Professional Documents
Culture Documents
أثر إصالحات قطاع الخدمات المصرفية على االقتصاد الجزائري
أثر إصالحات قطاع الخدمات المصرفية على االقتصاد الجزائري
أثر إصالحات قطاع الخدمات المصرفية على االقتصاد الجزائري
لجنة المناقشة:
إلى كل من صلى على الحبيب املصطفى حبيبنا محمد عليه أفضل الصالة والسالم
إلى التي تعبت ألرتاح وسهرت ألنام ،الى التي كانت سندا لي في دربي دائما
إلى التي أسعى لرضاها ويكفيني هناها ،الى اغلى ما املك في الوجود
إلى جدي الذي تكفل املشقة في تعليمي ولم يبخل على بش يء
إ
إ
إ
إ
إ
إ
إ
إ
إ
إ
شكر وعرفانإ
إ
إ
الحدم هلل الذي أنار لنا درب العلم واملعرفة ووفقنا الى اداء هذا العمل والصالة والسالم
على نبي الرحمة ونور العاملين سيدنا وحبيبنا محمد صلى هللا عليه وسلم
الدكتور قدال زين الدين الذي تفضل باإلشراف على هذا العمل
شكرا له
شكرا لهم
كلمة شكر
الفهرس l..........................................................................................................................................................................
I
خالصة الفصل 00.........................................................................................................................................................
II
املطلب الثاني:أتقديم بنك الفالحة والتنمية الريفية 10..............................................................................................
املالحق
أ
III
قائمة الجداول
قائمة الاشكال
IV
مقدمة عامة:
_1إشكالية البحث:
لقد تميز النظام املصرفي الجزائري قبل الاستقالل بوجود عدد من البنوك موزعة عبر كافة التراب
الوطني كانت تخدم مصالح الاحتالل الفرنس ي ،أما بعد الاستقالل فقد ورثت الجزائر نظاما مصرفيا واسعا
مملوكا لرأس املال الفرنس ي وقائم على أساس نظام اقتصادي ليبيرالي ،ونتيجة لذلك فقد واجهت الجزائر
وضعا اقتصاديا صعب بسبب النتائج عن حرب التحرير من جهة ،ومغادرة الاطارات الفرنسية املسيرة لتلك
البنوك من جهة ثانية ،الامر الذي أدى بالسلطات الجزائرية الى تحدي تلك الصعاب والاقدام على تأميم هذه
البنوك قصد تعبئة مواردها املالية املتواضعة خدمة الاقتصاد الوطني ،حيث عمدت السلطات املعنية
بتأسيس بنكا مركزيا يضطلع بمهامه التقليدية في اطار توجيه السياسة النقدية للبالد والتحظير إلنشاء عملة
وطنية ،وهكذا فقد تم انشاء مجموعة من الهيئات املالية والبنوك.
تشتغل البنوك حيزا هاما في الاصالحات الاقتصادية ألهناا تعتبر املمول الرئيس ي ملختل الاستممارات
واملشاريع كما ان النشاطات البنكية اصبحت عملية يومية تام قطاعا واسعا من الافراد واملؤسسات
واملنظمات ،وتتزايد اهميتاا يوم بعد يوم ،بسبب ما يشهده الاقتصاد من تحوالت عميقة ،لذا تشهد الجزائر
اصالحات اقتصادية عميقة تادف الى مرور الاقتصاد الوطني من اقتصاد املخطط الى اقتصاد السوق ،مما
حتم على الجزائر اصالح القطاع البنكي ،ألن مدى نجاح الاصالحات الاقتصادية تتوق عن صحة النظام
املالي بخلق مناخ جديد ينظم العالقة بين البنوك واملؤسسات الطالبة للقروض في اطار التسيير الالمركزية.
كما اثبتت التطورات الاقتصادية في الدول النامية التي تسعى جاهدة لتحقيق التنمية املحلية بموارد
مالية محدودة اهمية دور النظام املصرفي في تعبئة املدخرات وتمويل التنمية الاقتصادية واملحافظة على
الاستقرار الاقتصادي.
ويممل الاقتصاد الجزائري نموذجا القتصاد نامي ،حيث اعتبرت مرحلة التسعينات التي مرت باا
الجزائر ادق مراحل التحول في تاريخ الاقتصاد الجزائري الحديث ،حيث شهد عدة اصالحات لتحقيق التنمية
الاقتصادية.
وللجابة على هذه الاشكالية ينبغي علينا طرح ألاسئلة الفرعية :
أ
_2فرضيات الدراسة:
_ بإمكان القطاع املصرفي الجزائري في ظل لاصالحات الفعالة على جميع املستويات الرفع من كفاءته وقدرته
التنافسية بالرغم من إختالف أنواع البنوك و تعدد الوظائ تجاه املصلحة العامة والخاصة ،سواء داخل
املؤسسة أوخارجها.
_ إن إصالح القطاع الخدمات املصرفية الجزائرية مطلب أولي لتحقيق التنمية لاقتصادية على الصعيدين
الوطني والعالمي.
هناك العديد من الدوافع واملبررات الذاتية واملوضوعية التي ساقتنا في اختيار هذه املوضوع من بيناا ما يلي:
_ مقرر من طرف الادارة اختيار املوضوع املدرج عامة واملوضوع من طرف الاستاذ املؤطر خاصة.
_ اهمية القطاع البنكي وجذب النظر على ما يمكن ان تقوم به من دور فعال في دفع الاقتصاد الوطني الى
عجلة التنمية الاقتصادية.
_ اكتساب معارف جديدة تنمي فكرنا وفكر القارئ الذي يستعين ببحمنا.
_ الجهاز املصرفي يعتبر من الاجهزة الفعالة والتي لها الاثر الكبير على كل القطاعات ،فهو جهاز فاعل ومنشط
لبقية القطاعات.
_5حدود الدراسة:
مست الدراسة الجهاز املصرفي والاصالحات املصرفية الجزائرية من سنة 8811الى ما بعد قانون 88/03
املتعلق بالنقد والقرض ،كما ارتكزت الدراسة التطبيقية على دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية.
ب
_6املنهج املتبع:
بغرض الاجابة على الاشكالية املطروحة تم استخدام كل من املنهج الاستقرائي والاستنباطي باالعتماد على
اسلوبين:
_ الاسلوب النظري :يتم من خالله التطرق الى مفهوم الخدمات املصرفية ودورها في تنمية الاقتصاد الجزائري،
وذلك من خالل الرجوع الى مصادر املعلومات المانوية من كتب باإلضافة الى الاستعانة باملذكرات الجامعية
وخدمات الانترنيت.
_ الاسلوب امليداني :نتطرق من خالله تقديم بنك الفالحة والتنمية الريفية وذلك من خالل استقراء املعلومات
واملعطيات املوثوقة ،ومن خالل اجراء املقابالت الشخصية مع مسؤولي ادارة البنك من أجل الحصول على
وجهات نظرهم وآرائام حول املوضوع.
_7تقسيم البحث:
تناول الفصل الاول القطاع الخدماتي املصرفي ،والذي قسم الى ثالث مباحث الاول بعنوان ماهية الخدمات
املصرفية ،والماني تحديد الخدمات املصرفية والمالث بعنوان آليات تحديث الخدمات املصرفية.
_ أما الفصل الماني فجاء تحت عنوان التنمية الاقتصادية والاقتصاد الجزائري والذي قسم بدوره الى ثالث
مباحث بحيث يعالج املبحث الاول اساسيات التنمية الاقتصادية ،واملبحث الماني عموميات حول اصالح
الاقتصاد الجزائري ،اما املبحث المالث فتناول انعكاسات الاصالحات الاقتصادية مع التقييم لها.
_ وأخيرا الفصل المالث الذي يتممل في الجانب التطبيقي والذي جاء بعنوان دراسة حالة بنك الفالحة
والتنمية الريفية ويشمل ثالث مباحث جاء على النحو التالي:
املبحث الاول ملحة حول بنك الفالحة والتنمية الريفية ،املبحث الماني فحص تقديم وكالة بنك الفالحة
والتنمية الريفية _مستغانم ،واملبحث المالث تناول اصالحات بنك البدر واثر هذه الاصالحات على البنك.
ج
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
مقدمة الفصل:
نظرا للتحوالت التي يعرفها الاقتصاد الجزائري والتي تتجه نحو اعتماد ميكانيزمات إلاقتصاد الحر وما
يتطلبه هذا التحول من إعادة النظر في دواليب السياسات الاقتصادية عموما ،والجهاز املصرفي بصفة
خاصة.
يؤدي الجهاز املصرفي دور الضابط واملمول لالقتصاد ،وهذا ما يقتض ي إعادة النظر في وسائل
تسييره ،وعلى هذا فقد عرف هذا الجهاز اصالحات متتالية ومتعاقبة كانت في مجملها قانونية ،فبعد ما تم
تأميمه في السنوات ألاولى لالستقالل عرف تعديالت من حيث إطاره القانوني سنتي ، 6899_6891ثم
الاصالحات الجوهرية التي تمثلت في صدور القانون " رقم 69/89املتعلق بالنقد والقرض " ،والذي يهدف إلى
1
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
تعد الخدمات املصرفية احد عناصر مزيج التسويق املصرفي ،واحد الركائز التي يعتمد عليها في وضع
الاستراتيجية التسويقية للبنك بل في وضع الاستراتيجية العامة للبنك ،وهي على غرار السلع املادية وباقي
الخدمات الاخرى تتصف بخصائص تميزها وتجعلها تحدد املعالم الرئيسية للبنك ،وقد عرفت مجاال كبيرا من
التغير والتطور بفضل التكنولوجيا الحديثة التي تبنتها البنوك والتي أضافت لها العديد من املميزات .
لقد تطورت الخدمة املصرفية من شكلها التقليدي الى الحديث بتطور وظائف املصارف وتعددها
وتنوعها حسب طلب العميل بعد أن أصبح سيد السوق.1
من الصعب اعطاء أو حصر مفهوم دقيق للخدمة املصرفية التي تفرض على املستهلك ،وهذا ما يفسر وجود
عدد كبير من املفاهيم في هذا املجال.
فحسب الجمعية الامريكية :الخدمة املصرفية تظهر على شكل نشاطات منافع أو اشباع حاجة أثناء بيع السلع
ومن هذا التعريف يتضح:
_ الخدمة تعني منافع أو اشباع حاجة ناتجة عن بيع الخدمات املستقلة كخدمات البنوك والتأمينات.
_ الخدمة تعني منافع أو اشباع حاجة تحقق مباشرة من خالل استهالك سلعة معينة أو خدمة كاإليواء.
_ أما فيليب كوتلر فيعرف الخدمة على انها :نشاط او أداء قابل للتبادل غير ملموس ويؤدي إلى نقل الحيازة
وقد تكون الخدمة مرتبطة باملنتج املادي ،كما يمكن أن تكون مستقلة بذاتها.
ويرى ستانتون :على انها وضع القائمة باألنظمة التي تعبر عن الخدمات ويتم تقديمها للعمالء سواء
نهائيين او غير نهائيين وتتصف هذه القائمة ب :خدمات النقل ،خدمات عالجية ،خدمات استشارية......
ومن هذا املنطلق فان الخدمة املصرفية تعتبر مصدرا للعمالء في اشباع رغباتهم وحاجاتهم أما من
جهة نظر البنك فهي مصدرا للربح حيث تحقق ألاهداف الاستراتيجية له ،واملفهوم الحديث للخدمة املصرفية
له يرتبط بالقيمة.أو جوهر املنفعة املترتبة عنها في التجربة التي يعيشها العميل.2
تعبر الخدمات املصرفية عن اداء او نشاط غير مادي يقدم من قبل املصارف للعمالء ،فهي مصدر
للطرفين البنك والعميل ،فالبنك يعد الخدمة املصرفية مصدرا للربح وللعميل تعد مصدرا إلشباع حاجاته
1محسن أحمد الخضري "،التسويق املصرفي" ،الطبعة الاولى ،مصر ،ايتراك للنشر ،6888 ،ص .61 .61
2توترة حياة ،سامر بحتة" ،املنافسة بين البنوك فيما يخص الخدمات البنكية" ،دراسة حالة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس،علوم اقتصادية
جامعة شلف ،الجزائر ،4992_4992 ،ص .14
2
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
وعليه فالخدمة املصرفية أداء غير مادي يقدم من طرف املصارف ،وتكون مصدرا لربح وإشباع رغبات العميل
فالخدمة تتطلب لذاتها ولجوهرها.
وتمثل الخدمات املصرفية واملالية مجموع الخدمات التي تقدمها البنوك لعمالئها وترتبط هذه الخدمات
بالوظائف ألاساسية للبنوك ،وهي الايداع والائتمان وخدمات الاستثمار ،فالخدمات املصرفية عديدة
ومتنوعة وهناك من يقسمها إلى الخدمات املصرفية التقليدية والخدمات املصرفية املستحدثة ،وخدمات
متعلقة بإدارة الاموال والاستثمار في الاوراق املالية.1
فالخدمات املصرفية التقليدية هي تلك الخدمات املتعلقة بخدمات الايداع والسحب وتسيير
الحسابات للزبائن والتحويالت املالية وإصدار الشيكات ،والتعامل بالنقد ألاجنبي ،وضع القروض والائتمان
وفتح الاعتمادات املستندية وإصدار خطابات الضمان وغيرها.
اما خدمات الاستثمار فهي الخدمات املتعلقة بإدارة محافظ الاوراق املالية ،وتقدم الاستشارة
والنصح والهندسة املالية ،وتقديم التمويالت العقارية وخدمات أمناء الاستثمار ،في حين الخدمات املستحدثة
فهي تلك الخدمات التي أصبحت تقدمها البنوك باستخدام تكنولوجيا الصناعة املصرفية وخاصة تكنولوجيا
الاتصاالت كخدمات البطاقات البنكية وخدمات الصراف آلالي وخدمات الهاتف املصرفي ،والبنك
املنزليوخدمات البنوك عبر شبكة ألانترنيت ،حيث أصبحت هذه الخدمات محل املنافسة الشديدة بين
البنوك على املستوى العالمي.2
املفهوم الثاني منفعي :ويتمثل في مجموعة املنافع التي يسعى الزبون لتحقيقها من جراء استخدامه للخدمة
املصرفية.
_1الخدمة املصرفية في مرحلة ما قبل التصنيع :لقد اعتمدت املجتمعات في هذه املرحلة على الزراعة
والصيد في توفير احتياجاتها ،لقد تميزت هذه املرحلة بالخصائص التالية:
1الدستوني حامد ابوزيد "،ادارة البنوك" ،القاهرة ،مصر ،دار الثقافة العربية ،6889 ،ص.692
2محمد عبد الوهاب الرويس" ،نموذج مقترح لقياس جودة الخدماتاملصرفية" ،بدولة قطر ،رسالة ماجستر ،كلية التجارة ،جامعة عين الشمس
مصر ،4994 ،ص.16
3رعد حسن الصرن" ،عوملة جودة الخدمات املصرفية" ،عمان ،الاردن ،دار للنشر والتوزيع ،4999 ،ص.419
3
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
_1_1الاكتفاء الذاتي :حيث ان كل اسرة تنتج ما تحتاجه من سلع وخدمات لذلك تتصف هذه املرحلة بعدم
وجود اي نشاط مالي أو مصرفي.
_2_1تبادل الفائض من الانتاج :يعد توجه ألاسر الى التخصص في الانتاج ،حدث ظهور فائض في الانتاج مما
دفعهم الى إجراء عملية املبادلة بالسلع وذلك من خالل مقايضة سلعة بسلعة اخرى ،وان الخدمات التي
كانت تقدم في تلك الفترة بسيطة ،شخصية ،طوعية ،أما بالنسبة الى الخدمات املصرفية فان معاملها لم تظهر
بعد ولكن أهم ما اتصفت به هذه املرحلة هو ظهور عملية التبادل.
_3_1ظهور النقود :نظرا لصعوبة إجراء عملية التبادل ومقايضة وذلك لعدم تكافؤ السلع والخدمات من
حيث الجودة والقيمة ،فان ذلك دفع الى ايجاد سلعة وسيطة تمكن ألافراد من التوصل الى عملية تبادل
مرضية ،مما ادى الى ظهور النقود ،والذي حقق تحول كبير في الانشطة املالية.
_4_1الايداع :بعد ظهور املسكوكات الذهبية والفضية والنقود ،وبعد أن أصبح هناك أفراد يمتلكون ثروات
وأصبحوا يخشون عليها من السرقة والضياع ،قاموا بإيداعها في املعابد ،وبذلك تعتبر هذه املرحلة بداية
لفكرة املصارف والخدمات املصرفية بشكل بسيط الا وهو الايداع.
_5_1الايداع والقروض :لقد لجأ اصحاب الثروات الى ايداع ثرواتهم لدى الصياغ ،وان هؤالء اخذوا يقومون
بإعطاء القروض لقاء فائدة معينة ،وتكون القروض لفترة قصيرة.
ان هذه املرحلة تميزت بظهور خدمة القروض اضافة الى خدمة الايداع وكذلك حصل الصياغ على فائدة
مقابل منح القروض.
_6_1بداية املصارف :تطور عمل الصياغ من الايداع والقروض والحصول على فائدة الى التنسيق والتعاون
فيما بينهم وقاموا بإنشاء املصارف أوراق البنكونت إلجراء عملية املقايضة.
ان الانشطة املصرفية في هذه الفترة اقتصرت على الايداع ،القروض لفائدة اصدار أوراق البنكونت.1
_2الخدمات املصرفية في مرحلة التصنيع :تميزت هذه املرحلة بتراكم رأس املال ،مما دفع أصحابه الى
استثماره في املشاريع الصناعية ،وان هذا الاستثمار أدى الى زيادة الثروات ،وهنا ظهرت الحاجة بشكل أكبر الى
املصارف أكثر تخصصا من الفترات السابقة بالشكل الذي جعلها تمثل مؤسسات ذات كيان لها تنظيم اداري
ولديه خبرة بالعمل ،وذلك نتيجة لزيادة مبالغ الايداع وزيادة رأسمال املصارف ،وزيادة امكانياتها في منح
القروض واعطاء الاستثمارات.
_3الخدمات املصرفية في مرحلة التقدم الصناعي :تتميز هذه املرحلة باستخدام التكنولوجيا املتطورة في
تقديم الخدمات املصرفية ،ولقد أصبحت املؤسسات تتسابق فيما بينها في استخدام ألاساليب الحديثة
1محمود جاسم الصميدعي ،ردينة عثمان يوسف" ،التسويق املصرفي مدخل استراتيجي كمي تحليلي" ،الطبعة الاولى ،عمان ،الاردن ،دار املناهج للنشر
والتوزيع ،4992 ،ص.22
4
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
والتقنيات املتطورة ،لكي تتمكن من تلبية حاجات ورغبات الزبائن وجلب اكبر قدر ممكن من ألافراد ،ألن
عملية الايداع والاقتراض والاستثمار أصبحت غير مقتصرة على أصحاب الثروات الطائلة ،وانما أصبح اغلب
الافراد يطلبون الخدمات املصرفية وذلك من خالل الايداع ،طلب القروض ،تحويل الاجور الى املصارف طلب
بطاقات الائتمان وغيرها من الخدمات املصرفية.
_4الخدمات املصرفية في مرحلة ما بعد التقدم الصناعي والظروف الحالية :ان اهم ما يميز القطاع
املصرفي في هذه املرحلة هو تعاظم دور التكنولوجيا املصرفية ،والعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من
ثمار تكنولوجيا املعلومات والاتصاالت ،بغية تطوير نظم ووسائل تقديم الخدمات املصرفية وابتكار تطبيقات
جديدة للخدمة املصرفية تتسم بالكفاءة والسرعة في ألاداء.1
ويمكن القول ان الخدمات املصرفية كغيرها من اوجه النشاطات الاقتصادية ،قد مرت بالعديد من
مراحل التطور ،حيث تحول النشاط من مجرد القيام بعمليات القرض والايداع في داخل حدود الدولة
املعنية الى قيام املصارف في مجال الاستثمار ،وتملكها الكثير من املشروعات الصناعية والخدمية والتجارية
وكذلك قيامها بتصدير خدماتها خارج الدولة ،وانتشار فروع الكثير من املصارف في معظم دول العالم ،وظهور
املصارف متعددة الجنسيات....الخ.
وال شك ان هذا التحول الكبير والتنوع امللحوظ في الخدمات املصرفية او في صناعة املصارف بصفة عامة
بمثابة ضرورة واقع التطور والنمو السريع في مختلف ألانشطة الاقتصادية في دول العالم املختلفة.3
1معراج هواري" ،تأثير السياسات التسويقية على تطوير الخدمات املصرفية للمصارف التجارية" ،دراسة ميدانية ،اطروحة الدكتوراه علوم التسيير
كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،4992 ،ص.41
2محمود جاسم الصميدعي ،وردينة عثمان يوسف"،مدخل استراتيجي كمي تحليلي" ،مرجع سبق ذكره ،ص.21
3سامر جلدة" ،البنوك التجارية والتسويق املصرفي" ،الطبعة الاولى ،عمان ،الاردن ،دار اسامة للنشر والتوزيع ،4998 ،ص.628
5
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
رغم اتفاق جميع الكتب حول خصائص الخدمات فان هناك وجهات نظر متباينة حول الخصائص
املميزة للخدمات املصرفية نظرا لطبيعة وخصوصية النشاط املصرفي من جهة ،ومن جهة ثانية نظرا
لخصوصية وحساسية الخدمات املصرفية اذا ما قورنت بالخدمات الاخرى من حيث انها متعددة ومتنوعة
وخاضعة لتغيرات مستمرة خاصة في ظل التطورات العاملية في مجال الصناعة املصرفية والتوسع في
استخدام الوسائط التكنولوجية في تقديم الخدمات املصرفية.1
_1ال يمكن صنع الخدمة مقدما أو تخزينها :فمن املستحيل انتاج الخدمة وتخزينها في انتظار العميل
فاملوظف يصنع الخدمة بمجرد أن يظهر العميل أمامه وفي اللحظات قليلة يبدأ في تجهيز املواد الخام وبقية
عناصر انتاج الخدمة وفي نفس اللحظات تعد الخدمة بما يتناسب مع طلب العميل وبالتالي فان موظف
البنك ال يعمل في مصنع امام خط انتاج مستمر ،ان البنك الذي قرر تعين املوظف في هذا املنصب قد
وضعه في خط املواجهة وعلى نقطة الحدود للتعامل مع العميل ويعلم البنك انه من خالل التدريب واملمارسة
سيكون بإمكان املوظف تقديم الخدمة للعميل وبما يجعله يشتهي العودة مرة اخرى الى طلب الخدمة.
