Professional Documents
Culture Documents
ماهية الضبط الاداري
ماهية الضبط الاداري
مهما تعددت التعاريف الفقهية ،اال انها اعتمدت على معيارين و هما :
المعيار المادي :يقصد بالبوليس االداري نشاط الهيئات االدارية التي تهدف الى
المحافظة على النظام العام .على انه لو استعملت عبارة الضبط االداري
لوحدها فالمقصود بذلك المعنى المادي .
-المعيار العضوي :الذي يرتكز على الهيئة التي تتولى الضبط ،حيث يعرف
على انه مجموعة االشخاص المكلفين بذلك النشاط اي الذين يقومون بتنفيذ
االجراءات المتعلقة بالمحافظة على النظام العام .
ان الذي يتخذ القرار هو البوليس االداري بالمفهوم المادي .
ان الذي ينفذ القرار هو البوليس االداري بالمعنى العضوي .
و عليه يمكن القول ان البوليس االداري هو نشاط اداري يتمثل في فرض قيود
على تصرفات االفراد من اجل المحافظة على النظام العام .
يشترك البوليس االداري مع المرفق العام في كون كالهما نشاط اداري ،اما
الفرق تقوم المرافق العامة بتقديم خدمات عامة قصد تحقيق المصلحة العامة ،
اما البوليس االداري يقوم بتقييد نشاط االفراد من اجل المحافظة على النظام
العام .
يتميز الضبط االداري بعدة خصائص اهمها :
-الصفة االنفرادية :يصدر باالرادة المنفردة لالدارة .
الصفة السيادية للضبط االداري :هو مظهر من مظاهر امتيازات السلطة -
العامة .
-الصفة الوقائية للضبط االداري :الضبط االداري ذو طابع وقائي حيث -
يسعى الى تفادي الخطر قبل وقوعه ،مثال منع التنقل و حظر التجوال لمنع
تفشي الوباء .
-الصفة التقديرية للضبط االداري :تتمتع االدارة في مجال الضبط االداري -
بقدر من الحرية في التصرف و اصدار قراراتها .
-مالحظة هامة :البوليس االداري يعتبر احتكارا مطلقا لالدارة :اي ان الذي -
يمارسه هو السلطة التنفيذية فقط لذلك ال يجوز للخواص ممارسة هذا النشاط ،
كما انه ال ييجوز للدولة ان تتنازل عنه .
الفرع الثاني :الطبيعة القانونية لسلطة
الضبط االداري
اختلفت االراء الفقهية بشان طبيعة سلطة الضبط االداري فيما اذا كانت ذات طبيعة
قانونية محايدة ( اوال) ،او ذات طبيعة سياسية ( ثانيا )
الضبط االداري ذو طبيعة قانونية محايدة :بمعنى انه ال يخضع للسياسة و ال يرتبط -
بفلسفة سياسية معينة .فالمفروض ان هيئات الضبط اثناء قيامها بوظيفة الضبط
تضع في االساس مسالة كيفية السماح لالفراد بممارسة الحريات دون االخالل
بالنظام العام ،و يجب ان تخضع كل تدابير و اجراءات الضبط االداري للقانون .
الضبط االداري ذو طبيعة سياسية :ذهب البعض الى القول ان سلطة الضبط سلطة -
ال تتجرد من الطابع السياسي فالنظام العام في حقيقته و جوهره فكرة سياسية و
اجتماعية و لذلك فان الكثير من القيود التي تكبل الحريات قد انبعثت من فكرة
سياسية و اجتماعية و التي يدعى انها مفروضة لوقاية النظام العام .
و الرأي الراجح هو االتجاه االول على اعتبار انه يمثل الطبيعة الصحيحة و السليمة
للضبط ،اما االتجاه الثاني – الذي يمثل الواقع العملي لبعض الدول – فانه يؤدي
الى التضييق الى على الحريات و خنقها بذريعة المحافظة على النظام العام .
-المطلب الثاني :انواع الضبط االداري و تمييزه عن
غيره من صور الضبط االخرى
بالتوفيق