Professional Documents
Culture Documents
Mehdi - Lahcen
Mehdi - Lahcen
جامعة غرداية
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قسم الحقوق
1
مقدمة
في الزمن الغابر لم يكن اإلنسان يتميز بأشياء كثيرة عن الحيوان ،سواء في معيشته
أو في سلوكه االجتماعي ،و لم يكن يعرف حدودا لمعنى الحق والعدل.
-بمرور الزمن ،شعرت المجتمعات بالحاجة إلى أشخاص تثق بهم ،تنصبهم
حكما في منازعاتها من أجل الفصل فيما يعتبر حقا للفرد ،أو القبلية ،فأدى إلى
ظهور نظام قضائي يدعى " بالتحكيم" و هو نظام الذي أخذ به العرب قبل اإلسالم.
ظل األمر كذلك مدة طويلة ،إلى أن برز نظام الدولة على الشكل الحاضر و
أصبحت تمارس سلطة وضع قواعد ملزمة ،تبين بموجبها الحقوق و الواجبات ،و
تحتكر مهمة الفصل في المنازعات و تخصص له جهازا خاصا من أجهزة الدولة
المعاصرة ،يسمى "بجهاز القضاء أو الجهاز القضائي" .أسندت إليه مهمة الفصل
في المنازعات ،و إقامة العدل بين الناس جميعا ،بواسطة مجموعة من أشخاص
تتوافر فيهم شروط الكفاءة و النزاهة و الحياد يسمونهم "القضاة" و أنشأت مجموعة
من القواعد لتسيير هذا الجهاز يلزم كال من القاضي و المتقاضي بإتباعها سميت
باإلجراءات.
وما يهمنا كثيرا النظام القضائي الذي يدرس الهياكل القضائية التي يتوجه إليها
األشخاص من أجل النزاع اإلداري أما المنازعات المادية فإننا بصفة كالسيكية نتجه
إلى التنظيم القضائي كونه مجموعة من الهياكل المادية والبشرية وبمستوياته
المعروفة بقضاة القانون والموضوع وبالتالي فإنه انطالقا من كونه أصبح هناك
قضاء متخصصة يفصل في القضايا اإلدارية فإنه يوجد نظامين قضائيين وهو نظام
القضاء الموحد والقضاء المزدوج.
انطالقا مما ذكر فان اإلشكالية التي يمكن طرحها لمعالجة هدا الموضوع هي :ما
المقصود بالسلطة القضائية ؟
وفي إجابتي على هده اإلشكالية اتبعت الخطة اآلتية:
مقدمة
المبحث األول :السلطة القضائية
المطلب األول :نظام األحادية القضائية
المطلب الثاني :نظام االزدواجية القضائية
2
الفرع األول :مبررات االنتقال إلى االزدواجية القضائية
الفرع الثاني :نشأة القضاء المزدوج
المطلب الثالث :مهام المؤسسة القضائية
المبحث الثاني :تطور مفهوم االزدواجية في الجزائر
المطلب األول :ازدواجية المنازعات و وحدة الهياكل
المطلب الثاني :ازدواجية الهياكل و ازدواجية المنازعات
المطلب الثالث :أسباب تبني نظام االزدواجية القضائية في الجزائر
خاتمة
3
المبحث األول :السلطة القضائية
المطلب األول :نظام األحادية القضائية
يعتمد هذا النظام على منح القضاء بكل محاكمه وعلى اختالف درجاتهم الحق في
النظر والفصل في جميع المنازعات دون األخذ بعين االعتبار من هم أطراف النزاع
ويعتبر هذا األسلوب هو األصل التنظيم القضائي غير انه اليوم يعرف انتشارا في
الدول االنجلوسكسونية كانجلترا والواليات المتحدة األمريكية .