_2ال يمكن للموظف انتاج عينات من الخدمة :يقوم املوظف بإنتاج وتقديم خدمة وهي عبارة عن خبرة
ومعايشة فهو ال يستطيع أن ينتج عينات من هذه الخدمة لكي يرسلها الى املستهلك ويحصل منه على موافقة
مسبقة عن جودة هذه الخدمة قبل استعماله لها كما انه ال يستطيع أن يوصل هذه الخدمة شفهيا الى
العميل مهما حاول أن يصفها له فان املعايشة شيئا آخر ،ومن غير املتصور ارسال عينة من نوعية الخدمة
للعميل والتي يمكن أن يحصل عليها حين يأتي الى البنك وألن كل عميل له حساسيات استقبال خاصة به
تختلف عن غيره فان من العسير توفير نموذج موحد يعلنه البنك لكي يرض ي كل العمالء ويفرض ذلك بطبيعة
الحال صرورة الاهتمام الشخص ي بكل عميل على حدة.
_3التأكد من تقديم ما يطلبه العميل :ألن الخدمة بطبيعتها ليست شيئا ملموسا يمكن الحكم على
مواصفاته بمعايير مطلقة وثابتة بين كل العمالء فان الحكم النهائي على ما يقدمه موظف الشباك في البنك ال
يبيع خدمة الحساب الجاري لعميل الحساب الجاري ولكنه يدير لحظات مهمة من تجربة عميل أثناء
معايشته للخدمات التي يقدمها البنك.
_4الخدمات املصرفية تنتج وتستهلك بنفس الوقت :بمجرد أن يقدم البنك الخدمة للعميل فانه يستهلكها
في اللحظة التي يقدمها ،وبالتالي فالعميل ال يستطيع أن يتداول هذه الخدمة مع طرف ثالث وكل ما يبقى
للعميل هو استمتاعه بلحظات الخدمة والتي يصعب عليه حتى أن يعيد وصفها لآلخرين بأكثر من شعوره
بالسعادة.
1وسيم محمد الحداد ،وآخرون "،الخدمات املصرفية الالكترونية" ،الطبعة الاولى ،الاردن ،دار امليسرة للنشر والتوزيع ،4964 ،ص21
6
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
_5الخدمة غير قابلة لالستدعاء مرة أخرى :بعض املنتجين لسلع معينة يضطرون الى سحب سلعهم من
السوق لوجود أخطاء فنية في انتاجها أو أحيانا بسبب فسادها أو عدم صالحيتها لالستهالك آلادمي أما
الخدمة املصرفية التي تقدم للعميل فلها طبيعة تختلف من حيث أنها قابلة لالستدعاء مرة أخرى بعد
تقديمها وبمجرد أن تصبح الخدمة وتقدم للعميل تستهلك للتو واللحظة.
_6الخدمة غير قابلة للفحص بعد الانتاج :مقدم الخدمة املصرفية يتفاعل ويتعامل مع البشر وانتاجه
وتقديمه للخدمة يتم بناء على تفاعل بشري بينه وبين العميل وال يمكنه بطبيعة الحال إجراء عملية الفرز
والرقابة على الجودة بعد الانتاج ومن ثم ال يمكنه الاستغناء عن الوحدات املعيبة فاالستهالك قد تم فعال
واملسؤولية هنا أكبر وأخطر وتتطلب ضمانات الجودة تكمن بداخل املوظف والقليل منها يرتبط باألمور
الخارجية.
الخدمات املصرفية هي الخدمات التي تقدمها البنوك من الخدمات التجارية تتعلق بعمليات التسيير
محفظة ألاوراق املالية باإلضافة الى مجموعة من ألانشطة والعمليات التي تختلف من حيث أنواعها وحجمها
بحسب درجة وطبيعة ألاهداف التي يسعى البنك لتحقيقها ونظر لتعدد انواع الخدمات املصرفية وتشبعها.
يتعلق نظام تقديم الخدمة ب أين ومتى وكيف يتم تقديم الخدمة املصرفية للعميل ؟ وهذا النظام
ال يتضمن فقط العناصر املرئية لنظام تشغيل الخدمة املصرفية ،وانما يستلزم التعرض لعمالء آخرين
تقليديا .الن التفاعل ما بين املصرف والعمالء تفاعل وثيق ،إال انه وألسباب تتعلق بفاعلية وكفاءة التشغيل
وبراحة العميل نفسه ،فان بعض العمالء الذين يبحثون عن خدمة مصرفية ال تتطلب حضورهم املادي الى
املصرف ،يجدون بان حجم أو درجة الاتصال املباشر مع املصرف بدأ يتقلص باختصار.1
ان تقديم الخدمات املصرفية الكترونيا غالبا ما يوفر راحة العميل باملقارنة مع الاتصال وجها لوجه
ان معدات الخدمات الذاتية مثل الصراف آلالي أو الهاتف الالكتروني ،متوفرة اليوم على مدار الساعة في
مواقع كثيرة إال أن هناك مساوئ محتملة ،فالعميل أحيانا يجد أن التحول من الخدمات الشخصية الى
الخدمة الذاتية مربكا ومقلقا ،ولهذا فان تنفيذ مثل هذا التحول يتطلب نوعية واسعة النطاق للتخفيف من
إرباك وقلق العمالء،عالوة على تقديم بعض الحوافز الترويجية لتشجيعهم على القبول بفكرة التغير من
الخدمة الخاصة الى الخدمة الذاتية.
ومن خالالستعارة بعض املصطلحات املسرحية فان الفرق بين تقديم خدمة ذات اتصال عال وأخرى
ذات اتصال منخفض هو أشبه ما يكون بالفرق بين مسرحية تعرض بشكل مباشر على الجمهور على خشبة
املسرح ،وبين دراما كتبت خصيصا لبث من خالل الاذاعة ،ويعود سبب ذلك الى حقيقة املنتفعين من
1احمد محمود الزامل ،وآخرون "،تسويق الخدمات املصرفية" ،الطبعة الاولى ،الاردن ،اثراء للنشر والتوزيع ،4964 ،ص.692
7
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
الخدمات ذات الاتصال املنخفض عادة ال يرون مصنع الخدمة أو املصرف حيث يتم انجاز أو انتاج الخدمة
املصرفية .وفي أفضل الحاالت فان هؤالء العمالء يتحدثون مع املصرف بالهاتف أو عن طريق الانترنيت أو من
خالل الصراف آلالي.
وعندما تتم عملية تقديم الخدمة من خالل قنوات الكترونية غير شخصية ،الصراف آلالي أو الحاسوب أو
الهاتف الالكتروني ،فان املصارف تحاول التعويض عن ذلك.
فليس الجميع مرتاحين من الاتجاه نحو تقديم خدمات ذات اتصال منخفض ،ولهذا السبب تسعى املصارف
الى تقديم عدة خيارات عمالئها ،مثال بعض املصارف تقدم حزمة من الخيارات املتعلقة بتقديم خدماتها
املصرفية للعمالء.
زيادة العميل للمصرف شخصيا إلتمام عمليات التعامل املصرفي. - 1
قيام العميل باللجوء الى خدمات الصراف آلالي. - 2
قيام العميل بإتمام عمليات التعامل املصرفي عن طريق الهاتف الاعتيادي أو الالكتروني. - 3
قيام العميل بالتعامل املصرفي باستخدام الحاسوب في املنزل أو اللجوء الى الانترنيت.1 - 4
ان الخدمة املصرفية تعيش دورة حياة مثلها مثل أي كائن حي ،واذا كانت دورة حياة ألاخير مرتبطة
بنطاق زماني محدد من الوالدة الى الوفاة ،فان دورة حياة الخدمة املصرفية تبدأ بتقديمها الى السوق وتنتهي
بانحدارها وزوالها.2
_1مفهوم دورة حياة الخدمة املصرفية :تعتبر دورة حياة الخدمة املصرفية عن تطور حجم املبيعات وألارباح
عبر الزمن ،وتمر الخدمات املصرفية خالل حياتها بنفس املراحل التي تمر بها أي خدمة أو منتج آخر وال تختلف
عنها إال من حيث الطول والسيناريو الحياتي لكل مرحلة.
يساعد تحليل ومراقبة دورة حياة الخدمة املصرفية مدراء التسويق على مستوى البنوك في وصف
الكيفية التي تعمل بها الخدمة في ألاسواق ،والتعرف على تطور حجم ألارباح الناتجة عنها وكذا الظروف
املنافسة ،كما يعد هذا املفهوم أداة هامة وتوضيح التفاوت بين سلوك الخدمة من مرحلة الى أخرى ،وهو
يحتم تطبيق استراتيجيات تسويقية في كل مرحلة.
من املعروف أن أي خدمة مصرفية تعيش دورة حياة مثلها مثل أي كائن ،حيث ان الخدمات تمر بأربعة
مراحل :
_1_1مرحلة التقديم (الانطالق) :في هذه املرحلة يكون الطلب على الخدمة املصرفية ضعيفا ،كونها جديدة
وتطرح ألول مرة في السوق ،مما يولد انخفاض نسبي في حجم التعامل بها وفي نسبة ألارباح مما يستوجب
التركيز على الاعالن.1
من املهم معرفة توقيت نهاية هذه املرحلة وذلك باستخدام معيارين هما:
_ تحقيق البنك ألارقام املخططة لحجم التعامل في هذه املرحلة وهذا ما تحدده الفرص التسويقية املتاحة
وحدة املنافسة في السوق املصرفية.
_ ظهور املنافسة وازدياد حدتها ،إن نجاح البنك في توصيل الخدمة الى نهاية هذه الفترة يعني قدرة هذه
الخدمة على تجاوز كل الصعاب ،مما يحرك البنوك ألاخرى نحو املواجهة.
_2_1مرحلة النمو :تعتبر هذه املرحلة من أهم املراحل في دورة حياة الخدمة املصرفية ،من أبرز مميزاتها
زيادة الطلب والنمو على الخدمة ،وتستمر هذه املرحلة ما دام حجم تعامل بالخدمة لم يصل بعد الى أعلى
مستوياته املحددة من طرف البنك وهي تقود البنك الى زيادة درجة التنوع في التشكيلة التي يقدمها ،يطلق
عليها أحيانا املرعى الخصب حيث يكون البقر حلوبا..
وفي هذه املرحلة يزداد التعامل تدريجيا ولكن بمعدالت متسارعة على الخدمة التي تم ادخالها ،وتتسع
معرفة العميل بها ويزداد تقبله لها واحتكاكه بها ،وترتفع ربحية البنك خالل هذه املرحلة من حياة الخدمة
مما يجذب املنافسين والدخول الى ميدان تقديم خدمة مماثلة مما يستدعي اجراء املزيد من التحسينات
امللحوظة في هذه الخدمة وتنشرها على فروع البنك في املناطق املختلفة من أجل الاحتفاظ للبنك.
_3_1مرحلة النضج :في هذه املرحلة يبلغ حجم التعامل بالخدمة وألارباح املولدة عن ذلك املستوى املتوقع
حيث يتميز هذا املستوى من املبيعات وألارباح بالثبات والاستقرار ،رغم زيادة حجم التعامل واتجاه نحو
الانخفاض ،مما يشكل ضغطا على ألاسعار ويجعلها تتجه نزوال ،ولهذا فان أي استراتيجية تسويقية يتبناها
البنك في هذه املرحلة يجب ان تبنى على محورين أساسيين هما:
_ ترويج كثيف يتم من خالله تأكيد املكانة التنافسية للبنك وإبراز امليزة النسبية فيما يقدمه من خدمات.
_4_1مرحلة الانحدار (التدهور) :وفي هذه املرحلة يقل الطلب على الخدمة لعدة أسباب كعدم تلبيتها
لحاجات الزبائن أو ظهور خدمات ذات منافع أكثر وهي تعكس درجة عالية من التعثر الذي يغري الادارة في
كثير من الاحيان باتخاذ قرار بتعديل الخدمة أو اسقاطها نهائيا من املزيج الخدمي وادراج الخدمات الجديدة
تلبي احتياجات العمالء.
10
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
تعمل املصارف على جلب اكبر قدر ممكن من املتعاملين الاقتصاديين (افراد ،مؤسسات) ويوفر الكثير
من الخدمات املصرفية بما يتجاوب واحتياجاتهم ،فاملصارف توفر خدمات كثيرة ابتداء من خدمات الصندوق
الى خدمات توظيف ألاموال في شتى املجاالت ،كما يساهم في تمويل املشاريع الاستثمارية وتمويل مختلف
فعاليات الاقتصاد القومي فالخدمة املصرفية كما سبق ذكرها بأنها كل ما يقدمه املصرف لعمالئه بحيث أنها
تمثل هذه الخدمات بالنسبة لعمالء الخدمة املصرفية ،أما بالنسبة للمصرف فهي تمثل له نشاطا يجني من
ورائه ربحا.1
تقسم الوساطة املالية الى قسمين هما عمليات الودائع وعمليات القروض.
_1_1عمليات الودائع:
تقوم املصارف بتشجيع املدخرات العطلة مؤقتا لدى الجمهور يضعها تحت تصرفه ويكون مدينا ،وهذا
يسند الى دقة الجمهور في الجهاز املصرفي بما يوفره من أنظمة أمنية تجنب العمالء مخاطر ضياع أموالهم
وتعرف الوديعة هي دين بذمة املصرف من الجمهور وتكون إما نقود أو قيم منقولة ،في حالة تعرضها للسرقة
فالوديعة هي دين بذمة املصرف من الجمهور وتكون أما نقود أو قيم منقولة ،في حالة تكون النقود يتصرف
بها املصرف لقاء اعترافه بالدين وتكون ملكا له وفي حالة قيم منقولة تبقى ملك ألصحابها ويديرها املصرف
لحساب الزبون تنقسم الودائع وفقا لهيكلتها وهو الذي يستخدم كأساس للمقارنة على املستوى املصرفي
العالمي ،الى ثالث أنواع اساسية وتوجد أيضا عملية ادخارية واستثمارية تساعد على تجميع املدخرات.
_1_1_1الودائع التجارية :هي تلك الوديعة التي يستطيع أصحابها سحبها في أي وقت دون سابق إنذار وعادة ال
تمنح املصارف فوائد على الودائع وان منحت تكون قليلة وتنقسم الودائع الى:
_ ودائع مؤقتة :وهي تلكالودائع التي يتم سحبها خالل مدة قصيرة بعد الايداع.
_ ودائع عارضة :وهي التي تودع ألغراض معينة وتسحب عند انتهاء هذا القرض.
_ ودائع موسمية :وهي تلك التي ترتبط بالدورة الزراعية أو الانتاجية اوى السياحية.
1ناجي معلي "،اصول التسويق املصرفي" ،الطبعة الاولى ،الاردن ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،6882 ،ص.14
11
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
_2_1_1الودائع الثابتة :تنقسم الودائع الثابتة لدى البنوك الى ثالثة أنواع أساسية:1
_ الودائع ألجل :يقوم العميل والبنك على اتفاق بإيداع مبلغ من املال عند البنك لفترة تتراوح بين خمسة أيام
الى عدة سنوات مقابل دفع البنك فائدة تختلف وفقا ألجل استحقاق الوديعة ،ال يجوز سحب الوديعة في أي
وقت وان طلب املودع سحبها عند الضرورة قبل موعد الاستحقاق يحرم من فوائد أو يقدم له قرض بضمان
وديعته.
_ الوديعة بإخطار سابقا :يقوم العميل قبل سحب وديعته بإخطار سابقا للبنك ،وتحدد مدة إلاخطار عند
فتح الحساب وتسحب الفوائد من تاريخ الايداع ،وتحويل الوديعة الى الحساب الجاري بمجرد انتهاء فترة
إلاخطار.
_ شهادات العائد املتغير :وهي نوع متميز من الودائع آلاجلة ،يتم من خالل إصدار شهادة تمنح لصاحبها الحق
في الحصول على شهادة كل فترة زمنية (شهر ،ثالث أشهر ،ستة أشهر) .وهو نوع من شهادات إلايداع لكنه
يحمل صفات الودائع آلاجلة تتغير الفائدة ستة أشهر.
_3_1_1ودائع صندوق التوفير :هي إحدى وسائل تجمع املدخرات التي تحظى باستثمار عالمي واسع النطاق
وتتميز بصغر مبالغها وكثرة حساباتها وإطراء نموها ونمو الوعي املصرفي والزيادة في الدخل تعتني البنوك
بهاألنها تخلق الوعي الادخاري وتدعم الوعي املصرفي وتكون عمالء ممتازين مع مض ي الوقت.
القروض الكلية مخصصة للعمليات املالية التي تجمع مباشرة بين هيئة آلية سواء كان بنك او مؤسسة مالية
واملقترض.
-القروض :فهو فعل ثقة يضم تبادل خدمتين متباعدتين تتم بين طرفين املقرض(البنك) واملقترض(الزبائن)
فيقوم البنك بتقديم آمال الى املقترض مقابل وعد بالتسديد مع فائدة معينة تعطي عمليتين أساسيتين
الفارق الزمني والخطر.2
1طلعت اسعد عبد الحميد" ،ادارة البنك املتكاملة" ،القاهرة ،مصر ،دار النهضة العربية ،ص.19
2بحرار بعدل فريدة "،تقنيات وسياسات التسيير املصرفي" ،الطبعة الاولى ،لجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،4999 ،ص698 _699
12
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
_1_3تسيير أدوات الدفع :تقدم املصارف خدمات من خالل تسيير أدوات الدفع منها:
الصك ،الحوالة واملقاصة ،تنتج املصارف عدة أنواع من أدوات الدفع لزبائنها قصد تسديد مستحقاتهم ،أهم
هذه ألادوات الشيك من خالل تداوله وتظهيره ،والذي يعتبر من أهم أدوات الدفع تداوال بعد النقودباإلضافة
الى الشيك نجد أمر التحويل الذي تتجه املصارف لزبائنه والذي يكون التحويل اما مباشرة بنفس املصرف أو
غير مباشر اذا كان املصرفان مختلفان وفي هذه الحالة يتم التحويل على طريق املقاصة.
-_2_3تسيير ألاموال( :املحفظة ،الثروة) :تشمل عمليات تسيير ألاموال كل من عمليات الذهب واملعادن وكذا
ايجار الصناديق الحديثة.
_3_3تقديم النصح واملشورة للزبائن :تقوم املصارف بتقديم النصح واملشورة للزبائن في ميادين مالية
وقانونية واحصاءات.
_4_3عمليات الصندوق :ان الحساب املوجود لفاتح الحسابات لدى املصرف ويزيد أو ينقص لحركات الايداع
والسحب ،فهذه الخدمة التي تقدمها املصارف لصالح فاتحي الحساب املصرفي لديهم تسمح لهم بإجراء
تغيرات في حسابهم بالزيادة أو النقصان.
تقتض ي الطبيعة املتغيرة للسوق املصرفية تجاوب ادارة البنك والتفاعل مع التطور البيئي بالبحث
املستمر في تطوير الخدمات املصرفية ،حيث تكمن قدرة البنك على البقاء والاستمرار في السوق بمدى قدرته
على الاستجابة بمقتضيات التطور والتفاعل مع متغيرات السوق ،وذلك من خالل آليات وأساليب تمكن من
الوصول الى خدمات مصرفية جديدة وحديثة بما يتماش ى والتطور الحاصل.2
تختلف القروض فيما بينها في ثالث نقاط :املدة الزمنية ،موضوعها والضمانات التي ترافقها .أي سيولتها
بالنسبة للمقرض ،وهي تأخذ ثالث أشكال هي :قروض قصيرة متوسطة وطويلة ألاجل.
-1أسواق الصرف :تقوم املصارف بعمليات في أسواق الصرف من خالل تقديم خدمات لعمالئها في مجال
عمليات التحويل الخارجي ،وكذا الشراء وبيع العمالت ألاجنبية.
1شاكر القزويني "،محاضرات في اقتصاد البنك" ،الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،6884،ص.682
2شاكر القزويني ،مرجع سبق ذكره ،ص.681
13
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
.
-1-1عمليات التحويل الخارجي :يتولى قسم التحويل الخارجي في املصارف التجارية
_ صرف أوامر الدفع ،وحوالات الدفع وبرقيات الدفع واعتمادات الدفع القادمة من الخارج وكذلك اصدارها
الى الخارج.
_ تحويل مرتبات الوطنية املقيمين في الخارج ،وتلقي مرتبات ألاجانب العاملين في الداخل.
-2-1عمليات العمالت ألاجنبية (شراء وبيع) :ان تحويل العمالت ألاجنبية يكون من طرف البنك املركزي وهو
املسؤول عن مراقبة التحويل الخارجي.
-2ألاسواق املالية :ان الخدمات التي تقدمها املصارف ألفراد واملنشآت في ميدان ألاوراق املالية (ألاسهم
والسندات) تتمثل في عمليات مختلف ألاوراق املالية.
-2-1حفظ هذه ألاوراق املالية لحساب العميل ويقوم بتسيير املحفظة املالية.
تتمثل مصادر تطوير الخدمات املصرفية في املصادر الداخلية التي تعتمد أساسا على البنك والادارة
التسويقية بالبنك أما بالنسبة للمصادر الخارجية فتتمثل في املحيط الخارجي للبنك.1
_1املصادر الداخلية لتطوير الخدمات املصرفية :هي من أهم املصادر فاعلية وقدرة على تغذية البنك
بالعديد من الروافد والتيارات املستمرة من الافكار الابتكارية املبدعة ،والتي يمكن ان يستفيد البنك منها في
تصميم وتقديم خدمات أكثر اشباعا الحتياجات العميل وتتمثل هذه املصادر فيما يلي:
_1_1موظفو البنك :حيث ان موظفو البنك هو الواجهة الاساسية وهو الذي يتعامل بشكل دائم مع الزبائن
ونتيجة الاحتكاك الدائم تصبح لديه الخبرة الكافية والقدرة على ترجمة احتياجات الزبائن ،وهذه الاحتياجات
يمكن ترجمتها من طرف املوظف في شكل أفكار لتطوير الخدمة املصرفية .
1عوض بدير الحداد "،تسويق الخدمات املصرفية" ،الطبعة الاولى ،القاهرة ،مصر ،البيان للطباعة والنشر،6888 ،ص.64
14
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
_2_1ادارة البحوث بالبنك :أصبحت البنوك تنش ئ ادارة البحوث والتطوير ضمن هيكلها التنظيمي توكل لها
مهمة البحث واجراء الدراسات املتعلقة بتطوير الخدمات ،واقتراح الحلول العملية الخاصة بطرق وآليات
التطوير حيث يمكن لها التقدم باقتراحات لتطوير الخدمات املصرفية الحالية ،أو بإدخال أو اقتراح خدمات
مصرفية جديدة سواء لالحتفاظ باملركز التنافس ي للبنك في السوق املصرفي أو المتالك مزايا تنافسية جديدة
تؤهل البنك للحصول على نصيب أو شريحة اكبر من السوق.
