Professional Documents
Culture Documents
MG Asul-2
MG Asul-2
من الخلق (الملك) فكلهم تحت تصرفه وفى قبضة قدرته (القدوس) أى المنزه عما يخطر ببال أوليائه
كما نقل عن الغزالي وقيل أى المبارك أو الطاهر بال ولد والشريك (العزيز ) أى الغالب في ملكه
بالنقمة لمن ال يؤمن به (الحكيم) أى الذى يضع األشياء مواضعها وقد قرئت هذه الصفات األربع
بالرفع على الملح ( هو الذي بعث فى األميين رسوال منهم) أي هو الذي أرسل الى العرب رسوال من
جملتهم وهو محمد صلى هللا عليه وسلم فهو من جنسهم قال ابن عباس المراد باالميين الذين ليس لهم كتاب
والني بعث فيهم ينالوا عليهم آياته التي تبين رسالته وتظهر نبوته مع كونه أميا مثلهم لم يعتد منه
قراءة وال تعلم وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم االستعانة بالكتابة على ما أتى به من الوحى وتكون
حاله مشابهة لحال أمته الذين بعث فيهم (ويزكيهم) أى يطهرهم من خبث الشرك وخبث األقوال
واألفعال و يعلمهم الكتاب) أى آيات القرآن (والحكمة) أى وجه التمسك بها وقيل الكتاب هو
اآليات نما والحكمة ما أودع فيها من المعاني (وان كانوا من قبل لفي ضالل مبين) أى والحال انهم كانوا
من قبل مجي ،محمد اليهم بالقرآن لفي ضالل ظاهر النهم كانوا عبدة األصنام وآخرين منهم لما يلحقوا
بهم وآخر بن معطوف على االميين ولما يلحقواصفة آلخرين أى و بعثه إلى غير العرب من أى
طائفة كانت لم يلحقوا بالعرب االول وهم كل من دخل فى االسالم بعد النبي صلى هللا عليه وسلم الى
يوم القيامة ويجوز أن يكون معطوفا على الضمير المنصوب في و يعلمهم أى و يعلم آخرين من االميين لم
يلحقوا بهم وهم كل من يعلم شريعة محمد صلى هللا عليه وسلم إلى آخر الزمان فرسول هللا معلمهم بالقوة
أى في المعنى والحكم النه أصل الخير والفضل (وهو العزيز الحكيم) حيث جعل في كل واحد من البشر أثر
الفقر اليه وجعل فى كل مخلوق ما يشهد بوحدانيته (ذلك) أى تفضيل رسول هللا على غيره والحاق
أبناء العجم الذين آمنوا و شاهدوا الرسول بقريش في درجة الفضل (فضل هللا) وهو مالم يكن مستحقا
( يؤتيه من يشاء) وهم رسول هللا واألميون واآلخرون ( وهللا ذو الفضل العظيم) على جميع خلقه في
الدنيا بتعليم الكتاب والحكمة وفي اآلخرة بتفخيم الجزاء على األعمال (مثل الذين حملوا التوراة
تم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) أي صفة الذين أمروا بأن يعملوا بما فى التوراة ثم لم يعملوا بما
أمروا فيها كصفة الحمار يحمل كتبا كبارا فى عدم انتفاعه بها وقال أهل المعاني هذا المثل مثل من
يفهم معانى القرآن ولم يعمل به وأعرض عنه اعراض من ال يحتاج اليه (بنس مثل القوم الذين كذبوا
با آیات هللا أى بلس صفة القوم الذين كذبوا بالتوراة حين تركوا االيمان بمحمد صلى هللا عليه وسلم
( وهللا ال يهدى القوم الظالمين) ألنفسهم بتكذيب األنبياء (قل يأيها الذين هادوا أى الذين تهودوا
وقالوا نحن أبناء هللا وأحباؤه (ان زعمتم أنكم أولياء هللا من دون الناس فتمنوا الموت) أى ان قلتم
انكم أحباء هللا من دون محمد وأصحابه فتمنوا من هللا أن يميتكم وينقلكم سريعا من دار البلية الى دار
