوم شكر واظهار سرور‬

‫وتعظيم نعمة احتيج فيه الى االجتماع الذى به تقع شهرته فجمعت الجماعات له واحتيج فيه الى الخطبة‬

‫تذكيرا بالنعمة وهي ما أنعم هللا تعالى به عليهم من نعمة الوجود والعقل وغير ذلك مما ال يحصى ولما‬
‫كان مدار التعظيم أنما هو على الصالة جعلت الصالة لهذا اليوم وسط النهار لهيتم االجتماع ولم تجز هذه‬

‫الصالة االقى مسجد واحد ليكون أدعى الى االجتماع (واذارأوا تجارة أولهوا) وهو الطبل أى واذا‬

‫سمعوا صوتا يدل على قدوم التجارة (انفضوا اليها) أى تفرقوا الى التجارة وقرى اليهما وتركوك‬

‫قائما) على المنبر تخطب قال مقاتل ان دحية بن خليفة الكلبي قبل أن يسلم أقبل نتجارة من الشام وكان‬

‫معه من أنواع التجارة وكان يتلقاه أهل المدينة بالطبل والصفق وكان ذلك في يوم الجمعة والنبي صلى‬

‫هللا عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فخرج الناس اليه وتركوا النبي صلى هللا عليه وسلم ولم يبق اال اثنا‬

‫عشر رجال أو أقل كثمانية أوأكثر كار بعين فقال صلى هللا عليه وسلم لوال هؤالء لومت لهم الحجارة‬

‫ونزلت هذه اآلية وكان من الذين معه أبو بكر وعمر قال قتادة فعلوا ذلك ثالث مرات وقال مقاتل بن‬

‫حبان كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يصلى الجامعة قبل الخطبة كالعيدين فلما خرج الناس لقدوم‬

‫دحية بتجارة وظنوا أنه ليس في ترك الخطبة شيء من االتم أنزل هللا تعالى هذه اآلية فقدم النبي صلى‬

‫هللا عليه وسلم الخطبة وأخر الصالة (قل) يا أشرف الخلق للمؤمنين زجرا عن العود لمثل ذلك الفعل‬
‫(ماعند هللا خير من اللهو ومن التجارة) أى ما عند هللا من نواب النبات مع النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫خير من لذة لهوكم وفائدة تجارتكم (وهللا خير الرازقين) أى أفضل المطلين فمنه اطلبوا الرزق‬
Al-Munafiqun
‫)سورة المنافقون مدنية إحدى عشرة آية ومائة وثمانون كلمة وسبعمائة وستة وسبعون حرفا(‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫إذا جاءك (المنافقون) أي إذا حضر مجلسك منافقو أهل المدينة عبد هللا بن أبي ومعتب بن قشير‬

‫وجد بن قيس وكانوا بني عم (قالوا نشهد إنك لرسول هللا وقولهم نشهد نفي للنفاق عن أنفسهم‬

‫روى زيد بن أرقم قال كنت مع عمي فسمعت عبد هللا بن أبي ابن سلول يقول ال تنفقوا علي من‬

‫عند رسول هللا حتى ينفضوا وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن األعز منها األذل فذكرت ذلك‬

‫العمي فذكر ذلك عمي الرسول هللا فأرسل رسوال إلى عبد هللا بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا‬

‫فصدقهم رسول هللا ﷺ وكذبني فأصابني هم لم يصبني مثله فجلست في بيتي فأنزل هللا عز وجل إذا‬

‫جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول هللا إلى قوله هم الذين يقولون ال تنفقوا على من عند رسول‬

‫هللا حتى ينفضوا إلى قوله ليخرجن األعز منها األذل فأرسل إلى رسول هللا ﷺ ثم قال إن هللا قد‬

‫صدقك (وهللا يعلم إنك لرسوله) سواء أشهد المنافقون بذلك أم ال وهذه جملة معترضة بين قولهم‬

‫نشهد إنك لرسول هللا وبين قوله تعالى وهللا يشهد إلخ إلماطة توهم توجه التكذيب إلى منطوق‬

‫كالمهم (وهللا يشهد إن المنافقين لكاذبون) من إخبارهم عن أنفسهم أنهم يشهدون فإن ضمير‬

‫قلوبهم على غير تلك الشهادة اتخذوا أيمانهم الكاذبة (جنة) أي سترة عما خافوا على أنفسهم من‬