_3_1إدارة التسويق بالبنك :يمكن إلدارة تسويق البنك القيام بدراسة تحليلية لرغبات الزبائن والسوق
املصرفي وتقييم وأساليب وطرق تقديم الخدمات املصرفية وتكوين تصورات وأفكار تقترح لتطوير الخدمات
املصرفية املوجودة او استحداث خدمات جديدة بناء على احتياجات الزبائن وما تقدمه البنوك املنافسة.
_4_1مديرو البنك ورؤساء قطاعاته التنفيذيين :يمكن ملدير البنك ورؤساء قطاعاته التنفيذيين نتيجة
ملعايشتهم للواقع العملي والظروف املختلفة املحيطة بالبنك ومعرفتهم بها أول بأول ،وبالتالي التقدم
باالقتراحات الخاصة بتطوير الخدمات لقربه من الواقع العملي ومن إمكانه تنفيذه بسهولة.
_2املصادر الخارجية لتطوير الخدمات املصرفية :تتمثل املصادرالخارجية في كافة ألاطراف الخارجية عن
ادارة البنك أي تلك ألاطراف املتواجدة في املحيط الخارجي للبنك وتغذي البنك باألفكار والاقتراحات وآلاراء
والانتقادات التي من شأنها أن تساعد في عملية تطوير الخدمات التي يقدمها البنك ومن هذه املصادر
الخارجية نذكر:1
_1_2عمالء البنك الحاليين :كثير ما يقوم عمالء البنك الحاليين بالتعبير عن آرائهم بتعليقاتهم على الخدمة
املصرفية التي يقدمها البنك ،سواء باستحسان أو بالرفض ،وقد يكون ذلك شفهيا مع املتعاملين معهم من
موظفي البنك أو قد يكون كتابة للمسؤولين بالبنك ،ويعد صندوق الاقتراحات من أهم العوامل التي تحث
العميل على تقديم رابه في الخدمة أو اقتراحه بتطويرها ،والتي يجب الاهتمام بتحليلها واستخالص أفكار
املناسبة منها لتقديم خدمات مصرفية مبتكرة أو تطوير وتحسين الخدمات الحالية التي يقدمها البنك.
_2_2البنوك التابعة :كثيرا ما تقوم البنوك بتأسيس بعض البنوك التابعة التي يتم تخصيصها ملزاولة نوع
معين من أنواع النشاط املصرفي أو لخدمة منطقة بذاتها ،ومن ثم تكون قادرة على دراسة ومعرفة هذا
النشاط أو معرفة ما تحتاجه تلك املنطقة من خدمات مصرفية ومن ثم يمكن لها التقدم باقتراحات لتطوير
الخدمات التي يقدمها البنك ألام التابعة له.
_3_2معرفة ما تحتاجه الحكومة أو املنظمات الحكومية :بعد اشباع وتطور دور الدولة وقيامها بتعظيم
دورها في تخطيط وترويج وتقديم الخدمات وألانشطة الاقتصادية والاجتماعية ،أصبحت الدولة في حاجة الى
خدمات مصرفية ذات طبيعة ومواصفات خاصة ،ومن ثم فان التعرف على ما تحتاجه الدولة من خدمات
سواء من خالل الاطالع على الخطة العامة للدولة ،أو من خالل دراسة احتياجات ورغبات ألاجهزة الحكومية
1رابح عرابة" ،الحداثة في مجال الخدمة املصرفية" ،حالة بنك التنمية املحلية ،مذكرة لنيل شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية ،جامعة شلف
الجزائر ،4999_4991 ،ص.29
15
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
يمكن البنوك من اكتشاف مجموعة من الخدمات املصرفية التي يمكن ادخالها ألول مرة والقيام بتطوير
الخدمات الحالية لتتوافق مع احتياجات الدولة في شكلها الجديد ،خاصة مع الضغوط املوجودة والتوافق مع
تيار العوملة.
_4_2البنوك املنافسة :سبقت الاشارة الى أن من خصائص الخدمات املصرفية أنها غير محمية وعليه فان أي
خدمة بوجودها بنك ما يمكن البنوك املنافسة التعامل بها وتطويرها لذا تعد الخدمات املقدمة من طرف
البنوك املنافسة مصدرا هاما للبنك الستلهام أفكار التطوير والتحسين.
_5_2معاهد البحث العلمي والجامعات :تهتم الرسائل الجامعية التي أعدت عن النشاط املصرفي بدراسة
الخدمات املصرفية وتحليلها ونقدها واقتراح تطويرها ،وفقا ملا يستخلصه الباحث من نتائج يمكن تطوير
الخدمات املصرفية وبذلك تكون الرسائل الجامعية وألابحاث مصدرا من مصادر تطوير الخدمات املصرفية
وكثيرا ما تقوم البنوك بتبني بعض الدراسات والبحوث الجامعية والاتفاق عليها ،واستضافة الباحثين في
ندوات يحضرها خبراء التسويق ملناقشة أفكارهم والتعرف على اقتراحاتهم عن قرب وعن أفضل الطرق
لتنفيذها لرؤية الباحثين للتوافق مع متطلبات ومتغيرات املنافسة وتيارات العوملة والاتجاهات الكونية
الجديدة.
_6_2وكاالت الاعالن وشركات البحوث الخارجية :تقوم وكاالت الاعالن نتيجة الحتكاكها املباشر بالسوق
املصرفي بتقديم اقتراحات للبنوك لتطوير الخدمات املصرفية املعلن عنها ،خاصة وان تصميم الحملة
الاعالنية وتنفيذها ومتابعة نتائجها وتطويرها قد يكشف عن بعض أوجه القصور القائمة في خصائص
ومميزات هذه الخدمات ،ومن ثم يمكن معالجتها وتطويرها بشكل سليم ،وكثيرا ما تسعى شركات الاعالنات الى
اقناع البنوك املعلنة بأهمية وضع وتوفير مقومات جذب جماهرية معينة في الخدمة املصرفية املعلن عنها.1
ان الحديث عن تطوير الخدمات املصرفية والعمل املصرفي بشكل عام يفرض علينا التنبيه الى أن
عملية التطوير لكي تقوم على أساس سليم تحتاج أوال دراسة البيئة املحيطة ألداء املصرفي ،فالبيئة املحيطة
بالبنك تلعب دورا مؤثرا في نجاح البنوك وفعاليتها ،وال نكون مبالغين اذا أكدنا على ان مقدار ما تحققه
البنوك من نجاحات يعتمد الى حد كبير بمدى نجاحها في الاتصال بالبيئة والتفاعل بشكل ايجابي مع مكوناتها.
وتتمثل البيئة املحيطة بالبنك في كل العوامل واملؤثرات الداخلية والخارجية والتي تؤثر في سير وحركية
وفعالية نشاط البنك.
1نهلة محمد عبد العظيم املنشاوي "،تطوير الخدمات املصرفية في البنوك التجارية املصرفية" ،رسالة ماجستر كلية التجارة ،جامعة
منصورةمصر ، 4999،ص66
16
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
وتنقسم العوامل البيئية املؤثرة في تطوير الخدمات املصرفية الى عوامل داخلية وعوامل خارجية ،كما سيأتي
تفصيله على النحو التالي:1
_1املصادر الداخلية املؤثرة في تطوير الخدمات املصرفية :العوامل الداخلية هي تلك الخصائص واملميزات
التي تحدد سمات البنك الخاصة وتميزه عب باقي البنوك في اداء الخدمات وتطويرها وهذه العوامل هي:
_1_1حجم البنك وانتشار فروعه :تعتبر اقتصاديات الحجم من أهم العوامل التي تؤثر على أداء البنوك وتعني
توفر امكانيات مالية كبيرة ،ومرونة عالية في اتخاذ القرارات الخاصة بتطوير وتنويع الخدمات املصرفية
واجتناب العديد من العمالء .وعلى هذا ألاساس فان كبر حجم البنك وانتشار فروعه يعطي للبنك القدرة على
تطوير الخدمات والاتفاق الاستثماري على التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت أساسا تطوير الخدمات
املصرفية.
_2_1النواحي التنظيمية للبنك :يلعب التنظيم الاداري للبنك ونظم الاتصاالت داخله ،ونظم الاشراف
والرقابة عامال حاسما في تطوير الخدمات املصرفية ،والتمتع باملرونة الالزمة ملالحقة التغيرات التي تحدث في
محيط البنك والقدرة على الاستجابة بسرعة الحتياجات الزبائن.
_3_1املستوى الفني والتكنولوجي :لقد أصبح من أهم مظاهر التطور في تقديم الخدمات املصرفية والتوسع
الكبير في استخدام التكنولوجيا في العمل املصرفي ،حيث تحقق السرعة في ألاداء وخفض التكاليف وتوفير
الوقت للعاملين والعمالء أصبحت البنوك تتنافس فيما بينها على امتالك التكنولوجيا الصناعة املصرفية
وتستخدمها لتطوير خدماتها وعملياتها.
_4_1الكوادر املصرفية (العنصر البشري) :يحتاج العمل املصرفي الى سرعة ألاداء لتلبية احتياجات الزبائن
لذلك تركز البنوك على التخطيط الجيد لتوفير واختيار الكوادر املصرفية واملدربة واملؤهلة والقادرة على تقديم
الخدمات بالتميز.
وقد أدى استخدام التكنولوجيا الحديثة والعمل املصرفي الى ضرورة الاهتمام بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية
بالبنوك حتى تصبح قادرة على استخدام التكنولوجيا وارتقاء بمستوى الخدمة املصرفية.
على هذا الاساس فان عملية تطوير الخدمات ال تحقق النجاح املطلوب ان لم يكن البنك يتمتع بتأطير بشري
مؤهل وقادر على فهم الخدمات الجديدة ويستطيع تقديمها بشكل مسير ومتميز وحسب نموذج CAPللمنافسة
في املنظمات املالية يعتبر املوظفون املدربون من أهم الاصول اململوكة للبنك.
_2العوامل الخارجية املؤثرة في تطوير الخدمات املصرفية :تتمثل العوامل الخارجية املؤثرة في تطوير
الخدمات املصرفية في مجموعة القوى والعوامل التي ال تخضع لسيطرة البنك وال يمكنه التحكم فيها.
1رابح عرابة "،الحداثة في مجال الخدمة املصرفية" ،مرجع سبق ذكره ،ص.22
17
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
فهذه العوامل الخارجية تؤثر على البنك وعلى ادائه وخدماته من خالل ما تصنعه من فرص وما
تفرضه من تهديدات وتحديات ،لذا يجب على البنك مراقبة حركة هذه العوامل واتجاهاتها حتى يستطيع
التعامل مع ما تفرزه منة تفاعل وترتبط هذه العوامل بالبيئة الخارجية التي ينشط فيها البنك والتي يمكن
تقسيمها الى بيئة خارجية داخلية وبيئة خارجية دولية.
العوامل الثقافية
والاجتماعية
العوامل
العوامل الديموغرافية
الاقتصادية
املنافسون الزبائن
18
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
لعل أهم ما يميز العمل املصرفي في عصر العوملة املالية هو تفاقم دور التكنولوجيا املصرفية والسعي
الحثيث نحو تحقيق الاستفادة القصوى من فوائد تكنولوجيا الاتصال واملعلومات من أجل ترقية وتطوير
وسائل تقديم الخدمة املصرفية بما يتوافق والايقاع املتسارع للصناعة املصرفية في القرن الواحد
والعشرينوسعيا منها ملواكبة التطورات في الصناعة املصرفية ،عملت البنوك الجزائرية على نقل العديد من
التقنيات املصرفية الى السوق الوطنية السيما منذ 6881حيث شرعت في ادخال آالت السحب آلالي ،إذ بلغ
عددها سنة 4994حوالي 429جهاز ،أما بالنسبة لبطاقات الدفع الفورية "الدفع الالكتروني" فحسب املدير
العام لشركة النقد آلالي والعالقات التقنية بين البنوك فإنه تم الانطالق في انجاز شبكة خاصة بنظام
التخليص في امليدان التجاري وقد تنطلق في بداية سنة 4994بعدما تمر بفترة تجريبية بالجزائر العاصمة ملدة
99أشهر وستنفذ العملية على مرحلتين ،ألاولى تكون فيها ربط الشبكة مع مختلف البنوك في العالم وبالرغم
من هذه املجهودات املبذولة إال أن الفجوة التكنولوجية بين البنوك الجزائرية ونظائرها من البنوك العربية
والغربية ال تزال كبيرة نظرا للعديد من املعوقات التي شكلت حجر عثرة ضمن تحقيق القفزة املأمولة لعل
أهمها:1
1معطي هللا خير الدين ،بوقمومة محمد" ،ملتقى املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية_ واقع تحديات " ،جامعة قاملة ،الجزائر ص.496
19
القطاع الخدماتي المصرفي الفصل األول
وفي ظل هذه املتغيرات الجديدة وجدت البنوك التجارية الجزائرية نفسها في وضع بالغ الحساسية
السيما مع تطبيق اتفاقيات تحرير التجارة في الخدمات املالية ،إذ أصبحت ملزمة بتدعيم قدراتها التنافسية
ملواجهة هذه التحديات املرهونة بمدى نجاحها في تحقيق مكاسب تقنية املعلومات ولعل أهم املحاور التي
يجب أخدها بعين الاعتبار لتعظيم الاستفادة القصوى من ثورة العلم والتكنولوجيا في العمل املصرفي تتمثل
في:
_ التوسع في استخدام الانترنيت لتقديم تشكيلة متنوعة من الخدمات املصرفية لعمالء بكفاءة أعلى وتكلفة
أقل.
_ العمل على خلق شبكة مصرفية تكون بمثابة حلقة وصل الكترونية بين البنوك من جهة وبين الشركات
والعمالء من جهة أخرى.1
_ تفعيل دور شبكة الاتصال بين املركز الرئيس ي لكل بنك وبين باقي فروعه بما يحقق السرعة في تداول
املعلومات الخاصة وإجراء التسويات الالزمة عليها باإلضافة الى الارتباط بالشبكات الالكترونية الخاصة
بالبنوك أو املؤسسات املالية ألاخرى.
خالصة الفصل:
تمثل الخدمات املصرفية أحد ألانشطة الاقتصادية الهامة في أي دولة إذا نظر إليها كنشاط
اقتصادي نجد أنه ينطوي على العديد من الخصائص وال شك أن توافر هذه الخصائص يعني ضرورة مواكبة
النشاط املصرفي ملتطلبات التطور في جميع أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي في أي دولة بغض النظر عن
طبيعة نظامها الاقتصادي وفلسفتها السياسية.
كما يتضح اليوم لقيام السلطات العمومية بإتخاذ مجموعة من الاجراءات وإلاسراع في تجسيدها
ميدانيا بغية الرفع من أداء هذه البنوك استجابة للتطورات الحاصلة في جميع امليادين وطنيا ودوليا ،لذلك
نوص ي بما يلي:
_ يجب اعادة الاعتبار لدور البنوك بإعادة النظر في العالقة التي تربط هذه املؤسسات بالدولة.
_ الاهتمام بتنمية املوارد البشرية وتكوين إطارات بنكية حسب املقاييس الدولية.
_ تحسين الهياكل وطرق الاستقبال ،ووضع حد للعالقات الجافة مع الزبائن وإلاجراءات البيروقراطية في
إلادارة والتنظيم.
ومع كل هذا فالنظام البنكي في الجزائر يمتلك املقومات ألاولية الضرورية التي تمكنه من انطالقة فعلية نحو
تطوير خدماته والرفع من مستوى ادائه لالندماج بفعالية في النظام املالي الدولي الجديد.
21
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
مقدمة الفصل:
لقضية التنمية الاقتصادية بعدا مجتمعيا على مستوى العالم املتقدم واملتخلف ،حيث تعد هدفا
تسعى إليه جميع الدول من خالل العمل على الحفاظ بمعدل مناسب من التنمية حتى يتحقق للمجتمع على
املدى البعيد التوظيف الكامل دون حدوث تضخم او انكماش ،أما الدول النامية فان الهدف من التنمية هو
زيادة معدالت النمو في الدخل القومي الحقيقي .أي الحد من البطالة والارتقاء باملواطن لتحقيق آماله في حياة
كريمة وفقا للمعايير الصحية والاجتماعية وكل ما يجعل منه انسانا صالحا مساهما في تقديم وطنه.
22
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
التنمية الاقتصادية تفترض تطويرا فعاال وواعيا أي اجراء تغيرات في التنظيمات التابعة للدولة أضف
الى ذلك مفهوم التنمية ينطبق على البلدان املتخلفة والتي تمتلك إمكانيات التقدم ولكنها لم تقم بعد
باستغالل مواردها.
ويتضح مما سبق أن املفهوم السائد للنمو هو التوسع الاقتصادي التلقائي غير املعتمد والذي ال
يستدعي تغير في الهيكل الاقتصادي للمجتمع ،ويقاس بحجم التغير الكمي في املؤشرات الاقتصادية (الانتاج
القرض ،الدخل الوطني) وينطبق ذلك املفهوم على البلدان املتقدمة.1
هي عبارة عن أحد املقاييس الاقتصادية املعتمدة على التكنولوجيا لالنتقال من حالة اقتصادية الى
اخرى جديدة ،بهدف تحسينها مثل :الانتقال من حالة الاقتصاد الزراعي الى الصناعي او الانتقال من الاقتصاد
التجاري الى التجاري املعتمد على التكنولوجيا.
كما تعرف التنمية الاقتصادية بأنها العملية الهادفة الى تعزيز نمو اقتصاد الدول ،وذلك بتطبيق
العديد من الخطط التطويرية التي تجعلها أكثر تقدما وتطورا ،مما يؤثر على املجتمع تأثيرا ايجابيا عن طريق
تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات الاقتصادية الناجحة ،وتعرف ايضا بأنها سعي املجتمعات الى زيادة قدرتها
الاقتصادية لالستفادة من الثروات املتاحة في بيئتها ،وتحديدا في املناطق التي تعاني غياب التنوع الاقتصادي
املؤثر سلبا على البيئة املحلية عامة.
_2أبعاة التنمية:
1ايمان ناصف عطية" ،التنمية الاقتصادية" ،الطبعة الرابعة ،مصر ،الدار الجامعية للنشر والتوزيع ،6002 ،ص.62
23
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
ويمكن اعتبار هذه ألابعاد الستة هي ألابعاد ألاساسية التي تحدد شكل واتجاه سياسة التنمية
الاقتصادية التي تتبعها كافة بلدان العالم ،وعلى ذلك يمكن تعريف التنمية الاقتصادية بأنها مجموعة
السياسات التي يتخذها مجتمع معين تؤدي الى زيادة معدالت النمو الاقتصادي استنادا الى قوة ذاتية مع
ضمان تواصل هذا النمو وتوازنه لتلبية حاجات أفراد املجتمع وتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة
الاجتماعية.1
للتنمية الاقتصادية أهداف عديدة تدور كلها حول رفع معيشة السكان توفير أسباب الحياة الكريمة
لهم وبالتالي تعتبر التنمية في البالد النامية كوسيلة لتحقيق ألاهداف املنشودة وسنعرض فيما يلي بعض
ألاهداف الاساسية التي يجب أن تبلور حولها الخطة العامة للتنمية الاقتصادية في الدول النامية.2
_1نمط توزيع الدخل :إذ أن التنمية كما يعكسها معدل النمو الناتج القومي ومتوسط الدخل الفردي ال
تعكس بالضرورة حالة أكثر تطورا بالنسبة لرفاهية ومستوى معيشته نظرا ألن املتوسط يبتعد عن التعبير
عن الحالة العامة لرفاهية ألافراد ومستوى معيشتهم ،في حين يقترب هذا املتوسط إلى التعبير عن ذلك في
حالة انخفاض درجة تفاوت في توزيع الدخل لذلك ينبغي أن يتم العمل من أجل تحقيق التنمية مع العمل
من أجل تحقيق عدالة التوزيع ،حتى يمكن لعملية التنمية أن تحقق أهدافها في رفع مستوى رفاهية ألافراد
وحياتهم املعيشية.
_2تركيب الانتاج :من الضروري أن يؤخذ في عين الاعتبار تركيب الانتاج عندما يتم النظر الى التنمية كحالة
مرادفة للرفاهية الاقتصادية والاجتماعية ،فاذا تضمنت التنمية الزيادة في انتاج املجتمع في مجاالت ال ترتبط
بدرجة مهمة في تحقيق حالة التقدم الاقتصادي والاجتماعي ،في حين أنها تقترب الى التعبير عنها عندما تتم
الزيادة في الانتاج في املجاالت التي تتصل بها بدرجة وثيقة بتحقيق إشباع احتياجات ألافراد املختلفة.
_3ظروف العمل :يفترض ان التنمية تكون معبرة عن حالة متقدمة من الرفاهية أن ال تتم على حساب
الانسان خاصة املنتجين املباشرين الذين يتحملون أكبر من غيرهم أعباء القيام بهذه العملية ،إذ أن التنمية
ال تعبر عن حالة الرفاهية إذا تمت عبى حساب تقليل ساعات الراحة وزيادة ساعات العمل وبذل مجهودات
أكبر من العاملين ال تعادلها املنافع التي يحصلون عليها ،في حين أنها يمكن أن تعبر عن حالة متقدمة من
الرفاه إذا تمت في إطار العمل من أجل تقليل ساعات العمل وتوفير مجاالت الراحة.
_4ألاذواق :حتى تكون معبرة عن حالة متطورة من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي والشعور بالرضا أن تمون
السلع والخدمات التي تنتج من خالل مجرى العمل من أجل تحقيق التنمية ملبية لألذواق ومعبرة عنها واذا
حدث عكس ذلك فإن حالة التنمية تصبح عاجزة عن تحقيق حالة الرفاه املطلوبة.
1ضياء املجيد "،الحداثة والهيمنة الاقتصادية ومعوقات التنمية" ،الطبعة ،51الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،6002 ،ص.62
2فليح حسن خلف" ،التنمية والتخطيط الاقتصادي" ،الاردن ،دار حامد للنشر والتوزيع ،6002 ،ص.596_582
24
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
_5التكلفة الاجتماعية :من الضروري ألاخذ بعين الاعتبار عند العمل من أجل تحقيق التنمية أن ال تؤدي إال
إحداث اضطراب اجتماعي وفساد القيم واملعايير الاخالقية والاجتماعية املرغوبة ،أو أن تتم على حساب
إلاطار الحضاري في املجتمع على حساب اهتزاز في معايير الصدق وإلاخالص والجدية في الاتقان في العمل مع
ضمان احتفاظ املجتمع بإرثه الحضاري والثقافي خاصة الايجابي منه مع تعزيزه ضمن إطار العمل من أجل
تحقيق التنمية.