الكرامة التي أعدها هللا الحبابه وقوله تعالى فتمنوا الموت جواب الشرط والعامة بضم الواو وقرأ
ابن السميقيع وابن بعمرو ابن أبى اسحق بكسرها وقرأ ابن السميقيع أيضا بفتحها للتخفيف (ان
كنتم صادقين) في زعمكم فتمنوا الموت فان من أيقن بأنه من أهل الجنة أحب أن يتخلص اليها
وطريقها الموت وال يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) أى و يأبون التمنى للموت بسبب ما عملوا من الكفر
وتحريف اآليات الموجب لدخول النار (وهللا عليم بالظالمين) أي بظلم الظالمين من تحريف اآليات
وعنادهم لها (قل ان الموت الذي تفرون منه فانه مالقيكم أى ان الوت الذي تخافون من أن تتمنوه
بالنكم بسبب ما قدمتموه من تحريف اآليات وغيره مالقيكم البتة والفاء في فانه لتضمن االسم معنى
الشرط باعتبار الوصف وقرأز بدبن على انه بدون فاء وفى قراءة ابن مسعود نفرون منه مال فيكم
من غير فانه تم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) فاهلل تعالى عالم عاعيتم عن الخلق من نعت محمد صلى
هللا عليه وسلم وبما أسررتم في أنفسكم من تكذيب كم رسالته فيكم ما كنتم تعملون اما عيانا
مقرونا بلقائكم يوم القيامة أو بالجزاء ان كان خير الغير وان كان شرا فشر (يأيها الذين آمنوا اذا
بودى للصالة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر هللا أى اذا بودي لوقت الصالة من يوم الجمعة فاذهبوا
إلى الخطبة والصالة وذروا البيع) أى تركوا العاملة (ذلكم) أى الذهاب الى ذكر هللا وترك المعاملة
(خير لكم) في اآلخرة من التكب في ذلك الوقت ان كنتم تعلمون أى ان كنتم أهل العلم فأتم
ترون ذلك خيرا (فاذا قضيت الصالة فانتشروا فى االرض وابتغوا من فضل هللا) أى اذا أديت الصالة
فاخرجوا من المسجد ان شئتم القامة مصالحكم واطلبوا الرزق ان شئتم فهذ مرخصة بعد النهي بقوله
تعالى وذروا البيع وعن عراك من مالك أنه كان اذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد قال
اللهم أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرزاقين
(واذكروا هللا كثيرا ) على كل حال بالقلب واللسان قال مجاهد ال يكون من الذاكرين هللا
كثيرا حتى يذكره قائما وقاعدا ومضطجعا وعن عمر رضى هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال اذا
أتيتم السوق فقولو اال إله إال هللا وحده الشريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شي قدير
فان من قالها كتب هللا له ألف ألف حسنة وحط عنه ألف ألف خطيئة ورفع له ألف ألف درجة
(لعلكم تفلحون) أي كي تفوزوا بخير الدارين أى لما جعل يوم الجمعة يوم شكر واظهار سرور
وتعظيم نعمة احتيج فيه الى االجتماع الذى به تقع شهرته فجمعت الجماعات له واحتيج فيه الى الخطبة
تذكيرا بالنعمة وهي ما أنعم هللا تعالى به عليهم من نعمة الوجود والعقل وغير ذلك مما ال يحصى ولما
كان مدار التعظيم أنما هو على الصالة جعلت الصالة لهذا اليوم وسط النهار لهيتم االجتماع ولم تجز هذه
الصالة االقى مسجد واحد ليكون أدعى الى االجتماع (واذارأوا تجارة أولهوا) وهو الطبل أى واذا