ويحكم هذا النظام مبدأ هام هوا إن القاضي يملك سلطات ضخمة في مواجهة اإلدارة
فهو يستطيع إصدار أوامر بعمل أمر معين أو تعديل قرار معين بمعنى أنه ال يوجد
في ضل القضاء الموحد محاكم إدارية مستقلة عن المحاكم العادية .فالقضاء العادي
يختص فالنظر في جميع المنازعات سواء كانت بين األفراد أو بين األفراد واإلدارة
وسواء أكانت هذه النزاعات مدنية أو تجارية أو إدارية إضافة إلى انه يتم وضع
قانون واحد تفصل قواعده القانونية في جميع المنازعات سواء كانت عادية أو
اإلدارة طرفا فيها وبتالي وجود اإلدارة كطرف في النزاع ال يمنحها الحق في
تطبيق قانون مميز يختلف عن القانون العادي الذي يطبق على منازعات األفراد .
-لقد مر التنظيم القضائي في الجزائر بمجموعة من التحوالت شهدت من خاللها
تبني للحكومة المستقلة لنظام األحادية القضائية بعد أن حتمتم عليها الظروف
االستمرار بنظام االزدواجية القضائية الذي كان معمول به قبل االستقالل ،قبل أن
تجمعه مجموعة من الظروف أيضا إلى العمل بنظام األحادية القضائية ،ثم
التكريس الدستوري لنظام االزدواجية القضائية إلى غاية أالن ،فبعد االستقالل
مباشرة توجهت السلطة في البالد إلى توحيد جهات القضاء في نظام قضائي واحد
ينسجم فيفي الظروف المجتمع الجزائري )1(.
-1بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم ،عمل واختصاص) ،ط ، 2دار الهومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر ، 2013 ،ص .26
4
المطلب الثاني :نظام ازدواجية القضاء
ينسب الفقه هذا النظام لفرنسا وهوا يقوم أساس وجود قضاء مستقل يختص بالنظر
في المنازعات اإلدارية فأن االختصاص ينسب إلى الجهة القضائية بالنضر إلى
أطراف النزاع أو موضوع النزاع وبمعنى أخر فان النظام المزدوج يفرض وجود
قضائي إداري ينظر في القضايا التي تكون اإلدارة طرفا في النزاع وتصنف على
أنها قضايا إدارية و قضاء عادي يفصل في القضايا العادية األخرى وتبعا لذلك فان
القضاء اإلداري يفصل في المنازعات اإلدارية ويطبق في ذلك قواعد قانونية متميزة
ومختلفة عن قواعد المطبقة في القضاء العادي كما تؤسس لذالك محاكم خاصة
ومستقلة تنظر فقط في مثل هذا النوع من المنازعات .
الفرع األول :مبررات االنتقال إلى االزدواجية القضاء
أ)-السبب التاريخي :ترجع إلى مقولة دولوبالز القانون هو فكرة تاريخية وابتدئ
المشكل في الثورة التاريخية ومن بين أثاره أنه يعتبر القضاء الذي يفصل في
نزاعات اإلدارية هو تدخل في اإلدارة مثال في الجزائر أخذ االزدواجية القضائية في
1996وبالتالي من أسبابها إذا تم إلغاء إداري أو فسخ عقد إداري أو نشاط إداري
هذا يعد مساس باإلدارة والتي هي سلطة تنفيذية وها يعني أن السلطة القضائية
تدخلت في السلطة التنفيذية وهذا ما يسمى الفصل ما بين السلطات ويجب أن يكون
هناك قضاء إداري مستقل عن القضاء العادي وال يجب أن تتدخل السلطة القضائية
في السلطة التنفيذية ويجب أن يكون هناك قضاء إداري مختلف ومما سبق تستنتج
أنه انطالق من الثورة الفرنسية ومن أسبابها الفصل بين السلطات فيجب أن يكون
هناك قضاء إداري مختص .
ب) -سبب تقني :القاضي اإلداري الذي يتكون بطريقة خاصة وتحكم في قواعد
القانون العادي وهو يتعرف على نشاط إداري أكثر من العادي فالقاضي العادي يتبع
مفاهيم القانون العادي إذا كان القاضي العادي يفصل في القضاء اإلداري فبأي شيء
يفصل فيه هل بواعد القانون المدني والتجاري فالقاضي العادي ال يعرف المصلحة
العامة وال يعرف المرفق العام بل يعرف المصلحة الخاصة وال يستطيع القاضي
العادي أن يحكم بالقانون اإلداري )1( .