_1معوصتقات التنمية الاصتقتصاة ة :تعترض عملية التنمية في الدول املتخلفة العديد من املعوقات التي تتداخل
فيما بينها بحيث تجعل العمل من أجل تحقيق هذه العملية دون ملستوى املطلوب: 1
_1_1الحلقات املفرغة :تواجه الدول املتخلفة العديد من الحلقات املفرغة منها الحلقة املفرغة في التعليم
ذلك ان انخفاض املستوى التعليمي يؤدي الى انخفاض الوعي لألفراد ومستوى تأهيلهم مما يؤدي الى انخفاض
الانتاجية وانخفاض الدخل وبالتالي انخفاض القدرة على توفير إلامكانيات والحافز املطلوب للتعليم ،هناك
حلقة مفرغة في املجال الصحي مما يؤدي الى الاصابة باألمراض في هذه البلدان وبالتالي انخفاض الدخل
والادخار والاستثمار ،هذا يؤدي الى انخفاض القدرة على توفير املتطلبات والرفع من املستوى الصحي مما
ينجم عنه ابقاء املستويات الصحية منخفضة ،الحلقة املتصلة بتكوين رأس املال باعتباره أحد العوامل
الرئيسية التي تعاني منها الدول املتخلفة مما يترتب عليه إعاقة عملية التنمية ،ويكون مهما الاشارة الى أن
فكرة الحلقات املفرغة ذاتها يمكن أن تساعد على التخلص من هذه املعوقات التي تشكل فيما بينها حلقات
مفرغة تدور في إطار الدول املتخلفة وبالتالي ينبغي على واضع السياسة الاقتصادية أن تتجه الى كسر
املعوقات في الحلقات املفرغة فمثال قد تتجه السياسة الاقتصادية الى رفع الانتاجية من خالل تحسين
التنظيم ومن خالل اتباع وسائل انتاج أحدث أو من خالل زيادة مهارات العاملين بواسطة التدريب وما الى
ذلك ألامر الذي يؤدي الى رفع الدخل الحقيقي وبالتالي رفع القدرة عن الاستثمار أو زيادة الادخار وكذلك رفع
الحافز على الاستثمار أو زيادة الطلب ،مما يشجع على تكوين رأس املال واستغالل املوارد الاقتصادية.
_2_1السوق :تعتبر نقائص السوق أبرز املعوقات التي تعترض عملية تحقيق التنمية في الدول املتخلفة
وخاصة في الاطار الذي تتم فيه هذه العملية ضمن سياسة اقتصاد السوق الذي يعتمد على آلية السوق
أساسا في القيام بالنشاطات الاقتصادية وفي تطورها وذلك ألن السوق في هذه الدول تعترضها عقبات كثيرة
تبعدها عن النموذج النظري للسوق وهو سوق املنافسة التامة الى حد كبير ،ذلك أن جمود عناصر الانتاج
وتحجر ألاسعار وعدم مرونتها والجهل بأحوال السوق وتحجر التركيب الاجتماعي وقلة التخصص كلها عوامل
تؤدي الى إعاقة الاستخدام الكامل والكفء للموارد الاقتصادية املتاحة ،ومن العوائق التي تحد من توسيع
السوق عدم وجود طرق ووسائل نقل كافية وارتفاع التكاليف وهو ما يؤدي الى عزلة الاسواق بعضها عن
بعضها لاخر وبقااها تتسم بالضيق والصغر ،إذ أنها ال تندمج فيما بينها لتطوير أسواق كبيرة بسبب هذه
الصعوبات اضافة الى القيود الادارية التي كثيرا ما توضع أمام حركة السلع وعناصر الانتاج التي تحد من
توسيع السوق إن ضيق نطاق السوق املحلية في الدول املتخلفة يعتبر من أبرز املعوقات التي تعترض عملية
التنمية فيها.
_3_1نقص الاةخار :دخول الدول املتخلفة في انخفاض الادخار بالرغم من تكافؤ توزيع الدخل ،ارتفاع حصة
أصحاب دخول امللكية فيها ،حيث أن الاغنياء أشد غنا والفقراء أشد فقرا نسبيا في هذه الدول مقارنة بالدول
املتقدمة والسبب انخفاض الادخار في هذه البلدان ويرجع ذلك الى أن الجزء ألاكبر من دخلها القومي يذهب
في فئات املجتمع ويتسم انخفاض ميلها لالدخار وباتجاهاتها الاستهالكية هي فئات املالك والتجار واملضاربين
وغيرهم ممن يحصلون على دخول عالية تشكل نسبة مهمة من الدخل القومي في الدول املتخلفة.
_4_1معوصتقات أخرى :تتمثل في اعتماد البلدان املتخلفة في الكثير من جوانب العمل من أجل تحقيق التنمية
على البلدان املتقدمة سواء تمثل ذلك برأس املال أو التكنولوجيا ،اضافة الى املنافسة القوية التي تمثلها
منتجات الدول املتقدمة أمام منتجات الدول املتخلفة سواء في السوق الدولية أو علة مستوى السوق املحلية
وفي كثير من الحاالت مما يؤدي الى تطور الانتاج فيها العوائق التي تفرضها الدول املتقدمة في مجال التجارة
الخارجية استيرادا وتصديرا من خالل سيطرتها الاحتكارية أو شبه الاحتكارية على هذا املجال حيث تضع
القيود على صادرات البلدان املتخلفة وتفرض أسعار منخفضة عليها.
قامت الجزائر كغيرها من الدول النامية والدول العربية بالقيام بمجموعة من الاجراءات ملعالجة
مشاكل التنمية السابقة الذكر ،كانت كما يلي:1
_ إصالح املنظومة البنكية واملالية في الجزائر من أجل مراعاة التطورات الحاصلة وكذا رفع من مردودية
الاقتصاد الوطني وتسهيل املعامالت املالية للمواطن وبشكل حضاري.
_ وضع مؤسسات مرافقة لدعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من أجل دمجها في الاقتصاد الوطني وتحسين
تنافسيتها ورفع من قيمة صادراتها والتنويع فيها.
_ إصالح جهاز العدالة وتفعيل دوره ملا يخدم الصالح العام .
1فليح حسن خلف " ،التنمية والتخطيط الاقتصادي" ،مرجع سبق ذكره ،ص.500
26
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
_ مراعاة خصوصية كل منطقة في الجزائر وهذا من خالل دعم الالمركزية في التسيير في اطار تفعيل رقابة
وأداء املجالس املحلية وإعطاء مجال أكبر ملشاركة املواطن في تسيير شؤونه وشؤون مجتمعه.
_ تفعيل املجتمع املدني في حشد وتطاير القدرات البشرية واملادية من أجل تحقيق التنمية.
_ مسايرة متطلبات العصر بفتح قنوات التعامل مع كل البلدان التي تخدم مصلحتها.
_ ضرورة تدعيم وتسهيل عمليات التصدير للمؤسسات الجزائرية من خلق أسواق جديدة على غرار ألاسواق
الافريقية والعربية وألامريكية ولاسيوية.
_ رسم استراتيجية صناعية وفالحية تراعي احتياجات الجزائر على الصعيد القريب واملتوسط والبعيد لضمان
مستقبل ألاجيال السابقة.
_ تعزيز استثمار ألاموال الجزائرية في الخارج في القطاعات الاستراتيجية على غرار قطاع الطاقة باالعتماد على
الطاقة البديلة.
_ تدعيم قطاعات النقل واملواصالت وعصرنته ألنه املحرك الفعلي لالقتصاد الوطني.
_ تقليل من حدة البطالة بضرورة فتح مجاالت الشغل للشباب الذين يمثلون أكثر من نصف السكان في
البالد( ،برامج تشغيل الشباب).
_ انشاء الصندوق الوطني لتأمين عن البطالة وهدفه حماية العمال املسرحين خالل فترة قدرها 3سنوات .
_ محاربة ألامية ومختلف مظاهر الفساد ،تحسين املنظومة الصحية والتربوية وجعلها تتماش ى ومتطلبات
العصر.
_ وضع برامج في ميدان املياه ملحاربة أزمة املياه الصالحة للشرب وتوسيع املشاريع.
_ وضع مخططات في امليدان العمراني وانشاء املدن الجديدة وفق قرار سياس ي واداري في اطار سياسة التهيئة
الاقليمية. 1
_ التركيز على قطاع التكوين املنهي برسم سياسة تفعيله لخدمة الاقتصاد الوطني.
الاقتصاد الجزائري ريعي ومصدره ألاساس ي املحروقات مما نتج عنه في بنية الاقتصاد الجزائري
باستثناء الحصة الايجابية على مستوى عائدات النفط.1
وهذا التخلف في البنية راجع الى السوق املوازية( %61_%60من الناتج الداخلي الخام) والتأخر
املسجل في مجال القطاع البنكي واملصرفي الذي ال يزال يشكل نقطة سوداء في الاقتصاد الجزائري ،مما يعني
ضعف جاذبية بنيته لالستثمارات ألاجنبية رغم نقاط القوة التي تعرفها الجزائر ،فإلى جانب امكانية اختفاء
العديد من القطاعات الانتاجية الجزائرية فوجب تصحيح الاختالالت املسجلة وتشجيع الشفافية وعصرنة
الهياكل واملنشآت ،فتحرير الاقتصاد في هذا الوضع سيؤدي الى تجميع الثروات والقطاعات الحيوية في عدد
قليل من الاحتكارات.
والتركيز على اصالح املنظومة البنكية التي تمثل نقطة ضعف في الاقتصاد الجزائري ،ويشيد الخبراء
الاقتصاديون الجزائريون على ضرورة وقف نزيف الاطارات وهروب ألادمغة نحو الخارج ،فتقدر خسائر الجزائر
بأكثر من 8ماليير دوالر جراء هذا النزيف.
ففي ظل هذه املستجدات تسعى الجزائر الى وضع استراتيجية اقتصادية واجتماعية وهذا بالتعاون مع البنك
العلمي على املدى املتوسط.
فالجزائر مطالبة بالتكتل اقليميا سواء في اطار اتحاد املغرب العربي أو السوق العربية املشتركة ،قصد تكوين
قوة توازن اقتصادية وسياسية مستقبال ،فالنموذج الاوروبي خير مثال على التكتل الاقتصادي فرغم تحقيق
الاقتصاد الجزائري نسبة نمو تقدر ب %28سنة 6003اعتبر املجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي أن هذه
النسبة تعد استثنائية وهذه ألاخيرة كانت وراء تدعيم التوازنات الكبرى.
استقرار الاسعار وانعاش سوق العمل مما يعني أن هذه الاقتصاد يشكل خطرا ومساما باالقتصاد الوطني
واوص ى بضرورة وضع مخطط على املدى املتوسط لدعم النمو الاقتصادي واعادة تنشيط الورشات الكبرى
لألشغال العمومية وتنفذ الاصالحات حتى ال تضيع الديناميكية التي تولدت عن برنامج الدعم الفالحي
وبرنامج الانعاش الاقتصادي.
1مغتات فاطيمة "،أثر سياسات الاصالح القتصادي على الاقتصاد الجزائري" ،مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر اكاديمي في
العلوم الاقتصادية ،جامعة مستغانم ،الجزائر ،6053_6056 ،ص50
28
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
فاليوم اصبح انتهاج النموذج التصديري ( تحول الاقتصاد الجزائري الى اقتصاد تصديري خاصة قطاع
املحروقات) أمر ال يستهان به ،وهذا ما سيؤدي الى تحقيق التنمية املستدامة من خالل الوصول والحفاظ على
نسبة نمو اقتصادي عالي على املدى الطويل من خالل الاعتماد على املعرفة العلمية والتقنية.
عرف الاقتصاد الجزائري منذ الاستقالل تغيرات عدة ساهمت بشكل كبير في تغيير املفاهيم والايديولوجية
وكذا الاستراتيجية وبالتالي تغير القرارات وألانظمة ،وتعتبر املؤسسة الاقتصادية بمختلف قطاعاتها القلب
النابض لالقتصاد الجزائري ،وبالرغم من أنها كانت والزالت مختبرا للعديد من التجارب وألانظمة املستوردة.
إن الواقع الحالي للتسيير في الاقتصاد الجزائري يلزم علينا الرجوع الى الحقيقة التاريخية املاضية لتفسير
الوضعية املتوصل اليها حاليا ،لذا سنحاول من خالل مداخالتنا أن نتطرق الى املحاور التالية:1
خرجت الجزائر من الحرب 5926واقتصادها شبه مدمر ،بعد الاستقالل غادر العاملين باإلدارة واملراكز
الحساسة مناصبهم ( %90معمرين وأجانب) تاركين املؤسسات والادارات مهملة ،حيث غادر خالل 2أشهر
800ألف شخص ،وكان القصد من وراء هذا الهروب خلق مشاكل أمام الدولة الجزائرية املستقلة حديثا
اضافة الى املشاكل املوضوعية التي كانت تواجههم كالبطالة( تفوق .2)%20
الفقر ،ألامية( ، )%98ضعف القطاعات الصناعية ،الزراعة والتجارة شبه مدمرة ،ان نمط تسيير الاقتصاد
الوطني واستراتيجية التنمية الاقتصادية التي يجب اتباعها كإحدى اهتمامات قادة الثورة بالرغم من التوجه
والصورة التي لم تكن واضحة حول نموذج التنمية لكن في مؤتمر طرابلس بدأت مالمح هذا النموذج تسيير
نحو التوجه إلعطاء ألاولوية لقطاع الفالحة واعتباره محرك القطاعات الاخرى ،وكذا تقليص امللكية الخاصة
وتشجيع الشكل التعاوني ،هذه الخطوة تأكيدا لنمط التسيير الاشتراكي لالقتصاد الوطني .
خالل هذا الوقت حاول العمال على اختالف فئاتهم وقدراتهم ملء الفراغ الذي تركه املسيرين ألاجانب بهدف
حماية الاقتصاد الوطني ومواصلة العملية إلانتاجية في املؤسسات قصد مواجهة احتياجات املجتمع ،وهذا
التجاوب من طرف العمال سهل عملية تجسيد التسيير الذاتي لالقتصاد.
إن فكرة التسيير الذاتي لم تكن وليدة تفكير عميق ،وإنما كانت استجابة عفوية لظروف اقتصادية سياسية
واجتماعية معينة فرضت العمل بهذا النمط حيث وصل عدد املؤسسات الصناعية في سنة 5922الى 253
مؤسسة كانت تسير ذاتيا ،وأغلبية هذه املؤسسات تتميز بحجمها ،إن منهاج التسيير الذاتي لم يدم طويال حتى
بدأ العمل على التقليل من انتشاره وما قرارات التأمين إال تأكيد على ذلك ،وقد عرفت الجزائر بعد تاريخ
1محمد بلقاسم بهلول" ،سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيمها في الجزائر"،الجزء ،6الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،5999 ،ص.92
2عادل احمد حشيش ،مجدي محمود شهاب" ،العالقات الاقتصادية الدولية" ،مصر ،دار الجامعية الجديدة ،6001 ،ص.521
29
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
59جوان 5921تغييرا حقيقيا حيث بدأتها بمرحلة التأميمات لقطاع البنوك واملناجم في سنة ،5922قطاع
املؤسسات ما بين 5920 _5922قطاع املحروقات 62فبراير .5925
تزامنا مع مرحلة التاميمات بدأ متخذو القرار في التفكير في خلق شركات وطنية ،ففي سنة 5921مثال تأسست
كل من الشركة الوطنية للنفط والغاز ،الشركة الجزائرية للحديد والصلب ،الشركة الوطنية للصناعات
النسيجية ،الشركة الوطنية للتأمين ،إن هذه الشركات وغيرها اعتبرت آنذاك كأدوات أساسية لتحقيق
استراتيجية التنمية وخالل فترة أصبحت هذه الشركات ال تستطيع حصر أهدافها والتي كانت محددة
ومسطرة من قبل الجهاز املركزي والوصاية ألن هناك أهداف أخرى تتعارض وطبيعة نشاطها بسبب عوامل
عدة من بينها:
وفي هذه املرحلة كانت أهداف الاقتصاد الوطني غير محددة حسب قانون العرض والطلب وإنما حسب منطق
الخطة الاقتصادية املوضوعية ،وهذا ما جعل التحكم في عملية التصنيع واتخاذ القرارات يتم خارج الشركات
الوطنية من قبل الجهاز املركزي وهذا ما دفع بالسلطة الى تغيير نمط آخر للتسيير . 1
جاءت مرحلة التسيير الاشتراكي لالقتصاد والتي تعتمد على أساس النظام الاشتراكي الذي يرتكز على امللكية
العامة لوسائل الانتاج وتدخل الدولة والتخطيط املركزي وتحقيق املصلحة العامة ،وأن يكون العمال طرفا
مهما في تسيير ومراقبة هذه الشركات ،وبالتالي أصبح العامل يتمتع بصفة املسير ،ان العجز املالي الاجمالي
الذي عرفته املؤسسات الاشتراكية خالل هذه الفترة واضح إذ أنه ارتفع من 208دج سنة 5923الى مليار
و880دج في 5928ومنه يظهر اتساع العجز ،حسب هذا نكتشف بأن املؤسسة ال تعيش بفائض مالي محقق
ولكن بكشوفات بنكيو عادة ما يصدم التطور الاقتصادي بندرة املوارد املالية التي تحدد من انتاج املواد
البسيطة كمواد البناء.2
هذا ما يوضح لنا أن تطور الانتاج يكون مرتبط بالجهد املبذول من طرف جماعة مهما تكن مرفقة بتزايد
انتاجية العامل إذ أن معدل استعمال القدرات املوضوعية في سنة 5980هي ما بين %20_ %20في الصناعة
وبين %10_ %20في الاسكان بسبب تطور ارتفاع الانتاج ما بين الشك بتساوي التسيير الاشتراكي والتزايد في
الانتاج أي أن تسيير املؤسسات لم يكن يهم نمط التسيير السليم من أجل زيادة ألارباح.
1مغتات فاطيمة" ،اثر سياسات الاصالح الاقتصادي على الاقتصاد الجزائري" ،مرجع سبق ذكره ،ص.53_56
2عبد املجيد قدي" ،املدخل الى سياسات الاقتصادية الكلية" ،الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية ،ص.620
30
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
فنتائج تطبيق هذا الاسلوب تظهر على أنها ليست مشجعة ألن القرارات كانت والزالت في يد الجهات الوصية
وانتهى هذا النظام بالفشل وانتشار البيروقراطية.
إن الازمة التي عاشها الاقتصاد الجزائري سنة 5982والتي كانت ظاهرة خطيرة على الاقتصاد الوطني حيث
انخفض سعر برميل البترول وتدهورت قيمته باإلضافة الى التسيير الس يء للمؤسسة وألجل هذه النتائج
سعت الجزائر الى البحث عن أحسن السبل لبناء اقتصاد وطني عصري واخراج املؤسسة الوطنية من
البيروقراطية واعطااها الحرية الالزمة إلصدار قراراتها الخاصة لتسيير مواردها املالية واملادية ومن ثمة تم
مناقشة قضية النظام الرأسمالي أي استقاللية املؤسسة ،وفي بداية 5988بدأت مرحلة تطبيق بعد دراسة
مشاريع وقوانين حددت الحكومة شروطها ومخططاتها.
واملقصود به في املفهوم التقليدي هو الاجراءات التي تهدف الى تغيير الوضع الاقتصادي من حال غير
مرغوب فيه الى حال أفضل يتميز باالدعاء الجيد والفعالية في التسيير وطرق انتاج الخيرات املادية والخدمات
بغرض تحسين مستوى معيشة السكان ،إال أن عملية الاصالح الاقتصادي ليست مجرد اجراءات فقط وإنما
هي عبارة عن منظومة من التغييرات الذهنية والسلوكية هذا ويتطلب لنجاح اية اصالحات ايجاد طبقة من
املسيرين تتحلى باملبادرة واملخاطرة والتأهيل الكاف.1
ويعرف الدكتور محمد ناظم حفني الاصالح الاقتصادي بأنه عملية تحتوي على تغييرات جذرية في
منهج الدولة السياس ي والاقتصادي والاجتماعي بحيث تشمل هذه السياسة على ديمقراطية سياسة وحرية
اقتصادية تؤدي الى تغيير في سلوك ألافراد ووحدات الانتاج والخدمات اما الاصالحات الاقتصادية باملفهوم
الحالي تشتمل على التركيز في جميع املستويات على أساليب التسيير الاقتصادي بدل التسيير الاداري ،كما
يعتمد على إدخال ديمقراطية واسعة في هذا التسيير وعلى تنشيط حثيث للعامل البشري ،وهذا الاصالح
يرتكز على استقاللية املؤسسات والجمعيات ويقض ي بعد مرحلة انتقالية بمنح املسؤولية كاملة للمؤسسات
التي تتولى تمويل نفسها بنفسها. 2
1ابراهيم محمد القرضاوي "،الاصالح من منظور سياس ي اقتصادي" ،الطبعة الثانية ،مصر ،6005 ،ص.08
2محمد ناظم حنفي" ،مفاهيم اقتصادية حول الاصالح الاقتصادي" ،مصر ،دار النشر ،5999 ،ص.35
31
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
وتهدف سياسات الاصالح الى تحسين أداء النشاط الاقتصادي إال أنها في ذات الوقت قد تفرز آثار
غير مرغوبة فيها ،ولقد كانت بعض أساسيات في بعض الدول النامية ذات أثر قاس ي على الجوانب
الاجتماعية ،مما جعل البعض يحتفظ من سياسات صندوق النقد الدولي ،وهذا ما أدى الى بروز اجتهادات
اخرى مستلهمة من أفكار املدرسة البنيوية وثم تطبيقها في بعض البلدان ،وهذا ما يقودنا الى تصنيف
سياسات الاصالح ضمن مجموعتين أساسيتين:1
_السياسات ألاصولية :هي تلك السياسات التي يتبناها صندوق النقد الدولي وتجد منطلقاتها الفكرية في الفكر
النيوكالسيكي الذي يعتمد أن التضخم ظاهرة نقدية.
_السياسات غير أصولية :وهي تلك السياسات التي تم اعتمادها على الخصوص في دول أمريكا الالتينية
البرازيل الارجنتين ،بعيدا عن تدخل املنظمات الدولية ،معتمدة على أسس نظرية مختلفة عن مقارنات
الصندوق ،وتعتمد مقاربات أكثر تداخلية لوجود قوى للدولة ،وأساس الاختالف بين ألاصوليين وغير
ألاصوليين أنهم ينظرون الى التضخم نظرة مغايرة ،إذ ينظرون اليه على أنه ذو قصور دائن فهو مستقل نسبيا
عن مستوى النشاط الاقتصادي.