سمعوا صوتا يدل على قدوم التجارة (انفضوا اليها) أى تفرقوا الى التجارة وقرى اليهما وتركوك
قائما) على المنبر تخطب قال مقاتل ان دحية بن خليفة الكلبي قبل أن يسلم أقبل نتجارة من الشام وكان
معه من أنواع التجارة وكان يتلقاه أهل المدينة بالطبل والصفق وكان ذلك في يوم الجمعة والنبي صلى
هللا عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فخرج الناس اليه وتركوا النبي صلى هللا عليه وسلم ولم يبق اال اثنا
عشر رجال أو أقل كثمانية أوأكثر كار بعين فقال صلى هللا عليه وسلم لوال هؤالء لومت لهم الحجارة
ونزلت هذه اآلية وكان من الذين معه أبو بكر وعمر قال قتادة فعلوا ذلك ثالث مرات وقال مقاتل بن
حبان كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يصلى الجامعة قبل الخطبة كالعيدين فلما خرج الناس لقدوم
دحية بتجارة وظنوا أنه ليس في ترك الخطبة شيء من االتم أنزل هللا تعالى هذه اآلية فقدم النبي صلى
هللا عليه وسلم الخطبة وأخر الصالة (قل) يا أشرف الخلق للمؤمنين زجرا عن العود لمثل ذلك الفعل
(ماعند هللا خير من اللهو ومن التجارة) أى ما عند هللا من نواب النبات مع النبي صلى هللا عليه وسلم
خير من لذة لهوكم وفائدة تجارتكم (وهللا خير الرازقين) أى أفضل المطلين فمنه اطلبوا الرزق
Al-Munafiqun
)سورة المنافقون مدنية إحدى عشرة آية ومائة وثمانون كلمة وسبعمائة وستة وسبعون حرفا(
إذا جاءك (المنافقون) أي إذا حضر مجلسك منافقو أهل المدينة عبد هللا بن أبي ومعتب بن قشير
وجد بن قيس وكانوا بني عم (قالوا نشهد إنك لرسول هللا وقولهم نشهد نفي للنفاق عن أنفسهم
روى زيد بن أرقم قال كنت مع عمي فسمعت عبد هللا بن أبي ابن سلول يقول ال تنفقوا علي من
عند رسول هللا حتى ينفضوا وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن األعز منها األذل فذكرت ذلك
العمي فذكر ذلك عمي الرسول هللا فأرسل رسوال إلى عبد هللا بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا
فصدقهم رسول هللا ﷺ وكذبني فأصابني هم لم يصبني مثله فجلست في بيتي فأنزل هللا عز وجل إذا
جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول هللا إلى قوله هم الذين يقولون ال تنفقوا على من عند رسول
هللا حتى ينفضوا إلى قوله ليخرجن األعز منها األذل فأرسل إلى رسول هللا ﷺ ثم قال إن هللا قد
صدقك (وهللا يعلم إنك لرسوله) سواء أشهد المنافقون بذلك أم ال وهذه جملة معترضة بين قولهم
نشهد إنك لرسول هللا وبين قوله تعالى وهللا يشهد إلخ إلماطة توهم توجه التكذيب إلى منطوق
كالمهم (وهللا يشهد إن المنافقين لكاذبون) من إخبارهم عن أنفسهم أنهم يشهدون فإن ضمير
قلوبهم على غير تلك الشهادة اتخذوا أيمانهم الكاذبة (جنة) أي سترة عما خافوا على أنفسهم من
القتل وقرأ الحسن بكسر همزة إيمانهم (فصدوا عن سبيل هللا) أي أعرضوا بأنفسهم عن طاعة
هللا تعالى وطاعة رسوله وقد منعوا الضعفة عن اتباع رسول هللا في السر وعن اإلنفاق في سبيل
هللا ( إنهم ساء ما كانوا يعملون) حيث آثروا الكفر على اإليمان وأظهروا خالف ما أضمروا
