Nouveau Document Microsoft Office Word

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫المبحث التاني ‪ :‬تطور االدارة الالمركزية ودورها في التنمية المحلية‬

‫يمكن تتبع المسار التاريخي لنضام الالمركزية في الجزائر وتقسيمه ال مرحلتين ‪...‬واقع تطبيق ص‪131‬‬
‫المطلب االول ‪:‬المرحلة االشتراكية –االحادية ‪-‬‬
‫وهي الفترة التي عرفت فيها الالمركزية نوعا من الضعف لسيطرت الفكر اإلشتراكي الذي يقوم على وحدة الحزب‬
‫والدولة‪ ،‬و يعتبر دستور ‪1963‬أول دستور في تاريخ الجزائر المستقلة فقد جاء في المادة‪ 9‬الفقرة األولى‪ ":‬تتكون‬
‫الجمهورية من مجموعات إدارية يتولى القانون تحديد حقل امتدادها واختصاصها"‪ ،‬وتعتبر هذه المادة إشارة تدل‬
‫على وجود فكرة الالمركزية لدى المشرع وجاء في نفس المادة الفقرة ‪ " 2‬إن المجموعة اإلقليمية واإلدارية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية القاعدية هي البلدية" وأكد عليها ميثاق الجزائر من خالل النص على ضرورة إعطاء‬
‫الجماعات المحلية سلطات حقيقية واعتبر البلدية قاعدة التنظيم السياسي واالقتصادي واالجتماعي في‬
‫البالد"‪.....‬مسار الالمركزية ص ‪286‬‬
‫وبعد التغيير السياسي الذي حصل في ‪19‬جوان ‪1965،‬‬
‫‪.‬ظهر قانون البلدية الذي جسده األمر ‪24/67‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪1967‬‬
‫الذي يعتبر أول قانون لتنظيم البلدية في ظل الجزائر المستقلة‪ ،‬فقد‬
‫‪،‬أعطى للبلدية أهمية قصوى‪ ،‬العتبارها الخلية األساسية في الالمركزية اإلقليمية‬
‫‪،‬كما يتضمن هذا القانون سير وتنظيم االنتخابات للمجالس الشعبية البلدية‬
‫ويذكر الوسائل المادية و البشرية التي تعتمد عليها البلدية‪ ،‬لتحقيق أهدافها‬
‫ولتجسيد هذا المبدأ‪ ،‬فإن قانون البلدية أعطى صالحيات واسعة لهذه المجموعة‬
‫حتى تصبح قاعدة سياسية و إقتصادية وإجتماعية تعمل من أجل التطـور‬
‫والرقي على المستوى المحلي ‪.........‬واقع تطبيق ص‪132‬‬
‫كما جاء في دستور ‪1967‬التأكيد على اعتماد مبدأ الالمركزية وقد نصت‬
‫المادة ‪34‬منه‪ ،‬يستند تنظيم الدولة إلى مبدأ الالمركزية القائم على ديمقراطية‬
‫المؤسسات و المشاركة الفعلية للجماهير الشعبية إلى تسيير الشؤون العمومية‬
‫كما نصت المادة ‪35‬منه على أن تعتمد سياسة الالمركزية على توزيع‬
‫الصالحيات و المهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية داخل وحدة الدولة‪،‬و‬
‫تستهدف سياسة الالمركزية‪ ،‬منح المجوعات‬
‫اإلقليمية القيام بنفسها بمهام‬
‫تنمية المنطقة التابعة لها كمجهود مكمل لما تقوم به الدولة ‪ ..‬كما صدر القانون ‪09/81‬المؤرخ في ‪1981/07/04،‬الذي منح للبلديات‬
‫صالحيات جديدة تتمثل في الرقابة على الهياكل الحزبية ومصالح األمن وكذا‬
‫العمل التربوي‪..... ،‬واقع تطبيق ص‪133‬‬
‫يمكن أن نستخلص أن معالجة دستور ‪22‬نوفمبر ‪1976‬ال يختلف عن سابقه في اعتماده على الحزب الواحد‬
‫وعلى تبنيه للنهج االشتراكي‪ ،‬لكن له مزايا كونه جاء بالجديد‪ ،‬من خالل إشارته إلى مبدأ الالمركزية ومبدأ المشاركة الشعبية في‬
‫تسيير الشؤون العمومية ‪ ...‬مسار ص‪288‬‬
‫– المطلب التاني ‪ :‬المرحلة التشاركية – التعددية الحزبية‬