لم يكن اختيارا وإنما ضرورة حتمية فرضتها الظروف الخانقة التي واجهها الاقتصاد الجزائري أواخر
الثمانينات وبداية التسعينات ،وبلجوء الجزائر الى املؤسسات املالية الدولية خاصة صندوق النقد الدولي
دخل الاقتصاد الجزائري مرحلة جديدة تميزت بإصالحات اقتصادية واسعة نذكر منها:2
_1_2تحقيق الاستقرار الاصتقتصاةي :إن توفر بيئة اقتصادية مستقرة يعتبر شرطا ضروريا إلعادة بعث
ديناميكية جديدة في الاقتصاد تتماش ى والاختيارات الجديدة ،التي تبين على أساسها السياسة الاقتصادية
العامة وأهمها نظام اقتصاد السوق.
_2_2إعاةة هيكلة النظام الاصتقتصاةي :لم يكن الانتقال من الاقتصاد املوجه الى اقتصاد السوق باألمر الهين
بل تطلب هذا التحول إجراء تغييرات هيكلية عميقة تتماش ى واساسيات اقتصاد السوق ونظرا الرتباط هذه
1عبد املجيد قدي "،املدخل الى سياسات الاقتصادية الكلية" ،املرجع سبق ذكره ،ص.510
2
مرجع سبق ذكره ،ص.515
32
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
الاصالحات بالصندوق الدولي فلقد برمجت السياسات الهيكلية وفق وجهة نظر تتضمن ما يلي:
_3_2بعث النمو الاصتقتصاةي :عرف معدل النمو الاقتصادي للجزائر مستويات متدنية سالبة نتيجة الرتباطه
بصادرات النفط املنخفضة ،مما استوجب اتخاذ تدابير اقتصادية جديدة تجعل من معدل النمو يحقق
مستوى مرتفع وهدفه يجب توفير جميع الشروط لتحقيقه.
إن جميع الاصالحات الاقتصادية املرتبطة بالصندوق تهدف الى التخصيص ألامثل للموارد املتاحة فهي
ضرورية ولكنها ليست كافية لتحقيق مستويات نمو مرتفعة إن لم تتضافر جهود الدولة العامة مع بعضها
البعض ومعالجتها للمشاكل الاقتصادية املوجودة على ارض امليدان.1
تتكون الاصالحات الاقتصادية من شقين ،الشق الاول يتم على املدى القصير ويسمى سياسات التثبيت أما
الثاني فهو يوصف باالقتصاديات التي تتميز باختالل داخلي وخارجي مزمن ويسمى سياسات التعديل الهيكلي
ويتبناه البنك الدولي لإلنشاء والتعمير بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي.2
_1_1التثبيت الاصتقتصاةي :مازال الجدل قائما بين معظم الاقتصاديين املهتمين بموضوع الاصالحات
الاقتصادية فيما يخص أي من السياسات الاصالحية التي يكون تنفيذها أوال من خالل تبني سياسة التثبيت
الاقتصادي ويقوم التثبيت بالسعي نحو تحقيق أسعار الصرف الحقيقية مع أكبر قدر من التأكد والرض ى لدى
الاستثمار ألاجنبي ،كما يعد في مقدمة اهتمامات الصندوق ويقصد ببرنامج الاستقرار الاقتصادي إتباع
خطوات وسياسات محددة بقصد إحداث توازن بين العرض الكلي والطلب الكلي وإدارة جانب الطلب من
خالل إتباع سياسة مالية ونقدية صارمة تستهدف القضاء التدريجي على عجز امليزانية العامة للدولة وعجز
ميزان املدفوعات أو على ألاقل إلابقاء على العجز في حدود ضيقة يكن للدولة أن تحكم فيها .
1مغتات فاطيمة "،اثر سياسات الاصالح الاقتصادي على الاقتصاد الجزائري" ،مرجع سبق ذكره ،ص.20_39
2مدني بن شهرة" ،الاصالح الاقتصادي وسياسة التشغيل التجربة الجزائرية" ،الطبعة ،5الاردن ،دار حامد للنشر والتوزيع ،6009 ،ص.39
33
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
_2_1التصحيح الهيكلي :إن القضاء على مختلف الاختالالت والتشوهات التي تشوب الاقتصاد الوطني
والتغلب على ظاهرة الركود الاقتصادي وتعطيل جهات الكبح وايجاد ديناميكية جديدة من أجل تحويل البنية
التحتية لالقتصاد وإعادة هيكلته لالندماج ضمن الاقتصاد العالمي ،والقيام بإعادة التنظيم الاقتصادي
وايجاد التوازنات بواسطة مجموعة من الاجراءات الهيكلية والتنظيمية في ضوء ميكانيزمات اقتصاد السوق
وتدني دور الدولة في الشأن الاقتصادي كل هذه الاجراءات تصنف ضمن برنامج سياسة التعديل الهيكلي
ويستند خبراء البنك الدولي في تفسير برامج التعدي الهيكلي الى مفاهيم النظرية النيوكالسيكية وألاخذ بعين
الاعتبار املدة الزمنية إما املتوسطة أو الطويلة وتعني البرامج املذكورة بجوانب العرض التي تؤكد ضرورة
استخدام املوارد املحدودة والقابلة لالستثمار من خالل انتقاء فرص الاستثمار التي تتمتع بارتفاع معدل
عائدها وهو ألامر الذي يؤدي الى النمو الاقتصادي في القطاعات الانتاجية املختلفة.
لقد تبنت الدولة الجزائرية برنامجا اصالحيا كثيفا من اجل إعادة النظر وتعديل سياستها الاقتصادية فقامت
بترتيب مجموعة أولى من السياسات باالتفاق مع صندوق النقد الدولي والتي تتعلق بالتوازنات الاقتصادية
الكلية بغرض الحد من السياسة املالية والتضخمية والسماح لكل من أسعار الفائدة وأسعار الصرف بالتغيير
مع قوى السوق حتى يؤدي ذلك الى تحسين ميزان املدفوعات ،ومجموعة ثانية من هذه السياسات تم تبنيها
باالتفاق مع البنك الدولي وهي موجهة لتحقيق اقتصاد حر يمتاز بالكفاءة والديناميكية.
لقد شرعت في الاصالحات الاقتصادية منذ أكثر من عشرة سنوات من اجل القيام بتحوالت جذرين
في الدائرة الاقتصادية وفي املحيط املؤسساتي ،وانفاق هذه الاصالحات هي ما أقره مشروع التقدير حول
الطرف الاقتصادي الاجتماعي بالرغم من تحسين أسعار املحروقات سنة 6000والذي صاحبها انخفاض في
خدمة املديونية الى %9.8والذي أدى الى استفادة الجزائر من ظرف مالي مناسب فان املجلس لدى بان نسبة
النمو خالل السنوات الخمسة ألاخيرة واملقدرة ب %3تبقى غير كافية لالستجابة الى الحاجات امللحة للسكان
السيما في ميدان التشغيل. 1
وبالنسبة لإلصالحات فبالرغم من الاختيارات الواجب اعتمادها قد تم تحديدها بوضوح فان وسائل التحقيق
املجسدة في املؤسسات املكلفة بتنفيذها ( الادارة ،البنوك ،العدل ،الجباية) ،تبين أنها غير مكتفية من حيث
طبيعتها ومن حيث ذاتيتها.
وفيما يخص التجارة الخارجية فانه بالرغم من الاجراءات املتخذة من أجل تنويع الصادرات فان سعر البترول
يبقى املحدد املسيطر على رصيد ميزان املدفوعات ،حيث بلغت نسبة الصادرات %92.09من حجم الاجمالي
لها خالل السداس ي الثاني من . 6005
1
مغتات فاطيمة" ،اثر سياسات االصالح االقتصادي على االقتصاد الجزائري" ،مرجع سبق ذكره ،ص.82
34
التنمية االقتصادية واالقتصاد الجزائري الفصل الثاني
وتبقى سياسة الاعتماد على ايرادات املحروقات من اكبر السلبيات التي يعاني منها الاقتصاد الوطني الجزائري
حيث ال يزال مصير التوازنات الكلية مرتبط بأسعار البترول.
ويبقى الوضع الاجتماعي املزري مؤشرات كافيا للحكم على مدى فعالية الاصالحات الاقتصادية هذا رغم
الانخفاض في معدالت التضخم.
_ الديون الخارجية :انخفضت الديون الخارجية بعد تنفيذ الاصالحات الى 52.2مليار دوالر سنة 6001الى
02.1مليار دوالر سنة . 6050
_ احتياطات الصرف :هناك زيادة معتبرة بالنسبة الحتياطات الصرف حيث بلغت 5226مليار دوالر مع نهاية
سنة 6009و 510مليار دوالر في نهاية .6050
_ الاستثمار :فيه تم انشاء الصندوق النقد الوطني لالستثمار ،الى جانب صناديق الاستثمار على املستوى
املحلي.
لقد حققت الجزائر على الصعيد الاقتصادي تحسنا ونمو سنوي معتبر ،حيث ان أسعار النفط في
السوق العاملية سمحت بتعزيز مواردها املالية وتحسين ميزانها الخارجي على املستوى الاقتصادي.1
ان التقييم الدوري النعكاسات الاصالحات الاقتصادية على املستوى الاقتصادي يبرز مجموعة من املؤشرات
من بينها:
_ معدل النمو خارج املحروقات :بلغ متوسط النمو الاقتصادي خارج قطاع املحروقات حوالي %02سنويا
خالل الفترة ما بين 6008_6001هذا وقد وصل الى %9.3سنة 6009واملخطط الخماس ي للتنمية خصص ما
قيمته 06مليار دوالر للمشاريع الصغيرة واملتوسطة بحيث نشأت خالل سنوات املخطط 600ألف وحدة
جديدة وكانت الجزائر قد حققت انجاز مهما بمضاعفة عدد املنشآت الصغيرة واملتوسطة خالل الفترة
6008_6005بعد ان كانت 621.3ألف عام ،6005أصبحت 159.1عام 6009أصبحت 325ألف وتشغل
5.21مليون عامل.
_ البطالة :ان السياسات التنموية التي تم تبنيها منذ البداية أسفرت على تراجع طردي ملستوى البطالة حيث
انخفضت نسبتها من حوالي %30سنة 5999الى 51.3سنة 6001و 50.6سنة 6009وانتقلت الى %50سنة
6050غير أنها تبقى جد مرتفعة في أوساط الشباب حيث قدرت ب %65.1بالنسبة لفئة البالغين بين 61_51
سنة وهذا حسب الديوان الوطني لإلحصائيات تشير بوضوح ان البطالة في الجزائر هي بطالة ادماج.
ان تقييم هذه الاصالحات أفرزته آثار ايجابية رغم الظروف الاستثنائية غير املناسبة التي جرى فيها هذا
التطبيق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار املؤشرات الكمية املعتمدة عليها غالبا لتقييم اداء القطاع.1
_1_1آلاثار السلبية:
ان هذه الاصالحات التي قامت بها املؤسسات تبقى مرهونة بقطاع فاعل وحيوي أال وهو قطاع املحروقات فال
ننس ى ان الاقتصاد الوطني مرتكز أساسا على البترول ويبقى أسيرا للمصالح الفئوية والربوع امللكية ،كما أن
تفاقم املشاكل الاجتماعية صعب مهمة الاصالحات يشكل سهل باإلضافة الى العوائق البيروقراطية وعدم
تكيف منظما الت مويل مع املستجدات الراهنة صعب من تشجيع الاستثمار الخاص الوطني وألاجنبي على
خلفية صعوبة اتخاذ القرارات والتريث في ادارة الاصالحات ،التي تكون غالبيتها مرتشية ،وقد نشأت معظم
هذه املؤسسات من قطاع ألاعمال التجارية البالغة الصفر.
اما التقرير الجزائري لإلحصائيات في ابريل 6009فقد اشار الى ارتفاع معدل التضخم الى %02.5وهذا يعود
الى الارتفاع في أسعار املواد الغذائية املستوردة ،وكذلك الخدمات الى %1.9واملواد النصف مصنعة ب
%05.9باستثناء انخفاض اسعار الزيوت ب %60سنة 6055كما ارتفعت اسعار املواد الحيوانية ب %22.2
والخضروات الى %52.2وبأي حال تبقى الحالة الاجتماعية جراء انتشار البطالة وتتوسع رفقة الفقر.
أما على مستوى الدخل الفردي فمتوسط دخل الفرد بحدود 6000_5100دوالر سنويا وهذا ما يالحظ
التذبذب في الاقتصاد الجزائري الذي خلق حالة تباين بين وفرة املال ومنظومة الانتاج ،وهذا ما ترك ظهور
فكرة الخصخصة الذي يعد أحد منطلقات خطط التنمية الحالية.
ارتكزت على اعتماد اسلوب الخصخصة كإصالح اقتصادي جديد تعرض الى نقاشات وجدل كبيرين ،فلقد
أصبحت شعار عامليا أرساه ورعاه البنك الدولي وجرى تبريرها هو قدرتها على توفير ادارة فعالة تقتصد في
استخدام املوارد وتحسن أداء املؤسسات فيزيد من معدالت النمو الاقتصادي وبذلك تحويل امللكية العامة الى
ملكية خاصة بواسطة طرق مختلفة.
خالصة الفصل:
من خالل ما تطرقنا له في هذا الفصل وجدنا أن الجزائر بلد يمكن النهوض باقتصاده على ما يساعده على
التقدم والرقي إال أن التناقض في السياسات املتبعة والوضعية ألامنية لها جعلها تعرف تدهورا في ما سطرت
له من أهداف إال أن هذا لم يمنع من محاولتها بتحقيق معدالت نمو أبهرت املتتبعين لالقتصاد الوطني
وتحليله والتوقع به أنه سيكون له شأن على املستويين القريب والبعيد إن واصلت متابعة برامجها املسطرة.
37
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
مقدمة الفصل:
إن الظروف الاقتصادية الجديدة التي تشهدها الساحة املصرفية املحلية والعاملية تحتم على البنوك عامة
وعلى بنك الفالحة والتنمية الريفية خاصة ،أن تجتهد في تمويل الاقتصاد الوطني ،ومن أجل التماش ي
والتغيرات الحاصلة في الصناعة املصرفية العاملية قام بنك بدر الى إعادة هيكلة سياسته واستراتيجيته من
أجل الاستفادة من الفرص التي تتيحها التطورات وإدارة التحديات لزيادة فرص النمو والربحية.
حيث تشغل البنوك حيزا هاما في الاصالحات الاقتصادية ألنها تعتبر املمول الرئيس ي ملختلف الاستثمارات
واملشاريع ،لذا تشهد الجزائر اصالحات اقتصادية عميقة تهدف الى مرور الاقتصاد الوطني من اقتصاد
املخطط الى اقتصاد السوق.
39
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
سنتطرق في املبحث ألاول الى تقديم البنك الجزائري للفالحة والتنمية الريفية من خالل عرض معلومات
تخص نشأته ومراحل تطوره وهيكله التنظيمي.
عرفت املنظومة املصرفية الجزائرية سلسلة من الاصالحات أثمرت ميالد بنوك لها دور في تفعيل املهنة
املصرفية منها بنك الفالحة والتنمية الريفية الدي عرف النور بعد إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري
بمقتض ى املرسوم رقم 601_28الصادر في 68جمادى الاول 6008املوافق ل .16828/00/66
حيث اعتبر آنذاك وسيلة من الوسائل الرامية الى املشاركة في تنمية القطاع الزراعي وترقية الريف.
أنش ئ البدر بتاريخ 6828/00/66بمرسوم مرقم تحت على أنه مؤسسة عمومية ذات طابع مالي وتجاري يتمتع
بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي موضوع تحت وصاية وزارة املالية ،وطبقا لهذه القوانين يلتزم بتنفيذ
جميع العمليات البنكية ،ويمنح السلفيات والقروض بجميع أشكالها وللمساهمة وفقا لسياسة الحكومة.
يسير البنك مدير عام متواجد بمقره بمدينة الجزائر العاصمة ويشرف عليه مجلس الادارة يمثل فئة العمال
ألاجراء ،إلادارات ،املديريات ،املستخدمين.
كما يتشكل البنك من 06مديرية جهوية هي مجمعات جهوية لالستغالل و 088وكالة وهي وحدات انتاج
محلية لالستغالل موزعة على التراب الوطني.
كان هدف بنك الفالحة والتنمية الريفية خالل ثماني السنوات ألاولى من إنشائه هو فرض وجوده ضمن
العالم الريفي بفتح العديد من الوكاالت في املناطق ذات الصبغة الريفية ،حيث اكتسب خالل هذه الفترة
سمعة وكفاءة عالية في ميدان تمويل القطاع الزراعي ،قطاع الصناعة الغذائية والصناعة امليكانيكية
الفالحية ،هذا التخصص في مجال التمويل فرضته آلية الاقتصاد املخطط الذي اقتض ى تخصص كل بنك
1مرسوم رقم 601_28المؤرخ في 6828/00/66المتعلق بإنشاء بنك الفالحة والتنمية الريفية ،الجريدة الرسمية ،العدد6828/68/66 ،61
2
ادريس حليمة ،اهمية تبني التسويق المصرفي في تحسين العالقة مع الزبون ،دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية ،جامعة
تلمسان ،8002 ،ص.662
40
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
في تمويل قطاعات محددة ،وخالل هذه املرحلة لم يكن دور بنك الفالحة والتنمية الريفية فعاال الن أغلب
املشاريع التي كان يمولها كانت ذات طابع عمومي وكان تحصيل القروض املمنوحة صعبا.
بصدور قانون 60/80الذي ينص على تخصص كل بنك في نشاط معين ،توسع نشاط بنك الفالحة والتنمية
الريفية ليشمل مجاالت أخرى من النشاط الاقتصادي خاصة قطاع املؤسسات الاقتصادية املتوسطة
والصغيرة دون الاستغناء عن القطاع الفالحي.
أما في املجال التقني فكانت هذه املرحلة أهم مرحلة تميزت بإدخال تكنولوجيا الاعالم آلالي املتطورة تهدف الى
تسهيل تداول العمليات البنكية وتعميمها عبر مختلف وكاالت البنك ،هذه املرحلة شهدت ما يلي:
:6888وضع برمجيات مع فروعه املختلفة للقيام بالعمليات البنكية الى جانب تعميم استخدام الاعالم آلالي
في عمليات التجارة الخارجية خاصة في مجال الاعتمادات املستندية والتي أصبحت معالجتها في الوقت الحاضر
ال تتعدى 80ساعة.
:6880إنهاء عملية إدخال الاعالم آلالي في جميع العمليات البنكية على مستوى شبكات البنك.
:6881إدخال عملية الفحص السلكي وانجاز العمليات عن بعد وفي الوقت الحقيقي.
اتسمت هذه املرحلة بموجب التدخل الفعلي والفعال للبنوك العمومية لبعث نشاط جديد فيما يتعلق
بمجاالت الاستثمار املربح وجعل نشاطها ومستوى مردوديتها يساير قواعد اقتصاد السوق ،وفي هذا الصدد
رفع بنك الفالحة والتنمية الريفية الى حد كبير من القروض لفائدة املؤسسات الاقتصادية الصغيرة
واملتوسطة في شتى مجاالت النشاط الاقتصادي إضافة الى رفعه ملستوى مساعداته للقطاع الفالحي وفروعه.
بصدد مسايرة التحوالت الاقتصادية والاجتماعية العميقة ومن اجل الاستجابة لتطلعات الزبائن ،وضع بنك
البدر برنامج خماس ي يرتكز على عصرنة البنك وتحسين خدماته والقيام بتطهير في ميدان املحاسبة وفي امليدان
املالي ،ومن أهم الاصالحات التي حققها:1
:8000فحص دقيق لنقاط القوة والضعف وانجاز مخطط تسوية للبنك ملطابقة القيم الدولية.
:8006القيام بالتطهير املحاسبي واملالي ،وتخفيف الاجراءات الادارية والتقنية التي تخص ملفات القروض ،مع
تحقيق مشروع البنك الجالس باإلضافة للخدمات املشخصة ببعض الوكاالت الرائدة.
:8008تعميم مفهوم بنك الجلوس والخدمات املشخصة على مستوى جميع وكاالت البنك.
:8000إدخال نظام سيرات لتغطية ألارصدة عن طريق الفحص السلكي دون اللجوء الى النقل املادي للقيم
مما يسمح بتقليص فترات تغطية الصكوك وألاوراق التجارية.
:8000تعميم استعمال الشبابيك آلالية لألوراق النقدية املرتبطة ببطاقات الدفع التي تشرف عليه شركة
النقد آلالي والعالقات التلقائية بين البنوك خاصة في املناطق التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة.
:8001تم إدخال املقاصة الالكترونية وإدخال نظام جديد وذلك من أجل تحقيق الامان والثقة والشفافية
ومحاربة الغش والاختالسات من جهة أخرى.
اسم " بدر" هو مختصر الاسم باللغة الفرنسية الذي يجمع الحروف الاولى السم املؤسسة BADR Banque
ويعتبر بنك الفالحة والتنمية الريفية من البنوك التجارية الجزائرية ،حيث يتخذ شكل شركة ذات أسهم تعود
ملكيته للقطاع العمومي ،وتهدف هذه الوكالة لتحقيق أغراض معينة تكمن في تقديم الخدمات لزبائنها
وتحسين صورتها على الصعيد الداخلي والخارجي معتمدة في ذلك على طرق مختلفة للتعريف بخدمات التي
تقدمها سواء عن طريق الاتصال الشخص ي او عن طريق وسائل متنوعة الى جانب الاستقبال الجيد للزبون
مما يجعله ال يتعامل مع وكالة أخرى.1
املدير
43
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
_1وظائف بنك الفالحة والتنمية الريفية :تتمثل وظائف بنك بدر فيما يلي.1
1ادريس حليمة"،اهمية التسويق املصرفي في تحسين العالقة مع الزبون" ،مرجع سبق ذكره ،ص.680
44
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
_2أهداف البنك:
_ تحسين نوعية الخدمات والعالقات مع الزبائن وذلك بالرفع من املوارد وجعله يتمتع بمردودية القروض
الانتاجية ذات صحة متنوعة في احترام قواعد الحيطة.
_ البقاء ضمن أكبر البنوك في البلد بالتسيير الصارم للخزينة سواء بالدينار أو العملة الصعبة مع الديناميكية
في مجال التحليل املالي ،تحقيق مردودية أكبر بتحسين الانتاج على مستوى عمليات املعالجة اليومية ،يمنح
البنك لصالح زبائنه أفضل الخدمات ،وخاصة بواسطة التكنولوجيا والوسيلة الاعالمية املتعددة الغايات مع
الامتداد كاملحاماة ،الطب...الخ.