(ذلك) أي سوء أعمالهم (بأنهم آمنوا) في الظاهر وشابهوا المسلمين في نطق كلمة الشهادة وفي
األفعال (ثم كفروا) أي ثم ظهر كفرهم بعد ذلك بقولهم إن كان ما يقول محمد حقا فنحن
حمير وبقولهم في غزوة تبوك أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر هيهات (فطبع
على قلوبهم لسوء أفعالهم وقصدهم اإلعراض عن الحق وقرئ على البناء للفاعل وقرئ فطبع
هللا أي تركهم هللا في أنفسهم الجاهلة وأهوائهم الباطلة (فهم ال يفقهون شيئا فال يميزون صوابا
من خطأ وال حقا من باطل وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم لضخامتها ولصباحة وجوههم فهم
أشباح وقوالب ليس وراءها ألباب وحقائق (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحتهم وذالقة ألسنتهم
وحالوة كالمهم وقرئ يسمع على البناء للمفعول (كأنهم خشب مسندة) أي مشبهين بأخشاب
منصوبة مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحا خالية عن العلم والخير (يحسبون كل صيحة عليهم)
أي واقعة عليهم والوقف هنا تام فقوله عليهم مفعول ثان قال مقاتل إذا نادى مناد في العسكر أو
انقلتت دابة أو نشدت ضالة مثال ظنوا أنهم يرادون بذلك لما في قلوبهم من الرعب وذلك ألنهم
على وجل من أن يهتك هللا أستارهم ويكشف أسرارهم هم العدو) أي هم الكاملون في العداوة
(فاحذرهم) أن تأمنهم على السر وال تلتفت إلى ظاهرهم فإن أعدى األعادي العدو المكاشر الذي
يكاشرك وتحت ضلوعه الداء الدوي (قاتلهم هللا) أي أهلكهم هللا فإن أصل المعنى أحلهم هللا
محل من قاتله عدو قاهر يهلكه ألن هللا تعالى قاهر لكل معاند فإذا قاتلهم أهلكهم (أنى يؤفكون)
أي كيف يصرفون عن الحق إلى الكفر والضالل وإذا قيل لهم (تعالوا إلى رسول هللا وتوبوا
من الكفر والنفاق يستغفر لكم رسول هللا لووا رءوسهم) أي حركوها إعراضا وإباء روي أنه
لما نزل القرآن في فضيحة المنافقين أتاهم عشائرهم من المؤمنين وقالوا لهم ويلكم افتضحتم
بالنفاق وأهلكتم أنفسكم فأتوا رسول هللا وتوبوا إليه من النفاق واسألوه أن يستغفر لكم فأبوا
ذلك فنزلت هذه اآلية ( ورأيتهم يصدون) أي يعرضون عن االعتذار (وهم مستكبرون) عن
استغفار الرسول لهم سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) أي استغفارك لهم وعدمه سواء
والسبعة بهمزة قطع مفتوحة من غير مد ووصلها قوم على حذف حرف االستفهام ألن أم المعادلة
تدل عليه وقرئ شاذا استغفرت بهمزة ثم ألف (لن يغفر هللا لهم الرسوخهم في الكفر (إن هللا ال
يهدي القوم الفاسقين) أي الذين سبق ذكرهم وهم الكافرون والمنافقون والمستكبرون (هم الذين
يقولون) والقائل عبد هللا بن أبي ألصحابه المؤمنين األنصار في غزوة تبوك (ال تنفقوا على من عند
رسول هللا) وهم فقراء المهاجرين (حتى ينفضوا) أي ألجل أن يتفرقوا عنه وقرئ حتى ينفضوا بضم
الياء وسكون النون أي ألجل أن تفنى أزوادهم (وهللا خزائن السموات واألرض) أي مفاتيح الرزق
يعطي من يشاء ويمنع من يشاء (ولكن المنافقين ال يفقهون أن هللا يرزقهم وأن أمره إذا أراد شيئا
أن يقول له كن فيكون (يقولون) في تبوك (لئن رجعنا ) من غزوة بني المصطلق (إلى المدينة ليخرجن