-1مسعود شيهوب ،المبادئ العامة ،المنازعات اإلدارية ،ج ،1األنظمة القضائية المقارنة و المنازعات اإلدارية ،ط،4
ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية –بن عكنون -الجزائر،2005 ،ص.ص .65 66،
مميزاته :
5
-إن تطبيق ازدواج القضاء بالمفهوم الحقيقي و السليم لهذا النظام ،يؤدي إلى تجسيد
و تطبيق مبدأ التخصص و تقسيم العمل في مجال الوظيفة القضائية بصورة منظمة
و فعالة ،فوجود قضاء إداري مستقل و متخصص في إثراء نظرية القانون اإلداري
و تفسير و تطبيق أحكام و قواعد هذه النظرية على المنازعات اإلدارية تجعل عملية
أحكام و تطبيق الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة و الدولة أكثر تجسيدا و
تخصصا و واقعية ،األمر الذي يؤدي إلى ضمان و حماية فكرة الدولة القانونية ،و
مبدأ الشرعية و النظام القانوني لحقوق و حريات اإلنسان و المواطن بصورة واقعية
و فعالة.
-نظام ازدواج القضاء أدى و يؤدي بواسطة القضاء اإلداري المستقل و
المتخصص في المنازعات اإلدارية إلى ثراء النظام القانوني في الدولة ،بصفة
عامة ،و إثراء العلوم اإلدارية بصورة خاصة و ذلك بفضل مساهمة النظام اإلداري
الفرنسي األصل تاريخيا عن طريق خلق نظرية القانون اإلداري في مفهومها
الضيق و الفني بواسطة اجتهادات و حلول القضاء اإلداري
عام)1(. -وجود ازدواجية قانونية أي وجود قانون خاص وقانون
-1عمار عوابدي،عملية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في النظام جزائري ،ج ،1ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،سنة ،1982ص.ص .68.69،
الفرع الثاني :نشأة القضاء المزدوج
6
يعد القضاء المزدوج فرنسيا المنشأ حيث ظهر بموجب قانون 24أوت 1890
قانون المنع والذي منع القضاء العادي أن يفصل في القضايا اإلدارية وبالموازاة
دخلت مرحلة اإلدارية القاضية وهي مرحلة غير منطقية ألنه بعد الفصل القضايا
اإلدارية أصبحت اإلدارة تفصل في القضايا اإلدارية ومرحلة أوزير القاضي وهي
الفصل والمرحلة الثانية وبالتالي انقسمت إلى قسمين :
-1مرحلة القضاء المقيد :لما أنشأ مجلس الدولة كان عمله عمل استشاري أي ال
يفصل في النزاع ويعطي رأيه فقط للوزير القاضي الذي يفصل في النزاع .
-2مرحة القضاء المفوض 24/05/1952 :المادة 09جعلت من مجلس الدولة
جهاز قضاء إداري أصبح القضاء في هذه الفترة يفصل في النزاع ولكن كدرجة
أخيرة ألن ما زالت فترة الوزير القاضي موجودة فلوزير يفصل في القرار ثم يأتي
مجلس الدولة كدرجة ثانية ثم درجة استئناف نهائية ولكن انتهت مرحلة الوزير
القاضي وأنشأت المحاكم اإلدارية في 13/09/1953فأصبحت توجد المحاكم
اإلدارية وجاءت درجة أخرى للمجالس القضائية كدرجة استئناف للمحاكم اإلدارية
ومجلس الدولة كدرجة نقض .