_ وبغية تحقيق تلك ألاهداف استعان البنك بتنظيمات وهياكل داخلية ووسائل تقنية حديثة بلجوئه الى
صيانة وترميم ممتلكاته وتطوير أجهزة الاعالم آلالي ،كما بذل القائمون على البنك مجهودات كبيرة لتأهيل
موارده البشرية وترقية الاتصال داخل وخارج البنك ،كما سعى البنك للتقرب اكثر من العمالء وذلك بتوفير
مصالح تتكفل بمطالبهم ،والتعرف على حاجاتهم ورغباتهم.
تضم الجهوية لوالية مستغانم 60وكاالت ،منها 1وكاالت موجودة بوالية غليزان 0 ،بوالية مستغانم.1
تقع وكالة مستغانم وسط املدينة على الطريق املؤدي الى والية غليزان للجهة الشمالية للبلدية ،على بعد
حوالي 100متر من املديرية الجهوية التابعة لها.
تقدم الوكالة خدماتها لسكان البلديات التابعة لدائرة مستغانم ،ويعمل بهذه الوكالة موظفين أغلبيتهم لهم
تجربة ال تقل عن 80عام من الخدمة بعضهم حاصل على شهادة الكفاءة املهنية وأغلبيتهم تربصات تكوينية
من عدة مدن كالجزائر العاصمة.
تقوم وكالة بنك الفالحة والتنمية الريفية بالتعامل املباشر مع العمالء وتقدم كافة العمليات البنكية مثل
السحب والدفع وتقديم القروض وجمع الودائع...
عند تواجدنا بمقر الوكالة ،لم نستقر في مصلحة معينة بل في تنقلنا في كل املصالح وهذا حتى يتسنى لنا
إلاطاحة الشاملة واملعرفة الكاملة بمهام كل مصلحة.
46
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
الشكل رقم ( :)12_lllالهيكل التنظيمي العام لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة مستغانم
املدير العام
املستشارين
مصلحة الاتصاالت
مديرية تمويل املؤسساتاملتربصة شبكة التشغيل مديرية تقييم املوارد البشرية مديرية الفرع الرئيس ي
مديرية النشاطات مديرية الاتصال عن بعد وصيانة مديرية الوسائل العامة مديرية العالقات الدولية
الاعالم
47
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
يهدف بنك الفالحة والتنمية الريفية من خالل وضع سياسات تتعلق باملنتجات والخدمات الى الرفع من
الحصة السوقية والعمل على ارضاء الزبائن عبر الاهتمام بتوقعاتهم واشباع حاجاتهم ورغباتهم اكثر ،ونتيجة
لذلك اكتسب ميزة تنافسية تجعله قادر على منافسة البنوك التجارية من جهة واملحافظة على حصة سوقية
مهمة من السوق البنكي ،ومن أهم هذه الخدمات:
_1.1.1الحساب الجاري :يكون مفتوحا لألشخاص الطبيعيين واملعنويين الذين يمارسون نشاطا تجاريا (تجار
صناعيين ،مؤسسات تجارية ،فالحون...الخ) هذا املنتج البنكي بدون فائدة.
_2 .1.1حساب الصكوك (الشيكات) :تكون الحساباتمفتوحة لجميع الافراد أو الجماعات التي تمارس أي
نشاط تجاري وذوي الاجور الراغبين في الاستعانة بالشيكات لتصفية الحسابات.
_3 .1.1دفتر التوفير بدر :وهو عبارةعن منتج مصرفي يمكن للراغبين من ادخار اموالهم الفائضة عن حاجاتهم
على أساس فوائد محددة من طرف البنك أو بدون فائدة حسب رغبات املدخرين وباستطاعة هؤالء املدخرين
الحاملين لدفتر التوفير القيام بعمليات دفع وسحب الاموال في جميع الوكاالت التابعة للبنك ،فان هذا املنتج
يجنب أصحاب دفاتر التوفير مشاكل وصعوبات نقل الاموال من مكان آلخر.
_4 .1.1دفتر التوفير أشبال :مخصص ملساعدة أبناء املدخرين للممارسة والتدريب على الادخار في بداية
حياتهم الادخارية ،ان دفتر توفير الشباب يفتح للشباب الذين ال تتجاوز اعمارهم 68سنة من طرف ممثليهم
الشرعيين ،حيث حدد الدفع الاولي ب 000دينار كما يمكن الدفع في صورة نقدية أو عن طريق تحويالت
تلقائية أو اوتوماتيكية منظمة ،كما يستفيد الشاب صاحب الدفتر عند بلوغه ألاهلية القانونية ذو ألاقدمية
التي تزيد عن 00سنوات من قروض مصرفية تصل الى مليونين دينار جزائري.
_5 .1.1بطاقة بدر :تعتبر بطاقة بدر منتج بنكي طرح في منتصف التسعينات تسهيال للحياة الاقتصادية
والاجتماعية للمتعاملين معه ،حيث يسمح لعمالء البنك بإجراء عملية سحب ألموالهم على مستوى املوزع
آلالي لألوراق النقدية املتواجد في وكاالت بدر.
_2 .1.1الايداعات ألجل :هي خدمة تسهل على ألاشخاص ايداع أموالهم الفائضة عن حاجاتهم الى آجال
محددة بنسبة فوائد متغيرة من طرف البنك.
_7 .1.1حساب بالعملة الصعبة :خدمة تسمح بجعل نقود املدخرين بالعملة الصعبة متاحة في كل وقت
مقابل عائد محدد حسب شروط البنك.
_9 .1.1القروض الاستثمارية :هي خدمة موجهة الى فئات معينة لتشجيعهم في حياتهم املهنية كقروض
الاستثمار في القطاع الفالحي ،قروض الاستثمار في مجال الصيد البحري ،قروض الاستثمار في القطاع
الصحيويمول هذا النوع من القروض املتوسطة والطويلة ألاجل.
_8 .1.1القروض املوجهة لالستهالك :يعتبر هذا النوع من القروض التي يلجأ اليها العميل بمثابة قروض من
أجل مساعدة املواطنين اصحاب الدخل املحدود والثابت على اقتناء منتجات الاستهالك الدائمة بإشراف
البنك ،وذلك من خالل اتفاقية يعقدها البنك مع الباعة الخواص في مدة تتراوح بين 68الى 01شهرا.
_11 .1.1املقاصة :تعتبر املقاصة من الناحية العملية كرابطة بين املناخ الخارجي واملناخ الداخلي حيث تقوم
بتسهيل املعامالت بين البنوك ،والتي تتمثل في كل العمليات الخاصة بها ،كل هذا يتم في غرفة املقاصة
املوجودة في البنك املركزي هذا ال يعني ان البنوك املحيطة بهذا الاخير ال توجد فيها املقاصة ،حيث توجد بهذه
البنوك الا انها تقل اهمية من الناحية الوظيفية مقارنة مع البنك املركزي.
_11 .1.1املحفظة :تدعيما لعملية الشباك وتسهيال لرفع الحاجز بين البنك والزبون نجد املحفظة والتي تتمثل
أهميتها في تسعير العملية التجارية.
كما توجد عدة منتجات أخرى لذى بنك الفالحة والتنمية الريفية تتمثل في:1
_ الدفتر املخصص للسكن إضافة الى الاعتمادات والقروض التي يمنحها البنك لزبائنه ،والتي تكون وفق
دراسات وشروط مسبقة ،من بينها قروض الاستثمار وقروض الاستغالل.
_ خدمة البنك للمعاينة التي تمكن الزبائن من معاينة ومراجعة التحويالت التي طرأت على أرصدتهم عبر
استعمال الارقام الشخصية والسرية املعطاة لهم من طرف البنك ،من خالل استعمال أجهزة الاعالم آلالي
املتاحة.
_ خدمات الفحص السلكي التي تسمح بخدمة أحسن الزبائن باستعمال شبكة الفحص السلكي في تنفيذ
العمليات.
_ سندات الصندوق وهي عبارة عن تفويض ألجل ،وبعائد موجه لألشخاص املعنويين والطبيعيين.
ان اتساع املزيج الخدمي لبنك بدر يتكون من الودائع ،القروض ،التحويالت والاعتمادات وكل مجموعة من
هذه املجموعات تحتوي على مجموعة من الخدمات املحددة ،يتم التعامل بها في مختلف وكاالت البنك يتراوح
عددها ما بين 8الى 0خدمات فرعية تكون عمق املزيج الخدمي في البنك ،كما انه يتميز بالتوافق الانتاجي
والتسويقي ،حيث ان جميع خدمات البنك تعتمد على امكانيات انتاجية تسويقية مشتركة ،وهذا التوافق
يمكن البنك من زيادة ربحيته.1
ويمكن تلخيص أبعاد املزيج الخدمي في بنك الفالحة والتنمية الريفية في الجدول التالي:
اتساع املزيج
تماشيا مع التغيرات والتطورات التي تشهدها الساحة البنكية الجزائرية قام بنك الفالحة والتنمية الريفية
بإعادة تصميم هياكله وأنشطته آخذا في اعتباره عالقة البنك بالعمالء الى جانب الخدمات التي يقدمها
السوق ،بهدف مواجهة املنافسة والحفاظ على مكانته في السوق البنكية الجزائرية.
1_3_1بنك الجلوس :وهو تنظيمجديد ألنشطة البنك بهدف تحقيق الفعالية في الاداء والعمل على راحة
العميل ،وهو عبارة عن مساحة واسعة مجهزة بكاتب الستقبال العمالء في وسط مريح وفي أجواء مكيفة
واطلق عليه هذا الاسم ألنه يتم استقبال العميل فيه بالجلوس حيث يواجه مباشرة موظف البنك.
_2_3_1بنك الوقوف :وهو بنك يتم فيه استقبال العمالء عن طريق شبابيك منتظمة ،وهو يقوم بنفس
النشاط الذي يقوم به بنك الجلوس ،واطلق عليه هذا الاسم ألنه يتم استقبال العميل فيه وهو واقف ،وهذا
البنك موجه لفئة من العمالء كاألجراء واملتعاقدين.
_3_3_1الخدمات املشخصة :تمثل الخدمات التي يقدمها البنك للزبون عن طريق موظفيه الذين قام البنك
بتكوينهم وفق منظور جديد ومتطور ويهدف الى الاحتفاظ بالعمالء الحاليين وجذب عمالء جدد ،وقد مكنت
هذه الخدمة البنك من تحقيق ميزة تنافسية أكبر وجعلته يستقطب عددا هاما من العمالء.
_4_3_1املقاصة الالكترونية :تعتبر املقاصة الالكترونية نظام جديد يعالج املعلومات اوتوماتيكيا ،يخص
معالجة كل العمليات الدفع على مختلف الوسائل ،حيث يعطي الاولوية للشيكات التي تمنح لألفراد
واملؤسسات ثم تليها الايداعات.
من ايجابيات هذا النظام انه يحقق ألامان ،الثقة والشفافية في التعامالت ،والهدف ألاساس ي منه هو محاربة
الغش والاختالسات.1
تعتبر سياسة التسعير من اهم السياسات البيعية ملل لها من تأثير على مدى تحقيق املؤسسة ألهدافها ولكن
نجد دورها جد محدود في التسويق املصرفي لعدم وجود حرية كاملة للبنوك في تحديد أسعارها فمعظم
ألاسعار تحدد من طرف السلطات النقدية ،فبنك الجزائر يتدخل في تحديد أسعار املنتجات والخدمات ويقدم
مجاال محدودا للبنوك تضع على اساسه معدل الفائدة التي تمنحها للزبائن.
فيما يخص تحديد أسعار منتجات بنك بدر ،فله امكانية محدودة كما هو الحال في جميع البنوك وهذه
ألاسعار تتحدد على أساس معدل ألافضلية الذي يصدره بنك الجزائر بالنسبة لتحديد أسعار الخدمات تحدد
أيضا من طرف بنك الجزائر لكنها تكون على شكل:
_ مجاالت تترك فيها حرية محدودة للبنوك في تحديد السعر على مستوى هذا املجال.
_ أسعار ثابتة.
كما يقوم بنك بدر بتحديد أسعار بعض املنتجات والخدمات دون املساس بالسقوف الائتمانية التي يحددها
بنك الجزائر ،حيث تقوم الادارة العامة بتحديد هوامش محددة بهدف تحقيق الربحية من جهة والحفاظ
على الزبائن الحاليين واستقطاب زبائن جدد من جهة أخرى.
_3التوزيع:
يعتمد بنك بدر في توزيع خدماته املصرفية على التوزيع املباشر من خالل شبكة من الوكاالت املنتشرة عبر
كامل التراب الوطني والتي تتعدى 000وكالة بهدف الوصول الى أكبر عدد من الزبائن هذا فيما يخص التوزيع
املباشر ،أما بالنسبة للتوزيع الغير املباشر فوضع بنك بدر تحت تصرف زبائنه نظام توزيع الكتروني وذلك عن
طريق املوزعات آلالية لألوراق النقدية أو عن طريق الشبابيك آلالية لألوراق النقدية.1
يوفر أيضا البنك للزبائن خدمات مصرفية عبر الهاتف لكنها محدودة جدا ،اضافة الى صفحات الويب التي ال
ترتقي الخدمات بها الى املستوى املطلوب.
ما يمكن استخالصه أن بنك الفالحة والتنمية الريفية يعتمد في سياسة التوزيع على الوكاالت املصرفية
لالستغالل بشكل كبير ،لذا كان من الضروري أن تتضمن سياسة انشاء وكاالت جديدة للبنك القيام
بالدراسات الدقيقة واملستمرة ملدى حاجة املناطق املختلفة ملنتجات البنك وخدماته ،حيث يجب أن تأخذ
هذه السياسة في الاعتبار ان الانتشار الجغرافي لفروع البنك هو ضرورة لتأمين نشاطه وزيادة مبيعاته وبالتالي
أرباحه.
ولهذا يختار البنك مقاييس مهمة عند تأسيس وكالة جديدة من بينها:
_ ألاخذ بعين الاعتبار القدرة املالية للسوق ،القدرة املالية للزبائن ،القدرة على جميع الادخارات.
_4الترويج (الاتصال):
يهدف بنك الفالحة والتنمية الريفية من خالل السياسة الاتصالية الى إلغاء التباعد بينه وبين ألاطراف
الخارجية والداخلية خاصة الزبائن منهم ،والى رسم صورة ايجابية للبنك من خالل اعالم ألافراد بمنتجاته
وخدماته ،أفراد بنك الفالحة والتنمية الريفية يشكلون مديرية تختص بالسياسات الاتصالية والتسويقية
تدعى بمديرية الاتصال والتسويق.
_1_4العالقات العامة:
ويعتمد بنك بدر في ترويجه لخدماته على العالقات العامة التي تعتبر من عناصر املزيج الترويجي التي يعتمد
عليها والتي تهدف الى تنمية العالقات مع مختلف الهيئات التي يتعامل معها إلعطاء صورة جيدة عن
البنكويتضمن نشاط العالقات العامة الجوانب التالية:1
_1_1_4العالقات مع العاملين بالبنك :من أجل تقديم خدمات بنكية ذات جودة عالية يعمل بنك الفالحة
والتنمية الريفية على جعل موظفيه عبارة عن أسرة واحدة تعمل لتحقيق هدف واحد وهو انجاح البنك ،ومن
أجل تحقيق ذلك قام بنك بدر بتكوين أغلب عماله لكي يكونوا مؤهلين لشغل املناصب ضمن استراتيجية
جديدة.
_2_1_4العالقات مع العمالء :حيث يقوم موظفيالبنك ببناء عالقة قوية مع العمالء من أجل تحقيق ذلك تم
تجسيد فكرة بنك الجلوس ،وإلغاء العمل بفكرة الشبابيك.
_2_4الاتصال الخارجي :فيما يخص الاتصال الخارجي اهتمام البنك به أكثر من الاتصال الداخلي ،إذ يعتمد
على الاشهار قصد إقامة عالقة دائمة مع الزبائن الحاليين واملحافظة عليها وتنميتها بصورة تضمن استمرار
تعاملهم مع البنك واقبالهم على الخدمات الجديدة التي يقدمها مستعملة في ذلك عدة وسائل اتصالية نذكر
منها:
_1_2_4مجلة البنك (أخبار البنك) :وهي عبارة عن مجلة تصدر كل شهرين تتطرق ملختلف نشاطات البنك في
تلك الفترة يتم من خاللها التعريف بمختلف املنتجات والخدمات املصرفية ،وهي ذات استعمال مزدوج حيث
توجه للموظفين والزبائن في نفس الوقت.
_2_2_4منشورات خاصة :وهي عبارة عن وسيلة تستخدم للتعريف بمنتجات وخدمات البنك عن طريق
إلصاق لوحات اشهارية بمحاذاة فروع البنك أو داخله ،كما تقوم الوكالة بتقديم رزنامات حامالت مفاتيح
محافظ ومذكرات الى زبائنها والتي تحمل جميعها شعار بنك بدر ،وعلى الرغم من أهميته إال أن هناك قصورا
في نشاط الاشهار كوسيلة ترويجية في الوكالة بسبب عدم وجود منافسة فعلية بين مختلف البنوك ،وعدم
انت شار الوعي املصرفي لدى الكثير من الزبائن ،خاصة إذا تعلق الامر في الاعالن عن التكنولوجيا املستعملة من
طرف البنك.
_3_2_4موقع البدر على شبكة الانترنيت :يستخدم البنك املوقع www.badr_bank.netكوسيلةمن وسائل الاشهار
للتعريف بالبنك وعرض أهم خدماته.
على الرغم من الاصالحات املصرفية الواردة في القانون 68_21إال ان استمرار ألازمة الاقتصادية دفع
بالسلطات الجزائرية الى تطبيق برنامج إصالحي واسع مس مجموع القطاعات الاقتصادية بما فيها البنوك
العمومية ابتداء من سنة 6822وذلك بصدور القانون رقم 06_22املؤرخ في 6822/06/68واملتضمن توجيه
املؤسسات العمومية حيث أصبحت البنوك مؤسسات اقتصادية تهدف الى تحقيق الربح واملردودية.1
وبما ان البنوك هي مؤسسات مالية عمومية معينة بهذا القانون ،حيث تفاعلت مع الاجراءات التي جاء
بهالذلك شكلت املصادقة على القانونين 06_22و 01_22بالنسبة للبنوك العمومية مرحلة هامة في
تطورهاوانتقالها الى الاستقاللية يمنحها القدرة وحتى الالتزام بالتدخل في السوق حسب قواعد املتاجرة،
وعليه أصبحت البنوك تتمتع بكامل استقالليتها فيما يخص منحها للقروض ودراستها للمشاريع ومتابعتها
لديونها وتسييرها لشؤونها الداخلية.
لقد كان قانون 01_22يهدف الى اصالح املنظومة املصرفية وفق املتغيرات الجديدة التي يعيشها الاقتصاد
الوطني من خالل:2
_ السماح للبنوك العمومية بتقديم القروض املتوسطة والطويلة الاجل في إطار مخطط القرض.
1املادة الثانية من القانون 01_22املتضمن عالقة النظام باملؤسسات العمومية الاقتصادية ،الجريدة الرسمية ،العدد الثاني6822/06/62،
2بورزامة جياللي" ،اثر اصالح الجهاز املصرفي على تمويل الاستثمارات" ،رسالة ماجستر غير منشورة ،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة
الجزائر ،8006 ،ص.600
54
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
_ إلغاء النظام الخاص برفض الاستيراد وتعويضه بنظام ميزانية العملة الصعبة.
وعرفت البنوك على غرار املؤسسات الاقتصادية تحوالت هامة كرست استقالليتها املالية وأصبحت تتمتع
بالشخصية املعنوية ،لها رأسمال خاص موزعا على مختلف صناديق املساهمة التي تأسست بموجب القانون
00_22املتعلق بإنشاء صناديق املساهمة ،وفي هذا الاطار عرفت البنوك العمومية تحوالت هامة مست
جوانبها الادارية والتنظيمية حيث أصبحت عبارة عن شركات مساهمة تتمتع باالستقاللية املالية وتخضع
ألحكام القانون التجاري والتزامها بتوجهات البنك املركزي.1
ان رغبة السلطات في تفادي سلبيات املرحلة السابقة وتجاوز قصور الاصالحات وتماشيا مع سياسة التحول
الى اقتصاد السوق ومحاولة الاندماج في الاقتصاد العالمي جاء القانون املتعلق بالنقد والقرض والذي أعاد
التعريف كلية لهيكل النظام املصرفي الجزائري وجعل القانون املصرفي الجزائري في سياق التشريع املصرفي
الساري املفعول في مختلف بلدان العالم السيما املتطورة منها ،حيث ظهر تغير جذري في فلسفة العمل
املصرفي مع املرحلة السابقة سواء على مستوى القواعد والاجراءات أو على مستوى تعامل امليكانيزمات فضال
عن تغيير املفاهيم وتجديد الصالحيات املخولة للمؤسسات املصرفية للقيام بدورها في ظل املرحلة الجديدة
ومزاولة نشاطها في إطار اقتصاد السوق.2
فبعد التطرق إلصالح سنة 6821املتعلق بنظام البنك والقرض ( اين تم ادخال تغيير جذري على الوظيفة
البنكية) ،وبعدها اصالح سنة 6822الذي منح الاستقاللية للبنوك في اطار التنظيم الجديد لالقتصاد
واملؤسسات.
ان اصدار القانون رقم 60_80املتعلق بالنقد والقرض يمثل منعطفا حاسما فرضه منطق التحول الى
اقتصاد السوق من أجل القضاء على تمويل الاقتصاد الوطني القائم على املديونية والتضخم ،حيث وضع
قانون النقد والقرض النظام املصرفي على مسار تطوير جديد ،ونتج عنه تأسيس نظام مصرفي ذو مستويين
واعيد للبنك املركزي كل صالحياته في تسيير النقد والائتمان في ظل استقاللية واسعة ،وللبنوك التجارية
وظائفها التقليدية بوصفها اعوانا اقتصادية مستقلة ،كما تم فصل ميزانية الدولة عن الدائرة النقدية من
خالل وضع سقف لتسليف البنك املركزي لتمويل عجز امليزانية ،مع تحديد مدتها ،واسترجاعها اجباريا في كل
سنة ،وكذا ارجاع ديون الخزينة العمومية تجاه البنك املركزي التراكمية ،وفق جدول يمتد على 60سنة
1محمود حميد" ،مدخل للتحليل النقدي" ،الجزائر ،ديوان املطبوعات الجزائرية ،6881 ،ص.606
2قانون 60_80املتعلق بالنقد والقرض الصادر في ،6880/00/60الجريدة الرسمية ،العدد .61
55
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
والغاء الاكتتاب الاجباري من طرف البنوك التجارية لسندات الخزينة العامة ومنع كل شخص طبيعي ومعنوي
غير البنوك واملؤسسات املالية من اداء هذه العمليات.