‫بصدور دستور ‪ 1989‬أعيد النظر جذريا في مسألة تركيب مؤسسات الدولة السيما الالمركزية والنظام‬
‫السياسي ومكوناته‪،‬فعرفت خالله الالمركزية انفصاال عن التصور السياسي السابق‪ ،‬لم يكن في شكل‬
‫مراجعة دستورية بل انفصاال جذريا عن التصور السياسي السائد لفترة طويلة في الدساتير السابقة السيما‬
‫دستور ‪1976‬بسبب أحداث أكتوبر ‪،‬فدستور ‪1988‬‬
‫جاء لتلبية مطالب عميقة وكرد فعل عن أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬حيث أعطى دستور‪1989‬‬
‫‪.‬مفهوم مميز لالمركزية‬
‫ولقد تطرق هذا الدستور لالمركزية في المواد ‪14 ،15 ،16‬من الفصل الثاني تحت عنوان "الدولة"‬
‫الباب األول يخص المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري"‪ ،‬فالمادة ‪14‬أقرت المبادئ التي تقوم‬
‫عليها الدولة‪ ،‬حيث المجلس المنتخب هو اإلطار القانوني لممارسة الحريات العامة ويعبر الشعب فيه عن‬
‫إرادته وإشباع حاجاته ويراقب به السلطات العمومية بواسطة‬
‫منتخبيه الذين يمثلونه في هذه المجالس‪ .....‬مسار االمركزية‬
‫حضيت الجماعات المحلية باهتمام جديد بترقية مشاركتها في بناء مؤسسات وطنية حيث أصبحت تشترك في عملية‬
‫تركيب مجلس األمة‪ ،‬حسب نص المادة ‪111‬والتي تنص على‪":‬ينتخب ثلثا ‪3/2‬أعضاء مجلس األمة عن طريق االقتراع الغير‬
‫المباشر والسري‬
‫لقد أبقي دستور ‪96‬على التركيبة المزدوجة لالمركزية الوالية والبلدية‪ ،‬وجعل المجالس المنتخبة المكان األنسب لممارسة حقوق‬
‫وحريات األفراد كقاعدة وتكريس ديمقراطية اإلدارة وعدم تحيزها حسب نص المادة ‪23‬وهذا بإخضاعها لرقابة مختلفة‬
‫األشكال رقابة شعبية عن طريق المجالس المنتخبة ورقابة سياسية يستأثر بها البرلمان بمصادقته على الميزانية العامة ورقابة قضائية‬

‫على قرارات السلطات اإلدارية باإلضافة إلى رقابة المجلس الدستوري في مدى دستورية القوانين واللوائح التنظيمية‪ ،‬وكل‬
‫المؤسسات الدستورية معنية بذلك حسب اختصاصاتها إضافة إلى هيئات أخرى كمجلس المحاسبة والرقابة الداخلية الذاتية ‪ .....‬مسار االمركزية‬

‫المطلب ‪ : 3‬دور االمركزية في التنمية المحلية‬


‫دور الوالية ‪1‬‬

‫تعتبر الوالیة إحدى الهیئات اإلداریة المستقلة عن الدولة قانونًا‪ ،‬بما تملكه من شخصیة معنویة واستقالل مالي ومجلس شعبي والئي‪ ،‬بغیة تحقیق‬
‫التنمیة المحلیة وتعزیز االستثمارات والتوجه نحو الالمركزیة في تسیر الشؤون المحلیة للمواطن‪ ،‬وتتسم الوالیة أیضا بكونها فضاء لتنفیذ‬
‫السیاسات العمومیة للدولة عبر مفوضها في الوالیة وهو الوالي الذي یملك صالحیات تنمویة بصفته ممثًال للوالیة‪ ،‬وبصفته مفوضًا وممث للدولة‬
‫ًال‬
‫أیضًا‪ ،‬هذه الخصوصیة القانونیة التي منحها المشرع الجزائري للوالیة تمثل فلسفة الدولة‪ ،‬ونظرتها للوالیة كأداة لتحقیق التنمیة المحلیة وتعزیز‬
‫االستثمار في القطاعات االقتصادیة بمختلف أنواعها (فالحیة‪ ،‬صناعیة‪ ،‬سیاحیة‬