‫القتل وقرأ الحسن بكسر همزة إيمانهم (فصدوا عن سبيل هللا) أي أعرضوا بأنفسهم عن طاعة‬
‫هللا تعالى وطاعة رسوله وقد منعوا الضعفة عن اتباع رسول هللا في السر وعن اإلنفاق في سبيل‬

‫هللا ( إنهم ساء ما كانوا يعملون) حيث آثروا الكفر على اإليمان وأظهروا خالف ما أضمروا‬

‫(ذلك) أي سوء أعمالهم (بأنهم آمنوا) في الظاهر وشابهوا المسلمين في نطق كلمة الشهادة وفي‬

‫األفعال (ثم كفروا) أي ثم ظهر كفرهم بعد ذلك بقولهم إن كان ما يقول محمد حقا فنحن‬

‫حمير وبقولهم في غزوة تبوك أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر هيهات (فطبع‬

‫على قلوبهم لسوء أفعالهم وقصدهم اإلعراض عن الحق وقرئ على البناء للفاعل وقرئ فطبع‬

‫هللا أي تركهم هللا في أنفسهم الجاهلة وأهوائهم الباطلة (فهم ال يفقهون شيئا فال يميزون صوابا‬

‫من خطأ وال حقا من باطل وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم لضخامتها ولصباحة وجوههم فهم‬

‫أشباح وقوالب ليس وراءها ألباب وحقائق (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحتهم وذالقة ألسنتهم‬

‫وحالوة كالمهم وقرئ يسمع على البناء للمفعول (كأنهم خشب مسندة) أي مشبهين بأخشاب‬

‫منصوبة مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحا خالية عن العلم والخير (يحسبون كل صيحة عليهم)‬

‫أي واقعة عليهم والوقف هنا تام فقوله عليهم مفعول ثان قال مقاتل إذا نادى مناد في العسكر أو‬

‫انقلتت دابة أو نشدت ضالة مثال ظنوا أنهم يرادون بذلك لما في قلوبهم من الرعب وذلك ألنهم‬

‫على وجل من أن يهتك هللا أستارهم ويكشف أسرارهم هم العدو) أي هم الكاملون في العداوة‬

‫(فاحذرهم) أن تأمنهم على السر وال تلتفت إلى ظاهرهم فإن أعدى األعادي العدو المكاشر الذي‬

‫يكاشرك وتحت ضلوعه الداء الدوي (قاتلهم هللا) أي أهلكهم هللا فإن أصل المعنى أحلهم هللا‬
‫محل من قاتله عدو قاهر يهلكه ألن هللا تعالى قاهر لكل معاند فإذا قاتلهم أهلكهم (أنى يؤفكون)‬

‫أي كيف يصرفون عن الحق إلى الكفر والضالل وإذا قيل لهم (تعالوا إلى رسول هللا وتوبوا‬

‫من الكفر والنفاق يستغفر لكم رسول هللا لووا رءوسهم) أي حركوها إعراضا وإباء روي أنه‬

‫لما نزل القرآن في فضيحة المنافقين أتاهم عشائرهم من المؤمنين وقالوا لهم ويلكم افتضحتم‬

‫بالنفاق وأهلكتم أنفسكم فأتوا رسول هللا وتوبوا إليه من النفاق واسألوه أن يستغفر لكم فأبوا‬

‫ذلك فنزلت هذه اآلية ( ورأيتهم يصدون) أي يعرضون عن االعتذار (وهم مستكبرون) عن‬

‫استغفار الرسول لهم سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) أي استغفارك لهم وعدمه سواء‬

‫والسبعة بهمزة قطع مفتوحة من غير مد ووصلها قوم على حذف حرف االستفهام ألن أم المعادلة‬

‫تدل عليه وقرئ شاذا استغفرت بهمزة ثم ألف (لن يغفر هللا لهم الرسوخهم في الكفر (إن هللا ال‬

‫يهدي القوم الفاسقين) أي الذين سبق ذكرهم وهم الكافرون والمنافقون والمستكبرون (هم الذين‬

‫يقولون) والقائل عبد هللا بن أبي ألصحابه المؤمنين األنصار في غزوة تبوك (ال تنفقوا على من عند‬

‫رسول هللا) وهم فقراء المهاجرين (حتى ينفضوا) أي ألجل أن يتفرقوا عنه وقرئ حتى ينفضوا بضم‬

‫الياء وسكون النون أي ألجل أن تفنى أزوادهم (وهللا خزائن السموات واألرض) أي مفاتيح الرزق‬