ومن اهم النقاط التي تضمنها قانون النقد والقرض هو احداث عالقة جديدة بين مكونات املنظومة املصرفية
من جهة ،وبينها وبين املؤسسات الاقتصادية العمومية من جهة أخرى ،حيث اصبحت البنوك بموجب
القانون تضطلع بدور مهم في الوساطة املالية سواء من خالل جمع الودائع وتعبئتها او في مجال منح القروض
وتمويلها ملختلف الاستثمارات ،وبهذا جاء قانون النقد والقرض بمجموعة من التدابير نذكر منها فيما يلي:1
_ منح استقاللية للبنك املركزي الذي اصبح يسمى "بنك الجزائر" واعتباره سلطة نقدية حقيقية مستقلة عن
السلطات املالية تتولى ادارة وتوجيه السياسة النقدية في البالد ،الى جانب اعادة تنظيمه وذلك بظهور هيئات
جديدة تتولى تسيير البنك وادارته ومراقبته.
_ تعديل مهام البنوك العمومية لزيادة فعاليتها في النشاط املصرفي بقيامها بالوساطة املالية في تمويل
الاقتصاد الوطني ،وذلك بإلغاء التخصص في النشاط املصرفي ،وتشجيع البنوك على تقديم منتجات
وخدمات مصرفية جديدة ودخول الاسواق املالية ومواجهة املنافسة نتيجة انفتاح السوق املصرفية على
القطاع املصرفي الخاص الوطني وألاجنبي.
_ تفعيل دور السوق املصرفية في التنمية وتمويل الاقتصاد الوطني ،وفتحه امام البنوك الخاصة وألاجنبية
ملزاولة انشطتها املصرفية ،الى جانب اقراره بإنشاء سوق للقيم املنقولة.
منذ مطلع التسعينات وباملوازاة مع الاصالحات الهيكلية في الاقتصاد الجزائري ،2يمكن القول انه تم انجاز
الكثير في مجال تنظيم وتحديث الجهاز املصرفي ،السيما بالنسبة الحترام معايير السالمة والحذر ،ألامر الذي
ادى الى تطور القطاع املصرفي واقترابه من الانظمة املصرفية للبلدان املتقدمة ،وقد نشأ تعاون فاعل وبذلت
جهود كبيرة بين السلطات الحكومية والبنك املركزي وكبريات املؤسسات املصرفية الوطنية ،مما ادى الى
تطوير املهنة املصرفية والى خلق الروح التجارية البحتة ومبدأ املنافسة.
1بلعزوز بن علي وكتوش عاشور" ،دراسة لتقييم انعكاس الاصالحات الاقتصادية على السياسات النقدية" ،امللتقى الدولي حول السياسات
الاقتصادية في الجزائر :جامعة تلمسان ،ايام ،8000/60/00_88 :ص.02
2محمود حميد" ،مدخل للتحليل النقدي" ،مرجع سبق ذكره ،ص.608
56
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
والبد من التذكير بانه خالفا ملا جرى في بلدان اوروبا الشرقية التي كانت تعتمد على الاقتصاد املوجه ،حرصت
الجزائر على استقرار جهازها املصرفي طوال فترة التطهير والاصالح الاقتصادي كي ال تقع انهيارات في املؤسسات
املصرفية.
بدورها تحملت املصاريف الحكومية حصة كبيرة من املسؤولية طوال الفترة الانتقالية لالقتصاد الجزائري من
الاقتصاد املوجه الى اقتصاد السوق ،ولعبت دور املنظم على الرغم من انها كانت بيد السياسة املالية ولم
تكن تعتمد مقاييس تجارية ،وقد سمحت هذه السياسة الهادئة قياسا ملل جرى في بلدان اخرى ،بحماية
البنوك الحكومية الكبرى وتهيئتها لتكون بمثابة املساعد الاساس ي لقيام سوق مصرفية حديثة ،وهكذا دخلت
املصارف الجزائرية في مرحلة الانفتاح والتنوع املنهي والخدمات التي تميزت بعناصر اساسية اهمها:1
_ أنظمة مصرفية ومعايير سالمة جديدة تنسجم بشكل كامل مع الانظمة املصرفية العاملية الحديثة وذلك
على الرغم من بعض الاضطرابات التي شهدها القطاع املصرفي خالل الفترة الانتقالية لالقتصاد الجزائري.
_ قوانين وتشريعات تضمن الاستقاللية املطلقة للسلطة النقدية ومؤسستها عن رغبات السلطة التنفيذية
الامر الذي ساعد املصارف على انتهاج معايير اقتصادية حازمة تنسجم مع الاوضاع الحقيقية للسوق.
_ اعتماد سياسة مشددة لتحديث املصارف الحكومية الكبرى السيما في مجاالتتأهيل املوارد الذاتية
للمصارف ،تطهير املحافظ ومعالجة جذرية للديون املشكوك بتحصيلها ،ضخ الاستثمارات والتوظيفات
الضرورية لرفع مستوى املعلوماتية في املصارف وزيادة كفاءة املوارد البشرية.
_ اطالق مجموعة مشاريع بين البنوك اهمها انجاز مشروع شبكة تبادل املعلومات ،تطوير باقة من املنتجات
ووسائل التدخل في السوق ،البدء باستخدام وسائل الدفع والسحب آلالية.
_ العمل على زيادة تغطية احتياجات الزبائن من املؤسسات والعائالت والافراد وخصوصا في مجاالت القروض
العقارية والسكنية للعائالت ،القروض الاستهالكية.
_ توجيه البنوك نحو خدمات جديدة بموازاة انطالق بورصة الجزائر وقيام السوق املالية مع ما يتطلبه ذلك
من ادوات ومنتجات حديثة ومعقدة ،تبدو البنوك حاليا ألاكثر اهلية إلنشائها والتعامل بها ومعها.
_ إثراء الساحة املصرفية بالترخيص ملؤسسات مصرفية خاصة ،محلية وأجنبية ودخول مؤسسات مالية
متخصصة الى السوق الجزائرية ،وهو الحدث ألابرز الذي شهده القطاع املصرفي في اعادة هيكلته والذي
سيؤدي الى توسيع قاعدة الجهاز املصرفي.
قامت السلطات الجزائرية بإجراء اول تعديل لقانون 60/80عبر ألامر املعدل واملتمم رقم 06/06املؤرخ في
،8006/08/82حيث تم الفصل بين مجلس ادارة بنك الجزائر ومجلس النقد والقرض ،وجاء أيضا تعديل
قانون 60/80باألمر رقم 06/06كي يمكن رئيس الجمهورية من تعيين محافظ البنك املركزي ونائبه ملدة غير
محدودة ،واتخذت الحكومة خطوات عديدة لتحسين القطاع املصرفي واملالي من خالل اصالح أساليب إدارة
املصارف وتحسين مستوى الخدمات ،وكذا تحسين عملية مراجعة الحسابات املصرفية ،وإعادة تفعيل نظم
املدفوعات واستخدام أجهزة الكمبيوتر من اجل ترقية الخدمة املصرفية بشكل عام.
وبصفة عامة يتكون مجلس إدارة بنك الجزائر من محافظ رئيسا ونوابه كأعضاء ،وثالث موظفين سامين
يعينهم رئيس الجمهورية ،وذلك حسب املادة 01من ألامر 06/06لسنة ،8006أما مجلس النقد والقرض
فيتكون بموجب هذا التعديل من اعضاء مجلس ادارة بنك الجزائر ،وثالث شخصيات يختارون بحكم
كفاءتهم في املسائل النقدية والاقتصادية ،وهكذا أصبح عدد أعضائه عشرة بعدما كان سبعة أعضاء في
السابق.1
ظهر هذا القانون 81اوت 8000بعدما الحظت السلطات الضعف الذي ال زال يتخبط فيه أداء الجهاز
املصرفي مقارنة بالتحوالت الاقتصادية السريعة خاصة بعد قضية بنك الخليفة والبنك التجاري الصناعي
حيث اتضح ضعف آليات املراقبة التي يستعملها بنك الجزائر.
هذا النص الجديد واملشروع للنشاط املصرفي واملالي يستجيب لثالثة اهداف متمثلة في :2
_ تمكين بنك الجزائر من ممارسة صالحيته بشكل افضل من خالل الفصل داخل بنك الجزائر بين مجلس
الادارة ومجلس النقد والقرض ،وتوسيع صالحيات املجلس الذي تخول له صالحيات في مجال السياسة
التنفيذية وسياسة الصرف ،والتنظيم والاشراف ،كذلك تقوية استقاللية اللجنة املصرفية وتعزيز الرقابة.
1علي حبش ،آثار الاصالحات املصرفية على مكافحة تبييض الاموال في الجزائر ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستر ،جامعة سعد
دحلب ،البليدة ،8001 ،ص.11
2نزالي سامية ،التأهيل املصرفي للخوصصة(دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ملاجيستر ،تخصص نقود مالية وبنوك
جامعة دحلب ،البليدة ،8000 ،ص.628
58
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
نشر تقارير اقتصادية مالية دورية إلعالم مختلف املؤسسات الدولية ،انشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر
ووزارة املالية مكلفة بإدارة الارصدة الخارجية واملديونية الخارجية ،تحقيق سيولة افضل في تداول املعلومات
املالية ،إتاحة تسيير نشاط للمديونية العمومية.
تدعيم الشروط واملعايير املتعلقة بتراخيص اعتماد املصارف ومسيريها ،واقرار العقوبات الجزائية على
املخالفين لشروط وقواعد العمل املصرفي ،انشاء صندوق التأمين على الودائع التي يلتزم املصارف التأمين
على جميع الودائع ،توضيح وتدعيم شروط عمل مركزية املخاطر.
ومن اهم املواد املعدلة للقانون 60/80املتعلق بالنقد والقرض باألمر رقم 66/00ما يلي:3
_ ألامر املتضمن امكانية رهن الودائع بالذهب مقابل تسبيق يهدف الى التسيير النشيط للمديونية الخارجية
وهذا حسب املادة 08من ألامر.
_ رغم مجهودات الدولة التي توجه لتشجيع الاستثمار فان ألامر قام بإلغاء املادة 26من القانون 60/80كل
كانت تسهل الاستثمار املتوسط املدى.
_ تمنع بعض املواد من قانون 60/80كل الاشخاص عدا البنوك واملؤسسات املالية من ممارسة عمليات
البنك والقرض ،وقد رفع املنع في هذا الامر عن الخزينة واملصالح املالية للبريد والاتصاالت السلكية
والالسلكية ،ولكن الامر لم يرفع املنع إال على الخزينة العمومية.
_ إلغاء دور بنك الجزائر في الرقابة على اموال املحروقات الناتجة عن الصادرات اليومية للنفط.
1علي بوعمامة" ،اندماج وخصخصة البنوك" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستر ،تخصص النقود املالية والبنوك ،جامعة سعد
دحلب ،البليدة ،8001 ،ص.612
2هبال عادل" ،اشكالية القروض املصرفية املتعثرة(دراسة حالة الجزائر)" ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستر في العلوم الاقتصادية،
تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة الجزائر،8068_8066ص.606
3بوعمامة علي ،مرجع سبق ذكره ،ص.612
59
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
لقد تم اصدار الامر رقم 00/60ليعدل ويتمم الامر 66/00املؤرخ في 80اوت ،8000وتتمثل اهم التعديالت
في :1
_ مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار الاسعار باعتباره هدف من اهداف السياسة النقدية وتوفير
افضل الشروط في ميادين النقد والقرض والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد ،مع السهر على الاستقرار
النقدي واملالي.
_ اعطاء اهمية كبرى لوسائل الدفع فيما يخص التأكد من سالمتها ومالئمتها.
_ يجب ان تملك الدولة سهما نوعيا في رأسمال البنوك واملؤسسات املالية ذات رؤوس الاموال الخاصة يخول
لها بموجبه الحق ان تمثل في اجهزة الشركة دون الحق في التصويت.
_ يجب ان يرخص املحافظ مسبقا بكل تعديل في القوانين الاساسية للبنوك واملؤسسات املالية.
_ يتعين على البنوك واملؤسسات املالية الانخراط في مركزية املخاطر ويجب تزويدها بأسماء املستفدين من
القروض وطبيعة القروض املمنوحة وسقفها واملبالغ املسحوبة ومبالغ القروض غير مسددة والضمانات
املعطاة لكل قرض.
_ تلتزم البنوك واملؤسسات املالية بوضع نظام رقابة داخلي ناجع يهدف الى التأكد على الخصوصية من
التحكم في نشاطاتها والاستعمال الفعال ملوارده والسير الحسن للمسارات الداخلية وصحة املعلومات
املاليةوالاخذ بعين الاعتبار مجمل املخاطر بما فيها ذلك املخاطر العملية.
_ يمكن للبنوك واملؤسسات املالية ان تقترح على زبائنها خدمات مصرفية خاصة ،غير انه من الافضل تقدير
املخاطر املتعلقة باملنتج الجديد ،ولضمان الانسجام بين الادوات يتعين ان يخضع كل عرض ملنتج جديد
لترخيص مسبق يمنحه بنك الجزائر.
1سالم عبد الرزاق" ،القطاع املصرفي الجزائري في ظل العوملة_ تقييم الاداء ومتطلبات الاصالح" ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم
التسيير فرع النقود واملالية ،جامعة الجزائر ،8068_8066 ،ص.680_680
60
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
_ يمكن للبنوك واملؤسسات املالية بإبالغ زبائنها والجمهور بالشروط البنكية التي تطبقها في عملياتها املصرفية
وخاصة معدالت الفائدة الاسمية ومعدالت الفائدة الفعلية الاجمالية على هذه العمليات ،ويترتب على كل
تأخير قد يحدث في تنفيذ عملية مصرفية قيام البنك او املؤسسة املعنية بتقديم تعويض للزبون.
_ الزام البنوك وملؤسسات املالية بوضع جهاز داخلي الهدف منه هو التحكم في النشاطات والاستغالل الفعال
للموارد.
_ لزام اي مستثمر اجنبي يريد انشاء بنكا او مؤسسة مالية في الجزائر مستقبال بحصة ال تتعدى 08باملائة
ومنح نسبة 06باملائة من رأس املال الى مساهمين جزائريين ،مع تمتع الدولة بحق الشفعة عن اي بنك او
مؤسسة مالية اجنبية بالجزائر.
_ منح بنك الجزائر واعطائه الصالحيات الالزمة والكافية لإلشراف واملراقبة الشديدة لجميع عمليات البنوك
الاجنبية العاملة بالجزائر ،بالنظر الى املستجدات التي طرحت على الساحة املالية منذ 8002وخصوصا
اعصار الازمة املالية العاملية ،واملشاركة السلبية للبنوك الاجنبية العاملة بالجزائر في مجال مساهمتها في تمويل
الاقتصاد الجزائري حسب الحصيلة التي توصلت اليها دراسة رسمية صادرة عن وزارة املالية الجزائرية.
_ تكليف بنك الجزائر بالسهر على فعالية انظمة الدفع وتحديد قواعد تسييرها ،مع ضمانه ألمن وسائل الدفع
من غير الاوراق النقدية ،اضافة الى تعزيز أمن ومتانة املنظومة البنكية عن طريق متابعة البنوك العمومية
والخاصة العاملة في الساحة ،والزامها بحماية مصالح زبائنها والزامها بالحفاظ على الاستقرار النقدي واملالي
للبالد ،حيث اصبح بإمكان بنك الجزائر مطالبة البنوك واملؤسسات املالية العمومية والخاصة بأية معلومة
يحتاجها في صياغة ميزان مدفوعات البالد ووضعها ،ويخص هذا التحديد حركة رؤوس الاموال نحو الخارج
مع التزام البنوك بمعايير مجلس النقد والقرض التي تحولت دون تعرضها لالختالل.
جاء الاصالح لسنة 8060عن طريق الامر رقم 00/60املؤرخ في 81اوت 8060حيث جاء هذا الاصالح بأهم
النقاط التالية:1
_ اتى بتعريف لبنك الجزائر وتحديد صالحياته ومهامه ،وحرصا على استقرار الاسعار وباعتباره هدفا من
اهداف السياسة النقدية ،وفي توفير افضل الشروط في ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها لنمو
سريع لالقتصاد مع السهر على الاستقرار النقدي املالي ،ولهذا يكلف بتنظيم الحركة النقدية ويوجه ويراقب
1الامر رقم 00/60املتعلق بالنقد والقرض املؤرخ في 06سبتمبر 8060املادتين رقم 08و.01
61
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية_مستغانم الفصل الثالث
بكل الوسائل املالئمة لتوزيع القرض وتنظيم السيولة ويسهر على حسن سير التعهدات املالية اتجاه الخارج
وضبط سوق الصرف.
_ في اطار سالمة النظام املصرفي وصالبته ،فرض بنك الجزائر على املصارف العاملة في الجزائر ان يكون لها
حساب جاري دائن معه لتلبية حاجات عمليات التسديد بعنوان نظم الدفع ،لكي يحرص على السير الحسن
لهذه النظم وفعاليتها وسالمتها ،كما حدد القواعد املطبقة عليها عن طريق نظام مجلس النقد والقرض ،كما
حرص هذا الاخير على انه يمكن الترخيص باملساهمات الخارجية في البنوك واملؤسسات املالية التي يحكمها
القانون الجزائري ،إال انه في اطار الشراكة تمثل املساهمة الوطنية بنسبة 06باملائة على الاقل من رأس املال
وزيادة على ذلك تمتلك الدولة سهما نوعيا في رأسمال البنوك واملؤسسات املالية ذات رؤوس الاموال الخاصة
التي يخول لها واجبها والحق في ان تمثل في اجهزة الشركة دون الحق في التصويت.
ان بنك الفالحة والتنمية الريفية يقوم على أساس الثقة املتبادلة مع عمالئه وتكتسب الثقة وتنمو من خالل
طريقة تقديم الخدمة في البدر التي تتميز بالسرعة والدقة والنوعية وتلبية كافة احتياجات الزبائن من أجل
ضمان استمرارية التعامل مع البنك.1
وفي هذا الصدد يعتمد بنك الفالحة والتنمية الريفية على ثالث قواعد أساسية :
_ يستمد موظفي بنك البدر الخبرة والحكمة في التسيير من خبرات ماض ي البنك.
_ أوضاع بنك الفالحة والتنمية الريفية في الوقت الراهن ومكانته في السوق البنكية وتأثير البنوك الاخرى
عليه.
_ طموحات بنك البدر وألاهداف التي يسعى لتحقيقها مستقبال واصرار العاملين فيه على قدرة تحمل
املسؤولية وقبول التحديات.
وتعتبر هذه القواعد الثالثة بمثابة أساس لبناء ميزة تنافسية لبنك البدر ،فمع التطورات التي تعرفها الساحة
الاقتصادية وخاصة البنكية كان من الضروري على بنك الفالحة والتنمية الريفية تطوير قدرته التنافسية
خاصة خالل السنوات الاخيرة وهذا ملواكبة التغيرات الحاصلة في التكنولوجيا والاتصال واملعلومات لالرتقاء
بمستوى تقديم الخدمة وجودتها ومن اهم الاصالحات التي قام بها بنك البدر ما يلي:
_ بادر مسؤولو بنك الفالحة والتنمية الريفية الى اعادة النظر في انماط وطرق تقديم الخدمات البنكية من
حيث التركيز على تهيئة مباني الوكالة وتوفير جميع الوسائل لتقديم الخدمة لضمان راحة الزبون.
_ توفير أجهزة الاعالم آلالي ذات السعة الكبيرة واملتطورة بكميات كبيرة تتناسب وموظفي البنك.
_ تطبيق الديمقراطية في تقديم الخدمة للزبون حتى ال يشعر انه غير مرحب به.
_ تطبيق مبدأ التخصص املنهي وتقسيم العمل كل حسب مسؤوليته ويظهر هذا من خالل الهيكل التنظيمي
لبنك البدر.
_ التعليم والتدريب والتربص للموظفين من أجل تطوير القوى العاملة واكسابهم الخبرة.
لإلصالحات املالية واملصرفية اثر على مسار البنك ويظهر ذلك من خالل:1
_1لاثر التمويلي :ال يمكن الاستغناء عن التمويل املصرفي للمؤسسة الاقتصادية فهي تعتمد عليه في عملية
الانشاء وكذا في عملية التوسيع أو في مرحلة العسرة ،لذلك فان اصالح املؤسسة املالية واملصرفية له اثره
الجلية ماليا على املؤسسة الاقتصادية وهذا من سنة 6880وهذا من خالل:
_1_1التطهير املالي :استفادت املؤسسة الاقتصادية في ظل اصالح املنظومة املالية املصرفية بامتياز التطهير
املالي وذلك وفقا لإلجراءات واملعايير املحددة في القانون رقم 82املؤرخ في 61مارس 6886م والقانون رقم
08_86املؤرخ في 82اوت 6886م املحدد ملعايير التطهير املالي للمؤسسة الاقتصادية حيث جندت البنوك
مبلغ 1000م دج ل 80مؤسسة تابعة لصندوق املساهمة ،فضال عن 181.0م دج لصالح الحسابات الجارية
املشتركة املتأتية من مساهمات الدولة في إطار الانتقال الى الاستقاللية أي بمجموع 2001.0م دج واملقابل
استفادت من تحويل الديون الى سندات الخزينة بقيمة 8261م دج.
2_1التطهير املحاسبي :إذ يفرض على املؤسسة ان تكون حسابتها مصادق عليها من طرف محافظ الحسابات
لكي تستفيد من معامالت وتسهيالت البنوك واملؤسسات املالية الاخرى في عملية التمويل.
_3_1مخطط التقويم :وذلك من اجل اعادة تقييم استثماراتها واصولها في اطار عملية اعادة رأسمال
موجودتها RECAPITALISATIONوكذا عملية REDEPLOIEMENTويشترط في ذلك مصادقة مجلس ادارة
املؤسسة الاقتصادية العمومية.