األعز منها األذل) قال المفسرون اختلف أجير عمر وهو جهجاه بن سعيد مع أجير عبد هللا بن أبي
وهو سنان الجهني في بعض الغزوات فأسمع أجير عمر عبد هللا بن أبي المكروه واشتد عليه لسانه
فغضب عبد هللا وعنده رهط من قومه فقال أما وهللا لئن رجعنا من غزوتنا هذه إلى المدينة ليخرجن
األعز منها األذل وأراد عبد هللا باألعز نفسه وباألذل رسول هللا والمؤمنين ثم أقبل على قومه فقال لو
أمسكتم النفقة عن هؤالء المهاجرين ألوشكوا أن يتحولوا عن دياركم وبالدكم فال تنفقوا عليهم
حتى ينفضوا من حول محمد فنزلت هذه اآلية وسبب غزوة بني المصطلق أن رسول هللا له بلغه أن
بني المصطلق وهم حي من هذيل يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار وهو أبو جويرية زوج
النبي فخرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل
فوقع القتال فهزم هللا بني المصطلق وكان سبيهم سبعمائة فلما أخذ النبي جويرية من السبي لنفسه
أعتقها وتزوجها فقال المسلمون صار بنو المصطلق أصهار رسول هللا فأطلقوا ما بأيديهم من السبي
إكراما لرسول هللا ولهذا قالت عائشة رضي هللا عنها وما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من
جويرية ولقد أعتق بتزويج رسول هللا لها مائة أهل بيت من بني المصطلق اهـ وإسناد القول المذكور
إلى المنافقين لرضاهم به فرد هللا عليهم ذلك بقوله تعالى (وهللا العزة) أي القوة ( ولرسوله وللمؤمنين)
فعزة هللا قهره ألعدائه وعزة رسوله إظهار دينه على األديان كلها وعزة المؤمنين نصر هللا إياهم على
أعدائهم ( ولكن المنافقين ال يعلمون) أن هللا معز أولياءه ومذل أعداءه ولو علموه ما قالوا مقالتهم
روي أن عبد هللا بن أبي لما أراد أن يدخل المدينة اعترضه ابنه عبد هللا بن عبد هللا بن أبي وكان
مخلصا وقال لئن لم تقر هللا ولرسوله بالعز ألضربن عنقك فلما رأى منه الجد قال أشهد أن العزة
هللا ولرسوله وللمؤمنين فقال النبي ال البنه جزاك هللا عن رسوله وعن المؤمنين خيرا (يأيها الذين
آمنوا ال تلهكم أموالكم وال أوالدكم عن ذكر هللا) أي ال يشغلكم االعتناء بمصالحها والتمتع
بها عن فرائض هللا تعالى نحو الصالة والزكاة والحج (ومن يفعل ذلك) أي ومن ألهاه ماله وولده عن
طاعة هللا تعالى ( فأولئك هم الخاسرون) أي في تجارتهم حيث باعوا الشريف الباقي بالخسيس الفاني
(وأنفقوا مما رزقناكم) أي بعض ما أعطيناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت) أي مقدمات
الموت ( فيقول) عند تيقنه بحلول الموت رب لوال أخرتني إلى أجل قريب أي هال أمهلتني إلى أمد
قصير بقدر ما استدرك فيه ما فاتني (فأصدق) من مالي بتشديد الصاد والدال وقرأ أبي فأتصدق
على األصل وأكن من (الصالحين أي أكن من الحاجين عن ابن عباس قال من كان له مال يبلغه
حج بيت ربه أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل إال سأل هللا الرجعة عند الموت وقرأ أبو عمرو وأكون
بالنصب عطفا على لفظ جواب التمني والباقون وأكن بالجزم عطفا على محله وقرئ وأكون بالرفع
أي وأنا أكون ( ولن يؤخر هللا نفسا ) أي عن الموت إذا جاء أجلها وهللا خبير بما تعملون) فمجاز