‫يعطي من يشاء ويمنع من يشاء (ولكن المنافقين ال يفقهون أن هللا يرزقهم وأن أمره إذا أراد شيئا‬
‫أن يقول له كن فيكون (يقولون) في تبوك (لئن رجعنا ) من غزوة بني المصطلق (إلى المدينة ليخرجن‬

‫األعز منها األذل) قال المفسرون اختلف أجير عمر وهو جهجاه بن سعيد مع أجير عبد هللا بن أبي‬

‫وهو سنان الجهني في بعض الغزوات فأسمع أجير عمر عبد هللا بن أبي المكروه واشتد عليه لسانه‬

‫فغضب عبد هللا وعنده رهط من قومه فقال أما وهللا لئن رجعنا من غزوتنا هذه إلى المدينة ليخرجن‬

‫األعز منها األذل وأراد عبد هللا باألعز نفسه وباألذل رسول هللا والمؤمنين ثم أقبل على قومه فقال لو‬

‫أمسكتم النفقة عن هؤالء المهاجرين ألوشكوا أن يتحولوا عن دياركم وبالدكم فال تنفقوا عليهم‬

‫حتى ينفضوا من حول محمد فنزلت هذه اآلية وسبب غزوة بني المصطلق أن رسول هللا له بلغه أن‬

‫بني المصطلق وهم حي من هذيل يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار وهو أبو جويرية زوج‬

‫النبي فخرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل‬

‫فوقع القتال فهزم هللا بني المصطلق وكان سبيهم سبعمائة فلما أخذ النبي جويرية من السبي لنفسه‬

‫أعتقها وتزوجها فقال المسلمون صار بنو المصطلق أصهار رسول هللا فأطلقوا ما بأيديهم من السبي‬

‫إكراما لرسول هللا ولهذا قالت عائشة رضي هللا عنها وما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من‬

‫جويرية ولقد أعتق بتزويج رسول هللا لها مائة أهل بيت من بني المصطلق اهـ وإسناد القول المذكور‬

‫إلى المنافقين لرضاهم به فرد هللا عليهم ذلك بقوله تعالى (وهللا العزة) أي القوة ( ولرسوله وللمؤمنين)‬

‫فعزة هللا قهره ألعدائه وعزة رسوله إظهار دينه على األديان كلها وعزة المؤمنين نصر هللا إياهم على‬
‫أعدائهم ( ولكن المنافقين ال يعلمون) أن هللا معز أولياءه ومذل أعداءه ولو علموه ما قالوا مقالتهم‬

‫روي أن عبد هللا بن أبي لما أراد أن يدخل المدينة اعترضه ابنه عبد هللا بن عبد هللا بن أبي وكان‬

‫مخلصا وقال لئن لم تقر هللا ولرسوله بالعز ألضربن عنقك فلما رأى منه الجد قال أشهد أن العزة‬

‫هللا ولرسوله وللمؤمنين فقال النبي ال البنه جزاك هللا عن رسوله وعن المؤمنين خيرا (يأيها الذين‬

‫آمنوا ال تلهكم أموالكم وال أوالدكم عن ذكر هللا) أي ال يشغلكم االعتناء بمصالحها والتمتع‬

‫بها عن فرائض هللا تعالى نحو الصالة والزكاة والحج (ومن يفعل ذلك) أي ومن ألهاه ماله وولده عن‬

‫طاعة هللا تعالى ( فأولئك هم الخاسرون) أي في تجارتهم حيث باعوا الشريف الباقي بالخسيس الفاني‬

‫(وأنفقوا مما رزقناكم) أي بعض ما أعطيناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت) أي مقدمات‬

‫الموت ( فيقول) عند تيقنه بحلول الموت رب لوال أخرتني إلى أجل قريب أي هال أمهلتني إلى أمد‬

‫قصير بقدر ما استدرك فيه ما فاتني (فأصدق) من مالي بتشديد الصاد والدال وقرأ أبي فأتصدق‬

‫على األصل وأكن من (الصالحين أي أكن من الحاجين عن ابن عباس قال من كان له مال يبلغه‬

‫حج بيت ربه أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل إال سأل هللا الرجعة عند الموت وقرأ أبو عمرو وأكون‬

‫بالنصب عطفا على لفظ جواب التمني والباقون وأكن بالجزم عطفا على محله وقرئ وأكون بالرفع‬

‫أي وأنا أكون ( ولن يؤخر هللا نفسا ) أي عن الموت إذا جاء أجلها وهللا خبير بما تعملون) فمجاز‬

‫لكم عليه وقرأ شعبة بالياء التحتية‬

You might also like