-1سعيد بوشعير،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،ج ، 2ط ، 10ديوان المطبوعات الجامعية ،ص34
-1مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج ،2الهيئات و اإلجراءات أمامها ،ط ،3ديوان المطبوعات
الجامعية ،الساحة المركزية بن عنكون -الجزائر ،ص.178 ،
9
تم تبني نظام االزدواجية القضائية بموجب المادة 152من دستور 1996م ،األمر
الذي يجعل صورة التنظيم القضائي في هذه المرحلة تختلف من حيث الهياكل و
اإلجراءات عن نظام وحدة القضاء ،الذي ساد لفترة طويلة و مر ذلك إلى اختالف
المفاهيم و العناصر المميزة للنظامين و التي أخذت بهياكل الدول التي تبنتها مثل:
مصر ،تونس ،فرنسا ،غير أن اإلطار القانوني للتنظيم اإلداري في الجزائر ينفرد
من حيث مبادئه األساسية ،األمر الذي جعل بعض الدارسين يعتبرون أن التغيير
الذي مس التنظيم القضائي هو مجرد تغيير هيكلة ،و أن التنظيم القضائي الجزائري
هو بمثابة ازدواجية هيكلية و ليست ازدواجية قضائية ،كما أن تبني نظام
االزدواجية القضائية كان وراءه عدة دوافع و أسباب نظرا ألنه جاء في مرحلة
اتسمت بتوجهاتها الجديدة األمر الذي استلزم وضع اآلليات الكفيلة بإرساء دعائم
االزدواجية على أرض الواقع.
-1بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم ،عمل واختصاص) ،مرجع سابق 30 ،
11
الخاتمة
وفي األخير يمكن القول أن النظام القضائي في الجزائر في الفترة ما بعد
االستقالل ،يالحظ مدى التغيير الذي حدث بين مرحلة و أخرى ،سواء ما تعلق
بهياكل القضاء العادي و اإلداري من جهة ،أو ما تعلق باإلجراءات المتبعة و توزيع
االختصاص من جهة أخرى.
فعلى صعيد النظام القضائي تم االنتقال من نظام وحدة القضاء المطبق في البالد منذ
سنة 1965م إلى نظام ازدواجية القضاء الذي أقره دستور 1996م ،و اختص هذا
النظام في طبيعة النظام القضائي إنشاء هيئات قضائية جديدة تالئم طبيعة اإلصالح
المعلن ،فتم إنشاء محاكم إدارية عوضا من الغرف الجهورية التي كانت قائمة،
بحيث نالحظ هنا مدى تأثر المشرع الجزائري بالمشرع الفرنسي في تبني هذه
الهيئات الجديدة لتحل محل الغرف اإلدارية ،و تم إنشاء مجلس الدولة و محكمة
التنازع.
نالحظ بأن هذه الهيئات القضائية هي نفسها هيئات النظام القضائي المزدوج بفرنسا.
و بذلك تجسد التغيير النوعي على مستوى هياكل التنظيم القضائي ،و تكرس الفصل
رسميا بين أجهزة القضاء العادي و القضاء اإلداري.
على الرغم من أن هذه المزايا التي جاء بها دستور 1996إال أن هناك مجموعة
من اإلشكاالت القانونية كعدم تنصيب المحاكم اإلدارية لحد اآلن ما عدا تنصيبها في
بعض الواليات فقط.
12
قائمة المصادر والمراجع
-1د .بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري (تنظيم ،عمل واختصاص )
ط ، 2دار الهومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر . 2013 ،
-2د .سعيد بوشعير،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،ج ، 2ط، 10
ديوان المطبوعات الجامعية .
-3د.عمار عوابدي،عملية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في النظام
جزائري ،ج ،1ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة. 1982
-4د .مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،ج ،2الهيئات و
اإلجراءات أمامها ،ط ،3ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية بن عنكون-
الجزائر.
-5د .مسعود شيهوب ،المبادئ العامة ،المنازعات اإلدارية ،ج ،1األنظمة القضائية
المقارنة و المنازعات اإلدارية ،ط ،4ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية
–بن عكنون -الجزائر.
13
الصفحة الفهرس
مقدمة2.......................................................................................................................
خاتمة12........................................................................................................................
قائمة المراجع13...............................................................................................................
الفهرس14......................................................................................................................
14