‫كما تحتل المجالس الشعبیة الوالئیة مكانة هامة في حیاة المواطنین والدولة معًا‪ ،‬ألنها حلقة وصل بین اإلدارة ‪ ،‬كما یعتبر المجلس الشعبي‬
‫الوالئي الهیئة التداولیة في الوالیة‪ ،‬وله عدة صالحیات‪ ،‬یمارسها عن طریق لجان دائمة وأخرى مؤقتة یتم تعینها عن طریق المداولة‪ .‬كما خول‬
‫المشرع الجزائري للوالیة مجموعة من الطرق واآللیات القانونیة لتجسید وتحقیق التنمیة المحلیة على ترابها‪ ،‬والتي تتمثل في التمویل عن طریق‬
‫المیزانیة باعتبارها وسیلة لتعبئة أكبر قدر ممكن من الموارد المتاحة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى نظام المخططات الوالئیة باعتباره ضرورة من‬
‫الضروریات للنهوض بحیاة المجتمع داخل تراب الوالیة ‪ .‬الوالية ص ‪198‬‬

‫دور البلدية ‪2‬‬

‫البلدية هي وحدة أو هيئة إدارية ال مركزية إقليمية محلية في النظام اإلداري الجزائري ‪ ،‬بل هي الجهاز أوالخلية التنظيمية األساسية و القاعدية‬
‫سياسيا واجتماعيا وثقافيا ‪ ،‬وتضم البلدية مجموعة سكانية معينة وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪،‬ويتجلى دور البلدية في التنمية‬
‫المحلية في عدة مجاالت اجتماعية اقتصادية تقافية وتتجلي هذه التنمية في‬

‫وضع برامج خاصة بالتجهيز والتخطيط المحلي في حدود المتاح وفقا لسياسة العامة للمخطط الوطني‪،‬كما ترتكز اختصاصات البلدية في ميدان‬
‫التنمية المحلية على قاعدة التخطيط كأسلوب إلزامي‪ ،‬وليس مجرد برمجة‪ ،‬وهو عبارة عن وثيقة عمل مرجعية لعمل سلطات العمومية ويتم‬
‫بمبادرة الدولة‪ ،‬حيث يعتمد المخطط البلدي للتنمية على توفير الحاجات الضرورية للمواطنين اقتصاديا‪ ،‬ومحتوى المخطط يشمل التجهيزات‬
‫الفالحية واالنجاز التجهيزات الفالحية واالنجاز والتجهيزات التجارية وإعداد مخططا ا والسهر على تنفيذها‪ ،‬وتسجيل هذا المخطط باسم الوالي‬
‫بينما يتولى المجلس الشعبي البلدي السهر على تطبيقه‪،‬و يختص رئيس المجلس الشعبي البلدي بإعداد ميزانية البلدية‪ ،‬ويختص المجلس‬
‫بالتصويت عليها باعتباره اآلمر بالصرف بإسم البلدية تحت رقابة المحاسب البلدي الذي يتحقق من شرعية العمليات المالية ‪ ...‬دور االدارة‬
‫المحلية ص‪575‬‬

‫مطلب ‪ 1‬المزايا‬ ‫مزايا وعيوب‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬‬


‫تعد الالمركزية اإلدارية تطبيقا للدميقراطية يف اجملال اإلداري ويتجلى ذلك يف إشراك سكان الوحدات احمللية يف تشكيل اجملالس واهليئات املمثلة هلم عن‬
‫طريق االنتخاب وما حيققه ذلك من مزايا تتجسد يف تدريب السكان على ممارسة حق االنتخاب وعلى اختيار أفضل العناصر اليت تصلح إلدارة املرافق‬
‫احمللية وبذلك تعد الالمركزية اإلدارية مدرسة للدميقراطية وحتمل املسؤوليات‬
‫ومن أهم مزايا الالمركزية اإلدارية على املستوى اإلداري ختفيف العبء عن اإلدارة املركزية مبوجب نقل وحتويل كثري من املهام إىل اهليئات الالمركزية‬
‫لتتفرغ األوىل فقط للقضايا الوطنية اهلامة‪ ،‬وأيضا حتسني الوظيفة اإلدارية نظرا إلدارة وتسيري الشؤون الالمركزية من طرف أشخاص هلم مصاحل‬
‫مباشرة وحقيقية مما يدفعهم إىل زيادة االهتمام لتلبية االحتياجات احمللية يف صورة الالمركزية اإلقليمية أو اإلبداع وحتسني األداء يف التسيري بالنسبة‬
‫لالمركزية املرفقية‪ ،‬وكذلك جتنب البطء والروتني اإلداري وما يرتتب عنه من آثار سلبية من حيث تبسيط اإلجراءات وتقريب اإلدارة من‬
‫املواطن‪...‬االطار القانوين ص ‪179‬‬

You might also like