_2الاثر الانتاجي :ان سعي املؤسسة الدؤوب من اجل تحسين الانتاج ورفع الانتاجية وتقليل التكاليف
املباشرة وغير املباشرة يجعل من البنوك في ظل الاصالحات الاخيرة فرص متاحة في يد املؤسسة حيث ان
عملية تمويل املسار الانتاجي من مرحلة التموين الى مرحلة البيع مرورا باملراحل املختلفة يجعل من الوظيفة
الانتاجية للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية اكثر تطورا وعصرنة في ظل املنافسة الشرسة للمنتوجات
الاجنبيةذلك ان اصالح البنوك وتطبيق مفهوم خطر البنكي والاعتماد على الفعالية الانتاجية والبحث عن
الجدوى الاقتصادية كل ذلك وان ظهر كشروط قاسية إال انه يمثل عوامل تحفيز وعناصر تشجيع للمؤسسة
الاقتصادية الجزائرية لكي تحسن نت انتاجها وتجود من انتاجيتها وترفع بمنتوجاتها الى مستوى املعايير
الدولية لكي تنافس مثيالتها الاجنبية في الداخل وتزاحم منافسيها في الخارج ،ولن يكون لها الجهاز الانتاجي
وتأهيل الطاقم البشري وتامين املورد املالي ،لذلك فان الاصالحات املالية املصرفية قد كانت محفزة للمؤسسة
الاقتصادية الجزائرية وال أدل على ذلك انه استفادت مؤسسات كثيرة جزائرية من شهادة املطابقة الدولية
ايزو.
_3الاثر التسويقي :ان عملية الانفتاح على الاقتصاد العالمي والدخول في نظام اقتصاد السوق فرض على
املؤسسة املالية املصرفية والتجديد من خالل عملية التوسيع وتطبيق استراتيجية كسر التقليد حيث
اصبحت لديها تقنيات تمويل مرحلة ما بعد الانتاج وهو ما تم فعال من خالل الاهتمام باملفهوم التسويقي
للمنتوج وعدم الاحتباس في املفهوم البيعي حيث مولت البنوك الحمالت الاشهارية وكذا املعارض وتقنيات
ترقية املنتوج اشهاريا واعالنيا وهذا في الداخل والخارج ،ولقد استفادت املؤسسات الاقتصادية من ذلك ايما
استفادت من خالل امكانية توفر الفرص لتسويق منتوجاتها محليا ودوليا مما اهلها لتكوين رقم اعمال معتبر
وتحقيق مستوى ارباح مرتفع ساعدها على نموها وتوسيع رقعة نشاطها ،ومن امثلة التقنيات البنكية في هذا
الصدد القرض املستندي والقروض التصديرية وقروض الاسناد والتي يرتفع حجمها من سنة الى اخرى ليصل
في سنة 8006م الى %00من مجمل القروض البنكية املوجهة للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية.1
_4الاثر الجبائي :ان جباية املؤسسة الاقتصادية تدخل ضمن الاستراتيجية العامة للسياسة املالية الدولية
واعتمادا على الاصالحات املتعلقة بها قد اثرت على الجبائي للمؤسسة الاقتصادية:
استخدام فائض امليزانية لتخفيض حجم القوة الشرائية ملكافحة التضخم ويقتض ي رفع معدالت الضرائب
الش يء الذي يقلل من الدافعية نحو زيادة الانتاج لدى املؤسسات الاقتصادية مما يحد من نشاطها ويقلل من
استثماراتها ويضيق من طاقتها البشرية وبالعكس تلجأ الدولة الى التمويل بالعجز في حالة الكساد.
رفع القدرات التنافسية للمؤسسة الاقتصادية تطبيقا لبرنامج واستراتيجية النمو عن طريق الرفع من
الحواجز الجمركية املفروضة على منتوجات املؤسسات الاجنبية املنافسة وتخفيض حواجز عملية التصدير.
التنويع في الضرائب املباشرة وخاصة الضرائب على املشتريات سواء اكان للحد من الطلب (بزيادة هذه
الضرائب) أو لزيادة الطلب اليجاد الحافز على النهوض في حالة الكساد (عن طريق تخفيض الضرائب) حيث ال
يخفى في هذه الحالة الاثر السلبي وآلاخر الايجابي على برنامج نمو وتطوير وتوسيع املؤسسة الاقتصادية
الجزائرية.
_5الاثر التأهيلي :اثرت الاصالحات املالية واملصرفية على برنامج تأهيل املؤسسة الاقتصادية في الجزائر قصد
تحسين موقعها في اطار الاقتصاد التنافس ي حيث يصبح لها هدف اقتصادي ومالي على املستوى الدولي لكن ال
يمكن تحقيق ذلك إال من خالل تبني املؤسسة في حد ذاتها إلجراءات واصالحات داخلية على جميع املستويات
وتباعا لهذا فان هدف برنامج تأهيل املؤسسة ال يتعلق فقط بجانب الادارة أو التسيير للمواد ،ألاسواق املالية
والتشغيل وانما يخص ايضا مجموعة الهيئات املؤسساتية املحيطة او املتعاملة مع املؤسسة.
لذلك فان برنامج التأهيل هو عبارة عن مجموعة الاجراءات التي تحث على تحسين تنافسية املؤسسة ،أي ان
هذا البرنامج منفصل عن سياسة ترقية الاستثمارات وحماية املؤسسة التي لها صعوبات.
وعموما من وجهة نظر املؤسسات يعتبر برنامج التأهيل مسار تحسين دائم أو اجراء تطوير يسمح بالتنبؤ بأهم
النقائص او الصعوبات التي قد تصطدم بها املؤسسة وبهذا ال يعتبر هذا البرنامج بمثابة اجراء قانوني تفرضه
الدولة على املؤسسات الاقتصادية بل على هذه الاخيرة املبادرة باالنخراط في هذا البرنامج او على الاقل
املبادرة بإجراء تشخيص استراتيجي عام ،وبعدها يكون على دولة مساعدة هذه املؤسسة بطريقة غير مباشرة
عن طريق الاصالحات املالية واملصرفية املشجعة واملناسبة.1
خالصة الفصل:
ان الاصالحات املالية واملصرفية لها آلاثار الجلية على مسار املؤسسة الاقتصادية تمويليا من حيث
املواردوانتاجيا من حيث الوظيفة ،وتسويقيا من حيث املنافذ ،وجبائيا من حيث املحيط وتأهيليا من حيث
العوامل ،لذلك فان املؤسسة الاقتصادية الجزائرية ورفعا لتحديات املناخ الاقتصادي الجديد عليها ان تتبع
استراتيجيات التكييف وذلك كرؤية مستقبلية للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية بعد إجراء دراسة تحليلية
لآلثار املترتبة عليها من جراء الاصالحات املالية املصرفية:
_ سياسة اكثر ديناميكية في مجال تنمية املوارد املالية وتنويع مصادرها من تمويل ذاتي ومصرفي.
66
خاتمة عامة:
يعتمد اقتصاد أي دولة على آلية الجهاز املصرفي بالدرجة الاولى عن طريق توفير احتياجاته املالية
حتى يستطيع تحقيق نمو مستقر ،لذا فهو يقدم الخدمات املصرفية واملنتوجات املالية املتنوعة الشكل واملدة
تستطيع أن توفر كل ما يحتاجه الاقتصاد ،وقد يمر الجهاز املصرفي الجزائري بعدة مراحل ساهمت بشكل
كبير في تطوره ،فقبل الاستقالل كان هذا الجهاز يتميز بتبعيته للجهاز املصرفي الفرنس ي ،كما أنه وفي الجزائر
فانه كان يخدم مصلحة الاستعمار الفرنس ي ،أي همه الوحيد هو تمويل التصدير والزراعة(يمول املعمرين)
بمختلف أشكال القروض التي تخدم مصلحتهم ،حيث كان الجهاز يتكون من بنك مركزي يسمى بنك الجزائر
وعدة بنوك تجارية وبنوك أعمال متخصصة كما كانت توجد هيئة رقابية.
بعد الاستقالل مباشرة وجدت الجزائر نفسها وسط مشاكل من بينها تبعية الجهاز املصرفي وهذ عجل
بضرورة اطالق جهاز مصرفي جزائري يعبر عن ارادة نقدية جزائرية ويخدم مصالحها الاقتصادية وكان اول
اجراء في هذا املجال هو انشاء البنك املركزي الجزائري سنة ،3691الذي وجه لخدمة الاقتصاد الوطني ومده
بكل احتياجاته والتسهيالت لبناء الاقتصاد ،وتأكدت سيادة الدولة الجزائرية بإنشاء الدينار الجزائري كعملة
وطنية ،مارس البنك املركزي الجزائري صالحياته كبنك مركزي فاهتم بتسييره مجموعة من املسيرين
والاطارات الكفاءة.
كما برزت مجموعة من التحديات في ظل تأثيرات العوملة املالية وعوملة النشاط املصرفي ،كان في
صدارتها اتفاقية تحرير الخدمات بما في ذلك الخدمات املالية واملصرفية ،باإلضافة الى التطورات
التكنولوجية والتوسع في املعامالت املالية واملصرفية الالكترونية ،بحيث اصبح الانشغال على الانظمة
املصرفية مواجهة تلك التحديات والتقليل من تداعياتها وآثارها السلبية وتعظيم مكاسبها واملزايا التي تتيحها.
ان تحديث املنظومة املصرفية الجزائرية اصبح ضرورة ملحة في املرحلة الراهنة الستكمال مسار
الاصالحات املصرفية وتمكين البنوك الجزائرية من اكتساب املقومات التنافسية ملواجهة التحديات التي
فرضتها تغيرات البيئة املصرفية على املستويين الداخلي والخارجي.
في ظل التطورات الاقتصادية العاملية والتي اضحت مرتكزة على كل ما هو رقمي ومرتبط
بالتكنولوجيا ،اصبح لزاما على املؤسسات عامة وعلى املؤسسات املصرفية خاصة تطوير خدماتها املقدمة
ملواكبة الانتقال الى اقتصاد املعرفة.
والجزائر كغيرها من الدول الساعية للنمو والتطور كان عليها الالتحاق بهذه التطورات حيث اتضح
لنا ان الجزائر تحاول تطبيق بعض مظاهر اقتصاد املعرفة الا وهي الانتقال الى الحكومة الالكترونية وهذا ما
تبين لنا من اهتماماتها ب:
68
أما على مستوى مديرية وكالة بنك الفالحة والتنمية الريفية مستغانم وجدنا انه بالرغم من الجهود املبذولة
يبقى تقبل الزبائن ضعيفا للتعامالت الالكترونية وهذا لغياب الثقافة البنكية الالكترونية في املجتمع.
_1_1الفرضية الاولى :لقد تم إثبات صحة الفرضية الاولى حيث يعد القطاع املصرفي في ظل التغيرات الحالية
جهاز فعال يعتمد عليه في تطوير وتنمية مختلف القطاعات الاقتصادية ،حيث يسعى الى تحقيق أكبر حصة
في السوق مما اوجب عليه الرفع من كفاءته من خالل ألاداء الجيد للموارد البشرية ،ومستواه التنافس ي من
خالل تطوير الخدمات إلنتاج خدمات جديدة.
_2_1الفرضية الثانية :لقد تم إثبات صحة الفرضية الثانية ،أي يحتل النظام املصرفي ضمن الهيكل املالي
لالقتصاد مركزا حيويا في تعبئة املدخرات وتمويل التنمية من خالل قدرته في تدفق ألاموال بين فئات
الاقتصاد الوطني ،فلوال الخدمات الكثيرة التي قدمها النظام املصرفي خالل الاصالحات سواء على الصعيد
الوطني او العالمي ملا استطاعت أن تبلغ ما بلغته من تقدم ونمو اقتصادي.
_2نتائج الدراسة:
_ الجهاز املصرفي عصب اي اقتصاد عن طريق توفيره احتياجاته املالية بواسطة مكونات هذا الجهاز املتمثلة
في بنك مركزي يتصدر مجموعة البنوك ،والبنوك التجارية التي توفر مختلف انواع املنتوجات املالية التي
يحتاجها اقتصاد أي بلد.
_ إن كل اصالح من الاصالحات الاساسية التي قامت بها السلطات النقدية تأخذ بالحسبان خطواتها الالحقة،
لكن واقع الجزائر كان يحول دون نجاح تلك الاصالحات في كل مرة سواء لنقصها او لعدم تطبيقها الفعلي
والكامل.
_ صحيح ان قانون النقد والقرض 39/69في ذلك الوقت كان يعتبر أرقى الاصالحات على الاطالق ولكنه هو
آلاخر اثبت محدوديته وتلي بعد اجراءات وتعديالت .ألنها تخضع لشروط ومحددات البنك املركزي في الجزائر.
_ أوضحت الدراسة أن البنك بحاجة لتوسيع املزيج الخدمي للوكالة ليشمل جميع شرائح السوق من خالل
تنويع وتطوير الخدمات البنكية.
_ ساعد بنك الجلوس الوكالة على جذب الزبائن نظرا لحسن الاستقبال الذي يتلقاه من طرف موظفي البنك.
_3التوصيات:
_ يجب على الدولة اعطاء ثقة اكبر للبنوك لتزيد من نشاطها وتخرجها من قوقعتها وتكثر من استثماراتها وتقدم
عليها بأمان وثقة أكيدة.
69
_ السعي لخلق مصلحة تهتم باألنشطة الترويجية واختيار أفضل الوسائل الترويجية من أجل ضمان وصول
الاشهارية الى الزبون بالشكل الذي يمكن أن يتاثر به.
_ توسيع مكان الوكالة بما يساهم في ترسيخ صورة ايجابية لدى الزبون.
_4آفاق البحث:
_ تاثير جودة الخدمات البنكية على زيادة القدرة التنافسية بين البنوك الاجنبية.
70
قائمة املراجع
املراجع من الكتب:
_1ابراهيم محمد القرضاوي ،الاصالح من منظور سياس ي اقتصادي ،الطبعة الثانية ،مصر.1001 ،
_1احمد محمود الزامل ،وآخرون ،تسويق الخدمات املصرفية ،الطبعة الاولى ،الاردن ،إثراء للنشر والتوزيع
.1010
_3ايمان ناصف عطية ،التنمية الاقتصادية ،الطبعة الرابعة ،مصر ،الدار الجامعية للنشر والتوزيع.1002 ،
_4الدستوني حامد أبوزيد ،ادارة البنوك ،القاهرة ،مصر ،دار الثقافة العربية.1991 ،
_5بحرار بعدل فريدة ،تقنيات وسياسات التسيير املصرفي ،الطبعة الاولى ،الجزائر ،ديوان املطبوعات
الجامعية1000 ،
_2بورزامة الجياللي ،أثر اصالح الجهاز املصرفي على تمويل الاستثمارات ،رسالة ماجيستر غير منشورة ،كلية
العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر. 1001 ،
_7سامر جلدة ،البنوك التجارية والتسويق املصرفي ،الطبعة الاولى ،عمان ،الاردن ،دار أسامة للنشر
والتوزيع.1009 ،
_1ضياء املجيد ،الحداثة والهيمنة الاقتصادية ومعوقات التنمية ،الطبعة ،15الجزائر ،ديوان املطبوعات
الجامعية.1004 ،
_9طلعت أسعد عبد الحميد ،ادارة البنك املتكاملة ،القاهرة ،مصر ،دار النهضة العربية. 1010 ،
_10فليح حسن خلف ،التنمية والتخطيط الاقتصادي ،الاردن ،دار النشر والتوزيع. 1002 ،
_11عادل أحمد حشيش ،مجدي محمود شهاب ،العالقات الاقتصادية الدولية ،مصر ،دار الجامعية
الجديدة. 1005 ،
_11عبد املجيد قدي ،املدخل الى السياسات الاقتصادية الكلية ،الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية 1011
72
_13عوض بدير الحداد ،تسويق الخدمات املصرفية ،الطبعة الاولى ،القاهرة ،مصر ،البيان للنشر والتوزيع
. 1999
_14محسن أحمد الخضري ،التسويق املصرفي ،الطبعة الاولى ،مصر ،ايتراك للنشر. 1999 ،
_15محمود جاسم الصميدعي ،ردينة عثمان يوسف ،التسويق املصرفي_ مدخل استراتيجي كمي تحليلي
الطبعة الاولى ،عمان ،الاردن ،دار املناهج للنشر والتوزيع. 1005 ،
_12محمود حميد ،مدخل للتحليل النقدي ،الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية. 1992 ،
_17محمد بلقاسم حسن بهلول ،سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيمها في الجزائر ،الجزء الثاني ،الجزائر
ديوان املطبوعات الجامعية. 1999 ،
_11محمد ناظم حنفي ،مفاهيم اقتصادية حول الاصالح الاقتصادي ،مصر ،دار النشر. 1999 ،
_19مدني بن شهرة ،الاصالح الاقتصادي وسياسة التشغيل_ التجربة الجزائرية ،الطبعة الاولى ،الجزائر ،دار
حامد للنشر والتوزيع. 1009 ،
_10ناجي معلي ،اصول التسويق املصرفي ،الطبعة الاولى ،الاردن ،دار الصفاء. 1994 ،
_11وسيم محمد الحداد ،وآخرون ،الخدمات املصرفية الالكترونية ،الطبعة الاولى ،الاردن ،دار املسيرة للنشر
والتوزيع. 1011 ،
_1ادريس حليمة ،اهمية تبني التسويق املصرفي في تحسين العالقة مع الزبون ،دراسة حالة بنك الفالحة
والتنمية الريفية ،جامعة تلمسان. 1001 ،
_1توترة حياة ،سامر بحتة ،املنافسة بين البنوك فيما يخص الخدمات البنكية ،مذكرة تخرج لنيل شهادة
ليسانس ،علوم اقتصادية ،جامعة شلف ،الجزائر. 1005_1004 ،
_3رابح عرابة ،الحداثة في مجال الخدمة املصرفية ،حالة بنك التنمية املحلية ،مذكرة لنيل شهادة ليسانس
في العلوم الاقتصادية ،جامعة شلف ،الجزائر. 1001_1007 ،
_4سالم عبد الرزاق ،القطاع املصرفي الجزائري في ظل العوملة_ تقييم ألاداء ومتطلبات الاصالح ،رسالة
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التسيير فرع النقود واملالية ،جامعة الجزائر. 1011_1011 ،
73
_5علي بوعمامة ،اندماج وخصخصة البنوك ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستر ،تخصص
النقود املالية والبنوك ،جامعة سعد دحلب ،البليدة. 1002 ،
_2علي حبش ،آثار الاصالحات املصرفية على مكافحة تبييض الاموال في الجزائر ،مذكرة مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة املاجيستر ،جامعة سعد دحلب ،البليدة. 1002 ،
_7مغتات فاطمة ،أثر سياسات الاصالح الاقتصادي على الاقتصاد الجزائري ،مذكرة تخرج مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم الاقتصادية. 1013_1011 ،
_1محمد عبد الوهاب الرويس ،نموذج مقترح لقياس جودة الخدمات املصرفية بدولة قطر ،رسالة ماجيستر
كلية التجارة ،جامعة عين الشمس ،مصر. 1001 ،
_9معراج هواري ،تأثير السياسات التسويقية على تطوير الخدمات املصرفية للمصارف التجارية ،دراسة
ميدانية ،اطروحة دكتوراه علوم التسيير ،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة الجزائر ،الجزائر
1005
_10نزالي سامية ،التأهيل املصرفي للخوصصة(دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل
شهادة املاجيستر ،تخصص نقود مالية وبنوك ،جامعة دحلب ،البليدة. 1005 ،
_11هبال عادل ،اشكالية القروض املصرفية املتعثرة(دراسة حالة الجزائر) ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات
نيل شهادة املاجيستر في العلوم الاقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،جامعة الجزائر. 1011_1011 ،
_1بلعزوز بن علي ،كتوش عاشور ،دراسة لتقييم انعكاس الاصالحات الاقتصادية على السياسات النقدية،
امللتقى الدولي حول السياسات الاقتصادية في الجزائر ،جامعة تلمسان ،أيام . 1004/10/30_19
_1معطي هللا خير الدين ،بوقمومة محمد ،ملتقى املنظومة املصرفية الجزائرية والتحوالت الاقتصادية_ واقع
تحديات ،جامعة قاملة ،الجزائر.
74
املراجع من القوانين واملراسيم:
_1الامر رقم 04/10املتعلق بالنقد والقرض املؤرخ في 01سبتمبر 1010املادتين 01و. 02
_1املادة الثانية من القانون 02_11املتضمن عالقة النظام باملؤسسات العمومية الاقتصادية ،الجريدة
الرسمية ،العدد الثاني. 1911/01/11 ،
_3مرسوم رقم 102_11املؤرخ في 1911/03/11املتعلق بإنشاء بنك الفالحة والتنمية الريفية ،الجريدة
الرسمية ،العدد . 1911/11/11 ،102
75
:امللخص
التي توفر مختلف التمويالت والخدمات التي يحتاجها،الجهاز املصرفي جهاز فاعل ومنشط لبقية القطاعات عبر شبكة مختلفة من البنوك
. خاصة وانه في تطور مستمر نتيجة للتكنولوجيا،اي قطاع
حيث جسد السلطة في09/09 وفي سياقه جاء قانون النقد والقرض،مر الجهاز املصرفي الجزائري بعدة مراحل ساهمت كثيرا في تطوره
ورد الاعتبار الى، و أحيى دور البنوك في الوساطة املالية،هيئة مجلس النقد والقرض وقيد الخزينة بشأن اللجوء الى القروض لتمويل عجزها
وسمح بإنشاء البنوك الخاصة الوطنية وألاجنبية واملؤسسات املالية الى جانب البنوك العمومية تحت رقابة،السياسة النقدية كمتغير اقتصادي
تلي هذا الاصالح بعدة اجراءات في فترة التسعينات للتماش ي مع املعايير الدولية في املجال املصرفي وعمليات تطهير وإعادة الرسملة، لجنة مصرفية
. من النشاط إلاقتصادي%09 للبنوك العمومية التي تحتكر
.و عليه تهدف هذه الدراسة إلى توضيح فعالية إصالح قطاع الخدمات املصرفية على إلاقتصاد الجزائري
:الكلمات املفتاحية
Résumé:
Le système bancaire est un dispositif actif pour les autres secteurs à travers des différents réseaux bancaires, qui fournit des fonds et des
divers services requis par tous les secteurs, sachant qu’il est en constante développement imposé par l’amélioration technologique.
Le Système bancaire algérien est passé par plusieurs étapes afin d’aboutir à un grand développement, surtout après l’apparition du code
de la monnaie et de prêt 90/10, ce qui a engendrer l’autorité dans une commission de la monnaie et de prêt et il a imposer de contrainte
au trésor à propos des prêts alloués pour financer leurs déficits ainsi qu’il a améliorer son rôle bancaire dans l’intermédiation financière
et de la réhabilitation de la politique monétaire comme variable économique, et il a permis la création d’institution financières
nationales et étrangères et les banques privées ainsi que les banques publiques sous la supervision du comité bancaire. Cette réforme a
été suivi par plusieurs procédures dans les années quatre-vingt-dix pour faire face aux normes internationales dans le secteur bancaire
et les opérations de l’assainissement et la recapitalisation des banques publiques qui monopolisent 90% de l’activité économique.
Le but de ce travail est d’étudier l’efficacité des réformes du secteur des services bancaires et son impact sur l’économie algérienne.